فضفضة ثقافة أتمنى أن يتم انتاج مسلسلات تاريخية سورية عن خوفو وخفرع ومنكاورع ورمسيس وتحتمس وحتشبسوت (عدد المشاهدين 3)

ج

جدو سامى 🕊️ 𓁈

عنتيل زائر
غير متصل


أتمنى أن يتم انتاج مسلسلات تاريخية سورية عن خوفو وخفرع ومنكاورع ورمسيس وتحتمس وحتشبسوت



ما يلى منقول من موسوعة ويكبيديا القسم العربى منها، ويمكن الاطلاع على مقالات خوفو وخفرع ومنكاورع ورمسيس الثانى وتحتمس الثالث وحتشبسوت بالموسوعة بقسميها العربى والانجليزى للاستزادة من الصور الرائعة فيها..



خوفو



خوفو (خووّ-فووّ)، هو اسم الولادة للفرعون المصري القديم، الذي حكم في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، حوالي 2580 قبل الميلاد. يعرف بالتساوي أيضًا بالاسم الهليني خوبوس أو شوبوس (باليونانية: Χέοψ من خلال المؤرخين الإغريقيين ديودورس وهيرودوت)‏.



الفرعون خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة، الذي تبع الفرعون سنفرو على العرش، والمُرجح أن يكون أبيه. ومن الثابت أن أمه كانت الملكة حتب حرس الموجود قبرها في مقابر الجيزة. يُعزى إليه بناء الهرم الأكبر على هضبة الجيزة لتكون مقبرة له، أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. ولكن لم يتم توثيق جوانب أخرى كثيرة من حكمه.



أرسل البعثات إلى وادي المغارة بسيناء لإحضار الفيروز. حيث وجد اسمه وصورة تمثله وهو يهوي على رأس شخص بدبوس. له تمثال وحيد عثر عليه في أبيدوس من العاج، نقش اسمه على كرسي العرش. طول التمثال خمسة سنتيمترات؛ وهو الآن بالمتحف المصري. حكم طبقاً لبردية (تورين) حوالي ثلاث وعشرين سنة. في عهده بني الهرم الأكبر في الجيزة، وكان أعلى بناء حجري في العالم حتى بناء كتدرائية في عام 1350 ووصل ارتفاعها إلى 160 متر، ولكن هرم خوفو هو أضحم مبنى من صنع الإنسان حتى الآن. أطلق على الهرم اسم (آخت خوفو) بمعنى أفق خوفو، وشيد سنة 2650 ق.م. وقد اشرف على بنائه وزيره ومساعده الأول حم إيونو أو قد تنطق «هامون» وتمثاله موجود بمتحف رومر-بيليسوس]] بهيلدسهايم بشمال ألمانيا.





هرم خوفو بالجيزة

أسمه وألقابه بالهيروغليفية

بدأ اسم حورس لفرعون في الظهور تاريخيا قبل عصر الأسرات في مصر، وظل هو اللقب الوحيد الذي يتقلده فرعون حتى الأسرة الثانية. ثم أتت عليه ألقاب أخرى بجانبه ابتداء من الأسرة الرابعة حتى أكتملوا فكان لفرعون خمسة ألقاب يتقلدها. منذ الأسرة الرابعة أصبح فرعون يتقلد خمسة ألقاب، يتقلدها عند اعتلائه العرش. تلك الألقاب هي: الاسم الشخصي، واسم تتويج، اسم حورس، واسم ذهبي واسم نبتي (الاسم النبتي يحمل لقب ملك مصر العليا والسفلي).



أصول خوفو

من الثوابت أن أم خوفو كانت الملكة حتب حرس، وكان يعتقد أن والده الفرعون سنفرو. وكان لسنفرو أبناء أخرين عنخ حاف (والذي قد يكون في الحقيقة أبن لخوفو)، ونفر معات والأمير رع حتب؛ وهم أخوات لخوفو ولكن من أم ثانية.



في أوائل القرن العشرين كان يعتقد أن خوفو كان أحد الأمراء وتزوج من عائلة سنفرو. ولكن حفريات قام بها «سيورج رايزنر», على هضبة الجيزة في عام 1925 أدت إلى اكتشاف مقبرة حتب حرس (G 7000x) شرق هرم خوفو، ووجدت في مقبرتها الكثير من الأثاث والقوارير والقرابين والأختام. ووجدت على بعض تلك الآثار اسم الفرعون سنفرو، كما وجد ان حتب حرس كانت تلقب «موت نسوت» بمعنى «أم الملك». بهذا يبدو أنها كانت زوجة سنفرو، وبالتالي فكان سنفرو وحتب حرس هما أبوي خوفو.



شجرة العائلة

الملك سنفرو هو أبو الفرعون خوفو، وأبو الملك سنفرو هو الفرعون زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، وأم خوفو هي الملكة حتب حرس، حيث كان لقبها «أم ملك مصر العليا والسفلى».



وابن الملك خوفو الملك خفرع الذي بنى الهرم الثاني؛ وانجب خفرع الملك منكاورع أو منقرع.



مدة حكمه

تختلف التقديرات في معرفة فترة حكمه بالضبط. [[تذكر بردية تورينو وهي من عهد الدولة الحديثة وتعتبر من أهم الوثائق بالنسبة لتتابع ملوك مصر أن خوفو حكم مدة 23 عاما. ويقول المؤرخ الإغريقي هيرودوت أنه حكم 50 سنة، كما أن الكاهن المصري مانيتو الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد يعني أنه حكم 63 سنة. كما ذكر في وقت الأسرة الرابعة أن مدة حكمه كانت " 17 تعدادات (حيث كان في العادة يتم تعداد لأعداد الماشية ومساحات الأراضي بغرض فرض الضرائب) وكان التعداد يتم عادة كل سنتين - ولكنه كان أحيانا يتم كل سنة - فإذا كان التعداد كل سنتين بانتظام في عهد خوفو فتكون فترة حكمه 34 سنة.



التجارة والبعثات

يذكر من عهد خوفو بعثتان: واحدة منهما أرسلها على منطقة واحة الداخلة في الصحراء الليبية، والأخرى إلى سيناء بغرض الحصول على الفيروز والنحاس. وتذكر كتابات هيروغليفية توجد منقوشة في الصخور على بعد 50 كيلومتر غرب واحة الداخلة «جبل ماء جد-ف-رع» - نسبة إلى الإله رع الدائم. وبحسب تأريخ تلك البعثة فقد تمت في «عام 12 من التعداد» وهذا ما يعادل العام 24 من حكم خوفو؛ وفي تاريخ ثاني «عام 13 من التعداد» وهذ يعادل العام 26 من حكم خوفو - باعتبار أن التعداد كان يتم في مصر كل سنتين



كما ذكر اسم خوفو في الكاب وفي الفنتين وفي نحاجر هاتنوب. وفي وادي حمامات. كذلك وجد اسم خوفو في محاجر الديوريت بالقرب من أبو سمبل وله هنا لوحتين منصوبتين.





لوحة للملك خوفو في وادي المغارة بسيناء.

ويبين نقش على الصخر في وادي المغارة بسيناء تشكيلا لخوفو كحامي المناجم.وقد عثر مؤخرا في عام 2011 بالقرب من وادي الجرف على البحر الأحمر آثار ميناء، تدل المخطوطات التي وجدت على أواني فخارية هناك أنها من عهد أوائل الأسرة الرابعة، أي هناك احتمال كبير أنها أسست في عهد خوفو.



كذلك تمت في عهد خوفو بعثات تجارية إلى فينيقيا وكانت ترسو البعثات البحرية في جبيل (بلبنان حاليا). وقد عثر فيها على شقفات أواني من الألبستر وعلى بلطة من النحاس تحمل اسم الفرعون خوفو.



البلاط الملكي



تمثال حم إيونو من متحف رومر-بيليزيوس ، هيلدسهايم، ألمانيا.

الكثير من كبار موظفي الدولة من عهد خوفو معروفون من مقابرهم في منطقة أهرامات الجيزة. ويعرف أيضا أن الوظائف العليا كانت مخصصة لعائلة الملك. في عهد خوفو ظهرت رتبة الوزير بالمصرية القديمة تياتي؛ وشغلها عدد من الوزراء، منهم: عنخاف" و "خوفوخايف الأول" و "من-خايف"، ويحتمل أيضا كان كا وعب وزيرا لخوفو. وقد ذكر اسم كواب على تمثال من الأسرة التاسعة عشر على أنه كان وزيرا لخوفو.



في غرب الهرم الأكبر -هرم خوفو- توجد مقابر كبار رجال الدولة الذين كانوا يعملون بصفة رئيسية في أعمال الهنة والبناء، وكبار الكتاب. وكان من أكبر المهندسين الذين قاموا ببناء هرم خوفو حم إيونو الذي كان ابن أخ خوفو. وكان متقلدا في نفس الوقت أعمال «الوزير»، كما حمل لقب «ناظر جميع أعمال فرعون». أي أنه كان المسؤول عن يناء هرم خوفو وما يحيط به من منشآت.



بجانب حم إيونو تعرف أيضا أسماء مديرون في أعمال البناء مثل إيونو، وكاإماخ و "كا-نفر" و "وب-إم-نوفرت]]. لم توجد دلائل على كون هؤلاء الموظفين الكبار ينتمون إلى العائلة الملكية. صحيح أن الواحد من منهم كان يحمل لقب "ابن الملك " أو "ابنة الملك" ولكنهم كانوا لا يحملون ألقابا أخرى مثل الأمراء والأميرات. وتوجد قبورهم أيضا في منطقة مقابر الجيزة. ويبدو أن لقب "ابن فرعون" كان لقبا رمزيا لا تعني بالتمام صلة قرابة للملك.



أعمال البناء

الجيــــزة

هرم خوفو

المقالة الرئيسة: هرم خوفو



هرم خوفو في الجيزة.

يشتهر خوفو بأنه باني الهرم الأكبر في الجيزة، وهو أعلى هرم في العالم. وقد سمى خوفو هرمه «آخت خوفو» بمعنى «أفق خوفو». ويعتبر الهرم الأكبر أحد السبعة عجائب الدنيا في العالم القديم، وهو الوحيد الذي تبقى منها.



تبلغ طول جانب الهرم الأكبر 230 متر مربع الشكل ويبلغ ارتفاعه في الأصل 147 متر. ولكن عملت عوامل التعرية وسقطت قمته فأصبح ارتفاعه حاليا نحو 10 أمتار أقل. 2قام العمال المصريون القدماء برفع بقطع ونقل ورفع 5و2 مليون من الأحجار لبنائه، يزن كل منها نحو 2 طن.وكان العمال المصريون يقطعون الحجر الجيري من محجر قريب في هضبة الجيزة. ولبناء حجرة التابوت وما لها من سقف وتسقيفات تسمى «تسقيفات خفض الضغط» فقد استخدم المصري القديم لها أحجارا من الجرانيت. ونظرا لعدم وجود جرانيت في شمال مصر فقد أحضروه من محاجر أسوان ونقلوه على نهر النيل حتى الجيزة. وكمان ذلك يتطلب عملا إداريا على أعلى المستويات؛ إذ وجب وصول الشحنات في وقت مناسب مع أعمال الإنشاء على هضبة الجيزة. ويقدر نحو 25.000 من العمال المتخصصين كانوا يعملون في أنشاء الهرم الأكبر، وكان المديرون يوفرون لهم الطعام والشراب والملبس ولأسرهم. وكانت أسرهم تعتيش مع العمال في مدينة أنشئت خصيصا لهم، بها مطاحن ومخابز، ومعامل لصناعة البيرة والنبيذ، ومذابح لإطعام العمال وأسرهم: بل عتر أيضا في منطقة الجيزة على موميوات لعمال كانو مصابين بكسور، ولكن عولجت الكسور وطابت، مما يدل على أن العمال الذين كانوا يعملون في بناء الأهرام كانت لهم رعاية صحية تحافظ على سلامتهم وعلاجهم عند الضرورة.



كانت هناك تغطية للهرم الأكبر من الأحجار الطباشيرية البيضاء التي جانت تقطع في محاجر طره. وتوجد تلك المحاجر على الضفة الشرقية من النيل، فكان لازمنا نقل تلك الأحجار لتغطية الهرم الذي يبنى على الضفة الغربية. هنا أيضا كانت عملية النقل تتم عبر النيل. الأحجار البيضاء تلك أخذت جميعها خلال العصور الوسطى واستغلت في أعمال البناء وتشييد مدينة القاهرة الشابة.



يوجد على الناحية الشمالية على الهرم المدخل الأساسي للهرم، وقد بني أسفله نفق خلال القرن التاسع بعد الميلاد بأمر من الخليفة المأمون بغرض الوصول إلى داخل الهرم. يوجد في الهرم الأكبر ثلاثة حجرات: الحجرة الأولى تحت الهرم مبنية في الأرضية الصخرية، والحجرة الثانية تسمى «غرفة الملكات» وهي عالية في قلب الهرم، والحجرة الثالثة ويوجد فيها تابوت خوفو وهذه تعلو حجرة الملكات ويوصل بينهما ما يسمى «الدهليز الكبير». يبلغ مقاييس تابوت الجرانيت 2,28 × 0,98 × 1,05 متر. حجر التابوت وغطاؤه أحضرا من أسوان ووضعا في مكانهما أثناء أعمال البناء، لأن مقاييس الأنفاق أصغر من ذلك ووزن التابوت كبير. لم يعثر على مومياء في الهرم ولا عتاد ولا أثاث. فقد سرقت ما في الهرم ربما خلال العصور الوسطى، وربما حدثت السرقة خلال العهود الفرعونية.



مجمع أهرامات الجيزة



خريطة منطقة الهرم والمقابر الملحقة بها.

يوجد على الناحية الشرقية للهرم المعبد الجنائزي، ولا يوجد منه الآن سوي أحجار أساس المعبد. ولم يعثر على معبد الوادي الذي كان من المفروض أن يكون على مقربة على النيل مباشرة، حيث توجد الآن قرية في الموقع المرجح لوجوده .



كما تم في عهد خوفو إنشاء منطقتي قبور على الناحية الشرقية والناحية الغربية . يوجد على الناحية الشرقية ثلاثة اهرامات صغيرة للملكات زوجات خوفو. الهرم الجنوبي منها (G1c) كان مخصصا «للزوجة الكبرى» واسمها «حنوتسن»، والهرم الأوسط (G1b) لزوجته «مريتيتس»، وكان يعتقد أن الهرم الثالث الشمالي (G1a) كان مخصصا لطقوس دينية، إلى أن اكتشف عالم الآثار الألماني «راينر ستادلمان» علاقة بينه وبين المقبرة (G 7000x) لأم خوفو الملكة حتب حرس. وهرم رابع أصغر يعتبر أن كان للطقوس الدينية في عهد خوفو.



توجد على الناحية الشرقية من الهرم الأكبر أيضا عدة مصطبات كبيرة، دفن فيها أقرباء خوفو، وعلى الأخص أبنائه وزوجاتهم .وأما المصطبات في الناحية الغربية فهي أصغر، وهي تخص الموظفين الكبار في الدولة . كما وسعت المنطقتان خلال الأسرات التالية لدفن كبار الدولة .





نموذج صغير لأحد مراكب الشمس التي عثر عليها عام 1954.

عثر بجانب الهرم على سبعة حفرات بها مراكب شمس: حفرتين على كل من الناحيتين الشرقية والجنوبية من هرم خوفو، وواحدة بالقرب من المعبد الجنائزي واتنثين بين أهرامات الملكات. وقد تم العثور على الحفرتين الجنوبيتين لمراكب الشمسفي عام 1954، واحتوت كل منهما على مركب شمس كاملة ولكن مفككة.



تم بعد ذلك ترميم أحدهما وأعيد تركبها وهي معروضة الآن في متحف خاص بها بجوار الهرم الأكبر. وأما الثانية فبقيت في حفرتها مغلقة وقام باحثون يابانيون بدراستها عن طريق إرسال كاميرات ووسائل إنارة وتصوير في عامي 1995 و 1996. ومن المقرر ان تستخرج تلك المركب الثانية ويعاد تركيبها (طبقا لمعلومات عام 2008).



طالع أيضًا: مقابر الجيزة

أبو الهول

المقالة الرئيسة: أبو الهول



أبو الهول الكبير في الجيزة.



لوح جرانيت عليها اسم حورس لخوفو من بوباستيس.

يتفق أغلب علماء الآثار على ان أبا الهول من أعمال خفرع، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع على ذلك من العصور القديمة . ويتكيء هذا الاعتقاد أساسا على قرب أبو الهول من معبد الوادي الخاص بهرم خفرع . ولكن عالم الآثار الألماني ستادلمان فهو يجد احتمالا أن يكون أبو الهول من أعمال خوفو بناء على تشابه وجه أبا الهول ووجه التمثال الوحيد الذي عثر عليه لخوفو. ويأخذ ستادلمان في الحسبان مقارنة الذقن ورباط الرأس وشكل الثعبان الذي يزين لباس رأس خوفو بأبي الهول



مباني خارج الجيزة

أعمال الإنشاء التي قام بها خوفو خارج منطقة الجيزة قليلة . فقد وجد حجر جرانيت من عهد خوفو في تيدا بالقرب من بوتو. كما وجدت لوحات أخرى له في تانيس وبوباستيس. كما يذكر أحد النقوشات من عهد البطالمة في معبد دندرة (معبد هاتور) اسم خوفو كباني لمعبد قديم في ذلك المكان ولكن لم يبقى منه أثر آخر اليوم .



تماثيله

تماثيل من أبيدوس



تمثال صغير لخوفو من أبيدوس.

التمثال المجسم المعروف لخوفو يبلغ ارتفاعه 5و7 سنتيمتر من سن الفيل، وقد عثر عليه باحث الآثار الأمريكي فلندرس بيتري في عام 1903 في أبيدوس جنوب مصر . هذا التمثال الصغير معروض الآن في المتحف المصري بالقاهرة.



يبين التمثال الفرعون خوفو لابسا التاج الأحمر، تاج الوجه البحري. وكانت توجد عليه خرطوش يحمل اسم خوفو، لم تعد واضحة اليوم، كما يوجد على جانب العرش اليميني الذي يجلس عليه اسم حورس لخوفو، وهذا الأسم واضحا. يختلف علماء الآثار في تقدير عمر التمثال؛ فقد اعتبر البعض أنه من عهد الأسرة الرابعة ولكن عالم الآثار المصري زاهي حواس يقدر عمره من عهد الأسرة السادسة والعشرين.



