مكتملة واقعية درامية ملاك حبي - كاملة - 21/1/2024 (عدد المشاهدين 5)

F

f͠a͠t͠m͠a͠🝔

عنتيل زائر
غير متصل
عاشقة قلب 𝔱𝓗 β𝐋𝓪℃K Ã𝓓𝔞Mˢ

رواية ملاك حبى كامله



رواية جميلة إستمتعوا بالقراءة

ومنتظرة رأيكم ..


” فاقد الشيء.. لا يعطية ”


هل سمعت هذة المقولة منقبل؟..بغض النظر ان كنت ربما سمعتها ام لا..ما رايك بها؟..ان اردت رايى فانا لا اؤيدهذة المقولة..ففاقد الشيء هو الذي يستطيع ان يعطية ..لانة الوحيد الذي شعر بالمفقدانة لهذا الشيء..وهو الوحيد الذي يمكنة ان يعوض من امامة بالشيء الذي خسرة ذاتيوم..فمن فقد حنانا ..يشعر بالم فقدانة و يمنحة لكل من حوله..ومن فقد حبا..يعوضة لمنفقده..لانة يشعر بحقيقة الامه..اظنكم ربما فهمتم ما اعنية لكم..لذا اترككم مع الحكاية ..صحيح انها من محض الخيال..ولكن من يدري؟..ربما تحدث يوماما..





مقدمة :

ملاك هو اسمها..ملاك هى ملامحها..ملاك هى ابتسامتها..ملاك هى صفاتها..قلبها الكبير بحبالناس..لم يعرف معني الكرة ..معني الكذب او الخداع..معني الغرور و الطمع..تخيلت انهاتحيا فعالم لا و جود للشر فيه..عالم ملئ بالخير و الحب..بالتسامح و الطيبة..


هل اخطات عندما عاشت علي افكارها تلك ؟..علي صفاتها تلك..واى صدمة ستعيشها لو علمتبالواقع المر؟..هل سيستطيع احد ان يمنحها حبا يساوى حبها لكل هؤلاء الناس؟..هلسياتى يوم و تري الحب فعيون من حولها؟..وذلك الشخص الذي طالما تمنتة و الذي لميختفى من احلامها لحظة ..يقترب منها و بهمس قائلا..(انت ملاك حبي)..(ملاك حبيانا)..


الجزء الاول


“هي.. و هو”


ابتسمت تلك الفتاة و هى تمشط شعرها الاسود الذي ينسدل علي كتفيها بنعومة و رقة..وتتطلع الي نفسها فالمراة..كانت بيضاء البشرة..رائعة و بريئة الملامح.. تصرفاتها تجعلها اقرب الي الاطفال..مع انها ربما تجاوزت سن الثامنة عشرة..


كانت اشبة بالملاك عندما تبتسم..ابتسامتها ممكن ان تذيب جبالا من الغضب الذي تعيش بداخلك..وكانت مدللة و الدها و خصوصا بعد و فاة و الدتها..وبعد هذا الحادث المشئوم الذي اثر بالجميع فيما عداها هى لانها كانت صغار السن لحظتها..لم تعلم بم يدور حولها..او بم يحدث..فطفلة لم تتعدي الثانية =من عمرها كيف لها ان تدرك ان و الدتها ربما توفت فذلك الحادث..وانها هي..تلك الطفلة الصغيرة باتت سجينة ذلك المقعد الي الابد….




فبعد حادث السيارة المشئوم..اصيبت (ملاك)..الطفلة التي لم تتعدي الثانية =من عمرها يومها..بالشلل..اثر اصابة بعمودها الفقري..


لكن ذلك لم يؤثر فيها كثيرا..فمن جهة و الدها..يغدق عليها بلطفة و حنانة و حبه..ومن جهة اخري هى لم تختلط بمن يماثلونها العمر و يشعرونها بعجزها..فقد كانت تحيا بمعزل تقريبا عن الاخرين..فهى تقوم بالدراسة بالمنزل..تحت اشراف مدرسين متخصصين..





التقطت ملاك تلك الزهرة الصغيرة و ثبتتها باحد اطراف شعرها ..وما لبثت ان سمعت صوت طرق الباب فقالت مبتسمة: ادخل..


دلف و الدها الي الداخل و قال مبتسما و هو يميل نحوها و يلثم جبينها: كيف حال ملاكى اليوم؟..


قالت ملاك مبتسمة: فاقوى حال..ماذا عنك يا ابي؟..


قال و هو يهز كتفيه: لاشيء..عمل فعمل..


ومن بعدها لم يلبث ان ابتسم و هو يغمز بعينه: و ذلك ما دعانى لاعود فسرعة الي صغيرتى الغالية..


قالت و هى تفكر: ابي..لم يبقي علي راس السنة الميلادية شيء و نحن لم نقم بالتجهيز لها..




قال فهدوء: لا يحتاج الامر لكل تلك التجهيزات..سوف نقوم بتزيين البيت بالاضافة الي شراء بعض الحلويات..


قالت فسرعة: لا اريدها ان تكون كالعام الماضى ..اريدها ان تكون مختلفة و متميزة..


مسح علي شعرها و قال: حسنا و ما رايك..ما الذي سيجعلها متميزة ذلك العام؟..


قالت برجاء: ان ندعو اليها ابناء عمى ..


عقد و الدها حاجبية و قال: الم نتحدث فهذا المقال كثيرا يا ملاك؟..اطلبى اي شى الا هذا..


قالت متسائلة: و لماذا؟..فى جميع مرة ترفض البوح لى بالامر ..اننى لم ارهم منذ ان كنت فالسادسة من عمرى و بعدين لم ارهم ابدا..




قال و هو يزفر بحدة: لا تسالينى عن السبب..نحن كذا نعيش براحة بمعزل عنهم..


قالت ملاك برجاء: الي متي يا ابي؟..الي متى؟..لابد ان ياتى يوم و نضطر لان نكون معهم..ففى النهاية عمى هو اخيك ..وابناءة بمثابة ابناء لك..


صمت و الدها و هو يعلم انها علي حق..ولكنة لم يعد يزور اخية و انقطعت بينهم جميع اواصر العلاقات..وهذا قبل اثنى عشر عاما..اسباب عديدة دفعتة لقطع تلك العلاقة..اولها كان..اصرارهم بزواجه..انة ابدا لا يفكر باحضار امراة الي ذلك البيت لتكون بمثابة زوجة اب لابنته..ثم لا يريد ان تشعرها بعجزها و خصوصا و هو يعلم بحال ابنتة و باى اثار ربما يسببة جرح مشاعرها..واشعارها بالواقع الذي تحياه..


والاسباب =الثاني هو انهم دائما ما يشعرونة بعجز ابنتة و يحاولون التلميج بهذا لها.. يحاولون دائما الاشارة انها لن تعيش كباقى البشر .. دون عمل ..و دون قدرة علي فعل شيء ..يستكثرون عليها هذة الحياة التي تحياها .. و يطمعون بكل قطعة نقدية تمتلكها و كانها لا تمتلك الحق فالحياة لمجرد عجزها..انهم لا يفهمون انها ابنته..حياتة كلها ..ولو طلبت نجمة فالسماء لاحضرها لها.. و لهذا لا يريد لاى من اخوتة او ابناءهم ان يعودوا للظهور فحياتة ..لا يريدهم ان يجرحوا ابنتة و لو بكلمة..انها ملاك..الا يفهمون..؟..


(ابى الي اين ذهبت؟..)


قالتها ملاك لتنتزع و الدها من افكاره..والتفت لها ليقول بابتسامة باهتة: افكر فصغيرتى الغالية و ما ذا اشترى لها بمناسبة راس السنة..


– لا اريد الا ما اخبرتك به..


قال متجاهلا عبارتها: اتعلمين يا ملاك ..اليوم و انا اقود السيارة شاهدت متجرا للمجوهرات..دلفت الية و لم استطع مقاومة ان اشترى ذلك لملاكى الصغير..


قالها و هو يظهر قلادة من جيبة و يهبط الي مستواها و يرفعها امام ناظريها..اتسعت ابتسامتها و هى تلمح تلك القلادة الذهبية التي كانت عبارة عن شكل لقلب و بداخلة يتوسط قلب اصغر غير ثابت و متارجح..وقالت بسعادة: ذلك لي..


اقترب منها و الدها و قام بوضع القلادة حول رقبتها..وقال مبتسما: ما رايك بها؟..


قالت بفرحة : اقترب منى يا ابي..


اقترب منها و قال: لم؟..


سقطت بين ذراعية و قالت: احبك يا ابى ..احبك..


ضمها و الدها الية بحنان شديد..وهو يفكر بالمستقبل المجهول الذي ينتظر ابنتة التي لا تعرف عن العالم شيئا…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


علي طرف احدث و فمدينة اخرى..وفى هذا البيت الكبير الذي كان اشبة بالقصر..هتفت تلك الفتاة قائلة بانزعاج: (مازن)..اعد الى احمر الشفاه..


قال ما زن و هو يبتسم بسخرية: لا يوجد لدينا بنات يضعون احمر شفاه..


قالت بحنق: انها حفلة..ماذا تريدنى ان اضع اذا؟..


قال و هو يميل نحوها: يكفيك ما تلطخين بة و جهك من الوان..


قالت بغضب و هى تمد يدها اليه: اعدها الي..


قال و هو يلوح باحمر الشفاة فو جهها ليغيظها: و اذا لم افعل يا انسة (مها)؟..







قالت بانفعال:ساخبر و الدي..


قال بعدم اهتمام: اخبريه..


اسرعت مها تهبط درجات السلم و تتوجة نحو و الدة الذي كان يحتسى كاس القهوة فالردهة الرئيسية..وسمع صوت ابنتة مها و هى تقول: و الدي..يجب ان تجد حلا مع ما زن..


التفت لها و قال: و ما ذا بة شقيقك ذاك؟..


قالت بحنق: لقد اخذ احمر الشفاة الخاص بي.. و يرفض اعادتة لي..


قال و الدها بضجر: و ليس لى عمل غير فض الخلافات بينك و بين اخيك..


قالت بسخط: هو من بدا..


جاءها صوت ما زن و هو يقول: بل هي..تود و ضع احمر شفاة فحفل ساهر..لا تزال **** علي كهذا الامور..


قالت بحدة: انت الطفل..


قال و الدة بملل: الم تكبر علي كهذا الامور يا ما زن؟..لقد تجاوزت الخامسة و العشرين..


قالت مها و هى تعقد ساعديها و قالت: اخبرة بذلك يا و الدي..وقل له ان يعيد احمر الشفاة الخاص بي..


قال ما زن مبتسما: ساعيدة و لكن بشرط..


التفتت له فاردف: ان تعرفينى علي احدي صديقاتك بالحفل..


قالت و عيناها متسعتان: لا بد و ان عقلك ربما اصابة خلل ما ..


تطلع الي احمر الشفاة الذي بيدة و قال: فليكن اذا.. لا تحلمى ان ترى ذلك مرة اخرى.. و دعية الان قبل ان يصل الي سلة المهملات..


قالت باحتجاج: لا تفعل هذا.. انه باهض الثمن..


– امامك حلان اما احمر الشفاة او احدي صديقاتك؟..


مطت شفتيها و قالت: فليكن ساعرفك علي احداهن.. اعدها لى الان..


كاد ان يعطيها اياة و لكنة تراجع قائلا: اقسمى اولا..


قالت بضجر: اقسم علي ذلك..هل ارتحت؟.. هيا اعطنى اياه..


قدم لها احمر الشفاه.. فاختطفتة منة فسرعة و عادت ادراجها الي الطابق الاعلى..اما و الدة فقد تطلع الية بضيق و من بعدها قال: الا تخجل من نفسك يا ما زن من ان تطلب من اختك ان تعرفك علي احدي صديقاتها؟.. و امامى ايضا..


هز ما زن كتفية و من بعدها قال: انها مجرد صداقة بريئة يا و الدي.. و كل الفتيات اللواتى اعرفهن يعلمون مسبقا انى لن ارتبط باحداهن.. انا لم اخدع احدا.. جميعهن يعرفن حدود العلاقة التي بيننا..


قال و الدة بضيق: الا تري ان هذة العلاقات لا تصلح لشاب مثلك؟.. الا تفكر فالاستقرار؟..


ابتسم ما زن و قال: ان كنت تعنى الزواج.. فكلا.. لا افكر بة مطلقا..


هز و الدة راسة بضيق اكبر و قال: انظر الي اخيك انه لا يتصرف كتصرفاتك..علي الرغم من انه شقيقك الاصغر..


قال ما زن بسخرية: (كمال).. انه لا يبالى بشيء ابدا.. انظر الية علي الرغم من اننا سنغادر بعد قليل.. فلم يحضر حتي الان..


– اتصل بة لتعلم اين هو اذا..


التقط ما زن هاتفة ليتصل بكمال و لكن قبل ان يفعل سمع صوت الباب الرئيسى و هو يفتح.. فابتسم ما زن بسخرية و قال: لابد و انه ربما ترك اصدقائة من اجلنا اخيرا.. و قرر الحضور..


التفت و الدة الي حيث كمال و قال و هو يعقد حاجبيه: لماذا تاخرت يا كمال؟..


قال كمال بلامبالاة: لقد نسيت امر حفلة الليلة.. و لم اتذكر الا قبل و قت قصير..


عقد و الدة حاجبية و قال باستنكار: و هل ذلك امر يستطيع المرء نسيانة يا كمال؟..


هز كمال كتفية و من بعدها قال: لقد نسيتة و انتهي الامر..


قال الوالد بعبنوتة و هو يلتفت الي ما زن: استدعى شقيقتك لنغادر .. فلو تناقشت معكم اكثر من هذا.. ربما اصاب بمرض القلب..


القي ما زن نظرة حانقة علي كمال الذي بدا غير مباليا ابدا بما يحدث حوله.. و من بعدها عاد ليهتف مناديا مها: مها.. اسرعى سنغادر بعد قليل..


سمع صوتها من اعلي الدرج و هى تقول بصوت عالي: سوف اتى .. دقائق و احدة فقط..


وما لبثت ان هبطت بعد قليل.. ليغادروا جميعا البيت.. متوجهين الي الحفلة المنشودة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


شعرت ملاك التي كانت تنام بهدوء فغرفتها بلمسات حانية تداعب و جنتها ..فهمست قائلة: اريد ان انام..


سمعت صوت و الدها يقول: هيا استيقظى ايتها الكسولة..


فتحت عينيها ببطء و ارتسمت ابتسامة و اسعة علي شفتيها و هى تقول : ابي.. الم تذهب الي عملك اليوم؟..


هز راسة نفيا.. فسالتة قائلة و هى تعتدل جالسة: و لم؟..


قال و الدها بهدوء: ذلك ما جئت لاحدثك عنه..


تطلعت ملاك الية بحيرة و قالت: و ما هو الذي جئت لتحدثنى عنه؟..


مسح علي شعرها بحنان و من بعدها قال: انت تعلمين ان اعمالى كثيرة داخل و خارج البلاد.. و اليوم ربما حدث امر طارئ يستدعينى للسفر..


عقدت ملاك ساعديها امام صدرها و قالت بضيق: ليس مرة اخري يا و الدي.. ستتركنى و تسافر..


زفر و الدها قائلا: و ما ذا عساى ان افعل يا ملاك؟.. اننى مضطر صدقينى و الا لما غادرت البلاد و تركتك..اتظنين ان امرا بسيطا ربما يجبرنى علي تركك و حدك.. لا ان الامر اكبر من ذلك و على ان اكون هنالك لاستطيع تدارك اي خطا ربما يحدث..


اشاحت بوجهها عنة و قالت و هى تشعر بغصة فحلقها: فالمرة الماضية كذلك تركتني.. هنا لوحدي.. لا اجد ما افعله.. سوي التحدث الي نفسي..


قال و الدها بحنان و هو يضمها الي صدره: ملاك يا صغيرتي.. لا تقولى هذا.. انت اكثر من يعلم اننى اتضايق عندما اراك حزينة..


امسكت ملاك بسترتة و قالت برجاء: اذا خذنى معك .. ارجوك..


ربت علي ظهرها و قال باسف: ليتنى استطيع.. ساكون منشغلا طوال الوقت.. و ساضطر لانتقال من مكان الي اخر.. و ربما لا استقر فمكان ما الا بعد ايام من و جودى هناك..


ابتعدت ملاك عن و الدها و قالت و عيناها متسعتان: ايام؟؟.. اتعنى انك ستغيب كثيرا هذة المرة.. و ستتركنى و حيدة هنا..


– اسبوع لا اكثر..


ترقرقت الدموع فعينيها و قالت بحزن: لقد سامت البقاء لوحدى يا ابى .. لا اريد ان ابقي لوحدى مرة اخرى.. اريد ان اجد من اتحدث اليه..


قال و الدها بحنان و همس و هو يمسح تلك الدموع التي سالت علي و جنتيها: لا اريد ان اري هذة الدموع.. تعلمين انى لا اتاثر الا عندما اري دموعك..


قالت ملاك باصرار: اريد ان اتى معك..


– ليتنى استطيع يا ملاك..


صمتت ملاك بحزن و هى تشعر بان الماضى سيتكرر و تظل و حيدة من جديد.. جميع عام يغادر و الدها البلاد.. ليومين او ثلاثة و يتركها و حيدة.. و لكن هذة المرة سيغادرة لاسبوع كامل.. لا تستطيع ان تبقي فالمنزل مع عدد من الخدم فقط.. تريد ان تتحدث الي احد يفهمها و تفهمه..


وقال و الدها بابتسامة: ستكون معك السيدة (نادين).. و هى المسئولة عنك كما تعلمين فلا تقلقى لن تحتاجى لاى شيء فغيابي..


قالت ملاك بحزن: لا اريد ان ابقي و حيدة..


شعر و الدها بالعطف تجاهها و قال و ربما احس انه ممكن ان يوافق علي اي طلب تطلبه.. و هو يراها فحالتها هذه: ما الذي تريدينة اذا؟..


التفتت له و مسحت دموعها فسرعة لتقول: اريد ان اذهب لمنزل عمى للبقاء عندهم..


قال و الدها فعدم تصديق و دهشة: بيت =عمك؟..انت لا تعرفين احدا منهم ابدا..


قالت ملاك و هى تعض علي شفتيها بالم: علي الاقل ساجد من اتحدث الية هناك..


قال و الدها بحزم: ملاك.. جميع شيء الا هذا.. انا لا اريد لك ان تذهبى الي هنالك و تختلطى بهم لان…


قاطعتة ملاك برجاء: ارجوك يا ابي.. لن اطلب شيئا احدث سوي هذا.. ارجوك..


رق قلب و الدها و هو يراها تتوسل اليه.. و شعر انه قد اخطا عندما جعلها بمعزل عن الاخرين.. ربما يصبح هذا فصالحها.. و لكنة كذلك اسباب لها الشعور بالوحدة.. الشعور بان ليس لديها اصدقاء ممن يماثلونها العمر.. و ربما يصبح هذا سببا فعدم ادراكها لطبيعة البشر من حولها..


وارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتى و الدها ليقول: كما تشائين يا صغيرتي.. سافعل لك جميع ما تريدينه..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


تطلع و الد ما زن الذي كان يجلس خلف ما ئدة الاكل الي المقعد الفارغ و قال متسائلا: اين كمال؟..


اجابتة مها التي كانت تجلس بجوار و الدها: لا يزال نائما..


قال و الدها بضيق: انها الثانية =ظهرا.. اي نوم ينامة الي الان؟..


قال ما زن الذي جلس علي الطرف الاخر للمائدة: الم اخبرك انه لا يبالى باى شيء؟..


قالت مها بحنق: علي الاقل هو ليس مثلك.. دائم الشجار معي..


قال ما زن بابتسامة: انا اقوم بتسليتك.. فلو لم اكن اتشاجر معك لشعرت بالملل..


قالت مها و هى تتناول القليل من طبقها: الملل لدى اروع الف مرة من شجار و احد معك..


ضحك ما زن و قال:الانى المنتصر دائما فهذا الشجار؟..


مطت شفتيها بضيق و لم تجبه..وكاد ان يهم بقول شيء ما .. لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف البيت.. فقال و الد ما زن و هو يواصل تناول طعامه: اجب يا ما زن علي الهاتف..


ابتسم ما زن و قال و هو يتطلع الي مها: اجيبى يا مها علي الهاتف..


قالت مها بحنق: ابى ربما طلب هذا منك انت..


قال بسخرية: عليك الامتثال لاوامر شقيقك الاكبر..


قالت بتحدي: و عليك انت الامتثال لاوامر و الدك..


قال و الدة بغضب: الا تحترمون و جودى حتى؟..


نهض ما زن من مكانة و قال و هو يزفر بحدة: ساجيب يا و الدى علي الهاتف .. لا داعى لكل ذلك الغضب.. لقد كنت امزح فحسب..


قالت مها بصوت خفيض و حانق: مزاحك ثقيل جدا..


توجة الي الردهة الرئيسية حيث الهاتف ليرفع سماعتة و يجيب قائلا: الو.. من المتحدث؟..


تسائل الطرف الاخر قائلا: هل ذلك هو بيت =السيد امجد محمود؟ ..


اجابة ما زن قائلا : اجل ذلك منزلة .. من المتحدث؟..


– انا خالد .. شقيقه..


قال ما زن بحيرة: هل انت عمى خالد حقا؟..


قال خالد بابتسامة باهتة: اجل ..وانت من تكون؟ ..مازن ام كمال؟..


ابتسم ما زن و قال : انا ما زن يا عمي.. كيف حالك؟.. لم نرك منذ لمدة طويلة..


– انا بخير.. هل لك ان تنادى لى و الدك؟..


استغرب ما زن رغبتة فان ينهى المحادثة معة سريعا و لكنة لم يفكر بهذا طويلا و قال بهدوء: حسنا سافعل..


والتفتت الي حيث و الدة ليهتف بصوت مرتفع: و الدي.. عمى يريدك علي الهاتف..


نهض و الدة من خلف طاولة الاكل التي كانت تحتل ركنا من الردهة و قال متسائلا: اي عم تعني؟..


قالها و هو يقترب من حيث يقف ما زن فحين اجاب ذلك الاخير و هو يتطلع الي و الده: انه عمى خالد..


توقف و الدة فجاة و ربما سيطرت علية الدهشة و الاستغراب.. فشقيقة خالد لم يتصل منذ فترة طويلة تجاوزت العام و النصف.. و اتصالاتة كانت تنحصر علي امر يتعلق بالعمل.. او امر مهم ما ..فلابد ان امر ما ربما حدث حتي يتصل به..وواصل كيفية ليلتقط السماعة من ما زن و يجيب قائلا: اهلا خالد.. كيف حالك؟..


هز ما زن كتفية بلامبالاة و سار مبتعدا عن المكان فحين اجاب خالد قائلا ببرود: بخير..


قال و الد ما زن كمن اعتاد علي هذة النبرة من شقيقة : و كيف حال ملاك؟..


توقف ما زن فتلك اللحظة عن السير.. ملاك؟؟.. هل لعمة ابنة؟.. لم يعرف ذلك حتي الان.. انه يستغرب عدم حديث و الدة عن عمة خالد بالذات.. و يستغرب هذة القطيعة بين و الدة و عمه.. و عقد حاجبية و هو لا يزال و اقفا فمكانة منصتا لما يقال..


وعلي الطرف الاخر قال خالد بهدوء: و ذلك ما جعلنى اتصل بك..


قال امجد -والد ما زن- بحيرة: ما ذا تعنى .. هل اصابها مكروه؟..


ازداد انعقاد حاجبى ما زن.. الان هو ربما فهم من هذة المحادثة ان هنالك بنت تدعي ملاك.. و قد تكون ابنة عمه.. و ابية يتحدث عن مكروه.. و كانها من المحتمل ان تصاب بة فاى لحظة.. لكن.. لماذا؟..


قال خالد بحدة علي الرغم منه: ملاك علي ما يرام .. فلا داعى لان تتمني لها ان تصاب باى مكروة ..


قال امجد بهدوء: خالد.. انت تعلم جيدا اننى لست كباقى اخوتك.. و انا الوحيد فيهم الذي عارضهم علي ما يفكرون بة تجاة ابنتك.. اليس ذلك صحيحا؟..


قال خالد و ربما هدات حدة صوته: و لهذا اخترتك انت بالذات.. و لكن اعلم جيدا يا شقيقى العزيز انهم لو طلبوا منك اي شيء لتضر ابنتى لما تاخرت..انت لا تستطيع ان ترفض لهم مطلبا و احدا و هم شركائك.. اليس كذلك؟..


قال امجد بلامبالاة: لا فوائد منك.. علي الرغم من جميع ما فعلتة من اجل ابنتك قبل اثنى عشر عاما..


ازدادت دهشة ما زن و هو يستمع لكل هذة الامور التي اخذت تتدفق من بين شفتى و الده.. اذا ملاك هى ابنة عمى حقا..وهنالك شيء ربما حدث قبل اثنى عشر عاما ادي الي هذة القطيعة بين عمى خالد و البقية من اشقاءه..وابى هو الوحيد الذي عارضهم علي ما يفكرون بة تجاة ابنة عمي.. و لكن بم كانوا يفكرون بالضبط؟.. او ما الذي ينون عليه؟..


قال خالد بهدوء: قبل اي شيء يا امجد اطلب منك ان تعدني.. او ان تمنحنى كلمة منك.. ان ابنتى ستكون علي ما يرام و لن تتاذي من قبل اي منكم سواء بمضايقتها او بالتلميح لها..


قال امجد موافقا: امنحك كلمة شرف ان ابنتك ستكون علي ما يرام و لن يجرؤ احد علي الاقتراب منها حتي لو كانوا ابنائى نفسهم..واقسم علي هذا ايضا..


واردف بتساؤل: و لكن لم تطلب منى ذلك؟..اهنالك امر ما ربما حدث؟..


– انت تعلم باعمالى العديدة.. و ان على ان اسافر بين الحين و الاخر حتي انجز اعمالى بالخارج..وفى جميع مرة اترك ملاك بها ليومين او ثلاثة.. و لكن هذة المرة الفترة ربما تطول الي ما هو اكثر من ذلك.. قد اسبوع او اكثر بقليل.. و عندما اخبرتها بالامر صدقنى لم اراها فحياتى حزينة كما رايتها فتلك اللحظة و هى تطلب منى ان اخذها معي..


تساءل امجد بقليل من الدهشة: و هل و افقت؟..


اجابة خالد قائلا: بكل تاكيد لا.. الامور لا تستقر الا بعد فترة من الوقت كيف لى ان اتركها و حيدة جميع ذلك الوقت .. و فالوقت ذاتة لا استطيع ان اتركها لمفردها فالمنزل.. لهذا فقد كنت انت بمثابة الحل الوحيد..


قال امجد بهدوء: انت تعنى ان تاتى لتبقي عندى فو قت غيابك .. اليس كذلك؟..


– بلي و اعلم انها هى من طلبت منى ذلك.. انها تشعر بالوحدة لمفردها و تتمني ان يصبح لها اصدقاء.. و حسبما اذكر فابنتك مها بمثل عمرها تقريبا.. لهذا ارجو ان لا يخيب ظنها بما تتمني رؤيتة فمنزل عمها..


قال امجد بحزم: بيت =عمها هو بيتها الاخر.. فلا داعى لاى تلميحات..


– علي العموم سترافقها السيدة نادين.. و لن تكون بحاجة لاى شيء..


– ابنتك مرحب فيها فاى و قت..


– ساحضرها غدا صباحا و ارجو ان تكون عند و عدك..


– لا تقلق ساكون ايضا و اكثر..


– الي اللقاء..


اغلق امجد سماعة الهاتف و قال بضيق: لا يزال يضعنى فدائرة الاتهام علي الرغم من انى كنت اقف بجانبة هو و ابنتة دائما ..


سالة ما زن بعتة و الذي بدا يفهم بعض الشيء من الحديث الذي دار بين و الدة و عمه: ابى من هى ملاك؟.. و هل هى اسباب القطيعة بينك و بين عمى خالد؟..


التفت له و الدة و كانة ربما تنبة الي و جود ما زن للتو و قال و هو يعقد حاجبيه: هل كنت تستمع لما اقوله؟..


هز ما زن كتفية و قال: ليس تماما.. و لكن الحديث عن هذة الفتاة اثار دهشتى و خصوصا و انك لم تتحدث عنها ابدا..


زفر و الدة بحدة و قال: اجل هى ابنة عمك.. و هى اسباب القطيعة التي بيننا..


تسائل ما زن بفضول: و لماذا؟..


صمت و الدة للحظات و من بعدها قال: لا داعى لان نفتح صفحة الماضي.. الامور كذا افضل..


ومن بعدها توجة الي احدي الخادمات و ما زن يراقبة بحيرة.. و سمع ذلك الاخير و الدة و هو يقول لتلك الخادمة: جهزوا غرفة النوم التي بالطابق الارضى قبل الغد..


اومات الخادمة براسها و ابتعدت.. فحين شعر ما زن بحيرتة تزداد.. فمن الغريب ان يطلب و الدة تجهيز غرفة نوم بالطابق السفلى علي الرغم من ان لدية غرف نوم اكثر بالطابق الاعلى.. فما فهمة من حديث و الدة ان ابنة عمة ستاتى للبقاء عندهم لفترة من الوقت ريثما ينهى عمة اعمالة بالخارج.. و لكن لم اختار و الدة الغرفة الموجودة بالطابق الارضى بالذات؟..هل يريد ان تكون ابنة عمى بعيدة عنا ام ما ذا؟! ..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(ملاك توقفى عن البكاء يا صغيرتي)


قالها خالد و الد ملاك بحنان و هو يتطلع الي هذة الاخيرة التي جلست الي جوارة علي المقعد الخلفى للسيارة و لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع و هى تشيح بوجهها لتتطلع الي من النافذة بالم ..واردف و الدها ليقول بصوت هادئ: انها ليست المرة الاولي التي اسافر بها يا ملاك.. لا تبكى كذا يا صغيرتى و كانى لن اعود اليك..


قالت ملاك من بين شهقاتها: و لكنها المرة .. الاولي التي ..تتركنى لوقت طويل..


مسح علي شعرها و قال بابتسامة: اريد ان اري ابتسامة علي الاقل قبل ان اسافر.. حتي اشعر بالراحة و انا مسافر.. لا اريد ان اتركك و انا اشعر بالقلق عليك..


التفتت له و قالت بعينين مغرورقتين بالدموع: كيف ابتسم و قلبى يبكى بدموع من دم علي فراقك يا ابى ..كيف؟..


التقط و الدها من جيبة منديلا و شرع يمسح دموعها برفق و حنان و قال بابتسامة مغيرا دفة الحديث لينسيها القليل من احزانها: الا زلت مصرة علي الذهاب الي بيت =عمك؟..


قالت ملاك بعناد طفولي: بكل تاكيد علي الاقل سيصبح هنالك من اتحدث الية من اخبرة باحاسيسي.. برغباتي.. لا ان اكون كالتائهة لا اعلم الي من اتحدث او الي اي شخص اشكى همومي..


قال و الدها و هو يربت علي كتفها: ساتصل بك يوميا و يمكنك ان تشكى لى ما اردت.. اخبرينى ما ذا تريدين ان احضر لك معي..


تنهدت و قالت و هى تنظر اليه: ما يهمنى هو سلامتك يا ابي..


قال مبتسما بمكر: الا تريدين اي شيء حقا؟..


وجدت نفسها تبتسم و تقول: بلي اريد..


واردفت قائلة: اريد ان تجلب لى معك طيرا..


قال بحيرة: يمكنك شراء ما تريدين يا صغيرتى من هنا .. سامنحك المبلغ الذي تريدين و …


قاطعتها قائلة و هى تهز راسها نفيا: لا.. لا اريد شراءة من هنا.. بل اريدة ان يصبح علي ذوقك.. و يصبح متميزا حتي اتذكرك كلما غبت عني..


قال و الدها بحب و هو يحيط كتفها بذراعة و يضمها اليه: لك ما شئت يا صغيرتي..


عقب قولة توقف السيارة.. و سمعا صوت السائق و هو يقول: لقد و صلنا يا سيد خالد..


التفتت ملاك فسرعة الي بيت =عمها.. و فغرت فاهها بدهشة .. و التمع فعيناها بريق اعجاب و هى تقول: اهذا هو بيت =عمى حقا؟..


فما امامها لم يكن اشبة بالمنازل التي راتها.. بل كان اشبة بالقصور.. ببوابتة الكبيرة.. و ضخامة بناءة و حلوة تصميمة .. و حديقتة التي كانت تري منها القليل فقط.. و ان كانت تشعر بمساحتها الكبيرة..وازدردت لعابها لتتغلب علي دهشتها و تشير الي البيت باصابع متوترة بعض الشيء: اهذا بيت =عمى حقا؟؟..


قال و الدها بابتسامة باهتة: لا تخدعك المظاهر يا صغيرتي..


– ما ذا تعنى يا ابي؟..


قال بهدوء و هو يلتفت عنها: ربما يبدوا لك البيت جميلا من الخارج و لكن ما ذا عن الداخل؟..


كان يعنى بقولة اصحاب هذا البيت.. و لكنها لم تفهمة و ظنت انه يعنى البيت بتاثيثة الداخلي.. و قالت مبتسمة: اكثر جمالا بكل تاكيد..


ابتسم و قال متحدثا الي نفسه: ( لن يمكنك فهم ما اعنية ابدا يا صغيرتي.. لانك لم تكن لك اية علاقات الا معى و مع السيدة نادين..اشعر بالخوف تجاهك من جميع ما حولك.. و جميع ما يحيط بك.. كيف ممكن ان تواجهى العالم لو لم اكن انا موجودا .. كيف لك ان تواجهى جشع اعمامك و مكرهم .. كيف لك ان تواجهى خبث الناس من حولك.. هل اخطات يا صغيرتى عندما ابعدتك عن الناس خوفا من ان يجرحوا مشاعرك؟ .. هل ذلك هو خطاى انا؟..)


وتطلع الي البيت و هو يتمني من جميع قلبة ان يعاملها اخية و ابناءة كما يتمني هو او كما تتمني هذة الملاك الصغير.. لو جرحوا مشاعرها لمرة فما الذي ربما يحدث لها.. لو حاولوا ان يلمحوا يوما عن عجزها.. كيف ستتصرف؟..


ووجد نفسة يتردد فان يترك ملاك عند اخية .. و لكن حماسة ملاك المفاجاة جعلتة يتراجع عندما سمعها تقول بسعادة: ابى اريد ان اري البيت من الداخل ايضا.. متي سنهبط من السيارة؟ ..


قال و الدها بابتسامة شاحبة بعض الشيء و هو يفتح الباب المجاور له: الان يا صغيرتي..


واردف و هو يتحدث الي السائق: افتح صندوق السيارة..


اسرع السائق ينفذ الامر.. فخرج خالد من سيارتة و توجة الي خلف السيارة ليلتقط هذا الكرسى المتحرك الذي اصبح رفيق ملاك الدائم.. و فردة ليحركة الي جانب الباب المجاور لملاك.. و فتح الباب ليقول بابتسامة: هل اساعدك؟..


قالت مبتسمة: لقد اعتدت هذا.. صدقني..


قالتها و هى ترفع نفسها قليلا من علي مقعد الكرسى باستعمال كلتا ذراعيها.. و توجة ثقل جسدها الي الكرسى المقال بجانب السيارة..واستقرت علية .. فابتسم و الدها و هو يدفع المقعد قليلا و يغلق باب السيارة و التفت الي السائق قائلا: انتظرنى هنا ريثما اعود..


عاد السائق ليومئ براسه.. فدفع خالد مقعد ملاك امامه.. و ابتسم يشرود و هو يتطلع الي البيت الموجود امامه.. و توقف لوهلة و هو يقول: هيا يا سيدة نادين..


كانت نادين سيدة تجاوزت الثامنة و الثلاثين.. طيبة القلب و تهتم بكل شئون ملاك.. و ذلك ما كان عزاءة فمحنة ابنته.. ان تجد القلب الذي يعطف عليها.. و تكون كام او اخت لها..


خرجت السيدة نادين من السيارة و هى تحمل حقيبة متوسطة الحجم و قالت فسرعة : فالحال يا سيد خالد..


وابتسمت ملاك ابتسامة تحمل ما بين السرور و القلق..القلق مما ربما يصادفها خلف ابواب هذا البيت.. ضمت معطفها الي جسدها و تساءلت بالرغم منها متحدثة الي نفسها : (هل سيصبح العيش بمنزل عمى كما تخيلتة و تمنيته؟ .. ام انى سانصدم بالحقيقة القاسية ؟)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء الثاني

” ..هنالك ..”


قالت مها بحنق و هى تشير الي باب غرفتها: هلا خرجت يا ما زن و الا ناديت لك و الدى الان..


قال بسخرية: لم اثر جنونك بعد..


قالت بحدة: اخرج .. اخرج الان..


هز كتفية و قال: علي جميع حال كنت ساخرج لان لدى موعد مع صديق لي.. لذا.. مع السلامة يا اختى العزيزة..


توجة الي الخارج ليسير فالممر و من بعدها يهبط درجات السلم .. و توقف بغتة و هو يستمع صوت رنين جرس الباب..وراي الخادمة و هى تتوجة الىالباب و تفتحه..ومن بعدها سمعها تقول: تفضل يا سيد خالد بالدخول..


عمة خالد هنا؟..ياللغرابة انه لم يزرهم منذ لمدة طوي.. لحظة.. كيف نسى هذا؟.. عمة اتصل بالامس من اجلابنتة ..صحيح!..لقد قال انه سياتى غدا ليصحب معة ابنتة الي هنا.. كيف نسى هذا؟..


وتطلع الي الباب و هى ينتظر ظهور ابنة عمة المرتقبة بلهفة..تري كيف شكلها؟.. هل هى رائعة ام لا؟.. و كم عمرها؟ .. اذا كان ما حدث قبل اثنى عشر سنة.. يعنى قد تكون هى الان علي الاقل ذات اربعة عشرة عاما.. ابتسم لنفسة بسخرية.. قدتكون ابنة عمة التي ينتظرها **** ليس الا.. يا لغباءه.. ايظن انها يجب ان تكون فتاةفى العشرين من عمرها و …

(( انا لست ****))..


((كمال.. دعهاوشانها))

اتسعت عيناة و هو يشعر بغرابة ما جال بباله.. ما هذة العبارات التي دارت بذهنه.. بل من قال هذة العبارات.. يشعر انها مدفونة فعقلة منذ زمن طويل.. ما باله؟.. ما الذي يقولة الان؟..


ورفع عيناة ليتطلع الي عمة خالد الذي دلف الىالداخل و اخذت عيناة تجول بحثا عن ابنة عمه.. و راي السيدة نادين و هى تدخل حاملةحقيبة امامها.. و عقد حاجبيه.. ان هذة المراة كبار جدا.. اذا اين هى ابنة عمه؟.. قد لم تدخل بعد او…


وانتبة فتلك اللحظة فقط الي المقعد الذي كان موجوداامام عمة خالد..وتوجهت انظارة الي تلك الجالسة امامه.. و التي كانت تطرق براسها و هيتداعب قلادتها باناملها.. و اتسعت عيناة فدهشة و ذهول.. هل ابنة عمة تلك كانت فتاةمشلولة عاجزة ؟؟!..


فالوحيدة التي كانت ممكن ان تكون ابنة عمة هى الجالسة علىذلك المقعد.. الان فقط فهم لم و الدة اختار الغرفة الموجودة بالطابق السفلي..ولميستطع ما زن ان يلمح ملامحها بشكل جيد و خصوصا و هى تطرق براسها و لكنة لمح شعرهاالاسود الذي ينسدل علي كتفيها كشلال من الماء..وهبط احدث الدرجات ليتقدم منهم و يقولبابتسامة رسمها علي شفتيه: اهلا عمى خالد.. لم نرك منذ مدة..


قال خالد ببرود: اهلا ما زن.. اين و الدك؟..الم تنادية الخادمة بعد؟..


فى تلك اللحظة رفعت ملاكعينيها لتتطلع الي المكان من حولها.. و شعرت بالانبهار و هى تري مظاهر الفخامةوالثراء الذي ينعكس فاللوحات الفنية و التحف و الاثاث الفاخر.. و الثريات التي تملاسقف الردهة.. و من بعدها لم تلبث ان تطلعت الي ما زن الواقف امامهم.. كان شابا و سيمالملامح.. طويل القامة. . ذا شعر اسود و عينان سوداوان كذلك.. يرتدى بنطالا اسودوقميصا يجمع ما بين اللونين الرمادى و الاسود..وقال ذلك الاخير مرحبا: تفضل يا عميبالدخول..


قال خالد بلامبالاة: الطائرة ستغادر بعد ساعتين.. انا مستعجل .. هلاناديت لى و الدك..


التفت ما زن ليفعل لولا ان راي و الدة يتقدم منهم و هو يقولبابتسامة: اهلا خالد..كيف حالك؟.. و كيف حال ملاك؟..


قالها و هو يتطلع الي ملاك.. فقال خالد بهدوء: بخير.. لا تنسي و عدك لى يا امجد..ملاك امانة عندك..


قال امجدوهو يتطلع الي ملاك بابتسامة: ستكون فمنزلها..


واردف قائلا و هو يتحدث الىملاك: كيف حالك يا ملاك؟.. لقد اصبحت عروسا جميلة.. احدث مرة رايتك بها كنت فيالسادسة من عمرك..


ارتسمت ابتسامة تجمع ما بين السرور و الخجل و هى تقول: بخير ..


فى تلك اللحظة و جدها ما زن فرصة ليتطلع الي ملاك.. و خصوصا و انها غير منتبهةله.. و برقت عينية ببريق الاعجاب و هو يتامل ملامحها التي تقطر براءة.. و ابتسامتهاالتى تجعلها كالاطفال ..بشرتها الناصعة البياض و شعرها الاسود الناعم الذي ينسدل علىكتفيها برقة..ليصنعا ضدان غاية فالروعة..ولون عينيها السوداوان و الذي جعلهاكالدمية ..كانت ترتدى معطفا بنى اللون ذا ياقة من الفراء ..


وايقظة من تاملاتهكف و الدة الذي و ضعت علي كتفه.. و سمع صوتة و هو يقول: ذلك ابنى ما زن كما تعرف.. اكملدراستة الجامعية و هو يعمل معى الان بالشركة..


واردف قائلا: اما كمال فهو فسنتهالرابعة بالجامعة.. و مها فالسنة الاولى..


قال خالد بهدوء: اذا ملاك اصغرهمسنا.. فهى ستبدا دراستها الجامعية للتو..


فى تلك اللحظة لاحظ ما زن اختة التيهبطت درجات السلم و قالت بابتسامة: ما الامر؟.. لم كلكم مجتمعين هنا؟..


وانتبهتالي عمها الواقف و قالت بابتسامة و اسعة: عمى .. انت هنا.. منذ متي لمتزورنا؟..


قال خالد بهدوء:ظروف العمل..


واردف و هو يتحدث الي امجد: ملاك كماتعلم تدرس تحت اشراف اساتذة متخصصين و سياتون فموعدهم.. ان لم يكن لديكمانع..


قال امجد و هو يهز راسه: ابدا.. فليحضروا فاى و قت..


شعرت مها فتلكاللحظة بمازن و هو يلكزها و يقول بسخرية: لقد ادركت اليوم فقط انك لا تملكين ايجمال..


قالت مها و هى تلتفت له بحنق: ما ذا؟؟..


قال مبتسما و هو يلتفت عنهاويتطلع الي ملاك: انظرى الي ابنة عمى و ستدركين مدي صحة قولي..


تطلعت مها الي حيثينظر..ومن بعدها لم تلبث ان قالت بذهول و هى تلتفت له و بصوت حاولت ان تجعلة خفيض قدرالامكان: تلك المقعدة؟!..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: هل فهمت الان سر تجهيزغرفة بالطابق الارضى لها..


– و لكن.. لم اتخيل ابدا ان ابنة عمي.. مقعدة.. لماتخيل هذا ابدا..


– اصمتى الان و الا انتبهوا لنا..


فى الوقت ذاتة كان خالديلتفت الي ملاك و يقول بصوت حاني: و الان يا صغيرتى على ان اغادر..


اسرعت تمسكبذراعة و تقول برجاء: ابقي قليلا معي..


تطلع الي ساعتة و قال بابتسامة باهتة: ليتنى استطيع.. و لكن لم يبقي علي موعد الطائرة الا ساعة و اربعون دقائق و هى بالكادتكفينى للوصول الي المطار و انهاء الاجراءات..


ترقرقت فعينيها الدموع فهبطوالدها الي مستواها و قال و هو يمسح علي شعرها: كم مرة قلت لك؟.. لا اريد ان ارىدموعك.. لا اريد ان اقلق عليك قبل ان اغادر..


قالت و هى تشد من مسكتها لذراعه: لاتنسي ان تتصل بى عندما تصل.. اتصل بى جميع يوم.. ارجوك..


– سافعل يا صغيرتي..اهتميبنفسك جيدا.. ستكونين فايدى امينة..


واردف متحدثا الي نفسه: (او ذلك ما اتمناه)..


اومات ملاك براسها بصمت.. و هى تشعر انها لو تحدثت فدموعها ستسيل دوناستئذان.. فقال و الدها و هو يداعب و جنتها: ساغادر الان يا صغيرتي.. اراكبخير..


وجذب كفة بهدوء من يدها و اعتدل و اقفا ليقول للسيدة نادين: اعتنى بهاجيدا..


قالت السيدة نادين بهدوء: لا تقلق عليها يا سيد خالد.. ملاك هى اختيالصغيرة..


ومال خالد علي ملاك ليقبل جبينها بحنان و من بعدها يقول: الي اللقاء ياملاكى الصغير..


قالها و سار عنها مبتعدا الي باب البيت و قلبة يعتصر بالالم و هويري نفسة مرغما علي ترك ملاك فمنزل شقيقه.. و الذي كان يرفض دخولها الية مهماحصل.. لكن هى من توسلتة و ترجتة ان تذهب الي هناك.. و هو يتمني الان ان لا يصبح قداخطا عندما نفذ لها رغبتها تلك…


لم يشعر احد بملاك التي اطرقت براسها فالموحزن و هى تسمع صوت الباب يغلق خلف و الدها..تبخر جميع انبهارها بالمنزل.. و تبخرترغبتها فالمكوث بنزل عمها منذ ان رات و الدها يظهر منه.. تريد ان تلحقه.. تذهبمعه.. لا تريد البقاء هنا.. فلياخذها معة و لو الي الجحيم.. و هتفت بغتة بحزن: ابيارجوك.. لا تغادر و تتركني.. ارجوك..


قالت نادين بهدوء و هى تتطلع الي ملاك: انستى .. لا داعى لكل ذلك الحزن.. سيتصل كما و عدك..


عضت ملاك علي شفتيها بحزن و قالت: لقد غادر و لن استطيع ان اراة قبل اسبوع.. اسبوع كامل..اريد الذهاب معه.. فلياخذنيمعه.. لا اريد البقاء هنا..


لم تهتم ملاك بكل من يراقبونها.. امجد الذي شعر انهيتطلع بطفلة متعلقة بوالدها حتي الجنون.. و مها و ما زن اللذان شعرا بمدي قوة العلاقةبين ملاك و والدها..والتفتت نادين الي امجد فتلك اللحظة و قالت: سيد امجد.. هلاارشدتنى الي غرفة ملاك.. انها بحاجة الي الراحة الان..


شعرت مها بالشفقة و العطفتجاة ملاك .. و هى تري هذة الفتاة التي فمثل عمرها و التي قدر لها ان تبقي حبيسةهذا المقعد الي الابد.. و اجابت هى عوضا عن و الدها: سارشدك اليها انا..


قالتهاوتوجهت الي ما خلف مفعد ملاك لتدفعها و تحرك المقعد و لكن ملاك قالت باعتراض و هى تمسحدموعها فسرعة: لا تدفعيه.. يمكننى ان احركة بنفسي..


قالت مها بحيرة: و لكنيساساعدك فقط..


قالت ملاك بالم: لا احتاج لمساعدة من احد.. فطوال عمرى كنت اتصرفبمفردى و لا يفكر احد بمساعدتي.. لا احد سوي و الدى الذي رحل..


قالت مها بابتسامة: و لكنة سيعود علي اية حال.. و الان تعالى معى سارشدك الي غرفتك..


قالتها و هى تسيرالي جوار مقعد ملاك التي كانت تحرك المقعد الي جوار مها..وفتحت مها اخيرا بابالغرفة بعد ان و صلوا اليها و قالت متسائلة: ما رايك بها؟..


ومع ان الغرفة كانتاكبر من غرفة ملاك التي بمنزلها بمرتين و مع انها كانت ملحقة بصالة صغار و دورة مياهخاصة بالغرفة.. الا ان ملاك احست بالحنين لغرفتها السابقة و التي لم تفارقها يوماقط.. لا تعلم كيف ستنام خارج منزلها.. و كيف ستقضى هذة الايام مع ابناء عمها اللذينلا تعرفهم جيدا..وقالت ملاك اخيرا بهدوء: جميلة..


ابتسمت مها بمرح و قالت و هيتدلف الي الغرفة: من؟.. الغرفة ام انا؟..


وقبل ان تجيب جاءهم صوت ما زن و هو يقولبسخرية: طبعا الغرفة..


وضعت مها يدها عند خصرها و قالت بحنق: ما الذي جاء بكالي هنا؟.. انها غرفة ابنة عمي..


قال بدهشة مصطنعة: حقا؟.. لم اكن اعلم.. لقدظننت انها غرفتى انا..


واردف و هو يضع حقيبة ملاك التي كان يحملها بجوار الخزانة: لقد جئت لاوصل هذة الحقيبة الي ابنة عمي..


قالت مها مستفسرة: و اين تلك المراةالمسئولة عن ملاك و التي كانت تحمل هذة الحقيبة اذا؟..


قال ما زن بابتسامة و هويلتفت الي حيث ملاك الجالسة بصمت: لقد طلبت من الخادمة ان توصلها الي حيثغرفتها..


قالت مها و هى تتوجة نحوه: لو راك و الدى هنا يا ما زن.. فسوف يغضب مندخولك الي غرفة ابنة عمي..


قال ما زن بابتسامة و هو يستند الي باب الغرفة: اهذاجزائى لانى اوصلت الحقيبة الي الغرفة؟..


قالت مها باستخفاف: يالك من شاب مكافحونشيط.. اتعبت نفسك كثيرا..كان يمكنك ان تمنح الحقيبة لاحدي الخادمات و هى ستجلبهاالي هنا..


قال ما زن و هو يعقد ساعدية امام صدره: لا اثق بالخادمات..


– منذمتى؟..


– منذ اليوم ان اردت..


التفتت مها الي ملاك التي اطرقت براسها بالموكانت شاردة بافكارها.. و كانها غير موجودة فالمكان.. فاقتربت مها من ما زن و قالتبرجاء: اخرج الان.. دعها لوحدهاحتي ترتاح.. لا اريد ان نزيد عليها همومهابشجاراتنا هذه..


تطلع ما زن الي ملاك و ابتسم قائلا: معك حق..


ومن بعدها اردف و هويهتف بملاك: ملاك..


رفعت ملاك راسها الي ما زن الذي هتف بها.. و تطلعت الية بصمت.. فقال بابتسامة: سعدت برؤيتك يا ابنة عمي..


قالها و استدار عنهم ليغادر الغرفة.. فحين شعرت ملاك بغرابة جديدة اليها فهى لم تعتد ان يصبح لها ابناء عم بعد.. حتىكلمة ابنة عمي.. تشعر بوقعها غريب علي اذنيها ..ولكنها لم تهتم كثيرا لذلك..واخذتتطلع الي قلادتها و تداعبها باناملها..


اما مها فقد تنهدت بارتياح و قالت: و اخيراذهب..


سمعت بغتة صوت ما زن و هو يعود الي المكان قائلا: لا تفرحى بسرعة كذا .. هاقد عدت..


– ما ذا تريد الان؟..


قال مبتسما:والدى يقول ان الغداء سيصبح بعدساعتين.. فارجو ان لا يتخلف احد..


قالت مها بسخرية: لا احد سيتخلف عن موعدالغداء سواك..


غمز لها بعينة و قال: لا اظن ان ذلك سيحصل هذة المرة..


قالهاوابتعد.. فالتفتت مها الي ملاك و قالت و هى تسير الي حيث هذة الاخيرة: معذرة ان كناقد ازعجناك.. و لكن هذة هى طبيعة ما زن دائما يهوي استفزازي..وانا بدورى اتشاجرمعه..


هزت ملاك راسها و قالت: لا عليك..


تطلعت مها الي ملاك و هى تشعر انهاتبدوا هادئة اكثر من اللازم.. و لا تتحدث الا اذا حدثها احدهم.. و قالت متسائلة لعلهاتجعل ملاك تتحدث اليها و تعتاد المكان: فاى سنة دراسية انت يا ملاك؟..


– سابدادراستى الجامعية للتو..


قالت مها بابتسامة باهتة و هى تجلس علي طرف الفراش: هذايعنى انك تصغرينى بعام..


لم تعلق ملاك علي عبارتها.. فقالت مها و هى تستحثها علىالحديث: كيف تبدوا الدراسة تحت اشراف اساتذة بالمنزل؟.. طبعا اروع بمائة مرة منالدراسة فجو الجامعة و الطلبة و الحصص.. اليس كذلك؟..


تطلعت لها ملاك و من ثمقالت: بل اتمني ان اكون فجو كهذا.. بدلا من ان اكون حبيسة البيت.. و ذلك المقعدايضا..


اسرعت مها تغير المقال عندما شعرت انه ربما يالم ملاك و قالت: انت لم تريشقيقى كمال بعد.. انه يكبرنى بثلاثة اعوام.. و غير مبالى ابدا.. و لكنة اروع من ما زنعلي الاقل.. فهو لا يتشاجر معى ابدا..


قالت ملاك و هى تتنهد: ليت لدى شقيق مثلك.. حتي لو كان سيتشاجر معى طوال اليوم..


شعرت مها ان جميع حديثها لملاك يرجع هذهالاخيرة الي الواقع المرير التي تحياه..وقالت مبتسمة: اتعلمين.. لم نري عمى خالدمنذ فترة طويلة.. و لم اكن اعلم انه لدية ابنة.. و لولا هذا لطلبت منة ان ياتى بك الىمنزلنا معة عندما يحضر..


قالت ملاك و هى تهز راسها: لن يوافق..


– و لم؟..


قالت ملاك و هى تزفر بحدة: لطالما طلبت منة ان يدعو كم الي منزلنا.. و لكنهكان يرفض..


عقدت مها حاجبيها و قالت بغرابة: و لماذا؟..


قالت ملاك و هى تهزكتفيها بقلة حيلة: لست اعلم.. فكل مرة يقول ذلك اروع لك..الامور هكذاافضل..

ومن جانب احدث تطلع ما زن الي و الدة و قال بحيرة: ما ذا تعنى يا و الدى بقولك ان الامور كذا افضل؟..


تطلع الية امجد بحزم و قال : اعنى ان لا تفتح صفحاتالماضى .. فالامور كذا اروع بكثير..


قال ما زن بحيرة: و لكنى اريد ان اعرف سببهذة القطيعة بينك و بين عمي..


قال امجد بحدة: اخبرتك انها بسبب ابنتة ملاك..


– اعلم.. و لكن لماذا هي؟.. ما الذي فعلتة لتكون سببا فهذة القطيعة بين اسرتها و جميعاسر اعمامي؟..


تنهد امجد بقوة و من بعدها قال: ان اردت الحقيقة فهى لم تفعل شيئاابدا..


تسائل ما زن باهتمام: اذا؟؟..


اشار له و الدة ليجلس علي المقعد و من ثمقال: الامر بدا بعد و فاة و الدة ملاك بعامين تقريبا.. فمن حينها و خالد يبدوا غريبا.. صامتا.. انطوائيا.. لا يهتم بشيء سوي ابنتة و خصوصا بعد ان علم انها اصيبت بعمودهاالفقرى و ستظل عاجزة الي الابد..


قال ما زن فسرعة: و بعد؟؟..


اكمل امجدقائلا:وحينها فعل شقيقى ما لم يتوقعة احدنا.. فقد سجل نص شركتة باسم ابنتهملاك..


جلس ما زن علي المقعد و قال بهدوء: لو كنت مكانة لفعلت المثل..


عقدامجد حاجبية و من بعدها و اصل قائلا: و ذلك التصرف لم يعجب عميك و عمتك ابدا.. فلو حدث شيءلا قدر **** لخالد.. فستنتقل نص الشركة الي ابنتة ملاك.. مع ان نصيبها فالميراثسيصبح اقل من ذلك بكثير..وخصوصا و انه ليس لدية ابناء فستتوزع حينها باقى الورثة علىاخوته.. المهم انهم يومها قرروا ان يبداوا بابسط الطرق اليه.. فحاولوا اقناعهبالزواج من بنت ما .. و طبعا كانوا متفقين معها ان تقنعة بعد الزواج بكتابة نصفالشركة باسمها و بالتالي يصبح خالد و شركتة فايديهم..


قال ما زن بغرابة: جميع هذاوانت صامت يا ابى لا تفعل شيئا..


– و ما ذا عساى ان افعل؟.. لو و قفت الي جوار اخيلسحبوا راس المال من شركاتى و لخسرت شركاتى و لاضطررت لدفع الخسارة من جيبيالخاص..


قال ما زن بحنق: و لكن عمى لم يابة لكل هذا.. و جعلهم يسحبون اموالهم منشركتة و يتخلون عنة اليس كذلك؟ ..


تنهد امجد و قال و هو يومئ براسه: بلى.. و لا يزاللحكاية بقية.. فبعد هذا ذهبوا الية جميعا..وطالبوة ان يتراجع عن تسجيل نص الشركةباسم ملاك.. فهى ستكون عاجزة طوال عمرها.. لن تستفيد من الشركة.. و يمكنة بدلا منذلك ان يضع مبلغ فحسابها.. و لكن شقيقى خالد عارضهم و بشدة و طلب منهم ان لا يتدخلوافى حياته.. لان تلك هى شركتة و من حقة ان يسجلها باسم من يشاء.. و استمروا بتهديدهبانة لو لم يفعل لهم ما يريدون فسيحيلون حياتة و حياة ابنتة الي جحيم و خصوصا ستظلعاجزة طوال عمرها و اي كلمة منهم ربما تؤذيها.. و لهذا انعزل خالد مع ابنتة فمنزلبمكان ما من البلاد.. و لا احد يعرف مكانة ابدا حتي الان..


عقد ما زن حاجبية و قالباستغراب: الم يحاول احد اعمامى الاتصال به.. او البحث عنه؟..


– بلي و لكن دونمافائدة.. و عندما راوا انهم يعجزون عن الوصول الي بيته.. اكتفوا بتهديدة بالشركة.. و لكن.. حتي الان لا يزال خالد صامد فو جههم..


قال ما زن بحزم: و الي متي سيصمد ياوالدي؟.. هل ستتركة لوحدة يتحدي جشع اعمامي؟..


زفر امجد و شبك اصابع كفية و هويقول: لست اعلم..فليس فيدى ما افعله..المهم الان..اننى لا اريد لاحد ان يعلم انملاك ابنة اخى موجودة فهذا البيت..


قال ما زن بحيرة: و ما ذا نقول لعمى او عمتيلو جاءوا لزيارتنا؟..


قال امجد و هو بلوح بكفه: اي شيء.. صديقة مها و ربما جاءتلتقضى بضع ايام هنا.. ريثما ياتى و الدها من الخارج.. و لا تنسي نبة علي شقيقكوشقيقتك ان لا يعلم احد عن و جود ملاك ابنة عمك فمنزلنا.. و بالنسبة للخدم فساتصرفبالامر..


واردف بلهجة قاطعة: يمكنك الان الخروج بعد ان عرفت جميع ما تريد انتعرفه..


هز ما زن كتفية بلامبالاة و من بعدها نهض من مجلسة ليغادر غرفة المكتب.. و انكان يشعر بالشفقة تجاة ابنة عمة التي و لدت لتواجة قسوة الحياة و واقعهاالمر…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


جلست ملاك خلف ما ئدة الاكل بصمت.. لم تحاولالحديث الي اي احد و هى تكتفى بالانشغال بالاكل.. او التظاهر بهذا الانشغال.. جميع ما كان يشغل بالها هو و الدها و حسب.. لقد كانت فهذا الوقت .. تتناول اكل الغداءمعه.. يتحدث اليها و يمزح معها.. و يحاول بشتي الطرق ان يرفة عنها و لو فساعاتهالمعدودة التي يقضيها معها..


ايقظها من شرودها صوت عمها و هو يقول: هل استيقظتللتو يا كمال؟..


رفعت راسها الي من يتطلع الية عمها و شاهدت ابن عمها كمال.. الذيكان يهبط درجات السلم فتلك اللحظة..كان يشبة ما زن فلون شعرة الاسود.. و لكنة كانحاد النظرات.. بشرتة تتمتع بسمرة خفيفة و وسامة و اضحة.. و ان كان فطول ما زنتقريبا.. و يرتدى بنطالا من نوع الجينز .. و قميصا ذا لون اسود..


وتثاءب كمال و هويقول بلامبالاة: اجل..


قال و الدة بتهكم: و لم لم تكمل نومك اذا؟..


قال كمالوهو يقترب من طاولة الطعام: لا داعى للسخرية يا و الدي.. ها انذا استيقظت و جئتلتناول اكل الغداء مع…


بتر عبارتة و عقد حاجبية و هو يتطلع الي ملاك التي كانتتحرك الملعقة فالطبق بلا هدف..فاسرع و الدة يقول: نسيت ان اعرفك .. هذة ابنة عمكملاك..وقد جاءت لتقضى بضعة ايام هنا ريثما ياتى و الدها من السفر..


جذب كمالمقعدا و قال بدهشة: ابنة عمي؟؟.. اي عم؟..


– عمك خالد..وكما اخبرت ما زن و مها منقبل.. ذلك الكلام لا نريد ان يعرف بة احد سوانا نحن.. انا اثق بكم جميعا لانكمابنائي.. الجميع من خارج البيت سيعرفون ملاك علي انها صديقة مها.. هل هذامفهوم؟..


قال كمال و هو يتناول قطعة من الجزر: و لم جميع هذة السرية؟..


قال و الذهبحزم: افعل كما اخبرتك فقط..


التفت كمال الي ملاك ليتطلع اليها بنظرة قصيرة.. و عاد يلتفت الي و الدة و هو يقول: و اين كانت ابنة عمى عنا جميع هذة السنين؟..


توقفتملاك عن تحريك الملعقة فالطبق و هى تنصت لما سيقال .. لو كان يعلم انها كانت تتمنىالحضور الي هنا طويلا.. و لكن و الدها كان دائما ما يرفض.. لما قال هذا..


فى حينقال امجد بحدة: تكلم بادب يا كمال.. فهى ابنة عمك اولا.. و فمنزلنا ثانيا..


هزكمال كتفية و قال: لم اقل ما يزعج.. فقط استفسر عن سر اختفاءها جميع هذة السنوات.. و لملم نرها الا عندما سافر و الدها..


اجابة و الدة قائلا: لم يكن لدي و الدها حل الاابقاءها هنا.. و خصوصا انه سيقضى فترة بالخارج ستتجاوز الاسبوع و ربما…


( عناذنكم)


قالتها ملاك و هى تستدير بمقعدها مغادرة الطاولة .. فقالت مها بضيق: هلاعجبك ذلك يا كمال؟.. بالكاد و افقت ان تتناول اكل الغداء معنا.. و الان انت تجعلهاتغادر الطاولة بعدم مبالاتك فيها و بشعورها و انت تتحدث عنها هكذا..


صمت كمال بدهشةوهو يتطلع الي ملاك التي ابتعدت عن المكان و توجهت الي غرفتها.. و من بعدها لم يلبث انقال و هو يلتفت اليهم و الدهشة لا زالتتعلو قسماته: لم اكن اعلم من قبل انهامقعدة…


قال ما زن بحنق: و هل كان ذلك سيغير من لا مبالاتك شيئا؟ ..


قال كمالوهو يمط شفتيه: لست انسان معدوم الاحساس يا ما زن..


قال ما زن و هو يلتفت عنه: و اضحجدا..


فى حين قال امجد بحدة: يكفى جميعا.. و انت يا مها.. اذهبى اليها فيغرفتها.. و حاولى ان تتحدثى اليها..


اومات مها براسها و هى تغادر طاولة الطعاموتتجة الي غرفة ملاك .. فحين قال امجد بعصبية: اسمع يا كمال.. ان كنت ستتحدث بهذهالكيفية الي ابنة اخي.. فالاروع ان لا تتناول اكل الغداء او العشاء معنا مرةاخرى..


قال كمال بضيق: لم اقل ما يغضب يا و الدي..ثم لم كن اعلم انها بنت حساسةاكثر من اللازم..


– لقد تربت ملاك و عاشت طوال عمرها و حيدة.. و لهذا فهى لا تستطيعان تتقبل الامور بسهولة.. لو اردت رايى فهى لن تكون حساسة فقط.. بل قد عدائيةايضا.. و لهذا ارجو ان تعاملوها جميعا بلطف.. انه اسبوع و احد لا اكثر..


قال كمالوهو ينهض و اقفا: ليس ذنبى ان احتمل بنت مثلها..


قال ما زن بحدة: انها ابنة عمكقبل جميع شيء..


قال و الدة و هو يحاول ان يهدئ نفسه: حسنا لن اطلب منك ان تحتملوجودها.. فقط اطلب منك ان لا تجرحها باى كلمات.. و لو تجاهلت و جودها سيصبح ذلكافضل..


قال كمال و كانة لم يسمع اي حرف مما قيل: عن اذنكم..


– الىاين؟..


قال كمال و هو يمط شفتيه: الي النادي..


قالها و غادر المكان.. و فتلكاللحظة عادت مها قائلة و هى تهز راسها: لقد رفضت العودة لتناول اكل الغداء معنا مرةاخرى..وتقول انها متعبة و ستنام..


واحس ما زن بالشفقة تجاة ملاك و خصوصا و هو يلمحصحنها الذي كان ممتلا عن اخرة و لم تتناول منة و لا قطعةواحدة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


تطلعت ملاك بملل الي باب غرفتها.. هل جاءتهنا لتسجن نفسها؟.. ثلاث ساعات منذ ان غادرت طاولة الطعام.. لم تعلم لم شعرت بك لذا الضيق و الالم من عبارات كمال .. قد لانة و جة لها اتهاما صريحا فكلماتة علىانها لم تاتى هنا الا من اجل مصلحة ليس الا.. لا يعلم شيئا عن الحاحها المستمرللقدوم الي هنا.. و اصرارها الكبير فان يدعوهم و الدها علي الاقل فاحدىالمناسبات.. و كيف له ان يعلم.. و هو يحظي بعائلة كبار تغمرة بكل ما يريدة من حبوحنان..مال و اخوة و اقارب.. اما هى فلم تحظي الا بحب و الدها و حنانه.. و الذي لم تكنلتراة الا ساعتين او ثلاث ساعات فاليوم علي الاكثر..


وتنهدت مرة اخري و هيتتطلع الي باب الغرفة.. و احست برغبة جارفة تدفعها للخروج و الترويح عن نفسها قليلابالتحدث الي اي احد..واندفعت و راء رغبتها لتفتح باب الغرفة و تغادرها و هى تدفعمقعدها بهدوء.. و تلفتت حولها الي الردهة الخالية من اي شيء سوي الاثاث و التحفالمنتشرة بالمكان.. و تلفتت حولها مرة اخري قبل ان تواصل تحركها فالمنزل .. لعلهاتقضى و قت فراغها ذلك برؤية ارجاء ذلك البيت و تحفة الثمينة..و…


(واخيرا خرجتمن غرفتك)


التفتت ملاك الي ناطق العبارة .. و تطلعت ال ما زن بهدوء الذي يعقدساعدية امام صدرة بثقة.. و لم تعلق هى علي عبارتة بل اثرت الصمت..فقال مبتسما: اتبحثين عن شيء ما ؟..


اومات براسها بهدوء.. فقال متسائلا: و ما هو هذاالشيء؟..


كانت تظن انه سيتركها و شانها و لن يتساءل اكثر.. و فكرت قليلا و من ثمقالت: مها..


مال نحوها قليلا و من بعدها قال: و لم تبحثين عن مها؟..


اشاحت بوجههابصمت و هى تداعب قلادتها باناملها.. فقال متسائلا: هل تودين ان اناديهالك؟..


عادت لتومئ براسها.. فابتسم هو قائلا: اظن انك ترغبين فان اغادر اكثر منرغبتك فنداء مها لك.. اليس كذلك؟..


لم تجبة و ظلت صامتة.. و ان و افقتة فياعماقها علي ما قاله.. فهى حقا لا ترغب فالتحدث الي اي احد لا تثق به.. او تشعربة قريبا منها.. تريد ان يصبح لها اصدقاء.. و لكن علي الاقل اشخاص تثق بهم.. و لكنهمابناء عمها.. و من هم ابناء عمها؟.. لم يحاولوا زيارتها لمرة و احدة فمنزلها و هيتشعر بالوحدة و الخوف من بقاءها فالمنزل بمفردها.. حتي انهم لم يكلفوا نفسهم مشقةالسؤال عنها و عن و الدها طوال السنين الماضية.. لقد جاءت الي هنا لسبب و احد فقط.. لاتريد ان تشعر انها لوحدها فالمنزل.. لا تريد ان تعود اليها مخاوف الوحدة.. تريدان تشعر بالامان و الاطمئنان الي ان هنالك من يشاركها البيت الذي تعيشه..


(لمتجيبينى .. تريدين منى ان اغادر .. اليس كذلك؟)


رفعت راسها و تطلعت الي ما زن الذيايقظها من شرودها و قالت باقتضاب: اجل..


اتسعت ابتسامة ما زن و قال: فليكن..


واسرع ينادى الخادمة التي جاءت علي عجل قائلة: ما الامر يا سيدمازن؟..


قال بمكر: اذهبى لنداء الانسة مها من الطابق العلوى و اخبريها ان تهبطالي الردهة فالانسة ملاك ترغب بالحديث اليها..


اسرعت الخادمة تبتعد .. فقال ما زنوهو يلتفت الي ملاك مرة اخرى: عذرا.. و لكن لن استطيع تلبية رغبتك..


تطلعت له ملاك بدهشة.. و من تصرفة الغريب تجاهها.. منذ متي يهتم احد بالبقاء معها.. او الحديثمعها عندما نرفض هى ذلك..وشعرت بغرابة هذا الواقف امامها.. و لكنها لم تلبث اناستدارت بمقعدها مغادرة و قالت: سافعل انا..


اسرع ما زن يقول: لحظة..


توقفت عندفع مقعدها.. فقال: اظن انك تشعرين بالملل.. ما رايك ان نذهب جميعا انا و انت و مهاالي النادي.. علي الاقل تظهرين من عزلتك قليلا..


شعرت برغبة كبار حقا فالخروجوقالت متسائلة بحيرة: و هل لديك الوقت لذلك؟..


قال مبتسما براحة من تجاوبها معه: و لم لا.. اليوم اجازة و هى من حقى فالخروج.. ما رايك هل توافقين؟..


هزت كتفيهاوقالت: لا ما نع لدي..


وشعرت ببعض السعادة تتسلل الي نفسها.. فها هى ذا ستخرج منالمنزل و ستروح عن نفسها قليلا.. و ستجد من تتحدث الية ايضا..هذة السعادة التي كانتتمناها مع و الدها المنشغل دائما باعماله.. و لكن عليها ان تلومه.. انه يبذل جميع ذلكالجهد فعملة من اجلها..ومن اجل ان تحيا برفاهية و سعادة.. و لكن لو يعلم انها لاتريد اكثر من لمستة الدافئة.. و قلبة الحانى ليحتويها بة بعيدا عن ذلك العالم.. بعيدا جدا…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


__________________


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء الثالث

“.. معهم ..”


التفت ما زن الي ملاك التي كانت شاردة فافكارها و قال: تفكرين فو الدك.. صحيح؟..


التفتت له ملاك و قالت بحيرة: و كيف عرفت ذلك؟..


ابتسم بثقة و من بعدها قال: لا يحتاج الامر الي الذكاء.. حزنك.. و عزلتك.. و لا تتحدثين مع احد هنا الا نادرا ..كل ذلك لا يدل الا علي حزنك لفراقه..


اومات براسها و قالت بالم: انه الوحيد الذي يفهمنى فهذا العالم..


هز ما زن كتفية و قال: طبعا فهو و الدك..


واردف بابتسامة مغيرا دفة الحديث: اذهبى لترتدى ملابس اكثر دفئا.. فالجوبارد بالخارج..


ارتسم شبح ابتسامة علي شفتيها و هى تستدير عائدة بمقعدها الي الغرفة.. فحين استند ما زن بظهرة الي الجدار المجاور للدرج .. سببة الوحيد للاهتمام بملاك.. هو طبيعتة بتكوين الصداقات مع الفتيات.. لقد اعتاد هذا منذ زمن.. و احيانا ياخذ الامر كوسيلة للتسلية.. و ان كان الامر لا ياخذ اي منحني جدي.. و لكنهذة المرة الامر يختلف.. فملاك ابنة عمه.. و لا يستطيع ان يتسلي .. علي العكس يجب انيصبح خائفا عليها كاخت له تماما.. انها امانة فاعناقهم جميعا..اجل سيصبح اهتمامهمحصورا فاطار الاخوة.. تماما كما كان سيهتم بمها..


وفى تلك اللحظة هبطت مهادرجات السلم و قالت متسائلة: اين هى ملاك؟..


اجابها ما زن قائلا: لقد ذهبت لترتديملابس تدفئها لاننا سنخرج بعد قليل..


قالت مها بدهشة: انت و هي؟؟..


قال ما زنبحنق: بالطبع لا ايتها الذكية.. ستكونين معنا..


قالت مها مبتسمة بمكر: ظننت انكلن تاخذنى معكما..


قال فسرعة: اسرعى بارتداء شيء مناسب.. فسنذهب الىالنادي..


قالت بمرح: حسنا فالحال..


وعاودت صعودها الي الطابق العلوي.. فيحين تحرك ما زن الي حيث الاريكة و القي بجسدة عليها.. و تطلع بشرود الي التحفةالموضوعة علي طاولة صغار بجواره.. الي ان سمع صوت ملاك و هى تنادية قائلة: ما زن..


التفت فسرعة اليها و قال مبتسما: اجل..


قالت ملاك بهدوء و هى تقلبكتابا بين يديها: انا جاهزة..


– فلننتظر مها.. فسوف ترتدى ملابسها و تاتيمعنا..


لم تعلق ملاك و هى تقلب الكتاب بين كفيها..وابعدت خصلات شعرها المتهدلةعلي جبينها..فى حين اعتدل فجلستة و كاد ما زن ان يقول شيئا..لولا ان هبطت مها علىدرجات السلم و قالت بمرح: ها انذا ربما جهزت..


قال ما زن باستخفاف: ستعاقبين علىتاخرك.. و لن ناخذك معنا..


قالت مها و هى تضع يدها عند خصرها:حاول فقط..


قالمازن و هو يلتفت عنها: هيا يا ملاك .. لنذهب نحن..


لم تتحرك ملاك من مكانها قيدانملة فقالت مها مبتسمة: هل رايت؟.. ان ملاك تقف فصفي..


وتوجهت الي ملاك لتقولبمرح: يالك من فتاة.. لقد حطمت غروره..


قال ما زن و هو يشير الي مها: هيى انت يافتاة.. لا اسمح لك بقول ذلك.. لم تخلق بعد من تستطيع تحطيم غرور ما زنامجد..


قالت مها و هى تغمز له بعينها: بل انها موجودة امامك ايها الاعمي و ربما حطمتغرورك منذ قليل..


– ما حدث منذ قليل اسمية مجرد جولة و انتهت.. بعدها لم تكثرينالكلام.. فلنغادر الان ايتها المزعجة..


قالت مها و هى تفكر: لحظة و احدة .. ما ذاعن السيدة نادين؟.. هل ناخذها معنا؟..


تطلع ما زن الي ملاك .. فاجابت هذة الاخيرةقائلة و هى تهز راسها: لا داعى لذلك..


قال ما زن بتردد: و لكن ربما تحتاجين الي شيءما.. و هى من تعرف جميع احتياجاتك..


قالت ملاك بضيق: و انا كذلك اعرفاحتياجاتي..


قال ما زن مهدئا: حسنا.. حسنا لا تتضايقي.. لقد اردتها ان تاتى معنالتساعدك ليس الا..


قالت ملاك بعصبية: لا احتاج الي مساعدة من احد.. و استطيعالتصرف لوحدي.. لست ****.. اتفهم..


استغرب ما زن غضبها المفاجئ.. فلم يقل ما يستدعى العبنوتة او الغضب.. انه يفكر فمصلحتها ليس الا.. و لكن طبيعة ملاكالانطوائية و التي لم تكن تختلط الا بوالدها الذي يغمرها بحنانة و عطفة يجعلها لاتتقبل الحديث من احد و خصوصا اذا اشار فجديدة ذاك عن شيء عن حاجتها للمساعدة ..وشاهدها ما زن و هى تستدير بمقعدها مغادرة المكان.. فاسرع يقف امامها و يقول: ما الامر؟..هل اغضبك ما قلته؟..


اشاحت بوجهها عنة فقال بابتسامة: حسنا انا اسفوارجو ان تقبلى اعتذاري.. اعلم انك لست **** و تستطيعين تدبر امورك بمفردك..


استدارت له ملاك فتلك اللحظة.. فاتسعت ابتسامتة و هو يردف: و الان هلنخرج؟..


رفعت ملاك راسها له و لاول مرة راها تبتسم و تومئ براسها بهدوء..بادلهاالابتسامة و ابتعد عنها متوجها الي حيث باب البيت الرئيسي.. و التفتت مها الي ملاكوقالت و هى تتوجة نحوها: هل اساعدك؟..


قالت ملاك بلهجة تطوى بعض المرح غير التياعتادتها مها منها: ان شئت..


امسكت مها المقعد و اخذت تدفعة ببطء..فقالت ملاكمستغربة: لم تدفعينة هكذا؟..


قالت مها بقلق: اخشي ان اكون سببا فمكروة قديصيبك..


– لا عليك.. اسرعى اكثر..


قالت مها مستسلمة: كما تشائين..


واسرعتفى سيرها لتصل الي السيارة و وقفت امام الباب الخلفى لتقول : ما زن تعالوساعدنا..


اسرعت ملاك تقول: لا داعى لقد اعتدت ذلك.. فقط افتحى الباب.. و استطيعالجلوس علي المقعد الخلفى بمفردي..


كان ما زن ربما تحرك من مكانة و جاء اليهم بناءعلي هتاف مها..وشاهد ملاك و هى تحاول بكل جهدها و قوتها رفع نفسها عن المقعد المتحركوالجلوس علي مقعد السيارة الخلفي.. و تساءل.. لم تفعل جميع ذلك و تكلف نفسها جميع هذاالعناء؟.. كان بامكانى ان اساعدها دون ان تتعب نفسها هكذا.. لم يكن يدرك ان ملاككانت تحب فعل جميع شيء بمفردها.. تريد ان تثبت للناس جميعا انها ليست عاجزة ابدا.. و تستطيع فعل العديد حتي و ان كانت قدماها لا تتحركان..كان اصرارها علي عدم حاجتهاللمساعدة من احد هو ما يدفعها لان تبذل جميع الجهد لفعل جميع شيء بنفسها..


وتحركمازن الي حيث المقعد الذي تركتة ملاك ليطوية و يضعة فصندوق السيارة.. و عاد ادراجهالي مقعد السائق..لينتظر مها لصعد اليها و ينطلق بالسيارة الي حيثالنادي…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلع كمال بغرابة الي ما زن الذي اقترب منة و قال : لماذا تتطلع الى هكذا؟..


قال كمال بحيرة: ليس من عادتك ان تاتى الي النادى فيوقت كهذا..


اشار ما زن الي ما خلفة و من بعدها قال: رايت انا و مها.. ان ملاك ابنة عميتعزل نفسها كليا عن الجميع.. فقررنا اخراجها من البيت و احضارها الي هنا لترفة عننفسها..


هز كمال كتفية و قال و هو يدير ظهرة عنة و يتجة الي قسم الفروسية: لا شانلى باحوال ابنة العم تلك..


زفر ما زن بحدة و من بعدها تبعة بدورة الي هذا القسم.. و منجانب احدث جلست مها مع ملاك حول احدي الطاولات بكافتيريا النادي..وانشغلت الاخيرةبقراءة الكتاب الذي بين يديها..فسالتها مها قائلة: ما ذا تقرئين؟..


قالت ملاك و هيتتوقف عن القراءة و تضع الكتاب علي الطاولة: كتاب عن الحياة و مشاكلهاالمختلفة..


قالت مها متسائلة: و هل يوجد حلول لهذة المشاكل فالكتاب؟ ..


قالتملاك بهدوء: نوعا ما ..


ابتسمت مها و قالت: مشكلتى الوحيدة فهذة الحياة هى ما زن .. فهل يوجد حل لها فكتابك هذا؟..


ابتسمت ملاك و قالت: لا اظن..


تطلعت لهامها و قالت: لاول مرة


تبتسمين.. ان كان ذكر ما زن سيجعلك تبتسمين فساردد اسمهدائما..


ولما و جدتها صامتة و لم تعلق سالتها قائلة: و انت.. ما هيمشكلتك؟..


اجابتها ملاك بكلمة و احدة: الوحدة..


رددت مها مستغربة: الوحدة؟..


التفتت لها ملاك و قالت بحزن: اصعب شعور ربما يمر علي الانسان او الفتاةبشكل خاص ان تشعر انها و حيدة فهذا العالم بدون اخوة او اصدقاء..او حتي شخص ما فيمثل عمرها..انة شعور يخنقك..يقتلك.. و جميع مخاوفك تتضاعف و انت تشعرينبوحدتك..


قالت مها متسائلة: و ما ذا عن و الدتك؟..


وضعت ملاك كفها عند و جنتهاوقالت و هى تشعر بغصة فحلقها: و اين هى و الدتي؟.. لم ارها حتى.. لم يعد لى الحق فيذلك بعد ان فقدتها.. لا اذكر شكلها او صوتها.. و الشيء الوحيد الذي بات من حقى هو اناراها فالصور..


قالت مها معتذرة: انا اسفة لم اكن اعلم..


تنهدت ملاك دون انتعلق علي عبارتها.. و طغي الصمت علي المكان لعدة دقيقة قبل ان تقول ملاك ببعضالتردد: و ما ذا عن و الدتك؟.. لم ارها منذ ان جئت الي البيت..


ارتسمت ابتسامةشاحبة علي شفتى مها و قالت: و الدتي؟.. لا اظن انك سترينها فالمنزل.. فهى لا تاتيالية ابدا..


تطلعت اليها ملاك باستغراب و حيرة فاردفت: لقد انفصلت و الدتى عنوالدى و انا فالخامسة عشرة من عمري.. اذكر يومها انى لحقت فيها لتاخذنيمعها..وترجيتها بعينى الدامعتين ان لا تترك البيت .. و لكنها قالت ان الحياة فيمنزل و الدى اروع لى و لاخوتي..وهى لن تعيشنا و لو بعد عشرين عاما فمثل هذاالمستوى.. لهذا تركتنا جميعا و غادرت البيت دون اي كلمة اخرى..


تسائلت ملاكباهتمام: و هل ترونها؟..


اومات مها براسها و قالت و هى تحرك اصابعها علي الطاولةبلا اهتمام: بلى.. نذهب لزيارتها من حين الي اخر.. و لكن هى لا تاتى لزيارتنا فيالمنزل ابدا.. لان و الدى موجود فية كما تقول..


تطلعت ملاك الي مها و شعرت بقلبهايرق تجاهها.. ليست هى الوحيدة التي تتالم.. و ليست هى الوحيدة التي تعانى الحرمان منوالدتها.. و لكن مها اروع منها.. علي الاقل هى تري و الدتها و تسمعها.. شعرت بحنانها.. و بلمسات اناملها الدافئة.. اما هى فانها حتي لا تذكر اي شيء مما جمعها بوالدتها كيفلا و هى كانت بالثانية =من عمرها عندما فقدت امها..


وظل الصمت مخيما علي المكانقبل ان يقطعة صوت مرح و هو يقول: مها جالسة بالكافتيريا و ليست باى قسم من النادي.. يا للمعجزة..


التفتت مها بلهفة الي صاحب الصوت و قالت: (حسام)..


حسام هو ابنخال مها..فى الثالثة و العشرين من عمره..ذا شعر بنى قاتم و عينان من اللونذاته..يتمتع بوسامة محببة و مظهرا جذابا..وذا جسم رياضي..


ابتسم و قال: اجل حسام.. اخبرينى لم تجلسين هنا فقط.. و لا اراك فاى قسم من اقسام النادي..


ابتسمت مهاابتسامة و اسعة و قالت و هى تلتفت الي ملاك: لقد كنت اجلس مع ابن…


اطبقت شفتيهاقبل ان تكمل.. يالغباءها.. هل نسيت كلام و الدها بهذة السرعة.. و اردفت بسرعةوارتباك: مع صديقتي..


تطلع حسام الي ملاك و قال بابتسامة يغيظ فيها مها: انهاتبدوا كالملاك..


قالت مها بحنق: انت لم تخطئ ان اسمها ملاك حقا..


قال حساموهو يجذب له مقعدا و يجلس ليشاركهما الطاولة : حقا؟.. يا للمصادفة..


قالت مها و هيتشير الي حسام : ملاك اعرفك.. ابن خالى حسام..وهو عضو فهذا النادي..


قال حساموهو يرفع حاجبيه: فقط..


ابتسمت مها و قالت: و صديق الطفولة ايضا..


قال حساممعترضا: لقد نسيت اهم شيء..


اسرعت مها تهرب بنظراتها و قالت بخجل و ارتباك: و ما الذي نسيته؟..


قال حسام و هو يعقد ساعدية امام صدره: اننى صديق ما زن و كمالالمقرب..


احست مها بالغيظ .. و قالت و هى تمط شفتيها: عذرا لانى نسيت هذة المعلومةالمهمة يا صديق كمال و ما زن المقرب..


التفت لها حسام و قال متسائلا: و اين تعرفتعلي ملاك؟.. هنا بالنادي؟..


