ا
ابيقور
عنتيل زائر
غير متصل
المقدمة :
عندما فقدت الشعوب الأمل في مكافحة الشر والطغيان وامتلأت الأرض بالفساد ظهر خمس عشرة بطل لمواجهة
الشر المتجسد بما كان يسمى ( العرافة الكبيرة ) وبعد معارك طاحنة و تضحيات كبيرة استطاع الأبطال
هزيمة العرافة والقضاء على شرها ....
لكن القصص لا تنتهي بنهايات سعيدة بالعادة , حدث خطب ما عندما بدأ الأبطال في التقاتل مع بعضهم البعض
و تضخم القتال حتى شمل العالم بأكمله من جديد وتم تدمير مدن وقرى كبيرة ولكن في النهاية كان
هناك فئة قد انتصرت وفرضت سيطرتها على العالم وحولت الناس لعبيد وبدؤوا في قتل كل من يفكر بالثورة
ضد النظام الجديد , عم الهدوء على العالم لكنه كان هدوء مخيف ....
الحلقة الأولى ( بداية التغير )
خمسة أيام أو كانت ستة منذ أن غادرنا المنجم ؟ اعتقد إنها كانت ستة !
نظر لذئبه الذي يسير بجانبه بصمت ثم عاود حديثه مع نفسه "
تلك الحجارة الغريبة في منجم الملح لها قيمة غير عادية , اشترى ذلك التاجر الغريب
جميع الكمية , أعطاني كمية لا بأس بها من الذهب حقيقة لا اعرف ما يساوي هذا الذهب
في العالم الخارجي لكنه بالتأكيد يساوي شيئا .
وصل عند جسر عريض مهترئ عقد حاجبيه وهو ينظر إلى أطلال مدينة كبيرة كانت تسمى يوما
جندار , دخل الأطلال وقال : تكلمت جدتي عن هذه الأطلال من قبل يا ( Lunar )
نظر لذئبه ( Lunar ) الذي وقف في وضعية متأهبة كأنه يشعر بخطر قريب
أكمل ( أسامة ) سيره الحذر وهو يتحسس خنجره الطويل في حزامه
قال لذئبه : إذا كانت معلومات الجدة دقيقة فأني سوف أجد مدينة جندار الثانية جنوب غرب هذه الأطلال .
أطلق ذئبه عواء قصير وأكملا مسيرتهما نحو المدينة الجديدة , جندار الثانية .....
عندما وصلا للمدينة , اتسعت عينا ( أسامة ) بدهشة وهو يراقب الناس والمنازل والأسواق المنتشرة
كانت هذه أول مرة يرى في حياته العالم الخارجي بعدما قضى مع جدته و ذئبه حياته في مزرعة كانت تسمى
مزرعة الجواميس , رمقه الناس بنظرات مندهشة و كانت النظرات متجهة نحو ذئبه الذي يسير بجانبه بكل هدوء
لم يلتفت ( أسامة ) لنظراتهم المندهشة لأنه كان مندهش كفاية وهو يراقب المدينة الصاخبة .
أطلق (Lunar ) عواء و أخرج لسانه وهو ينظر لـ ( أسامة ) , ابتسم ( أسامة ) وانحنى يربت على ذئبه
و قال : لقد شممت رائحة اللحم المشوي أيضا , هيا بنا !
وانطلق بسرعة مع ذئبه ونظرات الناس تلاحقهما حتى همس احدهم لشخص بجانبه : يجب أن نخبر الكاهن
بهذا الموضوع الجلل .
كان شخص متوسط الطول يرتدي عباءة بيضاء ينظر بصمت نحو ( أسامة ) وذئبه (Lunar )
وصل ( أسامة ) و ( Lunar ) بالقرب من فتاة تشوي اللحم فسال لاعبيهما فنظرت الفتاة لـ ( أسامة )
وابتسمت وهي تنظر لملامحه الجائعة وقالت : يبدو انك جائع هل تريد قطعة من اللحم المشوي ؟
قال لها : بل قطعتان !!
قهقهت الفتاة وهي تقول : على رسلك يا فتى , قطعة اللحم كبيرة تكفيك مع العلم إنها بـ 100 ذهبة
قال لها : املك الكثير من الذهب لكن القطعة الثانية لصديقي
قالها وهو يشير لذئبه الذي اخرج لسانه جائعا نظرت الفتاة مبتسمة نحو الذئب ثم اختفت ابتسامتها فجأة
وانقلب وجهها خائفا شاحبا وتراجعت ثم رمقت ( أسامة ) بخوف وقالت : سيدي أنا آسفة لم أكن اعلم
انك .....
قال ( أسامة ) باستغراب : أني ماذا ؟
ابتلعت الفتاة ريقها وقالت بصعوبة : انك احد أفراد النظام السامي , سامحني لأني لمحت لك بالمبلغ سوف ..
قاطعها ( أسامة ) : عن ماذا تتكلم ِ ؟ نظام ؟ و أفراد ....!
قالت الفتاة بشك : هل هذا اختبار يا سيدي ؟
قال ( أسامة ) مبتسما : عن أي اختبار ؟ أنا شخص جئت اشتري اللحم
سلمته الفتاة قطعتي اللحم وقالت : إذا كيف استطعت السيطرة على الذئب إذ لم تكن من أفراد النظام ؟
نظر ( أسامة ) لذئبه وكأنه يرجع بذكرياته للخلف وقال : لم أسيطر عليه لقد تربيت أنا و ( Lunar ) منذ الصغر
التفت الفتاة حولها بخوف وقالت : لا اعلم من تكون يا فتى لكن وجودك هنا خطر أنصحك بالخروج
السريع من المدينة .
قال ( أسامة ) مندهشا : لما ؟
قالت الفتاة بخوف اشد وهي تدفعه بعيدا عن محلها وقالت : لا تناقش بل ابتعد , اعدوا اذا كنت تستطيع
ثم أقفلت باب محلها بسرعة وخوف , نظر ( أسامة ) لذئبه باستغراب ثم سارا بهدوء وهما يلتهمان قطع
اللحم المشوي .
في داخل المعبد في جندار الثانية كان الكاهن الكبير يستمع للمواطنين فوقف بهلع وقال : فتى مع ذئب ؟
ماذا يخططوا السادة ؟
قال احد المواطنين : انه لا يملك قلادة الفوضى ولا شارة النظام !
مسك الكاهن لحيته البيضاء مفكرا بصمت ثم قال : يجب أن يعلموا السادة بذلك
دخل الكاهن غرفة خاصة بصمت وجلس القرفصاء وانزل رأسه بصمت وهو يقابل تمثال ضخم على هيئة رجل
وقال بخوف : سيدي , سيدي يا من تسمع وترى كل شيء أنا خادمك أستجديك
لمعت عينا التمثال بلون ازرق غامق وخرج صوت عميق من التمثال : تكلم أيها الكاهن
بلع الكاهن ريقه بخوف وقال : سيدي رجال الطيف يقوموا بواجبهم ويجمعوا ما يستطيعوا من الأطياف
ولم أشاهد أي تقصير منهم ولو شاهدت منهم لمحة تضجر لعاقبتهم اشد عقاب بنفسي لكن ....
قاطعه صوت التمثال الغاضب : هل ناديتني لكي تتفاخر بعمل رجالك .....!!
قال الكاهن بهلع شديد : حاشاني فعل ذلك يا سيدي لكن حضرت في رأسي خاطر دنيء مثلي
وقلت أن استفسر منك شخصيا .
قال التمثال بهدوء : عن أي خاطر يا هذا ؟
قال الراهب بحذر : عن رجلكم الذي أرسلتموه مع الذئب الم يكن لكي يحقق في كمية الأطياف المرسلة ؟
صمت التمثال لبرهة حتى شك الراهب أن صاعقة سوف تدمر معبده فتأهب للموت حتى عاد صوت التمثال
مرة أخرى وقال : فتى مع ذئب ؟ انه ليس احد أفراد النظام أين هو بالضبط ؟
قال الكاهن بحماس : مازال داخل المدينة سوف أقوم بالتخلص من هذا المزعج ....
قال التمثال بحزم : إياك يا غبي ! سوف نتدبر أمره قل لجميع المواطنين أن يبتعدوا عنه سوف أرسل له
سرب من الطيور يتخلصوا منه ...
أحنى الراهب رأسه بخضوع وهو يقول : أمر سيدي مطاع
ولم يخرج من الغرفة حتى زال لون عيني التمثال , خرج الكاهن وعلى وجهه ابتسامة ونظر لمواطنيه
و رفع يديه قائلا : السادة سوف يتصرفوا مع الدخيل .
همهم من في قاعة المعبد همهمة مبهمة وهم على يقين أن النظام سوف يتخلص من الفتى وذئبه بأشد حزم
كما تخلص من أعداءه السابقين .
أكمل (( أسامة )) سيره في أنحاء المدينة متفحصا كل شبر في المدينة وقال لذئبه : مكان جميل ورائع هل تفكر في العيش هنا ؟
نظر لذئبه الذي اخذ يلتفت بحذر ثم اخذ وضعيته المتأهبة قال له( أسامة ) : ماذا بك يا أطلق الذئب عواء حذر فقال وعوى ( Lunar ): هنا في هذه المدينة شيءٌ قادم ؟ لكن ما هذا الشيء ؟
هنا عبر شيء سريع وضرب أسامة في كتفه ففقد أسامة توازنه وسقط أرضا وعوى ( Lunar ) عواء غاضب
نظر ( أسامة ) لسرب من الطيور من نوع الزاجل يحلق بسرعة نحوهما ويحاولوا بمناقيرهم تمزيق أسامة
وذئبه , ثم ظهر ديك ضخم يسير نحو أسامة ) ) بسرعة فاتحا منقاريه بوحشية وانقض على أسامة ) )
واعتلى جسمه محاولا برقبته الطويلة أن يصل لوجه ( أسامة ) ليمزقه
كان( أسامة ) يعاني محاولا إبعاد الديك عن جسده فنظر لذئبه المشغول بتجنب طيور الزاجل
ومنقار الديك يقترب أكثر وأكثر هنا نجح ( أسامة ) من الوصل لخنجره الذي في حزامه وغرسه في بطن
الديك وسدد عدت طعنات تراجع الديك مطلقا صياح عالي , لم يمهله( أسامة ) الوقت ليتراجع بل انقض
على الديك واعتلى ظهر وأحاط عنق الديك بالخنجر ثم قام بذبحه فسقط الديك صريعا نجح ( Lunar ) بتمزيق بعض طيور الزاجل لكن هجماتهم كانت مستمرة حتى تشكل سرب الزاجل على هيئة سهم ضخم
في الهواء مبتعدا لمسافة ثم انقض بقوة على ( أسامة ) عرف حينها إنها انقضاضه الموت , الموت المحتم ...
ظهر رجل يرتدي عباءة بيضاء بالقرب من ( أسامة ) ورفع كفه في وجه السرب وقال : نار !!
وانطلقت موجات نارية في وجه سرب طيور الزاجل الذي احترق بأكمله على الحال ...
امسك الرجل ( أسامة ) من قميصه ورفعه لينظر لوجهه فقال ( أسامة ) بهلع : من أنت ؟
قال الرجل : لا يهم من أنا , لكن النظام وجدك ويريد التخلص منك علينا الهرب بسرعة !
صاح ( أسامة ): وهو يفلت نفسه من قبضة الرجل : علينا ؟!
قال الرجل : منذ أن أظهرت قوتي واستخدمتها فأنا متأكد أن النظام سوف يستهدفني أيضا !
قال أسامة بنفاذ صبر : نظام ! نظام ! لقد سئمت من هذا الهراء ! ماذا يكون هذا النظام ؟
صمت الرجل وظهر في عينيه استفهام كبير وقال : ألا تعرف ما هو النظام يا فتى ؟
قال( أسامة ): يا حبذا أن تخبرني !
قال الرجل : إذا عشنا سوف أخبرك لأن النظام أرسل سرب !
نظر ( أسامة ) لسرب الزاجل البعيد الضخم الذي يحلق قادم من الجبال
قال الرجل : إذا أردت أن تعيش فلنهرب لا املك القوة لتدمير سرب بهذا الضخامة
ركض الرجل مع( أسامة ) والذئب نحو عربة يجرها سمرجان وما أن ركبوها حتى ضرب الرجل سرج السمرج بقوة فأطلقا السمرجان صيحة وركضا ساحبين خلفهما العربة .. وغابوا عن الأنظار ....
في مكان بعيد للغاية وقف رجل أمام طاولة كبيرة يحيطها خمس أشخاص وقال : هربا ...
قال احدهم وهو أضخمهم بتهكم : يبدوا انك فقدت براعتك بعد كل هذه السنين ..
قال الرجل الواقف بغضب : اقرب وحوش لجندار الثانية كانت الطيور ..
قال الضخم : كنت اقصد شخص يملك مرافق شيء لا يغتفر إلا إذا كنت قد فقدت قوتك فأن ...
قال الرجل الواقف بحنق : وإلا ماذا ....!!
قاطعهما صوت أنثوي : إهدآ , ليس ذلك الفتى فقط من يشكل مشكل بل الشخص الذي يستخدم السحر أيضا
نطق شخص في الطرف الأخر من الطاولة الضخمة : هذا مثير للاهتمام , بعد كل هذه السنين يوجد من يستخدم
السحر بهذه الكفاءة , لكني متأكد إننا سوف نمسك بهما قريبا وابتسم ابتسامة واثقة , واثقة بأن المشكلة على وشك
أن تنتهي .....
يتبع
الحلقة الثانية ( النظام السامي )
في كهف مظلم وقف رجل بالقرب من عربة صغير يتفحص المكان بحذر وعناية
ثم التفت للعربة و قال : المكان آمن تستطيعا الخروج .
خرج من العربة كل من ( أسامة ) و الذئب ( Lunar )
قال ( أسامة ) : هلا تستطيع أخباري عن كل هذه الفوضى التي تحدث ؟
وقف الرجل ذو العباءة البيضاء بصمت ثم نطق : أسمي جاسر , أنا في الحقيقة أبن أوروك
قال ( أسامة ) بحيرة : و من هو أوروك ؟
ضحك جاسر ثم قال : أوروك اسم مدينة بعيدة عن هنا ,يبدو انك تعلم القليل عن الوضع هنا
تمتم ( أسامة ) : في الحقيقة عشت حياتي كلها في مزرعة مع جدتي مع ذئبي لم تخبرني
كثيرا عن العالم الخارجي لكنها تحدثت ان العالم لم يعد مثل السابق وانه خطر لهذا انعزلت في
المزرعة وقامت بتربيتي , كانت جدتي ديمقراطية لم تنهني عن الخروج للعالم لكنها حذرتني منه
بعد وفاتها ,قررت ان اخرج مع ذئبي لمشاهدة العالم .
قال ( جاسر ) : العالم الخارجي يعتبر نوعا ما آمن لكن كل الخطر نابع من النظام نفسه !
قال ( أسامة ) : اخبرني عن هذا النظام .
أستنشق ( جاسر) نفس عميق وقال : من أين ابدأ بالضبط ؟ حسنا بعد الحرب الكبيرة
ظهرت مجموعة تملك قدرات خرافية للغاية وبدون سابق إنذار شنت هجمات على مدن عدة
وقتلت مجموعة كبيرة من المحاربين والناس ثم بعدما استنزفوا جميع قوى العالم وضعوا قوانين
من يتجاوزها يحكم عليه بالموت ..
قال ( أسامة ) بقلق : و ما هي القوانين ؟
قال ( جاسر) : القانون الأول يمنع استخدام المرافقين بأي شكل من الأشكال
القانون الثاني يمنع استخدام واقتناء الأسلحة بأنواعها كما ان التدريب الجسدي ممنوع
القانون الثالث من يستخدم أي نوع من أنواع السحر سواء هجومي أو للعلاج فيقتل
قال ( أسامة ) : هراء هل تريد أن تقنعني أن العالم بأكمله يخضع لهذه القوانين السخيفة
الا يستطيع أحد أن يتدرب حتى في منزله ؟
أبتسم ( جاسر) وقال : حاولوا البعض أن يقتنوا بعض المرافقين لمخالفة النظام لكن مرافقيهم
انقلبوا عليهم وقتلوا ملاكهم .. من يتحكم بالنظام لديه القدرة على السيطرة البعيدة للمرافقين
كما أن لديهم قدرة على مشاهدة الجميع حتى داخل منزلك يستطيع النظام أن يشاهدك
على حسب المعلومات التي أعرفها أن النظام يتحكم به عدة أشخاص وليس شخص واحد
قال ( أسامة ) : حسنا و ماذا يريد مني النظام ؟
صمت ( جاسر) برهة وقال : قتلك , لأنك تملك مرافق وهذا يعتبر مخالف للقانون الأول !
صاح ( أسامة ) : لا يمكنهم أن يقتلوني لمجرد هذا الشيء أن هذا الشيء يرجع لي
ضحك ( جاسر) بتهكم وقال : اهلا بك كمخالف للنظام , في الحقيقة عندما كنت صغير اكتشف عمي إني أستطيع استخدام السحر بطريقة فعالة وغير معتادة فعرف أن النظام سوف يكتشف أمري عاجلا أم آجلا فأرسلني بعيدا عن أوروك , استطعت أن أنمي مهاراتي السحرية طوال هذه السنين
لكن كنت أدرك أن النظام سوف يجدني ويتخلص مني ... لكن ....
نظر ( جاسر) إلى ( أسامة ) بصمت ثم أضاف : عندما وجدتك في جندار الثانية أدركت إني لست وحدي الذي يتمتع بموهبة فريدة , بعد تحكم النظام بالعالم نسوا الناس كيف يفعلوا مهاراتهم
فأصبحوا مجرد أجساد بلا قوة ولا روح ولا .... أمل .
أثرت هذه الكلمات بـ ( أسامة ) فقال : ما لذي أستطيع أن افعله ؟
قال ( جاسر) : أريد أن أتحدى هذا النظام ! لا أريد أن يحكمني شيء يجردني من إنسانيتي !
لكن ....
قال ( أسامة ) : لكن ؟
أشاح ( جاسر) بوجهه بخيبة أمل وهو يقول : لكنا أضعف من أن نحارب النظام ...
ثم شع الأمل فجأة في وجهه وهو يقول : في جزيرة المبتدئين يوجد شخص يستطيع مساعدتنا
قال ( أسامة ) بحيرة : وما المميز في هذا الشخص ؟
تمتم ( جاسر) بحماس : أنه شخص شهد الحرب الكبرى ويعرف الماضي جيدا وكيف تكون النظام
بالتالي انه يملك معلومات كثيرة عن النظام هذا قد يساعدنا , عمي دائما كان يهمس لي أن الثورة بدأت من
جزيرة المبتدئين و أن شخص ذو علم يقبع في تلك البقعة
من خلال المعلومات التي جمعتها خلال اشهر عرفت انه يمكث هناك !
قال ( أسامة ) بحماس مشابه : فلنذهب إذن !!
أبتسم ( جاسر) وقال : يلزمنا قارب و أنا اعرف الطريق للقارب لكن الطريق له خطر للغاية
لكن بعدما رأيتك كيف تقاتل ذلك الديك أستطيع الذهاب معك و وأنا مطمئن
أبتسم ( أسامة ) و أدرك أن هذا القاء دبره القدر ليرسم فيه ملامح جديدة لحياته ... وحياة الآخرين
في جرف الغسق .. جنوب جندار الثانية
وقف رجل عند الشاطئ يشد شباك الصيد ليضعها في قاربه شاهد بعض الأخشاب في
القارب محطمة فتمتم في نفسه بغضب : تلك السلاحف الضخمة اللعينة لا تنفك عن تخريب
قاربي بين الهينة و الأخرى !
ثم قام بتبديل الألواح المكسورة , فجأة سمع صوت شيء يتدحرج من أعلى الصخور
فألتفت ليجد سلحفاة ضخمة ساقطة على ظهرها تتلوى وفوق الصخور ظهر رجلين وذئب
قال الرجل بهلع : من أنتم أيها السادة ؟
نزل الرجلين والذئب
قال (جاسر) أنت هو البحار ( ديمي ) ؟
قال ( ديمي ) : نعم ومن تكونوا و ماذا تريدوا مني ؟
تمتم (جاسر) سمعت من بعض محلات الأسماك في جندار الثانية أنك هو المورد الرئيسي للأسماك .
لم يعد في جندار بحارة أكفاء هذه الأيام خصوصا بعد الحرب
قالها ( ديمي ) بأسى ..
قال ( أسامة ) : لهذا نحتاج بحار مثلك ليوصلنا لجزيرة المبتدئين !
اتسعت عينا ( ديمي ) بهلع وصاح : جزيرة المبتدئين !!
الجزيرة المحرمة هل جننت ؟
أنتاب (جاسر) حنق شديد بسبب تسرع ( أسامة ) بالحديث عن وجهة ذهابهم فهو يعرف
أن الذهاب للجزيرة ممنوع بل محرم .
قال (جاسر) بهدوء شديد : سوف ندفع لك الثمن
قال ( ديمي ) بجزع : الموت مجانا ولا يوجد ثمن للحياة هذه هي الحكمة المتداولة هنا
وتقول لي ثمن للرحلة !
نظر (جاسر) لـ ( ديمي ) بتمعن ثم قال : آسف
حدق ( ديمي ) باستغراب حتى رفع (جاسر)
كفه وقال : إغشاء !
فنطلقت موجات سحرية ضربت وجه ( ديمي ) فسقط مغشيا عليه
صاح ( أسامة ) بهلع : ماذا فعلت ! انه إنسان مثلنا !
تقدم (جاسر)بهدوء نحو القارب و وركبه ثم قال : أنه اغشاء فقط سوف
يستيقظ بعد دقيقة هيا بنا نبتعد قبل ذلك
ركب ( أسامة ) و ( ذئبه ) القارب بتردد ثم سحب (جاسر)
المرساة لينطلق القارب نحو الجزيرة المحرمة ..
جزيرة المبتدئين ...
.....
في ذلك المكان البعيد لمعت عينا شخص و هتف : وجدتهم !!
التفت الاشخاص الخمسة الموجودين في القاعة نحوه وقال أحدهم : أين ؟
قال الرجل الأول : أنهم في قارب متجهين نحو جزيرة المبتدئين !
نهض الضخم وقال : سوف أجهز أسطول بحري لهم !
قال الرجل الأول وهو يبتسم : لا داعي لقد حرضت أسماك البيرانا ضدهم !
ثم أطلق ضحكة ساخرة .. شامتة ... مخيفة وشريرة ...
كان النسيم عليل في البحر و أستمتع ( أسامة ) به وهو يمر ويغمر جسده
بابتسامة : هذه أول مرة تشاهد البحر ؟( جاسر)قال
نظر ( أسامة ) لذئبه وقال : نعم واعتقد انه أيضا سعيد بذلك
عوى ذئبه موافقا لقول صاحبه
فجأة
أهتز القارب وخرجت سمكة كبيرة لها أنياب وأجنحة !!
تجنب ( أسامة ) انقضاضه السمكة بصعوبة
صاح ( جاسر) : بيرانا !!
نظر له ( أسامة ) باستغراب فأكمل
قوله : أسماك متوحشة تأكل اللحم نحن في ورطة لأنهم لا يهاجموا بشكل منفرد( جاسر)
بخوف وهو يكمل : بل بأسراب و ومجموعات !( جاسر)اتسعت عينا
ما أتم كلمته حتى ظهر سرب ضخم من البيرانا يتقافز حول القارب بنية تحطيمه
وتمزيق من بداخل وصبغ لون البحر الأزرق بالأحمر الدموي ..
يتبع ...
الحلقــة الثالثـة
.
.
.
كانت أسماك البيرانا تضرب المركب وتهشم أخشابه بأسنانها البشعة و بطلينا يدافعان عن وجهيهما با لأيدي
صاح (جاسر ) : سوف نقتل على هذا المنوال !!
رد عليه ( أسامة ) بصيحة مماثلة : بل سوف نلتهم !! ( بضم النون )
ثم لمعت عيني ( أسامة ) فجاة و قال وهو يشر نحو نقطة : إنظر هناك !
نظر (جاسر ) نحو تلك النقطة ولمح سمكة بيرانا ضخمة للغاية
كانت بيرانا الأم !!
قال ( أسامة ) : من حركة الأسماك حول هذه السمكة الضخمـة بالذات , هذا هو زعيمهم !
قال (جاسر ) بحذر : وهل تنوي مهاجمة زعيمهم ؟
رد ( أسامة ) وهو يتأهب للقتال وأستل خنجر : لا مفر من ذلك , حاول أن تغطيني !
نظر ( أسامة ) لذئبه ( Lunar ) وتبادلا النظرات ثم عوى الذئب عواء غريب وقوي
أصابت الاسماك حالة هستيرية وتباعدت عن المركب لمسافة قصيرة
كأنت تلك تقنية ( الزئير ) الذي يتقنها الذئاب وتتمثل في عواء يصيب الخصم بحالة خوف مؤقت
صاح ( أسامة ) صيحة قتال : الآن يا (جاسر ) !!
أطلق :اطلق (جاسر ) ثلاث كتل نارية نحو بيرانا الأم فضربت الكتل النارية جسد السمكة بعنف فأطلقت صرخة مدوية فقز ( أسامة ) عاليا نحو البيرانا الآم ملوحا خنجره نحوها وهو يقول :الضربة الحديدة !!
وغرس الخنجر في رأس البيرانا وتشبث ( أسامة ) بالخنجر وظل متعلقا في الهواء والبيرانا الأم تترنح يمينا ويسارا
بعنف ثم أطلقت صيحة قذفت ( أسامة ) نحو القارب فأرتطم بقوة مطلقا صيحة ألم , هرع
( Lunar ) يطمئن على
صاحبه , قامت البيرانا الأم بهجمتها الأخيرة والعنيفة بأنقضاضة قوية نحو القارب محاولة أن تسحق جسد من حليها فقفز
كل من ( أسامة ) وذئبه و (جاسر ) نحو الماء لحظة أرتطام البيرانا الأم بالقارب
الذي تحطم تحطيما , قال (جاسر ) في نفسه وهو يحاول أن يرتفع لسطح البحر :
لقد أخطانا بالنزول في البحر سوف نكون فريسة سهلة للأسماك الباقية !!
وما أن وصل للسطح و وأستنشق الهواء بشهقة قوية نظر حوله ليشاهد بجانبه ( أسامة ) وذئبه ينظران بأستغراب
نحو الأسماك البقية التي هربت بشكل غريب ...!
قال (جاسر ) بحيرة : مالذي حدث لهم ؟!
عوى ( Lunar ) عوى قصير فألتفت ( أسامة ) خلفه فشاهد من بعيد جزيرة مظلمة قافرة , كانت تسمى قبل سنوات
عديدة جزيرة المبدئين , جزيرة الابطال ..... الأحرار ...
قال بغضب وهو يرفع رأسه : اللعنة !!
قال الضخم بتكهم : هل فلتوا منك هذه المرة أيضا ؟!
رد عليه بحنق : أسماك البيرانا عديمة النفع ! كانت سيطرتي على زعيمتهم وكنت أبث أشارات فكرية نحو بقية السرب
من خلال دماغ البيرانا الأم ... لكن ذلك الزئير لم يكن طبيعيا ... أنه أشبه ...
قال الضخم بجدية : لقد سئمت من أعذارك الواهية , جرذين وحيوان لا تستطيع قتلهما من خلال محاولتين !!
ثم و قف الضخم ووضع يديه على الطاولة وقال بهيبة مقاتل فخور : سوف أهتم أن بالأمر ..
شمل الصمت القاعة ثم رد عليه أصوات من في القاعة موحدة في وقت واحد وبنفس الكلمة : لك ذلك !
أبتسم الضخم ولمعت عينيه بنظرة شرسة ومخيفة .....
سبح بطلينا و الذئب إلى الجزيرة و عند الوصول للجزيرة أنتفض ( Lunar ) ليبعد الماء عن فروه
قال ( أسامة ) وعينه تتفحص المكان : هذه هي , أليس كذلك ؟
قال (جاسر ) بحذر : أتمنى ذلك ..
سارا في الجزيرة على رمال الشاطئ وشاهدا منزل معلق فوق شجرة وقد اهترئ وتدمر اغلبه .
ظهر ظل لشخص يسير بأتجاههم ثم برز صاحب الظل كانت فتاة رشيقة القوام تحمل ترس في يدها اليسرى
وسيف بيدها اليمنى شعرها ذو لون أحمر كما ان عينيها الصفراويتين كانت قاسية نظرت لهما وأتخذت وضعية قتالية
وهي تقول : لم أحسب أن احد سوف يصل لهنا في هذا الوقت , لكن يبدو أنكم متفوقون !
ثم قالت : لا مفر من قتالكم هنا
رفعت سيفها وهي تقول : العنقود المتدلي !
فلمعت طاقة ضوئية على السيف وهي تقول : هيا لنقاتل يا سادة !
تأهب ( أسامة ) مع ذئبه فأوقفهم سلامي :تأهب
( أسامة ) وبحث عن خنجره في حزامه لكنه لم يجده فتذكر أن غرسه آخر مرة في رأس البيرانا الأمفي معركتهم السابقة !
وقال في نفسه : لا يهم ! ذئبي سلاحي في المعارك !
أشار (جاسر ) بيده نحو ( أسامة ) وهو يهمس : أنظر أنها لا تحمل شعار
جنود النظام ...
قال ( أسامة ) : شعار ؟ أي شعار ؟!
قال (جاسر ) وهو يتفحص الفتاة : شعار النظام , علامة يضعوها على كتف التابع
لها خصائص كثيرة كالاتصال المباشر مع النظام من خلالها كما انها تبعد الوحوش عن حاملها , لكن هذه الفتاة لا تحمل هذا الشعار
خصوصا إننا في مكان مهجور مثل هذا ... مما يجعلني أعتقد ........!!
صاحت الفتاة صيحة قوية وهي تنقض بقوة نحوه : لا تعتقد !! فقط مت !!
تجنب (جاسر ) ضربتها التي مزقت جزء من عباءته المبتلة
ثم سحبت سيفها وسددت طعنة نحو بطنه فقفز (جاسر ) للخلف وتعثر وسقط
على ظهره , ابتسمت وقالت : تمكنت منك !!
سحبت سيفها وسددت طعنتها نحو قلب (جاسر ) مباشرة لكن أتسعت عينيها بقوة وألم
وأخطأ سيفها جسد (جاسر ) وأنغرس السيف بالرمال فأمسكت رأسها بألم وهي تقول :
ما هذا ؟
أبتسم ( أسامة ) وقال : التأثير الوحشي ! تقنية متخصص بها ذئبي يجعل الهدف يفقد الكثير من دقته ...
أمسكت الفتاة سيفها الذي ما زال يلمع بطاقة الضوئية وقالت بغضب : حسنا يا صاحب الذئب ....
وأنقضت نحو ( أسامة ) قائلة : التصادم المرن !!!
تجاوزت ( أسامة ) بسرعة فائقة فسقط أسامة على الأرض بألم فقالت الفتاة وهي تنقض عليه : مت يا فتى !!!
هنا انطلقت صيحة مهيبة : أنتظر ( مايا )
توقفت الفتاة المدعوة (مايا ) وهي تنزل رأسها بأحترام وظهر من بين الظلام رجل في الخمسين من عمره يبدو من وجهه
ان مر بكثير من الأهوال تركتب بصمتها على ملامحه ...
.
.
نظر الجميع نحو الرجل الذي خرج من الظلام مقاطعا العراك على رمال الشاطئ
رفعت ( مايا ) رأسها وقالت باحترام : المرشد قيمس ...
أقترب قيمس أكثر ونظر بتفحص للرجلين ثم وقع عينه على الذئب ( Lunar)
و تمتم بدهشة : أنت ....!
نظر له ( أسامة ) بحيرة و قيمس يقترب أكثر من الذئب الذي وقف متحفزا لكن قيمس أنحنى يلمس الذئب
فقال ( أسامة ) بحدة : ماذا تريد يا هذا من ....
قطع حديثه عندما شاهد قيمس يتحسس جسد الذئب بحنان وهو يغمض عينيه وكأنه يتذكر شيئا يجتاحه ..
نهض قيمس بصمت ثم وسار مبتعدا عنهم بخطوات قائلا : ( مايا )أحضريهم للمخبأ .
قالت (( مايا ) بتردد : سيدي لكن ...
قال قيمس بابتسامة : لا تقلق يا (( مايا ) هؤلاء ليس أعدائنا
كانت عبارته غامضة لدرجة أنها أخضعت أبطالنا بالسير خلف المرشد بصمت غريب …
…
.
دخل رجل يرتدي زي حديدي يزين كتفه شعار ازرق اللون في وسطه علامة سيفين متقاطعين ذهبيان ونجمة ذهبية
انحنى الرجل وقال : ( غازي) المغوار في خدمتك !
كان الرجل الضخم جالس على كرسي كبير وأشار بيده للمغوار وقال : ( ( غازي)) أنك من أفضل الرجال الذين جندتهم
تملك مهارات متفوقة لدي مهمة لك وأحتاجك أن تتصرف بسرعة قبل أن يهرب الهدف !
قال ( ( غازي)) دون أن يرفع رأسه : علم وجاري التنفيذ !
ابتسم ,راضيا عن مجنده فهو على يقين أن جميع من تم تجنيدهم للنظام أدوات لا تناقش بل تنفذ دون نقاش ومشاعر وكان هذا الشيء يروقه ...
قال الضخم : سوف تجد كافة التعليمات عند فتاة المكتب بالخارج خذ ملف المهمة وانطلق لتنفيذها
نهض ( ( غازي)) وضرب صدره وقال : علم !
وخرج مسرعا لاستلام مهمته المجهولة ....
لم يكن يعرف الضخم أن يوجد هناك من كان يسترق السمع في الغرفة المجاورة فابتسم
الرجل وقال : إذا سوف ترسل جنودك
لاقتناص فريستي ! لن ادعك تسبقني , ثم جلس الرجل مغمضا عينيه وأخذ يركز , هو يعرف صعوبة الوصول بأفكاره
لجزيرة المبتدئين للسيطرة على وحش هناك....
لكنه لم يكن يقصد أي وحش كان يقصد وحش معين هناك , وحش بمعنى الكلمة ......
.
.
بالقرب من شاطئ الرمال الساخنة كانت هناك سفينة مهجورة غرق اغلبها لكن الجزء السليم فيها
استخدمه ( قيمس ) ليكون مخبأه , جلسوا كل من ( أسامة ) و ذئبه و ( جاسر) وهم يراقبوا
( قيمس ) الذي أخذ يتمتم بعض الكلمات
الهامسة في إذن (( مايا ) التي كانت تهز رأسها وهي تنظر لهم بنظراتها القاسية ...
تنحنح ( قيمس ) وسعال سعلة وهمية وقال : حسنا لنبدأ التعارف أولا ..
أشار على نفسه وقال : أنا ( قيمس ) كنت أعمل في السابق مرشد في
( ماندا ) التابعة لشعب ( امانسيس ) .
ثم رفع يده ليشير إلى ( مايا ) الواقفة عاكفة الساعدين أمامها وقال : هذه ( مايا )تابع لشعب الامانسيس
وتشكل أحد الفرسان القلائل ...
قال ( أسامة ) : أنا ( أسامة ) أنتمي لمزرعة الجواميس تربيت مع ذئبي هناك
وهذا ( جاسر) ساعدني في معركة ضد وحوش في جندار الثانية و أتينا إلى هنا وفق الشائعات ..
ضاقت حدقتا ( قيمس ) وقال : عن أي شائعات تتحدث ؟
قال ( ( جاسر) ) بحذر : الثورة .....
صمت ( قيمس ) ثم قال : هذا ما كنت أتوقعه منذ أن شاهدتكم هنا ...
لكن يجب أن تعرفوا حقيقة الخصم الذي تنوا محاربته...
أخذ نفس عميق كأنه يستعد لسرد قصة طويلة...
قال قيمس : قبل اثنا وعشرين سنة ... ( العرافة الكبيرة ) في معركة طاحنة ضد كل الشعوب يقودهم للنصر
خمس عشرة بطل هؤلاء أتوا من الشعوب الثلاثة المشهورة... ارماد , امانسيس ,اجوريا
خمس تخصصات من كل شعب
اجوريا ( سيد الوحوش , فولاذي , قناص , صنديد , مغوار )
ارمادا ( ساحر ظلامي , سيد البراري , محطم , سيد الظلام , سفاح )
امانسيس ( فارس , متراس , حكيم , طبيب , مخلب )
على كل حال بعد هزيمة ( العرافة الكبيرة )أستطاع بعض الأبطال اكتساب قوة العرافة
مما سبب الفرقة بين الأبطال, ستة اقتسموا القوة وتسعة غضبوا لذلك فبدأ القتال بينهم
لكن الستة لم يكونوا على طبيعتهم قبل العرافة فلم يكتفوا بإبادة رققاهم بل قتلوا كمية كبيرة
من الجيش الذي ساندهم في الحرب ضد العرافة و دمروا عدد كبير من القرى والمعالم المشهورة
صمت قيمس وسرحت عينيه لفترة كأنه يتذكر أحداث رهيبة
ثم أكمل : عندما احكم الستة سيطرتهم على العالم وكونوا ما يسمى النظام من كانت له علاقة بالحرب
مثلي حاول الهروب لكن ليس الكل فلح بذلك
منذ دخولي للجزيرة عرفت إني أحكمت على نفسي سجن أبدي صحيح أنهم لا يستطيعوا صيدي بسهولة
في هذا المكان لكن خروجي من هذه الجزيرة سوف يجعلهم يرصدوا وجودي ومن ثم مقتلي ..
قال ( أسامة ) : هل هم بهذه القوة والحيلة ؟
قال قيمس وهو يحتسي قهوة من كوبه : العلم والحيلة يصنعوا المعجزات , يظنوا الناس أن القائمين وراء النظام
أناس مقدسون وذو قوة خارقة للطبيعة ولكن هذا ليس صحيح هم أقوياء جدا ولا نختلف على ذلك لكن قواهم الخارقة
وراءه حيلة , مثلا عندما يعرفوا مالذي تفعله في منزلك فأنه يرجع ( للمخلب ) الذي له القدرة على السيطرة على عقول
الوحوش والحيوانات مثلا أن يدخل في عقل طير ينظر داخل منزلك من النافذة أو عن طريق فار استطاع التسلل لمنزلك
أما ذلك الساحر الظلامي الذي يضرب أهداف بعيدة جدا عنه فهي بواسطة أبراج سحرية تقوم باستقطاب الضربات السحرية
وتوجيهها نحو الهدف ...
قال (( جاسر) ) بدهشة : إذا هكذا يفعلونها !
قال قيمس وهو يومأ برأسه موافقا : لكنا نجهل قوى الأربعة البقية , للأسف كان لدي اتصال مع العرابة جينا
في بلوتار , أرسلت لي رسالة تخبرني إنها اقتربت من التوصل لسر النظام لكنها عرفت أن النظام قد وجدها
وانقطع الاتصال بيننا الذي كان عن طريق الحمام الزاجل ....
فجأة أمسكت ( مايا )سيفها وقالت هامسة : هص !
قال قيمس بقلق : ماذا هناك ( مايا )
قالت (( مايا ) بقلق أكثر هناك شخص يقترب من مخبأنا !!
…
داست رجل ثقيلة رمال الشاطئ ووقفت أمام السفينة البالية , صاح ( ( غازي)) : اخرجوا أيها الخارجون على النظام
نظرت ( مايا )من فتحة صغيرة وقالت : رجل واحد من ملابسه وأسلحته أنه مغوار تابع للنظام وقد اكتشف موقعنا !
قال ( أسامة ) بحزم : توجب علينا قتاله
نهض كل من ( أسامة ) و (( جاسر) ) فقال قيمس : انتظر ...!
ثم نهض قيمس وفتح صندوق قديم واخرج فأس يستخدم بقبضة واحدة
فمده لـ ( أسامة ) وقال : من شخصيتك أنت تصلح أن تكون سيد الوحوش هذا سوف يكون مناسب لك
انه فأس الجليد , سهل الاستخدام وصلب ..
تناول ( أسامة ) الفأس ونظر نظرة امتنان وقال : هيا بنا وخرج جميع من في الغرفة لمقابلة ذلك المغوار
المغوار الرهيب ... والقوي ..
في تلك الصخور الحمراء والرمال ذات نفس اللون ظل يركض وحوافره ضرب الأرض وتهزها وفي يده سيفه
الغليظ , منذ مدة طويلة وهو يحاول أن يركض ويقطع أكبر مسافة لكي لا يهرم ويقل نشاطه فجأة شعر بكيان
يقترب
منه فتلفت يمنى ويسرى دون أن يشاهد احد والكيان يقترب أكثر وأكثر حتى شعر بصدمة قوية في رأسه واهتزت الرؤية
تماما في عينه الخضراء اللامعة وأدرك متأخرا أن الكيان يسيطر على عقله ...أغمض عينه لفترة ثم فتحها وقد تغيرت
نظرته تماما بعدما كانت نظرته حيوانية بحتة تحولت لعين شخص عاقل ومتوحش وشرس
انطلق مرة أخرى يضرب بحوافره الأرض ولكنه غير وجهته وانطلق يقطع الطريق حتى وصل لبستان المرمر متجه نحو الشاطئ وبعدما سيطر الكيان عليه أدرك انه يسير نحو هدف ويحمله لذلك حقد كبير ... حقد ضخم ... وأعمى !
.
.
خرج الأربعة ( أسامة , جاسر, قيمس , مايا ) مع الذئب ( Lunar ) لمواجهة خصمهم
المغوار ( غازي ) الذي كان عاقد ساعديه أمام صدره وفأس ضخم مزين في قبضته منغرس في رمال الشاطئ
نظر ( قيمس ) نحو خصمه وهتف : رجل آخر من الخاطعين للنظام ..
قال ( غازي ) مبتسما :المرشد قيمس , لا تعرف كم عانى النظام لكي يظفر برأسك !
نزل رجالنا الأربعة مع الذئب من على سطح السفينة المتهالكة و وقفوا أمام خصمهم وكل فرد منهم تسلح بما يملك
فرفع ( غازي ) فأسه ومسكه بقبضتيه وقال : عال , لا وقت نضيعه في الكلام تروقوا لي جدا !
( انتظر !!!!! )
أنطلقت الكلمة مدوية في المكان وبلهجة وصوت غريب وأجش وقد لاح في الأفق موجة غبار كبيرة
ثم بان من الموجة وحش نصفه العلوي رجل مفتول العضلات ذو عين خضراء براقة وفي يمناه سيف غليظ
وضخم أما نصفه السفلي فكان على هيئة حصان ضخم ورمادي .. كان هذا الوحش الضاري يعرف
بالحقد الأعمى ...
وقف ( الحقد الأعمى ) بالقرب من ( غازي ) الذي وقف متأهبا يخشى هجوم من هذا الوحش
المخيف , فنطق ( الحقد الأعمى ) بصوت أجش بالكاد يفهم منه شيء : لا تقلق ( غازي )
هذا الوحش تحت سيطرت النظام وأنا هنا سيطرت على هذا المخلوق لكي أساعدك في مهمتك ..
ركع ( غازي ) أمام الوحش في شكل غريب وقال بخضوع : فل تتبارك روحي بأن يكون شخص
من النظام السامي يقدم لي يد المساعدة !!
سأل ( أسامة ) بحيرة وهو يراقب المشهد : ما الذي يحدث هنا ؟
أجابه ( جاسر ) وعينه لا تفارق خصميه : الرجل الذي تخصصه ( مخلب ) قد أستطاع السيطرة
على هذا الوحش وقدم به لهنا لكي يساعد المغوار غازي !
قال ( أسامة ) بدهشة : هذا الوحش الضخم خاطع لسيطرة ذلك المخلب ؟!
التفت ( الحقد الأعمى ) نحو أبطالنا وقال : أخيرا شاء القدر أن يكون أحد الوحوش القادرة على النطق
بالقرب منكم , لم أستطع أن أخبركم عن طريق طيور الزاجل والديك الدموي ولا عن طريق أسماك البيرانا
قاطعه ( جاسر ) : إذا أنت من هاجمتنا في البحر !
أطلق ( الحقد الأعمى ) ما يشبه القهقهة وقال : كنت أريد أن أخبركم أن أجلكم قد أقترب !!
قالها بكل أنفعال وغضب يعتريه في داخل ...غضب وحقد ...
في مكان بعيد صفق الضخم الباب ودخل على الرجل الجالس محني رأسه صامتا مغمض العينين وهتف الضخمفي حنق : هل وصلت بك أن تتدخل في أعمالي وتجلب أحد وحوشك إلى أرض المعركة فل تعلم أن هؤلاء
من أختصاصي أنا بعدما انت فشلت ...
قاطعه الرجل الجالس بهدوء : صه ! أنا تدخلت ليس لكي أصحح خطأي بل لأن لدي هدف غير
هولاء الفتيان ..
قال الضخم بشك : ما هو ؟
قال الرجل : المرشد قيمس ..
قال الضخم : أيها المخلب هذا المرشد لي !
قال ( المخلب ) بإبتسامة :أهتم بالاطفال ودع العجوز لي ..
قال الضخم وقد بدأ يهدأ :علامة النظام تستطيع أرسال تقارير من فكر حاملها لكن لا نستيطع أن نشاهد مايشاهده
بواسطة الشعار , لهذا مالذي تراه بعدما سيطرت على ( الحقد الأعمى )
قال ( المخلب ) بغموض : مياه بحرية ومرجان وأسماك و أنا أقترب من الشاطئ أيضا
صمت الضخم و راوده شعور أن ( المخلب ) يتكلم عن معركة أخرى لكن من خلال معرفته فأنه مركز
تماما على هدفه ...لهذا آثر الصموت وهو على يقين أن اللحظات القادمة سوف تكون حاسمة وعنيفة ..بل قاتلة .
في شاطئ الرمال الساخنة همس ( قيمس ) : أنا و ( مايا ) سوف نواجه الوحش
أما انت يا ( أسامة ) مع رفيقك فلتهاجموا المغوار
قال ( جاسر ) : هل لديك خطة ؟
قال ( قيمس ) : عند الهجوم سوف تتضح لنا نقاط الضعف في الخصم
و أنطلق ( الحقد الأعمى ) نحو ( مايا ) بسرعة كبيرة
فهتف ( قيمس ) : احذري ...
لكن فجأة أنطلق شيء من داخل مياه البحر بشكل سريع نحو الأعلى وظهر خلف ( قيمس )
كان عبارة عن أخطبوط صغير ذو قدمين كبيرتان كان يسمى قديما لدى البحارة بــ ( بيبي المكار )
قفز ( بيبي المكار ) نحو ( قيمس ) وركله في صدره ركلة قوية تهشم ضلعين من صدر
( قيمس )
الذي وقع على الأرض وقفز ( بيبي المكار ) على صدر ( قيمس ) واخذ يقفز عدة قفزات وكل قفزة
يفور خيط كبير من الدماء من فم ( قيمس ) فصاحت ( مايا ) بهلع : أيها المرشد !!!
صاح ( الحقد الأعمى ) : أنا هنا يا فتاة !
وانقض بسيفه على على راسه ( مايا ) التي التفت له بغض وضربت بسيفها صدر
( الحقد الأعمى )
و انغرس سيفها في صدره وضغطت على سيفها بتقنية ( العنقود المتدلي ) ليكتسب طاقة ضوئية مكنت السيف من
الغوص أكثر في صدر ( الحقد الأعمى )
قالت ( مايا ) بغضب شديد : كيف وجدت سيفي ! هل أعجبك ؟
رد ( الحقد الأعمى ) بهدوء : في جندار كانوا يطلقون على هذا الوحش محطم الصخور
قبض ( الحقد الأعمى ) على عنق ( مايا ) فجأة ورفعها من عنقها و
( مايا ) تضرب برجليها
وكفيها ذراع الوحش محاولة الفكاك من قبضته لكن قبضته كانت قوية ومحطمة !
رفع ( جاسر ) كفه للاعلى وقال : نار !
أنطلقت كتلة نارية وضربت جسد ( الحقد الأعمى ) لكنه لم يتزحزح من مكانه ول يبدو عليه أنه تأثر بل على العكس التفت
نحو ( جاسر ) وقال بصوته الأجش :هل تريد إيقافي بواسطة هذه الضربة ال********ة ؟
ضاقت عينا ( مايا ) وقالت : رقاقة القوة !
والقت قطعة حمراء اللون نحو وجه الحقد الاعمى كانت القطعة الحمراء تتوهج عند أرتطامها في وجه الوحش
ثم ركلت ( مايا ) وجه الوحش بكلتا رجليها فتحررت عنقها من قبضته وشقلبت في الهواء ثم أشتقرت على رجليها
على رمال الشاطئ , قال الحقد الأعمى وهو يتحسس عنقه : مثير للأعجاب ,رقاقات القوة في مثل هذا الوقت يعتبر نادر
و أراهن أن رتبة هذه الرقاقة هي رتبة ثالثة !
صمتت ( مايا ) وهي تراقب سيفها الذي ما زال المغروس في صدر الحقد الأعمى
فمسك الحقد الأعمى سيفها ونزعه ببطء وهو يقول : في ماندا كانوا يقتنصوا الكنتراوس ويستخدموا جلودها
في صناعة الدروع لصلابتها ..
هنا نزع الحقد الأعمى السيف كامل ورفعه في الهواء وقال بكل شراسة : أرى انك تفتقدين لسيفك .
ثم صاح :فل تسترديه !
وقذف السيف بإتجاه وجه ( مايا ) منتهى السرعة و العنف ..
كان الألم يزداد بشكل شنيع وكل قفزة يقفزها الوحش على صدره يشعر أنه روحه تقترب من الخروج من جسده
وعلى الرغم من تأزم موقفه الا أنه أستطاع مشاهدة ( مايا ) وهي تقاتل الحقد الأعمى وعندما شاهد
الحقد الأعمى يهم بنزع السيف من صدره أدرك ( قيمس ) ما لذي ينويه الوحش , فدبت القوة فجأة في عروقه
بسبب الخوف على حارسته التي حرسته لأكثر من 3 سنوات فستجمع بعض الطاقة الضوئية في يده وصاح : الشعلةالمثبتة !!
فضرب ( بيبي المكار ) ضرب جعلته يتوقف عن الحركة ويسقط على صدر ( قيمس )
فأمسك ( قيمس ) الوحش وقربه من وجهه وهو يهمس بكل حنق : مهاراتك هي الركل
اليس كذلك ؟ فلتجرب هذه الركل أيها الوغد !
ورمى الوحش بأتجاه رجله وركل الوحش بكل ماتبقى له من قوة نحو ( مايا )
وهنا اصطدم ( بيبي المكار ) بالسيف الذي قذفه ( الحقد الأعمى ) فأنحرف السيف الذي أنغرس
في جسد ( بيبي المكار ) وسقط بجانب رجلي ( مايا ) المندهشة فلتفت بإتجاه
المرشد قيمس الذي كان يتنفس بصعوبة وهو مغمض العينين
فقالت بتأثر : أيها المرشد ...
كان ( أسامة ) في هذه اللحظة يواجه ( غازي ) الذي كان يرتجف بشكل غريب
فظن ( أسامة ) أن خصمه خائف فقال بحذر : ترتجف خوفا ؟
فقهقه ( غازي ) وهو يقول بسخرية : خوف ؟ بل أرتجف من شدة الحماس
أنظر لقوة سادة النظام السيطرة على وحشين في نفس الوقت ويبعدون الأف الاميال شيء يجعلك
تنحني خاضعا لهذه القوة الخرافية ..
ثم نظر في وجه ( أسامة ) وهو يقول بصوت حازم : أنتم يا من تخالفوا النظام سوف تموتوا
و نزع فأسه وأنقض على ( أسامة ) مسدد ضربة عمودية على رأس
( أسامة )
الذي تجنب الضربة متدحرجا على اليمين وضاربا بطن خصمه بفأسه الجليدي
لكن صوت رنين معدني صدر من الدرع الذي يلبسه ( غازي )
الذي تمتم بسخرية : رشاقتك رائعة لكن ضرباتك لا شيء بالنسبة لدرعي الحديدي !
و لوح ( غازي ) بفأسه المخيف نحو ( أسامة ) لكن
( Lunar )
عض كف ( غازي ) بأنيابه فأوقف ضربته فركل ( غازي )
الذئب ركلة قذفت الذئب مترا كاملا للخلف فهجم ( أسامة ) والتحم الفأسين بعنف على الرغم من الاختلاف الشاسع في حجم الفأسين وأخذ الخصمان يدوران على بعض والفأسين مازالا في التحام
فتمتم ( أسامة ) في نفسه : قوته كبيرة ولا أستطيع هزيمته في الصراع الجسدي !
فنفك الخصمان عن بعض وتراجعا بسرعة متماثلة وهنا ركض ( أسامة ) نحو السفينة
فضحك ( غازي ) وقال : أهرب ! أيها الجبان !
وركض خلف ( أسامة ) وصعد السفينة المهترئة واخذ يبحث عن ( أسامة ) وهو يقول
بشراسة : اخرج أيها الفتى الجبان !
هنا قفز الذئب على ( غازي ) الذي تجنبه بصعوبة شديد لكن ظهر ( أسامة )
من خلف عمود ودفع ( غازي ) بكلتا ذراعيه دافعا ( غازي ) نحو
سور السفينه فتحطم السور المهترئ وسقط ( غازي ) في الماء وحاول أن يعوم فوق الماء لكنه
وجد صعوبة شديدة في العوم فظهر ( أسامة ) فوق السفينة مع ذئبه وهو يقول بإبتسامة ساخرة : ليس جبن أيها المغرور لكن أنظر لنفسك لا تستطيع العوم الا تعرف السبب ؟
صمت المغوار ( غازي ) وقد أدرك السبب
فقال ( اسامة ) نعم بسبب درعك الحديدي الذي يغطي جسمك كاملا ولقد تأخر الوقت لكي تنزعه
وكان كل حرف في كلمات ( أسامة ) حقيقة جعلت ( غازي ) يفزع وهو يغرق
أكثر و أكثر حتى اختفى عن الانظار
أطلق ( اسامة ) تنهيدة وهو ينظر نحو ذئبه ثم ابتسم وهو يقول : لم نكن نملك فرصة أمامه لكن
الحيلة نفعت معه .
ثم التفت نحو أصدقائه وهم يقاتلوا ذلك الوحش واتسعت عيناه بدهشة وهو يراقب ما يحدث هناك
وقف (جاسر ) وقال لـ ( مايا ) :علينا أن نتعاون مع بعض لدي خطة
وأحتاجك ان تهجمي في الوقت المناسب !
صمتت ( مايا ) وراقبت ( جاسر ) الذي أقترب من الوحش بخطى ثابتة ثم رفع يده
فنقض الحقد الأعمى وهو يصرخ : كأني سوف أدعك !
لكن لمع كف ( جاسر ) وصاح :كابوس !
فجمد الحقد الاعمى في مكانه وقال : ماذا !
ثم وجه ( جاسر ) كفيه نحو أرجل الوحش و قال :كرة النار !
فنطلقت الكرات النارية وضربت ساقي الحقد الأعمى
فسقط الحقد الأعمى على ركب أرجله خار القوى فقال ( جاسر ) :نصفك السفلي بالخصوص
أرجلك ضعيفة للغاية مقارنة بجسدك العلوي
ثم التفت إلى ( مايا ) وقال : الآن
فقزت ( مايا ) في الهواء وقالت : العنقود المتدلي فلمع سيفها بطاقة ضوئية ونزلت بسيفها على رأس الحقد الأعمى وضربته بكل عنف وقطعته
فسقط رأس الوحش على رمال الشاطئ والدماء تناثرت في كل مكان ثم سقط جسد الوحش
مخلفا صوت أرتطام قوي ثم حل الصمت لبرهة فألتفت ( مايا ) خلفها وقالت بجزع :المرشد !
كان المرشد ( قيمس ) يتنفس بصعوبة وكأنه قد حانت ساعة مماته ..
.
.
على الشاطئ التم الكل حول قيمس ينظروا له نظرات هلعة , انحنت
مايا و وضعت رأس قيمس على رجلها فتآوه قيمس بألم وهو يقول :يبدو أن
النهاية حانت ....
صاح أسامة : الا يوجد أحد فيكم يستطيع فعل شيء !
أبتسم قيمس وهو يتمتم بضعف :لا فائدة من ذلك فوق أصابتي
البليغة التي تعدت ضلوعي و وصلت لرئتي بذلك الوحش ( بيبي المكار ) يملك سم في قاع رجليه ..