تماثيل أخرى

يقرأ كثيرا أن التمثال العاج الصغير هو التمثال الوحيد لخوفو الذي عثر عليه، ولكن هذا ليس صحيحا . والصحيح فقط هو ان هذا التمثال الصغير هو الوحيد الذي يبين خوفو بالكامل وفي ثلاثة أبعاد، والذي يتأكد به العلماء بأنه للملك خوفو. وقد عثر على عدة رؤوس تماثيل وعلى عدة قواعد تماثيل يتأكد العلماء منها انها لخوفو وعثر عليها جميعا في منطقة الجيزة. واحدة منها في المتحف المصري ب تورينو تبلغ مقاييسها 3,3 × 4,5 × 2,6 سنتيمتر، وهي من الحجر الجيري وتبين القدم اليساري لخوفو وبجانبها خرطوش يحمل جزء الاسم «...فو»



==

خفرع

خفرع أو خفران أو شفرن فرعون من الأسرة الرابعة. هوثالث أو رابع فرعون الأسرة الرابعة بالدولة القديمة حكم بين سنتي 2559 و2535 ق م هو من شيد الهرم الثاني بالجيزة. هو على الأغلب ابن الملك خوفو من زوجة ثانوية تولى الحكم بعد الملك جدف رع الذي كان قد استولى على الحكم. هرم خفرع يشابه في عظمته هرم خوفو. ملامحه نتعرف عليها من خلال أبو الهول الموجود بجانب هرمه والمتمثل في صورة أسد يدل على القوة، برأس إنسان يدل على الحكمة. كما تم العثور على صورة منحوتة بمعبده بوادي الملوك وتمثال للملك جالس موجود بالمتحف المصري. ليعرف الكثير عن فترة حكمه ولا توجد شواهد تؤكد رواية الرحالة اليوناني هيرودت التي تصف خوفو وخفرع كطغاة



عائلته

كان خفرع أحد أبناء خوفو وأمه غير معروفة حتى الآن.



وكان لخفرع عدة اخوات أكبرهم كاواب من أم ثانية، ولكنه مات شابا. يعتقد بعض العلماء أن كاواب كان في الحقيقة إبنا لسنفرو، وبذلك من المحتمل أن يكون كاواب أخا لخوفو.



تزوج خفرع من أربعة زوجات، أنجب من واحدة منهم وهي خا مرر نبتي الأولى ابنه منقرع، كما انجبت له ابنته «خا مرر نبتي الثانية»، ومعنى اسمها بالعربية «ظهرة المحبوبة الملكية».



عهده

لا يوجد اتفاق حول تاريخ حكمه، ولكن قد قيل بأنه حكم بين عامي 2558 ق.م و2532 ق.م. بنى ثاني أكبر هرم في الجيزة وارتفاعه 143م والآن 136م وشيد فوق مساحة 215 متر مربع وله مدخلان في الجهة الشمالية بالإضافة إلى تمثال أبو الهول الذي يبلغ طوله 57م وارتفاعه 20م، ومعبدالإله رع.



==



منكاورع



منكاورع (ينطق بالعربية نطقاً غير دقيق: منقرع)، هو ملك مصري من الأسرة الرابعة خلال عصر الدولة القديمة. ابن الملك خفرع، ملكا مصر. واسمه يعني: «فلتبقى كاءاته مثل رع». تزوج من الأميرة خعمررنبتي الثانية. عثر في المعبد الجنائزى لمنكاورع على سكين من حجر الصوان منقوش عليه اسم والدة الملك وتدعى خعمررنبتي الأولى، فيما يشير إلى أن خفرع وهذه الملكة هما والدا منكاورع. ويعتقد أن منكاورع كان لديه زوجتان•



عائلته

الملكة خعمررنبتي الثانية وهي ابنة خعمررنبتي الأولى ووالدة ابن الملك الذي يدعى خوإنرع. موقع قبر خوإنرع يدل على إنه ابن منكاورع، ويدل على أن والدته هي زوجة الملك.



الملكة رخيت رع تعرف على أنها ابنة خعفرع وأن أكثر الشخصيات المرشحة كزوج لها هو من كاو رع.

و لا يوجد ***** كثر يعتقد أنهم أبناء منكاورع:



خوإنرع هو ابن الملكة خعمررنبتي الثانية. هو الابن الأكبر للملك من كاو رع الذي توفى قبل والده ولذلك لم يصعد إلى العرش في حين أن الابن الأصغر شبسسكاف تلى والده على العرش.

شبسسكاف هو الحاكم التالى لمنكاورع والذي من المحتمل أن يكون ابنه.

سخمرع وجد له تمثال ومن المرجح أن يكون ابنا لمنكاورع.

ابنة توفيت في بداية سن البلوغ ذكرها هيرودوت.

خنت كاوس ابنة محتملة للملك من كاو رع.

و تضمن كذلك البلاط الملكى أخوة غير أشقاء للملك منكاورع. شغل الأخوة نب إم أخت و دوا إن رع و نيكاورع و إيون مين منصب وزير أثناء حكم أخوهم. بينما الأخ سخم كارع ربما يكون أصغر سنا وأصبح وزيرا بعد وفاة منكاورع.



حكمه



من كاو رع وزوجته الملكة خعمررنبتي الثانية، متحف بوسطن للفنون الجميلة

بعض الكتاب يضعون تاريخ حكمه بين عامي 2532 ق.م. و 2504 ق.م، أي 28 سنة، إلا أن بردية تورين تقول أنه حكم لمدة 18 عامًا، وهو الأقرب للصحة إذا ما أخذنا في الاعتبار العديد من التماثيل غير المكتملة له. بنى ثالث أكبر هرم في الجيزة وبنى هرمه بجوار هرمي جده وأبيه، خوفو وخفرع، ويبلغ ارتفاع هرمه 66 مترًا تقريبًا، وكان عهده أكثر حرية من ابيه وجده، حيث مارس الشعب شعائره الدينية بحرية لم يعهدها من قبل.



هرم منكاورع

المقالة الرئيسة: هرم منقرع

بنى الملك منكاورع الهرم الأصغر بين الثلاثة أهرامات الكبرى في الجيزة. ويبلغ ضلعي قاعدته 102,2 متر في 104,6 متر وارتفاعه 65,55 متراً، وهو أصغر كثيرا عن هرمي خوفو وخفرع. المادة الأساسية في بنائه كانت من الحجر الجيري التي استخرجت من محاجر بالقرب من مكان البناء، ولكن طلب منقرع من مهندسيه أن يبنوا الجزء السفلي الخارجي من حجر الجرانيت الوردي . وعمل المهندسون على إحضار أحجار الجرانيت الرملي من أسوان وتم نقلها على النيل حتى الجيزة. وتم تغطية هرم منقرع بأحجار الجرانيت الوردي إلى ارتفاع 15 متر، وما فوقها فكان من الحجر الجيري الأبيض الذي أتوا به من طره، على الضفة الشرقية من النيل.



يهبط من شمال الهرم سرداب مائل إلى حجرة أولية تحت ارضية الهرم. ويمتد منها سرداب آخر مائلا إلى أعلي وينتهي تحت أرضية الهرم مباشرة وينتهي بحائط. ويبدو أن هذا السرداب كان مخططا له أصلا أن يمتد داخل الهرم. بنيت حجرة التابوت أسفل من الحجرة الأولية. وعثر فيها على تابوت من الجرانيت تبلغ مقاييسه 2,43 × 0,94 × 0,88 متر. وكان التابوت مزينا - على عكس تابوتي خوفو وخفرع اللذان كانا بسيطان من دون زينة - إذ حفر على أوجهه تابوت منقرع شكل مدخل القصر.



كان من المفروض نقل التابوت إلى بريطانيا في عام 1838، ولكنه لم يصل، إذ اعترضت عاصفة السفينة الناقلة وأغرقتها.



مجمع الهرم

يطلق على المجموعة الهرمية لمنكاورع اسم نتر إن منكاورع والتي تعنى «منكاو رع مقدس» وهو أصغر أهرامات الجيزة الثلاث. توجد ثلاثة أهرامات تابعة لهرم منقرع. من المرجح أن تكون هذه الأهرامات خاصة بملكات خفرع. ربما دفنت الملكة خعمررنبتي في إحدى هذه الأهرامات.



==

رمسيس الثانى

رمسيس الثاني (حوالي 1303 ق.م — يوليو أو أغسطس 1213 ق.م) يُشار إليه أيضًا باسم رمسيس الأكبر، كان فرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشر (حكم 1279 – 1213 ق.م). ينظر إليه على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية. سماه خلفاؤه والحكام اللاحقين له بالجد الأعظم. قاد رمسيس الثاني عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان. كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهب معه اثنان من أبنائه كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي.



نصّب رمسيس وهو في سن الرابعة عشر وليًا للعهد من قبل والده سيتي الأول. يعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وكما ويعرف بأنه حكم مصر في الفترة من 1291 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 78 عاما، وشهرين، وفقا لكلًا من مانيتون والسجلات التاريخية المعاصرة لمصر. وقيل عنه أنه قد عاش 99 عام، ولكن المُرجح أنه توفي في عمر 90 أو 91. فلو أصبح فرعون في 1279 ق.م كما يعتقد معظم علماء المصريات اليوم، لكان قد تولى العرش في عمر 31 1279 ق.م، استنادًا على تاريخ اِرتِقاءُه العَرش في موسم الحصاد الثالث يوم 27. احتفل رمسيس الثاني بأربعة عشر عيد «سِد» (يُحتفل به لأول مرة بعد ثلاثين عامًا من حكم الفرعون، ثم كل ثلاث سنوات) خلال فترة حكمه، وبذلك يفوق أي فرعون أخر. في وفاته، دفن في مقبرة في وادي الملوك؛ تم نقل جثته لاحقا إلى الخبيئة الملكية حيث تم اكتشافه عام 1881، والآن هي معروضة بالمتحف القومي للحضارة المصرية.



تركزت الفترة الأولى من حكمه على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية. أسس مدينة «بي رمسيس» في دلتا النيل كعاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته إلى سوريا. وقد بنيت هذه المدينة على أنقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس عندما تولى الحكم، وكانت موقع المعبد الرئيسي لمجموعة. وهو معروف أيضا باسم أوزايمنديس في المصادر اليونانية، ترجمت حرفيًا إلى اليونانية لجزء من اسم تتويج رمسيس، «حقيقة رع العظيمة، اختيار رع».



عائلته



رمسيس الثاني وهو ***، تمثال معروض بالمتحف المصري

رمسيس الثاني هو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا، وكان يُلقّب بالحاكم الشريك لوالدِه. رافقَ والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو في عمر الرابعة عشر. قبيل سن 22 كان يقود الحملات بنفسه إلى النوبة مع أبنائه. عين رمسيس في مشاريع ترميم موسعة وبناء قصر جديد في أواريس. بعد وفاة سيتي الأول عام 1290 ق.م، تولى رمسيس الحكم. حكم رمسيس الثاني لما يقرب من 67 عام وتزوج كثيرًا من النساء، كما أنجب الكثيرين من محظيات وزوجات ثانوية. تزوج من بعض أميرات العائلة المالكة مثل نفرتاري وإست نفرت، كما تزوج من ابنة ملك خيتا وأطلق عليها الاسم المصري «ماعت نفرو رع»، كذلك يعرف أيضًا أنه تزوج ثلاث من بناته. تقلد أولاده الذكور المناصب المُهمة في الدولة، وأهمهم ابنه، خعمواس الذي فكر والده في السنة الثلاثين من حكمه في جعله وليًا للعهد، لكنه توفي في العام 55 من حكم والده. مات أكثر أبنائه الأوائل في حياته، لهذا خلفه ابنه الثالث عشر مرنبتاح من زوجته إست نفرت على العرش، وكان قد اختاره والده وليًا للعهد بعد وفاة خمواس.



عهده

تولى رمسيس الحكم بعد وفاة والده سيتي الأول بعد أن كان أختاره وليًا للعهد واشركه معه في إدارة الدولة. لا يعرف عمر رمسيس عندما مات والده، لكن يرجح أن يكون عمره أقل من 25 عام، إذ كان أبًا لطفلين ذهبا معه إلى بلاد النوبة كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي. لم يبدأ رمسيس عهده بنقض معاهدة الصداقة التي عقدها والده مع الحيثيين، بل وجه اهتمامه إلى توطيد حكمه فأمر بإنهاء كافة الأعمال غير المُنجزة والتي قد بدأها والده كمعبد أبيدوس. فكر بعد ذلك في استغلال مناجم الصحراء متبعًا في ذلك سياسة والده. في حوالي السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصري والاطمئنان على الموانئ والمواصلات. عاد بعد ذلك خلال عامه الخامس في الحكم إلى هناك معبأً جيوشه للصدام بالحيثيين وكان ذلك في معركة قادش. وذكر أن خلال عهد رمسيس الثاني، بلغ عدد أفراد الجيش المصري حوالي 100,000 رجل؛ فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصري.



الحملات والمعارك

المقالة الرئيسة: حروب رمسيس الثاني

قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتباك مع قوات مُواتالّيس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عاما ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي ففي العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة بين مصر والحيثيين مع خاتوشيلي الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.





رمسيس الثاني يهاجم الأفارقة

قاد رمسيس الثاني أيضاً عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميسو) في شرق الدلتا ومنها أدار معاركه مع الحيثيين وقد إدعى البعض أنه قد إتخذها عاصمة جديدة للبلاد وهذا بالطبع غير صحيح فلقد كانت عاصمة البلاد في مكانها في طيبة وأعظم ما ترك من معابد وآثار تركها هناك. وقد كان رمسيس الثاني متميز في فنون القتال والحروب وكان ذكى يفكر وياتى بالحل في نفس اللحظة وقد كان ماهرا أيضا في ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقد كان أيضا طيبا ذا روح أخلاقية ومحب لشعبه.



المعركة ضد الشردان «قراصنة البحر»



تصوير لمعركة المصريين بقيادة رمسيس الثاني ضد القراصنة الشردانيين

في عامه الثاني هزم رمسيس الثاني بشكل حاسم قراصنة بحر شيردين الذين كانوا يعيثون الفوضى على طول ساحل البحر المتوسط في مصر من خلال مهاجمة السفن المحملة بالبضائع التي تسافر عبر الطرق البحرية إلى مصر. ربما جاء شعب شيردين من ساحل إيونيا ، من جنوب غرب الأناضول أو ربما أيضًا من جزيرة سردينيا. نشر رمسيس القوات والسفن في نقاط استراتيجية على طول الساحل وسمح بصبر للقراصنة بمهاجمة فرائسهم المتصورة قبل أن يفاجئهم بمهارة في معركة بحرية ويأسرهم جميعًا في عملية واحدة. تتحدث شاهدة من تانيس عن قدومهم "في سفنهم الحربية من وسط البحر ، ولم يتمكن أي منهم من الوقوف أمامهم". من المحتمل أن تكون هناك معركة بحرية في مكان ما بالقرب من مصب النيل ، وبعد ذلك بوقت قصير ، شوهد العديد من شيردن بين حراس الفرعون ، حيث يظهرون من خلال خوذاتهم ذات القرون مع كرة بارزة من الوسط ، ودروعهم المستديرة ، و سيوف Naue II العظيمة التي صورت بها في نقوش معركة قادش. في تلك المعركة البحرية ، جنبًا إلى جنب مع شيردن ، هزم الفرعون أيضًا Lukka (L'kkw ، ربما الناس الذين عُرفوا لاحقًا باسم Lycians) ، وشعوب Šqrsšw (Shekelesh).



هزم رمسيس الثاني قراصنة البحر الشردانيين بشكل حاسم، حيث كانوا ينهبون سفن البضائع على طول ساحل مصر على البحر المتوسط. شعوب الشردان ربُمَّا جاءت من ساحل آيونيا أو من جنوب غرب الأناضول أو من جزيرة سردينيا. نشر رمسيس القوات والسفن في نقاط إستراتيجية على طول الساحل وانتظر إلى حين مهاجمة القراصنة على سفن مارة ثم هجم عليهم بمهارة على حين غرة في معركة بالبحر وقبض عليه جميعًا في آن واحد. تشهد لوحة تذكارية وجدت في تانس تتحدث بأنهم قدموا «في سفنهم الحربية من وسط البحر، ولم يقدر أي شئ في الوقوف أمامهم». لابد من أن كانت هناك كانت معركة بحرية في مكان ما بالقرب من مصب نهر النيل، وبعد ذلك بوقت قصير صورت النقوش الشردانيين بين حرس الفرعون ويبرزون من خلال خوذاتهم ذات القرون مع تكور بارز من الوسط، ودروعهم المستديرة وسيوفهم الكبيرة وصفت النقوش بأنها معركة قادش. في تلك المعركة تمكن الفرعون ومعه الشردانيين من هزيمة شعبي لوكا (L'kkw ربما هم الشعب الذي عُرف لاحقًا باسم الليقيون) وشيكلش (Šqrsšw).



آثاره



أقصى حدود الإمبراطورية المصرية خلال حكم رمسيس الثاني .

قام رمسيس خلال مدة حكمه ببناء عدد كبير من المبانى يفوق أي ملك مصري آخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذي بدأه والده في أبيدوس ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا أطلال، وفي الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام في طيبة الرامسيوم (أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزى اسم الرامسيوم نسبة إلى رمسيس الثاني) وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه، وتوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطانى.

وأقام رمسيس أيضا التحفة الرائعة معبدى أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالسٌ، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الإلهة حتحور إلهه الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر.

ووجود كل هذه الآثار له في الجنوب يدحض ادعاء البعض أن عاصمة الحكم في عهده كانت في الدلتا في مدينة (بر رعميس) لأن كل ما خلفه من آثار ومعابد عظيمة كانت في جنوب مصر حيث العاصمة كما هي طيبة.

كانت آثار النوبة مهددة بالغرق تحت مياة بحيرة ناصر، ولكن تم إنقاذها بمساعدة اليونيسكو، وكانت عملية إنقاذ معبد أبو سمبل هي الأكبر والأكثر تعقيداً من نوعها، حيث تم نقل المعبدين الكبير والصغير إلى موقعهما الحالى، الذي يرتفع عن الموقع القديم بأربعة وستين متراً، ويبعد عنه بمسافة مائة وثمانين متراً.