ارتبكت مها و تطلعت الي ملاك التي عاودت قراءة كتابهاومن بعدها قالت: اجل..


تطلع حسام بحيرة الي ملاك.. فهو لم يرها فالنادى قبل الانابدا.. و لكنة لم يابة بالامر كثيرا و التفت الي مها ليتحدث اليها.. بينما كانت ملاكتجلس فصمت و هى تقرا الكتاب الذي بين يديها.. و من بعدها لم تلبث ان تنهدت.. و هى ترفعانظارها الي ما امامها.. و ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيها و هى تتطلع الي حلبةالسباق التي يتدرب فيها جميع اعضاء الفروسية..واستقرت عيناها علي ما زن الذي كان يمتطيجوادة و يقودة بكل مهارة.. كان يقفز الحواجز و احدا تلو الاخر و بمهارة متقطعةالنظير..وشعرت ملاك انها تري امامها فارسا بارعا يقود الجواد و يحلق بة فيالهواء..كانت عيناها تتابعان ما زن فتلك اللحظة..وشاهدتة يوقف الجواد بهتاف و احدمنة و هو يشد لجامة بكل قوة..ويهبط منة و من بعدها لم يلبث ان ربت علي راسة و داعبة قبلان يمسك بلجامة و يعيدة الي الاسطبل و …


(ملاك..ملاك..)


التفتت ملاك الي مهاناطقة العبارة و قالت و هى تلتفت لها: اجل..


قالت مها مبتسمة: ما ذا تريدين انتشربي؟..


وقال حسام و هو يغمز بعينه: و علي حسابى بكل تاكيد..


قالت ملاك بهدوء: عصير الفواكة..


قال حسام و هو ينهض من مقعده: ساحضر لكما طلبكما فالحالو…


جاءة صوت ما زن و هو يقول: و اي عصير لى ايضا..


التفتت ملاك الي ما زن الذياقترب منها و رمي بنفسة علي احد المقاعد بطاولة مجاورة لهم بانهاك و هو يقول بتعب: لقد اقترب السباق..و لا اظن انى سافوز بة ابدا..


غادر حسام المكان ليحضر مطالبهمفى حين قالت مها بسخرية: جيد انك ربما اعترفت بذلك..


قال ما زن و هو يلتفت لها و يرسمابتسامة علي شفتيه: لم تسالينى لماذا؟..


– و لماذا؟..


قال باستهزاء: هذا لانكانت ستكونين موجودة بالنادى و قتها و انا اتشاءم من و جودك..


قالت مها بحنق: لن اتياذا و قتها و لا تحلم ان افكر بالمجيء حتى.. ابحث عمن يشجعك..


قال ما زن و هو يعقدساعدية امام صدره: من قال انى احتاج لتشجيعك.. لدى من المعجبين اكثر مماتتصورين..


كادت مها ان تجيبة بعبارة غاضبة لولا ان قالت ملاك همسا و هى تهتف بها: مها.. اريد ان اطلب منك طلبا..


قالت مها و هى تلتفت اليها: و ما هو؟..


قالتملاك بتردد و حرج: اريد ان اتى الي النادى يوم السباق ..


قالت مها بحيرة: جميعناسنحضر .. فكمال و ما زن مشتركان بالسباق..


قالت ملاك بدهشة: و لكنك قلت منذ قليلبانك لن تذهبي..


ضحكت مها و من بعدها قالت: ذلك حتي اغيظ ما زن فقط..


قالت ملاكبدهشة اكبر: تكذبين حتي تغيظيه؟؟..


قالت مها بمرح: لا عليك.. لقد كنت امزح و لماقصد الكذب..


فى تلك اللحظة و ضع حسام المشروبات امامهم علي الطاولة و هو يقول: لاتصدقيها .. دائما ما تكذب و خصوصا علي..


قالت مها و هى تشير الي نفسها بغرور: و لماكذب علي شخص مثلك..


قال حسام بابتسامة: اسالى نفسك..


ومن بعدها لم يلبث انالتقط المشروب الثالث لياخذة الي حيث طاولة ما زن و يجلس عليها برفقتة و قال: ها هو ذاما طلبته..


قال ما زن و هو يلتقط الكاس من يده: اشكرك..


وقبل ان يرتشف منة رشفةواحدة سمع صوت انثوى ينادية قائلا: ما زن .. ما زن..


التفت الي صاحبة الصوت و قالبملل: اجل يا حنان.. ما ذا تريدين؟..


قالت حنان و هى تقترب منه: اين انت؟.. انياتصل بك منذ يومين و لا تجيبني..


قال ما زن بضجر: منشغل باعمال و الدي..


قالتمها فتلك اللحظة بصوت خفيض: الم تسام تلك الفتاة؟..


قالت ملاك متسائلة: من هيهذة الفتاة؟..


قالت مها بلامبالة و هى تلوح بكفها: احدي صديقات ما زن.. و هى تلاحقهاينما كان.. يبدوا و انها معجبة بة بشدة..


قالت ملاك باهتمام: و ما ذا عنههو؟..


قالت مها و هى تبتسم بسخرية: هو؟.. هو لا يهتم باى بنت ابدا.. ترينة يعجببفتاة ما فلحظة.. و ينساها بعد يوم و احد فقط..


اتسعت عينا ملاك و قالت : ما ذاتعنين بالضبط؟..


قالت مها و هى تهز كتفيها: لا شيء سوي ان اخى لا تهمة اي منالفتيات اللواتى حولة ابدا..


لم تفهم ملاك ما تنطوى علية هذة العبارة.. فقدكانت مها تعنى انه ياخذ من الفتيات و سيلة للتسلية و لا يابة بهن ابدا.. اما ملاك فقدفهمت ان ما زن لا يهتم بالفتيات اشباة حنان و التي يلاحقن الشباب..وعادت لتلتفت الىمازن الذي كان يتحدث الي حنان بسخرية و من بعدها لم تلبث حنان ان سارت عنة غاضبة.. و فيالوقت ذاتة قال حسام بعتاب: انت من جلبتها لنفسك و عليك ان تتحمل ما جنتهيداك..


قال ما زن بحدة: انها بلهاء.. لقد اخبرتها منذ البداية اننى صديق لها لااكثر و سيصبح كلامنا كلة فحدود الصداقة.. و لكنها تصر علي انها تحمل لى ما هو اكثرمن الصداقة و انى لا اهتم بمشاعرها ابدا..


قال حسام و هو يشير اليه: لو لم تتحدثاليها منذ البداية و تطلب صداقتها لما حدث جميع هذا.. و الان تحمل نتيجةفعلتك..


قالت ملاك بغتة جعلت الجميع يلتفت لها: كم الساعة الان؟..


تطلع حسامالي ساعتة و قال: السادسة و النصف.. لم؟..


قالت ملاك بسرعة: اريد ان اعود الىالمنزل.. سياتى استاذ اللغة الانجلينزية بعد نص ساعة..


قال ما زن و هو ينهض منعلي مقعده: حسنا سنعود.. هيا يا مها..


قال حسام متسائلا بدهشة: هل تعرف ملاك يامازن؟..


قال ما زن بابتسامة: اجل .. فهى صديقة مها و ستقضى بعض الوقت فمنزلناريثما يعود و الدها من السفر..


التفت حسام الي مها و قال و هو يعقد حاجبيه: لمتقولى لى ذلك يا مها..


قالت مها بارتباك و هى تنهض من علي مقعدها و تلتقط حقيبتها: لقد نسيت..


اوقفها حسام و قال بشك:اشعر و كان فالامر سرا تخفينة عني..


تهربتمها من نظراتة و اسرعت خلف مقعد ملاك و قالت: ابدا .. لا شيء..


واخذت تدفع المقعدبهدوء.. فحين قال حسام و هو يراقبهم و هم يبتعدون: بل هو ايضا يا مها.. و هو يتعلقبتلك الفتاة المدعوة.. ملاك..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كان الهدوء يعم المكان و ذلكالمنزل الكبير قبل ان يفتح باب البيت و صوت مها و هى تقول بحدة: ارجوك اصمت فقطوارحنا من سماع صوتك..


قال ما زن بابتسامة: لماذا تغارين من صوتي؟.. ما ذنبى اذاكان احلى من صوتك..


قالت مها بحنق: اصمت فقط..


اما ملاك فقد اكتفت بالصمت و لمتحاول ان تعلق علي عبارتهما ..وجاء صوت نادين بغتة ليقطع علي ما زن و مها شجاراتهموهى تقول: انسة ملاك اين كنت جميع ذلك الوقت؟..


رفعت ملاك راسها الي نادين و قالتبهدوء: لقد ذهبت الي النادى ..


قالت السيدة نادين باستنكار: و لماذا لمتخبريني؟..


اشاحت ملاك بوجهها و لم تجبها فقالت نادين بهدوء: انستى انت تعلميناننى المسئولة عنك .. و لو حصل لك اي شيء ساكون انا الملامة اولا و اخيرا..


قالتملاك و هى تلتفت لها: عمرى ثمانية عشرة عاما و لست **** حتي لا استطيع ان اهتم بنفسيجيدا..


وضعت نادين كفها علي كتف ملاك و قالت: انا افهم هذا جيدا.. و لكن عملى يحتمعلى ان اكون بجوارك دائما.. و ان اكون محل الثقة التي منحنى اياها السيدخالد..


كادت ملاك ان تهم بقول شيء ما .. لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف البيت.. فتوجة ما زن الية و رفع سماعتة قائلا: الو.. من المتحدث؟..


صمت ما زن للحظات و من ثموضوع مبتسما: اجل.. لحظة و احدة..


والتفت الي حيث ملاك و قال بابتسامة : ملاك.. لديخبر سعيد لك.. و الدك علي الهاتف..


صاحت ملاك بفرح: ابي!!..


ومن بعدها اسرعت تحركمقعدها الي ان و صلت الي ما زن و قالت بلهفة و شوق: اعطنى سماعة الهاتف.. اريد ان اتحدثاليه..


قال ما زن و هو يتطلع اليها: مقابل ما ذا؟..


قالت برجاء: ارجوك.. اريد اناتحدث اليه..


قال ما زن مبتسما و هو يناولها السماعة: لو كان خطيبك هو المتصل لماكانت لهفتك الية الي هذة الدرجة..


لم تستمع ملاك الي حرف و احد مما قالة ما زن بلاختطفت السماعة و قالت بلهفة كبيرة: ابى اشتقت اليك كثيرا..


قال خالد بحنان: و اناايضا يا ملاك.. اخبرينى يا ملاك ما هى اخبارك؟..


قالت ملاك متسائلة:انا بخير ياابي..كيف حالك انت؟..و منذ متي و صلت ؟.. و متي ستعود؟..


ضحك خالد و قال: رويدك ياملاك.. انا بخير.. و انا اتحدث اليك الان من المطار لانى ربما و صلت لتوى اليه.. و ساعودبعد اسبوع ان سارت الامور كما يجب..


قالت ملاك برجاء: ابى عد سريعاارجوك..


تساءل و الدها و هو يعقد حاجبيه: ما هى احوالك مع عمك و ابناءه؟..


تطلعتملاك الي ما زن و مها و من بعدها قالت: علي ما يرام.. لا تشغل نفسك..


قال و الدهاباهتمام: هل يعاملونك جيدا؟.. و هل حاولوا مضايقتك؟..


– الجميع يعاملنى بشكل جيديا ابى .. لا تقلق.. انت عد فقط .. انا احتاج الي و جودك الي جانبى كثيرا..


قالوالدها و هو يتنهد بارتياح: حمدلله.. لقد ارحتنى يا صغيرتى .. لو ضايقك احدهم اوتضايقت من العيش معهم.. اخبرينى حتي اتصرف..


واردف قائلا:والان يا صغيرتى .. سانهى المكالمة.. اراك بخير و اهتمى بنفسك جيدا.. ساعود و معى قفص الطائر الذيطلبته..الي اللقاء يا ملاكى الصغير..


قالت ملاك و الدموع تترقرق فعينيها: الىاللقاء يا ابي..


قالتها و اغلقت سماعة الهاتف و هى تتنهد بحزن. . فقال ما زن و هويهز راسة و هو جالس علي احدي المقاعد: لو كنت اعلم ان هذة المحادثة ستجعلك تبكين منجديد.. لما منحتك السماعة منذ البداية..


قالت مها باستنكار: ما زن .. ما ذاتقول؟..


واردفت و هى تقترب من ملاك و تربت علي كتفها: لا عليك انه يمزح..


قالتملاك بصوت مختنق: اعلم..


واردفت و هى تستدير عنهم: عن اذنكم..


قالت مها لمازنوهى تراها تبتعد عنهم: الم تكن تستطيع تاجيل حديثك ذلك قليلا؟..


قال ما زن و هويهز كتفيه: لقد اردت ان اجعلها تنسي حزنها قليلا..


قالت مها بعتاب: ملاك ليستمثلي.. انا يمكننى ان اتقبل مزاحك و سخريتك.. و لكن هى قد لا.. انت اعلم بظروفها ..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: بلي اعلم بظروفها اكثر من اي شخص اخر..


ومنثم نهض من علي مقعدة و قال: ساذهب الي غرفتي..


ابتسمت مها و قالت: و من سالك عنمكان و جهتك الان..


تطلع لها ما زن بنظرة طويلة قبل ان يلتفت عنها و يصعد درجاتالسلم..امام مها فقد التفتت الي باب غرفة ملاك و توجهت لها .. و لكن اوقفها بغتة صوترنين هاتفها المحمول.. فالتقطتة من حقيبتها و ابتسمت ابتسامة و اسعة و هى تري رقم حساميضيئة و اجابتة بلهفة ما زحة: اهلا حسام.. الم تصبر علي فراقى بهذة السرعة؟..


قالحسام بابتسامة: تحلمين.. لقد اتصلت فقط لاعرف منك بعض الامور..


استغربت مهاجديدة و قالت بحيرة: اي امور هذة التي تود معرفتها؟..


قال حسام و هو يضغط علي حروفكلماته: عن تلك الفتاة المدعوة ملاك..


قالت مها بتلعثم: صديقتي.. ما ذابها؟..


قال حسام بشك: لقد قلت انك ربما تعرفتى عليها فالنادي.. و مع انى لم ارهافى النادى ابدا.. الا اننى ظننت اننى لم انتبة لوجودها بة قبل الان..ولكن عندمارايت انها بنت مقعدة ازدادت شكوكى حولها.. فمن مثلها لا ممكن ان تشتركبالنادي..


قالت مها بارتباك: حسام ما ذا جري لك؟.. هل تعمل ضابط مباحث او محققبالشرطة؟.. الامر لا يستدعى جميع ذلك .. لقد جاءت الي النادى لمرة او مرتين من قبللمجرد الزيارة و تعرفت فيها اثناء هذة الاثناء..


قال حسام بارتياب: لا اعلم لم اشعرانك لا تقولين الصدق..


ازدردت مها لعابها و قالت و هى تحاول ان تنهى الموضوع: بلانا كذلك.. استمع الي.. اتصل بى بعد قليل.. فلدى مكالة اخرى.. الىاللقاء..


قالتها دون ان تستمع الي جوابه.. و فالطرف الاخر قال حسام و هو يبتسمبزاوية فمه: لا تزالين لا تعرفين الكذب على يا مها.. استطيع ان اكشف كذبك من ارتباكصوتك و تلعثمة .. و من انهاءك السريع للمكالمة.. و لكن ساعلم بكل شيء قريبا.. ان اردتذلك…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء الرابع

” .. لماذا؟ ..”


(لم يحضر كمال علي العشاء ايضا)


قالها امجد و هو يجلس حول ما ئدة الاكل و تبدوا علي ملامحة العصبية.. و اردف بحدة: الي متي سيستمر ذلك الشاب فتصرفاته؟..


قال ما زن بهدوء: لا عليك يا و الدي.. سياتى بعد قليل..


انفعل و الدة و قال: منذ نص ساعة و انت تقول لى كهذا الكلام.. لو كان سياتى لجاء مبكرا..


واردف قائلا: اتصل بة بسرعة و اطلب منة ان ياتى فورا..


– حسنا يا و الدى سافعل.. اهدئ انت فقط..


نهض ما زن من مكانة و اتجة الي الطاولة الصغيرة القريبة من المائدة ليلتقط هاتفة المحمول و يتصل بكمال.. اما ملاك فقداستمرت فتحريك الملعقة كعادتها فالطبق دون هدف.. فقالت مها بعطف: ملاك .. لماذالا تاكلين؟..


قالت ملاك بابتسامة باهتة و هى ترفع راسها الي مها:من قالهذا؟..


قالت مها و هى تشير الي طبقها: طبقك المليء بالطعام..


تركت ملاك الملعقة من يدها و قالت و هى تتنهد: لا اشعر برغبة فذلك..


قالت مها متسائلة: و لماذا؟.. ان كان و الدك هو السبب.. فقد اتصل بك اليوم و تحدث اليك كماوعدك..


قالت ملاك بصوت خفيض و هى تتطلع الي نقطة و همية: ليس الامر سهلا كماتظنين.. ان فراق ابى يعنى لى فراق العالم باسره.. انى لا اعرف احدا سواه..


قالمازن الذي سمع صوتها علي الرغم من انخفاضه: و ما ذا عنا.. الا تعرفيناايضا؟..


قالت ملاك و هى تلتفت له: و لكن ليس كابي..


هز ما زن كتفة و سار ليكملكيفية و لكنة اصطدم بالملعقة المجاورة بملاك دون قصد.. فانحنت ملاك لتلتقطها.. و لكنمازن كان الاسرع الذي انحني و قال بابتسامة و هو يعيد و ضع الملعقة علي الطاولة و ينهضواقفا : لا تتعبى نفسك..انا من اسقطها و انا من علية ان يحضرها..


وجدت ملاك نفسهاتزدرد لعابها و تقول بصوت خافت: شكرا لك..

((خذى دميتك))


((شكرالك))

دس ما زن اصابعة بين خصلات شعرة و هو يحاول فهم ما دار بذهنه.. اي كلماتتلك التي مرت بباله.. و من قالها؟.. ايصبح هو؟.. و لماذا قالها و متى؟.. و لماذا جالتبذهنة الان؟..لم يستطع الاجابة علي اي من تساؤلاتة و هو يعود الي مقعده.. و يلتقطالملعقة ليتناول طعامة من جديد..ولكن.. لماذا لم تدر هذة العبارات فذهنة الا عندماجاءت ملاك الي منزلهم؟.. لماذا؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛جلست مها فغرفتها بعدالعشاء و هى تشعر بالتعب و هى تري اكوام الكتب امامها علي الطاولة.. و قالت بضجر: لقدتعبت..


واردفت بسام: لا اعرف حل لهذة المعادلة الحسابية.. لقد سامت..


نهضت منعلي المقعد و رمت بنفسها علي الفراش بتعب.. و اخذت تفكر باى شيء غير الكتب التي لاتزال مفتوحة .. و فجاة قالت بابتسامة: قد كان حسام يعلم حل هذهالمعادلة..


وكانها لم تكن تريد الا اي حجة لتتصل به.. فالتقطت هاتفها المحمولواتصلت بة قائلة بابتسامة: الو .. اهلا حسام كيف حالك؟..


عقد حسام حاجبية و قال: انا بخير.. ما ذا بك يا مها و لم تتصلين فهذة الاثناء..


قالت مها و هى تتوجة نحوالطاولة و تجلس خلفها: لدى معادلة حسابية و لا اعرف حلها.. و لم اجد سواك ليساعدنى علىذلك..


قال حسام بابتسامة: مها.. ما ذا جري لك؟ .. انسيت ان تخصصى مختلف تماماعنك؟..


قالت مها و هى تلتقط قلمها و تقلبة بين اصابعها: لم انسى.. و لكن..لم اجد منيساعدنى سواك..


ادرك حسام منذ البداية انها لم تتصل من اجل المعادلة الحسابيةوقال بمكر: و من قال لك انى اعرف حل هذة المسائل؟..


قالت بابتسامة: لقد حللت معيسابقا مسالة مماثلة لها..


قال حسام و هو يجلس علي طرف فراشه: مشكلتك انك لاتعرفين التمثيل و الكذب..ولكن لا يهم اخبرينى الان بما عندك..


اخبرتة مهابالمسالة.. فحاول ان يشرح لها كيفية حلها بهدوء.. اما الاولي فقد كان اعجابها بهيزداد.. لقد كانت معجبة بة منذ ان كانت **** ..لا تنكر هذا.. و تولد شعور بداخلهاتجاهة مع الايام كلما ياتى الي منزلهم من اجل ما زن او كمال.. كانت تلعب معة احياناوهى صغيرة..واحيانا اخري كانت تلعب معة هو و اخوتها.. و حتي عندما كان كمال يرفضاشراك بنت فاللعب.. كان حسام يدافع عنها.. منذ ان كانت **** و هى تراة فارساحلامها الذي يذود عنها..ولكن.. مشكلتها هى انها لا تعرف مشاعر حسام تجاهها.. احيانا تشعر بة يهتم بها.. و احيانا يعاملها كاخت له تماما.. و لكن لم تعلم ابدا بمايخفية فقلبه.. و اذا كان يحمل لها ذات الشعور الذي تحملة له..


وقال حسام عندماانتهي من شرح الحل لها: و الان هل فهمت الطريقة..


قالت بتاكيد و ثقة: بالطبع ما دمت ربما شرحتها لي..


قال حسام بهدوء: حسنا اذا ما دام الامر كذلك.. فالىاللفاء..


اسرعت تقول: حسام انتظر..


قال حسام بابتسامة: منذ البداية و اناانتظر المقال الاساسى لاتصالك.. اخبرينى ما هو؟..


ازدردت لعابها و قالت : المقال الاساسي؟.. لا يوجد اي مقال اساسي.. فقط اردت ان اسالك ان كنت ستاتى غدالمنزلنا ام لا..


قال حسام متسائلا: و ما الداعى لحضوري؟..


مطت مها شفتيهاوقالت: لا يوجد اي داع ابدا.. الي اللقاء..


قال حسام بابتسامة و اسعة: اراك فيالنادى اذا.. الي اللقاء..


انهت مها المكالمة لتضع الهاتف علي الطاولة و من ثمتعود لترمى بنفسها مرة اخري علي الفراش.. و قالت و هى تتنهد: احيانا اتخيل او ربمااتوهم انك تحمل لى مشاعر ما فقلبك يا حسام …


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعتملاك من نافذة غرفتها الي النجوم المتلالاة فالسماء.. و التي بدت كماسات تبرق فيثوب الليل الممتد بلا نهاية ..كانت شاردة الذهن.. تفكر فحاجات كثيرة.. و لكن محورتفكيرها كان ابيها..واطرقت براسها للحظة لتتطلع الي القلادة التي حول عنقها.. كانتعلي شكل قلب يتوسطة قلب متارجح.. كانت القلادة التي اهداها لها و الدها ذلكاليوم..


شعرت بملل شديد و هى لا تشعر باى رغبة فالنوم.. خصوصا و ان المكان غريبعليها و لم تعتد النوم الا فمنزلها و فغرفتها..القت نظرة سريعة علي ساعة يدهاالتى كانت تشير xxxxبها الي الثانية =بعد منتصف الليل.. و تنهدت قائلة و هى تتطلع الىالسماء من جديد: يا لهذا الليل الطويل.. متي تشرق الشمس؟ ..


حركت عجلات مقعدهاالي حيث حقيبتها.. و تطلعت الي مجموعة من الكتب و الروايات التي جلبتها معها الىهنا.. و لكنها لم تشعر باى رغبة فالقراءة..لذا و جدت نفسها تحرك عجلات مقعدها منجديد الي الباب و من بعدها تحرك مقبضة و تدفعة بهدوء..وتخرج الي الردهة التي كانت اشبهبصورة ثابتة.. لا يتحرك بها اي شيء.. و لا يسمع بها اي صوت سوي صوت انفاسها .. و دارت بعينيها فارجاء الردهة قبل ان تحرك عجلات مقعدها و هى تشعر بالخوف.. الخوفمن الوحدة.. الخوف من الظلام.. الخوف من جميع شيء.. و وجدت قبضتاها تنقبضان علي عجلتيالمقعد.. تمالكت نفسها و حاولت ان تهدئ نفسها .. و هى تردد ان ليس هنالك ما يخيف.. فالصمت يعم ارجاء المكان و …


وبغتة سمعت صوت ما ..صوت حركة ما .. فانتفضت بقوة .. و سرت فجسدها ارتجافة خوف..وهى منكمشة فمكانها لا تقوي علي الحراك.. و دون انتحاول رفع عينيها .. سمعت الباب الرئيسى للبيت يفتح.. ازداد خوفها و هى نخشي انيصبح القادم لصا.. حاولت العودة من حيث اتت.. و لكن يداها لم تطيعاها فتحريك عجلتيالمقعد.. رفعت عيناها بخوف و هى تزدرد لعابها و شاهدت هذا الظل الاسود يدخل الي لمنزلبهدوء شديد ..وبينما هو يسير الي حيث الدرج.. التفت بغتة الي اليسار.. الي حيث تجلسملاك! ..وهنا اخذ قلب ملاك يخفق بقوة و خوف و شعرت بانمالها ترتجف ..ولكن سمعت صوتذلك الظل فجاة و هو يقول: من هناك؟..


ارتجفت مرة اخرى.. و لكن تذكرت انها سمعت هذاالصوت من قبل و انها تذكره.. رفعت راسها الي الواقف عند السلم و قالت و هى تزدردلعابها بتوتر: انا..هل انت كمال حقا؟..


تنهد كمال و قال: لقد ظننت ان هنالك متسللادخل الي البيت..


وابتسم بسخرية و هو يتحدث الي نفسه: ( مع انى حالك لا يختلفكثيرا)..


فى حين قالت ملاك و هى تحاول تمالك اعصابها: لقد ظننت الشيء ذاتة عندمارايتك تدخل الي البيت..


قال متسائلا و هو يعقد حاجبيه: ما الذي يبقيك مستيقظةحتي هذة الساعة المتاخرة؟..


زفرت ملاك بحدة و قالت: انه الارق.. و انت اين كنت حتىهذة الساعة المتاخرة؟..لقد سال و الدك عنك كثيرا..


التفت كمال عنها و قالبلامبالاتة المعهودة: اهتمى بشؤونك و لا تتدخلى فخصوصيات غيرك..


ارتفع حاجباملاك بمزيج من الدهشة و الالم و تطلعت الية للحظة قبل ان تقول و هى تطرق براسها بمرارةوتدير عجلات مقعدها: معك حق.. لم يكن على التدخل فخصوصيات الغير..


قالتهاوتوجهت الي غرفتها.. و اغلقت الباب خلفها بقوة.. و قالت بمرارة و هى تشعر بغصة تملاحلقها: ما الذي فعلتة له حتي يعاملنى هكذا؟.. ما الذي فعلته؟..


ووجدت نفسهاتتوجة نحو السرير و هى تشعر بدموعها تترقرق فعينيها.. و ترفع جسدها من المقعد بالمومرارة.. عضت علي شفتيها و هى تجد نفسها تفشل فرفع جسدها فقالت بعصبية: لماذا؟..لماذا؟.. تبا.. تبا..


نجحت اخيرا و ارتفع جسدها لتجلس علي الفراش و تتركلجسدها الفرصة ليرتاح.. تنهدت بحزن قبل ان تلقى براسها علي الوسادة..وعلي الرغم منحزنها و جدت نفسها تغط فالنوم.. نوم عميق و بلا احلام…


ولكن اسمحوا لى ان اقوللملاك..انها البداية فقط.. و ان ما تراة اليوم.. هو ابسط شيء ربما يواجهها فحياتهاهذة المليئة بالصراعات…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ضوء الشمس القوى سقط علىعينى ملاك.. ليجعلها تعقد حاجباها بقوة .. و من بعدها تغطى و جهها بالغطاء و هى تقول و هيتشعر بالنعاس: اريد ان انام يا ابي..


شعرت نادين التي فتحت ستارة الغرفةبالاشفاق تجاهها و هى تسمعها تقول عبارتها تلك.. و قالت بصوت هادئ: انستى انها الساعةالعاشرة.. الن تستيقظي؟..


قالت ملاك و هى تتثاؤب: لا .. انا متعبة لم انم امس الافى ساعة متاخرة..


قالت نادين متسائلة: و لماذا؟..


فتحت ملاك احدي عينيها و قالتوهى تبعد الغطاء عن و جهها: لقد شعرت بالارق و لم استطع النوم و …


بترت ملاكعبارتها و ارتسم علي ملامحها الحزن و هى تتذكر ما حصل بالامس و العبارات التي قالها لهاكمال..ولكن نادين لم تنتبة لذا و هى تقول بابتسامة: هذا لانك لم تعتادى النوم هنابعد.. و الان هيا استيقظي..


قالت ملاك و هى تعتدل فجلستها: اخبرينى اولا من يوجدبالمنزل؟..


قالت نادين و هى تقترب منها و تضع الوسادة خلف ظهرها: لا احد يا انستيسواك انت و انا و الخدم..


قالت ملاك بدهشة: و اين ذهب الجميع؟..


قالت نادينبهدوء: السيد امجد و السيد ما زن غادرا الي الشركة منذ الساعة الثامنة صباحا.. اماالسيد كمال و الانسة مها فقد ذهبا الي الجامعة منذ ساعة..


قالت ملاك بهدوء مماثل: فليكن.. ساستبدل ملابسى و اخرج لاتناول الفطور..


قالت نادين و هى تهم بالخروج منالباب: سيصبح الفطور جاهزا..


قاليها و اغلقت الباب خلفها.. اما ملاك فقد استبدلتملابس النوم.. بفستان ذا لون و ردي.. جعلها تبدو كالزهرة المتفتحة.. و رفعت خصلاتشعرها بواسطة ربطة شعر من اللون ذاته..تطلعت الي نفسها فالمراة لتطمان الي شكلهاومن بعدها لم تلبث ان غادرت الغرفة و هى تتوجة الي طاولة الطعام.. رات الطاولة خاليةالا منها و قالت بابتسامة مريرة: الامر لم يختلف كثيرا عن و جودى بالمنزل..


قالتنادين التي كانت تقف قريبة منها: انستى لقد اتصل استاذ الرياضيات منذ قليل و قال انهسياتى بعد ساعة..


هزت ملاك كتفيها بعدم اهتمام.. و من بعدها شرعت تتناول افطارهابصمت و هدوء..وان لم تكن تشعر بمذاق اي شيء مما تتناوله..وما لبثت ان قالت بعدانتهاءها من تناول اكل الفطور:اريد ان اذهب للتنزة فالحديقة الخارجية..خذينى الىهناك..


قالت نادين بابتسامة: كما تشائين انستى و لكن الجو بارد بالخارج .. اذهبيلترتدى ملابس اكثر دفئا..


قالت ملاك و هى تحرك مقعدها: لا اريد..


– و لكن انستيالجو بارد..


قالت ملاك باعتراض: انا احب الخروج فجو كهذا و بملابسيالاعتيادية..


قالتها و واصلت طريقها فقالت نادين باستسلام: كما تشائين..


غادرتالمكان مع نادين الي الحديقة الخارجية للمنزل.. و تطلعت ملاك حولها بابتسامة و قالتوهى تلتفت الي نادين: خذينى الي حيث توجد الزهور..


قالت نادين مداعبة: انها تجلسامامي..


اتسعت ابتسامة ملاك و قالت و هى تشعر بالهواء البارد يداعب شعرهاووجنتيها: هيا خذينى الي حيث الزهور..


قالت نادينة و هى تدفع مقعد ملاك بهدوء: لست اعلم اين توجد الزهور فهذة الحديقة.. و لكن لنبحث عنها..


اخذت نادين تدفعملاك امامها فتلك الحديقة الواسعة.. و الممتلاة بالحشائش و الاشجار.. و قالت ملاكبغتة: انها هنالك ..


قالتها و اشارت بيدها الي الجانب الايسر لها..فدفعت نادينالمقعد و توقفت فيها امام حوض الازهار تماما..فاغمضت ملاك عينيها و هى تتنهد.. و رسمتعلي شفتيها ابتسامة حالمة و قالت: كم اتمني ان ابقي هنا طويلا..طويلا جدا..


شعرتبنسمات الهواء الباردة تعود لتداعب و جنتيها و تحرك خصلات شعرها الاسود..فتحت عينيهاوتطلعت الي الطيور المحلقة فذلك الفضاء.. و ارهفت السمع الي صوت الرياح.. و من قملم تلبث ان مدت يدها لتداعب زهرة ما و …


(حذار ان يجرحك شوكها)


تراجعت ملاكبيدها اثر الصوت الذي سمعته.. و اسرعت تلتفت الي القادم نحوهم و قالت بدهشة: ما زن.. الم تذهب الي الشركة مع ابيك؟..


ابتسم ما زن الذي كان يرتدى زيا مكونا من بنطالوسترة ذا لون بنى قاتم و قميص ذا لون بنى هادئ (البيج) .. و لم يكن يرتدى اي ربطةللعنق..فمازن لم يكن يحب ارتداء ما يخنقة كما كما يقول..وقال: بلى.. و لكنى عدت.. فقد شعرت بالملل..


وتساءل قائلا: اخبرينى .. ما الذي تفعلينة هنا؟..


هزتكتفيها و قالت: كما تري ..اتطلع الي الطيور .. اداعب الزهور.. و استمع الي صوتالرياح..


قال ما زن بسخرية: تستمعين الي صوت ما ذا؟..


وقبل ان تجيبة ملاك.. التفت الي نادين و قال: هل لك ان تحضرى لى كوب من الماء؟..


قالت نادين مترددة: و ما ذا عن ملاك؟..


قال ما زن بهدوء: سابقي معها و لن اتحرك من مكانى ريثماتعودين..


اومات نادين براسها و قالت : حسنا اذا.. لن اتاخر..لحظات و اعود ..


فيحين قالت ملاك و هى تتطلع الي البعيد: ربما تظن انى **** لو اخبرتك اننى احيانا اتحدثالي الزهور .. لانى لا اجد سواها لاتحدث اليها.. علي الاقل .. اشعر انى استطيع اناتحدث كما يحلوا لي.. و انها لن تتضايق مما ساقولة ابدا..


تطلع لها ما زن بدهشةوحيرة.. تتحدث الي الزهور.. و تستمع الي الرياح.. امجنونة هذة الفتاة؟..فى حين اردفتملاك و هى تغمض عينيها: الوحدة شعور صعب يجعلك تتحدث الي جميع ما حولك.. و الي اي شيءكان..


قال ما زن بهدوء غير عابئ لما تقوله: الجو بارد.. ادخلى الي البيتالان..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: لا اريد..


قالت السيدة نادين بغتة: دعهاانها عنيدة.. لن تفعل الا ما تريدة هي..


التفط ما زن كوب الماء من نادين و اخذيشربة فحين عادت ملاك لتفتح عينيها و قالت مبتسمة: و هل افوت علي تفسى مشاهدة مثلهذا المنظر الجميل؟.. علي الاقل قبل ان يصل الاستاذ و اكون محتجزة فالمنزل لاكثرمن ساعة..


ما ان انتهت من عبارتها حتي عادت الرياح لتلفح و جهها و لكن هذة المرةبشدة اكثر.. و بنسمات باردة.. جعلت جسد ملاك يقشعر.. فقال ما زن و هو يزفر بحدة: هلستظلين بالخارج حتي تمرضي.. هيا ادخلى الي البيت و ارتدى علي الاقل ما يدفئك..


قالت ملاك بعناد طفولي: لا..


ابتسم ما زن و قال: معك حق يا سيدةنادين.. انها عنيدة حقا..


مدت ملاك يدها فتلك اللحظة و داعبت زهرة ما ذات لونوردى يشبة لون فستانها.. فقال ما زن و هو يخلع سترتة و يقترب منها: و لم لا تقطفينها ما دامت تعجبك؟..


قالت ملاك باعتراض: ان قطفتها ستبتعد عن بقية الوردات و ستذبل بينيدي.. و لكن ان بقيت فمكانها فستزهر دائما..


ارتسمت ابتسامة علي شفتى ما زن و قالوهو يضع سترتة علي كتفيها: معك حق.. ستكون بحال جيدة ان بقيت مكانها ..


التفتتملاك بدهشة الي ما زن .. و رفعت حاجباها باستغراب لتصرفه.. و لكنها لم تلبث ان تذكرتوالدها و ما يفعلة لها كلما احست بالبرد..لقد كان يخلع سترتة و يضعها علي كتفيهاتماما كما فعل ما زن!.. ازدردت ملاك لعابها و تطلعت الية لوهلة قبل ان تقول بابتسامةمرتبكة: شكرا لك..


قال ما زن مبتسما: لا عليك..


وظل صامتا و هو يعتدل فو قفتهويتطلع الي اي شيء مما حوله..فى حين و جدت ملاك نفسها تقول: و لكن الن يغضب و الدك انغادرت العمل هكذا؟..


قال ما زن بسخرية و هو يطوح بحجر صغير بعيدا: بلى.. و لكننهارغبتة ..


قالت ملاك متسائلة: رغبته؟.. و كيف؟..


قال ما زن و هو يلتفت لها: هو منارادنى ان اعمل معه.. لم اكن اريد هذا و لكنة ارغمنى علي ذلك العمل الذي اكرهه.. لهذا علية ان يعلم انى من المستحيل ان اجد نفسى فعمل ابغضة و لا احتمل القيامبه..


تطلعت له ملاك لوهلة و من بعدها قالت: و لكن يجب عليك مساعدة ابيك..


قال ما زنوهو يضع كفية فجيبى بنطاله: و ها انذا افعل.. و لكن علي طريقتى الخاصة..


ترددتملاك قليلا قبل ان تقول: و لكن ذلك يعتبر خداعا له..


– فليكن ما يكون.. اريد اناعمل فعمل اجد نفسى فية لا ان اعمل فعمل اكون مرغما علي ادائه.. جميع ما يهموالدى ان اكون الي جوارة فقط.. و ما ذا عنى ايظن ان ليس لى طموح اتمنىتحقيقه..


صمتت ملاك و لم تجد ما تقول.. فقال ما زن بهدوء: الم يحن الوقت للدخول؟.. الجو يزداد برودة..


ابعدت ملاك السترة عن كتفيها و ناولتها لمازن و قالت بابتسامةباهتة: اعلم انك تشعر بالبرد .. لهذا خذها..


قال ما زن باستنكار: لا.. انت فتاةويجب على ان…


قاطعتة ملاك لتقول بهدوء: فليكن .. سادخل الي الداخل.. حتي اريحكمن عبئى عليك..


قالتها و حركت عجلات مقعدها بكلتا يديها و ربما عادت اليها ذكرىالامس.. و ما دار بينها و بين كمال.. و تساءلت للمرة العاشرة.. لماذا؟…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛قالت مها بمرح و هى تودع صديقتها عند مواقفالجامعة: الي اللقاء اراك غدا.. و لا تنسى اتصلى بى لتخبرينى ما حدث..


قالتصديقتها مبتسمة: بكل تاكيد لن انسى.. الي اللقاء..


لوحت لها مها بيدها و هى تجريمبتعدة دون ان تنتبة لعينى هذا الشاب الذي اخذتا تراقبانها و هى لا تزال تلوحبيدها.. و قال هذا الشاب بغتة و هو يراها تقترب منه: كيف حالك يا ايتهاالجميلة؟..


التفتت مها بحدة الي مصدر الصوت.. و ارتفع حاجباها بدهشة و هى ترىالواقف امامها .. و زفرت بحدة و هى تقول: ارعبتنى يا حسام؟؟قال حسام مبتسما: احقا؟.. تستحقين ان تصابى بالرعب بكل صراحة..


قالت مها و هى تضع كفها عند خصرها: و لماذا؟..


ولكنها اردفت بحيرة: و لكن اخبرني.. هل انتهت محاضراتك فمثل موعدانتهاء محاضراتي؟..


قال بهدوء: بل قبلها بنصف ساعة.. و لكن اخذنى الحديث مع احدالاصدقاء و لم اشعر بالوقت حينها.. و بعد مغادرته.. رايتك و انت تغادرينالجامعة..


قالت مبتسمة: من الغريب ان تنتظرني.. انها المرة الاولي التيتفعلها..


– اولا انا لم انتظرك بل رايتك مصادفة.. و ثانيا اظن انها ستكون المرةالاخيرة..


ضحكت مها بمرح و قالت: لن تستطيع..


رفع حاجبية باستخفاف و قال: و لم؟..


قالت مبتسمة و هى تتطلع الي مبني الجامعة: لاننا فجامعة و احدة.. و ساراككثيرا رغما عنك..


قال و هو يلوح بكفة مغيرا جفة الحديث: اخبرينى هل هنالك منسيوصلك.. ام اوصلك انا؟..


ومع انها لمحت سيارة و الدها الذي يرسلها لها الىالجامعة مع السائق .. الا انها قالت: لا ادرى لقد تاخر السائق كثيرا و لا اريد اناتاخر علي البيت..


صمت حسام قليلا و من بعدها قال : حقا؟.. هل تاخر السائق يا مها؟ ..


اومات براسها و هى تزدرد لعابها.. فقال و هو يشير الي بقعة ما و يبتسم: و ما هذهالسيارة التي تقف هنالك اذا؟.. اليست سيارتكم؟.. و السائق.. اليس السائق الخاصبوالدك؟..


قالت مها بحنق و هى تحرك قدمها بعصبية: بلي هو.. لم اره.. الي اللقاءالان..


قال فسرعة: انتظري..


التفتت له و قالت بحدة: ما ذا؟..


قال بابتسامةجذابة: لا يهون على ان تذهبى و انتى متضايقة هكذا.. اذهبى الي السائق و اطلبى منة انيغادر.. و ساوصلك انا..


قالت بفرحة لم تستطع ان تكتمها بداخلها: حقا؟؟.. ساذهبالية فالحال..


ومن بعدها تنبهت الي نفسها فقالت بخجل: اعنى حتي لا ااخرة عنوالدي..


ابتسم حسام و هو يراها تبتعد و تبلغ السائق حتي يغادر.. و ما ان غادرالسائق حتي اسرعت بخطواتها الية و قالت بابتسامة و اسعة: هاقد غادر السائق..


قالوهو يلتفت عنها: اتبعينى اذا الي حيث سيارتي..


قالت و هى تسير الي جواره: لا احبان اتبع احد..


التفت لها و فعينية نظرة استخفاف.. و من بعدها و اصل كيفية الي حيثالسيارة.. ففتح قفلها عن طريق جهاز التحكم عن بعد.. و اشار لهاحتي تركبها.. و ابتسمتمها بسرور و هى تدلف اليها.. صحيح انها ليست المرة الاولي التي يوصلها بها حسام الىمكان ما .. و لكنها مع ذلك تشعر بسعادة كبار كلما شعرت بنفسها قريبة منه..


فى حين استقر حسام خلف مقعد القيادة و ادار المحرك لينطلق بالسيارة .. و ران الصمت عليهم بضعدقائق.. فقالت مها لتقطع ذلك الصمت: ستاتى الي النادى اليوم.. اليس كذلك؟ ..


اوما براسة و قال: بلى.. بعدها انت تعلمين ذلك.. فلم تسالين؟ ..


قالت متجاهلةعبارته: ما اخبار الدراسة معك؟..


هز كتفية بالمبالاة و قال: جيدة..


قالت مهابصيق: و لم تجيبينى باقتضاب هكذا؟..


قال مبتسما:ماذا بك؟.. الست اجيب عناسالتك؟..


اشاحت بوجهها نحو النافذة و قالت بحنق: اجل..


سالها حسام بغتة: ما هى اخبار ملاك؟..


قالت مها بعصبية: و ما شانك بها؟.. بعدها هل طلبت توصيلى الىالمنزل حتي تسالنى عن ملاك؟..


قال حسام بهدوء شديد اثار اعصاب مها: انه مجردسؤال عابر ..


قالت مها بحدة: اشك فهذا.. و علي العموم فهى بخير.. اطمان ..


ضحك و قال: و من قال اننى اردت ان اطمان عليها؟..


قالت بعصبية: اذا لم تسالعن احوالها اذا لم ترد الاطمئنان عليها ..


اوقف حسام سيارتة بجوار بيت =مها و قالوهو يغمز بعينه: قد لسبب اخر..


تطلعت له لوهلة دون ان تستشف من قولة اي شيءيروى فضولها .. و من بعدها لم تلبث ان قالت و هى تفتح باب السيارة: اشكرك علي توصيلى ..


قال مبتسما: علي الرحب و السعة..


القت مها نظرة اخيرة علي حسام قبل انتغادر السيارة و تنطلق الي البيت.. و ما ان ابتعد بسيارتة حتي احست بانها ربما فقدت شيئا هاما.. شيئا عزيزا و غاليا و اهم من جميع ما لديها…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛جلس امجد فالردهة يحتسى القهوة.. و يتطلع الىالصحيفة بلا اكتراث.. و التفت الي حيث الدرج للحظات و من بعدها قال و هو يلمح ما زن و هويهبط درجاته: كيف حال العمل بالشركة يا ما زن؟..


توقف ما زن عن النزول .. و قال و هويشعر بلهجة و الدة التي تخفى شيئا ما : علي ما يرام.. لم تسال يا و الدي؟..


لم يجبهامجد بل ظل صامتا و هو ينتظر من ما زن نزول الدرج.. و قال ذلك الاخير و هو يهبط درجات السلم و يقترب من حيث يجلس و الده: هل هنالك امر ما يا و الدي؟..


قال امجد و هو يشيرلة بالجلوس: انت ابنى الاكبر يا ما زن.. و يجب ان تكون ذراعى اليمني فالعمل.. اليسكذلك؟ ..


جلس ما زن فوق المقعد الذي اشار له و الدة و ظل ما زن صامتا فقال امجدبحدة: اجبنى .. اليس ايضا يا ما زن؟.. ام تفضل ان تكون مجرد فار يتسلل الي خارجالشركة جميع يوم فالعاشرة و احيانا حتي التاسعة صباحا؟..


اتسعت عينا ما زن و قالوهو يزدرد لعابه: من قال لك ذلك يا و الدي؟..


قل امجد بسخرية: اتظن انى احمق لااعلم ما يدور فالشركة .. اننى ارصد جميع نفس فيها.. و لكن ابنى الاكبر الذي يجب انيصبح قدوة للموظفين يتسلل خارجا جميع يوم كالفئران..


قال ما زن و هو يكور قبضته: ارجوك ابى لا داعى لمثل ذلك الكلام..


– هل لك ان تفسر لى تصرفك ذلك اذا؟..


دسمازن اصابعة بين خصلات شعرة و قال: انت تعلم منذ البداية انى لا اجد نفسى فهذاالعمل.. و انى لم اكن ارغب فان اقوم به..


قال و الدة بانفعال: و كنت تريدنى اناتركك تعمل لدي شركة اخري منافسة.. لا.. انت ابنى و من حقى عليك ان تكون الي جواروالدك و تساعده..


قال ما زن برجاء: و لكن لى طموح فهذة الحياة يا ابي.. و لو عملت فشركتك فلن احققه…


اشار له و الدة بالصمت و قال: كفي يا ما زن لقد انتهي النقاش .. و حذار ان تغادر الشركة مرة اخري و الا سيصبح لى تصرف احدث معك..


زفر ما زنبعبنوتة و قال: هل تريد اي شيء احدث يا و الدي؟..


قال و الدة باقتضاب : لا..


نهضمازن من كرسية و اسرع يتوجة الي اي مكان المهم ان يهدئ من اعصابة قليلا..ووجد نفسهامام الباب الرئيسي.. فاسرع يفتحة و …


(الي اين؟..)


تردد هذا الصوت الهامس الرقيق من خلفه.. فالتفت الي ملاك ناطقة العبارة السابقة و تطلع اليها للحظات .. فيحين ظنت ملاك ان صمتة يعنى انه لم يسمعها جيدا.. فعادت تكرر عبارتها و قالت بصوتمرتفع اكثر: الي اين تذهب يا ما زن؟..


مط ما زن شفتية بغضب و من بعدها قال و هو يستديرعنها: الي الجحيم..


لم يكن الوقت المناسب ابدا لملاك ان تتحدث الية و هو فهذهالحالة من الغضب.. فحين تطلعت الية ملاك للحظات بالم و من بعدها لم تلبث ان قالتبمرارة : ما بالكم جميعا؟..الكل يكرة ان احدثه..ليتنى لم اتى الي هنا.. ليتنى لمافعل..


التفت ما زن اليها بدهشة و سرعة و من بعدها قال: من تعنين بالجميع يا ملاك؟.. هل هنالك من ضايقك؟..


اشاحت بوجهها لتخفى الدموع التي ترقرقت فعينيها و من ثمقالت بالم: و ما ذا يهم؟.. انت مثلة تماما.. تكرة التحدث الي..


عاد ما زن ادراجهالي حيث تجلس ملاك و افتعل ابتسامة علي شفتية و هو يقول: لم اقصد محادثتك بهذاالاسلوب.. فقد كانت اعصابى مشدودة بعض الشيء.. و لكن لم تخبرينى من الاخر الذيضايقك..


تطلعت الية بتردد و من بعدها لم تلبث ان قالت بصوت خافت: كمال..


تساءلباهتمام: و ما الذي فعله؟..


– لقد سالتة عن شيء ما يعنيه.. فطلب منى ان لا اتدخلفى شؤونة و ان اهتم بشؤونى فقط..


عقد ما زن حاجبية و قال و هو يهبط الي مستواها: سالته؟.. و عن ما ذا سالته؟..


ازدردت ملاك لعابها و قالت: لقد اصابنى الارق ليلةالبارحة.. و رايتة يدخل فساعة متاخرة.. فسالتة عن اسباب تاخيرة جميع ذلك الوقت لان عميكان قلقا عليه..


قال ما زن بابتسامة باهتة: ملاك.. لا تدعى ذلك يضايقك.. فهذة هى عادة كمال.. لا يحب ان يتدخل احد فشؤونة و حتي و الدى نفسه.. بعدها ان تاخرة امر طبيعى فهو يتاخر يوميا عن البيت..


صمتت ملاك دون ان تعلق علي عبارته.. فقال و هو يتطلعاليها: اظن انى ادين لك بالاعتذار عما فعلتة قبل قليل.. انا اسف.. و اعتذر ايضا نيابة عن كمال.. و لكن لا تتضايقي.. فلا احب رؤية ابنة عمى عابسة هكذا..


التفتت الية و ارتسمت ابتسامة حملت جميع ما بداخلها من امتنان له فقال مبتسما و هو يربت علي كفها و ينهض و اقفا: و الان ما دمت ربما رايتك مبتسمة.. فعن اذنك سازور احد اصدقائى ..


قالها و لوح لها بكفه.. و لكن ملاك لم تكن تطلع الية فتلك اللحظة.. بل الىكفها التي ربت عليها ما زن.. و شعرت بقشعريرة باردة تجرى فجسدها.. و هى تتذكر لمستة لها.. و وجدت قلبها يخفق بقوة..


ولهفة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء الخامس

“.. اعجاب ..”

اخذت مها تتحرك فارجاء الطابق الاول.. و لم تلبث ان تنهدت بملل.. و هى تهبط درجات السلم الي الطابق الارضى ..وتوجهت الي غرفة ملاك لتطرق الباب عدة مرات و لما لم تسمع جوابا فتحت الباب و دلفت الي الداخل لتقول بهدوء: ملاك.. هل انت نائمة؟..


وعقدت حاجبيها و هى تتطلع الي ارجاء الغرفة الخالية من ملاك .. و سمعت بغتة صوت نادين تقول من خلفها: الانسة ملاك ليست هنا .. انها بالردهة ..


قالت مها بحيرة: من الغريب ان تظهر ملاك الي الردهة..


قالت نادين بهدوء: لقد فعلت هذا لانى كنت اقوم بتنظيف و ترتيب الغرفة حينها..


فهمت مها الامر.. فغادرت غرفة ملاك و توجهت الي الردهة .. و هنالك راتها جالسة علي الاريكة و امامها طاولة صغار عليها كتابين و بعض الاوراق المبعثرة..وابتسمت مها و هى تقترب من ملاك قائلة: ما ذا تفعلين؟..


يبدوا ان ملاك لم تنتبة لقدوم مها فانتفضت بخوف و التفتت الي مها و من بعدها لم تلبث ان قالت بابتسامة باهتة: كما ترين.. ادرس ..


تقدمت مهامن ملاك و جلست الي جوارها.. كانت المرة الاولي التي تراها بها مهابدون مقعدهاالمتحرك.. تجلس بشكل طبيعى و كانها سليمة معافاة من اي عجز.. و لكن مها لم تصرح بايشيء مما دار بخلدها و قالت و هى تتطلع الي الاوراق المبعثرة: يبدوا و انك مجتهدة فيدروسك..


تنهدت ملاك و قالت: شيء اشغل بة و قتى بدل ان اقضية و حيدة فالقيامبحاجات من غير فائدة..


قالت مها و هى تلتفت لها: و لكنك لم تخبرينى بعد.. ما هوتخصصك الذي و قع اختيارك عليه..


قالت ملاك مبتسمة: تخصص تمني ابى دوما اناختاره.. انه الادب..


قالت مها و هى تبتسم: ممتاز .. انه تخصص رائع جدا..


قالتملاك متسائلة: و انت يا مها.. ما هو تخصصك؟..


قالت مها و هى تعتدل فجلستها و تقولبمرح و بلهجة تمثيلية: بصراحة لقد بحثت عن شيء ما يليق بى .. فلم اجدالا…


(التشريح)


جاءت هذة العبارة الساخرة من بين شفتى ما زن و هو يتقدم منهمابعد ان دخل الي البيت من الباب الرئيسي.. فالتفتت له مها و قالت و هى تستهزئ به: يالخفة دمك.. اكاد اموت من الضحك..


اما ملاك فقد اعتراها التوتر لاول مرة و هى ترىمازن يقترب منهما و لكنها سرعان ما نفضت ذلك الشعور و التفتت الي مها لتقول مكررة: ما هو تخصصك يا مها؟..


قالت مها بكل فخر: الكيمياء..


قال ما زن ساخرا و هو يجلسعلي احد المقاعد القريبة من الاريكة التي تجلسان عليها: لا اظن ان كهذا التخصصيصلح لحمقاء مثلك.. فربما تتسببى يوما فتفجير مختبر الجامعة ..


قالت مها بحنقوغيظ: و لا تخصص السياحة يصلح لغبى مثلك.. فقد تتسبب فايصال جميع مسافر لبلداخر..


لم يابة ما زن بما قالتة بل التفت الي ملاك الجالسة علي الاريكة بهدوء و قالمبتسما: لم اكن اعلم انك تدرسين الادب من قبل.. اتهوين القراءة ام الشعر؟..


شعرتملاك بالدهشة من سماعة الحوار باكملة تقريبا بينها و بين مها.. بعدها لم تلبث ان قالتبهدوء: الاثنان معا..


وهبطت عيناة الي الاوراق المبعثرة و من بعدها قال و عيناهتتطلعان الي احد الاجابات التي كتبتها ملاك: انها خاطئة..


قالت ملاك بحيرة: خاطئة؟..اانت متاكد؟..


اوما براسة و من بعدها قال و هو يلتقط قلما و يعيد كتابةالاجابة: انها تحل هكذا..


تابعت ملاك خطوات اجابتة و تطلعت له باعجاب.. فحينقالت مها و هى تمط شفتيها: من اين اشرقت الشمس ذلك اليوم؟.. ما زن يساعد فحل مسالةما..


قال ما زن بابتسامة و اسعة و عيناة تتطلعان الي ملاك: لا تظنى انى ما دمت لااساعدك انت.. فلن اساعد ابنة عمي..


قالت مها بحنق: انك لم تساعد احدا ابدا.. انها المرة الاولي التي تفعل..


– اظن انى حر فتصرفاتى و حر فمساعدة مناشاء..


قالت ملاك بخفوت: ارجوكما لا تتشاجرا بسببي..


ضحك ما زن و قال: اتظنيناننا نتشاجر؟.. لا ابدا.. انه مجرد حديث عادي..


ابتسمت ملاك بالرغم منها و هيتراة يضحك .. و شعرت بالتوتر يعود ليراودها..فى حين سمعت ما زن يقول فتلك اللحظةوهو ينقل بصرة بين المقعد المتحرك الذي يجوارها و بين الاريكة التي تجلسعليها:اتعرفين لاول مرة اراك تجلسين علي مكان يختلف عن مقعدك..ان جلوسك معنا هكذااروع بعديد ..


كانت مها تشير لمازن ان يصمت منذ بدا جديدة و لكن ما زن لم ينتبهلها.. فحين كانت ملاك صامتة و ما انتهي من جديدة حتي التفتت الي ملاك لتري ردةفعلها.. توقعت ان تغضب.. ان تغادر المكان و لكنها لم تتوقع ابدا ان تقول و علي شفتيهاابتسامة : اتري هذا حقا؟..


اوما ما زن براسة ايجابيا و هو يبتسم..فى حين نقلت مهانظراتاها بينهما .. كانت نظرات ما زن عادية جدا.. و لكن بالنسبة لملاك.. كانت نظراتهاتجمع ما بين الخجل و اللهفة.. مها تعلم ان ما زن يعتبر ملاك مجرد ابنة عم له لا اكثرولا اقل..وهو يتحدث اليها كما يتحدث الي مئات الفتيات الاخريات.. و لكن كيف لملاكالتى لم تتعلم شيئا من ذلك العالم ان تدرك هذا؟..


قالت مها بغتة: ما رايكم اننذهب الي النادى الان؟..


قالت ملاك باعتراض: و لكن لم انهى دراستى بعد..


قالمازن و هو ينهض من مقعده: يمكنك ان تكملى دراستك بعد ان نعود..


واردف دون ان يتركلها مجالا للرفض: ساذهب لاستبدل ملابسى ريثما تجهزان..


تابعتة ملاك بانظارها و هويغادر و من بعدها لم تلبث ان قالت و هى تتحدث الي مها: انه لم يمنحنى فرصةللاعتراض..


ضحكت مها و قالت: حتي لا ترفضى الحضور.. و الان هيا.. اسرعى باستبدالملابسك حتي نغادر..


رفعت ملاك جسدها بكلتا يديها و من بعدها لم تلبث ان قالت لمهابابتسامة شاحبة: هل لك ان تدفعى المقعد الي الامام قليلا..


اسرعت مها تنهض منمجلسها و تقول و هى تتحرك نحو المقعد و تدفعه: بكل تاكيد..


رفعت ملاك جسدها من علىالاريكة لتجلس علي مقعدها المتحرك اخيرا.. و ان شعرت بالضعف لانها احتاجت الي مساعدةمها.. و تحركت بمساعدة مقعدها الي حيث غرفتها ..فى حين قالت مها محدثة نفسها و هيتتطلع الي ملاك و تتذكر نظراتها الي ما زن منذ قليل: ارجو ان يصبح ما افكر بة خاطئايا ملاك.. ارجو ذلك..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛طرقات هادئة سمعها كمال علي بابغرفتة و هو جالس علي طرف الفراش يرتدى حذائة استعدادا للخروج و قال بهدوء دون ان يرفععينية الي الباب: ادخل..


فتح الباب و اطل من خلفة ما زن الذي تقدم منة و قال و هويتطلع الي ما يفعله: ستخرج ايضا..


قال كمال ببرود: انت كذلك تذهب الي النادى فيهذة الخلال ..


قال ما زن و هو يجذب له مقعدا و يجلس عليه: اردت ان اتحدث اليكقليلا يا كمال..


رفع كمال انظارة الي ما زن و قال: بشان ما ذا؟..


– ابنةعمك..


قال كمال بلامبالاة مقصودة: اي ابنة عمة فيهن؟..


قال ما زن بحزم: انتتعلم انى اعنى ملاك..


– و ما ذا فيها الانسة ملاك حتي تاتى لتحدثنيبشانها؟..


قال ما زن دون ان يابة بسخرية كمال: ابنة عمك ملاك ربما جاءت لتقضياسبوعا و احدا هنا.. فدعة يمضى علي خير..


ضيق كمال عينية و قال : هل اخبرتك هيبشيء؟..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: بكل شيء..استمع الى يا كمال .. ملاك فتاةعاجزة لا تستحق منك هذة التصرفات .. علي الاقل تجاهلها و لكن لا تتحدث اليها بكلماتكالجارحة هذة ..


قال كمال و هو يبتسم باستخفاف: و لم انت مهتم هكذا؟ ..


– لانهاابنة عمى اولا.. و لانها امانة فاعناقنا جميعا ثانيا..


ونهض من مكانة و هو يكمل: فارجو ان تكون رجلا تستطيع ان تحمل المسئولية و تحافظ علي الامانة التي كلفك فيها عمك ..


لم يبد علي كمال اي بادرة فعل.. فزفر ما زن بحدة و خرج من غرفتة .. ليسيربالممر و من بعدها يهبط درجات السلم الي الطابق الارضي..وهنالك لم يشاهد اي من ملاك اومها.. فصاح قائلا بصوت عالي: مها.. ملاك.. اين انتما؟..


اقتربت منة احدىالخادمات و قالت بهدوء: لقد رايت الانستين يظهران الي الحديقة يا سيد ما زن..


مطمازن شفتية بملل و من بعدها غادر البيت الي الحديقة الخارجية .. و هنالك سمع صوت ضحكات.. كانت ضحكات مها و ملاك.. لاول مرة يسمع ضحكات ذلك الملاك الرقيق.. و وجد قدماهتقودانة الي حيث تقف مها و بجوارها ملاك.. و قال مبتسما: علام تضحكان؟..


قالت مهاوهى مستمرة فالضحك: لقد سالتنى ملاك عن شيء ما فالكيمياء و لم استطع الاجابةعليه..


قال ما زن بسخرية: اخبرتك انك لا تصلحين لدراسة الكيمياء و …


قاطعهمها قائلة و هى تشير الي ملاك: و حتي انتقم من ملاك سالتها شيء ما فالادب و لم تستطعالاجابة علية هى الاخرى..


ابتسم ما زن و قال و هو يعقد ساعدية امام صدره: ربماارادت ان تجاملك فحسب..


تطلعت الية بحنق فقال و هو يدير ظهرة عنهما: هيا اسرعا لااريد ان اتاخر..


توجهت مها الي ملاك و دفعت مقعدها بهدوء الي ان اوصلتها الىالسيارة ..فى حين كانت عينا ملاك ملعقة بمازن و ابتسامة مرتسمة علي شفتيها.. لم تعلملم شعرت بكل ذلك الانجذاب تجاة ما زن .. قد لانة الوحيد الذي عاملها برقة و لطف.. و قد لانها للمرة التي تتعامل بها مع شاب ما ..شاب يحترمها و يقدرها و يعاملها بهذااللطف ..ويشعرها بانها انسانة مرحب فيها و انها بنت قبل جميع شيء.. بنت من حقها انتعيش الحياة التي تتمناها .. بنت من حقها ان تعجب بشاب ما .. و يختارة قلبها من كلالناس من حولها حتي يخفق من اجله.. و تترك العنان لمشاعرها ل …


شعرت بانافكارها ربما اخذت اتجاها لم تفكر بة بالمرة فحياتها.. بم تفكر؟..بالمشاعر ؟..هل منحقها ان تعجب بشاب ما و تميل اليه؟..هل من حقها ان تحب حقا؟.. و لم لا؟..اليست فتاةكبقية الفتيات؟.. انها كذلك..ولهذا لن تضع اي حاجز امامها يمنعها من ترك الحريةلمشاعرها.. فهاهى ذى تعترف لنفسها انها معجبة بمازن ..ومن يدرى ما الذي تخفيهالايام لها و لمصير اعجابها بمازن هذا؟..


توقفت عن الاسترسال فافكارها عندماوصلت السيارة الي النادي..ووجدت مها تفتح لها الباب.. فحين كان ما زن يتوجة نحوحقيبة السيارة ليخرج مقعدها و يقترب بة منها.. و قال ما زن بهدوء و هو يتطلع باتجاهها: اترغبين فالمساعدة؟ ..


هزت راسها نفيا و من بعدها رفعت جسدها عن مقعد السيارةلتجلس علي مقعدها.. اما مها فقد عقدت حاجبيها بحيرة.. انها تذكر ان اول مرة اشارفيها ما زن الي حاجة للمساعدة اثار هذا عصبيتها علي نحو و اضح.. اما الان فهى تقابلالامر بهدوء..


هزت مها كتفيها و من بعدها اخذت تدفع مقعد ملاك التي كانت تتطلع الىارجاء النادى الواسع .. و بغتة سمعت صوت ما زن و هو يقول: اهلا حسام ..


لم تستطعمها منع نفسها من الالتفات له بسرعة.. و لم تستطع منع تلك اللهفة التي اطلت منعينيها و هى تطلع الي حسام بقامتة الممشوقة و هو يتحدث الي ما زن و ابتسامتة مرتسمة علىشفتية .. و من بعدها لم تلبث ان راتة يلتفت لها و يقول: اهلا مها..


ابتسمت مهاابتسامة و اسعة و قالت: اهلا بك.. كيف حالك؟..


– علي ما يرام..


ومن بعدها لم يلبثان قال مردفا و هو يوجة جديدة الي ملاك: اهلا انسة ملاك..كيف حالك؟..


قالت ملاكبابتسامة باهتة: بخير..


فى حين قالت مها بابتسامة مرحة: لم تخبرنى ما هى احوالكبالنادي؟..


قال حسام و هو يشير بابهامة علامة النصر: ممتازة جدا..


قال ما زنوهو يضع احدي كفية فجيب بنطاله: ساذهب انا الي قسم الفروسية..اذهبوا انتم الي حيثتريدون..


مالت مها باتجاة ملاك و قالت: الي اين تودين الذهاب يا ملاك؟..


هزتملاك كتفيها و قالت: اي مكان..


توجهت فيها الي الكافتيريا ليجلسوا ثلاثتهم حولالمائدة.. فقال حسام مبتسما: ساذهب الي قسم الرماية.. اترغبين فالحضور يامها؟..


قالت مها فسرعة: بكل تاكيد س…


وكانها ربما تنبهت الي ملاك للتو.. فقالت بتردد: و لكن ملاك ستبقي و حيدة هنا..


قالت ملاك بابتسامة: لا عليك اذهبيالي حيث تريدين.. لقد اعتدت الجلوس لوحدى حتي اتامل الطبيعة من حولي..


قالت مهامتساءلة: الن تتضايقى حقا لو ذهبت و تركتك و حدك قليلا؟..


هزت ملاك راسها نفياوقالت: ابدا..


قالت مها بابتسامة و اسعة: لن اتاخر..


كان مبعث فرحتها هوذهابها مع حسام .. فاسرعت تنهض من علي مقعدها لتسير الي جوار حسام الذي غادرالمائدة بدورة ..وازدردت لعابها لتقول له: اتعلم ياحسام.. لا ازال اتذكر قبل عشرسنوات تقريبا عندما كنا طفلين و كنا ناتى الي النادى احيانا فتتسخ ملابسنا.. و حينهاكنت اتهرب من العقاب و اضع اللوم عليك..


قال حسام مبتسما: و انا الاحمق الذي كنتاتحمل عقوبتى و عقوبة **** شقية.. من اجل ان لا تعاقبى انت..


ضحكت مها و قالت: انادم انت علي ما فعلت و قتها؟..


التفت لها و قال بابتسامة: ان اردت الحقيقةفكلا.. لست نادم علي ما فعلتة و قتها و لو عاد الزمن الي الوراء لفعلت الشيءذاته..


قالت مها بحيرة: و ما الذي كان يدفعك لتتحمل عقوبتى انا ايضا؟ ..


قالحسام و هو يهز كتفيه: لا شيء محدد بالضبط.. و لكنى اكرة ان اراك تتالمين او حتىتتضايقى من اي شيء.. كنت مستعد دائما لتحمل عنك العقاب حتي لا تشعرى بايالم..


مست كلماتة شغاف قلبها..وجعلت حلقها يجف من التوتر ..وشعرت كم هو رائعحسام ذلك .. كم هو شهم و نبيل معها منذ صغره.. كيف لها ان تجد انسان يساوية شهامتهوحنانة هاذين و .. و لكن.. انها لا تزال تجهل مشاعرة نحوها..انها لا تدرك ان كاناهتمامة فيها ينطوى علي مشاعر ما ام لا..


ووجدت مشاعرها تدفعها لسؤالة قائلة: لماذا؟..


ارتفع حاجباة بدهشة و قال: لماذا ما ذا؟..


تطلعت الية بعينين تنطويعلي اللهفة و قالت: لماذا كنت تكرة ان ترانى اتالم؟.. لماذا كنت مستعد لان تتحملالعقاب عنى فكل مرة؟..


التفت عنها و تطلع بنظرات شاردة الي الطريق و قال بصوتخافت النبرات: قد لاني…


بتر عبارتة بغتة مما جعل مها تستحثة علي المواصلةقائلة: لانك ما ذا؟..


التفت لها بغتة و قال بابتسامة: قد لانى اكرة ان اري دموعالفتيات..


قالت مها كالمصعوقة: هاا.. ما ذا تعنى بقولك هذا؟..


هز كتفية و قال: ما سمعته.. المهم دعينا من ذلك الحديث الان.. و راقبى مهارتى فالرماية..


لم يكنحسام يعلم عن الغضب و الاحباط الذي خلفة فقلب مها.. لقد ارادت ان تسمع و لو كلمةواحدة تشعرها انه يحمل لها و لو القليل من المشاعر.. علي الاقل حتي تتمسك باى امل.. و لكن اجابتة لها صدمتها و جعلتها تشعر بفقدان الامل و الياس من و جود مشاعر فقلبحسام لها..واخذت تراقبة و هو يصوب علي الاهداف التي امامة بعيون شاردة لاتريان…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كانت عينا ملاك ملعقتان بتلك السماءالصافية.. و هى تتطلع اليها بشرود كبير.. و لكن و علي الرغم منها و جدت عيناها تهبطانالي حلبة السباق مع اصوات صهيل تلك الخيول .. رات الكثير من المتسابقين يتدربون فيحلبة السباق و خصوصا و انه لم يبقي علي يوم السباق سوي عدة ايام فقط.. و جميع منهم يسعىللحصول علي احدي المراكز الاولى.. و من هؤلاء ما زن و كمال ..


مازن الذي تعلقت بهعينا ملاك هذة المرة.. و هى تراقب جميع حركة من حركاته.. و جميع خلجة من خلجاته.. ابتسامته.. نظراته..حركات ذراعية .. هدوءه.. حزمة .. و حتي كيفية مشيته..ووجدت نفسهاتبتسم باعجاب لشخصيته.. بمرحة و لطفة و حنانه..وبحزمة و رجولتة ..وجدت قلبها اخذ يخفقفى قوة عندما راتة ترك حلبة السباق بغتة و اقترب من المكان الذي تجلس عندة بعد انترك حصانة لكمال حتي ياخذة الي الاسطبل..


واخيرا رمي بجسدة علي المقعد المجاورلها و قال متسائلا: اين مها؟..


اشارت الي حيث ذهبت مها مع حسام و قالت و هى تشعرببعض الارتباك: لقد ذهبت مع حسام الي قسم الرماية منذ قليل..


– لم يكن عليها انتتركك لمفردك..


قالت ملاك بصوت خافت: لقد اعتدت الجلوس لمفردي..


نهض من مجلسهوقال فسرعة: ساذهب لاحضار العصير لكلينا و اعود لاجلس معك.. بدلا من تلك الحمقاءالتى تركتك لمفردك..


قالت ملاك و هى تهز راسها نفيا: لم تود مها تركى لمفردي.. و لكنى انا التي اصررت عليها بالذهاب و اخبرتها اننى استمتع بالجلوس و حدى لاراقبالطبيعة..


قال ما زن بسخرية: و تستمعين الي صوت الرياح.. اليس كذلك؟..


اشاحتملاك عنة بوجهها و قالت و صوتها يحمل بعض الضيق من سخريته: لن تفهم ما اقولة الا لوعشت ظروفا مما ثلة لي..


اشار لها بسبابتة قائلا: ساذهب لاحضار العصير بعدها سنتناقشفى ظروفك هذه..


قالها و مضي عنها.. تاركا اياها تتنهد بحرارة.. من حقة ان يستغربما تقولة .. و لكنها حقا بدات تندمج مع العالم الذي تحياة .. و تصبح جزءا منه.. كيفلا و ربما عاشت فهذا العالم منذ ستة عشر عاما.. منذ يوم اصابتها.. و هى تجد هدوءهاوشعورها بالراحة بالتطلع الي الطبيعة من حولها.. و الاستماع الي صوت الريح.. ليتالجميع يفهم هذا.. و لا يعاملونها علي انها بنت غريبة التصرفاتو…


(العصير)


ايقظها من شرودها و افكارها صوت ما زن .. اعقبة بان و ضع كاسالعصير امامها و قال مبتسما و هو يجلس علي مقعده: لقد نسيت ان اسالك عن شرابكالمفضل.. لهذا احضرت لك علي ذوقي..


تطلعت ملاك الي كاسى العصير و من بعدها قالتمبتسمة: اتفضل شراب البرتقال؟..


اوما براسة و قال و ربما اتسعت ابتسامته: كما ترين.. انها عادة التصقت بى منذ ان كنت طفلا.. فقد كانت و الدتى تعد لنا عصير البرتقال علىالغداء جميع يوم.. و منذ هذا الحين و انا لا اشرب عصير سواه..


وقبل ان تقول ملاكشيئا.. عقد حاجبية و هو يتطلع لها قائلا: اتعلمين يا ملاك.. لا اعلم لم اشعر و كانيقد التقيت بك من قبل ..


قالت ملاك بدهشة: حقا؟.. و لكن المرة الاولي التي رايتكفيها هى عندما جئت الي منزلكم قبل يومين..


قال ما زن باصرار: ليس قبل الان بوقتقصير.. بل قد التقيت بك منذ و قت طويل..اوربما قبل سنوات عدة..


قالت ملاكبمرارة و هى تطرق براسها: لا اظن.. فانا لا اخرج من البيت الا نادرا جدا..


– قد احدي هذة المرات او…


قاطعتة ملاك قائلة: مستحيل.. فخروجى فهذة الحالةينطوى علي الاهمية.. اما للمشفى.. او ذهاب الي مكان ما مع ابى ..


قال ما زن و هويحث نفسة علي التذكر: و لكنى اشعر انى ربما …


قاطعة صوت احدي الفتيات و هى تقولبصوت مرح: ما زن.. ياللصدفة الرائعة الذي اتاحت لى رؤيتك اخيرا..


التفت لها ما زنفى حدة و ايضا فعلت ملاك.. كانت امامها بنت تمتلا رقة و دلالا.. بملامح و جههاالحسناء.. و بابتسامتها الرقيقة.. و وجدت ما زن يقول فصوت هادئ: اهلا.. كيفحالك؟..


قالت الفتاة مبتسمة بمرح: فاروع حال ما دمت ربما رايتك.. المهم ساذهبالان لالعب التنس.. لو اردت رؤيتى ساكون هناك..لا اريد الذهاب سريعا و لكن صديقتيتنتظرني..


واردفت و هى تغمز بعينها له: و كف عن ما تفعلة قليلا.. فكل يوم اراك معفتاة جديدة..


واردفت بخبث: و احلى من سابقتها..


اسرع ما زن يقول: ان هذة الفتاةهى ملاك صديقة اختى مها.. و انا اجالسها ريثما تعود مها فحسب..


قالت بخبث و هيتتطلع الي ملاك الصامتة: و ما ذا يهم؟.. اغلبهن صديقات لشقيقتك..


كان يريد انيخبرها انها ابنة عمه.. و لكنة لم يابة بها.. فلا تهمة ان علمت انه علي علاقة بفتاةحديثة ام لا.. و وجدها تبتعد غير ابهة بملاك.. الذي ظهر علي و جهها علامات التساؤلوالضيق .. و قالت متسائلة لمازن: هل يمكننى ان اسالك سؤالا؟..


ادرك انها ستسالهعن تلك الفتاة فقال بابتسامة: انها زميلة لى فالنادي..


ازدردت لعابها و قالت: و ما ذا عنت بما قالتة لك منذ قليل؟..


اجابها و هو يهز كتفية بحركة لا مباليةمصطنعة: كما تعلمين.. اننى مشترك فقسم الفروسية.. و ربما فزت فاحدي المرات لهذافلدى الكثير من المعجبين و المعجبات هنا بالنادى ..


خبرة ملاك البسيطة بالعالمالذى حولها جعلها تصدقة و دون ان تشكك فكلماته..وان ظل شعورها بالضيق يلازمهاعندما ادركت ان هنالك الكثير من المعجبات حوله..اما ما زن فقد قال و هو ينهض من مجلسه: هاقد جاءت مها .. ساذهب انا الان..


قالها و غادر المكان..وان خلف و راءة قلبايتلهف لعودته.. و عينان تترقبان رؤيتة منجديد…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كانت نظرات الضيق و اضحة فعينى مها و هيتقترب من الطاولة التي تجلس خلفها ملاك.. و ايضا فعينى هذة الاخيرة ..كلاهما كانتاتفكران فشخص ما يشغل تفكيرها عن الاخري و عن العالم الخارجى باكملة ..ووجدت مهانفسها تزفر بقوة و هى تجلس علي الطاولة و قالت و كانها تحادث نفسها: لماذا لايفهم؟..


التفتت لها ملاك و قالت بدهشة: هل تتحدثين الي؟..


قالت مها و هى تمطشفتيها و تسند ظهرها للمقعد: لا بل احادث نفسي..


ابتسمت ملاك و قالت: و من ذلك الذيتريدينة ان يفهم؟..


تجاهلت مها سؤالها و قالت: ما رايك ان نغادر النادى و نعود الىالمنزل؟ ..


قالت ملاك بحيرة: لا يزال الوقت مبكرا..


قالت مها و هى تلوحبذراعها: الم تقولى ان لديك دروس لم تنهيها بعد .. فلنعد اذا لتكمليها..


قالتملاك بهدوء: لا باس..


اسرعت مها تظهر هاتفها المحمولمن حقيبتها و تتصل بالسائقليحضر الي النادى .. فحين قالت لها ملاك بعد ان انهت المكالمة: الن تخبرى ما زن اوكمال بمغادرتنا؟..


قالت مها و هى ترفع حاجباها بدهشة: و لماذا افعل؟..


– قديغضبان ان علما اننا ربما غادرنا دون ان نخبرهما..


ضحكت مها و قالت: بل سيغضبان لواننا اخبرناهما و قطعنا عليهما التدريب.. دعك منهما..


ثم لم تلبث ان استرعىانتباهها كوب العصير الموجود امامها فتساءلت قائلة: كوب من هذا؟..


تطلعت ملاكالي كوب العصير الذي لم يشرب منة ما زن الا القليل و من بعدها قالت: انه لمازن..


– هلجاء الي هنا؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا.. فقالت مها مستغربة:جاء الي هناليجلس معك و ترك التدريب .. يالة من شاب متقلب..


تطلعت لها ملاك بحيرة و لم تفهمسر و صف مها لمازن بالمتقلب فجعلت افكارها تتحول الي سؤال اسرعت تهتف بة قائلة: ما ذاتعنين بانة شاب متقلب؟..


قالت مها بسخرية: منذ اسبوع فقط كاد ان يتشاجر معى امامكل من فالنادى لانى طلبت منة ان يترك التدريب و ياتى ليوصلنى الي احدالاقسام..


– قد كان مشغولا حينها..


هزت مها راسها نفيا و من بعدها قالت: بل انهيكرة ان يساعد اي احد..


قالت ملاك بشك و قلق: لست اظن ان ما زن علي هذهالصورة..


قالت مها و هى تبتسم بسخرية مريرة: انت لا تعرفينة كما اعرفة انا..


ظهر التساءل فعينى ملاك و قبل ان تجيب مها ذلك التساؤل ارتفع صوت رنين هاتفمها المحمول فاجابتة قائلة: الو.. اجل.. حسنا انتظر قليلا و سنحضر فيالحال..


واغلقت الهاتف لتقول بهدوء: لقد حضر السائق..


– بهذة السرعة..


– لقد كان قريبا من المكان.. هيا فلنذهب..


لم تجد ملاك سببا لمعارضة المغادرةفقالت و هى تزيح خصلات من شعرها عن جبينها: حسنا..


اسرعت مها تنهض من خلف مقعدهاوتدفع مقعد ملاك متوجهتان الي الطريق المؤدى الي خارج النادي..وقالت ملاك بابتسامةباهتة فتلك اللحظة: هل سنحضر الىالنادى غدا؟..


قالت مها بابتسامة: ان شئتذلك..


اطرقت ملاك براسها قليلا و من بعدها داعبت قلادتها الذهبية و قالت: كان بوديالبقاء اكثر حتي اري كل ارجاء النادى و لكنك…


بترت ملاك عبارتها عندما لاحظتان مها لا تستمع اليها بل تتطلع الي يمينها باهتمام.. فالتفتت ملاك بدورها لتشاهدحسام يقترب منهما و يقول مبتسما: الي اين ايتها الهاربتان؟..


قالت مها و هى تمطشفتيها: الي الخارج كما ترى..


قال متسائلا و هو يعقد ساعدية امام صدرة و يتطلع الىمها: و لماذا تغادران الان؟..


قالت مها بحنق: لدى بعض الدروس التي ارغب فانانهيها .. هل من سؤال اخر؟..


مال حسام نحوها و قال بصوت خافت: و ستتصلين بى حتىاشرحها لك .. اليس كذلك؟..


شعرت مها علي الرغم منها بانعقاد لسانها و توتراطرافها و هى تري نظراتة المثبتة عليها.. و ابتسامتة الواسعة التي ملات و جهة ..واسرعتتنتزع نفسها من مشاعرها لتقول و هى تشيح بوجهها عنه: لن اتصل حتي لو لم افهم اي كلمةمما سادرسة ..


ضحك حسام و قال: لا تقلقى سيصبح الشرح مجانا..


تطلعت له مهابغيظ.. الا يفهم ذلك الشاب؟..واسرعت تقول و هى تستدير عنه: اروع ان ادفع لمن سيشرحلى ما لم يكن هو انت..


كادت ان تمضى فطريقها لولا ان امسك بذراعهاليوقفهاقائلا بجدية: ما ذا بك يا مها؟..


قالت ببرود: لا شيء ابدا..


ولكنها اجابت عنسؤالة لنفسها.. قالت بكل اللوعة فاعماقها: ( لقد سامت يا حسام.. سامت حقا منكلماتك التي لا تحمل ذرة مشاعر تجاهي.. الا تشعر بحبى لك حقا؟ ..اتظن انى حجر لاتؤثر فكلماتك الاخوية تجاهي.. اريد ان اسمع و لو كلمة و احدة تجدد الامل فياعماقي.. حتي عيناك لا اري فيهما الا اهتمام فحسب.. لا اري اية مشاعر.. سامت هذاكلة يا حسام.. اتفهمني؟ ..)


تطلع اليها حسام طويلا و من بعدها قال: بل هنالك امريضايقك يا مها .. اخبرينى من الذي ضايقك.. كمال ام ما زن؟.. ام احد الزملاءبالنادي؟..


قالت مها بحدة: و لم يجب ان يكونوا هؤلاء؟.. الا يوجد شخص احدث منالممكن ان اتضايق منه؟..


قال بحيرة: شخص اخر؟.. و من يكون؟..


قالت مهابانفعال: انه يقف امامي..انت..


اتسعت عينا حسام بدهشة من قولها هذا.. حتي ملاكالتى كانت تحاول ان تتظاهر بالانشغال بمداعبة قلادتها التفتت لها بحدة و هى تستغربجراة مها و ردها ذلك الذي لم تتوقعة ابدا..


وتوقفت نظرات حسام امام عينى مهاوكانة يحاول ان يعرف ما يدور فداخلها من افكار و من بعدها ابتسم ابتسامة باهتة و قال: منى انا؟.. اصدقك القول انى لم اتوقع ذلك الجواب منك.. فطالما حاولت ان اكون سببافى سعادتك و ابتسامتك.. لا ضيقك .. و لكننى و جدت نفسى اليوم اكون سببا فضيق مهاالعزيزة دون ان اشعر.. اخبرينى ب**** عليك.. فيم ضايقتك؟ .. و انا مستعد لاشرح لكموقفى كله..


ارتبكت مها امام نظراتة التي تحاصرها.. ارتبكت امام كلماتة التيامتلات بالاهتمام و الحنان تجاهها.. ارتبكت من مسكة كفة لذراعها عندما حاولايقافها.. و اشاحت بوجهها عنة لتخفى تاثيرة عليها عن ناظرية و قالت و هى تزدرد لعابها و تحاول السيطرة علي ارتباكها: المعذرة .. لم اقصد.. انسي ما قلتة ..


وابتعدتبسرعة عن المكان.. كاد حسام ان يتبعها و لكنة لم يفعل.. ادرك انه لو تبعها فلن تخبرة بسبب ضيقها منة ابدا.. لهذا علية ان يعرف الاسباب =بنفسه.. و ان كان ربما بدا يشك فسبب ضيقها ذاك…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزءالسادس

“… مشاعرها …”


اغلقت مها عينيها و هى تغط فتفكير عميق شغل ذهنها عن جميع ما حولها منذ بداية صعودها للسيارة حتي تغادر النادى ..انها تشعر بخطا تصرفها.. و بخطا ما فعلته.. لم يكن ينبغى عليها ان تنفعل كذا مندفعة و راء مشاعرها.. هو لا يعلم انها تحبه.. لهذا ليس ذنبة ان لم يشعر بها.. كان من الاروع لها ان تصبر و تخفى مشاعرها.. علي الاقل حتي تنجح فتحريك مشاعرة تجاهها.. و لكن كيف؟..


لقد حاولت مرارا و تكرارا ان تلمح له و لاتستطيع ان تفعل اكثر من ذلك.. لا تستطيع ان تصرح بحبها له كذا علانية ..لا يوجد ايمنطق يجعل الفتاة تتمتع بكل تلك الجراة لتصرح بحبها للشاب.. الفتاة بطبيعتهاالرقيقة و الخجولة .. تنتظر من الشاب ان يقدم علي هذة الخطوة اولا.. و ليست هى منت…


(مها..هل انت بخير؟)


فتحت مها عينيها لتنتشل نفسها من دوامة افكارهاوالتفتت الي ملاك ناطقة العبارة السابقة.. و من بعدها قالت و هى تزفر بحدة: اجل .. لمتسالين؟..


قالت ملاك و هى تشير الي و جهها: لقد كنت تعقدين حاجبيك بكيفية تدل علىتعبك..