كانت تقرحات قد ظهرت حول أصابة قيمس في صدره
نظر قيمس لوجه مايا التي كانت تبكي بصمت , فقال
قيمس :
مايا لم تخلق هذه العينين القاسيتين من أجل البكاء
بل لأهداف أكبر من ذلك .. أنا ... أخبرتك عنها ..
مسحت مايا دموعها وقال باكية : نعم !
قال قيمس :
جاسر... أنت من ( أوروك ) اليس كذلك ؟
قال جاسر : نعم ! أنا من ( أوروك )
أبتسم قيمس : شعب الظلام ...أنت بالفعل شخص مميز
مهاراتك تدل على أنك سوف تكون ( ساحر ظلامي ) عظيم ..
صمت جاسر بتأثر لما يقوله الرجل في لحظاته الأخيرة
التفت قيمس نحو أسامة وقال له : أما انت ... فلقد كنت السبب في رجوع الأمل لي ..
قال أسامة : لماذا ..؟
نظر قيمس نحو الذئب وقال : هذا الذئب ..
أنه ليس ذئب عادي .. أنه ابن الذئبة الاسطورية رينكي !
هذه الذئبة الاسطورية ورائها قصة طويلة , لكن كانت نهايتها إنها شاركت في الحرب العظيمة ضد ( العرافة الكبيرة )
وكان لها ذئبان صغيران في وقتها , والذي تملكه هو أحدهما !
قال أسامة في حيرة وهو ينظر لذئبه في شك : لكن من الذي عرفته أن حرب ( العرافة الكبيرة ) حدثت منذ زمن بعيد أي أنك تريد أن تقول أن ذئبي ..
قاطعه قيمس وهو يسعل ثم يقول : أجل ..ذئبك كبير في السن
لكن هذه الفصيلة أو بالاحرى جينات هذه الذئاب جعلت منهم أساطير فهم أقوى ويعيشوا أكثر من الذئاب العادية بفارق كبير
ثم وضع قيمس يده داخل جيبه بصعوبة وأخرج صندوق أزرق صغير
وقال : أفتح الصندوق ...
مسك أسامة الصندوق المستطيل الازرق و فتحه
ليشاهد بطاقة زرقاء وكرستالة صغيرة زرقاء أيضا فظهر العجب على ملامحه
فقال قيمس : على الرغم من أن مهارات الناس بدأت تختفي
الا إني أومن أنكم أيها الشباب مازلتوا تملكوا تلك المهارات في دمائكم انت يا أسامة من أجوريا و أنا متأكد انك سوف تكون ( سيد الوحوش ) لهذا سوف أعطيك بطاقة المرافق
و هذه البطاقة خاصة بالذئب , وجدتها هنا بسبب تواجد الذئاب المدللة والشرسة سابقا في هذه الجزيرة ..
قال أسامة : و ما فائدة هذه البطاقة ..؟
سعل قيمس بشدة وخرجت دماء من فمه فأمسكوه الجميع بهلع
شديد فقال قيمس بضعف شديد : لا أملك الوقت لكي أشرح لك
لكن رفقائك يعرفوا ما هذه البطاقة لكن الشيء الآخر ..
قال أسامة وهو يمسك الكرستالة الزرقاء : هذه ؟
قال قيمس : نعم هذه الأداة كانت وما زالت نادرة و حتى أكبر وأقوى
المروضين لم يعثروا على هذه الأداة التي تسمى ( فاكهة المرافق )
رينيكي الذئبة الأسطورية أكلت هذه الكرستالة فاصبحت قادرة على الكلام هذه الخاصية توفر الكثير على السيد الذي يتحكم
بالوحوش ..
أغمض قيمس عينيه وقال : أختبأت في هذه الجزيرة ما لا يقل
عن 20سنة خائفا من الموت , لكن أعتقد إني كفرت عن جبني عندما ساعدتكم في رحلتكم ..
أنتم هم الأمل المتبقي في هذا الزمن ...إذهبوا وشقوا طريقكم كــ ....
سقطت يد قيمس وهو يتمتم كلمته الاخيرة
.. أبطال ...
.
.
في مكان بعيد في غرفة مظلمة يتخللها بعض الضوء القادم من نوافذ ضيقة وطولية
كانت هناك ظلال تخص أشخاص تحيط بطاولة بيضاوية كبيرة
صدر صوت أنثوي : إذا مات قيمس ..
أجابها صوت آخر ساخر : لقد نال مصيره هذا الغبي !
صدر صوت غاضب من الجهة المقابلة للصوت : أظهر بعض الأحترام للمرشد صحيح أنه كان ضدنا
لكنه كان مرشدا لنا في يوم من الأيام ... لا تنسى ذلك
أجابه ذلك الصوت الساخر : هذا لأنه غبي !
هتف الصوت الغاضب :كيف تج...
صاح صوت في القاعة : كفـــى !
خيم الصمت لثواني معدودة ثم قال الأخير بهدوء : قيمس مات
لندع مشاعرنا جانبا ونركز في هذا الأجتماع حول الأهداف ...
قال صوت يعود للرجل الضخم : الثلاثة الشبان مع الذئب بقوا على قيد الحياة هذا ماشاهده رفيقنا ( المخلب )
من خلال عين ( الحقد الأعمى ) في آخر لحظة ..
قال ( المخلب ) بهدوء : هولاء الثلاثة أقوياء ويملكوا مهارات لم نكن نتوقع أنها مازالت موجودة
قال الصوت الساخر : هيء هيء هل تريد أن تبرر سبب فشلك مع صاحبك ( الفولاذي ) الضخم ؟
رد عليه ( المخلب ) بهدوء : لن أنجرف وراء استفزازك لكن عندما تقابلهم سوف تدرك أنهم ليس
مجرد ***** هواة ..
قال الصوت الأنثوي : كل الخطر أن تقابل هولاء الثلاثة مع حركة التمرد الموجودة في الجنوب ..
قال الصوت الغاضب : هل تعتقدي أن هولاء الثلاثة يستطيعوا أن يغيروا مصير التمرد البائس ؟
سوف نسحقهم سحقا !
تمتم (الفولاذي ) الضخم : يبدوا أن عشرين سنة من فرض النظام لم تكن كافية لقتل مهارات جميع الناس .
اجابه صوت عميق :لكننا سوف نفرض النظام مرة أخرى ونتخلص من هولاء الثلاثة ونتخلص من التمرد هناك
وحينها سوف نتاكد أن المهارات قد أختفت من العالم للأبد .
رغم عمق صوته الا أن الحزم ظهر في نبرة صوته جليا ...
.
عند الشاطئ بالقرب من قبر قيمس
إنحنى أسامة نحو ذئبه ومد بالقرب منه
الكرستالة الزرقاء وقال له بتردد : لا اعلم إن كنت تريد تناول هذه لكن أعتقد أن المرشد كا يريد لنا الأفضل .
التهم الذئب قطعة الكرستال بحذر ثم حل الصمت ونظر الذئب نحو أسامة وقال بصوت غريب : أخيرا ...
نظر أسامة بدهشة نحو ذئبه وقال : إذا نجحت !
قال الذئب :أسامة منذ أعوام و أنا اريد أن أخبرك
بشيء أنت والجدة ..
قال أسامة بحيرة : ما هو ؟
قال الذئب :إسمي هو ( فنرير ) وليس ( Lunar ) أنت أطلقت علي هذا الأسم السخيف
أول ما أقتنيتني لكن لم يكن يعجبني ذلك الأسم ..
ضحك أسامة ضحكة قصيرة وقال :
حسنا يا ( Luna.. ) اقصد ( فنرير ) !
الذئب غير قادر على الأبتسام لكن خيل لــأسامة
أن ذئبه العزيز ( فنرير ) أبتسم ..
اقترب جاسر نحوهما وهو يقول : ذئب يتكلم
أعتقد إني سوف أحتفظ بروايات كثيرة أحكيها عندما أصبح عجوز ..
ثم نظر إلى مايا المكتئبة التي قالت : لقد أراد أن نعيش كأبطال ..
قال جاسر: نعم .. لكن ماهي خطوتنا التالية ؟
رفعت مايا رأسها وهي تنظر نحو السماء الصافية وتمتمت :
قبل سنوات أرسلني شخص يوجد في ماندا كنا نعمل في شكل سري مع حركة تمرد ضد النظام وقال لي الرجل أن أهرب مع المرشد لمنطقة معينة في جندار سوف تقودني مرة أخرى لماندا
لكن خلال الثلاث سنوات لم نستطع الخروج من الجزيرة ..
قال جاسر: أين في جندار ؟
ردت مايا بسرعة : في غابات الخيزران قال إني سوف أجد
طريقة ترجعني لماندا ...
قال جاسر وهو ينظر حوله : غابات الخيزران ..!
نحتاج لقارب يقودنا إلى هناك ..
قالت مايا بجزع : خلال ثلاث سنوات لم ننجح في مغادرة الجزيرة
ما لذي يجعلك تعتقد أنك قادر ..
نظر جاسرنحو الشجرة الكبيرة التي يوجد اعلاها منزل
هرئ وقال بفرح : سوف تفي هذه الشجرة لصنع قارب ..
وركض جاسر نحو الشجرة يتفحصها أقترب أسامة من مايا وقال بثقة وهو ينظر نحو جاسر: نحن استطعنا الوصول لهذه الجزيرة رغم الأهوال في محاولة واحدة وخلال يوم واحد .. لا تقلقي نستطيع فعل ذلك
صمتت مايا غير متيقنة من كلامه لكنها ذهبت معهم نحو الشجرة
لصناعة قاربهم ... قارب الحرية والبداية ..البداية نحو التحول لبطل …
.
.
نظرت مايا بدهشة نحو القوارب السبعة الذي تم الانتهاء منها ومسكت ذقنها
تتأملهم ثم التفتت نحو جاسر وقالت له : لقد تطلب منا عمل هذا وقت وجهد كبير لكن لم
تخبرني لما نحتاج لسبع قوارب ..
قال أسامة : في المرة الماضية اعترضتنا أسماك البيرانا وتبين لنا أن ( المخلب ) من النظام هو من سيطر على الاسماك
و هو الآن يتوقع منا أن نخرج من الجزيرة لكن ان يشاهد سبع قوارب تخرج مع بعض في اتجاهات مختلفة سوف يربكه بالتأكيد
ويعطينا الوقت للهروب ..
صمتت مايا ثم توجهت لأحد القوارب وقالت : إذا هيا بنا !
رد عليها الأثنان : نعم !
في غابات الخيزران داخل منزل خشبي كبير كان يوجد إثنان يتقاتلان بضراوة و هجم الشاب الذي يملك فأس حديدي طويل يمسكه
بقبضتيه مسددا ضربة افقية تجنبها الشخص الآخر برشاقة وقال مبتسما : ضربة طائشة آخرى
رد عليه الشاب :لا يبدو أنك قد تقدمت في السن !
قال له الرجل الآخر : تعال أهجم علي يا ريان.
رد عليه الشاب ريان. بصرخة قوية : لا تكن مغرورا يا وليد !!
ورجع الالتحام و القتال القوي من جديد !
على شاطئ جرف الغسق كان يوجد جسد رجل مستلقي على بطنه وقد تمزقت أغلب ثيابه رفع رأسه بصعوبة
ليشاهد ببغاء أزرق اللون يحط بالقرب منه عقد الرجل حاجبيه بحذر حتى نطق الببغاء بصوته الغريب :
أرى أنك لم تمت يـا ( غازي )
قال غازي بخجل شديد : أشعر بالعار يا سيدي ...
قال الببغاء الذي كان مسيطر عليه من ( المخلب ) : أعرف شعورك لكن ماهو شعور قائدك ..
فكر غازي بقائده الضخم وتذكر ردت فعله العنيفة تجاه أي خطأ أو غلط
فقال غازي بسرعة : هل قتل نفسي سوف يكفر عن أخفاقي ؟
رد الببغاء ببطء : كلا , ما لذي نستفيده من جثة هامدة ؟
النظام يعطيك فرصة اخرى , ******* الثلاثة قد هربوا بأتجاه جندار بواسطة قارب لكنهم أستخدموا حيلة
سخيفة للتخفي ولقد أكتشفت مكان توجههم و أريدك أن تقود فرقة على الحال للقضاء عليهم .
نهض غازي بصعوبة وقال : أ .. أمر سيدي
قال الببغاء : أرى أنك تخلصت من درعك الحديدي .
قال غازي : نعم في اللحظات الأخيرة وهذا جعلني استطيع النجاة من الغرق
قال الببغاء : إذهب إلى اقرب قاعدة عسكرية لنا و خذ لك ما يلزمك من الأسلحة والدروع وتوجه إلى
غابات الخيزران سوف تجد هدفك هناك .
وانطلق المغوار غازي بأكبر سرعة تستطيع قدماه تقديمه غير مبالي بالضعف والجهد الذي يتعب
جسمه ...
في غابات الخيزران سار أبطالنا الثلاثة مع الذئب ( فنرير ) فقال أسامة بإبتسامة :
كم قارب تظن تحطم بواسطة هجوم الوحوش المائية ؟
رد عليه جاسر : أنا متأكد أن ( المخلب ) سوف يجن حينما يكتشف الخدعة , لكن
مايا اين هو المكان المنشود بالضبط ؟
قالت مايا وهي تتأمل خريطتها : في شمال غرب غابات الخيزران يوجد كوخ
معلوماتي تقول إني سوف أجد المساعدة هناك ..
ثم توقف فنرير فجأة وقال بصوته الغريب : لحظة !
توقف الجميع ينظروا له بحذر ,فكان الذئب يشم الأرض وقال : رائحة دماء قريبة ..
قال أسامة : أين ؟
قال فنرير :يبدو على بعد 30 متر غرب ..
قالت مايا وهي تشير لنقطة ما : هناك !
نظر الجميع حيث تشير مايا , كان هناك جسد لشخص يرتدي درع حديدي خفيف ملقى على الأرض
وتحيطه بركة دماء ..
ركض الجميع نحو الجسد المدمي فقال جاسر :هل هو حي ؟
مد أسامة يده نحو الجسد لكن فجأة قفز أسامة للخلف و قد اقترب سيف حاد من يده لكنه تجنب الضربة في اللحظة الأخيرة
فوقف صاحب الجسد المغطى بالدماء وكان يضحك بشكل ساخر وقال :اللعنة! في آخر لحظة أخطات هدفي
لكنكم وقعتم في فخ تمثيلي !
قال أسامة : من أنت يا هذا ! و ماذا كنت تفعل !
ضحك الرجل بقوة ساخر فعقد جاسر حاجبيه وهو يقول بصوت جاد : أنه منمط !
قال أسامة : منمط ؟
قالت مايا : اشخاص امتهنوا قتل الناس بسبب أو بدون سبب وبعد قتل الناس يقوموا بأكل
قلوب ضحاياهم .
ثم أضاف جاسر :بعد أكل القلب تزيد وحشية القاتل يقال أنه يكتسب قدرة فريدة من نوعها عند الوصول
إلى وحشية عالية ..
أكملت مايا :كلما زادت الوحشية زاد إحمرار عين المنمط لهذا عند النظر لعين المنمط لا يمكن أن تخطأ
بهويته ..
قال أسامة بخوف وهو ينظر نحو المنمط : من خلال ما أخبرتموني به ومن خلال مدى إحمرار عينه
أستطيع أن أقول ...
رد المنمط بسخرية : نعم أنا منمط قديم وأستطعت قتل الكثير من الأشخاص ..
أمسك سيفه بيمينه وأخرج المنمط خنجر صغير وأمسكه بيساره وقال : عندما تذهبوا للجحيم قولوا للذين تشاهدوه هناك
أن هاشم قد أرسلكم !!
ثم هجم المنمط هاشم بكل قوة وسرعة نحو أسامة الذي تجنب ضربة السيف لكن هاشم
مد خنجر بسرعة وضرب به أسامة فتطاير الدماء في الهواء مما جعل مايا تصرخ بجزع صرخة قوية
وخائفة ...
جلس ريان يتناول طعامه بهدوء فقترب منه وليد ورمى على ريان كتاب ضخم
فقال ريان بحيرة وهو ينظر للكتاب : ماهذا ؟
قال له وليد :هذا الكتاب للمؤلف هاران هذا المؤلف استطاع خلال هذا الكتاب
ان يوصف أبرز مهارات القتال العضلي والسحري وحتى مهارات الطب ..
هذا المؤلف العبقري نجح في صنع دليل يجعلك تصبح محترف لكن
قال ريان : لكن ...
جلس وليد مقابل له وقال :المحارب الحقيقي يستمد خبارته من المعارك الكتاب لن يقاتل عنك
لكن بالتدريب والخبرة تستطيع ان تشق طريقك كمقاتل ..
أنت أخترت أن تكون ( فولاذي ) يا ريان و هذا التخصص يتطلب قوة كبيرة لدي إيمان أنك سوف سوف
تكون كذلك , انت تملك القوة والموهبة لكن ينقصك المعرفة ..
لم يعجب ريان هذا الكلام وقال بطرف فمه : ولماذا لا تعلمني هذا أيضا ؟
أبتسم وليد وقال : هذه الأمور تكتسبها أنت , انا علمتك أهم الأساسيات والباقي عليك أنت ..
هنا دوت صرخة انثوية فألتفت كل من وليد و ريان فقال الأخير : هل سمعت ؟
فقال وليد بحذر : نعم لنذهب حالا ..
و أنطلق الأثنان وهما يتمنيان الا يكونا قد تأخرا لنجدة المستغيث الغارق في ظلام الغابات ..
غابات الدماء ...
سقط أسامة على الأرض وكتفه ينزف بغزارة ...
نظر هاشم لخنجر الذي يقطر ددمم باستغراب وقال في نفسه : غريب ! لقد كنت مصوب نحو قلبه
وكانت حركتي أسرع من حركته أكيف أخطأت ..
كان أسامة يلهث وهو ينظر لذئبه فنرير و تمتم في نفسه :الحمد**** ,شكرا فنرير تقنية
التأثير الوحشي الذي نفذناها في آخر لحظة قللت دقت الهجمة وإلا كان خنجره مستقر في قلبي !
هنا رفع جاسر كفه وقال : كابوس !
دار هاشم حول نفسه برشاقة عالية ثم وقف وقفة قتالية وقال ساخرا : كابوس !
يبدو انك من أوروك يا هذا لكن مستوى تقنيتك لا يتناسب مع سرعتي الخارقة
وانقض مجددا المنمط بسرعته العالية نحو جاسر الذي استعد رافعا كفيه في وجه خصمه وقال : كرة النار !
قفز المنمط هاشم في الهواء لمسافة عالية متجنب الكرات النارية صارخا :استنفذت فرصتك يا فتى !
لكن أثناء قفزته في الهواء ظهرت له مايا و لمع سيفها بطاقة ضوئية وسددت ضربة عمودية على رأسه صدها
هاشم بكل سهولة ثم ضربها بكوع يده الأخرى في وجهها فسقط مايا على ظهرها و قد بان خط ددمم
يسيل من أنفها ,وضع هاشم ذراعيه على خصره ورفع رأسه يقهقه بقوة ثم قال :عظيم !
لم أشعر بهذه المتعة بالقتال منذ فترة طويلة ! أنتم بالفعل تسلية !
ثم أتخذ وضعية قتالية من جديد ولعق الدم الموجود على خنجره و هو يتمتم بسخرية :سوف أتناول قلوبكم
بأستمتاع شديد !
ثم انطلق مجددا نحو خصومه لكن فجأة جمد في مكانه فنظر لجسده برعب وهو يقول : ما هذا !
ثم بان ظل في الأرض فرفع هاشم رأسه ليشاهد شاب يطير في الهواء حاملا فأس حديدي بقبضتين
وقد سدد ضربته على رأسه مباشرة ,فستجمع هاشم كل قوته و قفز إلى الخلف متجنب الضربة
بكل صعوبة , فتراجع هاشم متأهبا فقال الشاب ذو الفأس الطويل : تبا تجنب الضربة
ثم التفت الشاب غاضبا للخلف وقال بغضب : تقنيتك كانت ضعيفة يا وليد !
ظهر وليد من خلف سيقان الخيزران وقال : لا تتحدث مع معلمك بهذه الطريقة يا ريان !
ثم قال وليد في نفسه : لقد تحرر هذا المنمط من تقنية ختم الماء الأسود ,هذا المنمط لا يستهان به أبدا !
قال هاشم وهو يتحسس ذقنه :كانت هذه التقنية ختم الماء الأسود ,صنديد من اجوريا هل أنا مخطأ ؟
قال له وليد : كلا ,لكي تتحرر من هذه التقنية بهذه الكيفية يثبت أنك شخص لا يستهان به يا هذا
لكن أعلم إني خصم سوف يجعلك ترهب البقاء وحيدا بالظلام !
قال ريان وهو يستعد للقتال :لا تسرق الأضواء مني يا وليد .
ثم وجه كلامه نحو المنمط وقال :أعلم أن ريان الفولاذي قد ظهر وحان وقت موتك !
ضحك المنمط هاشم ثم قال بخشونة :صنديد وفولاذي وساحر ظلامي و سيد وحوش و فارسة
خمسة أغبيــاء ضد واحد , النتيجة لن تتغير حتى لو وضعتم 100 غبــي ضد واحد لأن الغبــي يبقى غبـــي
ظهر صوت قرع طبول قوي ملئ المكان فلتفت هاشم حوله وقال بخوف : النظام !
ثم نظر لخصومه وقال :هل جلبتم النظام إلى هنا ؟ سوف نلتقي في وقت آخر أيها السادة !
ثم ركض هاشم مبتعدا بخضوات سريعة .
التفت وليد نحو أسامة وذئبه و مايا و جاسر وقال :من أنتم ؟
نهض أسامة وقال :شكرا على المساعدة ,نحن رحالة نبحث عن ..
هنا قالت مايا :هل أنت ( الناقل ) ؟
نظر وليد نحو مايا وقال :لم أسمع هذا الأسم منذ زمن بعيد , أفهم من ذلك أنك
**** من قبل ( الآمر ) .
هزت مايا رأسها مجيبة بنعم .
قال ريان بحيرة : ( ناقل ) و ( آمر ) ماذا يحدث هنا وهل تعرف هؤلاء القوم ؟
قال وليد وهو ينظر نحو قرع الطبول البعيد :لا أملك الوقت لشرح ذلك لك لكن هذه الأسماء
هي أسماء مستعارة يتناولها رجال الثورة لكي يخفوا هوياتهم .
ثم وضع وليد أذنه على الأرض وقال بجزع : أنهم يحيطوا بنا من جميع الأتجاهات وقد أقتربوا منا
بشكل كبير ..
قال جاسر :لأي حد ؟
قال وليد : لحد لا يمكننا الهرب من هنا بالطريقة العادية .
ثم أنحنى يلتقط من حقيبته صندوق صغير عندما فتحه ظهر بداخل رمال حمراء اللون غريبة الشكل ..
ثم قال : الكمية لا تكفي ..
قال أسامة : ماهذا ؟
قال وليد : هذه الرمال رمال خاصة من صحراء بعيدة هذه الرمال تساعد على عملية النقل
النقل السحري من مكان إلى مكان آخر يتطلب طاقة ضوئية قوية ولكي نضمن سلامة الجسد من التضرر بتلك الطاقة
كما لسيطرة على إتجاه النقل نستخدم هذه الرمال الخاصة لأمتصاص الطاقة الزائدة من عملية النقل .
ثم نظر لهم وهو يتكلم بقلق :لكن عددنا خمسة و ذئب ولا أعتقد أن الرمال الموجودة لدي تكفينا .
قال جاسر بقلق مشابه : وماذا لو تم نقلنا والرمال لا تكفي ؟
قال وليد :اقل الأضرار أن يتم النقل لمكان آخر أي لا تكون عملية النقل دقيقة ..
قال أسامة :وأكبر الأضرار ؟
قال وليد بلهجة مخيفة : الحرق بالطاقة الضوئية !
صمت الجميع وبلع الجميع ريقه بصعوبة ثم قال فنرير : رائحة الأعداء تقترب عليكم أن تقرروا بسرعة !
لم يعلق وليد أو ريان على أن الذئب يتكلم فكان ذلك آخر شيء يقلقوا من أجله ..
قال أسامة : فل تقم بعملية النقل ..
قال وليد : هل تتحملوا الأضرار ؟
قال أسامة بكل حزم : نعم
التفت وليد نحو الباقي وقال : هل هذا قرار الجميع ؟
قال جاسر : انا موافق
قالت مايا وهي تبتسم بصعوبة :منذ رأيت هؤلاء الفتيان عرفت إني سوف أواجه أخطار كبيرة لكني موافقة
عوى الذئب فنرير موافقا .
نظر وليد نحو تلميذه الشاب ريان فأبتسم الاخير وقال :لم أكن اعرف أنك تتقن مهارة النقل .
ابتسم وليد بدور ثم قال : انت لاتعرف عني شيء ايها الفتى
ثم قال بجدية : اقتربوا !
اقترب الجميع منه ونثر الرمال التي بالصندوق فوق الجميع ثم صاح : انتقال !
وسطعت طاقة ضوئية كبيرة حول أبطالنا في اللحظة التي وصل في جيش كبير تابع للنظام لكن كانت عملية النقل
تمت واختفى أبطالنا نحو المجهول .. المجهول الغامض .
.
يتبع
اعتذر عن التأخير
الحلقة الرابعة
حلقت كتلة ضوئية تشبه المذنب في السماء الزرقاء الساطعة ومرت فوق أشجار كثيفة ثم فجأة سقت بكل عنف على الأرض
وظهر ظل ثلاث ظلال لرجال وظل لذئب مطروحين على الأرض وسط دخان كثيف , انطلقت تأوهات ألم من منطقة
الارتطام ,حاول أسامة رفع رأسه لكنه شعر بثقل كبير
في جسده فنظر لذئبه فنرير الذي كان يلهث بصعوبة لكنه كان سليم التفت إلى
مايا التي كانت تلهث بدورها وقد تناثرت خصلات شعرها الأحمر بشكل عشوائي كانت تجلس على ركبتها وتستند
يدها تساعدها على الجلوس ثم شاهد وليد
الذي كان مستلقي على ظهره متألما وساقه اليسرى قد أحترقت على نحو بشع فنهض
أسامة هلعا متناسيا ألمه وجلس بقرب وليد
يعاين أصابته ثم قال له :أنت بخير ...ساقك ...
قال وليد بصعوبة و ألم :دعك من ساقي ,الغبار
يغلف المكان , لا أستطيع أن أرى بوضوح ما الذي تشاهده ؟
قال أسامة و هو يتلفت حوله :السماء زرقاء و الجو مشمس
حولنا أشجار في كل مكان , لكن هناك كوخ كبير ...
أبتسم وليد بصعوبة وقال : لقد وصلنا أمانسيس
على كل حال ...
قالت مايا بحيرة : أليس من المفترض أن تنقلنا إلى ماندا ؟
قال وليد وهو يحاول النهوض :
لم أستطع الطاقة كانت كبيرة و لم أكن قادر على السيطرة بسبب قلة الرمال فوق ذلك عندما حاولت التوجه لميندا
كانت هناك عملية تشويش فكرية لم أستطع التركيز ...
ثم قطع كلامه وهو يقول فجأة : المكان هادئ ! أين ريان ؟
التفت الجميع وقال أسامة بحيرة أكبر : و جاسر مفقود أيضا !
قالت مايا و هي تنهض بصعوبة : لربما سقطوا بالقرب من هنا
سقطت مايا على الأرض وقد عجزت عن النهوض
وهي تمتم في نفسها : لم أعتقد أن الانتقال بهذه الصورة سوف يكلفنا كل هذا الجهد
أما وليد الذي نجح في الجلوس والاستناد على جذع
شجرة قريبة فكان خائفا وقلقا على مصير المفقودين و هاجس يفزع نفسـه بأنهم أحرقوا وتحولوا إلى رماد !
ثم ظهر ظل يسير بالقرب من أبطالنا وقد تأهب أسامة
وحاول أن يلتقط فأسه الجليدي لكنه شعر بألم شديد في كتفه فنظر لكتفه المصاب فتذكر معركته السابقة
مع المنمط هاشم فأمسك كتفه متحاملا على ألمه ونهض
و هو يراقب الظل القادم لهم و يسأل نفسه عن ماذا يستطيع فعله بواسطة كتفه المصاب وذئب مجهد وفارسة غير متوازنة
القوى و صنديد محروق الرجل , و الظل يقترب بكل بطء وهدوء ...ويقترب ... ويقترب ..
في منطقة قريبة لقرية تسمى فأس الحطاب الذي حط فيه أبطالنا ظهر مذنب آخر ينطلق بسرعة وعنف وارتطم بالأرض بعنف شديد
ودخان كثيف ملئ المكان ثم انتشرت تأوهات ألم ثم صوت غاضب :عديم الفائدة , الفاشل
انت يا وليد ما هذا الأنتقال الشنيع !
وقف ريان يلتفت حوله لكنه لم يشاهد معلمه
وشاهد جاسر مستلقي على الأرض بتعب وهو
يضع يده على رأسه ويقول : أين نحن ؟ هل وصلنا لماندا ؟
قال ريان وهو يراقب الأشجار :
هذه أمانسيس دون شك لكن ليست ماندا , ذلك الفاشل أخطأ في نقلنا لكن أين هو وبقية رفاقك ؟
قال جاسر بتعب شديد :لست أدري ..
قام ريان بمساعدة
جاسر على النهوض وقال له : تستطيع المشي ؟
قال جاسر بصعوبة مبتسما :قليلا , يبدو أنك سوف تكون
حاضنتي لبعض الوقت .
ابتسم ريان بدوره وقد جعل
جاسر مستندا على كتفه ثم تقدم قليلا وتوقف فجأة
فقال جاسر بحذر : ما لذي ...؟
قال ريان و هو يتأمل بقعة خلف الأشجار : هششش
هناك احد يراقبنا ..
فكر ريان بسرعة وهو يقول في نفسه
إذا كان الشخص من النظام وهاجمهم سوف يكون جاسر
عائقا بالنسبة له , لن يستطيع أن يوفق بين القتال وحمايته لهذا عليه أن يتخذ أكثر الخطوات جرأة
فصاح ريان : أخرج يا هذا ولا تكن خجولا
خرج من خلف الأشجار رجل في منتصف العشرينات شاحب اللون أسود الشعر والعينين يرتدي ملابس جلدية رمادية
وبيده سيفان وهو ينظر لبطلينا نظرة باردة و خاوية من أي مشاعر ...
عند منطقة فأس الحطاب وقف أسامة متأهبا
حتى ظهرت فتاة ضئيلة الحجم ترتدي ثوبا أخضرا ذو شعر أزرق اللون وملامح جميلة طفولية نظرت لهم الفتاة
بعينيها الواسعتين ذات اللون العسلي بنظرات مندهشة وقالت : ما ... من ....
قال أسامة ملوحا بيده : نحن لا نقصد أذية أحد
لكن لدينا إصابات هل تستطيعي مساعدتنا ؟
نظرت الفتاة لأسلحة الموجودين بشك فرمى أسامة
فأسه وقال : نحن نحتاج لمساعدة لدينا شخص ساقه مصابة بشكل مخيف هل تستطيعي مساعدتنا ؟
رجع الهدوء لعين الفتاة فقتربت من وليد
و نظرت لرجله المصابة فمدت يديها نحو ساقه ولمعت يديها بطاقة ضوئية انتقلت وغطت ساقه
فقالت مايا :هل هذه ....؟
قال أسامة بحيرة : ما الذي تفعلينه يا ..؟
كان وليد يتألم بشدة لكن بدى عليه أنه يتعافى
بشكل تدريجي ...
قالت الفتاة بثقة دون أن تلتفت له : اسمي روز و أقوم بعلاج جروحه بطاقة ضوئية تطهر جروحه وتداويه بسرعة لا يمكنك تصورها .. لكن ..
قال أسامة : لكن ؟
قالت روز وهي تنهض : لقد شافيت معظم الأصابة أما الباقي يحتاج لاستخدام أدوات طبية
داخل الكوخ هناك , هل تساعده على النهوض إلى الكوخ ؟
حمل كل من أسامة و مايا المصاب
وليد ذراعيها ويلحقهم
الفتاة روز والذئب فنرير بهدوء دخلوا للكوخ وكان واسع قليل الأثاث نظيف تزينه بعض المزهريات
بداخلها أزهار بيضاء جميلة .
طرحا وليد على فراش أبيض
فتحت الفتاة خزانة معلقة على الجدار واخرجت صندوق صغير أقتربت من الفراش وجلست فاتحة الصندوق
مخرجة قطع قماش و عبوات بها مواد ملونة غريبة ..
أبتسمت روز بطيبة وهي تقول : هذه المواد الملونة ترياقات مختلفة صنعتها بنفسي ...
أرض الامانسيس مليئة بالمواد المفيدة .
ثم تغير ملامحها وهي تقوم بتطبيب جرح وليد
وقالت دون أن ترفع عينها عن الساق المصابة : أنتم لستم من النظام .. أليس كذلك ؟
صمت كل من أسامة و مايا
وهما لا يعرفان بماذا يجيبان فقال وليد
بصعوبة : لا تقلقا هذه الفتاة ليست من النظام ..إنها لا تحمل شارة النظام .
قالت مايا بشك : لكنها تستخدم تقنيات العلاج وهذا الشيء لا يستطيع
فعله أحد هذه الأيام دون أن يكشفه النظام .
صمتت روز ثم قالت وهي تلف الساق المصابة بضمادة : عندما شاهدت كم تحملوا الأسلحة اعتقدت نفس الشيء
لكن ملامحكم كانت تدل على أنكم كنتوا قد هربتوا من خطر كبير .. من أنتم ؟
قالت مايا : نحن أشخاص مخالفين للنظام شاء القدر أن نلتقي
لنحارب معا , تم حصارنا في اجوريا فاستخدم وليد
تقنية الانتقال لكن خطب حدث للأنتقال وسقطنا هنا وفقدنا إثنين في الانتقال ولا نعرف ما حدث لهم .
قالت روز بدهشة :تقنية إنتقال ؟ هل جننتم ؟ أحد سادة النظام يستطيع التشويش على أي عملية إنتقال
مشبوهة تحدث لكي يمنع الأنتقال العشوائي المشبوه لداخل المدن الرئيسية هكذا يحكمون سيطرتهم .
قال أسامة :هذا ما تحدث عنه
صاحبنا المجروح هنا ..
ثم قال وهو يتأمل المكان : أنت لا تعيشي لوحدك هنا اليس كذلك ؟
قالت روز وهي تبتسم :أعيش مع زوجي ,ذهب لكي يجلب بعض الأعشاب من الجوار ,سوف يأتي
في أي لحظة ..
همست مايا بخبث في إذن أسامة : متزوجة , يالخيبة الأمل ..
إلتفت أسامة مرتبكا وقال : مالذي تقصديه ؟
إقتربت روز بصندوقها نحو أسامة
وقالت : كتفك مصاب , دعني ألقي نظرة .
تفحصت جرح أسامة وقالت : يبدوا إنه جرح
يختلف عن صاحبك , هل هذا الجرح بواسطة سلاح ؟
قال أسامة : إنه لا شيء واجهنا منمط قبل وصولنا
وجرحت في المعركة .
توقف روز فجأة واتسعت عينيها وقالت : منمط !
قال أسامة مبتسما : أجل ,ولقد كان الوغــد سريعا
قالت روز بهلع : وما لذي حدث للمنمط ؟
قال أسامة مرتبكا لهلعها : لا أعلم فلقد توجهنا في غابات
الخيزران وهجم جيش النظام وانتقلنا إلى هنا ..
صمتت روز وتنهدت بإرتياح وعاد الهدوء لملامحها من جديد وقامت بعملها في مداواة الجرح بكل هدوء
دون أن يعرف أحد ما لذي كان يفزعها وما يدور في رأسها ..
وقف الرجل ذو السيفين ينظر لبطلينا بهدوء فقال ريان
صارخا : عرف عن نفسك يا هذا !
قال الرجل ببطء : أنتم من يجب ان تعرفوا عن أنفسكم ..لقد دخلتم حدود أملاكي ..
صمت البطلان حتى همس جاسر :إنظر ..
قال ريان بحذر : ما لذي أنظر إليه ..؟
قال جاسر بجدية : عينيه ..
كانت عينا الرجل الواقف أمامهم تتخللها حمرة ضعيفة لكنها وحشية على الرغم من برود نظرات خصمهم
أدرك الرجل أن الواقفان أمامه قدر أدركا هويته فقال بإرتباك على الرغم من محاولته ليكون هادئ : إسمعا
إنه آخر إنذار لكم , تستطيعوا أن تغادروا بسلام دون الحاجة للقتال .
امسك ريان جسد
جاسر وجعله يجلس على الآرض وقال : استرح هنا
قال جاسر بخوف : ما لذي تنويه ؟
قال ريان مبتسما : سوف اتعامل معه ..
انت لا تستطيع القتال حاليا سوف اهتم به لوحدي ..
ثم التفت وتناول فأسه الطويل ذو القبضتين ورفعه عاليا وهو يقول :أنا اعرف المنمطين أمثالك عندما ادركت قوة خصمك
ومدى المأزق الذي تعيشه لجأت للحيلة والمسكنة , لكن لن اترك أمثالك أحياء ,لأنك سوف تقتل احدهم بتأكيد
قال الرجل بهدوء :سوف أقتلكم إذ لم ترحلوا ..
مسك ريان فأسه الطويل بقوة وقال : تعجبني
وقحاتك !
قال الرجل : و أنا تعجبني حماقتك !
ثم أنطلق الرجلان نحو بعضهما وتصادمت الأسلحة بعنف وتراجعا للخلف بسرعة ثم سدد
ريان ضربة افقية من فأسه الطويل فأنحنى الرجل متجنبا الضربة ثم سدد طعنة بكلا سيفيه وهو يصرخ
: الهجوم الطاعن ! فصدها
ريان بطرف فأسه الطويل بحركة صعبة وسريعة
ثم ضرب الأرض بفأسه تحت ساقي الرجل الذي قفز للخلف متجنبا الضربة فقال ريان :ما اسمك يا هذا ؟
قال الرجل بهدوء :ليس من شانك !
قال ريان بغضب : لا تعتقد إنه إعجاب بك أو ما شابه
لكني أسجل في مفكرتي أسماء المنمطين الذين قتلتهم .
قال الرجل مبتسما بسخرية : إسمي كو .. اقصد كيجن .
قال ريان متأهبا :كيجن هاه !
إذن استعد للموت و انقض عيله مسددا ضربات سريعة متتالية
قال كيجن في نفسه : هل تمثل هذه الضربات السريعة قدرة الغضب البربري ؟
كان كيجن قد تجنب ضربة من نصل الفأس الطويل لكن ريان
صرخ وقال : هجوم المروحة ولوح بالفأس الطويل فتجنب كيجن بصعوبة شديدة ..
إبتسم ريان وقد وقع خصمه في مصيدته
فقال وهو ينقض بسرعة : سوف إريك مهارة يختص بها شعب اجوريا
أثناء هجومه كان يتذكر التدريب الذي تلقها ليتقن هذه الضربة , كان الضربة تعتمد على حركتين عليه أن ينسق بين الحركتين
بإتقان الحركة الأولى كانت أن يقفز بوضعية معينه تمكنه من خلال القفز أن يسحب معه تيار هوائي يصعد الغبار معه في الهواء
بحيث أن خصمه يقل تركيز بسبب الغبار فيصبح في حالة إغشاء ثم يقوم بمسك الفأس بكلتا يديه وينزل بضربة عمودية على
رأس خصمه كانت تلك التقنية تسمى بقاصمة الصخر !
فقفز ريان وقد تطاير بعض الغبار حوله وكذلك بعض
العشب الذي تفتت بفعل القتال فقال كيجن مندهشا :هذه ...
قال ريان وهو في الهواء : خذ هذه !!
و نزل بفأسه مسددا ضربة عمودية على رأسه خصمه بكل قوة وعنف ... و دقة ..
دوى صوت إترتطام فأس ريان بسيفي كيجن
وركل كيجن صدر ريان فقذفه للخلف مرتطما بجذع شجرة
فبتسم كيجن بسخرية وقال : هذه هي تقنيتك إذا ..
قال ريان : مستحيل ! كيف تمكنت من صدها !
قال كيجن : أولا تقنيتك تعتمد على إغشاء الخصم وإذا فشل الأغشاء تصبح ضربة عادية ويمكن صدها
ثانيا يجب أن تتفقد البيئة التي حولك سوف تجد أن كمية الغبار هنا غير كافية لأنتاج الأغشاء الازم
ثالثا خصمك من الأشخاص الذين لا يرف جفنهم في المعركة !
ثم وقف كيجن متأهبا وقال : سوف أريك مهارة أختص بها شعب ارمادا !
وركل الأرض مطلقا غبارا في وجه ريان
وقال كيجن : الغابر العامي !
تشوشت الرؤية لدى ريان لكن عندما وضحت
الرؤية لديه كان خصمه اختفى فحاول أن ينهض لكن صوت جاسر
علا صارخا : أنتبه انه خلفك
التفت ريان خلفه وهو يهم بالنهوض فظهر من العدم
خصمه وهو شاهرا أحد سيفه ويقول بشراسة : تصادم الظلام !
وضرب بكل قوته وعنفه ... وشراسته ....
اقترب السيف من وجه ريان المذهول
لكن انطلق صوت قائلا : كابوس !
و تجمد السيف في مكانه و كيجن غير قادر على تحريك نفسه , هتف
جاسر : الآن فرصتك يا ريان
نهض ريان و هو يمسك فأسه الطويل بقبضتيه
وصاح :مت يا ......
لكن كيجن صاح في اللحظة الذي اقترب الفأس الطويل من جسده قائلا : التفادي المركز !
و بسرعة لا تدركها الأعين اختفى من مكانه وظهر على بعد متر من موضعه الأصلي ليضرب فأس ريان الهواء قبل أن يضرب الأرض
تمتم جاسر الذي كان ما زال جالسا على الأرض مستندا
على جذع شجرة :أستطاع أن يتحرر من الكابوس ,يبدو أنه اقوى من مهارتي لكن
رفع كفه للأعلى وقال : كرة النار !!
وانطلقت كرة نارية بسرعة نحو كيجن لكنه تجنبها بسرعة أكبر لترتطم كتلة النار في شجرة قريبة و تشعلها
جلس كيجن على ركبة واحدة ينظر بنظراته الخاوية نحو خصميه وهو يحدث نفسه : هذان الخصمان ..
ليسا عاديان ...
وقف ريان رافعا فأسه الطويل و قال ساخرا :
هل تعبت أيها المنمط التــافه !
وقف كيجن بصمت وهدوء و أغمض عينيه ثم وقف بوضعية قتالية رافعا احد سيفيه والسيف الآخر قد أخفضه
وقال بصوت هادئ :لقد واجهت العديد من الخصوم من مختلف الشعوب ...
لكن الفخر أنك و صديقك البائس قد بقيتما على قيد الحياة لهذه المدة ..
ثم فتح عينيه لتبز عينه الخاوية ذات الحمرة الخفيفة وقال بصوت الحازم : هذا أختبار لقوتك وسرعتك
وانا أراهن إنك أنت الخاسر ..
لوح بسيفه المرفوع و أضاف :فأسك الطويل ذو القبضتين مقابل سيفاي هذان !
تأهب الفولاذي ريان وقال : أرني مالديك
وأنطلق الفولاذي بسرعة خاطفة نحو كيجن السفاح ...الرشيق ..السريع و القاتل ..
وجه ريان فاسه الطويل نحو رقبة خصمه السفاح
بينما وجه كيجن سيفيه نحو قلب الفولاذي ..
وارتفع صراخ انثوي : توقفا !
وتوقف الخصمان في جزء الثانية الأخيرة وتراجعا بسرعة عن بعض ملتفتين نحو صاحبة الصوت التي كانت
روز التي تلهث وخلفها كان أسامة
و وليد و الذئب فنرير
و مايا فقال كيجن بدهشة :روز
ما لذي تفعلينه هنا , ومن هولاء ..؟
قالت :روز : هولاء الأشخاص لا يقصدوا اذية أحد وهاذان الشخصان هما ..
قاطعها ريان : اللعنة ! ما لذي يحدث
هنا ,لماذا تمنعوني من قتل هذا المنمط !
قال وليد وقد عقد حاجبيه : منمط !
صاح ريان بغضب :أجل منمط أنظر لعينيه جيدا !
صمت وليد وهو ينظر إلى روز
كأنه ينتظر تفسير ما ..
فقالت روز بإرتباك :هذا الشخص هو زوجي ..
اعتلت الدهشة على وجه الجميع فأكملت روز : نعم قد يبدو أنه منمط لكنه لم يعد كذلك فمنذ ...
قال كيجن ببرود : لست بحاجة ان تبرري لهم موقفي يا عزيزتي روز ,إذ فهموا قضيتي أو لم يفهموا
هذا آخر شيء أهتم به..
قال ريان بغضب : أيها المغرور ,لقد أنقذتك الشابة
من فأسي !
كان ريان يشير على رقبة كيجن الذي تحسس رقبته
ليجد قطرات ددمم تخرج من جرح صغير في رقبته فأبتسم كيجن ببرود وقال : يبدو انها من أنقذتك .
نظر ريان نحو صدره فوجد قميصه قد تمزق في ناحية القلب
فصمت وهو يحترق غضبا ..
لكن كيجن قال بحزم : ما لذي تفعلوه هنا على أية حال ؟
وراحوا الأبطال يحكوا قصتهم المثيرة والغريبة ...
في منطقة في قرب من منجم اوجلا الأول جلس المنمط هاشم
وهو ينظر للأرض متسع العينين غير مصدق ما حدث منذ لحظات ليست بطويلة
كان يركض بقوة محاولا الهروب من الحصار لكن جيش النظام أطبق الحصار جيدا وعن برزت جموع الجيش تجمد هاشم في مكانه وتأهب للقتال لكن ظهر على ما يبدو قائد الفرقة
ونظر جيدا لـهاشم وقال :أنه ليس منهم
قال أحد الجنود : سيدي غازي لكنه منمط يستحسن أن ...
قال غازي بحزم :انه مضيعة للوقت لدينا هدف اسمى من هذا التــافه , فلنتقدم
وتجاوز حشود الجيش المنمط هاشم لكن
غازي وقف ونظر بطرف عينيه من ناحية هاشم
وقال بلهجة مرعبة :يستحسن بك الأختفاء من هنا قبل أن أرجع إذا أردت أن تعيش أكثر
و انطلق القائد مع جيشه نحو نقطة الهدف ..
مسك هاشم خنجره الرمادي يراقبه وتمتم في نفسه :
كل تلك الحشود من أجل من ؟ .... شخص أسمى مني ؟
هل من الممكن أنه كان يقصد مجموعة الأطفال تلك ؟
لا لا .. لا يمكن ذلك !
لكن لم يكن هناك أحد غيره وغير تلك المجموعة !
نهض هاشم بحزم وقال : يجب أن اخبر
المنظمة بذلك !
و انطلق المنمط هاشم يعدو بسرعة كبيرة للغاية ..
قال كيجن بدون إنفعال :قصة مدهشة .. لكن ...لقد أفستدم كل شيء هنا .
قالت مايا بدهشة : ما لذي افسدناه ؟
قال كيجن والقلق يتسلل لصوته :أنتم أخبرتموني أن حريق الأشجار الناتج من كرة النار قد جذبكم لمكان المعركة
أنا متأكد أن النظام قد شاهد هذا أيضا .
صمت الجميع فقال وليد : أنت محق
لهذا لسلامتك أنت و زوجتك من المستحسن أن ترافقونا إلى ماندا ..
قال ريان بحنق :ماذا ! كيف تثق بهذا الشخص !
هل نسيت أنه منمط !
قال وليد بهدوء :قضية المنمط أنتهت
علينا الوصول لماندا وعلينا أخذهما معنا ,لأن لو تركناهم هنا لربما عثر عليهما النظام وأجبروهما على البوح بوجهتنا
فنصبح في ماندا كالفئران في الفخ ..
صمت الجميع لهذا المنطق فقال كيجن وهو ينظر لزوجته الصامتة :يبدو أن هذا هو الحل الأنسب و الوحيد
قال زوجته روز : ماندا التي سمعتوا عنها لم تعد مثلما كانت ..
ثم أضافت : بعد الحرب الكبيرة تدمرت ماندا التي كانت معلقة في السماء وسقت بقايا الحطام والجثث ..
ثم أقام الناجون ببناء ماندا أخرى في منطقة كانت تسمى ( مرساة ماندا ) وأطلقوا على ماندا الجديدة أسم
(ماندا العريقة ) ...
قال أسامة في نفسه : يا حظي التعس
المدينة الثانية التي دمرت قبل أن أراها ..
قالت روز : قبل الذهاب لماندا علينا الذهاب للكوخ لجلب اغراضي وبعض الملابس التي سوف تساعدنا
في إخفاء هويتنا ..وأنطلق الأبطال نحو الكوخ ليبدوأ مغامرة جديدة ومثيرة ..
ماندا العريقة كانت نسخة جميلة من ماندا الأصلية ,لكن إذا استثنينا المتاجر التي كانت تعج بالأسلحة والدروع والأدوات
الحربية لن تجد فرق واضح بين ماندا السماء وماندا الأرض العريقة ..
تقدم أبطالنا وهم يخفوا وجوههم تحت أوشحة قديمة فقال أسامة
بحزن :لا يمكن أن أتصور أن افعل بذئبي هكذا !
قال وليد مواسيا :ليس من الحكمة أن تتجول بذئبك
في منطقة تابعة للنظام ..
اضافت مايا :فوق ذلك بطاقة المرافق ليست بالمكان السيء ..
و البطاقة معك أينما ذهبت ..
صمت أسامة عاجزا عن الرد رغم عدم أقتناعه ..
توقفوا عند منزل ضخم و طرقت مايا الباب ثلاث طرقات متفاوتة
فأجابها صوت من خلف الباب :من يكون الطارق في وقت الغروب
أستغرب الجميع فقد كان الوقت فات على الغروب وأظلمت الدنيا منذ ساعات ..
فردت مايا بصوت خافت :الغروب والشروق انتصفا ..
رد الصوت : ومتى سوف تشرق من جديد ؟
ردت مايا بصوت أكثر خفوت :عندما يختفي سبب الظلال .
عم الصمت لبرهة ثم فتح الباب رجل في بداية الأربعينات ابيض البشرة و اشقر الشعر ذو عين زرقاء ثاقبة
وبنية ضخمة و قال بصوت خافت : ادخلوا .
فهموا أن الذي حدث منذ ثواني عبارة عن كلمات سرية تحدد هوية الطارق .
دلف الجميع نحو المنزل و ما أن دخلوا حتى قال الرجل :مايا
لقت تأخرتي كثيرا , أعتقد أنك ..
ثم قطع كلامه وهو يتأمل وجوه الموجودين فقال بقلق : أين هو المرشد قيمس ..؟
صمتت مايا وهي تنظر إلى الأرض بحزن شديد
فقال الرجل بعد برهة من الصمت : فهمت المرشد لم يعد بيننا بعد الآن ..
ثم رفع رأسه كانه ينظر للسماء و أضاف : فليكن الفردوس مثواه ..
وأغمض عينيه بتأثر واحترم الجميع موقفه فلم يجرأ أحد حتى على التنفس .
فتح الرجل عينيه ونظر إلى الوجوه الجديدة وقال :مايا
يبدو أن لدينا زوار مثيرين للأهتمام ..
قالت مايا بحماس : لن تصدق ما مرينا به سويا
ايها المرشد موران
قال موران : قبل أن تبدأي ..
نظر بأتجاه آخر وقال :تعال هنا ايها الخادم ..
ظهر رجل طويل وانحنى امام سيده موران ثم انحنى باتجاه الضيوف قال له موران : خذ اغراض السادة
وجهز لهم اسرتهم ..
قال الخادم بلهجة مليئة بالاحترام : آمر سيدي ..
ثم اخذ الحقائب الصغيرة الموجودة واختفى في ظلام الممر , نظر موران لهم وقال : اتبعوني
لحقه الجميع حتى وصلوا لغرفة واسعة بها عدة كراسي جلس الجميع حول موران وراحت مايا تقص عليه القصة قال موران : ماسمعته مثير للأهتمام فعلا ..
ثم نهض وهو يقول : اليوم يكفي وغدا سوف نكمل نقاشنا حول هذا الموضوع يجب أن ترتاحوا بعد عناء السفر الطويل
خرج موران من القاعة ولحقه ضيوفه دون أن يعرف أن هناك أذن شرير كانت تنصت لكل كلمة
وكانت النوايا المظلمة تحيك الشر وتحيك وتحيك .....قطعة شريرة فنية ..
أستيقظ وليد وجلس على طرف فراشه وهو يحاول أن يبعد عنه
اطياف النوم التي ما زالت تثقل جفنه فبعد الرحلة المفاجأة الطويلة والشاقة يشعر ان النوم الذي تحصل عليه لا يساوي الجهد الذي بذله
نظر لساقيه وقال في نفسه : عجيب عمل السحر الطبي لقد شافى ساقه بسرعة ورجعت مثلما كانت ..
تناول ابريق ماء بالقرب منه وغسل وجه ثم شرب جرعة صغيرة و نهض خرج الغرفة , وقف وهو يحاول أن يتذكر معالم
المنزل , فسار في في احد ممراته ليجد ذلك الخادم الطويل يكنس الممر في هدوء ,لكنه التفت بغتة نحو وليد
وابتسم الخادم وقال :اوه سيدي لقد اخفتني !
قال وليد : اعتذر عن هذا ...أين البقية ؟
قال الخادم بهدوء :السيد أسامة في حديقة المنزل
يتدرب مع ذئبه فيرن...
قال وليد بسرعة : فنرير
قال الخادم : أجل فنرير
ثم أضاف :الآنسة مايا مع السيد موران في غرفة
الضيافة
السيد جاسر ما زال نائما
اما السيدة روز في غرفة المختبر تجري بعض التجارب
فلقد طلبت بعض الأعشاب الطيبة المتوفرة في المتاجر ..
أبتسم الخادم وهو يقول :اما السيد ريان فهو لا ينفك
في اصدار ضوضاء عالية في غرفته .. هل هو يتدرب ؟
تمتم وليد في نفسه :هذه عادة تلميذه النشط !
ثم قال وليد :ماذا عن كيجن
؟
قال الخادم :السيد الصامت ؟ لقد خرج منذ دقائق خارج المنزل .
اتسعت عينا وليد وقال في نفسه :ما لذي يفكر فيه
هذا المجنون صحيح أن إحمرار عينيه منخفض لكن احتمالية كشفه كبيرة !
ثم خرج وليد من المنزل مسرعا والخادم يراقبه مندهشا .
وقف كيجن أمام كشك التبرعات والصدقات
وأخرج من جيبه كيس من القطع الذهبية و وضعها في الكشك ثم أنتظر دقيقة كاملة و أخرج مرآة صغيرة ونظر فيها يراقب إنعكاس
وجهه فأغمض عينيه بأسى ثم فتح عينيه و هم برمي المرآة لكن صوت خلفه منع من ذلك قائلا :الا يجدي ذلك بعد الآن ؟
التفت كيجن ليجد وليد
فصمت الأول وأشاح وجهه فقال وليد :خروجك من المنزل مخاطرة وكذلك إثارة الضجة برمي مرآة في
الشارع مثل هكذا !
لكن أقدر شعورك تجاه تطهير ماضيك ..
قال كيجن بخفوت وبرود :الماضي لا يتطهر ..
على الأقل ليس الماضي الخاص بي ..
قال وليد :ما لذي يجعل ماضيك بهذا السوء ؟
صمت كيجن و أخذ يتذكر ماضيه ..
ماضيه الأسود ... الأسود والدموي ..
.
.
قبل سبع سنوات سن كيجن سيفيه
ثم أستخدم تقنية الأختفاء وجلس ينتظر طريدته بمنتهى الصبر حتى ظهرت تلك القافلة المكونة من سبعة أشخاص
تمتم في نفسه : سبعة ؟ هذا أفضل من لا شيء ..
ثم مسح بيده على أحد سيفيه بلهفة وقال : هيا بنا ..
تقدم نحو القافلة ببطء ثم ظهر خلفهم وبدأت المجزرة حمام من الدماء سال في تلك البقعة ثم أخذ يمزق صدور ضحاياه
ويتناول قلوبهم و هو يشعر بوحشية كبيرة تسري في عروقه وقوة لا يقوى ان يحتملها ثم أخذ يترنح وهو يقترب من البحيرة
القريبة وسقط على وجهه مغشيا عليه وهو في غمرة نشوته .. يحلم بالقوة والشدة ... والغضب .