وأقام رمسيس الثاني العديد من المسلات منها مسلة ما زالت قائمة بمعبد الأقصر، ومسلة أخرى موجودة حاليا في فرنسا بميدان الكونكورد بباريس وقام بنقلها مهندس فرنسي يدعى ليباس.

كما قام رمسيس بأول معاهدة سلام في العالم مع خاتوشيلي الثالث ملك الحيثيين.



وفاته

دفن الملك رمسيس الثاني في وادي الملوك، في المقبرة kv7، إلا أن مومياؤه نُقلت إلى خبيئة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881م بواسطة جاستون ماسبيرو ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات، كان رمسيس يبلغ ارتفاع قامته 170 سم، والفحوص الطبية على موميائه تظهر آثار شعر أحمر أو مخضب، ويعتقد أنه عانى من روماتيزم حاد في المفاصل في سنين عمره الأخيرة، وكذلك عانى من أمراض في اللثة.



عملية نقل تمثاله

تم نقل تمثال رمسيس الثاني في بداية عقد الخمسينيات ووضع بأشهر ميادين القاهرة (ميدان باب الحديد) الذي تغير اسمه إلى ميدان رمسيس، وفي 25 أغسطس عام 2006م تم نقله من ميدانه الشهير الذي يقع في وسط القاهرة أمام محطة السكة الحديد وتم وضعه في منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة لإجراء الترميمات عليه لمدة عام ولحين الانتهاء من إنشاء المتحف المصري الكبير



==



حتشبسوت



غنمت آمون أو حتشبسوت أي خليلة آمون المفضلة على السيدات، أو خليلة آمون درة الأميرات. أبرز الملكات اللاتي حكمن مصر، وأقواهن نفوذًا؛ فقد كان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة فحسب، بل وفي تاريخ مصر القديم كله.



أصلها وتاريخ أسرتها



رأس من الحجر الجيري الملون من تمثال على هيئة أزريس للملكة حتشبسوت.

غنمت امون حتشبسوت ملكة حاكمة مصرية قديمة، وهي الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية ثم كملكة وابنة الإله آمون بعد أن نشرت قصة نقشتها في معبدها بالدير البحري تقول فيها إنها كانت نتيجة لقاء حميم بين آمون وأمها الملكة أحمس، ويخلط مانيتون في ترتيبها فيضعها بعد أمنحوتب الأول في منتصف الأسرة الثامنة عشرة.



يعتبر الملك (أحمس الأول) صاحب الانتصار العظيم في تحرير مصر من الهكسوس، هو الجد الأكبر لحتشبسوت، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر الفرعونية التي تنتمي إليها.



ولقد كانت (حتشبسوت) الوريثة الشرعية لعرش البلاد، حيث لم يكن هناك وريث شرعي من الذكور، ولكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها هو (تحوتمس الثاني)، من زوجة ثانوية تدعى (موت نفرت).



ميلادها

ولدت حتشبسوت في عام 1508 قبل الميلاد، وهي الابنة الكبرى للملك (تحوتمس الأول)، والملكة (أحمس).



تعليمها

تلقت حتشبسوت تعليماً عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، والحساب والفلسفة، والطقوس الدينية، وقواعد اللغة والإنشاء.



ولقد كان عليها أن تثابر على نقل وتعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء، كأي فرد من زملائها، مثل أخيها غير الشقيق (تحوتمس الثاني)، والأمراء والأميرات الصغار، وعدد من أبناء الوزراء والأسر النبيلة؛ وما من شك في أنها كانت تخشى المعلم الذي كان يلقنها الدروس، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم، ولقد كان هذا مثالاً للعدالة التي تطبق على الجميع بالتساوي بدون خوف أو محاباة، والتي أصبحت جزءاً أساسياً في حياة المجتمع المصري في ذلك الوقت، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأي امتيازات خاصة في معاملتها، وقد كانت المدرسة الملكية قي بيت فرعون كغيرها من مدارس البلاد، تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند الظهيرة، كما تفعل الكثير من مدارس مصر في الوقت الحاضر.



زواجها

تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثاني)، على عادة الملوك الفراعنة، الذي لم يكن أمامه كي يقبض على صولجان الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت، وأنجبت منه ابن وبنتان، فأما الابن فمات في طفولته، ولم يبق اسمه على أي أثر من الآثار، وأما الابنتان فاسمهما (نفرو رع)، و (مريت رع حتشبسوت).



وقد أنجب زوجها (تحوتمس الثاني)، ابنه (تحوتمس الثالث)، من أحد محظيات البلاط الملكي، والتي كانت تدعى (إيزة).



توليها الحكم

لم يكن الطريق ممهداً أمام حتشبسوت، ومفروشاً بالورود كي تصل إلى الحكم، فقد واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعاً وسلطة دينية ذكورية، أبت أن ترى الحاكم إلا في صورة رجل.



بدأت حتشبسوت وقتاً عصيباً من حياتها وهي في عمر العشرين، عند وفاة والدها (تحوتمس الأول)، فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش؛ لذا فإنه كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحوتمس الأول على العرش. لكن، تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمراً على غير هواهم؛ لهذا السبب كان من المحتم أن يشرك معها أخوها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) في الحكم، ذاك الشخص النحيل واهن الصحة، قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، وأن يكون شريكاً معها في الملك كفرعون للبلاد، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا.



ولم يكن هناك فائدة ترجى من وراء الاحتجاج، فقد كانت كل الظروف ضدها، وبدئوا يعدون لزواجها من تحوتمس الثاني وبهذا حصل تحوتمس الثاني على شرعية الحكم، ولسنا نعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة، اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب. ولكنه، بدلاً من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء كما كان يفعل أبوه، أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة عن الخارجين عن حكمه.



كان تحوتمس الثاني شخصاً ضعيفاً وربما كان مريضاً في نفس الوقت، وكانت في الحقيقة حتشبسوت هي التي تدير أمور الدولة، وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار، وكانت صاحبة الأمر والنهي، وبعد وقت قصير أصبح واضحاً أنه سائر في طريق الموت، وأخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت؟ لم يكن هناك أمير آخر يستطيع أن يخلفه على العرش، كما لو أنها ستحكم البلاد في النهاية بمفردها، بينما سُر أصدقاؤها الذين يعرفون قدرتها وقوتها من هذه الفكرة، وكانوا على أتم استعداد ليخدموها بإخلاص عندما يحين الوقت.



لكن، زوجها (تحوتمس الثاني) كان يريد أن يمنح ابنه (تحوتمس الثالث)، حق تولي العرش من بعده، وقد كان هناك شخصاً يدبر المؤامرات مع معبد آمون بالكرنك، مثيراً الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم، وقد كان هذا الشخص هو (تحوتمس الثالث) نفسه، الذي كان يعيش في المعبد كأحد كهنته.



لقد مات تحوتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد، وفي أحد الأيام بعد موته بوقتٍ قصير، وعندما كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالاً يخرج فيه موكب الإله آمون، وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال (آمون)، أمام كاهن صغير، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك، ووافق جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن آمون قد اختاره ليشاركها الحكم.



وقد كان هذا الكاهن الذي وقفت محفة (آمون) أمامه، هو (تحوتمس الثالث) ابن زوجها المتوفى.



وفي اليوم الثالث من شهر مايو 1501 قبل الميلاد، ترك تحوتمس عمله كأحد صغار الكهنة في معبد آمون، ليدخل القصر الملكي للفراعنة، وقد كان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت أربعاً وثلاثين سنة، ومنذ اليوم الأول وسادت بينهم المنافسة والمرارة، ولم تلبث حتشبسوت إلا وأن جمعت حولها مناصرين وكونت حزباً مناصراً لها، ولم يلبث هذا الحزب إلا وقتاً قليلاً حتى اشتد نفوذه، وأصبح قوياً لدرجة أن الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة الكافية أصبح عاجزاً عجزاً تاماً عن حكم البلاد، واضطر لإخلاء المكان لحتشبسوت.



وأخيراً تم إعلان حتشبسوت في عام 1478 قبل الميلاد، ملكاً على الصعيد والدلتا، وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون.



وفي أغاني المديح التي كانت تغني في مدحها، كانوا يسمونها (حورس الأنثى)، وأضافوا علامة التأنيث في آخر الكلمة التي تدل على (الجلالة).



ولقد كانت الخانات الملكية التي كتب اسم حتشبسوت في داخلها، والتي تظهر على جدران الدير البحري والكرنك وفي غيرها من الأماكن في مصر صريحة في معانيها، فقد أضيف بجوار اسمها (ملك الصعيد والدلتا، ابنة الشمس، صديقة آمون حتشبسوت، حورس الذهبي، مانحة السنين، إلهة الاشراقات، هازمة جميع البلاد، التي تحيي القلوب، السيدة القوية).



ولقد كانت هذه اللحظة هي لحظة النصر بالنسبة لها، ويقدر المؤرخ المصري القديم (مانيتون)، فترة حكمها بـ 21 سنة، وتسعة أشهر.



وقد يثار هنا تساؤل ماذا فعلت حتشبسوت بتحوتمس الثالث، بعد أن أطاحت به، وقد يظن البعض أنها قتلته أو نفته لمكان بعيد عن مصر. لكن، الحقيقة أنها عهدت إلى تربية وتعليم هذا الفرعون الذي كان قبل ذلك كاهناً صغيراً في السن تربية عسكرية، وعلمته فنون إدارة الدولة، ليقود بعض الحملات العسكرية ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد في أواخر حكمها، وقد تولى الحكم بعد موتها، بعد زواجه من ابنتها (مريت رع حتشبسوت)، مما أعطى له شرعية الحكم، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر، وكون أول وأقوى إمبراطورية مصرية عرفها التاريخ.



أعمالها في فترة حكمها

- اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية، وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار، وتحت صولجان الفرعون المرأة استطاعت مصر أن تغتني وتزدهر، فقد أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصةً مناجم النحاس والملاخيت في شبه جزيرة سيناء، فقد كان قد توقف العمل في تلك المناجم في فترة حكم الهكسوس لمصر وما تلاه، ومازلنا نجد في سيناء لوحة عليها كتابة توثق هذا العمل، وتمجد ما فعلته.



ونشـّطت حتشبسوت كذلك حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثانى، وأعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، حيث قامت بتنظيف هذه القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى، وذلك لتسيير أسطول مصر البحري بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحر الأحمر. وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحرى بالأقصر.



اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجارى المصرى فأنشأت السفن الكبيرة ، واستغلتها في النقل الداخلى لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون ، وفي بعثات التبادل التجارى مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر ، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود.



- بعثة المحيط الأطلسى: أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسى، وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسى لاستيراد بعض أنواع السمك النادر.



- بعثة بلاد بونت: أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت (الصومال حاليا ، وجنوب اليمن)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة. وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحرى على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر ، ولا تزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.



- بعثة أسوان: أيضا صورت على جدران معبد الدير البحرى وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت، وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر، وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهي تزين حتى الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس.



ويعجب المؤرخون والمهندسون حتى يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر، فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر، ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق، وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتشبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح، ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التي اتبعها المهندس المصرى القديم للقيام بهذا العمل الجبار، ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك، إلا أن المهندسين المصريين القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها. ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة غيرالكاملة التجهيز في محجر أسوان، ويسألون أنفسهم: كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك؟ ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا، وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان ، وتسمى الآن بـ (المسلة الناقصة).



حملات عسكرية

كان السائد في عصر حتشبسوت ، هو السلام والرفاهية وازدهار الحركة التجارية مع دول الجوار، فلم تكن تميل إلى سياسة الغزو الخارجي. لكن ، سجلت بعض الحملات العسكرية القليلة في عهدها ، التي جاء أغلبها حملات تأديبية ، بالإضافة إلى حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهي الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وبعض المخطوطات مثل مخطوط وجد في مقبرة سنّموت (Senenmut (TT71 تفصح عن حملات تأديبية في النوبة وبعض البلاد الأخرى التي كانت تحت السلطة المصرية ، كما الآتي:



حملة تأديبية على النوبة في بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت. ورد ذلك في مخطوط لرئيس الخزانة تيي Tij.

حملة تأديبية على سورية وفلسطين، طبقا لمخطوط في الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة

حملة ضد تمرد في النوبة في العام 20 من حكمها (مكتوبة على لوحة تومبوس Tombos.)

حملة تأديبية على ماو Mau بالقرب من منطقة فرقة Firka بين السنتين 20 و22 من حكمها.

سر ظهور حتشبسوت بملابس الفراعنة الذكور

لم تشأ حتشبسوت أن تبتدع جديداً في مظهر الفرعون الحاكم التي ألفها الناس لعقود طويلة ، فعلى الرغم أنه في بداية حكمها كانت تصور كامرأة بكامل زينتها إلا أنه في وقت لاحق أصبحت مثالاً على الفرعون القوي ذو العضلات ، الذي يضع لحية مستعارة. فقد أخذت تلبس ملابس تشبه ملابس من سبقها من الفراعنة الرجال في الاحتفالات الرسمية ، كما ظهرت في بعض تماثيلها بذقن مستعارة كما هو المألوف في تماثيل الفراعنة.



وإن كان هذا لم يقلل من كون حتشبسوت ، كانت تمتلك كل صفات الأنثى الجميلة ، فقد كانت ذات بشرة خمرية لطيفة ، وأنف معقوف قليلاً ، ووجه مستدير.



وكانت تحب الزهور والحدائق والأشجار ، وكل شيء ذو أريج ، زاهي الألوان.



هل كانت هناك قصة حب بين الملكة والمهندس«سنّموت» ؟

لقد كان «سنموت» لغزاً مثيراً في حياة حتشبسوت ، ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري، والذي منحته 80 لقباً ، والذي كان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغير (نفرو رع)، وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته ، ليكون قريباً منها في الحياة الأخرى ، كما كان قريباً منها في الدنيا. أما هي فقد كانت تقدر نبوغه وقوة شخصيته، لدرجة جعلها تسمح له ببناء مقبرته في حرم معبدها ليجاورها في مماته كما كان يفعل في الدنيا.



وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين الاثنين سنموت وحتشبسوت ، بعد وفاة زوجها. لكن ، هذا ليس مؤكداً ، وقد تكون مجرد علاقة احترام متبادل.



والمهندس الملكي سنموت ، هو من شيد لحتشبسوت أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أو الحديث وهو معبد الدير البحري ، الذي شيده في حضن الجبل الغربي ، وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض الملكي المجلوب من طرة، وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى ، لكي ترتقيها روح الملكة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم.



وفاتها

توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف ، والذي يوافق (14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام 22 من فترة حكمها ، كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت.



ولقد تم التحقق من مومياء حتشبسوت ، أن علامات موتها هي علامات لموت طبيعي ، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري.



وقبر حتشبسوت موجود في وادي الملوك ويرمز له بالرقم KV20 ، وربما قامت حتشبسوت بتوسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، وقد وجد تابوتها موجوداً بجانب تابوت أبيها.



ومؤخراً التقطت لمومياء الملكة حتشبسوت صورة تظهر فيها باسمة حالمة وادعة؛ كمن أدى رسالته على أكمل وجه ، وأخيراً استراح. والطريف في الصورة أيضاً أن الملكة كانت تتمتع بشعر ناعم ملون جميل؛ يظهر بوضوح في الصورة أيضاً، وهذا يدل على أن علم التحنيط الذي أبدعه المصريون القدماء سراً عظيماً لو أكتشف؛ قد يغير مظاهر الدفن في العالم بأسره.



ومهما يكن من أمر الملكة «حتشبسوت» فإنها واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ، ولقد بذلت كل الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كإمرأة تحكمه ، وسواء أقنعت «حتشبسوت» الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها ، أم لم تقنعهم ، فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال.



حتشبسوت (تعني: من أبرز السيدات النبيلة؛ 1508-1458 ق.م.) كانت الفرعون الخامس من عصر الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة. يعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنة، حامله للقب أطول من أي امرأة أخرى في الأسر المصرية. تميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار. وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول وأمها الملكة احموس. وكان أبوها الملك قد أنجب ابنا غير شرعيا هو تحتمس الثاني. وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية ، ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له.



عائلتها

هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة وأسرارا وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية «سنموت» ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذي منحته 80 لقبا. وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت الاثنين سنموت وحتشبسوت فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في «حياة أسطورية»، وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.



(كانت حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني (حوالي 1512 ق.م - 1504 ق.م) من السلالة الثامنة عشر ، ويبدو أن زوجها أُطيح به طوال بضع سنين ، ولكنهما عادا إلى العرش سنة 1493 قبل الميلاد ، وطوال السنوات ال12 التالية كرّست كل قواها وموارد مصر لإنشاء الطرق، وتشييد المنازل، والمعابد، ولتحسين الأحوال البلاد الداخلية ، ومحاولة إبقاء مصر بعيدة عن الحرب مع جاراتها ، ومن أعظم أعمالها ضريح لزوجها في وادي الملوك، بالقرب من طيبة، وكانت ترعى كذلك الفنانين والحرفيين .



حكمها

اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول أقصى وسعها لتنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أية حروب معهم.



توليها الحكم



دجسر دجسرو هو المبنى الرئيسي في المعبد الجنائزي لـمجمع حتشپسوت في الدير البحري. صممه سنموت، كمثال للتناظر الكامل الذي يسبق الپارثينون بألف سنة.

واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمي ويقول بعض الناس أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم لكن لا يوجد دليل كافي. ومن جهة أخرى واجهت مشاكل مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض. لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم. في الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبيا وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد. فعملت حتشبسوت على حكم البلاد إلى أن يكبر، وراعت أن يتربى تحتمس الثالث تربية عسكرية بحيث يستطيع اتخاذ مقاليد الحكم فيما بعد. نشـّطت حتشبسوت حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثاني، وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر، واتسم عهدها بالسلام والرفاهية.