– لقد كنت افكر فامر ما ليس الا..


ازدردت ملاك لعابها و تجرات لتقول: بخصوص.. حسام؟..


التفتت لها مها فحدة و كانها لم تتخيل ابدا ان تفهم ملاك بماجال فافكارها طوال الطريق.. و قالت بحدة علي الرغم منها: و ما دخل حسامبالموضوع؟..


قالت ملاك و هى تهز كتفيها: لست ادري.. و لكن حديثك الاخير معة فيالنادي.. جعلنى اظن انك تفكرين به..


قالت مها و هى تشيح بوجهها عنها فضيق: لستافكر بة ابدا.. و لن افعل فيوم..


كانت تعلم انها كاذبة.. لم تكذب علي ملاك فحسب .. بل كذبت علي نفسها ايضا.. و هى تامل ان يغيب عن افكارها تماما.. و لكن كيف لشمسالحب ان تغيب و هى فكبد سماء الاحلام؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛قال ما زن و هويشير لكمال من بعيد هاتفا بصوت مرتفع: كمال.. الن تغادر؟..


اكتفي كمال بان اشارلة بكفة اشارة (لا)..فزفر ما زن و قال و هو يبتعد عنه: ذلك شانك..


وابتعد عن المكانوهو يجوب ارجاء النادي..كان النادى فهذا الوقت بالذات قليل الزوار..نظرا للجوالبارد و نسمات الهواء التي ترجف الابدان بعد ان انتصر الظلام علي النور فتلك السماء الواسعة..مما سمح لمازن ان يجوب كما يشاء فية دون ان يابة بهذا او ذاك و
طال سيرة حتي توقف بغتة عند كافتيريا النادى .. و توجهت انظارة الي الطاولة التيجلست عليها ملاك اليوم .. و تذكر ما دار بينهما اليوم من حديث.. و تذكر عبارتهالساخرة لها عن سماعها لصوت الريح.. و وجد نفسة يغمض عينيه.. و يترك المجال لاصواتالرياح و نسمات الهواء لتتسلل الي اذنيه.. و بغتة فتح عينية بقوة و دهشة.. و ابتسملنفسة بسخرية قائلا: ما بالك يا ما زن؟.. هل دفعتك ابنة عمك لفعل هذا؟.. الم تتهمهابالجنون لفعلها ذاك؟.. فلم قمت بما فعلت هى اذا؟.. هل جننت انت ايضا؟..


هز راسهوابتسامتة الساخرة لم تفارق شفتية و من بعدها قال و هو يسير مبتعدا عن المكان: قد اردتان اشعر بما تشعر بة و هى فهذة الحال..


لم يزد علي ما قالة حرفا.. بل اسرعبمغادرة المكان بسيارتة متوجها الي البيت.. و لكن اتصال هاتفى جعلة يعقد حاجبيهبتفكير و من بعدها يتطلع الي الرقم للحظة.. و ما ان فعل حتي زفر فحدة و قال: يا الهي.. الن تتعب هذة الفتاة ابدا؟..


واجابة قائلا: اجلا يا حنان.. ما ذاتريدين؟..


قالت فسرعة: اهلا ما زن.. كيف حالك؟..


قال ببرود: بخير..


قالتبالم: لم لا تجيب علي مكالماتي..اننى اتصل بك منذ الصباح؟ ..


عاد ليقول بملل: اخبرينى ما ذا تريدين؟..


قالت برجاء: اريد ان اراك .. اين انت؟..


تنهد بقوةوقال: لقد غادرت النادى و فطريقى الي البيت.. قد غدا.. الي اللقاء..


انهىالمكالمة فسرعة و من بعدها اغلق الهاتف باكمله.. يعلم انه خطاة منذ البداية فتكوينعلاقة مع اي فتاة.. و لكنة مع ذلك لا يزال مستمرا فهذا الخطا.. انه لا يعد اي فتاةيعرفها باى شيء .. مجرد صداقة عابرة لا اكثر ان ارادت .. و لكن حنان هى الوحيدة التيلا تزال متشبثة به.. و تصر علي ملاحقتة اينما كان.. ليس ذنبة ان كانت مشاعرها تفوقالصداقة .. لقد اوضح لها الامر منذ البداية.. و هى التي تركت مشاعرها تسترسل حتىوصلت الي ما هى علية الان..


وصل فتلك اللحظة الي البيت..فاوقف سيارتة فيالموقف الخاص بها.. و من بعدها غادرها ليدخل الي البيت.. و يسير عبر ردهتة الكبيرةوالواسعة..وهنالك راي ملاك.. اعادة مراها لما فعلة قبل قليل بالنادي.. و ابتسم علىالرغم منه.. و لكن شيئا احدث جال بذهنة فتلك اللحظة.. شيء يتعلق بملاك.. فاليوم بدتاكثر تجاوبا مع الجميع و ليس معة هو فقط.. اصبحت تتحدث بحرية.. و لا تكتفى بالكلماتالمقتضبة .. و ذلك يعنى انها ربما بدات ترتاح لوجودها هنا و تعتاد علي المكان ..


واقترب من مكان جلوس ملاك.. التي لم تكن منتبهة له بل منشدة بحواسها كلهابقراءة قصة بين يديها ..وتسلل ما زن بخفة ليجذب القصة من بين يديها فجاة و فغمرةدهشتها و يقول مبتسما: ما ذا تقرئين؟..


رفعت عينيها الية و قالت بدهشة: ما زن.. متىجئت؟..


قال و هو يلوح بكفة بلا اهتمام: منذ قليل..


واردف و هو يتطلع الي عنوانالقصة التي كانت تقراها: و الان فلنر ما ذا كنت تقرئين..


ابعدت نظراتها عنة فصمتفاستطرد هو بسخرية: (حب الي الابد).. اهذا ما تقرئينه؟.. لم اكن اعلم بانك تصدقينمثل هذة التفاهات..


التفتت له ملاك بحدة و قالت بدهشة: تفاهات؟؟..


قال بسخريةوهو يقلب صفحات الرواية بين يديه: اجل تفاهات.. فمن يصدق و جود كهذا الحبالرومنسى فهذا العالم سوي فالافلام و الروايات..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: ذلك ليس صحيحا ابدا.. فقيس و ليلي كانا من الواقع و ليسا مجرد رواية..


قال ما زنبابتسامة : انهما من زمن و لي و انتهى.. و لم يعد هنالك ما يسمي بهذا الحب الرومنسى ..


قالت ملاك معترضة: من قال هذا؟.. لا يزال ذلك الحب موجودا و الا لما كتب عنهالمؤلفين..


– لانة مجرد خيال ينبع من رؤوسهم..


– بل هو دليل علي ان الحب لايزال موجودا فهذا العالم.. و لكن انت من يرفض ذلك الواقع..


قال ما زن و هو يميلنحوها: اخبرينى انت..اين ترين كهذا الحب فالعالم من حولك؟..


ازدردت لعابهابتوتر حتي جف حلقها.. كانت الاجابة موجودة فاعماقها و بين مشاعرها.. كان قلبهايريد ان يجيبة بانة اقرب مما يتصور.. فمشاعرها تجاهة تزداد لحظة بعد اخرى..وصمتتللحظة و هى تبحث عن جواب فعقلها و من بعدها قالت بابتسامة باهتة: فحب الزوج لزوجته.. فحب الابن لامه.. فحب الاخ لاخيه..


قال ما زن و هو يتخذ مجلسة علي احد المقاعدويرمى الرواية علي الطاولة الصغيرة الموجودة امامه: ذلك غير صحيح ابدا.. فمشاعرالابن تجاة امة هو عبارة عن عاطفة قوية تتولد مع الايام و تجعلة يتعلق فيها ..


قالت ملاك باصرار: و يحبها ايضا..


اوما براسة و من بعدها قال: و لكنة يختلفتماما عن ذلك الحب الرومنسي.. حب الشاب لفتاة.. يجعلة ذلك الحب ينغمس حتي اذنيهفيه.. و لا يفكر فشيء سوي الحب.. و مستعد للتضحية بكل شيء من اجل هذاالحب..


قالت ملاك بهدوء: و ما الخطا فكل هذا؟..


دس اصابعة بين خصلات شعرهوقال مبتسما: ان اكون محكوما و مقيدا بمشاعر لا قيمة لها..


عقدت ملاك حاجبيها منمنطقة الغريب.. و قالت بضيق: و لم تعارض انت هذة المشاعر؟..


– اخبرتك لانها لااساس لها من الصحة..


ارادت ملاك ان تسالة عن شيء احدث و لكن و جدت خجلها يمنعهافلاذت بالصمت.. و فتلك اللحظة اقتربت مها من المكان و قالت : و ان اردت ان تختارشريكة حياتك.. كيف ستختارها اذا؟..


التفتت لها ملاك بحدة.. و ارتفع حاجباهابدهشة.. فهذا هو نفس السؤال الذي دار باعماقها و لم تقو علي التصريح به.. فحين قالمازن بلامبالاة: لا يجب ان يصبح الحب اساس للزواج .. هنالك الاعجاب.. المعرفة.. الثقة و غيرها من تلك الامور ..


قالت مها بحنق: انت شاب معقد.. تري الفتيات منحولك.. فتظن انهن لعبة فيدك.. و انك اذا اردت ان تختار ستختار بنت سيصبح لك مصلحةما بزواجك منها..


قال ما زن و هو يسترخى بمقعده: ربما…


اما ملاك فقد تطلعت لهبمرارة و حزن.. احقا يري الحب مشاعر تافهة لا اساس لها.. و يري اختيار شريكة حياتهالتى ستعيش معة طوال حياتهما لا يجب ان ينبنى علي الحب.. اتكون بهذا فقدت املها فيمازن.. ام لانة لم يشعر بتلك المشاعر الدافئة التي تتسلل الي قلبة فبات يتكلم عنالحب بمثل هذة الطريقة؟..لا تدرى ابدا.. و لكنها ربما اصبحت تخشي مشاعرها تجاة ما زن.. قد لانها تزداد قوة مع مرور الوقت.. دون ان تعلم ما هى مصير مشاعرهاهذه؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛الساعة العاشرة و قت اجتماع العائلة حول ما ئدةالعشاء.. و الجميع كان حاضرا فهذا الوقت.. و حتي كمال الذي يتغيب معظم ايامالاسبوع..وكان الصمت مخيما علي تلك المائدة مكتفين جميعهم بتناول معلقة و متظاهرينبتناول الاخري ..دون ان يعلم احدا منهم بالافكار الكثيرة التي تدور فراسالاخرين..


فمن جهة كان امجد يفكر فمصير ابناءة و فملاك التي اقتحمت حياتهمفجاة و التي ربما تكون سببا فحدوث العديد من المشاكل بينة و بين اشقاءه..ومن جهة اخرىكانت مها تفكر فحسام و حبها الصامت له.. و كيف تشعرة بهذا الحب الذي تحملة له فيقلبها.. بينما كان جميع من ما زن و كمال يقكران فسباق الخيل و يتمني كلاهما الحصول علىاحد المراكز الاولى.. و اخيرا تفاوتت افكار ملاك ما بين مشاعرها التي بدات تخشاهاتجاة ما زن و ما بين و الدها.. و الدها الذي لم يتصل فيها اليوم ابدا.. تري هل هو مشغولبامر منعة من الاتصال بها؟…


(عزيزتى ملاك.. فيم تفكرين؟)


التفتت ملاك الىصاحب العبارة و قالت بابتسامة باهتة: لا شيء يا عمي..


قال امجد بنبرة هادئة: اخبرينى يا عزيزتي.. الست عمك؟..


اومات براسها و من بعدها قالت و هى تحاول ان تخفيالقلق من نبرة صوتها: ابي.. لم يتصل بى اليوم ابدا..


قال امجد بابتسامة مشفقة: قد كان مشغولا..


وتدخل ما زن فالحديث قائلا: او قد ربما نسى الاتصالبك..


التفتت ملاك لمازن و قالت باستنكار: لا ممكن ان يحدث هذا .. من المستحيل انينسي ابى الاتصال بي..


قال ما زن بدهشة: و لماذا مستحيل؟.. اننا بشر..


قالتملاك و هى تهز راسها نفيا: انت لا تعرف ابي.. انه ينسي جميع شيء فيما عداي..


واردفتوهى تعض علي شفتها السفلى: اخشي ان يصبح ربما اصابة مكروة او…


قاطعها ما زن فيسرعة: لم لا تتصلين بة انت و تطمئنى عليه؟..


اشارت الي نفسها مندهشة: انا؟؟..


– اجل انت.. ما الذي يدهشك فالامر؟..


بعثرت ملاك نظراتها بعيدا عنمازن و كانها اصبحت تخشي مواجهتة و من بعدها قالت: لا اعلم و لكنى اعتدت ان يتصل بى هودائما..


قال ما زن بابتسامة مرحة: اذا غيرى من عادتك هذة و اتصلى بة .. لن تخسريشيئا..بل نحن من سيضاف الي فاتورة هاتف منزلنا سعر مكالمة دولية..


هزت ملاكراسها نفيا و لم تتحرك من مكانها قيد انملة..فقال امجد بهدوء بعد ان رمق ما زن بنظرةحازمة: حقا يا ملاك.. ان ما يقولة ما زن صحيح.. لم لا تتصلين بة انت و تطمئنيعليه؟..


قالت ملاك و هى تشعر بغصة فحلقها: سيتصل.. انا اعلم انه سيتصل.. منالمستحيل ان ينسي الاتصال بي.. لقد و عدني..


زفر ما زن بحرارة و من بعدها قال: خذي..


لم تفهم ملاك مغزي عبارتة و لكنها فهمت عندما تطلعت الية و راتة يمد لها يدهبهاتفة المحمول.. فتطلعت الية بدهشة دون ان تقوي علي مد يدها لاخذ الهاتف من يده.. فحين التفتت لها مها و قالت مبتسمة: خذى هاتفة يا ملاك.. و اتصلى بوالدك حتي تطمئنيعليه..


ترددت ملاك طويلا دون ان تجرا علي مد كفها لاخذ الهاتف من ما زن.. و لكنشيء ما فنظرات ما زن المشجعة.. جعلها تتخلي عن ترددها ذلك للحظة و تمد كفها لتاخذالهاتف منه.. و استنكرت ذلك الشعور الذي اخذ يراودها تجاة ما زن.. و اخذت تتطلع الىهاتف ذلك الاخير و كانها تحاول ان تستشف منة شخصيته.. كان هاتفا اسود اللون فحجمكف اليد.. و لا شيء احدث يميزه.. و لكن اللون اثار انتباة ملاك قد لانها ربطت بينلون الهاتف و بين لون القميص الذي يرتديه.. قد كان يفضل ذلك اللون.. فمنذ اليومالاول لها و هى تراة يرتدى اما قميصا او بنطالا اسود اللون..


ابعدت ما زن عنتفكيرها و اسرعت تتصل بوالدها.. و استمر الهاتف علي الجانب الاخر بالرنين لعدة دقائققبل ان ينقطع الرنين..فقالت ملاك بصوت خافت و متوتر: لا احد يجيب ..


قال لهامازن: عاودى الاتصال بة مرة اخرى..


من جانب احدث كان كمال يتطلع لكل ما يحدثامامة دون ان يعلق و لو بحرف و احد.. مكتفى بالصمت و التفكير فذلك السباق الذي اقتربموعدة كثيرا..وكان لا شيء يحدث امامة و فو جودة ..


اما ملاك فقد عاودت الاتصالبوالدها و استمعت الي الرنين طويلا.. و لكن فهذة المرة سمعت اجابة علي الهاتف و صوتمتعب يقول: الو من المتحدث؟..


قالت ملاك بكل اللهفة و السعادة فاعماقها:اناملاك يا ابي.. كيف حالك؟.. لم لم تتصل بى حتي الان؟..


قال خالد و الد ملاكبابتسامة مرهقة: اعذرينى يا صغيرتي.. لقد انشغلت طوال ذلك اليوم.. و كنت ساتصل بكبعد ان انهى اعمالى ..


قالت ملاك بحب: اشتقت اليك يا ابي.. باكثر مما تصور.. متىستعود؟..انا بحاجة اليك.. اريدك ان تعود..


قال خالد و هو يتنهد: قد نهاية هذاالاسبوع..


اقلقها استخدامة لكلمة (ربما).. فقالت باضطراب: ما ذا تعنى بانك ربماتعود نهاية ذلك الاسبوع يا ابي؟.. هل تعنى انك ستتاخر لاكثر من ذلك؟..


قال خالدوهو معتاد علي اسلوب ابنتة و تعلقها به: اننى اعد الايام حتي اعود يا صغيرتي.. اعملليل نهار حتي اعود قبل الوقت المحدد.. و لكن العمر ينتهى و العمل لا ينتهي..


واردفبابتسامة ابوية و كان ملاك ستراها او تشعر بها: اهتمى بنفسك جيدا يا ملاك.. انا مضطرلانهاء المكالمة الان حتي انهى ما بيدي.. اراك بخير..


قالت ملاك بصوت متحشرج: و انت ايضا يا ابي.. الي اللقاء ..


ابعدت الهاتف عن اذنها ببطء.. و شعرت بضيق كبيريعتمر فصدرها من جراء انهاء و الدها للمكالمة بهذة السرعة.. و من بعدها قالت بصوتمتحشرج و هى ترفع نظراتها الي ما زن و تمد له يدها بالهاتف: اشكرك..


التقط الهاتفمن يدها و قال مبتسما: العفو.. و لا نريد ان نري دموعا..


وكان عبارتة ربما لمست و تراحساسا بداخلها.. فسرعان ما ترقرقت الدموع فعينيها و اطرقت براسها فالم و حزن.. و التفتت عنهم دون ان تقوي علي نطق حرف و احد.. و ابتعدت بمقعدها عن المكان و علىوجنتيها سالت دموع حزن و مرارة ..


وعلي تلك الطاولة تابعتها عيون الجميع.. و ارتسم الاشفاق جليا فتلك العيون..ولكن عينى ما زن و حدها كانت تحملان لهاالاهتمام.. اهتمام اثار دهشتة هو نفسه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تثاءبتملاك و هى تستيقظ من نومها علي صوت نادين.. و اعتدلت فجلستها لتقول و لا تزال اثارالنعاس بادية فصوتها: هل اعددتى اكل الفطور؟..


اومات نادين براسها .. فعادتملاك لتسالها و هى تزفر بحدة: و لا يوجد احد بالمنزل كالعادة.. اليسكذلك؟..


ارتسمت ابتسامة علي شفتى نادين و قالت: لا.. بل يوجد.. مها لم تغادراليوم..


قالت ملاك بدهشة ممزوجة بالسعادة: لم تغادر؟.. حقا؟.. و لم؟..


واستطردت ملاك بقلق: قد كانت مريضة..


قالت نادين و هى تهز راسهانفيا: لا ليست مريضة.. و لكنى سمعتها تقول لشقيقها ان ليس لديها اي محاضرات هامة هذااليوم ..


قالت ملاك فسرعة: اذا اذهبى اليها و اخبريها اننى اريد ان اتناول طعامالافطار معها..


ابتسمت نادين و قالت و هى تضع المقعد المتحرك قريبا من فراش ملاك: حسنا سافعل انستي..


قالتها نادين و من بعدها غادرت الغرفة .. فحين اسرعت ملاك تنهضمن علي فراشها لتجلس علي مقعدها المتحرك.. و تحركت بمقعدها لتبحث فتلك الخزانة عنملابس ترتديها ..ومن بعدها لم تلبث ان ان غادرت الغرفة بعد ان القت علي نفسها نظرةاخيرة فالمراة..وبالردهة اسرعت تحرك مقعدها المتحرك حتي و صلت عند اسفل درجاتالسلم..ورات حينها نادين تهبط من علي درجاتة و تقول بهدوء: لقد قالت لى الانسة مهاانها ستستبدل ملابسها و تهبط فالحال..


ارتسمت ابتسامة و اسعة علي شفتيملاك..شعرت بالسعادة لان مها ستتناول معها اكل الافطار ذلك اليوم.. ستجد من تتحدثالية .. بدلا من الصمت المطبق الذي يسيطر علي المائدة باكملها حتي يفقدها شهيةتناول اي شيء..


فى تلك اللحظة قالت نادين و هى تقترب من ملاك: اترغبين باى شيءانستي؟..


هزت ملاك راسها نفيا فقالت نادين و هى تهم بالانصراف: ساذهب لاضع اطباقالفطور علي المائدة اذا..


لم تعلق ملاك علي عبارتها بل اخذت تتطلع الي اعلىدرجات السلم و هى ترفع راسها قليلا بانتظار نزول مها من غرفتها و …


(ما الذيتفعلية هنا؟..)


انتفضت ملاك بخوف و التفتت الي صاحب العبارة و قالت و هى تزدردلعابها: ما زن..


كان و اقفا خلفها بمترين تقريبا و قال مبتسما و هو يتقدم منها: اجلهو انا .. لا تخشى شيئا لست شبحا..


قالت ملاك متسائلة: و لكن نادين اخبرتنى انهلا يوجد احد بالمنزل سوي مها ..


قال ما زن و هو يتحرك باتجاة السلم: لقد عدت منالخارج لانى نسيت اخذ محفظتى معي..


والتفت لها ليقول مستطردا: و لكن ما الذيتفعلينة انت هنا عند السلم؟..


قالت ملاك بابتسامة: انتظر مها..


قال ما زن و هويهز كتفيه: و لم تنتظرينها ؟.. اذهبى اليها انت ..


تلاشت الابتسامة من علي شفتيملاك.. و شعرت بغصة مرارة تملا حلقها.. و ارتسمت تلك المرارة جلية فعينيها.. و ظلتصامتة دون ان تتفوة بحرف و احد.. فحين تتطلع اليها ما زن بندم.. و هو يلوم نفسة مماقاله.. و سمعها تقول فتلك اللحظة و هى تطرق براسها و تطلع الي قدميها: و كيف اذهب انااليها؟.. هل ساصعد اليها بفدمين عاجزتين؟..


حاول ما زن ان يصلح ما افسد فقالبمرح مصطنع: اعنى ان احملك انا الي الطابق الاعلى..


رفعت ملاك الية راسها فيدهشة.. و من بعدها لم تلبث و جنتاها ان توردتا بحمرة قانية..وانعقد لسانها عن الحديث.. فقال ما زن مبتسما – و ربما اسعدة تبدل حزنها علي ذلك النحو – و هو يميل نحوها: لقد كنتامزح ليس الا..


واردف و هو يغمز بعينه: و لكن ان طلبت منى ذلك.. فلن اتاخر ..


ازداد تورد و جنتى ملاك.. و شعرت بضربات قلبها تخفق بقوة و سرعة عجيبة..ورفعتراسها لمازن لتراة يصعد درجات السلم و هو يطلق صفيرا منغوما من بين شفتية و كان لاشيء علي بالة ابدا.. و كانة لم يلهب مشاعرها نحوه.. و كانة لا يتعمد التقرب منها.. لوكان ما زن شابا مستهترا كما تقول مها.. فلماذا يهتم بى جميع ذلك الاهتمام؟.. لماذا هوالوحيد الذي يحنو علي؟.. لماذا هو الوحيد الذي انجذبت له؟.. هل هو قدرى يا ترى؟..هلهى لعبة القدر التي تجمع و تفرق كما تشاء؟ ..


قبل ان تواصل افكارها رات مها تهبطدرجات السلم علي عجل و قالت مبتسمة بمرح: ما هذا؟.. ملاك بنفسها من يطلب رؤيتي.. و تنتظرنى ايضا..


ابتسمت ملاك و قالت: لقد علمت انك لم تذهبى الي الجامعة اليوم.. فقررت ان اتناول اكل الافطار معك..


قالت مها بابتسامة و اسعة و هى تقترب منها: خيرا فعلت..


واقتربتا كلاهما من ما ئدة الافطار.. لتجلسان فمواجهة بعضهماالبعض.. و قالت مها متساءلة و هى تتناول رشفة من كاس الشاى الموجود امامها: متي سيحضراستاذك؟..


قالت ملاك مبتسمة: استاذة هذة المرة.. و ستحضر بعد ساعتين منالان..


قالت مها بابتسامة: اذا لدينا الوقت الكافى لنتحدث سويا..


اومات ملاكبراسها و قالت و هى تتناول قليلا من طبقها: بالتاكيد..


قالت مها و هى تتطلع لملاك: فالحقيقة يا ملاك.. اسعدنى انك ربما ابتعدت عن انطوائيتك قليلا.. و اصبحت تشاركيناالحديث ..


ارتسمت ابتسامة علي شفتى ملاك و قالت: لقد كنت منطوية علي نفسى عندمالم ار من يهتم بي.. و لكن عندما و جدت ذلك الاهتمام منكم.. قررت ان اشارككم الحديثوالنزهات..


قالت مها بخبث: من تعنين بمنكم؟.. ممن رايت الاهتمام؟ ..


ارتبكتملاك علي الرغم منها و قالت بصوت متلعثم: انت و عمى و ابناء عمى جميعا..


قالت مهابابتسامة هادئة: لست اظن كمال يهتم باحد..


واستطردت قائلة بغتة: نسيت اناخبرك..


قالت ملاك بحيرة: ما ذا؟..


– ستقام حفلة غدا فمنزلنا.. اعتاد ابياقامة كهذة الحفلات كلما نجح فصفقة ما بشركته.. لهذا عليك ان تجهزى شيئا ما لترتديه..


قالت ملاك و هى ترفع حاجبيها بدهشة: لم اجلب ما يناسب هذة الحفلات ابدا.. لم اظن انى ساحتاج لارتداء فستان يخص الحفلات فمنزل عمى ..


قالت مها فسرعة: دعينا نري ما جلبتة معك من ملابس اذا و قد احدها ربما يناسب لتلك الحفلة..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: لا اظن..


فكرت مها قليلا و قالت: لو استلزم الامر سنذهب الي احد المحال التجارية المشهورة و نشترى لك ما تحتاجينة من…


(وانا من سيوصلكم بكل تاكيد)


التفت كلاهما الي ناطق العبارة بدهشة .. و ازدادت دهشتهم عندما راوا ما زن يعقد ذراعية امام صدرة و ابتسامة علي شفتية .. و قالتمها متطلعة اليه: و ما دخلك انت؟.. سنخبر السائق حتي يوصلنا الي حيث نريد..


اقتربمازن اكثر و جذب له اقرب المقاعد الية و التي كانت عند راس الطاولة.. اي بين ملاكومها..وقال: بل ساوصلكم انا .. ما ذا تريدون اكثر من هذا؟..مازن بنفسة يتطوع لاخذكمالي السوق..


قالت مها و هى تمط شفتيها: لا نريد.. و فر خدماتك لنفسك..


تطلعتاليها ملاك بحيرة و تساءلت بالرغم منها..ربما كان فضولا لمعرفة السبب: و لماذا؟..


قالت مها و هى تشير الي ما زن: لو و افقنا علي ان ياخذنا ذلك الي السوق .. فانة لن يكف عن ترديد عباراتة المعتادة..” لقد تعبت”.. “لقد تاخرنا”.. “يكفيهذا”.. لا يجعلك تاخذين راحتك بالشراء..


ابتسمت ملاك بهدوء فحين قال ما زنبابتسامة: ساترك لكم حريتكم هذة المرة..


مالت مها نحوة و قالت بحنق: اتظن انى لااعرفك يا ما زن.. بعد ساعة و احدة فقط ستردد علينا هذة العبارات.. اخبرتك باننا لانريد الذهاب معك..


تحركت اصابع ما زن علي الطاولة و من بعدها قال و هو يرفع احدىحاجبيه: و لماذا تجمعين؟.. قد كان لملاك راى اخر..


والتفت لها ليقول: ما رايكيا ملاك؟.. اترفضين انت كذلك ان اوصلكم الي السوق؟..


تطلعت الية ملاك لوهلة و منثم ابعدت عينيها عنه.. قد هو الخجل من ان ترفض قدوم ما زن معهم.. او قد هو قلبهاالذى كان يتمني حضور ما زن معها جعلها تجيب: لا .. لست ارفض ..


شهقت مها و قالتبحدة: ما الذي فعلته؟.. اتظنين انه سيتركنا و شاننا الان.. انه لن يتوقف عن اذلالناطول فترة ذهابنا معه..


ازدردت ملاك لعابها و قالت بارتباك: و كيف لى ان ارفض؟ ..


اسرعت مها تلتفت لمازن و تقول: ما زن ارجوك لا تتدخل.. انها امور خاصةبالفتيات.. دعنا نتصرف لوحدنا و اذهب انت الي اي مكان تشاء.. لقد و افقت ملاك لمجردالخجل منك.. اذهب الي عملك الان..


قال ما زن بعناد: بل سانتظر حتي تجهزون لاوصلكمالي حيث تشاءون..


قالت مها بسخط: الان فهمت لماذا تفعل جميع هذا.. لانك لا تريدالذهاب الي العمل.. و لو سالك و الدى اسباب مغادرتك ستخبرة انك كنت توصلنا الي السوق.. اليس كذلك؟..


دفع راسها بسبابتة و قال مبتسما: جيد انك عرفت الامر بنفسك ..


واردف و هو ينهض من مقعده: متي شئتم ساوصلكم ..ساذهب الي الطابقالاعلى..


اسرعت مها تقول: لدي ملاك حصة دراسية بعد ساعة و نص ..


هز ما زنكتفية و قال و هو يغادر: لا باس.. سننتظرها و من بعدها نغادر..


عقدت مها حاجبيها و قالتبضيق: و لماذا لا تذهب الي العمل فهذا الوقت؟..


قال منهيا النقاش: لقد انتهىالامر..


قالها و انصرف فحين قالت مها بحنق: ينتظرنا اكثر من ثلاث ساعات افضلعندة من الذهاب و العمل عند ابي..


قالت ملاك بهدوء: قد يشعر ان العمل لدي عميلا يشبع طموحة ..


قالت مها و هى تلوح بكفها: عمل ابى مختلف تماما عن تخصص ما زن.. لهذا ترين ما زن يكرة العمل الذي لا يفهم منة شيئا.. و لكنة مخطا.. ابى يحتاجة فيالعمل.. يحتاجة ليسيطر علي الموظفين و يراقب سير العمل..


قالت ملاك بشرود: ربماكان من الصعب علية ان يتاقلم مع عمل غير الذي تمناة فيوم..


هزت مها راسها بقلةحيلة و من بعدها قالت: دعينا منة الان.. هل ترغبين بمشاهدة احد الافلام؟.. لدى فيلمرائع جدا..


قالت ملاك بابتسامة: لا ما نع لدى ابدا..


تحركت ملاك بمقعدهاوايضا مها التي نهضت من خلف الطاولة.. و لكن.. توقفت ملاك بغتة و هى تتطلع الي ذلكالشخص الذي كان و اقفا امامها .. رفعت راسها له ..وعرفت حينها انه كمال…


توترتملاك بغتة لمراه.. قد لانها خشت ان يجرحها بكلماته.. و ازدردت لعابها دون ان تقوىعلي التحرك من مكانها.. فحين قالت مها بدهشة و هى تقترب من كمال: ما الذي تفعلههنا الان يا كمال؟..


قال كمال ببرود: و ما الذي ترينى افعله؟..


قالت مها و هيتتنهد بحرارة: اعنى لماذا جئت؟..


قال كمال و هو يلقى نظرة باردة علي ملاك اقشعرلها جسد هذة الاخيرة: ليس ذلك من شانك..


قالت مها و هى تناديه: كمال .. توقف..


ولكنة تجاهلها تماما مغادرا المكان فقالت مها و هى تهز كتفيها: سيثيرجنونى كمال هذا.. مع انه هو و ما زن شقيقان الا انهما يختلفان فكل شيء..


قالتملاك بصوت خافت: معك حق..


اسرعت مها قائلة: دعك منهما .. و لنذهب نحن..


اوماتملاك براسها و ان كانت تشعر بالقلق بسبب كمال و نظرتة الباردةلها..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛توجهت مها بخطوات هادئة الي غرفة ما زن و قالت و هيتطرق الباب: ما زن .. هل استطيع الدخول؟..


وبدلا من ان يجيبها فتح الباب و قال: هلانتما جاهزتان؟..


قالت مها و هى تضع يدها عند خصرها: بلى.. و لكن الم تفكر بتغييررايك بعد؟..


قال مبتسما: لا تخشى شيئا لن ازعجكم هذة المرة.. فقد اتصلت بحسامواخبرتة بان يلتقى بنا فاحد المراكز التجارية .. فمن حقنا ان نشترى ملابس جديدةللحفل نحن ايضا..


وجدت مها نفسها تتساءل بلهفة: حسام سياتى ايضا؟؟..


اومابراسة بهدوء.. فقالت و هى تتدارك نفسها حتي لا يفهم ان لهفتها مصدرها مجيء حسام: هذاجيد حتي نرتاح من ازعاجك لنا و الحاحك المستمر حتي نغادر ..


قال ما زن بسخرية: لاتنسى اننى انا من سياخذكم الي هناك.. و يمكننى ان ان اعيدكم الي البيت بعد ان اشتريانا ما اريد..


التفتت عنة مها و قالت بحنق: لا استغرب هذا عليك ابدا..


وقالتوهى تبتعد عنه: اجهز سريعا.. نحن ننتظرك بالاسفل ..


لم يجبها ما زن بل اكتفي بالدخول الي غرفتة مرة اخرى.. فحين ارتسمت علي شفتى مها ابتسامة و اسعة و هى تبتعد عن المكان..ابتسامة تعبر عن مدي فرحتها بلقاء حسام هذااليوم…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء السابع

“.. ابنةعمى ..”


قال ما زن مبتسما و هو ينطلق بالسيارة الي المركز التجاري: و الان يا فتيات.. اريد هدوء طوال الطريق.. لا صراخ.. لا حديث.. و لا حتي صوت انفاسكن..


قالت مها التي تجلس بجوارة بسخرية: بدات رحلة الاوامر و الاذلال..


والتفتت الي ملاك لتقول بابتسامة: الم اخبرك؟.. هاانت ذا ترينة يعدد اوامرة قبل ان ننطلق.. ما رايك ان تغيرى رايك و نذهب مع السائق؟..


اسرع ما زن يقول و هو يهز اصبعة السبابة نفيا: ممنوع.. ما دمتما ربما ركبتما معى الان فتحملا ما سياتيكما..


قالت مها بضيق و هى تتطلع اليه: سخيف..


التفت لها و قال: بل اقوى استغلال الفرص يا عزيزتي..


مطت مها شفتيها دون ان تعلق.. فحين اكتفت ملاك بابتسامة هادئة ارتسمت علي شفتيها .. اما ما زن فقدشرد ذهنة للحظات.. راي خلالها **** صغار جالسة علي مقعد ما .. تبتسم برقة و براءة.. عيناها و شعرها كسواد الليل ..وبشرتها بيضاء كالثلج..تصنعان ضدان غريبان و رائعان ..وشاهد خلال شرودة نفسة و هو بعد فالثالثة عشرة من عمرة يقترب منها و يقول متسائلا: من انت؟..


اتسعت ابتسامتها و قالت: انا اسمى …


(مازن انتبه!)


افاق منشرودة علي صوت مها الخائف و المذعور.. و راي امامة سيارة يكاد ان يصطدم فيها .. و باقصىما امكنة من سرعة ادار مقود السيارة الي اليمين.. و تفادي الاصطدام ..وتنهد بقوة و منثم لم يلبث ان قال مبتسما: ما رايكم فقيادتى للسيارات؟..


قالت مها بغضب: اتسالايضا؟.. اطلبت منا ان ناتى معك حتي تقتلنا؟..


قال بمرح : لا بل لاريكم براعتى فيقيادة السيارات.. ارايت كيف تفاديت السيارة؟..


قالت مها بعصبية: كيف تمزح فمثلهذة الامور ؟..


اما ملاك فقد كانت تشعر بالخوف فالبداية من ذلك الاصطدام الذيكاد ان يحدث .. و لكن عبارات ما زن المرحة اخرجتها من الخوف الذي كانت تشعر به.. و ابدلتها بابتسامة من تعليقاتة التي يواجة فيها غضب مها..


وتوقف بعد فترة منالوقت عند باب المركز التجارى و غادر سيارتة ليخرج مقعد ملاك من صندوق السيارة.. و بالنسبة لملاك فقد شعرت برهبة تغزو قلبها بغتة.. لاول مرة تاتى الي مكان كهذا.. لاول مرة تري جميع ذلك الجمع من الناس .. انتابها القلق و التردد من مغادرةالسيارة..صحيح انها كانت تذهب الي النادى و لكن لم تكن تري جميع ذلك الجمع و قتها و كانتتبقي و حيدة مع مها فركن منه..اما الان فعليها ان تندمج فكل تلكالافواج…


والتفتت بحدة و خوف عندما فتح الباب الذي يجاورها بغتة و سمعت صوت مهاوهى تقول بابتسامة: هيا يا ملاك.. اجلسى علي مقعدك حتي نغادر..


تطلعت ملاك الىالمقعد.. شعرت انه ربما يصبح شيء غير ما لوف لكل اولئك الناس ..وهمست و هى تلتفت عنمها: لا اريد النزول..


تطلع اليها مها بدهشة و قالت: ما ذا تقولين؟..


قالت ملاكباصرار: اريد ان اعود الي البيت.. لا اريد البقاء هنا..


اقترب ما زن من بابالمجاور لملاك و قال بحيرة: ما الذي يجعلك تقولين كهذا الكلام بعد انوصلنا؟..


تطلعت ملاك الي الاشخاص اللذين يدخلون المركز التجارى او يظهرون منه.. فالتفت ما زن خلفة ليتطلع الي ما تتطلع و من بعدها قال بابتسامة و هو يلتفت لملاك و ربما فهمما يقلقها و يجعلها ترفض النزول من السيارة: لا تقلقي.. الكل هنا يصبح مشغولابشانه.. و لا احد يهتم الا بنفسه..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت و هى تضم قبضيتها: لا اريد النزول.. اعيدونى الي البيت..


وبدل من ان يجيبها ما زن مد يدة لها و قالمشجعا: لا تخافى ابدا.. نحن هنا معك..


تطلعت ملاك الي يدة الممدودة بحيرة و نقلتبصرها بين ما زن و مها.. و قالت الاخيرة مبتسمة: ما يقولة ما زن صحيح.. لا داعى للخوفما دمنا معك..


ترددت ملاك طويلا و هى تري نظراتهم اليها و من بعدها لم تلبث ان حسمتامرها و مدت يدها لمازن ليتقطها و يعاونها علي الجلوس علي مقعدها.. كانت ارتجافة كفملاك بين اناملة اكبر دليل علي ما حدث لمشاعرها فتلك اللحظة.. فقد كانت لمسةاناملة فقط.. كفيلة لان تفجر جميع المشاعر التي تحملها تجاة ما زن..وتطلعت الي هذاالاخير و هى تزدرد لعابها بارتباك و راتة يبتسم لها و يقول: يالك من فتاةعنيدة..


لم تعلم ملاك لم بادلتة الابتسامة بدلا من ان يحنقها ما قاله.. قد لانمشاعرها تجاة ما زن فهذة اللحظة بالذات.. كانت كافية لتجعلها تتقاضي عن اي شيءيقوله..لا تسالوها لماذا ما زن بالذات.. هى نفسها لا تعلم.. قد اهتمامة و حنانه.. قد مرحة و سخريته.. قد شخصيتة الحازمة عند الجد.. و قد جميع هذا.. لا تسالوهالماذا؟.. فليس هى من تختار بل قلبها..


واصلوا طريقهم الي داخل المركز التجاريوتوقف ما زن بغتة عن السير فتوقفت مها عن دفع مقعد ملاك بدورها عندما رات حسام و هويقترب منهم و يقول: و اخيرا حضرتم..


قال ما زن بسخرية: معذرة.. و لكن الفتيات يحتجنلساعتين لتجهيز انفسهن..


قال حسام مبتسما: حمدللة ان ليس لدى اي شقيقة..


عقدتمها حاجباها و كان لم يعجبها ما قالة حسام.. فتمنية من عدم و جود شقيقة فحياتة يعنيتمنية عدم و جود اي بنت اخري فحياتة ايضا..والتفت لها بغتة و قال مبتسما: اهلامها..


قالت ببرود: اهلا..


تطلع حسام الي ملاك للحظة و من بعدها قال بابتسامةغامضة: و ملاك هنا ايضا.. اهلا.. كيف حالك؟..


تطلعت الية ملاك و قالت: علي ما يرام..


فى حين قالت مها و ربما شعرت بانة يشك بامر ملاك: لقد جاءت معنا لتشتريفستان للحفلة.. فكما تعلم فهى ستكون موجودة يوم الحفل..


التفت حسام عنهما و من ثموضوع متحدثا لمازن: هل سنذهب للتسوق معهما.. ام لوحدنا؟..


قال ما زن بسخرية: بللوحدنا.. هل جننت حتي اذهب للتسوق مع الفتيات؟.. لن استطيع شراء اي شيءحينها..


عقدت مها حاجباها بغضب و قالت: كف عن السخرية يا ما زن.. فلا اظنك تنتهيمن الشراء فاقل من ساعتين..


غمز بعينة و من بعدها قال: بل اقل من ذلك.. استمعى اليستذهبون للشراء الان انت و ملاك و بعد ساعتين سنذهب لتناول اكل الغداء فاى منمطاعم المركز التجاري..اتفقنا؟..


اومات جميع من ملاك و مها براسيهما.. فحين راقبتهذة الاخيرة حسام و هو يبتعد بنظرات حسرة.. ياس.. فقدان امل.. جميعها تجمعت فعينيمها فتلك اللحظة.. و قالت بصوت هادئ النبرات: فالنذهب للشراء الان ياملاك..


دخلتا عدد من المحلات دون ان يعجبهما شيء.. او يعجب مها بالاحرى.. فعندماكان يعجب ملاك احد الفساتين كانت مها تقول: لا.. لا يناسب الحفلة التي سيقيمهاوالدي.. انها ارقي من هذا بكثير..


لم تكن ملاك تفهم سر اصرار مها علي شراء شيءاكثر فخامة.. فملاك لم تعتاد كهذة الحفلات.. بعكس مها التي اعتادت ذلك الجووالفته.. و اصبحت تدرك جيدا اي من الفساتين التي تصلح لحفلة و الدها ..واخيرا و قعاختيار مها علي الفستان الذي سترتدية للحفل و قلت مبتسمة و هى ترية لملاك: ما رايكبه؟ ..


التفتت لها ملاك و قالت و هى تتطلع الي الفستان الذي بين يديها: جميل جدا.. سيجعلك تبدين كالنجمة فالسماء..


صحكت مها بمرح و من بعدها تسائلت قائلة: و ما ذاعنك؟.. هل اخترت فستان ما ؟..


اومات ملاك براسها و قالت بابتسامة: بلي و لكنى اخشىان تقولى انه لا يصلح للحفل..


اسرعت مها تقول: دعينى اراة اولا..


اشارت ملاكالية .. فقالت مها و هى تهز راسها نفيا و تضع كفها اسفل ذقنها: انه لا يصلح حقا.. دعينى اختار انا لك..


وتلفتت حولها فالمحل و قالت: دعينا نرى.. شيء راقى و مناسبلحفل و الدي..


وتوقفت نظراتها بغتة عند احد الفساتين و توجهت الية و قالت مبتسمة: ذلك مناسب جدا..


تطلعت ملاك الي الفستان و قالت بتردد: اترين هذا حقا؟..


اوماتمها براسها و من بعدها قالت و هى تنقل بصرها بين الفستان و بين ملاك التي تتطلع الىالفستان: بعدها انه يشبهك..


اشارت ملاك الي نفسها و قالت بدهشة: يشبهني؟؟..


منجانب احدث كان ما زن يتطلع الي ساعة معصمة و يقول متحدثا الي حسام: ما رايك ان نذهبالان لتناول اكل الغداء؟.. لقد بدات اشعر بالجوع..


قال حسام مبتسما: و اناايضا.. اتصل بمها و ملاك و اخبرهما باننا ذاهبين لنتناول الغداء..


قال ما ن بسخرية: يالك من رقيق القلب.. دعهما و شانهما و لا يهمك ان تناولا الاكل ام لا..


قال حساموهو يظهر هاتفة من جيبه: اذا لم تتصل انت ساتصل انا..


ابتسم ما زن و قال: لا باسساتصل..ولكن اخبرنى الي هذة الدرجة تهمك الفتيات؟..


قال حسام و هو يرفع حاجبيه: اعرفك جيدا.. ستتركهن دون اكل و لا يهمك امرهن ابدا..


قال ما زن و هو يهز راسهنفيا: لا تنسي ان ملاك معنا .. من غير اللائق ان افعل فيها ما افعلة بمها..


زفرحسام بحدة و من بعدها قال: اننى اشيد بمها التي صبرت عليك علي الرغم من جميع ما تفعلهبها..


ضحك ما زن و من بعدها لم يلبث ان اتصل بمها و قال : اين انتما؟..


اجابتهقائلة: عند المطاعم..


– حسنا.. سناتى فالحال..


اغلق هاتفة و من بعدها التفت الىحسام ليقول بسخرية: ارايت يا رقيق القلب لقد سبقونا هم الي حيث المطاعم..


هزحسام كتفية دون ان يعلق فحين اردف ما زن قائلا: فلنذهب نحن لهم الان..


غادراالمكان صاعدين الي الطابق الاعلي باستعمال السلم الكهربائي.. و من بعدها توجها الي حيثركن المطاعم و هنالك لمح حسام مها جالسة خلف احدي الطاولات و بمواجهتها ملاك..فاشارحسام باتجاههم و من بعدها قال: ها هى مها و ايضا ملاك..


تطلع ما زن الي حيث يشير حسامومن بعدها تقدم من الطاولة و قال و هو يميل باتجاة مها: لماذا لم تتصلى بنا فورانتهاءكما؟..


قالت مها و هى تلتفت له بسخرية: الم تقل اننا سنحتاج الي العديد منالوقت حتي ننتهى من الشراء؟.. لهذا فقد ظننت انكما ربما سبقتمونا الي هنا..


عقدمازن حاجبية و من بعدها قال و هو يبتسم بسخرية: بالفعل لقد انتهينا قبلكما.. فلا اظنانكم ربما انتهيتما من شراء كل حاجاتكم بعد..


اشارت مها الي الاكياس الموضوعةبجوار مقعدها و من بعدها قالت بابتسامة نصر: اجل و الدليل امامك..


ضحك حسام و هو يقتربمن ما زن و من بعدها قال و هو يضع يدة علي كتفه: اعترف.. لقد هزمتك..


التفت ما زن الىحسام و قال و هو يغمز بعينه: ليس بعد..


وعاد ليلتفت الي مها قائلا: لقد انتهيناقبل ذلك بعديد و لكننا انا و حسام كنا نسير فارجاء المركز التجارى حتي يمضى الوقتوتنتهيا انت و ملاك من الشراء..


قال حسام و هو يرفع حاجبيهمستغربا: نحن؟..


اومامازن براسة و من بعدها قال مبتسما: و الان هيا انهضى و اذهبى للجلوس بجوار ملاك..


نهضتمها من مكانها و قالت بحنق: سافعل دون ان تقول.. فانا اكرة الجلوس الىجوارك..


واتجهت لتجلس بجوار ملاك التي ابتسمت لها و قالت بصوت منخقض: لا تغضبي.. فانت من انتصر عليه..


لم تجبها مها بل زفرت بحدة و عقدت ذراعيها امام صدرها.. و بالمصادفة فقد اصبح حسام فمواجهة مها و ما زن فمواجهة ملاك..وقال ما زن و هو يحركاصابعة علي الطاولة: ما ذا تريدون من الاكل الان؟..


قال حسام هو و مها فنفسالوقت: (البيتزا)..


التفتت مها الي حسام بدهشة و من بعدها لمتلبث ان ابتسمت عندماراتة يتطلع اليها بابتسامة.. فقال ما زن و هو يتطلع الي ملاك: و انت ياملاك..


اجابتة ملاك قائلة و هى لا تقوي علي رفع عينيها لمواجهة نظراته: لا اعلم.. احضر لى اي شيء..


نهض ما زن من مكانة و قال: فليكن..


وغادر الطاولة مبتعدا عنالمكان و هنا قال حسام و هو يلتفت الي مها: صحيح يا مها.. لقد نسيت ان اسالك.. ما سرتغيبك اليوم عن الجامعة؟..


تطلعت الية مها و ابتسمت و هى تشعر بسعادة لانة اهتمبغيابها عن الجامعة و من بعدها قالت: لم يكن لدى اي محاضرات مهمة اليوم..


قال حسامبهدوء: لقد ظننت انك متعبة و كدت اتصل بك لاسال عن احوالك..ولكن عندما اتصل بى شقيقكواخبرنى بانك ستخرجين للتسوق.. علمت ان الامر ليس كذلك..


قالت مها متسائلةوسعادتها تزداد لاهتمامة فيها علي ذلك النحو: و كيف علمت اننى متغيبة هذااليوم؟..


كانت ملاك تستمع الي الحوار الدائر بصمت.. لم تحاول التعليق او التحدثوان شعرت بان ما قالتة لها مها فذلك اليوم غير صحيح و انها كانت تفكر بحسام..واجابهذا الاخير قائلا:يسبب صديقتك التي تسيرين معها دائما.. فانا لم ارك معهااليوم..


عقدت مها حاجبيها..صديقتى انا؟..وهل يعرفها هو؟.. لو كان يعرفها هوفلماذا؟.. يا الهي!.. هل يعقل ان يصبح هو و صديقتى … لا .. لا مستحيل.. لا ممكن انيحدث ذلك .. انا احبة و هو يشعر بذلك طبعا يشعر .. و طبعا سيبادلنى ذلك الحبيوما ما و … و لكن ما الذي يجعلنى و اثقة كذا و …


(انسة ملاك)


نداء حساململاك جعل مها تستيقظ من شرودها و تلتفت لملاك التي قالت و هى تبعد يدها التي تسندوجنتها: اجل..


قال حسام و كانة يريد التاكد من امر ما : متي سيعود و الدك منسفره؟..


اجابتة ملاك بحيرة: قد بعد ثلاثة ايام..


– و هل تضايقك مها اومازن؟..


اسرعت ملاك تقول و هى تبتسم و تلتفت الي مها: علي العكس.. اننى اشعر انمها اخت لى تماما..


واردفت و هى تزدرد لعابها بصوت خافت: و ايضا ما زن ..


عقدحسام حاجبية كان يريد ن يتاكد من صدق ما تقولة مها بان ملاك هى صديقة لها.. و لكنملاك لم تتحدث بشيء يدلة علي صدق او كذب ما قالتة مها.. و استمر فاسالتة قائلا: و منذ متي تعرفين مها؟..


همت ملاك بقول شيء ما عندما اسرعت مهاوقاطعتها قائلة: منذ شهر تقريبا..


التفت حسام الي مها و قال ببرود: و لم لم تدع ملاك تجيببنفسها؟.. فانا ربما سالتها هي..


احست مها بشكوكة و قالت بابتسامة و بلهجة حاولت انتجعلها و اثقة: ملاك صديقتى و سواء اجبت انا او هي..فذلك لا يهم..


التفت حسام عنهاوتطلع الي ما زن الذي اقترب بصينية الاطعمة =من الطاولة و قال بسخرية متحدثا الىحسام: اجل استمتع انت بالحديث الي مها و ملاك و دعنى انا احضر الاكل الي هنا ..


ابتسم حسام و قال: انت لم تنادنى حتي اساعدك..


قال ما زن و هو يضع الصينيةعلي الطاولة: اذهب انت لاحضار المشروبات..


نهض حسام من مكانة مغادرا الطاولة.. فحين قال ما زن و هو يشير الي احد الاطباق: لم اعرف ما ذا اختار لك يا ملاك.. فاخترتلك الاكل الذي اختارة لى دائما..


ابتسمت ملاك و قالت و هى ترفع عينيها اليه: حتىعصير البرتقال؟..


ابتسم ما زن و قال: و حتي هو..


قالت مها مستغربة: ما امر عصيرالبرتقال هذا؟..


تطلع ما زن الي ملاك بابتسامة و من بعدها قال و هو يلتفت الي مها: و ما شانك انت؟.. امر بينى و بين ملاك..


قالت مها بخبث: حقا؟..


توردت و جنتا ملاكوارتبكت اطرافهافاخذت تداعب قلادتها .. و سالها ما زن فتلك اللحظة: هل اهداك احدهذة القلادة؟..


قالت ملاك بدهشة و هى ترفع نظراتها له: اجل .. كيف عرفت؟..


قالوكانة لم يسمع تتمة عبارتها: و من هو؟..


ابتسمت ملاك و قالت و هى تعود لتداعبالقلادة: انه شخص غالى جدا جدا علي قلبي..


عقد ما زن حاجبية .. ايعقل ان تكون ملاكعلي علاقة بشاب ما ؟..ولم لا؟.. انها بنت جميلة الجمال.. بريئة بتصرفاتها .. كبيرةبقلبها.. و لكن ما ذا عن عجزها؟.. ايعقل ان الشاب الذي علي علاقة معها لم يهتم بهذاالامر ابدا؟.. ربما..


وسالها قائلا: و من هو ذلك الشخص الغالى علىقلبك؟..


اجابتة قائلة: انه…


قاطعها حسام و هو يضع المشروبات امامهم: ها هيالمشروبات..ماذا تريدين انت يا مها؟..


قالت مها مبتسمة: (كولا)..


قال حساممبتسما و هو يضعة امامها: الن تغيرية ابدا؟..


ووضع عصير البرتقال امام ما زن و قال: اعرفك لا تشرب مشروب سواه..


قال ما زن و هو يتطلع له بطرف عينه: و ما شانك انت.. لاتدعنى اتحدث عن كوب الحليب الذي تشربة علي الافطار..


قال حسام و هو يضحك بمرحويتوجة الي مقعده: حسنا.. حسنا لا شان لي.. اشرب ما تريد.. و لكن ما ذنب ملاك ايضا؟ ..


التفت له ما زن و قال: هى من طلبت منى ان احضر لها اي شيء و انا فعلت..


– لقدقالت اي شيء و لم تقل علي ذوقك..


قالت مها و هى تتناول قطعة من (البيتزا): سيبردالاكل ان لم تتناولوة سريعا..


بدا الجميع فتناولهم للطعام..وكان هنالك احاديثمتفرقة بين ما زن و حسام و مها.. فحين اكتفت ملاك بعبارات بسيطة و مقتضبة عندما يسالهااحد منهم عن شيء ما ..وبعد انتهاءهم قال ما زن بابتسامة: كفاكم ما اكلتموة من اكل .. هيا انهضوا..


التفت له حسام و قال ما زحا: ما ذلك ؟..هل ستحاسبنا علي ما اكلناهمن طعام؟..


قالت مها ساخرة: لا تستغرب ان فعلها ما زن..


التفت لها ما زن و قال : كفى عن الحديث ايتها الثرثارة و لنغادر ..


– لا يوجد ثرثار غيرك هنا..


قالحسام و هو ينهض من مكانة و يجذب ما زن معه: عدنا للشجار .. اخبرتك ان تدع مهاوشانها..يجب ان تحمد **** تعالي علي ان لديك شقيقة تتحملك مثلها..


ابتسمت مها منعبارته.. و ايضا ملاك.. فقال ما زن و هو يبتسم: ان اردت الصراحة .. فانا لا استمتع الاعندما استفزها..


عقدت مها حاجبيها فضحك حسام و قال: لا باس.. لا باس.. سر اماميهيا..وايضا انتما.. مها و ملاك.. اسرعا لنغادر..


سارت مها و هى تدفع مقعد ملاك خلفحسام .. و احست ببضع النشوة و السرور لدفاعة عنها امام ما زن.. و ما لبثتا مها و ملاك انركبتا سيارة ذلك الاخير بعد ان غادروا جميعا المركز التجاري.. فحين انطلق حسامبسيارتة .. و لم تنسي مها عبارتة الاخيرة عندما قال و هو يميل باتجاة نافذة ما زن قبلان يغادر: اياك و مضايقة مها مرة اخري ..


حينها اجابة ما زن بسخرية: اظن ان مها هيشقيقتك و انا لا اعلم..


قال حسام بابتسامة: لو كان لدى شقيقة مثلها لما ضايقتهاابدا..


جعلتها عبارتة الاخيرة هذة ان تحلق فسماء السعادة و الاحلام .. و هى تشعربقلبها يخفق بقوة ..واغمضت عينيها و هى تتخيل ان حسام يبادلها مشاعرها هذه.. و سيارةمازن تنطلق مبتعدة عن المكان…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛توقفت سيارة ما زن بجوارالمنزل و قال ما زن و هو يفتح باب سيارته: اهبطى بسرعة يا مها.. فساذهب الي الناديالان..


تاففت مها من تصرفاتة و قالت و هى تفتح باب السيارة و تتناول الاكياس معها: حسنا .. و هذة احدث مرة اذهب معك بها الي اي مكان..


لم يهتم بعبارتها و هو يراهاتتوجة الي داخل البيت بل هبط من سيارته.. و من بعدها توجة خلف السيارة ليفتح صندوقهاويخرج مقعد ملاك و فتح الباب المجاور لها و قال مبتسما: هل اساعدك؟ ..


قالها و منثم مد يدة لها.. مشاعر شتي هاجمت ملاك فهذة اللحظة.. و جعلت اطرافها ترتجف و هيتتذكر ما احست بة عند لامست اناملها كفه..ولم تقوي علي مد يدها له.. فقال ما زنمستغربا: ما ذا بك؟.. ساساعدك ليس الا.. اعطنى يدك..


اطاعتة ملاك هذة المرة.. قد للنبرة الامرة فصوتة .. و اجلسها علي مقعدها و من بعدها ابتسم و قال: لا زلت مصراعلي اننى ربما رايتك من قبل..


قالت ملاك بابتسامة خجلة و هى تشعر برجفة جسدها كلهمن لمسته: ربما..


مال نحوها ما زن و قال: اخبرينى الم تاتى الي هنا منقبل؟..


تجمدت اطرافها للحظة و هى تراة يميل نحوها و يتطلع اليها علي هذاالنحو..ومن بعدها لم تلبث ان قالت و هى تطرق براسها: لا.. لم اتى الي هنا منقبل..


تساءل ما زن بشك: اانت متاكدة؟..


كانت ملاك تذكر انها ذهبت يوما ما الىمنزل عمها و هى بعد فالسادسة من عمرها.. و لكن لا تذكر اي عم .. و لا تذكر اي شيءمما حدث لها هناك.. و قالت و هى تهز كتفيها: قد جئت الي هنا و انا بعدطفلة..


****.. ترددت هذة الكلمة فراس ما زن.. و تذكر تلك الطفلة التي خطرت علىذهنة فجاة..والتى كادت ان تتسبب فالاصطدام و من بعدها لم يلبث ان قال بتفكير: اجلربما..


واشار الي احدي الخادمات التي كانت و اقفة بجوار الباب: اصطحبى ملاك الىالداخل..


عقدت حاجبيها و قالت: اعرف ان ادخل لوحدي..


ابتسم و قال: حسنافهمت..


ولوح لها بيدة مردفا: الي اللقاء..


ابتعد ما زن عن المكان و بقيت ملاكتتطلع الي سيارتة التي ابتعدت.. و من بعدها لم تلبث ان تنهدت و هى تدخل الي داخل البيتمتوجهة الي غرفتها و …


( اهلا بابنة العم..)


التفت ملاك بحدة الي مصدرالصوت.. و انتابها القلق و التوتر عندما شاهدت كمال يبتسم ببرود و يقول مردفا: كيفالحال؟..


ازدردت لعابها مرتين متتاليتين و من بعدها قالت بصوت خافت: بخير..


احستملاك بغرابة سؤاله.. فلم يسبق له ان اهتم بالسؤال عنها من قبل.. و لكن من يدرى ربماهى لا تفهمه.. و قال و هو يضع كفية فجيبى بنطاله: لم ارك اليوم علي الغداء فظننتانك غادرت البيت..


لم تفهم ملاك ما يقصدة بعبارته.. هل يريد ان يشير الي انه لايرغب بوجودها فالمنزل او يشير الي انه ربما اقلقة عدم و جودها؟ .. لن تفهم ابدا هذاالانسان..واجابت قائلة: لقد خرجنا للتسوق و ..


قاطعها قائلا و هو يلتفت عنها: اعلم..


ومن بعدها غادر دون ان يضيف اي كلمة اخرى.. لو فهم اي احد مغزي ما قالهفليفهم ملاك.. فقد ظلت فمكانها فحيرة من امرها تتطلع الي النقطة التي اختفىفيها..ومن بعدها لم تلبث ان تحركت بقعدها باتجاة غرفتها لتدلف اليها هتغلق الباب منخلفها.. و اغمضت عينيها لوهلة..وهى تتذكر ما زن ..ومساعدتة لها .. لطفة و اهتمامهبها..جعلاها تشعر بميل اكثر له .. جميع ذلك و مها تقول عنة انه يكرة مساعدة الاخرين .. و لكنة ساعدني.. ليس مرة و احدة فحسب بل عدة مرات.. انه طيب القلب و لكن قد لا يحباظهار طيبتة هذه..ربما يحاول ان يبدوا حازما غير مبالي.. ربما…


توجهت الي حيثفراشها و رفعت جسدها من علي المقعد.. لتجلس علي السرير و راودتها ذكري اول لقاء لهامع ما زن..


وتطلعت الي القلادة التي تحتل رقبتها و من بعدها قالت و كانة تحادثوالدها: ارايت يا ابي.. ابناء عمى اللذين كنت تمنعنى عن رؤيتهم فالسابق يهتمونبي.. و ليس كما ظننت.. لم يحاول احد منهم مضايقتى ابدا.. و حتي كمال.. قد هى مجردعبارات يقولها نظرا لشخصيته.. و لكن جميع ذلك لا يهمني.. ما يهمنى الان انى مع ابناءعمى .. لو تعلم يا ابى كم اشعر بالسعادة و انا معهم.. اتمني من جميع قلبى ان تسمح ليبزيارتهم بعد ان تعود من السفر.. اتمني ذلك..


لم تشعر بنفسها و هى تغيب عن الواقعوتغط فعالم الاحلام.. ليصبح رفيقها فالحلم هو.. ما زن.. و لا احدسواه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعت مها بعينان حالمتين الي الرسائل القصيرة التييرسلها لها حسام ليمازحها احيانا.. رسائل عادية جدا.. و لكنها تعنى لها العديد لانهامنه..وشعرت برغبة شديدة فسماع صوتة علي الرغم من ان احدث لقاء لهما فالمركزالتجارى لم يمض علية اقل من ساعتين.. و لكن لم تعلم لم.. قد لانها لم تاخذ حريتهافى الحديث معة هناك.. او قد لانها تتمني سماع المزيد من عبارات الاهتمام و الحنانمنه..


ولم تكتمل افكارها.. فقد قاطعها صوت رنين هاتفها المحمول و شهقت بدهشةعندما رات المتصل هو حسام نفسه..واجابت قائلة و دهشتها لم تفارقها بعد: حسام!..


قال حسام مبتسما: اجل هو انا لم انت مندهشة هكذا؟..


قالت مها و هيتزدرد لعابها: لانى لم اتوقع اتصالك ذلك ابدا..


قال حسام مبتسما: و ما هو شعوركالان بعد ان اتصلت بك؟..


كانت تريد ان تخبرة انها سعيدة.. لا بل تكاد تطير منالسعادة.. و لكنها لم تستطع قول شى من هذا.. و قالت مبتسمة: فالحقيقة.. اشعر انوراء مكالمتك هذة امر ما ..


ضحك حسام و قال: معك حق انها كذلك..


قالت بفضول: ما الامر اذا؟.. اخبرنى بسرعة..


صمت حسام للحظة و من بعدها قال بغتة: ملاك…


مطتمها شفتيها. ملاك من جديد.. و ما شانة هو بملاك؟.. و قالت ببرود: ما ذا بهاملاك؟..


قال حسام بتساؤل: انها ليست صديقتك .. اليس كذلك؟ ..


قالت و هى تحاولان تخفى ارتباكها: بل هى كذلك..


قال حسام بجدية: مها لم لا تقولى الصدق و تريحى نفسك؟..الم اكن دائما موجودا عندما تحتاجين الى و كنت كاتم اسرارك؟.. ما الذي تغيرالان؟.. هل تتوقعين ان اي شيء تخبرينة لى سافشية من فوري؟..


قالت مها و هى ترميبنفسها علي الفراش: الامر ليس كذلك..


– اذا؟..


اغمضت مها عينيها.. ما ذا تقولله.. ان و الدها ربما حذرهم من ان ينطقوا بهذا الامر لاى مخلوق.. و لكن ذلك حسام صديقالطفولة و الصبا.. حسام الذي تثق بة اكثر من نفسها.. حسام الذي منحتة قلبها دون انتجد اي امل من مبادلتة لها ذلك الحب.. انها تعلم جيدا انه سيحافظ علي الامر سرا لواخبرته.. و لكن ما ذا لو سالة و الدة و اصر علي ان يجيبه.. هل سيضطر حينها للكذب؟.. لاتعلم ابدا.. انها تشعر بالحيرة من اخبارة من عدمه.. و لكن عليها ان تحسم امرها ..


وقالت بعدان اخذت نفسا عميقا: ملاك هي… صديقتي..


قال حسام بحدة: الي متىستستمرين فهذا الكذب يا مها؟ .. اخبرينى لماذا؟.. لا احد يفهمك كما افهمك انا.. و ادرك جيدا انك تكذبين.. اخبرينى من هى ملاك؟..


احست بغصة فحلقها و هى تشعرباهتمامة الكبير بملاك و بعصبيتة تجاهها و قالت بصوت مختنق: اخبرتك..


– لم تخبرينيسوي بالكذب..


قالت مها و هى تحاول ان تتمالك مشاعرها: اتعنى انى كاذبة؟..


– اجل ما دمت ترفضين قول الحقيقة..


ظلت صامتة دون ان تجيبه.. فهتف بحدة و عصبية: منهى ملاك؟..


اندهشت مها من اسلوبة فالحديث للمرة الاولي تراة علي ذلك النحو منالعبنوتة و الغضب.. طعام ذلك من اجل ملاك؟.. و انا.. ما ذا عنى انا؟.. الست امثل اي شيءفى حياتك يا حسام؟…


وقالت مها بمرارة: لماذا تحدثنى بهذة الكيفية ياحسام؟..


تنهد حسام و دس اصابعة بين خصلات شعرة و من بعدها قال: انا اسف يا مها لماقصد.. و لكن تضايقت قليلا عندما شعرت انك تكذبين علي.. و انا اكرة ان يكذب على احدوخصوصا انت..


وخصوصا انا!!.. ما الذي يقصده؟.. و اردف هو بهدوء هذة المرة و بنبرةحانية تسمعها مها نادرا منه: الن تخبرينى من هى ملاك حقا يا مها؟..


ازدردت مهالعابها من عبارتة و لهجتة الحانية و من بعدها قالت :ولم انت مهتم كذا بملاك؟..


قالحسام و هو يجلس علي احد المقاعد بغرفته: ان اردت الصدق.. فلست مهتم بملاك.. بل مهتمبمعرفة الحقيقة منك ..


– و لم لم تسال ما زن؟.. لم انا؟..


قال مبتسما: لانياعلم انك لا تعرفين الكذب و لن تستطيعى ان تستمرى فية معي.. اما شقيقك فلن احصل منهعلي حرف و احد يروى فضولي..


واستطرد قائلا: بعدها انك اثبت لى ان ما اشعر بة صحيح و ان ملاك ليست صديقتك بعد ان طلبت منى ان اسال ما زن عوضا عنك..


قالت مها بنبرة خافته: ارجوك يا حسام.. لا اريد ان يعلم احد ذلك الامر..


قال حسام بصدق: اطمئنيلن يعلم عن ذلك الامر مخلوق سواي.. و لكن اجيبينى عن سؤالى اولا..


قالت مها بتردد: ان ملاك هي.. هي…


– من هى ملاك؟.. اكملي..


قالت و هى ترمى المفاجاة فو جهه: ان ملاك هى ابنة عمى ..


ولم يعد هنالك مجالا للتراجع..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزءالثامن

“.. حفل ..”


صمت دام لاكثر من دقائق كاملة ران علي جميع من مها و حسام بعد عبارتها الاخيرة له.. لم يسمعخلالها الا صوت انفاسهما .. صمت شعرت خلالة مها بخطا ما فعلتة و قالته.. و صمت قضاهحسام فتفكير عميق..وقاطع ذلك الاخير ذلك الصمت اخيرا ليقول: اذا فهى ابنة عمك..


ازدردت مها لعابها دون ان تقوي علي الحديث .. احست بفداحة ما فعلتة .. لقدااتمنها و الدهاعلي ملاك فخانت ثقتة هذة .. لم تعلم ما ذا تقول او بم تجيب فاثرت الصمت.. فحين اردف حسام و هو يزفر بحدة: ابنة عمك ملاك التي يبحث عنها كل اعمامك.. و اللذين لا يعلمون لها طريق.. و فالنهاية تكون موجودة فمنزلكم..


قالت مها بقلق و خوف: ارجوك يا حسام.. ارجوك لا تخبر احدا بما قلتة لك..


قال بهدوء: لن افعل..ولكن اخبرينى كيف و افق و الدك علي ان يترك ملاك عنده.. الم يخش عليها من اخوته؟..


– بلي و لكن.. لم يكن هنالك من حل سواه.. فوالد ملاك مسافر الي الخارج و قد سيطول سفره.. لهذا لا يريد ان تبقي و حيدة جميع ذلك الوقت فالمنزل.. فاقترح ان ياتى فيها الي البيت .. و من جانب و الدى فقد و افق علي ذلك الامروطلب منا ان لا نخبر مخلوق عن ذلك الامر..


واردفت بتوتر و هى لاتزال تشعر بخطاهاعندما اخبرته: و لكنى اخبرتك لانى اثق بك.. و اعلم جيدا انك لن تخبر عنها اي احد.. اليس كذلك؟..


ابتسم حسام و قال فلهجة صادقة: ايراودك اي شك فذلك؟ ..


ازدردت لعابها و من بعدها قالت: لا و لكنى اخشي علي ملاك.. فكما رايتها هى بنت قليلة الخبرة و التجارب.. و ليس لها اي قوة لمواجهة اعمامى اللذين لا يستهدفون منوراءها سوي الثروة..


– معك حق..ان ملاك كالطفلة التي لم تلوثها هذة الحياة بسوادها بعد..


قالت مها فغيرة و اضحة: و لم تمتدح ملاك هكذا؟..


ابتسم حسام و قال: ليس مديحا بل حقيقة..


قالت مها فضيق: حقا؟..


قال حسام مبتسما: و لم تتضايقين عندما امتدح ملاك؟..


قالت بحدة: و لم تمتدح ملاك و تهتم لامرها من الاساس؟..


قال حسام بحيرة: من قال انى مهتم بامر ملاك؟..


قالت بحدة اكبر: تصرفاتك.. لا تلبث ان تسال عنها بين الفينة و الاخرى..


قال حسام مبتسما: ايتهاالغبية من قال ان ملاك تهمني.. ما يهمنى فعلا هو ان لا تكذبى على مرةاخرى..


قالت مها بصوت خافت و بلهجة خجلة: و هل يهمك ان قلت لك الصدق ام لا؟..


– اجل..يهمنى كثيرا..


واردف بلهجة حانية: لا اريد ان تكذبى على مرة اخرى.. مهماحصل.. اخبرينى بالحقيقة و سافعل المستحيل لمساعدتك ان تطلب الامر..


قالت مها و هيتذكره: ملاك من تحتاج الينا الان..


تنهد حسام و قال: اعلم.. لا تقلقي.. اقسم لكانى لن انطق باى حرف لاى شخص كان عن ذلك الامر..


قالت مها مبتسمة: اشكرك لانك تفهمت الموقف..


قال حسام و هو يتطلع الي ساعة يده: اتركك الان يا مها.. و عذرا علي الازعاج..


قالت مها فسرعة: ابدا لم يكن هنالك اي ازعاج..


ابتسم حسام و قال: حسنا اذا اراك بخير..


قالت مها مبتسمة: الي اللقاء يا حسام..


وما ان انهي الاتصال حتي ردفت بلهجة حانية و مليئة بكل ما اعتمر قلبها من حب: يا اول من احببت فيحياتي..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


((من انت؟))


((انا اسمى ملاك))


((هل جئتالي هنا و حدك؟))


((لا.. جئت مع ابي))


فتحت ملاك عينيها بغتة لتستيقظ مناحلامها علي صوت طرقات علي باب غرفتها.. و تطلعت بارهاق الي الساعة المجاورة لفراشهاوالتى كانت تشير الي السادسة مساءا..واعتدلت فجلستها لتقول و هى تتثاءب: من؟..


سمعت صوت ما زن و هو يقول: انه انا..مازن..


ارتفع حاجباها بدهشة و من ثمما لبثت ان قالت و هى تزدرد لعابها: و ما الذي تريده؟..


ابتسم ما زن الذي يقف خلفالباب و قال: الاطمئنان عليك فحسب..


توترت ملاك قليلا و شعرت ببعض الارتباكوالخجل.. ما زن جاء ليطمئن عليها هي..رفعت جسدها عن الفراش لتلقية علي المقعد و قالتفى سرعة: لحظة و احدة..


حركت عجلات مقعدها الي حيث المراة و التقطت المشط لتقومباعادة ترتيب خصلات شعرها المبعثرة من النوم.. و اسرعت تفتح الباب بعد هذا و هى ترفعراسها لتتطلع اليه.. فقال هو مبتسما و هو يتطلع اليها: لقد جاءت مها قبل قليل و طرقتالباب اكثر من مرة و عندما لم تسمع اجابة منك قلقنا عليك فجئت لاطرق الباب بعدهالاتاكد انك بخير..


قالت ملاك بابتسامة: لقد كنت نائمة..


قال ما زن و هو يتطلعاليها بنظرات غامضة: حسنا ما دمت ربما اطماننت عليك فساغادر.. مع السلامة..


لاحقتهملاك بنظراتها و من بعدها قالت بصوت لم يسمعة سواها: مع السلامة..


شعرت بمشاعر غريبةتغزو قلبها و تزداد كلما رات ما زن ..لا تشعر بهذة المشاعر الا اذا رات ما زن او تحدثتاليه.. مشاعر اخذت تشعرها بالشوق له.. بالاهتمام لاى امر يخصه.. مشاعر شتي تجعلقلبها يخفق بقوة كلما راتة و …


قطع افكارها صوت رنين هاتف ما زن المحمول لم يكنقد ابتعد كثيرا عنها بعد.. مما جعلها تسمعة يقول و هو يبتعد مغادرا البيت: اجل ما ذاتريدين؟..


“تريدين”.. اذا فهو يحادث فتاة..تتذكر ملاك مرة انه اخبرها ان لديهالعديد من المعجبات بسبب فوزة فاحدي المسابقات .. قد هذة الفتاة هى احدي تلكالمعجبات.. ربما..


لم تجد ما تكمل بة افكارها فتحركت فارجاء الردهة بملل ..وسمعت بغتة صوت مها و هى تناديها قائلة: ملاك..


التفتت لها ملاك و قالت بهدوء: اجل..


تطلعت لها مها و من بعدها قالت: لم ارك اليوم باكمله.. ما ذاتفعلين؟..


اشارت ملاك باتجاة غرفتها و من بعدها قالت: لقد كنت نائمة عندما طرقت بابالغرفة..


قالت مها باستغراب: اية غرفة؟..


اجابتها ملاك قائلة: غرفتي..


قالت مها و هى تهز راسها نفيا: لم اطرق عليك الباب مطلقا.. لقد ظننت انكتدرسين..


قالت ملاك بدهشة: و لكن ما زن قال لى انك ربما طرقت على الباب فقلقت عليعندما لم تسمعى منى ردا..


قالت مها بابتسامة و اسعة: و صدقتية بهذة البساطة.. تجدينة هو من طرق عليك الباب فالمرة الاولى..


قالت ملاك ببراءة: و لم يكذبعلي؟..كان بامكانة اخبارى انه هو من طرق على الباب فالمرة الاولى..


– كذا هومازن.. مكابر و عنيد..


واردفت مها قائلة: دعك منة و اخبرينى هل ارتديت فستانكالجديد لتجربيه؟..


هزت ملاك راسها نفيا..فاردفت مها متسائلة: و لم لمتجربيه؟..


قالت ملاك بابتسامة: لا لشيء و لكنى احسست انه لا يصلح الا ليومالحفلة..


قالت مها و هى تتنهد: متي ياتى الغد؟..


تطلعت اليها ملاك و قالتمستغربة: ايهمك ذلك الحفل الي هذة الدرجة؟..


قالت مها مبتسمة: ليس الحفل و لكن منسيصبح فيه..


– من تعنين؟؟..


صمتت مها دون ان تجيب.. و لكن قلبها اجاب عن هذاالسؤال..اجاب بكل الحب الذي يحمله.. اجاب بكلمةواحدة..حسام..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛هبط ما زن من علي ظهر حصانة و ربت علي ظهرة و قال متحدثا الي احد الزملاء: هلا اخذتة الي الاسطبل؟..


قال زميلة مبتسما: بكلسرور..


والتقط لجام حصان ما زن من يدة و اخذة الي الاسطبل.. فحين غادر ما زن حلبةالسباق.. و توجة بخطوات هادئة الي حيث الكافتيريا.. و لكنة توقف بغتة عندما سمع صوتشخص ما يناديه.. زفر بقوة و ملل و من بعدها قال: يا الهى ..متي ستمل هذهالفتاة؟..


والتفت الي حنان التي اقتربت منة و قالت بحدة: لماذا تتجاهل نداءاتيوتتهرب من لقاءى يا ما زن؟..


قال ما زن ببرود: لانى سامت سماع كلماتك المكررة..


قالت حنان بعصبية: و لكن كنا دائما معا و لم تكن يوما تمل من سماع ما كنت اقولهلك..


قال ما زن و هو يرفع كفة منهيا النقاش: حنان اخبرتك ما ئة مرة ان ما بيننا كانفى حدود الصداقة فقط و لا يتعداه..


واردف و هو يهم بالابتعاد عنها: عناذنك..


ولكن حنان و قفت فو جهة و قالت: لم تكن يوما كذا يا ما زن.. كنت تعاملنيبكيفية مختلفة.. و انت تعلم جيدا ان مشاعرى لك تفوق حدود الصداقة..


دس ما زناصابعة بين خصلات شعرة و قال بسخرية: هل و عدتك بشيء؟..


قالت و فعينيها نظرةرجاء: و لكنك منحتنى اهتماما جعلنى …


صمتت دون ان تكمل عبارتها فقال ما زن بملل: ابتعدى عن طريقى اذا..


لم تتحرك من مكانها فقال ما زن و هو يزفر بحدة و يعقد ذراعيهامام صدره: و ما المطلوب منى الان؟..ان ابادلك المشاعر بالرغم منى امماذا؟..


قالت حنان بصوت خافت: فقط لا تتجاهلني..


ابعدين عن كيفية و سار مبتعداومن بعدها قال: ساحاول..


واردف بسخرية: مع انك مزعجة..


قالها و اكمل كيفية مغادراالنادي.. اكبر خطا فعلة بحياتة انه تقرب من حنان ليحصل علي صداقتها فيوم..لميتخيل ان مشاعرها ستتعدي حدود الصداقة.. و لكن مع ذلك استمر معها حتي شعر بالملل منعبارتها الدائمة له و التي تشير الي ان مشاعرها تفوق الصداقة.. و حينها قرر ان يتركهاويتجاهلها .. و لكنها ظلت تلاحقة علي الرغم من ذلك.. لهذا ليس ذنبة ان كانت لا تريدان تفهم انه لم يحمل اي مشاعر لها فيوم …


انطلق بسيارتة متوجها الي البيتوما ان و صل حتي غادر سيارتة و اقفلها بواسطة جهاز التحكم عن بعد.. و فنفس اللحظةكان كمال ربما و صل بسيارتة و غادرها بدوره.. و اتجة نحوة ما زن ليقول: انت تعلم بامرحفلة الغد اليس كذلك؟..


قال كمال بهدوء: بلى..


قال ما زن بحزم: اذا لا تغادرالمنزل و تترك الجميع ينتظرك و يسال عنك كما فعلت قبل ثلاثة اشهر..


قال كمالببرود: لن افعل..


واردف و هو يلتفت الي ما زن: بعدها ان هذة الحفلة مختلفة.. فابنةعمك المصون ستكون موجودة ايضا..


تطلع الية ما زن و قال بتساؤل: ما الذيتعنيه؟..


واصل كمال سيرة و قال بلامبالاة: لا شيء..


ولكن ما زن امسك بذراعهواوقفة قائلا: ما ذا تعنى بقولك ان ابنة عمك ستكون هنا هذة المرة؟.. ما الذياختلف؟..


ابتسم كمال ابتسامة باردة دون ان يعلق فقال ما زن بصرامة: لا تنسي ما قالة لنا و الدي.. لا يريد لاحد ان يعلم عن مقال ملاك.. اتفهم..


ابعد كمال ذراعمازن عنة و قال ببرود شديد: ذلك ليس من شانك ..


قال ما زن بعبنوتة : بل من شانى ..ملاك ابنة عمى .. و انت تعلم عواقب الامر لو و صل ذلك الامر الي اعمامي..


التفتلة كمال و قال: لا تخشي شيئا.. شقيقك ليس حقيرا.. و اكمل كيفية دون ان ينطق بحرفزائد.. فحين زفر ما زن بحدة و قوة.. ان كان يخشي علي امر ملاك ان ينكشف .. فيجب انيخشي من كمال.. فباسلوبة اللامبالى قد يخبر اي من اعمامة عنها لو سالوة عنملاك..


واصل ما زن كيفية الي داخل البيت..وابتسم بسخرية عندما راي مها جالسة فيالردهة تتطلع الي الخاتمين اللذين ترتديهما و تتحدث الي نفسها قائلة: ايهما ارتديهللغد؟.. ذلك ام ذاك؟.. لا اعلم ايهما احلى فكلاهما…


تقدم منها ما زن و قاليقاطعها و هو يجلس علي مقعد مجاور لها: و اخيرا و جدت الدليل الذي يثبتجنونك..


التفتت له مها و لم تهتم بسخريتة التي اعتادتها و قالت و هى ترية الخاتمين: ايهما اجمل؟..


قال ما زن بلا اهتمام: لا اعلم..


قالت مها بملل: لا فوائد ترجىمنك..


ومن بعدها اردفت فسرعة و كانها تذكرت شيئا ما : ما زن .. ما ذلك الذي قلتهلملاك؟..


تطلع اليها بنظرات مستغربة و قال: ما ذا قلت؟..


قالت مها بخبث: لم قلتلها انى انا من طرق باب غرفتها؟..


قال ما زن و هو يلوح بكفه: بحثت عن حجة لابررلها طرقى لباب غرفتها..


قالت مها و هى تتنهد فجاة: ما زن ابتعد عن ملاك..


تطلعلها ما زن بدهشة و عيناة متسعتان و قال: مها هل بعقلك خلل ما ؟..


قالت مها بجدية: ما زن ملاك ليست كاى بنت عرفتها.. انت بنفسك تراها قليلة الخبرة لا علم لهابالحياة..


قال ما زن و دهشتة لم تفارقة بعد: و ما ذا فعلت بها؟..


قالت مها و هيتتمالك اعصابها: اهتمامك فيها الزائد عن الحد جعلها تراك كشخص مختلف..


قال ما زنوهو يسترخى علي المقعد: انا اعاملها كابنة عم لا اكثر..


قالت مها بحدة: و هل تعلمهى معني ان تعاملها كابنة عم.. انها تظن انك مهتم لامرها.. و انا متاكدة مليونبالمائة انها مخطئة و انك من المستحيل ان تفكر فيها..


قال ما زن و هو يدافع عننفسه: انها ابنة عمي..


قالت مها و هى تعاتبه: و لكن لن تنظر اليها فحياتك اينظرة اخرى.. لهذا اقول لك ابتعد عنها.. انها ستقضى اسبوعا و احدا هنا فدعة يمضى علىخير..


(انها ستقضى اسبوعا و احدا هنا فدعة يمضى علي خير).. كالعبارة التيقالها لكمال ذات يوم بعد ان جرح ملاك بكلماتة .. لقد قالها يومها لكمال حتي لايضايق ملاك.. فلم تقولها له مها الان؟..


والتفت لمها ليقول: ارجوك يا مها.. انملاك ابنة عمى و انا اعطف علي حالتها ليس الا..


قالت مها و هى تومئ براسها: اعلمهذا.. و لكن كيف لملاك ان تفهم ذلك الامر.. صدقنى لو احست باى مشاعر تجاهك فستكون فيموقف لا تحسد عليه.. ملاك **** لم تري الحياة بعد.. فارجوك لا تكن اسباب فيالامها..


قال ما زن و هو يتنهد: ساحاول.. اية اوامر اخري انسة مها؟..


ابتسمتمها و قالت: لا ابدا.. بعدها ان ذلك فصالحك انت و ملاك.. فحتي و الدها يرفض صلة القربىالتى تربطنا بملاك.. فكيف لو علم ان الامر ربما بتعدي ذلك..


نهض ما زن من مقعده.. و قال بحدة: اخبرتك اننى ساحاول ..هذا يكفي..


قالها و مضي فكيفية و من بعدها ابتسمبسخرية و هو يتحدث الي نفسه: ( ليت المشكلة تكاد تكون منحصرة علي ملاك فقط يامها..)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اضواء الثريات التي امتلات الردهة فيها و جماعاتالناس ال كبار التي اجتمعت فذلك اليوم.. و الخدم اللذين كانو يوزعون الماكولاتوالمشروبات علي المدعوين.. جميع ذلك جعل ابتسامة رضي ترتسم علي شفتى امجد.. علي انحفلتة تسير علي خير ما يرام..


فى حين كان ما زن و اقفا مع حسام و كمال و عدد منابناء عمة و قال ما زحا: اعلم انكم ربما جئتم اليوم الي الحفل من اجل الطعامفحسب..


قال حسام مبتسما: اظن ان ذلك هو شعورك انت..


قال كمال بابتسامة باردة: صدقت..


تحدث احد ابناء عمة و قال متسائلا: لم نر اختك مها حتي الان.. اينهي؟..


قال ما زن و هو يهز كتفيه: طبعا لا تزال فغرفتها تتزينللحفل..


التفت له حسام و قال: و لم تسال عنها يا (احمد)؟..