شعر بيد ناعمة على وجهه فأستيقظ بعنف وهو يظن أن أحد من النظام قد عثر لكنه لمح فتاة ضئيلة الحجم أرتعبت لكنها
أبتسمت وقالت : ظننت أنك قد أصبت لكن يبدو انك لم تصب ابدا
قال كيجن في نفسه :هل هذه البنات مغفلة ؟
الم تلاحظ إحمرار عينيه الشديد بفعل قتل 993 ضحية وتناول قلوبهم ..
إبتسم وقال في نفسه : حسنا سوف تكون هذه الضحية رقم 994 ويبغى ست ضحايا ويعادل رقم سيد المنمطين ..
سوف يشق اسمه في تاريخ منظمة المنمطين ..
قالت الفتاة بحزن : سيدي لديك عين حزينة .. مثلي تماما .
صمت كيجن و أخذ يتأمل عينيها العسليتين
ولمح في عينيها شيء غريب .. هل هذا هو الحزن التي كانت تتكلم عنه ؟
يالغرابة هذا الشيء كأنه يدور في تضاريس عينيها .. كأنه يشعر بشجن ثقيل في صدره هل هي الرغبة في البكاء
ولماذا يبكي اصلا ... هل بدأت عينيه بالبكاء حقا ؟
أغمض عينيه وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها وقال بعنف : تبا لك ما لذي تفعلينه لي ؟
قالت بإرتباك :أقسم إني لم ...
ثم صدر صوت خافت فإلتفت الفتاة بخوف كأنها تخاف من شيء محدد فتأهب كيجن والفتاة تراقبه
بخوف
فظهر ثلاث جنود من النظام و قال أحدهم : كنا نبحث عن الفتاة التي تستخدم السحر الطبي لنجد منمط معها
قال جندي آخر :إنها ضربة حظ , السادة سوف يسعدوا بالغنيمة !
كان كيجن يدرك مدى صعوبة
هزيمة جندي واحد من النظام فما بالك بـثلاثة جنود دفعة واحدة لكن لا مفر من المواجهة هنا , عندما بدأ القتال
تمكن أن يقضي على أحدهم يضربتين هل كان ذلك الجندي الميت ساحر ظلامي ؟ يبدو ذلك من مهاراته
ثم أصابه جرح مباغت في ذراعه لكن جرحه تشافى بسرعة رهيبة ولمح الفتاة التي تقف خلفه وهي تستخدم تقنيات
طبية رفيعة المستوى !
فدخل كيجن المعركة غير خائف من الجروح والطعنات
لأن الفتاة ذات الشعر الأزرق بارعة في مداواة الجرح فور حدوثه حاول آخر جندي أن يقطع مصدر الشفاء لـ كيجن
بالهجوم على الفتاة لكن الوقت قد تأخر على
وضع استراتجيات فالسفاح كيجن صدد
طعنة مباشرة في قلبه اردته صريعا .. نظر كيجن
للفتاة وشعر بشعور غريب يجري في دمه كأن وحشيته تقل وهذا الشيء خطر على مستقبله لكنه كان يشعر بشعور جميل ..
قالت الفتاة :مساعدتك للأخرين يجعلك تفقد وحشيتك لكنه يرجعك لكونك إنسان ..
كان كيجن يريد أن يعارض لكنه لم يقوى
وأخذ يتجول مع الفتاة حول العالم وكانت تعمل على مساعدة الآخرين والفقراء والمستضعفين ...
قال وليد :ثم تزوجت الفتاة التي ساعدتك لترجع إنسان
قال كيجن بحزن : نعم , لقد أدمنت على الشعور
بالراحة من خلال مساعدة الآخرين معها كان أقوى من الشعور بالوحشية في السابق لكن ...
أغمض عينيه وقال بحزن أشد :بعد فترة ..لم يعد ذلك الشعور يراودني فأعتقد إني تخلصت من وحشيتي و الماضي الأسود
لكن إحمرار عيني الخافت يقول عكس ذلك ولا نعلم لحد ألان ما سبب توقف ذلك .
قال وليد : لربما توجد أشياء فعلتها في السابق داخل
عقلك الباطني أنها غير قابلة للغفران ,إحمرار العين بسبب الوحشية و زوال إحمرار العين عندما يشعر المنمط بالراحة وعدم تأنيب
الضمير .. لكن يبدو أن عقلك الباطني يرفض هذه الفكرة ..
صمت كيجن و هو يقلب الفكرة في رأسه
فقال وليد :علينا العودة لمنزل المرشد قبل أن نثير أي شبهة
في منزل المرشد موران كان الجميع مجتمع في غرفة الضيافة
و كانت توجد فتاة قوية الملامح شعرها طويل و أشقر قال المرشد :هذه كيرا , أحد أصحاب المهارات المنسية
في أمانسيس , تخصصها مخلب !
قال وليد بحيرة :تخصص يعتمد على المرافقين ! لكن المرافقين
اصبحوا من الماضي لا أحد يستطيع السيطرة على المرافقين في وجود النظام .
ابتسمت كيرا بغموض وقالت :كلامك صحيح , لكن إبتكرنا طرق جديدة لتفادي سيطرة النظام !
قاطعهم المرشد موران بهدوء :قبل أكثر من ثلاث سنوات
كنت أبحث عن طريقة للوصول إلى الثوار الموجودين في هذا العالم وبطرق معقدة إستطعت الوصول لوصيلة إتصال
لكن كنت أحتاج لمرشدي السابق قيمس ليرافقني للأنضمام للثورة نظرا لخبرته
الكبيرة و معرفته الواسعة لهذا أرسلت مساعدتي مايا التي دربتها شخصيا
لكن موعد رجوع مايا تأخر ,صحيح إني لم اكن أتوقع إنها سوف ترجع
بسرعة لكن لم أتوقع إنها سوف تكون ثلاث سنوات كاملة .
قال ريان و هو يقضم تفاحة كبيرة : ولماذا لم تنضم للثوار
عندما تأخرت مساعدتك .
قال موران وهو يبتسم بأسى :لم أعتقد إني بالقيمة
الكبيرة لكي أنضم للثوار لوحدي فوق ذلك الوسيلة التي تتصل بها بالثوار تستخدم لمرة واحدة فقط أي أنها فرصة تمر في العمر مرة .
قال أسامة بتسآل :أي وسيلة هذه ..
قال المرشد موران :الوسيلة عبارة عن منديل أزرق اللون
تتخلله رموز غريبة بيضاء تعلقها على تمثال يقع في وسط المدينة وبعد ثلاث ساعات تتلقى رد الثوار من خلال منديل أحمر
مكان المنديل الأزرق , ولقد فعلت هذا صباح اليوم !
أرتسمت الدهشة على وجوه الجميع فأكمل موران :
كان رد الثوار على شكل شفرة مكتوبة على المنديل .
ثم أخرج منديل أحمر اللون به نقوش بيضاء ووضع على طاولة أمامهم وقال : الشفرة تقول "في عمق الصمت
ينزل **** الفوضى يرشد الباحثين عن السلام في الساعة الحمراء لـقمر كامل "
صمت المرشد موران وهو يتأمل وجه الجميع
فقالت روز :وماذا تعني هذه الشفرة ؟
أبتسم موران وقال بثقة :في عمق الصمت يقصدوا بها
الجزيرة الوسطى في بحيرة الصمت "ينزل **** الفوضى "اي مرسول الثوار "يرشد الباحثين عن السلام "اي الأشخاص
المناضلين ضد النظام الدموي "في الساعة الحمراء لقمر كامل "أي في وقت الغروب في يوم 15 من هذا الشهر
اي بعد يوم من الآن ..
صمت الجميع فقال موران :لم أرسل الرسالة للثوار لكي
أنضم لهم لوحدي بل لكي تكونوا معي أيها القوم فأنتم هم من ورثتم المهارات المنسية ..
ثم دوى صوت يطرق الباب بقوة وصوت غليظ لرجل يهتف : أفتح بأسم النظام !
قال وليد بقلق : ما لذي يحدث هنا ؟
قال موران بقلق أكثر :النظام هنا ... لم يزر هذا المنزل منذ أكثر من عشر سنوات
أذهبوا إلى المطبخ سوف تجدوا باب خلفي واخرجوا خارج المنزل فورا !
خرج الجميع للممر الكبير فأعترض الخادم الطويل طريقهم بيده سيف نحيف وهو يبتسم بخبث قائلا :إلى أين ايها السادة
قال موران : ما لذي تفعله !
قال الخادم وهو يضحك :تسليم المخالفين للنظام عليه مكافئة مجزية !
قال موران بغضب تبيعنا من أجل المال !
قال الخادم :المال في هذا العالم المكبوت هو المتنفس يا سيدي المرشد !
هنا دوى صوت كسر باب المنزل و دخل جنود من النظام للمنزل و وقع أقدامهم يقترب
فصاح الخادم : هنا يا جنود !
ظهر الجنود في طرف الممر فقام ريان بلكم الخادم في وجهه وقال : أنطلقوا !
لكن الجنود أنقضوا على الموجودين على الممر فأخذوا يقاوموا الجنود بقوة التفت كيجن
يبحث عن زوجته فوجد أحد الجنود قد رفع روز من خصرها وأنطلق بها خارج الممر
فعترى كيجن غضب شديد و أنقض على الجندي لكن ظهر جنديين في وجهه فقاتلهم
كيجن بعنف ومزق عنق احدهم بطرف سيفه لكن ظهر ثلاث جنود آخرون
و زوجته تبتعد عن نظره أكثر و أكثر ...فأمسك وليد ذراع
كيجن وقال : علينا الهرب !
رد عليه كيجن بصرخة : كلا !
ظهر جنود أكثر و كيجن يراقب زوجته التي تبتعد وهي تصرخ تستنجد به
قال وليد بحزم : علينا الهرب سوف يلقوا القبض علينا هنا إذا لم نهرب البقية شقوا
طريقهم !
قال كيجن : زوجتي ! علي إنقاذ روز
سدد وليد لكمة قوية في وجه كيجن
فتشتت وعيه لكن لم يفقده تماما فسحبه وليد خارج المنزل ولمح البقية يركضوا متجهين
لخارج المدينة فلحقهم و هو يسند كيجن على ذراعه وكان
كيجن يتمتم بذهول خافت : روز
... تماسكي يا روز ...
وانطلقوا خارج المدينة هاربين من فخ محكوم ...
كان أسامة يلهث بقوة و هو ينظر لذئبه نظر إلى المرشد
موران وقال : أين هو المكان الآمن لقد تعبنا
من الهرب !
قال المرشد موران و هو ينظر إليهم :المنزل الآمن
يقع داخل بقعة الأشجار تلك لكن تاكدوا أن لا يوجد أحد يرانا !
قال ريان بحنق : إذ لم نسرع سوف يشاهدونا !
بلع موران ريقه وقال : حسنا إذا سوف ندخل هناك !
ودخل أبطألنا كوخ خشبي بسيط به عدة صناديق مقفلة بإحكام
أخذ وليد و مايا
و كيرا يراقبوا الوضع من نوافذ الكوخ اما جاسر
فكان يساند المرشد في فتح الصناديق المغلقة التي تحتوي على أسلحة و أدوات
كان كيجن قد جلس على أحد الكراسي المهترئة
بصمت ووضع يديه يمسك رأسه كأنه يندب حظه ..
قال وليد :لا يبدو أنه قد خمنوا موقعنا بعد !
قالت مايا :لكن موضوع إيجادنا مسألة وقت لا أكثر !
قال كيجن بصوت خافت :علينا إنقاذ
روز ....
نظر له الجميع بصمت متعاطف ..
قال أسامة :نعم علينا العودة لها ..!
قالت كيرا : لايمكن الرجوع لها الآن , المدينة مليئة بالجنود يبحثوا عنا ,ربما في وقت آخر
قال موران بصعوبة :لكن إذا ركزنا على إنقاذ السيدة سوف
نفوت موعد اللقاء مع مرسول الثوار ...سوف تضيع علينا الفرصة إلى الأبد !
قال جاسر بحزم : سوف أذهب للمدينة وأجمع بعض المعلومات
عن وجودها لربما نستطيع نفك أسرها أو إذا كانوا سوف يرحلوها لمكان آخر نستطيع اقتناص فرصة لتحريرها
قال : مثلما قالت كيرا الجنود منتشرين في المدينة تريث لحين يهدأ الوضع ثم إذهب ..
قالها وغرق المكان في صمت ... صمت بليد ..
في معسكر جنود النظام في جندار الثانية وقف غازي امام خيمة كبيرة و أدى التحية العسكرية فرد الحارس أمام الخيمة
التحية العسكرية وأشار للمغوار بدخول الخيمة .
دخل غازي بخطوات بطئية وشاهد ببغاء أحمر اللون يقف على عمود متوسط الطول ما أن شاهد غازي الببغاء حتى إنحنى وقال : أمر سيدي ..
قال الببغاء بصوت متقطع :غازي المغوار ..لقد نجحنا في إكتشاف موقع المخالفين للنظام
إنهم يختبأوا في مكان ما بالقرب من ماندا العريقة لقد فرضنا رقابة على الطرق الرئيسية لكن ..
صمت المغوار إحتراما للببغاء الذي يسيطر عليه مخلب النظام فأكمل الببغاء :قبضنا على أحد رفاقهم
إذا شئنا الدقة إنها فتاة سوف يتم التخلص منها , لكن سوف يتم إستخدامها لتكون طعم لهم ..
قال غازي :إذا تريدوا أن تتيحوا لهم فرصة لكي ينقذوها ثم ننقض عليهم !
قال الببغاء : كلا ,لحسن حظنا إستطعنا أن نحصل على معلومات تشير إلى أنهم سوف يلتقوا بأحد أفراد الثورة
في مكان ما غدا ونريدك أن تكون هناك إذا إختاروا أن ينقذوا صاحبتهم سوف يقعوا في مصيدة أعددناها لهم
اما إذا اختاروا الذهاب إلى الرسول سوف تكونوا هناك بالمرصاد !
قال غازي بحيرة : نكون ؟ سيدي لا يجب أن نظهر فرقة كبيرة لكي نقتنصهم في الطريق لكي لا ينتبهوا لنا
و يفر المخالفون
اطلق الببغاء ما يشبه الضحكة ثم قال : لا تعلمني أصول التخطيط يا هذا ,سوف تكون هناك مع أحدهم لكي يساعدك في
مهمتك ليس لأننا لا نثق بقدراتك بل لكي نضمن نجاح المهمة ..
انزل غازي أكثر بخضوع وقال : أعتذر عن مداخلتي السخيفة يا سيدي ..
تجاهله الببغاء وقال :إذهب الآن إلى المرسال لينقلك إلى ماندا العريقة و سوف تجد الرجل هناك
وقف غازي وأدى التحية العسكرية ثم خرج من الخيمة بعزيمة قوية على التخلص من أعداء النظام ..
دخل جاسر الكوخ واجم الوجه نظر له الجميع
خصوصا كيجن الذي كان متلهف لسماع اخبار عن
زوجته
قال جاسر : نجحت في الدخول للمدينة دون أن أثير الشك
سمعت أن روز موجودة في قبو داخل المعبد الكبير لماندا العريقة
توجد عليها حراسة كبيرة ومشددة ..
تنهد كيجن براحة وقال : عظيم ما زالت حية
يبقوها لكي يستخلصوا منها المعلومات
أشار جاسر موافقا وقال بقلق :لكن يبدو أنهم قد أنتهوا من عملهم
هذا ..
قالت مايا : ما لذي تقصده ؟
قال جاسر بقلق شديد : سوف يتم إعدام
روز غدا في ساحة المدينة في فترة الظهيرة !
ارتسم الرعب على وجوه الحاضرين وأنزل كيجن
رأسه ووضع يديه على رأسه ..كان الخبر له وقع الصاعقة عليه .. صاعقة مدمرة وخاطفة ...
كانت روز تجلس في قبو مظلم تبكي بحرقة على حظها التعس
وهي تتذكر زوجها و هو يقاتل بقوة لكي ينقذها ..
زوجها الذي احبته واحبها
زوجها الذي يخاف عليها من نسمة الهواء
كانت تتذكر في ذلك اليوم الذي جلست فيه في الكوخ الخشبي سارحة فهمس زوجها في إذنها بحنان :تفكري في ماذا ؟
إبتسمت إبتسامة خاطفة ثم قالت :افكر في الفرح الذي أعيشه إنها اجمل اللحظات و انا بقربك .. لكن ...
عبس وجهها فقال كيجن بقلق : لكن ؟
قالت بحزن :ماذا لو الدنيا رفضت فرحتي و قررت أن نفترق ؟
صمت كيجن ثم قال بحرارة :
لن يحصل ذلك اليوم الذي نفترق لكن في غمرة حزنك و دموعك نادي إسمي سوف تتكفل الرياح بحمل صوتك العذب
وسوف آتي لك في الحال حتى لو كنت ميت سوف أخرج من قبري لكي ألبي ندائك ..
قالت والعبرة تخنقها : و إذ لم تأتي ..
إبتسم كيجن و أمسك كفها برفق وقال :
هذا يعني إنك لم تناديني بصوت عالي ..
إبتسمت بدورها ..
أفاقت روز من ذكرياتها و غرقت عينيها بدموع غزيرة
و تمتمت : أرجوك لا تقوم بعمل أحمق ..
ثم أجهشت ببكاء شديد ... و مرير ....
وصل غازي إلى ماندا العريقة من خلال المرسال فوجد أمامه بعض الجنود يقوموا ببعض الترتيبات
فسمع صوت بجانبه :أخيرا وصلت ..
إلتفت غازي ورمق الرجل الواقف أماهه ذو الدروع السوداء الخفيفة فقال غازي : أنت ..
سمعتك تسبقك دائما ..يا بدر اما تحب أن أناديك بأسمك الشهير الموت×الاسود !
قال بدر: الموت×الاسود ..هذا الأسم الشهير ...و القديم ... أعتز به كثيرا !
ثم قال بجدية : حسنا .. إليك الآتي سوف نستعين بشخص يرشدنا للموقع الذي سوف يتجه له المخالفون
وسوف نقتنصهم هناك مع **** الثوار ..
قال غازي ببرود : و لماذا نستعين بشخص ثالث عليه تزويدنا بالموقع ونحن نتكفل بالباقي
إبتسم الموت×الاسود وقال :ذلك الشخص عبارة عن جاسوس كان يتجسس عليهم وهو يعرف أي طريق سوف يسلكوا
بحكم خبرته في قرآءة خطوات المرشد موران
قال غازي : كما تشاء ...
ومشا سوية ببطء نحو خيمة قريبة يراجعوا خطتهم المحكمة والقاتلة ...
جلس الجميع مجددا حول موران الذي قال :
نظرا للظروف التي نمر بها سوف نجبر على الأفتراق لمجموعتين المجموعة الأولى تذهب لماندا العريقة لتحرير
السيدة روز و المجموعة الثانية سوف تذهب
لمقابلة الرسول ..سوف أوزع المجموعتين على حسب مهمة كل مجموعة ..
المجموعة الأولى سوف تكون : أسامة و ذئبه
و ريان و كيجن ... سوف تقوموا بتحرير
السيدة ..لن نستطيع أن نرسل أكثر لكي لا تلفتوا النظر
اما أنا و مايا و كيرا و وليد و جاسر
سوف نتوجه لبحيرة الصمت لنقابل **** الثوار...
نهض المرشد موران وفتح أحد الصناديق الخشيبة
وأخرج بعض السلحة وقال : أسامة هذا فأس جليدي آخر
تستطيع أن تستخدم إثنان بكلتا يديك لكي تكون قوتك الهجومية أكبر ..
إلتقط أسامة السيف الجليدي وأخذ يتأمله ..
ثم أكمل المرشد :ريان أنت تستخدم فأس ذو قبضتين
طويل وصلب لكن ضرباتك تصبح بطيئة بهذه الأستراتيجية خذ الفأسين هنا وأستخدمها أيضا ..
التقت ريان فأسين برتقاليين اللون ذو شكل جميل
ثم أخرج عصا جميلة تزينا جوهرة زرقاء في أعلاها و أعطاها لـجاسر وقال له :أنت تعتمد على سحرك في القتال هذه العصا لكي تدافع عن نفسك والبلورة في أعلاها تعمل على تقوية ضرباتك ..
ثم صمت المرشد وقال :هذا كل ما أملك فل نبذل جهدنا والباقي على رب العالمين ..
في فترة الظهيرة في وسط ساحة ماندا العريقة أجتمع جمهور غفير حول ما يشبه المسرح بدون ستائر وتوجد فتاة ضئيلة الحجم
مقيدة اليدين والرجلين وحولها رجل بارز العضلات مقنع الوجه بقناع اسود و كاهن أبيض اللحية أسمر اللون ذو عين مخيفة
قال الكاهن بصوت جمهوري :أيها الناس .. كلنا نعرف عظمة النظام السامي .. كلنا نعرف قوة النظام السامي
كلنا نعرف قدرة النظام السامي ... اليوم نجتمع هنا لكي نشاهد قدرة النظام في القضاء على مخالفيه
النظام يغفر الاخطاء لكن لا يغفر التمرد عليه ...
أشار الكاهن بيده على روز وقال :هذه الفتاة الشريرة
كانت تبيت نواياها الخبيثة ضد النظام .. لكن شاء القدر أن يكشفها ...شاء القدر أن يعاقبها هنا لكي تكون عبرة
للجميع ..
كان وجوه الناس لا تعبر عن شيء .. فلقد تعود الناس على أن النظام قادر على فعل أي شيء لهذا آثروا الصمت
قال الرجل المقنع و هو ينظر لـروز بنظرات
ساخرة : خسارة ..أن يختفي وجهك الجميل عن هذا العالم ..وحيد مثلي يحتاج لفتاة مثلك تسليه في
هذا العالم القاسي ..
بصقت روز في وجهه
فصفعها الحارس المقنع بكل قسوة ثم التفت إلى الكاهن الذي أشار بيده للجلاد المقنع إشارة معينة
فمسك الجلاد روز من عنقها بقوة وسحبها في و سط
المسرح وأجبرها على الجلوس على ركبيتها وأبعد شعرها القصير عن عنقها واحنى رأسها
فقال الكاهن بصوت عالي وهو يرفع يده عاليا :فل يمت كل من يخالف النظام !!
وعند إنزال يده رفع الجلاد المقنع سيفه ثم أنزله بكل قوة على رقبة روز ...و تناثرت الدماء في كل مكان ...دماء حمراء داكنة .. دماء بشرية
أنزل الجلاد المقنع سيفه الغليظ بكل قوته ....
وتناثرت الدماء وانطلقت شهقة قوية في مكان الحدث
نظر الحارس للأسفل وبالتحديد في صدره حيث وجد سيف ظهر من العدم
وأستقر في صدره والدماء تسيل بغزارة ..
قال الجلاد المقنع بألم شديد : ما لذي .... ؟
فتحت روز عينيها بدهشة على صوت الجلاد
ثم نظرت إلى الأعلى لتشاهد الجلاد على حالته وقد بان رجل بجانبه .. رجل خفي لكن ظهرت معالم جسمه بغتة
لم يكن سوى ....كيجن زوجها
الذي جاء لينقذها ..
قال الجلاد المقنع والدماء تتطاير من فمه : من تكون ....؟
نظر إليه كيجن بنظرات حادة تشتعل
بغضب عارم ثم قال :كنت تتفاخر أمام فتاة مقيدة عاجزة ..
ثم رفع كيجن سيفه الثاني بيده اليسرى
وغرسه في عنق الجلاد ببطء شديد وغرغرت الجلاد تتصاعد بقوة والدماء تخرج من فمه كنافورة
ثم أكمل كيجن :ثم صفعتها
أخرج السيف الذي كان في صدر الجلاد بقوة ثم غرسه بقوة أكبر في خاصرته فنطلقت شهقات الحاضرين وهم يراقبوا
المنظر الرهيب هنا هب حارسان ليساعدا الجلاد فظهر بين الحشود ذئب رشيق إنقض على الحارس الأول ثم لحقه
أسامة بفأسين جليدين و أنقض على الحارس ليرديه
قتيلا ,فهب الحارس الثاني ليهاجم أسامة لكن ظهر
أمامه ريان وانقض على الحارس صارخا :
الضربة الحديدية ...!
دفعت الحارس مترين كاملين للخلف صريعا !
هنا أنتهى كيجن من غرس السيف الأيمن كاملا
في خصر الجلاد المقنع وقال :ثم اجبرتها على الركوع امام شخص قــذر مثلك !
ثم ضرب كيجن بأصابعه صدر الجلاد المقنع
بقوة شديدة إنغرست أصابع كيجن والجلاد
يحاول أن يصرخ لكن لم يخرج أي صوت منه سوى همهمة مبهمة فاخرج
كيجن قلب الجلاد الذي نظر لثانية واحدة للقلبه في يد السفاح القاسي ثم سقط جثة هامدة
فتح كيجن فمه بوحشية وهم بأكل قلب الجلاد
فصرخت روز :توقف أرجوك !!
توقف كيجن ونظر لزوجته
التي كانت تبكي بحرارة وهي تهتف : توقف ... لا تفعلها ...
أمسك كيجن ذراعي زوجته
روز وفك قيدها ثم قذف قلب الجلاد بعيدا
وقال بحنان :لن أفعل ..
هنا دوى صوت الكاهن ساخرا : مشهد جميل .... ومؤثر .. لكن لستم سوى جماعة من الحمقى لقد وقعتم
في فخ النظام كما كانوا يخططوا ..
قال ريان مهددا :أيها العجوز إحقن دمائك و أهرب من هنا
قهقه الكاهن ثم وهو يخرج شيئا من جيبه وتمتم :سبع سنوات من الدماء , سبع سنوات من الظلام ,سبع سنوات من البكاء
سنة من كاملة من العطش ..إنه كابوس الليال المظلمة ومصيبة الأرض المهدمة ...أخرج بطاقة غريبة الشكل وقال : هنا سوف تنتهي حياتكم ...
قال أسامة بقلق : هذه البطاقة ..
رد ذئبه فنرير :نعم بطاقة مرافق مثل الذي تحتجزني فيها في بعض الأوقات !
قال ريان :هل سوف تفعل لنا مرافق وتهاجمنا به ؟
قال الكاهن بجدية :حمقى ! النظام هنا من سوف يسيطر على هذا المخلوق,سيدي المخلب سوف يتكفل بهذا !
ثم قذف البطاقة إلى الأعلى ...
فقال ريان موجها خطابه لمجموعته :تاهبوا
فأقترب منه رفقائه بسرعة والبطاقة تشع بضوء عالي ثم ظهر مخلوق ضخم للغاية في وقت الذي صرخ فيه
الكاهن : ماجمــا !!
كان كائن له هيئة تنين ... تنين ضخم ومخيف ....
في الطريق لبحيرة الصمت وصل كل من المرشد موران
و وليد و كيرا و
مايا و جاسر إلى غابة مظلمة
فقال المرشد موران :هذه الغابة كانت تشتهر بوجود
البكسي الزرقاء فيها وهي فراشات ضوئية لها قدرات سحرية ..لكن بعد الحرب ..
صمت المرشد على اشارة من وليد الذي قال بخفوت وهو يكمل
طريقه : هنا من يراقبنا...
قالت كيرا : من يكون ؟
قال وليد بقلق : لا أعلم لكن أشعر بوجودهم
حولنا ..
تمتم جاسر :وجودهم ؟ أكثر من واحد ؟
قال وليد :إثنان ؟ ربما
إستدار وليد وقال :هل سوف تنتهي هذه المسرحية ؟
شمل الصمت المكان ثم ظهر ثلاثة رجال تعرف المرشد موران
على أحدهم وهو الخادم الطويل فقال بحنق : أنت !
إبتسم الخادم الطويل إبتسامة ساخرة ..
فقال أحد الثلاثة وهو غازي : كانت مطاردتكم سهلة بواسطة هذا الشخص الذي من خلال معرفته بتحركات وطرق
المرشد الخاص بكم ...
اما بدر فكان يرمق أبطالنا بنظرات متفحصة ووقف بصره على أحدهم فقال بذهول : أنت !!
كان ينظر إلى وليد الذي كان يبادله نظرات الدهشة !
فقال وليد :أنت ...الموت×الاسود !
ضحك الموت×الاسود ( بدر) وقال : يا إلهي لم اكن اتصور إني سوف التقي بك بعد هذه السنين
يا صاحبي .. ما لذي جرا لك ..؟
قال وليد ببرود :لا شيء سوى إني أشق طريقي
في الحياة لكي أستمر ...
قال بدر بحزن : كالعادة ...
قال غازي بحدة : هل تعرف هذا التافــه !
التفت إليه بدربغضب عارم وصاح : إياك أن تهين هذا الرجل .. إنه ...
ثم صمت كأنه يتذكر ذكريات قديمة ثم رفع بدر رأسه وقال بحزم : هذا الرجل ..كان صاحبي
إذا كان من المفترض أن تخاف من شخص معين فهو هذا الصنديد لقد أستحق لقب المخلب x الأسود !
هذا الرجل ...هو الآن ...
وقال بحزم شديد يتخلله حزن :خصمنا .. عدو النظام
تأهب وليد وقال لمجموعته :قتالنا هذا لن يكون سهل
أيها المرشد تكفل بخادمك فيبدو أن لديكم أمور لا بد لها أن تحسم ..
قال المرشد موران وهو يفرقع أصابعه وينظر لخادمه السابق
بحقد وهو يقول : بكل سرور !
ثم قال وليد :أنا و المخلب كيرا سوف نواجه
سيد الوحوش ...الموت×الاسود ...بدر..
إبتسم بدر بساعدة وفخر ..
ثم قال جاسر :يتبقى أنا و
مايا , ممتاز لقد قاتلنا سوية قبل هذا وبيننا تفاهم ..
أجابته مايا بنظرة موافقة جادة ..
ثم قالت :هذا يعني إننا ضد ذلك المغوار غازي !
قال غازي بحدة : كنت أفضل أن اقاتل ذلك الولد صاحب الذئب لكي أرد له الصاع لكن ...
أضاف :سوف يلقي هو حتفه هناك مثلكم تماما !!
وانقض المغوار و الخادم وسيد الوحوش بكل قوة على أبطالنا ... وبدأ القتال !
كان تنين ضخم ذو جلد برونزي وعيون كبيرة حمراء شريرة , هرب الناس وهم يركضوا خائفين على أرواحهم من الوحش
الذي ظهر بغتة ..
قال الكاهن وهو يبتعد بسرعة :موت بشع ...
واختفى مع الغفور الكثيفة الهاربة ..
قال كيجن :ماجمـا ؟ يبدو وحش عتيد !
ثم التفت إلى زوجته ورمى لها حقيبة صغيرة قائلا : حقيبتك الطبية يبدو إنا سوف نخوض قتال عنيف !
التقطت روز الحقيبة وهي ترمق ماجما بخوف
فتح ماجما جناحيه ثم ضرب الهواء وارتفع لمسافة خمس عشرة متر وصرخ مطلقا صرخة مخيفة
فقال أسامة :أنبتهوا !
فأنقض ماجما إنقضاضة سريعة وقوية فقفز أبطالنا في إتجاهات مختلفة فنجحوا في تجنب الضربة بصعوبة
فأنقض ريان ملوحا بفأسيه البرتقاليين في وجه ماجما
الذي رفعه يده الضخمة ذو المخالب وضرب ريان
فقذفته الضربة بعيدا ليتلوى على الأرض متوجعا !
هنا كان فنرير يتسلل من خلف الوحش ماجما وقفز بقوة من خلف الوحش لكن ذيل ماجما الضخم ضرب الذئب
الذي أطلق عواء متألم وهو يطير في الهواء مرتطم بخشبات المسرح
كان كيجن تخفى بجانب أحد المنازل
و صارت رؤيته مستحيله مع صمته المطبق حتى على أنفاسه يترقب اللحظة التي ينقض فيها على ماجما لكنه لحد الآن
لم يشاهد للوحش نقطة ضعف !
أرتفع ماجما لمسافة ستة أمتار و نظر نحو جهة كيجن
الذي فتح عينيه بدهشة وفتح ماجما فمه و أنطلق قذيفة ضوئية حارقة بإتجاه
كيجن الذي قال : التفادي المركز !
و قفز بعيدا لكن حرارة الضربة حرقت ذراعه اليمنى كاملة فسقط متألما فأصابت القذيفة المنزل ودمرته مع منزل يقع خلفه
تدميرا شاملا , هبت روز تداوي ذراع زوجها
وكانت ذراعه تتشافى ببطء والم شديد ..
قفز ريان وضرب ماجما على رأسه لكن ماجما لم يتجنب الضربة
بل نطح ريان في صدره فسقط على الآرض فرفع ماجما يده
محاولا سحق ريان الذي تدحرج في الثواني الأخيرة ليتجنب
الضرب التي هشمت الأرض بجانبه ..نهض ريان واقترب
من رفاقه يراقبوا الوحش المخيف ...
سدد موران لكمة لخادمه الطويل المتزود بسيف نحيف
فأستقبل الخادم اللكمة ببساطة ثم رفع سيفه على رأسه مرشده السابق الذي تجنبها لكن تم جرح كتفه بواسطة السيف
فقال الخادم ساخرا : تقدمت بالعمر أيها المرشد ..
ركل موران ركبة الخادم فأنحنى متألما
ثم لكم معدة الخادم بيسراه فنخفض أكثر الخادم ثم بركبة موران
اليمنى ضرب أنف خادمه فسقط أرضا متألما ..ومسح الخادم شفتيه من الدماء وقال :يبدو إني أستهنت بك أيها العجوز ...
أستقبل الموت x الأسود فأس وليد بفأسين معدنيان
ثم أنفض ليتجنب ضربة من صولجان أشبه بالمطرقة سددتها المخلب كيرا فقز بدرمشقلبا
وأستقر على رجليه فأبتسم قائلا :لم تفقد لياقتك يا صاحبي , كما أن فتاة المخلب لا باس بها
لكن يبدوا أن القتال يميل لكما لهذا ..
أخرج بدربطاقة مرافق وأنطلق ضوء مشع ليظهر ما يشبه النمر !
قالت كيرا : قط وحشي !
قال الموت x الأسود بثقة :ليس قط وحشي عادي بل هو مطور بواسطة فنوني !أهجم باستوس !
هجم القط الوحشي باستوس على كيرا وطرحها أرضا وهو يحاول أن يمزق وجهها بمخاليه الحادة
ضرب بدر بفأسيه صدر وليد
لكن وليد تجنب الضرب التي جرت صدره جرح طفيق
فرفع وليد فأسه موجها ضرب سريعة صارخا
: الرياح الضاربة !
ضربت ريح حادة درع بدرفقطعت قطعة قصيرة من درعه الأسود فأبتسم baderrr12
وأكمل قتاله الشرس ..
التقى سيف مزود بالطاقة الضوئية بفأس ضخم مزين بنقوش جميلة قالت مايا
في نفسها :قوته هائلة لا أستطيع الصمود
قال جاسر : ابتعدي !
ابتعدت مايا بسرعة
فرفع جاسر كفه قائلا : كابوس !
لوح المغوار بفأسه كأنه يصد سحر جاسر
ثم أنقض غازي نحو الساحر الظلامي مسددا ضربة عمودية فصدها
جاسر
بعصاها بكلتا ذراعيه فركل المغوار غازي بطن جاسر
ليسقط على ظهره متألما فسدد المغوار غازي ضربة نحو الساحر الظلامي لكن
مايا صدت الضربة بسيفها الضوئي حامية جسد
جاسر الذي التقت عصاه السحرية وقال : كرة النارفأنطلقت كرات نارية ضربت المغوار في صدره وقد قذفته ليسقط على ظهر فنهض ولا يبدو عليه الألم فقالت
مايا :درعه صد كرات النار !
قال المغوار غازي : نعم وسوف يصد اي هجمة تشنوها .. لكن كيف سوف تصدوا ضرباتي
و أنقض بقوة ملوحا بفأسه الضخم ..والمدمر ..
كان نزار جالسا على الأرض في صمت
و كأن الزمن متوقف في ذلك المشهد في غابة فقد النور بكثافة أشجارها
فتح عينيه ببطء وقال :ماذا تريد .. الم تجد وحشية كفاية في غابات الخيزران
ظهر رجل من خلف الأشجار وقال بقلق : ما تزال نبيها كالعادة ..
قال نزار :وقد أغمض عينيه مجددا :هاشم إذهب للعب بعيدا ..
قال هاشم بقلق : لدي شيء أخبر به المنظمة ..
قال نزار غير مباليا :قلت لك إلعب بعيدا لدي من المشاكل ما يكفي ..
قال هاشم:النظام يتحرك نحو ***** كانوا في جندار ..
صمت نزار ثم قال بعد ثواني :ثم ؟
قال هاشم بحماس :حاصرهم النظام ثم ..لا اعلم ماحدث ..
فتح نزار عينيه داكنة الحمرة وقال بغضب :هل تعبث معي أيها القذر !
قال هاشم بارتباك : لا ..لا ..حقيقة لا أعرف ..لكن لماذا كان النظام مهتم بهم بشدة
لدرجة انهم تجاهلوا وجودي وركز عليهم ..
قال نزار بحيرة : هل هم من الثوار ...؟
قال هاشم وهو يحاول أن يتذكر :لا يبدو عليهم ذلك ..
وقف نزار ومشى بخطى بطيئة نحو رفيقه ووضع يده على رأس هاشم وقال : أنت
تعرف أن الأنتقال صعب وخطير هذه الأيام لهذا خصصت المنظمة لكل واحد منا عدد من الانتقالات في الشهر
أنت تخصم من رصيدي و رصيدك أتمنى أن يكون شيء مهم فعلا وإلا التهمت قلبك بنفسي
لم يجبه هاشم وصاحبه الذي يتقن مهارات الأنتقال يقوم بإنهاء تقنية ويختفي الرجلان دون أثر ..
أي أثر يترك ...
يتبع.
الحلقة الخامسة
.
.
نظروا أبطالنا برهبة نحو الوحش ماجما الذي صد هجماتهم
وشن هجومه بكل عنف قال ريان بقلق : هذا الوحش
لديه قوة خرافية .
نظر كيجن إلى المنزلين اللذين تضررا بسبب
قذيفة الوحش الحارقة وفي قرارة نفسه كان يؤيد ما قاله ريان
قال ريان بعزيمة : لكن سوف نتمكن من قتل هذا الوحش ..
لن يصمد طويلا أمام ضرباتنا ..
وهم ريان بشن هجوم جديد لكن قال
أسامة بغتة : تريث لحظة !
نظر له ريان متسائلا ثم قال
أسامة وهو ينظر بعمق للوحش الهائج : بهجماتنا هذه لن نستطيع
إلحاق أي ضرر بهذا الوحش ...
قال ريان بعناد :إذا كنت تريد الأستسلام والهروب مازلت ..
قاطعه أسامة بصرامة غير معهودة فيه :ليست قضية إستسلام
لكن هذا الوحش يوفقنا قوة وقدرات ولقد أدركنا جميعنا ذلك ,لكن إذا كان خصمك يفوقك قوة فعليك تلجأ للحيلة ..
قال ريان بشك :هل تملك هذه الحيلة ؟
تمتم أسامة بثقة :نعم !
هنا نظر له الجميع وقلوبهم وآذنهم تصغي له بكل إنتباه
هنا برق فم ماجما بشعاع ضوئي فصاحت
روز بهلع : إنها ضربته الحارقة مجددا إحتموا ..!
إنبطح الجميع أرضا ومرت قذيفة ضوئية طويلة ذو حرارة عالية بجانبهم وقد شعروا أن جلودهم تحترق بالرغم من أنهم تجنبوا
الضربة قال الذئب فنرير :ماذا لديك يا
أسامة
كانت طاقة علاجية تغطي جسد أبطالنا بفعل سحر روز
الطبي فقال أسامة وهو يحاول إستجماع قوته :
من خلال ملاحظتي على الوحش إنه يتمتع ليس فقط بقوة هائلة بل بحواس خارقة ...
قالت روز بحيرة : حواس ؟
أكمل أسامة كأنه لم يسمعها :حواسنا المشهورة
والتي يتمتع بها أغلب الحيوانات في العادة السمع ,البصر , الشم ,التذوق ,واللمس ..
الوحش الذي أمامنا يملك أضعاف مانملكه من هذه الحواس ...
عندما حلق في البداية لمسافة خمس عشرة متر استطاع أن يحدد موقعنا دون صعوبة صحيح أن مسافة خمس عشرة متر
ليس بذلك الأرتفاع الشاهق لكنه يدل على أنه يستطيع أن يحدد فريسته من بعيد بنظرة ..
عندما هاجم الوحش كيجن بالرغم
من أنه مختفي اختفاء تام لكن الوحش إستطاع تحديده وذلك باستخدام حاسة الشم ..
قال كيجن بشك : الشم ؟
أجابه أسامة : أنت تدرك أن رؤيتك كانت مستحيلة
كما انك كنت صامت تماما حتى أنا شككت بوجودك لكن الوحش هاجمك بكل دقة .. فوق ذلك ..
عندما هاجم ذئبي الوحش من الخلف وضرب الوحش ذئبي فنرير
بذيله دون أن يلتفت له رغم أن فنرير
يتمتع بخفة عالية وهذا يدل على إما أن السمع لديه هائل أو أنه حدد هجوم ذئبي بالرائحة وهذا يؤكد نظريتي ..
كان التحليل منطقي جدا أفحم الموجودين فقال ريان
وهو مازال مندهشا بالتحليل :حسنا وكيف نهزمه ؟ ما هي حيلته ؟
قال أسامة بحزم :تعطيل حواس الوحش
ماجما ...
----------------------
كانت مخالب قط وحشي تقترب من وجه
كيرا ببطء ووحشية
تمتمت كيرا في نفسها :على هذا المعدل سوف
يمزقني هذا القط الوحشي ...
إبتسمت بسخرية و أكملت حديثها مع نفسها : إذا لم يكن هناك فرار من مخالبه فيجب أن أخرج بأقل الأضرار ..
وضعت يدها اليسرى بالقرب من مخالب القط الوحشي وافلتت قبضتها
اليمنى لتنغرس مخالب القط الوحشي في ذراعها اليسرى وتفور دمائها ثم بحركة سريعة
ضربت كيرا معدتها وهي تهتف بقوة في أعماقها :
رشاش الحمض !
فخرج من فمها سائل كثيف أخضر اللون مصفر غمر وجه القط الوحشي
الذي أبعد وجهه بألم واطلق مايشبه الزئير المتألم فوقفت كيرا
على قدميها برشاقة وأمسكت صولجانها ذو القبضتين وهتفت بكل قوتها :شعاع الضوء!
و لمع صولجانها بضوء أبيض وضربت بكل قوتها صدر القط الوحشي
وحطمت له ثلاثة أضلاع فاطلق زئير متألم ثم صاحت :التحطيم الدوراني ودارت كيرا حول نفسها وسددت ضربة قوية
بصولجانها نحو رأس القط الوحشي فدوى صوت تهشم جمجمة الوحش وسقط صريعا
وضعت كيرا يدها اليمنى على ذراعها اليسرى وقالت في نفسها :
الإسعاف الأولي ..
غطت طاقة بيضاء اللون مكان الجرح فبدأ الجرح بتداوي تدريجيا ..
كانت تنظر للقتال الذي يدور حولها بين بدر و وليد ...
كان بدر قد سدد ضربة سريعة بفأسيه نجحت في جرح
وليد في ذراعه اليمنى ..
فبتسم بدر وقال بسخرية :ماذا جرى يا صاحبي
ظننت في البداية أنك ما زلت تحتفظ بمهاراتك لكن يبدوا انك لم تعد ذلك المخلبxالأسود ....
قال وليد بهدوء :لا تعتقد كثيرا ...
اقتربت كيرا من وليد فقال بدر
بسخرية : إثنان ضد واحد يبدو إنها معركة عادلة !
قالت كيرا بحنق :لا تستخف بنا يا هذا !
قهقه بدر قائلا :أنا أقول الواقع !
لا أستطيع اعتبار أنثى شخص ! بل نصف شخص , وصاحبي العاجز فاقد اللياقة نصف شخص لهذا
مجموعكما شخص واحد !
ثم أطلق ضحكة ساخرة أحنقت كيرا التي قالت : كيف تجرأ ..
قال وليد بهدوء :لا تجعليه يستفزك ..
هذا هو اسلوبه لجعلك تندفعي نحوه دون تركيز ..
ثم أضاف وليد دون أن يبعد نظره عن خصمه :
إذا كان لديك أي مهارت مخفية عليك إضهارها هنا فهذا الخصم يستحق كل الأمكانيات المتاحة ..
أغمضت كيرا عينيها وهي تسترجع هدوءها ثم إبتسمت وقالت :
حسنا , مثلما تريد ..
فتحت عينيها وهي تخرج بطاقة زرقاء بها علامة ذهبية ..
فقال بدر بسخرية : مرافق ؟ هل سوف تستدعي
مرافق هنا ؟ ياللغباء هي مجرد ثواني ويشعر مخلب النظام بوجود مرافق
مفعل ويقوم بالسيطرة عليه وينقلب مرافقك ضدك ..
أبتسمت كيرا بسخرية وهدوء :نعم كلامك صحيح ..
لكن في فترة سيطرة النظام على العالم استطعنا أن نطور مهارات وأساليب خاصة وما سوف تراه هنا هو خلاصة
هذه الأساليب ..
ثم لمعت البطاقة في يدها وقالت :الأدهم !
لمعت البطاقة بضوء وردي وغطى اللون جسد كيرا
كان الأدهم عبارة عن كائن أسطوري على شكل حصان جميل الشكل لكن ..
لم يظهر أدهم ! أو أي كائن آخر ..
فنظر بدر بحيرة ثم تحركت كيرا ويا لها من حركة ..
ازدادت سرعتها 10 اضعاف سرعتها الأصلية فكأنها اختفت من مكانها وظهرت فجأة أمام بدر رافعة صولجانها تهم بضرب رأس بدر الذي تجنب الضرب بصعوبة بسبب الدهشة وسدد ضربة بفأسيه لكن دوى صوت
وليد هاتفا :الجاذبية !
شعر بدر أن حركته صارت بطيئة بشكل مخيف مقارنة بسرعة
المخلب الأنثى التي هجمت عليه بقوة وسرعة وهي تهتف :التحطيم الدوراني ! وضرب صولجانها صدر سيد الوحوش الذي يدعى بدر ويلقب نفسه بالموتxالأسود !
الذي طار لمسافة مترين ليرتطم بجذع شجرة بدون حراك ...
--------------------
قال أسامة :يجب أن نتعاون في قتل حواس هذا الوحش
ماذا لديك يا روز ...
قالت روز بإرتباك :لا أعلم ...
ثم فكرت قليلا وهي تفتح شنطتها الطبية بلهفة وقالت وهي تخرج محلول فسفوري اللون في زجاجة صغيرة
وقالت :محلول معقم أولي ذو رائحة نفاذة عند مزجه بمعقم آخر مشابه ..
أخرجت زجاجة بها محلول بنفسجي اللون ومزجت المحلولين ليصبح لون المحلول أسود
وقالت روز بفرح :نحصل على محلول قوي الرائحة
لربما يفقد الوحش التركيز على رائحة خصمه ..
قال أسامة وهو يجلس بالقرب من ذئبه فنرير :أحتاج منك تنفذ تقنية الزئير ..
لكن لا أعتقد إنها سوف تخيف الخصم بل أريد أن أحدث ضجة كبيرة بحيث لا يستطيع أن يسمع خطواتنا
قال الذئب فنرير :حسنا !
ثم سحب فنرير نفس عميق وهو يقول :إستعدوا
لن تستطيعوا سماع شيئا خلال الزئير ...
ثم زئير قائلا :الزئير المضاعف !
و زئر الذئب بزئير مدوي غطى أبطالنا آذانهم أما الوحش ماجما
فظهر إرتباكه لكنه تقدم بسرعة نحو أبطالنا , أشار أسامة
إشارة نحو روز التي قذفت محلولها ذو الرائحة النفاذة
و ارتطمت بجسد ماجما وانطلقت رائحة نفاذة زادت إرباك الوحش
كان كيجن قد إختفى بالفعل وهو ينطلق
نحو ماجما وقفز عاليا وهو يرجع سيفيه بنحو الخلف ثم يسددهما نحو
عين ماجما وهو يهتف بقوة :الطعن !
كان فم ماجما قد لمع بطاقة ضوئية وهو يتأهب لاستخدام ضربته الحارقة في اللحظة
التي ضرب سيفي السفاح كيجن عينيه وأخترقهما
انفجرت قذيفة ماجما التي لم تكتمل إنفجار مكتوب قذفت كيجن بعيدا وقد أحترق قميصه وصدره وسقط على الأرض ثم صاح بقوة : الآن يا ريان !
لم يسمع ريان صوت السفاح بسبب تقنية
الزئير المضاعف ! لكنه لم يكن يحتاج أن يسمع صوت
السفاح لأنه أنطلق مباشرة نحو ماجما الذي كان يدير رأسه يمني ويسرى
بألم لفقدانه عينيه بهذا الشكل الغير متوقع فقفز ريان
فوق رأس ماجما وفقد توازنه لكنه انحنى لكي يوازن نفسه وشهر فأسيه البرتقاليين
وقال بلهجة حاقدة : لم أننسى ضرباتك لي كأن ذبابة تحاول سحقها ..
رفع فأسيه وقال :الضربة الحديدية وضرب بفأسيه
المنطقة التي تقع بين عينين الوحش الداميتين لكن الفأسين لم يخترقا جمجمة ماجما
بل إستقرتا في جلده فأمسك ريان فأسه الطويل ذو القبضتين
الذي كان يحمله على ظهره وقال : لم أنتهي بعد !
ثم هتف بكل عزيمته :قاصمة الصخر
وقفز مسافة نصف متر رافعا فأسه الطويل ذو القبضتين ساحبا معه تيارا هوائيا وأنزل فأسه الطويل ضاربا فأسيه البرتقاليين
المستقران في رأس التنين .... ودوى صوت إرتطام الحديد بالحديد ..وأنطلق الفأسين المدفوعين يشقان جمجمة الوحش
ماجما الذي أطلق صرخة بشعة غطت على زئير الذئب
ثم تلوى بعنف مما جعل ريان يسقط من فوق رأسه على الأرض بعنف ..
والوحش يكمل التلوي ثم سحب نفس عميق وفمه يشع بطاقة رهيبة
قال كيجن بخوف : سوف يدمرنا !
لكن دوت قرقعة مخيفة من حلق ماجما أعقبه نافورة دماء خرجت من رأسه
مكان الضربة التي سددها ريان وتحولت النافورة إلى مطر
من الدماء سقط عقبها الوحش محطما المسرح الذي كانوا ينوون فيه إعدام روز ...
نظروا أبطالنا لجثة الوحش العتيد الساكنة وقد أدركوا أن حاسة المقاتل كانت أعظم من حاسة الوحش ..
كانت عظيمة جدا .... جدا ....
قفز الخادم الطويل قفزة عالية وهو رافعا سيفه النحيف موجها ضربة عمودية
على رأس المرشد موران
حاول المرشد تجنبها لكن الضربة نجحت في جرح فخذه فسقط على الأرض متألما
حاول النهوض لكن الخادم خرس سيفه في كتف المرشد موران
الذي سقط رأسه أرضا من شدة التعب فنظر بعين متألمة نحو من كان في يوم من الأيام خادمه
المطيع ...
قال الخادم بسخرية : طوال عمرك تتمتع بالغرور والتعالي , لم تنسى قط إني خادمك
لم تكلف نفسك حتى أن تتزود بأي سلاح لكي تقاتلني ..
لم يستطع المرشد موران التعقيب بسبب تأزم الموقف
فقال الخادم بحزم : سوف أنهي معاناتك الان يا سيدي البائس !!
وسدد ضربة نحو قلب سيده , ضربة سريعة وقاتلة ..... وفارت الدماء ...دماء المرشد
المرشد موران
عرف جاسر انه مع مايا يواجهان مغوار شديد البائس , لكن المغوار تحدث من قبل على أن أسامة قد هزمه بالحيلة .....
نعم ! تحدث أسامة انه رمى المغوار في البحر وغرق بسبب
ثقل درعه ....
درعه !!
لقد تدرب على تقنية قد تنقذه ضد هذا المغوار المدرع ...
هنا تجنبت مايا انقضاضة المغوار غازي برشاقة ثم سدد ضربة على رأس المغوار بسيفها
الامع بطاقة ضوئية نجحت مايا بضرب الخوذة التي تأذت قليلا
لكنها لم تصيب المغوار غازي بأي ضرر فقام بركل مايا في بطنها لتسقط على الأرض ثم انقض عليها بنية تهشيم
رأسها بفأسه العملاق المزين ..
لكن هتف جاسر بقوة وهو يشير بيده نحو المغوار :
أسهم البرق
انطلقت أسهم لامعة بقوة البرق لتضرب المغوار غازي
الذي تجمد مكانه وصرخ بألم ثم سقط على ركبتيه وقال : ما ... لذي ....
قال جاسر بثقة : درعك المعدني قوي ضد أغلب الهجمات
لكنه معدن .. والمعدن موصل رائع للكهرباء !
نهضت مايا بسرعة وسددت سيفها الامع في صدر المغوار بكل قوة
نجح السيف في الانغراس في صدر الغوار لكن لم ينجح في الانغراس تماما
فقالت مايا في نفسها : ماهذا الدرع والجسد الصلب
ثم هتفت وهي تغرس السيف أكثر : كاسر الدفاع
وانغرس سيفها لحد المقبض في صدر غازي
الذي خرج من فمه خيط ددمم لتسقط قطرات من الدماء على درعه ..
فقال غازي بصوت خافت : لماذا ...
ثم رفع عينه نحو مايا وهو ينظر بقسوة وقال : لماذا أيتها
اللعينة !
ومسك المغوار شعر مايا الأحمر بعنف وطرحها أرضا
وقد ثار غضبه لحد الجنون ورفع فأسه الضخم وهوى به بكل غضب ... وكراهية ....
قال الخادم بدهشة : ما أنت فاعله ....!
كان المرشد موران قد مسك سيف الخادم بيده العارية
التي تمزقت بالسيف وخرجت منها الدماء و المرشد موران
يسحب سيف الخادم بقوة والخادم يحاول منعه
لكن المرشد موران نجح في أخذ السيف من خادمه فنهض
المرشد وهو يرمق خادمه بحقد
فخر الخادم على ركبتيه وقال بأسى : سامحني يا مرشدي النظام أعماني عن رؤية الحق ..
صمت موران وهو يرمق خادمه بنظرات غاضبة
تسيل من يده المجروحة ألم و دماء الطعنات السابقة التي تعرض لها الخادم
قال موران : هذا ليس مبرر لخيانتي ...
أبتسم الخادم ورمى حفنة من التراب في وجه المرشد الذي أغمض عينيه فانقض الخادم
وهو يهتف : فل تبرر هذا !!!
لكن أنقضاضته توقفت وهو يشاهد السيف قد انغرس في قلبه
فقال موران بأسى وهو مغمض العينين : لقد علمتك
الا تهجم وأنت تتكلم لكي لا يحدد العدو خصمك ..
قال الخادم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : لماذا لا تكف عن محاضراتك ....
ثم سقط أرضا جثة هامدة ....
كابوس !!
توقف المغوار وتوقف الفأس المتجه نحو رأس مايا
بفعل تقنية الساحر الظلامي جاسر لكن يد المغوار
لم تفلت شعر مايا التي كانت تجاهد لتحرر نفسه من قبضته
فمدت يدها بصعوبة نحو سيفها المغروس في صدر المغوار وسحبته ببطء وهي تتألم بسبب وضعيتها
على الآرض ..
كان المغوار يتالم بدوره بسبب الجرح القاتل في صدره لكن كانت عزيمته تبقيه حي
عزيمته المستمدة من نداء الواجب الذي كلف به
النظام السامي وثقته به في تنفيذ المهمة ...
مهمة قتل أعداء النظام ... وأعدائه
كان جسده ينتفض وهو يتحرك بشكل بطيء فقال جاسر
بدهشة : مستحيل ! لم يحن الوقت لكي يتحرر من التقنية !
هنا أخرجت مايا سيفها كاملا وهوت به على شعرها الذي إنقطع
وتحررت من قبضة المغوار الذي نجح في التحرر من التقنية و هوى بفأسه الضخم على رأس
مايا لكنها نجحت في النهوض وتجنب الضربة المميتة !