بعثاتها الخارجية

اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجاري المصري فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها في النقل الداخلي لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون أو أرسال السفن في بعثات للتبادل التجاري مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر والسلام، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود.





تمثالان لأوزوريس بمعبد حتشبسوت في الدير البحري بالأقصر-غرب.



حتشبسوت في صورة حورس بمعبد الأقصر.

بعثة المحيط الأطلسي: أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسي وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسي لاستيراد بعض أنواع السمك النادر.



بعثة بلاد بونت: أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت (الصومال حاليا)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة. وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل عندالأقصر. ولا تزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.



بعثة أسوان: أيضا صورت على جدران معبد الدير البحري وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت. وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر. وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهي تزين حتي الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس.



ويعجب المؤرخون والمهندسون حتي يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر. فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر، ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق. وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتشبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح.ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التي اتبعها المهندس المصري القديم للقيام بهذا العمل الجبار. ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك، إلا أن المهندسين المصريين القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها. ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة الغير كاملة التجهيز في محجر أسوان. ويسألون أنفسهم: كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك؟ ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا، وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان ويسمى الآن (مسله ناقصه)•



حتشبسوت في الثقافة الشعبية

من أشهر الملكات اللواتي تولينَّ حكم مصر وتعد من الجميلات، وحتشبسوت هي أول من ارتدت القفازات وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها (6 أصابع أو أكثر في اليد الواحدة) لم يعرف الناس ذلك إلا بعد رؤية موميائها ففي أغلب التماثيل التي صنعت لها كانت يداها تبدوان طبيعيتين لأنها كانت تأمر النحاتين بذلك، أيضا هي أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة.



حملات عسكرية

حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهي الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وبعض المخطوطات مثل مخطوط وجد في مقبرة سننموت (Senenmut (TT71 تفصح عن حملات تأديبية في النوبة وبعض البلاد الأخرى التي كانت تحت السلطة المصرية.



حملة تأديبية على النوبة في بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت. ورد ذلك في مخطوط لرئيس الخزانة تيي Tij،

حملة تأديبية على سورية وفلسطين، طبقا لمخطوط في الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة.

حملة تأديبية في السنة 12 من حكمها (ورد ذلك في كتابة في تانجور-غرب Tangur-West)، وتذكر فيه أول تاريخ لاشتراك تحتمس الثالث في الحكم مع حتشبسوت.)

حملة ضد تمرد في النوبة في العام 20 من حكمها (مكتوبة على لوحة تومبوس Tombos.)

حملة تأديبية على ماو Mau بالقرب من منطقة فرقة Firka بين السنتين 20 و22 من حكمها.



لوحة لحتشبسوت وتحتمس الثالث يقدمان القرابين إلى المعبود آمون وتُرى حتشبسوت في المقدمة تحمل بخورا وخلفها تحتمس مرتديا التاج الأبيض، تاج الوجه القبلى ،(متحف الفاتيكان)

وفاتها

توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف (يوافق 14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام 22 من فترة حكمها. جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت. وقدر المؤرخ المصري القديم مانيتو Manetho فترة حكمها ب 21 سنة وتسعة أشهر. وقد اعتـُقد في الماضي انها قتلت بسبب التنازع على الحكم، ولكن تم التحقق الآن من مومياء حتشبسوت وهي تبدي بوضوح علامات موت طبيعي، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري. وقبرها موجود في وادي الملوك ويرمز له بالرقم KV20. وربما قامت حتشبسوت توسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، ووجد تابوتها موجود بجانب تابوت أبيها.



==

تحتمس الثالث

من خبر رع، تحتمس الثالث (1425 ق.م.) سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ويعتبر مؤسس الإمبراطورية المصرية الحديثة في ذلك الوقت. ظلت تلك الأمبراطورية حتى نحو عام 1070 قبل الميلاد لغاية عهد رمسيس الحادي عشر.



حياته العسكرية

اهتم تحتمس الثالث بالجيش وجعله نظاميا وزوده بالفرسان والعربات الحربية، كما في عهده أتقن المصريون القدماء بفضله صناعة النبال والأسهم. بخلاف عهد تحتمس، في الوقت الذي كانت تحكم فيه حتشبسوت اتبعت سياسة سلمية مع مناطق النفوذ المصري في فلسطين والنوبة ومع جيرانها، وكانت تهتم بالبحرية وترسل الحملات البحرية إلى بلاد بونت وإلى سواحل لبنان للتبادل التجاري، انتهزت بعض المحميات في سوريا وميتاني للتمرد على الحكم المصري. وبمجرد أن اعتلى تحتمس الثالث العرش بعد وفاة حتسبسوت كان لا بد وان يعيد السيطرة المصرية على تلك المناطق تأمينا لحدود البلاد. شن تحتمس ستة عشرة حملة عسكرية على آسيا (منطقة سورية وفلسطين) استطاع من خلالها تثبيت نفوذه هناك كما ثبت نفوذ مصر حتى بلاد النوبة جنوباً.



وقد كان أمير مدينة قادش في سوريا يتزعم حلفا من أمراء البلاد الأسيوية في الشام ضد مصر وصل عددهم إلى ثلاثة وعشرين جيشا وكان من المتوقع أن يدعم تحتمس الثالث دفاعاته وقواته على الحدود المصرية قرب سيناء إلا أن تحتمس قرر الذهاب بجيوشه الضخمة لمواجهة هذه الجيوش في أراضيهم ضمن خطة توسيع الامبراطورية المصرية إلى أقصى حدود ممكنة وتأمين الحدود ضد جيوش المتحرشين.



معركة مجدو



مناطق نفوذ مصر في الشرق الأوسط في عصر تحتمس الثالث.



تحتمس الثالث يضرب أعداءه . حفر على أحد جدران الصرح بمعبد الكرنك في طيبة.

بنى تحتمس الثالث القلاع والحصون، وقام بتدريب الجنود على أفضل التدريبات وأمدادهم بأسلحة مبتكرة قوية مثل النبال المستحدثة والتوسع في استخدام العربات في القتال. وفي حملة معركة مجدو قسم جيشه إلى قلب وجناحين واستخدم تكتيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة من قبل. ثم قام على رأس جيشه من القنطرة وقطع مسافة 150 ميلا في عشرة أيام وصل بعدها إلى غزة ثم قطع ثمانين ميلا أخرى في أحد عشر يوما بين غزة وأحد المدن عند سفح جبل الكرمل، هناك عقد تحتمس الثالث مجلس حرب مع ضباطه بعد أن علم أن أمير قادش قد جاء إلى مدينة مجدو وجمع حوله 230 أميرا بجيوشهم وعسكروا في مجدو المحصنة ليوقفوا تقدم تحتمس الثالث وجيشه.



كان هناك ثلاثة طرق للوصول إلي مجدو اثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل والثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجدو وقد أستقر رأى تحتمس على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامرة قلبت موازيين المعركة فيما بعد.



كانت قوات أمير قادش وحلفاءه قد تمركزت عند نهاية طريقين فسيحين معتقدة أن الجيش المصري سيأتي من أحدهما أو من كليهما. في فجر اليوم التالي أمر الملك تحتمس الثالث الجيش بإعادة تركيب العربات الحربية والاستعداد للهجوم المفاجئ. وهجمت قواته وكان على رأسهم في المقدمة على شكل نصف دائرة على مجدو فكانت المفاجأة أن يبادرهم المصريين بهذا الهجوم الكاسح فاضطربوا وفقدوا توازنهم حتى أصبحت جيوشهم في حالة من الفوضى وعدم النظام وبدأ قادة الجيوش والسرايا في الهروب تاركين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم الملئ بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة. وبسبب انشغال أفراد الجيش المصري بجمع الغنائم تمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها. كانت تبعة انصراف الجيش في جمع المغانم في الوقت الذي كانوا بإمكانهم القضاء على جيوش أمير قادش وتحقيق النصر الكامل أن اضطر تحتمس الثالث لحصار مجدو سبعة شهور طويلة حتى أستسلم الأمراء وأرسلوا أبنائهم حاملين الأسلحة لتسليمها إلى الملك تحتمس الثالث.



الهجوم على ميتاني

يمكن الاسنتاج أن حملة تحتمس الأول (1492- 1504 ق.م) على سوريا، كانت بداية المواجهة بين مصر الفرعونية والمملكة الميتانية، حتى أنه نصب تذكاراً له غرب الفرات في الجزيرة السورية، وسار تحتمس الثالث على دربه بإرسال الحملات إلى هناك.



إلا أنه ليس واضحاً الدور الذي لعبته ميتاني في التحالف السوري الذي قاده ملك قادش في معركة مجدو عام 1456 ق.م ضد الملك المصري تحتمس الثالث، لكن الواضح أن المواجهات المصرية الميتانية السورية القديمة كانت في العام 1446 ق.م حيث تقابل الجيشان إلى الغرب من حلب.



لم يكن سهلاً على الجيش المصري التحكم في كامل غرب وشمال الهلال الخصيب وإن كان قد وضع حاميات عسكرية في بعض المدن كما في جبيل، إلا أن ذلك لم يحد من ثورة بعض مدن الساحل الكنعاني. وكذلك شهدت هذه الفترة زيادة نفوذ ميتاني في كامل شمال الهلال الخصيب، حتى أن أوغاريت كانت إحدى الدويلات التابعة لميتاني في بعض الفترات، كما أن بعض الدويلات التابعة سابقاَ للممكة الحيثية أنضمت إلى ميتاني مع نهاية القرن الخامس عشر ق.م. وكانت ميتاني قد أخضعت آشور وعقدت تحالفا مع الدولة البابلية.



لاحقاً بدأت العلاقات الميتانية المصرية بالتحسن في أواخر عهد تحتمس الثالث، واستمرت تلك العلاقات الطيبة بينهما. ويشهد على ذلك الزيجات المتبادلة بين ملوك مصر وبنات أمراء سوريا والرسائل المتبادلة بين طيبة وواشوكانو/ واشوكاني (سوريا) في رسائل تل العمارنة، كما في رسالة من الملك الحوري شوتارنا الثاني ملك ميتاني إلى الملك المصري أمنحوتب الثالث.



إدارة البلاد والفتوحات



الحدود الجنوبية لإمبراطورية تحتمس الثالث.

قبل قيام تحتمس الثالث بتأمين البلاد وغزو بلاد الجوار لمنع هجومهم على مصر، اهتم بشؤون إدارة تلك البلاد الواسعة التي تمتد من حدود العراق الغربية الحالية وشمال سورية إلى الجنوب على طول مجرى نهر النيل جنوبا حتى الشلال الرابع في وسط السودان الحالي. ونصب لكل من تلك البلاد خارج مصر واليا من مصر لحكمهم وتأمين البلاد. يساعد الوالي في حكم البلد موظفون إداريون وكتبة. وكان الوالي مسؤولا أيضا عن تموين قوات الجيش المصري القائمة هناك وكذلك جمع الجزية من السكان. وكان الوالي رئيسا لأمراء تلك البلاد. وعندما كانت تقوم حركة تمرد في إحدى المقاطعات كان الوالي يقوم بإخمادها بواسطة الجنود المصريين المقيمين عنده من دون لزوم الرجوع إلى أخذ تصريح من ملك مصر. إلا إذا كان التمرد واسعا فيطلب العون من فرعون مصر الذي يمده بقوات إضافية أو يذهب إليه بنفسه على رأس حملة كبيرة لإخماد التمرد.



بعد حكم تحتمس الثالث ظلت الإمبراطورية المصرية المتسعة تحت حكم خلفائة لمدة تصل إلى نحو 400 سنة. وكان كثيرون من خلفاء تحتمس الثالث الذين حكموا مصر وحكموا تلك الفتوحات يتزوجون من بنات الأمراء وبنات ملوك دول الجوار من أجل المحافظة على السلام بين البلاد منهم أمنحتب الرابع ورمسيس الثاني وغيرهم.



براعته السياسية



الجزء العلوي من مسلة تحتمس الثالث في القسطنطينية، أحضرها الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس 379-395 بعد الميلاد.

استدعى تحتمس الثالث أبناء أمراء الأقاليم الآسيوية إلى طيبة عاصمة مصر في ذلك الوقت، ليتعلموا في مدارسها لضمان عدم تمردهم، إذا عادوا إلى بلادهم وتولوا الحكم فيها.





أعماله المعمارية

بنى تحتمس الثالث في طيبة العديد من المعابد منها معبدين أحدهما بجانب معبد حتشبسوت في الدير البحري، كما قام ببناء البوابتان العملاقة السادسة والسابعة وقاعة الاحتفالات في معبد الكرنك وأكمل بناء معبد حابو الذي بدأته حتشبسوت، واقام معبد للآله بتاح في موطنه في منف، ويحتوى المعبد على ثلاث حجرات الأولى لبتاح والثانية حتحور ربة طيبة والثالثة للإلهه سخمت زوجة بتاح حيث يمثلها تمثال لها برأس لبؤة يعتليه قرص الشمس، وله معبد في أمدا وسمنة، وأقام معبد في الفنتين للإلهه ساتت، وله آثار في كوم امبو وادفو وعين شمس وأرمنت.



أقام تحتمس الثالث ما لا يقل عن سبع مسلات معظمها موجود الآن في عدد من عواصم العالم منها المسلة الموجودة في لندن (هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس الثالث أمام معبد الشمس بهليوبوليس وقد نقلهما مهندس إغريقى يدعى بنتيوس إلى الإسكندرية ليوضعا أمام معبد إيزيس، وقد سقطت هذه المسلة من فوق قاعدتها في خلال القرن الرابع عشر من الميلاد، ويقال أن محمد على باشا أهداها إلى بريطانيا عام 1831 م ولكنها لم تصل إلى لندن إلا في عام 1878 م حيث ظلت ملقاة على الأرض طوال ذلك الوقت لعدم التمكن من نقلها حتى تكفل بتكاليف نقلها السير أرزمس ولسن فصنع لها سفينة خاصة لنقلها، وقد تعرضت السفينة في طريقها للعودة للغرق نتيجة عاصفة قامت في خليج بسكاى ولكن تم إنقاذ المسلة ووصلت سالمة.



ومن الجدير بالذكر ان هذه المسلة قد أصيبت بخدوش من شظايا القنابل أثناء الحرب العالمية الثانية على نهر التيمز والمعروفة باسم إبرة كليوباترا والتي كان تحتمس قد أقامها أمام معبد عين شمس، ومسلة أخرى موجودة حاليا في إسطنبول هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس أمام الصرح السابع (بوابة عظيمة) بمعبد الكرنك وقد نقلها الأمبراطور ثيودورس عام 510 م، وفي الواقع تمثل هذه المسلة الجزء الأعلى فقط من مسلة كانت في الأصل أطول بكثير من أية مسلة موجودة الآن.



وله مسلة أخرى موجودة في نيويورك أقامها تحتمس أمام معبد الشمس فهذه المسلة ومسلة لندن توأمان، وهي قائمة الآن في سنترال بارك، كما أمر تحتمس في أواخر أيامه بإن تقام مسلة أمام الصرح الثامن من معبد الكرنك ولكنها لم تُستكمل بسبب وفاته، وتركت في مكانها لمدة 35 عاما إلى ان عثر عليها تحتمس الرابع واقامها في المكان الذي كانت معده له وتوجد الآن في روما امام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران، قام قسطنطين الأكبر عاهل الدولة الرمانية بنقل هذه المسلة التي تزن 455 طن إلى الأسكندرية عام 330 بعد الميلاد لأرسالها إلى بيزنطة لتجميل عاصمته الجديدة، ولكنه فشل في نقلها فبقيت وظلت في مكانها مدة 27 عاما حتى قام ابنه قسطنطنيوس بنقلها إلى روما وأقمها في ميدان ماكسيماس، وفي عام 1587 م كشف عنها ووجدت محطمة إلى ثلاث قطع فتم إصلاحها وترميمها على يد دومنيكو فونتانا بأمر من البابا سكتس الخامس ونصبت في مكانها الحالى بميدان اللاتيران، كما أمر أيضا بأن يرفع الصليب على قمتها اعتقادا منه أن ذلك رمز لانتصار المسيحية على الوثنية.



الفرعون الإمبراطور

أقام تحتمس الثالث إمبراطورية من اقدم الامبراطوريات في التاريخ وهي أقصى حدود لمصر في تاريخها حيث وصلت حدود مصر إلى نهر الفرات وسوريا شرقا وإلى ليبيا غربا وإلى سواحل فينيقيا وقبرص شمالاو إلى منابع النيل جنوبا حتى الجندل الرابع أو الشلال الرابع.



مقبرته

مات تحتمس وعمره 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عاما كما جاء في نص امنمحات «... من العام الأول حتى العام الرابع والخمسين في الشهر الثالث من فصل الشتاء اليوم الأخير من عهد فخامة الملك» من خبر رع «ملك دولة مصر الشمالية ومصر الجنوبية» ودفن في مقبرة بوادي الملوك كان قد أعدها لنفسه وهي المقبرة رقم 34، حيث يعد من أوائل الملوك الذين بنوا مقابر لأنفسهم في وادى الملوك، وقد اكتشفت مقبرته في عام 1898 على يد العالم فيكتور لوريت ووجد المقبرة قد تعرضت للنهب ولم تكن بها المومياء التي عثر عليها في الدير البحري عام 1881. و من أشهر مقولاته لوزيره الشهير رخمى رع "لا يرضى الرب بالتحيز (الفساد)، كن يقظا فمنصب الوزير عماد الأرض كلها فليس للوزير أن يستعبد الناس، استمع للشاكى من الجنوب والدلتا أو أي بقعة.. تصرف بالعدل فالمحاباة يمقتها الرب.. كن عادلا مع من تعرفه ومن لا تعرفه...»
 
Y

Yoya

عنتيل زائر
غير متصل


أتمنى أن يتم انتاج مسلسلات تاريخية سورية عن خوفو وخفرع ومنكاورع ورمسيس وتحتمس وحتشبسوت



ما يلى منقول من موسوعة ويكبيديا القسم العربى منها، ويمكن الاطلاع على مقالات خوفو وخفرع ومنكاورع ورمسيس الثانى وتحتمس الثالث وحتشبسوت بالموسوعة بقسميها العربى والانجليزى للاستزادة من الصور الرائعة فيها..