اجابة احمد ابن عممازن مبتسما: مجرد سؤال.. بعدها انى اريد رؤيتها لان مر و قت طويل لم ارها فية او اسلمعليها..


تقدمت منة احدي الفتيات و قالت مبتسمة: يالك من كاذب.. طوال طريقنا الىهنا و انت تسال عن مها..


تطلع اليها احمد و قال بحنق: ذلك ليس من شانك ياندى..


تطلعت ندي الي ما زن و قالت له: ارايت كيف يعامل شقبقتة ابن عمكهذا؟..


قال كمال ببرود: لا اظن ما زن اروع منة حالا..


التفت له ما زن و تطلع لهبنظرة غاضبة..ومن جانب احدث كانت مها تتحدث الي ملاك فغرفتها و قالت و هى تتطلع الىنفسها فالمراة: ما رايك بالفستان يا ملاك؟..


تطلعت ملاك اليها و شاهدتها و هيتلتفت لها و تقف فمواجهتها .. كان فستان مها ذا لون يجمع بين الارجوانى و الازرق.. يتلالا باحجار كريمة صغار اعلي الفستان.. لهذا قالت ملاك عنها انها ستبدواكالنجمة..فقد بدت و هى ترتدية و كانها نجمة متلالاة و سط النجوم..ورفعت شعرها المتموجلتترك خصلات منة تسقط علي جبينها ..وابتسمت ملاك لتقول بانبهار: جميل جدا..


قالتمها باستغراب: لم اعنى فستانى بل فستانك..


تطلعت ملاك الي نفسها و التي كانتترتدى فستان ابيض اللون و ذلك ما اثار دهشة ملاك عندما قالت مها ان الفستان يشبهها.. و لكن مها عنت بذلك بياض قلبها الذي يشبة اللون الابيض الصافى و النقي..كانت الورودالصغيرة تتناثر عند الكتف .. لتصنع بما يشبة الخيوط.. و كانت اكمامة شفافة .. فحينابعدت خصلات شعرها الي الخلف بواسطة تاج فضى اللون.. اقترحت مها عليها انتشتريه..وقد بدت كالملاك حقا ففستانها هذا..


وازدردت ملاك لعابها لتتطلع الىنفسها و من بعدها تقول بتوتر: لا اعلم.. هل يبدوا شكلى مناسبا حقا للحفل؟؟..


قالتمها و هى تهبط الي مستواها و تمسك بكفها: بل اكثر من ذلك.. انت رائعة جدا.. و هذاالفستان يزيدك جمالا..


قالت ملاك بابتسامة مرتبكة: حقا؟..


اومات مها براسهاومن بعدها قالت: ما رايك ان نخرج الان للحفل.. الجميع ينتظرنا بالخارج..


قالت ملاكبصوت خافت: اشعر بالارتباك و التوتر.. لاول مرة احضر حفلة ما ..


ربتت مها علي كفهاوقالت: لا تجعلى شيئا يربكك.. الامر عادى جدا.. سنستمتع بالحديث و من بعدها سنتناولالاكل .. و فالنهاية سيغادر الجميع..


ترددت ملاك و ظلت صامتة.. فلمحت مها هذاالتردد عليها و قالت مبتسمة: هل نخرج الان ام تريدين ان تسترخى قليلا؟..


التقطتملاك نفسا عميقا و من بعدها قالت بابتسامة شاحبة: لا داعي.. فلنخرج..


اومات مهابراسها و دفعت مقعد ملاك امامها لتفتح الباب و من بعدها تظهر من الغرفة..لتفاجا ملاكبالاعداد ال كبار من الناس الموجودة فالحفل..وقالت بارتباك: انهم كثر..


مالتنحوها مها و همست فاذنها قائلة: دعك منهم و لنهتم نحن بشؤوننا الخاصة..


توترتملاك و هى تري مها تدفعها بين جماعات الناس ..وكورت قبضتيها لتمنع ارتجافةاناملها..واخيرا قالت متسائلة: هل يعرف عمى جميع هؤلاء الاشخاص؟..


مالت مها نحوهاوقالت: اجل انهم من رجال الاعمال و اقرباءنا موجودون هنا ايضا..


واردفت بصوتخافت: لهذا لا تحاولى الاشارة الي ان و الدى هو عمك.. اتفقنا..


اومات ملاك براسهاولم يفارقها توترها و ارتباكها بعد..ومن بعيد.. كان ما زن يتحدث الي احمد حين فاجاهصوت حسام و هو يقول:واخيرا و صلتا..


التفت ما زن الي حيث يتطلع حسام و قال بسخرية: و اخيرا هبطت الاميرتين من قصرهما العاجي..


وتحرك باتجاهما و قبل ان يصل الي حيثهما ببضع خطوات.. و جد نفسة يقف و يتطلع الي ذلك الملاك الرقيق الذي يجلس امامه.. نظرات الانبهار لم تبارح عينية و هو يتقدم منهما .. و من بعدها اطلق صفيرا عاليا و اعقبهبان قال بانبهار و اعجاب:واخيرا تكرمت احدي الاميرات بزيارة منزلناالمتواضع..


كانت نظراتة مثبتة علي ملاك ففهمت انه يقصدها بكلامه.. فتوردتوجنتاها بحمرة الخجل و هى تطرق براسها.. فاقترب منها و قال مبتسما و هو يتطلع الي مها: ما اسم الاميرة التي تجلس امامى يا ايتها الوصيفة؟..


قالت مها ببرود: لو لم نكنفى حفل لاريتك من هو الخادم هنا..


اقترب حسام من مها فتلك اللحظة و قال مبتسماوفى عينية نظرة اعجاب: هذة انت يا مها.. صدقينى لم اعرفك لولا ان رايت ملاك معك.. تبدين مختلفة كثيرا..


تطلعت الية مها بنظرات خجلة فقال مستطردا و هو يتطلع اليها: تبدين كانك نجمة ذلك الحفل اليوم و …


قاطعة صوت احمد الذي تقدم من مها بدورهوقال بابتسامة و اسعة: تبدين جميلة الجمال ذلك اليوم يا مها..


لم تزد مها علىابتسامة مجاملة و ان تقول: شكرا لك..


والتفت الي حسام التي رات نظرات الضيق فيعينية لمقاطعة احمد له ..وربما كانت نظراتة هذة تحمل معني اخر.. او قد هى منتتخيل هذا و تتمناة فالوقت ذاته..


وفى تلك اللحظة قال ما زن و هو يتحدث الي مها: لم تاخرتما جميع ذلك الوقت يا مها؟..


قالت مها و هى تتطلع الي ملاك: ملاك كانتمتوترة من الاعداد الموجودة فالحفل..


(اسمها ملاك اذا..)


التفت ما زن فحدةوسرعة الي مصدر الصوت.. و عقد حاجبية دون ان يعلق.. فحين ازدردت مها لعابها و قالتبتوتر: عمى فؤاد.. اهلا بك..


ابتسم فؤاد و من بعدها قال و هو يتطلع الي ملاك : من هذهالرائعة التي معك يا مها؟..


قالت مها و هى تتحاشي نظرات عمها: انهاصديقتي..


قال عمها بابتسامة خبث: و حسبما سمعت فان اسمها هو ملاك..


لم تجب مهاوظلت صامتة فحين اجابة ما زن بلا اهتمام: اجل اسمها هو ملاك..


التفت لها فؤادوقال متسائلا: و ما اسم و الدك يا ملاك؟..


فتحت ملاك شفتيها و همت بنطق شيء ما .. و لكن ما زن اسرع يقول: اسمة محمود.. اليس ايضا يا مها؟..


اومات مها براسهاايجابيا بتوتر..وتطلعت الي حسام بقلق الذي ابتسم يطمئنها..فاردف ما زن و هو يبتسمويتطلع الي عمه: فحسبما سمعت منذ فترة ان و الد ملاك يعمل فاحد البنوك التجارية ..


كان ما زن يريد ان يضرب عصفورين بحجر و احد.. فمن جانب ينقذ ملاك من الموقفالتى هى فيه.. و من جانب احدث يبعد انظار اعمامة عنها عندما يعلمون ان و الدها ليسشقيقهم خالد الذي هو ما لك احد الشركات بقولة ان و الدها يعمل فاحدالبنوك..


فقال عمة و هو يضع كفة اسفل ذقنه: هكذا..


ومن بعدها التفت عنهم و قالمبتسما و هو يلمح كمال: عن اذنكم اذا..


كان ما زن يتابعة بنظراتة و لكنة لم يدرك انعمة يتوجة الي حيث كمال فالتفت عنة و قال متحدثا الي حسام: اتشعر بالجوع؟..


قالحسام بهدوء: بلى..


– اذا تعال معى ..


غادر حسام مكانة بعد ان القي نظرة اخيرةعلي مها و احمد ..فى حين لم تجد ملاك ما تفعلة سوي التطلع لما حولها.. و سقطت عيناهابغتة علي كمال.. و شاهدتة فتلك اللحظة يبتسم و هو يتطلع باتجاهها و فعينية بريقاعجاب.. و استغربت ملاك نظراته.. لاول مرة تختلف نظراتة من البرود الىالاعجاب..خصوصا ان كانت هى المعنية بتلك النظرات .. و لكن كمال التفت عنها بغتةعندما شعر باحد يقترب منة و قال بهدوء: اهلا بك يا عمي..


تطلع له فؤاد و قال و هويضع يدة علي كتفه: كمال انت مختلف عن اخوتك و لهذا فقد جئت لاسالك انتبالذات..


التفت له كمال و قال متسائلا: عن ما ذا؟..


قال فؤاد و هو يضغط علي حروفكلمته: ملاك..


– ما ذا بها؟..


قال عمة و هو يضيق عينيه: من تكون؟..


التفتكمال الي ملاك و ربما كانت لا تزال تنظر الية و دهشتها لم تفارقها بعد..راىفى نظراتهاالبراءة..راي فملامحها الطفولة.. و جميع ذلك جعلة يشفق علي حالها و يلتفت الي عمهليقول: انها صديقة مها..


قال عمة بضيق و كان جواب كمال لم يعجبه: حتىانت..


قالكمال و هو يهز كتفية و كانة لم يفهم ما يعنية عمه: ما ذا تعني؟..


قال عمة بحدة: لاشيء.. اخبرنى ما اسم و الدها؟..


– لست ادري..


احس فؤاد بالغيظ من اسلوب كمالاللامبالي.. فقال و هو يبتعد عنه: فليكن..


وغادر مكانة ليتوجة الي حيث مجموعة منالرجال و قال و هو يضع يدة علي كتف احدهم: اريد ان اتحدث معك قليلا يا عادل..


قالعادل و هو يعتذر من الرجال اللذين كان يتحدث معهم: عن اذنكم..


والتفت عنهم ليقوللفؤاد: ما ذا حدث؟..


قال فؤاد و هو يتطلع بطرف عينة الي ملاك: ملاك هنا..


قالعادل بحيرة: من هى ملاك؟..


قال فؤاد بعصبية: ابنة شقيقك خالد .. ملاك.. انهاهنا..


قال عادل بدهشة: حقا.. و اين هي؟..


قال فؤاد و هو يزفر بحدة و قوة: لستاعلم بعد ان كانت هى ام لا.. و لكن اشك بانها هى بنسبة سبعون فالمائة..


قالعادل فسرعة: حسنا و اين هى تلك التي تشك فكونها ابنة خالد؟..


اشار فؤاد اليهابطرف اصبعة و قال: تلك التي تجلس هناك..


واردف فؤاد قائلا: اولا هى فسن ملاكتقريبا و ثانيا هى عاجزة كما ترى.. كما و ان اسمها هو ملاك..


قال عادل بدهشة و هويلتفت لشقيقه: تلك هى ملاك؟ .. لقدتغيرت كثيرا.. باتت بنت فكامل انوثتهاورقتها..


واردف قائلا و هو يعقد حاجبيه: و لكن كيف لنا ان نتاكد ان كانت هى ملاكنفسها ام لا؟..


– لقد سالت ابناء امجد و جميعهم يرفضون البوح بالحقيقة.. لهذالابد ان اجد و سيلة لمعرفة الحقيقة..


قال عادل متسائلا: و ما هى هذهالوسيلة؟..


قال فؤاد بمكر: ان اقرب الطرق لمعرفة اسرار اي منزل.. سؤال من يعملونفيه..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ضحكت مها و قالت و هى تلتفت الي احمد: احقا سكبتالعصير علي فستان ندي فالحفلة الماضية؟..


قال احمد و هو يضحك بمرح: لقد كانتتستحق ذلك..


قالت ندي بحنق: لقد احرجنى يومها كثيرا و غادرت الحفلة بفستانمتسخ..


اقترب منهم فتلك اللحظة ما زن و حسام و قال الاول: اضحكونا معكم..


كادتمها ان تهم بقول شيء ما .. و لكنها اثرت الصمت و هى تري حسام يقترب منهم و لم تدلملامحة علي اي شيء مما فاعماقه..وقال ما زن فتلك اللحظة و هو يلتفت الي ملاك: اتريدين ان تتناولى شيئا ما يا ملاك؟..


قالت ملاك و هى تهز راسها نفيا: لا شكرالك..


همس ما زن باسمها و هو يتطلع اليها: ملاك..


رفعت عينيها الية و قالتبارتباك و هى تري عينية اللتان تطلعان اليها: ما ذا هناك؟..


قال مبتسما : تبدينجميلة ذلك اليوم..


رفعت ملاك حاجبيها بدهشة من ذلك التصريح المفاجئ منة و امام الجميع..ومن بعدها لم تلبث ان خفضت عيناها بخجل و ازدردت لعابها بارتباك.. فحين تطلعتمها الي ما زن بنظرة حانقة و كانها تذكرة بما دار بينهم من حديث بالامس.. و لكنة لميابة بكل ذلك و هو يتطلع الي ملاك..فى حين قال حسام مبتسما: ما اخبارك يا احمد.. و انت ايضا يا ندى؟..


قال احمد و هو يهز كتفيه: لا شيء مهم.. الدراسةوالنادي..


اما ندي فقد قالت: لا تهمنى الدراسة.. ما يهمنى هو حضور كهذهالحفلات..


قال ما زن و هو يلتفت الي ندى: لا تنسى يا ندي حضور سباق الخيل بالنادي..


قالت ندي بدلال: و كيف لى ان انسي حضور سباق سيشارك فية ابن عمى العزيزمازن..


قالت مها مبتسمة: و لم ما زن بالذات؟.. حتي كمال سيشارك فية ..


لم تابهملاك بما قيل.. جميع ما كان يهمها فتلك اللحظة.. هو حديث ما زن الي ندى.. و رد ندىعليه.. يبدوا مهتما بحضور ندي السباق؟.. و لم لا انها ابنة عمه؟..ولكننى انا ايضاابنة عمه.. لم لم يسالنى انا كذلك عن رغبتى فالحضور لمشاهدة السباق؟.. قد لانهيعلم بامر حضورى الي النادى يومها.. ربما..


وقالت ملاك بغتة عندما لاحظت و قوفكمال و حيدا: لماذا يقف كمال و حيدا؟..


التفت ما زن الي كمال و من بعدها قال و هو يهزكتفيه: دائما هو هكذا..


قالت ملاك و هى تلتفت الي مها: نادية لياتى و يتحدثمعنا..


قالت مها مبتسمة: لن يقبل..


لم تضف ملاك بقول اي شيء.. فحين همساحمد لمازن قائلا: تبدوا رائعة ملاك هذه.. و ان كان ما يفسد جمالها هو عجزهاهذا..


التفت له ما زن و قال بهمس : ليس ذنبها ان كانت عاجزة ..فهذا هو قضاء اللهوقدره..


قال له احمد بهدوء: اعلم و لكنى اقول رايى فقط..


– احتفظ بة لنفسك..


وعاد ليلتفت الي ملاك و يتطلع اليها.. و فعقلة عادت تلك الكلمات لتدور فراسه..


((انة يرفض اللعب معي))


((دعك منه))


((العب انت معى اذا))


((لا باس))


وعاد هذا السؤال يتردد


فعقلة و هو يدس اصابعة بين خصلات شعرة : (هل انت يا ملاك من جمعتنى فيها هذة الذكريات؟ ..هل انت هي؟ ..)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء التاسع
“.. تاخر ..”


صوت طرقات علي الباب جعلها تفيق من نومها علي الرغم من انها لم تنم الافى و قت متاخر من الليل بسبب تلك الحفلة.. و احست بالصداع يغزو راسها لكنها لم تهتم كثيرا و اولت اهتمامها لمن يطرق الباب و قالت بصوت حاولت ان تجعلة عاليا قدر الامكان: من؟..


جاءها صوت مها و هى تقول: هل يمكننى الدخول يا ملاك؟..


اسرعت ملاك تعتدل فجلستها و تقول فسرعة: بالتاكيد..


فتحت مها الباب و قالت بابتسامة باهتة: معذرة اعلم انى مزعجة و ربما ايقظتك فو قت مبكر.. و لكن هنالك امر يخصك يتوجب على اناخبرك اياه..


قالت ملاك بدهشة: قبل ان تخبرينى ما هو.. اخبرينى ما الذي ايقظك فيهذا الوقت المبكر ؟..


هزت مها كتفيها و قالت: لقد اعتدت ذلك حتي لو نمت فو قتمتاخر الليلة الماضية..


واستطردت و هى تتقدم منها و تجلس علي طرف الفراش: فالحقيقة يا ملاك.. لقد اتصل و الدك قبل ساعة..


قالت ملاك فلهفة: حقا؟..وماذاقال؟.. هل هو بخير؟.. و ما هى احواله؟..الم يقل متي سيعود؟.. اخبرينيارجوك..


ازدردت مها لعابها و من بعدها قالت: انه بخير.. و لكنة قال انه لن يعود نهايةهذا الاسبوع..


رددت ملاك بذهول: ما ذا لن يعود؟..


اومات مها براسها فتوتر.. فقالت ملاك و هى تشعر بغصة مرارة فحلقها: و لكن لماذا؟.. لقد و عدنى ان يعود فاسرعوقت ممكن..


قالت مها بهدوء و هى تمسك بكفها: لقد اضطر الي ذلك.. و الا لما تركك و قت اطول هنا.. تعلمين كم يخشي عليك ..لقد قال لى انه لم ينهى اعمالة و انه استجد ما يلزمة البقاء خارج البلاد..وربما يعود بعد اربعة ايام..


اشاحت ملاك و جهها عن مها و قالت و هى تحاول ان تمنع الدموع من ان تسيل علي و جنتيها: الم يطلب الحديث الي؟..


اومات مها براسها و قالت: بلي فعل.. و اكثر من مرة.. و لكنى اخبرتة انك نائمة بعد حفلة الامس..


قالت ملاك و هى تزدرد لعابها لعلها تسيطر علي دموعها: اذا فسابقي هنا مدة اطول..


قالت مها و هى تميل نحوها: ايزعجك هذا؟.. اهنالك من يضايقك هنا؟..


اسرعت ملاك تقول: لا ابدا.. و لكنى اشتقت الي ابى كثيرا و اريد رؤيتة و الاطمئنان عليه..


قالت مها و هى تربت علي كتفها: سيعود اليك و هو علي ما يرام باذن ****..ولكن لا تخشى شيئا.. و حاولى ان تصبرى علي ابتعادة حتي يعود..


قالت ملاكوهى تتنهد: انها المرة الاولي التي يغيب عنى جميع ذلك الوقت.. ابى هو جميع حياتى يامها.. لم اعرف فحياتى سواه.. و منذ ان فتحت عيناى علي العالم و انا ارة امامى .. هومن كان بجانبى فكل خطوة اخطوها.. الكل رحل و تركنى فيما عداة هو.. لم يابة احد بيغير ابى الذي هو عالمى كله..


شعرت مها بالحزن العميق الذي تحملة ملاك بين طياتقلبها و مشاعرها .. و هى تسمع جميع كلمة تنطقها هذة الاخيرة .. و كان المرارة تقطر منحروف كلماتها.. و حاولت مها التخفيف عنها فقالت بابتسامة باهتة: و من قال لك اننا لوعلمنا ان لدينا ابنة عم رائعة مثلك لتركناها.. كنت ستريننا جميع يوم عندما ناتيلزيارتك حتي تملى من رؤية و جوهنا..


قالت ملاك و هى تلتفت لها: ليت ذلك ممكن.. ليتكم تاتون بالفعل معي.. لقد مللت الوحدة.. اتمني ان اعيش كبقية البشر .. لدياقارب و اخوة.. و لست و حيدة و سط بيت =اكاد اكون احد اثاثه..


قالت مها فسرعة و هيتمسك بكفها: لا تقولى ذلك.. نحن سنكون علي اتصال دائم.. سامنحك رقم هاتف منزلناورقم هاتفى المحمول ان اردت.. اتصلى بنا علي الدوام.. و سنتصل بك نحن ايضا.. فمنلدية بنة عم مثلك.. كيف يستطيع التفريط فيها؟..


تطلعت لها ملاك و فعينيها بدىالتاثر لما قالتة مها.. فقالت مها بابتسامة: ما بالك؟..


قالت ملاك بصوت اقربللهمس: اشكرك..


– علي ما ذا؟..لم افعل شي…


قاطعتها ملاك قائلة و هى تضعكفها علي شفتى مها: بل فعلت العديد لاجلى .. لو تعلمين كم انا ممتنة لك..


واردفت بصوت اقرب الي البكاء و هى تسقط بين ذراعى مها: يا اختى العزيزة..


تطلعت لها مهابدهشة لوهلة و هى تراها تبكى بين ذراعيها علي ذلك النحو..ومن بعدها لم تلبث ان ابتسمتبحنان و لم تجد ما يمنعها من احاطتها بذراعيهابدورها…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اسرع ما زن يهبط علي درجات السلم و هو يطلق صفيرامن بين شفتية كعادته.. و سار فالردهة بخطوات هادئة.. و لكنة بغتة التفت الي غرفةملاك.. و عقد حاجبية بعد ان خطر علي ذهنة امر حيرة طويلا و اراد السؤال عنه..وتوجهالي مكتب و الدة و طرق الباب عدة مرات.. و عندما سمع صوت و الدة يدعوة للدخول.. دخل الىالغرفة و اغلق الباب خلفه.. و من بعدها تقدم من و الدة ليقول بابتسامة: كيف حالك ياوالدي؟..


رفع امجد راسة ال ما زن و من بعدها قال و هو يعيد انظارة للملف الذي بينيديه: اخبرنى ما ذا تريد بسرعة..


اتسعت ابتسامة ما زن و قال و هو يحتل احد المقاعدالمجاورة لمكتب و الده: اذا فقد علمت انى جئت اليك لسبب ما ..


قال امجدبلامبالاة: لا اخالكم تاتون لالقاء التحية على قبل مغادرتكم للمنزل.. لابد و ان يكونهنالك سببا ما ..


اسرع ما زن يقول: هذا لانك فاغلب الاوقات تغادر قبلنا ياوالدي.. لهذا لا نعلم ان كنت بالمنزل و قتها ام لا..


قال امجد بسخرية و هو يرفعراسة له: و ربما علمت الان عندما احتجت الي شيء ما ..


واردف بنفاذ صبر: اخبرنيمالديك بسرعة.. فلدى عمل..


صمت ما زن للحظات و من بعدها قال: اردت ان اسالك عن ابنةعمي..


عقد و الدة حاجبية و من بعدها قال: اتعنى ابنة عمك ملاك؟..


اوما ما زن براسهايجابيا.. فقال و الدة بحدة: و اليس لديك شخص احدث لتسال عنة ؟.. فكل مرة تاتى اليلتسالنى عن هذة الفتاة ..


– و لم انت متضايق يا و الدي؟.. انها ابنة اخيك..


لوحامجد بكفة و قال: اعلم.. و الان تحدث فالامر مباشرة او اخرج من المكتب..


تساءلمازن فجاة: هل ستظل عاجزة الي الابد؟..


تطلع له و الدة بغير فهم و من بعدها قال: ما الذي تعنيه؟..


قال ما زن و هو يزفر بحدة: كلامى لا يحمل سوي معني و احد يا و الدي.. ملاك ستظل حبيسة مقعدها الي الابد؟..


صمت امجد قليلا و من بعدها قال: و الدها هوالمسئول عن ذلك الامر و ليس نحن..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: اعلم.. و بكل تاكيدفوالدها مستعد لان يدفع لها جميع ما يملك من ما ل لكى تشفي من عجزها هذا.. اليسكذلك؟..


قال امجد بلامبالاة: ربما..


اردف ما زن و كانة لم يسمع و الده: و بما انملاك لازالت عاجزة .. فهذا يعنى انه لم يجد و سيلة حتي تشفي من عجزها ذلك حتىالان..


قال و الدة باهتمام هذة المرة: معك حق..


قال ما زن متسائلا: ما اريدمعرفتة يا و الدي.. هو متي هى احدث مرة اخذها و الدها من اجل ان يجد علاجا لحالتهاهذه؟..


– ذلك السؤال ستجيبك عنة ملاك و حدها..ولكن لماذا تسال سؤالاكهذا؟..


ابتسم ما زن و قال: الم تعرف بعد لماذا يا و الدي؟.. ان العلم يتقدمباستمرار و من يدري.. قد و جدت املا يقود ملاك الي الشفاء..


واردف و هو ينهض منمقعدة قائلا: ساذهب لرؤيتها و التحدث اليها بهذا الخصوص..


ومن جانب احدث كانت مهاتقول لملاك فتلك اللحظة: اعرف انك تحبين التجوال فحديقة منزلنا.. ما رايك لوتستبدلين ملابسك و نخرج اليها؟..


هزت ملاك راسها نفيا.. فقالت مها مبتسمة: و لمهذا العناد؟.. فلتغيرى من نفسيتك قليلا حتي تشعرى بالراحة و ال…


بترت مهاعبارتها عندما سمعت طرقا علي الباب.. و التفتت الي الباب لتقول بملل: من؟..


جاءهاصوت ما زن و هو يقول: انا.. هل استطيع الدخول؟..


اسرعت مها تنهض من مكانها و تقولفى سرعة و هى تتوجة نحو الباب: لقد فقد شقيقى عقلة و لا شك.. يريد دخول غرفة نوم ابنةعمة هكذا..


ابتسم ملاك بحرج.. فحين فتحت مها الباب و قالت و هى تطل براسها منخلفه: ما ذا تريد؟..


قال و هو يبتسم و يصطنع الدهشة: من مها؟.. انت هنا؟..


رددتبملل: ما ذا تريد؟..


قال و هو يشير الي الداخل: اريد ان اتحدث مع ملاك..


قالتمها فحنق: عندما تظهر من غرفتها .. يمكنك الحديث اليها.. بعدها انها الان ليست فيمزاج رائق يسمح لها بالحديث معك..عن اذنك..


قالتها و اغلقت الباب بقوة.. فقالمازن بحنق و هو يبتعد عن الغرفة: ستندمين يا مها.. لا احد يتحدث الي ما زن امجدهكذا.. ستندمين علي فعلتك هذه..


وتوجة ليغادر البيت..وقد غاب عن ذهنة اسباب قدومهالي غرفة ملاك و ما كان يريد ان يحادثها بشانه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(اذا .. فحتي الخدم لم يعطوك اجابة مقنعة او و اضحة)


قالها عادل و هو يجلس علي احد المقاعدفى مكتب فؤاد بمنزله.. فقال ذلك الاخير بضيق: بصراحة لم اتوقع ابدا ان لا يمنحنى منيعملون فمنزل امجد اجابات شافية عن اسالتي.. علي الرغم من انى عرضت عليهم مبلغوصل الي الف قطعة نقدية ..


قال عادل بشك: قد لم تكن هى فعلا..


قال فؤادبحدة: بل هى ملاك.. انا و اثق.. انت رايتها بنفسك.. انها تشبة و الدتها كثيرا..ولهانفس عينين خالد..


اوما عادل براسة و من بعدها قال: انا معك فانها تشبة و الدتها.. و لكن اين هو الدليل علي انها ملاك ابنة خالد فعلا؟..


قال فؤاد بعصبية: انا و اثقانة امجد و لاشك.. تدارك الامر بسرعة.. و حرص علي الخدم ان لا يبوحوا بالامر ابدا.. و طبعا منحهم مبالغ كبار حتي يحفظوا السر..


قال عادل بغير اقتناع: اتظنذلك؟.. اننا نحن من نملك شركاتة تقريبا و لو فعل اي شيءضدنا فهو يعلم جيدا انناسنهددة بسحب راس ما لنا من شركاته..


قال فؤاد و هو يلوح بكفة بعصبية: لست اعلم.. لست اعلم .. جميع ما اعرفة ان هذة الفتاة هى ملاك.. و علينا ان نتاكد من هذا ان عاجلااو اجلا..


سالة عادل قائلا: و لو تاكدت انها ملاك فعلا.. ما الذي ستفعلهحينها؟..


ابتسم فؤاد بدهاء و من بعدها قال: حينها سيكون خالد فقبضتنا هو و اموالهوشركاتة و ابنته…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اجتمعت العائلة حول المائدة كالعادةعند و قت الغداء ..وكانت ملاك تتناول طعامها و قتها كما اعتادت ان تتناولة و هى فيايامها الاولي فمنزل عمها.. بشرود و دون ان تشعر للطعام اي مذاق او طعم.. كيف لاوهى تجد و الدها سيتاخر عن الحضور لاكثر من اسبوع و هى التي لم تعتد علي غيابة لاكثرمن ثلاثة ايام فحسب..


ولاحظ امجد شرودها و عدم رغبتها فتناول اي شيء من طبقها.. فسالها قائلا: ما ذا بك يا ملاك؟..


التفتت له ملاك و قالت و كانها للتو ربما تنبهتلوجودها بينهم: ما ذا قلت يا عمي؟..


قال امجد بهدوء: قلت ما ذا بك؟.. و ما الذييجعلك شاردة جميع ذلك الوقت؟..


قال ما زن بسخرية فتلك اللحظة: طبعا تفكر فيمن اهداها تلك القلادة..


لم يعلم ما زن ان عبارتة صحيحة تماما.. هذا لانة لا يعلممن اهداها تلك القلادة اصلا.. فحين قالت مها و هى تلتفت الي و الدها: لقد اتصل عميخالد اليوم يا ابي..


التفت لها امجد و ما زن فاهتمام فحين اكتفي كمال بارهافالسمع.. فاردفت مهاقائلة: و لقد قال انه قد سيتاخر لاربعة ايام اخرى..


قال ما زنبابتسامة: حقا؟.. ذلك امر يدعو للسروربكل تاكيد.. ما دامت ملاك ستبقي هنا و قتاطول..


تطلعت له ملاك بضيق.. ايظن انها راغبة فالبقاء هنا لوقت اطول بعيدة عنوالدها.. لا ابدا.. انها تريد ان يعود و الدها فاسرع و قت.. حتي ان كان ذلك اسباب فيوحدتها.. المهم ان تراة يوميا و تتحدث اليه.. و تتطمان الي انه معها فنفس البلاد .. نتظرة بفارغ الصبر فنهاية جميع يوم حتي يمنحها و لو القليل من حنانة و كلماتهالدافئة…


وقال امجد باهتمام: و لم لم تخبرينى انه اتصل قبل الان؟..


قالت مهاوهى تلتفت الي ملاك: لقد اخبرت ملاك اولا لانى علمت ان الامر يهمها اكثر من اي شخصاخر..


قال ما زن و هو يحاول ان يضفى بعض المرح: و ان كانت تريد الحديث اليه.. فانامستعد لامنحها هاتفى لتتصل به.. بشرط ان لا تسكب دموعا..


التفتت له ملاك و رمقتهبنظرة تجمع ما بين الضيق و الحزن.. و احس ما زن بالدهشة من نظرتها هذة .. فحينالتفتت عنهم ملاك لتقول : لقد شبعت..


واستدارت بمقعدها عن المكان..لتتحرك بينارجاء الردهة مبتعدة عن طاولة الطعام.. و بينما هى تفعل لم تنتبة لعجلة مقعدها التياصطدمت بغتة برجل الطاولة الصغيرة الموجود بالردهة.. و شهقت ملاك بقوة و هى تري نفسهاتسقط من علي مقعدها اثر الاصطدام ..وشعرت بالام مبرحة بظهرها و وجدت نفسها تطلق اناتالم دون ان تصرخ طالبة المساعدة..حاولت رفع نفسها مرارا و تكرار دونما فوائد بواسطةذراعيها.. و هى تشعر بالام ظهرها المبرحة و برجليها العاجزتين تماما.. و ضربت بقبضتهاالارض بقوة و هى تهتف فصوت حمل فطياتة العديد من الالم و المرارة: تبا.. تبا.. اريد النهوض.. لا اريد مساعدة من احد.. اريد ان انهض و حدي..


رات دموع عينيهاتتساقط علي كفيها دون ان تشعر بها.. لم تابة بكل ذلك و هى تري نفسها عاجزة.. لاولمرة تشعر بالم كونها عاجزة و هى تري نفسها ملقاة علي الارض دون ان تكون قادرة علىمساعدة نفسها…


وعلي طاولة الطعام.. عقد ما زن حاجبية و قال و هو يرهف سمعه: اتسمعون .. انه صوت ملاك؟..


ارهفت مها سمعها بدورها و من بعدها قالت: اظن انها هيحقا..


اسرع ما زن ينهض من مكانة و قال فسرعة: ساري ما بها..


لحقت بة مهاوقالت فسرعة : ساتى معك..


لم يهتم ما زن بما قالتة .. فقد تحرك بخطوات سريعةبين ارجاء الردهة.. و اخيرا شاهدها.. كانت تبكى بمرارة و هى غير قادرة علي رفع جسدهاعن الارض..فقال و هو يرفع حاجبية باشفاق: ملاك…


واندفع نحوها فسرعة و ما لنحوها قائلا: هل انت بخير؟.. هل اصابك مكروه؟..


التفتت له لتتطلع الية بعينينمغرورقتين بالدموع.. فامسك ما زن بذراعها و قال : دعينى اساعدك..


جذبت ذراعها بقوةمن كفه..وقالت بصوت خافت: لا اريد..


اقتربت منهما مها فتلك اللحظة و قالت بخوفوقلق: ملاك.. ما الذي جعلك تسقطين من مقعدك؟.. هل اصابك شيء؟..هل انتبخير؟..


قالت ملاك و هى تمسح دموعها فسرعة: انا بخير..


قال ما زن بهدوء: اذادعينى اساعدك.. لن تستطيعى الجلوس علي مقعدك لوحدك..


اسرعت مها تقول مؤيدة و هيتهبط الي مستواها: اجل دعية يساعدك يا ملاك..


التفتت ملاك فتلك اللحظة الىمازن و شاهدتة لا يزال يمسك بذراعها و هو ينتظر منها ردا يسمح له بمساعدتها.. فالتفتتعنة ملاك و قالت بصوت اقرب للهمس: افعلوا ما تريدون..


اسرع ما زن يحمل جسدهاالصغير بذراعية ليجلسها علي المقعد .. اما ملاك فقد اغمضت عينيها عندما شعرت بان كلخلية من جسدها ترتجف لقرب ما زن منها.. شعرت بانفاسة تكاد تلفح و جهها.. و بقربة يكاديعصف بمشاعرها و كيانها.. اخذ قلبها يخفق بقوة .. و عرفت حينها ان مشاعرها لم تعدتحمل سوي معني و احد من قرب ما زن لها.. انها ليست معجبة بة او تميل الية فحسب.. انهاتحبه.. تحب!!.. تحب ما زن.. بهذ السرعة؟.. هل حقا عرف قلبها طريق الحب؟.. و لكن ما ذاعن ما زن؟..ما هو شعورة تجاهها؟ .. لا تعلم..المهم الان انها بقربة و ذلك ما يهمها فيهذة اللحظات و لا شيء اخر..


وقال ما زن فتلك اللحظة و هو يميل نحوها: و اخيراانتصرت علي عنادك.. و جعلتك تقبلين بفعل شيء بالرغم منك..


تطلعت مها الي ما زنبحنق.. و قالت بضيق: ما زن ذلك ليس و قت كهذا الكلام..


والتفتت الي ملاك لتقول: اتشعرين باى الم يا ملاك؟.. اتودين ان ناخذك الي المستشفى؟..


قالت ملاك بصوتخافت : لا.. اشكركم علي مساعدتكم.. انا بخير الان..


قال ما زن متسائلا: ساسالكسؤالا يا ملاك؟..


خفق قلبها و التفتت له لتقول: تفضل..


قال و هو يتطلع لها: لماذا لم تناد احدا ليساعدك و فضلت لابقاء كذا طوال تلك ال…؟اسرعت مهاتقاطعة باستنكار: ما زن.. ما ذا تقول؟..


ولكن ملاك اجابت بهدوء: لا اريد ان اشعراحد بعجزى و ضعفى هذا.. اريد ان اكون كاى بنت اخرى.. افعل جميع ما يخصنى لوحدي.. هلفهمت الان لماذا؟..


قال ما زن و هو يتطلع اليها: ان اردت الصراحة فلم افهم.. فهاهيذى مها امامي.. لا تزال تطلب مساعدتنا فاتفة الامور ..


قالت مها بحنق و هيتضربة علي كتفة بضيق: هل لك ان تصمت قليلا؟..


امسك بمعصمها و قال بسخرية: جربيفقط ان تحاولى ضربى مرة اخرى..و ستجدين يدك الرائعة هذة محطمة..


قالت مها و هيتجذب معصمها من كفه: يالك من سخيف.. ذلك عوضا من ان تدافع عنى و تساعدني..


التفتمازن الي ملاك و غمز بعينة قائلا بمرح: الم اخبرك؟.. ها هى ذى تطلب المساعدةامامك..


ابتسمت ملاك بشحوب و من بعدها قالت بصوت خافت: قد اكون ربما بالغت قليلا فيعدم حاجتى الي احد..


– بل بكل تاكيد.. اسمعى يا ملاك.. اي شيء ستحتاجينة .. فمازن سيصبح موجودا دائما..ثقى بهذا..


ابتسمت ملاك بخجل .. و ازدردت لعابها لتخفيارتباكها.. فقال ما زن و هو يهم بالابتعاد: و الان ساعود لاكمل تناول اكل الغداء.. و ارجو ان تاتى انت كذلك يا ملاك.. فطبقك لا يزال ممتلا..


تطلعت له ملاك و هويبتعد عنها.. احقا لاحظ الطبق الذي كنت اتناول منه؟..شعرت بان ما زن يهتم فيها بالفعل ..ويهتم لامرها بشكل خاص.. قد هو معجب بها.. قد يحمل لها بعض المشاعر.. ربماوربما… دون ان تجد اي دلائل تاكد او تنفى ما تظنه.. تريد ان يصبح ظنها و احساسهاصحيح بان ما زن يهتم فيها فعلا و ليست تتخيل ذلك الاهتمام.. .


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛رنين مستمر جعل حسام يلتقط هاتفة و يجيبة بعد ان راىالرقم علي شاشته: اهلا مها..


قالت مها بهدوء: اهلا حسام.. كيف حالك؟..


قالمبتسما: بخير..ماذا عنك انت؟..


– علي ما يرام.. المهم انى اردت اناشكرك..


قال بحيرة: و علام تشكريني؟..


قالت و هى تبتسم بامتنان: لقد كنت محلثقة بالفعل عندما اخفيت الامر عن اعمامى هذا اليوم..


قال حسام و هو يهز كتفيهوعلي شفتية ابتسامة: انا لم اخف شيئا عن احد.. لقد اكتفيت بعدم التعليق و حسب..


– و لكن حقا اسعدنى انك اخفيت الامر عن الجميع..


قال حسام و هو يتحرك فارجاءغرفته: لقد فعلت هذا لانى و عدتك و لانى لا اكون سببا فما ربما يصيب ملاك..


– ما ذاتعني؟..


– بكل بساطة.. اعمامها ربما يكونوا سببا فحزنها و المها و لا اريد ان اكونسببا فحزنها ذاك..


قالت مها بشك: لم انت مهتم بملاك؟..


قال حسام بهدوء: الاشفاق ليس الا.. خصوصا و انا اراها بالامس فعمر الزهور.. لا تكاد تشعر بنعمةالسير علي قدمين..


وسالها بغتة: ما اخبار احمد؟..


قالت بدهشة: من الذي تحدثعن احمد الان؟..


قال بابتسامة سخرية: لقد كان مهتم بك بالامس .. فقلت انك ربماتعرفين اخباره..


قالت و هى تصطنع الجدية.. قد لاثارة غيرته: اظن انه مهتم بيبالفعل..لقد لاحظت ذلك بالامس.. ما رايك انت بالامر؟ ..


قال حسام ببرود: و ما شانى به؟.. فليهتم بك.. ذلك شانه.. و لكن اخبرك منذ الان بانة شاب عابث.. ليس لهمستقبل علي الاطلاق..


قالت مها مبتسمة و ربما شعرت من تغير نبرة صوتة انه ربماضايقة حديثها عن احمد: ربما.. و لكنة ابن عمي.. و والدة لدية ثروة كبيرة.. لهذا اظنان مستقبلة مضمون..


قال حسام ببرود اكبر: انها حياتك الخاصة.. فان كنت ترين هذافهذا شانك.. اما نظرتى انا فمختلفة عنك تماما تجاة احمد هذا..


– و لم تضايقتهكذا..


قال بهدوء: لو كنت ربما تضايقت.. فلاجلك.. لا اريد ان يشغل تفكيرك شاب عابثمثل احمد..


تنهدت مها و قالت متحدثة الي نفسها: (لو تعلم يا حسام انه لا يشغلذهنى سواك..)


وقالت متحدثة الي حسام: لا تقلق على انه لا يشغل باليابدا..


ابتسم و قال: ذلك جيد.. فكرى بدراستك الان.. و ابعدى هذة الافكار عنراسك..


قالت مها بخيبة امل و هى تظن انه سيهتم و يسال عمن يشغل تفكيرها: سافعلبالتاكيد..


– اعتذر الان يا مها.. فانا مضطر لانهى المكالمة لانى ساغادر بعدقليل..


– لا باس الي اللقاء..


انهت المكالمة و من بعدها تطلعت الي هاتفها بياس.. احقا لا يشعر بمشاعرها و عواطفها تجاهه.. احقا مشاعرها ليست و اضحة علي مراىعينيه.. ليتة يفهم.. ليتة يسالنى مرة و احدة عن اسباب اتصالاتى المتكررة له.. او علي الاقليسال نفسة عن اسباب لجوئى له اولا كلما احتجت للحديث الي شخص ما ..تري يا حسام.. هلتبادلنى مشاعرى هذه.. ام انى احلامى اكبر مما اظن و …


قطع افكارها صوت طرقاتعلي باب غرفتها فالتفتت الية و قالت بهدوء: ادخل..


فتح الباب لياتيها صوت كمالوهو يقول: ما الذي تفعلينه؟..


عقدت حاجبيها باستغراب.. فالمرات التي ياتى فيهاكمال الي غرفتها تكون نادرة .. الا اذا كان فالامر سببا مهما .. و اجابتة و هى تهزكتفيها: لا شيء مهم.. اخبرنى انت… ما الذي…


قاطعها كمال و هو يحتل المقعدالمجاور لطاولة الدراسة: بل اخبرينى انت.. هل صحيح ما قلتية اليوم علىالغداء؟..


قالت بحيرة: ما الذي قلته؟..


-بشان ملاك..


قالت مها مستغربة: ما ذا تعنى بالضبط؟..


قال كمال بملل: ما ذا بك يا مها؟.. انسيت بهذة السرعة؟.. المتقولى بنفسك بان ملاك لن تذهب غدا و ستبقي اربعة ايام اخرى؟ ..


قالت مها بحيرة: بلي قلتهذا..


– حسنا اذا انا جئت الي هنا لاتاكد ان كان ما قلتة صحيح املا..


قالت مها و هى ترفع حاجبيها: بالطبع صحيح.. اتظن انى كنت اكذبمثلا؟..


قال و هو ينهض من علي مقعده: انتهي النقاش اذا..


قالت مها فسرعة: لحظة.. ما ذا تعنى بقدومك هنا لتتاكد من امر بقاءها من عدمه؟.. هل تضايقت لانهاستبقى..


قال كمال فضيق: كفاك حماقات انت و ما زن..


قالت مها فحدة و هى تراهيبتعد باتجاة الباب: توقف..اخبرنى لم سالت عن ملاك؟..


القي عليها نظرة باردة و منثم توجة الي الباب ليخرج مغادرا غرفتها .. فحين تنهدت مها بحدة .. و هى تفكر فيمايمكن ان يشغل ذهن كمال و يجعلة يسال عن ملاك….


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛وضعت ملاككفها اسفل و جنتها و هى تجلس فغرفتها بشرود .. اغمضت عينيها لتتذكر ما الذي حدث لهااليوم .. لا زال جسدها كلة يرتجف حتي الان و هى تتذكر ما زن..تذكرت نظراته.. كلماته.. و قربة الذي ارجف جسدها .. و دون ان تشعر عاد ذهنها الي الوراء.. قبل اثنتى عشرةسنة…


ابتسم هذا الرجل و هو يدفع المقعد المتحرك امامة و قال بحنان: ما بالك ياصغيرتي؟..


التفتت له الطفلة التي تجلس علي المقعد و قالت متسائلة: الي اين نحنذاهبان يا ابي؟..


وضع و الدها كفة علي راسها و قال بابتسامة: لدى بعض الاعمال التييتوجب ان انهيها مع اخي..


قالت و هى تفكر: اذا نحن ذاهبان الي بيت =عمي..


اوماوالدها براسة و من بعدها قال: ذلك صحيح يا صغيرتي..


قالت الطفلة بلهفة: هل ساجد هناكمن يلعب معي؟..


ابتسم و الدها و قال و هو يواصل دفعلة للمقعد: اجل..


– حقا.. اذااسرع .. اسرع يا ابي..


قال و الدها و هو يميل نحوها: سافعل يا ملاك.. و لكن لاتكونى لحوحة هكذا..


عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت: انا لست لحوحة..


تلاشتذكرياتها بغتة مع صوت طرق لباب غرفتها .. فاسرعت تعتدل فجلستها و تقول بصوت هادئ: من؟..


فتحت مها الباب فسرعة و قالت: ملاك .. ملاك..


التفتت لها ملاك و قالتباستغراب: اجل..


قالت مها و هى تشير الي الخارج: و الدك علي الهاتف..


شهقت ملاكوقالت بغير تصديق : ابي..


اومات مها براسها و قالت بابتسامة: اجل .. اسرعي..


اسرعت ملاك تحرك عجلات مقعدها و اسرعت مها تساعدها فدفعه.. و هنالك شاهدتعمها امجد يتحدث الي و الدها و ما ان راها تقترب حتي قال متحدثا الي خالد و هو يبتسم: لقد و صلت صغيرتك.. اتريد التحدث اليها؟..


قال خالد ببرود: بكل تاكيد..


قالامجد و هو يمنح ملاك سماعة الهاتف: خذى تحدثى الي و الدك..


قالت ملاك بلهفة و هى تلتقط السماعة و تتحدث الي و الدها: ابي.. كيف حالك؟..اشتقت اليك كثيرا..


قال خالدبشوق: بخير .. اخبرينى انت كيف هى احوالك؟ .. و هل تنامين و تاكلين جيدا؟..


ضحكت ملاك و قالت: ابى اتظن انى لاازال ****؟..


– انت ايضا بالنسبة لى و ستبقين كذلك..


واردف بحنان: اشتقت اليك باكثر مما تتصورين.. سانهى اعمالى قريبا و اعوداليك.. ذلك و عد..


قالت بسرعة: متي .. متى؟؟..


– قد بعد يومين..


هتفت بفرحة: حقا؟؟..


قال مبتسما: اجل.. من اجلك فحسب يا صغيرتي..


قالت بابتسامةواسعة : احبك يا ابي..


قال خالد بحنان: و انا احبك اكثر من اي شخص احدث فهذاالعالم..


ومن بعدها اردف قائلا: و الان ما دمت ربما جعلتك تفرحين.. سانهى المكالمة و اتصل بك فو قت اخر..


قالت ملاك بابتسامة باهتة: لا باس..


– الي اللقاء ياصغيرتي..


– الي اللقاء يا ابي..


وفى هذة المرة ارتسمت علي شفتيها ابتسامةواسعة بدل ان تترقرق عيناها بالدموع و هى تغلق السماعة.. حتي ان مها تسائلت و هى ترفعحاجبيها بحيرة: تبدين سعيدة يا ملاك.. ما الامر؟..


قالت ملاك بسعادة: كيف لاوابى سيعود بعد يومين فحسب..


قالت مها بدهشة : و لكنة اخبرنى بانة سيعود بعداربعة ايام..اخبريني..هل اخبرك هو بذلك؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا و ابتسامتهالم تفارقها بعد.. فحين قالت مها بابتسامة باهتة: سافتقد و جودك معنا بالمنزلكثيرا..


قالت ملاك و هى تهز راسها نفيا: و من قال انى ساترككم؟ .. ساتى لزيارتكميوميا..


قالت مها متسائلة: و هل سيوافق و الدك علي ذلك؟..


قالت ملاك و هى تهزكتفيها بتردد: لا اعلم.. و لكن ساحاول اقناعه..


ربتت مها علي كتفها و قالت محاولةتغيير الموضوع: اتذكرين طلبك لي؟..


قالت ملاك بدهشة: اي طلب؟..


قالت مها و هى تغمز بعينها: ان تحضرى السباق الذي سيقام فالنادي..


– بلي تذكرت.. ما ذاعنه؟..


قالت مها بلهجة ذات مغزى: ساحققة لك غدا..


تطلعت لها ملاك باهتمام و هيتنتظر منها ان تشرح لها عبارتها الاخيرة.. و قالت مها و هى تري اللهفة فعينى ملاك : فالسباق سيقام فالغد..


قالت ملاك بلهفة ممزوجة بالتوتر: حقا؟؟..


– اجل ..وبصراحة لا اعلم من اشجع لان كمال و ما زن سيشاركان فهذا السباق.. ما رايك انت؟.. من فيهما اشجع؟..


قالتها مها بمرح.. فحين خفق قلب ملاك عندما سمعت اسم ما زن.. ما الذي يصيبها كلما سمعت اسمه؟.. هل هو الحب الذي يجعل جسمها يقشعر لمجرد ذكر اسمهوكانة يقف امامها فهذة اللحظة..


وكادت ملاك ان تجيبها بكلمة و احدة.. ما زن.. شجعى ما زن.. و لكن خجلها عقد لسانها .. فازدردت لعابها و قالت بارتباك: شجعيشقيقيك..


قالت مها و هى تضحك بمرح: لدى اقتراح اخر.. ما رايك فان اشجع ايمتسابق اخر؟..فكلاهما لا يستحقان التشجيع..


قالت ملاك متسائلة: و حسام.. النيشارك فهذا السباق؟ ..


قالت مها بابتسامة باهتة: لا.. انه لا يهتم برياضة الفروسية ..


صمتت ملاك للحظة و من بعدها قالت: و متي سنذهب غدا لرؤية السباق؟..


اجابتها مها بهدوء: عند الساعة الرابعة بعد الظهر..


قالت ملاك بابتسامة : اتمني ان يحصل علي المركز الاول فالسباق ..


قالت مها و هى تميل نحوها بابتسامة ما كرة: و من هو؟..


ارتبكت ملاك و اشاحت بنظراتها بعيدا.. و اعتلت الحمرة و جنتيها.. و همت بان تقول شيء ما .. يصحح ما فهمتة مها.. لولا ان تعالي صوت بغتة بالردهة يقول: انا…


والتفتت كلاهما الي مصدر الصوت.. و ارتسمت الدهشة علي و جهيهما .. فقائل تلك العبارة كان ..كمال…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and سما عبد الرحمن like this.


الجزءالعاشر


” ..تجاهل ..”


تطلعت ملاك بدهشة الي كمال.. و هى تستغرب قولة هذا.. فحين لم تكن مها باقل منها دهشة..فارتفع حاجبها بدهشة كبار و التفتت الي كمال لتقول : ما ذا قلت؟..


عقد كمال ذراعية امام صدرة و قال ببرود: لماذا تتطلعان الى هكذا؟.. اجل انا من سوف يحصل علي المركز الاول..


قالت مها و هى تمط شفنيها: و لماذا انت و اثق الي هذة الدرجة؟ ..


قالكمال و هو يبتعد عن المكان: لانى اعرف مهارتى جيدا ..


تطلعت له مها بصمت و هو يبتعد عنهم و قالت بحنق: ان تشابة كمال و ما زن فشيء.. فهو الغرور..


ابتسمت ملاكبهدوء.. فقالت مها و هى تميل نحوها: اترغبين فالخروج الي حديقة البيت قليلا؟..


اسرعت ملاك تجيبها قائلة: اجل بالطبع..


ابتسمت مها و قالت و هى تدفعها: فالحال..


ولكنها توقفت بغتة و التفتت الي نادين التي تقدمت منهم و قالت بتانيب: انستي.. لم تفعلين جميع شيء و حدك دون ان تخبريني..


قالت ملاك ببرود: و ما الذي فعلته؟..


قالت نادين و هى تتطلع اليها: لقد خرجت بالامس دون ان تخبرينى ..


قالت ملاك و هى تشيح بوجهها: انا لست ****..


قالت نادين و هى تومئ براسها: اعلم و لكنك امانة فعنقي.. لو اصابك شيء.. ساكون انا المسئولة..


عقدت ملاك حاجبيها و من بعدها قالت متحدثة الي مها: فلنذهب الان يا مها..


قالت مها بصوت خفيض و هى تدفع المقعد: ما ذا بك يا ملاك؟..


قالت ملاك و هى تعض علي شفتيها: لا تلبث انتشير الي انى عاجزة و يجب ان اخبرها عن اي خطوة اقوم بها..


قالت مها بهدوء: انهعملها.. الاهتمام بك..


قالت ملاك بمرارة: و انا لا اريد من يهتم بي.. ها انتذاتتصرفين بحرية .. هل يطلب منك احد ان تاخذى مرافق معك حتي لا تتعرضى لاياذى؟..


ابتسمت مها و قالت و هى تفتح الباب الرئيسى للبيت و تظهر منة مع ملاك: لوقدر لى ان احصل علي جميع الاهتمام الذي تحظين به.. لفرحت و انا اري نفسى محاطة بكل هذاالحب ..لو لم يكونوا يحبونك لما اهتموا بك جميع ذلك الاهتمام.. اليس ايضا ياملاك؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا و قالت بخفوت: بلي ..


ابتسمت مها و هى تتجولفى حديقة البيت: اذا لا داعى لحزنك كلما حدثتك نادين بشانك.. فما يهمها هو انتكونى بخير..


اكتفت ملاك برسم ابتسامة هادئة علي شفتيها و لم تعلق علي عبارتها.. و قالت بغتة: اتركى المقعد يا مها.. ساتحرك بمفردى ..


نفذت مها ما طلبتة منها.. لتراها تتوجة بمفردها الي مكان حوض الازهار.. و ابتسمت ملاك و هى تمد يدها لتداعباحدي الزهرات.. و من بعدها اغمضت عينيها و هى تشعر بالهواء البارد يداعب و جنتها و يحركخصلات شعرها.. كم تحب ان تشرد بخيالها بعيدا و هى و سط هذة الطبيعة و الجو الساحر ..تشعر ان جميع ما حولها ساكن هادئ.. ينتظر منها ان تتحدث الية او حتي تتطلع اليهبعينيها..


شعرت بغتة بشيء ما يداعب و جنتها.. فاسرعت تفتح عينيها و تطلعت بدهشةالي ما زن الذي كان يداعب و جنتها باحدي الازهار..ازدردت لعابها بارتباك شديد و قالتوهى تشيح بوجهها بعيدا: منذ متي و انت هنا؟..


قال مبتسما و هو يتطلع الي ساعةمعصمه: دعينى اري الوقت للحظة.. حسنا منذ خمس دقيقة تقريبا..


تلفتت ملاك حولهاوقالت متساءلة: و اين مها؟..


اشار ما زن الي مها الجالسة تحت احدي المظلاتبالحديقة و شاردة الذهن: هناك..


ظلت صامتة دون ان تعلق علي عبارته.. فقالمتسائلا: هل ضايقتك؟..


اسرعت ملاك تهز راسها نفيا.. فقال و ربما ارتسمت علي شفتيهابتسامة و هو يمد لها يدة بالزهرة: خذى اذا..


تطلعت ليدة الممدودة لها بالزهرةومن بعدها لم تلبث ان قالت و هى تمد اناملها باصابع مرتجفة لتلتقط الزهرة من يده: شكرالك..


امسك ما زن كفها بغتة حين كانت تهم باخذ الوردة.. فشهقت ملاك بتوتر و خوف.. فقال بابتسامة و هو يتطلع لها: احلى زهرة لاحلى ملاك راتة عيناي..


اخذ قلبها يخفقبعنف من كلماته.. و جسدها كلة بات جامدا من مسكة كفة لكفها.. لم تعلم ما ذا تقول .. و اشاحت بعيناها بعيدا لتسيطر علي ارتباكها و خوفها و خجلها .. فقال ما زن و هو يهمسلها: هل يخيفك و جودى لهذة الدرجة؟..


لم تستطع ان تنطق بحرف و احد و اكتفت بهزراسها نفيا.. فقال و هو يحرر كفها من كفه: اذا لم كنت ترتجفين؟..


شعرت بجفافحلقها.. يكفى يا ما زن ارجوك.. لم اعد احتمل.. و حركت عجلات مقعدها لتبتعد عنة و تتوجهالي مها.. فاسرع ما زن يناديها قائلا: ملاك..


توقفت ملاك للحظة و لكنها عادتلتواصل تحركها بالمقعد.. و شعرت بالراحة عندما رات مها تنهض من علي مقعدها و تقولبهدوء: هل ندخل الان؟..


قالت ملاك و هى تهز راسها باضطراب: اجل.. اجل..


تطلعتلها مها بشك و قالت: ما ذا بك يا ملاك؟.. تبدين متوترة ..


اسرعت ملاك تقول: لاشيء.. اريد الذهاب الي غرفتي..


اقترب ما زن فتلك اللحظة منهما و قال مبتسما و هويلتفت لملاك : لقد نسيت اخذ هذه..


قالها و سلمها الوردة بهدوء و انصرف .. دون انتقوي علي قول شيء ما .. فحين قالت مها بحدة: هل ما زن هو اسباب توترك هذا؟.. ما الذيقالة لك؟..


اطرقت ملاك براسها و قالت بتوتر: لا شيء.. لقد اهدانى هذة الوردةفحسب..


– اذا لم تبدين متوترة جميع ذلك ال…


بترت مها عبارتها و كانها استوعبتالامر لتوها.. و اتسعت عيناها عندما انكشفت لها حقبقة الامر.. و قالت مرددة بينهاوبين نفسها: ( لقد صدق ظنى اذا.. ملاك متعلقة بمازن.. ما زن الذي لدية بدل الفتاةمئة.. يا الهى .. اي صدمة ستتصيبك يا ملاك.. لو علمت بحقيقة ما زن الذي تحبين.. ايصدمة؟ )


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛يوم دراسى جديد قضتة مها بملل بين ارجاءالجامعة .. و لم تجد امامها سوي السير فارجاءها و حيدة بعد ان تغيبت صديقتها اليومعن الحضور..ضمت كتبها الي صدرها و تنهدت بملل و هى تتوجة الي كافتيريا الجامعة.. و لكنها توقفت فجاة عندما سمعت صوتا يهتف باسمها..التفتت الي مصدر الصوت و راتهامامها.. حسام و ابتسامتة المعهودة علي شفتيه.. و قالت بابتسامة تحمل جميع اللهفة التيفى قلبها: اهلا حسام..


قال حسام مبتسما و هو يتقدم منها: اهلا.. كيفحالك؟..


اجابتة قائلة: بخير..


قال متسائلا: الي اين انت ذاهبة؟..


تطلعتالي الامام للحظة و من بعدها عادت تلتفت له و قالت بابتسامة: الي الكافتيريا .. و انت؟..


هز كتفية و قال: ليس لدى و جهة معينة..


واردف قائلا و هو يسر الىجوارها: كيف حال الدراسة معك؟..


زفرت قائلة: علي ما يرام و لكنى اشعر بالملل.. متي ينتهى ذلك العام؟..


قال متسائلا بغتة: و لم كنت تسيرين و حيدة؟.. اين صديقتك؟ ..


دهشة.. ذهول.. صدمة.. جميع ذلك سيطر علي مها فتلك اللحظة و توقفت بغت لتقولبحدة: و ما ذا يعنيك من امر صديقتي؟ ..


توقف حسام بدورة عن السير و التفت لها ليقولوقد استغرب تغير موقفها علي ذلك النحو: ما ذا بك؟.. انا اسال عنها لاجلك.. فقد رايتكتسيرين و حيدة و …


قاطعتة بانفعال و هى تشعر بمرارة قلبها الذي لم يحب سواه: لماذا تتعمد ذلك؟؟..


قال بدهشة: اتعمد ما ذا؟..


قالت مها بصوت مليء بالحزنوالالم: تتعمد تجاهلي..


قال حسام و هو يعقد حاجبيه: انا؟.. و كيفاتجاهلك؟..


عضت علي شفتيها بمرارة و من بعدها قالت: انت حتي لا تقدر مشاعري..


قالحسام بدهشة: مها .. ما ذا تقولين؟.. ما ذا تعنين بقولك هذا؟ ..


سمع حسام بغتة صوتصديقة يناديه.. فالتفت له و قال: ما ذا؟..


سالة صديقة قائلا: الن تاتى ؟.. المحاظرة ستبدا بعد دقائق..


قال حسام فسرعة: اذهب انت و ساتبعك بعدقليل..


هز صديقة كتفية و قال بهدوء: كما تشاء..


ومن بعدها اكمل سيرة مبتعدا..فيحين عاد حسام ليلتفت الي مها التي ضمت كتبها اليها فالم.. و التفتت عنة لتغادرالمكان و هى تقول: اذهب لمحاظرتك..


اسرع يتوقف امامها ما نعا اياها من التقدم و قالمتسائلا: ليس قبل ان تقولى لى ما ذا عنيت بقولك؟..


اشاحت بوجهها بعيدا و قالت بضيقوالم: لم اكن اعنى شيئا..


قال بهدوء: مها .. انا افهمك جيدا.. انت لا تستطيعينالكذب و عيناك فمواجهة عينى .. اليس كذلك؟..


اسرعت تلتفت له و تقول فحنق: لاليس كذلك..


مال نحوها قليلا و قال: اخبرينى ما الامر يا مها؟.. ما الذي غيركفجاة.. و جعلك تنفعلين علي هذا النحو.. و تتهمينى بانى اتجاهلك..


قالت مها و هيتلتقط نفسا عميقا: ارجوك يا حسام.. ابتعد عن طريقى .. الجميع ينظر الينا..


قالحسام فسرعة: حسنا لا باس.. و لكنى سانتظرك بعد ان تنتهى محاظراتك لافهم الامرمنك.. اخبريني.. متي سوف تنتهين؟..


قالت ببرود: الثانية =ظهرا..


قال حسام و هويهم بالابتعاد عنها:حسنا سانتهى انا فالواحدة و النصف و سانتظرك بعدين فالمواقف.. اتفقنا؟..


واسرع يبتعد دون ان ينتظر اجابتها.. فحين تنهدت مها و هى تشعربالحيرة ال كبار من تصرفاته..ومن موقفة المتناقض.. يهتم فيها و يسال عنصديقتها..ومشاعرة التي لا تزال غامضة بالنسبة لها لا تكاد تفهمها.. فلو كان يحبهاما الذي يمنعة من اخفاء ذلك الامر.. اما لو كانت مشاعرة تجاهها لا تحمل سوي مشاعرصلة القرابة فهذا يعنى انه لا داعى لان يخبرها بشيء من الاساس..


وابتسمت بسخريةمريرة لنفسها.. لقد فقدت الامل تماما تجاة حسام.. من قال انه يبادلها المشاعر.. اوحتي يشعر بكل ما تحملة له من حب..انة اذا اهتم فيها فهذا لا يعنى انه مهتم فيها لسببخاص.. بل لانها ابنة عمتة و حسب..


وسارت مها مبتعدة عن المكان.. و هى تكاد تودعحبها الذي لم يري النور بعد…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعت ملاك الي ساعتهاللمرة العاشرة.. لا يزال الوقت مبكرا علي السباق.. و الساعة لم تتجاوز الثانية =عشرةبعد.. و لكنها تشعر بالحماس له.. تريد الذهاب و التشجيع .. ستشجع ما زن بكل قوة.. لنتنطق اسمة لان هذة مشاعرها الخاصة.. ستكتفى بترديد كلمات التشجيع فقط.. بعدها لم تنطقاسمة و قلبها ينبض به؟…


ارتسمت ابتسامة علي شفتيها و هى تتحرك بمقعدها فغرفتها .. تطلعت الي نفسها فالمراة و من بعدها قالت مبتسمة: سارتدى شيء احلى هذااليوم..


اخذت تبحث بين ثيابها.. حتي و جدت تنورة ذات لون ازرق من نوعالجينز..وقميص احمر اللون.. و ابعدت خصلات شعرها الي الوراء باستعمال ربطة للشعرحمراء اللون.. و ابتسمت برضا عن شكلها..ترا ما ذا سيقول لها ما زن لو راها؟.. سيقولانها جميلة..ام رائعة.. ام…


ضحكت بخجل من نفسها و افكارها.. يا تري هل سيشتاقلها ما زن لو غادرت بعد يومين.. تغادر!.. اجل ستغادر مع و الدها الي منزلهم.. و ستتركمها و ما زن و كمال ايضا..ستغادر لتعود الي حياتها الطبيعية.. و لكن ما ذا عن ما زن؟..هلستراة مجددا؟…


ورددت بحزم و بصوت مسموع : اجل ساراة .. ساقنع ابى ان يصحبنيالي هنا.. و حينها ساراه..ساتحدث الية و …


بترت عبارتها و توردت و جنتاها بحمرةالخجل .. ما هذة المشاعر التي سيطرت علي تفكيرها و كيانها كلها؟.. اصبحت لا تفكر فيشيء سوي ما زن.. ما زن و لا احد اخر..


اسرعت تلتقط لها رواية من حقيبتها علها تبعدمازن عن ذهنها .. و ابتسمت و هى تتطلع الي العنوان (حب الي الابد).. كالرواية التيسخر ما زن منها.. حتي عندما كانت تريد الهرب من التفكير بمازن عاد الي ذهنها منجديد..


اعادت الرواية الي مكانها و اسرعت تغادر الغرفة.. و اسرعت تنادى بصوت عاليبعض الشيء: نادين .. نادين..


لم يجبها احد فرددت بصوت اعلى: نادين.. اجيبيني.. نادين ..اين انت؟..


(ليست هنا)


شهقت ملاك بقوة عندما رات كمال قائل العبارةالسابقة يقف خلفها.. و قال ببرود: لا اظن ان شكلى يخيف الي هذة الدرجة؟ ..


ازدردتملاك لعابها و قالت بصوت خافت: اين نادين؟..


سار كمال متجاوزا ملاك ليجلس علىالاريكة ..ومن بعدها قال: رايتها تظهر الي الحديقة..


تساءلت ملاك قائلة: و لماذا؟..


مط شفتية و قال: و ما ادراني..


صمتت ملاك .. اذا تحدثت الي كمالفعليها ان تتجنب ان تتحدث الية كثيرا و الا اتهمها بالازعاج.. و تحركت مبتعدة عنه.. فاسرع يقول: الي اين؟..


ارتفع حاجبيها بحيرة و قالت: الي غرفتي..


قال كمالبهدوء: لماذا تسجنين نفسك؟.. اذهبى الي الحديقة ان اردت..


قالت ملاك بتردد: كنتاود هذا و لكن .. نادين ليست هنا..


تطلع لها كمال للحظة و من بعدها قال: ساصحبك اناان شئت..


تطلعت له فدهشة.. ذلك كمال.. احقا؟.. انه يتحدث اليها بكل هدوء.. قد لم تكن تفهم تصرفاتة فالسابق لهذا هى مندهشة منه..وازدردت لعابها و قالت: لاشكرا لك.. ساذهب و حدي..


قال كمال ببرود و هو ينهض من علي الاريكة و يبتعد عنالمكان: افعلى ما شئت..


عاد الي برودة من جديد..وابتسمت بينها و بين نفسها.. هذاهو كمال الذي تعرفه.. و تحركت بهدوء لتغادر البيت الي الحديقة الخارجية.. و ابتسمتوهى تطلع الي المكان الذي كانت عندة بالامس.. عاد لها ذكري ما زن و الزهرة التياهداها لها..لقد و ضعتها بين صفحات روايتها (حب الي الابد) .. لتثبت له اولا ان الحبلازال موجودا.. و ان قلبها سيظل يحبة الي الابد ثانيا.. لا تفهم لماذا يرفض منطقالحب؟.. لو احب يوما بنت ما بكل مشاعرة و احاسيسه.. فيومها سيدافع عن الحب و يؤيده.. و لن يعارضة مطلقا.. سيعرف حينها معني الحب فهذا العالم.. و قد يصبح ربما احب فعلاو…


احب؟.. احب من؟.. بنت من النادى ؟.. لا .. لا.. ما زن سيشعر بحبى لهوسيبادلنى حبا باخر.. انه يهتم بى كثيرا .. انه يتطلع الى بكل حنان الدنيا.. اشعربقربة بالامان و الراحة..


تنهدت براحة و ارتسمت ابتسامة علي شفتيها و ذهنها يعودليشرد بالتفكير فما زن.. و ربما نست تماما انها جاءت الي هنا حتي تبعد ما زن عنذهنها.. و لكنة بالرغم منها.. عاد يسيطر علي تفكيرها.. كما سيطر علي قلبها و مشاعرها …


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛سارت مها مغادرة بوابة الجامعة و هى تتوجة حيث سيارةابيها التي تنتظرها عند المواقف.. و علي الرغم من انها تذكر ما قالة لها حسام بانهسينتظرها بعد ان تنهى محاظراتها.. لكنها تناست الامر تماما و هى تسير مبتعدة الىسيارة ابيها..لقد تجاهلها كثيرا و لم يقدر مشاعرها فيوم .. من حقها ان تتجاهلهوتعاملة بالمثل و …


(مها.. الي اين تذهبين؟)


كانت تعلم انه حسام لهذا لمتلتفت له و واصلت طريقها.. فعاد يهتف بها: مها .. توقفي..


لم تتوقف بل و اصلتالسير فهتف بصوت عالى و صارم: قلت توقفي..


توقفت فمكانها من لهجتة الصارمةولكنها لم تلتفت له ..فتقدم منها و قال بحزم: الي اين كنت تريدين الذهاب؟..


قالتمها ببرود متعمد: الي سيارة ابي.. الي اين تظن انى ذاهبة؟ ..


قال حسام و هو يقففى مواجهتها: الم اطلب منك ان لا تذهبى حتي افهم الامر منك؟..


تظاهرت بعدم فهمما يقول و قالت: اي امر تعني؟..


عقد حاجبية و قال: انك تفهمين عن اي امر اتحدث فلاتتظاهرى بالغباء..


قالت و هى تعقد ساعديها امام صدرها: علي الاقل انا لا اتجاهلالاخرين..


قال حسام بحدة: كفى عن التحدث بالالغاز و اخبرينى متىتجاهلتك؟..


قالت بحدة مماثلة: دائما كنت تتجاهلني.. اقف امامك.. و مع ذلك لا تنظرالى ابدا..


وضع حسام كفة علي جبهتة و قال و هو يحاول فهم حديثها: تحدثى مباشرة يامها.. لا اكاد افهم حرفا مما تقولين..


قالت و هى تبتعد عنه: افضل..


قال بعصبيةوهو يراها تبتعد: انتظري.. انا لم انتظر نص ساعة حتي تبتعدى كذا دون ان تفسرى ليالامر..


قالت مها و هى تتطلع الية بطرف عينها: ان اردت تفسيرا فابحث عنهبنفسك..عن اذنك..


امسك بمعصمها ليوقفها و قال بعبنوتة اكبر: اهذا جزاءى يا مها انيانتظرتك جميع تلك المدة لانى قلقت عليك؟.. تمضين و تتركينى و كانى لست رجلا اقف امامك.. و لكن.. اعلمى انك انت من اراد هذا.. و داعا..


قال عبارتة و ابتعد هو هذة المرة .. شعرت مها بغصة فحلقها .. كادت ان تهتف به.. ان تلحقه.. و لكن كرامتها منعتها .. جعلتها تكتفى بان تتطلع الية بالم و هو يركب سيارتة و يمضى بها.. و اطرقت براسها فيالم و هى تكمل سيرها الي سيارة ابيها.. و ان شعرت بالحزن يعتصر قلبها.. و تسائلت و هيتتنهد بالم و تجلس علي المقعد الخلفى للسيارة.. هل اخطات فتصرفها مع حسام ام انهافعلت الصواب؟؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(لقد و جدتها)


قال فؤاد هذة العبارةوهو يتطلع الي عادل الذي جلس يتطلع الي احد الملفات الخاصة بالشركة.. و التفت لهعادل ليقول باستغراب: ما ذا و جدت؟..


قال فؤاد مبتسما: و سيلة ربما تكشف لنا امرملاك..


قال عادل فاهتمام: و هل هذة الوسيلة مضمونة؟..


– لا يمكننى ان اخبركان كانت مضمونة ام لا .. لانها تعتمد علي شخص ما ..


عقد عادل حاجبيه: اي شخصتعني؟..


فكر فؤاد قليلا و من بعدها قال: احتاج الي شخص راها من قبل و تحدث اليها.. شخص علي الاقل له الحق فان يتحدث معها بحرية و فالوقت ذاتة لا يصبح من ابناءامجد..


قال عادل بهدوء: الم تكن تتحدث مع احد فالحفل سوي ابناء امجد؟..


عقدفؤاد حاجبية و قال: دعنى اتذكر.. لقد كانت تتحدث الي حسام ايضا..ما رايكبه؟..


صمت عادل للحظات و من بعدها قال: حسام لا يمت لنا بصلة بل هو من عائلة زوجةامجد-سابقا-..نحتاج الي احد من و سط العائلة .. حتي يصبح محل ثقتنا..


فكر فؤاد منجديد و غرق فتفكير عميق لدقيقة و من بعدها قال فجاة: اجل ..لقد و جدت الشخصالمطلوب..


قال عادل بلهفة: من هو..


قال فؤاد بابتسامة ما كرة: ابنك يا عادل.. احمد..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ابتسمت ملاك بفرحة و هى تجلس فالمقعد الخلفيللسيارة مع مها متوجهين للنادى حيث سيقام السباق.. و قالت بسعادة: و اخيرا ساذهبلرؤية السباق..


واردفت و هى تنطلع الي مها: لقد كنت متلهفة لرؤيته.. فلاول مرةساري سباق للخيل.. و سيصبح مشتركا بة ما زن و كمال.. و طبعا سيصبح ال…


بترتملاك عبارتها عندما شاهدت مها شاردة الذهن و غير منتبهة لما تقول..ونادتها قائلة: مها.. هل سمعت ما قلته؟..


لم تجبها مها و هى علي شرودها و تلك النظرة الحزينة جليةفى عينيها..فرددت ملاك و هى تهز كفها بهدوء: مها.. هل تسمعيني؟..


التفت لها مهاوقالت و كانها تفيق من نوم عميق: هه.. هل تحدثيني؟..


تساءلت ملاك و قالت: ما ذابك؟.. انت صامتة و شاردة طوال الوقت.. ما الذي حدث؟..


هزت مها راسها نفيا دون انتعلق فعادت ملاك تقول: و لكنك حزينة.. اعلم ذلك.. عيناك تكشفان ما بقلبك من حزن .. و ملامح و جهك و اضحة للجميع..اخبرينى ما الذي يحزنك؟ ..


قالت مها بصوت خافت: لاشيء..


صمتت ملاك عندما راتها لا ترغب فقول اي شيء يتعلق بسبب حزنها و التفتتالي النافذة لتتطلع منها لدقائق.. و لكنها عادت تلتفت الي مها الواجمة و هى تستغربحزنها هذا.. فمنذ ان عادت من الجامعة و هى علي هذة الحال.. طبعا ربما حصل شيء ما هناك…


توقفت سيارة السائق فتلك اللحظة بجوار النادي.. فهزت ملاك كف مهاوقالت: مها لقد و صلنا..


قالت مها و هى تلتفت لها: و صلنا الي اين؟..


ابتسمتملاك ابتسامة باهتة و قالت: الي النادى بالتاكيد..


صمتت مها و لم تجبها.. و هبطت منالسيارة لتشير للسائق ان يفتح الصندوق و ياتى ليخرج كرسى ملاك.. نفذ السائق طلبها.. فقالت مها و هى تدفع مقعد ملاك بجوار باب السيارة الخلفى : عندما اتصل بك.. تعاللتاخذنا من النادي..


قال السائق بهدوء: امرك انستي..


غادرت ملاك السيارةلتجلس علي المقعد.. و دفعتها مها بهدوء لتتوجة الي حلبة السباق.. و سالتها ملاك فيتلك اللحظة: لم لم ناتى مع ما زن ككل مرة؟..


قالت مها بهدوء: لانة غادر البيتقبل ساعة من الان من اجل ان يستعد جيدا للسباق..


صمتت ملاك و اكتفت بان اوماتبراسها فتفهم.. فحين كانت مها تدفع مقعدها و هى فعالم احدث تماما.. تفكيرها فيما حصل اليوم ..هل ما فعلتة كان الصواب؟ .. لقد ثارت لكرامتها و لكن.. ما ذا عنههو؟؟..هل خسرته؟..لقد بدي غاضبا و عصبيا كما لم ترة من قبل.. و لكنة هو من كانيتجاهلها و لا يقدر مشاعرها.. و كانة يتعمد سؤالها عن اي بنت حتي يثير اعصابها.. اجلهو من بدا .. هو من كان يجعلنى اتعذب بسببه.. و ربما حان الوقت لاثار لنفسى و لكرامتى ..


ولكن لماذا لا اشعر بالراحة؟.. لماذا اشعر و كانى الامى ربما تضاعفت؟.. و ان قلبييكاد يتمزق الما و مرارة..ربما لان حسام يتالم الان و انا لا احب ان اراة حزينا اومهموما ابدا .. احب ان اراة و الابتسامة تشرق علي و جهه..والفرحة تطل من عينيه.. يتحدث بهدوء و مرح.. ذلك هو حسام الذي اعرفة .. و لكن…


شعرت بغصة فحلقها و لمتستطع مواصلة التفكير.. لا تريد ان تفكر فيه.. تريد ان تنسي .. تبعدة عن ذهنها و لولخمس دقيقة فقط..


زفرت فحدة و هى تدخل الي مدرجات السباق.. و دفعت مقعد ملاك فيالمكان المخصص..حتي و صلت الي مقدمة المدرجات تقريبا و وجدت مقعدا لها .. فتنهدتوقالت: من الجيد اننا و جدنا مقعد فالمدرجات الامامية.. احيانا اضطر للجلوس فيالخلف..


قالت ملاك بلهفة طفولية: لا يهم ان نجلس فالامام اوالخلف المهم انيحصل اخويك علي المراكز الاولى..


ابتسمت مها و قالت و هى تحتل مقعدها: لا تظنيانهما ما هران كما اخبراك.. لم يحصلا ابدا علي اي مركز من المراكز الاولى..


تطلعتلها ملاك بدهشة و قالت: ابدا؟؟..


اومات مها براسها و قالت: ابدا..


ارتجف قلبملاك توترا.. اذا لم قال ما زن انه حصل علي احد المراكز الاولي فيما مضي ؟.. مبرراان لدية الكثير من المعجبين و المعجبات ..هل كان يكذب علي؟.. لا لا طبعا هو يعنيامرا اخر.. لا ممكن ان يكذب علي.. بعدها لم يكذب؟..


عقدت حاجبيها بتوتر دون انتفهم اسباب قولة هذا.. و ان كان يعنى امر احدث ام لا؟.. و قالت متسائلة: متي سيبداالسباق؟..


تطلعت مها الي ساعتها و من بعدها قالت و هى تلتفت الي ملاك: بقى علي و قتبدء السباق ربع ساعة تقري…


بترت مها عبارتها عندما و قعت عيناها عليه..علىحسام.. ازدردت لعابها بتوتر و هى تراة و اقفا شارد الذهن يتطلع الي حلبة السباقبصمت.. يبدوا ان حالة لا يختلف كثيرا عن حالها.. هل تذهب اليه؟.. ام تنادية فحسب؟.. ام تتجاهل و جوده؟..لا تعلم الي ايهما تستمع الي قلبها الذي يتلهف للحديث اليه.. امالي عقلها الذي يصر علي المحافظة علي كرامتها..


فى حين تطلعت لها ملاك للحظة و هيتراها تراقب شيء ما بجوارهما.. فالتفتت بدورها لتري ما الذي تتطلع الية مها ..وارتسمت ابتسامة علي شفتيها و هى تقول: انه حسام..


قالت مها ببرود ظاهر و انكانت لهفتها له تكاد تجعلها تسرع الية و تعتذر منه: اعلم.. لقد رايته..


قالت ملاكوهى تلتفت لها: ما رايك ان ننادية لكى يجلس معنا.. انه يقف و حيدا..


وقبل ان تهممها بقول حرف و احد.. اسرعت ملاك تهتف بحسام و هى تلوح بكفها: حسام.. حسام.. نحنهنا..


التفت حسام فتلك اللحظة الي مصدر الصوت و تطلع الي ملاك التي قامتبندائه.. فحين ارتبكت مها و لم تجد امامها سوي ان تطرق براسها هربا من نظراته.. و ابتسم ببرود و هو يتقدم من ملاك و قال: اهلا ملاك.. ما هى احوالك؟..


قالت ملاكبابتسامة: بخير.. ما ذا عنك؟..


-علي ما يرام..


تعمد تجاهل مها.. تعمد عدم النظراليها حتى.. اعتصر قلب مها الحزن و هى تراة يتجاهل و جودها تماما.. هو يتجاهلها فعلاالان؟.. هل يتعمد هذا؟.. هل يتعمد اخبارها انه لم يتجاهل و جودها فيوم و انه يفع لذا اليوم فقط لتعرف الحقيقة؟..


التفتت له مها بالرغم منها و تطلعت الية بتوتروالم.. فالقي عليها نظرة لا تحمل اي معني و من بعدها التفت عنها ليتطلع الي حلبة السباق .. لم تنتبة ملاك الي الجو المتوتر بينهما و قالت لحسام: من برايك سيحصل علي المراكزالاولي يا حسام؟..


قال حسام و ابتسامة هادئة مرتسمة علي شفتيه: اي شخص احدث غيركمال و ما زن .. فهما لا يستحقان الفوز..


ضحكت ملاك بمرح.. فالتفت لها حسام و قالمبتسما: هل ما قلتة يضحك الي هذة الدرجة..


قالت بمرح و هى تشير الي مها: عندماسالت مها السؤال ذاته.. اجابتنى بعبارتك ذاتها.. يبدوا انكما تتشابهان فطريقةالتفكير..


التفت حسام الي مها و تطلع لها لوهلة و من بعدها التفت عنها و هو يقولبسخرية لم تنتبة اليها سوي مها: لا اظن..


تطلعت الية مها بالم.. بندم.. بعتاب..باستنكار لمعاملتة لها.. هى لم تطلب اكثر من ان يشعر فيها و بمشاعرها تجاهه.. لكنة لا يفهم.. لم تحتمل تجاهلة لاكثر من هذا.. و وجدت شفتيها تنفرجان و تهمسان باسمهقائلة: حسام..


ورغم دهشتة انها ربما نادتة .. التفت لها و قال ببرود: نعم..


ارتبكت لوهلة و لم تدر ما تقول.. و وجدت نفسها تهز راسها قائلة بالم: لاشيء..


تطلع لها حسام و ربما شعر بحزنها.. اهى حزينة لما حصل اليوم بينهما .. ربما.. و لكن هى من اخطات.. و هى من عليها ان تبدى ندمها و تعتذر عما فعلت.. لقدكافاتة بالمضى عنة و هو الذي لم يستطع التركيز فاى محاضرة من شدة قلقة عليها؟ ..


زفر بحدة و عاد لبلتفت الي حلبة السباق.. فحين قالت ملاك متحدثة الي مها: كمبقى علي السباق؟..


قالت مها بصوت خافت: دقيقة فقط..


قالت ملاك مبتسمة و هيتتطلع الي حلبة السباق: لا اكاد اراهم..


قالت مها مبتسمة: بكل تاكيد لن تريهم.. فالخيول تستعد عند بداية الحلبة.. و نحن نجلس الان تقريبا عند منتصفها..


قالتملاك مبتسمة: لقد فهمت..


وعند حلبة السباق ذاتها.. و لكن عند خط البداية.. امتطىمازن جوادة الذي يحمل الرقم (5) و قال مبتسما: ساحصل هذة المرة علي احد المراكزالاولى..هذا و عد..


قال كمال الذي امتطي جوادة الذي يحمل الرقم (2)منذ لحظاتبابتسامة باردة: لطالما رددت ذلك الهتاف و لم تحققة ابدا..


قال ما زن و هو يغمزبعينه: ساحققة هذة المرة..


قال كمال بحزم: سنري من سيحققة هذة المرة.. انا امانت؟..


قال ما زن مبتسما: لاول مرة اراك متحمسا للسباق هكذا..


ابتسم كمال ابتسامة غامضة و قال: لانى ربما و عدت شخص ما بالحصول علي احد المراكز الاولى..


وقبلان يسالة ما زن عن كنة ذلك الشخص.. سمعا صوت فمكبر الصوت يقول: فاليستعد كل المتسابقين.. سيبدا السباق بعد لحظات..


تحفزت عضلات الجميع علي لجام خيولهم..فيحين استطرد الصوت قائلا: استعداد.. ثلاثة .. اثنان .. و احد.. انطلاق…


وانطلق كل المتسابقين بخيولهم مخلفين و راءهم سحب من الغبار.. و جميع منهم يامل فالحصول علي المركز الاول…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
 
ق

قيصر ميلفات

عنتيل زائر
غير متصل
ج
عاشقة قلب 𝔱𝓗 β𝐋𝓪℃K Ã𝓓𝔞Mˢ

رواية ملاك حبى كامله



رواية جميلة إستمتعوا بالقراءة

ومنتظرة رأيكم ..