سقط المغوار غازي على ظهره وهو يتنفس بصعوبة
وقال بصوت خافت : لست نادم على مافعلته لكني نادم على أن أموت و لم أكمل مهمتي ..
ثم أغمض عينيه و روحه تغادر جسده ...
نهض بدر بألم و هو يقول بسخرية : ضربة موجعة
يا فتاة !
ثم نظر نحو قطه الشرس الميت ثم نحو المغوار الذي قتل للتو فقال بجدية : أنا الآن لوحدي
وعددكم أكثر مني كما أنني لم اتوقع أن تنجوا من هذا الفخ لهذا احضرت مرافق واحد فقط
لكن المرة القادمة لن تكون كذلك ثم رمق وليد
وقال بجدية : فل تعش لذلك اليوم الذي نلتقي فيه ...
ثم فعل تقنية الانتقال و اختفى في اللحظة التي انقضت عليه كيرا هاتفة : أنتظر !
لكنه قد اختفى بالفعل ...
كان المرشد يداوي جروحه بتقنية ( الإسعاف الأولي ) وهو ينظر للسماء فتمتم بقلق :
لقد أقترب الغروب والشفق الأحمر ظهر بالفعل ... أرجو أن نستطيع اللحاق على ****
الثوار ...
ثم نهض وقال : هيا بنا ...
تبعه الجميع على عجل متناسين تعبهم جراء القتال السابق القوي ...
-------------------------------------------------------
ظهر كل من المنمطين نزار و هاشم
في مكان مظلم في وسطه ذراع كرستالية عملاقة
فقال نزار وهو ينظر إلى ذراع العملاقة : شفرة جديدة ...
قال هاشم: المنظمة لا تنفك في تغيير تردد الأنتقال كل يوم ثلاث مرات لكي
تتجنب هجوم من النظام على مقرها ...
كان هذا المكان يدعى في السابق دهليز التحدي بعد الحرب العظمى سيطر المنمطين
على الدهليز وقتل جميع وحوشه ثم تم بناء منظمة المنمطين
كان الخبراء من المنمطين قادرين على تبديل تردد الساحة الخارجية للدهليز وكذلك الساحة
الداخلية للدهليز فالدهليز يحتوي على العديد من الترددات فمثلا لو سافر كل من هاشم
وصاحبه للدهليز على التردد 4 وسافر أحد جنود النظام على التردد 20 فكلاهما في نفس الوقت
وصلوا للساحة نفسها لكن أجسادهم لا تلتقي بسبب اختلاف التردد الذي يعطي كل تردد
بعد آخر أما الساحة الداخلية للدهليز فكان الأنتقال لها شيء مستحيل إذا لم تكن تعرف أرقام التردد
وكان المختصين بالمنظمة يغيرون أرقام التردد ثلاث مرات باليوم ولكي يعرف المنمطين بالخارج
أرقام التردد عليهم النظر إلى الذراع الكرستالية الضخمة التي كانت الأصابع الخمسة تتغير كلما
تتغير شفرة التردد ومن خلال تغير شكل الأصابع كانوا يستطيعون المنمطين معرفة الأرقام
التي ترمز لها الأصابع فالأمر أشبه بأحجية ..
قال نزار وهو يقترب من الذراع الضخمة : حسنا لقد ضبط التردد ..
قال هاشم بثقة : إنه 5 6 3 ....
التفت له نزار وقال : صه يا احمق ! لا يجب قول الشفرة حتى لو كنا لوحدنا !!
صمت هاشم وهو يسب بداخله ويلعن ثم اختفى الاثنان داخل بتقنية الأنتقال
لداخل الدهليز الذي يحتوي على مقر المنمطين ...
سارا بخطوات مستعجلة نحو الغرفة الرئيسية لسيد المنمطين فأوقفهما الحارس وقال :
السيد في أجتماع خاص ..
قال هاشم: لدينا شيء نريد أن نخبره سيد المنمطين ...
قال الحارس : قلت لك يا هاشم أن السيد لديه أجتماع خاص ..
هنا فتح باب غرفة سيد المنمطين وخرج شخص وقال : ما هذه الضوضاء ...؟
قال هاشم: لو سمحت يا سامر نريد أن نقابل سيد المنمطين !
قال سامر : السيد لديه إجتماع و أنتم تثيروا إزعاج ...
قاطعه هاشم: الأمر عاجل يا سيد سامر ...
هنا دوى صوت عميق أرتعش له جميع من سمعه قائلا : دعهم يدخلوا يا سامر ...
دخل كل من هاشم و سامر و نزار برهبة
همس نزار : هل أنت سعيد أيها الغبي ! الآن أزعجت السيد فانا متأكد
أنه سوف يأكل قلوبنا مشوية لأنها ليست ذات أهمية لتزيد وحشيته !
تجاهل هاشم قول صاحبه وتوقفوا وهم يرمقون الحاضرين في الأجتماع
ثم نظروا للشخص الوحيد الذي كان يجلس على كرسي فخم وهو مغمض عينيه
الشخص الذي يلقب بسيد المنمطين ... المنمط الذي قتل أكثر من 1000 شخص والتهم قلوبهم
بدون رحمة ....
-----------------------------------------
في بحيرة الصمت قالت مايا وهي تلتفت حولها : لا يوجد أحد
هل تأخرنا ؟
قال المرشد وهو ينظر نحو الشمس التي غابت : يبدو كذلك ..
هنا أنطلق سهم يشق الهواء أستقر بجانب أقدام أبطالنا فنظر الجميع نحو صاحب السهم
الذي كان لشخص ذو شعر برتقالي حاد العينين ذو شارب مرتبط بذقن خفيف
مرتدي ملابس جلدية خضراء وبيده قوس خشبي مستعدا لالقاء سهم آخر
قال المرشد موران بعجل : أنت هو عنق الزجاجة ؟
صمت الرجل ذو القوس ثم قال بريب : من أنت ؟
قال المرشد موران : أنا هو الآمر !
أخفض الرجل قوسه وقد أدرك الموجودين أن هذه الألقاب خاصة يعرف رجال الثورة ومن
يناصرهم بأمرها ..
فقال الرجل ذو القوس : إسمي ماجد قناص من أجوريا ...
انا هو الرسول الذي ينتظركم .. ما الذي تريدونه ...؟
قال المرشد موران : أيها السيد .. يجب أن نقابل رجال الثورة
لدينا الكثير للمناقشة ..
قال ماجد : هل هذه عملية إخلاء ؟
قال جاسر : إخلاء ؟
رد عليه وليد بهدوء : مصطلح يطلق على الأشخاص الذين
كشف أمرهم ...
أكملت كيرا : الثوار يهتموا لرجالهم الذين كشف أمرهم
فيقوموا الثوار بسحب رجالهم وتوظيفهم في مهام أخرى ....
قال جاسر : لكن المرشد ونحن لسنا رجال الثورة ؟
قالت كيرا : المرشد وانا و مايا عملنا لصالح الثوار بشكل غير مباشر لهذا استحق المرشد لقب الآمر الذي هو أحد ألقاب
الثوار ....
هنا قال ماجد : لقد أمروني الثوار أن البي جميع احتياجات من يطلب المساعدة
ثم صمت كأنه يرسم شيء في خياله وقال : لكن الطريق إلى مركز الثوار طويل جدا
إستدار وهو يمشي بصمت كأنه إشارة للجميع أن يلحقه ..
وتبعه الآخرون بخطوات حائرة حول مصيرهم القادم ورحلتهم الغامضة ...
توقف المرشد موران بغتة وقال بقلق : ماذا عن البقية ؟
قال ماجد بحيرة : أي بقية ؟
قالت كيرا بسرعة : أصدقاء لنا أفترقنا عنهم لكي ينفذوا مهمة وبعد أن ينتهوا منها سوف
يلحقوا بنا ...
قال ماجد بحزم : إذن لا توجد ضمانات على وقت وصولهم ...
فهموا إلى ماذا يرمي ماجد فقالت مايا : لا يمكن أن نتركهم خلفنا
قال بحزم أشد : بقاءنا هنا يزيد من احتمالية كشفنا للنظام ولا أنا لا أريد أن أخاطر أكثر
بالبقاء هنا لهذا أنا راحل الآن ...
قالت مايا : لن نتركهم خلفنا ....
قال المرشد موران بأسى : بعد كل هذا العناء لنجد **** الثوار .... ثم تضيع الفرصة منا ؟
قال جاسر بلهجة غامضة : لدي خطة ...
التفت له الجميع فأكمل جاسر : لنترك علامة تدل رفقائنا إلى وجهتنا لكي يلحقوا بنا ..
قال ماجد بصرامة : لا يمكن ذلك ! لا نستطيع تعريض مكان الثوار من خلال علامة مثل ذلك
قال جاسر وهو يبتسم بثقة : لا تقلق العلامة التي سوف اتركها خلفي لن يفهما إلا أسامة وحده فقط
ثم سرد خطته وكانت عجيبة للغاية ....
----------------------------------
كان الجميع ينظر لسيد المنمين الذي فتح عينيه لتشع بضوء أحمر ويقال أن هذه الخاصية قد
كسبها بعدما قتل وأكل 1000 قلب حولت الوحشية عينيه إلى أشبه بالزمرد المشع ..
قال سيد المنمطين الذي كان أسمه خازن : ماذا لدينا هنا ؟
قال سامر بخوف : هذين الشخصين أرادا مقابلتك يا سيدي
التفت خازن نحو هاشم و نزار فأرتجف الأخير وقال : سيدي إن هاشم يريد
أن يخبرك بشيء جلل !
صرخ خازن بغضب : كل واحد فيكم يرمي الموضوع على الآخر ! فلتتحدثوا !
قال هاشم بسرعة وأحترام يشوبه رهبة : سيدي لقد جئت لك لكي أخبرك عن أشخاص
قابلتهم أثناء رحلتي في غابات الخيزران وكانوا مجموعة من الشبان .....
وراح هاشم يسرد قصته كاملة ...
بعد أن أنتهى المنمط من سرد حكايته مد سيد المنمطين خازن يده اليمنى فهرول منمط في
القاعة يحمل كأس ليعطي سيد المنمطين خازن الكأس فدفع خازن محتوى الكأس في فمه
كله دفعة واحدة وتساقطت بعض قطرات السائل الذي في الكأس وكانت عبارة عن قطرات حمراء
داكنة كالدم .... بل كانت الدم نفسه ...
قال خازن : حظ , قدر , فال , مصير , .......
هل تصدقوا هذا الاجتماع كان بسبب إشاعات سمعنها عن أشخاص كانوا في ( ماندا العريقة )
هجم عليهم النظام وأسر فتاة منهم واليوم إعدامها لكن لحد الآن جاسوسنا لم يخبرنا
بنتيجة الإعدام ...والأدهى من ذلك سمعنا إشاعات أن هؤلاء الأشخاص يملكون المهارات المنسية .
بدون أي سابق إنذار وقف خازن وبصق على الأرض وقال بثورة عارمة : مهارات منسية !
يالهراء ! لا يمكن أن تبقى هذه المهارات موجودة ! النظام أحكم سيطرته على الأجيال حتى نحن
المنمطين بدأنا نفقد مهارتنا تدريجيا بسبب إنعدام المعارك والحروب .. لم يتبقى لنا سوى الاغتيالات
وهذا لا يكفي لكي نثبت مهارتنا .. والآن تريدوا أن تخبروني أن حفنة من الأولاد يمتلكوا مهارات ؟
لم يبقى في العالم مدربين و مرشدين أكفاء لكي ينقلوا هذه المهارات للأجيال التالية !
إذن هذه المهارات ليست سوى إلا خرافة !
قال هاشم بخوف شديد : نعم !
قال خازن : إذن سوف تمحي لي مصدر الخرافة والإشاعة مع صاحبك هذا !
تمتم نزار بخوف أعظم : أجل سوف نقتل الأولاد ونمحي أي إشاعات أخرى تضايق
سيدنا ....
رجع الهدوء لصوت خازن وجلس على كرسيه وقال : عظيم ! هيا اذهبا الآن ولا أريد أن أراكما
إلا بعد تنفيذ المهمة ...
خرج كل من هاشم و نزار من القاعة غير مصدقين إنهما خرجا أحياء بعد ثورة غضب
سيد المنمطين المشهور بها ... كانت ثورته مرعبة ..جدا ...
----------------------------
( مكان طيور قيمس )
قال ريان بحنق : ما هذه السخافة
وهو ينزع منديل أحمر ذو نقوش غريبة من فوق صخرة في بحيرة الصمت
فنظر أسامة للمنديل الذي كتب عليه العبارة السابقة وأخذ يفكر .. مكان طيور قيمس ؟؟
وفجأة لمحت الفكرة في رأس أسامة الذي قال : أين تقع بلوتار ؟
قال كيجن بحيرة : في الجنوب في دولة أرمادا شمال أوروك !
قال أسامة بسعادة : هذا هو المكان الذي يريدونا أن نذهب له ! أراهن أن هذا عمل جاسر !
قال ريان بحيرة : لم أفهم !
قال كيجن بسخرية : ليس المهم أن تفهم
قهقهت روز مما أغاض ريان الذي قال بغضب : ماذا تقصد !
قاطعهما الذئب فنرير بعواء ثم قال : الوقت متأخر ووجودنا هنا في الظلام خطر علينا ..
قال أسامة : هل أحد يعرف طريق سريع لنصل إلى بلوتار ؟
قالت روز : حتى لو كانت لدينا وسيلة أنتقال فهذا يعتبر خطر بسبب أن النظام يتعقب
الانتقالات ويشوش عليها ....
قال كيجن : لو سافرنا سير على الأقدام لربما نستغرق شهور للوصول هناك هذا في حالة وصلنا
سالمين من النظام
قال ريان بسخرية : و أنت الذي تعرف كل شيء ! يبدو أن لست الا جاهل إذا لم تكن تعرف
وسيلة للوصول هناك بسرعة ..
قال كيجن بحنق : وهل تعرف أنت ؟
قهقه ريان بشماتة : أجل ! ولكن لن أخبرك !
قال أسامة : لا وقت لدينا لمثل هذه الأمور فلتخبرنا بما لديك .. يا ريان ...
قال ريان ببطء وهو يتمتع بكل حرف يقوله : طوروس ...
قالت روز : أرض الحطابين ... كانت لديهم وسيلة قديمة للسفر حول العالم من أجل
الذهاب للغابات البعيدة لجلب أنواع معينة من الخشب لكن وسيلتهم الأثرية أختفت !
قال ريان : زوجة الغبـي تعلم هذا لكن يبدو أن زوجك قد نقل مرض الغباء لك ..
بلع كيجن الإهانة لكي يكمل ريان كلامه فأضاف ريان : قال لي معلمي وليد
أن الحطابين استخدموا هذه الوسيلة في الحرب الكبرى من أجل نقل الجنود لأرض المعركة
بعد أن سيطر النظام على العالم أخفوا هذه الوسيلة تحت تمثال أحد الأبطال في طوروس
قال أسامة بعزم : إذن علينا الذهاب لهناك لأستخدام تلك الوسيلة !
قال كيجن بشك : لست متأكد إننا سوف نجد شيء هناك خصوصا أن المعلومة من هذا الأحمــق
نظر كيجن بتحدي نحو ريان الذي بادله نفس النظرة
فقالت روز بسرعة لكي لا ينشب شجار آخر : هيا لنذهب قبل أن يطبق علينا النظام في
هذا المكان ..
ساروا ابطالنا وهم يأملوا أن يجدوا وسيلتهم التي سوف تنقلهم إلى أصدقائهم حيث الثوار ..
-------------------------------
في مكان مظلم به نوافذ طولية جلست إمرأة ترتدي معطف بنفسجي اللون به قبعة
تغطي معظم وجهها وراحت تضرب بأناملها أوتار الآلة موسيقية وراحت تردد بصوت
عذب : سماء مظلمة وأرض مهدمة ... دلني على الطريق يا مرشد
ذلك الطريق الذي ينتهي بنور يحدد لي مصيري ومصيرك ... ذلك الطريق
الذي زينته خمس عشرة شمسا وكوكب أسود ...
الشموس تذوب والكوكب يفنى ...
الشك يشوب والأجل يدنى ...
آآآه .... آآآآه .... على أجل لا ينتهي لا بنهايتي .... و نهايتك ....
آآآه .....آآآه .... على مصير لا يبدأ إلا ببدايتي .... وبدايتك ...
أيها المرشد ... ارتوي من نهري ونبت كشجرة الحياة ....
دخل الرجل الضخم بشكل فض الغرفة مما جعل المرأة تجفل وتنظر له بمقت
فقال الرجل الضخم بسخرية : تعزفين على الآلام الماضي مجددا ؟
نظرت له المرأة بمقت ثم عادت تعزف على الآلتها الموسيقية وتشدو بصوتها العذب :
الماضي التعيس ... لم يزدني إلا ألم
والمستقبل البعيد يزيدني شجن ...
يعزف على قلبي بقسوة أسوأ نغم ..
قاطعها الضخم وقال : لا وقت لمثل هذا الآن .. صديقنا رصد عملية إنتقال ...
قالت المرأة بجدية : أين نهاية الأنتقال ؟
قال الضخم الفولاذي : مقبرة إقسيميا !
نهضت المرأة وقالت : مكان غريب لكنه مناسب لصديقنا ( الساحر الظلامي ) لكي يمارس
هوايته ...
قال الضخم الفولاذي بسخرية : أجل , ذلك الرجل يحب يلهوا بقوة الظلام وأظن أنه لم يلهوا
منذ زمن ...
وأطلق قهقهة شريرة تدل على أنها تخفي شر لا نهاية له ...
لمعت أضواء كمذنبات في السماء وأخذت تدور حول نفسها لمدة قصيرة ثم نزلت على الارض بكل هدوء
ونعومة تلاشت الأضواء ليظهر عدة أشخاص وقفوا يلتفتوا حولهم
فقال أحدهم وقد كان جاسر : هذا المكان ...
قال ماجد : نعم إنها مقبرة إقسيميا ..
تمتم وليد : كان انتقال سريع و سلس ..
نظرت له مايا بطرف عينها وقالت : يذكرني بأخر إنتقال أنتقلناه لماندا العريقة..
قال وليد بحنق : لم تكن لدي رمال ضوئية كافية على عكس
هذا القناص !
قال المرشد موران بحيرة : لكن هذا المكان ... هل الثوار هنا ؟
قال ماجد بأقتطاب : كلا ...
قالت كيرا : إذن ما مغزى وجودنا هنا ؟
أستنشق ماجد الهواء الذي حوله بعمق
ثم قال : السفر عن طريق تقنية الأنتقال محفوفة بالمخاطر , فالنظام يستطيع تعقب
وجهة سفرنا وهم على الأرجح قد فعلوا ...
لهذا لسلامة مركز الثوار حطينا في هذا المكان وسوف نذهب لمقر الثوار سير على الأقدام .
سار ماجد دون أن ينطق كلمة أخرى ولحقه الجميع
لكن فجأة قالت كيرا : إنظروا هناك ..
كانت كيرا تشير بأصبعها نحو برج معدني نحيف
لكنه مرتفع إرتفاع شاهق ...
قال المرشد موران بقلق : هل يمكن أن يكون هذا ...
ودن أن يكمل جملته ظهرت غمامة بنفسجية اللون فوق البرج وتشكلت على شكل وجه
ضخم مخيف فقال الوجه بصوت مخيف أكثر من وجهه : اخيرا أرتكبتم خطأ لكي نعثر عليكم ..
قال جاسر : من أنت !
رد عليه المرشد موران : انه الساحر الظلامي
للنظام ....
قال الوجه : ممتاز أيها المرشد .. أختياركم للمكان ممتاز أيضا أحسنتم الاختيار !
قالت مايا : لما ؟
قهقه الوجه ثم خف لونه البنفسجي وانطلقت غمائم بنفسجية غامقة حاول المكان
ثم بدأت الأرض تهتز تحت أقدام الأبطال لتخرج مجموعة من الوحوش العظمية
مع جثث خضراء و صفراء و قفت الهياكل على اقدامها وبأيديهم أسلحة متنوعة
اما الجثث فكانت أيديهم تنتهي بمخالب بشعة الشكل
فقال الوجه بشماتة : لان في هذه المقبرة سوف تدفن جثثكم هنا !
وهجمت الوحوش الأموات الأحياء على أبطالنا ... هجمة مميتة .....
--------------------------------------------------
وصل كل من أسامة و كيجن و ريان و روز إلى طوروس ولمحو ذاك المبنى الضخم
المهترئ الذي كان في يوم من الأيام مركز الحطابين حول العالم
اقتربوا من البوابة الضخمة فقال ريان بحذر : الضريح بالداخل لكن أرجو الا تكون هناك مفاجآت
دخلوا البوابة بحذر وشاهدوا تمثال ضخم لرجل يمسك فأس وبالقرب منه شجرة ضخمة صخرية
قال كيجن : هل هذا التمثال هو المنشود ؟
قال ريان : يبدو ذلك ..
اقتربوا من التمثال وراحوا يحثوا حوله فقالت روز :
لا شيء غير عادي ...
أخذ الذئب فنرير يشم التمثال ثم قال :
هنا يوجد شيء في الركن الأيمن للشجرة ...
اقتربوا من الركن الأيمن ليشاهدو مربع كبير به أحرف الأبجدية فوقها عبارة منقوشة على
الصخر تقول ( الماء و التربة ...... )
لمس أسامة الحروف الأبجدية فوجدها تتحرك من مكانها
وفي أسفلها خط مجوف بشكل عرضي ..
قال أسامة : يبدو إننا نضع الحروف هنا لنشكل كلمة
ما ..
قال كيجن : الماء والتربة ؟
ابتسم ريان بثقة وقال : سهل جدا إنها المواد الأربع
في علم الخيمياء .... الماء والتراب والنار والهواء ...
كانوا يعتقدوا إنها المواد الأربعة المكونة لجميع الأشياء ...
قال أسامة : ربما ..
ثم التقط المربعات التي تكون الكلمتين لكن كانت توجد مشكلة فالكلمتان تحتوي على
أحرف مشتركة تمنع من تشكيل الكلمتان مع بعض
توضيح * ( النار والهواء .... يشتركان بحرف الألف ويوجد فقط حرف ألف واحد في المربعات)
توضيح ** ( لو كانت بالانجليزي wind &fire هواء ونار يشتركان بحرف الـ i وهو واحد أيضا )
صمت الجميع فقال كيجن بحنق : و أنا الذي صدقت
أنك تجاوزت غبائك !
التفت له ريان بغضب وقال : إذا أتحفنا برأيك !
قالت روز فجأة : الشمس ! فلتجرب الشمس !
نظروا لها بتسأل فقالت بخجل : الماء والتربة والشمس ضروريان لتنبت الشجرة
بما أن الأحجية مكتوبة على شجرة ....
وضع أسامة الأحرف الأبجدية ليكون كلمة الشمس
فاهتزت الشجرة الضخمة لتتحرك من مكانها فقال كيجن
بسعادة : نجحنا !
ظهر أسفل الشجرة صندوق خشبي ضخم يكفي لعشرة أشخاص أن يدخلوا بداخله
ومكتوب عليه عبارة ( لن ننسى زملائنا الذين استشهدوا في الحرب )
دخل أبطالنا الصندوق الخشبي وكانت به أذرعة معدنية في وسط الصندوق
و على الجدار كانت توجد خريطة العالم .
نظر ريان للأذرعة وقال : توجد هنا شاشة زجاجية
بها خانتين مكتوب فوق الأولى خطوط الطول والثانية خطوط العرض ..
قال كيجن : إنها لتحديد المكان الذي نريد الذهاب له
نظرت روز لخريطة العالم وقالت : بلوتار عند خط طول
30 و خط عرض 12 ...
راح ريان يضع في الشاشتين الأرقام المطلوبة
ثم أقترب من ذراع معدنية حمراء مكتوب على مقبضها ( أنطلق ) قال للجميع
: مستعدون ...
أشار الحاضرين برؤوسهم على الموافقة فسحب الذراع
لم يحدث شيء لثواني ثم أنتفض الصندوق الخشبي ليهتز بعنف وبدأ بالارتفاع لينطلق بسرعة
جنونية نحو سقف المبنى وسط صراخ من كانوا في داخل الصندوق لكن الصندوق عبر من خلال
فتحة في السقف وأنطلق بسرعة متزايدة في السماء
فأطلق ريان صيحة أنتصار وهو يراقب من فتحة صغيرة
في الصندوق العالم الذي بدأ صغيرا في هذا الأرتفاع ..
وكان الصندوق ينطلق عابر العالم بسرعة كبيرة نحو هدفهم بلوتار ....
------------------------------------------------------
كانوا جيش الأموات يهجموا بضراوة على أبطالنا فكانت كيرا تدور حول نفسها تضرب بصولجانها كل ما يدنوا حولها متزودة بسرعة الأدهم
المرافق الذي في جيبها أما المرشد كان يضرب بقبضته العارية جماجم العدو مهشما إياها
وذلك السيف الامع في الظلام هو بالتأكيد لـ مايا التي تضرب
جثث الأموات برشاقة ودقة كان القناص يتفنن برمي سهامه الحاسمة ليحصد أجساد خصومه
بالقرب منهم أشتعل اللهب في جسد الأعداء بسبب الكرات النارية التي يطلقها
جاسر بشكل مكثف
قفز وليد متجنب رماح عدة هياكل عظمية
ثم قال وهو في الهواء : هبوط الصخرة الكبيرة !
وانطلقت قطعة كبيرة من الأرض وارتفعت لتسقط على الهياكل العظمية وتسحقها
فسقط وليد على ساقيه بخفة
ليظهر خله زومبي بمخالبه البشعة يسددها نحو عنقه
جفل وليد لكنه بسرعة تجنب مخلب الزومبي
في الثانية الأخيرة وقال : ترس النار !
لتتشكل هالة نارية حول وليد مما جعل مخلب الزومبي
يذوب محترقا وانتقل اللهب لجسمه كامل فذاب الزومبي مطلقا صرخات بشعة
قال وليد في نفسه : كم أفتقد وجود ريان أنه الشخص الذي يستطيع حماية ظهري و أنا مطمئن
هنا انفجرت مجموعة من الجثث بشكل عنيف لدى اقترابهم من القناص ماجد بفعل أفخاخه المنتشرة حوله
قال الساحر الظلامي من خلال الوجه البنفسجي البشع فوق البرج المعدني الشاهق :
جميل جدا ! أنكم تستخدموا مهارات عالية جدا بالنسبة لأشخاص مثلكم ..
لكن القتال الحقيقي لم يبدأ بعد ...
لمعت الأرض مجددا بلون بنفسجي ليخرج جيش ضخم من الأموات ثم برزت جثة
لمقاتل يرتدي درع أحمر وكذلك كان لون الشعر أحمر أيضا أما لون البشرة فكان
مائل إلى الأسود ...
فقال المرشد موران بدهشة : هذا المقاتل إنه ..
قال الوجه البنفسجي : نعم ! أنه المقاتل هالو !
قالت كيرا : المقاتل هالو ؟ هل تعرفه أيها المرشد ؟
قال المرشد موران بحزن : المقاتل هالو كان أحد أعمدة
المقاتلين ضد العرافة وشارك في الحرب العظمى وكانت أمنيته أن يدفن في هذه المقبرة
حيث عاش لفترة طويلة من حياته و أوكل العديد من المهمات للشبان المغامرين في ذلك الوقت
ثم قال موران بغضب موجها كلامه للوجه :
الا تشعر بالعار للتلاعب بجثث أبطال مثل هذا ؟
قهقه الوجه وقال : عار ؟ قوة الظلام التي أملكها تمكني من عمل أكبر من هذا !
هل يجب أن أخجل من قوتي ؟
ظهر فأسين معدنين في قبضتي المقاتل هالو الذي أنقض بقوة نحو المرشد
موران فقالت مايا :
احذر !
تأهب المرشد لكي يصد الضربة بيده العارية لكن كرة نارية تجاوزته وضربة صدر المقاتل هالو
لترميه مترا كاملا للخلف , ظهر جاسر وبعينه نظرة تحدي
فقال الوجه : ساحر ظلامي ؟
ثم قال في نفسه : وجهه مألوف لدي ... أين رأيته من قبل ؟
قال جاسر : أيها المرشد أكمل عملك على الجثث التي حولنا ودع هذا المقاتل لي ..
نهض المقاتل هالو وانقض على جاسر الذي تجنب ضربته برشاقة وقال : كابو ......
لكن هالو استدار بسرعة وضرب بفأسه كتف جاسر
الذي أطلق صرخة ألم لكنه أكمل تقنيته وقال : كابوس
توقف المقاتل هالو عن الحركة فسدد جاسر
كرة نارية نحو المقاتل الذي أشتعل لكنه تحرك على الرغم من اللهب الذي يغطيه
فقال الوجه البغيض : هاهاهاها أنه ميت لا يشعر بألم !
هجم مجموعة من الجثث على ابطالنا وطوقوهم فانحنى وليد وقال : الثوران البركاني ..
لتخرج حمم من الارض تحرق أجساد العدو لكنهم لم يتوقفوا بل ظهروا مجموعة أكبر من الأعداء
يسيروا خلفهم ..
قالت مايا وهي تقطع رأس أحد الجثث : إنهم لا ينفكوا
عن الهجوم علينا !
قالت كيرا وهي تحطم ثلاث أجساد بصولجانها :
لقد قتلت مايقارب 24 جثة لكنهم في تزايد مستمر !
قال وليد : لن يتوقفوا إلا بقتلنا ... أو أن ..
ثم نظر بغتة للبرج وقال : أو نقفل مصدر طاقتهم ...
ثم قال : أيها القناص لتضرب تلك الجوهرة في أعلى البرج !
كان القناص ماجد قد أتم مهارة قفص الفولاذ
وأطلق وابل من السهام ضرب أجساد الأعداء بشكل واسع ..
ثم سدد قوسه نحو البرج ونظر للجوهرة أعلاه بعين واحدة وأطلق سهمه
قفز المقاتل هالو قفزة عالية وأستقر السهم في صدره ونزل على الأرض بعنف
فضحك الوجه وقال : محاولة جيدة لكني أحمي وجود قوتي بنفسي ...
كان التعب قد أنهك أبطالنا و الجثث يقتربوا أكثر وأكثر
قالت كيرا : حاول مجددا أيها القناص ..
قال القناص : لا أملك طاقة كفاية ...
هنا قال وليد : مطر السموم !
فتساقطت قطرات حمضية تكوي جثث الأعداء لكنها كانت تداوي أبطالنا
فقال وليد والأعداء أقتربوا بشكل مخيف منه : إنها الفرصة الأخيرة ....
شهر القناص قوسه ورفع سهمه وقال في نفسه :هذه الضربة تستهلك كل مالدي من طاقة
ثم صاح : السهم الثاقب !
وأطلق سهمه وقفز المقاتل هالو مرة أخرى وتصدى للسهم لكن قوة الضربة دفعته بقوة
نحو الوجه الذي تغيرت ملامحه وقال بفزع : كلا !!!!
وضرب السهم حاملا جثة المقاتل هالو الجوهرة الامعة التي تدمرت بعنف ..
وفجأة سقط كل الهياكل والجثث مخلفة صمت مخيف ورهيب ....
-------------------------------------
كان الصندوق يحلق بسرعة كبيرة فقال كيجن بقلق :
انظروا ....
نظر الجميع من الفتحة الصغيرة ليشاهدوا مدينة ضخمة في وسطها قلعة كبيرة
فقال ريان برهبة : أبيدوس ...
قال أسامة : أبيدوس ؟
ردت عليه روز بلهجة قلقة : عاصمة النظام ...
هنا انطلقت كرة نارية زرقاء في الهواء بسرعة كبيرة منطلقة نحو الصندوق
فعوى الذئب وقال : خطر قادم لنا !
شاهد الجميع الكرة النارية التي تلحقهم بأصرار فقال ريان
بخوف : الا توجد طريقة لتجنبها ؟
نظر كيجن حوله وقال : لا نستطيع التحكم بهذا الصندوق !
أنه يسير في اتجاه محدد ...
انفجرت الكرة النارية الزرقاء بالقرب من الصندوق مما خلف ضرر فيه لكنه واصل الطيران
لكن بشكل متعرج وعشوائي ... فأيقن الأبطال أن صندوقهم سوف يهوي لا محالة ...
وبعنف هذه المرة .....
يتبع ...
الحلقة السادسة
طار الصندوق الخشبي الضخم بالهواء بسرعة جنونية والنيران المشتعلة به قد أختفت بسبب السرعة الخارقة
لكن الصندوق الخشبي كان يتمايل يمينا ويسارا مما جعل أبطالنا يتدحرجون داخل الصندوق بعنف !
قال كيجن بألم : سوف نقتل بهذا الشكل !
تشبث كيجن بأحد الأذرعة المعدنية وحاول أن ينظر
من خلال الفتحة الصغيرة في الصندوق ونجح بعد عدة محاولات فقال بفزع :يا إلهي !
نظر له الجميع بنظرة متسائلة رغم تدحرجهم العنيف فأكمل كيجن :لقد وصلنا لأرض أجوريا بسرعة شديدة ونحن الآن نتجه نحو أرض أرمادا لكن لا يبدو مسارا إننا سوف
نصل لبلوتار !
قال أسامة بقلق :لماذا ؟
أجابه كيجن بلهجة تقطر فزعا :الصندوق
انخفض ارتفاعه بشكل مخيف يبدو إننا نهوى !
صمت الجميع بخوف وتصاعدت تأوهاتهم كلما أرتطموا بجدران الصندوق
فقال ريان : مع سرعة مثل هذه لا يمكننا النجاة أثناء ارتطام
الصندوق بالأرض !
دخل الصندوق أرمادا متجها نحو أوروك و تغيرت أهتزازة الصندوق بدل من يمين ويسار إلى أعلى و أسفل
والأدخنة المتصاعدة جلبت اهتمام سكان أوروك وهم يلمحوا جسما طائرا يقترب من مدينتهم وصوت يصدر منه بشكل غريب
قال أسامة وهو ينظر نحو المنازل الصخرية في أوروك :
أملنا الوحيد هو الهبوط فوق تلك المنازل قبل الارتطام بالأرض !
قالت روز بخوف :على الرغم من أن الأرتفاع ليس بعيدا جدا
عن المنازل لكن مع هذه السرعة ....
قال ريان :ليس لدينا أي خيار ...
نظر أسامة إلى ذئبه وأخذ يركز
فعوى الذئب فنرير قائلا في نفس الوقت مع صاحبه :
الوحدة ( الذئب )
كانت وحدة الذئب هي علاقة فكرية جسدية تمكن السيد والمرافق من تقوية مهارات معينة مثل ما تفعل
كيرا عندما تضع بطاقة المرافق في حزامها ...
نظر أسامة نحو أصدقائه بصمت فنظروا له مشجعين
فقال : هيا لنقفز
ثم قفز أسامة مع ذئبه بخفة فوق أسطح أحد المنازل فتدحرج على الأرض دحرجة خفيفة ثم قفز برشاقة شديدة
ليستقر على رجليه أما ذئبه فنرير فكانت مخالبه
لها دور كبير في تثبيته على سطح المنزل دون دحرجة ..
أمسك كيجن فجأة بيد روز و قفز بها وهو يقول : أغمضي عينيك !
أغمضت روز عينيها وشعرت أن قلبها هوى من أرتفاع شاهق
ثم شعرت بدحرجة عنيفة لكن كانت غريبة كأنها تتدحرج على كتلة لحم .. سمعت صوت زوجها الذي قال بألم :
افتحي عينيك الآن ..
فتحت روز عينيها لتجد زوجها مستلقي بجانبها وجسده مغطى
بالكدمات والجروح فقالت بجزع : كيجن !
أبتسم بألم فأدركت روز أن زوجها كيجن قد احتواها بجسده في الهواء وتدحرج
بجسده وهو يمسكها بذراعيه لكي يحميها من الضرر متحملا كل الألم بنفسه ..
قامت بتنفيذ الأسعاف السريع على زوجها الذي التفت يراقب الصندوق الخشبي بقلق سائلا نفسه : هل فعلها
ريان وقفز ؟
كان ريان ينظر للمدينة برهبة و خوف قائلا في نفسه :
من كل المواقف التي واجهتها ها أنا أعجز عن القفز بهذه السرعة ...
كان الصندوق ينطلق بسرعة وينخفض بسرعة أشد لكن حدث فجأة أن أرتفع الصندوق كأنه ينطلق نحو السماء
وفرصة ريان بالقفز كانت تتبدد تدريجيا
شاهد ريان مبنى به ما يشبه المنارة تنتهي في قمتها
نافذة ملونة بزخارف جميلة زرقاء فعرف ريان إنها
فرصته الأخيرة وعندما أقترب الصندوق نحو المنارة قفز ريان
مطلقا صرخة حملت كل توتره وخوفه وضرب جسده الزجاج الذي تحطم بسبب قوة الاندفاعة وتدحرج ريان داخل المنارة بعنف وسرعة وبدأ جسده بضرب الأثاث
الموجود الذي تحطم أيضا بشكل عنيف و ريان يصرخ بألم
ثم أستقر جسده عندما ضرب في عمود خشبي مزود بدعامة معدنية , شعر ريان حينها أن روحه قد خرجت في تلك الصدمة أو على الأقل تحطمت ...
فتح ريان عينيه بألم شديد والغبار أنتشر في المكان
فبتسم ريان وقال بتعب وهو ينظر إلى المكان المحطم :
كم عظمة من جسمك تحطمت لكي تخرب المكان هكذا ؟
سمع صوت إنفجار مكتوم فنهض بصعوبة وشعر بألم شديد في ركبته ومرفقه وظهره وأخذ يعرج وشاهد من خلال الزجاج
المتحطم الصندوق الذي تفجر في الهواء وسقطت بقاياه على المدينة المفزوعة
فنظر حوله و تمتم :علي الخروج من هنا والعثور على الجميع ...!
دوى صوت مكتوم أسفل قدميه فتراجع بصعوبة وبعد ثواني معدودة انزاحت قطعة خشبية وظهر من الفتحة رجل ينظر له
بنظرات مندهشة ... وحذرة ..
عند جسر الرماد كان ماجد يمشي بخطى سريعة على الرغم من التعب الذي يشعر به وراح بقية المجموعة تلحقه
و تحاول أن تجاري سرعة خطواته فقالت مايا بحنق :
منذ فترة بسيطة خضنا قتال مهلك و الآن أنت تهرول ...
قال ماجد : علينا أن نسرع قبل أن يتوصل النظام لطريقة لأعاقتنا ...
قال جاسر وهو يلتقط أنفاسه : لكن إمكانية النظام
لا حدود لها .. لربما كانوا يراقبونا الآن ..
قال ماجد : أعلم ذلك لكن لدينا الوسيلة لتشتيت متابعتهم ,ما أن نقترب من مقر الثوار ...
ثم قطع كلمته و أبتسم بغموض وقال :عندما تشاهدوا ذلك سوف تعرفوا ما أقصد
صمت الجميع بترقب وحثوا نفسهم على السير أسرع ثم اتجهوا يمين بعد تجاوز الجسر لمسافة وقف ماجد و تلفت حوله
وقال بثقة : هنا .
قال موران بحيرة :نحن بالقرب من باب القمر الأول لكن هل مقر الثوار في هذه المساحة المفتوحة ؟
قال ماجد وهو يخرج كرستالة غريبة الشكل من حقيبته الخلفية قائلا :في الماضي كانت توجد كرستالات خاصة
تفتح لك بوابات خفية كانت هناك سفينة عند جزيرة المبتدئين بها بوابات خفية تفتح بواسطة كرستالات مشحونة بقوة العرافة
مثل هذه الكريستالات ...
أخذ الجميع يحدق في الكريستالة اللامعة فأكمل حديثه : أثناء الحرب الكبرى جرت أبحاث حول هذه الكريستالات ومحاولة
فهم طريقة عملها و بعد الحرب الكبرى أكمل الثوار أبحاثهم و استطاعوا تصنيع كرستالات مشحونة بقوة ضوئية تمكن من فتح بوابات
خفية ...
ضغط على الكرستالة فلمعت ببريق خطف الأبصار للحظات قصيرة ثم ظهرت بوابة خضراء تلمع بضوء خافت معلقة في الهواء
ترتفع بمسافة نصف متر فقال ماجد بحزم : فلنتقدم ..
ودخل البوابة ولحقه الجميع وشعروا بنفس الشعور عند عملية الأنتقال , طاقة جميلة ناعمة تغطي جسدك ..
ظهروا في مكان تحيطه جدران صخرية بها نقوش جميلة للغاية فقال وليد بحيرة : هذا المكان إنه ... باب القمر .. الأول .
قالت كيرا باعجاب : ياللروعة المكان ..
قال المرشد موران : إنتقال مثل هذا الا يمكن أن يرصد
النظام تردد موجته ؟
أبتسم ماجد بثقة وقال :أن يرصدوا الموجة أمر وارد لكن هذه البوابة تظهر فقط عن تفعيل هذه الكرستالة
ثم أن باب القمر الأول قدم دمرت واجهته لهذا الدخول له من البوابة أمر صعب ...
لكن لنفترض أن النظام تمكن الدخول لهذا المكان هنا يبدأ عمل النظام الأمني الثاني .
قالت مايا بحذر : النظام الأمني الثاني ؟
أجاب ماجد وما زالت الثقة تظهر على وجهه : أنظروا
ضغط على الكرستالة فلمعت مجددا خاطفة أبصارهم لبرهة ثم ظهرت حولهم سبع بوابات ضوئية فظهرت الحيرة على وجوههم فقال ماجد : هذه البوابات السبع هي للتمويه بوابة واحدة فقط التي تقودنا
للطريق الصحيح أما البوابات الست البقية فتقودك لخارج الدهليز , والبوابة الصحيحة تتغير بشكل عشوائي فيمكن أن تكون
الآن هي التي أمامنا وربما التي على يميننا أو تلك التي في الزاوية .. إنها تتغير في كل مرة .
قال جاسر بتساؤل : وكيف تعرف البوابة الصحيحة في كل مرة ؟
قال ماجد باقتضاب : لا أعرف ..
ظهرت الدهشة على وجوههم فقال وليد : مالذي تقصده ؟
قال ماجد وهو يشير لبوابة تقع على يمينه : تلك البوابة هي البوابة الصحيحة ..لاحظوا الفرق بين البوابات .
حدق الجميع في البوابة المنشودة فلاحظوا إنها تتلألأ بشكل متقطع بطيء فقال موران :مالذي يحدث لبوابة ؟
قال ماجد :الثوار يرقبونا من اللحظة التي دخلنا في الدهليز وعند فتح البوابة يقوموا الثوار من خلال أنابيب خاصة
تحمل مرايا بتسليط طاقة ضوئية على البوابة الصحيحة ..
تقدم نحو البوابة وقال : اتبعوني .
تبعوده وعبروا البوابة ليجدوا نفسهم في منطقة أخرى من مناطق الدهليز وظهرت سبع بوابات أخرى فقال ماجد :
هذا هو النظام الأمني الثالث , البوابات السبع تتكرر سبع مرات وتكون البوابة الصحيحة متغيرة بشكل عشوائي أيضا
لضمان أن لا أحد يعبر البوابات بمجرد الحظ فقط ..
تلألأت بوابة ضوئية فتقدم ماجد وتبعه الجميع في صمت ثم إلى بوابة أخرى حتى وصلوا إلى ساحة كبيرة مزينة بنقوش
مشابهة لنقوش الدهليز ونهاية الساحة يوجد باب ضخم ,قال ماجد بإرتياح :وصلنا أخيرا ..
التفت لهم وقال : أهلا بكم في مقر الثوار ...
ما أن أتم عبارته حتى فتح الباب الضخم محدثا صوت مزعج وظهرت من خلفه ظلال .. ظلال بشرية ..
وقف كيجن في زقاق مظلم يراقب حركة المارة في
الشارع العام التفت إلى زوجته وإلى أسامة الذي خبأ ذئبه
الوفي في بطاقة المرافق الخاصة به فقال كيجن
بقلق : هل نجى ذلك المعتوه ريان ؟
قالت روز بقلق شديد : كان آخر شخص قفز بيننا ..
أخشى ..
قال كيجن بحزم : سوف اذهب للبحث عنه
قال أسامة :لكن ..
أكمل كيجن وهو يخلع حزامه ويضع سيفيه أرضا :
أنا الوحيد هنا الذي من شعب أرمادا ,ملامحي لا تثير شك أحد
التفت كيجن نحو أسامة وقال :إبقى أنت هنا مع زوجتي روز إنها أمانة في عنقك .
ثم نظر له نظرة قاسية وقال :لكن أقسم إن حدث مكروه لها سوف أطاردك حتى لو ذهبت للجحيم !
قال أسامة :لن يحدث ذلك !
استدار نحو الطريق العام فقالت روز بقلق :
كيجن !
التفت كيجن بتساؤل
فأبتسمت روز محاولة أن تبدو متماسكة :كن حذر !
قال لها كيجن مطمئنا : نعم !
وقف في الطريق العام ولمح نظرات المارة تحدق فيه بنظرات غريبة فنظر لنفسه متسائلا : مالخطأ ؟
فأدرك إنها ملابسه الرثة التي تقطعت بشكل كبير بسبب التدحرج السابق فوق سقف المنزل الصخري
فتوارى عن الأنظار و أستخدم تقنية الأختفاء وصار يمشي على جانب الطريق العام بهدوء متجنبا المارة
باحثا عن صاحبه الفولاذي لكنه شعر بحركة مريبة خلفه كانت لثلاثة رجال أوسطهم يبدو أكبرهم سنا
كأنه في الـ 50 من عمره لكنه تجاهلهم كأنه ليس موجود لكن حركتهم خلفه كانت تبين أن لاحظوا وجوده
قال في نفسه وهو يندس في زقاق جانبي بسرعة وقال : كيف فعلوا ذلك !
انطلق بسرعة يعدو وقد تخلى عن تخفيه عندما لحقه الرجال الثلاثة وقال أكبرهم سنا : أنتظر !
لكن كيجن لم يعره اهتمام وانطلق
يعدو بسرعة كبيرة لحقه الرجال الثلاثة قال الرجل الذي في الوسط : أسرعا يا فواز و ابراهيم
قال كل من ابراهيم و فواز وهما يزيدان سرعتهما :
نعم سيدي
عزت
,وكانت المفاجئة من نصيب كيجن عندما شاهد نهاية الزقاق المغلقة !
التفت كيجن نحو الرجال الثلاثة وهو يتذكر سيفيه
الذين تركهما عند أسامة فتمتم قائلا : يبدو أن الموضوع أصبح
معقد ..
أقترب منه الرجال الثلاثة أكثر ... و أكثر ...
في منطقة بعيدة عن أوروك كانت تلك القلعة المهيبة التي تطل على أروع مدينة في العالم ... أبيدوس ...
جلس الـست أعضاء للنظام حول طاولتهم الكبيرة فقال الضخم الفولاذي :هل تيقنتم من قوتهم أخيرا ؟
قال الساحر الظلامي :قواهم خطيرة لقد تم تصنيفها ..
أكمل المخلب :استحقت قواهم الرتبة أ صمت جميع من في القاعة فقال أحدهم بصوت عميق :منذ أن تم إنشاء هذا النظام بواسطتنا استطعنا أن نحكم العالم بقدراتنا
نحن المخلب ,الفولاذي ,سيد الظلام,الحكيمة ,الساحر الظلامي ,المغوار ...مع القوة العظيمة التي اكتسبناها
لم نواجه أي خطر من الفئة (أ)إلا عندما ظهر لنا الثوار ..
قال سيد الظلام بلهجته الساخرة :حتى المنمطين الحثالة لم يشكلوا خطر على طموحنا !
قال المغوار بغضب :لازلت غير مقتنع بقوة هؤلاء !
قالت الحكيمة بملل:هل تريد أن تجربهم أنت أيضا ؟
قال المغوار بغضب : لما لا ؟!
قال المخلب :إذا استخفيت بهم سوف ترجع مهزوما !
قال المغوار : لن أفعل !
تمتم الفولاذي :لقد سمعنا أنهم حصلوا على اداة النقل الأثيري ..
قال الساحر الظلامي بصوته العميق :النقل الأثيري هذا يذكرني بالماضي على كل حال ضربتهم بأحد أبراج السحر لدي
وحرقت صندوقهم الأثيري فسمعنا أخبار أنهم سقطوا في أوروك !
قال سيد الظلام بتهكم : ضربة في أبيدوس و السقوط في أوروك ! يبدو أن سحرك قد ضعف !
قال المخلب :لا تنكر بمعرفتك لسرعة الصندوق الأثيري أم أنك تحب فقط أن تسخر منا ؟
أبتسم سيد الظلام بسخرية وهم بتعليق ساخر لكن الفولاذي قاطعهم :ما الإجراءات المتخذة ؟
قال المغوار :أنا سوف اتولى الذين في أوروك !سوف أرسل قواتي الخاصة التي لا يمكن أن تفشل !
قالت الحكيمة : عال ! ماذا عن الذين اختفوا بالقرب من باب القمر ؟
قال المغوار :هذه المنطقة المريبة التي يختفوا الثوار بها رصدنا من قبل ذبذبة بوابة هناك لكن لم نرصد أي عملية
أنتقال فإذا كانت البوابة حقيقة فهذا يعني مشكلة قوية لأن البوابة ترسل موجات قصيرة فجأة كأنها خرجت من العدم
فيصبح تحديدها صعب بل أشبه بالمستحيل عكس عملية الانتقال التي ترسل موجات عالية يمكن رصدها بسهولة
قال المخلب :على كل حال سوف أرسل مخلوقاتي هناك لكي يتقصوا الأوضاع ..
قال المغوار بغضبه المعتاد : لن ادعهم يضحكوا كثيرا !
ثم ضرب بقبضته على الطاولة بقوة وكان يعني كل حرف نطقه ... كل حرف ... وكل نفسه أستخدمه في نطق كلماته
كلماته الغاضبة ... دوما ...
انفتح الباب الضخم في عمق دهليز باب القمر الأول على مصراعيه , ظهر رجلان قال أحدهم :
ماجد لقد عدت مع مجموعة من الشباب .
قال الرجل الآخر : الزعيم سوف يحب أن يسمع قصتك بالتأكيد ..
لم يظهر على ماجد أي انفعالات فتقدم بخطوات ثابتة لحقه
أبطالنا و رجلان البوابة وأغلق الباب الضخم خلفهما بصوته المزعج .
فقال المرشد موران بقلق :هل ما زلنا داخل الدهليز ؟
رد عليه ماجد بإقتضاب :نعم المدخل الوحيد لهذا العمق
من الدهليز هو عبر البوابة الضوئية التي دخلنا منها منذ لحظات والبوابة الضوئية أختفت ما أن خفتت الطاقة في الكرستالة ..
ساروا في ممر ضيق ثم فتح الممر على ساحة واسعة كبيرة , ظهر أمامهم عدة رجال كان يتوسطهم رجل على مايبدو
هو زعيمهم , وقف ماجد أمام الرجل باحترام و أحنى رأسه
وهو يقول : سيدي القائد ياسين...زعيم الثوار .
قال ياسين بعد أن تأمل الزائرين الجدد : يبدو أن ضيوفنا مهمين ايها القناص
رمق ماجد أبطالنا بنظرة خاطفة ثم استدار لزعيمه وقال :
لقد أتوا بناء على خطة الأخلاء الفورية ..
قال ياسين:لا أملك ادنى شك أن المرشد موران هو الذي أتصل بك من أجل الأخلاء ..
قال المرشد موران بإحترام : أجل سيدي ..
ثم نظر ياسين للزوار وقال :هذا الولد ... ساحر ظلامي ..
قال جاسر بدهشة : أجل سيدي ..
ثم قال ياسين كأنه لم يسمعه : هذه الفتاة ..ذات الشعر الأحمر
ذو تخصص فارس .. لكن ملامحها لا تبدو أنها من شعب أمانسيس ..
قالت مايا بلهجة رسمية :كلا سيدي أنا لست من أمانسيس لكني تربيت
على يد المرشد موران منذ الصغر على فنون شعب الأمانسيس
قال ياسين و هو يكمل كأنه لم يسمع أحد : تلك الفتاة الشقراء
إنها ذو تخصص مخلب ,يا ترى هل تستخدمي المرافقين مباشرة ؟
قالت كيرا :سوف يكون من الغباء أستخدام مرافق بشكل مباشر
في أماكن مفتوحة , لقد طورنا أساليب لكي نستفيد من قدرات المرافق دون تفعيله بشكل مباشر ..
قال ياسين و هو يسرح بعيدا : أجل من الغباء الشديد أستخدام
مرافق في العالم الخارجي ...
ثم أضاف :لكن لم أكن أعرف أن المخضرم وليد
ما زال حيا ..
قال وليد بدهشة : هل تعرفني ؟
قال ياسين بثقة : وليد صنديد , يبلغ من العمر 38 سنة كان يلقب بالـ ( المخلبxالأسود )ثم بعد الحرب الكبرى التي سميت
بالوميض اختفى دون أثر يلقب بالمخضرم لأنه ولد في زمن النهضة و أبصر الحرب الكبرى والآن يعيش في عهد السراب أو كما يلقب من بعض المؤرخين ( العذاب ),في عمرك هذا يكون المرء قد وصل إلى قمة هرم القوة
لأنه يجمع بين التجربة والشباب ..
قال وليد برهبة : يشرفني أن تكون هذه سمعتي عند
زعيم الثوار .
ابتسم ياسين الذي كان على الرغم من سنه الذي كان في منتصف الستين
ذو جسم قوي وعينيه التان أكتسبتا حدة الأيام وقساوة الألام ..
قال ياسين وهو ينظر للأشخاص بجانبه :لقد التقيتم مع القناص ماجد أحب أن أعرفكم بمساعدتي فيجي
برزت فيجي
أمامهم كانت امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها
قال فيجي
: أنا هنا المساعدة الأولى للزعيم ياسين
أصلي يرجع لشعب أرمادا تخصصي ( سيد البراري ) و مثلما زميلتكم ( المخلب ) تصنع حيل لكي تستفيد من قوة
المرافقين نحن أيضا طورنا اساليب أستمديناها من خصائص الشعوب الثلاثة ..
تكلم ياسين بعد أن تأكد أن مساعدته قد أنهت حديثها وقال :
أما هذا الرجل الصامت دائما فهو داران
لا يحب الحديث ..و إذا تحدث ...
ظهر الارتباك على وجه زعيم الثوار ياسين كأنه يعجز عن وصف ما يريد قوله فقال بسرعة : دعك من هذا يكفي أن تعرفوا أن تخصصه مغوار ..
رمقهم داران
بنظرات صامتة متفحصة ثم قال :اهلا وسهلا بكم ... اعتبروا المكان بيتكم .
تبادلوا الثوار نظرات ذات معنى دون التعليق , قال ياسين بأدب :
سوف أطلب منكم طلب فض لكن أتبعوني من فضلكم أن مضطر لذلك ..
تبعه جميع من كان في الساحة وساروا في ممرات مختلفة حتى وصلوا لقاعة كبيرة فيها العديد من الفزاعات الخشبية
ثم قال ياسين : أعلم أن طلبي فض لكن هل تروني أقوى مهاراتكم
على تلك الفزاعات الخشبية ...
نظروا أبطالنا لبعضهم البعض بغرابة ثم تقدموا بصمت نحو الفزاعات واخذ كل واحد فيهم يستخدم مهاراته الخاصة
فنظر ياسين برهبة مندهشة لهم
فقالت فيجي بحذر :مهاراتهم هذه .. أنهم فعلا يملكوا المهارات المنسية ..
قال ياسين وهو يخاطب القناص ماجد : حسن فعلت أيها القناص ,لقد جلبت لما ثروة لا تقدر بثمن ..
وكانت نظراته نحو أبطالنا نظرات شخص قد وقع فعلا على كنز ... كنز غامض وثمين ...
.
وقف كيجن يتأمل الثلاثة الرجال المحيطين به
في الزقاق المغلق ,قال الرجل الذي يدعى عزت:فل تهدأ أيها السفاح .
نظر له كيجن باستغراب فأكمل عزت: نحن نعرف من تكون أنك كيجن
هنا بهت كيجن أكثر هو يدرك أن الكثير يعرفوا
وجهه بسبب ماضيه الأسود لكن منذ أن ترك منظمة المنمطين غير أسمه الحقيقي و لاأحد يعرف أسمه البديل هذا ..