خوفو



خوفو (خووّ-فووّ)، هو اسم الولادة للفرعون المصري القديم، الذي حكم في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، حوالي 2580 قبل الميلاد. يعرف بالتساوي أيضًا بالاسم الهليني خوبوس أو شوبوس (باليونانية: Χέοψ من خلال المؤرخين الإغريقيين ديودورس وهيرودوت)‏.



الفرعون خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة، الذي تبع الفرعون سنفرو على العرش، والمُرجح أن يكون أبيه. ومن الثابت أن أمه كانت الملكة حتب حرس الموجود قبرها في مقابر الجيزة. يُعزى إليه بناء الهرم الأكبر على هضبة الجيزة لتكون مقبرة له، أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. ولكن لم يتم توثيق جوانب أخرى كثيرة من حكمه.



أرسل البعثات إلى وادي المغارة بسيناء لإحضار الفيروز. حيث وجد اسمه وصورة تمثله وهو يهوي على رأس شخص بدبوس. له تمثال وحيد عثر عليه في أبيدوس من العاج، نقش اسمه على كرسي العرش. طول التمثال خمسة سنتيمترات؛ وهو الآن بالمتحف المصري. حكم طبقاً لبردية (تورين) حوالي ثلاث وعشرين سنة. في عهده بني الهرم الأكبر في الجيزة، وكان أعلى بناء حجري في العالم حتى بناء كتدرائية في عام 1350 ووصل ارتفاعها إلى 160 متر، ولكن هرم خوفو هو أضحم مبنى من صنع الإنسان حتى الآن. أطلق على الهرم اسم (آخت خوفو) بمعنى أفق خوفو، وشيد سنة 2650 ق.م. وقد اشرف على بنائه وزيره ومساعده الأول حم إيونو أو قد تنطق «هامون» وتمثاله موجود بمتحف رومر-بيليسوس]] بهيلدسهايم بشمال ألمانيا.





هرم خوفو بالجيزة

أسمه وألقابه بالهيروغليفية

بدأ اسم حورس لفرعون في الظهور تاريخيا قبل عصر الأسرات في مصر، وظل هو اللقب الوحيد الذي يتقلده فرعون حتى الأسرة الثانية. ثم أتت عليه ألقاب أخرى بجانبه ابتداء من الأسرة الرابعة حتى أكتملوا فكان لفرعون خمسة ألقاب يتقلدها. منذ الأسرة الرابعة أصبح فرعون يتقلد خمسة ألقاب، يتقلدها عند اعتلائه العرش. تلك الألقاب هي: الاسم الشخصي، واسم تتويج، اسم حورس، واسم ذهبي واسم نبتي (الاسم النبتي يحمل لقب ملك مصر العليا والسفلي).



أصول خوفو

من الثوابت أن أم خوفو كانت الملكة حتب حرس، وكان يعتقد أن والده الفرعون سنفرو. وكان لسنفرو أبناء أخرين عنخ حاف (والذي قد يكون في الحقيقة أبن لخوفو)، ونفر معات والأمير رع حتب؛ وهم أخوات لخوفو ولكن من أم ثانية.



في أوائل القرن العشرين كان يعتقد أن خوفو كان أحد الأمراء وتزوج من عائلة سنفرو. ولكن حفريات قام بها «سيورج رايزنر», على هضبة الجيزة في عام 1925 أدت إلى اكتشاف مقبرة حتب حرس (G 7000x) شرق هرم خوفو، ووجدت في مقبرتها الكثير من الأثاث والقوارير والقرابين والأختام. ووجدت على بعض تلك الآثار اسم الفرعون سنفرو، كما وجد ان حتب حرس كانت تلقب «موت نسوت» بمعنى «أم الملك». بهذا يبدو أنها كانت زوجة سنفرو، وبالتالي فكان سنفرو وحتب حرس هما أبوي خوفو.



شجرة العائلة

الملك سنفرو هو أبو الفرعون خوفو، وأبو الملك سنفرو هو الفرعون زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، وأم خوفو هي الملكة حتب حرس، حيث كان لقبها «أم ملك مصر العليا والسفلى».



وابن الملك خوفو الملك خفرع الذي بنى الهرم الثاني؛ وانجب خفرع الملك منكاورع أو منقرع.



مدة حكمه

تختلف التقديرات في معرفة فترة حكمه بالضبط. [[تذكر بردية تورينو وهي من عهد الدولة الحديثة وتعتبر من أهم الوثائق بالنسبة لتتابع ملوك مصر أن خوفو حكم مدة 23 عاما. ويقول المؤرخ الإغريقي هيرودوت أنه حكم 50 سنة، كما أن الكاهن المصري مانيتو الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد يعني أنه حكم 63 سنة. كما ذكر في وقت الأسرة الرابعة أن مدة حكمه كانت " 17 تعدادات (حيث كان في العادة يتم تعداد لأعداد الماشية ومساحات الأراضي بغرض فرض الضرائب) وكان التعداد يتم عادة كل سنتين - ولكنه كان أحيانا يتم كل سنة - فإذا كان التعداد كل سنتين بانتظام في عهد خوفو فتكون فترة حكمه 34 سنة.



التجارة والبعثات

يذكر من عهد خوفو بعثتان: واحدة منهما أرسلها على منطقة واحة الداخلة في الصحراء الليبية، والأخرى إلى سيناء بغرض الحصول على الفيروز والنحاس. وتذكر كتابات هيروغليفية توجد منقوشة في الصخور على بعد 50 كيلومتر غرب واحة الداخلة «جبل ماء جد-ف-رع» - نسبة إلى الإله رع الدائم. وبحسب تأريخ تلك البعثة فقد تمت في «عام 12 من التعداد» وهذا ما يعادل العام 24 من حكم خوفو؛ وفي تاريخ ثاني «عام 13 من التعداد» وهذ يعادل العام 26 من حكم خوفو - باعتبار أن التعداد كان يتم في مصر كل سنتين



كما ذكر اسم خوفو في الكاب وفي الفنتين وفي نحاجر هاتنوب. وفي وادي حمامات. كذلك وجد اسم خوفو في محاجر الديوريت بالقرب من أبو سمبل وله هنا لوحتين منصوبتين.





لوحة للملك خوفو في وادي المغارة بسيناء.

ويبين نقش على الصخر في وادي المغارة بسيناء تشكيلا لخوفو كحامي المناجم.وقد عثر مؤخرا في عام 2011 بالقرب من وادي الجرف على البحر الأحمر آثار ميناء، تدل المخطوطات التي وجدت على أواني فخارية هناك أنها من عهد أوائل الأسرة الرابعة، أي هناك احتمال كبير أنها أسست في عهد خوفو.



كذلك تمت في عهد خوفو بعثات تجارية إلى فينيقيا وكانت ترسو البعثات البحرية في جبيل (بلبنان حاليا). وقد عثر فيها على شقفات أواني من الألبستر وعلى بلطة من النحاس تحمل اسم الفرعون خوفو.



البلاط الملكي



تمثال حم إيونو من متحف رومر-بيليزيوس ، هيلدسهايم، ألمانيا.

الكثير من كبار موظفي الدولة من عهد خوفو معروفون من مقابرهم في منطقة أهرامات الجيزة. ويعرف أيضا أن الوظائف العليا كانت مخصصة لعائلة الملك. في عهد خوفو ظهرت رتبة الوزير بالمصرية القديمة تياتي؛ وشغلها عدد من الوزراء، منهم: عنخاف" و "خوفوخايف الأول" و "من-خايف"، ويحتمل أيضا كان كا وعب وزيرا لخوفو. وقد ذكر اسم كواب على تمثال من الأسرة التاسعة عشر على أنه كان وزيرا لخوفو.



في غرب الهرم الأكبر -هرم خوفو- توجد مقابر كبار رجال الدولة الذين كانوا يعملون بصفة رئيسية في أعمال الهنة والبناء، وكبار الكتاب. وكان من أكبر المهندسين الذين قاموا ببناء هرم خوفو حم إيونو الذي كان ابن أخ خوفو. وكان متقلدا في نفس الوقت أعمال «الوزير»، كما حمل لقب «ناظر جميع أعمال فرعون». أي أنه كان المسؤول عن يناء هرم خوفو وما يحيط به من منشآت.



بجانب حم إيونو تعرف أيضا أسماء مديرون في أعمال البناء مثل إيونو، وكاإماخ و "كا-نفر" و "وب-إم-نوفرت]]. لم توجد دلائل على كون هؤلاء الموظفين الكبار ينتمون إلى العائلة الملكية. صحيح أن الواحد من منهم كان يحمل لقب "ابن الملك " أو "ابنة الملك" ولكنهم كانوا لا يحملون ألقابا أخرى مثل الأمراء والأميرات. وتوجد قبورهم أيضا في منطقة مقابر الجيزة. ويبدو أن لقب "ابن فرعون" كان لقبا رمزيا لا تعني بالتمام صلة قرابة للملك.



أعمال البناء

الجيــــزة

هرم خوفو

المقالة الرئيسة: هرم خوفو



هرم خوفو في الجيزة.

يشتهر خوفو بأنه باني الهرم الأكبر في الجيزة، وهو أعلى هرم في العالم. وقد سمى خوفو هرمه «آخت خوفو» بمعنى «أفق خوفو». ويعتبر الهرم الأكبر أحد السبعة عجائب الدنيا في العالم القديم، وهو الوحيد الذي تبقى منها.



تبلغ طول جانب الهرم الأكبر 230 متر مربع الشكل ويبلغ ارتفاعه في الأصل 147 متر. ولكن عملت عوامل التعرية وسقطت قمته فأصبح ارتفاعه حاليا نحو 10 أمتار أقل. 2قام العمال المصريون القدماء برفع بقطع ونقل ورفع 5و2 مليون من الأحجار لبنائه، يزن كل منها نحو 2 طن.وكان العمال المصريون يقطعون الحجر الجيري من محجر قريب في هضبة الجيزة. ولبناء حجرة التابوت وما لها من سقف وتسقيفات تسمى «تسقيفات خفض الضغط» فقد استخدم المصري القديم لها أحجارا من الجرانيت. ونظرا لعدم وجود جرانيت في شمال مصر فقد أحضروه من محاجر أسوان ونقلوه على نهر النيل حتى الجيزة. وكمان ذلك يتطلب عملا إداريا على أعلى المستويات؛ إذ وجب وصول الشحنات في وقت مناسب مع أعمال الإنشاء على هضبة الجيزة. ويقدر نحو 25.000 من العمال المتخصصين كانوا يعملون في أنشاء الهرم الأكبر، وكان المديرون يوفرون لهم الطعام والشراب والملبس ولأسرهم. وكانت أسرهم تعتيش مع العمال في مدينة أنشئت خصيصا لهم، بها مطاحن ومخابز، ومعامل لصناعة البيرة والنبيذ، ومذابح لإطعام العمال وأسرهم: بل عتر أيضا في منطقة الجيزة على موميوات لعمال كانو مصابين بكسور، ولكن عولجت الكسور وطابت، مما يدل على أن العمال الذين كانوا يعملون في بناء الأهرام كانت لهم رعاية صحية تحافظ على سلامتهم وعلاجهم عند الضرورة.



كانت هناك تغطية للهرم الأكبر من الأحجار الطباشيرية البيضاء التي جانت تقطع في محاجر طره. وتوجد تلك المحاجر على الضفة الشرقية من النيل، فكان لازمنا نقل تلك الأحجار لتغطية الهرم الذي يبنى على الضفة الغربية. هنا أيضا كانت عملية النقل تتم عبر النيل. الأحجار البيضاء تلك أخذت جميعها خلال العصور الوسطى واستغلت في أعمال البناء وتشييد مدينة القاهرة الشابة.



يوجد على الناحية الشمالية على الهرم المدخل الأساسي للهرم، وقد بني أسفله نفق خلال القرن التاسع بعد الميلاد بأمر من الخليفة المأمون بغرض الوصول إلى داخل الهرم. يوجد في الهرم الأكبر ثلاثة حجرات: الحجرة الأولى تحت الهرم مبنية في الأرضية الصخرية، والحجرة الثانية تسمى «غرفة الملكات» وهي عالية في قلب الهرم، والحجرة الثالثة ويوجد فيها تابوت خوفو وهذه تعلو حجرة الملكات ويوصل بينهما ما يسمى «الدهليز الكبير». يبلغ مقاييس تابوت الجرانيت 2,28 × 0,98 × 1,05 متر. حجر التابوت وغطاؤه أحضرا من أسوان ووضعا في مكانهما أثناء أعمال البناء، لأن مقاييس الأنفاق أصغر من ذلك ووزن التابوت كبير. لم يعثر على مومياء في الهرم ولا عتاد ولا أثاث. فقد سرقت ما في الهرم ربما خلال العصور الوسطى، وربما حدثت السرقة خلال العهود الفرعونية.



مجمع أهرامات الجيزة



خريطة منطقة الهرم والمقابر الملحقة بها.

يوجد على الناحية الشرقية للهرم المعبد الجنائزي، ولا يوجد منه الآن سوي أحجار أساس المعبد. ولم يعثر على معبد الوادي الذي كان من المفروض أن يكون على مقربة على النيل مباشرة، حيث توجد الآن قرية في الموقع المرجح لوجوده .



كما تم في عهد خوفو إنشاء منطقتي قبور على الناحية الشرقية والناحية الغربية . يوجد على الناحية الشرقية ثلاثة اهرامات صغيرة للملكات زوجات خوفو. الهرم الجنوبي منها (G1c) كان مخصصا «للزوجة الكبرى» واسمها «حنوتسن»، والهرم الأوسط (G1b) لزوجته «مريتيتس»، وكان يعتقد أن الهرم الثالث الشمالي (G1a) كان مخصصا لطقوس دينية، إلى أن اكتشف عالم الآثار الألماني «راينر ستادلمان» علاقة بينه وبين المقبرة (G 7000x) لأم خوفو الملكة حتب حرس. وهرم رابع أصغر يعتبر أن كان للطقوس الدينية في عهد خوفو.



توجد على الناحية الشرقية من الهرم الأكبر أيضا عدة مصطبات كبيرة، دفن فيها أقرباء خوفو، وعلى الأخص أبنائه وزوجاتهم .وأما المصطبات في الناحية الغربية فهي أصغر، وهي تخص الموظفين الكبار في الدولة . كما وسعت المنطقتان خلال الأسرات التالية لدفن كبار الدولة .





نموذج صغير لأحد مراكب الشمس التي عثر عليها عام 1954.

عثر بجانب الهرم على سبعة حفرات بها مراكب شمس: حفرتين على كل من الناحيتين الشرقية والجنوبية من هرم خوفو، وواحدة بالقرب من المعبد الجنائزي واتنثين بين أهرامات الملكات. وقد تم العثور على الحفرتين الجنوبيتين لمراكب الشمسفي عام 1954، واحتوت كل منهما على مركب شمس كاملة ولكن مفككة.



تم بعد ذلك ترميم أحدهما وأعيد تركبها وهي معروضة الآن في متحف خاص بها بجوار الهرم الأكبر. وأما الثانية فبقيت في حفرتها مغلقة وقام باحثون يابانيون بدراستها عن طريق إرسال كاميرات ووسائل إنارة وتصوير في عامي 1995 و 1996. ومن المقرر ان تستخرج تلك المركب الثانية ويعاد تركيبها (طبقا لمعلومات عام 2008).



طالع أيضًا: مقابر الجيزة

أبو الهول

المقالة الرئيسة: أبو الهول



أبو الهول الكبير في الجيزة.



لوح جرانيت عليها اسم حورس لخوفو من بوباستيس.

يتفق أغلب علماء الآثار على ان أبا الهول من أعمال خفرع، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع على ذلك من العصور القديمة . ويتكيء هذا الاعتقاد أساسا على قرب أبو الهول من معبد الوادي الخاص بهرم خفرع . ولكن عالم الآثار الألماني ستادلمان فهو يجد احتمالا أن يكون أبو الهول من أعمال خوفو بناء على تشابه وجه أبا الهول ووجه التمثال الوحيد الذي عثر عليه لخوفو. ويأخذ ستادلمان في الحسبان مقارنة الذقن ورباط الرأس وشكل الثعبان الذي يزين لباس رأس خوفو بأبي الهول



مباني خارج الجيزة

أعمال الإنشاء التي قام بها خوفو خارج منطقة الجيزة قليلة . فقد وجد حجر جرانيت من عهد خوفو في تيدا بالقرب من بوتو. كما وجدت لوحات أخرى له في تانيس وبوباستيس. كما يذكر أحد النقوشات من عهد البطالمة في معبد دندرة (معبد هاتور) اسم خوفو كباني لمعبد قديم في ذلك المكان ولكن لم يبقى منه أثر آخر اليوم .



تماثيله

تماثيل من أبيدوس



تمثال صغير لخوفو من أبيدوس.

التمثال المجسم المعروف لخوفو يبلغ ارتفاعه 5و7 سنتيمتر من سن الفيل، وقد عثر عليه باحث الآثار الأمريكي فلندرس بيتري في عام 1903 في أبيدوس جنوب مصر . هذا التمثال الصغير معروض الآن في المتحف المصري بالقاهرة.



يبين التمثال الفرعون خوفو لابسا التاج الأحمر، تاج الوجه البحري. وكانت توجد عليه خرطوش يحمل اسم خوفو، لم تعد واضحة اليوم، كما يوجد على جانب العرش اليميني الذي يجلس عليه اسم حورس لخوفو، وهذا الأسم واضحا. يختلف علماء الآثار في تقدير عمر التمثال؛ فقد اعتبر البعض أنه من عهد الأسرة الرابعة ولكن عالم الآثار المصري زاهي حواس يقدر عمره من عهد الأسرة السادسة والعشرين.