” فاقد الشيء.. لا يعطية ”


هل سمعت هذة المقولة منقبل؟..بغض النظر ان كنت ربما سمعتها ام لا..ما رايك بها؟..ان اردت رايى فانا لا اؤيدهذة المقولة..ففاقد الشيء هو الذي يستطيع ان يعطية ..لانة الوحيد الذي شعر بالمفقدانة لهذا الشيء..وهو الوحيد الذي يمكنة ان يعوض من امامة بالشيء الذي خسرة ذاتيوم..فمن فقد حنانا ..يشعر بالم فقدانة و يمنحة لكل من حوله..ومن فقد حبا..يعوضة لمنفقده..لانة يشعر بحقيقة الامه..اظنكم ربما فهمتم ما اعنية لكم..لذا اترككم مع الحكاية ..صحيح انها من محض الخيال..ولكن من يدري؟..ربما تحدث يوماما..





مقدمة :

ملاك هو اسمها..ملاك هى ملامحها..ملاك هى ابتسامتها..ملاك هى صفاتها..قلبها الكبير بحبالناس..لم يعرف معني الكرة ..معني الكذب او الخداع..معني الغرور و الطمع..تخيلت انهاتحيا فعالم لا و جود للشر فيه..عالم ملئ بالخير و الحب..بالتسامح و الطيبة..


هل اخطات عندما عاشت علي افكارها تلك ؟..علي صفاتها تلك..واى صدمة ستعيشها لو علمتبالواقع المر؟..هل سيستطيع احد ان يمنحها حبا يساوى حبها لكل هؤلاء الناس؟..هلسياتى يوم و تري الحب فعيون من حولها؟..وذلك الشخص الذي طالما تمنتة و الذي لميختفى من احلامها لحظة ..يقترب منها و بهمس قائلا..(انت ملاك حبي)..(ملاك حبيانا)..


الجزء الاول


“هي.. و هو”


ابتسمت تلك الفتاة و هى تمشط شعرها الاسود الذي ينسدل علي كتفيها بنعومة و رقة..وتتطلع الي نفسها فالمراة..كانت بيضاء البشرة..رائعة و بريئة الملامح.. تصرفاتها تجعلها اقرب الي الاطفال..مع انها ربما تجاوزت سن الثامنة عشرة..


كانت اشبة بالملاك عندما تبتسم..ابتسامتها ممكن ان تذيب جبالا من الغضب الذي تعيش بداخلك..وكانت مدللة و الدها و خصوصا بعد و فاة و الدتها..وبعد هذا الحادث المشئوم الذي اثر بالجميع فيما عداها هى لانها كانت صغار السن لحظتها..لم تعلم بم يدور حولها..او بم يحدث..فطفلة لم تتعدي الثانية =من عمرها كيف لها ان تدرك ان و الدتها ربما توفت فذلك الحادث..وانها هي..تلك الطفلة الصغيرة باتت سجينة ذلك المقعد الي الابد….




فبعد حادث السيارة المشئوم..اصيبت (ملاك)..الطفلة التي لم تتعدي الثانية =من عمرها يومها..بالشلل..اثر اصابة بعمودها الفقري..


لكن ذلك لم يؤثر فيها كثيرا..فمن جهة و الدها..يغدق عليها بلطفة و حنانة و حبه..ومن جهة اخري هى لم تختلط بمن يماثلونها العمر و يشعرونها بعجزها..فقد كانت تحيا بمعزل تقريبا عن الاخرين..فهى تقوم بالدراسة بالمنزل..تحت اشراف مدرسين متخصصين..





التقطت ملاك تلك الزهرة الصغيرة و ثبتتها باحد اطراف شعرها ..وما لبثت ان سمعت صوت طرق الباب فقالت مبتسمة: ادخل..


دلف و الدها الي الداخل و قال مبتسما و هو يميل نحوها و يلثم جبينها: كيف حال ملاكى اليوم؟..


قالت ملاك مبتسمة: فاقوى حال..ماذا عنك يا ابي؟..


قال و هو يهز كتفيه: لاشيء..عمل فعمل..


ومن بعدها لم يلبث ان ابتسم و هو يغمز بعينه: و ذلك ما دعانى لاعود فسرعة الي صغيرتى الغالية..


قالت و هى تفكر: ابي..لم يبقي علي راس السنة الميلادية شيء و نحن لم نقم بالتجهيز لها..




قال فهدوء: لا يحتاج الامر لكل تلك التجهيزات..سوف نقوم بتزيين البيت بالاضافة الي شراء بعض الحلويات..


قالت فسرعة: لا اريدها ان تكون كالعام الماضى ..اريدها ان تكون مختلفة و متميزة..


مسح علي شعرها و قال: حسنا و ما رايك..ما الذي سيجعلها متميزة ذلك العام؟..


قالت برجاء: ان ندعو اليها ابناء عمى ..


عقد و الدها حاجبية و قال: الم نتحدث فهذا المقال كثيرا يا ملاك؟..اطلبى اي شى الا هذا..


قالت متسائلة: و لماذا؟..فى جميع مرة ترفض البوح لى بالامر ..اننى لم ارهم منذ ان كنت فالسادسة من عمرى و بعدين لم ارهم ابدا..




قال و هو يزفر بحدة: لا تسالينى عن السبب..نحن كذا نعيش براحة بمعزل عنهم..


قالت ملاك برجاء: الي متي يا ابي؟..الي متى؟..لابد ان ياتى يوم و نضطر لان نكون معهم..ففى النهاية عمى هو اخيك ..وابناءة بمثابة ابناء لك..


صمت و الدها و هو يعلم انها علي حق..ولكنة لم يعد يزور اخية و انقطعت بينهم جميع اواصر العلاقات..وهذا قبل اثنى عشر عاما..اسباب عديدة دفعتة لقطع تلك العلاقة..اولها كان..اصرارهم بزواجه..انة ابدا لا يفكر باحضار امراة الي ذلك البيت لتكون بمثابة زوجة اب لابنته..ثم لا يريد ان تشعرها بعجزها و خصوصا و هو يعلم بحال ابنتة و باى اثار ربما يسببة جرح مشاعرها..واشعارها بالواقع الذي تحياه..


والاسباب =الثاني هو انهم دائما ما يشعرونة بعجز ابنتة و يحاولون التلميج بهذا لها.. يحاولون دائما الاشارة انها لن تعيش كباقى البشر .. دون عمل ..و دون قدرة علي فعل شيء ..يستكثرون عليها هذة الحياة التي تحياها .. و يطمعون بكل قطعة نقدية تمتلكها و كانها لا تمتلك الحق فالحياة لمجرد عجزها..انهم لا يفهمون انها ابنته..حياتة كلها ..ولو طلبت نجمة فالسماء لاحضرها لها.. و لهذا لا يريد لاى من اخوتة او ابناءهم ان يعودوا للظهور فحياتة ..لا يريدهم ان يجرحوا ابنتة و لو بكلمة..انها ملاك..الا يفهمون..؟..


(ابى الي اين ذهبت؟..)


قالتها ملاك لتنتزع و الدها من افكاره..والتفت لها ليقول بابتسامة باهتة: افكر فصغيرتى الغالية و ما ذا اشترى لها بمناسبة راس السنة..


– لا اريد الا ما اخبرتك به..


قال متجاهلا عبارتها: اتعلمين يا ملاك ..اليوم و انا اقود السيارة شاهدت متجرا للمجوهرات..دلفت الية و لم استطع مقاومة ان اشترى ذلك لملاكى الصغير..


قالها و هو يظهر قلادة من جيبة و يهبط الي مستواها و يرفعها امام ناظريها..اتسعت ابتسامتها و هى تلمح تلك القلادة الذهبية التي كانت عبارة عن شكل لقلب و بداخلة يتوسط قلب اصغر غير ثابت و متارجح..وقالت بسعادة: ذلك لي..


اقترب منها و الدها و قام بوضع القلادة حول رقبتها..وقال مبتسما: ما رايك بها؟..


قالت بفرحة : اقترب منى يا ابي..


اقترب منها و قال: لم؟..


سقطت بين ذراعية و قالت: احبك يا ابى ..احبك..


ضمها و الدها الية بحنان شديد..وهو يفكر بالمستقبل المجهول الذي ينتظر ابنتة التي لا تعرف عن العالم شيئا…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


علي طرف احدث و فمدينة اخرى..وفى هذا البيت الكبير الذي كان اشبة بالقصر..هتفت تلك الفتاة قائلة بانزعاج: (مازن)..اعد الى احمر الشفاه..


قال ما زن و هو يبتسم بسخرية: لا يوجد لدينا بنات يضعون احمر شفاه..


قالت بحنق: انها حفلة..ماذا تريدنى ان اضع اذا؟..


قال و هو يميل نحوها: يكفيك ما تلطخين بة و جهك من الوان..


قالت بغضب و هى تمد يدها اليه: اعدها الي..


قال و هو يلوح باحمر الشفاة فو جهها ليغيظها: و اذا لم افعل يا انسة (مها)؟..







قالت بانفعال:ساخبر و الدي..


قال بعدم اهتمام: اخبريه..


اسرعت مها تهبط درجات السلم و تتوجة نحو و الدة الذي كان يحتسى كاس القهوة فالردهة الرئيسية..وسمع صوت ابنتة مها و هى تقول: و الدي..يجب ان تجد حلا مع ما زن..


التفت لها و قال: و ما ذا بة شقيقك ذاك؟..


قالت بحنق: لقد اخذ احمر الشفاة الخاص بي.. و يرفض اعادتة لي..


قال و الدها بضجر: و ليس لى عمل غير فض الخلافات بينك و بين اخيك..


قالت بسخط: هو من بدا..


جاءها صوت ما زن و هو يقول: بل هي..تود و ضع احمر شفاة فحفل ساهر..لا تزال **** علي كهذا الامور..


قالت بحدة: انت الطفل..


قال و الدة بملل: الم تكبر علي كهذا الامور يا ما زن؟..لقد تجاوزت الخامسة و العشرين..


قالت مها و هى تعقد ساعديها و قالت: اخبرة بذلك يا و الدي..وقل له ان يعيد احمر الشفاة الخاص بي..


قال ما زن مبتسما: ساعيدة و لكن بشرط..


التفتت له فاردف: ان تعرفينى علي احدي صديقاتك بالحفل..


قالت و عيناها متسعتان: لا بد و ان عقلك ربما اصابة خلل ما ..


تطلع الي احمر الشفاة الذي بيدة و قال: فليكن اذا.. لا تحلمى ان ترى ذلك مرة اخرى.. و دعية الان قبل ان يصل الي سلة المهملات..


قالت باحتجاج: لا تفعل هذا.. انه باهض الثمن..


– امامك حلان اما احمر الشفاة او احدي صديقاتك؟..


مطت شفتيها و قالت: فليكن ساعرفك علي احداهن.. اعدها لى الان..


كاد ان يعطيها اياة و لكنة تراجع قائلا: اقسمى اولا..


قالت بضجر: اقسم علي ذلك..هل ارتحت؟.. هيا اعطنى اياه..


قدم لها احمر الشفاه.. فاختطفتة منة فسرعة و عادت ادراجها الي الطابق الاعلى..اما و الدة فقد تطلع الية بضيق و من بعدها قال: الا تخجل من نفسك يا ما زن من ان تطلب من اختك ان تعرفك علي احدي صديقاتها؟.. و امامى ايضا..


هز ما زن كتفية و من بعدها قال: انها مجرد صداقة بريئة يا و الدي.. و كل الفتيات اللواتى اعرفهن يعلمون مسبقا انى لن ارتبط باحداهن.. انا لم اخدع احدا.. جميعهن يعرفن حدود العلاقة التي بيننا..


قال و الدة بضيق: الا تري ان هذة العلاقات لا تصلح لشاب مثلك؟.. الا تفكر فالاستقرار؟..


ابتسم ما زن و قال: ان كنت تعنى الزواج.. فكلا.. لا افكر بة مطلقا..


هز و الدة راسة بضيق اكبر و قال: انظر الي اخيك انه لا يتصرف كتصرفاتك..علي الرغم من انه شقيقك الاصغر..


قال ما زن بسخرية: (كمال).. انه لا يبالى بشيء ابدا.. انظر الية علي الرغم من اننا سنغادر بعد قليل.. فلم يحضر حتي الان..


– اتصل بة لتعلم اين هو اذا..


التقط ما زن هاتفة ليتصل بكمال و لكن قبل ان يفعل سمع صوت الباب الرئيسى و هو يفتح.. فابتسم ما زن بسخرية و قال: لابد و انه ربما ترك اصدقائة من اجلنا اخيرا.. و قرر الحضور..


التفت و الدة الي حيث كمال و قال و هو يعقد حاجبيه: لماذا تاخرت يا كمال؟..


قال كمال بلامبالاة: لقد نسيت امر حفلة الليلة.. و لم اتذكر الا قبل و قت قصير..


عقد و الدة حاجبية و قال باستنكار: و هل ذلك امر يستطيع المرء نسيانة يا كمال؟..


هز كمال كتفية و من بعدها قال: لقد نسيتة و انتهي الامر..


قال الوالد بعبنوتة و هو يلتفت الي ما زن: استدعى شقيقتك لنغادر .. فلو تناقشت معكم اكثر من هذا.. ربما اصاب بمرض القلب..


القي ما زن نظرة حانقة علي كمال الذي بدا غير مباليا ابدا بما يحدث حوله.. و من بعدها عاد ليهتف مناديا مها: مها.. اسرعى سنغادر بعد قليل..


سمع صوتها من اعلي الدرج و هى تقول بصوت عالي: سوف اتى .. دقائق و احدة فقط..


وما لبثت ان هبطت بعد قليل.. ليغادروا جميعا البيت.. متوجهين الي الحفلة المنشودة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


شعرت ملاك التي كانت تنام بهدوء فغرفتها بلمسات حانية تداعب و جنتها ..فهمست قائلة: اريد ان انام..


سمعت صوت و الدها يقول: هيا استيقظى ايتها الكسولة..


فتحت عينيها ببطء و ارتسمت ابتسامة و اسعة علي شفتيها و هى تقول : ابي.. الم تذهب الي عملك اليوم؟..


هز راسة نفيا.. فسالتة قائلة و هى تعتدل جالسة: و لم؟..


قال و الدها بهدوء: ذلك ما جئت لاحدثك عنه..


تطلعت ملاك الية بحيرة و قالت: و ما هو الذي جئت لتحدثنى عنه؟..


مسح علي شعرها بحنان و من بعدها قال: انت تعلمين ان اعمالى كثيرة داخل و خارج البلاد.. و اليوم ربما حدث امر طارئ يستدعينى للسفر..


عقدت ملاك ساعديها امام صدرها و قالت بضيق: ليس مرة اخري يا و الدي.. ستتركنى و تسافر..


زفر و الدها قائلا: و ما ذا عساى ان افعل يا ملاك؟.. اننى مضطر صدقينى و الا لما غادرت البلاد و تركتك..اتظنين ان امرا بسيطا ربما يجبرنى علي تركك و حدك.. لا ان الامر اكبر من ذلك و على ان اكون هنالك لاستطيع تدارك اي خطا ربما يحدث..


اشاحت بوجهها عنة و قالت و هى تشعر بغصة فحلقها: فالمرة الماضية كذلك تركتني.. هنا لوحدي.. لا اجد ما افعله.. سوي التحدث الي نفسي..


قال و الدها بحنان و هو يضمها الي صدره: ملاك يا صغيرتي.. لا تقولى هذا.. انت اكثر من يعلم اننى اتضايق عندما اراك حزينة..


امسكت ملاك بسترتة و قالت برجاء: اذا خذنى معك .. ارجوك..


ربت علي ظهرها و قال باسف: ليتنى استطيع.. ساكون منشغلا طوال الوقت.. و ساضطر لانتقال من مكان الي اخر.. و ربما لا استقر فمكان ما الا بعد ايام من و جودى هناك..


ابتعدت ملاك عن و الدها و قالت و عيناها متسعتان: ايام؟؟.. اتعنى انك ستغيب كثيرا هذة المرة.. و ستتركنى و حيدة هنا..


– اسبوع لا اكثر..


ترقرقت الدموع فعينيها و قالت بحزن: لقد سامت البقاء لوحدى يا ابى .. لا اريد ان ابقي لوحدى مرة اخرى.. اريد ان اجد من اتحدث اليه..


قال و الدها بحنان و همس و هو يمسح تلك الدموع التي سالت علي و جنتيها: لا اريد ان اري هذة الدموع.. تعلمين انى لا اتاثر الا عندما اري دموعك..


قالت ملاك باصرار: اريد ان اتى معك..


– ليتنى استطيع يا ملاك..


صمتت ملاك بحزن و هى تشعر بان الماضى سيتكرر و تظل و حيدة من جديد.. جميع عام يغادر و الدها البلاد.. ليومين او ثلاثة و يتركها و حيدة.. و لكن هذة المرة سيغادرة لاسبوع كامل.. لا تستطيع ان تبقي فالمنزل مع عدد من الخدم فقط.. تريد ان تتحدث الي احد يفهمها و تفهمه..


وقال و الدها بابتسامة: ستكون معك السيدة (نادين).. و هى المسئولة عنك كما تعلمين فلا تقلقى لن تحتاجى لاى شيء فغيابي..


قالت ملاك بحزن: لا اريد ان ابقي و حيدة..


شعر و الدها بالعطف تجاهها و قال و ربما احس انه ممكن ان يوافق علي اي طلب تطلبه.. و هو يراها فحالتها هذه: ما الذي تريدينة اذا؟..


التفتت له و مسحت دموعها فسرعة لتقول: اريد ان اذهب لمنزل عمى للبقاء عندهم..


قال و الدها فعدم تصديق و دهشة: بيت =عمك؟..انت لا تعرفين احدا منهم ابدا..


قالت ملاك و هى تعض علي شفتيها بالم: علي الاقل ساجد من اتحدث الية هناك..


قال و الدها بحزم: ملاك.. جميع شيء الا هذا.. انا لا اريد لك ان تذهبى الي هنالك و تختلطى بهم لان…


قاطعتة ملاك برجاء: ارجوك يا ابي.. لن اطلب شيئا احدث سوي هذا.. ارجوك..


رق قلب و الدها و هو يراها تتوسل اليه.. و شعر انه قد اخطا عندما جعلها بمعزل عن الاخرين.. ربما يصبح هذا فصالحها.. و لكنة كذلك اسباب لها الشعور بالوحدة.. الشعور بان ليس لديها اصدقاء ممن يماثلونها العمر.. و ربما يصبح هذا سببا فعدم ادراكها لطبيعة البشر من حولها..


وارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتى و الدها ليقول: كما تشائين يا صغيرتي.. سافعل لك جميع ما تريدينه..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


تطلع و الد ما زن الذي كان يجلس خلف ما ئدة الاكل الي المقعد الفارغ و قال متسائلا: اين كمال؟..


اجابتة مها التي كانت تجلس بجوار و الدها: لا يزال نائما..


قال و الدها بضيق: انها الثانية =ظهرا.. اي نوم ينامة الي الان؟..


قال ما زن الذي جلس علي الطرف الاخر للمائدة: الم اخبرك انه لا يبالى باى شيء؟..


قالت مها بحنق: علي الاقل هو ليس مثلك.. دائم الشجار معي..


قال ما زن بابتسامة: انا اقوم بتسليتك.. فلو لم اكن اتشاجر معك لشعرت بالملل..


قالت مها و هى تتناول القليل من طبقها: الملل لدى اروع الف مرة من شجار و احد معك..


ضحك ما زن و قال:الانى المنتصر دائما فهذا الشجار؟..


مطت شفتيها بضيق و لم تجبه..وكاد ان يهم بقول شيء ما .. لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف البيت.. فقال و الد ما زن و هو يواصل تناول طعامه: اجب يا ما زن علي الهاتف..


ابتسم ما زن و قال و هو يتطلع الي مها: اجيبى يا مها علي الهاتف..


قالت مها بحنق: ابى ربما طلب هذا منك انت..


قال بسخرية: عليك الامتثال لاوامر شقيقك الاكبر..


قالت بتحدي: و عليك انت الامتثال لاوامر و الدك..


قال و الدة بغضب: الا تحترمون و جودى حتى؟..


نهض ما زن من مكانة و قال و هو يزفر بحدة: ساجيب يا و الدى علي الهاتف .. لا داعى لكل ذلك الغضب.. لقد كنت امزح فحسب..


قالت مها بصوت خفيض و حانق: مزاحك ثقيل جدا..


توجة الي الردهة الرئيسية حيث الهاتف ليرفع سماعتة و يجيب قائلا: الو.. من المتحدث؟..


تسائل الطرف الاخر قائلا: هل ذلك هو بيت =السيد امجد محمود؟ ..


اجابة ما زن قائلا : اجل ذلك منزلة .. من المتحدث؟..


– انا خالد .. شقيقه..


قال ما زن بحيرة: هل انت عمى خالد حقا؟..


قال خالد بابتسامة باهتة: اجل ..وانت من تكون؟ ..مازن ام كمال؟..


ابتسم ما زن و قال : انا ما زن يا عمي.. كيف حالك؟.. لم نرك منذ لمدة طويلة..


– انا بخير.. هل لك ان تنادى لى و الدك؟..


استغرب ما زن رغبتة فان ينهى المحادثة معة سريعا و لكنة لم يفكر بهذا طويلا و قال بهدوء: حسنا سافعل..


والتفتت الي حيث و الدة ليهتف بصوت مرتفع: و الدي.. عمى يريدك علي الهاتف..


نهض و الدة من خلف طاولة الاكل التي كانت تحتل ركنا من الردهة و قال متسائلا: اي عم تعني؟..


قالها و هو يقترب من حيث يقف ما زن فحين اجاب ذلك الاخير و هو يتطلع الي و الده: انه عمى خالد..


توقف و الدة فجاة و ربما سيطرت علية الدهشة و الاستغراب.. فشقيقة خالد لم يتصل منذ فترة طويلة تجاوزت العام و النصف.. و اتصالاتة كانت تنحصر علي امر يتعلق بالعمل.. او امر مهم ما ..فلابد ان امر ما ربما حدث حتي يتصل به..وواصل كيفية ليلتقط السماعة من ما زن و يجيب قائلا: اهلا خالد.. كيف حالك؟..


هز ما زن كتفية بلامبالاة و سار مبتعدا عن المكان فحين اجاب خالد قائلا ببرود: بخير..


قال و الد ما زن كمن اعتاد علي هذة النبرة من شقيقة : و كيف حال ملاك؟..


توقف ما زن فتلك اللحظة عن السير.. ملاك؟؟.. هل لعمة ابنة؟.. لم يعرف ذلك حتي الان.. انه يستغرب عدم حديث و الدة عن عمة خالد بالذات.. و يستغرب هذة القطيعة بين و الدة و عمه.. و عقد حاجبية و هو لا يزال و اقفا فمكانة منصتا لما يقال..


وعلي الطرف الاخر قال خالد بهدوء: و ذلك ما جعلنى اتصل بك..


قال امجد -والد ما زن- بحيرة: ما ذا تعنى .. هل اصابها مكروه؟..


ازداد انعقاد حاجبى ما زن.. الان هو ربما فهم من هذة المحادثة ان هنالك بنت تدعي ملاك.. و قد تكون ابنة عمه.. و ابية يتحدث عن مكروه.. و كانها من المحتمل ان تصاب بة فاى لحظة.. لكن.. لماذا؟..


قال خالد بحدة علي الرغم منه: ملاك علي ما يرام .. فلا داعى لان تتمني لها ان تصاب باى مكروة ..


قال امجد بهدوء: خالد.. انت تعلم جيدا اننى لست كباقى اخوتك.. و انا الوحيد فيهم الذي عارضهم علي ما يفكرون بة تجاة ابنتك.. اليس ذلك صحيحا؟..


قال خالد و ربما هدات حدة صوته: و لهذا اخترتك انت بالذات.. و لكن اعلم جيدا يا شقيقى العزيز انهم لو طلبوا منك اي شيء لتضر ابنتى لما تاخرت..انت لا تستطيع ان ترفض لهم مطلبا و احدا و هم شركائك.. اليس كذلك؟..


قال امجد بلامبالاة: لا فوائد منك.. علي الرغم من جميع ما فعلتة من اجل ابنتك قبل اثنى عشر عاما..


ازدادت دهشة ما زن و هو يستمع لكل هذة الامور التي اخذت تتدفق من بين شفتى و الده.. اذا ملاك هى ابنة عمى حقا..وهنالك شيء ربما حدث قبل اثنى عشر عاما ادي الي هذة القطيعة بين عمى خالد و البقية من اشقاءه..وابى هو الوحيد الذي عارضهم علي ما يفكرون بة تجاة ابنة عمي.. و لكن بم كانوا يفكرون بالضبط؟.. او ما الذي ينون عليه؟..


قال خالد بهدوء: قبل اي شيء يا امجد اطلب منك ان تعدني.. او ان تمنحنى كلمة منك.. ان ابنتى ستكون علي ما يرام و لن تتاذي من قبل اي منكم سواء بمضايقتها او بالتلميح لها..


قال امجد موافقا: امنحك كلمة شرف ان ابنتك ستكون علي ما يرام و لن يجرؤ احد علي الاقتراب منها حتي لو كانوا ابنائى نفسهم..واقسم علي هذا ايضا..


واردف بتساؤل: و لكن لم تطلب منى ذلك؟..اهنالك امر ما ربما حدث؟..


– انت تعلم باعمالى العديدة.. و ان على ان اسافر بين الحين و الاخر حتي انجز اعمالى بالخارج..وفى جميع مرة اترك ملاك بها ليومين او ثلاثة.. و لكن هذة المرة الفترة ربما تطول الي ما هو اكثر من ذلك.. قد اسبوع او اكثر بقليل.. و عندما اخبرتها بالامر صدقنى لم اراها فحياتى حزينة كما رايتها فتلك اللحظة و هى تطلب منى ان اخذها معي..


تساءل امجد بقليل من الدهشة: و هل و افقت؟..


اجابة خالد قائلا: بكل تاكيد لا.. الامور لا تستقر الا بعد فترة من الوقت كيف لى ان اتركها و حيدة جميع ذلك الوقت .. و فالوقت ذاتة لا استطيع ان اتركها لمفردها فالمنزل.. لهذا فقد كنت انت بمثابة الحل الوحيد..


قال امجد بهدوء: انت تعنى ان تاتى لتبقي عندى فو قت غيابك .. اليس كذلك؟..


– بلي و اعلم انها هى من طلبت منى ذلك.. انها تشعر بالوحدة لمفردها و تتمني ان يصبح لها اصدقاء.. و حسبما اذكر فابنتك مها بمثل عمرها تقريبا.. لهذا ارجو ان لا يخيب ظنها بما تتمني رؤيتة فمنزل عمها..


قال امجد بحزم: بيت =عمها هو بيتها الاخر.. فلا داعى لاى تلميحات..


– علي العموم سترافقها السيدة نادين.. و لن تكون بحاجة لاى شيء..


– ابنتك مرحب فيها فاى و قت..


– ساحضرها غدا صباحا و ارجو ان تكون عند و عدك..


– لا تقلق ساكون ايضا و اكثر..


– الي اللقاء..


اغلق امجد سماعة الهاتف و قال بضيق: لا يزال يضعنى فدائرة الاتهام علي الرغم من انى كنت اقف بجانبة هو و ابنتة دائما ..


سالة ما زن بعتة و الذي بدا يفهم بعض الشيء من الحديث الذي دار بين و الدة و عمه: ابى من هى ملاك؟.. و هل هى اسباب القطيعة بينك و بين عمى خالد؟..


التفت له و الدة و كانة ربما تنبة الي و جود ما زن للتو و قال و هو يعقد حاجبيه: هل كنت تستمع لما اقوله؟..


هز ما زن كتفية و قال: ليس تماما.. و لكن الحديث عن هذة الفتاة اثار دهشتى و خصوصا و انك لم تتحدث عنها ابدا..


زفر و الدة بحدة و قال: اجل هى ابنة عمك.. و هى اسباب القطيعة التي بيننا..


تسائل ما زن بفضول: و لماذا؟..


صمت و الدة للحظات و من بعدها قال: لا داعى لان نفتح صفحة الماضي.. الامور كذا افضل..


ومن بعدها توجة الي احدي الخادمات و ما زن يراقبة بحيرة.. و سمع ذلك الاخير و الدة و هو يقول لتلك الخادمة: جهزوا غرفة النوم التي بالطابق الارضى قبل الغد..


اومات الخادمة براسها و ابتعدت.. فحين شعر ما زن بحيرتة تزداد.. فمن الغريب ان يطلب و الدة تجهيز غرفة نوم بالطابق السفلى علي الرغم من ان لدية غرف نوم اكثر بالطابق الاعلى.. فما فهمة من حديث و الدة ان ابنة عمة ستاتى للبقاء عندهم لفترة من الوقت ريثما ينهى عمة اعمالة بالخارج.. و لكن لم اختار و الدة الغرفة الموجودة بالطابق الارضى بالذات؟..هل يريد ان تكون ابنة عمى بعيدة عنا ام ما ذا؟! ..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(ملاك توقفى عن البكاء يا صغيرتي)


قالها خالد و الد ملاك بحنان و هو يتطلع الي هذة الاخيرة التي جلست الي جوارة علي المقعد الخلفى للسيارة و لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع و هى تشيح بوجهها لتتطلع الي من النافذة بالم ..واردف و الدها ليقول بصوت هادئ: انها ليست المرة الاولي التي اسافر بها يا ملاك.. لا تبكى كذا يا صغيرتى و كانى لن اعود اليك..


قالت ملاك من بين شهقاتها: و لكنها المرة .. الاولي التي ..تتركنى لوقت طويل..


مسح علي شعرها و قال بابتسامة: اريد ان اري ابتسامة علي الاقل قبل ان اسافر.. حتي اشعر بالراحة و انا مسافر.. لا اريد ان اتركك و انا اشعر بالقلق عليك..


التفتت له و قالت بعينين مغرورقتين بالدموع: كيف ابتسم و قلبى يبكى بدموع من دم علي فراقك يا ابى ..كيف؟..


التقط و الدها من جيبة منديلا و شرع يمسح دموعها برفق و حنان و قال بابتسامة مغيرا دفة الحديث لينسيها القليل من احزانها: الا زلت مصرة علي الذهاب الي بيت =عمك؟..


قالت ملاك بعناد طفولي: بكل تاكيد علي الاقل سيصبح هنالك من اتحدث الية من اخبرة باحاسيسي.. برغباتي.. لا ان اكون كالتائهة لا اعلم الي من اتحدث او الي اي شخص اشكى همومي..


قال و الدها و هو يربت علي كتفها: ساتصل بك يوميا و يمكنك ان تشكى لى ما اردت.. اخبرينى ما ذا تريدين ان احضر لك معي..


تنهدت و قالت و هى تنظر اليه: ما يهمنى هو سلامتك يا ابي..


قال مبتسما بمكر: الا تريدين اي شيء حقا؟..


وجدت نفسها تبتسم و تقول: بلي اريد..


واردفت قائلة: اريد ان تجلب لى معك طيرا..


قال بحيرة: يمكنك شراء ما تريدين يا صغيرتى من هنا .. سامنحك المبلغ الذي تريدين و …


قاطعتها قائلة و هى تهز راسها نفيا: لا.. لا اريد شراءة من هنا.. بل اريدة ان يصبح علي ذوقك.. و يصبح متميزا حتي اتذكرك كلما غبت عني..


قال و الدها بحب و هو يحيط كتفها بذراعة و يضمها اليه: لك ما شئت يا صغيرتي..


عقب قولة توقف السيارة.. و سمعا صوت السائق و هو يقول: لقد و صلنا يا سيد خالد..


التفتت ملاك فسرعة الي بيت =عمها.. و فغرت فاهها بدهشة .. و التمع فعيناها بريق اعجاب و هى تقول: اهذا هو بيت =عمى حقا؟..


فما امامها لم يكن اشبة بالمنازل التي راتها.. بل كان اشبة بالقصور.. ببوابتة الكبيرة.. و ضخامة بناءة و حلوة تصميمة .. و حديقتة التي كانت تري منها القليل فقط.. و ان كانت تشعر بمساحتها الكبيرة..وازدردت لعابها لتتغلب علي دهشتها و تشير الي البيت باصابع متوترة بعض الشيء: اهذا بيت =عمى حقا؟؟..


قال و الدها بابتسامة باهتة: لا تخدعك المظاهر يا صغيرتي..


– ما ذا تعنى يا ابي؟..


قال بهدوء و هو يلتفت عنها: ربما يبدوا لك البيت جميلا من الخارج و لكن ما ذا عن الداخل؟..


كان يعنى بقولة اصحاب هذا البيت.. و لكنها لم تفهمة و ظنت انه يعنى البيت بتاثيثة الداخلي.. و قالت مبتسمة: اكثر جمالا بكل تاكيد..


ابتسم و قال متحدثا الي نفسه: ( لن يمكنك فهم ما اعنية ابدا يا صغيرتي.. لانك لم تكن لك اية علاقات الا معى و مع السيدة نادين..اشعر بالخوف تجاهك من جميع ما حولك.. و جميع ما يحيط بك.. كيف ممكن ان تواجهى العالم لو لم اكن انا موجودا .. كيف لك ان تواجهى جشع اعمامك و مكرهم .. كيف لك ان تواجهى خبث الناس من حولك.. هل اخطات يا صغيرتى عندما ابعدتك عن الناس خوفا من ان يجرحوا مشاعرك؟ .. هل ذلك هو خطاى انا؟..)


وتطلع الي البيت و هو يتمني من جميع قلبة ان يعاملها اخية و ابناءة كما يتمني هو او كما تتمني هذة الملاك الصغير.. لو جرحوا مشاعرها لمرة فما الذي ربما يحدث لها.. لو حاولوا ان يلمحوا يوما عن عجزها.. كيف ستتصرف؟..


ووجد نفسة يتردد فان يترك ملاك عند اخية .. و لكن حماسة ملاك المفاجاة جعلتة يتراجع عندما سمعها تقول بسعادة: ابى اريد ان اري البيت من الداخل ايضا.. متي سنهبط من السيارة؟ ..


قال و الدها بابتسامة شاحبة بعض الشيء و هو يفتح الباب المجاور له: الان يا صغيرتي..


واردف و هو يتحدث الي السائق: افتح صندوق السيارة..


اسرع السائق ينفذ الامر.. فخرج خالد من سيارتة و توجة الي خلف السيارة ليلتقط هذا الكرسى المتحرك الذي اصبح رفيق ملاك الدائم.. و فردة ليحركة الي جانب الباب المجاور لملاك.. و فتح الباب ليقول بابتسامة: هل اساعدك؟..


قالت مبتسمة: لقد اعتدت هذا.. صدقني..


قالتها و هى ترفع نفسها قليلا من علي مقعد الكرسى باستعمال كلتا ذراعيها.. و توجة ثقل جسدها الي الكرسى المقال بجانب السيارة..واستقرت علية .. فابتسم و الدها و هو يدفع المقعد قليلا و يغلق باب السيارة و التفت الي السائق قائلا: انتظرنى هنا ريثما اعود..


عاد السائق ليومئ براسه.. فدفع خالد مقعد ملاك امامه.. و ابتسم يشرود و هو يتطلع الي البيت الموجود امامه.. و توقف لوهلة و هو يقول: هيا يا سيدة نادين..


كانت نادين سيدة تجاوزت الثامنة و الثلاثين.. طيبة القلب و تهتم بكل شئون ملاك.. و ذلك ما كان عزاءة فمحنة ابنته.. ان تجد القلب الذي يعطف عليها.. و تكون كام او اخت لها..


خرجت السيدة نادين من السيارة و هى تحمل حقيبة متوسطة الحجم و قالت فسرعة : فالحال يا سيد خالد..


وابتسمت ملاك ابتسامة تحمل ما بين السرور و القلق..القلق مما ربما يصادفها خلف ابواب هذا البيت.. ضمت معطفها الي جسدها و تساءلت بالرغم منها متحدثة الي نفسها : (هل سيصبح العيش بمنزل عمى كما تخيلتة و تمنيته؟ .. ام انى سانصدم بالحقيقة القاسية ؟)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء الثاني

” ..هنالك ..”


قالت مها بحنق و هى تشير الي باب غرفتها: هلا خرجت يا ما زن و الا ناديت لك و الدى الان..


قال بسخرية: لم اثر جنونك بعد..


قالت بحدة: اخرج .. اخرج الان..


هز كتفية و قال: علي جميع حال كنت ساخرج لان لدى موعد مع صديق لي.. لذا.. مع السلامة يا اختى العزيزة..


توجة الي الخارج ليسير فالممر و من بعدها يهبط درجات السلم .. و توقف بغتة و هو يستمع صوت رنين جرس الباب..وراي الخادمة و هى تتوجة الىالباب و تفتحه..ومن بعدها سمعها تقول: تفضل يا سيد خالد بالدخول..


عمة خالد هنا؟..ياللغرابة انه لم يزرهم منذ لمدة طوي.. لحظة.. كيف نسى هذا؟.. عمة اتصل بالامس من اجلابنتة ..صحيح!..لقد قال انه سياتى غدا ليصحب معة ابنتة الي هنا.. كيف نسى هذا؟..


وتطلع الي الباب و هى ينتظر ظهور ابنة عمة المرتقبة بلهفة..تري كيف شكلها؟.. هل هى رائعة ام لا؟.. و كم عمرها؟ .. اذا كان ما حدث قبل اثنى عشر سنة.. يعنى قد تكون هى الان علي الاقل ذات اربعة عشرة عاما.. ابتسم لنفسة بسخرية.. قدتكون ابنة عمة التي ينتظرها **** ليس الا.. يا لغباءه.. ايظن انها يجب ان تكون فتاةفى العشرين من عمرها و …

(( انا لست ****))..


((كمال.. دعهاوشانها))

اتسعت عيناة و هو يشعر بغرابة ما جال بباله.. ما هذة العبارات التي دارت بذهنه.. بل من قال هذة العبارات.. يشعر انها مدفونة فعقلة منذ زمن طويل.. ما باله؟.. ما الذي يقولة الان؟..


ورفع عيناة ليتطلع الي عمة خالد الذي دلف الىالداخل و اخذت عيناة تجول بحثا عن ابنة عمه.. و راي السيدة نادين و هى تدخل حاملةحقيبة امامها.. و عقد حاجبيه.. ان هذة المراة كبار جدا.. اذا اين هى ابنة عمه؟.. قد لم تدخل بعد او…


وانتبة فتلك اللحظة فقط الي المقعد الذي كان موجوداامام عمة خالد..وتوجهت انظارة الي تلك الجالسة امامه.. و التي كانت تطرق براسها و هيتداعب قلادتها باناملها.. و اتسعت عيناة فدهشة و ذهول.. هل ابنة عمة تلك كانت فتاةمشلولة عاجزة ؟؟!..


فالوحيدة التي كانت ممكن ان تكون ابنة عمة هى الجالسة علىذلك المقعد.. الان فقط فهم لم و الدة اختار الغرفة الموجودة بالطابق السفلي..ولميستطع ما زن ان يلمح ملامحها بشكل جيد و خصوصا و هى تطرق براسها و لكنة لمح شعرهاالاسود الذي ينسدل علي كتفيها كشلال من الماء..وهبط احدث الدرجات ليتقدم منهم و يقولبابتسامة رسمها علي شفتيه: اهلا عمى خالد.. لم نرك منذ مدة..


قال خالد ببرود: اهلا ما زن.. اين و الدك؟..الم تنادية الخادمة بعد؟..


فى تلك اللحظة رفعت ملاكعينيها لتتطلع الي المكان من حولها.. و شعرت بالانبهار و هى تري مظاهر الفخامةوالثراء الذي ينعكس فاللوحات الفنية و التحف و الاثاث الفاخر.. و الثريات التي تملاسقف الردهة.. و من بعدها لم تلبث ان تطلعت الي ما زن الواقف امامهم.. كان شابا و سيمالملامح.. طويل القامة. . ذا شعر اسود و عينان سوداوان كذلك.. يرتدى بنطالا اسودوقميصا يجمع ما بين اللونين الرمادى و الاسود..وقال ذلك الاخير مرحبا: تفضل يا عميبالدخول..


قال خالد بلامبالاة: الطائرة ستغادر بعد ساعتين.. انا مستعجل .. هلاناديت لى و الدك..


التفت ما زن ليفعل لولا ان راي و الدة يتقدم منهم و هو يقولبابتسامة: اهلا خالد..كيف حالك؟.. و كيف حال ملاك؟..


قالها و هو يتطلع الي ملاك.. فقال خالد بهدوء: بخير.. لا تنسي و عدك لى يا امجد..ملاك امانة عندك..


قال امجدوهو يتطلع الي ملاك بابتسامة: ستكون فمنزلها..


واردف قائلا و هو يتحدث الىملاك: كيف حالك يا ملاك؟.. لقد اصبحت عروسا جميلة.. احدث مرة رايتك بها كنت فيالسادسة من عمرك..


ارتسمت ابتسامة تجمع ما بين السرور و الخجل و هى تقول: بخير ..


فى تلك اللحظة و جدها ما زن فرصة ليتطلع الي ملاك.. و خصوصا و انها غير منتبهةله.. و برقت عينية ببريق الاعجاب و هو يتامل ملامحها التي تقطر براءة.. و ابتسامتهاالتى تجعلها كالاطفال ..بشرتها الناصعة البياض و شعرها الاسود الناعم الذي ينسدل علىكتفيها برقة..ليصنعا ضدان غاية فالروعة..ولون عينيها السوداوان و الذي جعلهاكالدمية ..كانت ترتدى معطفا بنى اللون ذا ياقة من الفراء ..


وايقظة من تاملاتهكف و الدة الذي و ضعت علي كتفه.. و سمع صوتة و هو يقول: ذلك ابنى ما زن كما تعرف.. اكملدراستة الجامعية و هو يعمل معى الان بالشركة..


واردف قائلا: اما كمال فهو فسنتهالرابعة بالجامعة.. و مها فالسنة الاولى..


قال خالد بهدوء: اذا ملاك اصغرهمسنا.. فهى ستبدا دراستها الجامعية للتو..


فى تلك اللحظة لاحظ ما زن اختة التيهبطت درجات السلم و قالت بابتسامة: ما الامر؟.. لم كلكم مجتمعين هنا؟..


وانتبهتالي عمها الواقف و قالت بابتسامة و اسعة: عمى .. انت هنا.. منذ متي لمتزورنا؟..


قال خالد بهدوء:ظروف العمل..


واردف و هو يتحدث الي امجد: ملاك كماتعلم تدرس تحت اشراف اساتذة متخصصين و سياتون فموعدهم.. ان لم يكن لديكمانع..


قال امجد و هو يهز راسه: ابدا.. فليحضروا فاى و قت..


شعرت مها فتلكاللحظة بمازن و هو يلكزها و يقول بسخرية: لقد ادركت اليوم فقط انك لا تملكين ايجمال..


قالت مها و هى تلتفت له بحنق: ما ذا؟؟..


قال مبتسما و هو يلتفت عنهاويتطلع الي ملاك: انظرى الي ابنة عمى و ستدركين مدي صحة قولي..


تطلعت مها الي حيثينظر..ومن بعدها لم تلبث ان قالت بذهول و هى تلتفت له و بصوت حاولت ان تجعلة خفيض قدرالامكان: تلك المقعدة؟!..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: هل فهمت الان سر تجهيزغرفة بالطابق الارضى لها..


– و لكن.. لم اتخيل ابدا ان ابنة عمي.. مقعدة.. لماتخيل هذا ابدا..


– اصمتى الان و الا انتبهوا لنا..


فى الوقت ذاتة كان خالديلتفت الي ملاك و يقول بصوت حاني: و الان يا صغيرتى على ان اغادر..


اسرعت تمسكبذراعة و تقول برجاء: ابقي قليلا معي..


تطلع الي ساعتة و قال بابتسامة باهتة: ليتنى استطيع.. و لكن لم يبقي علي موعد الطائرة الا ساعة و اربعون دقائق و هى بالكادتكفينى للوصول الي المطار و انهاء الاجراءات..


ترقرقت فعينيها الدموع فهبطوالدها الي مستواها و قال و هو يمسح علي شعرها: كم مرة قلت لك؟.. لا اريد ان ارىدموعك.. لا اريد ان اقلق عليك قبل ان اغادر..


قالت و هى تشد من مسكتها لذراعه: لاتنسي ان تتصل بى عندما تصل.. اتصل بى جميع يوم.. ارجوك..


– سافعل يا صغيرتي..اهتميبنفسك جيدا.. ستكونين فايدى امينة..


واردف متحدثا الي نفسه: (او ذلك ما اتمناه)..


اومات ملاك براسها بصمت.. و هى تشعر انها لو تحدثت فدموعها ستسيل دوناستئذان.. فقال و الدها و هو يداعب و جنتها: ساغادر الان يا صغيرتي.. اراكبخير..


وجذب كفة بهدوء من يدها و اعتدل و اقفا ليقول للسيدة نادين: اعتنى بهاجيدا..


قالت السيدة نادين بهدوء: لا تقلق عليها يا سيد خالد.. ملاك هى اختيالصغيرة..


ومال خالد علي ملاك ليقبل جبينها بحنان و من بعدها يقول: الي اللقاء ياملاكى الصغير..


قالها و سار عنها مبتعدا الي باب البيت و قلبة يعتصر بالالم و هويري نفسة مرغما علي ترك ملاك فمنزل شقيقه.. و الذي كان يرفض دخولها الية مهماحصل.. لكن هى من توسلتة و ترجتة ان تذهب الي هناك.. و هو يتمني الان ان لا يصبح قداخطا عندما نفذ لها رغبتها تلك…


لم يشعر احد بملاك التي اطرقت براسها فالموحزن و هى تسمع صوت الباب يغلق خلف و الدها..تبخر جميع انبهارها بالمنزل.. و تبخرترغبتها فالمكوث بنزل عمها منذ ان رات و الدها يظهر منه.. تريد ان تلحقه.. تذهبمعه.. لا تريد البقاء هنا.. فلياخذها معة و لو الي الجحيم.. و هتفت بغتة بحزن: ابيارجوك.. لا تغادر و تتركني.. ارجوك..


قالت نادين بهدوء و هى تتطلع الي ملاك: انستى .. لا داعى لكل ذلك الحزن.. سيتصل كما و عدك..


عضت ملاك علي شفتيها بحزن و قالت: لقد غادر و لن استطيع ان اراة قبل اسبوع.. اسبوع كامل..اريد الذهاب معه.. فلياخذنيمعه.. لا اريد البقاء هنا..


لم تهتم ملاك بكل من يراقبونها.. امجد الذي شعر انهيتطلع بطفلة متعلقة بوالدها حتي الجنون.. و مها و ما زن اللذان شعرا بمدي قوة العلاقةبين ملاك و والدها..والتفتت نادين الي امجد فتلك اللحظة و قالت: سيد امجد.. هلاارشدتنى الي غرفة ملاك.. انها بحاجة الي الراحة الان..


شعرت مها بالشفقة و العطفتجاة ملاك .. و هى تري هذة الفتاة التي فمثل عمرها و التي قدر لها ان تبقي حبيسةهذا المقعد الي الابد.. و اجابت هى عوضا عن و الدها: سارشدك اليها انا..


قالتهاوتوجهت الي ما خلف مفعد ملاك لتدفعها و تحرك المقعد و لكن ملاك قالت باعتراض و هى تمسحدموعها فسرعة: لا تدفعيه.. يمكننى ان احركة بنفسي..


قالت مها بحيرة: و لكنيساساعدك فقط..


قالت ملاك بالم: لا احتاج لمساعدة من احد.. فطوال عمرى كنت اتصرفبمفردى و لا يفكر احد بمساعدتي.. لا احد سوي و الدى الذي رحل..


قالت مها بابتسامة: و لكنة سيعود علي اية حال.. و الان تعالى معى سارشدك الي غرفتك..


قالتها و هى تسيرالي جوار مقعد ملاك التي كانت تحرك المقعد الي جوار مها..وفتحت مها اخيرا بابالغرفة بعد ان و صلوا اليها و قالت متسائلة: ما رايك بها؟..


ومع ان الغرفة كانتاكبر من غرفة ملاك التي بمنزلها بمرتين و مع انها كانت ملحقة بصالة صغار و دورة مياهخاصة بالغرفة.. الا ان ملاك احست بالحنين لغرفتها السابقة و التي لم تفارقها يوماقط.. لا تعلم كيف ستنام خارج منزلها.. و كيف ستقضى هذة الايام مع ابناء عمها اللذينلا تعرفهم جيدا..وقالت ملاك اخيرا بهدوء: جميلة..


ابتسمت مها بمرح و قالت و هيتدلف الي الغرفة: من؟.. الغرفة ام انا؟..


وقبل ان تجيب جاءهم صوت ما زن و هو يقولبسخرية: طبعا الغرفة..


وضعت مها يدها عند خصرها و قالت بحنق: ما الذي جاء بكالي هنا؟.. انها غرفة ابنة عمي..


قال بدهشة مصطنعة: حقا؟.. لم اكن اعلم.. لقدظننت انها غرفتى انا..


واردف و هو يضع حقيبة ملاك التي كان يحملها بجوار الخزانة: لقد جئت لاوصل هذة الحقيبة الي ابنة عمي..


قالت مها مستفسرة: و اين تلك المراةالمسئولة عن ملاك و التي كانت تحمل هذة الحقيبة اذا؟..


قال ما زن بابتسامة و هويلتفت الي حيث ملاك الجالسة بصمت: لقد طلبت من الخادمة ان توصلها الي حيثغرفتها..


قالت مها و هى تتوجة نحوه: لو راك و الدى هنا يا ما زن.. فسوف يغضب مندخولك الي غرفة ابنة عمي..


قال ما زن بابتسامة و هو يستند الي باب الغرفة: اهذاجزائى لانى اوصلت الحقيبة الي الغرفة؟..


قالت مها باستخفاف: يالك من شاب مكافحونشيط.. اتعبت نفسك كثيرا..كان يمكنك ان تمنح الحقيبة لاحدي الخادمات و هى ستجلبهاالي هنا..


قال ما زن و هو يعقد ساعدية امام صدره: لا اثق بالخادمات..


– منذمتى؟..


– منذ اليوم ان اردت..


التفتت مها الي ملاك التي اطرقت براسها بالموكانت شاردة بافكارها.. و كانها غير موجودة فالمكان.. فاقتربت مها من ما زن و قالتبرجاء: اخرج الان.. دعها لوحدهاحتي ترتاح.. لا اريد ان نزيد عليها همومهابشجاراتنا هذه..


تطلع ما زن الي ملاك و ابتسم قائلا: معك حق..


ومن بعدها اردف و هويهتف بملاك: ملاك..


رفعت ملاك راسها الي ما زن الذي هتف بها.. و تطلعت الية بصمت.. فقال بابتسامة: سعدت برؤيتك يا ابنة عمي..


قالها و استدار عنهم ليغادر الغرفة.. فحين شعرت ملاك بغرابة جديدة اليها فهى لم تعتد ان يصبح لها ابناء عم بعد.. حتىكلمة ابنة عمي.. تشعر بوقعها غريب علي اذنيها ..ولكنها لم تهتم كثيرا لذلك..واخذتتطلع الي قلادتها و تداعبها باناملها..


اما مها فقد تنهدت بارتياح و قالت: و اخيراذهب..


سمعت بغتة صوت ما زن و هو يعود الي المكان قائلا: لا تفرحى بسرعة كذا .. هاقد عدت..


– ما ذا تريد الان؟..


قال مبتسما:والدى يقول ان الغداء سيصبح بعدساعتين.. فارجو ان لا يتخلف احد..


قالت مها بسخرية: لا احد سيتخلف عن موعدالغداء سواك..


غمز لها بعينة و قال: لا اظن ان ذلك سيحصل هذة المرة..


قالهاوابتعد.. فالتفتت مها الي ملاك و قالت و هى تسير الي حيث هذة الاخيرة: معذرة ان كناقد ازعجناك.. و لكن هذة هى طبيعة ما زن دائما يهوي استفزازي..وانا بدورى اتشاجرمعه..


هزت ملاك راسها و قالت: لا عليك..


تطلعت مها الي ملاك و هى تشعر انهاتبدوا هادئة اكثر من اللازم.. و لا تتحدث الا اذا حدثها احدهم.. و قالت متسائلة لعلهاتجعل ملاك تتحدث اليها و تعتاد المكان: فاى سنة دراسية انت يا ملاك؟..


– سابدادراستى الجامعية للتو..


قالت مها بابتسامة باهتة و هى تجلس علي طرف الفراش: هذايعنى انك تصغرينى بعام..


لم تعلق ملاك علي عبارتها.. فقالت مها و هى تستحثها علىالحديث: كيف تبدوا الدراسة تحت اشراف اساتذة بالمنزل؟.. طبعا اروع بمائة مرة منالدراسة فجو الجامعة و الطلبة و الحصص.. اليس كذلك؟..


تطلعت لها ملاك و من ثمقالت: بل اتمني ان اكون فجو كهذا.. بدلا من ان اكون حبيسة البيت.. و ذلك المقعدايضا..


اسرعت مها تغير المقال عندما شعرت انه ربما يالم ملاك و قالت: انت لم تريشقيقى كمال بعد.. انه يكبرنى بثلاثة اعوام.. و غير مبالى ابدا.. و لكنة اروع من ما زنعلي الاقل.. فهو لا يتشاجر معى ابدا..


قالت ملاك و هى تتنهد: ليت لدى شقيق مثلك.. حتي لو كان سيتشاجر معى طوال اليوم..


شعرت مها ان جميع حديثها لملاك يرجع هذهالاخيرة الي الواقع المرير التي تحياه..وقالت مبتسمة: اتعلمين.. لم نري عمى خالدمنذ فترة طويلة.. و لم اكن اعلم انه لدية ابنة.. و لولا هذا لطلبت منة ان ياتى بك الىمنزلنا معة عندما يحضر..


قالت ملاك و هى تهز راسها: لن يوافق..


– و لم؟..


قالت ملاك و هى تزفر بحدة: لطالما طلبت منة ان يدعو كم الي منزلنا.. و لكنهكان يرفض..


عقدت مها حاجبيها و قالت بغرابة: و لماذا؟..


قالت ملاك و هى تهزكتفيها بقلة حيلة: لست اعلم.. فكل مرة يقول ذلك اروع لك..الامور هكذاافضل..

ومن جانب احدث تطلع ما زن الي و الدة و قال بحيرة: ما ذا تعنى يا و الدى بقولك ان الامور كذا افضل؟..


تطلع الية امجد بحزم و قال : اعنى ان لا تفتح صفحاتالماضى .. فالامور كذا اروع بكثير..


قال ما زن بحيرة: و لكنى اريد ان اعرف سببهذة القطيعة بينك و بين عمي..


قال امجد بحدة: اخبرتك انها بسبب ابنتة ملاك..


– اعلم.. و لكن لماذا هي؟.. ما الذي فعلتة لتكون سببا فهذة القطيعة بين اسرتها و جميعاسر اعمامي؟..


تنهد امجد بقوة و من بعدها قال: ان اردت الحقيقة فهى لم تفعل شيئاابدا..


تسائل ما زن باهتمام: اذا؟؟..


اشار له و الدة ليجلس علي المقعد و من ثمقال: الامر بدا بعد و فاة و الدة ملاك بعامين تقريبا.. فمن حينها و خالد يبدوا غريبا.. صامتا.. انطوائيا.. لا يهتم بشيء سوي ابنتة و خصوصا بعد ان علم انها اصيبت بعمودهاالفقرى و ستظل عاجزة الي الابد..


قال ما زن فسرعة: و بعد؟؟..


اكمل امجدقائلا:وحينها فعل شقيقى ما لم يتوقعة احدنا.. فقد سجل نص شركتة باسم ابنتهملاك..


جلس ما زن علي المقعد و قال بهدوء: لو كنت مكانة لفعلت المثل..


عقدامجد حاجبية و من بعدها و اصل قائلا: و ذلك التصرف لم يعجب عميك و عمتك ابدا.. فلو حدث شيءلا قدر **** لخالد.. فستنتقل نص الشركة الي ابنتة ملاك.. مع ان نصيبها فالميراثسيصبح اقل من ذلك بكثير..وخصوصا و انه ليس لدية ابناء فستتوزع حينها باقى الورثة علىاخوته.. المهم انهم يومها قرروا ان يبداوا بابسط الطرق اليه.. فحاولوا اقناعهبالزواج من بنت ما .. و طبعا كانوا متفقين معها ان تقنعة بعد الزواج بكتابة نصفالشركة باسمها و بالتالي يصبح خالد و شركتة فايديهم..


قال ما زن بغرابة: جميع هذاوانت صامت يا ابى لا تفعل شيئا..


– و ما ذا عساى ان افعل؟.. لو و قفت الي جوار اخيلسحبوا راس المال من شركاتى و لخسرت شركاتى و لاضطررت لدفع الخسارة من جيبيالخاص..


قال ما زن بحنق: و لكن عمى لم يابة لكل هذا.. و جعلهم يسحبون اموالهم منشركتة و يتخلون عنة اليس كذلك؟ ..


تنهد امجد و قال و هو يومئ براسه: بلى.. و لا يزاللحكاية بقية.. فبعد هذا ذهبوا الية جميعا..وطالبوة ان يتراجع عن تسجيل نص الشركةباسم ملاك.. فهى ستكون عاجزة طوال عمرها.. لن تستفيد من الشركة.. و يمكنة بدلا منذلك ان يضع مبلغ فحسابها.. و لكن شقيقى خالد عارضهم و بشدة و طلب منهم ان لا يتدخلوافى حياته.. لان تلك هى شركتة و من حقة ان يسجلها باسم من يشاء.. و استمروا بتهديدهبانة لو لم يفعل لهم ما يريدون فسيحيلون حياتة و حياة ابنتة الي جحيم و خصوصا ستظلعاجزة طوال عمرها و اي كلمة منهم ربما تؤذيها.. و لهذا انعزل خالد مع ابنتة فمنزلبمكان ما من البلاد.. و لا احد يعرف مكانة ابدا حتي الان..


عقد ما زن حاجبية و قالباستغراب: الم يحاول احد اعمامى الاتصال به.. او البحث عنه؟..


– بلي و لكن دونمافائدة.. و عندما راوا انهم يعجزون عن الوصول الي بيته.. اكتفوا بتهديدة بالشركة.. و لكن.. حتي الان لا يزال خالد صامد فو جههم..


قال ما زن بحزم: و الي متي سيصمد ياوالدي؟.. هل ستتركة لوحدة يتحدي جشع اعمامي؟..


زفر امجد و شبك اصابع كفية و هويقول: لست اعلم..فليس فيدى ما افعله..المهم الان..اننى لا اريد لاحد ان يعلم انملاك ابنة اخى موجودة فهذا البيت..


قال ما زن بحيرة: و ما ذا نقول لعمى او عمتيلو جاءوا لزيارتنا؟..


قال امجد و هو بلوح بكفه: اي شيء.. صديقة مها و ربما جاءتلتقضى بضع ايام هنا.. ريثما ياتى و الدها من الخارج.. و لا تنسي نبة علي شقيقكوشقيقتك ان لا يعلم احد عن و جود ملاك ابنة عمك فمنزلنا.. و بالنسبة للخدم فساتصرفبالامر..


واردف بلهجة قاطعة: يمكنك الان الخروج بعد ان عرفت جميع ما تريد انتعرفه..


هز ما زن كتفية بلامبالاة و من بعدها نهض من مجلسة ليغادر غرفة المكتب.. و انكان يشعر بالشفقة تجاة ابنة عمة التي و لدت لتواجة قسوة الحياة و واقعهاالمر…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


جلست ملاك خلف ما ئدة الاكل بصمت.. لم تحاولالحديث الي اي احد و هى تكتفى بالانشغال بالاكل.. او التظاهر بهذا الانشغال.. جميع ما كان يشغل بالها هو و الدها و حسب.. لقد كانت فهذا الوقت .. تتناول اكل الغداءمعه.. يتحدث اليها و يمزح معها.. و يحاول بشتي الطرق ان يرفة عنها و لو فساعاتهالمعدودة التي يقضيها معها..


ايقظها من شرودها صوت عمها و هو يقول: هل استيقظتللتو يا كمال؟..


رفعت راسها الي من يتطلع الية عمها و شاهدت ابن عمها كمال.. الذيكان يهبط درجات السلم فتلك اللحظة..كان يشبة ما زن فلون شعرة الاسود.. و لكنة كانحاد النظرات.. بشرتة تتمتع بسمرة خفيفة و وسامة و اضحة.. و ان كان فطول ما زنتقريبا.. و يرتدى بنطالا من نوع الجينز .. و قميصا ذا لون اسود..


وتثاءب كمال و هويقول بلامبالاة: اجل..


قال و الدة بتهكم: و لم لم تكمل نومك اذا؟..


قال كمالوهو يقترب من طاولة الطعام: لا داعى للسخرية يا و الدي.. ها انذا استيقظت و جئتلتناول اكل الغداء مع…


بتر عبارتة و عقد حاجبية و هو يتطلع الي ملاك التي كانتتحرك الملعقة فالطبق بلا هدف..فاسرع و الدة يقول: نسيت ان اعرفك .. هذة ابنة عمكملاك..وقد جاءت لتقضى بضعة ايام هنا ريثما ياتى و الدها من السفر..


جذب كمالمقعدا و قال بدهشة: ابنة عمي؟؟.. اي عم؟..


– عمك خالد..وكما اخبرت ما زن و مها منقبل.. ذلك الكلام لا نريد ان يعرف بة احد سوانا نحن.. انا اثق بكم جميعا لانكمابنائي.. الجميع من خارج البيت سيعرفون ملاك علي انها صديقة مها.. هل هذامفهوم؟..


قال كمال و هو يتناول قطعة من الجزر: و لم جميع هذة السرية؟..


قال و الذهبحزم: افعل كما اخبرتك فقط..


التفت كمال الي ملاك ليتطلع اليها بنظرة قصيرة.. و عاد يلتفت الي و الدة و هو يقول: و اين كانت ابنة عمى عنا جميع هذة السنين؟..


توقفتملاك عن تحريك الملعقة فالطبق و هى تنصت لما سيقال .. لو كان يعلم انها كانت تتمنىالحضور الي هنا طويلا.. و لكن و الدها كان دائما ما يرفض.. لما قال هذا..


فى حينقال امجد بحدة: تكلم بادب يا كمال.. فهى ابنة عمك اولا.. و فمنزلنا ثانيا..


هزكمال كتفية و قال: لم اقل ما يزعج.. فقط استفسر عن سر اختفاءها جميع هذة السنوات.. و لملم نرها الا عندما سافر و الدها..


اجابة و الدة قائلا: لم يكن لدي و الدها حل الاابقاءها هنا.. و خصوصا انه سيقضى فترة بالخارج ستتجاوز الاسبوع و ربما…


( عناذنكم)


قالتها ملاك و هى تستدير بمقعدها مغادرة الطاولة .. فقالت مها بضيق: هلاعجبك ذلك يا كمال؟.. بالكاد و افقت ان تتناول اكل الغداء معنا.. و الان انت تجعلهاتغادر الطاولة بعدم مبالاتك فيها و بشعورها و انت تتحدث عنها هكذا..


صمت كمال بدهشةوهو يتطلع الي ملاك التي ابتعدت عن المكان و توجهت الي غرفتها.. و من بعدها لم يلبث انقال و هو يلتفت اليهم و الدهشة لا زالتتعلو قسماته: لم اكن اعلم من قبل انهامقعدة…


قال ما زن بحنق: و هل كان ذلك سيغير من لا مبالاتك شيئا؟ ..


قال كمالوهو يمط شفتيه: لست انسان معدوم الاحساس يا ما زن..


قال ما زن و هو يلتفت عنه: و اضحجدا..


فى حين قال امجد بحدة: يكفى جميعا.. و انت يا مها.. اذهبى اليها فيغرفتها.. و حاولى ان تتحدثى اليها..


اومات مها براسها و هى تغادر طاولة الطعاموتتجة الي غرفة ملاك .. فحين قال امجد بعصبية: اسمع يا كمال.. ان كنت ستتحدث بهذهالكيفية الي ابنة اخي.. فالاروع ان لا تتناول اكل الغداء او العشاء معنا مرةاخرى..


قال كمال بضيق: لم اقل ما يغضب يا و الدي..ثم لم كن اعلم انها بنت حساسةاكثر من اللازم..


– لقد تربت ملاك و عاشت طوال عمرها و حيدة.. و لهذا فهى لا تستطيعان تتقبل الامور بسهولة.. لو اردت رايى فهى لن تكون حساسة فقط.. بل قد عدائيةايضا.. و لهذا ارجو ان تعاملوها جميعا بلطف.. انه اسبوع و احد لا اكثر..


قال كمالوهو ينهض و اقفا: ليس ذنبى ان احتمل بنت مثلها..


قال ما زن بحدة: انها ابنة عمكقبل جميع شيء..


قال و الدة و هو يحاول ان يهدئ نفسه: حسنا لن اطلب منك ان تحتملوجودها.. فقط اطلب منك ان لا تجرحها باى كلمات.. و لو تجاهلت و جودها سيصبح ذلكافضل..


قال كمال و كانة لم يسمع اي حرف مما قيل: عن اذنكم..


– الىاين؟..


قال كمال و هو يمط شفتيه: الي النادي..


قالها و غادر المكان.. و فتلكاللحظة عادت مها قائلة و هى تهز راسها: لقد رفضت العودة لتناول اكل الغداء معنا مرةاخرى..وتقول انها متعبة و ستنام..


واحس ما زن بالشفقة تجاة ملاك و خصوصا و هو يلمحصحنها الذي كان ممتلا عن اخرة و لم تتناول منة و لا قطعةواحدة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


تطلعت ملاك بملل الي باب غرفتها.. هل جاءتهنا لتسجن نفسها؟.. ثلاث ساعات منذ ان غادرت طاولة الطعام.. لم تعلم لم شعرت بك لذا الضيق و الالم من عبارات كمال .. قد لانة و جة لها اتهاما صريحا فكلماتة علىانها لم تاتى هنا الا من اجل مصلحة ليس الا.. لا يعلم شيئا عن الحاحها المستمرللقدوم الي هنا.. و اصرارها الكبير فان يدعوهم و الدها علي الاقل فاحدىالمناسبات.. و كيف له ان يعلم.. و هو يحظي بعائلة كبار تغمرة بكل ما يريدة من حبوحنان..مال و اخوة و اقارب.. اما هى فلم تحظي الا بحب و الدها و حنانه.. و الذي لم تكنلتراة الا ساعتين او ثلاث ساعات فاليوم علي الاكثر..


وتنهدت مرة اخري و هيتتطلع الي باب الغرفة.. و احست برغبة جارفة تدفعها للخروج و الترويح عن نفسها قليلابالتحدث الي اي احد..واندفعت و راء رغبتها لتفتح باب الغرفة و تغادرها و هى تدفعمقعدها بهدوء.. و تلفتت حولها الي الردهة الخالية من اي شيء سوي الاثاث و التحفالمنتشرة بالمكان.. و تلفتت حولها مرة اخري قبل ان تواصل تحركها فالمنزل .. لعلهاتقضى و قت فراغها ذلك برؤية ارجاء ذلك البيت و تحفة الثمينة..و…


(واخيرا خرجتمن غرفتك)


التفتت ملاك الي ناطق العبارة .. و تطلعت ال ما زن بهدوء الذي يعقدساعدية امام صدرة بثقة.. و لم تعلق هى علي عبارتة بل اثرت الصمت..فقال مبتسما: اتبحثين عن شيء ما ؟..


اومات براسها بهدوء.. فقال متسائلا: و ما هو هذاالشيء؟..


كانت تظن انه سيتركها و شانها و لن يتساءل اكثر.. و فكرت قليلا و من ثمقالت: مها..


مال نحوها قليلا و من بعدها قال: و لم تبحثين عن مها؟..


اشاحت بوجههابصمت و هى تداعب قلادتها باناملها.. فقال متسائلا: هل تودين ان اناديهالك؟..


عادت لتومئ براسها.. فابتسم هو قائلا: اظن انك ترغبين فان اغادر اكثر منرغبتك فنداء مها لك.. اليس كذلك؟..


لم تجبة و ظلت صامتة.. و ان و افقتة فياعماقها علي ما قاله.. فهى حقا لا ترغب فالتحدث الي اي احد لا تثق به.. او تشعربة قريبا منها.. تريد ان يصبح لها اصدقاء.. و لكن علي الاقل اشخاص تثق بهم.. و لكنهمابناء عمها.. و من هم ابناء عمها؟.. لم يحاولوا زيارتها لمرة و احدة فمنزلها و هيتشعر بالوحدة و الخوف من بقاءها فالمنزل بمفردها.. حتي انهم لم يكلفوا نفسهم مشقةالسؤال عنها و عن و الدها طوال السنين الماضية.. لقد جاءت الي هنا لسبب و احد فقط.. لاتريد ان تشعر انها لوحدها فالمنزل.. لا تريد ان تعود اليها مخاوف الوحدة.. تريدان تشعر بالامان و الاطمئنان الي ان هنالك من يشاركها البيت الذي تعيشه..


(لمتجيبينى .. تريدين منى ان اغادر .. اليس كذلك؟)


رفعت راسها و تطلعت الي ما زن الذيايقظها من شرودها و قالت باقتضاب: اجل..


اتسعت ابتسامة ما زن و قال: فليكن..


واسرع ينادى الخادمة التي جاءت علي عجل قائلة: ما الامر يا سيدمازن؟..


قال بمكر: اذهبى لنداء الانسة مها من الطابق العلوى و اخبريها ان تهبطالي الردهة فالانسة ملاك ترغب بالحديث اليها..


اسرعت الخادمة تبتعد .. فقال ما زنوهو يلتفت الي ملاك مرة اخرى: عذرا.. و لكن لن استطيع تلبية رغبتك..


تطلعت له ملاك بدهشة.. و من تصرفة الغريب تجاهها.. منذ متي يهتم احد بالبقاء معها.. او الحديثمعها عندما نرفض هى ذلك..وشعرت بغرابة هذا الواقف امامها.. و لكنها لم تلبث اناستدارت بمقعدها مغادرة و قالت: سافعل انا..


اسرع ما زن يقول: لحظة..


توقفت عندفع مقعدها.. فقال: اظن انك تشعرين بالملل.. ما رايك ان نذهب جميعا انا و انت و مهاالي النادي.. علي الاقل تظهرين من عزلتك قليلا..


شعرت برغبة كبار حقا فالخروجوقالت متسائلة بحيرة: و هل لديك الوقت لذلك؟..


قال مبتسما براحة من تجاوبها معه: و لم لا.. اليوم اجازة و هى من حقى فالخروج.. ما رايك هل توافقين؟..


هزت كتفيهاوقالت: لا ما نع لدي..


وشعرت ببعض السعادة تتسلل الي نفسها.. فها هى ذا ستخرج منالمنزل و ستروح عن نفسها قليلا.. و ستجد من تتحدث الية ايضا..هذة السعادة التي كانتتمناها مع و الدها المنشغل دائما باعماله.. و لكن عليها ان تلومه.. انه يبذل جميع ذلكالجهد فعملة من اجلها..ومن اجل ان تحيا برفاهية و سعادة.. و لكن لو يعلم انها لاتريد اكثر من لمستة الدافئة.. و قلبة الحانى ليحتويها بة بعيدا عن ذلك العالم.. بعيدا جدا…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


__________________


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء الثالث

“.. معهم ..”


التفت ما زن الي ملاك التي كانت شاردة فافكارها و قال: تفكرين فو الدك.. صحيح؟..


التفتت له ملاك و قالت بحيرة: و كيف عرفت ذلك؟..


ابتسم بثقة و من بعدها قال: لا يحتاج الامر الي الذكاء.. حزنك.. و عزلتك.. و لا تتحدثين مع احد هنا الا نادرا ..كل ذلك لا يدل الا علي حزنك لفراقه..


اومات براسها و قالت بالم: انه الوحيد الذي يفهمنى فهذا العالم..


هز ما زن كتفية و قال: طبعا فهو و الدك..


واردف بابتسامة مغيرا دفة الحديث: اذهبى لترتدى ملابس اكثر دفئا.. فالجوبارد بالخارج..


ارتسم شبح ابتسامة علي شفتيها و هى تستدير عائدة بمقعدها الي الغرفة.. فحين استند ما زن بظهرة الي الجدار المجاور للدرج .. سببة الوحيد للاهتمام بملاك.. هو طبيعتة بتكوين الصداقات مع الفتيات.. لقد اعتاد هذا منذ زمن.. و احيانا ياخذ الامر كوسيلة للتسلية.. و ان كان الامر لا ياخذ اي منحني جدي.. و لكنهذة المرة الامر يختلف.. فملاك ابنة عمه.. و لا يستطيع ان يتسلي .. علي العكس يجب انيصبح خائفا عليها كاخت له تماما.. انها امانة فاعناقهم جميعا..اجل سيصبح اهتمامهمحصورا فاطار الاخوة.. تماما كما كان سيهتم بمها..


وفى تلك اللحظة هبطت مهادرجات السلم و قالت متسائلة: اين هى ملاك؟..


اجابها ما زن قائلا: لقد ذهبت لترتديملابس تدفئها لاننا سنخرج بعد قليل..


قالت مها بدهشة: انت و هي؟؟..


قال ما زنبحنق: بالطبع لا ايتها الذكية.. ستكونين معنا..


قالت مها مبتسمة بمكر: ظننت انكلن تاخذنى معكما..


قال فسرعة: اسرعى بارتداء شيء مناسب.. فسنذهب الىالنادي..


قالت بمرح: حسنا فالحال..


وعاودت صعودها الي الطابق العلوي.. فيحين تحرك ما زن الي حيث الاريكة و القي بجسدة عليها.. و تطلع بشرود الي التحفةالموضوعة علي طاولة صغار بجواره.. الي ان سمع صوت ملاك و هى تنادية قائلة: ما زن..


التفت فسرعة اليها و قال مبتسما: اجل..


قالت ملاك بهدوء و هى تقلبكتابا بين يديها: انا جاهزة..


– فلننتظر مها.. فسوف ترتدى ملابسها و تاتيمعنا..


لم تعلق ملاك و هى تقلب الكتاب بين كفيها..وابعدت خصلات شعرها المتهدلةعلي جبينها..فى حين اعتدل فجلستة و كاد ما زن ان يقول شيئا..لولا ان هبطت مها علىدرجات السلم و قالت بمرح: ها انذا ربما جهزت..


قال ما زن باستخفاف: ستعاقبين علىتاخرك.. و لن ناخذك معنا..


قالت مها و هى تضع يدها عند خصرها:حاول فقط..


قالمازن و هو يلتفت عنها: هيا يا ملاك .. لنذهب نحن..


لم تتحرك ملاك من مكانها قيدانملة فقالت مها مبتسمة: هل رايت؟.. ان ملاك تقف فصفي..


وتوجهت الي ملاك لتقولبمرح: يالك من فتاة.. لقد حطمت غروره..


قال ما زن و هو يشير الي مها: هيى انت يافتاة.. لا اسمح لك بقول ذلك.. لم تخلق بعد من تستطيع تحطيم غرور ما زنامجد..


قالت مها و هى تغمز له بعينها: بل انها موجودة امامك ايها الاعمي و ربما حطمتغرورك منذ قليل..


– ما حدث منذ قليل اسمية مجرد جولة و انتهت.. بعدها لم تكثرينالكلام.. فلنغادر الان ايتها المزعجة..


قالت مها و هى تفكر: لحظة و احدة .. ما ذاعن السيدة نادين؟.. هل ناخذها معنا؟..


تطلع ما زن الي ملاك .. فاجابت هذة الاخيرةقائلة و هى تهز راسها: لا داعى لذلك..


قال ما زن بتردد: و لكن ربما تحتاجين الي شيءما.. و هى من تعرف جميع احتياجاتك..


قالت ملاك بضيق: و انا كذلك اعرفاحتياجاتي..


قال ما زن مهدئا: حسنا.. حسنا لا تتضايقي.. لقد اردتها ان تاتى معنالتساعدك ليس الا..


قالت ملاك بعصبية: لا احتاج الي مساعدة من احد.. و استطيعالتصرف لوحدي.. لست ****.. اتفهم..


استغرب ما زن غضبها المفاجئ.. فلم يقل ما يستدعى العبنوتة او الغضب.. انه يفكر فمصلحتها ليس الا.. و لكن طبيعة ملاكالانطوائية و التي لم تكن تختلط الا بوالدها الذي يغمرها بحنانة و عطفة يجعلها لاتتقبل الحديث من احد و خصوصا اذا اشار فجديدة ذاك عن شيء عن حاجتها للمساعدة ..وشاهدها ما زن و هى تستدير بمقعدها مغادرة المكان.. فاسرع يقف امامها و يقول: ما الامر؟..هل اغضبك ما قلته؟..


اشاحت بوجهها عنة فقال بابتسامة: حسنا انا اسفوارجو ان تقبلى اعتذاري.. اعلم انك لست **** و تستطيعين تدبر امورك بمفردك..


استدارت له ملاك فتلك اللحظة.. فاتسعت ابتسامتة و هو يردف: و الان هلنخرج؟..


رفعت ملاك راسها له و لاول مرة راها تبتسم و تومئ براسها بهدوء..بادلهاالابتسامة و ابتعد عنها متوجها الي حيث باب البيت الرئيسي.. و التفتت مها الي ملاكوقالت و هى تتوجة نحوها: هل اساعدك؟..


قالت ملاك بلهجة تطوى بعض المرح غير التياعتادتها مها منها: ان شئت..


امسكت مها المقعد و اخذت تدفعة ببطء..فقالت ملاكمستغربة: لم تدفعينة هكذا؟..


قالت مها بقلق: اخشي ان اكون سببا فمكروة قديصيبك..


– لا عليك.. اسرعى اكثر..


قالت مها مستسلمة: كما تشائين..


واسرعتفى سيرها لتصل الي السيارة و وقفت امام الباب الخلفى لتقول : ما زن تعالوساعدنا..


اسرعت ملاك تقول: لا داعى لقد اعتدت ذلك.. فقط افتحى الباب.. و استطيعالجلوس علي المقعد الخلفى بمفردي..


كان ما زن ربما تحرك من مكانة و جاء اليهم بناءعلي هتاف مها..وشاهد ملاك و هى تحاول بكل جهدها و قوتها رفع نفسها عن المقعد المتحركوالجلوس علي مقعد السيارة الخلفي.. و تساءل.. لم تفعل جميع ذلك و تكلف نفسها جميع هذاالعناء؟.. كان بامكانى ان اساعدها دون ان تتعب نفسها هكذا.. لم يكن يدرك ان ملاككانت تحب فعل جميع شيء بمفردها.. تريد ان تثبت للناس جميعا انها ليست عاجزة ابدا.. و تستطيع فعل العديد حتي و ان كانت قدماها لا تتحركان..كان اصرارها علي عدم حاجتهاللمساعدة من احد هو ما يدفعها لان تبذل جميع الجهد لفعل جميع شيء بنفسها..


وتحركمازن الي حيث المقعد الذي تركتة ملاك ليطوية و يضعة فصندوق السيارة.. و عاد ادراجهالي مقعد السائق..لينتظر مها لصعد اليها و ينطلق بالسيارة الي حيثالنادي…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلع كمال بغرابة الي ما زن الذي اقترب منة و قال : لماذا تتطلع الى هكذا؟..


قال كمال بحيرة: ليس من عادتك ان تاتى الي النادى فيوقت كهذا..


اشار ما زن الي ما خلفة و من بعدها قال: رايت انا و مها.. ان ملاك ابنة عميتعزل نفسها كليا عن الجميع.. فقررنا اخراجها من البيت و احضارها الي هنا لترفة عننفسها..


هز كمال كتفية و قال و هو يدير ظهرة عنة و يتجة الي قسم الفروسية: لا شانلى باحوال ابنة العم تلك..


زفر ما زن بحدة و من بعدها تبعة بدورة الي هذا القسم.. و منجانب احدث جلست مها مع ملاك حول احدي الطاولات بكافتيريا النادي..وانشغلت الاخيرةبقراءة الكتاب الذي بين يديها..فسالتها مها قائلة: ما ذا تقرئين؟..


قالت ملاك و هيتتوقف عن القراءة و تضع الكتاب علي الطاولة: كتاب عن الحياة و مشاكلهاالمختلفة..


قالت مها متسائلة: و هل يوجد حلول لهذة المشاكل فالكتاب؟ ..


قالتملاك بهدوء: نوعا ما ..


ابتسمت مها و قالت: مشكلتى الوحيدة فهذة الحياة هى ما زن .. فهل يوجد حل لها فكتابك هذا؟..


ابتسمت ملاك و قالت: لا اظن..


تطلعت لهامها و قالت: لاول مرة


تبتسمين.. ان كان ذكر ما زن سيجعلك تبتسمين فساردد اسمهدائما..


ولما و جدتها صامتة و لم تعلق سالتها قائلة: و انت.. ما هيمشكلتك؟..


اجابتها ملاك بكلمة و احدة: الوحدة..


رددت مها مستغربة: الوحدة؟..


التفتت لها ملاك و قالت بحزن: اصعب شعور ربما يمر علي الانسان او الفتاةبشكل خاص ان تشعر انها و حيدة فهذا العالم بدون اخوة او اصدقاء..او حتي شخص ما فيمثل عمرها..انة شعور يخنقك..يقتلك.. و جميع مخاوفك تتضاعف و انت تشعرينبوحدتك..


قالت مها متسائلة: و ما ذا عن و الدتك؟..


وضعت ملاك كفها عند و جنتهاوقالت و هى تشعر بغصة فحلقها: و اين هى و الدتي؟.. لم ارها حتى.. لم يعد لى الحق فيذلك بعد ان فقدتها.. لا اذكر شكلها او صوتها.. و الشيء الوحيد الذي بات من حقى هو اناراها فالصور..


قالت مها معتذرة: انا اسفة لم اكن اعلم..


تنهدت ملاك دون انتعلق علي عبارتها.. و طغي الصمت علي المكان لعدة دقيقة قبل ان تقول ملاك ببعضالتردد: و ما ذا عن و الدتك؟.. لم ارها منذ ان جئت الي البيت..


ارتسمت ابتسامةشاحبة علي شفتى مها و قالت: و الدتي؟.. لا اظن انك سترينها فالمنزل.. فهى لا تاتيالية ابدا..


تطلعت اليها ملاك باستغراب و حيرة فاردفت: لقد انفصلت و الدتى عنوالدى و انا فالخامسة عشرة من عمري.. اذكر يومها انى لحقت فيها لتاخذنيمعها..وترجيتها بعينى الدامعتين ان لا تترك البيت .. و لكنها قالت ان الحياة فيمنزل و الدى اروع لى و لاخوتي..وهى لن تعيشنا و لو بعد عشرين عاما فمثل هذاالمستوى.. لهذا تركتنا جميعا و غادرت البيت دون اي كلمة اخرى..


تسائلت ملاكباهتمام: و هل ترونها؟..


اومات مها براسها و قالت و هى تحرك اصابعها علي الطاولةبلا اهتمام: بلى.. نذهب لزيارتها من حين الي اخر.. و لكن هى لا تاتى لزيارتنا فيالمنزل ابدا.. لان و الدى موجود فية كما تقول..


تطلعت ملاك الي مها و شعرت بقلبهايرق تجاهها.. ليست هى الوحيدة التي تتالم.. و ليست هى الوحيدة التي تعانى الحرمان منوالدتها.. و لكن مها اروع منها.. علي الاقل هى تري و الدتها و تسمعها.. شعرت بحنانها.. و بلمسات اناملها الدافئة.. اما هى فانها حتي لا تذكر اي شيء مما جمعها بوالدتها كيفلا و هى كانت بالثانية =من عمرها عندما فقدت امها..


وظل الصمت مخيما علي المكانقبل ان يقطعة صوت مرح و هو يقول: مها جالسة بالكافتيريا و ليست باى قسم من النادي.. يا للمعجزة..


التفتت مها بلهفة الي صاحب الصوت و قالت: (حسام)..


حسام هو ابنخال مها..فى الثالثة و العشرين من عمره..ذا شعر بنى قاتم و عينان من اللونذاته..يتمتع بوسامة محببة و مظهرا جذابا..وذا جسم رياضي..


ابتسم و قال: اجل حسام.. اخبرينى لم تجلسين هنا فقط.. و لا اراك فاى قسم من اقسام النادي..


ابتسمت مهاابتسامة و اسعة و قالت و هى تلتفت الي ملاك: لقد كنت اجلس مع ابن…


اطبقت شفتيهاقبل ان تكمل.. يالغباءها.. هل نسيت كلام و الدها بهذة السرعة.. و اردفت بسرعةوارتباك: مع صديقتي..


تطلع حسام الي ملاك و قال بابتسامة يغيظ فيها مها: انهاتبدوا كالملاك..


قالت مها بحنق: انت لم تخطئ ان اسمها ملاك حقا..


قال حساموهو يجذب له مقعدا و يجلس ليشاركهما الطاولة : حقا؟.. يا للمصادفة..


قالت مها و هيتشير الي حسام : ملاك اعرفك.. ابن خالى حسام..وهو عضو فهذا النادي..


قال حساموهو يرفع حاجبيه: فقط..


ابتسمت مها و قالت: و صديق الطفولة ايضا..


قال حساممعترضا: لقد نسيت اهم شيء..


اسرعت مها تهرب بنظراتها و قالت بخجل و ارتباك: و ما الذي نسيته؟..


قال حسام و هو يعقد ساعدية امام صدره: اننى صديق ما زن و كمالالمقرب..


احست مها بالغيظ .. و قالت و هى تمط شفتيها: عذرا لانى نسيت هذة المعلومةالمهمة يا صديق كمال و ما زن المقرب..


التفت لها حسام و قال متسائلا: و اين تعرفتعلي ملاك؟.. هنا بالنادي؟..


ارتبكت مها و تطلعت الي ملاك التي عاودت قراءة كتابهاومن بعدها قالت: اجل..