قال ابراهيم بسخرية : لا تكن مبهوت هكذا
صاحبك أخبرنا عنك ..
قال كيجن بحيرة حذرة : صاحبي ؟
تمتم فواز :ذلك الفولاذي الذي أسمه ريان ...
قال كيجن بشك :ريان
قال عزت: لا نستطيع التحدث طويلا هنا أين باقي رفاقك ؟
قال كيجن وهو يتحرك بحذر بينهم : اتبعوني .
في عش الثوار مثلما يطلقوا على مقرهم كان كل من الزعيم ياسين
و داران
و ماجد و فيجي
قد جلسوا في إحدى الساحات العديدة داخل المخبأ يحتسوا بعض الشاي فقالت فيجي
:لم أعتقد بتاتا أن هناك من أحتفظ
بالمهارات المنسية بهذا العدد والجودة ...
قال ياسين موافقا :نعم ! صحيح أنهم يحتاجون للكثير من التدريب
والتعلم لكن الخامة ... خامة مقاتلين ذو مهارات عالية ..
قال ماجد وهو ينظر في أحد جهات الساحة :لقد أتى بعضهم..
اقترب منهم وليد و كيرا فقال الأول :لو سمحتوا نريد أن نتحدث معكم ..
قال ياسين: توقيت مناسب نحن نريد التحدث معكم أيضا ..
قال وليد بأحترام :فل تبدأ إذن ..
نظر ياسين حوله ثم قال دون أن ينظر لهم و كأنه يراقب شيء بعيد :
أنت تعلم أن الثوار هم أشخاص يحاربوا النظام منذ سنوات عديدة ,حربنا هذه بدأت عندما بدأ النظام يتدخل في الحريات الشخصية للعالم الذي نتج عن ذلك فقدان عدد هائل من المحاربين ذو المهارات والخبرات كما تم اغتيال العديد من المدربين والمرشدين
ليس ذلك وحسب بل منعوا تعلم القتال والمتعلقات به وبهذا بدأت المهارات وفنون القتال تحتفي شيئا فشيئا عن العالم
حاولنا نحن الثوار أن نحافظ على المهارات لكن لم يكن الا القليل منا يملكوا تلك المهارات اما الباقي من الثوار فأنهم يملكوا
مهارات عادية مبدئية مثل مهارة حمل فأس ذو قبضتين , حمل سيفين احتراف الدرع ..
لكن المهارات التي تليها فإنها ... منسية ...
ثم نظر ياسين إلى الزائرين : لكن أنتم تملكوا تلك المهارات حتى المرشد
يملك تقنيات لا بأس بها من تقنيات أمانسيس لهذا بصفتي زعيم الثوار أطلب منكم الانضمام لنا نحن الثوار ..
صمت كل من وليد و كيرا ونظروا إلى بعض فقال الأول : أنا أحترم طلبك ولو كان الأمر بيدي لوافقت مباشرة لكن أحتاج أن استشير
أصحابي في ذلك ..
قالت فيجي
: حسنا إذهب لهم وأخبرهم وخذوا وقتكم في التفكير ..
قال وليد :لكن ..
قال ياسين: لكن ماذا ؟
قالت كيرا بسرعة :لسنا جميعنا هنا , لدينا رفاق خارج المقر
ونريد الالتقاء بهم ,لقد اتفقنا أن نلتقي في بلوتار ونريد أذنكم للذهاب هناك ..
قال ياسين بدهشة : رفاق ؟ وكم عددهم ؟
قالت كيرا :أربعة , إذا سوف تحسب الذئب فنرير معهم .
شعر ياسين برجفة غريبة تتسلل داخل عروقه لم يشعر بهذه الرجفة
منذ زمن ... رجفة الحماس فقال :وهل يملكون مهارات .. أقصد هل يتقنوا القتال بمهارة ؟
قال وليد و قد فهم ما يرمي قائد الثورة : نعم إنهم
سيد وحوش و سفاح و فولاذي مع طبيبة ومرافق مفعل لم يستطع النظام السيطرة عليه بعد لأسباب مجهولة ..
قال ياسين بحماس : لا بد لنا أن نلتقي مع رفاقك هؤلاء ..
كان يعرف أن الحظ قد ابتسم له مجددا و أن كنزه الثمين يزداد قيمة كل لحظة ..
في مقر المنمطين كان كل من نزار و هاشم يقوما بتجهيز أنفسهم لرحلة طويلة في البحث عن خصومهم من أجل إرضاء سيد المنمطين
ذلك السيد المخيف والرهيب السيد الذي تمكن من قتل أكثر من 1000 شخص و ألتهم قلوبهم دون رحمة ووصل إلى أعلى مرحلة
من درجات الوحشية في مر التاريخ
دخل الغرفة سامر على عجل وقال :لدي خبر يهمكم ...
نظر له نزار ببرود وقال :ماذا ؟ هل التهم شخص قلبك ؟
قال سامر بغيض :كلا .. يبدو أني قد أخطأت عندما فكرت في مساعدتكم !
قال هاشم بغضب : أنت يا نزار أحمـق ! الرجل يريد أن يساعدنا و أنت تسخر !
هتف نزار بغضب أكثر : هل نسيت من وضعني في هذا الموقف
في المقام الأول !! انا هنا لأني كنت أريد أن اساعدك و الآن هذا الرجل هنا يريد مساعدتنا لربما يورطني في مصيبة أكبر من
التي أنا فيها بسببك !!
قال هاشم متجاهلا غضب زميله نزار وقال : ما الذي عندك يا سامر ؟
قال سامر وقد استعاد هدوءه بعد تردد : أنتم قد قررتم أن تذهبوا
إلى آخر مكان ظهروا فيه .. تلك مجموعة ... لكن وردتني معلومات أن إنفجار غريب حدث في أوروك وأن النظام
قد قلب الدنيا و هو يبحث عن أشخاص ...
برقت عين هاشم و قال : أوروك إذن ...
عرف أن هذا الخبر هو بداية مهمته من أجل التخلص من الهم الذي القى على كاهله ساعة لقائه بهم .. الهم الذي يقلقه
ويقلق سيده ... سيد المنمطين ... المخيف .
في منزل فخم يخص عزت جلس كل من أسامة
وفنرير وريان وروز
وكيجن وإبراهيم وعزت
وفواز في ردهة المنزل قال ريان بحرج وهو يتفحص
جسده المغطى بالكمادات :بعد أن اصطدمت بتلك المنارة شعرت ان اغلب جسدي تحطم , حاولت أن أبحث عنكم لكن هؤلاء الأشخاص ظهروا ..
ضحك وهو يقول : لقد حطمت أثاث منزلهم !
قال فواز باقتضاب : أنه منزل السيد عزت.
قال إبراهيم:على كل حال عالجنا أصابة صاحبكم بأمر من سيدنا و أخبرنا صاحبكم عنكم , لم يكن يستطيع
الحراك حينها بسبب اصابته لهذا اخذنا الوصف منه لكي نبحث عنكم ..
قال عزت:فتى ذو شعر أحمر لم يشاهد العالم أبدا لربما فعل ذئبه أمام شعب أوروك في حالة أن الحماقة غمرته
فتاة جميلة من شعب أمانسيس تملك عين مرتبكة , سفاح له عين منمط يمثل دور البطل دائما ..
صمت لبرهة ثم قال مبتسما وهو ينظر لوجههم الغاضبة : طبعا كان هذا شرح صاحبكم ولقد أخبرنا أسمائكم !
نظر كل من أسامة و فنرير وروز
وكيجن نحو ريان بحنق
فقال ريان بإرتباك : لقد كنت حينها مرهق حينها و لم أستطع التركيز لربما تفوهت بحماقات في ذلك الوقت !
قالت وروز بحق : لربما !
قال عزت بجدية : بعد أن شاهدنا سلاح صاحبكم عرفنا أنكم أشخاص مختلفين عن الأخرين أنتم لستم من المنمطين
ولستم من النظام .. هل أنتم من الثوار ؟
قال أسامة :كلا ..لكنا نبحث عن الثوار لقد وصل بقية أصحابنا للثوار وتركوا لنا رسالة بأن نذهب للبلوتار
قال فواز بحذر : ماذا لو كان فخ ؟
تنهد كيجن و كأنه يكره أن يشرح فقال بمضض : الرسالة كانت مشفرة , والشفرة لم يكن ليعرفها أحد سوى
أسامة .
قال فواز : ماذا لو أن النظام أجبر أصحابكم على كتب رسالة مشفرة لكي تقعوا في الفخ بدون شك !
قال أسامة بعاطفة : لن يفعلوا رفاقنا هذا !
تمتم فواز : لا تستهين بقوة النظام , يستطيعوا أن يجبروك أن تقسم على أشياء لم تفكر فيها حتى ...
قال عزت : سوف نساعدكم على الوصول لبلوتار !
نظر له الجميع نظرة حذرة فأكمل عزت:أعرف أنكم تتساءلون عن سر المودة , حسنا نحن أيضا لا نحب النظام
لأننا نملك أشياء ممنوعة في قانون النظام , كما تروا أنا سفاح سابق لهذا استطعت أن أكشف تخفي صاحبكم بحكم الخبرة التي أملكها و مساعدي هذان
يمتلكوا مهارات قتالية محظورة على غير النظام !
قال فواز : أنا تخصص سيد الظلام !
قال إبراهيم : أنا تخصص محطم !
أكمل عزت : أنا من الأشخاص الذين شاهدوا الحرب الكبرى ونجوا لقد قطعت عهد للنظام إني لن أستخدم مهاراتي
وفعلا لم أستخدمها لفترة طويلة وعرفت أن الموضوع به أمر مريب لأني بدأت أفقد براعتي في استخدام مهاراتي عندما بدأت التدريب في المستودع السفلي لمنزلي
النظام يملك شيء غامض يجعلنا نفقد مهاراتنا لهذا بدأت في التحري عن الموضوع أكثر وذهبت لمنزل الأيتام في أوروك وقمت بتبني كل من فواز
و ابراهيم ولم يكن التبني عشوائي بل إني اخضعتهم لأختبار بسيط وسري لكي أرى اذا كانوا يملكوا مهارات قتالية بسيطة ام لا
وعندما كانت النتيجة ايجابية اخذتهم لمنزلي وفي غرفة التدريب السفلية مغلفة الجدران بطبقة عازلة صلبة لكي لا يتسلل أي شيء يكشف أمري للنظام تدرب مساعدي هناك لقد ساعدتهم
من خلال خبرتي وكذلك مستعينا بكتاب العلامة والباحث Einstein استطاعا أن يتقنوا مهارات الخاصة بتخصصهما ...
نظر عزت نحو فواز وقال :
سوف تذهب معهم لبلوتار يا فواز
قال فواز : نعم سيدي !
أكمل عزت : أنا اعرف بلوتار جيدا إنها مقفرة ... بعد مقتل العرابة جينا لم يزرها أحد ..
تتم مراقبتي من النظام لا أستطيع أن أذهب معكم و أغامر في فرصة لقائكم بالثوار و أصحابكم .. لكن لو حدث و أن التقيتم بهم عودوا من أجلي ومن أجل مساعدي
هذا المكان ... لم يعد صالح لنا .
قال أسامة بحزم : بالتأكيد !
تنهد عزت بسعادة وقال :شكرا لكم ! الآن ارتاحوا , غدا سوف تسافروا إلى بلوتار .
نهض الجميع دون نقاش وصعدوا للطابق الثاني و أختاروا غرف للمكوث حتى يأتي الغد .. الغد الواعد .
دخل رجلان يرتديان ملابس طويلة ذات قبعات قماشية تغطي أوجههم قال الأول : كيف سوف نجدهم ؟
قال الثاني : لنبحث في المدينة ونبحث عن مكان الانفجار ..
سار الرجلان بهدوء لكي لا يلفتوا الأنظار حتى وصلا بالقرب من منزل عزت فقال الأول : إنظر للمنارة إنها محطمة الزجاج !
أكمل الأول في هدوء : لقد قيل أن النظام بحث في المنزل الذي يعود لمحارب قديم ولم يجدوا أي دليل هنا ..
أكمل الثاني بغموض : لا بد أن يكون هناك شيء ..
دون سابق إنذار قفز الثاني بخفة شديدة وتعلق بالمنزل الفخم وتسلل بخفة ثم أخذ يختصل النظر من نافذة قريبة له فتمتم في نفسه : لا شيء ..
ثم أكمل تسلق المنزل وهو يحاول الا يلفت نظر أحد ثم تسلق جدار آخر و نظر من النافذة فشاهد شاب مع فتاة يتحدثوا مع بعض بهدوء لكنه المتسلل لم يعرهم أي اهتمام
فأنتقل للنافذة المجاورة فشاهد رجل قوي البنيان يتحدث مع شاب آخر فقال المتسلل في نفسه : هل حقا لا يوجد شيء هنا ؟
نزل المتسلل على الأرض وهم بمغادرة حديقة المنزل لكن ضوء خافت من نافذة المطبخ لفت نظره فتقدم المتسلل بحذر نحو نافذة المطبخ ليشاهد فتى شاب يطعم ذئب !
أبتسم المتسلل و هو ينطلق نحو زميله وقال : وجدتهم يا هاشم ..!
و وتبادل الاثنان الأبتسامات ... الابتسامات الدموية ...
ليل الغدر الصامت يقطر دماء ..
ليلة سوداء لا يظهر فيها قمر في السماء ..
عين ماكرة تفيض خبث ودهاء ...
تزيد الهم و تزيد المشقة و التعب والعناء ..
أنتهت إمرأة تغطي رأسها بغطاء يخفي أغلب ملامحها من العزف على الآلات الموسيقية
كانت تنظر حولها بنظرات حزينة فأكملت تعزف على الآلات الموسيقية بحزن ..
هنا ابكي و أعزف على الأوتار ..
هنا انتظر وصولكم في بلوتار ..
هل سوف تصلوا في الوقت المناسب ؟
ام أن القدر سوف يضع بيني وبينكم ستار ؟
و أكملت غنائها بصوتها العذب الممزوج بشجن كبير ... وحزين ..
في ليلة معدومة القمر ..
أحس بحركة حوله ثم شعر بجسم يجلس على صدره ففتح عينيه ليجد رجل رافعا سيفه قائلا بصوت مخيف ونظرات حمراء دموية : مت !
و نزل السيف بسرعة على رأسه فسحب فأسه الطويل الموضوع بجانب سريره بسرعة لا يعرف هو نفسه متى تحلى بها و حمى رأسه بالفأس الطويل
ليرتطم السيف بالفأس محدثا رنين معدني مما جعل أسامة ينهض بذعر صائحا : ما هذا !
قفز المتسلل للخلف مبتسما على الرغم من حنقه وقال :تبا للتنميط و الوحشية يجب أن يشعر ضحيتك بالرعب والخوف ثم تقتله وتأكل قلبه لكي
تتسلل مشاعره السلبية في جسدك وتكتسب بعض من الوحشية , لم أرد قتلك و أنت نائم فنتظرت لكي تفتح عينيك وتشاهدني لتكتسب تلك المشاعر ..
قال ريان بحنق و هو ينهض شاهرا فأسه الطويل : أسامة
الم يحلو لك سحب مرافقك نحو بطاقته إلا في هذه الليلة ؟ لو كان ذئبك هنا لما تسلل هذا الوغــــد ..
قال المتسلل : ذلك الذئب المزعج ..
نظر أسامة نحو المتسلل بدهشة وشاهد سيفه وخنجره فقال : أنت المنمط الذي هاجمنا في غابات الخيزران !
ضحك هاشم بشراسة وقال : المنمط الذي نجوتم منه بالحظ ! لكن هذه المرة سوف تكون النتيجة مختلفة ...
قال ريان بتحدي : لما !
قال هاشم : ذلك المزعج الصنديد ليس هنا وكذلك أصحابكم قد تم الهجوم عليهم في هذه اللحظة من قبل زميلي فهو لا يقل مهارة عني
لهذا لا تتوقعا أي دعم يأتي لكم !
قالها و أنقض بقوة نحو ريان الذي هتف : فعل ذئبك يا فتى !
نفذ أسامة وفعل مرافقه فنرير المتأهب دائما في اللحظة التي صد فيها الفولاذي ريان
هجمت السفاح المنمط هاشم فأنخفض هاشم ثم عرقل برجله الفولاذي الذي وقع على ظهر فأنقض هاشم بسيفه وخنجره على عنق
الفولاذي لكن أنياب حادة اخترقت يد هاشم فنظر للذئب الذي يعض يده بشراسة فرفع هاشم خنجره وهوى على رأس الذئب
لكن أسامة انقض وهو يقول : الضربة الحديدية !
وضرب بفاسه الجليدين صد السفاح هاشم الذي طار للخلف لمترين و أصطدم بالجدار ونهض بخفة وكأنه لم يتأثر بالضربة ونظر ليده وصدره الذي تمزق درعه
بقوة الضربة فقال بجدية : ضربة موفقة يا فتى لقد تحسنتم عن السابق ..
ثم انقض بسرعة نحوهم وهو يهتف : الضربة المهلكة !
و مرق سيفه نحو قدم ريان الذي عجز عن تجنبها فجرحت قدمه وهوى ساقطا
في نفس اللحظة كان خنجره قد جرح أسامة في كتفه فترنح من الألم
لكن السفاح المنمط هاشم هتف : ليس بعد !!
و وجه سيفه نحو بطن أسامة و خنجره يهوي به على صدر ريان
الملقى على الأرض فتدحرج ريان بسرعة فأخطأت الضربة صدره لكنها نجحت في تمزيق كتفه
اما أسامة الذي يتمتع بتقنية الوحدة ( الذئب ) فتجنب السيف المسدد لبطنه لكن السيف جرح خاصرته بجرح عميق
تراجع هاشم بقفزة سريعة خاطفة وهو ينظر لخصميه بشماتة فقال :مقاومة بائسة !
أنقض بسرعته الخارقة نحو أسامة المجروح فلمعت عين أسامة
و عين فنرير في نفس الوقت وقال أسامة
و صوته قد بدأ يتغير ويصبح صوت أجش : التنكر !
وغشى الضوء المنبعث من أسامة عين المنمط فنظر بدهشة نحو أسامة
الذي تحول لذئب فقال هاشم وهو ينظر للذئبان : ما هذا العبث !
انقض الذئبان و أسامة يقول : أنه العبث المهلك !
وتفجرت الدماء في تلك الغرفة ...
في الغرفة الأخرى أنقض نزار محطما زجاج النافذة وهو في الهواء رافعا عصاته السحرية وهو يخطط لحرق الغرفة ومن فيها
سوف يحولهم لأجساد مشوية ... لا بل مقلية ... مقلية ؟ نحنتاج للزيت والمقلاة لكي نقلي أحدهم .. مقلاة ؟
هل قلت مقلاة ؟ ماذا تفعل المقلاة في مثل هذا الموقف ؟
مقلاة ؟ هل أحدكم قال مقلاة حقا ؟
ظهرت مقلاة معدنية في وجه نزار وضربت أنفه بكل عنف فسقط على الأرض متلويا في ألم فهوت روز
بالمقلاة المعدنية على بطن نزار فصرخ بقوة كان كيجن ينظر من خلال باب الغرفة ويقول
بحذر : يبدوا أن يوجد قتال في غرفة ذلك الفتى والفولاذي ! لقد شعرت بأحدهم يختلس النظر لنا من النافذة وصدق شعوري ..
كانت روز تنهال بالضرب بواسطة المقلاة المعدنية على المنمط المتسلل بقوة ضاربة أجزاء مختلفة من جسده
فقالت : يبدو أنه هجوم منظم لأغتيالنا !
قال كيجن و هو يغلق الباب خلفه : لننتهي من هذا لكي نساعد زملائنا !
صد نزار ضربة المقلاة بعصاه المعدنية وتدحرج على جانبه و نهض وهو يتحسس أنفه الذي ينزف فقال : يا للعار تهاجموني بمقلاة معدنية !
قالت روز بحنق : الا تشعر بالعار عند التسلل لغرفة فتاة ..!
قال نزار بحرج : لم أقصد سوء سوى أن أقتلكم !
رفع كيجن حاجبيه وهو ينظر للمتسلل وقال : هذا العبط وقلة الأحساس بحياة الآخرين.. هل أنت منمط ؟
نظر نزار بعينيه الحمراء الدموية نحوهم وقال : منمط درجة اولى ! 134 قلب في الرصيد !
ضحك كيجن بسخرية مما أغاض نزار الذي هتف بغضب : مالذي يضحكك ؟
قال كيجن بسخرية لاذعة : يضحكني أمرك أيها التافه !
أنك منمط من الدرجة العاشرة !
صمت نزار بدهشة فأكمل كيجن : من أكل أقل من 100 قلب فهو منمط مبتدئ
ومن حصل على مئة فهو من الدرجة العاشرة ومن حصل على 200 فهو من الدرجة التاسعة و 300 من الدرجة الثامنة ....الخ حتى تصل
إلى 1000 قلب وتصبح من الدرجة الممتازة الأولى ولم يتطع التحصل على هذا الشيء سوى سيد المنمطين خازن لكن هناك أشاعات تقول أن كان هناك
منمط سابق اقترب من الـ 1000 قلب كان منمط يخافه أعتى المنمطين والمقاتلين ذلك المنمط الأسطورة الذي اختفى في ظروف غامضة قيل عنه أنه قتل
ذلك المنمط أسمه ..
كان كيجن يسير نحو المتسلل متجاوزا الظل الذي يغطي ملامحه فظهرت ملامح وجه كيجن
وبرزت عينيه ذات الحمرة الخفيفة وقال كيجن و نزار بصوت واحد : كورام
فبلع نزار ريقه بصعوبة وقال برهبة : أنت !
كانت انقضاضة من أسامة مع ذئبه فنرير على المنمط هاشم , أسامة الذي استخدم
مهارة التنكر ليتحول على شكل ذئبه فمد مخالبه ليمزق بها صدر المنمط كما أن مخالب الذئب فنرير مزقت الذراع اليمنى للمنمط وقف هاشم مشلولا من الألم فالتفت الذئبان وانقضا مجددا
وهذه المرة مزقا ساقيه وفخذيه و فجأة ظهر الفولاذي ريان امامه رافعا فأسه الطويل وضربه ضربة مباشرة في صدره فسقط هاشم على الأرض وشهق بألم ثم أطلق صرخة ألم قوية ..تحول أسامة إلى شكله الطبيعي و نظر نحو المنمط المصاب نظرة خالية من الشعور فأقترب ريان من أسامة و ربت على كتفه وقال بهدوء : عمل ممتاز يا أسامة ... لقد تطورت بشكل ملحوظ ..
لم يجاوبه أسامة لكنه في قرارة نفسه عرف انه تطور فعلا ..
في الغرفة المجاورة كان الصمت هو سيد الموقف فنطق نزار
بصعوبة شديدة :أ..أ...أنت ... كورام
قال كيجن ببرود : نعم !
تمتم نزار : لقد سمعنا أنك مت ! قتلت على يد النظام !
قال كيجن بلهجته الباردة : و هل تظن أن
الذي أمامك الآن شبح ...!
كانت فكرة الشبح مخيفة أكثر من أن كورام نجى فاحتفظ
بفكرة أن كورام نجى لكي لا يفزعه التفكير بالأشباح
فقال نزار : لكن ... لماذا لم تعد للمنظمة
رفع كورام رأسه و هو ينظر نحو زوجته ثم قال : يوجد
ما هو أفضل من الرجوع لحياة الوحشية ...
هنا دوت صوت صرخة ألم في المنزل فالتفت الجميع نحو مصدر الصرخة فقال نزار بفزع : هاشم !
نهض نزار بسرعة و فتح الباب الغرفة قبل أن يمنعه الزوجان و عند وصوله
للغرفة المجاورة ظهر خلفه على السلالم كل من فواز
و عزت و إبراهيم فقال الأخير : أنتظر !
لكن نزار لم يعره أي اهتمام وعند دخوله للغرفة شاهد زميله ورفيق
دربه ملقى على الأرض محيطة به بركة دماء فتوقف نزار
ينظر لزميله بذهول و أسى التفت كل من أسامة و
فنرير و ريان إلى القادم الجديد فقال أسامة بتأهب :
منمط آخر ... هل تمكن من كيجن و
روز ؟
في هذه اللحظة ظهر ابراهيم والبقية من خلف نزار و أمسك به مكبلا إياه و بحركة رشيقة قبض نزار بيده شعر ابراهيم وسحبه بقوة ثم القاه أمامه متحررا من قبضته فاخفض نزار يده في وجه ابراهيم
وقال بلهجة صارمة على الرغم من ارتجافه وهو ينظر للحصار الذي أمامه وخلفه :حركة واحدة وسوف أنهي صاحبكم هذا
أنا ساحر ظلامي وتقنياتي عالية خصوصا إني أصوب على وجه زميلكم من هذه المسافة الصغيرة ..
قال عزت بحذر : ماذا تريد أيها المنمط ؟
قال نزار :أحرر صاحبكم مقابل أخذ صاحبي معي !
نظر الجميع نحو المنمط الملقى على الأرض والدماء تسيل منه بغزارة فقال عزت: موافق تستطيع أخذ صاحبك من هنا ..أترك تابعي الآن ..
قال نزار : مالذي يضمن لي أنكم لن تخدعوني ؟
قال عزت بصرامة : كلمة شرف ..نحن نحترم كلماتنا ولسنا مثلكم
مخادعين ..
ترك نزار رهينته بتردد و أقترب من صاحبه الذي كان يتنفس
بصعوبة فقال نزار بذعر : لقد فقد الكثير من الدماء..!
كانت عين هاشم قد زاغت و أخذ يسعل دماء من فمه
شعر نزار بأسى كبير صحيح أنه يختلف مع صاحبه كثيرا
لكنه كان يوده ويعتبره رفيق دربه , لم ينسى قط الهجمات والاغتيالات التي نفاذها مع بعض لكن يبدو أن كل هذا على وشك الأنتهاء
مع موت صاحبه في هذه الليلة الكريهة ..
أقتربت منه روز بخطوات مرتبكة ثم انحنت ووضعت يديها
على صدر المصاب ولمعت حولهما طاقة ضوئية فقال نزار :
هذا ... تقنية علاجية ...!
قال فواز بحنق : ما الذي تفعليه ؟
قالت روز بهدوء : أعالجه !
قال ريان بحنق أشد : هذا الشخص أراد قتلنا هو مع زميله !
قالت روز و هي تكمل عملها : أعلم , لكن لا أستطيع أن اشاهد شخص يحتاج مساعدة دون أن اساعده حتى لو كان خصمنا أو منمط .. لا سيما شخص قريب من الموت .. حياة الأنسان
غالية حتى لو استرخصها البعض ..
قال كيجن : لا تجادلها لن تستطيع أن تثنيها عن ما تفعله .. إنها تملك قلب رحيم لا يقسى بقساوة المحيط الذي حولها بل هي من تلين القلوب المتحجرة ..
ثم تمتم في نفسه : وهذا ما حدث معي ..
انتهت روز من عملها ونهضت وقالت : حالته مستقرة الآن
لربما لن يستطيع الحراك لمدة أيام ..
أنحنى نزار نحوها و قال : شكرا لك .. أقدر لك عملك ..
أبتسمت روز وقد أشرق وجهها أكثر من قبل
وضع نزار يده على رأس هاشم وقال :أسف للمشاكل الذي سببناها لكم , سوف ننصرف دون عودة
ثم قال : إنتقال ..
ولمع جسدي المنمطين واختفا دون أثر ..
خيم الصمت في الغرفة لبرهة ثم عزت: يا لها من ليلة حافلة
علينا إصلاح الضرر الذي في المنزل ومسح هذه الدماء بسرعة صحيح أن المنزل محصن ضد تسلل مخلوقات النظام
لكن قد يكتشفوا أمرنا بواسطة هذه الفوضى إذا طلع الصباح ..
قال ابراهيم بخجل : آسف لأني أصبحت رهينة في يد العدو
قال عزت بحزم دون أن ينظر لتابعه : لا عليك ..
ثم قام البقية بتنفيذ الأوامر بتنظيف الفوضى التي خلفها القتال ..
في عش الثوار كانت فيجي
ترافق كل من كيرا و وليد
نحو أحد أطراف الدهليز فقالت الأولى : سوف أفعل الكرستالة هنا لتفتح لنا بوابة ضوئية تنقلنا للعالم الخارجي
سوف سوف ننطلق ثلاثتنا نحو بلوتار على أمل أن نجد رفاقكم هناك ..
قالت كيرا بحيرة : لما لا نصحب البقية ؟
قالت فيجي وهي تبتسم : لو حدث أن تم القبض
على أصحابكم وكان النظام ينتظرنا في بلوتار أو حاول القضاء علينا في الطريق لبلوتار لن تكون هناك مشقة في هروب ثلاثة
أما العدد الكبير سوف يشكل مشكلة في الهرب , القاعدة الأولى في الثوار لا تحاول أن تقاتل النظام بمبدأ القوة ضد القوة بل
حاول أن تقاتل قوة النظام بالكر والفر ..
قال وليد موفقا : كلام حكيم سوف تكون مضيعة للأرواح اذا فكرتم مقاتلة النظام وجها لوجه ..
فعلت فيجي كرستالتها وظهرت بوابة ضوئية
واخترقها الثلاثة نحو العالم الخارجي ... الكبير والخطير ..
في دهليز التحدي السابق الذي أصبح مقر المنمطين كان نزار
يجلس بالقرب من هاشم الذي كان يتعافى فقال الأول :
تبدو في حالة يرثى لها ..
أبتسم هاشم وقال بضعف : تحب أن تراني هكذا اليس كذلك ؟
أبتسم نزار بشماتة وقال :اجل خصوصا عندما أنقذ حياتك ال********ة .
ضحك هاشم و قال : على الرغم من أصابتي , شاهدت الدموع
في عينيك ايها الغبــي أنك لم تنضج بعد !
ثم وضع يده على كتف زميله وقال و هو يبتسم بطيبة : لكنك ضحيت بكرامتك من أجلي وتوسلت لهم من أجل حياتي
و أنا أقدر عملك هذا .. لا لست أقدر بل أنا مدين لك بحياتي ..
هنا فتح الباب بعنف ليظهر سيد المنمطين خازنو خلفه عددا من تابعيه
نظر خازن لهم بعينيه اللامعتين الحمراوتين المخيفة
وقال : أرى أنكم قد عدتم .. هل نجحتوا في مهمتكم ؟
قال نزار بارتباك : سيدي لم ننجح بعد لقد إصيب صاحبي هناك
وعدنا هنا لكي نرتاح ثم سوف نعاود المحاولة ..
قال خازن بلهجة مريبة :إذن لقد فشلتم ..؟
ألم أقل لكم ألا تعودوا الا عند نجاح مهمتكم .. أم لم تسمعوا كلامي ؟
قال هاشم بحنق :سمعنا كلامك يا سيدي لكن سوف نرتاح هنا قليلا
وسوف نعود لقتلهم ..
قال خازن بحزم : لا أخرجوا من هنا ولا تعودا الا عند نجاحكم ..
قال هاشم : نحن لسنا عبيد عندك !
ضحك خازن وقال بمقت : عبيد ؟ كلا أنكم لستم عبيد عندي
بل أنتم أقل من ذلك بكثير !أنا أستطيع أن أنتفع من العبد لكن أنتم أيها الديدان القــذرة ..
على الرغم من اصابته السابقة وضعفه أنقض هاشم
على سيده ... سيد المنمطين وقال : أخرس !!
لكن شعر هاشم أن صدم جدار خفي نقل في جسده تيار كهربائي
عنيف القاه للخلف بعنف فأسرع نزار يلتقط زميله
فقال نزار بغضب : كيف تجرأ وتعاملنا هكذا !
ثم رفع نزار يديه ليحضر لتقنية سحرية لكن قوته السحرية أختفت
فجأة فضحك سيد المنمطين ضحكة شريرة وقال بسخرية : تقنياتك السحرية لا تعمل هنا في المخبأ !
أنقض نزار على سيد المنمطين لكن مثلما حدث لزميله حدث له
فسقط على الأرض بعنف وبألم قال : لماذا ؟ لماذا أنت فقط من يستطيع أن يستخدم التقنيات هنا ؟
قال خازن:لماذا ؟ لأني قد تجاوزت مستواكم الضعيف !
أنا لم أعد أتقيد بتقنيات الشعوب بل وحشيتي العظمى جعلتني أشكل تقنيات جديدة خاصة لم يتقنها أي أحد من الشعوب الثلاثة ..
قال هاشم بضعف : تقنيات جديدة ؟
قهقه خازن و رفع يده للأعلى فلمع ضوء أحمر دموي ليتشكل سيف أحمر
سقط في يد سيد المنمطين وقال بوحشية: سيف الوحشية ضحيت بلترات عديدة من الدماء لكي أستطيع أن أنفذ هذه التقنية ..
هذا السيف تم استدعائه من قلب الحقد والكراهية من قلب المعارك والدموية ..
ثم لمعت عينيه أكثر وهو يقول : من قلب المعاناة والانهزامية !
أبتسم نزار و هو يشاهد سيد المنمطين يقترب منهم بسيفه الدموي
فقال بضعف : لربما تمكنت من قتلنا لكن عزائي الوحيد أن هناك من سوف يصبح سيد المنمطين مكانك قريبا .
قال سيد المنمطين بسخرية : ومن يكونة هذا البطل !
قال نزار و هو يبتسم على الرغم من ألمه :
كورام..
توقف خازن بدهشة و أرتفعت همهمات الحاضرين
أغمض خازن عينيه و هو يفكر ثم قال : إذن البائس مازال حيا
ويظن أنه سوف يصل لمستواي .. دعه يحاول .
فتح عينه و لمعت بشكل وحشي وقال بجنون : سوف أمنحكم مكافأة لقاء هذه المعلومة و سوف أعتق حياتكم لكن لن تعودوا للمنظمة
طيلة حياتكم وسوف أنشر تعميم على وجوب عدم التعاون معكم بعد الآن و اعتباركم أهداف قابلة للقتل لكن كيف سوف يتعرف عليكم باقي المنمطين حول العالم ..؟
أبتسم بجنون وقال : يجب أن اترك علامة في أجسادكم ليتعرفوا عليكم !
ثم دون إنذار هوى بسيفه الدموي على جسد نزار
وقطع يده اليمنى فصرخ نزار صرخات متألمة
ثم هوى سيد المنمطين المجنون على قدم هاشم اليمنى
وقطعها بضربة واحدة انطلقت صرخات المنمطين المشوهين في الدهليز بألم وسط خوف الحاضرين
قال سيد المنمطين خازنو هو يلعق بعض الدماء المتناثرة على وجهه :
أنت لن تستطيع أستخدام تقنياتك السحرية بيد واحدة فقط والثاني يبدو فخور بسرعته بالانقضاض لن تستطيع الركض مثل
السابق بقدم واحدة فقط ..!
ثم أطلق ضحكة جنونية وهو يغادر الغرفة قائلا : أركلوهم خارج المقر ..
و مشى بخطواته الجنونية الثابتة .. والحاقدة ...
في الصباح غادر أوروك كل من أسامة و فنرير الذي كان في بطاقة المرافق الخاصة بالأول
و فواز و روز و ريان
و كيجن وهم يمتطون سمارج مستغلين ضعف الحراسة
على أوروك عبر البوابة الغربية ,كان يوجد شخصان يسيران في الشارع المؤدي لبوابة أوروك الغربية قال عزت و هو ينظر نحو إبراهيم : رحلتهم طويلة إلى جرف حيسلام !
قال إبراهيم و هو ينظر نحو حمامة غريبة الشكل
تقف فوق أحد الأعمدة الخشبية : نعم , جرف حيسلام بعيد نسبيا عن هنا ..
ثم سارا نحو منزلهم فقال عزت بحذر : لقد تم كشفنا من قبل النظام
على ما أعتقد سوف نحزم أمتعتنا ونذهب لمنزل الصديق القديم ..
فهم ابراهيم معنى أسم الصديق القديم فقال و هو يلتفت
نحو الحمامة وتأكد أنها بعيدة عنهم :لماذا لا نلحق بهم ونرافقهم إلى بلوتار ما دام أن أمرنا أنكشف ...؟
قال عزت : أوروك مدينة مهمة وهي من المدن القلائل التي نجت
وعلينا أن نبقى هنا لمساندة الأشخاص المعادين للنظام .. أتمنى التوفيق لهم في رحلتهم ..
واكملا مسيرتهم دون أن يعلموا أن هناك سحلية سوداء كانت بالقرب منهم تتنصت على حديثهم ... ولمعت عيناها بظفر
بظفر كيان مسيطر ... كيان النظام ...
يتبع ..
الحلقة السابعة
في قلعة أبيدوس العظيمة أجتمع أعضاء النظام كعادتهم ثلاث مرات في الأسبوع
قال المخلب بظفر :المزعجون يتجهون نحو بلوتار ..
تمتم الساحر الظلامي بصوت عميق :إذا كان ذلك المدعو عزت
يخفيهم في منزلهم ..
قال المغوار بغضب : لم أثق قط أن ذلك الوغد قد يخضع للنظام !
قال المخلب : لقد قال أنه سوف يذهب عند صديقه القديم !
قال سيد الظلام بسخرية :صديق قديم ....
وقف الفولاذي وقال : علينا استئصال الخونة من مدينة أوروك .. القبض على عزت سوف يجعلنا نقبض على الخونة في أوروك ...
قال سيد الظلام بسخرية : وماذا عن المتجهين لبلوتار ؟
قال الفولاذي : سوف أرسل جنودي هناك !
قال الساحر الظلامي : لا يجب أن يكونوا كثر وإلا ساورهم الشك نريد أن نقبض على جميع من في بلوتار من المخالفين للنظام
قال الفولاذي : قوتهم لا يستهان بها أبدا .. يجب أن نرسل لهم عدد لا بأس به من الجنود !
أبتسم المخلب وقال : لو أرسلت ثلاثة من جنودك من الرتبة ( ب ) سوف يتكفلون بهم بالطبع لكن لو حدثت معجزة و نجحوا
في هزيمة جنودك سوف أكون أراقب تحركاتهم بواسطة إحدى مخلوقاتي ..
قال سيد الظلام :ماذا لو فعلوا إحدى بواباتهم الضوئية ؟
صمت الجميع فقال الساحر الظلامي : لا تقلقوا لدينا هناك شيء سوف يضمن لنا تتبعهم ...
قال المغوار :هل تظن أن ذهابهم لبلوتار له علاقة بالثوار ؟
قال الساحر الظلامي :نعم يبدو أن قدرهم قد تقابل ..
قال الفولاذي و هو يسرح بعيدا : القدر ...
قال المغوار بغضب :وما ذا عن اوروك ؟
قال الفولاذي : سوف أحضر لهم فرقة من ..
قاطعه المغوار بغضب وقال :كلا !! لن أدعك تمسك زمام الأمور كلها دعوا أمر أوروك لي ..
ثم أضاف :سوف أرسل لهم إحدى فرقي الخاصة !
كان يتخيل فرقته الخاصة ومدى الرعب الذي يحملوه الرعب الذي سوف يجعل جميع من في أوروك يركع للنظام بخوف ورهبة .
كانت السمارج تركض بأقصى سرعتها حاملة أبطالنا نحو بلوتار
فقال فواز :على هذه السرعة قد نصل بلوتار
عند شروق الشمس !
قال كيجن :حتى مع فترة الاستراحة التي تستغرق
ساعة ؟
رد عليه فواز :ساعة ليست بالمدة التي قد تأخرنا
لكن لربما يأخرنا هذا ..
كان يشير على منطقة معينة فتوقفت السمارج فجأة برعب ..
قال ريان بانزعاج : ما هذا !
كانت مجموعة من الهياكل العظمية والزومبي قد صنعوا سد بأجسادهم العفنة لكي يمنعوهم من العبور ..
قالت روز بخوف :هل النظام يتحكم بهم ؟
نزل فواز من على سمرجه وقال وهو يشهر سلاحه
الملقب بالنشاب :نعم !
نزل الجميع من على سمارجهم وقد أخرج أسامة ذئبه
فنرير من بطاقته
فقال فواز :عددهم هذا قد يكلفنا 10 دقائق من القتال
علينا أن نركز على خصومنا ونركز على سلامتنا ..
ما أنهى حديثه حتى اطلق سهم اخترق جثتين من الزومبي وكان سهمه هو شرارة المعركة فأنطلق جيش الأموات نحو أبطالنا
و بدأ القتال بشراسة كان ريان يضرب بفأسه الطويل
بقوة وحصد زومبي وثلاث هياكل بضربة واحدة من تقنياته ضربة المروحة ثم أنحنى متجنبا ضربة من مخالب زومبي
فلوح بفأسه الطويل ليقطع رجليه فسقط الزومبي ارضا ليسحق ريان
رأس الزومبي بضربة من قدمه القوية ,أما أسامة
فكان يضرب بفأسيه الجليدين إحدى الهياكل العظمية فحطم عظامه بضربات سريعة ثم قفز عليا يتجنب أربع طعنات من أربع
هياكل عظمية حاولوا مباغتته لكنه تشقلب في الهواء وسقط على رجليه برشاقة و أبتسم أبتسامة ذات معنى
ليظهر الذئب فنرير من خلاف الهياكل العظمية الأربعة
فقال الذئب :ضربة الناب !
وهجم بأنيابه يسحق عظامهم بفكيه القويين , تجنب كيجن عدة هجمات من الزومبي بواسطة مهارة التفادي المركز ثم قام بقطع رؤوسهم بواسطة سيفيه القويين
لكن هيكل عظمي ظهر في من خلفه وهجم عليه برمحه المميت و عرف كيجن أن الوقت قد تأخر لكي يتجنب الضربة فظهر رمح جليدي دمر عظام الهيكل العظمي الذي سقطت عظامه
متناثرة تحت قدم السفاح فقال كيجن و هو يبتسم :
رمح الجليد ..
نظر إلى روز الذي استخدمت مهارة رمح الجليد لكي تنقذه
كانت روز تحاول أن تركز على قتالها وعلى حماية ظهر
زوجها صحيح إنها تعرف أن زوجها مقاتل قوي ونادرا ما يحتاج لمساعدتها في تغطية ظهره لكنها تشعر بسعادة عندما تحين اللحظة
لمساعدته , سقطت أكثر من عشر جثث زومبي مليئة بسهام فقال فواز و هو ينظر حوله : باقي 12 زومبي و3 هياكل عظمية
شهر نشابه و أطلق أسهم سريعة حصد بها 6 زومبيات بضربات مباشرة في الرأس ثم سقطت 4 زومبيات بإصابات عديدة في
أجسادهم بواسطة السهام القاتلة وحطم سهمين جمجمة هيكلين عظميين ..
توقف لكي يحشو سلاحه فرفع نظره ليجد بقية زملائه قد حطموا ما بقى من جيش الأموات , أبتسم بسعادة لكن الأرض اهتزت
فجأة و انشقت ليظهر هيكل عظمي يمسك درع بيمينه وسيف بيساره ويغلف خصره قطعة قماش بنيــة اللون
فقال فواز بدهشة : رايزان !
قال ريان بحذر : من يكون هذا ؟
قال فواز وهو يتأهب : مقاتل قديم من أوروك
كان يتميز بأنه مقاتل صلب ...
قال أسامة بحيرة : وكيف تعرف أنه فعلا ذلك المقاتل
المشهور .. كل العظام الهيكلية متشابهة ..!
قال فواز و هو يتفحص رايزان : ذلك السيف
الغليض وذلك الدرع المزين بمسامير صدئة وتلك الخوذة ذات المسمار الأحمر كان يستخدمه في طعن أجساد خصومه عندما
يستخدم النطح اذا كانت يديه مشغولتان والأهم من ذلك قطعة القماش الممزقة تلك التي تزين خصره ..
كان مكتوب على قطعة القماش بلون أسود يصعب تمييزه كلمة ( هلاك )
قال فواز : كلمة الهلاك تعني رايزان بلغة
أهل أوروك القديمة ..
قال كيجن بحذر : رايزان أو هلاك أو غيره
يبدو خصمنا قوي علينا أن نتخلص منه بحذر ..
وافقه الجميع و التفوا على رايزان الذي بدا كأنه لن يتحرك لكن لوح بسيفه مسددا ضربة نحو فواز فصد ضربته بنشابه
و استغل ريان الفرصة أن رايزان ينظر في الناحية الأخرى فسدد هجوم بواسطة فأسه الطويل ليصد رايزان الفأس بواسطة
ترسه الخشبي دون أن يلتفت إلى ريان الذي إندهش لهذه الحركة فقال فواز
وهو يجاهد لصد ضربات سيف رايزان : رايزان يتم التحكم به بواسطة الساحر الظلامي للنظام وهذه السيطرة أشمل من سيطرة المخلب فالمخلب يدخل داخل عقل الكائن ويستخدم حواس الكائن
لكن الساحر الظلامي يستخدم أبراج سحرية لنقل قوته الظلامي إلى أجساد الموتى ليسيطر عليهم ليس فقط يرى من خلال حواسهم بل أيضا يرى من خلال البرج الذي به طاقته !
قال أسامة و هو يشير لبرج بعيد : هل تقصد ذلك البرج اللامع ؟ إنه يشبه أبراج موجودة في ماندا العريقة و أوروك ... كذلك جندار الثانية !
قال كيجن و هو يتأهب للانقضاض على رايزان : هذا الوحش عبارة عن دمية لذلك الوغــد .. لندمر لعبته !
ثم استخدم مهارة التصادم البراق ليطلق شعاعين قاطعين من سيفيه صد رايزان بترسه احد الأشعة القاطعة لكن الشعاع الثاني ضرب القفص الصدري للوحش الذي وقف جامدا ..
قال كيجن بدهشة : مستحيل ! المفترض أن هذه الضربة تفتك به !
تمتم فواز بحذر : عظامه ... لا بد أنهم دعموا عظامه بشيء يعطيه صلابة المعادن !
هنا انقض رايزان و لوح بترسه ليتجنبه فواز ثم لوح رايزان بسرعة مذهلة بسيفه ليلتحم مع فأس ريان
ثم دون سابق إنذار نطح رايزان أسامة في صدره بواسطة مسماره الصدئ لتتفجر الدماء ويسقط أسامة
متألما فقالت روز بصرامة غير معهودة لديها و جسدها يلمع بطاقة ضوئية : اعمل على معالجة أسامة
ركزوا على هذا الهيكل الشرير !
انقض ريان على رايزان غاضبا وقال : فل تجرب الجحيم الذي أنت فيه بالفعل !
ثم صاح وهو يرفع فأسه الطويل عاليا : اللهب الحارق وضرب رايزان ثلاث ضربات نارية متتالية و أشتعل جسد رايزان لكنه لم يتأثر مطلقا باللهب بل تحرك على نحو طبيعي ليهاجم من جديد
فقال أسامة بألم : ثبتوه عن الحركة ..
رفع فواز نشابه وقال : الضربة الحرجة !
وانطلقت ثلاث أسهم في آن واحد ليستقر سهم في ساق رايزان و جمجمته لكنه صد سهم بترسه ..
تباطأت حركة رايزان بشكل ملحوظ والنيران ما زالت تشتعل بهيكله فقال أسامة بحزم : الان يا روز
جمديه !
رفعت روز كفيها وقالت : رمح الجليد !
لينطلق رمح ضرب جسد رايزان وما هي إلا لحظات حتى تكسرت عظامه وسقطت فتات منثورة
فقال ريان : ما لذي يحدث هنا كيف تدمر بواسطة هذه
التقنية المنخفضة و نحن بضرباتنا القوية لم نستطيع تحطيم جسده ؟
قال كيجن : لقد تم تعريض عظامه لحرارة عالية بواسطة تقنيتك ثم تم تثبيته لكي لا يستطيع تجنب الضربات
ثم اقتنصه رمح الجليد الذي جمد الحرارة فجأة واحدة وهذا الشيء دمر هيكل رايزان .. إن هذا الفتى يملك فكر عالي ...
ثم إلتفت إلى أسامة و قال في نفسه : لم أنسى بعد كيف هزمنا ماجما بواسطة خطته و الآن يثبت أن الموضوع لم تكن ضربة حظ ...
إنه فتى مذهل بالفعل ...
قال فواز وهو يمتطي سمرجه : لنذهب الآن لبلوتار قبل أن نتأخر أكثر ..
ركب الجميع على سمارجهم و أنطلقوا نحو هدفهم .... بلوتار ... بلوتار المقفرة ... والغامضة ....
سفيان , كريم , ايمن
صاح الفولاذي الضخم التابع للنظام بالأسماء الثلاثة ليظهروا ثلاث رجال أمامه وانحنوا أمامه باجلال فقال سفيان : قائد ثلاثي الموت يتسائل عما يريد منه السيد المبجل ..
قال الفولاذي الضخم وهو يتمعن في وجوه أتباعه : لدينا مهمة للقضاء على جرذان مزعجين ..
قال كريم باحترام : قل لنا أين وسوف نفني وجودهم !
قال الفولاذي الضخم : لا تهور يا هذا ... المهمة تقتضي أشخاص من الفئة ( ب ) لكني أستدعيتكم و أنتم من الفئة ( أ ) لكي أضمن النتيجة ..
قال ايمن : أي كان الهدف سوف يلقى حتفه بالتأكيد ... حتى لو كان زعيم الثوار نفسه .. انت أأمر فقط ..
قال الفولاذي الضخم : الهدف قد اقتربوا من بلوتار و هم يظنوا أنهم قد نجحوا في شق طريقهم عبر دفاعاتنا لكن نحن فقط أردنا لهم ذلك ..
أريدكم الذهاب لبلوتار حالا وتنفذوا المهمة التي بهذا الملف ..
رمى باتجاههم ملف مغلق فالتقطه زعيم الثلاثي سفيان وفتح الملف يقرأه بلهفة ثم بان عليه خيبة الأمل فقال : ليس فقط ***** لكنك تطلب منا أن ...
قال كريم بخيبة أمل وهو يقرأ : هذا استخفاف بإمكانياتنا ... أنت تطلب منا ....
قال الفولاذي الضخم بصرامة : نفذوا الأوامر كما هي ...
قال ايمن : أمر سيدي مجاب ..
ثم أختفى الثلاثي المرعب .... ثلاثي الموت ...
في قلب الظلام و الكرهية , في قلب الجنون و لا عقلانية , في قلب الحقد والدموية ... كان خازن يجلس على كرسيه بمفرده في القاعة
يفكر بجنون ... ذلك التابع المنمط الشاب الذي شكل تهديد على رقمه القياسي ... ذلك المنمط الذي كان يخطط على قتله بنفسه اذا رجع لكن خبر موته سبق عمليته ...
لكن القدر يصر على ان يضع ذلك المنمط في طريقه ... هل هو القدر فعلا ...
حطم خازن الكأس الذي في يده ثم نهض بغضب و أقترب من الجدار وضغط على زر خفي خلف كرسيه لتفتح فتحة في الجدار
ثم دخل عبر الباب السري ونزل عبر سلالم صخرية ليصل لقاعة مليئة بالجثث الموضوعة في قوالب زجاجية و كانت كل الجثث منزوعة القلوب مشوهة وشاحبة بشكل مخيف
اقترب من قدر ضخم به سائل أحمر دموي وضع خازن رأسه داخل القدر المليء بالدماء و ظل على حاله أكثر من دقيقة
ثم رفع رأسه والدماء تغطي وجهه فقال وعينه تلمع شررا : لا يوجد منمط مثل خازن لا يوجد !!
كانت عينيه تحترق غضبا و هو يرمق قالب زجاجي فارغ ... قالب زجاجي كان ينوي ان يضع فيه جثة خصمه .... جثة منمط يقف في طريقه .... كورام
بلوتار المقفرة ... ذلك المكان الواسع الذي عاش كثيرا من الأحداث والمعارك .. ذلك المكان شهد مهمات و أبطال
في ريعان الشباب ... ذلك المكان كان مقر العرابة جينــا ..
وصلت مجموعة من السمارج المرهقة لبلوتار مع شروق الشمس نزل من على ظهر السمارج مجموعة من الأشخاص
الحذرين قال فواز بحذر : هذه بلوتار
هل تعتقدوا أن اصدقائكم وصلوا هنا ؟
كان كيجن يتفحص المكان المقفر
ثم قال بخيبة أمل : لا يبدو أن ...
هنا قاطعته روز : صه ... هل تسمعوا ذلك الصوت ؟
أخذ الجميع يركز فقال ريان موافقا : صوت غناء عذب
مع موسيقة جميلة ..
لا شعوريا مشى الجميع بعجل نحو مصدر الصوت وكان الصوت قادم بالقرب من منزل خشبي مهترء وحطم معظم أجزاءه
قال أسامة و هو يعقد حاجبيه : هناك ! هل تلك أمرأة ؟
كانت هناك أمراة تغطي وجهها بقبعة قماشية متدلية من ثوبها الطويل , تعزف على آلة موسيقة بها أوتار عديدة تضرب بأناملها
الصغيرة تلك الأوتار بنعومة مخلفة الحان غاية في الروعة والهدوء ..
المرأة
جفلت المرأة عندما شاهدت أبطالنا بالقرب منها فقالت بجزع : من أنتم ؟
قالت روز بسرعة : لم نقصد اخافتك ..
قاطعها ريان بفضاضة : من أنت ؟ وماذا تفعلين هنا ؟
غضبت روز من مقاطعة
ريان لحديثها والدخول مباشرة في الموضوع لكنها لم تعلق
فقالت المرأة بحذر : أنتم من النظام أليس كذلك ؟
قال فواز ببرود : و إذا كنا كذلك ...؟
قالت المرأة بخوف أخفته تحت وجه صامد مزيف : ماذا يريد النظام من امرأة مسكينة مثلي ؟
قال فواز : في الحقيقة ...
هنا أبعد ريان بيده جسد
فواز الذي صاح بدهشة : ما الذي أنت ..
قال ريان بصرامة وهو يشهر فأسه الطويل في وجه
المرأة : هذه المرأة ... إنها تخبئ عصا سحرية أسفل ثوبها
ثم نظر للمرأة و اظاف : .. لسوء حظك الجوهرة الامعة في عصاك السحرية
لمعت مع أول خيط من خيوط الشمس لينعكس بواسطة جوهرتك ..
وقفت المرأة بصمت ومسكت قبعة ثوبها ونزعت القبعة ليظهر وجه فتاة في مقتبل العمر , طويل شعرها أشقره
كما لها عينيها له لون عسلي قالت المرأة بهدوء : كان لا بد أن أعرف أن جنود النظام أذكياء ايها الشاب
رفعت المرأة عصاها متأهبة وقد القت آلتها الموسيقية بجانبها
قال كيجن : أنت .. مظهرك يوحي
بأنك من شعب الأمانسيس ...
قالت المرأة : نعم , وتخصصي ( حكيم ) أيها الأرمادي ...
قالت روز بارتباك : لكنك لست من النظام أليس كذلك ؟
أنت قلتي أن النظام أعدائك ..
قالت المرأة بحذر : لم أقلها صريحة لكن يبدو إني قلتها بطريقة أو بطريقة أخرى ..
قالت روز بتأثر واضح في صوتها : نحن لسنا من النظام !
نظرت المرأة لهم بشك ثم بتردد و أخفضت عصاها لكنها عادت ورفعتها في وجههم وقالت : هل هذه حيلة جديدة ..؟
قال أسامة : هل تري شارة النظام علينا ؟ فوق ذلك لو افترضنا
و إننا نزعنا شارة النظام المفترض إننا نملكها في متاعنا لكي لا يتعرض لنا جنود النظام .. لك الفرصة للتحقق من أغارضنا
وتفتيشها نحن لا نملك أي ضغينة تجاهك وبعددنا هذا نستطيع التغلب عليك لو أردنا القتال ..
قالت المرأة بشك : تملكوا أسلحة ويبدو عليكم أنكم مررتم بمعارك قوية , لستم من النظام ولا يبدو عليكم إنكم منمطين بإستثناء
صاحبكم الأرمادي الذي يبدو إنه يبدو منظره غريبا عندما يسير مع البشر العاديين أمثالكم فالمنمط شخص غير ودي أطلاقا ..
على كل حال هل أنتم من الثوار ؟
قال فواز : كلا جئنا هنا لملاقات أشخاص هنا ..
على صوت خلفهم يقول بسخرية : هل جئتم لملاقاتنا ؟
التفت الجميع ليشاهدوا الوافدين الجدد ... كانوا ثلاثة .. لكن ليس كأي ثلاثة .. كانوا يملكوا وجوه شريرة .. وقوية .