تماثيل أخرى

يقرأ كثيرا أن التمثال العاج الصغير هو التمثال الوحيد لخوفو الذي عثر عليه، ولكن هذا ليس صحيحا . والصحيح فقط هو ان هذا التمثال الصغير هو الوحيد الذي يبين خوفو بالكامل وفي ثلاثة أبعاد، والذي يتأكد به العلماء بأنه للملك خوفو. وقد عثر على عدة رؤوس تماثيل وعلى عدة قواعد تماثيل يتأكد العلماء منها انها لخوفو وعثر عليها جميعا في منطقة الجيزة. واحدة منها في المتحف المصري ب تورينو تبلغ مقاييسها 3,3 × 4,5 × 2,6 سنتيمتر، وهي من الحجر الجيري وتبين القدم اليساري لخوفو وبجانبها خرطوش يحمل جزء الاسم «...فو»



==

خفرع

خفرع أو خفران أو شفرن فرعون من الأسرة الرابعة. هوثالث أو رابع فرعون الأسرة الرابعة بالدولة القديمة حكم بين سنتي 2559 و2535 ق م هو من شيد الهرم الثاني بالجيزة. هو على الأغلب ابن الملك خوفو من زوجة ثانوية تولى الحكم بعد الملك جدف رع الذي كان قد استولى على الحكم. هرم خفرع يشابه في عظمته هرم خوفو. ملامحه نتعرف عليها من خلال أبو الهول الموجود بجانب هرمه والمتمثل في صورة أسد يدل على القوة، برأس إنسان يدل على الحكمة. كما تم العثور على صورة منحوتة بمعبده بوادي الملوك وتمثال للملك جالس موجود بالمتحف المصري. ليعرف الكثير عن فترة حكمه ولا توجد شواهد تؤكد رواية الرحالة اليوناني هيرودت التي تصف خوفو وخفرع كطغاة



عائلته

كان خفرع أحد أبناء خوفو وأمه غير معروفة حتى الآن.



وكان لخفرع عدة اخوات أكبرهم كاواب من أم ثانية، ولكنه مات شابا. يعتقد بعض العلماء أن كاواب كان في الحقيقة إبنا لسنفرو، وبذلك من المحتمل أن يكون كاواب أخا لخوفو.



تزوج خفرع من أربعة زوجات، أنجب من واحدة منهم وهي خا مرر نبتي الأولى ابنه منقرع، كما انجبت له ابنته «خا مرر نبتي الثانية»، ومعنى اسمها بالعربية «ظهرة المحبوبة الملكية».



عهده

لا يوجد اتفاق حول تاريخ حكمه، ولكن قد قيل بأنه حكم بين عامي 2558 ق.م و2532 ق.م. بنى ثاني أكبر هرم في الجيزة وارتفاعه 143م والآن 136م وشيد فوق مساحة 215 متر مربع وله مدخلان في الجهة الشمالية بالإضافة إلى تمثال أبو الهول الذي يبلغ طوله 57م وارتفاعه 20م، ومعبدالإله رع.



==



منكاورع



منكاورع (ينطق بالعربية نطقاً غير دقيق: منقرع)، هو ملك مصري من الأسرة الرابعة خلال عصر الدولة القديمة. ابن الملك خفرع، ملكا مصر. واسمه يعني: «فلتبقى كاءاته مثل رع». تزوج من الأميرة خعمررنبتي الثانية. عثر في المعبد الجنائزى لمنكاورع على سكين من حجر الصوان منقوش عليه اسم والدة الملك وتدعى خعمررنبتي الأولى، فيما يشير إلى أن خفرع وهذه الملكة هما والدا منكاورع. ويعتقد أن منكاورع كان لديه زوجتان•



عائلته

الملكة خعمررنبتي الثانية وهي ابنة خعمررنبتي الأولى ووالدة ابن الملك الذي يدعى خوإنرع. موقع قبر خوإنرع يدل على إنه ابن منكاورع، ويدل على أن والدته هي زوجة الملك.



الملكة رخيت رع تعرف على أنها ابنة خعفرع وأن أكثر الشخصيات المرشحة كزوج لها هو من كاو رع.

و لا يوجد ***** كثر يعتقد أنهم أبناء منكاورع:



خوإنرع هو ابن الملكة خعمررنبتي الثانية. هو الابن الأكبر للملك من كاو رع الذي توفى قبل والده ولذلك لم يصعد إلى العرش في حين أن الابن الأصغر شبسسكاف تلى والده على العرش.

شبسسكاف هو الحاكم التالى لمنكاورع والذي من المحتمل أن يكون ابنه.

سخمرع وجد له تمثال ومن المرجح أن يكون ابنا لمنكاورع.

ابنة توفيت في بداية سن البلوغ ذكرها هيرودوت.

خنت كاوس ابنة محتملة للملك من كاو رع.

و تضمن كذلك البلاط الملكى أخوة غير أشقاء للملك منكاورع. شغل الأخوة نب إم أخت و دوا إن رع و نيكاورع و إيون مين منصب وزير أثناء حكم أخوهم. بينما الأخ سخم كارع ربما يكون أصغر سنا وأصبح وزيرا بعد وفاة منكاورع.



حكمه



من كاو رع وزوجته الملكة خعمررنبتي الثانية، متحف بوسطن للفنون الجميلة

بعض الكتاب يضعون تاريخ حكمه بين عامي 2532 ق.م. و 2504 ق.م، أي 28 سنة، إلا أن بردية تورين تقول أنه حكم لمدة 18 عامًا، وهو الأقرب للصحة إذا ما أخذنا في الاعتبار العديد من التماثيل غير المكتملة له. بنى ثالث أكبر هرم في الجيزة وبنى هرمه بجوار هرمي جده وأبيه، خوفو وخفرع، ويبلغ ارتفاع هرمه 66 مترًا تقريبًا، وكان عهده أكثر حرية من ابيه وجده، حيث مارس الشعب شعائره الدينية بحرية لم يعهدها من قبل.



هرم منكاورع

المقالة الرئيسة: هرم منقرع

بنى الملك منكاورع الهرم الأصغر بين الثلاثة أهرامات الكبرى في الجيزة. ويبلغ ضلعي قاعدته 102,2 متر في 104,6 متر وارتفاعه 65,55 متراً، وهو أصغر كثيرا عن هرمي خوفو وخفرع. المادة الأساسية في بنائه كانت من الحجر الجيري التي استخرجت من محاجر بالقرب من مكان البناء، ولكن طلب منقرع من مهندسيه أن يبنوا الجزء السفلي الخارجي من حجر الجرانيت الوردي . وعمل المهندسون على إحضار أحجار الجرانيت الرملي من أسوان وتم نقلها على النيل حتى الجيزة. وتم تغطية هرم منقرع بأحجار الجرانيت الوردي إلى ارتفاع 15 متر، وما فوقها فكان من الحجر الجيري الأبيض الذي أتوا به من طره، على الضفة الشرقية من النيل.



يهبط من شمال الهرم سرداب مائل إلى حجرة أولية تحت ارضية الهرم. ويمتد منها سرداب آخر مائلا إلى أعلي وينتهي تحت أرضية الهرم مباشرة وينتهي بحائط. ويبدو أن هذا السرداب كان مخططا له أصلا أن يمتد داخل الهرم. بنيت حجرة التابوت أسفل من الحجرة الأولية. وعثر فيها على تابوت من الجرانيت تبلغ مقاييسه 2,43 × 0,94 × 0,88 متر. وكان التابوت مزينا - على عكس تابوتي خوفو وخفرع اللذان كانا بسيطان من دون زينة - إذ حفر على أوجهه تابوت منقرع شكل مدخل القصر.



كان من المفروض نقل التابوت إلى بريطانيا في عام 1838، ولكنه لم يصل، إذ اعترضت عاصفة السفينة الناقلة وأغرقتها.



مجمع الهرم

يطلق على المجموعة الهرمية لمنكاورع اسم نتر إن منكاورع والتي تعنى «منكاو رع مقدس» وهو أصغر أهرامات الجيزة الثلاث. توجد ثلاثة أهرامات تابعة لهرم منقرع. من المرجح أن تكون هذه الأهرامات خاصة بملكات خفرع. ربما دفنت الملكة خعمررنبتي في إحدى هذه الأهرامات.



==

رمسيس الثانى

رمسيس الثاني (حوالي 1303 ق.م — يوليو أو أغسطس 1213 ق.م) يُشار إليه أيضًا باسم رمسيس الأكبر، كان فرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشر (حكم 1279 – 1213 ق.م). ينظر إليه على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية. سماه خلفاؤه والحكام اللاحقين له بالجد الأعظم. قاد رمسيس الثاني عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان. كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهب معه اثنان من أبنائه كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي.



نصّب رمسيس وهو في سن الرابعة عشر وليًا للعهد من قبل والده سيتي الأول. يعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وكما ويعرف بأنه حكم مصر في الفترة من 1291 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 78 عاما، وشهرين، وفقا لكلًا من مانيتون والسجلات التاريخية المعاصرة لمصر. وقيل عنه أنه قد عاش 99 عام، ولكن المُرجح أنه توفي في عمر 90 أو 91. فلو أصبح فرعون في 1279 ق.م كما يعتقد معظم علماء المصريات اليوم، لكان قد تولى العرش في عمر 31 1279 ق.م، استنادًا على تاريخ اِرتِقاءُه العَرش في موسم الحصاد الثالث يوم 27. احتفل رمسيس الثاني بأربعة عشر عيد «سِد» (يُحتفل به لأول مرة بعد ثلاثين عامًا من حكم الفرعون، ثم كل ثلاث سنوات) خلال فترة حكمه، وبذلك يفوق أي فرعون أخر. في وفاته، دفن في مقبرة في وادي الملوك؛ تم نقل جثته لاحقا إلى الخبيئة الملكية حيث تم اكتشافه عام 1881، والآن هي معروضة بالمتحف القومي للحضارة المصرية.



تركزت الفترة الأولى من حكمه على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية. أسس مدينة «بي رمسيس» في دلتا النيل كعاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته إلى سوريا. وقد بنيت هذه المدينة على أنقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس عندما تولى الحكم، وكانت موقع المعبد الرئيسي لمجموعة. وهو معروف أيضا باسم أوزايمنديس في المصادر اليونانية، ترجمت حرفيًا إلى اليونانية لجزء من اسم تتويج رمسيس، «حقيقة رع العظيمة، اختيار رع».



عائلته



رمسيس الثاني وهو ***، تمثال معروض بالمتحف المصري

رمسيس الثاني هو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا، وكان يُلقّب بالحاكم الشريك لوالدِه. رافقَ والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو في عمر الرابعة عشر. قبيل سن 22 كان يقود الحملات بنفسه إلى النوبة مع أبنائه. عين رمسيس في مشاريع ترميم موسعة وبناء قصر جديد في أواريس. بعد وفاة سيتي الأول عام 1290 ق.م، تولى رمسيس الحكم. حكم رمسيس الثاني لما يقرب من 67 عام وتزوج كثيرًا من النساء، كما أنجب الكثيرين من محظيات وزوجات ثانوية. تزوج من بعض أميرات العائلة المالكة مثل نفرتاري وإست نفرت، كما تزوج من ابنة ملك خيتا وأطلق عليها الاسم المصري «ماعت نفرو رع»، كذلك يعرف أيضًا أنه تزوج ثلاث من بناته. تقلد أولاده الذكور المناصب المُهمة في الدولة، وأهمهم ابنه، خعمواس الذي فكر والده في السنة الثلاثين من حكمه في جعله وليًا للعهد، لكنه توفي في العام 55 من حكم والده. مات أكثر أبنائه الأوائل في حياته، لهذا خلفه ابنه الثالث عشر مرنبتاح من زوجته إست نفرت على العرش، وكان قد اختاره والده وليًا للعهد بعد وفاة خمواس.



عهده

تولى رمسيس الحكم بعد وفاة والده سيتي الأول بعد أن كان أختاره وليًا للعهد واشركه معه في إدارة الدولة. لا يعرف عمر رمسيس عندما مات والده، لكن يرجح أن يكون عمره أقل من 25 عام، إذ كان أبًا لطفلين ذهبا معه إلى بلاد النوبة كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي. لم يبدأ رمسيس عهده بنقض معاهدة الصداقة التي عقدها والده مع الحيثيين، بل وجه اهتمامه إلى توطيد حكمه فأمر بإنهاء كافة الأعمال غير المُنجزة والتي قد بدأها والده كمعبد أبيدوس. فكر بعد ذلك في استغلال مناجم الصحراء متبعًا في ذلك سياسة والده. في حوالي السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصري والاطمئنان على الموانئ والمواصلات. عاد بعد ذلك خلال عامه الخامس في الحكم إلى هناك معبأً جيوشه للصدام بالحيثيين وكان ذلك في معركة قادش. وذكر أن خلال عهد رمسيس الثاني، بلغ عدد أفراد الجيش المصري حوالي 100,000 رجل؛ فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصري.



الحملات والمعارك

المقالة الرئيسة: حروب رمسيس الثاني

قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتباك مع قوات مُواتالّيس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عاما ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي ففي العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة بين مصر والحيثيين مع خاتوشيلي الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.





رمسيس الثاني يهاجم الأفارقة

قاد رمسيس الثاني أيضاً عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميسو) في شرق الدلتا ومنها أدار معاركه مع الحيثيين وقد إدعى البعض أنه قد إتخذها عاصمة جديدة للبلاد وهذا بالطبع غير صحيح فلقد كانت عاصمة البلاد في مكانها في طيبة وأعظم ما ترك من معابد وآثار تركها هناك. وقد كان رمسيس الثاني متميز في فنون القتال والحروب وكان ذكى يفكر وياتى بالحل في نفس اللحظة وقد كان ماهرا أيضا في ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقد كان أيضا طيبا ذا روح أخلاقية ومحب لشعبه.



المعركة ضد الشردان «قراصنة البحر»



تصوير لمعركة المصريين بقيادة رمسيس الثاني ضد القراصنة الشردانيين

في عامه الثاني هزم رمسيس الثاني بشكل حاسم قراصنة بحر شيردين الذين كانوا يعيثون الفوضى على طول ساحل البحر المتوسط في مصر من خلال مهاجمة السفن المحملة بالبضائع التي تسافر عبر الطرق البحرية إلى مصر. ربما جاء شعب شيردين من ساحل إيونيا ، من جنوب غرب الأناضول أو ربما أيضًا من جزيرة سردينيا. نشر رمسيس القوات والسفن في نقاط استراتيجية على طول الساحل وسمح بصبر للقراصنة بمهاجمة فرائسهم المتصورة قبل أن يفاجئهم بمهارة في معركة بحرية ويأسرهم جميعًا في عملية واحدة. تتحدث شاهدة من تانيس عن قدومهم "في سفنهم الحربية من وسط البحر ، ولم يتمكن أي منهم من الوقوف أمامهم". من المحتمل أن تكون هناك معركة بحرية في مكان ما بالقرب من مصب النيل ، وبعد ذلك بوقت قصير ، شوهد العديد من شيردن بين حراس الفرعون ، حيث يظهرون من خلال خوذاتهم ذات القرون مع كرة بارزة من الوسط ، ودروعهم المستديرة ، و سيوف Naue II العظيمة التي صورت بها في نقوش معركة قادش. في تلك المعركة البحرية ، جنبًا إلى جنب مع شيردن ، هزم الفرعون أيضًا Lukka (L'kkw ، ربما الناس الذين عُرفوا لاحقًا باسم Lycians) ، وشعوب Šqrsšw (Shekelesh).



هزم رمسيس الثاني قراصنة البحر الشردانيين بشكل حاسم، حيث كانوا ينهبون سفن البضائع على طول ساحل مصر على البحر المتوسط. شعوب الشردان ربُمَّا جاءت من ساحل آيونيا أو من جنوب غرب الأناضول أو من جزيرة سردينيا. نشر رمسيس القوات والسفن في نقاط إستراتيجية على طول الساحل وانتظر إلى حين مهاجمة القراصنة على سفن مارة ثم هجم عليهم بمهارة على حين غرة في معركة بالبحر وقبض عليه جميعًا في آن واحد. تشهد لوحة تذكارية وجدت في تانس تتحدث بأنهم قدموا «في سفنهم الحربية من وسط البحر، ولم يقدر أي شئ في الوقوف أمامهم». لابد من أن كانت هناك كانت معركة بحرية في مكان ما بالقرب من مصب نهر النيل، وبعد ذلك بوقت قصير صورت النقوش الشردانيين بين حرس الفرعون ويبرزون من خلال خوذاتهم ذات القرون مع تكور بارز من الوسط، ودروعهم المستديرة وسيوفهم الكبيرة وصفت النقوش بأنها معركة قادش. في تلك المعركة تمكن الفرعون ومعه الشردانيين من هزيمة شعبي لوكا (L'kkw ربما هم الشعب الذي عُرف لاحقًا باسم الليقيون) وشيكلش (Šqrsšw).



آثاره



أقصى حدود الإمبراطورية المصرية خلال حكم رمسيس الثاني .

قام رمسيس خلال مدة حكمه ببناء عدد كبير من المبانى يفوق أي ملك مصري آخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذي بدأه والده في أبيدوس ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا أطلال، وفي الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام في طيبة الرامسيوم (أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزى اسم الرامسيوم نسبة إلى رمسيس الثاني) وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه، وتوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطانى.

وأقام رمسيس أيضا التحفة الرائعة معبدى أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالسٌ، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الإلهة حتحور إلهه الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر.

ووجود كل هذه الآثار له في الجنوب يدحض ادعاء البعض أن عاصمة الحكم في عهده كانت في الدلتا في مدينة (بر رعميس) لأن كل ما خلفه من آثار ومعابد عظيمة كانت في جنوب مصر حيث العاصمة كما هي طيبة.

كانت آثار النوبة مهددة بالغرق تحت مياة بحيرة ناصر، ولكن تم إنقاذها بمساعدة اليونيسكو، وكانت عملية إنقاذ معبد أبو سمبل هي الأكبر والأكثر تعقيداً من نوعها، حيث تم نقل المعبدين الكبير والصغير إلى موقعهما الحالى، الذي يرتفع عن الموقع القديم بأربعة وستين متراً، ويبعد عنه بمسافة مائة وثمانين متراً.

وأقام رمسيس الثاني العديد من المسلات منها مسلة ما زالت قائمة بمعبد الأقصر، ومسلة أخرى موجودة حاليا في فرنسا بميدان الكونكورد بباريس وقام بنقلها مهندس فرنسي يدعى ليباس.

كما قام رمسيس بأول معاهدة سلام في العالم مع خاتوشيلي الثالث ملك الحيثيين.