تطلع حسام بحيرة الي ملاك.. فهو لم يرها فالنادى قبل الانابدا.. و لكنة لم يابة بالامر كثيرا و التفت الي مها ليتحدث اليها.. بينما كانت ملاكتجلس فصمت و هى تقرا الكتاب الذي بين يديها.. و من بعدها لم تلبث ان تنهدت.. و هى ترفعانظارها الي ما امامها.. و ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيها و هى تتطلع الي حلبةالسباق التي يتدرب فيها جميع اعضاء الفروسية..واستقرت عيناها علي ما زن الذي كان يمتطيجوادة و يقودة بكل مهارة.. كان يقفز الحواجز و احدا تلو الاخر و بمهارة متقطعةالنظير..وشعرت ملاك انها تري امامها فارسا بارعا يقود الجواد و يحلق بة فيالهواء..كانت عيناها تتابعان ما زن فتلك اللحظة..وشاهدتة يوقف الجواد بهتاف و احدمنة و هو يشد لجامة بكل قوة..ويهبط منة و من بعدها لم يلبث ان ربت علي راسة و داعبة قبلان يمسك بلجامة و يعيدة الي الاسطبل و …


(ملاك..ملاك..)


التفتت ملاك الي مهاناطقة العبارة و قالت و هى تلتفت لها: اجل..


قالت مها مبتسمة: ما ذا تريدين انتشربي؟..


وقال حسام و هو يغمز بعينه: و علي حسابى بكل تاكيد..


قالت ملاك بهدوء: عصير الفواكة..


قال حسام و هو ينهض من مقعده: ساحضر لكما طلبكما فالحالو…


جاءة صوت ما زن و هو يقول: و اي عصير لى ايضا..


التفتت ملاك الي ما زن الذياقترب منها و رمي بنفسة علي احد المقاعد بطاولة مجاورة لهم بانهاك و هو يقول بتعب: لقد اقترب السباق..و لا اظن انى سافوز بة ابدا..


غادر حسام المكان ليحضر مطالبهمفى حين قالت مها بسخرية: جيد انك ربما اعترفت بذلك..


قال ما زن و هو يلتفت لها و يرسمابتسامة علي شفتيه: لم تسالينى لماذا؟..


– و لماذا؟..


قال باستهزاء: هذا لانكانت ستكونين موجودة بالنادى و قتها و انا اتشاءم من و جودك..


قالت مها بحنق: لن اتياذا و قتها و لا تحلم ان افكر بالمجيء حتى.. ابحث عمن يشجعك..


قال ما زن و هو يعقدساعدية امام صدره: من قال انى احتاج لتشجيعك.. لدى من المعجبين اكثر مماتتصورين..


كادت مها ان تجيبة بعبارة غاضبة لولا ان قالت ملاك همسا و هى تهتف بها: مها.. اريد ان اطلب منك طلبا..


قالت مها و هى تلتفت اليها: و ما هو؟..


قالتملاك بتردد و حرج: اريد ان اتى الي النادى يوم السباق ..


قالت مها بحيرة: جميعناسنحضر .. فكمال و ما زن مشتركان بالسباق..


قالت ملاك بدهشة: و لكنك قلت منذ قليلبانك لن تذهبي..


ضحكت مها و من بعدها قالت: ذلك حتي اغيظ ما زن فقط..


قالت ملاكبدهشة اكبر: تكذبين حتي تغيظيه؟؟..


قالت مها بمرح: لا عليك.. لقد كنت امزح و لماقصد الكذب..


فى تلك اللحظة و ضع حسام المشروبات امامهم علي الطاولة و هو يقول: لاتصدقيها .. دائما ما تكذب و خصوصا علي..


قالت مها و هى تشير الي نفسها بغرور: و لماكذب علي شخص مثلك..


قال حسام بابتسامة: اسالى نفسك..


ومن بعدها لم يلبث انالتقط المشروب الثالث لياخذة الي حيث طاولة ما زن و يجلس عليها برفقتة و قال: ها هو ذاما طلبته..


قال ما زن و هو يلتقط الكاس من يده: اشكرك..


وقبل ان يرتشف منة رشفةواحدة سمع صوت انثوى ينادية قائلا: ما زن .. ما زن..


التفت الي صاحبة الصوت و قالبملل: اجل يا حنان.. ما ذا تريدين؟..


قالت حنان و هى تقترب منه: اين انت؟.. انياتصل بك منذ يومين و لا تجيبني..


قال ما زن بضجر: منشغل باعمال و الدي..


قالتمها فتلك اللحظة بصوت خفيض: الم تسام تلك الفتاة؟..


قالت ملاك متسائلة: من هيهذة الفتاة؟..


قالت مها بلامبالة و هى تلوح بكفها: احدي صديقات ما زن.. و هى تلاحقهاينما كان.. يبدوا و انها معجبة بة بشدة..


قالت ملاك باهتمام: و ما ذا عنههو؟..


قالت مها و هى تبتسم بسخرية: هو؟.. هو لا يهتم باى بنت ابدا.. ترينة يعجببفتاة ما فلحظة.. و ينساها بعد يوم و احد فقط..


اتسعت عينا ملاك و قالت : ما ذاتعنين بالضبط؟..


قالت مها و هى تهز كتفيها: لا شيء سوي ان اخى لا تهمة اي منالفتيات اللواتى حولة ابدا..


لم تفهم ملاك ما تنطوى علية هذة العبارة.. فقدكانت مها تعنى انه ياخذ من الفتيات و سيلة للتسلية و لا يابة بهن ابدا.. اما ملاك فقدفهمت ان ما زن لا يهتم بالفتيات اشباة حنان و التي يلاحقن الشباب..وعادت لتلتفت الىمازن الذي كان يتحدث الي حنان بسخرية و من بعدها لم تلبث حنان ان سارت عنة غاضبة.. و فيالوقت ذاتة قال حسام بعتاب: انت من جلبتها لنفسك و عليك ان تتحمل ما جنتهيداك..


قال ما زن بحدة: انها بلهاء.. لقد اخبرتها منذ البداية اننى صديق لها لااكثر و سيصبح كلامنا كلة فحدود الصداقة.. و لكنها تصر علي انها تحمل لى ما هو اكثرمن الصداقة و انى لا اهتم بمشاعرها ابدا..


قال حسام و هو يشير اليه: لو لم تتحدثاليها منذ البداية و تطلب صداقتها لما حدث جميع هذا.. و الان تحمل نتيجةفعلتك..


قالت ملاك بغتة جعلت الجميع يلتفت لها: كم الساعة الان؟..


تطلع حسامالي ساعتة و قال: السادسة و النصف.. لم؟..


قالت ملاك بسرعة: اريد ان اعود الىالمنزل.. سياتى استاذ اللغة الانجلينزية بعد نص ساعة..


قال ما زن و هو ينهض منعلي مقعده: حسنا سنعود.. هيا يا مها..


قال حسام متسائلا بدهشة: هل تعرف ملاك يامازن؟..


قال ما زن بابتسامة: اجل .. فهى صديقة مها و ستقضى بعض الوقت فمنزلناريثما يعود و الدها من السفر..


التفت حسام الي مها و قال و هو يعقد حاجبيه: لمتقولى لى ذلك يا مها..


قالت مها بارتباك و هى تنهض من علي مقعدها و تلتقط حقيبتها: لقد نسيت..


اوقفها حسام و قال بشك:اشعر و كان فالامر سرا تخفينة عني..


تهربتمها من نظراتة و اسرعت خلف مقعد ملاك و قالت: ابدا .. لا شيء..


واخذت تدفع المقعدبهدوء.. فحين قال حسام و هو يراقبهم و هم يبتعدون: بل هو ايضا يا مها.. و هو يتعلقبتلك الفتاة المدعوة.. ملاك..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كان الهدوء يعم المكان و ذلكالمنزل الكبير قبل ان يفتح باب البيت و صوت مها و هى تقول بحدة: ارجوك اصمت فقطوارحنا من سماع صوتك..


قال ما زن بابتسامة: لماذا تغارين من صوتي؟.. ما ذنبى اذاكان احلى من صوتك..


قالت مها بحنق: اصمت فقط..


اما ملاك فقد اكتفت بالصمت و لمتحاول ان تعلق علي عبارتهما ..وجاء صوت نادين بغتة ليقطع علي ما زن و مها شجاراتهموهى تقول: انسة ملاك اين كنت جميع ذلك الوقت؟..


رفعت ملاك راسها الي نادين و قالتبهدوء: لقد ذهبت الي النادى ..


قالت السيدة نادين باستنكار: و لماذا لمتخبريني؟..


اشاحت ملاك بوجهها و لم تجبها فقالت نادين بهدوء: انستى انت تعلميناننى المسئولة عنك .. و لو حصل لك اي شيء ساكون انا الملامة اولا و اخيرا..


قالتملاك و هى تلتفت لها: عمرى ثمانية عشرة عاما و لست **** حتي لا استطيع ان اهتم بنفسيجيدا..


وضعت نادين كفها علي كتف ملاك و قالت: انا افهم هذا جيدا.. و لكن عملى يحتمعلى ان اكون بجوارك دائما.. و ان اكون محل الثقة التي منحنى اياها السيدخالد..


كادت ملاك ان تهم بقول شيء ما .. لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف البيت.. فتوجة ما زن الية و رفع سماعتة قائلا: الو.. من المتحدث؟..


صمت ما زن للحظات و من ثموضوع مبتسما: اجل.. لحظة و احدة..


والتفت الي حيث ملاك و قال بابتسامة : ملاك.. لديخبر سعيد لك.. و الدك علي الهاتف..


صاحت ملاك بفرح: ابي!!..


ومن بعدها اسرعت تحركمقعدها الي ان و صلت الي ما زن و قالت بلهفة و شوق: اعطنى سماعة الهاتف.. اريد ان اتحدثاليه..


قال ما زن و هو يتطلع اليها: مقابل ما ذا؟..


قالت برجاء: ارجوك.. اريد اناتحدث اليه..


قال ما زن مبتسما و هو يناولها السماعة: لو كان خطيبك هو المتصل لماكانت لهفتك الية الي هذة الدرجة..


لم تستمع ملاك الي حرف و احد مما قالة ما زن بلاختطفت السماعة و قالت بلهفة كبيرة: ابى اشتقت اليك كثيرا..


قال خالد بحنان: و اناايضا يا ملاك.. اخبرينى يا ملاك ما هى اخبارك؟..


قالت ملاك متسائلة:انا بخير ياابي..كيف حالك انت؟..و منذ متي و صلت ؟.. و متي ستعود؟..


ضحك خالد و قال: رويدك ياملاك.. انا بخير.. و انا اتحدث اليك الان من المطار لانى ربما و صلت لتوى اليه.. و ساعودبعد اسبوع ان سارت الامور كما يجب..


قالت ملاك برجاء: ابى عد سريعاارجوك..


تساءل و الدها و هو يعقد حاجبيه: ما هى احوالك مع عمك و ابناءه؟..


تطلعتملاك الي ما زن و مها و من بعدها قالت: علي ما يرام.. لا تشغل نفسك..


قال و الدهاباهتمام: هل يعاملونك جيدا؟.. و هل حاولوا مضايقتك؟..


– الجميع يعاملنى بشكل جيديا ابى .. لا تقلق.. انت عد فقط .. انا احتاج الي و جودك الي جانبى كثيرا..


قالوالدها و هو يتنهد بارتياح: حمدلله.. لقد ارحتنى يا صغيرتى .. لو ضايقك احدهم اوتضايقت من العيش معهم.. اخبرينى حتي اتصرف..


واردف قائلا:والان يا صغيرتى .. سانهى المكالمة.. اراك بخير و اهتمى بنفسك جيدا.. ساعود و معى قفص الطائر الذيطلبته..الي اللقاء يا ملاكى الصغير..


قالت ملاك و الدموع تترقرق فعينيها: الىاللقاء يا ابي..


قالتها و اغلقت سماعة الهاتف و هى تتنهد بحزن. . فقال ما زن و هويهز راسة و هو جالس علي احدي المقاعد: لو كنت اعلم ان هذة المحادثة ستجعلك تبكين منجديد.. لما منحتك السماعة منذ البداية..


قالت مها باستنكار: ما زن .. ما ذاتقول؟..


واردفت و هى تقترب من ملاك و تربت علي كتفها: لا عليك انه يمزح..


قالتملاك بصوت مختنق: اعلم..


واردفت و هى تستدير عنهم: عن اذنكم..


قالت مها لمازنوهى تراها تبتعد عنهم: الم تكن تستطيع تاجيل حديثك ذلك قليلا؟..


قال ما زن و هويهز كتفيه: لقد اردت ان اجعلها تنسي حزنها قليلا..


قالت مها بعتاب: ملاك ليستمثلي.. انا يمكننى ان اتقبل مزاحك و سخريتك.. و لكن هى قد لا.. انت اعلم بظروفها ..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: بلي اعلم بظروفها اكثر من اي شخص اخر..


ومنثم نهض من علي مقعدة و قال: ساذهب الي غرفتي..


ابتسمت مها و قالت: و من سالك عنمكان و جهتك الان..


تطلع لها ما زن بنظرة طويلة قبل ان يلتفت عنها و يصعد درجاتالسلم..امام مها فقد التفتت الي باب غرفة ملاك و توجهت لها .. و لكن اوقفها بغتة صوترنين هاتفها المحمول.. فالتقطتة من حقيبتها و ابتسمت ابتسامة و اسعة و هى تري رقم حساميضيئة و اجابتة بلهفة ما زحة: اهلا حسام.. الم تصبر علي فراقى بهذة السرعة؟..


قالحسام بابتسامة: تحلمين.. لقد اتصلت فقط لاعرف منك بعض الامور..


استغربت مهاجديدة و قالت بحيرة: اي امور هذة التي تود معرفتها؟..


قال حسام و هو يضغط علي حروفكلماته: عن تلك الفتاة المدعوة ملاك..


قالت مها بتلعثم: صديقتي.. ما ذابها؟..


قال حسام بشك: لقد قلت انك ربما تعرفتى عليها فالنادي.. و مع انى لم ارهافى النادى ابدا.. الا اننى ظننت اننى لم انتبة لوجودها بة قبل الان..ولكن عندمارايت انها بنت مقعدة ازدادت شكوكى حولها.. فمن مثلها لا ممكن ان تشتركبالنادي..


قالت مها بارتباك: حسام ما ذا جري لك؟.. هل تعمل ضابط مباحث او محققبالشرطة؟.. الامر لا يستدعى جميع ذلك .. لقد جاءت الي النادى لمرة او مرتين من قبللمجرد الزيارة و تعرفت فيها اثناء هذة الاثناء..


قال حسام بارتياب: لا اعلم لم اشعرانك لا تقولين الصدق..


ازدردت مها لعابها و قالت و هى تحاول ان تنهى الموضوع: بلانا كذلك.. استمع الي.. اتصل بى بعد قليل.. فلدى مكالة اخرى.. الىاللقاء..


قالتها دون ان تستمع الي جوابه.. و فالطرف الاخر قال حسام و هو يبتسمبزاوية فمه: لا تزالين لا تعرفين الكذب على يا مها.. استطيع ان اكشف كذبك من ارتباكصوتك و تلعثمة .. و من انهاءك السريع للمكالمة.. و لكن ساعلم بكل شيء قريبا.. ان اردتذلك…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء الرابع

” .. لماذا؟ ..”


(لم يحضر كمال علي العشاء ايضا)


قالها امجد و هو يجلس حول ما ئدة الاكل و تبدوا علي ملامحة العصبية.. و اردف بحدة: الي متي سيستمر ذلك الشاب فتصرفاته؟..


قال ما زن بهدوء: لا عليك يا و الدي.. سياتى بعد قليل..


انفعل و الدة و قال: منذ نص ساعة و انت تقول لى كهذا الكلام.. لو كان سياتى لجاء مبكرا..


واردف قائلا: اتصل بة بسرعة و اطلب منة ان ياتى فورا..


– حسنا يا و الدى سافعل.. اهدئ انت فقط..


نهض ما زن من مكانة و اتجة الي الطاولة الصغيرة القريبة من المائدة ليلتقط هاتفة المحمول و يتصل بكمال.. اما ملاك فقداستمرت فتحريك الملعقة كعادتها فالطبق دون هدف.. فقالت مها بعطف: ملاك .. لماذالا تاكلين؟..


قالت ملاك بابتسامة باهتة و هى ترفع راسها الي مها:من قالهذا؟..


قالت مها و هى تشير الي طبقها: طبقك المليء بالطعام..


تركت ملاك الملعقة من يدها و قالت و هى تتنهد: لا اشعر برغبة فذلك..


قالت مها متسائلة: و لماذا؟.. ان كان و الدك هو السبب.. فقد اتصل بك اليوم و تحدث اليك كماوعدك..


قالت ملاك بصوت خفيض و هى تتطلع الي نقطة و همية: ليس الامر سهلا كماتظنين.. ان فراق ابى يعنى لى فراق العالم باسره.. انى لا اعرف احدا سواه..


قالمازن الذي سمع صوتها علي الرغم من انخفاضه: و ما ذا عنا.. الا تعرفيناايضا؟..


قالت ملاك و هى تلتفت له: و لكن ليس كابي..


هز ما زن كتفة و سار ليكملكيفية و لكنة اصطدم بالملعقة المجاورة بملاك دون قصد.. فانحنت ملاك لتلتقطها.. و لكنمازن كان الاسرع الذي انحني و قال بابتسامة و هو يعيد و ضع الملعقة علي الطاولة و ينهضواقفا : لا تتعبى نفسك..انا من اسقطها و انا من علية ان يحضرها..


وجدت ملاك نفسهاتزدرد لعابها و تقول بصوت خافت: شكرا لك..

((خذى دميتك))


((شكرالك))

دس ما زن اصابعة بين خصلات شعرة و هو يحاول فهم ما دار بذهنه.. اي كلماتتلك التي مرت بباله.. و من قالها؟.. ايصبح هو؟.. و لماذا قالها و متى؟.. و لماذا جالتبذهنة الان؟..لم يستطع الاجابة علي اي من تساؤلاتة و هو يعود الي مقعده.. و يلتقطالملعقة ليتناول طعامة من جديد..ولكن.. لماذا لم تدر هذة العبارات فذهنة الا عندماجاءت ملاك الي منزلهم؟.. لماذا؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛جلست مها فغرفتها بعدالعشاء و هى تشعر بالتعب و هى تري اكوام الكتب امامها علي الطاولة.. و قالت بضجر: لقدتعبت..


واردفت بسام: لا اعرف حل لهذة المعادلة الحسابية.. لقد سامت..


نهضت منعلي المقعد و رمت بنفسها علي الفراش بتعب.. و اخذت تفكر باى شيء غير الكتب التي لاتزال مفتوحة .. و فجاة قالت بابتسامة: قد كان حسام يعلم حل هذهالمعادلة..


وكانها لم تكن تريد الا اي حجة لتتصل به.. فالتقطت هاتفها المحمولواتصلت بة قائلة بابتسامة: الو .. اهلا حسام كيف حالك؟..


عقد حسام حاجبية و قال: انا بخير.. ما ذا بك يا مها و لم تتصلين فهذة الاثناء..


قالت مها و هى تتوجة نحوالطاولة و تجلس خلفها: لدى معادلة حسابية و لا اعرف حلها.. و لم اجد سواك ليساعدنى علىذلك..


قال حسام بابتسامة: مها.. ما ذا جري لك؟ .. انسيت ان تخصصى مختلف تماماعنك؟..


قالت مها و هى تلتقط قلمها و تقلبة بين اصابعها: لم انسى.. و لكن..لم اجد منيساعدنى سواك..


ادرك حسام منذ البداية انها لم تتصل من اجل المعادلة الحسابيةوقال بمكر: و من قال لك انى اعرف حل هذة المسائل؟..


قالت بابتسامة: لقد حللت معيسابقا مسالة مماثلة لها..


قال حسام و هو يجلس علي طرف فراشه: مشكلتك انك لاتعرفين التمثيل و الكذب..ولكن لا يهم اخبرينى الان بما عندك..


اخبرتة مهابالمسالة.. فحاول ان يشرح لها كيفية حلها بهدوء.. اما الاولي فقد كان اعجابها بهيزداد.. لقد كانت معجبة بة منذ ان كانت **** ..لا تنكر هذا.. و تولد شعور بداخلهاتجاهة مع الايام كلما ياتى الي منزلهم من اجل ما زن او كمال.. كانت تلعب معة احياناوهى صغيرة..واحيانا اخري كانت تلعب معة هو و اخوتها.. و حتي عندما كان كمال يرفضاشراك بنت فاللعب.. كان حسام يدافع عنها.. منذ ان كانت **** و هى تراة فارساحلامها الذي يذود عنها..ولكن.. مشكلتها هى انها لا تعرف مشاعر حسام تجاهها.. احيانا تشعر بة يهتم بها.. و احيانا يعاملها كاخت له تماما.. و لكن لم تعلم ابدا بمايخفية فقلبه.. و اذا كان يحمل لها ذات الشعور الذي تحملة له..


وقال حسام عندماانتهي من شرح الحل لها: و الان هل فهمت الطريقة..


قالت بتاكيد و ثقة: بالطبع ما دمت ربما شرحتها لي..


قال حسام بهدوء: حسنا اذا ما دام الامر كذلك.. فالىاللفاء..


اسرعت تقول: حسام انتظر..


قال حسام بابتسامة: منذ البداية و اناانتظر المقال الاساسى لاتصالك.. اخبرينى ما هو؟..


ازدردت لعابها و قالت : المقال الاساسي؟.. لا يوجد اي مقال اساسي.. فقط اردت ان اسالك ان كنت ستاتى غدالمنزلنا ام لا..


قال حسام متسائلا: و ما الداعى لحضوري؟..


مطت مها شفتيهاوقالت: لا يوجد اي داع ابدا.. الي اللقاء..


قال حسام بابتسامة و اسعة: اراك فيالنادى اذا.. الي اللقاء..


انهت مها المكالمة لتضع الهاتف علي الطاولة و من ثمتعود لترمى بنفسها مرة اخري علي الفراش.. و قالت و هى تتنهد: احيانا اتخيل او ربمااتوهم انك تحمل لى مشاعر ما فقلبك يا حسام …


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعتملاك من نافذة غرفتها الي النجوم المتلالاة فالسماء.. و التي بدت كماسات تبرق فيثوب الليل الممتد بلا نهاية ..كانت شاردة الذهن.. تفكر فحاجات كثيرة.. و لكن محورتفكيرها كان ابيها..واطرقت براسها للحظة لتتطلع الي القلادة التي حول عنقها.. كانتعلي شكل قلب يتوسطة قلب متارجح.. كانت القلادة التي اهداها لها و الدها ذلكاليوم..


شعرت بملل شديد و هى لا تشعر باى رغبة فالنوم.. خصوصا و ان المكان غريبعليها و لم تعتد النوم الا فمنزلها و فغرفتها..القت نظرة سريعة علي ساعة يدهاالتى كانت تشير xxxxبها الي الثانية =بعد منتصف الليل.. و تنهدت قائلة و هى تتطلع الىالسماء من جديد: يا لهذا الليل الطويل.. متي تشرق الشمس؟ ..


حركت عجلات مقعدهاالي حيث حقيبتها.. و تطلعت الي مجموعة من الكتب و الروايات التي جلبتها معها الىهنا.. و لكنها لم تشعر باى رغبة فالقراءة..لذا و جدت نفسها تحرك عجلات مقعدها منجديد الي الباب و من بعدها تحرك مقبضة و تدفعة بهدوء..وتخرج الي الردهة التي كانت اشبهبصورة ثابتة.. لا يتحرك بها اي شيء.. و لا يسمع بها اي صوت سوي صوت انفاسها .. و دارت بعينيها فارجاء الردهة قبل ان تحرك عجلات مقعدها و هى تشعر بالخوف.. الخوفمن الوحدة.. الخوف من الظلام.. الخوف من جميع شيء.. و وجدت قبضتاها تنقبضان علي عجلتيالمقعد.. تمالكت نفسها و حاولت ان تهدئ نفسها .. و هى تردد ان ليس هنالك ما يخيف.. فالصمت يعم ارجاء المكان و …


وبغتة سمعت صوت ما ..صوت حركة ما .. فانتفضت بقوة .. و سرت فجسدها ارتجافة خوف..وهى منكمشة فمكانها لا تقوي علي الحراك.. و دون انتحاول رفع عينيها .. سمعت الباب الرئيسى للبيت يفتح.. ازداد خوفها و هى نخشي انيصبح القادم لصا.. حاولت العودة من حيث اتت.. و لكن يداها لم تطيعاها فتحريك عجلتيالمقعد.. رفعت عيناها بخوف و هى تزدرد لعابها و شاهدت هذا الظل الاسود يدخل الي لمنزلبهدوء شديد ..وبينما هو يسير الي حيث الدرج.. التفت بغتة الي اليسار.. الي حيث تجلسملاك! ..وهنا اخذ قلب ملاك يخفق بقوة و خوف و شعرت بانمالها ترتجف ..ولكن سمعت صوتذلك الظل فجاة و هو يقول: من هناك؟..


ارتجفت مرة اخرى.. و لكن تذكرت انها سمعت هذاالصوت من قبل و انها تذكره.. رفعت راسها الي الواقف عند السلم و قالت و هى تزدردلعابها بتوتر: انا..هل انت كمال حقا؟..


تنهد كمال و قال: لقد ظننت ان هنالك متسللادخل الي البيت..


وابتسم بسخرية و هو يتحدث الي نفسه: ( مع انى حالك لا يختلفكثيرا)..


فى حين قالت ملاك و هى تحاول تمالك اعصابها: لقد ظننت الشيء ذاتة عندمارايتك تدخل الي البيت..


قال متسائلا و هو يعقد حاجبيه: ما الذي يبقيك مستيقظةحتي هذة الساعة المتاخرة؟..


زفرت ملاك بحدة و قالت: انه الارق.. و انت اين كنت حتىهذة الساعة المتاخرة؟..لقد سال و الدك عنك كثيرا..


التفت كمال عنها و قالبلامبالاتة المعهودة: اهتمى بشؤونك و لا تتدخلى فخصوصيات غيرك..


ارتفع حاجباملاك بمزيج من الدهشة و الالم و تطلعت الية للحظة قبل ان تقول و هى تطرق براسها بمرارةوتدير عجلات مقعدها: معك حق.. لم يكن على التدخل فخصوصيات الغير..


قالتهاوتوجهت الي غرفتها.. و اغلقت الباب خلفها بقوة.. و قالت بمرارة و هى تشعر بغصة تملاحلقها: ما الذي فعلتة له حتي يعاملنى هكذا؟.. ما الذي فعلته؟..


ووجدت نفسهاتتوجة نحو السرير و هى تشعر بدموعها تترقرق فعينيها.. و ترفع جسدها من المقعد بالمومرارة.. عضت علي شفتيها و هى تجد نفسها تفشل فرفع جسدها فقالت بعصبية: لماذا؟..لماذا؟.. تبا.. تبا..


نجحت اخيرا و ارتفع جسدها لتجلس علي الفراش و تتركلجسدها الفرصة ليرتاح.. تنهدت بحزن قبل ان تلقى براسها علي الوسادة..وعلي الرغم منحزنها و جدت نفسها تغط فالنوم.. نوم عميق و بلا احلام…


ولكن اسمحوا لى ان اقوللملاك..انها البداية فقط.. و ان ما تراة اليوم.. هو ابسط شيء ربما يواجهها فحياتهاهذة المليئة بالصراعات…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ضوء الشمس القوى سقط علىعينى ملاك.. ليجعلها تعقد حاجباها بقوة .. و من بعدها تغطى و جهها بالغطاء و هى تقول و هيتشعر بالنعاس: اريد ان انام يا ابي..


شعرت نادين التي فتحت ستارة الغرفةبالاشفاق تجاهها و هى تسمعها تقول عبارتها تلك.. و قالت بصوت هادئ: انستى انها الساعةالعاشرة.. الن تستيقظي؟..


قالت ملاك و هى تتثاؤب: لا .. انا متعبة لم انم امس الافى ساعة متاخرة..


قالت نادين متسائلة: و لماذا؟..


فتحت ملاك احدي عينيها و قالتوهى تبعد الغطاء عن و جهها: لقد شعرت بالارق و لم استطع النوم و …


بترت ملاكعبارتها و ارتسم علي ملامحها الحزن و هى تتذكر ما حصل بالامس و العبارات التي قالها لهاكمال..ولكن نادين لم تنتبة لذا و هى تقول بابتسامة: هذا لانك لم تعتادى النوم هنابعد.. و الان هيا استيقظي..


قالت ملاك و هى تعتدل فجلستها: اخبرينى اولا من يوجدبالمنزل؟..


قالت نادين و هى تقترب منها و تضع الوسادة خلف ظهرها: لا احد يا انستيسواك انت و انا و الخدم..


قالت ملاك بدهشة: و اين ذهب الجميع؟..


قالت نادينبهدوء: السيد امجد و السيد ما زن غادرا الي الشركة منذ الساعة الثامنة صباحا.. اماالسيد كمال و الانسة مها فقد ذهبا الي الجامعة منذ ساعة..


قالت ملاك بهدوء مماثل: فليكن.. ساستبدل ملابسى و اخرج لاتناول الفطور..


قالت نادين و هى تهم بالخروج منالباب: سيصبح الفطور جاهزا..


قاليها و اغلقت الباب خلفها.. اما ملاك فقد استبدلتملابس النوم.. بفستان ذا لون و ردي.. جعلها تبدو كالزهرة المتفتحة.. و رفعت خصلاتشعرها بواسطة ربطة شعر من اللون ذاته..تطلعت الي نفسها فالمراة لتطمان الي شكلهاومن بعدها لم تلبث ان غادرت الغرفة و هى تتوجة الي طاولة الطعام.. رات الطاولة خاليةالا منها و قالت بابتسامة مريرة: الامر لم يختلف كثيرا عن و جودى بالمنزل..


قالتنادين التي كانت تقف قريبة منها: انستى لقد اتصل استاذ الرياضيات منذ قليل و قال انهسياتى بعد ساعة..


هزت ملاك كتفيها بعدم اهتمام.. و من بعدها شرعت تتناول افطارهابصمت و هدوء..وان لم تكن تشعر بمذاق اي شيء مما تتناوله..وما لبثت ان قالت بعدانتهاءها من تناول اكل الفطور:اريد ان اذهب للتنزة فالحديقة الخارجية..خذينى الىهناك..


قالت نادين بابتسامة: كما تشائين انستى و لكن الجو بارد بالخارج .. اذهبيلترتدى ملابس اكثر دفئا..


قالت ملاك و هى تحرك مقعدها: لا اريد..


– و لكن انستيالجو بارد..


قالت ملاك باعتراض: انا احب الخروج فجو كهذا و بملابسيالاعتيادية..


قالتها و واصلت طريقها فقالت نادين باستسلام: كما تشائين..


غادرتالمكان مع نادين الي الحديقة الخارجية للمنزل.. و تطلعت ملاك حولها بابتسامة و قالتوهى تلتفت الي نادين: خذينى الي حيث توجد الزهور..


قالت نادين مداعبة: انها تجلسامامي..


اتسعت ابتسامة ملاك و قالت و هى تشعر بالهواء البارد يداعب شعرهاووجنتيها: هيا خذينى الي حيث الزهور..


قالت نادينة و هى تدفع مقعد ملاك بهدوء: لست اعلم اين توجد الزهور فهذة الحديقة.. و لكن لنبحث عنها..


اخذت نادين تدفعملاك امامها فتلك الحديقة الواسعة.. و الممتلاة بالحشائش و الاشجار.. و قالت ملاكبغتة: انها هنالك ..


قالتها و اشارت بيدها الي الجانب الايسر لها..فدفعت نادينالمقعد و توقفت فيها امام حوض الازهار تماما..فاغمضت ملاك عينيها و هى تتنهد.. و رسمتعلي شفتيها ابتسامة حالمة و قالت: كم اتمني ان ابقي هنا طويلا..طويلا جدا..


شعرتبنسمات الهواء الباردة تعود لتداعب و جنتيها و تحرك خصلات شعرها الاسود..فتحت عينيهاوتطلعت الي الطيور المحلقة فذلك الفضاء.. و ارهفت السمع الي صوت الرياح.. و من قملم تلبث ان مدت يدها لتداعب زهرة ما و …


(حذار ان يجرحك شوكها)


تراجعت ملاكبيدها اثر الصوت الذي سمعته.. و اسرعت تلتفت الي القادم نحوهم و قالت بدهشة: ما زن.. الم تذهب الي الشركة مع ابيك؟..


ابتسم ما زن الذي كان يرتدى زيا مكونا من بنطالوسترة ذا لون بنى قاتم و قميص ذا لون بنى هادئ (البيج) .. و لم يكن يرتدى اي ربطةللعنق..فمازن لم يكن يحب ارتداء ما يخنقة كما كما يقول..وقال: بلى.. و لكنى عدت.. فقد شعرت بالملل..


وتساءل قائلا: اخبرينى .. ما الذي تفعلينة هنا؟..


هزتكتفيها و قالت: كما تري ..اتطلع الي الطيور .. اداعب الزهور.. و استمع الي صوتالرياح..


قال ما زن بسخرية: تستمعين الي صوت ما ذا؟..


وقبل ان تجيبة ملاك.. التفت الي نادين و قال: هل لك ان تحضرى لى كوب من الماء؟..


قالت نادين مترددة: و ما ذا عن ملاك؟..


قال ما زن بهدوء: سابقي معها و لن اتحرك من مكانى ريثماتعودين..


اومات نادين براسها و قالت : حسنا اذا.. لن اتاخر..لحظات و اعود ..


فيحين قالت ملاك و هى تتطلع الي البعيد: ربما تظن انى **** لو اخبرتك اننى احيانا اتحدثالي الزهور .. لانى لا اجد سواها لاتحدث اليها.. علي الاقل .. اشعر انى استطيع اناتحدث كما يحلوا لي.. و انها لن تتضايق مما ساقولة ابدا..


تطلع لها ما زن بدهشةوحيرة.. تتحدث الي الزهور.. و تستمع الي الرياح.. امجنونة هذة الفتاة؟..فى حين اردفتملاك و هى تغمض عينيها: الوحدة شعور صعب يجعلك تتحدث الي جميع ما حولك.. و الي اي شيءكان..


قال ما زن بهدوء غير عابئ لما تقوله: الجو بارد.. ادخلى الي البيتالان..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: لا اريد..


قالت السيدة نادين بغتة: دعهاانها عنيدة.. لن تفعل الا ما تريدة هي..


التفط ما زن كوب الماء من نادين و اخذيشربة فحين عادت ملاك لتفتح عينيها و قالت مبتسمة: و هل افوت علي تفسى مشاهدة مثلهذا المنظر الجميل؟.. علي الاقل قبل ان يصل الاستاذ و اكون محتجزة فالمنزل لاكثرمن ساعة..


ما ان انتهت من عبارتها حتي عادت الرياح لتلفح و جهها و لكن هذة المرةبشدة اكثر.. و بنسمات باردة.. جعلت جسد ملاك يقشعر.. فقال ما زن و هو يزفر بحدة: هلستظلين بالخارج حتي تمرضي.. هيا ادخلى الي البيت و ارتدى علي الاقل ما يدفئك..


قالت ملاك بعناد طفولي: لا..


ابتسم ما زن و قال: معك حق يا سيدةنادين.. انها عنيدة حقا..


مدت ملاك يدها فتلك اللحظة و داعبت زهرة ما ذات لونوردى يشبة لون فستانها.. فقال ما زن و هو يخلع سترتة و يقترب منها: و لم لا تقطفينها ما دامت تعجبك؟..


قالت ملاك باعتراض: ان قطفتها ستبتعد عن بقية الوردات و ستذبل بينيدي.. و لكن ان بقيت فمكانها فستزهر دائما..


ارتسمت ابتسامة علي شفتى ما زن و قالوهو يضع سترتة علي كتفيها: معك حق.. ستكون بحال جيدة ان بقيت مكانها ..


التفتتملاك بدهشة الي ما زن .. و رفعت حاجباها باستغراب لتصرفه.. و لكنها لم تلبث ان تذكرتوالدها و ما يفعلة لها كلما احست بالبرد..لقد كان يخلع سترتة و يضعها علي كتفيهاتماما كما فعل ما زن!.. ازدردت ملاك لعابها و تطلعت الية لوهلة قبل ان تقول بابتسامةمرتبكة: شكرا لك..


قال ما زن مبتسما: لا عليك..


وظل صامتا و هو يعتدل فو قفتهويتطلع الي اي شيء مما حوله..فى حين و جدت ملاك نفسها تقول: و لكن الن يغضب و الدك انغادرت العمل هكذا؟..


قال ما زن بسخرية و هو يطوح بحجر صغير بعيدا: بلى.. و لكننهارغبتة ..


قالت ملاك متسائلة: رغبته؟.. و كيف؟..


قال ما زن و هو يلتفت لها: هو منارادنى ان اعمل معه.. لم اكن اريد هذا و لكنة ارغمنى علي ذلك العمل الذي اكرهه.. لهذا علية ان يعلم انى من المستحيل ان اجد نفسى فعمل ابغضة و لا احتمل القيامبه..


تطلعت له ملاك لوهلة و من بعدها قالت: و لكن يجب عليك مساعدة ابيك..


قال ما زنوهو يضع كفية فجيبى بنطاله: و ها انذا افعل.. و لكن علي طريقتى الخاصة..


ترددتملاك قليلا قبل ان تقول: و لكن ذلك يعتبر خداعا له..


– فليكن ما يكون.. اريد اناعمل فعمل اجد نفسى فية لا ان اعمل فعمل اكون مرغما علي ادائه.. جميع ما يهموالدى ان اكون الي جوارة فقط.. و ما ذا عنى ايظن ان ليس لى طموح اتمنىتحقيقه..


صمتت ملاك و لم تجد ما تقول.. فقال ما زن بهدوء: الم يحن الوقت للدخول؟.. الجو يزداد برودة..


ابعدت ملاك السترة عن كتفيها و ناولتها لمازن و قالت بابتسامةباهتة: اعلم انك تشعر بالبرد .. لهذا خذها..


قال ما زن باستنكار: لا.. انت فتاةويجب على ان…


قاطعتة ملاك لتقول بهدوء: فليكن .. سادخل الي الداخل.. حتي اريحكمن عبئى عليك..


قالتها و حركت عجلات مقعدها بكلتا يديها و ربما عادت اليها ذكرىالامس.. و ما دار بينها و بين كمال.. و تساءلت للمرة العاشرة.. لماذا؟…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛قالت مها بمرح و هى تودع صديقتها عند مواقفالجامعة: الي اللقاء اراك غدا.. و لا تنسى اتصلى بى لتخبرينى ما حدث..


قالتصديقتها مبتسمة: بكل تاكيد لن انسى.. الي اللقاء..


لوحت لها مها بيدها و هى تجريمبتعدة دون ان تنتبة لعينى هذا الشاب الذي اخذتا تراقبانها و هى لا تزال تلوحبيدها.. و قال هذا الشاب بغتة و هو يراها تقترب منه: كيف حالك يا ايتهاالجميلة؟..


التفتت مها بحدة الي مصدر الصوت.. و ارتفع حاجباها بدهشة و هى ترىالواقف امامها .. و زفرت بحدة و هى تقول: ارعبتنى يا حسام؟؟قال حسام مبتسما: احقا؟.. تستحقين ان تصابى بالرعب بكل صراحة..


قالت مها و هى تضع كفها عند خصرها: و لماذا؟..


ولكنها اردفت بحيرة: و لكن اخبرني.. هل انتهت محاضراتك فمثل موعدانتهاء محاضراتي؟..


قال بهدوء: بل قبلها بنصف ساعة.. و لكن اخذنى الحديث مع احدالاصدقاء و لم اشعر بالوقت حينها.. و بعد مغادرته.. رايتك و انت تغادرينالجامعة..


قالت مبتسمة: من الغريب ان تنتظرني.. انها المرة الاولي التيتفعلها..


– اولا انا لم انتظرك بل رايتك مصادفة.. و ثانيا اظن انها ستكون المرةالاخيرة..


ضحكت مها بمرح و قالت: لن تستطيع..


رفع حاجبية باستخفاف و قال: و لم؟..


قالت مبتسمة و هى تتطلع الي مبني الجامعة: لاننا فجامعة و احدة.. و ساراككثيرا رغما عنك..


قال و هو يلوح بكفة مغيرا جفة الحديث: اخبرينى هل هنالك منسيوصلك.. ام اوصلك انا؟..


ومع انها لمحت سيارة و الدها الذي يرسلها لها الىالجامعة مع السائق .. الا انها قالت: لا ادرى لقد تاخر السائق كثيرا و لا اريد اناتاخر علي البيت..


صمت حسام قليلا و من بعدها قال : حقا؟.. هل تاخر السائق يا مها؟ ..


اومات براسها و هى تزدرد لعابها.. فقال و هو يشير الي بقعة ما و يبتسم: و ما هذهالسيارة التي تقف هنالك اذا؟.. اليست سيارتكم؟.. و السائق.. اليس السائق الخاصبوالدك؟..


قالت مها بحنق و هى تحرك قدمها بعصبية: بلي هو.. لم اره.. الي اللقاءالان..


قال فسرعة: انتظري..


التفتت له و قالت بحدة: ما ذا؟..


قال بابتسامةجذابة: لا يهون على ان تذهبى و انتى متضايقة هكذا.. اذهبى الي السائق و اطلبى منة انيغادر.. و ساوصلك انا..


قالت بفرحة لم تستطع ان تكتمها بداخلها: حقا؟؟.. ساذهبالية فالحال..


ومن بعدها تنبهت الي نفسها فقالت بخجل: اعنى حتي لا ااخرة عنوالدي..


ابتسم حسام و هو يراها تبتعد و تبلغ السائق حتي يغادر.. و ما ان غادرالسائق حتي اسرعت بخطواتها الية و قالت بابتسامة و اسعة: هاقد غادر السائق..


قالوهو يلتفت عنها: اتبعينى اذا الي حيث سيارتي..


قالت و هى تسير الي جواره: لا احبان اتبع احد..


التفت لها و فعينية نظرة استخفاف.. و من بعدها و اصل كيفية الي حيثالسيارة.. ففتح قفلها عن طريق جهاز التحكم عن بعد.. و اشار لهاحتي تركبها.. و ابتسمتمها بسرور و هى تدلف اليها.. صحيح انها ليست المرة الاولي التي يوصلها بها حسام الىمكان ما .. و لكنها مع ذلك تشعر بسعادة كبار كلما شعرت بنفسها قريبة منه..


فى حين استقر حسام خلف مقعد القيادة و ادار المحرك لينطلق بالسيارة .. و ران الصمت عليهم بضعدقائق.. فقالت مها لتقطع ذلك الصمت: ستاتى الي النادى اليوم.. اليس كذلك؟ ..


اوما براسة و قال: بلى.. بعدها انت تعلمين ذلك.. فلم تسالين؟ ..


قالت متجاهلةعبارته: ما اخبار الدراسة معك؟..


هز كتفية بالمبالاة و قال: جيدة..


قالت مهابصيق: و لم تجيبينى باقتضاب هكذا؟..


قال مبتسما:ماذا بك؟.. الست اجيب عناسالتك؟..


اشاحت بوجهها نحو النافذة و قالت بحنق: اجل..


سالها حسام بغتة: ما هى اخبار ملاك؟..


قالت مها بعصبية: و ما شانك بها؟.. بعدها هل طلبت توصيلى الىالمنزل حتي تسالنى عن ملاك؟..


قال حسام بهدوء شديد اثار اعصاب مها: انه مجردسؤال عابر ..


قالت مها بحدة: اشك فهذا.. و علي العموم فهى بخير.. اطمان ..


ضحك و قال: و من قال اننى اردت ان اطمان عليها؟..


قالت بعصبية: اذا لم تسالعن احوالها اذا لم ترد الاطمئنان عليها ..


اوقف حسام سيارتة بجوار بيت =مها و قالوهو يغمز بعينه: قد لسبب اخر..


تطلعت له لوهلة دون ان تستشف من قولة اي شيءيروى فضولها .. و من بعدها لم تلبث ان قالت و هى تفتح باب السيارة: اشكرك علي توصيلى ..


قال مبتسما: علي الرحب و السعة..


القت مها نظرة اخيرة علي حسام قبل انتغادر السيارة و تنطلق الي البيت.. و ما ان ابتعد بسيارتة حتي احست بانها ربما فقدت شيئا هاما.. شيئا عزيزا و غاليا و اهم من جميع ما لديها…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛جلس امجد فالردهة يحتسى القهوة.. و يتطلع الىالصحيفة بلا اكتراث.. و التفت الي حيث الدرج للحظات و من بعدها قال و هو يلمح ما زن و هويهبط درجاته: كيف حال العمل بالشركة يا ما زن؟..


توقف ما زن عن النزول .. و قال و هويشعر بلهجة و الدة التي تخفى شيئا ما : علي ما يرام.. لم تسال يا و الدي؟..


لم يجبهامجد بل ظل صامتا و هو ينتظر من ما زن نزول الدرج.. و قال ذلك الاخير و هو يهبط درجات السلم و يقترب من حيث يجلس و الده: هل هنالك امر ما يا و الدي؟..


قال امجد و هو يشيرلة بالجلوس: انت ابنى الاكبر يا ما زن.. و يجب ان تكون ذراعى اليمني فالعمل.. اليسكذلك؟ ..


جلس ما زن فوق المقعد الذي اشار له و الدة و ظل ما زن صامتا فقال امجدبحدة: اجبنى .. اليس ايضا يا ما زن؟.. ام تفضل ان تكون مجرد فار يتسلل الي خارجالشركة جميع يوم فالعاشرة و احيانا حتي التاسعة صباحا؟..


اتسعت عينا ما زن و قالوهو يزدرد لعابه: من قال لك ذلك يا و الدي؟..


قل امجد بسخرية: اتظن انى احمق لااعلم ما يدور فالشركة .. اننى ارصد جميع نفس فيها.. و لكن ابنى الاكبر الذي يجب انيصبح قدوة للموظفين يتسلل خارجا جميع يوم كالفئران..


قال ما زن و هو يكور قبضته: ارجوك ابى لا داعى لمثل ذلك الكلام..


– هل لك ان تفسر لى تصرفك ذلك اذا؟..


دسمازن اصابعة بين خصلات شعرة و قال: انت تعلم منذ البداية انى لا اجد نفسى فهذاالعمل.. و انى لم اكن ارغب فان اقوم به..


قال و الدة بانفعال: و كنت تريدنى اناتركك تعمل لدي شركة اخري منافسة.. لا.. انت ابنى و من حقى عليك ان تكون الي جواروالدك و تساعده..


قال ما زن برجاء: و لكن لى طموح فهذة الحياة يا ابي.. و لو عملت فشركتك فلن احققه…


اشار له و الدة بالصمت و قال: كفي يا ما زن لقد انتهي النقاش .. و حذار ان تغادر الشركة مرة اخري و الا سيصبح لى تصرف احدث معك..


زفر ما زنبعبنوتة و قال: هل تريد اي شيء احدث يا و الدي؟..


قال و الدة باقتضاب : لا..


نهضمازن من كرسية و اسرع يتوجة الي اي مكان المهم ان يهدئ من اعصابة قليلا..ووجد نفسهامام الباب الرئيسي.. فاسرع يفتحة و …


(الي اين؟..)


تردد هذا الصوت الهامس الرقيق من خلفه.. فالتفت الي ملاك ناطقة العبارة السابقة و تطلع اليها للحظات .. فيحين ظنت ملاك ان صمتة يعنى انه لم يسمعها جيدا.. فعادت تكرر عبارتها و قالت بصوتمرتفع اكثر: الي اين تذهب يا ما زن؟..


مط ما زن شفتية بغضب و من بعدها قال و هو يستديرعنها: الي الجحيم..


لم يكن الوقت المناسب ابدا لملاك ان تتحدث الية و هو فهذهالحالة من الغضب.. فحين تطلعت الية ملاك للحظات بالم و من بعدها لم تلبث ان قالتبمرارة : ما بالكم جميعا؟..الكل يكرة ان احدثه..ليتنى لم اتى الي هنا.. ليتنى لمافعل..


التفت ما زن اليها بدهشة و سرعة و من بعدها قال: من تعنين بالجميع يا ملاك؟.. هل هنالك من ضايقك؟..


اشاحت بوجهها لتخفى الدموع التي ترقرقت فعينيها و من ثمقالت بالم: و ما ذا يهم؟.. انت مثلة تماما.. تكرة التحدث الي..


عاد ما زن ادراجهالي حيث تجلس ملاك و افتعل ابتسامة علي شفتية و هو يقول: لم اقصد محادثتك بهذاالاسلوب.. فقد كانت اعصابى مشدودة بعض الشيء.. و لكن لم تخبرينى من الاخر الذيضايقك..


تطلعت الية بتردد و من بعدها لم تلبث ان قالت بصوت خافت: كمال..


تساءلباهتمام: و ما الذي فعله؟..


– لقد سالتة عن شيء ما يعنيه.. فطلب منى ان لا اتدخلفى شؤونة و ان اهتم بشؤونى فقط..


عقد ما زن حاجبية و قال و هو يهبط الي مستواها: سالته؟.. و عن ما ذا سالته؟..


ازدردت ملاك لعابها و قالت: لقد اصابنى الارق ليلةالبارحة.. و رايتة يدخل فساعة متاخرة.. فسالتة عن اسباب تاخيرة جميع ذلك الوقت لان عميكان قلقا عليه..


قال ما زن بابتسامة باهتة: ملاك.. لا تدعى ذلك يضايقك.. فهذة هى عادة كمال.. لا يحب ان يتدخل احد فشؤونة و حتي و الدى نفسه.. بعدها ان تاخرة امر طبيعى فهو يتاخر يوميا عن البيت..


صمتت ملاك دون ان تعلق علي عبارته.. فقال و هو يتطلعاليها: اظن انى ادين لك بالاعتذار عما فعلتة قبل قليل.. انا اسف.. و اعتذر ايضا نيابة عن كمال.. و لكن لا تتضايقي.. فلا احب رؤية ابنة عمى عابسة هكذا..


التفتت الية و ارتسمت ابتسامة حملت جميع ما بداخلها من امتنان له فقال مبتسما و هو يربت علي كفها و ينهض و اقفا: و الان ما دمت ربما رايتك مبتسمة.. فعن اذنك سازور احد اصدقائى ..


قالها و لوح لها بكفه.. و لكن ملاك لم تكن تطلع الية فتلك اللحظة.. بل الىكفها التي ربت عليها ما زن.. و شعرت بقشعريرة باردة تجرى فجسدها.. و هى تتذكر لمستة لها.. و وجدت قلبها يخفق بقوة..


ولهفة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء الخامس

“.. اعجاب ..”

اخذت مها تتحرك فارجاء الطابق الاول.. و لم تلبث ان تنهدت بملل.. و هى تهبط درجات السلم الي الطابق الارضى ..وتوجهت الي غرفة ملاك لتطرق الباب عدة مرات و لما لم تسمع جوابا فتحت الباب و دلفت الي الداخل لتقول بهدوء: ملاك.. هل انت نائمة؟..


وعقدت حاجبيها و هى تتطلع الي ارجاء الغرفة الخالية من ملاك .. و سمعت بغتة صوت نادين تقول من خلفها: الانسة ملاك ليست هنا .. انها بالردهة ..


قالت مها بحيرة: من الغريب ان تظهر ملاك الي الردهة..


قالت نادين بهدوء: لقد فعلت هذا لانى كنت اقوم بتنظيف و ترتيب الغرفة حينها..


فهمت مها الامر.. فغادرت غرفة ملاك و توجهت الي الردهة .. و هنالك راتها جالسة علي الاريكة و امامها طاولة صغار عليها كتابين و بعض الاوراق المبعثرة..وابتسمت مها و هى تقترب من ملاك قائلة: ما ذا تفعلين؟..


يبدوا ان ملاك لم تنتبة لقدوم مها فانتفضت بخوف و التفتت الي مها و من بعدها لم تلبث ان قالت بابتسامة باهتة: كما ترين.. ادرس ..


تقدمت مهامن ملاك و جلست الي جوارها.. كانت المرة الاولي التي تراها بها مهابدون مقعدهاالمتحرك.. تجلس بشكل طبيعى و كانها سليمة معافاة من اي عجز.. و لكن مها لم تصرح بايشيء مما دار بخلدها و قالت و هى تتطلع الي الاوراق المبعثرة: يبدوا و انك مجتهدة فيدروسك..


تنهدت ملاك و قالت: شيء اشغل بة و قتى بدل ان اقضية و حيدة فالقيامبحاجات من غير فائدة..


قالت مها و هى تلتفت لها: و لكنك لم تخبرينى بعد.. ما هوتخصصك الذي و قع اختيارك عليه..


قالت ملاك مبتسمة: تخصص تمني ابى دوما اناختاره.. انه الادب..


قالت مها و هى تبتسم: ممتاز .. انه تخصص رائع جدا..


قالتملاك متسائلة: و انت يا مها.. ما هو تخصصك؟..


قالت مها و هى تعتدل فجلستها و تقولبمرح و بلهجة تمثيلية: بصراحة لقد بحثت عن شيء ما يليق بى .. فلم اجدالا…


(التشريح)


جاءت هذة العبارة الساخرة من بين شفتى ما زن و هو يتقدم منهمابعد ان دخل الي البيت من الباب الرئيسي.. فالتفتت له مها و قالت و هى تستهزئ به: يالخفة دمك.. اكاد اموت من الضحك..


اما ملاك فقد اعتراها التوتر لاول مرة و هى ترىمازن يقترب منهما و لكنها سرعان ما نفضت ذلك الشعور و التفتت الي مها لتقول مكررة: ما هو تخصصك يا مها؟..


قالت مها بكل فخر: الكيمياء..


قال ما زن ساخرا و هو يجلسعلي احد المقاعد القريبة من الاريكة التي تجلسان عليها: لا اظن ان كهذا التخصصيصلح لحمقاء مثلك.. فربما تتسببى يوما فتفجير مختبر الجامعة ..


قالت مها بحنقوغيظ: و لا تخصص السياحة يصلح لغبى مثلك.. فقد تتسبب فايصال جميع مسافر لبلداخر..


لم يابة ما زن بما قالتة بل التفت الي ملاك الجالسة علي الاريكة بهدوء و قالمبتسما: لم اكن اعلم انك تدرسين الادب من قبل.. اتهوين القراءة ام الشعر؟..


شعرتملاك بالدهشة من سماعة الحوار باكملة تقريبا بينها و بين مها.. بعدها لم تلبث ان قالتبهدوء: الاثنان معا..


وهبطت عيناة الي الاوراق المبعثرة و من بعدها قال و عيناهتتطلعان الي احد الاجابات التي كتبتها ملاك: انها خاطئة..


قالت ملاك بحيرة: خاطئة؟..اانت متاكد؟..


اوما براسة و من بعدها قال و هو يلتقط قلما و يعيد كتابةالاجابة: انها تحل هكذا..


تابعت ملاك خطوات اجابتة و تطلعت له باعجاب.. فحينقالت مها و هى تمط شفتيها: من اين اشرقت الشمس ذلك اليوم؟.. ما زن يساعد فحل مسالةما..


قال ما زن بابتسامة و اسعة و عيناة تتطلعان الي ملاك: لا تظنى انى ما دمت لااساعدك انت.. فلن اساعد ابنة عمي..


قالت مها بحنق: انك لم تساعد احدا ابدا.. انها المرة الاولي التي تفعل..


– اظن انى حر فتصرفاتى و حر فمساعدة مناشاء..


قالت ملاك بخفوت: ارجوكما لا تتشاجرا بسببي..


ضحك ما زن و قال: اتظنيناننا نتشاجر؟.. لا ابدا.. انه مجرد حديث عادي..


ابتسمت ملاك بالرغم منها و هيتراة يضحك .. و شعرت بالتوتر يعود ليراودها..فى حين سمعت ما زن يقول فتلك اللحظةوهو ينقل بصرة بين المقعد المتحرك الذي يجوارها و بين الاريكة التي تجلسعليها:اتعرفين لاول مرة اراك تجلسين علي مكان يختلف عن مقعدك..ان جلوسك معنا هكذااروع بعديد ..


كانت مها تشير لمازن ان يصمت منذ بدا جديدة و لكن ما زن لم ينتبهلها.. فحين كانت ملاك صامتة و ما انتهي من جديدة حتي التفتت الي ملاك لتري ردةفعلها.. توقعت ان تغضب.. ان تغادر المكان و لكنها لم تتوقع ابدا ان تقول و علي شفتيهاابتسامة : اتري هذا حقا؟..


اوما ما زن براسة ايجابيا و هو يبتسم..فى حين نقلت مهانظراتاها بينهما .. كانت نظرات ما زن عادية جدا.. و لكن بالنسبة لملاك.. كانت نظراتهاتجمع ما بين الخجل و اللهفة.. مها تعلم ان ما زن يعتبر ملاك مجرد ابنة عم له لا اكثرولا اقل..وهو يتحدث اليها كما يتحدث الي مئات الفتيات الاخريات.. و لكن كيف لملاكالتى لم تتعلم شيئا من ذلك العالم ان تدرك هذا؟..


قالت مها بغتة: ما رايكم اننذهب الي النادى الان؟..


قالت ملاك باعتراض: و لكن لم انهى دراستى بعد..


قالمازن و هو ينهض من مقعده: يمكنك ان تكملى دراستك بعد ان نعود..


واردف دون ان يتركلها مجالا للرفض: ساذهب لاستبدل ملابسى ريثما تجهزان..


تابعتة ملاك بانظارها و هويغادر و من بعدها لم تلبث ان قالت و هى تتحدث الي مها: انه لم يمنحنى فرصةللاعتراض..


ضحكت مها و قالت: حتي لا ترفضى الحضور.. و الان هيا.. اسرعى باستبدالملابسك حتي نغادر..


رفعت ملاك جسدها بكلتا يديها و من بعدها لم تلبث ان قالت لمهابابتسامة شاحبة: هل لك ان تدفعى المقعد الي الامام قليلا..


اسرعت مها تنهض منمجلسها و تقول و هى تتحرك نحو المقعد و تدفعه: بكل تاكيد..


رفعت ملاك جسدها من علىالاريكة لتجلس علي مقعدها المتحرك اخيرا.. و ان شعرت بالضعف لانها احتاجت الي مساعدةمها.. و تحركت بمساعدة مقعدها الي حيث غرفتها ..فى حين قالت مها محدثة نفسها و هيتتطلع الي ملاك و تتذكر نظراتها الي ما زن منذ قليل: ارجو ان يصبح ما افكر بة خاطئايا ملاك.. ارجو ذلك..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛طرقات هادئة سمعها كمال علي بابغرفتة و هو جالس علي طرف الفراش يرتدى حذائة استعدادا للخروج و قال بهدوء دون ان يرفععينية الي الباب: ادخل..


فتح الباب و اطل من خلفة ما زن الذي تقدم منة و قال و هويتطلع الي ما يفعله: ستخرج ايضا..


قال كمال ببرود: انت كذلك تذهب الي النادى فيهذة الخلال ..


قال ما زن و هو يجذب له مقعدا و يجلس عليه: اردت ان اتحدث اليكقليلا يا كمال..


رفع كمال انظارة الي ما زن و قال: بشان ما ذا؟..


– ابنةعمك..


قال كمال بلامبالاة مقصودة: اي ابنة عمة فيهن؟..


قال ما زن بحزم: انتتعلم انى اعنى ملاك..


– و ما ذا فيها الانسة ملاك حتي تاتى لتحدثنيبشانها؟..


قال ما زن دون ان يابة بسخرية كمال: ابنة عمك ملاك ربما جاءت لتقضياسبوعا و احدا هنا.. فدعة يمضى علي خير..


ضيق كمال عينية و قال : هل اخبرتك هيبشيء؟..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: بكل شيء..استمع الى يا كمال .. ملاك فتاةعاجزة لا تستحق منك هذة التصرفات .. علي الاقل تجاهلها و لكن لا تتحدث اليها بكلماتكالجارحة هذة ..


قال كمال و هو يبتسم باستخفاف: و لم انت مهتم هكذا؟ ..


– لانهاابنة عمى اولا.. و لانها امانة فاعناقنا جميعا ثانيا..


ونهض من مكانة و هو يكمل: فارجو ان تكون رجلا تستطيع ان تحمل المسئولية و تحافظ علي الامانة التي كلفك فيها عمك ..


لم يبد علي كمال اي بادرة فعل.. فزفر ما زن بحدة و خرج من غرفتة .. ليسيربالممر و من بعدها يهبط درجات السلم الي الطابق الارضي..وهنالك لم يشاهد اي من ملاك اومها.. فصاح قائلا بصوت عالي: مها.. ملاك.. اين انتما؟..


اقتربت منة احدىالخادمات و قالت بهدوء: لقد رايت الانستين يظهران الي الحديقة يا سيد ما زن..


مطمازن شفتية بملل و من بعدها غادر البيت الي الحديقة الخارجية .. و هنالك سمع صوت ضحكات.. كانت ضحكات مها و ملاك.. لاول مرة يسمع ضحكات ذلك الملاك الرقيق.. و وجد قدماهتقودانة الي حيث تقف مها و بجوارها ملاك.. و قال مبتسما: علام تضحكان؟..


قالت مهاوهى مستمرة فالضحك: لقد سالتنى ملاك عن شيء ما فالكيمياء و لم استطع الاجابةعليه..


قال ما زن بسخرية: اخبرتك انك لا تصلحين لدراسة الكيمياء و …


قاطعهمها قائلة و هى تشير الي ملاك: و حتي انتقم من ملاك سالتها شيء ما فالادب و لم تستطعالاجابة علية هى الاخرى..


ابتسم ما زن و قال و هو يعقد ساعدية امام صدره: ربماارادت ان تجاملك فحسب..


تطلعت الية بحنق فقال و هو يدير ظهرة عنهما: هيا اسرعا لااريد ان اتاخر..


توجهت مها الي ملاك و دفعت مقعدها بهدوء الي ان اوصلتها الىالسيارة ..فى حين كانت عينا ملاك ملعقة بمازن و ابتسامة مرتسمة علي شفتيها.. لم تعلملم شعرت بكل ذلك الانجذاب تجاة ما زن .. قد لانة الوحيد الذي عاملها برقة و لطف.. و قد لانها للمرة التي تتعامل بها مع شاب ما ..شاب يحترمها و يقدرها و يعاملها بهذااللطف ..ويشعرها بانها انسانة مرحب فيها و انها بنت قبل جميع شيء.. بنت من حقها انتعيش الحياة التي تتمناها .. بنت من حقها ان تعجب بشاب ما .. و يختارة قلبها من كلالناس من حولها حتي يخفق من اجله.. و تترك العنان لمشاعرها ل …


شعرت بانافكارها ربما اخذت اتجاها لم تفكر بة بالمرة فحياتها.. بم تفكر؟..بالمشاعر ؟..هل منحقها ان تعجب بشاب ما و تميل اليه؟..هل من حقها ان تحب حقا؟.. و لم لا؟..اليست فتاةكبقية الفتيات؟.. انها كذلك..ولهذا لن تضع اي حاجز امامها يمنعها من ترك الحريةلمشاعرها.. فهاهى ذى تعترف لنفسها انها معجبة بمازن ..ومن يدرى ما الذي تخفيهالايام لها و لمصير اعجابها بمازن هذا؟..


توقفت عن الاسترسال فافكارها عندماوصلت السيارة الي النادي..ووجدت مها تفتح لها الباب.. فحين كان ما زن يتوجة نحوحقيبة السيارة ليخرج مقعدها و يقترب بة منها.. و قال ما زن بهدوء و هو يتطلع باتجاهها: اترغبين فالمساعدة؟ ..


هزت راسها نفيا و من بعدها رفعت جسدها عن مقعد السيارةلتجلس علي مقعدها.. اما مها فقد عقدت حاجبيها بحيرة.. انها تذكر ان اول مرة اشارفيها ما زن الي حاجة للمساعدة اثار هذا عصبيتها علي نحو و اضح.. اما الان فهى تقابلالامر بهدوء..


هزت مها كتفيها و من بعدها اخذت تدفع مقعد ملاك التي كانت تتطلع الىارجاء النادى الواسع .. و بغتة سمعت صوت ما زن و هو يقول: اهلا حسام ..


لم تستطعمها منع نفسها من الالتفات له بسرعة.. و لم تستطع منع تلك اللهفة التي اطلت منعينيها و هى تطلع الي حسام بقامتة الممشوقة و هو يتحدث الي ما زن و ابتسامتة مرتسمة علىشفتية .. و من بعدها لم تلبث ان راتة يلتفت لها و يقول: اهلا مها..


ابتسمت مهاابتسامة و اسعة و قالت: اهلا بك.. كيف حالك؟..


– علي ما يرام..


ومن بعدها لم يلبثان قال مردفا و هو يوجة جديدة الي ملاك: اهلا انسة ملاك..كيف حالك؟..


قالت ملاكبابتسامة باهتة: بخير..


فى حين قالت مها بابتسامة مرحة: لم تخبرنى ما هى احوالكبالنادي؟..


قال حسام و هو يشير بابهامة علامة النصر: ممتازة جدا..


قال ما زنوهو يضع احدي كفية فجيب بنطاله: ساذهب انا الي قسم الفروسية..اذهبوا انتم الي حيثتريدون..


مالت مها باتجاة ملاك و قالت: الي اين تودين الذهاب يا ملاك؟..


هزتملاك كتفيها و قالت: اي مكان..


توجهت فيها الي الكافتيريا ليجلسوا ثلاثتهم حولالمائدة.. فقال حسام مبتسما: ساذهب الي قسم الرماية.. اترغبين فالحضور يامها؟..


قالت مها فسرعة: بكل تاكيد س…


وكانها ربما تنبهت الي ملاك للتو.. فقالت بتردد: و لكن ملاك ستبقي و حيدة هنا..


قالت ملاك بابتسامة: لا عليك اذهبيالي حيث تريدين.. لقد اعتدت الجلوس لوحدى حتي اتامل الطبيعة من حولي..


قالت مهامتساءلة: الن تتضايقى حقا لو ذهبت و تركتك و حدك قليلا؟..


هزت ملاك راسها نفياوقالت: ابدا..


قالت مها بابتسامة و اسعة: لن اتاخر..


كان مبعث فرحتها هوذهابها مع حسام .. فاسرعت تنهض من علي مقعدها لتسير الي جوار حسام الذي غادرالمائدة بدورة ..وازدردت لعابها لتقول له: اتعلم ياحسام.. لا ازال اتذكر قبل عشرسنوات تقريبا عندما كنا طفلين و كنا ناتى الي النادى احيانا فتتسخ ملابسنا.. و حينهاكنت اتهرب من العقاب و اضع اللوم عليك..


قال حسام مبتسما: و انا الاحمق الذي كنتاتحمل عقوبتى و عقوبة **** شقية.. من اجل ان لا تعاقبى انت..


ضحكت مها و قالت: انادم انت علي ما فعلت و قتها؟..


التفت لها و قال بابتسامة: ان اردت الحقيقةفكلا.. لست نادم علي ما فعلتة و قتها و لو عاد الزمن الي الوراء لفعلت الشيءذاته..


قالت مها بحيرة: و ما الذي كان يدفعك لتتحمل عقوبتى انا ايضا؟ ..


قالحسام و هو يهز كتفيه: لا شيء محدد بالضبط.. و لكنى اكرة ان اراك تتالمين او حتىتتضايقى من اي شيء.. كنت مستعد دائما لتحمل عنك العقاب حتي لا تشعرى بايالم..


مست كلماتة شغاف قلبها..وجعلت حلقها يجف من التوتر ..وشعرت كم هو رائعحسام ذلك .. كم هو شهم و نبيل معها منذ صغره.. كيف لها ان تجد انسان يساوية شهامتهوحنانة هاذين و .. و لكن.. انها لا تزال تجهل مشاعرة نحوها..انها لا تدرك ان كاناهتمامة فيها ينطوى علي مشاعر ما ام لا..


ووجدت مشاعرها تدفعها لسؤالة قائلة: لماذا؟..


ارتفع حاجباة بدهشة و قال: لماذا ما ذا؟..


تطلعت الية بعينين تنطويعلي اللهفة و قالت: لماذا كنت تكرة ان ترانى اتالم؟.. لماذا كنت مستعد لان تتحملالعقاب عنى فكل مرة؟..


التفت عنها و تطلع بنظرات شاردة الي الطريق و قال بصوتخافت النبرات: قد لاني…


بتر عبارتة بغتة مما جعل مها تستحثة علي المواصلةقائلة: لانك ما ذا؟..


التفت لها بغتة و قال بابتسامة: قد لانى اكرة ان اري دموعالفتيات..


قالت مها كالمصعوقة: هاا.. ما ذا تعنى بقولك هذا؟..


هز كتفية و قال: ما سمعته.. المهم دعينا من ذلك الحديث الان.. و راقبى مهارتى فالرماية..


لم يكنحسام يعلم عن الغضب و الاحباط الذي خلفة فقلب مها.. لقد ارادت ان تسمع و لو كلمةواحدة تشعرها انه يحمل لها و لو القليل من المشاعر.. علي الاقل حتي تتمسك باى امل.. و لكن اجابتة لها صدمتها و جعلتها تشعر بفقدان الامل و الياس من و جود مشاعر فقلبحسام لها..واخذت تراقبة و هو يصوب علي الاهداف التي امامة بعيون شاردة لاتريان…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كانت عينا ملاك ملعقتان بتلك السماءالصافية.. و هى تتطلع اليها بشرود كبير.. و لكن و علي الرغم منها و جدت عيناها تهبطانالي حلبة السباق مع اصوات صهيل تلك الخيول .. رات الكثير من المتسابقين يتدربون فيحلبة السباق و خصوصا و انه لم يبقي علي يوم السباق سوي عدة ايام فقط.. و جميع منهم يسعىللحصول علي احدي المراكز الاولى.. و من هؤلاء ما زن و كمال ..


مازن الذي تعلقت بهعينا ملاك هذة المرة.. و هى تراقب جميع حركة من حركاته.. و جميع خلجة من خلجاته.. ابتسامته.. نظراته..حركات ذراعية .. هدوءه.. حزمة .. و حتي كيفية مشيته..ووجدت نفسهاتبتسم باعجاب لشخصيته.. بمرحة و لطفة و حنانه..وبحزمة و رجولتة ..وجدت قلبها اخذ يخفقفى قوة عندما راتة ترك حلبة السباق بغتة و اقترب من المكان الذي تجلس عندة بعد انترك حصانة لكمال حتي ياخذة الي الاسطبل..


واخيرا رمي بجسدة علي المقعد المجاورلها و قال متسائلا: اين مها؟..


اشارت الي حيث ذهبت مها مع حسام و قالت و هى تشعرببعض الارتباك: لقد ذهبت مع حسام الي قسم الرماية منذ قليل..


– لم يكن عليها انتتركك لمفردك..


قالت ملاك بصوت خافت: لقد اعتدت الجلوس لمفردي..


نهض من مجلسهوقال فسرعة: ساذهب لاحضار العصير لكلينا و اعود لاجلس معك.. بدلا من تلك الحمقاءالتى تركتك لمفردك..


قالت ملاك و هى تهز راسها نفيا: لم تود مها تركى لمفردي.. و لكنى انا التي اصررت عليها بالذهاب و اخبرتها اننى استمتع بالجلوس و حدى لاراقبالطبيعة..


قال ما زن بسخرية: و تستمعين الي صوت الرياح.. اليس كذلك؟..


اشاحتملاك عنة بوجهها و قالت و صوتها يحمل بعض الضيق من سخريته: لن تفهم ما اقولة الا لوعشت ظروفا مما ثلة لي..


اشار لها بسبابتة قائلا: ساذهب لاحضار العصير بعدها سنتناقشفى ظروفك هذه..


قالها و مضي عنها.. تاركا اياها تتنهد بحرارة.. من حقة ان يستغربما تقولة .. و لكنها حقا بدات تندمج مع العالم الذي تحياة .. و تصبح جزءا منه.. كيفلا و ربما عاشت فهذا العالم منذ ستة عشر عاما.. منذ يوم اصابتها.. و هى تجد هدوءهاوشعورها بالراحة بالتطلع الي الطبيعة من حولها.. و الاستماع الي صوت الريح.. ليتالجميع يفهم هذا.. و لا يعاملونها علي انها بنت غريبة التصرفاتو…


(العصير)


ايقظها من شرودها و افكارها صوت ما زن .. اعقبة بان و ضع كاسالعصير امامها و قال مبتسما و هو يجلس علي مقعده: لقد نسيت ان اسالك عن شرابكالمفضل.. لهذا احضرت لك علي ذوقي..


تطلعت ملاك الي كاسى العصير و من بعدها قالتمبتسمة: اتفضل شراب البرتقال؟..


اوما براسة و قال و ربما اتسعت ابتسامته: كما ترين.. انها عادة التصقت بى منذ ان كنت طفلا.. فقد كانت و الدتى تعد لنا عصير البرتقال علىالغداء جميع يوم.. و منذ هذا الحين و انا لا اشرب عصير سواه..


وقبل ان تقول ملاكشيئا.. عقد حاجبية و هو يتطلع لها قائلا: اتعلمين يا ملاك.. لا اعلم لم اشعر و كانيقد التقيت بك من قبل ..


قالت ملاك بدهشة: حقا؟.. و لكن المرة الاولي التي رايتكفيها هى عندما جئت الي منزلكم قبل يومين..


قال ما زن باصرار: ليس قبل الان بوقتقصير.. بل قد التقيت بك منذ و قت طويل..اوربما قبل سنوات عدة..


قالت ملاكبمرارة و هى تطرق براسها: لا اظن.. فانا لا اخرج من البيت الا نادرا جدا..


– قد احدي هذة المرات او…


قاطعتة ملاك قائلة: مستحيل.. فخروجى فهذة الحالةينطوى علي الاهمية.. اما للمشفى.. او ذهاب الي مكان ما مع ابى ..


قال ما زن و هويحث نفسة علي التذكر: و لكنى اشعر انى ربما …


قاطعة صوت احدي الفتيات و هى تقولبصوت مرح: ما زن.. ياللصدفة الرائعة الذي اتاحت لى رؤيتك اخيرا..


التفت لها ما زنفى حدة و ايضا فعلت ملاك.. كانت امامها بنت تمتلا رقة و دلالا.. بملامح و جههاالحسناء.. و بابتسامتها الرقيقة.. و وجدت ما زن يقول فصوت هادئ: اهلا.. كيفحالك؟..


قالت الفتاة مبتسمة بمرح: فاروع حال ما دمت ربما رايتك.. المهم ساذهبالان لالعب التنس.. لو اردت رؤيتى ساكون هناك..لا اريد الذهاب سريعا و لكن صديقتيتنتظرني..


واردفت و هى تغمز بعينها له: و كف عن ما تفعلة قليلا.. فكل يوم اراك معفتاة جديدة..


واردفت بخبث: و احلى من سابقتها..


اسرع ما زن يقول: ان هذة الفتاةهى ملاك صديقة اختى مها.. و انا اجالسها ريثما تعود مها فحسب..


قالت بخبث و هيتتطلع الي ملاك الصامتة: و ما ذا يهم؟.. اغلبهن صديقات لشقيقتك..


كان يريد انيخبرها انها ابنة عمه.. و لكنة لم يابة بها.. فلا تهمة ان علمت انه علي علاقة بفتاةحديثة ام لا.. و وجدها تبتعد غير ابهة بملاك.. الذي ظهر علي و جهها علامات التساؤلوالضيق .. و قالت متسائلة لمازن: هل يمكننى ان اسالك سؤالا؟..


ادرك انها ستسالهعن تلك الفتاة فقال بابتسامة: انها زميلة لى فالنادي..


ازدردت لعابها و قالت: و ما ذا عنت بما قالتة لك منذ قليل؟..


اجابها و هو يهز كتفية بحركة لا مباليةمصطنعة: كما تعلمين.. اننى مشترك فقسم الفروسية.. و ربما فزت فاحدي المرات لهذافلدى الكثير من المعجبين و المعجبات هنا بالنادى ..


خبرة ملاك البسيطة بالعالمالذى حولها جعلها تصدقة و دون ان تشكك فكلماته..وان ظل شعورها بالضيق يلازمهاعندما ادركت ان هنالك الكثير من المعجبات حوله..اما ما زن فقد قال و هو ينهض من مجلسه: هاقد جاءت مها .. ساذهب انا الان..


قالها و غادر المكان..وان خلف و راءة قلبايتلهف لعودته.. و عينان تترقبان رؤيتة منجديد…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كانت نظرات الضيق و اضحة فعينى مها و هيتقترب من الطاولة التي تجلس خلفها ملاك.. و ايضا فعينى هذة الاخيرة ..كلاهما كانتاتفكران فشخص ما يشغل تفكيرها عن الاخري و عن العالم الخارجى باكملة ..ووجدت مهانفسها تزفر بقوة و هى تجلس علي الطاولة و قالت و كانها تحادث نفسها: لماذا لايفهم؟..


التفتت لها ملاك و قالت بدهشة: هل تتحدثين الي؟..


قالت مها و هى تمطشفتيها و تسند ظهرها للمقعد: لا بل احادث نفسي..


ابتسمت ملاك و قالت: و من ذلك الذيتريدينة ان يفهم؟..


تجاهلت مها سؤالها و قالت: ما رايك ان نغادر النادى و نعود الىالمنزل؟ ..


قالت ملاك بحيرة: لا يزال الوقت مبكرا..


قالت مها و هى تلوحبذراعها: الم تقولى ان لديك دروس لم تنهيها بعد .. فلنعد اذا لتكمليها..


قالتملاك بهدوء: لا باس..


اسرعت مها تظهر هاتفها المحمولمن حقيبتها و تتصل بالسائقليحضر الي النادى .. فحين قالت لها ملاك بعد ان انهت المكالمة: الن تخبرى ما زن اوكمال بمغادرتنا؟..


قالت مها و هى ترفع حاجباها بدهشة: و لماذا افعل؟..


– قديغضبان ان علما اننا ربما غادرنا دون ان نخبرهما..


ضحكت مها و قالت: بل سيغضبان لواننا اخبرناهما و قطعنا عليهما التدريب.. دعك منهما..


ثم لم تلبث ان استرعىانتباهها كوب العصير الموجود امامها فتساءلت قائلة: كوب من هذا؟..


تطلعت ملاكالي كوب العصير الذي لم يشرب منة ما زن الا القليل و من بعدها قالت: انه لمازن..


– هلجاء الي هنا؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا.. فقالت مها مستغربة:جاء الي هناليجلس معك و ترك التدريب .. يالة من شاب متقلب..


تطلعت لها ملاك بحيرة و لم تفهمسر و صف مها لمازن بالمتقلب فجعلت افكارها تتحول الي سؤال اسرعت تهتف بة قائلة: ما ذاتعنين بانة شاب متقلب؟..


قالت مها بسخرية: منذ اسبوع فقط كاد ان يتشاجر معى امامكل من فالنادى لانى طلبت منة ان يترك التدريب و ياتى ليوصلنى الي احدالاقسام..


– قد كان مشغولا حينها..


هزت مها راسها نفيا و من بعدها قالت: بل انهيكرة ان يساعد اي احد..


قالت ملاك بشك و قلق: لست اظن ان ما زن علي هذهالصورة..


قالت مها و هى تبتسم بسخرية مريرة: انت لا تعرفينة كما اعرفة انا..


ظهر التساءل فعينى ملاك و قبل ان تجيب مها ذلك التساؤل ارتفع صوت رنين هاتفمها المحمول فاجابتة قائلة: الو.. اجل.. حسنا انتظر قليلا و سنحضر فيالحال..


واغلقت الهاتف لتقول بهدوء: لقد حضر السائق..


– بهذة السرعة..


– لقد كان قريبا من المكان.. هيا فلنذهب..


لم تجد ملاك سببا لمعارضة المغادرةفقالت و هى تزيح خصلات من شعرها عن جبينها: حسنا..


اسرعت مها تنهض من خلف مقعدهاوتدفع مقعد ملاك متوجهتان الي الطريق المؤدى الي خارج النادي..وقالت ملاك بابتسامةباهتة فتلك اللحظة: هل سنحضر الىالنادى غدا؟..


قالت مها بابتسامة: ان شئتذلك..


اطرقت ملاك براسها قليلا و من بعدها داعبت قلادتها الذهبية و قالت: كان بوديالبقاء اكثر حتي اري كل ارجاء النادى و لكنك…


بترت ملاك عبارتها عندما لاحظتان مها لا تستمع اليها بل تتطلع الي يمينها باهتمام.. فالتفتت ملاك بدورها لتشاهدحسام يقترب منهما و يقول مبتسما: الي اين ايتها الهاربتان؟..


قالت مها و هى تمطشفتيها: الي الخارج كما ترى..


قال متسائلا و هو يعقد ساعدية امام صدرة و يتطلع الىمها: و لماذا تغادران الان؟..


قالت مها بحنق: لدى بعض الدروس التي ارغب فانانهيها .. هل من سؤال اخر؟..


مال حسام نحوها و قال بصوت خافت: و ستتصلين بى حتىاشرحها لك .. اليس كذلك؟..


شعرت مها علي الرغم منها بانعقاد لسانها و توتراطرافها و هى تري نظراتة المثبتة عليها.. و ابتسامتة الواسعة التي ملات و جهة ..واسرعتتنتزع نفسها من مشاعرها لتقول و هى تشيح بوجهها عنه: لن اتصل حتي لو لم افهم اي كلمةمما سادرسة ..


ضحك حسام و قال: لا تقلقى سيصبح الشرح مجانا..


تطلعت له مهابغيظ.. الا يفهم ذلك الشاب؟..واسرعت تقول و هى تستدير عنه: اروع ان ادفع لمن سيشرحلى ما لم يكن هو انت..


كادت ان تمضى فطريقها لولا ان امسك بذراعهاليوقفهاقائلا بجدية: ما ذا بك يا مها؟..


قالت ببرود: لا شيء ابدا..


ولكنها اجابت عنسؤالة لنفسها.. قالت بكل اللوعة فاعماقها: ( لقد سامت يا حسام.. سامت حقا منكلماتك التي لا تحمل ذرة مشاعر تجاهي.. الا تشعر بحبى لك حقا؟ ..اتظن انى حجر لاتؤثر فكلماتك الاخوية تجاهي.. اريد ان اسمع و لو كلمة و احدة تجدد الامل فياعماقي.. حتي عيناك لا اري فيهما الا اهتمام فحسب.. لا اري اية مشاعر.. سامت هذاكلة يا حسام.. اتفهمني؟ ..)


تطلع اليها حسام طويلا و من بعدها قال: بل هنالك امريضايقك يا مها .. اخبرينى من الذي ضايقك.. كمال ام ما زن؟.. ام احد الزملاءبالنادي؟..


قالت مها بحدة: و لم يجب ان يكونوا هؤلاء؟.. الا يوجد شخص احدث منالممكن ان اتضايق منه؟..


قال بحيرة: شخص اخر؟.. و من يكون؟..


قالت مهابانفعال: انه يقف امامي..انت..


اتسعت عينا حسام بدهشة من قولها هذا.. حتي ملاكالتى كانت تحاول ان تتظاهر بالانشغال بمداعبة قلادتها التفتت لها بحدة و هى تستغربجراة مها و ردها ذلك الذي لم تتوقعة ابدا..


وتوقفت نظرات حسام امام عينى مهاوكانة يحاول ان يعرف ما يدور فداخلها من افكار و من بعدها ابتسم ابتسامة باهتة و قال: منى انا؟.. اصدقك القول انى لم اتوقع ذلك الجواب منك.. فطالما حاولت ان اكون سببافى سعادتك و ابتسامتك.. لا ضيقك .. و لكننى و جدت نفسى اليوم اكون سببا فضيق مهاالعزيزة دون ان اشعر.. اخبرينى ب**** عليك.. فيم ضايقتك؟ .. و انا مستعد لاشرح لكموقفى كله..


ارتبكت مها امام نظراتة التي تحاصرها.. ارتبكت امام كلماتة التيامتلات بالاهتمام و الحنان تجاهها.. ارتبكت من مسكة كفة لذراعها عندما حاولايقافها.. و اشاحت بوجهها عنة لتخفى تاثيرة عليها عن ناظرية و قالت و هى تزدرد لعابها و تحاول السيطرة علي ارتباكها: المعذرة .. لم اقصد.. انسي ما قلتة ..


وابتعدتبسرعة عن المكان.. كاد حسام ان يتبعها و لكنة لم يفعل.. ادرك انه لو تبعها فلن تخبرة بسبب ضيقها منة ابدا.. لهذا علية ان يعرف الاسباب =بنفسه.. و ان كان ربما بدا يشك فسبب ضيقها ذاك…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزءالسادس

“… مشاعرها …”


اغلقت مها عينيها و هى تغط فتفكير عميق شغل ذهنها عن جميع ما حولها منذ بداية صعودها للسيارة حتي تغادر النادى ..انها تشعر بخطا تصرفها.. و بخطا ما فعلته.. لم يكن ينبغى عليها ان تنفعل كذا مندفعة و راء مشاعرها.. هو لا يعلم انها تحبه.. لهذا ليس ذنبة ان لم يشعر بها.. كان من الاروع لها ان تصبر و تخفى مشاعرها.. علي الاقل حتي تنجح فتحريك مشاعرة تجاهها.. و لكن كيف؟..


لقد حاولت مرارا و تكرارا ان تلمح له و لاتستطيع ان تفعل اكثر من ذلك.. لا تستطيع ان تصرح بحبها له كذا علانية ..لا يوجد ايمنطق يجعل الفتاة تتمتع بكل تلك الجراة لتصرح بحبها للشاب.. الفتاة بطبيعتهاالرقيقة و الخجولة .. تنتظر من الشاب ان يقدم علي هذة الخطوة اولا.. و ليست هى منت…


(مها..هل انت بخير؟)


فتحت مها عينيها لتنتشل نفسها من دوامة افكارهاوالتفتت الي ملاك ناطقة العبارة السابقة.. و من بعدها قالت و هى تزفر بحدة: اجل .. لمتسالين؟..


قالت ملاك و هى تشير الي و جهها: لقد كنت تعقدين حاجبيك بكيفية تدل علىتعبك..


– لقد كنت افكر فامر ما ليس الا..


ازدردت ملاك لعابها و تجرات لتقول: بخصوص.. حسام؟..


التفتت لها مها فحدة و كانها لم تتخيل ابدا ان تفهم ملاك بماجال فافكارها طوال الطريق.. و قالت بحدة علي الرغم منها: و ما دخل حسامبالموضوع؟..


قالت ملاك و هى تهز كتفيها: لست ادري.. و لكن حديثك الاخير معة فيالنادي.. جعلنى اظن انك تفكرين به..