نظر لهم الجميع بدهشة حذرة فقال أحد الثلاثي : لا ؟ يبدو إنهم لم ياتوا لملاقتنا ..
قال آخر بسخرية أكبر : كم أنت فظ يا ايمن لقد قاطعت حديثهم ..
قال ايمن : فظ ؟ هاهاها رقيق المشاعر كما عهدتك يا كريم
قال سفيان بلهجة شرسة : اذا لم يكونوا أتوا لملاقتنا فأنا متأكد أنهم ضيوف شخص واحد فقط ..
ثم أضاف بشراسة أكثر : ضيوف الموت !
تأهب الأبطال فقال أسامة بأدب حذر : آسف أيتها السيدة ..
لكن يبدو أن الأعداء الحقيقين هنا بالفعل جنود النظام ..
قالت المرأة : ندون ... أسمي ندون .. و أنا آنسة على كل حال ..
أبتسم أسامة وقال و هو يتلفت نحو الثلاثي المريب :
آنسة ندون بعد هذه المواجهة سوف نتحدث أكثر ..
قال سفيان بصوت جمهوري كأنه يريد أن يلقي خطاب : أولا أريد أن أثني على شجاعتكم وقوتكم للوصول
لهذه النقطة التي تطلبت إستدعاء ثلاثي الموت وهذا شرف سوف أخلده على قبوركم ...
ثم أستنشق نفس عميق وهم بالحديث فقال كريم مقاطعا : دعني أكمل الحديث أيها القائد !
قال سفيان بإبتسامة خبيثة : تفضل !
قال كريم بنفس لهجة قائده : نحن ثلاثي الموت الجديد فرقة تم تكوينها على أنقاض فرقة الثلاثي الأسود ..
أي غبــي سوف يسمي فرقته فرقة الثلاثي الأسود على كل حال نحن ( ثلاثي الموت الجديد ) مجموعة مختارة من أبرز
المحاربين لدى النظام تم تصنيفنا على الرتبة ( أ ) وهذا يعني إننا .... خارقين في القوة ..
نظرا لعدم التكافؤ في القوة قررنا أن نقسم أنفسنا في قتالكم لكي لعلى وعسى تستطيعوا مجاراتنا فقررنا ما هو آت ..
هنا نطق ايمن : أنا تخصصي ( حكيم ) سوف أقاتل تلك الطبيبة التي تقف بجوار السفاح وتستطيع المرأة الحكيمة
أن تنضم مع السفاح و الطبيبة في القتال .. لا يهم العدد بل النوعية والجودة هي المقياس ..
قال كريم : أنا تخصصي ( سيد البراري ) أود أن اقاتل الفتى الذي يبدو عليه أنه سيد وحوش لقد سمعت
إشاعات أنك تملك ذئب يقاتل معك تستطيع الاستعانة به في معركتك معي لأنك سوف تحتاجه بالطبع !
قال سفيان : أما أنا فتخصصي ( صنديد ) أتوق لكسر رأسك أيها الفولاذي مع من تبقى منكم و أقصد بذلك
سيد الظلام صاحب النشاب ..
قال كيجن بانزعاج : هل هذه فرقة هزلية ؟
صاح ريان بإنزعاج : من أنت لكي توزع القتال وتتحكم في طريقته !
أبتسم سفيان : أصحاب القوة و الشأن الأعلى من يقرروا و أحزر ماذا إنهم نحن .. على كل حال سرعتنا و قوتنا سوف تجبركم على الخضوع لقوانيننا !
أنهى حديثه و أنطلق بقوة نحو ريان شاهرا
فأسين معدنيين صد ريان أنقاضاته و تلاحم معه
بقوة و أدرك ريان أن خصمه يملك كمية هائلة من القوة
أنقض ايمن وكريم على خصومهم على حسب ما قرراه من قبل وكانت معركة حامية بالفعل ..
في عش الثوار
كانت مايا شاهرة سيفها الامع بقوة الضوء تتأمل خصمها بتمعن
ثم إنقضت بكل ما لديها من قوة مسددة ضربة أفقية لكن المرشد موران تجنب الضربة بكل سهولة ثم سدد لكمة بيده التي يغلفها قفاز حديدي صدت مايا لكمة المرشد بساعدها بكل صعوبة ثم أبتعدت بقفزة للخلف قال المرشد موران : تحتاجي للتركيز أن تركيز على خصمك
أن يشرد عقلك خارج المعركة يعني نهايتك ..
قالت مايا بضيق : لكن .. لا أستطيع أن أركز
وباقي رفاقنا بالخارج و لا نعلم مصيرهم ..
كان جاسر يقاتل القناص
ماجد الذي يطلق أسهمه السريعة ليقوم
الساحر الظلامي جاسر بصدها بواسطة مهارة تقنية
كرة النار فقال جاسر بتعب : صحيح ..
لقد ذهب ذلك الصنديد وليد مع
كيرا وتلك مساعدة قائد الثوار التي تدعى
فيجي لملاقاة باقي رفقائنا في بلوتار ونحن
هنا نتدرب طوال الوقت دون أن نفعل شيء سوى ذلك ..
قال القناص ماجد بهدوء : تدريبك هنا يمكنك لتصبح أقوى
أنت الآن تتعلم على القتال بواسطة مهارة كرة النار لكي تتمكن منها وتصبح فيها بمرحلة ( قائد ) أي محترف في هذه المهارة
ثم سوف يتم تدريبك لإتقان مهارات جديدة لكن في البداية يجب تحسين مهاراتك الأساسية ..
أكمل المرشد موران و هو يتأهب : كلامك هو عين
الصواب ليس هذا وحسب التدريب هنا له تاريخ عريق فكثير من الأبطال الذين شقوا التاريخ ببطولاتهم تدربوا في باب القمر كبداية
أولية لهم ولحسن الحظ أنكم لا توجهوا تلك الوحش الشرسة التي كانت تسكن هنا بل أنتم تتعلموا بطريقة أكثر أحترافية ..
قالت مايا بتردد : أقدر عملك أيها المرشد لكن ..
قال جاسر و هو ينظر نحو رجل يدرب في آخر قاعة التدريب: اليس ذلك المدعو داران لماذا يتدرب لوحده هناك ؟
أخذ ماجد نفس عميق وقال :
داران حالة خاصة أنه انعزالي عن المحيط
حوله فقط يحتك بزعيم الثوار لا غير لكنه مقاتل ذو بئس شديد , سوف تعتاد على تجاهله لا تقلق و الآن ركز على تدريبك !
و عادت المجموعة للتدريب من جديد ...
كانت ندون وهي تراقب السفاح كيجن
يحاول ضرب خصمه ايمن الذي كان يتجنب ضربات كيجن
و زوجته روز برشاقة و الأبتسامة الساخرة
تزين محياه فقال وهو يتجنب مهارة الطعن من السفاح : لا لا لا ضربات مثل هذه لا تقتل ذبابة ..
غضبت روز ورفعت يديها وقالت : القاطع !
انطلقت صاعقتين ضوئيتين نحو ايمن لكن لم يبدو عليه التأثر فقال ضاحكا : القاطع ؟ هاهاهاها
وبهذا المستوى ...
انخفض ليتجنب سيفي كيجن ثم أكمل وعينيه
ما زالت تحدق في روز كأن السفاح غير موجود و لا يخوض قتال
معه : حقيقة دفاعي العقلي يصنع طاقة تحميني من الضربات ... كم أنت عظيم يا ايمن هاهاهاها
ثم رفع يده وقال : خذ هذه ..
في نفس اللحظة قالت ندون : هذه المهارة ورفعت يديها في مواجهة يد ايمن وقالت ندون : أبتعد أيها السفاح !
قال كل من ايمن و ندون في نفس اللحظة :العاصفة المضيئة !وغمر المكان ضوء لامع حارق , شعر كيجن
بحرارة الضربة على الرغم من تنفيذ مهارة التفادي المركز , عندما اختفى الضوء الامع قال ايمن بسخرية
وهو يرمق الأدخنة المتصاعدة من الأرض بفعل الحرارة : عظيم أيتها الآنسة استنتجتي مهارتي وتصديتي لها , لنقل أنك لم
تتصدى بالشكل الكافي لأن مهارتك لا تقارن بمهارتي ..
كانت الحروق ظاهرة على جسد ندون و كيجن
و روز فعملت الأخيرة لمعالجة زوجها و ندون
بمهارة لمسة النور ..
قال ايمن : لن أزعج نفسي أكثر حان وقت القضاء عليكم .
ضرب الأرض بقدمه ليخرج حمض حارق ينتشر حوله قائلا : مستنقع الحمض !
غمر العمض اقدام كل من ندون و روز و
كيجن فتباطأت حركتهم
فقال ايمن بشراسة ساخرة :هذا لكي لا تتجنبوا ضرباتي ..
ثم فتح فمه بأقصى مالديه وخرج صوت من أعماقه : الزئير المجمد !
لتنطلق موجة صوتية جعلتهم يتجمدوا مكانهم فقالت ندون بصعوبة : هذا سيء !
تمتم ايمن ساخرا : هذا لكي أتأكد من مقتلكم !
ثم قال بشماتة : صخرة العذاب !
لتسقط صخور فوق ندون و روز و
كيجن العاجزين عن الحركة .. والدفاع عن
أنفسهم ..
رفع كريم يده وقال : تستطيع تفعيل ذئبك يا فتى ..
قام أسامة بإخراج ذئبه
فنرير الذي قال بتأهب و هو ينظر للخصم : من هذا !
قال أسامة بحذر : خصم غريب و يبدو قوي علينا أن نهزمه ..
قال كريم بحماسة : إذن الموضوع ليس خرافة ! أنك تملك مرافق مفعل من فصيلة الذئاب
دون أن يسيطر سيدي المخلب على عقله ! يا للعجب !
قال أسامة بتحدي : لدي أشياء أعجب من هذا !
أخرج كريم بطاقة مرافق من جيبه ولمعت بقوة ليظهر بقربه وحش أسفل جسده أفعى والنصف العلوي لأنثى بشرية
قال كريم : السيدة الأفعى مرافقي الذي سوف تقتلكم بخناجر سامة
هجم أسامة و هو يقول : لا مزيد من الكلام !
رمت السيدة الأفعى خنجر نحو أسامة
الذي يقال في نفس الوقت مع ذئبه : الوحدة ( الذئب ) !
لتزيد رشاقة أسامة بغتة ويتجنب الخنجر السام برشاقة
أستل كريم خنجره وقال : لا بأس بك ! تقدم نحوي !
قفز أسامة بفأسيه الجليدين مسدد ضربة عمودية
تجنبها كريم بواسطة مهارة التفادي المركز لكن مخالب فنرير ظهرت في وجهه منطلقة نحو وجهه بقوة لكن مخالب فنرير أصدمت بجسم معدني أطلق رنينا , كان ذلك الجسم المعدني عبارة عن ترس السيدة الأفعى التي تحمله بيسارها وبيمينها خنجر سددته نحو رأس فنرير
لكن الذئب عض يدها بشراسة , لم تظهر أي انفعالات على السيدة الأفعى بل قامت بحركة مفاجأة
حيث التفت بجسدها السفلي محيطة بجسد الذئب فنرير الذي
حاول أن يتملص من الالتفاف المحكم لكن السيدة الأفعى التفت على جسده بقوة و اخذت تعصر
جسد الذئب بمنتهى القوة والبطء هب أسامة نحو ذئبه لكي
يقوم بمساعدته لكن كريم ظهر أمامه قائلا : دع المرافقين يتقاتلوا سوية ونحن المفعلون نتقاتل سوية !
ثم هجم بخنجره صائحا : إعصار الخناجر !
ثم تحرك كريم بسرعة خرافيا رجليه يديه جسده كله كان يتحرك بسرعة خرافية ضاربا بخنجره بشكل عشوائي
جاعلا من هيئة حركة الخناجر تبدو كمطر من الخناجر الفتاكة , تجنب أسامة ضربة على يمينه ثم تجنب ضربة على يساره لكن ضربة اخرى يسارية نجحت في جرح ساعده
ثم ضربة يسارية أخرى جرحته في نفس المكان وعمقت الجرح ضربة على يمينه استهدفت فخذه ونجحت في جرحه ثم ضربة
على يساره جرحت صدره ثم توالت الضربات والجروح تتوالى على جسد أسامة الذي كان يتألم بشدة لكن كان كل تفكيره ينصب حول ذئبه الذي يتم عصره ببطء مميت فأمسك
أسامة بغضب خنجر كريم بغتة
فقال كريم بدهشة و هو ينظر ليد خصمه الذي أمسك الخنجر مسببا جرح دامي في يده : ما لذي ..
قال أسامة بغضب : نهاية اللعبة !
أشتعلت يده وغمرت ذراعه نار مستعره ثم صاح : اللهب المشتعل !
انتقل اللهب الحارق لذراع كريم الذي أفلت الخنجر بجزع فاستدار أسامة ونظر نحو ذئبه الذي بادله نفس النظرة الغاضبة وقالا في صوت واحد : الغضب المجمد !
فعوى الذئب بألم وغضب مما جعل السيدة الأفعى تتأثر بتلك المهارة الغريبة لتتجمد في مكانها ليتحرر الذئب الغير قادر
على الحركة كنتيجة سلبية لتلك المهارة القوية فاقترب أسامة
نحو ذئبه يربت عليه كان يعرف أن لديه مهارة كامنة تجعل ذئبه يتعافى بشكل أسرع لكن لم يكن يعرف أن كانوا يطلقوا على
تلك المهارة تعويض المرافق , قال الذئب فنرير بتعب : شكرا لك يا أسامة أنقذت حياتي ...
قال أسامة بسعادة : لا عليك ..
أطلق كريم ضحكة قصيرة مستهترة ثم قال : ممتاز أيها الفتى أنك تملك مهارة لا بأس بها أعترف لك لكن المرافق ليس موجود لكي يكون صاحب السيد بل هو موجود لخدمة السيد ..
نظر كل من أسامة و ذئبه نحو كريم
باستنكار فقال كريم بغموض : سوف أريك ..
ثم رفع يديه عاليا وجسده يلمع وقد خرج ضوء غريب من جسد السيدة الأفعى التي كانت عاجزة عن الحركة
فأطلقت السيدة الأفعى صرخة بائسة في نفس الوقت الذي ضرب كريم بكفه القوية الأرض صائحا : صرخة تحت الأرض !
لتهتز الأرض تحت قدم أسامة وتنطلق صرخة مخيفة
تشبه صرخة السيدة الأفعى المتألمة , كانت الصرخة قادمة من باطن الأرض جعلت أسامة يرتجف ويسقط على ظهره متألما فنظر لذئبه الذي كان يهتز بدوره فقام أسامة بأخراج بطاقته فقال الذئب بهلع : كلا !
وقام أسامة بتفعيل مهارته طلب المرافق ليسحب مرافقه داخل البطاقة ثم صرخ أسامة بعنف متالما بصوت الصراخ القادم من باطن
الأرض ليخرج خيط من الدماء من اذن أسامة
ضحك كريم و هو يقول : بدل أن تستفيد من خصائص مرافقك قمت بسحبه للبطاقة لكي تحميه من هذه المهارة التي يستحيل تجنبها , عمل حنون منك لكن فقط الحمقى من يضحوا من أجل مرافقيهم أنظر لمرافقي ..
نظر أسامة للسيدة الأفعى الملقى على الأرض وقد شحب لونها
ثم قام كريم بسحبها نحو بطاقته الخاصة و أكمل : هكذا تستفيد من مرافقك أن تستغل كل قدراته !
قال أسامة بألم : أنك وغـــد ..
تأهب كريم وقال : أخبرني بتلك الكلمات عندما تذهب للجحيم ..
ثم هتف بقوة : محيط الفساد !
لتتكون هالة ظلامية قاتمة حول جسد بطلنا سيد الوحوش أسامة
وقد شعر أن نهايته هذه المرة حانت ..
فك ريان فأسه الطويل من الالتحام ثم قفز صاحا
بغضب : قاصمة الصخر !
صد سفيان الضربة بفأسيه قائلا : هل هدف هذه الضربة أن تضربني أم أن تغشيني ؟
أطلق سهم سريع نحو سفيان المشغول بقتاله مع الفولاذي لكن سفيان دار حول نفسه
برشاقة متجنبا السهم فقال بسخرية : هل كان هذا دبور ؟
شعر فواز بالغضب فقال بحنق : لتجرب
سرب من الدبابير !
ثم هتف بإنفعال : شلال الظلام !
ركل سفيان صدر الفولاذي ريان
ليقذفه مترين للخلف قائلا سفيان بسخرية : سوف العب معك بعد قليل سوف انتهي من هذا الدبور !
ثم التفت نحو السهام الكثيفة القادمة نحوه ثم لوح فأسيه الضخمين قائلا : قاهر العواصف !
لتنطلق شفرات مكونة من الرياح تنطلق نحو جيش السهام لتتقطع بكل عنف
أبتسم سفيان و ركض بقوة نحو خصمه فشعر فواز بالخطر فشهر نشابه و أستخدم مهارة رمية الأنتقام لتنطلق سهام سريعة نحو الصنديد
الذي كان يركض بكل سرعة وثبات وهو يطلق من فأسيه تلك الشفرات الرياحية
فقال فواز في نفسه : مستحيل أن يجهز
مهاراته بهذه السرعة أقترب سفيان من فواز
فضرب سفيان بقوة بواسطة فأسيه فقفز فواز
عاليا مشقلبا في الهواء ثم صاح وهو مازال في الهواء : الهتاف السفلي !
و أطلق وابل من السهام نحو الصنديد الذي كان مازال يرسل مجموعة كبيرة من الشفرات الرياحية محطمة الأسهم و تتجه نحو فواز الذي كان يتجنبها بكل رشاقة وهو يهبط على
الأرض ثم استدار و هو يشهر نشابه من جديد لكن وجد أمامه وجه سفيان الذي أبتسم بشراسة : وقعت في يدي !
ثم ضرب بركبته الأرض قائلا : الثوران البركاني !
لتخرج السنة من اللهب تحت قدمي فواز
الذي حاول أن يقفز لكن الصنديد سفيان هتف بسخرية : أين أنت ذاهب !
ثم أضاف : الجاذبية !
ليشعر سيد الظلام فواز بقيود ثقيلة تقيد أنفاسه
لتبطئ حركته مما جعله يثبت مكانه و السنة اللهب تحرق قدميه فقفز ريان نحو فواز
وسقطا سوية على الأرض بعيدا عن النيران وقد فقد فواز
نصف وعيه و أصبح أشبه بفقيد الوعي نهض ريان
وهجم نحو الصنديد بدون تردد لكن الصنديد سفيان انحنى متأهبا قائلا : النار الطائشة !
و أكتسب سفيان قوة خرافية بالهجوم لينقض بدوره على الفولاذي , كان ريان يعرف هذه التقنية بسبب تدريبه تحت يد مدربه الذي هو صنديد ايضا كان يدرك أيضا
أن النار الطائشة تقنية مخيفة في الهجوم لكنها تقلل قدرة الدفاع لمستخدمها فأمله في هذه المعركة الضغط على خصمه ضعيف
الدفاع حاليا حتى تتاح الفرصة ويقتنص ضربة قاتلة لكن طموحه تبدد أول ما تبادلا الضربات والألتحامات فكانت ضربات
سفيان عنيفة وقوية وجبارة ثم بضربة حاسمه قذف فأس ريان الطويل فأطلق سفيان صيحة النصر و أنقض على رقبة الفولاذي بكل عنف وقسوة وشراسة ..
تهاوت الصخور على ندون و روز و كيجن
وقد اغمضوا أعينهم بيأس و أبتسامة على وجه ايمن توحي بالأنتصار
لكن بين أبطالنا الثلاثة ظهر ظل في وسطهم يحمل في يساره ترس كبير يغلب اللون الأحمر عليه , رفع الظل الترس الضخم
للتهاوى الصخور على الترس القوي الذي صد الضربة القوية بكل صلابة فقال كيجن وهو غير مستوعب الوضع :
هذا الترس الضخم ...
لاح القلق على وجه ايمن و هو ينظر للشخص الجديد الذي حمى ضحاياه بشكل مذهل ثم تمتم في نفسه : ترس ضرغام ؟ هل يمكن أن يكون ..
نظرت روز بدهشة للشخص الجديد الذي انقذهم وقالت :
من أنت ...؟
قال ايمن بحزم : امرأة تستطيع استدعاء أسلحة المرافقين
و أستخدامها كما لديها القدرة على تفعيل وحدة المرافق دون استدعائه , هذا الشعر الرمادي لا شك إنها الأسطورة الحية
التي تلقب ( بسيدة القمر الفضي ) أحد أركان الثوار ..
ثم قال بحقد : فيجي ...
وكانت فعلا هي فيجي سيدة القمر الفضي
السيدة القادمة للمعركة و بقوة ..
شاهد أسامة الهالة المظلمة تحيط بجسده و هو عاجز عن الحركة
بسبب الأضرار التي تعرض لها وتشكلت الهالة المظلمة حوله على شكل كرة ثم بدأت بالتقلص بسرعة لكن ضوء لامع ظهر فجأة
في قلب الكرة المظلمة التي أخذت تتكسر في بطء فقال كريم
بدهشة : هذه مهارة ...نبض الطاقة !
ظهرت فتاة شابة ذو شعر أشقر تبتسم بثقة قائلة : نعم مهارة أساسية لدي شعب الأمانسيس , تكون هذه المهارة مفيدة للغاية
على الرغم من إنها منخفضة المستوى لكنها مفيدة للغاية مثلما قلت إذ كنت تتقنها ..
وقف أسامة بضعف و نظر نحو الوافد وقال بحيرة :
أنت المخلب كيرا !
كانت انقضاضة سفيان سريعة للغاية نحو
ريان الأعزل الذي تجمد مستسلما لمصيره
لكن ظهر ظل خيل لـ ريان أن الظل يطير
أمامه ليقوم الظل بركل سفيان في وجهه
ليطير سفيان للخلف ويدحرج بعنف
كان ريان بنظر بدهشة نحو الظل وقد تعرف
عليه فقال بحماس : أنت ... لم أتخيل إني سوف أراك مجددا أيها العجوز !
ضحك الظل قائلا : هذا هو فتاي , بدل أن يشكرني يصفني بالعجوز ...
التفت سفيان بحنق نحو القادم ثم قال :
مهما كنت ايها الوغــد سوف تدفع ثم ركلتك هذ....
قطع سفيان كلامه و هو يرمق القادم الجديد
للمعركة وقال بدهشة : أنت بدون شك ..وليد
الملقب بـ ( المخلبxالأسود ) !
قال وليد بثقة : نعم أنه أنا ..
وقف سفيان على رجليه بهدوء ثم قفز
للخلف قفزة سريعة ورشيقة قائلا : تجمع !
قفز ايمن و كريم نحو قائدهم ووقفا بجانبه فقال سفيان بشراسة : لم نكن نتوقع ظهور شخصيات مهمة في مثل هذا القتال مثل ( المخلبxالأسود ) و
( سيدة القمر الفضي ) .
قالت كيرا بغضب : و ماذا عني !
قال ايمن بسخرية : مجرد دودة زاحفة مثل بقية رفقائك ..
قال كريم بسخرية أشد : عزيزي ايمن لا تحرجنا .. هل توجد دودة غير زاحفة ؟
هل توجد دودة طائرة ؟ فقط قل مجرد دودة مثل بقية رفاقك .. هكذا أفضل !
اشتعلت نار الغضب في روح كيرا أكثر وقالت بغضب :
أيها الوغــدان !
قاطعهم سفيان بصرامة : على كل حال , ظهورهم
لا يعني إننا خفنا أو شيء كذلك بل هذا يجعلنا نغير طريقة قتالنا ورفع مستوى القتال لمستوى أعلى من السابق ..
ثم رفع يده ليتراجع خلفه كل من ايمن و كريم أكثر من قبل فأصبح ايمن خلفه لكن على يمينه و خلفه وعلى يساره ..
تمتم وليد بقلق : هذه الوضعية ..
ضحك سفيان ثم قال بشراسة :نعم أيها ( المخلبxالأسود ) ! هذه هي تقنية ثالوث الموت !
ثم أضاف بشماتة : لا تعتقد إني لا أعرف من تكون أيها ( المخلبxالأسود ) أنت أحد أعضاء فرقة الثلاثي الأسود !لكن فرقتكم تلك قد انتهت برحيلك واختفائك قبل سنوات عديدة حينها كنا نحن الشباب الذين تبنوا إعادة هيكلة تلك الفرقة المخيفة
بحثنا وتعلمنا حول إمكانيات فرقتكم , لا أخفيك سرا إن مجموعتكم كانت مصدر إلهام بالنسبة لنا , خصوصا هذه المهارة
الفريدة .. أنا أصدق إنكم كنتوا تطلقوا على هذه التقنية أسم .. ( الثالوث الأسود ) لكن نحن غيرنا ذلك الأسم السخيف
إلى ( ثالوث الموت ) ..
ثم بدأت الأرض تهتز لتظهر هالات زرقاء حول ثلاثي الموت الجديدة ثم فجأة أنطلق خط ضوئي يشق الأرض من هالة كريم نحو سفيان و أصدم به الخط الضوئي لينطلق من هالة سفيان خط ضوئي آخر ليصدم بـ ايمن الذي انطلق من هالته أيضا خط ضوئي نحو كريم ليصبح الشكل مثلث يصنعه ثلاثي الموت الجديد ..قال أسامة بقلق : مالذي يحدث هنا ..!
كانت الرياح قد اشتدت حولهم قفز ريان والتقط جسد
فواز المصاب والذي بالكاد يكون في وعيه
ثم وضعه بمنطقة خلفهم و رجع يقف بجانب زملائه ينظر لمعلمه كأنه ينتظر منه تفسير ..
هنا ظهرت قبة ضوئية زرقاء حول ثلاثي الموت الجديد فقال وليد بقلق دون أن يرفع عينه عنهم : هذا الأسلوب هو أخطر أسلوب قد يصنعه فريق مكون من ثلاثة
بل أن هذا الأسلوب لربما يعتبر أخطر أسلوب يشكله فريق ما ..
هذا الأسلوب مخيف للغاية ..
عرفوا أنه جاد من خلال نطقه لكل حرف في تلك الجملة ...ذلك الأسلوب المخيف .. ذلك ثالوث الموت ..
.
كان نزار ينظر لليد المعدنية التي صارت مكان يده
كان يشعر بالأسى و هو يشاهد قطعة المعدن حلت مكان يده الأصلية ذات اللحم والجلد و .... الدم ..
عند هذه الكلمة تذكر وجه خازن الدموي !
سيد المنمطين ! ففزع عندما تذكر عينيه الدمويتين و هز رأسه كأنه يطرد
الصورة من ذهنه , سمع نزار صوت شخص يشتم بحرقة
وألم فنظر نحو الصوت الذي كان لرفيق عمره
هاشم الذي كان يمسك رجل معدنية مكان رجله المقطوعة
قال هاشم بحرقة والدموع تكاد تسقط من عينه :
ذلك المختل عقليا ! أقسم على أقتلاع عينه لكي أزين بها جدار غرفتي !
دخل رجل الغرفة فالتفت إليه المنمطان فقال الرجل الذي كان يدعى نهاد : كيف هي الأعضاء الصناعية ؟
قال هاشم بأسى : أستطيع المشي لكن هذه الساق المعدنية
لا تساعدني في الركض مثل السابق أنا أفتقر لسرعتي ..
قاطعه نزار : أنا ايضا هذه اليد المعدنية لا أشعر إني استطيع
استخدام المهارات السحرية كما السابق ..
قال نهاد : هذه هي مقدرة المعدن , لا تعتقدوا أنكم سوف ترجعوا
مثل السابق ..
قال نزار بحزن : لكنك أفضل طبيب عرفه العالم أيها السيد
هل يمكنك أن تفعل لنا شيء ؟
قال نهاد بتهكم : هل تعتقد أن أعضاء الأنسان تنمو مثل النباتات ؟
انا قدمت لكم أقصى ما توصل له العلم ... لكن إذا أردنا أن نبتعد عن العلم و إتباع الخرافات هل يساعدكم ذلك ؟
قال هاشم بحذر : ماذا تقصد ؟
جلس نهاد وقال بجدية :إنها اسطورة قديمة كانت تتحدث
عن إمكانية تعويض بعض الأعضاء الناقصة وقيل أن محاربين عوضوا أذرعة و سيقان و أعضاء أخرى ..
لكنها تبقى أسطورة سوف أرويها لكم إذا كنتما مهتمين ..
لم يجاوبه المنمطان بل حدقا به بكل جدية فأكمل نهاد
قصته وكانت قصة مذهلة بالفعل ...
تنهد وليد ثم قال بحذر وهو يرمق الثلاثي الذين كونوا
هالة ضوئية حولهم : مهارة الثالوث عبارة عن نسق قتالي يعتمد على التوازن والتفاهم بين الأعضاء الثلاثة ..
توازن القوة بينهم أي لا يكون فرق القوة بين الأعضاء بفارق كبير , يوجد حد أعلى وحد أدنى لفرق القوة
طبعا عند تشكيل هذا المثلث ترتفع خصائص الأعضاء لأقصى حد يملكه أحدهم
( توضيح " لو كان سفيان دفاعه السحري 150 و كريم دفاعه السحري 133
و ايمن دفاعه السحري 140 سوف سوف يصبح الدفاع السحري لجميعهم في حالة تكوين الثالوث 150 بعتبارها
القيمة العلية في المجموعة وهذه الخاصية تنطبق على جميع الخصائص )
قال كيجن بقلق :أي أن هذا الثالوث ينقل
أقوى الخصائص لجميع الأعضاء وبالتالي يغطوا على عيوب بعضهم !
قال وليد : بالضبط !لكن لو حدث فرق عالي بين أحد الأعضاء تحدث عملية الكسر , و يتعبر الكسر ظاهرة خطيرة لهذه المهارة قد ينتج عنه أضرار مدمرة تصل للموت ..
هنا رفع سفيان فأسيه وصاح : هجوم !
رفع الثلاثي أسلحتهم ولوحوها في وجوه أبطالنا لتنطلق صواعق رعدية تضرب في كل مكان
حاولوا تجنب الصواعق و بصعوبة نجحوا لكن لم تخلي محاولتهم من الأصابات مما جعل ريان يلتقط فأسه وينقض على القبة الضوئية ليضرب القبة الضوئية بكل ما يملك , لكن تيار كهربائي عالي
سرى في جسده فأنتفض في الهواء ثم طار بعيدا ليسقط على الأرض بالقرب من أبطالنا فهرعت روز تعالج جروح الفولاذي فقال سفيان بشماتة : دفاعنا مصنوع من طاقة البرق نفسها كذلك هجومنا , لهذا هجومكم ودفاعكم
يعتبر لا شيء بالنسبة لنا .
قالت فيجي بحذر : الا توجد طريقة
لتدمير هذا الأسلوب ..؟
قال وليد بقلق : لا أعتقد إننا نملك أسلوب أقوى من
أسلوبهم ..
قال أسامة بغتة : ماذا لو حدث كســر ؟
التفت له الجميع بتساءل فأكمل أسامة : ماذا لو حدث
خلل في توازنهم مما يجعل الثالوث يتدمر ؟
قال وليد بحيرة : لم يفعلوا هؤلاء الثلاثة هذه المهارة
وهم يملكوا أدنى اشك في إتقانها من حركاتهم يتضح لي إنهم تدربوا على هذه المهارة كثيرا ..
إنطلقت عدة صواعق صنعها ثلاثي الموت الجديد فحتمى أبطالنا بصخور حولهم
قال أسامة : أنا أنتحدث أن نصنع نحن ذلك الخلل !
قالت ندون : و كيف نصنع ذلك الخلل ؟
قال أسامة بثقة : إنقاص الخواص القتالية لأحد الأعداء
سوف يصنع ذلك الخلل ..
تمتم كيجن في نفسه : لقد بدأ في التخطيط ..
أكمل أسامة : لدينا هنا مهارات مختلفة تستطيع صنع ذلك الخلل
فتحت فيجي حقيبتها و أخرجت رقاقات صغيرة
الحجم مختلفة الألوان ثم قالت : رقاقات لونا ورقاقات نور ورقاقات القوة من الرتبة الخامسة لها القدرة على إضعاف الدفاع السحري
أو العضلي للهدف على حسب نوع الرقاقة ..
قالت كيرا : لكن تلك القبة المصنوعة من الصواعق تحميهم
كيف سوف تصيبهم بالرقاقات ؟
صمت الجميع حتى قالت روز بعفوية : و جدتها !
حدق فيها الجميع بلهفة فاحمرت وجنتا روز بخجل على
الرغم من خطورة الموقف وقالت : الصواعق و الكهرباء يملكو نفس الخاصية وهي الشحنات الكهربائية أتذكر موسوعة
العلامة ( Einstein ) تم طرح تلك المعلومة , شحنات كهربية مختلفة الشحنة تتجاذب المختلفة و تتنافر السالبة .
قال ريان بحيرة : وما دخل هذا في معركتنا ..!
قالت روز وهي تحاول أن تقاوم نظرات الجميع لها :
ماذا لو جعلنا الشحنات تنجذب لبعضها البعض ثم نحدث فجوة في درعهم نتيجة تلك الانجذابات ..
قال وليد بأمل يعود لوجهه : نظريا فكرة جيدة
لكن عمليا نحتاج لقوة كهربية أعلى من درعهم لنحقق تلك العملية ..
قالت ندون : أي شخص يملك مهارات برقية قد يساعد في هذه الهجمة ..
قال وليد : حسنا لنجرب تلك الخطة .. ولتمنى
أن ننجح في ذلك .
ركض كيجن بسرعة نحو القبة الكهربية
فالتفت ثلاثي الموت الجديد نحوه وتجهزوا لأطلاق صواعقهم لكن ظهر ريان من جهة أخرى وظهرت كيرا من ناحية مختلفة أيضا مما شتت الثلاثي لكنهم حزموا أمرهم و أطلقوا صواعقهم في كل أتجاه وعلى الرغم من أن الصواعق المدمرة تضر بأبطالنا
وتسبب حروق وجورح إلا أن ندون و روز المختبأتين خلف الصخور تقوما بعلاج أبطالنا من بعيد بتقنيات علاجية سريعة
تقدم أسامة و قفز بخفة على القبة الضوئية بفأسيه
الجليديين قائلا : كاسر الأمواج !
ليضرب البرق بالبرق قالت ندون و روز في نفس الوقت : القاطع !
لتنطلق صواعق تصيب فأسي أسامة لتظهر فتحة صغير في
القبة الضوئية فقال كريم بدهشة : مستحيل !
و أخذت الفتحة تتوسع ليظهر كل من وليد
و فيجي خلف أسامة ثم رموا الرقاقات داخل القبة عبر الثقب المصنوع بأتجاه
ايمن الذي رفع عصاه السحرية لتندفع صاعقة ضربت الثقب
الذي اختفى ثم صاعقة أخرى ضربت ابطالنا لتقذفهم بعيدا وعلى الرغم من التقنيات العلاجية التي تغمرهم الا أن الصاعقة الأخيرة
جعلتهم يشعرون بألم شديد ..
قال سفيان بسخرية : محاولة جيدة لكن ..
قطع كلامه عندما بدأت القبة بالأرتجاج فجأة ثم بدأت اجساد الثلاثي تنتفض بعنف فقال سفيان بدهشة : ما الذي ...
دوى أنفجار عنيف نتج عن تدمر القبة الضوئية ثم بدأت الخطوط المكونة للمثلث تختفي فقال ايمن بفزع : كيف فعلوا ذلك !
اختفت الهالات التي تغطي أجسادهم ليسقطوا على الأرض فقال
كريم بألم و هو يعض أسنانه : كلا !!!!
ثم سقط على ظهره جاحظ العينين ولحقه رفيقيه بنفس الحركة ليخيم هدوء مخيف ..
فقال ريان بحذر : هل فعلناها ؟
اغمضت روز عينيها ثم قالت : لا أشعر بالحياة فيهم
لقد توقفت قلوبهم تماما ..
أطلق الجميع تنهيدة ارتياح قالت فيجي :
كانت معركة عنيفة , لكن ليس لدينا الوقت للجلوس هنا على التوجه للمقر حالا لربما أتوا آخرين ..
تبعها الجميع بصمت وهم يجهزوا سمارجهم للرحيل تأكدوا أن رفيقهم المصاب قادر على ركوب سمرجه ليتوجهوا .. لمقر الثوار ..
في عش الثوار الموجود في جوف باب القمر
إنطلق ماجد
مسرعا نحو ساحة واسعة ولمح زعيم الثوار يتحدث مع بعض الأشخاص فهرول ماجد بعجل وقال و هو يلهث : سيدي !!
نظر له زعيم الثوار ياسين بنظرات متسائلة
فقال ماجد بإبتسامة واسعة : لقد رجعت
فيجي ورجع معها الجميع بسلامة !
قال ياسين بقلق : وهل حضروا معها الأشخاص الجدد ؟
أوما ماجد برأسه علامة الأيجاب ..
فتنهد زعيم الثوار بتنهيدة أرتياح فقال أحد الأشخاص : ما لذي يحدث هنا أيها الزعيم !
رد ياسين بإبتسامة واسعة ثم قال : لقد رجعت
فيجي بهدية رائعة !
هنا اقتربت فتاة صغيرة تبلغ 8 سنوات من زعيم الثوار وربتت على ساق ياسين برفق وقالت : سيدي , سيدي ..
نظر لها ياسين متسائلا فقالت الفتاة : هل رجعت السيدة
فيجي بهدية رائعة !
صاح رجل و هو يمسك الفتاة : تارا !! لا تزعجي
الزعيم ..!
تجهم وجه الفتاة فضحك زعيم الثوار و هو يربت على رأس الفتاة وقال : لا تصرخ في وجهها هكذا دعها تعبر عن شعورها ..
ثم أتسم وجهه بجدية و تمتم : علينا مقابلة الزوار الجدد !
هتفت الفتاة تارا و هي تركض بسعادة : هييييه هدية ! هدية !
كان كل من موران و
مايا و جاسر و داران
قد حضورا لأستقبال
القادمين وما بانوا حتى أشرقت وجوههم بسعادة فقال موران
: حمد**** على سلامتكم !
رد أسامة بسعادة : الشكر *** ثم إلى مساعدة هؤلاء ..
كان يشير على فيجي و
كيرا و وليد فأمسك ريان ياقة أسامة بغضب وهتف في وجهه : و أنا ! الم أساعدك لكي تنجو بحياتك !
رد كيجن ببرود : لم تفعل شيء سوى تلقي اللكمات و الركلات !
ضحكت روز بخفوت فقال ريان بغضب : أعد ما قلته أيها المنمط الغــبي !
هنا وصل زعيم الثوار برفقة ماجد فالتفت الجميع يرمق
زعيم الثوار الذي كان يرمقهم بصمت ثم قال : اهلا وسهلا بكم في مقر الثوار انا هو ياسين
زعيم الثوار ... أرى الآن عددكم لكنه أكثر بأثنين من العدد الذي حدثني رفقائكم عنه
نظر الجميع نحو ندون و
فواز
فقال الأخير بتعب : انا اسمي فواز تابع السيد عزت أنا عملت على توصيل هؤلاء إلى بلوتار .
ثم التفت زعيم الثوار نحو ندون الذي ظهر الارتباك عليها فقالت :
أنا قصتي أكثر تعقيد لقد تعلمت على يد العرابة الراحلة جيــنا
بعد مقتلها هربت وتجولت في العالم بعيدا عن قبضة النظام لكني رجعت لبلوتار على أمل أن التقي بنتيجة بحث عرابتي .
ضاقت عينا ياسين و هو يقول : وماذا كانت تبحث عرابتك ؟
قالت ندون بثقة : كانت تبحث عن مقر الثوار لكنها لقت مصرعها
قبل أن تتوصل للمكان بالضبط رجعت للنقطة الأصل و هي بلوتار لكي أجدد بحثي عن المقر أنتظرت أشهر عديدة حتى أتت هذه اللحظة .
قال وليد بجدية : من خلال ماسمعته منهم أن هذه المرأة
تخصصت حكيمة وهذا الرجل هناك هو سيد ظلام
قال ياسين بانبهار : إذن هما يملكا مهارات منسية كباقي رفقائك !
قال وليد و هو ينظر لباقي رفقائه : نعم ! أعتقد ذلك
أقتربت تارا من فيجي
وقالت : سيدة فيجي أين هي الهدية الرائعة ؟
ظهر الارتباك على وجه فيجي فنظرت حولها
ثم قالت بإحراج : لم أستطيع أن اجلب أي هدية كانوا هناك العديد من الوحوش ..
ظهرت علامات خيبة الأمل على وجه تارا و أمتزجت تلك العلامات بملامح الحزن
فأقترب وليد من تارا و انحنى يخاطبها
و قال : في رحلتي البعيدة حول العالم و في مغارة في جزيرة القراصنة واجهت العديد من الأشرار وبعد معارك ضارية أستطعت أن أحصل على كنزهم ..
فتح وليد كفه فنظرت تارا إلى كف الصنديد
بهلفة لكنها وجدت كفه فارغة فأكمل وليد : لكن
القتال لم ينتهي بعد ذلك ومازلت أواجهه الأشرار و أنا خائف أن أفقد كنزي أثناء القتال لهذا هل تستطيعي أن تحتفظي بكنزي
حتى أنتهي من قتالهم .
نهى عبارته ليغلق كفه ثم دار يده بحركة خفية وفتح يده لتظهر جوهرة زرقاء لامعة منقوش بها رسم طائر فأنبهرت عينا
الطفلة تارا و أرتسم على وجهها فرح ممزوج بدهشة فقالت ويدها ترتعش وهي تمسك الجوهرة : بالطبع أستطيع !
كان الجميع يرمق المنظر بسعادة على طيبة قلب الصنديد وفرحا بفرحة الطفلة
قال ياسين بجدية : إذهبوا لتستريحوا بعد العشاء أريد أن التقي بكم
جميعا .. لدي شيء أخبركم به ..
وذهب الجميع .. دون أن يعرفوا ما يدور بخاطر زعيم الثوار ...
في بلوتار تمددت ثلاث أجساد دون حراك ظهر ببغاء أحمر يحلق في السماء ثم هبط الببغاء و هو يحمل لفافة بين منقاريه
القى اللفافة على أحد الجثث وظهر ضوء خافت تلاشى بسرعة وبعد برهة تحرك الجسد بألم ثم نهض بألم و هو ينظر للببغاء
بحيرة فقال الببغاء بصوت مضحك : أنعش زميليك !
قال ايمن بإرتباك : نعم !
ثم لمع ضوء في كفيه لينتقل إلى جسدي كريم و
سفيان ..
الذان نهضا بألم فقال الببغاء : لقد أحسنتم لعبتم دوركم بكل أحترافية !
نظر سفيان نحو الببغاء بحنق لكنه قال بأدب :
سيدي المخلب ! اعلم إنها المهمة لكن الا تجد أن هذه المهمة الهزلية تناسب أشخاص
من الرتبة ( جــ ) أو حتى الرتبة ( د )
قال الببغاء دون مشاعر في صوته : كانت تلك المهمة تتطلب أشخاص في قوتكم !
رفع ايمن عصاه السحرية لتظهر بقعة زرقاء في العصا
فقال ايمن بسخرية : حتى إنهم لم ينجحوا بإصابتي بالرقاقات ال****ة مستوى خامس لهذه
الرقاقات لقد استخفوا بنا ..
قال كريم و هو يتذكر أحداث المعركة : في اللحظة
التي فتحوا بها القبة والقوا الرقاقات لم يتمكنوا من أصابة
ايمن
لكنا أدركنا فكرتهم فقمنا بتمثيل أن الثالوث قد تحطم ..
أكمل سفيان بسخرية : لنشكر السم المدسوس
داخل أسناننا فبعد التمثيل أن الثالوث تحطم قمنا بتحطيم عبوة السم بالضغط على أسناننا ليسري داخل أجسادنا سم يعمل على أيقاف القلب مباشرة ,ذلك السم الخطير التي صنعته السيدة
الحكيمة ..قال كريم بجدية ممزوجة بالحنق : سيدي
المخلب
أعلم أن هذه كانت مهمتنا لكن الا تجد أن فرقة محترفة مثلنا عار عليها أن تمثل الهزيمة مع مجموعة ضعيفة مثل تلك المجموعة ؟
قال الببغاء وقد خيل لهم أن الصرامة ظهرت في نبرته : لقد قمتم بعملكم بأكمل وجه
لهذا تستحقوا القليل من التفسير , مجموعة
مثلكم سوف تجعلهم يصدقوا أن النظام لا يخطط لشيء آخر سوى أيقافهم لكنا لم نكن في الحقيقة نريد إيقافهم لو تبين لنا أنهم لا علاقة لهم بالثوار فعندها قتلهم لن يسبب لنا خسارة لكن عندما ظهر أحد أركان الثوار وهي تلك السيدة ( سيدة القمر الفضي ) حينها
توجب عليكم تمثيل الهزيمة لكي تعميهم نشوة الأنتصار عن هدفنا الحقيقي و هو كشف مقرهم لكنهم كانوا حذرين كالعادة
و أستخدموا بوابة ضوئية بالقرب من باب القمر من أجل الهرب ..
قال سفيان بحرقة : إذن تمثيليتنا التي وضعت سمعتنا
على المحك ذهبت هباء !
رد الببغاء بنفس النبرة : كلا ! لقد وصلنا لهدفنا تماما ..
كانت عبارة الببغاء الأحمر غامضة ونظر الثلاثي نحو وسيط سيدهم
المخلب لكن الببغاء لم يكمل حديثه ..
ثم بعد برهة نطق الببغاء وقال : يكفي هذا عودوا لأبيدوس لديكم مهمة جديدة تناسب غروركم ..
حلق الببغاء عنهم مبتعدا فقال الثلاثي بشراسة وفي آن واحد : حاضر يا سيدي !
واختفوا الثلاثة بواسطة مهارة الأنتقال الجماعي متجهين نحو أبيدوس نحو مهمة جديدة ... جديدة ودموية !
اجتمع الجميع في ساحة مغلقة بها كراسي عديدة , جلس الجمع يحدق في زعيم الثوار الذي كان يسرح بنظره بعيدا كأنه
ذهب لعالم بعيد عن عالمنا الواقعي ثم سعل سعال خافت وقال : جمعتكم هناك لكي أخبركم بقصة قديمة تساعدكم على
معرفة عدوكم , طبعا أغلبكم قد سمع معلومات عن النظام لكن ما سوف اخبركم به هنا شيء قد تسمعوه لأول مرة في حياتكم
ماسوف أخبركم به هو تفاصيل قد أختفت مع الزمن البائس ..
صمت ياسين لفترة بسيطة و هو ينظر للأسفل ثم قال :
قبل 22 سنة تقريبا كانت الحرب ضد العرافة الكبيرة , كانت حرب ضروس شملت العالم كله حتى ظهر 15 بطل 5 من كل شعب ,أي 5 من أرمادا و 5 من أجوريا و 5 من أمانسيس ..
كانوا نخبة في تخصاصتهم المختلفة حاربوا بكل قوتهم وضحوا بالغالي والنفيس حتى تمكنوا من هزيمة العرافة الكبيرة ..صمت مجددا ثم قال ياسين بأسى : لكن نهاية المعركة ضد العرافة الكبيرة لم تكن سوى بداية مآساة أخرى أكتشف الأبطال الـ 15 أن قوى العرافة الكبيرة ضخمة للغاية ومجرد أن تتبدد سوف تتجمع بعد سنوات
لكي تظهر مجددا كما حدث مع البطل هيكتور الذي حذر الــ 15 من هذا الشيء ...أزداد صوت ياسين حزن و هو يقول : حتى قرر 6 من الأبطال
بأن يقتسموا قوة العرافة الكبيرة من أجل السيطرة على قواها لكن البقية التسعة عارضوا ذلك لكن الستة كانوا فعلا عازمين على
أخذ قوى العارفة الكبيرة وحدث ذلك فعلا ..
أكمل ياسين : أقتسموا أسباب قوة العرافة
وكانت ستة أسباب
الحب , الطموح , القوة , المعرفة , البصيرة , التوازن ...
لكن لم يدركوا أن خلف تلك الصفات الحميدة مضمون ذميم كانت العرافة كمن يضع السم
في العسل مظهرها جميل لكن قلبها قبيح ..
كانوا الستة معروفين تلك الفترة بأسماء اندثرت مع الوقت كانت أسمائهم ..
اصلان الفولاذي
ميار الحكيمة
حازم المخلب
درام المغوار
فؤاد الساحر الظلامي
جساس سيد الظلام ..
هؤلاء هم الستة وهذه هي اختصاصاتهم لكن قوة العرافة الكبيرة أعطتهم مستوى أعلى بكثير في تخصصاتهم فصاروا أقوى بشكل خرافي من أي محارب آخر وفوق ذلك اكتسبوا مهارات خاصة من قوى العرافة
مثلا الساحر الظلامي يستخدم قوى الظلام لكي يتحكم في الجثث و الوحوش المصنفة تصنيف الأموات
المخلب يتحكم بعقول الوحوش و يستطيع السيطرة على كمية هائلة من الوحوش في نفس
الوقت حتى لو كانوا يبعدوا عنه بأميال بعيدة
الحكيمة خبيرة في صنع الترياقات و العقاقير كما لها مجموعة خاصة من الجنود ليجمعوا
الأطياف من كل مكان يلقبوا تلك المجموعة بـ ( عبيد الأطياف )
سيد الظلام هو المسؤول عن عملية ضبط الأنتقالات في العالم كما أنه يصنع تشويش على أي عملية أنتقال و رصد مكانها
ومكان وصولها .... طبعا توجد خصائص أخرى لهم ولباقي الأعضاء الستة للنظام
لكن أهم خاصية موجودة لديهم وقد أكتسبوها من قوى العرافة الكبيرة هي ... الخلود ..
قال كيجن بدهشة : الخلود ؟ هذا شيء
غير موجود ..
قال ياسين موافقا : نعم ! انت على حق لكن الأعضاء الستة
قد أكتسبوا قدرة تجدد خلاياهم بشكل مستمر و مع التجديد المستمر لخلاياهم فأنهم يحافظوا على أشكالهم و على قوة أجسادهم مهما
مر عليهم من زمن لهذا فهم يتمتعوا بما يشبه مفهوم الخلود ..
قالت كيرا : وكيف تعرف كل هذه التفاصيل ..
اغمض ياسين عينيه ثم قال بأسى : بعد أن اكتسب الأعضاء الستة القوة
تغيرت شخصياتهم و أهدافهم مما أغضب الـ 9 الباقيين ليتحول إلى معركة بينهم لكن
الموضوع تطور بسبب قدرات الستة الخارقة
ليستعينوا الـ 9 بالجيش والمحاربين الذين لديهم لكن لم يكونوا بقوة الـستة ..سقط ثلاثة من الأبطال بسقوط ماندا وتم قتل 2 منهم في جندار
و أحدهم قتل مع فرقة من أقوى المحاربين في جزيرة المبتدئين وآخر قتل بالقرب من وادي الماس ظل إثنان من الأبطال تمركزوا مع من بقي منهم في أوروك كان أحدهم سفاح يدعى كازوار
شاهد صديقه المقرب يموت بين يديه مما جعل كازوار يفكر مليا بالاستسلام , قالوا بأن كازوار أستسلم لحقن الدماء
والمحافظة على أوروك من الدمار لكن بعد الأستسلام تداول عند الناس أن كازوار قد سلم مدينة أوروك لكي يحقن دماءه هو
لينجوا بحياته بعدما قتل جميع رفقائه الـ 8 بعدها اختفى كازوار وقيل أن ثمن
حياته هو تسليم أوروك و الأختفاء عن العالم ..
جوابي على سؤالك أيتها الشابة لقد كنت اعرف كازوار في يوم من الأيام لكن
كازوار خيب ظني لم يكن قويا لكي
يضحي بأوروك ويموت كبقية رفقائه .. تلك المجموعة الشريفة .. تلك الأسماء الطيبة لم أنساها أبدا ..ثم قال بصوت يملئه الشجن وخيل له أن دموع قد سالت من عينيه الحادة : كازوار و تيناش و رغد ...
صمت ياسين بحزن كأنه يبكي
بصمت داخل اعماقه
فصمت الجميع أحتراما لمشاعره لكنهم في داخلهم كانوا يشتعلوا أكثر من اجل مواجهة ذلك النظام القاسي ..
درام المغوار
في سرداب مظلم راح المغوار درام أحد أعضاء النظام الستة يمشي ببطء
ضاربا رجليه بقوة و هو ينزل سلالم بدت كأنها تنزل إلى
لا نهاية , توقف درام أمام زنزانة كبيرة وفتح بابها الذي لم يكن مغلق
بقفل ما ليجد مجموعة من الظلال جالسة القرفصاء
بصمت , لمعت أعين حمراء في الظلام وقال أحدهم : أنه القائد ..
قال درام : عددكم 30 أنتم تشكلوا فرقة من فرقي الـ 7 فرقة , واحدة منكم
تكفي لغزو مدينة كبيرة ..
قال أحدهم : ما الذي تأمر به يا سيدي القائد ..
قال درام بغضب : أوروك
تجرأت على العصيان هناك من يتستر على معارضين للنظام أعطيناهم مهلة يومين لأخراج
المخالفين لكن لم يستجيب أحد , لهذا قررت أن أنزل عليه وباء !
قال أحد الظلال و هو يقف : ونحن شر داء !
قال درام : أوروك هي مباحة لكم أقتلوا من ترونهم في الشوارع و الساحات
وإذا اضطررتم إلى اقتحام البيوت فافعلوا أريد أن يتم تدمير المخالفين شر تدمير
وقف جميع الظلال وبانت هيئتهم المخيفة و قالوا بصوت واحد : حاضر !
رمق درام بسعادة فرقته الخاصة جدا المكونة من أخطر
قطاع الطرق والمجرمين ..
المجرمين الشرسين !!
نهض عزت من فراشه على صوت خطوات تقترب منه بعجل
فشاهد مساعده ابراهيم يركض ويقول : سيدي
أخبار فضيعة !!
لم يجبه سيده فأكمل ابراهيم بقلق : النظام وضع
حظر تجوال على المدينة كما وضعها تحت حالة الطوارئ !
انعقد حاجبا عزت بقلق شديد و هو يتذكر الأحداث التي مرت على المدينة
قبل أيام قليلة عندما غادر مساعده الآخر فواز
مع مجموعة الغرباء تلك ليبحثوا عن مقر الثوار عرف أن النظام قد كشف أمره و أمر تابعه ابراهيم فقرر الأختباء في منزل صديقه القديم اراب لكنه لم يتوقع أن النظام سوف يكون جاد لهذه الدرجة ويضع المدينة في حالة طوارئ !
سمع صوت خطوات أخرى تنزل السلالم ليظهر اراب
ذلك الرجل الوقور الذي ظل يكافح ضد النظام في الخفاء مثله تماما ..
قال اراب بقلق رغم محاولته إخفاء قلقه عبر صوته الوقور :
النظام تحرك بخطورة غير متوقعة !
قال عزت بأسى : لربما كنا نحن سبب المعاناة القادمة لأهل أوروك !
قال اراب : كلا النظام هو من يسبب هذه المعاناة نحن فقط نريد
أن نعيش كأشخاص أحرار ..
قال ابراهيم مقاطعا : آسف لوقاحتي أيها السيد
لكن هل بقاءنا هنا مختبئين يمثل أشخاص أحرار ؟
نظر اراب بعمق نحو ابراهيم وقال : أعرف شعورك أيها الشاب , أعرف مقدار الطاقة والنشاط الذي يتحلى
به الشباب امثالك , كان أبن أخي شاب مثلك يمتلك بمهارات لا يسمح بوجودها النظام فقررت إرساله لخارج هذه المدينة
التعيسة لربما يجد حول العالم شيء يجعله يعيش بكرامة , كان والده يتحدث كثيرا عن الكرامة والحرية ومحاربة الفساد
لكن ...
نهى حديثه و معالم الأسى تظهر على وجهه لكن سرعان مازالت تلك الملامح لتظهر ملامح الوقار مجددا
فقال اراب : من خلال تجاربي في الحياة أعتقد أن النظام
يخطط لأخراج المخالفين بالقوة ومن وضع حالة الطوارئ هذه أعتقد أن قوات الهلاك الخاصة قادمة في الطريق ..