وفاته

دفن الملك رمسيس الثاني في وادي الملوك، في المقبرة kv7، إلا أن مومياؤه نُقلت إلى خبيئة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881م بواسطة جاستون ماسبيرو ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات، كان رمسيس يبلغ ارتفاع قامته 170 سم، والفحوص الطبية على موميائه تظهر آثار شعر أحمر أو مخضب، ويعتقد أنه عانى من روماتيزم حاد في المفاصل في سنين عمره الأخيرة، وكذلك عانى من أمراض في اللثة.



عملية نقل تمثاله

تم نقل تمثال رمسيس الثاني في بداية عقد الخمسينيات ووضع بأشهر ميادين القاهرة (ميدان باب الحديد) الذي تغير اسمه إلى ميدان رمسيس، وفي 25 أغسطس عام 2006م تم نقله من ميدانه الشهير الذي يقع في وسط القاهرة أمام محطة السكة الحديد وتم وضعه في منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة لإجراء الترميمات عليه لمدة عام ولحين الانتهاء من إنشاء المتحف المصري الكبير



==



حتشبسوت



غنمت آمون أو حتشبسوت أي خليلة آمون المفضلة على السيدات، أو خليلة آمون درة الأميرات. أبرز الملكات اللاتي حكمن مصر، وأقواهن نفوذًا؛ فقد كان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة فحسب، بل وفي تاريخ مصر القديم كله.



أصلها وتاريخ أسرتها



رأس من الحجر الجيري الملون من تمثال على هيئة أزريس للملكة حتشبسوت.

غنمت امون حتشبسوت ملكة حاكمة مصرية قديمة، وهي الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية ثم كملكة وابنة الإله آمون بعد أن نشرت قصة نقشتها في معبدها بالدير البحري تقول فيها إنها كانت نتيجة لقاء حميم بين آمون وأمها الملكة أحمس، ويخلط مانيتون في ترتيبها فيضعها بعد أمنحوتب الأول في منتصف الأسرة الثامنة عشرة.



يعتبر الملك (أحمس الأول) صاحب الانتصار العظيم في تحرير مصر من الهكسوس، هو الجد الأكبر لحتشبسوت، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر الفرعونية التي تنتمي إليها.



ولقد كانت (حتشبسوت) الوريثة الشرعية لعرش البلاد، حيث لم يكن هناك وريث شرعي من الذكور، ولكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها هو (تحوتمس الثاني)، من زوجة ثانوية تدعى (موت نفرت).



ميلادها

ولدت حتشبسوت في عام 1508 قبل الميلاد، وهي الابنة الكبرى للملك (تحوتمس الأول)، والملكة (أحمس).



تعليمها

تلقت حتشبسوت تعليماً عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، والحساب والفلسفة، والطقوس الدينية، وقواعد اللغة والإنشاء.



ولقد كان عليها أن تثابر على نقل وتعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء، كأي فرد من زملائها، مثل أخيها غير الشقيق (تحوتمس الثاني)، والأمراء والأميرات الصغار، وعدد من أبناء الوزراء والأسر النبيلة؛ وما من شك في أنها كانت تخشى المعلم الذي كان يلقنها الدروس، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم، ولقد كان هذا مثالاً للعدالة التي تطبق على الجميع بالتساوي بدون خوف أو محاباة، والتي أصبحت جزءاً أساسياً في حياة المجتمع المصري في ذلك الوقت، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأي امتيازات خاصة في معاملتها، وقد كانت المدرسة الملكية قي بيت فرعون كغيرها من مدارس البلاد، تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند الظهيرة، كما تفعل الكثير من مدارس مصر في الوقت الحاضر.



زواجها

تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثاني)، على عادة الملوك الفراعنة، الذي لم يكن أمامه كي يقبض على صولجان الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت، وأنجبت منه ابن وبنتان، فأما الابن فمات في طفولته، ولم يبق اسمه على أي أثر من الآثار، وأما الابنتان فاسمهما (نفرو رع)، و (مريت رع حتشبسوت).



وقد أنجب زوجها (تحوتمس الثاني)، ابنه (تحوتمس الثالث)، من أحد محظيات البلاط الملكي، والتي كانت تدعى (إيزة).



توليها الحكم

لم يكن الطريق ممهداً أمام حتشبسوت، ومفروشاً بالورود كي تصل إلى الحكم، فقد واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعاً وسلطة دينية ذكورية، أبت أن ترى الحاكم إلا في صورة رجل.



بدأت حتشبسوت وقتاً عصيباً من حياتها وهي في عمر العشرين، عند وفاة والدها (تحوتمس الأول)، فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش؛ لذا فإنه كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحوتمس الأول على العرش. لكن، تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمراً على غير هواهم؛ لهذا السبب كان من المحتم أن يشرك معها أخوها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) في الحكم، ذاك الشخص النحيل واهن الصحة، قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، وأن يكون شريكاً معها في الملك كفرعون للبلاد، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا.



ولم يكن هناك فائدة ترجى من وراء الاحتجاج، فقد كانت كل الظروف ضدها، وبدئوا يعدون لزواجها من تحوتمس الثاني وبهذا حصل تحوتمس الثاني على شرعية الحكم، ولسنا نعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة، اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب. ولكنه، بدلاً من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء كما كان يفعل أبوه، أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة عن الخارجين عن حكمه.



كان تحوتمس الثاني شخصاً ضعيفاً وربما كان مريضاً في نفس الوقت، وكانت في الحقيقة حتشبسوت هي التي تدير أمور الدولة، وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار، وكانت صاحبة الأمر والنهي، وبعد وقت قصير أصبح واضحاً أنه سائر في طريق الموت، وأخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت؟ لم يكن هناك أمير آخر يستطيع أن يخلفه على العرش، كما لو أنها ستحكم البلاد في النهاية بمفردها، بينما سُر أصدقاؤها الذين يعرفون قدرتها وقوتها من هذه الفكرة، وكانوا على أتم استعداد ليخدموها بإخلاص عندما يحين الوقت.



لكن، زوجها (تحوتمس الثاني) كان يريد أن يمنح ابنه (تحوتمس الثالث)، حق تولي العرش من بعده، وقد كان هناك شخصاً يدبر المؤامرات مع معبد آمون بالكرنك، مثيراً الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم، وقد كان هذا الشخص هو (تحوتمس الثالث) نفسه، الذي كان يعيش في المعبد كأحد كهنته.



لقد مات تحوتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد، وفي أحد الأيام بعد موته بوقتٍ قصير، وعندما كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالاً يخرج فيه موكب الإله آمون، وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال (آمون)، أمام كاهن صغير، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك، ووافق جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن آمون قد اختاره ليشاركها الحكم.



وقد كان هذا الكاهن الذي وقفت محفة (آمون) أمامه، هو (تحوتمس الثالث) ابن زوجها المتوفى.



وفي اليوم الثالث من شهر مايو 1501 قبل الميلاد، ترك تحوتمس عمله كأحد صغار الكهنة في معبد آمون، ليدخل القصر الملكي للفراعنة، وقد كان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت أربعاً وثلاثين سنة، ومنذ اليوم الأول وسادت بينهم المنافسة والمرارة، ولم تلبث حتشبسوت إلا وأن جمعت حولها مناصرين وكونت حزباً مناصراً لها، ولم يلبث هذا الحزب إلا وقتاً قليلاً حتى اشتد نفوذه، وأصبح قوياً لدرجة أن الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة الكافية أصبح عاجزاً عجزاً تاماً عن حكم البلاد، واضطر لإخلاء المكان لحتشبسوت.



وأخيراً تم إعلان حتشبسوت في عام 1478 قبل الميلاد، ملكاً على الصعيد والدلتا، وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون.



وفي أغاني المديح التي كانت تغني في مدحها، كانوا يسمونها (حورس الأنثى)، وأضافوا علامة التأنيث في آخر الكلمة التي تدل على (الجلالة).



ولقد كانت الخانات الملكية التي كتب اسم حتشبسوت في داخلها، والتي تظهر على جدران الدير البحري والكرنك وفي غيرها من الأماكن في مصر صريحة في معانيها، فقد أضيف بجوار اسمها (ملك الصعيد والدلتا، ابنة الشمس، صديقة آمون حتشبسوت، حورس الذهبي، مانحة السنين، إلهة الاشراقات، هازمة جميع البلاد، التي تحيي القلوب، السيدة القوية).



ولقد كانت هذه اللحظة هي لحظة النصر بالنسبة لها، ويقدر المؤرخ المصري القديم (مانيتون)، فترة حكمها بـ 21 سنة، وتسعة أشهر.



وقد يثار هنا تساؤل ماذا فعلت حتشبسوت بتحوتمس الثالث، بعد أن أطاحت به، وقد يظن البعض أنها قتلته أو نفته لمكان بعيد عن مصر. لكن، الحقيقة أنها عهدت إلى تربية وتعليم هذا الفرعون الذي كان قبل ذلك كاهناً صغيراً في السن تربية عسكرية، وعلمته فنون إدارة الدولة، ليقود بعض الحملات العسكرية ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد في أواخر حكمها، وقد تولى الحكم بعد موتها، بعد زواجه من ابنتها (مريت رع حتشبسوت)، مما أعطى له شرعية الحكم، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر، وكون أول وأقوى إمبراطورية مصرية عرفها التاريخ.



أعمالها في فترة حكمها

- اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية، وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار، وتحت صولجان الفرعون المرأة استطاعت مصر أن تغتني وتزدهر، فقد أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصةً مناجم النحاس والملاخيت في شبه جزيرة سيناء، فقد كان قد توقف العمل في تلك المناجم في فترة حكم الهكسوس لمصر وما تلاه، ومازلنا نجد في سيناء لوحة عليها كتابة توثق هذا العمل، وتمجد ما فعلته.



ونشـّطت حتشبسوت كذلك حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثانى، وأعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، حيث قامت بتنظيف هذه القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى، وذلك لتسيير أسطول مصر البحري بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحر الأحمر. وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحرى بالأقصر.



اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجارى المصرى فأنشأت السفن الكبيرة ، واستغلتها في النقل الداخلى لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون ، وفي بعثات التبادل التجارى مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر ، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود.



- بعثة المحيط الأطلسى: أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسى، وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسى لاستيراد بعض أنواع السمك النادر.



- بعثة بلاد بونت: أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت (الصومال حاليا ، وجنوب اليمن)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة. وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحرى على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر ، ولا تزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.



- بعثة أسوان: أيضا صورت على جدران معبد الدير البحرى وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت، وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر، وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهي تزين حتى الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس.



ويعجب المؤرخون والمهندسون حتى يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر، فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر، ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق، وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتشبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح، ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التي اتبعها المهندس المصرى القديم للقيام بهذا العمل الجبار، ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك، إلا أن المهندسين المصريين القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها. ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة غيرالكاملة التجهيز في محجر أسوان، ويسألون أنفسهم: كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك؟ ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا، وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان ، وتسمى الآن بـ (المسلة الناقصة).



حملات عسكرية

كان السائد في عصر حتشبسوت ، هو السلام والرفاهية وازدهار الحركة التجارية مع دول الجوار، فلم تكن تميل إلى سياسة الغزو الخارجي. لكن ، سجلت بعض الحملات العسكرية القليلة في عهدها ، التي جاء أغلبها حملات تأديبية ، بالإضافة إلى حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهي الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وبعض المخطوطات مثل مخطوط وجد في مقبرة سنّموت (Senenmut (TT71 تفصح عن حملات تأديبية في النوبة وبعض البلاد الأخرى التي كانت تحت السلطة المصرية ، كما الآتي:



حملة تأديبية على النوبة في بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت. ورد ذلك في مخطوط لرئيس الخزانة تيي Tij.

حملة تأديبية على سورية وفلسطين، طبقا لمخطوط في الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة

حملة ضد تمرد في النوبة في العام 20 من حكمها (مكتوبة على لوحة تومبوس Tombos.)

حملة تأديبية على ماو Mau بالقرب من منطقة فرقة Firka بين السنتين 20 و22 من حكمها.

سر ظهور حتشبسوت بملابس الفراعنة الذكور

لم تشأ حتشبسوت أن تبتدع جديداً في مظهر الفرعون الحاكم التي ألفها الناس لعقود طويلة ، فعلى الرغم أنه في بداية حكمها كانت تصور كامرأة بكامل زينتها إلا أنه في وقت لاحق أصبحت مثالاً على الفرعون القوي ذو العضلات ، الذي يضع لحية مستعارة. فقد أخذت تلبس ملابس تشبه ملابس من سبقها من الفراعنة الرجال في الاحتفالات الرسمية ، كما ظهرت في بعض تماثيلها بذقن مستعارة كما هو المألوف في تماثيل الفراعنة.



وإن كان هذا لم يقلل من كون حتشبسوت ، كانت تمتلك كل صفات الأنثى الجميلة ، فقد كانت ذات بشرة خمرية لطيفة ، وأنف معقوف قليلاً ، ووجه مستدير.



وكانت تحب الزهور والحدائق والأشجار ، وكل شيء ذو أريج ، زاهي الألوان.



هل كانت هناك قصة حب بين الملكة والمهندس«سنّموت» ؟

لقد كان «سنموت» لغزاً مثيراً في حياة حتشبسوت ، ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري، والذي منحته 80 لقباً ، والذي كان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغير (نفرو رع)، وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته ، ليكون قريباً منها في الحياة الأخرى ، كما كان قريباً منها في الدنيا. أما هي فقد كانت تقدر نبوغه وقوة شخصيته، لدرجة جعلها تسمح له ببناء مقبرته في حرم معبدها ليجاورها في مماته كما كان يفعل في الدنيا.



وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين الاثنين سنموت وحتشبسوت ، بعد وفاة زوجها. لكن ، هذا ليس مؤكداً ، وقد تكون مجرد علاقة احترام متبادل.



والمهندس الملكي سنموت ، هو من شيد لحتشبسوت أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أو الحديث وهو معبد الدير البحري ، الذي شيده في حضن الجبل الغربي ، وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض الملكي المجلوب من طرة، وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى ، لكي ترتقيها روح الملكة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم.



وفاتها

توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف ، والذي يوافق (14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام 22 من فترة حكمها ، كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت.



ولقد تم التحقق من مومياء حتشبسوت ، أن علامات موتها هي علامات لموت طبيعي ، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري.



وقبر حتشبسوت موجود في وادي الملوك ويرمز له بالرقم KV20 ، وربما قامت حتشبسوت بتوسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، وقد وجد تابوتها موجوداً بجانب تابوت أبيها.



ومؤخراً التقطت لمومياء الملكة حتشبسوت صورة تظهر فيها باسمة حالمة وادعة؛ كمن أدى رسالته على أكمل وجه ، وأخيراً استراح. والطريف في الصورة أيضاً أن الملكة كانت تتمتع بشعر ناعم ملون جميل؛ يظهر بوضوح في الصورة أيضاً، وهذا يدل على أن علم التحنيط الذي أبدعه المصريون القدماء سراً عظيماً لو أكتشف؛ قد يغير مظاهر الدفن في العالم بأسره.



ومهما يكن من أمر الملكة «حتشبسوت» فإنها واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ، ولقد بذلت كل الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كإمرأة تحكمه ، وسواء أقنعت «حتشبسوت» الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها ، أم لم تقنعهم ، فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال.



حتشبسوت (تعني: من أبرز السيدات النبيلة؛ 1508-1458 ق.م.) كانت الفرعون الخامس من عصر الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة. يعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنة، حامله للقب أطول من أي امرأة أخرى في الأسر المصرية. تميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار. وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول وأمها الملكة احموس. وكان أبوها الملك قد أنجب ابنا غير شرعيا هو تحتمس الثاني. وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية ، ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له.



عائلتها

هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة وأسرارا وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية «سنموت» ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذي منحته 80 لقبا. وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت الاثنين سنموت وحتشبسوت فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في «حياة أسطورية»، وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.



(كانت حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني (حوالي 1512 ق.م - 1504 ق.م) من السلالة الثامنة عشر ، ويبدو أن زوجها أُطيح به طوال بضع سنين ، ولكنهما عادا إلى العرش سنة 1493 قبل الميلاد ، وطوال السنوات ال12 التالية كرّست كل قواها وموارد مصر لإنشاء الطرق، وتشييد المنازل، والمعابد، ولتحسين الأحوال البلاد الداخلية ، ومحاولة إبقاء مصر بعيدة عن الحرب مع جاراتها ، ومن أعظم أعمالها ضريح لزوجها في وادي الملوك، بالقرب من طيبة، وكانت ترعى كذلك الفنانين والحرفيين .



حكمها

اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول أقصى وسعها لتنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أية حروب معهم.



توليها الحكم



دجسر دجسرو هو المبنى الرئيسي في المعبد الجنائزي لـمجمع حتشپسوت في الدير البحري. صممه سنموت، كمثال للتناظر الكامل الذي يسبق الپارثينون بألف سنة.

واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمي ويقول بعض الناس أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم لكن لا يوجد دليل كافي. ومن جهة أخرى واجهت مشاكل مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض. لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم. في الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبيا وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد. فعملت حتشبسوت على حكم البلاد إلى أن يكبر، وراعت أن يتربى تحتمس الثالث تربية عسكرية بحيث يستطيع اتخاذ مقاليد الحكم فيما بعد. نشـّطت حتشبسوت حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثاني، وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر، واتسم عهدها بالسلام والرفاهية.



بعثاتها الخارجية

اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجاري المصري فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها في النقل الداخلي لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون أو أرسال السفن في بعثات للتبادل التجاري مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر والسلام، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود.





تمثالان لأوزوريس بمعبد حتشبسوت في الدير البحري بالأقصر-غرب.



حتشبسوت في صورة حورس بمعبد الأقصر.

بعثة المحيط الأطلسي: أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسي وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسي لاستيراد بعض أنواع السمك النادر.



بعثة بلاد بونت: أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت (الصومال حاليا)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة. وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل عندالأقصر. ولا تزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.



بعثة أسوان: أيضا صورت على جدران معبد الدير البحري وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت. وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر. وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهي تزين حتي الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس.



