م
ميلفاوي
عنتيل زائر
غير متصل
ما أهمية الحب؟؟
يختلف العديد من الناس حول تعريف الحب إلا أنه وبالرغم من هذا الاختلاف يتفقون أنّه مهم جداً في الصحة النفسية وحتى الجسدية للفرد، ومن أهميته أيضاً ما يلي:الحب حاجة إنسانية عندما كتب العالم ماسلو الهرم التسلسلي لاحتياجات الأفراد وضع الحب والانتماء من ضمنها، فبعد أن يتمّ إشباع الحاجات الفسيولوجية للإنسان، كالتنفس، والطعام، والماء وغيرها، وإشباع الشعور بالحماية والاستقرار، تأتي الحاجة للشعور بالحب والانتماء لجماعة ما مثل العائلة أو القبيلة، وقد يعود ذلك لدور الحب في تعزيز الدافع لدى الإنسان لتحقيق المستويات التالية في هرم الاحتياجات والذي يشمل تقدير الذات والرضا عن نوعية الحياة وينتهي بالوصول إلى تحقيق الذات، كما أن للحب الرومانسي دوراً في المحافظة على حاجة الإنسان للتكاثر والبقاء ويشمل حب الأبناء وغريزة حمايتهم والاعتناء بهم، وقد يفقد الإنسان الدافع نحو تحقيق الإنجازات في حال افتقد الحب في حياته.
تعزيز الصحة النفسية
تطرقت دراسات علمية عديدة لأهمية الحب ومن ضمنها تأثيره على الصحة النفسية للأفراد، حيث ثبت أن الأطفال الذين لا يحصلون على المودة والحب والعناق الكافي قد يتأخرون في التطور العقلي، أو يصابون بأمراض جسدية ونفسية عندما يكبرون وخاصةً إذا حُرموا من ذلك في أول ست شهور من حياتهم، كما ويؤثر الشعور بعدم المحبة على نفسية الفرد فيظهر عليه تدني احترام الذات والاكتئاب أحياناً.
تعزيز الهدف في الحياة لا يمكن للإنسان العيش بهناء دون وجود هدف سامٍ في الحياة يسعى لتحقيقه أو الحفاظ عليه، ويلعب الحب بأنواعه المختلفة دوراً هاماً في ذلك حيث يميل الشخص للاهتمام بمن يحب سواء أكان شريكه في الحياة، أو والديه، أو أبنائه، أو أصدقائه، وبما أن الشعور بالحب يعطي دافعاً لرؤية المحبوب سعيداً وراضياً فيقوم الشخص المحب برعايته والاهتمام بما يحبه ويساعده على إنجاز أعماله وتحقيق طموحاته، وبذلك يتعزز لدى الشخص الشعور بمعنى الحياة وجمالها، وإضافةً إلى ذلك يُحب الإنسان أن يشعر باحتياج حبيبه له ويفرح لوجوده بجانبه، فذلك يشجعه على بذل المزيد من الجهد، ويعطيه القوة ليتخطى صعوبات الحياة.
كما أنّه يزيد من شعوره بالإلهام لتحقيق الأعمال بطريقة أفضل وأكثر إبداعاً؛ ليحبه الطرف الآخر أكثر، وليعيش الحياة أيضاً بطريقة أفضل وأكثر إنجازاً.
الشعور بالسعادة يعتبر العديد من الناس أنّ الدخول في علاقة حب صحية أحد الطرق للعيش بسعادة ورضا، ويرتبط الشعور بالسعادة عند معظمهم بتلقي الحب وبمنحه أيضاً، وقد يغفل الكثيرون عن ذلك فعندما يُسأل الناس عن أسباب السعادة قد يجيبون أن الحصول على الحب هو مصدرها، ولكن غالباً ما يغفلون عن أن العناية بالمحبوب وتقديم المساعدة للآخرين هي من مصادر السعادة أيضاً، وقد يكون ذلك ناتجاً عن الأفكار التي يتعرّض لها الناس من الإعلام والمربّين معظم الوقت والتي تُظهر الشعور بالسعادة عند تلقي الحب والعناية أو عندما يكون الفرد هو محور الاهتمام، ومن المعروف أن الشعور بالحب يجعل الإنسان كريماً ويرغب في إعطاء محبوبه الأشياء التي يرغب بها، كما ويشعر بالسعادة نتيجة سعادة محبوبه.