قالت مها و هى تشيح بوجهها عنها فضيق: لستافكر بة ابدا.. و لن افعل فيوم..


كانت تعلم انها كاذبة.. لم تكذب علي ملاك فحسب .. بل كذبت علي نفسها ايضا.. و هى تامل ان يغيب عن افكارها تماما.. و لكن كيف لشمسالحب ان تغيب و هى فكبد سماء الاحلام؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛قال ما زن و هويشير لكمال من بعيد هاتفا بصوت مرتفع: كمال.. الن تغادر؟..


اكتفي كمال بان اشارلة بكفة اشارة (لا)..فزفر ما زن و قال و هو يبتعد عنه: ذلك شانك..


وابتعد عن المكانوهو يجوب ارجاء النادي..كان النادى فهذا الوقت بالذات قليل الزوار..نظرا للجوالبارد و نسمات الهواء التي ترجف الابدان بعد ان انتصر الظلام علي النور فتلك السماء الواسعة..مما سمح لمازن ان يجوب كما يشاء فية دون ان يابة بهذا او ذاك و
طال سيرة حتي توقف بغتة عند كافتيريا النادى .. و توجهت انظارة الي الطاولة التيجلست عليها ملاك اليوم .. و تذكر ما دار بينهما اليوم من حديث.. و تذكر عبارتهالساخرة لها عن سماعها لصوت الريح.. و وجد نفسة يغمض عينيه.. و يترك المجال لاصواتالرياح و نسمات الهواء لتتسلل الي اذنيه.. و بغتة فتح عينية بقوة و دهشة.. و ابتسملنفسة بسخرية قائلا: ما بالك يا ما زن؟.. هل دفعتك ابنة عمك لفعل هذا؟.. الم تتهمهابالجنون لفعلها ذاك؟.. فلم قمت بما فعلت هى اذا؟.. هل جننت انت ايضا؟..


هز راسهوابتسامتة الساخرة لم تفارق شفتية و من بعدها قال و هو يسير مبتعدا عن المكان: قد اردتان اشعر بما تشعر بة و هى فهذة الحال..


لم يزد علي ما قالة حرفا.. بل اسرعبمغادرة المكان بسيارتة متوجها الي البيت.. و لكن اتصال هاتفى جعلة يعقد حاجبيهبتفكير و من بعدها يتطلع الي الرقم للحظة.. و ما ان فعل حتي زفر فحدة و قال: يا الهي.. الن تتعب هذة الفتاة ابدا؟..


واجابة قائلا: اجلا يا حنان.. ما ذاتريدين؟..


قالت فسرعة: اهلا ما زن.. كيف حالك؟..


قال ببرود: بخير..


قالتبالم: لم لا تجيب علي مكالماتي..اننى اتصل بك منذ الصباح؟ ..


عاد ليقول بملل: اخبرينى ما ذا تريدين؟..


قالت برجاء: اريد ان اراك .. اين انت؟..


تنهد بقوةوقال: لقد غادرت النادى و فطريقى الي البيت.. قد غدا.. الي اللقاء..


انهىالمكالمة فسرعة و من بعدها اغلق الهاتف باكمله.. يعلم انه خطاة منذ البداية فتكوينعلاقة مع اي فتاة.. و لكنة مع ذلك لا يزال مستمرا فهذا الخطا.. انه لا يعد اي فتاةيعرفها باى شيء .. مجرد صداقة عابرة لا اكثر ان ارادت .. و لكن حنان هى الوحيدة التيلا تزال متشبثة به.. و تصر علي ملاحقتة اينما كان.. ليس ذنبة ان كانت مشاعرها تفوقالصداقة .. لقد اوضح لها الامر منذ البداية.. و هى التي تركت مشاعرها تسترسل حتىوصلت الي ما هى علية الان..


وصل فتلك اللحظة الي البيت..فاوقف سيارتة فيالموقف الخاص بها.. و من بعدها غادرها ليدخل الي البيت.. و يسير عبر ردهتة الكبيرةوالواسعة..وهنالك راي ملاك.. اعادة مراها لما فعلة قبل قليل بالنادي.. و ابتسم علىالرغم منه.. و لكن شيئا احدث جال بذهنة فتلك اللحظة.. شيء يتعلق بملاك.. فاليوم بدتاكثر تجاوبا مع الجميع و ليس معة هو فقط.. اصبحت تتحدث بحرية.. و لا تكتفى بالكلماتالمقتضبة .. و ذلك يعنى انها ربما بدات ترتاح لوجودها هنا و تعتاد علي المكان ..


واقترب من مكان جلوس ملاك.. التي لم تكن منتبهة له بل منشدة بحواسها كلهابقراءة قصة بين يديها ..وتسلل ما زن بخفة ليجذب القصة من بين يديها فجاة و فغمرةدهشتها و يقول مبتسما: ما ذا تقرئين؟..


رفعت عينيها الية و قالت بدهشة: ما زن.. متىجئت؟..


قال و هو يلوح بكفة بلا اهتمام: منذ قليل..


واردف و هو يتطلع الي عنوانالقصة التي كانت تقراها: و الان فلنر ما ذا كنت تقرئين..


ابعدت نظراتها عنة فصمتفاستطرد هو بسخرية: (حب الي الابد).. اهذا ما تقرئينه؟.. لم اكن اعلم بانك تصدقينمثل هذة التفاهات..


التفتت له ملاك بحدة و قالت بدهشة: تفاهات؟؟..


قال بسخريةوهو يقلب صفحات الرواية بين يديه: اجل تفاهات.. فمن يصدق و جود كهذا الحبالرومنسى فهذا العالم سوي فالافلام و الروايات..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: ذلك ليس صحيحا ابدا.. فقيس و ليلي كانا من الواقع و ليسا مجرد رواية..


قال ما زنبابتسامة : انهما من زمن و لي و انتهى.. و لم يعد هنالك ما يسمي بهذا الحب الرومنسى ..


قالت ملاك معترضة: من قال هذا؟.. لا يزال ذلك الحب موجودا و الا لما كتب عنهالمؤلفين..


– لانة مجرد خيال ينبع من رؤوسهم..


– بل هو دليل علي ان الحب لايزال موجودا فهذا العالم.. و لكن انت من يرفض ذلك الواقع..


قال ما زن و هو يميلنحوها: اخبرينى انت..اين ترين كهذا الحب فالعالم من حولك؟..


ازدردت لعابهابتوتر حتي جف حلقها.. كانت الاجابة موجودة فاعماقها و بين مشاعرها.. كان قلبهايريد ان يجيبة بانة اقرب مما يتصور.. فمشاعرها تجاهة تزداد لحظة بعد اخرى..وصمتتللحظة و هى تبحث عن جواب فعقلها و من بعدها قالت بابتسامة باهتة: فحب الزوج لزوجته.. فحب الابن لامه.. فحب الاخ لاخيه..


قال ما زن و هو يتخذ مجلسة علي احد المقاعدويرمى الرواية علي الطاولة الصغيرة الموجودة امامه: ذلك غير صحيح ابدا.. فمشاعرالابن تجاة امة هو عبارة عن عاطفة قوية تتولد مع الايام و تجعلة يتعلق فيها ..


قالت ملاك باصرار: و يحبها ايضا..


اوما براسة و من بعدها قال: و لكنة يختلفتماما عن ذلك الحب الرومنسي.. حب الشاب لفتاة.. يجعلة ذلك الحب ينغمس حتي اذنيهفيه.. و لا يفكر فشيء سوي الحب.. و مستعد للتضحية بكل شيء من اجل هذاالحب..


قالت ملاك بهدوء: و ما الخطا فكل هذا؟..


دس اصابعة بين خصلات شعرهوقال مبتسما: ان اكون محكوما و مقيدا بمشاعر لا قيمة لها..


عقدت ملاك حاجبيها منمنطقة الغريب.. و قالت بضيق: و لم تعارض انت هذة المشاعر؟..


– اخبرتك لانها لااساس لها من الصحة..


ارادت ملاك ان تسالة عن شيء احدث و لكن و جدت خجلها يمنعهافلاذت بالصمت.. و فتلك اللحظة اقتربت مها من المكان و قالت : و ان اردت ان تختارشريكة حياتك.. كيف ستختارها اذا؟..


التفتت لها ملاك بحدة.. و ارتفع حاجباهابدهشة.. فهذا هو نفس السؤال الذي دار باعماقها و لم تقو علي التصريح به.. فحين قالمازن بلامبالاة: لا يجب ان يصبح الحب اساس للزواج .. هنالك الاعجاب.. المعرفة.. الثقة و غيرها من تلك الامور ..


قالت مها بحنق: انت شاب معقد.. تري الفتيات منحولك.. فتظن انهن لعبة فيدك.. و انك اذا اردت ان تختار ستختار بنت سيصبح لك مصلحةما بزواجك منها..


قال ما زن و هو يسترخى بمقعده: ربما…


اما ملاك فقد تطلعت لهبمرارة و حزن.. احقا يري الحب مشاعر تافهة لا اساس لها.. و يري اختيار شريكة حياتهالتى ستعيش معة طوال حياتهما لا يجب ان ينبنى علي الحب.. اتكون بهذا فقدت املها فيمازن.. ام لانة لم يشعر بتلك المشاعر الدافئة التي تتسلل الي قلبة فبات يتكلم عنالحب بمثل هذة الطريقة؟..لا تدرى ابدا.. و لكنها ربما اصبحت تخشي مشاعرها تجاة ما زن.. قد لانها تزداد قوة مع مرور الوقت.. دون ان تعلم ما هى مصير مشاعرهاهذه؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛الساعة العاشرة و قت اجتماع العائلة حول ما ئدةالعشاء.. و الجميع كان حاضرا فهذا الوقت.. و حتي كمال الذي يتغيب معظم ايامالاسبوع..وكان الصمت مخيما علي تلك المائدة مكتفين جميعهم بتناول معلقة و متظاهرينبتناول الاخري ..دون ان يعلم احدا منهم بالافكار الكثيرة التي تدور فراسالاخرين..


فمن جهة كان امجد يفكر فمصير ابناءة و فملاك التي اقتحمت حياتهمفجاة و التي ربما تكون سببا فحدوث العديد من المشاكل بينة و بين اشقاءه..ومن جهة اخرىكانت مها تفكر فحسام و حبها الصامت له.. و كيف تشعرة بهذا الحب الذي تحملة له فيقلبها.. بينما كان جميع من ما زن و كمال يقكران فسباق الخيل و يتمني كلاهما الحصول علىاحد المراكز الاولى.. و اخيرا تفاوتت افكار ملاك ما بين مشاعرها التي بدات تخشاهاتجاة ما زن و ما بين و الدها.. و الدها الذي لم يتصل فيها اليوم ابدا.. تري هل هو مشغولبامر منعة من الاتصال بها؟…


(عزيزتى ملاك.. فيم تفكرين؟)


التفتت ملاك الىصاحب العبارة و قالت بابتسامة باهتة: لا شيء يا عمي..


قال امجد بنبرة هادئة: اخبرينى يا عزيزتي.. الست عمك؟..


اومات براسها و من بعدها قالت و هى تحاول ان تخفيالقلق من نبرة صوتها: ابي.. لم يتصل بى اليوم ابدا..


قال امجد بابتسامة مشفقة: قد كان مشغولا..


وتدخل ما زن فالحديث قائلا: او قد ربما نسى الاتصالبك..


التفتت ملاك لمازن و قالت باستنكار: لا ممكن ان يحدث هذا .. من المستحيل انينسي ابى الاتصال بي..


قال ما زن بدهشة: و لماذا مستحيل؟.. اننا بشر..


قالتملاك و هى تهز راسها نفيا: انت لا تعرف ابي.. انه ينسي جميع شيء فيما عداي..


واردفتوهى تعض علي شفتها السفلى: اخشي ان يصبح ربما اصابة مكروة او…


قاطعها ما زن فيسرعة: لم لا تتصلين بة انت و تطمئنى عليه؟..


اشارت الي نفسها مندهشة: انا؟؟..


– اجل انت.. ما الذي يدهشك فالامر؟..


بعثرت ملاك نظراتها بعيدا عنمازن و كانها اصبحت تخشي مواجهتة و من بعدها قالت: لا اعلم و لكنى اعتدت ان يتصل بى هودائما..


قال ما زن بابتسامة مرحة: اذا غيرى من عادتك هذة و اتصلى بة .. لن تخسريشيئا..بل نحن من سيضاف الي فاتورة هاتف منزلنا سعر مكالمة دولية..


هزت ملاكراسها نفيا و لم تتحرك من مكانها قيد انملة..فقال امجد بهدوء بعد ان رمق ما زن بنظرةحازمة: حقا يا ملاك.. ان ما يقولة ما زن صحيح.. لم لا تتصلين بة انت و تطمئنيعليه؟..


قالت ملاك و هى تشعر بغصة فحلقها: سيتصل.. انا اعلم انه سيتصل.. منالمستحيل ان ينسي الاتصال بي.. لقد و عدني..


زفر ما زن بحرارة و من بعدها قال: خذي..


لم تفهم ملاك مغزي عبارتة و لكنها فهمت عندما تطلعت الية و راتة يمد لها يدهبهاتفة المحمول.. فتطلعت الية بدهشة دون ان تقوي علي مد يدها لاخذ الهاتف من يده.. فحين التفتت لها مها و قالت مبتسمة: خذى هاتفة يا ملاك.. و اتصلى بوالدك حتي تطمئنيعليه..


ترددت ملاك طويلا دون ان تجرا علي مد كفها لاخذ الهاتف من ما زن.. و لكنشيء ما فنظرات ما زن المشجعة.. جعلها تتخلي عن ترددها ذلك للحظة و تمد كفها لتاخذالهاتف منه.. و استنكرت ذلك الشعور الذي اخذ يراودها تجاة ما زن.. و اخذت تتطلع الىهاتف ذلك الاخير و كانها تحاول ان تستشف منة شخصيته.. كان هاتفا اسود اللون فحجمكف اليد.. و لا شيء احدث يميزه.. و لكن اللون اثار انتباة ملاك قد لانها ربطت بينلون الهاتف و بين لون القميص الذي يرتديه.. قد كان يفضل ذلك اللون.. فمنذ اليومالاول لها و هى تراة يرتدى اما قميصا او بنطالا اسود اللون..


ابعدت ما زن عنتفكيرها و اسرعت تتصل بوالدها.. و استمر الهاتف علي الجانب الاخر بالرنين لعدة دقائققبل ان ينقطع الرنين..فقالت ملاك بصوت خافت و متوتر: لا احد يجيب ..


قال لهامازن: عاودى الاتصال بة مرة اخرى..


من جانب احدث كان كمال يتطلع لكل ما يحدثامامة دون ان يعلق و لو بحرف و احد.. مكتفى بالصمت و التفكير فذلك السباق الذي اقتربموعدة كثيرا..وكان لا شيء يحدث امامة و فو جودة ..


اما ملاك فقد عاودت الاتصالبوالدها و استمعت الي الرنين طويلا.. و لكن فهذة المرة سمعت اجابة علي الهاتف و صوتمتعب يقول: الو من المتحدث؟..


قالت ملاك بكل اللهفة و السعادة فاعماقها:اناملاك يا ابي.. كيف حالك؟.. لم لم تتصل بى حتي الان؟..


قال خالد و الد ملاكبابتسامة مرهقة: اعذرينى يا صغيرتي.. لقد انشغلت طوال ذلك اليوم.. و كنت ساتصل بكبعد ان انهى اعمالى ..


قالت ملاك بحب: اشتقت اليك يا ابي.. باكثر مما تصور.. متىستعود؟..انا بحاجة اليك.. اريدك ان تعود..


قال خالد و هو يتنهد: قد نهاية هذاالاسبوع..


اقلقها استخدامة لكلمة (ربما).. فقالت باضطراب: ما ذا تعنى بانك ربماتعود نهاية ذلك الاسبوع يا ابي؟.. هل تعنى انك ستتاخر لاكثر من ذلك؟..


قال خالدوهو معتاد علي اسلوب ابنتة و تعلقها به: اننى اعد الايام حتي اعود يا صغيرتي.. اعملليل نهار حتي اعود قبل الوقت المحدد.. و لكن العمر ينتهى و العمل لا ينتهي..


واردفبابتسامة ابوية و كان ملاك ستراها او تشعر بها: اهتمى بنفسك جيدا يا ملاك.. انا مضطرلانهاء المكالمة الان حتي انهى ما بيدي.. اراك بخير..


قالت ملاك بصوت متحشرج: و انت ايضا يا ابي.. الي اللقاء ..


ابعدت الهاتف عن اذنها ببطء.. و شعرت بضيق كبيريعتمر فصدرها من جراء انهاء و الدها للمكالمة بهذة السرعة.. و من بعدها قالت بصوتمتحشرج و هى ترفع نظراتها الي ما زن و تمد له يدها بالهاتف: اشكرك..


التقط الهاتفمن يدها و قال مبتسما: العفو.. و لا نريد ان نري دموعا..


وكان عبارتة ربما لمست و تراحساسا بداخلها.. فسرعان ما ترقرقت الدموع فعينيها و اطرقت براسها فالم و حزن.. و التفتت عنهم دون ان تقوي علي نطق حرف و احد.. و ابتعدت بمقعدها عن المكان و علىوجنتيها سالت دموع حزن و مرارة ..


وعلي تلك الطاولة تابعتها عيون الجميع.. و ارتسم الاشفاق جليا فتلك العيون..ولكن عينى ما زن و حدها كانت تحملان لهاالاهتمام.. اهتمام اثار دهشتة هو نفسه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تثاءبتملاك و هى تستيقظ من نومها علي صوت نادين.. و اعتدلت فجلستها لتقول و لا تزال اثارالنعاس بادية فصوتها: هل اعددتى اكل الفطور؟..


اومات نادين براسها .. فعادتملاك لتسالها و هى تزفر بحدة: و لا يوجد احد بالمنزل كالعادة.. اليسكذلك؟..


ارتسمت ابتسامة علي شفتى نادين و قالت: لا.. بل يوجد.. مها لم تغادراليوم..


قالت ملاك بدهشة ممزوجة بالسعادة: لم تغادر؟.. حقا؟.. و لم؟..


واستطردت ملاك بقلق: قد كانت مريضة..


قالت نادين و هى تهز راسهانفيا: لا ليست مريضة.. و لكنى سمعتها تقول لشقيقها ان ليس لديها اي محاضرات هامة هذااليوم ..


قالت ملاك فسرعة: اذا اذهبى اليها و اخبريها اننى اريد ان اتناول طعامالافطار معها..


ابتسمت نادين و قالت و هى تضع المقعد المتحرك قريبا من فراش ملاك: حسنا سافعل انستي..


قالتها نادين و من بعدها غادرت الغرفة .. فحين اسرعت ملاك تنهضمن علي فراشها لتجلس علي مقعدها المتحرك.. و تحركت بمقعدها لتبحث فتلك الخزانة عنملابس ترتديها ..ومن بعدها لم تلبث ان ان غادرت الغرفة بعد ان القت علي نفسها نظرةاخيرة فالمراة..وبالردهة اسرعت تحرك مقعدها المتحرك حتي و صلت عند اسفل درجاتالسلم..ورات حينها نادين تهبط من علي درجاتة و تقول بهدوء: لقد قالت لى الانسة مهاانها ستستبدل ملابسها و تهبط فالحال..


ارتسمت ابتسامة و اسعة علي شفتيملاك..شعرت بالسعادة لان مها ستتناول معها اكل الافطار ذلك اليوم.. ستجد من تتحدثالية .. بدلا من الصمت المطبق الذي يسيطر علي المائدة باكملها حتي يفقدها شهيةتناول اي شيء..


فى تلك اللحظة قالت نادين و هى تقترب من ملاك: اترغبين باى شيءانستي؟..


هزت ملاك راسها نفيا فقالت نادين و هى تهم بالانصراف: ساذهب لاضع اطباقالفطور علي المائدة اذا..


لم تعلق ملاك علي عبارتها بل اخذت تتطلع الي اعلىدرجات السلم و هى ترفع راسها قليلا بانتظار نزول مها من غرفتها و …


(ما الذيتفعلية هنا؟..)


انتفضت ملاك بخوف و التفتت الي صاحب العبارة و قالت و هى تزدردلعابها: ما زن..


كان و اقفا خلفها بمترين تقريبا و قال مبتسما و هو يتقدم منها: اجلهو انا .. لا تخشى شيئا لست شبحا..


قالت ملاك متسائلة: و لكن نادين اخبرتنى انهلا يوجد احد بالمنزل سوي مها ..


قال ما زن و هو يتحرك باتجاة السلم: لقد عدت منالخارج لانى نسيت اخذ محفظتى معي..


والتفت لها ليقول مستطردا: و لكن ما الذيتفعلينة انت هنا عند السلم؟..


قالت ملاك بابتسامة: انتظر مها..


قال ما زن و هويهز كتفيه: و لم تنتظرينها ؟.. اذهبى اليها انت ..


تلاشت الابتسامة من علي شفتيملاك.. و شعرت بغصة مرارة تملا حلقها.. و ارتسمت تلك المرارة جلية فعينيها.. و ظلتصامتة دون ان تتفوة بحرف و احد.. فحين تتطلع اليها ما زن بندم.. و هو يلوم نفسة مماقاله.. و سمعها تقول فتلك اللحظة و هى تطرق براسها و تطلع الي قدميها: و كيف اذهب انااليها؟.. هل ساصعد اليها بفدمين عاجزتين؟..


حاول ما زن ان يصلح ما افسد فقالبمرح مصطنع: اعنى ان احملك انا الي الطابق الاعلى..


رفعت ملاك الية راسها فيدهشة.. و من بعدها لم تلبث و جنتاها ان توردتا بحمرة قانية..وانعقد لسانها عن الحديث.. فقال ما زن مبتسما – و ربما اسعدة تبدل حزنها علي ذلك النحو – و هو يميل نحوها: لقد كنتامزح ليس الا..


واردف و هو يغمز بعينه: و لكن ان طلبت منى ذلك.. فلن اتاخر ..


ازداد تورد و جنتى ملاك.. و شعرت بضربات قلبها تخفق بقوة و سرعة عجيبة..ورفعتراسها لمازن لتراة يصعد درجات السلم و هو يطلق صفيرا منغوما من بين شفتية و كان لاشيء علي بالة ابدا.. و كانة لم يلهب مشاعرها نحوه.. و كانة لا يتعمد التقرب منها.. لوكان ما زن شابا مستهترا كما تقول مها.. فلماذا يهتم بى جميع ذلك الاهتمام؟.. لماذا هوالوحيد الذي يحنو علي؟.. لماذا هو الوحيد الذي انجذبت له؟.. هل هو قدرى يا ترى؟..هلهى لعبة القدر التي تجمع و تفرق كما تشاء؟ ..


قبل ان تواصل افكارها رات مها تهبطدرجات السلم علي عجل و قالت مبتسمة بمرح: ما هذا؟.. ملاك بنفسها من يطلب رؤيتي.. و تنتظرنى ايضا..


ابتسمت ملاك و قالت: لقد علمت انك لم تذهبى الي الجامعة اليوم.. فقررت ان اتناول اكل الافطار معك..


قالت مها بابتسامة و اسعة و هى تقترب منها: خيرا فعلت..


واقتربتا كلاهما من ما ئدة الافطار.. لتجلسان فمواجهة بعضهماالبعض.. و قالت مها متساءلة و هى تتناول رشفة من كاس الشاى الموجود امامها: متي سيحضراستاذك؟..


قالت ملاك مبتسمة: استاذة هذة المرة.. و ستحضر بعد ساعتين منالان..


قالت مها بابتسامة: اذا لدينا الوقت الكافى لنتحدث سويا..


اومات ملاكبراسها و قالت و هى تتناول قليلا من طبقها: بالتاكيد..


قالت مها و هى تتطلع لملاك: فالحقيقة يا ملاك.. اسعدنى انك ربما ابتعدت عن انطوائيتك قليلا.. و اصبحت تشاركيناالحديث ..


ارتسمت ابتسامة علي شفتى ملاك و قالت: لقد كنت منطوية علي نفسى عندمالم ار من يهتم بي.. و لكن عندما و جدت ذلك الاهتمام منكم.. قررت ان اشارككم الحديثوالنزهات..


قالت مها بخبث: من تعنين بمنكم؟.. ممن رايت الاهتمام؟ ..


ارتبكتملاك علي الرغم منها و قالت بصوت متلعثم: انت و عمى و ابناء عمى جميعا..


قالت مهابابتسامة هادئة: لست اظن كمال يهتم باحد..


واستطردت قائلة بغتة: نسيت اناخبرك..


قالت ملاك بحيرة: ما ذا؟..


– ستقام حفلة غدا فمنزلنا.. اعتاد ابياقامة كهذة الحفلات كلما نجح فصفقة ما بشركته.. لهذا عليك ان تجهزى شيئا ما لترتديه..


قالت ملاك و هى ترفع حاجبيها بدهشة: لم اجلب ما يناسب هذة الحفلات ابدا.. لم اظن انى ساحتاج لارتداء فستان يخص الحفلات فمنزل عمى ..


قالت مها فسرعة: دعينا نري ما جلبتة معك من ملابس اذا و قد احدها ربما يناسب لتلك الحفلة..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: لا اظن..


فكرت مها قليلا و قالت: لو استلزم الامر سنذهب الي احد المحال التجارية المشهورة و نشترى لك ما تحتاجينة من…


(وانا من سيوصلكم بكل تاكيد)


التفت كلاهما الي ناطق العبارة بدهشة .. و ازدادت دهشتهم عندما راوا ما زن يعقد ذراعية امام صدرة و ابتسامة علي شفتية .. و قالتمها متطلعة اليه: و ما دخلك انت؟.. سنخبر السائق حتي يوصلنا الي حيث نريد..


اقتربمازن اكثر و جذب له اقرب المقاعد الية و التي كانت عند راس الطاولة.. اي بين ملاكومها..وقال: بل ساوصلكم انا .. ما ذا تريدون اكثر من هذا؟..مازن بنفسة يتطوع لاخذكمالي السوق..


قالت مها و هى تمط شفتيها: لا نريد.. و فر خدماتك لنفسك..


تطلعتاليها ملاك بحيرة و تساءلت بالرغم منها..ربما كان فضولا لمعرفة السبب: و لماذا؟..


قالت مها و هى تشير الي ما زن: لو و افقنا علي ان ياخذنا ذلك الي السوق .. فانة لن يكف عن ترديد عباراتة المعتادة..” لقد تعبت”.. “لقد تاخرنا”.. “يكفيهذا”.. لا يجعلك تاخذين راحتك بالشراء..


ابتسمت ملاك بهدوء فحين قال ما زنبابتسامة: ساترك لكم حريتكم هذة المرة..


مالت مها نحوة و قالت بحنق: اتظن انى لااعرفك يا ما زن.. بعد ساعة و احدة فقط ستردد علينا هذة العبارات.. اخبرتك باننا لانريد الذهاب معك..


تحركت اصابع ما زن علي الطاولة و من بعدها قال و هو يرفع احدىحاجبيه: و لماذا تجمعين؟.. قد كان لملاك راى اخر..


والتفت لها ليقول: ما رايكيا ملاك؟.. اترفضين انت كذلك ان اوصلكم الي السوق؟..


تطلعت الية ملاك لوهلة و منثم ابعدت عينيها عنه.. قد هو الخجل من ان ترفض قدوم ما زن معهم.. او قد هو قلبهاالذى كان يتمني حضور ما زن معها جعلها تجيب: لا .. لست ارفض ..


شهقت مها و قالتبحدة: ما الذي فعلته؟.. اتظنين انه سيتركنا و شاننا الان.. انه لن يتوقف عن اذلالناطول فترة ذهابنا معه..


ازدردت ملاك لعابها و قالت بارتباك: و كيف لى ان ارفض؟ ..


اسرعت مها تلتفت لمازن و تقول: ما زن ارجوك لا تتدخل.. انها امور خاصةبالفتيات.. دعنا نتصرف لوحدنا و اذهب انت الي اي مكان تشاء.. لقد و افقت ملاك لمجردالخجل منك.. اذهب الي عملك الان..


قال ما زن بعناد: بل سانتظر حتي تجهزون لاوصلكمالي حيث تشاءون..


قالت مها بسخط: الان فهمت لماذا تفعل جميع هذا.. لانك لا تريدالذهاب الي العمل.. و لو سالك و الدى اسباب مغادرتك ستخبرة انك كنت توصلنا الي السوق.. اليس كذلك؟..


دفع راسها بسبابتة و قال مبتسما: جيد انك عرفت الامر بنفسك ..


واردف و هو ينهض من مقعده: متي شئتم ساوصلكم ..ساذهب الي الطابقالاعلى..


اسرعت مها تقول: لدي ملاك حصة دراسية بعد ساعة و نص ..


هز ما زنكتفية و قال و هو يغادر: لا باس.. سننتظرها و من بعدها نغادر..


عقدت مها حاجبيها و قالتبضيق: و لماذا لا تذهب الي العمل فهذا الوقت؟..


قال منهيا النقاش: لقد انتهىالامر..


قالها و انصرف فحين قالت مها بحنق: ينتظرنا اكثر من ثلاث ساعات افضلعندة من الذهاب و العمل عند ابي..


قالت ملاك بهدوء: قد يشعر ان العمل لدي عميلا يشبع طموحة ..


قالت مها و هى تلوح بكفها: عمل ابى مختلف تماما عن تخصص ما زن.. لهذا ترين ما زن يكرة العمل الذي لا يفهم منة شيئا.. و لكنة مخطا.. ابى يحتاجة فيالعمل.. يحتاجة ليسيطر علي الموظفين و يراقب سير العمل..


قالت ملاك بشرود: ربماكان من الصعب علية ان يتاقلم مع عمل غير الذي تمناة فيوم..


هزت مها راسها بقلةحيلة و من بعدها قالت: دعينا منة الان.. هل ترغبين بمشاهدة احد الافلام؟.. لدى فيلمرائع جدا..


قالت ملاك بابتسامة: لا ما نع لدى ابدا..


تحركت ملاك بمقعدهاوايضا مها التي نهضت من خلف الطاولة.. و لكن.. توقفت ملاك بغتة و هى تتطلع الي ذلكالشخص الذي كان و اقفا امامها .. رفعت راسها له ..وعرفت حينها انه كمال…


توترتملاك بغتة لمراه.. قد لانها خشت ان يجرحها بكلماته.. و ازدردت لعابها دون ان تقوىعلي التحرك من مكانها.. فحين قالت مها بدهشة و هى تقترب من كمال: ما الذي تفعلههنا الان يا كمال؟..


قال كمال ببرود: و ما الذي ترينى افعله؟..


قالت مها و هيتتنهد بحرارة: اعنى لماذا جئت؟..


قال كمال و هو يلقى نظرة باردة علي ملاك اقشعرلها جسد هذة الاخيرة: ليس ذلك من شانك..


قالت مها و هى تناديه: كمال .. توقف..


ولكنة تجاهلها تماما مغادرا المكان فقالت مها و هى تهز كتفيها: سيثيرجنونى كمال هذا.. مع انه هو و ما زن شقيقان الا انهما يختلفان فكل شيء..


قالتملاك بصوت خافت: معك حق..


اسرعت مها قائلة: دعك منهما .. و لنذهب نحن..


اوماتملاك براسها و ان كانت تشعر بالقلق بسبب كمال و نظرتة الباردةلها..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛توجهت مها بخطوات هادئة الي غرفة ما زن و قالت و هيتطرق الباب: ما زن .. هل استطيع الدخول؟..


وبدلا من ان يجيبها فتح الباب و قال: هلانتما جاهزتان؟..


قالت مها و هى تضع يدها عند خصرها: بلى.. و لكن الم تفكر بتغييررايك بعد؟..


قال مبتسما: لا تخشى شيئا لن ازعجكم هذة المرة.. فقد اتصلت بحسامواخبرتة بان يلتقى بنا فاحد المراكز التجارية .. فمن حقنا ان نشترى ملابس جديدةللحفل نحن ايضا..


وجدت مها نفسها تتساءل بلهفة: حسام سياتى ايضا؟؟..


اومابراسة بهدوء.. فقالت و هى تتدارك نفسها حتي لا يفهم ان لهفتها مصدرها مجيء حسام: هذاجيد حتي نرتاح من ازعاجك لنا و الحاحك المستمر حتي نغادر ..


قال ما زن بسخرية: لاتنسى اننى انا من سياخذكم الي هناك.. و يمكننى ان ان اعيدكم الي البيت بعد ان اشتريانا ما اريد..


التفتت عنة مها و قالت بحنق: لا استغرب هذا عليك ابدا..


وقالتوهى تبتعد عنه: اجهز سريعا.. نحن ننتظرك بالاسفل ..


لم يجبها ما زن بل اكتفي بالدخول الي غرفتة مرة اخرى.. فحين ارتسمت علي شفتى مها ابتسامة و اسعة و هى تبتعد عن المكان..ابتسامة تعبر عن مدي فرحتها بلقاء حسام هذااليوم…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء السابع

“.. ابنةعمى ..”


قال ما زن مبتسما و هو ينطلق بالسيارة الي المركز التجاري: و الان يا فتيات.. اريد هدوء طوال الطريق.. لا صراخ.. لا حديث.. و لا حتي صوت انفاسكن..


قالت مها التي تجلس بجوارة بسخرية: بدات رحلة الاوامر و الاذلال..


والتفتت الي ملاك لتقول بابتسامة: الم اخبرك؟.. هاانت ذا ترينة يعدد اوامرة قبل ان ننطلق.. ما رايك ان تغيرى رايك و نذهب مع السائق؟..


اسرع ما زن يقول و هو يهز اصبعة السبابة نفيا: ممنوع.. ما دمتما ربما ركبتما معى الان فتحملا ما سياتيكما..


قالت مها بضيق و هى تتطلع اليه: سخيف..


التفت لها و قال: بل اقوى استغلال الفرص يا عزيزتي..


مطت مها شفتيها دون ان تعلق.. فحين اكتفت ملاك بابتسامة هادئة ارتسمت علي شفتيها .. اما ما زن فقدشرد ذهنة للحظات.. راي خلالها **** صغار جالسة علي مقعد ما .. تبتسم برقة و براءة.. عيناها و شعرها كسواد الليل ..وبشرتها بيضاء كالثلج..تصنعان ضدان غريبان و رائعان ..وشاهد خلال شرودة نفسة و هو بعد فالثالثة عشرة من عمرة يقترب منها و يقول متسائلا: من انت؟..


اتسعت ابتسامتها و قالت: انا اسمى …


(مازن انتبه!)


افاق منشرودة علي صوت مها الخائف و المذعور.. و راي امامة سيارة يكاد ان يصطدم فيها .. و باقصىما امكنة من سرعة ادار مقود السيارة الي اليمين.. و تفادي الاصطدام ..وتنهد بقوة و منثم لم يلبث ان قال مبتسما: ما رايكم فقيادتى للسيارات؟..


قالت مها بغضب: اتسالايضا؟.. اطلبت منا ان ناتى معك حتي تقتلنا؟..


قال بمرح : لا بل لاريكم براعتى فيقيادة السيارات.. ارايت كيف تفاديت السيارة؟..


قالت مها بعصبية: كيف تمزح فمثلهذة الامور ؟..


اما ملاك فقد كانت تشعر بالخوف فالبداية من ذلك الاصطدام الذيكاد ان يحدث .. و لكن عبارات ما زن المرحة اخرجتها من الخوف الذي كانت تشعر به.. و ابدلتها بابتسامة من تعليقاتة التي يواجة فيها غضب مها..


وتوقف بعد فترة منالوقت عند باب المركز التجارى و غادر سيارتة ليخرج مقعد ملاك من صندوق السيارة.. و بالنسبة لملاك فقد شعرت برهبة تغزو قلبها بغتة.. لاول مرة تاتى الي مكان كهذا.. لاول مرة تري جميع ذلك الجمع من الناس .. انتابها القلق و التردد من مغادرةالسيارة..صحيح انها كانت تذهب الي النادى و لكن لم تكن تري جميع ذلك الجمع و قتها و كانتتبقي و حيدة مع مها فركن منه..اما الان فعليها ان تندمج فكل تلكالافواج…


والتفتت بحدة و خوف عندما فتح الباب الذي يجاورها بغتة و سمعت صوت مهاوهى تقول بابتسامة: هيا يا ملاك.. اجلسى علي مقعدك حتي نغادر..


تطلعت ملاك الىالمقعد.. شعرت انه ربما يصبح شيء غير ما لوف لكل اولئك الناس ..وهمست و هى تلتفت عنمها: لا اريد النزول..


تطلع اليها مها بدهشة و قالت: ما ذا تقولين؟..


قالت ملاكباصرار: اريد ان اعود الي البيت.. لا اريد البقاء هنا..


اقترب ما زن من بابالمجاور لملاك و قال بحيرة: ما الذي يجعلك تقولين كهذا الكلام بعد انوصلنا؟..


تطلعت ملاك الي الاشخاص اللذين يدخلون المركز التجارى او يظهرون منه.. فالتفت ما زن خلفة ليتطلع الي ما تتطلع و من بعدها قال بابتسامة و هو يلتفت لملاك و ربما فهمما يقلقها و يجعلها ترفض النزول من السيارة: لا تقلقي.. الكل هنا يصبح مشغولابشانه.. و لا احد يهتم الا بنفسه..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت و هى تضم قبضيتها: لا اريد النزول.. اعيدونى الي البيت..


وبدل من ان يجيبها ما زن مد يدة لها و قالمشجعا: لا تخافى ابدا.. نحن هنا معك..


تطلعت ملاك الي يدة الممدودة بحيرة و نقلتبصرها بين ما زن و مها.. و قالت الاخيرة مبتسمة: ما يقولة ما زن صحيح.. لا داعى للخوفما دمنا معك..


ترددت ملاك طويلا و هى تري نظراتهم اليها و من بعدها لم تلبث ان حسمتامرها و مدت يدها لمازن ليتقطها و يعاونها علي الجلوس علي مقعدها.. كانت ارتجافة كفملاك بين اناملة اكبر دليل علي ما حدث لمشاعرها فتلك اللحظة.. فقد كانت لمسةاناملة فقط.. كفيلة لان تفجر جميع المشاعر التي تحملها تجاة ما زن..وتطلعت الي هذاالاخير و هى تزدرد لعابها بارتباك و راتة يبتسم لها و يقول: يالك من فتاةعنيدة..


لم تعلم ملاك لم بادلتة الابتسامة بدلا من ان يحنقها ما قاله.. قد لانمشاعرها تجاة ما زن فهذة اللحظة بالذات.. كانت كافية لتجعلها تتقاضي عن اي شيءيقوله..لا تسالوها لماذا ما زن بالذات.. هى نفسها لا تعلم.. قد اهتمامة و حنانه.. قد مرحة و سخريته.. قد شخصيتة الحازمة عند الجد.. و قد جميع هذا.. لا تسالوهالماذا؟.. فليس هى من تختار بل قلبها..


واصلوا طريقهم الي داخل المركز التجاريوتوقف ما زن بغتة عن السير فتوقفت مها عن دفع مقعد ملاك بدورها عندما رات حسام و هويقترب منهم و يقول: و اخيرا حضرتم..


قال ما زن بسخرية: معذرة.. و لكن الفتيات يحتجنلساعتين لتجهيز انفسهن..


قال حسام مبتسما: حمدللة ان ليس لدى اي شقيقة..


عقدتمها حاجباها و كان لم يعجبها ما قالة حسام.. فتمنية من عدم و جود شقيقة فحياتة يعنيتمنية عدم و جود اي بنت اخري فحياتة ايضا..والتفت لها بغتة و قال مبتسما: اهلامها..


قالت ببرود: اهلا..


تطلع حسام الي ملاك للحظة و من بعدها قال بابتسامةغامضة: و ملاك هنا ايضا.. اهلا.. كيف حالك؟..


تطلعت الية ملاك و قالت: علي ما يرام..


فى حين قالت مها و ربما شعرت بانة يشك بامر ملاك: لقد جاءت معنا لتشتريفستان للحفلة.. فكما تعلم فهى ستكون موجودة يوم الحفل..


التفت حسام عنهما و من ثموضوع متحدثا لمازن: هل سنذهب للتسوق معهما.. ام لوحدنا؟..


قال ما زن بسخرية: بللوحدنا.. هل جننت حتي اذهب للتسوق مع الفتيات؟.. لن استطيع شراء اي شيءحينها..


عقدت مها حاجباها بغضب و قالت: كف عن السخرية يا ما زن.. فلا اظنك تنتهيمن الشراء فاقل من ساعتين..


غمز بعينة و من بعدها قال: بل اقل من ذلك.. استمعى اليستذهبون للشراء الان انت و ملاك و بعد ساعتين سنذهب لتناول اكل الغداء فاى منمطاعم المركز التجاري..اتفقنا؟..


اومات جميع من ملاك و مها براسيهما.. فحين راقبتهذة الاخيرة حسام و هو يبتعد بنظرات حسرة.. ياس.. فقدان امل.. جميعها تجمعت فعينيمها فتلك اللحظة.. و قالت بصوت هادئ النبرات: فالنذهب للشراء الان ياملاك..


دخلتا عدد من المحلات دون ان يعجبهما شيء.. او يعجب مها بالاحرى.. فعندماكان يعجب ملاك احد الفساتين كانت مها تقول: لا.. لا يناسب الحفلة التي سيقيمهاوالدي.. انها ارقي من هذا بكثير..


لم تكن ملاك تفهم سر اصرار مها علي شراء شيءاكثر فخامة.. فملاك لم تعتاد كهذة الحفلات.. بعكس مها التي اعتادت ذلك الجووالفته.. و اصبحت تدرك جيدا اي من الفساتين التي تصلح لحفلة و الدها ..واخيرا و قعاختيار مها علي الفستان الذي سترتدية للحفل و قلت مبتسمة و هى ترية لملاك: ما رايكبه؟ ..


التفتت لها ملاك و قالت و هى تتطلع الي الفستان الذي بين يديها: جميل جدا.. سيجعلك تبدين كالنجمة فالسماء..


صحكت مها بمرح و من بعدها تسائلت قائلة: و ما ذاعنك؟.. هل اخترت فستان ما ؟..


اومات ملاك براسها و قالت بابتسامة: بلي و لكنى اخشىان تقولى انه لا يصلح للحفل..


اسرعت مها تقول: دعينى اراة اولا..


اشارت ملاكالية .. فقالت مها و هى تهز راسها نفيا و تضع كفها اسفل ذقنها: انه لا يصلح حقا.. دعينى اختار انا لك..


وتلفتت حولها فالمحل و قالت: دعينا نرى.. شيء راقى و مناسبلحفل و الدي..


وتوقفت نظراتها بغتة عند احد الفساتين و توجهت الية و قالت مبتسمة: ذلك مناسب جدا..


تطلعت ملاك الي الفستان و قالت بتردد: اترين هذا حقا؟..


اوماتمها براسها و من بعدها قالت و هى تنقل بصرها بين الفستان و بين ملاك التي تتطلع الىالفستان: بعدها انه يشبهك..


اشارت ملاك الي نفسها و قالت بدهشة: يشبهني؟؟..


منجانب احدث كان ما زن يتطلع الي ساعة معصمة و يقول متحدثا الي حسام: ما رايك ان نذهبالان لتناول اكل الغداء؟.. لقد بدات اشعر بالجوع..


قال حسام مبتسما: و اناايضا.. اتصل بمها و ملاك و اخبرهما باننا ذاهبين لنتناول الغداء..


قال ما ن بسخرية: يالك من رقيق القلب.. دعهما و شانهما و لا يهمك ان تناولا الاكل ام لا..


قال حساموهو يظهر هاتفة من جيبه: اذا لم تتصل انت ساتصل انا..


ابتسم ما زن و قال: لا باسساتصل..ولكن اخبرنى الي هذة الدرجة تهمك الفتيات؟..


قال حسام و هو يرفع حاجبيه: اعرفك جيدا.. ستتركهن دون اكل و لا يهمك امرهن ابدا..


قال ما زن و هو يهز راسهنفيا: لا تنسي ان ملاك معنا .. من غير اللائق ان افعل فيها ما افعلة بمها..


زفرحسام بحدة و من بعدها قال: اننى اشيد بمها التي صبرت عليك علي الرغم من جميع ما تفعلهبها..


ضحك ما زن و من بعدها لم يلبث ان اتصل بمها و قال : اين انتما؟..


اجابتهقائلة: عند المطاعم..


– حسنا.. سناتى فالحال..


اغلق هاتفة و من بعدها التفت الىحسام ليقول بسخرية: ارايت يا رقيق القلب لقد سبقونا هم الي حيث المطاعم..


هزحسام كتفية دون ان يعلق فحين اردف ما زن قائلا: فلنذهب نحن لهم الان..


غادراالمكان صاعدين الي الطابق الاعلي باستعمال السلم الكهربائي.. و من بعدها توجها الي حيثركن المطاعم و هنالك لمح حسام مها جالسة خلف احدي الطاولات و بمواجهتها ملاك..فاشارحسام باتجاههم و من بعدها قال: ها هى مها و ايضا ملاك..


تطلع ما زن الي حيث يشير حسامومن بعدها تقدم من الطاولة و قال و هو يميل باتجاة مها: لماذا لم تتصلى بنا فورانتهاءكما؟..


قالت مها و هى تلتفت له بسخرية: الم تقل اننا سنحتاج الي العديد منالوقت حتي ننتهى من الشراء؟.. لهذا فقد ظننت انكما ربما سبقتمونا الي هنا..


عقدمازن حاجبية و من بعدها قال و هو يبتسم بسخرية: بالفعل لقد انتهينا قبلكما.. فلا اظنانكم ربما انتهيتما من شراء كل حاجاتكم بعد..


اشارت مها الي الاكياس الموضوعةبجوار مقعدها و من بعدها قالت بابتسامة نصر: اجل و الدليل امامك..


ضحك حسام و هو يقتربمن ما زن و من بعدها قال و هو يضع يدة علي كتفه: اعترف.. لقد هزمتك..


التفت ما زن الىحسام و قال و هو يغمز بعينه: ليس بعد..


وعاد ليلتفت الي مها قائلا: لقد انتهيناقبل ذلك بعديد و لكننا انا و حسام كنا نسير فارجاء المركز التجارى حتي يمضى الوقتوتنتهيا انت و ملاك من الشراء..


قال حسام و هو يرفع حاجبيهمستغربا: نحن؟..


اومامازن براسة و من بعدها قال مبتسما: و الان هيا انهضى و اذهبى للجلوس بجوار ملاك..


نهضتمها من مكانها و قالت بحنق: سافعل دون ان تقول.. فانا اكرة الجلوس الىجوارك..


واتجهت لتجلس بجوار ملاك التي ابتسمت لها و قالت بصوت منخقض: لا تغضبي.. فانت من انتصر عليه..


لم تجبها مها بل زفرت بحدة و عقدت ذراعيها امام صدرها.. و بالمصادفة فقد اصبح حسام فمواجهة مها و ما زن فمواجهة ملاك..وقال ما زن و هو يحركاصابعة علي الطاولة: ما ذا تريدون من الاكل الان؟..


قال حسام هو و مها فنفسالوقت: (البيتزا)..


التفتت مها الي حسام بدهشة و من بعدها لمتلبث ان ابتسمت عندماراتة يتطلع اليها بابتسامة.. فقال ما زن و هو يتطلع الي ملاك: و انت ياملاك..


اجابتة ملاك قائلة و هى لا تقوي علي رفع عينيها لمواجهة نظراته: لا اعلم.. احضر لى اي شيء..


نهض ما زن من مكانة و قال: فليكن..


وغادر الطاولة مبتعدا عنالمكان و هنا قال حسام و هو يلتفت الي مها: صحيح يا مها.. لقد نسيت ان اسالك.. ما سرتغيبك اليوم عن الجامعة؟..


تطلعت الية مها و ابتسمت و هى تشعر بسعادة لانة اهتمبغيابها عن الجامعة و من بعدها قالت: لم يكن لدى اي محاضرات مهمة اليوم..


قال حسامبهدوء: لقد ظننت انك متعبة و كدت اتصل بك لاسال عن احوالك..ولكن عندما اتصل بى شقيقكواخبرنى بانك ستخرجين للتسوق.. علمت ان الامر ليس كذلك..


قالت مها متسائلةوسعادتها تزداد لاهتمامة فيها علي ذلك النحو: و كيف علمت اننى متغيبة هذااليوم؟..


كانت ملاك تستمع الي الحوار الدائر بصمت.. لم تحاول التعليق او التحدثوان شعرت بان ما قالتة لها مها فذلك اليوم غير صحيح و انها كانت تفكر بحسام..واجابهذا الاخير قائلا:يسبب صديقتك التي تسيرين معها دائما.. فانا لم ارك معهااليوم..


عقدت مها حاجبيها..صديقتى انا؟..وهل يعرفها هو؟.. لو كان يعرفها هوفلماذا؟.. يا الهي!.. هل يعقل ان يصبح هو و صديقتى … لا .. لا مستحيل.. لا ممكن انيحدث ذلك .. انا احبة و هو يشعر بذلك طبعا يشعر .. و طبعا سيبادلنى ذلك الحبيوما ما و … و لكن ما الذي يجعلنى و اثقة كذا و …


(انسة ملاك)


نداء حساململاك جعل مها تستيقظ من شرودها و تلتفت لملاك التي قالت و هى تبعد يدها التي تسندوجنتها: اجل..


قال حسام و كانة يريد التاكد من امر ما : متي سيعود و الدك منسفره؟..


اجابتة ملاك بحيرة: قد بعد ثلاثة ايام..


– و هل تضايقك مها اومازن؟..


اسرعت ملاك تقول و هى تبتسم و تلتفت الي مها: علي العكس.. اننى اشعر انمها اخت لى تماما..


واردفت و هى تزدرد لعابها بصوت خافت: و ايضا ما زن ..


عقدحسام حاجبية كان يريد ن يتاكد من صدق ما تقولة مها بان ملاك هى صديقة لها.. و لكنملاك لم تتحدث بشيء يدلة علي صدق او كذب ما قالتة مها.. و استمر فاسالتة قائلا: و منذ متي تعرفين مها؟..


همت ملاك بقول شيء ما عندما اسرعت مهاوقاطعتها قائلة: منذ شهر تقريبا..


التفت حسام الي مها و قال ببرود: و لم لم تدع ملاك تجيببنفسها؟.. فانا ربما سالتها هي..


احست مها بشكوكة و قالت بابتسامة و بلهجة حاولت انتجعلها و اثقة: ملاك صديقتى و سواء اجبت انا او هي..فذلك لا يهم..


التفت حسام عنهاوتطلع الي ما زن الذي اقترب بصينية الاطعمة =من الطاولة و قال بسخرية متحدثا الىحسام: اجل استمتع انت بالحديث الي مها و ملاك و دعنى انا احضر الاكل الي هنا ..


ابتسم حسام و قال: انت لم تنادنى حتي اساعدك..


قال ما زن و هو يضع الصينيةعلي الطاولة: اذهب انت لاحضار المشروبات..


نهض حسام من مكانة مغادرا الطاولة.. فحين قال ما زن و هو يشير الي احد الاطباق: لم اعرف ما ذا اختار لك يا ملاك.. فاخترتلك الاكل الذي اختارة لى دائما..


ابتسمت ملاك و قالت و هى ترفع عينيها اليه: حتىعصير البرتقال؟..


ابتسم ما زن و قال: و حتي هو..


قالت مها مستغربة: ما امر عصيرالبرتقال هذا؟..


تطلع ما زن الي ملاك بابتسامة و من بعدها قال و هو يلتفت الي مها: و ما شانك انت؟.. امر بينى و بين ملاك..


قالت مها بخبث: حقا؟..


توردت و جنتا ملاكوارتبكت اطرافهافاخذت تداعب قلادتها .. و سالها ما زن فتلك اللحظة: هل اهداك احدهذة القلادة؟..


قالت ملاك بدهشة و هى ترفع نظراتها له: اجل .. كيف عرفت؟..


قالوكانة لم يسمع تتمة عبارتها: و من هو؟..


ابتسمت ملاك و قالت و هى تعود لتداعبالقلادة: انه شخص غالى جدا جدا علي قلبي..


عقد ما زن حاجبية .. ايعقل ان تكون ملاكعلي علاقة بشاب ما ؟..ولم لا؟.. انها بنت جميلة الجمال.. بريئة بتصرفاتها .. كبيرةبقلبها.. و لكن ما ذا عن عجزها؟.. ايعقل ان الشاب الذي علي علاقة معها لم يهتم بهذاالامر ابدا؟.. ربما..


وسالها قائلا: و من هو ذلك الشخص الغالى علىقلبك؟..


اجابتة قائلة: انه…


قاطعها حسام و هو يضع المشروبات امامهم: ها هيالمشروبات..ماذا تريدين انت يا مها؟..


قالت مها مبتسمة: (كولا)..


قال حساممبتسما و هو يضعة امامها: الن تغيرية ابدا؟..


ووضع عصير البرتقال امام ما زن و قال: اعرفك لا تشرب مشروب سواه..


قال ما زن و هو يتطلع له بطرف عينه: و ما شانك انت.. لاتدعنى اتحدث عن كوب الحليب الذي تشربة علي الافطار..


قال حسام و هو يضحك بمرحويتوجة الي مقعده: حسنا.. حسنا لا شان لي.. اشرب ما تريد.. و لكن ما ذنب ملاك ايضا؟ ..


التفت له ما زن و قال: هى من طلبت منى ان احضر لها اي شيء و انا فعلت..


– لقدقالت اي شيء و لم تقل علي ذوقك..


قالت مها و هى تتناول قطعة من (البيتزا): سيبردالاكل ان لم تتناولوة سريعا..


بدا الجميع فتناولهم للطعام..وكان هنالك احاديثمتفرقة بين ما زن و حسام و مها.. فحين اكتفت ملاك بعبارات بسيطة و مقتضبة عندما يسالهااحد منهم عن شيء ما ..وبعد انتهاءهم قال ما زن بابتسامة: كفاكم ما اكلتموة من اكل .. هيا انهضوا..


التفت له حسام و قال ما زحا: ما ذلك ؟..هل ستحاسبنا علي ما اكلناهمن طعام؟..


قالت مها ساخرة: لا تستغرب ان فعلها ما زن..


التفت لها ما زن و قال : كفى عن الحديث ايتها الثرثارة و لنغادر ..


– لا يوجد ثرثار غيرك هنا..


قالحسام و هو ينهض من مكانة و يجذب ما زن معه: عدنا للشجار .. اخبرتك ان تدع مهاوشانها..يجب ان تحمد **** تعالي علي ان لديك شقيقة تتحملك مثلها..


ابتسمت مها منعبارته.. و ايضا ملاك.. فقال ما زن و هو يبتسم: ان اردت الصراحة .. فانا لا استمتع الاعندما استفزها..


عقدت مها حاجبيها فضحك حسام و قال: لا باس.. لا باس.. سر اماميهيا..وايضا انتما.. مها و ملاك.. اسرعا لنغادر..


سارت مها و هى تدفع مقعد ملاك خلفحسام .. و احست ببضع النشوة و السرور لدفاعة عنها امام ما زن.. و ما لبثتا مها و ملاك انركبتا سيارة ذلك الاخير بعد ان غادروا جميعا المركز التجاري.. فحين انطلق حسامبسيارتة .. و لم تنسي مها عبارتة الاخيرة عندما قال و هو يميل باتجاة نافذة ما زن قبلان يغادر: اياك و مضايقة مها مرة اخري ..


حينها اجابة ما زن بسخرية: اظن ان مها هيشقيقتك و انا لا اعلم..


قال حسام بابتسامة: لو كان لدى شقيقة مثلها لما ضايقتهاابدا..


جعلتها عبارتة الاخيرة هذة ان تحلق فسماء السعادة و الاحلام .. و هى تشعربقلبها يخفق بقوة ..واغمضت عينيها و هى تتخيل ان حسام يبادلها مشاعرها هذه.. و سيارةمازن تنطلق مبتعدة عن المكان…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛توقفت سيارة ما زن بجوارالمنزل و قال ما زن و هو يفتح باب سيارته: اهبطى بسرعة يا مها.. فساذهب الي الناديالان..


تاففت مها من تصرفاتة و قالت و هى تفتح باب السيارة و تتناول الاكياس معها: حسنا .. و هذة احدث مرة اذهب معك بها الي اي مكان..


لم يهتم بعبارتها و هو يراهاتتوجة الي داخل البيت بل هبط من سيارته.. و من بعدها توجة خلف السيارة ليفتح صندوقهاويخرج مقعد ملاك و فتح الباب المجاور لها و قال مبتسما: هل اساعدك؟ ..


قالها و منثم مد يدة لها.. مشاعر شتي هاجمت ملاك فهذة اللحظة.. و جعلت اطرافها ترتجف و هيتتذكر ما احست بة عند لامست اناملها كفه..ولم تقوي علي مد يدها له.. فقال ما زنمستغربا: ما ذا بك؟.. ساساعدك ليس الا.. اعطنى يدك..


اطاعتة ملاك هذة المرة.. قد للنبرة الامرة فصوتة .. و اجلسها علي مقعدها و من بعدها ابتسم و قال: لا زلت مصراعلي اننى ربما رايتك من قبل..


قالت ملاك بابتسامة خجلة و هى تشعر برجفة جسدها كلهمن لمسته: ربما..


مال نحوها ما زن و قال: اخبرينى الم تاتى الي هنا منقبل؟..


تجمدت اطرافها للحظة و هى تراة يميل نحوها و يتطلع اليها علي هذاالنحو..ومن بعدها لم تلبث ان قالت و هى تطرق براسها: لا.. لم اتى الي هنا منقبل..


تساءل ما زن بشك: اانت متاكدة؟..


كانت ملاك تذكر انها ذهبت يوما ما الىمنزل عمها و هى بعد فالسادسة من عمرها.. و لكن لا تذكر اي عم .. و لا تذكر اي شيءمما حدث لها هناك.. و قالت و هى تهز كتفيها: قد جئت الي هنا و انا بعدطفلة..


****.. ترددت هذة الكلمة فراس ما زن.. و تذكر تلك الطفلة التي خطرت علىذهنة فجاة..والتى كادت ان تتسبب فالاصطدام و من بعدها لم يلبث ان قال بتفكير: اجلربما..


واشار الي احدي الخادمات التي كانت و اقفة بجوار الباب: اصطحبى ملاك الىالداخل..


عقدت حاجبيها و قالت: اعرف ان ادخل لوحدي..


ابتسم و قال: حسنافهمت..


ولوح لها بيدة مردفا: الي اللقاء..


ابتعد ما زن عن المكان و بقيت ملاكتتطلع الي سيارتة التي ابتعدت.. و من بعدها لم تلبث ان تنهدت و هى تدخل الي داخل البيتمتوجهة الي غرفتها و …


( اهلا بابنة العم..)


التفت ملاك بحدة الي مصدرالصوت.. و انتابها القلق و التوتر عندما شاهدت كمال يبتسم ببرود و يقول مردفا: كيفالحال؟..


ازدردت لعابها مرتين متتاليتين و من بعدها قالت بصوت خافت: بخير..


احستملاك بغرابة سؤاله.. فلم يسبق له ان اهتم بالسؤال عنها من قبل.. و لكن من يدرى ربماهى لا تفهمه.. و قال و هو يضع كفية فجيبى بنطاله: لم ارك اليوم علي الغداء فظننتانك غادرت البيت..


لم تفهم ملاك ما يقصدة بعبارته.. هل يريد ان يشير الي انه لايرغب بوجودها فالمنزل او يشير الي انه ربما اقلقة عدم و جودها؟ .. لن تفهم ابدا هذاالانسان..واجابت قائلة: لقد خرجنا للتسوق و ..


قاطعها قائلا و هو يلتفت عنها: اعلم..


ومن بعدها غادر دون ان يضيف اي كلمة اخرى.. لو فهم اي احد مغزي ما قالهفليفهم ملاك.. فقد ظلت فمكانها فحيرة من امرها تتطلع الي النقطة التي اختفىفيها..ومن بعدها لم تلبث ان تحركت بقعدها باتجاة غرفتها لتدلف اليها هتغلق الباب منخلفها.. و اغمضت عينيها لوهلة..وهى تتذكر ما زن ..ومساعدتة لها .. لطفة و اهتمامهبها..جعلاها تشعر بميل اكثر له .. جميع ذلك و مها تقول عنة انه يكرة مساعدة الاخرين .. و لكنة ساعدني.. ليس مرة و احدة فحسب بل عدة مرات.. انه طيب القلب و لكن قد لا يحباظهار طيبتة هذه..ربما يحاول ان يبدوا حازما غير مبالي.. ربما…


توجهت الي حيثفراشها و رفعت جسدها من علي المقعد.. لتجلس علي السرير و راودتها ذكري اول لقاء لهامع ما زن..


وتطلعت الي القلادة التي تحتل رقبتها و من بعدها قالت و كانة تحادثوالدها: ارايت يا ابي.. ابناء عمى اللذين كنت تمنعنى عن رؤيتهم فالسابق يهتمونبي.. و ليس كما ظننت.. لم يحاول احد منهم مضايقتى ابدا.. و حتي كمال.. قد هى مجردعبارات يقولها نظرا لشخصيته.. و لكن جميع ذلك لا يهمني.. ما يهمنى الان انى مع ابناءعمى .. لو تعلم يا ابى كم اشعر بالسعادة و انا معهم.. اتمني من جميع قلبى ان تسمح ليبزيارتهم بعد ان تعود من السفر.. اتمني ذلك..


لم تشعر بنفسها و هى تغيب عن الواقعوتغط فعالم الاحلام.. ليصبح رفيقها فالحلم هو.. ما زن.. و لا احدسواه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعت مها بعينان حالمتين الي الرسائل القصيرة التييرسلها لها حسام ليمازحها احيانا.. رسائل عادية جدا.. و لكنها تعنى لها العديد لانهامنه..وشعرت برغبة شديدة فسماع صوتة علي الرغم من ان احدث لقاء لهما فالمركزالتجارى لم يمض علية اقل من ساعتين.. و لكن لم تعلم لم.. قد لانها لم تاخذ حريتهافى الحديث معة هناك.. او قد لانها تتمني سماع المزيد من عبارات الاهتمام و الحنانمنه..


ولم تكتمل افكارها.. فقد قاطعها صوت رنين هاتفها المحمول و شهقت بدهشةعندما رات المتصل هو حسام نفسه..واجابت قائلة و دهشتها لم تفارقها بعد: حسام!..


قال حسام مبتسما: اجل هو انا لم انت مندهشة هكذا؟..


قالت مها و هيتزدرد لعابها: لانى لم اتوقع اتصالك ذلك ابدا..


قال حسام مبتسما: و ما هو شعوركالان بعد ان اتصلت بك؟..


كانت تريد ان تخبرة انها سعيدة.. لا بل تكاد تطير منالسعادة.. و لكنها لم تستطع قول شى من هذا.. و قالت مبتسمة: فالحقيقة.. اشعر انوراء مكالمتك هذة امر ما ..


ضحك حسام و قال: معك حق انها كذلك..


قالت بفضول: ما الامر اذا؟.. اخبرنى بسرعة..


صمت حسام للحظة و من بعدها قال بغتة: ملاك…


مطتمها شفتيها. ملاك من جديد.. و ما شانة هو بملاك؟.. و قالت ببرود: ما ذا بهاملاك؟..


قال حسام بتساؤل: انها ليست صديقتك .. اليس كذلك؟ ..


قالت و هى تحاولان تخفى ارتباكها: بل هى كذلك..


قال حسام بجدية: مها لم لا تقولى الصدق و تريحى نفسك؟..الم اكن دائما موجودا عندما تحتاجين الى و كنت كاتم اسرارك؟.. ما الذي تغيرالان؟.. هل تتوقعين ان اي شيء تخبرينة لى سافشية من فوري؟..


قالت مها و هى ترميبنفسها علي الفراش: الامر ليس كذلك..


– اذا؟..


اغمضت مها عينيها.. ما ذا تقولله.. ان و الدها ربما حذرهم من ان ينطقوا بهذا الامر لاى مخلوق.. و لكن ذلك حسام صديقالطفولة و الصبا.. حسام الذي تثق بة اكثر من نفسها.. حسام الذي منحتة قلبها دون انتجد اي امل من مبادلتة لها ذلك الحب.. انها تعلم جيدا انه سيحافظ علي الامر سرا لواخبرته.. و لكن ما ذا لو سالة و الدة و اصر علي ان يجيبه.. هل سيضطر حينها للكذب؟.. لاتعلم ابدا.. انها تشعر بالحيرة من اخبارة من عدمه.. و لكن عليها ان تحسم امرها ..


وقالت بعدان اخذت نفسا عميقا: ملاك هي… صديقتي..


قال حسام بحدة: الي متىستستمرين فهذا الكذب يا مها؟ .. اخبرينى لماذا؟.. لا احد يفهمك كما افهمك انا.. و ادرك جيدا انك تكذبين.. اخبرينى من هى ملاك؟..


احست بغصة فحلقها و هى تشعرباهتمامة الكبير بملاك و بعصبيتة تجاهها و قالت بصوت مختنق: اخبرتك..


– لم تخبرينيسوي بالكذب..


قالت مها و هى تحاول ان تتمالك مشاعرها: اتعنى انى كاذبة؟..


– اجل ما دمت ترفضين قول الحقيقة..


ظلت صامتة دون ان تجيبه.. فهتف بحدة و عصبية: منهى ملاك؟..


اندهشت مها من اسلوبة فالحديث للمرة الاولي تراة علي ذلك النحو منالعبنوتة و الغضب.. طعام ذلك من اجل ملاك؟.. و انا.. ما ذا عنى انا؟.. الست امثل اي شيءفى حياتك يا حسام؟…


وقالت مها بمرارة: لماذا تحدثنى بهذة الكيفية ياحسام؟..


تنهد حسام و دس اصابعة بين خصلات شعرة و من بعدها قال: انا اسف يا مها لماقصد.. و لكن تضايقت قليلا عندما شعرت انك تكذبين علي.. و انا اكرة ان يكذب على احدوخصوصا انت..


وخصوصا انا!!.. ما الذي يقصده؟.. و اردف هو بهدوء هذة المرة و بنبرةحانية تسمعها مها نادرا منه: الن تخبرينى من هى ملاك حقا يا مها؟..


ازدردت مهالعابها من عبارتة و لهجتة الحانية و من بعدها قالت :ولم انت مهتم كذا بملاك؟..


قالحسام و هو يجلس علي احد المقاعد بغرفته: ان اردت الصدق.. فلست مهتم بملاك.. بل مهتمبمعرفة الحقيقة منك ..


– و لم لم تسال ما زن؟.. لم انا؟..


قال مبتسما: لانياعلم انك لا تعرفين الكذب و لن تستطيعى ان تستمرى فية معي.. اما شقيقك فلن احصل منهعلي حرف و احد يروى فضولي..


واستطرد قائلا: بعدها انك اثبت لى ان ما اشعر بة صحيح و ان ملاك ليست صديقتك بعد ان طلبت منى ان اسال ما زن عوضا عنك..


قالت مها بنبرة خافته: ارجوك يا حسام.. لا اريد ان يعلم احد ذلك الامر..


قال حسام بصدق: اطمئنيلن يعلم عن ذلك الامر مخلوق سواي.. و لكن اجيبينى عن سؤالى اولا..


قالت مها بتردد: ان ملاك هي.. هي…


– من هى ملاك؟.. اكملي..


قالت و هى ترمى المفاجاة فو جهه: ان ملاك هى ابنة عمى ..


ولم يعد هنالك مجالا للتراجع..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزءالثامن

“.. حفل ..”


صمت دام لاكثر من دقائق كاملة ران علي جميع من مها و حسام بعد عبارتها الاخيرة له.. لم يسمعخلالها الا صوت انفاسهما .. صمت شعرت خلالة مها بخطا ما فعلتة و قالته.. و صمت قضاهحسام فتفكير عميق..وقاطع ذلك الاخير ذلك الصمت اخيرا ليقول: اذا فهى ابنة عمك..


ازدردت مها لعابها دون ان تقوي علي الحديث .. احست بفداحة ما فعلتة .. لقدااتمنها و الدهاعلي ملاك فخانت ثقتة هذة .. لم تعلم ما ذا تقول او بم تجيب فاثرت الصمت.. فحين اردف حسام و هو يزفر بحدة: ابنة عمك ملاك التي يبحث عنها كل اعمامك.. و اللذين لا يعلمون لها طريق.. و فالنهاية تكون موجودة فمنزلكم..


قالت مها بقلق و خوف: ارجوك يا حسام.. ارجوك لا تخبر احدا بما قلتة لك..


قال بهدوء: لن افعل..ولكن اخبرينى كيف و افق و الدك علي ان يترك ملاك عنده.. الم يخش عليها من اخوته؟..


– بلي و لكن.. لم يكن هنالك من حل سواه.. فوالد ملاك مسافر الي الخارج و قد سيطول سفره.. لهذا لا يريد ان تبقي و حيدة جميع ذلك الوقت فالمنزل.. فاقترح ان ياتى فيها الي البيت .. و من جانب و الدى فقد و افق علي ذلك الامروطلب منا ان لا نخبر مخلوق عن ذلك الامر..


واردفت بتوتر و هى لاتزال تشعر بخطاهاعندما اخبرته: و لكنى اخبرتك لانى اثق بك.. و اعلم جيدا انك لن تخبر عنها اي احد.. اليس كذلك؟..


ابتسم حسام و قال فلهجة صادقة: ايراودك اي شك فذلك؟ ..


ازدردت لعابها و من بعدها قالت: لا و لكنى اخشي علي ملاك.. فكما رايتها هى بنت قليلة الخبرة و التجارب.. و ليس لها اي قوة لمواجهة اعمامى اللذين لا يستهدفون منوراءها سوي الثروة..


– معك حق..ان ملاك كالطفلة التي لم تلوثها هذة الحياة بسوادها بعد..


قالت مها فغيرة و اضحة: و لم تمتدح ملاك هكذا؟..


ابتسم حسام و قال: ليس مديحا بل حقيقة..


قالت مها فضيق: حقا؟..


قال حسام مبتسما: و لم تتضايقين عندما امتدح ملاك؟..


قالت بحدة: و لم تمتدح ملاك و تهتم لامرها من الاساس؟..


قال حسام بحيرة: من قال انى مهتم بامر ملاك؟..


قالت بحدة اكبر: تصرفاتك.. لا تلبث ان تسال عنها بين الفينة و الاخرى..


قال حسام مبتسما: ايتهاالغبية من قال ان ملاك تهمني.. ما يهمنى فعلا هو ان لا تكذبى على مرةاخرى..


قالت مها بصوت خافت و بلهجة خجلة: و هل يهمك ان قلت لك الصدق ام لا؟..


– اجل..يهمنى كثيرا..


واردف بلهجة حانية: لا اريد ان تكذبى على مرة اخرى.. مهماحصل.. اخبرينى بالحقيقة و سافعل المستحيل لمساعدتك ان تطلب الامر..


قالت مها و هيتذكره: ملاك من تحتاج الينا الان..


تنهد حسام و قال: اعلم.. لا تقلقي.. اقسم لكانى لن انطق باى حرف لاى شخص كان عن ذلك الامر..


قالت مها مبتسمة: اشكرك لانك تفهمت الموقف..


قال حسام و هو يتطلع الي ساعة يده: اتركك الان يا مها.. و عذرا علي الازعاج..


قالت مها فسرعة: ابدا لم يكن هنالك اي ازعاج..


ابتسم حسام و قال: حسنا اذا اراك بخير..


قالت مها مبتسمة: الي اللقاء يا حسام..


وما ان انهي الاتصال حتي ردفت بلهجة حانية و مليئة بكل ما اعتمر قلبها من حب: يا اول من احببت فيحياتي..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


((من انت؟))


((انا اسمى ملاك))


((هل جئتالي هنا و حدك؟))


((لا.. جئت مع ابي))


فتحت ملاك عينيها بغتة لتستيقظ مناحلامها علي صوت طرقات علي باب غرفتها.. و تطلعت بارهاق الي الساعة المجاورة لفراشهاوالتى كانت تشير الي السادسة مساءا..واعتدلت فجلستها لتقول و هى تتثاءب: من؟..


سمعت صوت ما زن و هو يقول: انه انا..مازن..


ارتفع حاجباها بدهشة و من ثمما لبثت ان قالت و هى تزدرد لعابها: و ما الذي تريده؟..


ابتسم ما زن الذي يقف خلفالباب و قال: الاطمئنان عليك فحسب..


توترت ملاك قليلا و شعرت ببعض الارتباكوالخجل.. ما زن جاء ليطمئن عليها هي..رفعت جسدها عن الفراش لتلقية علي المقعد و قالتفى سرعة: لحظة و احدة..


حركت عجلات مقعدها الي حيث المراة و التقطت المشط لتقومباعادة ترتيب خصلات شعرها المبعثرة من النوم.. و اسرعت تفتح الباب بعد هذا و هى ترفعراسها لتتطلع اليه.. فقال هو مبتسما و هو يتطلع اليها: لقد جاءت مها قبل قليل و طرقتالباب اكثر من مرة و عندما لم تسمع اجابة منك قلقنا عليك فجئت لاطرق الباب بعدهالاتاكد انك بخير..


قالت ملاك بابتسامة: لقد كنت نائمة..


قال ما زن و هو يتطلعاليها بنظرات غامضة: حسنا ما دمت ربما اطماننت عليك فساغادر.. مع السلامة..


لاحقتهملاك بنظراتها و من بعدها قالت بصوت لم يسمعة سواها: مع السلامة..


شعرت بمشاعر غريبةتغزو قلبها و تزداد كلما رات ما زن ..لا تشعر بهذة المشاعر الا اذا رات ما زن او تحدثتاليه.. مشاعر اخذت تشعرها بالشوق له.. بالاهتمام لاى امر يخصه.. مشاعر شتي تجعلقلبها يخفق بقوة كلما راتة و …


قطع افكارها صوت رنين هاتف ما زن المحمول لم يكنقد ابتعد كثيرا عنها بعد.. مما جعلها تسمعة يقول و هو يبتعد مغادرا البيت: اجل ما ذاتريدين؟..


“تريدين”.. اذا فهو يحادث فتاة..تتذكر ملاك مرة انه اخبرها ان لديهالعديد من المعجبات بسبب فوزة فاحدي المسابقات .. قد هذة الفتاة هى احدي تلكالمعجبات.. ربما..


لم تجد ما تكمل بة افكارها فتحركت فارجاء الردهة بملل ..وسمعت بغتة صوت مها و هى تناديها قائلة: ملاك..


التفتت لها ملاك و قالت بهدوء: اجل..


تطلعت لها مها و من بعدها قالت: لم ارك اليوم باكمله.. ما ذاتفعلين؟..


اشارت ملاك باتجاة غرفتها و من بعدها قالت: لقد كنت نائمة عندما طرقت بابالغرفة..


قالت مها باستغراب: اية غرفة؟..


اجابتها ملاك قائلة: غرفتي..


قالت مها و هى تهز راسها نفيا: لم اطرق عليك الباب مطلقا.. لقد ظننت انكتدرسين..


قالت ملاك بدهشة: و لكن ما زن قال لى انك ربما طرقت على الباب فقلقت عليعندما لم تسمعى منى ردا..


قالت مها بابتسامة و اسعة: و صدقتية بهذة البساطة.. تجدينة هو من طرق عليك الباب فالمرة الاولى..


قالت ملاك ببراءة: و لم يكذبعلي؟..كان بامكانة اخبارى انه هو من طرق على الباب فالمرة الاولى..


– كذا هومازن.. مكابر و عنيد..


واردفت مها قائلة: دعك منة و اخبرينى هل ارتديت فستانكالجديد لتجربيه؟..


هزت ملاك راسها نفيا..فاردفت مها متسائلة: و لم لمتجربيه؟..


قالت ملاك بابتسامة: لا لشيء و لكنى احسست انه لا يصلح الا ليومالحفلة..


قالت مها و هى تتنهد: متي ياتى الغد؟..


تطلعت اليها ملاك و قالتمستغربة: ايهمك ذلك الحفل الي هذة الدرجة؟..


قالت مها مبتسمة: ليس الحفل و لكن منسيصبح فيه..


– من تعنين؟؟..


صمتت مها دون ان تجيب.. و لكن قلبها اجاب عن هذاالسؤال..اجاب بكل الحب الذي يحمله.. اجاب بكلمةواحدة..حسام..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛هبط ما زن من علي ظهر حصانة و ربت علي ظهرة و قال متحدثا الي احد الزملاء: هلا اخذتة الي الاسطبل؟..


قال زميلة مبتسما: بكلسرور..


والتقط لجام حصان ما زن من يدة و اخذة الي الاسطبل.. فحين غادر ما زن حلبةالسباق.. و توجة بخطوات هادئة الي حيث الكافتيريا.. و لكنة توقف بغتة عندما سمع صوتشخص ما يناديه.. زفر بقوة و ملل و من بعدها قال: يا الهى ..متي ستمل هذهالفتاة؟..


والتفت الي حنان التي اقتربت منة و قالت بحدة: لماذا تتجاهل نداءاتيوتتهرب من لقاءى يا ما زن؟..


قال ما زن ببرود: لانى سامت سماع كلماتك المكررة..


قالت حنان بعصبية: و لكن كنا دائما معا و لم تكن يوما تمل من سماع ما كنت اقولهلك..


قال ما زن و هو يرفع كفة منهيا النقاش: حنان اخبرتك ما ئة مرة ان ما بيننا كانفى حدود الصداقة فقط و لا يتعداه..


واردف و هو يهم بالابتعاد عنها: عناذنك..


ولكن حنان و قفت فو جهة و قالت: لم تكن يوما كذا يا ما زن.. كنت تعاملنيبكيفية مختلفة.. و انت تعلم جيدا ان مشاعرى لك تفوق حدود الصداقة..


دس ما زناصابعة بين خصلات شعرة و قال بسخرية: هل و عدتك بشيء؟..


قالت و فعينيها نظرةرجاء: و لكنك منحتنى اهتماما جعلنى …


صمتت دون ان تكمل عبارتها فقال ما زن بملل: ابتعدى عن طريقى اذا..


لم تتحرك من مكانها فقال ما زن و هو يزفر بحدة و يعقد ذراعيهامام صدره: و ما المطلوب منى الان؟..ان ابادلك المشاعر بالرغم منى امماذا؟..


قالت حنان بصوت خافت: فقط لا تتجاهلني..


ابعدين عن كيفية و سار مبتعداومن بعدها قال: ساحاول..


واردف بسخرية: مع انك مزعجة..


قالها و اكمل كيفية مغادراالنادي.. اكبر خطا فعلة بحياتة انه تقرب من حنان ليحصل علي صداقتها فيوم..لميتخيل ان مشاعرها ستتعدي حدود الصداقة.. و لكن مع ذلك استمر معها حتي شعر بالملل منعبارتها الدائمة له و التي تشير الي ان مشاعرها تفوق الصداقة.. و حينها قرر ان يتركهاويتجاهلها .. و لكنها ظلت تلاحقة علي الرغم من ذلك.. لهذا ليس ذنبة ان كانت لا تريدان تفهم انه لم يحمل اي مشاعر لها فيوم …


انطلق بسيارتة متوجها الي البيتوما ان و صل حتي غادر سيارتة و اقفلها بواسطة جهاز التحكم عن بعد.. و فنفس اللحظةكان كمال ربما و صل بسيارتة و غادرها بدوره.. و اتجة نحوة ما زن ليقول: انت تعلم بامرحفلة الغد اليس كذلك؟..


قال كمال بهدوء: بلى..


قال ما زن بحزم: اذا لا تغادرالمنزل و تترك الجميع ينتظرك و يسال عنك كما فعلت قبل ثلاثة اشهر..


قال كمالببرود: لن افعل..


واردف و هو يلتفت الي ما زن: بعدها ان هذة الحفلة مختلفة.. فابنةعمك المصون ستكون موجودة ايضا..


تطلع الية ما زن و قال بتساؤل: ما الذيتعنيه؟..


واصل كمال سيرة و قال بلامبالاة: لا شيء..


ولكن ما زن امسك بذراعهواوقفة قائلا: ما ذا تعنى بقولك ان ابنة عمك ستكون هنا هذة المرة؟.. ما الذياختلف؟..


ابتسم كمال ابتسامة باردة دون ان يعلق فقال ما زن بصرامة: لا تنسي ما قالة لنا و الدي.. لا يريد لاحد ان يعلم عن مقال ملاك.. اتفهم..


ابعد كمال ذراعمازن عنة و قال ببرود شديد: ذلك ليس من شانك ..


قال ما زن بعبنوتة : بل من شانى ..ملاك ابنة عمى .. و انت تعلم عواقب الامر لو و صل ذلك الامر الي اعمامي..


التفتلة كمال و قال: لا تخشي شيئا.. شقيقك ليس حقيرا.. و اكمل كيفية دون ان ينطق بحرفزائد.. فحين زفر ما زن بحدة و قوة.. ان كان يخشي علي امر ملاك ان ينكشف .. فيجب انيخشي من كمال.. فباسلوبة اللامبالى قد يخبر اي من اعمامة عنها لو سالوة عنملاك..


واصل ما زن كيفية الي داخل البيت..وابتسم بسخرية عندما راي مها جالسة فيالردهة تتطلع الي الخاتمين اللذين ترتديهما و تتحدث الي نفسها قائلة: ايهما ارتديهللغد؟.. ذلك ام ذاك؟.. لا اعلم ايهما احلى فكلاهما…


تقدم منها ما زن و قاليقاطعها و هو يجلس علي مقعد مجاور لها: و اخيرا و جدت الدليل الذي يثبتجنونك..


التفتت له مها و لم تهتم بسخريتة التي اعتادتها و قالت و هى ترية الخاتمين: ايهما اجمل؟..


قال ما زن بلا اهتمام: لا اعلم..


قالت مها بملل: لا فوائد ترجىمنك..


ومن بعدها اردفت فسرعة و كانها تذكرت شيئا ما : ما زن .. ما ذلك الذي قلتهلملاك؟..


تطلع اليها بنظرات مستغربة و قال: ما ذا قلت؟..


قالت مها بخبث: لم قلتلها انى انا من طرق باب غرفتها؟..


قال ما زن و هو يلوح بكفه: بحثت عن حجة لابررلها طرقى لباب غرفتها..


قالت مها و هى تتنهد فجاة: ما زن ابتعد عن ملاك..


تطلعلها ما زن بدهشة و عيناة متسعتان و قال: مها هل بعقلك خلل ما ؟..


قالت مها بجدية: ما زن ملاك ليست كاى بنت عرفتها.. انت بنفسك تراها قليلة الخبرة لا علم لهابالحياة..


قال ما زن و دهشتة لم تفارقة بعد: و ما ذا فعلت بها؟..


قالت مها و هيتتمالك اعصابها: اهتمامك فيها الزائد عن الحد جعلها تراك كشخص مختلف..


قال ما زنوهو يسترخى علي المقعد: انا اعاملها كابنة عم لا اكثر..


قالت مها بحدة: و هل تعلمهى معني ان تعاملها كابنة عم.. انها تظن انك مهتم لامرها.. و انا متاكدة مليونبالمائة انها مخطئة و انك من المستحيل ان تفكر فيها..


قال ما زن و هو يدافع عننفسه: انها ابنة عمي..


قالت مها و هى تعاتبه: و لكن لن تنظر اليها فحياتك اينظرة اخرى.. لهذا اقول لك ابتعد عنها.. انها ستقضى اسبوعا و احدا هنا فدعة يمضى علىخير..


(انها ستقضى اسبوعا و احدا هنا فدعة يمضى علي خير).. كالعبارة التيقالها لكمال ذات يوم بعد ان جرح ملاك بكلماتة .. لقد قالها يومها لكمال حتي لايضايق ملاك.. فلم تقولها له مها الان؟..


والتفت لمها ليقول: ارجوك يا مها.. انملاك ابنة عمى و انا اعطف علي حالتها ليس الا..


قالت مها و هى تومئ براسها: اعلمهذا.. و لكن كيف لملاك ان تفهم ذلك الامر.. صدقنى لو احست باى مشاعر تجاهك فستكون فيموقف لا تحسد عليه.. ملاك **** لم تري الحياة بعد.. فارجوك لا تكن اسباب فيالامها..


قال ما زن و هو يتنهد: ساحاول.. اية اوامر اخري انسة مها؟..


ابتسمتمها و قالت: لا ابدا.. بعدها ان ذلك فصالحك انت و ملاك.. فحتي و الدها يرفض صلة القربىالتى تربطنا بملاك.. فكيف لو علم ان الامر ربما بتعدي ذلك..


نهض ما زن من مقعده.. و قال بحدة: اخبرتك اننى ساحاول ..هذا يكفي..


قالها و مضي فكيفية و من بعدها ابتسمبسخرية و هو يتحدث الي نفسه: ( ليت المشكلة تكاد تكون منحصرة علي ملاك فقط يامها..)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اضواء الثريات التي امتلات الردهة فيها و جماعاتالناس ال كبار التي اجتمعت فذلك اليوم.. و الخدم اللذين كانو يوزعون الماكولاتوالمشروبات علي المدعوين.. جميع ذلك جعل ابتسامة رضي ترتسم علي شفتى امجد.. علي انحفلتة تسير علي خير ما يرام..


فى حين كان ما زن و اقفا مع حسام و كمال و عدد منابناء عمة و قال ما زحا: اعلم انكم ربما جئتم اليوم الي الحفل من اجل الطعامفحسب..


قال حسام مبتسما: اظن ان ذلك هو شعورك انت..


قال كمال بابتسامة باردة: صدقت..


تحدث احد ابناء عمة و قال متسائلا: لم نر اختك مها حتي الان.. اينهي؟..


قال ما زن و هو يهز كتفيه: طبعا لا تزال فغرفتها تتزينللحفل..


التفت له حسام و قال: و لم تسال عنها يا (احمد)؟..


اجابة احمد ابن عممازن مبتسما: مجرد سؤال.. بعدها انى اريد رؤيتها لان مر و قت طويل لم ارها فية او اسلمعليها..


تقدمت منة احدي الفتيات و قالت مبتسمة: يالك من كاذب.. طوال طريقنا الىهنا و انت تسال عن مها..


تطلع اليها احمد و قال بحنق: ذلك ليس من شانك ياندى..