ويعجب المؤرخون والمهندسون حتي يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر. فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر، ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق. وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتشبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح.ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التي اتبعها المهندس المصري القديم للقيام بهذا العمل الجبار. ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك، إلا أن المهندسين المصريين القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها. ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة الغير كاملة التجهيز في محجر أسوان. ويسألون أنفسهم: كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك؟ ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا، وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان ويسمى الآن (مسله ناقصه)•



حتشبسوت في الثقافة الشعبية

من أشهر الملكات اللواتي تولينَّ حكم مصر وتعد من الجميلات، وحتشبسوت هي أول من ارتدت القفازات وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها (6 أصابع أو أكثر في اليد الواحدة) لم يعرف الناس ذلك إلا بعد رؤية موميائها ففي أغلب التماثيل التي صنعت لها كانت يداها تبدوان طبيعيتين لأنها كانت تأمر النحاتين بذلك، أيضا هي أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة.



حملات عسكرية

حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهي الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وبعض المخطوطات مثل مخطوط وجد في مقبرة سننموت (Senenmut (TT71 تفصح عن حملات تأديبية في النوبة وبعض البلاد الأخرى التي كانت تحت السلطة المصرية.



حملة تأديبية على النوبة في بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت. ورد ذلك في مخطوط لرئيس الخزانة تيي Tij،

حملة تأديبية على سورية وفلسطين، طبقا لمخطوط في الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة.

حملة تأديبية في السنة 12 من حكمها (ورد ذلك في كتابة في تانجور-غرب Tangur-West)، وتذكر فيه أول تاريخ لاشتراك تحتمس الثالث في الحكم مع حتشبسوت.)

حملة ضد تمرد في النوبة في العام 20 من حكمها (مكتوبة على لوحة تومبوس Tombos.)

حملة تأديبية على ماو Mau بالقرب من منطقة فرقة Firka بين السنتين 20 و22 من حكمها.



لوحة لحتشبسوت وتحتمس الثالث يقدمان القرابين إلى المعبود آمون وتُرى حتشبسوت في المقدمة تحمل بخورا وخلفها تحتمس مرتديا التاج الأبيض، تاج الوجه القبلى ،(متحف الفاتيكان)

وفاتها

توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف (يوافق 14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام 22 من فترة حكمها. جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت. وقدر المؤرخ المصري القديم مانيتو Manetho فترة حكمها ب 21 سنة وتسعة أشهر. وقد اعتـُقد في الماضي انها قتلت بسبب التنازع على الحكم، ولكن تم التحقق الآن من مومياء حتشبسوت وهي تبدي بوضوح علامات موت طبيعي، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري. وقبرها موجود في وادي الملوك ويرمز له بالرقم KV20. وربما قامت حتشبسوت توسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، ووجد تابوتها موجود بجانب تابوت أبيها.



==

تحتمس الثالث

من خبر رع، تحتمس الثالث (1425 ق.م.) سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ويعتبر مؤسس الإمبراطورية المصرية الحديثة في ذلك الوقت. ظلت تلك الأمبراطورية حتى نحو عام 1070 قبل الميلاد لغاية عهد رمسيس الحادي عشر.



حياته العسكرية

اهتم تحتمس الثالث بالجيش وجعله نظاميا وزوده بالفرسان والعربات الحربية، كما في عهده أتقن المصريون القدماء بفضله صناعة النبال والأسهم. بخلاف عهد تحتمس، في الوقت الذي كانت تحكم فيه حتشبسوت اتبعت سياسة سلمية مع مناطق النفوذ المصري في فلسطين والنوبة ومع جيرانها، وكانت تهتم بالبحرية وترسل الحملات البحرية إلى بلاد بونت وإلى سواحل لبنان للتبادل التجاري، انتهزت بعض المحميات في سوريا وميتاني للتمرد على الحكم المصري. وبمجرد أن اعتلى تحتمس الثالث العرش بعد وفاة حتسبسوت كان لا بد وان يعيد السيطرة المصرية على تلك المناطق تأمينا لحدود البلاد. شن تحتمس ستة عشرة حملة عسكرية على آسيا (منطقة سورية وفلسطين) استطاع من خلالها تثبيت نفوذه هناك كما ثبت نفوذ مصر حتى بلاد النوبة جنوباً.



وقد كان أمير مدينة قادش في سوريا يتزعم حلفا من أمراء البلاد الأسيوية في الشام ضد مصر وصل عددهم إلى ثلاثة وعشرين جيشا وكان من المتوقع أن يدعم تحتمس الثالث دفاعاته وقواته على الحدود المصرية قرب سيناء إلا أن تحتمس قرر الذهاب بجيوشه الضخمة لمواجهة هذه الجيوش في أراضيهم ضمن خطة توسيع الامبراطورية المصرية إلى أقصى حدود ممكنة وتأمين الحدود ضد جيوش المتحرشين.



معركة مجدو



مناطق نفوذ مصر في الشرق الأوسط في عصر تحتمس الثالث.



تحتمس الثالث يضرب أعداءه . حفر على أحد جدران الصرح بمعبد الكرنك في طيبة.

بنى تحتمس الثالث القلاع والحصون، وقام بتدريب الجنود على أفضل التدريبات وأمدادهم بأسلحة مبتكرة قوية مثل النبال المستحدثة والتوسع في استخدام العربات في القتال. وفي حملة معركة مجدو قسم جيشه إلى قلب وجناحين واستخدم تكتيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة من قبل. ثم قام على رأس جيشه من القنطرة وقطع مسافة 150 ميلا في عشرة أيام وصل بعدها إلى غزة ثم قطع ثمانين ميلا أخرى في أحد عشر يوما بين غزة وأحد المدن عند سفح جبل الكرمل، هناك عقد تحتمس الثالث مجلس حرب مع ضباطه بعد أن علم أن أمير قادش قد جاء إلى مدينة مجدو وجمع حوله 230 أميرا بجيوشهم وعسكروا في مجدو المحصنة ليوقفوا تقدم تحتمس الثالث وجيشه.



كان هناك ثلاثة طرق للوصول إلي مجدو اثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل والثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجدو وقد أستقر رأى تحتمس على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامرة قلبت موازيين المعركة فيما بعد.



كانت قوات أمير قادش وحلفاءه قد تمركزت عند نهاية طريقين فسيحين معتقدة أن الجيش المصري سيأتي من أحدهما أو من كليهما. في فجر اليوم التالي أمر الملك تحتمس الثالث الجيش بإعادة تركيب العربات الحربية والاستعداد للهجوم المفاجئ. وهجمت قواته وكان على رأسهم في المقدمة على شكل نصف دائرة على مجدو فكانت المفاجأة أن يبادرهم المصريين بهذا الهجوم الكاسح فاضطربوا وفقدوا توازنهم حتى أصبحت جيوشهم في حالة من الفوضى وعدم النظام وبدأ قادة الجيوش والسرايا في الهروب تاركين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم الملئ بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة. وبسبب انشغال أفراد الجيش المصري بجمع الغنائم تمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها. كانت تبعة انصراف الجيش في جمع المغانم في الوقت الذي كانوا بإمكانهم القضاء على جيوش أمير قادش وتحقيق النصر الكامل أن اضطر تحتمس الثالث لحصار مجدو سبعة شهور طويلة حتى أستسلم الأمراء وأرسلوا أبنائهم حاملين الأسلحة لتسليمها إلى الملك تحتمس الثالث.



الهجوم على ميتاني

يمكن الاسنتاج أن حملة تحتمس الأول (1492- 1504 ق.م) على سوريا، كانت بداية المواجهة بين مصر الفرعونية والمملكة الميتانية، حتى أنه نصب تذكاراً له غرب الفرات في الجزيرة السورية، وسار تحتمس الثالث على دربه بإرسال الحملات إلى هناك.



إلا أنه ليس واضحاً الدور الذي لعبته ميتاني في التحالف السوري الذي قاده ملك قادش في معركة مجدو عام 1456 ق.م ضد الملك المصري تحتمس الثالث، لكن الواضح أن المواجهات المصرية الميتانية السورية القديمة كانت في العام 1446 ق.م حيث تقابل الجيشان إلى الغرب من حلب.



لم يكن سهلاً على الجيش المصري التحكم في كامل غرب وشمال الهلال الخصيب وإن كان قد وضع حاميات عسكرية في بعض المدن كما في جبيل، إلا أن ذلك لم يحد من ثورة بعض مدن الساحل الكنعاني. وكذلك شهدت هذه الفترة زيادة نفوذ ميتاني في كامل شمال الهلال الخصيب، حتى أن أوغاريت كانت إحدى الدويلات التابعة لميتاني في بعض الفترات، كما أن بعض الدويلات التابعة سابقاَ للممكة الحيثية أنضمت إلى ميتاني مع نهاية القرن الخامس عشر ق.م. وكانت ميتاني قد أخضعت آشور وعقدت تحالفا مع الدولة البابلية.



لاحقاً بدأت العلاقات الميتانية المصرية بالتحسن في أواخر عهد تحتمس الثالث، واستمرت تلك العلاقات الطيبة بينهما. ويشهد على ذلك الزيجات المتبادلة بين ملوك مصر وبنات أمراء سوريا والرسائل المتبادلة بين طيبة وواشوكانو/ واشوكاني (سوريا) في رسائل تل العمارنة، كما في رسالة من الملك الحوري شوتارنا الثاني ملك ميتاني إلى الملك المصري أمنحوتب الثالث.



إدارة البلاد والفتوحات



الحدود الجنوبية لإمبراطورية تحتمس الثالث.

قبل قيام تحتمس الثالث بتأمين البلاد وغزو بلاد الجوار لمنع هجومهم على مصر، اهتم بشؤون إدارة تلك البلاد الواسعة التي تمتد من حدود العراق الغربية الحالية وشمال سورية إلى الجنوب على طول مجرى نهر النيل جنوبا حتى الشلال الرابع في وسط السودان الحالي. ونصب لكل من تلك البلاد خارج مصر واليا من مصر لحكمهم وتأمين البلاد. يساعد الوالي في حكم البلد موظفون إداريون وكتبة. وكان الوالي مسؤولا أيضا عن تموين قوات الجيش المصري القائمة هناك وكذلك جمع الجزية من السكان. وكان الوالي رئيسا لأمراء تلك البلاد. وعندما كانت تقوم حركة تمرد في إحدى المقاطعات كان الوالي يقوم بإخمادها بواسطة الجنود المصريين المقيمين عنده من دون لزوم الرجوع إلى أخذ تصريح من ملك مصر. إلا إذا كان التمرد واسعا فيطلب العون من فرعون مصر الذي يمده بقوات إضافية أو يذهب إليه بنفسه على رأس حملة كبيرة لإخماد التمرد.



بعد حكم تحتمس الثالث ظلت الإمبراطورية المصرية المتسعة تحت حكم خلفائة لمدة تصل إلى نحو 400 سنة. وكان كثيرون من خلفاء تحتمس الثالث الذين حكموا مصر وحكموا تلك الفتوحات يتزوجون من بنات الأمراء وبنات ملوك دول الجوار من أجل المحافظة على السلام بين البلاد منهم أمنحتب الرابع ورمسيس الثاني وغيرهم.



براعته السياسية



الجزء العلوي من مسلة تحتمس الثالث في القسطنطينية، أحضرها الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس 379-395 بعد الميلاد.

استدعى تحتمس الثالث أبناء أمراء الأقاليم الآسيوية إلى طيبة عاصمة مصر في ذلك الوقت، ليتعلموا في مدارسها لضمان عدم تمردهم، إذا عادوا إلى بلادهم وتولوا الحكم فيها.





أعماله المعمارية

بنى تحتمس الثالث في طيبة العديد من المعابد منها معبدين أحدهما بجانب معبد حتشبسوت في الدير البحري، كما قام ببناء البوابتان العملاقة السادسة والسابعة وقاعة الاحتفالات في معبد الكرنك وأكمل بناء معبد حابو الذي بدأته حتشبسوت، واقام معبد للآله بتاح في موطنه في منف، ويحتوى المعبد على ثلاث حجرات الأولى لبتاح والثانية حتحور ربة طيبة والثالثة للإلهه سخمت زوجة بتاح حيث يمثلها تمثال لها برأس لبؤة يعتليه قرص الشمس، وله معبد في أمدا وسمنة، وأقام معبد في الفنتين للإلهه ساتت، وله آثار في كوم امبو وادفو وعين شمس وأرمنت.



أقام تحتمس الثالث ما لا يقل عن سبع مسلات معظمها موجود الآن في عدد من عواصم العالم منها المسلة الموجودة في لندن (هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس الثالث أمام معبد الشمس بهليوبوليس وقد نقلهما مهندس إغريقى يدعى بنتيوس إلى الإسكندرية ليوضعا أمام معبد إيزيس، وقد سقطت هذه المسلة من فوق قاعدتها في خلال القرن الرابع عشر من الميلاد، ويقال أن محمد على باشا أهداها إلى بريطانيا عام 1831 م ولكنها لم تصل إلى لندن إلا في عام 1878 م حيث ظلت ملقاة على الأرض طوال ذلك الوقت لعدم التمكن من نقلها حتى تكفل بتكاليف نقلها السير أرزمس ولسن فصنع لها سفينة خاصة لنقلها، وقد تعرضت السفينة في طريقها للعودة للغرق نتيجة عاصفة قامت في خليج بسكاى ولكن تم إنقاذ المسلة ووصلت سالمة.



ومن الجدير بالذكر ان هذه المسلة قد أصيبت بخدوش من شظايا القنابل أثناء الحرب العالمية الثانية على نهر التيمز والمعروفة باسم إبرة كليوباترا والتي كان تحتمس قد أقامها أمام معبد عين شمس، ومسلة أخرى موجودة حاليا في إسطنبول هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس أمام الصرح السابع (بوابة عظيمة) بمعبد الكرنك وقد نقلها الأمبراطور ثيودورس عام 510 م، وفي الواقع تمثل هذه المسلة الجزء الأعلى فقط من مسلة كانت في الأصل أطول بكثير من أية مسلة موجودة الآن.



وله مسلة أخرى موجودة في نيويورك أقامها تحتمس أمام معبد الشمس فهذه المسلة ومسلة لندن توأمان، وهي قائمة الآن في سنترال بارك، كما أمر تحتمس في أواخر أيامه بإن تقام مسلة أمام الصرح الثامن من معبد الكرنك ولكنها لم تُستكمل بسبب وفاته، وتركت في مكانها لمدة 35 عاما إلى ان عثر عليها تحتمس الرابع واقامها في المكان الذي كانت معده له وتوجد الآن في روما امام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران، قام قسطنطين الأكبر عاهل الدولة الرمانية بنقل هذه المسلة التي تزن 455 طن إلى الأسكندرية عام 330 بعد الميلاد لأرسالها إلى بيزنطة لتجميل عاصمته الجديدة، ولكنه فشل في نقلها فبقيت وظلت في مكانها مدة 27 عاما حتى قام ابنه قسطنطنيوس بنقلها إلى روما وأقمها في ميدان ماكسيماس، وفي عام 1587 م كشف عنها ووجدت محطمة إلى ثلاث قطع فتم إصلاحها وترميمها على يد دومنيكو فونتانا بأمر من البابا سكتس الخامس ونصبت في مكانها الحالى بميدان اللاتيران، كما أمر أيضا بأن يرفع الصليب على قمتها اعتقادا منه أن ذلك رمز لانتصار المسيحية على الوثنية.



الفرعون الإمبراطور

أقام تحتمس الثالث إمبراطورية من اقدم الامبراطوريات في التاريخ وهي أقصى حدود لمصر في تاريخها حيث وصلت حدود مصر إلى نهر الفرات وسوريا شرقا وإلى ليبيا غربا وإلى سواحل فينيقيا وقبرص شمالاو إلى منابع النيل جنوبا حتى الجندل الرابع أو الشلال الرابع.



مقبرته

مات تحتمس وعمره 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عاما كما جاء في نص امنمحات «... من العام الأول حتى العام الرابع والخمسين في الشهر الثالث من فصل الشتاء اليوم الأخير من عهد فخامة الملك» من خبر رع «ملك دولة مصر الشمالية ومصر الجنوبية» ودفن في مقبرة بوادي الملوك كان قد أعدها لنفسه وهي المقبرة رقم 34، حيث يعد من أوائل الملوك الذين بنوا مقابر لأنفسهم في وادى الملوك، وقد اكتشفت مقبرته في عام 1898 على يد العالم فيكتور لوريت ووجد المقبرة قد تعرضت للنهب ولم تكن بها المومياء التي عثر عليها في الدير البحري عام 1881. و من أشهر مقولاته لوزيره الشهير رخمى رع "لا يرضى الرب بالتحيز (الفساد)، كن يقظا فمنصب الوزير عماد الأرض كلها فليس للوزير أن يستعبد الناس، استمع للشاكى من الجنوب والدلتا أو أي بقعة.. تصرف بالعدل فالمحاباة يمقتها الرب.. كن عادلا مع من تعرفه ومن لا تعرفه...»
شكراً جزيلاً على المعلومات القيمة?
 
ج

جدو سامى 🕊️ 𓁈

عنتيل زائر
غير متصل
شكراً جزيلاً على المعلومات القيمة?
اقرى تاريخ السكر اهو ده موضوع جميل ومتفائل اذا كنتى زيى بتحبى الحلويات

 
Y

Yoya

عنتيل زائر
غير متصل
@جدو سامى ?️ ?
أشمعنى المسلسلات عايزها تكون سورية?
 
Y

Yoya

عنتيل زائر
غير متصل
اقرى تاريخ السكر اهو ده موضوع جميل ومتفائل اذا كنتى زيى بتحبى الحلويات

لأ اسناني بتوجعني???
 

الميلفاوية الذين يشاهدون هذا الموضوع

مواضيع متشابهه المنتدى التاريخ
F الموضوعات العامة غير الجنسية 0 70
F الموضوعات العامة غير الجنسية 5 68
ج الموضوعات العامة غير الجنسية 0 50
ج الموضوعات العامة غير الجنسية 0 51
F الموضوعات العامة غير الجنسية 10 222
F الموضوعات العامة غير الجنسية 3 155
F الموضوعات العامة غير الجنسية 1 101
F الموضوعات العامة غير الجنسية 12 277
م الموضوعات العامة غير الجنسية 3 108
ج الموضوعات العامة غير الجنسية 0 55

مواضيع متشابهه

أعلى أسفل