اكتشاف الشخصية وتطويرها يساعد الحب على اكتشاف المرء لنفسه أكثر، فيظهر الشخص المحب قدرته على تقبّل الطرف الآخر، والصبر على مواقف الحياة معه، كما ويزيد من قدرته على التسامح، وتظهر ردود أفعاله التلقائية أمام حبيبه دون تصنّع، فمن خلال ما يقدمه الحب من انعكاس لشخصية الإنسان يمكن اعتبار الشخص المحبوب مرآة لحبيبه بحيث يُساعده على زيادة وعيه نحو جوانب شخصيته واكتشاف الكثير حولها، كما أن وجود الحب المتبادل يشجّعه على تحسين وتطوير شخصيته حيث يقوم الحبيب بمصارحته حول أفعاله الخاطئة، ويُنبّهه إلى العادات السلبية التي يقوم بها سواء أكانت عادات صحية أو مجتمعية، وتوعيته تجاه مساوئها وأهمية تغييرها، ويجد الشخص المحبوب قوة وعزيمة أكبر للمضي قدماً في الحياة نتيجة تشجيع الحبيب، لذا يسهل عليه تغيير عاداته وتحسين سلوكه.
التخطيط للمستقبل بشكل أفضل يعتبر التخطيط للمستقبل موضوعاً مهماً ومؤرّقاً للعديد من الناس، فالحب يساعد الشخص على التفكير في مستقبله وتحديد أهدافه التي يريد تحقيقها واتّباع الطريق الذي يراه مناسباً بشكل أفضل عندما يعلم أن هناك شخصاً يثق به ويقدم له الدعم والمساعدة والاستشارة ويحرص على نجاحه وتفوقه على الدوام، كما أنّه مع وجود الحبيب فإن الإنسان لا يفكر بنفسه بأنانية بل يحاول أن تكون خططه ملائمة ومشتركة مع حبيبه ليتمكنا من تحقيقها سوية.
الشعور بالأمان وتخفيف القلق يشعر الحبيبان بالأمان والاستقرار أكثر نتيجة وجودهما معاً، وبشكل عام يقل لديهما الشعور بالقلق والتوتر؛ وذلك نتيجة رابطة المودة التي تجمعهما معاً، حيث أن وجود شخص محب وداعم في الحياة يعطي شعوراً بالراحة ويقلّل من التأثر بالعوامل المسببة للاضطراب، بحيث يستطيع الشخص التعامل مع مشاكل الحياة وتحدياتها بطريقة أفضل عندما يكون حبيبه بجانبه ويحصل على مساندته، ويمكن ملاحظة ذلك في علاقة الحب طويلة الأمد والمستقرة أكثر من علاقات الحب الجديدة التي لم تمر في الأزمات.
الحب يُمكن وصف الحب بأنّه خليط من المشاعر الإنسانية والتصرفات التي تحمل الكثير من المودة والدفء والاحترام والرغبة بحماية المحبوب ووضع سعادته في أول سلم الأولويات، وقد اختلف الفلاسفة والعلماء والشعراء قديماً وإلى الآن حول تعريف الحب بشكل دقيق؛ وذلك لأنه يحمل معانٍ عديدة منها الانجذاب العاطفي، والحاجة النفسية لوجود الطرف الآخر، والعناية به، والرغبة بالبقاء بجانبه، والالتزام بالعلاقة معه لمدة طويلة، كما أن للحب أنواعاً مختلفة ومنها حب العائلة، والوالدين، والحب الرومانسي وغيرها.