ابراهيم بحذر وهو يرمق علامات الخوف على وجهي
السيدين : قوات الهلاك الخاصة ؟
قال عزت : نعم ! في الماضي قبل هزيمة العرافة الكبيرة كانت هناك مجموعة كبيرة من االمجرمين وقطاع الطرق و كانوا تحت قيادة العرافة الكبيرة لكن بعد الحرب
الكبرى أصبحت تلك المجوعة تحت قيادة النظام و بالتحديد تحت قيادة ذلك المغوار الذي يلقب نفسه بـ
درام ...
قال اراب : هذا يعني أن الجنود سوف يخرجوا من المدينة
قريبا لان قوات الهلاك الخاصة لا تفرق بين صديق و عدو ..
لهذا قد تتيح لنا فرصة للنجاة ..
قال عزت بحذر : ما لذي تفكر فيه أيها المحترم ؟
قال اراب : في الحرب الكبرى كانت هناك وسيلة لطلب المساعدة
من نقاط الجيش القريبة و كانت تلك الوسيلة عبارة عن أداة تطير في السماء وتنفجر راسمة عبر غيوم حمراء كلمة ( مساعدة )
أنت اخبرتني أن تابعك ذهب مع مجموعة غريبة تقول أنهم سوف يتصلوا مع الثوار , اذا كان كلامك صحيح ونجحوا في ذلك
عند مشاهدة هذه الرسالة أعتقد أن الثوار سوف يأتوا لمساعدتنا ..
قال ابراهيم بقلق : وماذا لو لم يشاهد الثوار تلك الرسالة
وحتى لو شاهدوها ماذا لو لم يأتوا ؟
أبتسم اراب وقال : لا تقلق الثوار سوف يروا الرسالة فقوة الأنفجار
يراه أشخاص على بعد خمسة أيام ..
ثم توجم وجهه وقال : لكن لو لم يأتي الثوار لمساعدتنا لا يمكننا إلا ان نصلي *** أن ينقذنا ..
ثم اخرج أسطوانة بحجم كفه يذيل الأسطوانة فتيل صغير وقال : هذه هي الأداة ..
قال ابراهيم بحماس : حسنا سوف أعمل على أشعالها !
لكن عزت أمسك الأسطوانة وقال بحزم : كلا ! أنا من سوف يقوم بذلك , هذا العمل
يحتاج لخبرة شخص مثلي ..
قال ابراهيم مستنكرا : لكن ... !
قاطعه عزت وقال : هذا أمر ..
ثم مشى عزت نحو طاولة قريبة والتقط سيفان مزخرفان بزخارف
طويلة وسار بصمت نحو السلالم ثم التفت و قال : أدعوا لي أن أنجح في مهمتي ..
وركب السلالم و هو يتمتم في نفسه : لن أجعلكم تدعوا لي دعاء مستحيل حدوثه كنجاتي مثلا ..
وراح يركب السلالم متوجها نحو مصيره ...
في عش الثوار كان الأجتماع الثاني للأبطال وفي نفس القاعة
كان ياسين يتحدث : بعد الذي واجهناه من النظام أدركنا أننا نحتاج
لمزيد من القوة لجيشنا فبعد دراسة عميقة أدركنا أن سبب ضعف قدراتنا يعود لسببين
الأول العتاد و الأسلحة .
الثاني القدارت .
السبب الأول حلينا مشكلته تقريبا عبر شخص يلقب نفسه بــ تاجر السراب
هذا التاجر أسمه الحقيقي جعفر
هو تاجر لديه عدد خرافي من الأسلحة مختلفة الجودة أنه يبيع الأسلحة للنظام والثوار ..
قال كيجن بحيرة : ولماذا يفعل ذلك ؟
رد عليه ياسين : هذا التجار لا يملك صديق أو صف ينحاز له
صديقه الوحيد هو المال .. ونحن نعطيه المال لكي يزودنا بالأسلحة ..
قالت كيرا : لكن هل النظام راضي بأن التاجر يزود أعداءه بسلاح ؟
قالت فيجي : النظام يدرك تماما أن الثوار لا يملكون الإمكانيات الكبيرة بالأسلحة بدون أمكانيات لا تساوي شيء فوق ذلك النظام يستفيد من التاجر كثيرا لأن النظام يملك أموال كبيرة
والتاجر يملك أدوات و أسلحة أسطورية ..
قال ياسين : نحن نجمع أغلب أموالنا في جلب الأسلحة من التاجر لكن تبقى المشكلة الثانية وهي القدرات ولقد توصلت لحل لكن الحل صعب جدا ..!
نظر له الجميع نظرة متسائلة فأكمل ياسين : الجزيرة المخفية ..
جزيرة بعيدة عن هنا لا يملك النظام سيطرة عليها لبعدها الجغرافي عنا , سمعت أن أشخاص يعيشوا بها يملكوا قدرات لم يمحيها
النظام كما أنهم يملكوا مرافقين وأشكال أخرى من المهارات المنسية ..
نظر له الجميع بدهشة وقالت مايا : مذهل ! لماذا لا تطلبوا مساعدتهم ؟
قال ياسين بأسى : لقد حاولنا أن نرسل لهم أكثر من رسالة مختلفة الأشكال لكن ليومنا هذا لم يصلنا أي رد منهم ...
.
.
في أوروك كان عزت يرتدي رداء طويل ذو قبعة قماشية يخفي وجهه و هو يشد بيده
على القطعة الأسطوانية التي بيمينه كان يشاهد الشوارع الخالية وقد اختبأ الناس في منازلهم خوفا من حالة الطوارئ
وكذلك لاحظ أن جنود النظام قد أخلوا المدينة بالفعل فهذا يعني أن موضوع فرقة الهلاك الخاصة موضوع جدي ..
من خلال حديثه مع اراب عرف أن هذه الأسطوانة تطير لمسافة مرتفعة
جدا لكن ماذا لو اعترض النظام الأداة قبل انفجارها ؟
هو يعرف أن النظام يحكم سيطرته على المدينة عبر عدة طرق
1- الجنود وقد غادروا المدينة بالفعل
2- أبراج الساحر الظلامي وعددها ثلاثة في الشمال والغرب والشرق للمدينة بالقرب من البوابات , قد يستطيع الساحر الظلامي للنظام تعطيله عن عمل الأستغاثة لهذا عليه أن يبتعد قدر الأمكان عن مدى الأبراج .
3- جيش الوحوش ( جيش المرافقين ) تحت سيطرة مخلب النظام و هم انواع مختلفة من المرافقين الشرسين لكن
هم يعسكروا في منطقة بعيدة نوعا ما لربما كانوا يعسكروا في شرق المدينة أوروك
تسلق عزت احد المنازل و وضع الأسطوانة في وضعية عمودية
و أخرج مسحوق أسود وضعه عند الفتيل الخاص بالأسطوانة ثم راح يضرب حجرين مع بعض ليولد شرار أشعل الفتيل
لتنطلق الأسطوانة محلقة بسرعة كبيرة نحو الأعلى ثم تنفجر انفجار عنيف ومثلما أخبره المحترم اراب خرج دخان أحمر كأنه سحاب دموي ليكون عبارة ضخمة ( مساعدة )
دوى صوت كأنه يخرج من قاع بئر : مساعدة ؟ نعم انك تحتاج للمساعدة !
جفل عزت و هو يشاهد ذلك الوجه البنفسجي الضخم فوق
أحد الأبراج السحرية فقال الوجه : أداة قديمة من زمن قديم لكن هل كانت هذه الأداة تستحق أن تضحي بحياتك وتخرج ؟
قال عزت بحزم : أوروك تستحق حياتي و أكثر !
ضحك الوجه وقال : حسنا حياتك سوف تزهق وكذلك حياة أتباعك أيها الغــر ..
شعر عزت بأجسام تقترب منه فشهر سيفيه وقفز وما أن قفز حتى
أنقض ثلاثة أجسام ليحطموا المكان الذي كان يقف في عزت
الذي قال بقلق في نفسه : لقد وصلوا قوات الهلاك الخاصة !
وقف عزت فوق مدخنة المنزل وشاهد عدد كبير من قطاع الطرق والمجرمين يدخلوا للمدينة و هم يتجهوا من ناحيته ..
اكمل عزت في نفسه : عددهم يفوق الـ 20
لا يمكنني قتالهم جميعهم فوق ذلك لا يمكني الهروب المدينة خالية والعدو يحاصرني من كل مكان لهذا بدل الموت بدو فائدة
فل أفعل اقصى مايمكن لأضعاف العدو ..
كان عزت يرمق الأبراج السحرية فأكمل تفكيره : ثلاث أبراج
لو قمت بتدميرهم سوف يفقد النظام أحد الوسائل للمراقبة لهذا سوف يقوموا بطل الوحوش الذي سوف تستغرق نصف يوم لكي تصل
هل يمكن أن يفيد هذا ...
أنقض قاطع طريق متزودا بخناجر حادة على عزت الذي قفز برشاقة على الرغم من سنه الذي وصل للخمسين ثم داس على رأس قاطع طريق في الهواء و أعاد القفز مجددا مستعينا برأس قاطع طريق كنقطة قفز ليشقلب ثم يقف فوق سطح منزل آخر وينطلق بسرعة
متجها لشرق المدينة تبعه قطاع الطرق الثلاثة بسرعتهم الكبيرة
قال عزت في نفسه بقلق : لقد أكتشفت إني فقدت الكثير من مهاراتي
ليس بسبب تقدمي بالعمر بل لأسباب أخرى يملكها النظام , نظريتي هذه تتأكد بسبب تناقص سرعتي بشكل كبير .. لكن ..
أنعقد حاجبي عزت بعزم و هو يقول : ما زلت أتنفس و أركض
اذا ما زلت قادر على القيام بعملي !
كان يتجه للبرج الشرقي و قد لمح عدد من قطاع الطرق و المجرمين يلحقوا به
خلفه على أسطح المنازل و تحته في الشوارع الخالية , ظهر الوجه البنفسجي فوق البرج الشرقي الذي كان يفصل بينه وبين
عزت مسافة تقدر بــ 600 متر
قال الساحر الظلامي عبر الوجه : إلا أين المفر يا هذا !
كان عزت قد قطع الأمتار بخطى سريعة و هو يقبض على سيفه بشدة
قائلا في نفسه : هو يتوقع إني سوف أحاول الهروب من المدينة لكنه لا يتوقع إني سوف أهاجم البرج مباشرة
كانت تفصله عن البرج حوالي 100 متر فظهر أربع من قطاع الطرق و المجرمين
وهاجموا عزت الذي بادلهم الهجوم دون تفكير
فقفز المجرم الأول مشقلبا في الهواء اما المجرم الثاني إنحنى وقفز للأسفل و أمسك طرف سطح المنزل ليقفز مجددا ويقف خلف عزت اما المجرمين المتبقيين تأهبوا لصد هجوم خصمه
لكن عزت لم يهاجمهما بل عبر بينهما و أكمل مسيرته بسرعة خارقة
ظهرت علامات التعجب على وجوه المجرمين ثم قال أحدهم بصوت غاضب :
لا تدعوه يهرب ! هدفه الهروب من البوابة الشرقية !
أبتسم عزت وقال في نفسه : أرجو أن يكون جميعكم بهذا التفكير
ثم وعند حافة سطح أحد المنازل قفز ليتسلق منزل عالي يتكون من ثلاث طوابق وقد شاهد مطارديته يسلقوا خلفه برشاقة عالية
لكن عزت نجح في الوصول قبلهم وراح يركض فوق المنزل
العالي ثم قفز لمسافة 10 أمتار بأتجاه البرج السحري فتكون أمامه الوجه المخيف لكن عزت لم يجفل أبدا بل لوح بسيفيه بقوة ليطلق موجة قطاعة دمرت الجوهرة الامعة التي في أعلى البرج السحري
فسقط عزت على سطح منزل برشاقة و هو يرمق الأنفجار الذي خلفه
من تحطم الجوهرة , نظر عزت للجهة الشمالية فشاهد
مجموعة كبيرة من قطاع الطرق و المجرمين يتجهوا نحوه بسرعة
ثم نظر للجهة الغربية فلاحظ أن العدو لم يرقى لأسطح المنازل بل ما زالوا في الشوارع فعرف إنها فرصته ليتجه للبرج الغربي
و انطلق عزت يركض بسرعته الكبيرة ويقفز فوق سطح المنازل
وشاهد عدة خناجر تمر بجانبه لكنه كان يتجنبهم برشاقة ويصد بعضهم إذا تعسر تجنبهم وعندما أقترب من البرج الغربي
ظهر الوجه البنفسجي المخيف مرة أخرى لكنه كان يبتسم بشراسة ولمع سطح المنزل الذي يقف عليه عزت بلمعة بنفسجية ليخرج من الأرض عيكل عظمي يشبه في تفاصيله الهيكل العظمي
رايزان .
قال الوجه البنفسجي العائد للساحر الظلامي : ممتاز يا هذا لم أكن أتوقع أنك تنوي مهاجمة البرج مباشرة , لقد ظننت أنك مجرد جبان يريد الهرب بحياته لكن تبين لي أنك لست جبان ..
ثم أضاف الساحر الظلامي بشراسة : بل أنت غبـــي كبير لتتحدى النظام لهذا سوف أقتلك بواسطة مقاتلي هذا لكي تدفع ثمن تحطيمك
لأحد أبراجي ..
قال عزت و هو يشير للهيكل العظمي : هل هذا هو السبب أنك جعلت
الجهة الغربية أقل عدد من المقاتلين لكي تجذبني لفخك هذا ؟
قال الوجه البنفسجي : وهل لاحظت ذلك ؟
قال عزت بصرامة : بالطبع وعرفت أنه فخك لكن لو لم أقع في فخك
فأين سوف أذهب ؟
ضحك الساحر الظلامي ضحكة قاسية و قال : تعجبني أيها الرجل أنت تستحق الموت على يد مقاتلي هذا ..
قال عزت بقلق يسري في صوته : أن اعرف مقاتلك انه يدعى
رازيناس بلغة أوروك القديمة والذي تتم ترجمته إلى الموت المحتم
قال الساحر الظلامي : نعم أنه هو الموت المحتم
و أنقض الموت المحتم نحو عزت شاهرا رمحه بشراسة ودموية !
كان كل من نزار و هاشم يسيران ببطء في أراضي أرمادا
قال الأول : علينا أن نسرع أكثر ..
قال هاشم : هذه الساق المعدنية اللعينة ... لم أتعود على
المشيء بها ..
قال نزار بضجر : *** لماذا بليتني بشخص معاق !
صح هاشم بغضب : معاق َ! هل نسيت ذراعك !
رد نزار الصرخة : أنت معاق إعاقتين ! الأولى في ساقك
والثانية في دماغك !
قال هاشم و هو يتأهب للقتال : لربما تريدني أن اريك العاهة
التي في دماغي !
تأهب نزار للقتال أيضا قائلا : سوف أرى اذا كان ضرب دماغك
يزيل العاهة أم يزيدها !
وانقض مسددا لكمة بيده المعدنية فأبتسم هاشم و هو يقول :
ساحر ظلامي يقاتل باللكمات ؟ ياللسخافة يبدو أن عاهتك كبيرة جدا !
هم هاشم بتجنب اللكمة لكن ساقة المعدنية خذلته في الحركة
فضربت الذراع العدنية وجه هاشم بقوة والقته على الأرض متألما
فصاح و هو يتلوى : أيها الغبـــي ! ليس بالمعدن تضرب !
قال نزار بقلق : أنا آسف هل تألمت ؟
ركل هاشم بطن نزار بواسطة ساقه المعدنية ليسقطه أرضا ثم جلس على صدر زميله وسدد له لكمات على وجهه قائلا : ألم
اخبرك من قبل أنك أحمــــق ؟
ثم سدد لكمة قوية لكن نزار حمى وجهه بواسطة ذراعه المعدنية
لتضرب يد هاشم اليد المعدنية فصرخ هاشم متألما فاستغل نزار الفرصة ولكمه على وجهه ليزيحه عن جسده ثم نهض نزار وسدد ركلة على بطن هاشم الملقى على الأرض
ثم سدد ركلة ثانية على البطن لكن هاشم حمى بطنه بساقيه
فضرب نزار ساق هاشم المعدنية ليصرخ نزار متألما ويسقط على الأرض
يمسك قدمه بألم قائلا : يا غبــي أظن أن رجلي قد كسرت !!
قال هاشم : الم أقل لك لا تضرب بالمعدن !
وعم الصمت يتخلله تأوهات متألمة ثم نهض الأثنان وسارا مع بعض كأنه لم يحدث شيئا إطلاقا ....
!!!!!!!!
تجنب عزت ضربة الرمح ثم ضرب عظام الموت المحتم لكن سيفي عزت ارتدا بعنف
فقال في نفسه : عظام مقوى ؟
سدد الموت المحتم طعنة أخرى نجحت في جرح كتف عزت الذي تراجع للوراء فلمع ضوء تحت الموت المحتم لتبرق عينيه وينطلق صوت مخيف حوله فعرف عزت أن خصه ينفذ مهارة يخاف وهذه المهارة تهاجم العقل
الباطني للخصم وتجبر عضلات الخصم على التشنج حتى لو لم يخف الخصم ..
تشنج عزت فأقترب منه الموت المحتم بخطى واثقة ورفع رمحه بكل ثبات وسدد على القلب لكن عزت مسك الرمح بيده وهو يبتسم : مهارتك هذه لا تنفع علي افعلها على من هم أقل مني
ثم أمسك بيده الأخرى القفص الصدري لـ الموت المحتم وسحبه ليقرب الموت المحتم منه ثم أدخل اصبعيه في عيني الموت المحتم الذي أطلق صرخة متألمة فشعر عزت
أن طاقة كبيرة تجتاح جسده فقال بحزم : سر قوتك هي الظلام فلتعرف أن شعب أوروك يستمد من الظلام قوته !
ثم هوى بسيفه بكل قوته على جسد الهيكل العظمي ليقطعه لنصفين !
ثم التفت عزت إلى البرج ورمق الوجه البنفسجي نظرة استحقار
وركض نحو البرج وقفز ....
لكن في نصف القفز شعر بقوة كبيرة في جسده فقال عزت : ما ..
ثم شعر بقوة تجذبه بسرعة نحو البرج ليصطدم بالبرج المعدني بقوة شديدة .
لتنطلق ضحكة من الساحر الظلامي وقال : نعم ! وقعت بالفخ أعرف أن الطاقة المظلمة سر قوة أوروك لكن هل تعرف إني اتحكم في قوة الظلام !
ثم أضاف : لقد كنت أخطط لنقل قوة الظلام لجسدك لكي أتحكم بجسدك كاملا لكن أنت وفرت العناء وقمت بسحب القوة من
محاربي !
أبتعد عزت عن البرج لمسافة 20 متر وهو معلق في الهواء
فقال الوجه البنفسجي : هل تعرف ماذا يحدث للبشر عندما يتم سحبهم بقوة كبيرة نحو جسم معدني ؟
صمت لفترة ثم قال : يحدث له كما يحدث لأي شيء آخر !
ثم سحبه بقوة ولحظة أرتطام عزت بالبرج قال : يتحطم !
شعر عزت أن عظامه قد تحطمت بالفعل لكنه سمع حركة خلفه
ليظهروا 7 قطاع طرق خلفه وقفزوا على ارتفاع شاهق ثم غرسوا بكل
عنف خناجرهم في ظهر عزت الذي صرخ متألما
قال الوجه البنفسجي : سوف أرحمك و أدعك تموت بسرعة اذا اخبرتني عن بقية المخالفين !
رفع عزت وجهه نحو الوجه البنفسجي وقال بمقت : إذهب
للجحيم !
هنا سرت قوة كهربية في جسد عزت جعلته يتلوى بعنف وألم
وهو يحاول أن يتبعد عن البرج لكن هيهات أن يفلت من قبضة ذلك الساحر الظلامي فعرف عزت أن موته قد أقترب جدا مع ذلك الألم وتلك العظام المتحطمة أخذ يتذكر طفولته ثم شبابه والحرب
الكبرى أخذ يتذكر ذلك السفاح الذي كان قدوته وهو يدافع عن المدينة ثم تذكر الخذلان الذي اعتراه عندما أستسلم السفاح وسلم
المدينة واختفى من ذلك الوقت فقد يقينه بشيء أسمه شجاعة لكن ...
بعد أن ربى كل من ابراهيم و فواز عرف أن الشجاعة لم تمت بعد
تلك المجموعة من الأطفال كبرت و أصبحت شباب و هم يحملوا الحلم من بعده ..
تحامل على ألمه ورفع يده ليسمك عمود أفقي في البرج ورفع جسمه بألم ثم مسك عمود آخر ورفع جسمه وهكذا ظل يتسلق البرج
فقال الوجه البنفسجي : مالذي تخطط له !
قال عزت و هو يبتسم بشحوب : هدية صغيرة للثوار .
زاد الوجه البنفسجي من جرعة الكهرباء لكن بدا له أن جسم عزت
لا يستجيب لذلك كأنه اصبح جثة لا تشعر فقبض عزت على الجوهرة
الامعة وضغض عليها بكل قوته فشعر بحرارة شديدة حرقت يده لكنه لم يفلتها فانتقلت الحرارة على شكل لهب لتحرق ذراعه
كاملة ثم أنتقل اللهب ليشتعل جسد عزت كاملا
صرخ عزت و هو يضغط على الجوهرة أكثر و أكثر :
النصــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــر !!!!!
ثم انفجرت الجوهرة الامعة مسببة أنفجار حولت جسد عزت
إلى أشلاء وخيم صمت دموي على المدينة ...المدينة أوروك المحاصرة ..
يتبع ...
الحلقة الثامنة
في عش الثوار كان أسامة
و ريان و مايا و وليد
يقفوا في إحدى الساحات يتحدثوا عن الأحداث التي مروا بها كانت ملامح السعادة تبدو على وجه
وليد وهو يسمع قصة تلميذه
قال ريان بحماس : ثم بضربة واحدة دمرت تلك القبة الضوئية
تمتم أسامة باستنكار : بضربة واحدة ؟ الم يكن دورك تشتيت
انتباههم ؟
أكمل ريان كأنه لم يسمع كلام
أسامة : ثم أمسك ذلك الأصلع من رقبته فخاف زميليه
الذان ماتا من الرعب !
قالت مايا بسخرية : الم يبللا ملابسهم قبل موتهم ؟
قال ريان بجدية : لم اتحقق من ملابسهم في تلك اللحظة !
ضحكوا جميعا ثم لمحوا شخص يقترب منهم فتبين إنها سيدة القمر الفضي
.... فيجي
أبتسمت فيجي وقالت : يبدوا أنكم تقضوا وقت
ممتع هنا ..
قال أسامة : هذا المكان وهؤلاء الناس ... شيء ما يشعرني
بالراحة هنا ..
قالت فيجي : على كل حال سوف اخذكم
معي في رحلة سوف تعجبكم أنصحكم أن تحضروا معكم نقود أو أشياء ثمينة معكم ..
قالت مايا بدهشة : هل سوف نتسوق ؟
ابتسمت فيجي بغموض وقالت :
بل سوف نذهب إلى ما هو أكبر من السوق .. سوف نذهب إلى تاجر السراب
ثم اضافت قابلوني عن الممر الجنوبي بعدما تجهزوا ...
بعد حوالي ربع ساعة اجتمعوا الخمسة عند الممر الجنوبي فشاهدوا في نهاية الممر حارسين قال أحدهم بأدب: السيدة
فيجي هل انت ذاهبة لذلك التاجر ؟
قالت فيجي : نعم !
ثم استدارت إلى مجموعتها وقالت : لربما التقيتم بهذين الحارسين من قبل , هذا الحارس اسمه
فادي حارس بوابة الدخول
اما هذا الحارس اسمه سعد حارس بوابة الخروج
عند خروجنا من المقر يكون هو المسؤول عن
تنظيم البوابة لتقودنا خارج المقر , وعند عودتنا للمقر يكون فادي
هو المسؤول عن دخولنا هنا من خلال إرشادنا بواسطة الضوء للبوابات الصحيحة لكن ليس فقط هؤلاء حراس البوابات يوجد عدة حراس هنا فليس من المعقول أن يكون هذان الحارسان المسؤولان عن الدخول
والخروج طوال اليوم وطوال الاسبوع وطوال الشهر دون راحة أو نوم ..
لمعت بوابة ضوئية بالقرب منهم فقال سعد بأدب :
لقد تم تفعيل البوابة تستطيعوا الخروج ..
وقاموا الخمسة بالعبور نحو العالم الخارجي لملاقاة التاجر الغامض ... تاجر السراب ...
وقف نزار ينظر للأمام بصمت فقال زميله
هاشم بترقب : إنها قريبة اليس كذلك ؟
قال نزار : نعم مسافة نصف يوم ونصل للصحراء
حيث نجد ضالتنا ..
جلس هاشم و أخرج من جيبه قطعة مربعة الشكل متوسطة الحجم
تحيطها قطعة قماش وفتح القماش ليظهر صندوق اصفر اللون فتح الصندوق بحذر ولهفة لتخرج أدخنة ضعيفة ما أن شمها
نزار حتى سال لعابه وجلس بالقرب من زميله وقال بلهفة :
وقت الطعام !!
مد نزار يده اليمنى المعدنية لكنه توقف بغتة ينظر ليده بأسى
فمد يده اليسرى والتقط قطعة من الخبز وراح يغمره في حساء ساخن و نزار
صامت بأسى فقال هاشم : كن شاكرا
أن ذلك العدواني لم يقطع اليسرى أيضا و إلا لما شعرت بملمس الطعام في يدك ..
التهم هاشم قطعة من اللحم المشوي كان قد اصطاد أخطبوط بالقرب
من جرف حيسلام و زميله اصطاد ارنب بري عرف أن هذه الكمية من الطعام سوف تكفيهم في رحلتهم
قال نزار و قد رجعت الروح المعنوية له مجددا : جيد
انه لم يسدد طعناته على بطوننا ..
سأله بحيرة : لما ؟
قال نزار : هل لك أن تتخيلنا ببطون معدنية ؟
ماذا لو قطع أمعانا بدل أطرافنا كيف سوف نهضم طعامنا ...
قال هاشم : ماذا لو قطع السنتنا ؟
لن نشعر بطعم الطعام أبدا سوف نفقد ثلثي لذات الدنيا !
قال نزار برعب : ماذا لو حطم أسناننا ؟
لا أستطيع أن أتخيل نفسي وأنا آكل بأسنان معدينة !
أمسك هاشم حلقه برعب أكثر : حلقي ! حلقي !
ماذا لو دمر حلقي ؟ كيف سوف ابلع طعامي !
استلقى نزار على ظهره و صرخ و هو يمسك أنفه : أنفي ! أنفي !
ماذا لو قطع أنفي كيف سوف اتنفس ! كيف سوف أشم طعامي !
قال هاشم ببرود فجأة : نزار ...
نظر له نزار متسائلا فقال هاشم
و هو يشير للطعام : أخرس و أعتدل لتأكل طعامك قبل أن آكل نصيبك ..
فنهمك الزميلان يلتهمان طعامهم بصمت دون التفكير في احتمالات فقدان أي شيء آخر ...
ظهر خمس ظلال بالقرب من باب القمر التفت فيجي
حولها وقالت بلهجة ارتياح : جيد , على الأقل سعد
يقوم بواجبه جيدا ..
ثم نظرت لرفقائها وقالت بجدية : البوابات الضوئية لدينا لها عدة نقاط ظهور لكن لا نستطيع أن نضع نقاط الظهور بعيد عن المركز
لهذا نحن نختار أماكن متفرقة وقدر الأمكان تكون مخفية لكي لا ينصب لنا النظام كمين بالقرب منها , حارس بوبات الخروج
سعد قام بواسطة المرايا الخفية في المقر بمراقبة السطح
الخارجي و تأكد من أن النقطة هذه آمنة لكي يقوم بنقلنا فيها ..
ثم أخرجت من حقيبتها لفافة بيضاء وقالت : هذه لفافة الأنتقال إلى متجر تاجر
السراب.. ما أن افعل هذه اللفافة سوف تظهر هالة حولي اقتربوا مني لكي يتم نقل الجميع عبر الهالة ..
اقترب منها رفقائها وفتحت اللفافة لتظهر حولها دائرة ضوئية زرقاء ثم تكونت هالة متوسطة الحجم وكما شعروا بذلك الشعور
عند عبور بوابة ضوئية , شعروا بنفس الشعور والهالة تختفي ثم ...
فتحت مايا عينها لترى رفقائها بالقرب منها , تأملت المكان لتجد جدران
صخرية غير منتظمة فقالت بحيرة : هل نحن في كهف ؟
قال وليد هذه الجدران الزرقاء تشبه لحد ما
منجم أوجلا الثاني هل نحن في المنجم المفقود ؟
قالت فيجي و هي تتقدم نحو الأمام : بالضبط !
قال أسامة : هل تسمحي لي يا سيدتي ؟
نظرت له فيجي متسائلة
فقام أسامة باخراج بطاقة مرافق وفعلها فنظرت له
فيجي بحذر ثم ظهر الذئب فنرير
قال أسامة و هو يربت على ذئبه : لم يخرج منذ فترة أراهن على أنه أختنق في البطاقة , قالت فيجي : عليك الا تفعل
ذئبك يا فتى , أنت لا تعلم متى يسيطر النظام على عقله وينقلب عليك !
قال أسامة باستنكار : لن يفعل ذئبي هذا !
رفعت فيجي يدها و أزحت قطعة معدنية على ذراعها الأيمن لتظهر تشوهات في ذراعها تبدو كجرح مخالب كبيرة ..
قالت فيجي بحزن يتخلله أسى : مرافقي
كان صقر , ربيته بنفسي منذ أن كان صغيرا ظننته مميز لكن في الحقيقة كان النظام قد تركه ينمو ويتطور لكي يستفيدوا منه
وفي إحدى المعارك أنقلب صقري ضدي , سيطر النظام عليه بواسطة ذلك المخلب اللعين الذي يقلب نفسه
حازم , صقري الذي ربيته , صقري الذي تقاسمت الفرح
والحزن معه , صقري الذي غامرنا وخضنا الكثير من المعارك الرهيبة في لحظات جن جنونه وهاجمني بكل وحشية
وشراسة مخلفا هذه العلامة على يدي ...
قال أسامة بعناد : ذئبي مختلف عن هذا ..
أعادت فيجي القطعة المعدنية على ذراعها
وقالت ببرود : سوف تعرف شعوري عندما تحين اللحظة التي تختار فيها بين حياتك ..
ثم نظرت نحو الذئب و قالت : وحياة مرافقك .
فعوى فنرير عوى غاضب قصير
فقال فيجي دون و هي تلتفت إلى الجهة
الأخرى : لنكمل سيرنا .
عبروا ممر ضيق وطويل ثم ظهرت أنوار مشاعل ليتبين لهم مشهد ..
كان هناك باب خشبي ضخم توجد لافتة فوق الباب مكتوب عليها المال فوق القانون
فتحت فيجي الباب الضخم بكل ثقة ليظهر
مكتب فخم و كبير خلفه دولاب أبوابه زجاجية تظهر من خلال أبوابه الزجاجية أدوات و صناديق عديدة و غريبة
وحول المكتب تتناثر الصناديق والأسلحة والدروع والتروس من كل الأنواع و الأشكال لكن كان بين المكتب و الدولاب
كرسي أنيق وفخم يجلس عليه رجل يبتسم بمكر التجار ويملك عين تشع جشع يكفي أن يلتهم الدنيا كلها
قال التاجر جعفر بمكر : اهلا ! اهلا ! بزبائني الاعزاء
أوووووه ! إنها سيدة القمر الفضي وبرفقتها أشخاص مثيرين للأهتمام ..
قالت فيجي بحزم : لقد حضرنا
لكي نشتري الكمية المماثلة من الأسلحة لقد اعجبنا بجودتها ..
قال جعفر بخبث : تلك الجودة من الفئة الثالثة أنت لم تجربي
الجودة الثانية إنها بالطبع ...
قالت فيجي بصرامة : كلا !
الأسلحة نفسها , و نفس الكمية .
ظهرت ملامح خيبة الأمل على التاجر وقال : لماذا أيها الثوار تصروا على الأشياء الرخيصة , لماذا كل الأشياء الثمينة
يشتريها النظام ... على كل حال سوف أقوم بعملي ..
ثم أخرج جعفر من جيبه اشبه بدفتر ملاحظات و أخرج
نظارته غريبة الشكل و أخذ يقرأ : 200 سيف ذو قبضتين , 350 رمح طويل , 200 سيف بقبضة واحدة
100 صولجان , 9000 سهم خشبي , 220 قوس خشبي طويل , 400 فأس بقبضة واحدة , 200 فأس بقبضتين
ثم لعق أصبعه ليقلب الصفحة ويقول : 900 خوذة معدنية , 900 درع معدني خفيف , 700 ترس خشبي مصنوع من أشجار
البلوط , أحذية جلدية مزودة بقطع معدنية صغيرة ..
ثم عاد يلعق أصبعه وقلب الصفحة و قال : 300 عينة من أعشاب الأمانة و 300 عينة من زهرة الأخلاق و 270 عينة
من حشائش المودة ..
ثم أخرج مربع خشبي به أعمدة بداخل الأعمدة كرات ملونة أخذ جعفر
يحرك الكرات كأنه يفكر ثم قال : إذا قلنا أن بعد الحسم يصبح المبلغ أها أها
ثم قال بابتسامة ماكرة : 750 مليون ذهبة !
قالت فيجي بمقت : الم يكن المبلغ في السابق
600 مليون !
ضحك التاجر بخبث وقال : نعم ! لكن الظروف تغيرت و أصبح سعر قطع الفولاذ مرتفع وكذلك تحويله لفولاذ مصقول
و من ثم لحديد مصهور يحتاج لأدوات وجهد وتعب ...
ثم قال بجشع : ومال !
صمتت فيجي و هي تفكر ثم قالت :
650 مليون ..
قال التاجر جعفر بجشع : 730 مليون !
قالت فيجي بإصرار: 680 مليون !
قال التاجر : 700 مليون ! أخر سعر !
قالت فيجي : تم !
ثم تناولت حقيبة خلفها ورمتها على مكتب التاجر وقالت : هذا ربع المبلغ وبعد شهر سوف نحضر لكي نستلم البضاعة ونسلمك
باقي المبلغ ..
اخذ التاجر يعد الذهبات بكل لهفة ثم قال : ممتاز ! بعد شهر سوف تكون البضاعة جاهزة ..
ثم قال بمكر : لدي شيء قد يهمكم ..
ثم أخرج لفافة وقال : ذلك الفتى وتلك الفتاة إنهم فولاذي و
فارسة بالترتيب صح ؟
قال ريان بحزم : نعم !
قال التاجر : خخخخخخ يا للحظ .. لدي هنا خريطة كنز قديمة , قالوا في قديم الزمان أن يوجد فولاذي أسطوري
كان يحب فارسة من أمانسيس وقد قرروا أن يتركوا الحرب و أحزانها ويعيشوا حياة سعيدة فقرروا دفن كنزيهما في مكان مجهول
لكن الفارسة قد رسمت خريطة لمكان الكنز في حالة أنهم احتاجوا الكنز مرة أخرى .. يا ترى هل أنتم مهتمون في شراء
الخريطة ؟
قالت مايا في نفسها : أتمنى لو أضع خريطتك في فمك الجشع !
قال التاجر جعفر : قيل أن الكنز عبارة عن أسلحة اسطورية !
قال ريان بشك : تاجر جشع مثلك يترك أسلحة أسطورية
هكذا ؟ بالتأكيد أنك سوف تسعى لمتلاكها لكي تبيعها بسعر مناسب
ضحك التاجر ضحكة ماكرة وقال : تفكير سديد يا فتى , لكن المكان المنشود خطر للغاية بالنسبة حتى لتاجر مرموق مثلي ..
قال وليد بحزم : سوف اشتري خريطتك !
قال ريان : لكن ..
قال وليد : إذا كان فعلا الكنز يحتوي على أسلحة
أسطورية فهذا سوف يجعلك أقوى , أليس هذا ما تريد ؟
صمت ريان فقال التاجر بفرح : نعم تفكير سليم
الخريطة تكلفك مليون ذهبة !
اتسعت أعينهم بدهشة فقالت فيجي بحنق :
أيها العجوز الجشع الــ ....
قاطعها وليد و هو يخرج من جيبه قطعة معدنية بحجم
الكف : لحظة ! ليس لدي المبلغ لكن لدي شيء يفوق المبلغ قيمة .
أخرج القطعة المعدنية التي كانت فضية اللون يزينها شعار مثلث بوسطه حصان رافع قائميه فقال وليد : هذا شعار الثلاثي الأسود
هذا الشعار يمكله فقط الأعضاء في هذا الفريق العريق أنا متأكد أنك سمعت عنه !
قال التاجر جعفر محاولا أن يخفي لهفته : أجل ذلك الفريق
الذي أستمر ببطولاته حتى تفكك بعد تكون النظام بما يقارب السنتين ..
صمت التاجر مفكرا ثم قال : حسنا رغم إنها لا تسدد قيمة الخريطة لكن سوف أقبل بها من أجل أنك زبون جديد لدي
قال وليد و هو يشير نحو دمية معلقة على جدار :
أريد تلك الدمية الغريبة كهدية لزبونك الجديد ..
نظر جعفر نحو الدمية وقال : دمية البنت الريفية
دمية قديمة قيل أن خبير أطياف كان في جندار قد صنعها لطفلته ... على كل حال قبلت بذلك
تناول التاجر الدمية ووضعها على المكتب وقال بإبتسامة واسعة : تشرفني زيارتكم سوف أفعل البوابة لكي تخرجوا للمكان
الذي أتيتم منه ..
ثم اتسعت ابتسامته لتبين جشع وخبث ومكر غير محدود .. على الأقل ليس في حدود هذا العالم ..
في عش الثوار كان ياسين يمشي بعجل ثم دخل إحدى الساحات القريبة وقال : ماجد !
اقترب منه ماجد بسرعة وقال بدهشة : ماذا هناك ؟
قال ياسين : مصيبة ! أجمع لي كل المقاتلين المتوفرين في الساحة
الرئيسية ..
ذهب ماجد يلبي دعوة قائد الثوار
بعد نصف ساعة كان الكل تقريبا مجتمع فقال ياسين :
وصلتنا رسالة استغاثة من أوروك بواسطة شعلة الاستغاثة الحمراء .
قال ماجد بحيرة: لكن هذه الوسيلة انقرضت منذ سنوات
قال كيجن بحيرة أشد : عن ماذا تتكلمون ؟
قال ماجد بإختصار : إنها وسيلة لطلب النجدة عبر تكون
رسالة في السماء يراها الناس على بعد مسافة كبيرة ..
ثم أضاف ماجد : لربما يكون فخ من النظام ؟
قال ياسين : لو كانت هذه الوسيلة لديهم لكانوا استخدموها من قبل
لكي يجذبونا لفخهم !
قال فواز : لربما كان السيد الوقور ...
نظر له الجميع فقال فواز بجدية أكبر : لربما سمعتم من
قبل بهذا الأسم ..
قال ياسين : نعم أنه رمز لشخص يعمل في الخفاء ضد النظام ..
تمتم فواز : نعم أنه شخص له علاقة قديمة
بسيدي عزت ذلك الرجل يملك أشياء غريبة فعلا قال لي سيدي
عزت أن ذلك الرجل يملك أشياء تراثية تعود لزمن ما قبل زمن النهضة .
خيم الصمت على المكان فقال ياسين بحزم : هكذا إذن إذا قررنا
أن نذهب لإنقاذ من في أوروك ... لكن لن نجازف بمستقبل جيشنا
في هذه المعركة التي قد تكون فخ ... سوف نسير على خطة معينة .
ثم رفع رأسه وقال : سوف نحتاج لشخص يقاتل بواسطة المدى البعيد سوف يكون ذلك الساحر الظلامي
جاسر ..
قال جاسر : حاضر !
ثم قال ياسين : سوف يسانده مقاتل بالمدى البعيد لكن يحمل هجوم
عضلي و هو القناص ماجد !
قال ماجد : أمر سيدي !
أكمل ياسين : مقاتل المدى المتوسط و القصير سوف يكون
المرشد موران ...
قال موران بحزم : حان وقت إظهار قوتي وخبرتي ..
أكمل ياسين : سوف تساعد الطبيبة روز
الفرقة لكي تكون الدعم الطبي ..
ظهرت يد مرفوعة فقال ياسين : نعم ؟
قال صاحب اليد الذي كان كيجن وقال :
لن تذهب زوجتي أي مكان بدوني ...
قال ياسين : لكن أنا أخطط أن تكون أنت مع الباقي كدعم للمجموعة
الأولى ..
قال كيجن بحزم : لن تذهب زوجتي
لأي مكان بدوني .. هل لديك مشكلة في السمع أيها العجوز ؟
قال ماجد بغضب : كيف تجرؤ ...
قال ياسين و هو يبتسم أبتسامة ذات معنى : حسنا !
سفاح ينفع في التسلل بين الخصوم كذلك هو ممتاز في المدى المتوسط والقريب سوف تنظم لهم ..
أشرق وجه كيجن ثم قال
ياسين بحزم : سوف يقود هذه المجموعة داران
كما سوف يساند هذه المجموعة 50 رجل من قواتنا
فلتستعدوا بعد ساعة سوف يكون موعد انطلاقكم نحو أوروك ..
وراح الجميع يتجهز للانطلاق نحو المعركة ... المعركة الدامية ... والشرسة ...
وقفت فيجي تنظر حولها وقالت بجدية
وهي تشير باتجاه معين : في ذلك الاتجاه تقع صحراء يويتا
نظرت نحو ريان و مايا
وقالت : اذا كان كلام التاجر صحيح وهذا ما اعتقده سوف تجدوا كنزكم هناك .
ثم أخرجت من جيبها كرستالة و أعطتها
ريان وقالت : هذه كرستالة
سوف تفتح لكم بوابة ضوئية بالقرب من
باب القمر ليقودكم لمقرنا
قال وليد بحزم : أنا واثق أنك قادر على إنجاز ذلك
يا ريان .
قالت مايا بإبتسامة : لا تقلق على تلميذك المدلل أنه معي .
قالت فيجي و هي تناولهما حقيبة :
هذه حقيبة كانت تلقب بالمستكشف سوف تجدون فيها الكثير من الأغراض النافعة تكفيكم في رحلتكم دائما أحملها معي
تحسبا لأقسى الظروف ..
ثم نظرت له بجدية أكثر وقالت : عليكما الحذر من أي مخلوق مهما كان صغير لربما كان وسيلة اتصال للنظام
و لو شاهدتم أحد الأبراج السحرية حاولا الأبتعاد عنه بأكبر كمية ممكنة .
قال أسامة : لترافقكم السلامة ..
مشى كل من ريان و مايا
بصمت نحو صحراء يويتا
فقالت فيجي بقلق : سوف تكون رحلة
طويلة عليهما ... مازلت مترددة في هذا القرار .
قال وليد مطمئنا : إنهما قويان لا تقلقي .
ثم ساروا مسافة حتى وصلوا بالقرب من صحراء يويتا
وفعلت فيجي
كرستالتها الضوئية لتفتح بوابة ضوئية قادتهم
عبر سلسلة من البوابات الضوئية حتى و صلوا إلى المقر
أستنشقت فيجي
الهواء حولها وقالت بانتعاش : على الرغم من أن الهواء هنا ليس بلطافة الهواء الخارجي لكن ما أحلى المنزل ...
قال لها فادي بأحترام :
عودة حميدة سيدتي , الاحظ أن عددكم قل ! هل صادفتكم مشاكل ؟
تمتمت فيجي : كلا !
لكن سوف أرسل تقريري للقائد ..لكن ...الاحظ حركة غريبة في المقر .
قال سعد بحذر : إننا نستعد لخوض معركة
وقد أرسل القائد الفرقة الأولى بالفعل ..
ارتسمت علامات المفاجئة على وجوه أبطالنا فقالت فيجي
: ماذا ؟ متى حدث ذلك ؟
قال فادي : لقد تم ارسال
الفرقة الأولى منذ 6 ساعات .
قالت فيجي بقلق : اللعنة !
ثم انطلقت داخل المقر يتبعها أبطالنا محاولين مجارات سرعة خطواتها حتى وقفت أمام قائد الثوار وقالت :
ما الذي يحدث بالضبط يا سيدي ؟
نظر ياسين نحو مساعدته وقال بلهجة صارمة
تحمل قلق كبير : لقد أرسلنا فرقة لتحرير مدينة أوروك
التي أرسلت لنا استغاثة عبر وسيلة القذيفة المشتعلة القديمة
الفرقة تضم بعض الأشخاص الذين يملكوا المهارات المنسية
مع 50 محارب بقيادة داران
قالت فيجي : لكن ...
نظر ياسين نحو أبطالنا وقال : أين البقية ؟
قالت فيجي : توجد قصة ورائهم
لكن علينا أن نلحق بقواتنا نحو أوروك !
قال ياسين بحزم : ماذا لو كان ذلك فخ !
هل نذهب جميعا نحو الفخ !سوف نكون الدعم عندما يحين الوقت المناسب !
قالت فيجي بحنق : وماذا لو كان فخ فعلا
هل هذا يعني أن يتم القضاء على رجالنا هكذا كأنهم فئران للتجارب ؟
قال وليد بجدية : لا يمكن أن نضحي بكل الجيش
في مغامرة مبهمة التفاصيل قد يكون فخ من النظام !
استدارت فيجي نحو الصنديد
وقالت بحنق : حتى أنت !
ثم سارت بخطوات غاضبة تبتعد عنهم فأغمض ياسين عينيه
الحادتين بأسى فقد كان يشعر بالقلق الشديد حول مجموعته ... قلق يصل حتى للموت ...
كانت الفرقة التي أطلقت على نفسها التحرير بقيادة
داران على سمارجها السريعة
تنطلق نحو أوروك ...
كان داران صامت طوال 8 ساعات متواصلة
مما أزعج جاسر الذي اقترب من قائد المجموعة
وقال : هل سوف تبقى صامت طوال الوقت ؟ ألن تخبرنا خطة أو ما شابه ؟
ضرب داران سرج سمرجه لينطلق
أسرع ففعل جاسر نفس الشيء ليقترب منه من جديد
فقال جاسر : أنت ! حدثني !
قال داران دون أن يلتفت نحو محدثه : سوف
تعرف ,عندما يحين الموقف .
ثم ضرب داران سرج سمرجه من جديد
لينطلق بسرعة أكبر .
أقترب ماجد من جاسر وقال : لا تتعب نفسك انه هكذا دائما , لكن
ثق تماما أنه يعرف ما يفعل .
بعد مسافة طويلة وسلسلة من التوقف للراحة القصير لاحت أوروك في الأفق
فأشار داران للمجموعة للتوقف
فتوقفوا جميعهم خلفه نزل داران
من على سمرجه والتقط حجر ثم قذفه نحو البوابة الغربية لــ أوروك
فلمعت هالة بنفسجية حول بوابة المدينة ليتفتت الحجر فقال كيجن بحيرة : ما هذا ؟
قال ماجد بحذر : طاقة ظلامية من صنع أبراج الظلام
الخاصة بساحرهم المدعى فؤاد
ثم التفت نحو جاسر وقال : أعلم أن قوة
فؤاد لا تضاهى , لكن فلتجرب أن تحطم هذا الحاجز
أقترب جاسر من البوابة و رفع كفيه للأعلى ولمع ضوء
اسفله قال له المرشد موران : مع المحاولة تستطيع ...
و أخذ يركز على هدفه ... تحطيم البوابة ...
جلس رجل ينظر لقطته التي تحتضر بحزن وقال : لا يوجد هناك أي أمل ؟
قال نهاد و هو يعبث في لحيته البيضاء : إنها مصابة بشدة .
قال الرجل : حتى و أنت أفضل طبيب في العالم تعجز ؟
شعر نهاد بالخطر على سمعته فقال و هو يسعل سعال وهمي :
أترك القطة هنا وتعال غدا سوف أسهر الليل عليها ..
ترك الرجل القطة بامتنان و رحل و هو يدعي بنجاة القطة , عندما تأكد نهاد
أن الرجل غادر أحكم نهاد قفل الباب
ثم جلس على مقعده و أطلق تنهيدة عميقة وقال بتعب : اللعنة أيها العجوز ! حتى و أنت ميت تثير لي الكثير من المتاعب !
ثم وضع نهاد يده على وجهه ونزع قناعه ورمى باللحية البيضاء
المستعارة ارضا ليظهر وجه فتاة شابة ورفعت القبعة ليظهر شعرها الأشقر ثم تناولت قارورة بها سائل أزرق و أجترعته بدفعة واحدة ثم قالت بصوت أنثوي : طعم سائل مغير الأصوات كريه الطعم !
ثم تناولت صورة الرجل العجوز الذي كانت متنكرة به وقالت : أيها العجوز اللعين !
ثم راحت تتذكر احداث حياتها والدها العجوز على فراش الموت يصرح لها بأخطر سر في حياته , السر الذي صدمها
وجعلها تكره الحياة وتكرهه , مازالت تتذكر كلماته و هو يقول بكل قسوة على الرغم من اقتراب منيته :
نهاد يا من تحملي أسمي كنت في أرض المعركة
أقاتل قوات العرافة الكبيرة عندما جائني خبر ولادتك , كنت اريده
ولد يحمل أسمي , يحمل مجدي وعراقة علمي ... قلت لهم بدون شعور بأن يطلقوا عليه نهاد تخليدا لأسمي .. الأسم الخالد في سماء الطب ..
بعد الحرب رجعت لمنزلي حاملا أعباء الحرب والتعب والحزن والرعب لكن كل ذلك كان لا شيء مقارنة بمشاهدت
وجه ابني ... وريثي .... صغيري , و كم كانت الصدمة عندما شاهدت مولودي هو فتاة ..
فتاة لا تحمل معها الا هم تربيتها والاعتناء بها و تزويجها لشخص صالح لكي ينتمي لأسرتنا العريقة
وحتى إبنها لن يحمل أسمي أو اسم عائلتي ... هذا الشيء جعلني مريض و ضعيف حتى والدتك لم تطق العيش
معي وهربت بعيدا تاركة لعنتها معي ... لعنتها انت نهاد
حتى أمك قد تركتك و هربت ! أي فتاة ملعونة أنت ...
ثم أطلق قهقهات ضعيفة ساخرة .... ثم مات .. لم تشفق عليه او تحزن عندما سمعت كلماته البغيضة تلك
دفنته وسألت نفسها ... كيف سوف أعيش في هذا العالم القاسي ..
رجعت لمكتبته وفتحت صندوقه و أوراقه وكتبه واخذت تدرس لكن عرفت انها سوف تستغرق سنوات طويلة لتصل
لنصف مستوى والدها فقررت أنتحال شخصيته من اجل تأمين الزبائن والتفرغ لدراسة الطب حتى تثبت لوالدها
إنها ليست عالة على غيرها , خدمها كثيرا أن والدها قد وقع مع النظام معاهدة عدم استخدام اي تقنيات علاجية
سحرية وهي لا تتقن تلك المهارات اذن سوف يتلخص عملها في صناعة الترياقات و الأدوية المسموحة ..
أفاقت نهاد من ذكرياتها وشاهدت القطة المصابة
وقالت لها بأسى مصطنع : لتموتي بسلام أيتها القطة .
ثم ارخت رأسها على الكرسي وغطت بنوم عميق ... نوم بدون أحلام .
كان يبكي .. نعم يبكي ... لقد شاهده و هو يتحول لأشلاء .. تلك النافذة الكبيرة سمحت له يراقب أباه الروحي
يتفجر إلى قطع لحم ودماءه الطاهرة تروي أرض أوروك الصخرية .
لماذا يا ابانا عزمت عني الرحيل ..
يا أبانا .. كم تستهيب نفسي و أنا أقول أبي ..
عندما أقولها أتذكر محيا وجهك الأبي ..
نور حول وجهك كستار من ذهب ...
كيف القدر أستطاع أن يغيب شخصك المهيب ...
قال اراب : ما لذي يحدث ؟
على الرغم من غمرة حزنه الشديد رفع ابراهيم رأسه
ينظر للسيد الموقر الذي إلتفت للشاب ولمح دموع في عينه لكن قال كأنه لم يلاحظ : مجموعة االمجرمين
وقطاع الطرق يتوجهوا للبوابة الغربية ويحيطوها بتأهب ! كما إني لاحظت أن نشاط البرج السحري
يتوجه للبوابة الغربية , لمحت ومضتين ظلاميتين أو أكثر ناحية الغرب ..
قال ابراهيم و هو يحاول أن يتخطى أساه : ما لذي
تعتقده ؟
قال اراب بحذر : ليس هناك أي تفسير أن النظام يواجه خصم
عند غرب المدينة ..
قال ابراهيم : هل هم الثوار ؟
تمتم اراب بقلق : لا أستطيع أن أجزم بذلك ..
تناول ابراهيم عصاه بغضب وقال :
سوف أتفقد الأمور هناك !
مسك اراب كتف ابراهيم
بجزع وقال : لكن هناك خطر كبير بالخارج .. و أنت لوحدك ..
قال ابراهيم و هو يبعد كف الرجل بأحترام :
أعلم ذلك سوف اكون حذر ..
خرج ابراهيم على عجل ولم يستطع
اراب ايقافه فرفع كفيه للأعلى ودعي ان لا يصيبه مكروه !
صعد ابراهيم فوق منازل المدينة و هو يتستر بالظلام
وشاهد البرج السحري يطلق ومضات ظلامية نحو البوابة الغربية التي تغطيها هالة ظلامية لكنه رمق عبر البوابة
مجموعة من الأشخاص يقفوا وراء البوابة فعقد ابراهيم
حاجبيه وقال في نفسه : هل هم الثوار ...؟ يبدو ذلك ...
ثم نظر نحو مجموعة االمجرمين وقطاع الطرق المتأهبة
فعرف ابراهيم أن العدو تركيزه كله على البوابة الغربية
و هذه فرصته .. هكذا قال في نفسه ...
فأنطلق بسرعة وقفز قفزة عالية ليقف أمام البوابة ونظر للرجال خلف البوابة لم تكن الصورة واضحة بسبب هالة الظلام
لكن ابراهيم قال بحزم : من أنتم ؟
سمع صوت أنثوي مرتبك : هذا الصوت ...! هل أنت السيد ابراهيم ؟
قال ابراهيم متسائلا :
روز ؟
قالت روز بفرح : أنه السيد
ابراهيم أنه بخير !
سأل المرشد موران : هل هذا من أخبرتوني عنه أنه المحطم ؟
قال كيجن : نحن نحاول الدخول لكن تلك الهالة الظلامية ..
قال ابراهيم : هل قدمتم ل...
قطع ابراهيم كلامه عندما أنقض عليه ثلاثة من
المجرمين عليه ..
كان مازال الغضب يسري في عروق ابراهيم
ذلك الغضب و الحقد ضد من قتلوا أبه الروحي !
قفز ابراهيم قفزة عمودية للأعلى
حط المجرمون الثلاثة على الأرض , أبتسم
ابراهيم إبتسامة غامضة وقال بخفوت :
الفخ المتفجر ...
أنفجر أحد المجرمين بينما الاخرين سقطوا على الارض مندهشين
حط ابراهيم و هو يتذكر الفخ الذي وضعه
على الأرض قبل أن يقفز للاعلى , اقترب من خصميه وقال :كابوس
تجمد خصميه ويعود سبب نجاح تقنية الكابوس بدقة عامل المفآجئة الذي ادى لنجاح المهارة .
قال ابراهيم بحقد و هو يرفع كفيه في وجه خصميه :
بما أنكم وقعتما في فخي و مهارتي فأنتما في عداد الأموات !
ثم هتف بكل ما في قلبه بحقد :سلاح اللهب !
و أحرق ابراهيم خصميه كان الساحر الظلامي
فؤاد يراقب الحدث من خلال كرستالته السحرية فوق البرج السحري
فقال في نفسه : يتسلل هكذا دون أن انتبه له ... البرج عليه ضغط كبير .. أنا اراقب من خلاله كذلك أقوم بتزويد
البوابة الغربية بطاقة ظلامية لمنع المتطفلين من دخول المدينة ... لو حاولت أهاجم هذا الفتى لن تكون ضرباتي موجعة كثيرا
و سوف تضعف الحماية على البوابة ...
أخذ فؤاد يفكر أكثر وتمتم في نفسه بغضب : ذلك اللعين
الذي يلقب نفسه عزت دمر برجين مما صعب المهمة لو كان البرجين
سليمين لكان حضر جثث بعض المحاربين ليقوموا بالأهتمام بالفتى ... لكن لا ينفع الندم سوف يجرب حظه ويعتمد
على المجرمين وقطاع الطرق لأهتمام بالفتى ..