تطلعت ندي الي ما زن و قالت له: ارايت كيف يعامل شقبقتة ابن عمكهذا؟..


قال كمال ببرود: لا اظن ما زن اروع منة حالا..


التفت له ما زن و تطلع لهبنظرة غاضبة..ومن جانب احدث كانت مها تتحدث الي ملاك فغرفتها و قالت و هى تتطلع الىنفسها فالمراة: ما رايك بالفستان يا ملاك؟..


تطلعت ملاك اليها و شاهدتها و هيتلتفت لها و تقف فمواجهتها .. كان فستان مها ذا لون يجمع بين الارجوانى و الازرق.. يتلالا باحجار كريمة صغار اعلي الفستان.. لهذا قالت ملاك عنها انها ستبدواكالنجمة..فقد بدت و هى ترتدية و كانها نجمة متلالاة و سط النجوم..ورفعت شعرها المتموجلتترك خصلات منة تسقط علي جبينها ..وابتسمت ملاك لتقول بانبهار: جميل جدا..


قالتمها باستغراب: لم اعنى فستانى بل فستانك..


تطلعت ملاك الي نفسها و التي كانتترتدى فستان ابيض اللون و ذلك ما اثار دهشة ملاك عندما قالت مها ان الفستان يشبهها.. و لكن مها عنت بذلك بياض قلبها الذي يشبة اللون الابيض الصافى و النقي..كانت الورودالصغيرة تتناثر عند الكتف .. لتصنع بما يشبة الخيوط.. و كانت اكمامة شفافة .. فحينابعدت خصلات شعرها الي الخلف بواسطة تاج فضى اللون.. اقترحت مها عليها انتشتريه..وقد بدت كالملاك حقا ففستانها هذا..


وازدردت ملاك لعابها لتتطلع الىنفسها و من بعدها تقول بتوتر: لا اعلم.. هل يبدوا شكلى مناسبا حقا للحفل؟؟..


قالتمها و هى تهبط الي مستواها و تمسك بكفها: بل اكثر من ذلك.. انت رائعة جدا.. و هذاالفستان يزيدك جمالا..


قالت ملاك بابتسامة مرتبكة: حقا؟..


اومات مها براسهاومن بعدها قالت: ما رايك ان نخرج الان للحفل.. الجميع ينتظرنا بالخارج..


قالت ملاكبصوت خافت: اشعر بالارتباك و التوتر.. لاول مرة احضر حفلة ما ..


ربتت مها علي كفهاوقالت: لا تجعلى شيئا يربكك.. الامر عادى جدا.. سنستمتع بالحديث و من بعدها سنتناولالاكل .. و فالنهاية سيغادر الجميع..


ترددت ملاك و ظلت صامتة.. فلمحت مها هذاالتردد عليها و قالت مبتسمة: هل نخرج الان ام تريدين ان تسترخى قليلا؟..


التقطتملاك نفسا عميقا و من بعدها قالت بابتسامة شاحبة: لا داعي.. فلنخرج..


اومات مهابراسها و دفعت مقعد ملاك امامها لتفتح الباب و من بعدها تظهر من الغرفة..لتفاجا ملاكبالاعداد ال كبار من الناس الموجودة فالحفل..وقالت بارتباك: انهم كثر..


مالتنحوها مها و همست فاذنها قائلة: دعك منهم و لنهتم نحن بشؤوننا الخاصة..


توترتملاك و هى تري مها تدفعها بين جماعات الناس ..وكورت قبضتيها لتمنع ارتجافةاناملها..واخيرا قالت متسائلة: هل يعرف عمى جميع هؤلاء الاشخاص؟..


مالت مها نحوهاوقالت: اجل انهم من رجال الاعمال و اقرباءنا موجودون هنا ايضا..


واردفت بصوتخافت: لهذا لا تحاولى الاشارة الي ان و الدى هو عمك.. اتفقنا..


اومات ملاك براسهاولم يفارقها توترها و ارتباكها بعد..ومن بعيد.. كان ما زن يتحدث الي احمد حين فاجاهصوت حسام و هو يقول:واخيرا و صلتا..


التفت ما زن الي حيث يتطلع حسام و قال بسخرية: و اخيرا هبطت الاميرتين من قصرهما العاجي..


وتحرك باتجاهما و قبل ان يصل الي حيثهما ببضع خطوات.. و جد نفسة يقف و يتطلع الي ذلك الملاك الرقيق الذي يجلس امامه.. نظرات الانبهار لم تبارح عينية و هو يتقدم منهما .. و من بعدها اطلق صفيرا عاليا و اعقبهبان قال بانبهار و اعجاب:واخيرا تكرمت احدي الاميرات بزيارة منزلناالمتواضع..


كانت نظراتة مثبتة علي ملاك ففهمت انه يقصدها بكلامه.. فتوردتوجنتاها بحمرة الخجل و هى تطرق براسها.. فاقترب منها و قال مبتسما و هو يتطلع الي مها: ما اسم الاميرة التي تجلس امامى يا ايتها الوصيفة؟..


قالت مها ببرود: لو لم نكنفى حفل لاريتك من هو الخادم هنا..


اقترب حسام من مها فتلك اللحظة و قال مبتسماوفى عينية نظرة اعجاب: هذة انت يا مها.. صدقينى لم اعرفك لولا ان رايت ملاك معك.. تبدين مختلفة كثيرا..


تطلعت الية مها بنظرات خجلة فقال مستطردا و هو يتطلع اليها: تبدين كانك نجمة ذلك الحفل اليوم و …


قاطعة صوت احمد الذي تقدم من مها بدورهوقال بابتسامة و اسعة: تبدين جميلة الجمال ذلك اليوم يا مها..


لم تزد مها علىابتسامة مجاملة و ان تقول: شكرا لك..


والتفت الي حسام التي رات نظرات الضيق فيعينية لمقاطعة احمد له ..وربما كانت نظراتة هذة تحمل معني اخر.. او قد هى منتتخيل هذا و تتمناة فالوقت ذاته..


وفى تلك اللحظة قال ما زن و هو يتحدث الي مها: لم تاخرتما جميع ذلك الوقت يا مها؟..


قالت مها و هى تتطلع الي ملاك: ملاك كانتمتوترة من الاعداد الموجودة فالحفل..


(اسمها ملاك اذا..)


التفت ما زن فحدةوسرعة الي مصدر الصوت.. و عقد حاجبية دون ان يعلق.. فحين ازدردت مها لعابها و قالتبتوتر: عمى فؤاد.. اهلا بك..


ابتسم فؤاد و من بعدها قال و هو يتطلع الي ملاك : من هذهالرائعة التي معك يا مها؟..


قالت مها و هى تتحاشي نظرات عمها: انهاصديقتي..


قال عمها بابتسامة خبث: و حسبما سمعت فان اسمها هو ملاك..


لم تجب مهاوظلت صامتة فحين اجابة ما زن بلا اهتمام: اجل اسمها هو ملاك..


التفت لها فؤادوقال متسائلا: و ما اسم و الدك يا ملاك؟..


فتحت ملاك شفتيها و همت بنطق شيء ما .. و لكن ما زن اسرع يقول: اسمة محمود.. اليس ايضا يا مها؟..


اومات مها براسهاايجابيا بتوتر..وتطلعت الي حسام بقلق الذي ابتسم يطمئنها..فاردف ما زن و هو يبتسمويتطلع الي عمه: فحسبما سمعت منذ فترة ان و الد ملاك يعمل فاحد البنوك التجارية ..


كان ما زن يريد ان يضرب عصفورين بحجر و احد.. فمن جانب ينقذ ملاك من الموقفالتى هى فيه.. و من جانب احدث يبعد انظار اعمامة عنها عندما يعلمون ان و الدها ليسشقيقهم خالد الذي هو ما لك احد الشركات بقولة ان و الدها يعمل فاحدالبنوك..


فقال عمة و هو يضع كفة اسفل ذقنه: هكذا..


ومن بعدها التفت عنهم و قالمبتسما و هو يلمح كمال: عن اذنكم اذا..


كان ما زن يتابعة بنظراتة و لكنة لم يدرك انعمة يتوجة الي حيث كمال فالتفت عنة و قال متحدثا الي حسام: اتشعر بالجوع؟..


قالحسام بهدوء: بلى..


– اذا تعال معى ..


غادر حسام مكانة بعد ان القي نظرة اخيرةعلي مها و احمد ..فى حين لم تجد ملاك ما تفعلة سوي التطلع لما حولها.. و سقطت عيناهابغتة علي كمال.. و شاهدتة فتلك اللحظة يبتسم و هو يتطلع باتجاهها و فعينية بريقاعجاب.. و استغربت ملاك نظراته.. لاول مرة تختلف نظراتة من البرود الىالاعجاب..خصوصا ان كانت هى المعنية بتلك النظرات .. و لكن كمال التفت عنها بغتةعندما شعر باحد يقترب منة و قال بهدوء: اهلا بك يا عمي..


تطلع له فؤاد و قال و هويضع يدة علي كتفه: كمال انت مختلف عن اخوتك و لهذا فقد جئت لاسالك انتبالذات..


التفت له كمال و قال متسائلا: عن ما ذا؟..


قال فؤاد و هو يضغط علي حروفكلمته: ملاك..


– ما ذا بها؟..


قال عمة و هو يضيق عينيه: من تكون؟..


التفتكمال الي ملاك و ربما كانت لا تزال تنظر الية و دهشتها لم تفارقها بعد..راىفى نظراتهاالبراءة..راي فملامحها الطفولة.. و جميع ذلك جعلة يشفق علي حالها و يلتفت الي عمهليقول: انها صديقة مها..


قال عمة بضيق و كان جواب كمال لم يعجبه: حتىانت..


قالكمال و هو يهز كتفية و كانة لم يفهم ما يعنية عمه: ما ذا تعني؟..


قال عمة بحدة: لاشيء.. اخبرنى ما اسم و الدها؟..


– لست ادري..


احس فؤاد بالغيظ من اسلوب كمالاللامبالي.. فقال و هو يبتعد عنه: فليكن..


وغادر مكانة ليتوجة الي حيث مجموعة منالرجال و قال و هو يضع يدة علي كتف احدهم: اريد ان اتحدث معك قليلا يا عادل..


قالعادل و هو يعتذر من الرجال اللذين كان يتحدث معهم: عن اذنكم..


والتفت عنهم ليقوللفؤاد: ما ذا حدث؟..


قال فؤاد و هو يتطلع بطرف عينة الي ملاك: ملاك هنا..


قالعادل بحيرة: من هى ملاك؟..


قال فؤاد بعصبية: ابنة شقيقك خالد .. ملاك.. انهاهنا..


قال عادل بدهشة: حقا.. و اين هي؟..


قال فؤاد و هو يزفر بحدة و قوة: لستاعلم بعد ان كانت هى ام لا.. و لكن اشك بانها هى بنسبة سبعون فالمائة..


قالعادل فسرعة: حسنا و اين هى تلك التي تشك فكونها ابنة خالد؟..


اشار فؤاد اليهابطرف اصبعة و قال: تلك التي تجلس هناك..


واردف فؤاد قائلا: اولا هى فسن ملاكتقريبا و ثانيا هى عاجزة كما ترى.. كما و ان اسمها هو ملاك..


قال عادل بدهشة و هويلتفت لشقيقه: تلك هى ملاك؟ .. لقدتغيرت كثيرا.. باتت بنت فكامل انوثتهاورقتها..


واردف قائلا و هو يعقد حاجبيه: و لكن كيف لنا ان نتاكد ان كانت هى ملاكنفسها ام لا؟..


– لقد سالت ابناء امجد و جميعهم يرفضون البوح بالحقيقة.. لهذالابد ان اجد و سيلة لمعرفة الحقيقة..


قال عادل متسائلا: و ما هى هذهالوسيلة؟..


قال فؤاد بمكر: ان اقرب الطرق لمعرفة اسرار اي منزل.. سؤال من يعملونفيه..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ضحكت مها و قالت و هى تلتفت الي احمد: احقا سكبتالعصير علي فستان ندي فالحفلة الماضية؟..


قال احمد و هو يضحك بمرح: لقد كانتتستحق ذلك..


قالت ندي بحنق: لقد احرجنى يومها كثيرا و غادرت الحفلة بفستانمتسخ..


اقترب منهم فتلك اللحظة ما زن و حسام و قال الاول: اضحكونا معكم..


كادتمها ان تهم بقول شيء ما .. و لكنها اثرت الصمت و هى تري حسام يقترب منهم و لم تدلملامحة علي اي شيء مما فاعماقه..وقال ما زن فتلك اللحظة و هو يلتفت الي ملاك: اتريدين ان تتناولى شيئا ما يا ملاك؟..


قالت ملاك و هى تهز راسها نفيا: لا شكرالك..


همس ما زن باسمها و هو يتطلع اليها: ملاك..


رفعت عينيها الية و قالتبارتباك و هى تري عينية اللتان تطلعان اليها: ما ذا هناك؟..


قال مبتسما : تبدينجميلة ذلك اليوم..


رفعت ملاك حاجبيها بدهشة من ذلك التصريح المفاجئ منة و امام الجميع..ومن بعدها لم تلبث ان خفضت عيناها بخجل و ازدردت لعابها بارتباك.. فحين تطلعتمها الي ما زن بنظرة حانقة و كانها تذكرة بما دار بينهم من حديث بالامس.. و لكنة لميابة بكل ذلك و هو يتطلع الي ملاك..فى حين قال حسام مبتسما: ما اخبارك يا احمد.. و انت ايضا يا ندى؟..


قال احمد و هو يهز كتفيه: لا شيء مهم.. الدراسةوالنادي..


اما ندي فقد قالت: لا تهمنى الدراسة.. ما يهمنى هو حضور كهذهالحفلات..


قال ما زن و هو يلتفت الي ندى: لا تنسى يا ندي حضور سباق الخيل بالنادي..


قالت ندي بدلال: و كيف لى ان انسي حضور سباق سيشارك فية ابن عمى العزيزمازن..


قالت مها مبتسمة: و لم ما زن بالذات؟.. حتي كمال سيشارك فية ..


لم تابهملاك بما قيل.. جميع ما كان يهمها فتلك اللحظة.. هو حديث ما زن الي ندى.. و رد ندىعليه.. يبدوا مهتما بحضور ندي السباق؟.. و لم لا انها ابنة عمه؟..ولكننى انا ايضاابنة عمه.. لم لم يسالنى انا كذلك عن رغبتى فالحضور لمشاهدة السباق؟.. قد لانهيعلم بامر حضورى الي النادى يومها.. ربما..


وقالت ملاك بغتة عندما لاحظت و قوفكمال و حيدا: لماذا يقف كمال و حيدا؟..


التفت ما زن الي كمال و من بعدها قال و هو يهزكتفيه: دائما هو هكذا..


قالت ملاك و هى تلتفت الي مها: نادية لياتى و يتحدثمعنا..


قالت مها مبتسمة: لن يقبل..


لم تضف ملاك بقول اي شيء.. فحين همساحمد لمازن قائلا: تبدوا رائعة ملاك هذه.. و ان كان ما يفسد جمالها هو عجزهاهذا..


التفت له ما زن و قال بهمس : ليس ذنبها ان كانت عاجزة ..فهذا هو قضاء اللهوقدره..


قال له احمد بهدوء: اعلم و لكنى اقول رايى فقط..


– احتفظ بة لنفسك..


وعاد ليلتفت الي ملاك و يتطلع اليها.. و فعقلة عادت تلك الكلمات لتدور فراسه..


((انة يرفض اللعب معي))


((دعك منه))


((العب انت معى اذا))


((لا باس))


وعاد هذا السؤال يتردد


فعقلة و هو يدس اصابعة بين خصلات شعرة : (هل انت يا ملاك من جمعتنى فيها هذة الذكريات؟ ..هل انت هي؟ ..)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء التاسع
“.. تاخر ..”


صوت طرقات علي الباب جعلها تفيق من نومها علي الرغم من انها لم تنم الافى و قت متاخر من الليل بسبب تلك الحفلة.. و احست بالصداع يغزو راسها لكنها لم تهتم كثيرا و اولت اهتمامها لمن يطرق الباب و قالت بصوت حاولت ان تجعلة عاليا قدر الامكان: من؟..


جاءها صوت مها و هى تقول: هل يمكننى الدخول يا ملاك؟..


اسرعت ملاك تعتدل فجلستها و تقول فسرعة: بالتاكيد..


فتحت مها الباب و قالت بابتسامة باهتة: معذرة اعلم انى مزعجة و ربما ايقظتك فو قت مبكر.. و لكن هنالك امر يخصك يتوجب على اناخبرك اياه..


قالت ملاك بدهشة: قبل ان تخبرينى ما هو.. اخبرينى ما الذي ايقظك فيهذا الوقت المبكر ؟..


هزت مها كتفيها و قالت: لقد اعتدت ذلك حتي لو نمت فو قتمتاخر الليلة الماضية..


واستطردت و هى تتقدم منها و تجلس علي طرف الفراش: فالحقيقة يا ملاك.. لقد اتصل و الدك قبل ساعة..


قالت ملاك فلهفة: حقا؟..وماذاقال؟.. هل هو بخير؟.. و ما هى احواله؟..الم يقل متي سيعود؟.. اخبرينيارجوك..


ازدردت مها لعابها و من بعدها قالت: انه بخير.. و لكنة قال انه لن يعود نهايةهذا الاسبوع..


رددت ملاك بذهول: ما ذا لن يعود؟..


اومات مها براسها فتوتر.. فقالت ملاك و هى تشعر بغصة مرارة فحلقها: و لكن لماذا؟.. لقد و عدنى ان يعود فاسرعوقت ممكن..


قالت مها بهدوء و هى تمسك بكفها: لقد اضطر الي ذلك.. و الا لما تركك و قت اطول هنا.. تعلمين كم يخشي عليك ..لقد قال لى انه لم ينهى اعمالة و انه استجد ما يلزمة البقاء خارج البلاد..وربما يعود بعد اربعة ايام..


اشاحت ملاك و جهها عن مها و قالت و هى تحاول ان تمنع الدموع من ان تسيل علي و جنتيها: الم يطلب الحديث الي؟..


اومات مها براسها و قالت: بلي فعل.. و اكثر من مرة.. و لكنى اخبرتة انك نائمة بعد حفلة الامس..


قالت ملاك و هى تزدرد لعابها لعلها تسيطر علي دموعها: اذا فسابقي هنا مدة اطول..


قالت مها و هى تميل نحوها: ايزعجك هذا؟.. اهنالك من يضايقك هنا؟..


اسرعت ملاك تقول: لا ابدا.. و لكنى اشتقت الي ابى كثيرا و اريد رؤيتة و الاطمئنان عليه..


قالت مها و هى تربت علي كتفها: سيعود اليك و هو علي ما يرام باذن ****..ولكن لا تخشى شيئا.. و حاولى ان تصبرى علي ابتعادة حتي يعود..


قالت ملاكوهى تتنهد: انها المرة الاولي التي يغيب عنى جميع ذلك الوقت.. ابى هو جميع حياتى يامها.. لم اعرف فحياتى سواه.. و منذ ان فتحت عيناى علي العالم و انا ارة امامى .. هومن كان بجانبى فكل خطوة اخطوها.. الكل رحل و تركنى فيما عداة هو.. لم يابة احد بيغير ابى الذي هو عالمى كله..


شعرت مها بالحزن العميق الذي تحملة ملاك بين طياتقلبها و مشاعرها .. و هى تسمع جميع كلمة تنطقها هذة الاخيرة .. و كان المرارة تقطر منحروف كلماتها.. و حاولت مها التخفيف عنها فقالت بابتسامة باهتة: و من قال لك اننا لوعلمنا ان لدينا ابنة عم رائعة مثلك لتركناها.. كنت ستريننا جميع يوم عندما ناتيلزيارتك حتي تملى من رؤية و جوهنا..


قالت ملاك و هى تلتفت لها: ليت ذلك ممكن.. ليتكم تاتون بالفعل معي.. لقد مللت الوحدة.. اتمني ان اعيش كبقية البشر .. لدياقارب و اخوة.. و لست و حيدة و سط بيت =اكاد اكون احد اثاثه..


قالت مها فسرعة و هيتمسك بكفها: لا تقولى ذلك.. نحن سنكون علي اتصال دائم.. سامنحك رقم هاتف منزلناورقم هاتفى المحمول ان اردت.. اتصلى بنا علي الدوام.. و سنتصل بك نحن ايضا.. فمنلدية بنة عم مثلك.. كيف يستطيع التفريط فيها؟..


تطلعت لها ملاك و فعينيها بدىالتاثر لما قالتة مها.. فقالت مها بابتسامة: ما بالك؟..


قالت ملاك بصوت اقربللهمس: اشكرك..


– علي ما ذا؟..لم افعل شي…


قاطعتها ملاك قائلة و هى تضعكفها علي شفتى مها: بل فعلت العديد لاجلى .. لو تعلمين كم انا ممتنة لك..


واردفت بصوت اقرب الي البكاء و هى تسقط بين ذراعى مها: يا اختى العزيزة..


تطلعت لها مهابدهشة لوهلة و هى تراها تبكى بين ذراعيها علي ذلك النحو..ومن بعدها لم تلبث ان ابتسمتبحنان و لم تجد ما يمنعها من احاطتها بذراعيهابدورها…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اسرع ما زن يهبط علي درجات السلم و هو يطلق صفيرامن بين شفتية كعادته.. و سار فالردهة بخطوات هادئة.. و لكنة بغتة التفت الي غرفةملاك.. و عقد حاجبية بعد ان خطر علي ذهنة امر حيرة طويلا و اراد السؤال عنه..وتوجهالي مكتب و الدة و طرق الباب عدة مرات.. و عندما سمع صوت و الدة يدعوة للدخول.. دخل الىالغرفة و اغلق الباب خلفه.. و من بعدها تقدم من و الدة ليقول بابتسامة: كيف حالك ياوالدي؟..


رفع امجد راسة ال ما زن و من بعدها قال و هو يعيد انظارة للملف الذي بينيديه: اخبرنى ما ذا تريد بسرعة..


اتسعت ابتسامة ما زن و قال و هو يحتل احد المقاعدالمجاورة لمكتب و الده: اذا فقد علمت انى جئت اليك لسبب ما ..


قال امجدبلامبالاة: لا اخالكم تاتون لالقاء التحية على قبل مغادرتكم للمنزل.. لابد و ان يكونهنالك سببا ما ..


اسرع ما زن يقول: هذا لانك فاغلب الاوقات تغادر قبلنا ياوالدي.. لهذا لا نعلم ان كنت بالمنزل و قتها ام لا..


قال امجد بسخرية و هو يرفعراسة له: و ربما علمت الان عندما احتجت الي شيء ما ..


واردف بنفاذ صبر: اخبرنيمالديك بسرعة.. فلدى عمل..


صمت ما زن للحظات و من بعدها قال: اردت ان اسالك عن ابنةعمي..


عقد و الدة حاجبية و من بعدها قال: اتعنى ابنة عمك ملاك؟..


اوما ما زن براسهايجابيا.. فقال و الدة بحدة: و اليس لديك شخص احدث لتسال عنة ؟.. فكل مرة تاتى اليلتسالنى عن هذة الفتاة ..


– و لم انت متضايق يا و الدي؟.. انها ابنة اخيك..


لوحامجد بكفة و قال: اعلم.. و الان تحدث فالامر مباشرة او اخرج من المكتب..


تساءلمازن فجاة: هل ستظل عاجزة الي الابد؟..


تطلع له و الدة بغير فهم و من بعدها قال: ما الذي تعنيه؟..


قال ما زن و هو يزفر بحدة: كلامى لا يحمل سوي معني و احد يا و الدي.. ملاك ستظل حبيسة مقعدها الي الابد؟..


صمت امجد قليلا و من بعدها قال: و الدها هوالمسئول عن ذلك الامر و ليس نحن..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: اعلم.. و بكل تاكيدفوالدها مستعد لان يدفع لها جميع ما يملك من ما ل لكى تشفي من عجزها هذا.. اليسكذلك؟..


قال امجد بلامبالاة: ربما..


اردف ما زن و كانة لم يسمع و الده: و بما انملاك لازالت عاجزة .. فهذا يعنى انه لم يجد و سيلة حتي تشفي من عجزها ذلك حتىالان..


قال و الدة باهتمام هذة المرة: معك حق..


قال ما زن متسائلا: ما اريدمعرفتة يا و الدي.. هو متي هى احدث مرة اخذها و الدها من اجل ان يجد علاجا لحالتهاهذه؟..


– ذلك السؤال ستجيبك عنة ملاك و حدها..ولكن لماذا تسال سؤالاكهذا؟..


ابتسم ما زن و قال: الم تعرف بعد لماذا يا و الدي؟.. ان العلم يتقدمباستمرار و من يدري.. قد و جدت املا يقود ملاك الي الشفاء..


واردف و هو ينهض منمقعدة قائلا: ساذهب لرؤيتها و التحدث اليها بهذا الخصوص..


ومن جانب احدث كانت مهاتقول لملاك فتلك اللحظة: اعرف انك تحبين التجوال فحديقة منزلنا.. ما رايك لوتستبدلين ملابسك و نخرج اليها؟..


هزت ملاك راسها نفيا.. فقالت مها مبتسمة: و لمهذا العناد؟.. فلتغيرى من نفسيتك قليلا حتي تشعرى بالراحة و ال…


بترت مهاعبارتها عندما سمعت طرقا علي الباب.. و التفتت الي الباب لتقول بملل: من؟..


جاءهاصوت ما زن و هو يقول: انا.. هل استطيع الدخول؟..


اسرعت مها تنهض من مكانها و تقولفى سرعة و هى تتوجة نحو الباب: لقد فقد شقيقى عقلة و لا شك.. يريد دخول غرفة نوم ابنةعمة هكذا..


ابتسم ملاك بحرج.. فحين فتحت مها الباب و قالت و هى تطل براسها منخلفه: ما ذا تريد؟..


قال و هو يبتسم و يصطنع الدهشة: من مها؟.. انت هنا؟..


رددتبملل: ما ذا تريد؟..


قال و هو يشير الي الداخل: اريد ان اتحدث مع ملاك..


قالتمها فحنق: عندما تظهر من غرفتها .. يمكنك الحديث اليها.. بعدها انها الان ليست فيمزاج رائق يسمح لها بالحديث معك..عن اذنك..


قالتها و اغلقت الباب بقوة.. فقالمازن بحنق و هو يبتعد عن الغرفة: ستندمين يا مها.. لا احد يتحدث الي ما زن امجدهكذا.. ستندمين علي فعلتك هذه..


وتوجة ليغادر البيت..وقد غاب عن ذهنة اسباب قدومهالي غرفة ملاك و ما كان يريد ان يحادثها بشانه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(اذا .. فحتي الخدم لم يعطوك اجابة مقنعة او و اضحة)


قالها عادل و هو يجلس علي احد المقاعدفى مكتب فؤاد بمنزله.. فقال ذلك الاخير بضيق: بصراحة لم اتوقع ابدا ان لا يمنحنى منيعملون فمنزل امجد اجابات شافية عن اسالتي.. علي الرغم من انى عرضت عليهم مبلغوصل الي الف قطعة نقدية ..


قال عادل بشك: قد لم تكن هى فعلا..


قال فؤادبحدة: بل هى ملاك.. انا و اثق.. انت رايتها بنفسك.. انها تشبة و الدتها كثيرا..ولهانفس عينين خالد..


اوما عادل براسة و من بعدها قال: انا معك فانها تشبة و الدتها.. و لكن اين هو الدليل علي انها ملاك ابنة خالد فعلا؟..


قال فؤاد بعصبية: انا و اثقانة امجد و لاشك.. تدارك الامر بسرعة.. و حرص علي الخدم ان لا يبوحوا بالامر ابدا.. و طبعا منحهم مبالغ كبار حتي يحفظوا السر..


قال عادل بغير اقتناع: اتظنذلك؟.. اننا نحن من نملك شركاتة تقريبا و لو فعل اي شيءضدنا فهو يعلم جيدا انناسنهددة بسحب راس ما لنا من شركاته..


قال فؤاد و هو يلوح بكفة بعصبية: لست اعلم.. لست اعلم .. جميع ما اعرفة ان هذة الفتاة هى ملاك.. و علينا ان نتاكد من هذا ان عاجلااو اجلا..


سالة عادل قائلا: و لو تاكدت انها ملاك فعلا.. ما الذي ستفعلهحينها؟..


ابتسم فؤاد بدهاء و من بعدها قال: حينها سيكون خالد فقبضتنا هو و اموالهوشركاتة و ابنته…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اجتمعت العائلة حول المائدة كالعادةعند و قت الغداء ..وكانت ملاك تتناول طعامها و قتها كما اعتادت ان تتناولة و هى فيايامها الاولي فمنزل عمها.. بشرود و دون ان تشعر للطعام اي مذاق او طعم.. كيف لاوهى تجد و الدها سيتاخر عن الحضور لاكثر من اسبوع و هى التي لم تعتد علي غيابة لاكثرمن ثلاثة ايام فحسب..


ولاحظ امجد شرودها و عدم رغبتها فتناول اي شيء من طبقها.. فسالها قائلا: ما ذا بك يا ملاك؟..


التفتت له ملاك و قالت و كانها للتو ربما تنبهتلوجودها بينهم: ما ذا قلت يا عمي؟..


قال امجد بهدوء: قلت ما ذا بك؟.. و ما الذييجعلك شاردة جميع ذلك الوقت؟..


قال ما زن بسخرية فتلك اللحظة: طبعا تفكر فيمن اهداها تلك القلادة..


لم يعلم ما زن ان عبارتة صحيحة تماما.. هذا لانة لا يعلممن اهداها تلك القلادة اصلا.. فحين قالت مها و هى تلتفت الي و الدها: لقد اتصل عميخالد اليوم يا ابي..


التفت لها امجد و ما زن فاهتمام فحين اكتفي كمال بارهافالسمع.. فاردفت مهاقائلة: و لقد قال انه قد سيتاخر لاربعة ايام اخرى..


قال ما زنبابتسامة: حقا؟.. ذلك امر يدعو للسروربكل تاكيد.. ما دامت ملاك ستبقي هنا و قتاطول..


تطلعت له ملاك بضيق.. ايظن انها راغبة فالبقاء هنا لوقت اطول بعيدة عنوالدها.. لا ابدا.. انها تريد ان يعود و الدها فاسرع و قت.. حتي ان كان ذلك اسباب فيوحدتها.. المهم ان تراة يوميا و تتحدث اليه.. و تتطمان الي انه معها فنفس البلاد .. نتظرة بفارغ الصبر فنهاية جميع يوم حتي يمنحها و لو القليل من حنانة و كلماتهالدافئة…


وقال امجد باهتمام: و لم لم تخبرينى انه اتصل قبل الان؟..


قالت مهاوهى تلتفت الي ملاك: لقد اخبرت ملاك اولا لانى علمت ان الامر يهمها اكثر من اي شخصاخر..


قال ما زن و هو يحاول ان يضفى بعض المرح: و ان كانت تريد الحديث اليه.. فانامستعد لامنحها هاتفى لتتصل به.. بشرط ان لا تسكب دموعا..


التفتت له ملاك و رمقتهبنظرة تجمع ما بين الضيق و الحزن.. و احس ما زن بالدهشة من نظرتها هذة .. فحينالتفتت عنهم ملاك لتقول : لقد شبعت..


واستدارت بمقعدها عن المكان..لتتحرك بينارجاء الردهة مبتعدة عن طاولة الطعام.. و بينما هى تفعل لم تنتبة لعجلة مقعدها التياصطدمت بغتة برجل الطاولة الصغيرة الموجود بالردهة.. و شهقت ملاك بقوة و هى تري نفسهاتسقط من علي مقعدها اثر الاصطدام ..وشعرت بالام مبرحة بظهرها و وجدت نفسها تطلق اناتالم دون ان تصرخ طالبة المساعدة..حاولت رفع نفسها مرارا و تكرار دونما فوائد بواسطةذراعيها.. و هى تشعر بالام ظهرها المبرحة و برجليها العاجزتين تماما.. و ضربت بقبضتهاالارض بقوة و هى تهتف فصوت حمل فطياتة العديد من الالم و المرارة: تبا.. تبا.. اريد النهوض.. لا اريد مساعدة من احد.. اريد ان انهض و حدي..


رات دموع عينيهاتتساقط علي كفيها دون ان تشعر بها.. لم تابة بكل ذلك و هى تري نفسها عاجزة.. لاولمرة تشعر بالم كونها عاجزة و هى تري نفسها ملقاة علي الارض دون ان تكون قادرة علىمساعدة نفسها…


وعلي طاولة الطعام.. عقد ما زن حاجبية و قال و هو يرهف سمعه: اتسمعون .. انه صوت ملاك؟..


ارهفت مها سمعها بدورها و من بعدها قالت: اظن انها هيحقا..


اسرع ما زن ينهض من مكانة و قال فسرعة: ساري ما بها..


لحقت بة مهاوقالت فسرعة : ساتى معك..


لم يهتم ما زن بما قالتة .. فقد تحرك بخطوات سريعةبين ارجاء الردهة.. و اخيرا شاهدها.. كانت تبكى بمرارة و هى غير قادرة علي رفع جسدهاعن الارض..فقال و هو يرفع حاجبية باشفاق: ملاك…


واندفع نحوها فسرعة و ما لنحوها قائلا: هل انت بخير؟.. هل اصابك مكروه؟..


التفتت له لتتطلع الية بعينينمغرورقتين بالدموع.. فامسك ما زن بذراعها و قال : دعينى اساعدك..


جذبت ذراعها بقوةمن كفه..وقالت بصوت خافت: لا اريد..


اقتربت منهما مها فتلك اللحظة و قالت بخوفوقلق: ملاك.. ما الذي جعلك تسقطين من مقعدك؟.. هل اصابك شيء؟..هل انتبخير؟..


قالت ملاك و هى تمسح دموعها فسرعة: انا بخير..


قال ما زن بهدوء: اذادعينى اساعدك.. لن تستطيعى الجلوس علي مقعدك لوحدك..


اسرعت مها تقول مؤيدة و هيتهبط الي مستواها: اجل دعية يساعدك يا ملاك..


التفتت ملاك فتلك اللحظة الىمازن و شاهدتة لا يزال يمسك بذراعها و هو ينتظر منها ردا يسمح له بمساعدتها.. فالتفتتعنة ملاك و قالت بصوت اقرب للهمس: افعلوا ما تريدون..


اسرع ما زن يحمل جسدهاالصغير بذراعية ليجلسها علي المقعد .. اما ملاك فقد اغمضت عينيها عندما شعرت بان كلخلية من جسدها ترتجف لقرب ما زن منها.. شعرت بانفاسة تكاد تلفح و جهها.. و بقربة يكاديعصف بمشاعرها و كيانها.. اخذ قلبها يخفق بقوة .. و عرفت حينها ان مشاعرها لم تعدتحمل سوي معني و احد من قرب ما زن لها.. انها ليست معجبة بة او تميل الية فحسب.. انهاتحبه.. تحب!!.. تحب ما زن.. بهذ السرعة؟.. هل حقا عرف قلبها طريق الحب؟.. و لكن ما ذاعن ما زن؟..ما هو شعورة تجاهها؟ .. لا تعلم..المهم الان انها بقربة و ذلك ما يهمها فيهذة اللحظات و لا شيء اخر..


وقال ما زن فتلك اللحظة و هو يميل نحوها: و اخيراانتصرت علي عنادك.. و جعلتك تقبلين بفعل شيء بالرغم منك..


تطلعت مها الي ما زنبحنق.. و قالت بضيق: ما زن ذلك ليس و قت كهذا الكلام..


والتفتت الي ملاك لتقول: اتشعرين باى الم يا ملاك؟.. اتودين ان ناخذك الي المستشفى؟..


قالت ملاك بصوتخافت : لا.. اشكركم علي مساعدتكم.. انا بخير الان..


قال ما زن متسائلا: ساسالكسؤالا يا ملاك؟..


خفق قلبها و التفتت له لتقول: تفضل..


قال و هو يتطلع لها: لماذا لم تناد احدا ليساعدك و فضلت لابقاء كذا طوال تلك ال…؟اسرعت مهاتقاطعة باستنكار: ما زن.. ما ذا تقول؟..


ولكن ملاك اجابت بهدوء: لا اريد ان اشعراحد بعجزى و ضعفى هذا.. اريد ان اكون كاى بنت اخرى.. افعل جميع ما يخصنى لوحدي.. هلفهمت الان لماذا؟..


قال ما زن و هو يتطلع اليها: ان اردت الصراحة فلم افهم.. فهاهيذى مها امامي.. لا تزال تطلب مساعدتنا فاتفة الامور ..


قالت مها بحنق و هيتضربة علي كتفة بضيق: هل لك ان تصمت قليلا؟..


امسك بمعصمها و قال بسخرية: جربيفقط ان تحاولى ضربى مرة اخرى..و ستجدين يدك الرائعة هذة محطمة..


قالت مها و هيتجذب معصمها من كفه: يالك من سخيف.. ذلك عوضا من ان تدافع عنى و تساعدني..


التفتمازن الي ملاك و غمز بعينة قائلا بمرح: الم اخبرك؟.. ها هى ذى تطلب المساعدةامامك..


ابتسمت ملاك بشحوب و من بعدها قالت بصوت خافت: قد اكون ربما بالغت قليلا فيعدم حاجتى الي احد..


– بل بكل تاكيد.. اسمعى يا ملاك.. اي شيء ستحتاجينة .. فمازن سيصبح موجودا دائما..ثقى بهذا..


ابتسمت ملاك بخجل .. و ازدردت لعابها لتخفيارتباكها.. فقال ما زن و هو يهم بالابتعاد: و الان ساعود لاكمل تناول اكل الغداء.. و ارجو ان تاتى انت كذلك يا ملاك.. فطبقك لا يزال ممتلا..


تطلعت له ملاك و هويبتعد عنها.. احقا لاحظ الطبق الذي كنت اتناول منه؟..شعرت بان ما زن يهتم فيها بالفعل ..ويهتم لامرها بشكل خاص.. قد هو معجب بها.. قد يحمل لها بعض المشاعر.. ربماوربما… دون ان تجد اي دلائل تاكد او تنفى ما تظنه.. تريد ان يصبح ظنها و احساسهاصحيح بان ما زن يهتم فيها فعلا و ليست تتخيل ذلك الاهتمام.. .


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛رنين مستمر جعل حسام يلتقط هاتفة و يجيبة بعد ان راىالرقم علي شاشته: اهلا مها..


قالت مها بهدوء: اهلا حسام.. كيف حالك؟..


قالمبتسما: بخير..ماذا عنك انت؟..


– علي ما يرام.. المهم انى اردت اناشكرك..


قال بحيرة: و علام تشكريني؟..


قالت و هى تبتسم بامتنان: لقد كنت محلثقة بالفعل عندما اخفيت الامر عن اعمامى هذا اليوم..


قال حسام و هو يهز كتفيهوعلي شفتية ابتسامة: انا لم اخف شيئا عن احد.. لقد اكتفيت بعدم التعليق و حسب..


– و لكن حقا اسعدنى انك اخفيت الامر عن الجميع..


قال حسام و هو يتحرك فارجاءغرفته: لقد فعلت هذا لانى و عدتك و لانى لا اكون سببا فما ربما يصيب ملاك..


– ما ذاتعني؟..


– بكل بساطة.. اعمامها ربما يكونوا سببا فحزنها و المها و لا اريد ان اكونسببا فحزنها ذاك..


قالت مها بشك: لم انت مهتم بملاك؟..


قال حسام بهدوء: الاشفاق ليس الا.. خصوصا و انا اراها بالامس فعمر الزهور.. لا تكاد تشعر بنعمةالسير علي قدمين..


وسالها بغتة: ما اخبار احمد؟..


قالت بدهشة: من الذي تحدثعن احمد الان؟..


قال بابتسامة سخرية: لقد كان مهتم بك بالامس .. فقلت انك ربماتعرفين اخباره..


قالت و هى تصطنع الجدية.. قد لاثارة غيرته: اظن انه مهتم بيبالفعل..لقد لاحظت ذلك بالامس.. ما رايك انت بالامر؟ ..


قال حسام ببرود: و ما شانى به؟.. فليهتم بك.. ذلك شانه.. و لكن اخبرك منذ الان بانة شاب عابث.. ليس لهمستقبل علي الاطلاق..


قالت مها مبتسمة و ربما شعرت من تغير نبرة صوتة انه ربماضايقة حديثها عن احمد: ربما.. و لكنة ابن عمي.. و والدة لدية ثروة كبيرة.. لهذا اظنان مستقبلة مضمون..


قال حسام ببرود اكبر: انها حياتك الخاصة.. فان كنت ترين هذافهذا شانك.. اما نظرتى انا فمختلفة عنك تماما تجاة احمد هذا..


– و لم تضايقتهكذا..


قال بهدوء: لو كنت ربما تضايقت.. فلاجلك.. لا اريد ان يشغل تفكيرك شاب عابثمثل احمد..


تنهدت مها و قالت متحدثة الي نفسها: (لو تعلم يا حسام انه لا يشغلذهنى سواك..)


وقالت متحدثة الي حسام: لا تقلق على انه لا يشغل باليابدا..


ابتسم و قال: ذلك جيد.. فكرى بدراستك الان.. و ابعدى هذة الافكار عنراسك..


قالت مها بخيبة امل و هى تظن انه سيهتم و يسال عمن يشغل تفكيرها: سافعلبالتاكيد..


– اعتذر الان يا مها.. فانا مضطر لانهى المكالمة لانى ساغادر بعدقليل..


– لا باس الي اللقاء..


انهت المكالمة و من بعدها تطلعت الي هاتفها بياس.. احقا لا يشعر بمشاعرها و عواطفها تجاهه.. احقا مشاعرها ليست و اضحة علي مراىعينيه.. ليتة يفهم.. ليتة يسالنى مرة و احدة عن اسباب اتصالاتى المتكررة له.. او علي الاقليسال نفسة عن اسباب لجوئى له اولا كلما احتجت للحديث الي شخص ما ..تري يا حسام.. هلتبادلنى مشاعرى هذه.. ام انى احلامى اكبر مما اظن و …


قطع افكارها صوت طرقاتعلي باب غرفتها فالتفتت الية و قالت بهدوء: ادخل..


فتح الباب لياتيها صوت كمالوهو يقول: ما الذي تفعلينه؟..


عقدت حاجبيها باستغراب.. فالمرات التي ياتى فيهاكمال الي غرفتها تكون نادرة .. الا اذا كان فالامر سببا مهما .. و اجابتة و هى تهزكتفيها: لا شيء مهم.. اخبرنى انت… ما الذي…


قاطعها كمال و هو يحتل المقعدالمجاور لطاولة الدراسة: بل اخبرينى انت.. هل صحيح ما قلتية اليوم علىالغداء؟..


قالت بحيرة: ما الذي قلته؟..


-بشان ملاك..


قالت مها مستغربة: ما ذا تعنى بالضبط؟..


قال كمال بملل: ما ذا بك يا مها؟.. انسيت بهذة السرعة؟.. المتقولى بنفسك بان ملاك لن تذهب غدا و ستبقي اربعة ايام اخرى؟ ..


قالت مها بحيرة: بلي قلتهذا..


– حسنا اذا انا جئت الي هنا لاتاكد ان كان ما قلتة صحيح املا..


قالت مها و هى ترفع حاجبيها: بالطبع صحيح.. اتظن انى كنت اكذبمثلا؟..


قال و هو ينهض من علي مقعده: انتهي النقاش اذا..


قالت مها فسرعة: لحظة.. ما ذا تعنى بقدومك هنا لتتاكد من امر بقاءها من عدمه؟.. هل تضايقت لانهاستبقى..


قال كمال فضيق: كفاك حماقات انت و ما زن..


قالت مها فحدة و هى تراهيبتعد باتجاة الباب: توقف..اخبرنى لم سالت عن ملاك؟..


القي عليها نظرة باردة و منثم توجة الي الباب ليخرج مغادرا غرفتها .. فحين تنهدت مها بحدة .. و هى تفكر فيمايمكن ان يشغل ذهن كمال و يجعلة يسال عن ملاك….


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛وضعت ملاككفها اسفل و جنتها و هى تجلس فغرفتها بشرود .. اغمضت عينيها لتتذكر ما الذي حدث لهااليوم .. لا زال جسدها كلة يرتجف حتي الان و هى تتذكر ما زن..تذكرت نظراته.. كلماته.. و قربة الذي ارجف جسدها .. و دون ان تشعر عاد ذهنها الي الوراء.. قبل اثنتى عشرةسنة…


ابتسم هذا الرجل و هو يدفع المقعد المتحرك امامة و قال بحنان: ما بالك ياصغيرتي؟..


التفتت له الطفلة التي تجلس علي المقعد و قالت متسائلة: الي اين نحنذاهبان يا ابي؟..


وضع و الدها كفة علي راسها و قال بابتسامة: لدى بعض الاعمال التييتوجب ان انهيها مع اخي..


قالت و هى تفكر: اذا نحن ذاهبان الي بيت =عمي..


اوماوالدها براسة و من بعدها قال: ذلك صحيح يا صغيرتي..


قالت الطفلة بلهفة: هل ساجد هناكمن يلعب معي؟..


ابتسم و الدها و قال و هو يواصل دفعلة للمقعد: اجل..


– حقا.. اذااسرع .. اسرع يا ابي..


قال و الدها و هو يميل نحوها: سافعل يا ملاك.. و لكن لاتكونى لحوحة هكذا..


عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت: انا لست لحوحة..


تلاشتذكرياتها بغتة مع صوت طرق لباب غرفتها .. فاسرعت تعتدل فجلستها و تقول بصوت هادئ: من؟..


فتحت مها الباب فسرعة و قالت: ملاك .. ملاك..


التفتت لها ملاك و قالتباستغراب: اجل..


قالت مها و هى تشير الي الخارج: و الدك علي الهاتف..


شهقت ملاكوقالت بغير تصديق : ابي..


اومات مها براسها و قالت بابتسامة: اجل .. اسرعي..


اسرعت ملاك تحرك عجلات مقعدها و اسرعت مها تساعدها فدفعه.. و هنالك شاهدتعمها امجد يتحدث الي و الدها و ما ان راها تقترب حتي قال متحدثا الي خالد و هو يبتسم: لقد و صلت صغيرتك.. اتريد التحدث اليها؟..


قال خالد ببرود: بكل تاكيد..


قالامجد و هو يمنح ملاك سماعة الهاتف: خذى تحدثى الي و الدك..


قالت ملاك بلهفة و هى تلتقط السماعة و تتحدث الي و الدها: ابي.. كيف حالك؟..اشتقت اليك كثيرا..


قال خالدبشوق: بخير .. اخبرينى انت كيف هى احوالك؟ .. و هل تنامين و تاكلين جيدا؟..


ضحكت ملاك و قالت: ابى اتظن انى لاازال ****؟..


– انت ايضا بالنسبة لى و ستبقين كذلك..


واردف بحنان: اشتقت اليك باكثر مما تتصورين.. سانهى اعمالى قريبا و اعوداليك.. ذلك و عد..


قالت بسرعة: متي .. متى؟؟..


– قد بعد يومين..


هتفت بفرحة: حقا؟؟..


قال مبتسما: اجل.. من اجلك فحسب يا صغيرتي..


قالت بابتسامةواسعة : احبك يا ابي..


قال خالد بحنان: و انا احبك اكثر من اي شخص احدث فهذاالعالم..


ومن بعدها اردف قائلا: و الان ما دمت ربما جعلتك تفرحين.. سانهى المكالمة و اتصل بك فو قت اخر..


قالت ملاك بابتسامة باهتة: لا باس..


– الي اللقاء ياصغيرتي..


– الي اللقاء يا ابي..


وفى هذة المرة ارتسمت علي شفتيها ابتسامةواسعة بدل ان تترقرق عيناها بالدموع و هى تغلق السماعة.. حتي ان مها تسائلت و هى ترفعحاجبيها بحيرة: تبدين سعيدة يا ملاك.. ما الامر؟..


قالت ملاك بسعادة: كيف لاوابى سيعود بعد يومين فحسب..


قالت مها بدهشة : و لكنة اخبرنى بانة سيعود بعداربعة ايام..اخبريني..هل اخبرك هو بذلك؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا و ابتسامتهالم تفارقها بعد.. فحين قالت مها بابتسامة باهتة: سافتقد و جودك معنا بالمنزلكثيرا..


قالت ملاك و هى تهز راسها نفيا: و من قال انى ساترككم؟ .. ساتى لزيارتكميوميا..


قالت مها متسائلة: و هل سيوافق و الدك علي ذلك؟..


قالت ملاك و هى تهزكتفيها بتردد: لا اعلم.. و لكن ساحاول اقناعه..


ربتت مها علي كتفها و قالت محاولةتغيير الموضوع: اتذكرين طلبك لي؟..


قالت ملاك بدهشة: اي طلب؟..


قالت مها و هى تغمز بعينها: ان تحضرى السباق الذي سيقام فالنادي..


– بلي تذكرت.. ما ذاعنه؟..


قالت مها بلهجة ذات مغزى: ساحققة لك غدا..


تطلعت لها ملاك باهتمام و هيتنتظر منها ان تشرح لها عبارتها الاخيرة.. و قالت مها و هى تري اللهفة فعينى ملاك : فالسباق سيقام فالغد..


قالت ملاك بلهفة ممزوجة بالتوتر: حقا؟؟..


– اجل ..وبصراحة لا اعلم من اشجع لان كمال و ما زن سيشاركان فهذا السباق.. ما رايك انت؟.. من فيهما اشجع؟..


قالتها مها بمرح.. فحين خفق قلب ملاك عندما سمعت اسم ما زن.. ما الذي يصيبها كلما سمعت اسمه؟.. هل هو الحب الذي يجعل جسمها يقشعر لمجرد ذكر اسمهوكانة يقف امامها فهذة اللحظة..


وكادت ملاك ان تجيبها بكلمة و احدة.. ما زن.. شجعى ما زن.. و لكن خجلها عقد لسانها .. فازدردت لعابها و قالت بارتباك: شجعيشقيقيك..


قالت مها و هى تضحك بمرح: لدى اقتراح اخر.. ما رايك فان اشجع ايمتسابق اخر؟..فكلاهما لا يستحقان التشجيع..


قالت ملاك متسائلة: و حسام.. النيشارك فهذا السباق؟ ..


قالت مها بابتسامة باهتة: لا.. انه لا يهتم برياضة الفروسية ..


صمتت ملاك للحظة و من بعدها قالت: و متي سنذهب غدا لرؤية السباق؟..


اجابتها مها بهدوء: عند الساعة الرابعة بعد الظهر..


قالت ملاك بابتسامة : اتمني ان يحصل علي المركز الاول فالسباق ..


قالت مها و هى تميل نحوها بابتسامة ما كرة: و من هو؟..


ارتبكت ملاك و اشاحت بنظراتها بعيدا.. و اعتلت الحمرة و جنتيها.. و همت بان تقول شيء ما .. يصحح ما فهمتة مها.. لولا ان تعالي صوت بغتة بالردهة يقول: انا…


والتفتت كلاهما الي مصدر الصوت.. و ارتسمت الدهشة علي و جهيهما .. فقائل تلك العبارة كان ..كمال…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and سما عبد الرحمن like this.


الجزءالعاشر


” ..تجاهل ..”


تطلعت ملاك بدهشة الي كمال.. و هى تستغرب قولة هذا.. فحين لم تكن مها باقل منها دهشة..فارتفع حاجبها بدهشة كبار و التفتت الي كمال لتقول : ما ذا قلت؟..


عقد كمال ذراعية امام صدرة و قال ببرود: لماذا تتطلعان الى هكذا؟.. اجل انا من سوف يحصل علي المركز الاول..


قالت مها و هى تمط شفنيها: و لماذا انت و اثق الي هذة الدرجة؟ ..


قالكمال و هو يبتعد عن المكان: لانى اعرف مهارتى جيدا ..


تطلعت له مها بصمت و هو يبتعد عنهم و قالت بحنق: ان تشابة كمال و ما زن فشيء.. فهو الغرور..


ابتسمت ملاكبهدوء.. فقالت مها و هى تميل نحوها: اترغبين فالخروج الي حديقة البيت قليلا؟..


اسرعت ملاك تجيبها قائلة: اجل بالطبع..


ابتسمت مها و قالت و هى تدفعها: فالحال..


ولكنها توقفت بغتة و التفتت الي نادين التي تقدمت منهم و قالت بتانيب: انستي.. لم تفعلين جميع شيء و حدك دون ان تخبريني..


قالت ملاك ببرود: و ما الذي فعلته؟..


قالت نادين و هى تتطلع اليها: لقد خرجت بالامس دون ان تخبرينى ..


قالت ملاك و هى تشيح بوجهها: انا لست ****..


قالت نادين و هى تومئ براسها: اعلم و لكنك امانة فعنقي.. لو اصابك شيء.. ساكون انا المسئولة..


عقدت ملاك حاجبيها و من بعدها قالت متحدثة الي مها: فلنذهب الان يا مها..


قالت مها بصوت خفيض و هى تدفع المقعد: ما ذا بك يا ملاك؟..


قالت ملاك و هى تعض علي شفتيها: لا تلبث انتشير الي انى عاجزة و يجب ان اخبرها عن اي خطوة اقوم بها..


قالت مها بهدوء: انهعملها.. الاهتمام بك..


قالت ملاك بمرارة: و انا لا اريد من يهتم بي.. ها انتذاتتصرفين بحرية .. هل يطلب منك احد ان تاخذى مرافق معك حتي لا تتعرضى لاياذى؟..


ابتسمت مها و قالت و هى تفتح الباب الرئيسى للبيت و تظهر منة مع ملاك: لوقدر لى ان احصل علي جميع الاهتمام الذي تحظين به.. لفرحت و انا اري نفسى محاطة بكل هذاالحب ..لو لم يكونوا يحبونك لما اهتموا بك جميع ذلك الاهتمام.. اليس ايضا ياملاك؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا و قالت بخفوت: بلي ..


ابتسمت مها و هى تتجولفى حديقة البيت: اذا لا داعى لحزنك كلما حدثتك نادين بشانك.. فما يهمها هو انتكونى بخير..


اكتفت ملاك برسم ابتسامة هادئة علي شفتيها و لم تعلق علي عبارتها.. و قالت بغتة: اتركى المقعد يا مها.. ساتحرك بمفردى ..


نفذت مها ما طلبتة منها.. لتراها تتوجة بمفردها الي مكان حوض الازهار.. و ابتسمت ملاك و هى تمد يدها لتداعباحدي الزهرات.. و من بعدها اغمضت عينيها و هى تشعر بالهواء البارد يداعب و جنتها و يحركخصلات شعرها.. كم تحب ان تشرد بخيالها بعيدا و هى و سط هذة الطبيعة و الجو الساحر ..تشعر ان جميع ما حولها ساكن هادئ.. ينتظر منها ان تتحدث الية او حتي تتطلع اليهبعينيها..


شعرت بغتة بشيء ما يداعب و جنتها.. فاسرعت تفتح عينيها و تطلعت بدهشةالي ما زن الذي كان يداعب و جنتها باحدي الازهار..ازدردت لعابها بارتباك شديد و قالتوهى تشيح بوجهها بعيدا: منذ متي و انت هنا؟..


قال مبتسما و هو يتطلع الي ساعةمعصمه: دعينى اري الوقت للحظة.. حسنا منذ خمس دقيقة تقريبا..


تلفتت ملاك حولهاوقالت متساءلة: و اين مها؟..


اشار ما زن الي مها الجالسة تحت احدي المظلاتبالحديقة و شاردة الذهن: هناك..


ظلت صامتة دون ان تعلق علي عبارته.. فقالمتسائلا: هل ضايقتك؟..


اسرعت ملاك تهز راسها نفيا.. فقال و ربما ارتسمت علي شفتيهابتسامة و هو يمد لها يدة بالزهرة: خذى اذا..


تطلعت ليدة الممدودة لها بالزهرةومن بعدها لم تلبث ان قالت و هى تمد اناملها باصابع مرتجفة لتلتقط الزهرة من يده: شكرالك..


امسك ما زن كفها بغتة حين كانت تهم باخذ الوردة.. فشهقت ملاك بتوتر و خوف.. فقال بابتسامة و هو يتطلع لها: احلى زهرة لاحلى ملاك راتة عيناي..


اخذ قلبها يخفقبعنف من كلماته.. و جسدها كلة بات جامدا من مسكة كفة لكفها.. لم تعلم ما ذا تقول .. و اشاحت بعيناها بعيدا لتسيطر علي ارتباكها و خوفها و خجلها .. فقال ما زن و هو يهمسلها: هل يخيفك و جودى لهذة الدرجة؟..


لم تستطع ان تنطق بحرف و احد و اكتفت بهزراسها نفيا.. فقال و هو يحرر كفها من كفه: اذا لم كنت ترتجفين؟..


شعرت بجفافحلقها.. يكفى يا ما زن ارجوك.. لم اعد احتمل.. و حركت عجلات مقعدها لتبتعد عنة و تتوجهالي مها.. فاسرع ما زن يناديها قائلا: ملاك..


توقفت ملاك للحظة و لكنها عادتلتواصل تحركها بالمقعد.. و شعرت بالراحة عندما رات مها تنهض من علي مقعدها و تقولبهدوء: هل ندخل الان؟..


قالت ملاك و هى تهز راسها باضطراب: اجل.. اجل..


تطلعتلها مها بشك و قالت: ما ذا بك يا ملاك؟.. تبدين متوترة ..


اسرعت ملاك تقول: لاشيء.. اريد الذهاب الي غرفتي..


اقترب ما زن فتلك اللحظة منهما و قال مبتسما و هويلتفت لملاك : لقد نسيت اخذ هذه..


قالها و سلمها الوردة بهدوء و انصرف .. دون انتقوي علي قول شيء ما .. فحين قالت مها بحدة: هل ما زن هو اسباب توترك هذا؟.. ما الذيقالة لك؟..


اطرقت ملاك براسها و قالت بتوتر: لا شيء.. لقد اهدانى هذة الوردةفحسب..


– اذا لم تبدين متوترة جميع ذلك ال…


بترت مها عبارتها و كانها استوعبتالامر لتوها.. و اتسعت عيناها عندما انكشفت لها حقبقة الامر.. و قالت مرددة بينهاوبين نفسها: ( لقد صدق ظنى اذا.. ملاك متعلقة بمازن.. ما زن الذي لدية بدل الفتاةمئة.. يا الهى .. اي صدمة ستتصيبك يا ملاك.. لو علمت بحقيقة ما زن الذي تحبين.. ايصدمة؟ )


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛يوم دراسى جديد قضتة مها بملل بين ارجاءالجامعة .. و لم تجد امامها سوي السير فارجاءها و حيدة بعد ان تغيبت صديقتها اليومعن الحضور..ضمت كتبها الي صدرها و تنهدت بملل و هى تتوجة الي كافتيريا الجامعة.. و لكنها توقفت فجاة عندما سمعت صوتا يهتف باسمها..التفتت الي مصدر الصوت و راتهامامها.. حسام و ابتسامتة المعهودة علي شفتيه.. و قالت بابتسامة تحمل جميع اللهفة التيفى قلبها: اهلا حسام..


قال حسام مبتسما و هو يتقدم منها: اهلا.. كيفحالك؟..


اجابتة قائلة: بخير..


قال متسائلا: الي اين انت ذاهبة؟..


تطلعتالي الامام للحظة و من بعدها عادت تلتفت له و قالت بابتسامة: الي الكافتيريا .. و انت؟..


هز كتفية و قال: ليس لدى و جهة معينة..


واردف قائلا و هو يسر الىجوارها: كيف حال الدراسة معك؟..


زفرت قائلة: علي ما يرام و لكنى اشعر بالملل.. متي ينتهى ذلك العام؟..


قال متسائلا بغتة: و لم كنت تسيرين و حيدة؟.. اين صديقتك؟ ..


دهشة.. ذهول.. صدمة.. جميع ذلك سيطر علي مها فتلك اللحظة و توقفت بغت لتقولبحدة: و ما ذا يعنيك من امر صديقتي؟ ..


توقف حسام بدورة عن السير و التفت لها ليقولوقد استغرب تغير موقفها علي ذلك النحو: ما ذا بك؟.. انا اسال عنها لاجلك.. فقد رايتكتسيرين و حيدة و …


قاطعتة بانفعال و هى تشعر بمرارة قلبها الذي لم يحب سواه: لماذا تتعمد ذلك؟؟..


قال بدهشة: اتعمد ما ذا؟..


قالت مها بصوت مليء بالحزنوالالم: تتعمد تجاهلي..


قال حسام و هو يعقد حاجبيه: انا؟.. و كيفاتجاهلك؟..


عضت علي شفتيها بمرارة و من بعدها قالت: انت حتي لا تقدر مشاعري..


قالحسام بدهشة: مها .. ما ذا تقولين؟.. ما ذا تعنين بقولك هذا؟ ..


سمع حسام بغتة صوتصديقة يناديه.. فالتفت له و قال: ما ذا؟..


سالة صديقة قائلا: الن تاتى ؟.. المحاظرة ستبدا بعد دقائق..


قال حسام فسرعة: اذهب انت و ساتبعك بعدقليل..


هز صديقة كتفية و قال بهدوء: كما تشاء..


ومن بعدها اكمل سيرة مبتعدا..فيحين عاد حسام ليلتفت الي مها التي ضمت كتبها اليها فالم.. و التفتت عنة لتغادرالمكان و هى تقول: اذهب لمحاظرتك..


اسرع يتوقف امامها ما نعا اياها من التقدم و قالمتسائلا: ليس قبل ان تقولى لى ما ذا عنيت بقولك؟..


اشاحت بوجهها بعيدا و قالت بضيقوالم: لم اكن اعنى شيئا..


قال بهدوء: مها .. انا افهمك جيدا.. انت لا تستطيعينالكذب و عيناك فمواجهة عينى .. اليس كذلك؟..


اسرعت تلتفت له و تقول فحنق: لاليس كذلك..


مال نحوها قليلا و قال: اخبرينى ما الامر يا مها؟.. ما الذي غيركفجاة.. و جعلك تنفعلين علي هذا النحو.. و تتهمينى بانى اتجاهلك..


قالت مها و هيتلتقط نفسا عميقا: ارجوك يا حسام.. ابتعد عن طريقى .. الجميع ينظر الينا..


قالحسام فسرعة: حسنا لا باس.. و لكنى سانتظرك بعد ان تنتهى محاظراتك لافهم الامرمنك.. اخبريني.. متي سوف تنتهين؟..


قالت ببرود: الثانية =ظهرا..


قال حسام و هويهم بالابتعاد عنها:حسنا سانتهى انا فالواحدة و النصف و سانتظرك بعدين فالمواقف.. اتفقنا؟..


واسرع يبتعد دون ان ينتظر اجابتها.. فحين تنهدت مها و هى تشعربالحيرة ال كبار من تصرفاته..ومن موقفة المتناقض.. يهتم فيها و يسال عنصديقتها..ومشاعرة التي لا تزال غامضة بالنسبة لها لا تكاد تفهمها.. فلو كان يحبهاما الذي يمنعة من اخفاء ذلك الامر.. اما لو كانت مشاعرة تجاهها لا تحمل سوي مشاعرصلة القرابة فهذا يعنى انه لا داعى لان يخبرها بشيء من الاساس..


وابتسمت بسخريةمريرة لنفسها.. لقد فقدت الامل تماما تجاة حسام.. من قال انه يبادلها المشاعر.. اوحتي يشعر بكل ما تحملة له من حب..انة اذا اهتم فيها فهذا لا يعنى انه مهتم فيها لسببخاص.. بل لانها ابنة عمتة و حسب..


وسارت مها مبتعدة عن المكان.. و هى تكاد تودعحبها الذي لم يري النور بعد…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعت ملاك الي ساعتهاللمرة العاشرة.. لا يزال الوقت مبكرا علي السباق.. و الساعة لم تتجاوز الثانية =عشرةبعد.. و لكنها تشعر بالحماس له.. تريد الذهاب و التشجيع .. ستشجع ما زن بكل قوة.. لنتنطق اسمة لان هذة مشاعرها الخاصة.. ستكتفى بترديد كلمات التشجيع فقط.. بعدها لم تنطقاسمة و قلبها ينبض به؟…


ارتسمت ابتسامة علي شفتيها و هى تتحرك بمقعدها فغرفتها .. تطلعت الي نفسها فالمراة و من بعدها قالت مبتسمة: سارتدى شيء احلى هذااليوم..


اخذت تبحث بين ثيابها.. حتي و جدت تنورة ذات لون ازرق من نوعالجينز..وقميص احمر اللون.. و ابعدت خصلات شعرها الي الوراء باستعمال ربطة للشعرحمراء اللون.. و ابتسمت برضا عن شكلها..ترا ما ذا سيقول لها ما زن لو راها؟.. سيقولانها جميلة..ام رائعة.. ام…


ضحكت بخجل من نفسها و افكارها.. يا تري هل سيشتاقلها ما زن لو غادرت بعد يومين.. تغادر!.. اجل ستغادر مع و الدها الي منزلهم.. و ستتركمها و ما زن و كمال ايضا..ستغادر لتعود الي حياتها الطبيعية.. و لكن ما ذا عن ما زن؟..هلستراة مجددا؟…


ورددت بحزم و بصوت مسموع : اجل ساراة .. ساقنع ابى ان يصحبنيالي هنا.. و حينها ساراه..ساتحدث الية و …


بترت عبارتها و توردت و جنتاها بحمرةالخجل .. ما هذة المشاعر التي سيطرت علي تفكيرها و كيانها كلها؟.. اصبحت لا تفكر فيشيء سوي ما زن.. ما زن و لا احد اخر..


اسرعت تلتقط لها رواية من حقيبتها علها تبعدمازن عن ذهنها .. و ابتسمت و هى تتطلع الي العنوان (حب الي الابد).. كالرواية التيسخر ما زن منها.. حتي عندما كانت تريد الهرب من التفكير بمازن عاد الي ذهنها منجديد..


اعادت الرواية الي مكانها و اسرعت تغادر الغرفة.. و اسرعت تنادى بصوت عاليبعض الشيء: نادين .. نادين..


لم يجبها احد فرددت بصوت اعلى: نادين.. اجيبيني.. نادين ..اين انت؟..


(ليست هنا)


شهقت ملاك بقوة عندما رات كمال قائل العبارةالسابقة يقف خلفها.. و قال ببرود: لا اظن ان شكلى يخيف الي هذة الدرجة؟ ..


ازدردتملاك لعابها و قالت بصوت خافت: اين نادين؟..


سار كمال متجاوزا ملاك ليجلس علىالاريكة ..ومن بعدها قال: رايتها تظهر الي الحديقة..


تساءلت ملاك قائلة: و لماذا؟..


مط شفتية و قال: و ما ادراني..


صمتت ملاك .. اذا تحدثت الي كمالفعليها ان تتجنب ان تتحدث الية كثيرا و الا اتهمها بالازعاج.. و تحركت مبتعدة عنه.. فاسرع يقول: الي اين؟..


ارتفع حاجبيها بحيرة و قالت: الي غرفتي..


قال كمالبهدوء: لماذا تسجنين نفسك؟.. اذهبى الي الحديقة ان اردت..


قالت ملاك بتردد: كنتاود هذا و لكن .. نادين ليست هنا..


تطلع لها كمال للحظة و من بعدها قال: ساصحبك اناان شئت..


تطلعت له فدهشة.. ذلك كمال.. احقا؟.. انه يتحدث اليها بكل هدوء.. قد لم تكن تفهم تصرفاتة فالسابق لهذا هى مندهشة منه..وازدردت لعابها و قالت: لاشكرا لك.. ساذهب و حدي..


قال كمال ببرود و هو ينهض من علي الاريكة و يبتعد عنالمكان: افعلى ما شئت..


عاد الي برودة من جديد..وابتسمت بينها و بين نفسها.. هذاهو كمال الذي تعرفه.. و تحركت بهدوء لتغادر البيت الي الحديقة الخارجية.. و ابتسمتوهى تطلع الي المكان الذي كانت عندة بالامس.. عاد لها ذكري ما زن و الزهرة التياهداها لها..لقد و ضعتها بين صفحات روايتها (حب الي الابد) .. لتثبت له اولا ان الحبلازال موجودا.. و ان قلبها سيظل يحبة الي الابد ثانيا.. لا تفهم لماذا يرفض منطقالحب؟.. لو احب يوما بنت ما بكل مشاعرة و احاسيسه.. فيومها سيدافع عن الحب و يؤيده.. و لن يعارضة مطلقا.. سيعرف حينها معني الحب فهذا العالم.. و قد يصبح ربما احب فعلاو…


احب؟.. احب من؟.. بنت من النادى ؟.. لا .. لا.. ما زن سيشعر بحبى لهوسيبادلنى حبا باخر.. انه يهتم بى كثيرا .. انه يتطلع الى بكل حنان الدنيا.. اشعربقربة بالامان و الراحة..


تنهدت براحة و ارتسمت ابتسامة علي شفتيها و ذهنها يعودليشرد بالتفكير فما زن.. و ربما نست تماما انها جاءت الي هنا حتي تبعد ما زن عنذهنها.. و لكنة بالرغم منها.. عاد يسيطر علي تفكيرها.. كما سيطر علي قلبها و مشاعرها …


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛سارت مها مغادرة بوابة الجامعة و هى تتوجة حيث سيارةابيها التي تنتظرها عند المواقف.. و علي الرغم من انها تذكر ما قالة لها حسام بانهسينتظرها بعد ان تنهى محاظراتها.. لكنها تناست الامر تماما و هى تسير مبتعدة الىسيارة ابيها..لقد تجاهلها كثيرا و لم يقدر مشاعرها فيوم .. من حقها ان تتجاهلهوتعاملة بالمثل و …


(مها.. الي اين تذهبين؟)


كانت تعلم انه حسام لهذا لمتلتفت له و واصلت طريقها.. فعاد يهتف بها: مها .. توقفي..


لم تتوقف بل و اصلتالسير فهتف بصوت عالى و صارم: قلت توقفي..


توقفت فمكانها من لهجتة الصارمةولكنها لم تلتفت له ..فتقدم منها و قال بحزم: الي اين كنت تريدين الذهاب؟..


قالتمها ببرود متعمد: الي سيارة ابي.. الي اين تظن انى ذاهبة؟ ..


قال حسام و هو يقففى مواجهتها: الم اطلب منك ان لا تذهبى حتي افهم الامر منك؟..


تظاهرت بعدم فهمما يقول و قالت: اي امر تعني؟..


عقد حاجبية و قال: انك تفهمين عن اي امر اتحدث فلاتتظاهرى بالغباء..


قالت و هى تعقد ساعديها امام صدرها: علي الاقل انا لا اتجاهلالاخرين..


قال حسام بحدة: كفى عن التحدث بالالغاز و اخبرينى متىتجاهلتك؟..


قالت بحدة مماثلة: دائما كنت تتجاهلني.. اقف امامك.. و مع ذلك لا تنظرالى ابدا..


وضع حسام كفة علي جبهتة و قال و هو يحاول فهم حديثها: تحدثى مباشرة يامها.. لا اكاد افهم حرفا مما تقولين..


قالت و هى تبتعد عنه: افضل..


قال بعصبيةوهو يراها تبتعد: انتظري.. انا لم انتظر نص ساعة حتي تبتعدى كذا دون ان تفسرى ليالامر..


قالت مها و هى تتطلع الية بطرف عينها: ان اردت تفسيرا فابحث عنهبنفسك..عن اذنك..


امسك بمعصمها ليوقفها و قال بعبنوتة اكبر: اهذا جزاءى يا مها انيانتظرتك جميع تلك المدة لانى قلقت عليك؟.. تمضين و تتركينى و كانى لست رجلا اقف امامك.. و لكن.. اعلمى انك انت من اراد هذا.. و داعا..


قال عبارتة و ابتعد هو هذة المرة .. شعرت مها بغصة فحلقها .. كادت ان تهتف به.. ان تلحقه.. و لكن كرامتها منعتها .. جعلتها تكتفى بان تتطلع الية بالم و هو يركب سيارتة و يمضى بها.. و اطرقت براسها فيالم و هى تكمل سيرها الي سيارة ابيها.. و ان شعرت بالحزن يعتصر قلبها.. و تسائلت و هيتتنهد بالم و تجلس علي المقعد الخلفى للسيارة.. هل اخطات فتصرفها مع حسام ام انهافعلت الصواب؟؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(لقد و جدتها)


قال فؤاد هذة العبارةوهو يتطلع الي عادل الذي جلس يتطلع الي احد الملفات الخاصة بالشركة.. و التفت لهعادل ليقول باستغراب: ما ذا و جدت؟..


قال فؤاد مبتسما: و سيلة ربما تكشف لنا امرملاك..


قال عادل فاهتمام: و هل هذة الوسيلة مضمونة؟..


– لا يمكننى ان اخبركان كانت مضمونة ام لا .. لانها تعتمد علي شخص ما ..


عقد عادل حاجبيه: اي شخصتعني؟..


فكر فؤاد قليلا و من بعدها قال: احتاج الي شخص راها من قبل و تحدث اليها.. شخص علي الاقل له الحق فان يتحدث معها بحرية و فالوقت ذاتة لا يصبح من ابناءامجد..


قال عادل بهدوء: الم تكن تتحدث مع احد فالحفل سوي ابناء امجد؟..


عقدفؤاد حاجبية و قال: دعنى اتذكر.. لقد كانت تتحدث الي حسام ايضا..ما رايكبه؟..


صمت عادل للحظات و من بعدها قال: حسام لا يمت لنا بصلة بل هو من عائلة زوجةامجد-سابقا-..نحتاج الي احد من و سط العائلة .. حتي يصبح محل ثقتنا..


فكر فؤاد منجديد و غرق فتفكير عميق لدقيقة و من بعدها قال فجاة: اجل ..لقد و جدت الشخصالمطلوب..


قال عادل بلهفة: من هو..


قال فؤاد بابتسامة ما كرة: ابنك يا عادل.. احمد..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ابتسمت ملاك بفرحة و هى تجلس فالمقعد الخلفيللسيارة مع مها متوجهين للنادى حيث سيقام السباق.. و قالت بسعادة: و اخيرا ساذهبلرؤية السباق..


واردفت و هى تنطلع الي مها: لقد كنت متلهفة لرؤيته.. فلاول مرةساري سباق للخيل.. و سيصبح مشتركا بة ما زن و كمال.. و طبعا سيصبح ال…


بترتملاك عبارتها عندما شاهدت مها شاردة الذهن و غير منتبهة لما تقول..ونادتها قائلة: مها.. هل سمعت ما قلته؟..


لم تجبها مها و هى علي شرودها و تلك النظرة الحزينة جليةفى عينيها..فرددت ملاك و هى تهز كفها بهدوء: مها.. هل تسمعيني؟..


التفت لها مهاوقالت و كانها تفيق من نوم عميق: هه.. هل تحدثيني؟..


تساءلت ملاك و قالت: ما ذابك؟.. انت صامتة و شاردة طوال الوقت.. ما الذي حدث؟..


هزت مها راسها نفيا دون انتعلق فعادت ملاك تقول: و لكنك حزينة.. اعلم ذلك.. عيناك تكشفان ما بقلبك من حزن .. و ملامح و جهك و اضحة للجميع..اخبرينى ما الذي يحزنك؟ ..


قالت مها بصوت خافت: لاشيء..


صمتت ملاك عندما راتها لا ترغب فقول اي شيء يتعلق بسبب حزنها و التفتتالي النافذة لتتطلع منها لدقائق.. و لكنها عادت تلتفت الي مها الواجمة و هى تستغربحزنها هذا.. فمنذ ان عادت من الجامعة و هى علي هذة الحال.. طبعا ربما حصل شيء ما هناك…


توقفت سيارة السائق فتلك اللحظة بجوار النادي.. فهزت ملاك كف مهاوقالت: مها لقد و صلنا..


قالت مها و هى تلتفت لها: و صلنا الي اين؟..


ابتسمتملاك ابتسامة باهتة و قالت: الي النادى بالتاكيد..


صمتت مها و لم تجبها.. و هبطت منالسيارة لتشير للسائق ان يفتح الصندوق و ياتى ليخرج كرسى ملاك.. نفذ السائق طلبها.. فقالت مها و هى تدفع مقعد ملاك بجوار باب السيارة الخلفى : عندما اتصل بك.. تعاللتاخذنا من النادي..


قال السائق بهدوء: امرك انستي..


غادرت ملاك السيارةلتجلس علي المقعد.. و دفعتها مها بهدوء لتتوجة الي حلبة السباق.. و سالتها ملاك فيتلك اللحظة: لم لم ناتى مع ما زن ككل مرة؟..


قالت مها بهدوء: لانة غادر البيتقبل ساعة من الان من اجل ان يستعد جيدا للسباق..


صمتت ملاك و اكتفت بان اوماتبراسها فتفهم.. فحين كانت مها تدفع مقعدها و هى فعالم احدث تماما.. تفكيرها فيما حصل اليوم ..هل ما فعلتة كان الصواب؟ .. لقد ثارت لكرامتها و لكن.. ما ذا عنههو؟؟..هل خسرته؟..لقد بدي غاضبا و عصبيا كما لم ترة من قبل.. و لكنة هو من كانيتجاهلها و لا يقدر مشاعرها.. و كانة يتعمد سؤالها عن اي بنت حتي يثير اعصابها.. اجلهو من بدا .. هو من كان يجعلنى اتعذب بسببه.. و ربما حان الوقت لاثار لنفسى و لكرامتى ..


ولكن لماذا لا اشعر بالراحة؟.. لماذا اشعر و كانى الامى ربما تضاعفت؟.. و ان قلبييكاد يتمزق الما و مرارة..ربما لان حسام يتالم الان و انا لا احب ان اراة حزينا اومهموما ابدا .. احب ان اراة و الابتسامة تشرق علي و جهه..والفرحة تطل من عينيه.. يتحدث بهدوء و مرح.. ذلك هو حسام الذي اعرفة .. و لكن…


شعرت بغصة فحلقها و لمتستطع مواصلة التفكير.. لا تريد ان تفكر فيه.. تريد ان تنسي .. تبعدة عن ذهنها و لولخمس دقيقة فقط..


زفرت فحدة و هى تدخل الي مدرجات السباق.. و دفعت مقعد ملاك فيالمكان المخصص..حتي و صلت الي مقدمة المدرجات تقريبا و وجدت مقعدا لها .. فتنهدتوقالت: من الجيد اننا و جدنا مقعد فالمدرجات الامامية.. احيانا اضطر للجلوس فيالخلف..


قالت ملاك بلهفة طفولية: لا يهم ان نجلس فالامام اوالخلف المهم انيحصل اخويك علي المراكز الاولى..


ابتسمت مها و قالت و هى تحتل مقعدها: لا تظنيانهما ما هران كما اخبراك.. لم يحصلا ابدا علي اي مركز من المراكز الاولى..


تطلعتلها ملاك بدهشة و قالت: ابدا؟؟..


اومات مها براسها و قالت: ابدا..


ارتجف قلبملاك توترا.. اذا لم قال ما زن انه حصل علي احد المراكز الاولي فيما مضي ؟.. مبرراان لدية الكثير من المعجبين و المعجبات ..هل كان يكذب علي؟.. لا لا طبعا هو يعنيامرا اخر.. لا ممكن ان يكذب علي.. بعدها لم يكذب؟..


عقدت حاجبيها بتوتر دون انتفهم اسباب قولة هذا.. و ان كان يعنى امر احدث ام لا؟.. و قالت متسائلة: متي سيبداالسباق؟..


تطلعت مها الي ساعتها و من بعدها قالت و هى تلتفت الي ملاك: بقى علي و قتبدء السباق ربع ساعة تقري…


بترت مها عبارتها عندما و قعت عيناها عليه..علىحسام.. ازدردت لعابها بتوتر و هى تراة و اقفا شارد الذهن يتطلع الي حلبة السباقبصمت.. يبدوا ان حالة لا يختلف كثيرا عن حالها.. هل تذهب اليه؟.. ام تنادية فحسب؟.. ام تتجاهل و جوده؟..لا تعلم الي ايهما تستمع الي قلبها الذي يتلهف للحديث اليه.. امالي عقلها الذي يصر علي المحافظة علي كرامتها..


فى حين تطلعت لها ملاك للحظة و هيتراها تراقب شيء ما بجوارهما.. فالتفتت بدورها لتري ما الذي تتطلع الية مها ..وارتسمت ابتسامة علي شفتيها و هى تقول: انه حسام..


قالت مها ببرود ظاهر و انكانت لهفتها له تكاد تجعلها تسرع الية و تعتذر منه: اعلم.. لقد رايته..


قالت ملاكوهى تلتفت لها: ما رايك ان ننادية لكى يجلس معنا.. انه يقف و حيدا..


وقبل ان تهممها بقول حرف و احد.. اسرعت ملاك تهتف بحسام و هى تلوح بكفها: حسام.. حسام.. نحنهنا..


التفت حسام فتلك اللحظة الي مصدر الصوت و تطلع الي ملاك التي قامتبندائه.. فحين ارتبكت مها و لم تجد امامها سوي ان تطرق براسها هربا من نظراته.. و ابتسم ببرود و هو يتقدم من ملاك و قال: اهلا ملاك.. ما هى احوالك؟..


قالت ملاكبابتسامة: بخير.. ما ذا عنك؟..


-علي ما يرام..


تعمد تجاهل مها.. تعمد عدم النظراليها حتى.. اعتصر قلب مها الحزن و هى تراة يتجاهل و جودها تماما.. هو يتجاهلها فعلاالان؟.. هل يتعمد هذا؟.. هل يتعمد اخبارها انه لم يتجاهل و جودها فيوم و انه يفع لذا اليوم فقط لتعرف الحقيقة؟..


التفتت له مها بالرغم منها و تطلعت الية بتوتروالم.. فالقي عليها نظرة لا تحمل اي معني و من بعدها التفت عنها ليتطلع الي حلبة السباق .. لم تنتبة ملاك الي الجو المتوتر بينهما و قالت لحسام: من برايك سيحصل علي المراكزالاولي يا حسام؟..


قال حسام و ابتسامة هادئة مرتسمة علي شفتيه: اي شخص احدث غيركمال و ما زن .. فهما لا يستحقان الفوز..


ضحكت ملاك بمرح.. فالتفت لها حسام و قالمبتسما: هل ما قلتة يضحك الي هذة الدرجة..


قالت بمرح و هى تشير الي مها: عندماسالت مها السؤال ذاته.. اجابتنى بعبارتك ذاتها.. يبدوا انكما تتشابهان فطريقةالتفكير..


التفت حسام الي مها و تطلع لها لوهلة و من بعدها التفت عنها و هو يقولبسخرية لم تنتبة اليها سوي مها: لا اظن..


تطلعت الية مها بالم.. بندم.. بعتاب..باستنكار لمعاملتة لها.. هى لم تطلب اكثر من ان يشعر فيها و بمشاعرها تجاهه.. لكنة لا يفهم.. لم تحتمل تجاهلة لاكثر من هذا.. و وجدت شفتيها تنفرجان و تهمسان باسمهقائلة: حسام..


ورغم دهشتة انها ربما نادتة .. التفت لها و قال ببرود: نعم..


ارتبكت لوهلة و لم تدر ما تقول.. و وجدت نفسها تهز راسها قائلة بالم: لاشيء..


تطلع لها حسام و ربما شعر بحزنها.. اهى حزينة لما حصل اليوم بينهما .. ربما.. و لكن هى من اخطات.. و هى من عليها ان تبدى ندمها و تعتذر عما فعلت.. لقدكافاتة بالمضى عنة و هو الذي لم يستطع التركيز فاى محاضرة من شدة قلقة عليها؟ ..


زفر بحدة و عاد لبلتفت الي حلبة السباق.. فحين قالت ملاك متحدثة الي مها: كمبقى علي السباق؟..


قالت مها بصوت خافت: دقيقة فقط..


قالت ملاك مبتسمة و هيتتطلع الي حلبة السباق: لا اكاد اراهم..


قالت مها مبتسمة: بكل تاكيد لن تريهم.. فالخيول تستعد عند بداية الحلبة.. و نحن نجلس الان تقريبا عند منتصفها..


قالتملاك مبتسمة: لقد فهمت..


وعند حلبة السباق ذاتها.. و لكن عند خط البداية.. امتطىمازن جوادة الذي يحمل الرقم (5) و قال مبتسما: ساحصل هذة المرة علي احد المراكزالاولى..هذا و عد..


قال كمال الذي امتطي جوادة الذي يحمل الرقم (2)منذ لحظاتبابتسامة باردة: لطالما رددت ذلك الهتاف و لم تحققة ابدا..


قال ما زن و هو يغمزبعينه: ساحققة هذة المرة..


قال كمال بحزم: سنري من سيحققة هذة المرة.. انا امانت؟..


قال ما زن مبتسما: لاول مرة اراك متحمسا للسباق هكذا..


ابتسم كمال ابتسامة غامضة و قال: لانى ربما و عدت شخص ما بالحصول علي احد المراكز الاولى..


وقبلان يسالة ما زن عن كنة ذلك الشخص.. سمعا صوت فمكبر الصوت يقول: فاليستعد كل المتسابقين.. سيبدا السباق بعد لحظات..


تحفزت عضلات الجميع علي لجام خيولهم..فيحين استطرد الصوت قائلا: استعداد.. ثلاثة .. اثنان .. و احد.. انطلاق…


وانطلق كل المتسابقين بخيولهم مخلفين و راءهم سحب من الغبار.. و جميع منهم يامل فالحصول علي المركز الاول…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
جامدة يا روحي بجد بحبك مووووووووت 💛
 
F

f͠a͠t͠m͠a͠🝔

عنتيل زائر
غير متصل
ج

جامدة يا روحي بجد بحبك مووووووووت 💛

تسلملي يا حبيبي وانا كمان بموت فيك 🥰💛
 
ق

قيصر ميلفات

عنتيل زائر
غير متصل
أنتي روح قلبي و
تسلملي يا حبيبي وانا كمان بموت فيك 🥰💛
حياتي يا وحش الكون
 
F

f͠a͠t͠m͠a͠🝔

عنتيل زائر
غير متصل
أنتي روح قلبي و

حياتي يا وحش الكون
🥰🥰🥰💛
 

الميلفاوية الذين يشاهدون هذا الموضوع

مواضيع متشابهه

أعلى أسفل