قام ابراهيم بوضع ثلاثة أفخاخ أمامه ثم نظر للبوابة الغربية
ولمح أحد الأشخاص في الطرف الثاني يقوم ببعض المهارات محاولا إبطال قوة الظلام ..
رفع ابراهيم كفيه في وجه البوابة و أخذ يفكر في تقنية
تستطيع أن تحقق مراده ... و توصل للمهارة المطلوبة .. هو لم يتقن تلك المهارة تماما و هي تكلفه الكثير من الجهد
لكنها الطريقة الوحيدة ..
سمع صوت إنفجارين بجنبه فعرف أن أحدهم يهاجمه من الخلف ألتفت ليجد مجموعة من العدو حوله
قال في نفسه : علي أن أسرع ..
ثم أستخدمت ضباب الرعب لينتشر ضباب بنفسجي حول البوابة
تغشي خصومه حوله وقال بصوت عالي حازم :ظل النور !
وكانت هذه المهارة هي ورقته الرابحة والأخيرة ...
عرف ( فؤاد ) ان تلك المهارة التي ينفذها ابراهيم هي مهارة كافية لتحطيم الطاقة التي يحيط بها
البوابة الغربية لـ أوروك لا سيما تلك الفرقة التي خارج البوابة وتحاول بجهد أن تبطل سيطرته أيضا
عمليا وحسابيا هم قادرين على هذا في دقائق قليلة اذا اخذنا في عين الاعتبار أن يقاتل ببرج واحد فقط و كذلك يقوم بالمشاهدة من خلال ذلك البرج أيضا
والضغط على البوابة كبير لهذا يحتاج لطاقة كبيرة لكي يحمي البوابة لكن الجوهرة الامعة على البرج تقوم بعملها بالطاقة القصوى منذ مايقارب نصف الساعة مما سوف يجعلها تصل للمنحنى الخطر أو المنحنى الحرج الذي يؤدي إلى تدمير الجوهرة الامعة !
وهذا الشيء اسوأ من فقد البوابة والشكر كله لزميله في النظام المخلب ( حازم ) الذي لم يكلف نفسه وضع وحش واحد في في أوروك
والسبب يعود عندما قال ( حازم ) أن فرقة المغوار ( درام ) سوف تقتل وحوشه بما أنها لاتميز بين صديق و عدو ..
الآن لو تدمر البرج سوف يفقد النظام ميزة الرؤية وسوف يبقى الاعتماد على انتظار نتائج مجرمين و قطاع طرق همج لا أمان لتحركاتهم الوحشية لهذا سوف يتخلى عن حماية البوابة الغربية ...
وعندما أنطلقت مهارة ابراهيم سحب الساحر الظلامي ( فؤاد ) قوته الظلامية ثم حدث إنفجار كبير في البوابة نتج عنه دخان كثيف , بان خلال الدخان خيال أشخاص كثيرون يعبروا البوابة توقفوا الأشخاص و وقفوا في وجه ابراهيم الذي أبتسم بسعادة و قال :
روز أتيتم لمساعدة أوروك !
نظر له كيجن نظرة نارية و هو يقول : ألم تتذكر سوى روز منا في آخر لقاء لنا ؟
أبتسم ابراهيم و قال بخبث : آآه صحيح أين أخي فواز ؟
قال القناص ماجد : هل هذا المحطم الذي تحدثتوا عنه ؟ أين إذن السيد عزت ؟
صمت ابراهيم ثم قال بحزن : السيد عزت لم يعد بيننا
لقد إستشهد في معركته ... لقد دمر برجين من الأبراج الثلاثة ..
قال المرشد ( موران ) بحزم : علينا إذن أن لا ندع موته يذهب هباء .
رفع قائد الحملة داران ذراعه وقال و هو ينظر لجثث المجرمين الذي تم قتلهم عند البوابة : قبل أن نقول هيا بنا هل سالت نفسك ما لذي نواجهه هنا ؟
تمتم ابراهيم بحذر : فرقة الهلاك مجرمين و قطاع طرق
قال المغوار داران : هولاء الخصوم أقوياء و شرسون ...اذا حاربناهم هكذا .. فالموت مضمون ..
ثم التفت إليهم وعينه تشع جدية : لكن إذا قاتلناهم باسلوب .. فالخصم سوف يخرج مغلوب ...
قال ماجد : هل لديك خطة يا داران ؟
أشار داران للبرج السحري وقال : الساحر الظلامي و المحطم و القناص ... أريدكم تدمروا ذلك البرج الخاص ..
قال جاسر بحيرة : طريقة كلامه !
التفت داران نحو البقية و قال : البقية تركز على كلامي ... سوف نقاتل بشكل دفاعي ..
قال موران : الا تلاحظ أن اصحاب المدى البعيد قد أرسلتهم للبرج ....
قال كيجن بحذر : البرج له قدرة على القتال من مدى عالي نحن أصحاب المدى القصير و المتوسط غير قادرين
على مجارات البرج لكن القصة مختلفة لهولاء المجرمين و قطاع طرق ....
أشار داران بيده لكي يتحرك الفريقين فكان 10 رجال مع كل من
جاسر و ابراهيم و ماجد اما 40 رجل ذهبوا مع البقية
من أجل تصفية أوروك من المجرمين و قطاع طرق و بدأت المعركة ....
في عش الثوار
مد وليد دمية صغيرة تمثل الدمية فتاة شقراء , نظرت تارا نحو الدمية
بلهفة وقالت : هل هذه الدمية لي ؟
قال وليد لقد دخلت في صراع في الأسعار مع ذلك التاجر الجشع لكي احظى بهذه الدمية لك
تناولت تارا الدمية بسعادة وقالت بحيرة : هل الجشع يعني شرير ؟ هل ذلك التاجر شرير ؟
هنا وصلت كيرا بالقرب منهم و قالت لـ تارا : العم صنديد مرهق من الرحلة لماذا لا تذهبي لتلعبي بالدمية قليلا ..!
قالت تارا بفرح : حسنا ! إلى اللقاء عم صنديد !
نظر وليد نحو كيرا وقال بسخرية : عم صنديد ...؟
ثم أكتسب وجهه الجدية فجأة وقال : ماذا هناك ؟
قالت كيرا : زعيم الثوار قرر أن ننطلق بعد 3 ساعات نحو المعركة أنه يريد أن نكون دعم للفرقة كما أنه اوصى بك شخصيا ..
لم يقاطعها الصنديد فتنهدت ثم قالت : يبدو أنه يتعلق بتقنية الأنتقال التي أنت تجيدها ...
وضع وليد إبهامه وسبابته تحت ذقنه وقال : مهارة الأنتقال لا يجيدها الكثيرين هذا الزمن ومن خلال معلوماتي أن الثوار يملكوا 6 أشخاص فقط يتقنوا هذه المهارة ... إذا كانت فرقة دعم هذا يعني إنني مع شخصين آخرين يتقن الأنتقال سوف نذهب للمعركة ..هذا يعني أن فرقة الدعم سوف تكون من 50 رجل تقريبا لأن سعة الأنتقال لكل شخص هي 20 شخص في حالة كانت الرمال الضوئية متوفرة
ثم نقوم بخفض عدد المنتقلين نحو عشرة أشخاص لكي نقلل نسبة الخطأ في عملية الأنتقال ...
قالت كيرا بضجر : لا أعرف أن احسب مثلك لكن الذي أعرفه أن رفقائنا يستعدوا ....
قال وليد بحزم : و نحن بدورنا سوف نستعد للمعركة ..
المعركة الحامية ... والدموية ... معركة أوروك ... مدينة الظلام ...
كانوا مجموعة الأبطال قد انقسموا لقسمين بالفعل توجه جاسر
و ابراهيم و ماجد مع 10 رجال نحو البرج
قال ماجد بحذر : فقط هنا ...متر آخر و ندخل المدى الفعال للبرج ..
قال جاسر بحيرة : المدى الفعال ؟
كان العشر الرجال الذين معهم قد تأهبوا ووقفوا خلفهم لكي يحموا ظهورهم , قال ماجد : المدى الفعال للبرج يبلغ 250 متر و هو المدى الذي يستطيع فيه الساحر الظلامي ( فؤاد ) استخدام اقوى تقنياته اي انك سوف ترى قدرات خرافية
في هذا المدى أما مكاننا هذا يكون داخل المدى الذي يسمى المدى المستقر أي ان الساحر الظلامي قد يستطيع ارسال بعض من تقنياته لكن لن تكون اعظمها و لن تكون قوية أيضا ويبلغ المدى المستقر 1000 متر و كلما ابتعدنا في المدى المستقر كلما واجهنا خطر أقل ... خارج المدى المستقر يسمى المدى الخامل وهو المدى الآمن من قدرات الساحر اي انه لا يستطيع توجيه ضرباته ولا يستطيع ان يشاهدنا ....
ثم التقط ماجد حقيبته وقال : رغم إننا في المدى المستقر إلا ان هذا لا يعني إننا بامان ..
اخرج ماجد عدة أجسام معدنية وقال : ابراهيم أنت محطم قادر على زرع الأفخاخ مثلي , خذ هذه الأفخاخ واحمي ظهرنا مع مجموعة الحماية ..
قال ابراهيم و هو يرمق الأفخاخ في يد القناص : لكن هذه الفخاخ تختلف عن فخاخي ..
هنا ظهر اكثر من 15 مجرم و قاطع طريق فأعطى القناص ماجد أفخاخه للمحطم
على عجل و هو يقول : لربما مظهرها مختلف لكنها تحمل نفس الفكرة , هذه عبارة عن أفخاخ فارغة عليك أن تعبأها بقواك الخاصة
ثم وجه ماجد قوسه نحو الجوهرة الامعة وقال : أيها الساحر الظلامي جاسر احتاح لتعاونك ..
هنا ظهر الوجه البنفسجي الذي يمثل فؤاد فقال : أنتما من جديد , هذه المرة لن تكون كسابقتها ..
قال ماجد بسخرية : لماذا مكتوب علي أن أدمر ابراجك ...
ثم اطلق سهمه بكل قوة فقام الوجه البنفسجي بفتح فمه بشكل مرعب و التهم السهم الذي اختفى داخل الغمامة البنفسجية المتشكلة على شكل وجه فقال فؤاد :
اخبرتك إنها لن تكون مثل سابقتها ...
كانت المعركة قد بدأت بين الرجال العشرة و المجرمين فتخذ الرجال العشرة وضعية دفاعية لصد هجماتهم لكن المجرمين
كانوا أقوياء بالفعل فسقط شهيد من الثوار اعقبه شهيدين فقال أحد الرجال مخاطبا ابراهيم : الم تنتهي بعد ؟
كان ابراهيم يشحن الأفخاخ بطاقته فقال : أمهلوني دقيقة واحدة فقط ...
كانوا الرجال السبعة يصدوا الضربات بصعوبة فسقط رجل منهم متأثر بجراحه وآخر سقط بعد أن اصبح جسده كالنقنفذ من كثرة الخناجر المغروسة فيه
قال ابراهيم بتأهب : الآن .. ! الضباب المرعب !
كتم المجرمين أنفاسهم لكي لا يستنشقوا الضباب لكن كان الضباب يعمل بمجرد ان يلمس الأعين لكن هذا لم يضر بـ المجرمين
كثيرا ... ما أن انقشع الضباب حتى قال ابراهيم بإنتصار : لقد زرعت حولكم أيها الحـــثالة مجموعة من الأفخاخ إن تحركتوا سوف تتحولوا إلى اشلاء ..
ظهر الأرتباك على المجرمين الذين تأهبوا وقد جمدوا في أماكنهم فتمتم ابراهيم في نفسه بقلق : في الحقيقة لقد زرعت ثلاثة فخاخ فقط كم من الوقت سوف يحتاجوا لكي يدركوا حقيقة خدعتي ؟
قام احد المجرمين برفع خنجره عاليا فلمع بطاقة ضوئية ثم القاه على الارض فنتقلت الطاقة الضوئية بشكل عشوائي فلمعت ثلاث نقاط بضوء خافت فظهر القلق على وجه المحطم فقال المجرم بصوته الاجش : نحن نصنف على أقوى قوات المشاة نتمتع بالقوة والذكاء والحيلة ..افخاخك من نوع يسمى الزهرة الجيل الثالث شاهدت نوعها وانت تشحنها , ذلك النوع مشهور بروعة اختفائه لكن ... اكتشفوا أنه يمتلك عيب
كبير , شريحة الاستشعار الموجودة في الفخ و التي تكون على سطحه العلوي مصنوعة من البرونز المخلوط مع الفضة وهذا الخليط يمتص اشعة الشمس بشكل كبير مما يجعله مكشوف للأعداء خصوصا في النهار ..
ثم ضرب المجرم المجرم خنجريه مع بعض وقال : على كل حالة محاولة جيدة لكنها الأخيرة ..
ثم انقض المجرمين على رجالنا فقال ابراهيم : اسر الرياح
فتباطات حركة المجرمين بشكل ملحوظ فقال ابراهيم موجها كلامه للرجال الخمسة : لربما كانوا اكثر منا عددا و اقوى منا لكن حركتهم أصبحت بطيئة لفترة قصيرة علينا أستغلالها خير أستغلال ..
ثم أنقض ابراهيم و الرجال الخمسة على خصومهم ...
كان الوجه البنفسجي يلتهم السهم تلوى السهم بحركة سريعة ومتقنة فقال ماجد بقلق : هذا لا ينفع ...
قال جاسر بحزم : لنجرب التكتيك الرابع ...
تذكر القناص تدريباته مع الساحر الظلامي فقال : لك هذا ...
ثم وضع سهمين مع بعض و أطلقهم و هو يقول : الضربة المزدوجة !
و أطلق السهمين أحدهم توجه لليمين و الآخر لليسار فتابعها الوجه بحذر ثم عاد السهمين متجهان نحو الجوهرة الامعة فقام الوجه بالرجوع للخلف بحركة رشيقة وفتح فمه ليلتهم السهمان
لكن سهم سريع آخر ظهر عندما قال القناص : حمم الغضب ! فظهر الغضب على الوجه البنفسجي لينقسم ويصبح وجهين ويلتهم السهم الثالث لكن ظهرت كرة نارية سريعة تنطلق ولم تكن الجوهرة الامعة تتحمل المزيد من الطاقة لكي تظهر وجه ثالث فمرت الكرة النارية بالقرب من الوجه البنفسجي الذي بالكاد استطاع الاصطدام بالكرة النارية لتنفجر بقوة مما سبب حرارة كبيرة صنع شرخ في الجوهرة الامعة فظهر الغضب على الوجه البنفسجي فقال ( فؤاد ) : كرة النار ! بهذا المستوى المذهل ... لقد تطورت منذ آخر مرة أيها الفتى ..
أزداد الشرخ في الجوهرة الامعة فقال جاسر : لقد نجحنا بإصابة الجوهرة مزيد من طاقتك أيها الساحر سوف تتلف الجوهرة الامعة ...
كانوا المجرمين قد اشتبكوا في قتال عنيف لكن صوت من خلفهم ظهر وقال : تدهور الطاقة !
فشعر المجرمين بتدهور واضح في قدرتهم على الدفاع ليتمكن الرجال الخمسة من قتل ستة مجرمين
فقال ابراهيم بدهشة : السيد الوقور ؟
كان صاحب المهارة الأخيرة تعود اراب الذي انضم للمعركة ايضا فقام اراب برمي فخاخ بشكل سريع وارتطم بعضها بأجساد المجرمين فسبب انفجارات اربكتهم فداس أحدهم على الفخاخ التي على الأرض لتنفجر و تزداد معانات المجرمين الذي لم يتبقى منهم سوى اثنان سقطا فورا صريعين ولم يتبقى من رجال الثوار سوى ثلاثة فالتفت جاسر وقال بدهشة : لست أصدق ..
نظر اراب بدهشة مماثلة و قال بفرح : انت ...؟ ما زلت حيا !
انطلق جاسر و عانق اراب فقال الأول : عمي !
قال ابراهيم بحيرة : السيد الوقور ... اهذا هو ابن أخيك الذي حدثتني عنه ؟
هنا ظهر صوت عميق : لقد كنت اتسائل أين رأيت هذا الفتى من قبل و الآن كل شيء قد تبين ..
نظروا جميعهم نحو الوجه البنفسجي الذي بدأ يبهت فأكمل ( فؤاد ) : يبدو أنه القدر على كل حال أليس كذلك يا اراب ؟
قال اراب و هو ينظر نحو الوجه البنفسجي بغضب : زار سي بناكا دوت لمومانتهن ..
رد الوجه البنفسجي : اوكا ... روميناتن ...جاسر ....
كانا يتحدثان بلغة أوروك القديمة ظل يتحاورا لمدة ثلاث دقائق ثم بدأ الشرخ في الجوهرة يتسع أكثر وأكثر حتى انفجرت الجوهرة بدوي كبير
فقال جاسر موجها حديثه لعمه : ما لذي يحدث هنا ؟ ما لذي كان يقوله ذلك الرجل ؟
صمت اراب و هو سارح بتفكيره ثم رفع رأسه ونظر إليه وقال : ذلك الساحر الظلامي الذي يلقب نفسه بــ فؤاد
هو الذي قتل والدك ...
ظهر الغضب على وجه جاسر لكن هذا الكلام لم يقنع ابراهيم
الذي كان يتقن لغة أوروك القديمة وقد فهم كلام آخر ومختلف صحيح أنه يخص موضوع والد جاسر
لكنه كان مختلف الصياغة ..
قال ماجد بحزم : مهمتنا هنا اكتملت لكن لم تنتهي .. علينا مساعدة الآخرين في القضاء على المجرمين و قطاع طرق
وانطلق ما تبقى منهم لكي يحرروا مدينة الظلام ... أوروك ...
كانت المجموعة الاخرى من الأبطال قد اشتبكوا مع العدو لكنهم كانوا قريبين من بعض كما أمر قائد المجموعة داران
كان كيجن قد اشتبك مع مجرم فوق أحد أسطح المنازل
فتمتم كيجن و هو يتجنب أحد الهجمات : هذا الخصم قوي للغاية ... رشيق ... هجومه مخيف ... دفاعه عتيد ...
لو ركزت على الهجوم سوف يتخلص مني بسهولة ولو ركزت على الدفاع لن أصمد طويلا أمام ضرباته الموجعة ...
انحنى كيجن و سدد طعنة نحو خصمه فدار المجرم حول نفسه وتجنب الضربة ثم ضرب بخنجره كتف كيجن الذي شعر بألم كبير في كتفه لكن سرعان ما أختفى الألم و التأم الجرح فعرف أن زوجته روز تراقبه و تدعمه بطاقة علاجية فقال كيجن
بسخرية : عزيزتي ... فلتركزي على جسدي سوى تكون هناك الكثير من الدماء ..
ثم أنقض كيجن يضرب بكل قوته مما قلل تركيزه على دفاعه فقام المجرم بتسديد طعنات كثيرة على خصمه وقد نجح بإصابته باكثر من خمس إصابات خطيرة لكن خصمه لم يتوقف بل كان يقاتل كأنه لا يشعر بالألم استطاع كيجن بغرس سيفيه في بطن المجرم الذي شهق بألم ثم نظر لجروح
كيجن الذي اختفت كل جراحه فشعر المجرم بدهشة سرعان ما تلاشت و هو ينظر نحو روز الجميلة التي جلست على ركبة واحدة مادة ذراعيها تطلق طاقة ضوئية علاجية تغمر زوجها و ورجال الثوار فرفع المجرم يده وأشار بسبابته على الزوجة الجميلة وقال : هناك .... !
ثم سقط المجرم صريعا .. لكن كان المجرم آخر ينظر للمشهد وفهم ما يرمي له زميله فسدد خنجر نحو روز حاول كيجن أن يمنعه
لكن مجرم آخر انقض على السفاح واحتضنه وطار به لمسافة اربعة أمتار ليصطدموا نافذة منزل قريب وحطماها وسقطا داخل المنزل ونهضا بسرعا ليشتبكا في قتال عنيف وسط صرخات اصحاب المنزل ...
كان الخنجر قد أنطلق بالفعل في وجه روز التي اغمضت عينيها وسمعت صوت أرتطام معدن بمعدن آخر فتحت عينيها لتشاهد قبضة موران المغلفة بقفاز حديدي فقالت : أيها المرشد ... قال موران بصرامة : لا مكان للأرتباك أيتها السيدة , زوجك مقاتل محترف لا تقلقي عليه سوف يعود ليقترب منا لكي يستفيد من خصائص المجموعة الدفاعية ركزي على عملك العلاجي و أنقذي ما تستطيعي من أرواح ..
اومأت الزوجة برأسها موافقة فعاد المرشد للقتال من جديد تجنب خنجر طائر ثم قفز ليتجنب ركلة من مجرم قريب منه
في الهواء تقابل مع مجرم قفز ليطعنه لكن المرشد موران لكم
خصمه لكمة قوية اطاحت بضرسين من فم خصمه الذي سقط على ظهره فنزل المرشد موران على بطن
خصمه وسدد لكمات قوية هشمت وجه المجرم فنهض موران ونظر حوله بقلق وقال : فقدنا نصف فرقتنا كما غننا منهكون بسبب هذا القتال المريع ..
هنا دوى انفجار من بعيد فقال موران بفرح : البرج !
ثم هتف بقوة : داران البرج ! لقد نجحوا ودمروا البرج الأخير !
كان هناك خمسة مجرمين محيطين بـ داران
الذي شعر أنه بمأزق , صحيح أنه بمستوى عالي ويستطيع التعامل مع أكثر من مجرم في نفس الوقت لكن كان يعرف ما يعني التشكيل الخماسي هذا خصم يحاصره من الشمال و آخر من الشرق و آخر من الغرب و آخر من الجنوب اما الخامس فيلقب في هذا التشكيل بالجوكر و هو يقوم بدعم الأربعة لكي يكون القتال أثنان ضد واحد .. أي ان لو هجم داران
على خصمه الشمالي سوف ياتي الجوكر لكي يحل مكان الشرقي الذي سوف يتحرك من مكانه ليساند الشمالي ليصبح أثنان ضد واحد مما سوف يجعل الذي في الجنوب و الشرق ( الجوكر) والغرب ياتوا من الخلف وتتم محاصرته في منطقة ضيقة وقتله ...
لهذا عليه أن يقلل من فعالية هذا التشكيل ... قفز داران في الهواء بشكل عمودي
ومثلما توقع قفز المجرمين معه بشكل عمودي محافظين على نفس النسق و التشكيل .
لكن المجرم الخامس كان اكثر أرتفاعا و وضع يده على كتف مجرم ثم وضع كل قوته في يده لكي يقفز أعلى منهم جميعا ويطير لنصف الدائرة محاولا أن يمنع داران من الأرتفاع أكثر أمسك داران فجأة ذراع المجرم الخامس وسحبه بقوة ليرتطم فكه بكتف داران ثم القى بجسد المجرم الخامس بشكل سريع ناحية المجرم الغربي و المجرم الجنوبي الذان قذفا خناجرهم بسرعة لكن جسد زميلهم
المجرم الخامس كان ستار حامي لـلمغوار داران
الذي ضرب بفأسه عنق المجرم الشرقي وركل وجه المجرم الشمالي ثم وعند سقوطهم على الأرض
كان داران يحضر مفاجأته كان يلوك شيء في فمه ثم بصق ما كان يلوكه على شكل شلال لونه ابيض صنع طبقة بيضاء حول المجرمين الثلاثة ليجمدوا في مكانهم متحجرين ..
رفع داران يده لتتكون كتلة لهب على كفه تحولت لرمح ناري قذفه على خصومه المتحجرين ليخترق الرماح اجسادهم بشكل دائري ليردي اجسادهم صريعة و ممزقة ..
هنا سمع صوت انين خافت كان الأنين للمجرم الخامس الذي اصابته خناجر زملائه قال المجرم بضعف و ألم : أنت ...! مغوار محترف ... لديك حس القاتل قضيت على خمسة منا في ثواني ... كنت تعرف أن التشكيل الخماسي يفقد الكثير من دقته في المعاركة الهوائية
هل يمكن و لو بالصدفة أن تكون أنت هو المغوار الصامت ؟
قال داران و هو ينظر للسماء : صامت طوال القتال ... يقتل مرتاح البال .
ابتسم المجرم وقال و هو يلفظ انفاسه : نعم أنه أنت ... على الأقل لم أمت من شخص مبتدئ ... ع.... ل ....ى ... ا ....
داخل المنزل كان كيجن قد اشتبك مع المجرم
وتعالت صرخات سيدة مسكت اطفالها الاربعة وهربت من الغرفة وسرعان ما بدأت آثار المعركة تظهر في الغرفة حيث بدأت المزهريات تتحطم والأثاث يتمزق وعلامات حادة شقت الجدران الصخرية ظهر رجل عند باب الغرفة وقال : ما لذي يحدث هنا ؟
قال كيجن و هو يتجنب ضربة من خصمه : خذ عائلتك و اهرب !
صاح الرجل : أين أهرب ! المدينة تحت حالة الطوارئ الخروج يعني الموت !
قال كيجن : لا ادري لكن هذا المجرم سوف يتخلص منكم
بالطبع اذا استطاع هزيمتي هنا !
شاهد الرجل عمود حديدي كان لسرير **** قطع سقط العمود بسبب القتال الدائر في الغرفة تناول الرجل عمود الحديد و هجم على المجرم
الذي تجنب الضربة الخلفية برشاقة لكن كيجن استغل الفرصة وانقض على خصمه
ليغرس سيفيه في قلب المجرم ...
قال الرجل و هو ينظر للعمود المعدني غير مصدق : لا أصدق إني تجرأت على ضرب هذا المجرم !
سقط المجرم صريعا ..
فقال الرجل بصرامة و هو يرمق الدخيل : أنا اعرف هؤلاء المجرمين لكن من أنت ؟
قال كيجن و هو يلتقط انفاسه : أنا ؟ أنظر للخارج ..
نظر الرجل من النافذة ليشاهد القتال المستعر في الخارج و قد أشعلت الأضواء في منازل المدينة كلها وخرج الناس يحملوا ما قد يعينهم كسلاح متجهين نحو القتال مهاجمين المجرمين الذي لم يبقى منهم الا اعداد صغيرة للغاية .
فقال كيجن بلهجة واثقة : نحن الثوار الذين سوف ندمر النظام و هذه المدينة
أوروك مجرد البداية ...
شعر الرجل برعشة جميلة تجري في جسده فأمسك عموده وخرج من المنزل يحذوا حذوا الجميع و كان خلفه كيجن الذي شاهدته زوجته فتنهدت بإرتياح !
تعالت صيحات النصر في الساحة من قبل أهالي أوروك وكان أعضاء الثوار أجتمعوا في الساحة فرحين حتى أشار رجل للأعلى بقلق : أنظروا !
شاهد الجميع ببغاء احمر يحلق ببطء فهبط فوق عمود خشبي وقال بلهجة غريبة : لست هنا للحديث مع الثوار بل أنا هنا لكي أخاطب
اهالي أوروك .... نحن نعطيكم فرصة أخيرة لتكفير عن ذنبكم بحمل أسلحة بدائية ومحاربة قوات النظام سوف يسامحكم النظام اذا قمتم بأسر هؤلاء الثوار وتسليمهم للعدالة ..
خيم الصمت لثواني ثم هتف أحد الموجودين : اذهب للجحيم !
فتوالت الهتافات المنددة للنظام فقال الببغاء الاحمر : إذن أستطيع أن اصنفكم على انكم من الثوار و عقوبتكم الموت ! لا تقلقوا سوف نسترد هذه المدينة حتى لو حولناها إلى حطام وقتلنا جميع من فيها ولكم في جندار و ماندا عبرة .. حسنا إذن ... أستعدوا لسلسلة من المعارك الدامية والمدمرة أتمنى أن تكونوا على حجم تحديكم .. سوف نلتقي قريبا ..
ثم حلق الببغاء احمر عاليا و هو يقول : قريبا جدا أقرب مما تتوقعوا ...
ارتقى ماجد البرج بحذر و هو يمسك جوهرة غريبة الشكل
و ما أن وصل لأعلى البرج حتى ثبت الجوهرة بعناية ثم نزل البرج بقفزة رشيقة , نظر له الحاضرين و على وجههم تسائل
فقال ماجد بثقة و هو ينظر للبرج : هذه الجوهرة
اسمها جوهرة التشويش تماما مثل الجوهرة التي يستخدمها النظام
للتشويش على نظام الأنتقال لقد نزعت الجوهرة السابقة قبل دقائق وبدلتها بهذه الجوهرة الخاصة بالثوار و نحن الوحيدين
الذين نعرف رقم موجة هذا التشويش ...
قال جاسر بحذر : أي أن النظام غير قادر
على إرسال قوات إلى داخل هذه المدينة عن طريق تقنية الأنتقال ! على عكس الثوار ...
قال ماجد و هو يجهز قوسه و و ضع فيه سهم غريب الشكل : بالضبط !
أطلق ماجد السهم الغريب في السماء المظلمة ثم أنفجر
السهم في السماء تاركا غيوم خضراء فأضاف ماجد : هذه
الأشارة تعني أن الثوار قد أحكموا سيطرتهم على أوروك و تم وضع
كرستالة تشويش على الموجة المعروفة بيننا .
ظهر الأعجاب على ملامح أهالي أوروك فهمس أحدهم لآخر : هل تعلم ؟
بعد رحيل ببغاء الشؤم شعرت أن هلاكنا قد أقترب لكن يبدو أن الثوار واسعين الحيلة ..
رد عليه زميله : أجل يبدو أن هناك أمل ...
في منزل قريب من الحدث صحت نهاد من نومها على صوت طرقات
تهز بابها فنهضت و هي تترنح ثم فتحت قفل الباب و هي تصيح بغضب : من هذا .... !
فتح رجل الباب بقوة ودخل للمنزل بفضاضة لكنه نظر لوجه نهاد
بدهشة وقال : من أنت ايتها الفتاة ؟
قالت نهاد بإنزعاح : من أنا ؟ أنت في منزلي و تقول من أنت ؟
قال الرجل بدهشة : منزلك ؟
ثم تأمل الرجل المكان وقال : أليس هذا منزل الطبيب الكبير نهاد ؟
اتسعت عينا نهاد بذعر وتذكرت إنها لم ترتدي تنكرها
المحاكي لوالدها العجوز فسعلت نهاد سعال وهمي وقالت : بالتأكيد
لكن السيد نهاد سافر في رحلة و لا أعلم متى يرجع , أنا هنا
مساعدته أحل مكانه في غيابه .
قال الرجل : غريب ! لم يخبرني عنك من قبل .. على أي حال أين هي قطتي ؟
قالت نهاد بخيبة أمل : أوووه قطتك ...
أقترب الرجل من صندوق مفتوح الباب وقال : ميمي ... ميمي ...
قفزت القطة من باب الصندوق في حضن الرجل الذي أبتهج وحملها بين ذراعيه و أخذ يرقص بفرح
لم تصدق نهاد ما حصل لأنها كانت متأكدة أن القطة
مصابة أصابة بالغة و إنها سوف تلقي حتفها بالليل ..
فقال الرجل بفرح : كيف إستطعت فعل هذا ؟ أم أن العجوز من ..
قاطعته نهاد بتكبر : العجوز سافر مخلفا هذه القطة لي
و أنا من سهرت على خدمتها !
قال الرجل : أشكرك أيتها الفتاة الطيبة هذا هو المبلغ المتفق عليه ..
أخذت نهاد المال و هم الرجل بالمغادرة لكن عند الباب
قال الرجل : عليك أن تشاهدي المدينة أيتها الفتاة لقد دارت معركة شرسة البارحة و الثوار استطاعو أن يسيطرو على المدينة
والآن المدينة كلها تستعد للمعركة القادمة ..
لم تصدق نهاد ما سمعت فخرجت بالفعل خارج منزلها
لتشاهد الناس متجمعة في شوارع أوروك اقتربت نهاد من رجال غرباء عن مدينتها يتناقشوا في موضوع مهم
قال إبراهيم بقلق : قبل أن نفرح كثيرا بالنصر
علينا أن نفكر ... ماذا بعد ؟
ثم أضاف : النظام يتوعدنا بهجمة قريبة ...
قال اراب : الأقرب أنهم سوف يهجموا بجيش الوحوش القابع
شرق المدينة ...
تمتم كيجن بحذر : جيش من الوحوش ؟
انظروا لنا لانملك العدد والعتاد لكي نتصدى لذلك الهجوم ..
قال ماجد : سوف يأتي دعم من المركز ..
قالت روز بقلق : لنفرض أن الدعم كافي
لكن .... ماذا لو أن الدعم تأخر وقت هجوم العدو علينا ...؟
صمت الجميع فقال موران : ماذا نملك هنا ؟
نظر له الجميع فقال موران : عدد قليل جدا من الجنود
و شعب لا يتقن القتال .. مدينة غير محصنة , وحوش قادمة بالطريق , هذه المشكلة التي لدينا كيف نصنع حلول للمشكلة ؟
قال داران : أن لست أخصائي دفاعي أنا اخصائي هجومي ..
قال كيجن : مخزن الجنود هناك يحوي على
بعض الأسلحة لنزود بها الأهالي ونقوم الآن بتدريب سريع نعلمهم أساسيات حمل السلاح ونعطي الأسلحة للكفء ثم الباقي يتسلحوا بأي شيء ينفع كسلاح .
قال ماجد : هذا لا يكفي للدفاع عن المدينة علينا تحصينها .
تمتم اراب : المدينة تحمي نفسها ..
نظر له الجميع غير فاهمين العبارة فقال اراب : قبل سنوات عديدة
كان كازوار يحارب النظام مستعينا بهذه المدينة كقاعدة لكنه أستسلم حقنا
للدماء وعند خروجه من المدينة قال هذه العبارة : المدينة تحمي نفسها ...
لم يفهم الناس تلك العبارة لكن من كان يشاركه في القتال فهم قصد ذلك المحارب ...
تمتم كيجن بحذر : و ماذا كان يقصد ذلك المحارب ؟
تنهد اراب ثم قال : أتبعوني ...
ساروا معه أعضاء الثوار ولحقه الناس حتى وصل للجزء الشمالي من المدينة وقال : أنظروا للأرض هنا
ثم أضاف : كان توجد هنا أعمدة تنفث اللهب , كانت المدينة أوروك
تستخدم البركان للتزود بالطاقة كأحد الطقوس الظلامية , لكن طاقة البراكين في العادة غير مستقرة لهذا قام القدماء
بتأسيس اعمدة اللهب النفاثة لكي تفرغ الضغط الناتج من هيجان البراكين على شكل لهب نفاث ..
قالت روز : لم أفهم ماعلاقة هذا بحماية المدينة ..
قال اراب : لربما استطعنا أن نستغل البركان هذا في حماية المدينة ..
قال ماجد : على حسب المعلومات المتوفرة لنا أن جيش الوحوش الفتاك يملك نوعين من الوحوش ...
1- وحوش طائرة .
2- وحوش مشاة .
لو تمكنا أن ننقل اللهب إلى سماء المدينة في اللحظة التي تحلق فيه الوحوش في السماء ..
قال اراب : في هذه الحالة سوف نستخدم الفتحة المطمورة
في وسط المدينة فهي الفتحة الكبيرة التي يمكن أن نركب فيها ما بقى سالما من عجلات تفريغ الضغط .
قالت روز بأمل : و كذلك نستطيع أن نصنع أفخاخ أرضية للوحوش المشاة .
تمتم ابراهيم بقلق : ماذا لو طفت الحمم البركانية
على سطح الأرض وغمرت المدينة ؟
قال اراب : القدماء توقعوا ذلك لهذا صنعوا مسارات في الأرض
لتصريف الحمم البركانية في تلك المسارات ماعلينا سوى أن نفتح المسارات من جديد ونتأكد أن لا شيء يسد تلك المسارات .
قال موران بحماس : إذن المشاكل تقريبا تم حلها
مع قدوم الدعم سوف ترتفع فرصتنا بالفوز .
قال ماجد بلهجة آمرة : حسنا الموضوع قد حسم سوف ننقسم لعدة أقسام ..
1- السفاح و القائد المغوار سوف يقوموا بعملية التدريب الأساسية للسكان
2- أنا و المحطم سوف نصنع الأفخاخ الأرضية عن طريق أفخاخنا سوف نصنع حفر لكي نجبر الحمم للصعود على سطح الأرض
3- السيد الوقور سوف تكون أنت عمدة المدينة والمسؤول عن المعركة
نظرا لخبرتك الكبيرة .
4- الساحر الظلامي و المرشد خذا ما تحتاجاه من الأهالي والعتاد وضعا عجلات تفريغ الضغط في المكان المنشود و أعملا على
تجهيز خط الدفاع البركاني .
5- الطبيبة سوف نحتاجك في المعركة لهذا حاولي أن تجهزي اكبر كمية من العقاقير والأدوية و الضمادات و زوديها للأهالي
لكي يعالجوا المصابين ..
هنا نطقت فتاة بالقرب منهم وقالت : أستطيع أيضا المساعدة ..
نظر لها الجميع للفتاة والتي لم تكن سوى نهاد
التي قالت بكبرياء : لدي خبرات طبية يمكن أن أساعدكم بها
قال لها اراب بحيرة : من تكوني يا فتاة ؟
قالت نهاد بفخر : نهاد إبنة الطبيب الأسطوري ؟
زادت الحيرة على وجه اراب فقال بإحراج : آسف ايتها الفتاة
أنا اعرف الطبيب نهاد بحكم عمري لكن لم أسمع أنه يملك فتاة ..
شعرت نهاد بغيض كبير وسبت العجوز والدها في نفسها
فقال اراب : بغض النظر عن من أنت ما دام أنك تملكي خبرات
طبية أكيد أنك سوف تكوني ذات نفع ..
أبتسمت نهاد بسعادة لكنها كانت تقول في داخلها : علي تذكر أن
أبصق على قبر العجوز المدفون في المنزل .
قال اراب : لو عملنا بجد و إنتظام قد نستطيع الأستعداد
للمعركة قبل وصولهم , لننطلق للعمل ..!
انطلق الجميع للتجهز للجولة القادمة ... الجولة الحامية ... بحرارة البراكين ..
في قلعة أبيدوس ..
قال فؤاد بصوته العميق : سقطت أوروك ...
قال سيد الظلام جساس بسخرية : سقطت ؟
قال درام بغضب : لست في مزاج لسخريتك ..
قال جساس بسخرية أكبر : تعاون
الساحر الظلامي مع قائد الهمج لحماية مدينة الظلام و كانت النتيجة هزيمة كبيرة من مجموعة صغيرة ..
والآن الثوار يألبوا الشعب ضدنا و كأن ماقمنا به طوال هذه السنوات الطويلة لا شيء ..
قال المخلب حازم بإنزعاج : لا تكبر
الموضوع فوق حجمه لحد الان كل شيء تحت السيطرة !
قال جساس وقد فقد صوته سخريته :
تحت السيطرة ؟ متى سوف تؤمن أن الموضوع خارج السيطرة عندما يقوم أحد السكان المحلين باستخدام إحدى المهارات
المنسية ؟
قال فؤاد : اخيرا تخليت عن سخريتك لكن كلامك واقعي
هذا الموضوع قد يشجع بقية المدن على قتالنا ..
قال اصلان : هل أرسلهم جيش كبير يعيدهم إلى جادة الصواب ؟
ثلاثي الموت الجديد قد عادوا من مهمتهم وهم على أستعداد لمهمة دموية جديدة ...
ظهر صوت ميار محذرا : كلا !
ثلاثي الموت الجديد نحن نذخرهم للمهمة الكبرى التي نخطط لها منذ أيام ..
ثم أضافت : الآن المعارك العشوائية تضعف الثوار نظرا لقوتهم المحدودة مهما صمدوا وقاتلوا سوف يسقطوا لكن
لكي نضمن أن نسحق الثورة علينا أن نجتثها من أصولها .
قال اصلان بسخرية : لدي العديد من المقاتلين الآكفاء لتلك المهمة ...
قاطعته ميار بصرامة : ثلاثي الموت الجديد
ضروري للغاية من أجل المهمة الكبرى ..
قال جساس بسخرية مجددا : ومتى
هذه المهمة الكبرى ؟
قالت ميار بغموض : الضربة الكبرى هي
الضربة القاصمة للثوار لن يستطيعوا العودة بعدها نحن ننتظر اللحظة القاضية فقط هي مجرد مسألة وقت ..
قال حازم بحزم : نرجع لموضوعنا الأساسي
سوف أجمع صقوري مع بعض الوحوش لكي يتم الهجوم الكبير على مدينة الظلام .
قال اصلان : تجمع ؟ اليس جيشك جاهز سلفا ؟
ضحك حازم بإستهتار أغضب الفولاذي :
أجل لكن الا نحتاج لجيش ضخم لقمع الثوار ؟
قبل أن يشتعل الموقف من جديد قال فؤاد :
عال , أجمع وحوشك بسرعة و أهجم عليهم نحن سوف نوفر قوات الفولاذي اصلان لتهجم على المدينة في حالة فشل هجوم وحوشك ..
قال حازم بثقة : لن يفشل هجومي ..
قال كلماته بثقة تحمل ثقة روحه الكبيرة ... والبصيرة الوحشية ...
في صحراء يوتيا كان ريان و مايا يسيران بهدوء فقال الأول : السير بهدوء يجنبنا لفت الأنظار ..
قالت مايا بضجر : نعم لكن السير هكذا ممل خصوصا إذا
كنت تتبع خريطة مثل هذه في هذا الجو الحار ..
توقف ريان بغتة و هو يقول : هناك ..
كان يشير لنقطة على الأرض لم تلاحظها مايا في البداية لكن
عندما أقتربت من النقطة شاهدت غطاء معدني مغطى بالرمال فقالت بحيرة : ما هذا الشيء
رفع ريان الغطاء المعدني بحذر فأكملت : الخريطة
لا تخبرنا أن الكنز هنا لربما يكون هذا فخ ..
قال ريان بخبث : لربما كنت تنظري للخريطة بالمقلوب
قالت مايا بغضب : سوف تقتلنا بعنادك المتسرع الغبــ ..
صمتت عندما رفع الفولاذي الغطاء المعدني فنظرت بفضول بما هو أسفل الغطاء فقال ريان بخبث أكبر : الفضول يقتل صاحبه ..
قالت مايا بحذر : ما هذه البراميل المعدنية ..
فتح ريان أحد البراميل ليشاهد سائل أحمر اللون
تحسسه ريان وشعر بلزوجته فقال بقلق : ددمم ؟
شعر بحركة بالقرب منه فقال : مايا هل لديك حساسية من الدم ؟
قالت مايا بقلق : أنظر من أتى ..
وقف الفولاذي ليشاهد شخصان مألوفان قد أقتربا منهما فقال : أنتما ..
قال أحدهم : ياالهي حتى في الصحراء نجدكم أيها القوم !
قال الآخر : اللعنة نزار خريطتك الغبية تقود للأغبياء دائما !
قال نزار بغضب : أيها المعوق تعتقد نفسك دائما القائد هنا
قال هاشم بغضب : أنا القائد هنا !
صرخ نزار : إذن لماذا لا تأخذ هذه الخريطة اللعينة وتدلنا على الكنز !
قال ريان بحذر : الكنز ؟
صفع هاشم رأسه وقال : أيها الأحمـــق لقد أخبرتهم عن سرنا
قالت مايا وهي تتأهب للقتال : أنا أتذكر أيها
المنمط الوغـــد !
قال هاشم بسخرية: الفتاة المعتــوهة ..
تأهب ريان أيضا و قال : لقد نجوتما المرة السابقة
بسبب دموع صديقك هذا لكن هذه المرة لو تغرق الصحراء بدموعكما لن أرحمكما ..
قال هاشم بتأهب : لترتوي الصحراء بدماءكم ..
وقف نزار بينهم وقال بصوت عالي : لحظة !
نظر له الثلاثة فأكمل نزار : علينا قبل القتال أن نتحدث
في موضوع هنا .. هل أنتم خلف الكنز أيضا لأنكم تحملوا خريطة مشابهة لنا ..
قال ريان : هذا ليس من شأنك !
قال نزار : لو تعاركنا هنا سوف تكون النتيجة غامضة
لكن أنظروا لنا لدينا أعضاء صناعية على الرغم من أنها تعيقنا إلا أنها قوية لربما أستطعتما أن تقتلونا لكن بالتأكيد لن نموت
دون قتل أحدكما .. أنا أتحدث هنا عن التعاون بيينا ..
قالت مايا بمقت : من يريد أن يتعاون مع منمط !
قال نزار بحكمة : لربما من خلال تجاربكم معنا لسنا جديران
بالثقة ولكما الحق في ذلك .. لكن هذه الصحراء تخيف أكثر من منمطين أثنين .. لا نعرف ما قد يوجهنا في هذا المكان
قالت مايا : ماذا تقول يا ريان ؟
صمت ريان فترة يفكر كان مايقوله ذلك المنمط واقعي
لحد ما فقال : موافق بشرط !
قال نزار بفرح : ما هو ؟
قال ريان بحزم : تسلمونا أسلحتكم ..
قال هاشم بسخرية : ماذا عن ملابسنا ؟ الا تريدها أيضا ؟
تمتم ريان بحزم : أسلحتكم لكي نضمن عدم قدرتكم على الغدر بنا ..
تهامس المنمطان مع بعض ثم قال هاشم بحنق : حسنا ..
القى سيفيه والقى الآخر عصاه السحرية قال ريان بصرامة :
حتى الصغير منها ..
حنق هاشم أكثر و هو يلقي خنجره أرضا
ثم قال : والآن ؟
قال ريان بخبث و هو يرفع فأسه : الآن أستطيع
قتلكم دون مقاومة !
ظهر الرعب على وجه المنمطان فستدرك ريان و هو يضحك:
لقد كنت أمزح .. هيا بنا ..
مشى بالقرب من بعض فقال ريان : من أين حصلتم على
خريطتكم ؟
قال نزار : بالمجان هدية من شخص ..
قالت مايا بحنق : ذلك التاجر الجشع ... !
و كملوا مسيرهم نحو مغامرتهم ... مغامرة الكنز ...
شرق أوروك كانت توجد هناك أطلال قديمة تسمى
بانيال تلك الأطلال أصبحت مقر للوحوش الذي يتحكم بها مخلب النظام
حازم ...
جلس حازم القرفصاء وتناول جرعة من
زجاجة بجانبه فسعل بقوة ثم تمتم بحنق : هذه الترياقات اللعينة سيئة المذاق , الا تستطيع
ميار أن تضيف نكهات لكي تحسن مذاقها ؟
ثم لمعت عينيه ببريق عجيب و هو يشعر بالطاقة تتدفق لعروقه فأكمل : لكن لنعترف أن ترياقاتها لها تأثير عجيب
في إسترداد الحيوية و النشاط بشكل سريع و كبير ..
أغمض حازم عينيه و أخذ يركز على عمله ..
لقد أخبر زملائه بأن لا يزعجوه في غرفته فعمله يحتاج لتركيز كبير للغاية عليه أن يسافر بدماغه نحو الآلآف الكيلومترات
لكي يصل إلى اطلال بانيال ثم يقوم بشحذ تركيزه لكي يسيطر على
أكثر من 500 وحش و يالها من وحوش وحوش ضارية و جامحة ..
أنطلق دماغ حازم بطاقته العجيبة
مخترقا حاجز الزمان والمكان ... مخترقا الأراضي والبحار ... ليصل لعقول وحوشه .. وحوش النظام ..
.
على الرغم من العاصفة الرملية استطاع أربعة أشخاص من دخول كهف صغير نجحت الرمال بإخفاء أكثر معالم بوابته
قال هاشم بألم : عيني ! التراب في عيني
كان يدعك عينيه بقوة و الم ثم أخرج مرآة من جيبه ونظر لعينه وصاخ بهلع : عيني ! حمراء !
قال له نزار ببرود و ضجر : هل نسيت أنك منمط ؟ لهذا من الطبيعي أن تكون عينك حمراء !صمت هاشم فنطق ريان : هذا المكان هو المنشود أليس كذلك ؟
قالت مايا و هي تنظر للخريطة : نعم المفترض أن نلقى الكنز هنا !
ساروا الأربعة بخطى ثابتة و حذرة حتى وصلوا لنهاية الكهف ليشاهدوا تمثال لحيوان غريب رأسه ماعز و جسده أسد
كان خلف التمثال عبارة :أنفاس التنين.
تأمل الأربعة العبارة ثم قال هاشم : و الآن ماذا ؟
قال ريان بحيرة : يبدو أنه لغز و علينا حل هذا اللغز
لأني لا أشاهد أي مكان آخر نذهب إليه , لكن العبارة لا تناسب التمثال تنين و أسد رأسه ماعز ؟.
قال نزار بحيرة أشد :أنفاس التنين؟ هل التنين يتنفس ؟
صفعت مايا رأسها وتمتم في نفسها : لماذا أنا محاطة بثلاثة رجال يتنافسوا على جائزة الغبــــاء !
اقتربت مايا من التمثال و أخرجت حجر أملس ثم أخذت تضربه برفق
على فم الماعز ليظهر شرار ثم أشتعلت شعلة صغير في فم التمثال ليهتز المكان وينزاح التمثال من مكانه لتظهر غرفة سرية
في الجدار , فتح الثلاثة أفواههم غير مصدقين ..
فقالت مايا بضجر:هذا اللغز سهل للغاية ..
خطى الأربعة داخل الغرفة السرية ليشاهدوا مجموعة من الصناديق لكن لفتت انتباههم صندوق كتب عليه ..
"في رحلة الألم والأسى أستطاع الحب أن يتغلب على الحزن فتركنا عتاد الحرب هنا "
قال ريان بانتصار : عتاد الحرب ؟ إنها غايتنا !
فتحت مايا الصندوق بلهفة ليجدوا بداخل الصندوق سيف جميل الشكل
مع فأسين معدنيان نقشت عليه رموز اثرية رائعة رفعت مايا
السيف لتجد على مقبضه ورقة كتبت عليها سيف النور اللامع
اما ريان فرفع الفاسين ليجد ورقة مكتوب فيها
فأسا اللهب الحارق ..
شعر ريان بثقل الفأسين على يديه لكنه أقنع نفسه
بالتعود على وزنهما في المستقبل أما المنمطان وقفا أما قدر يشبه قدر
الطبخ بني اللون معدني الصنع نقش عليه عبارة ليس المهم ما خسرناه لكن المهم ما قد نكسبه
قال نزار و هو يتفحص كتاب بالقرب منه : يقول هذا
الكتاب أن هذا القدر كان يستخدم لتكوين أعضاء قد تالفة و هو يحتاج مكونات أساسية .. وهي ..
التربة الخصبة , الهواء النقي , المياه الصافية , النار المتوهجة , الإيثار
نظر هاشم إلى القوارير الموجودة بالقرب منه وقال : كل
ما ذكرته موجود هنا الا اداة واحدة و هي الإيثار
صمت نزار و هو يقرأ الكتاب ثم قال بحيرة : غريب
حتى في طريقة إستخدام العملية لم يأتي ذكر الإيثار كأحد المكونات ..!
قال هاشم : ماذا نفعل ؟
قال نزار بحزم : للنفذ العملية حتى لو كان هناك شيء ناقص .
تناول نزار إناء زجاجي به تراب و أفرغ التراب في
القدر المعدني ثم قال : الآن النار المتوهجة
القى بسائل شفاف اللون على الخشب الذي تحت القدر المعدني لتشتعل نار حمراء تتلون للون الأخضر ثم تناول زجاجة فارغة
والقاها داخل القدر و هو يقول : الهواء النقي
ثم سكب من قنينة زرقاء مياه بداخل القدر الذي تصاعدت منه أدخنة كثيفة وقال نزار : أخيرا المياه الصافية ..
على الرغم من الأدخنة الكثيفة الا أنهما تمكنا من رؤية جسم غير مستقر القوام يشبه عجينة الخبز فقال نزار : الخطوة الأخيرة أن تدخل ماكان ناقص في جسدك من أجل أن تعوض النقص ..
ثم قال بحزم : انزع ساقك المعدنية وانزل داخل القدر المعدني ..
قال هاشم بحذر : لحظة ! هذه الكمية هل تكفينا ؟
إنها بالكاد تكفي أن تعوض ساقي !
قال نزار بحزن : أعلم هذا يا صاحبي ذكر الكتاب ان
هذه المكونات تكفي لعضو واحد ولقد لاحظت أيضا أنه لا توجد المزيد من المكونات لكي نصنع عضو آخر
قال هاشم بحنق : إذن لماذا لا تقوم أنت بهذا !
صمت نزار و قال بلهجة أقرب للبكاء : هل سألت
نفسك يوما لماذا لا نساعد الآخرين ؟ لماذا نفضل مصلحتنا على مصلحة غيرنا ؟ بعد الحادث الدموي الذي حدث لنا
وبعدما ساعدنا ذلك الطبيب سألت نفسي هل سوف أفعل ذلك لو كنت مكانه ؟ طبعا لا ! إذن لماذا أريد أن يساعدني
أحدهم دون أن أساعد غيري ...
ثم أبتسم محاولا أن يخفي حزنه وقال : فوق ذلك لقد سأمت من صوت ساقك المعدنية ونحن نسير ..
قال هاشم بتأثر : نزار ....
ثم صاح هاشم بانزعاج و هو يمسح عينه : اللعنة على هذا التراب
لا ينفك في مضايقة عيني ..
أبتسم نزار بسعادة و هو يشاهد صاحبه ينزل للقدر
لكن نور ساطع ظهر فجأة في الجدار لينفتح جدار الكهف ويخرج تمثال يحمل جرة كبيرة شفافة شاهدوا فيها جسم غير
مستقر القوام أشبه بالعجينة التي صنعاها فقال نزار : هل هذا ؟
كانت هناك عبارة خلف الجدار تقول الأيثار أن تعطي الآخر ماكنت تتمناه لنفسك
لن نعوض ما خسرناه الا عندما نحب الآخرين كما نحب أنفسنا
تساقطت الدموع من عينا المنمطان الذان ذهبا للجرة فرحين وادخل
نزار كتفه داخل الجرة ليشاهد العجينة الغريبة تلتصق بكتفه
و تتحول على شكل ذراعه السابقة أما هاشم ففعل
ما فعله زميله تماما لكن كان داخل القدر المعدني لتظهر له ساق مثل ساقه السابقة فتنهدا المنمطان بسعادة قالت مايا بتأثر : لم أتوقع أن أفرح لمنمط مثل هكذا ..
قال ريان بحذر : أنظري إلى أعينهم ..
نظرت مايا وقالت بدهشة : حمرة أعينهم أختفت !
نظر المنمطان لبعض بدهشة فقال هاشم لزميله : أختفت حمرة عينيك فعلا !
قال نزار : و أنت كذلك ! هل ذهبت وحشيتنا ؟
تمتم هاشم بحنق : وحشيتي ! تعب حياتي أختفى !
قال نزار بطيبة : يبدو أن مساعدة الغير محت مافي قلوبنا من
ظلام , على الرغم من أن هذا سيء لنا كمنمطين لكني شعرت بالراحة عندما خرج الظلام من قلبي .. راحة جميلة ..
أيده زميله بصمت فقال نزار و هو ينهض : أيها السادة
لقد إنتهينا من مهمتنا لنخرج من هنا ثم سوف أنقلكم بتقنية الأنتقال للمكان الذي تحبوا أن تذهبوا إليه ...
خرجوا الأربعة من الكهف فرحين لكن صوت مخيف دوى بالقرب منهم قائلا : الآن عرفت من سطى على مخزن الدم
الخاص بي !
قال هاشم بفزع : أنت !
ضحك صاحب الصوت ضحكة شريرة و هو يقترب وقال : نعم أنه أنا ... سيد المنمطين....خازن ...
بشحمه .. ولحمه ... ودمه .....
في تلك الليلة سمع اهالي أوروك اصوات مزعجة قادمة من الشرق
فأيقن الجميع أن لحظة الهجوم بدأت و أستعد كل شخص في مكانه الذي خططوا له مسبقا ...
وما هي الا لحظات حتى مر ظل ضخم جدا على المدينة فكان ذلك سرب من وحوش طائر معرفة بــ الصقر أو كما يسموه المؤرخين بالرجل الصقر
و هي وحوش كانت تستخدم كمرافقين في الماضي وكانت بالفعل قوية ..
أما عند البوابة الشرقية فكان هناك جيش ضخم للغاية من السلاحف الضخمة
تهز الأرض بأقدامها القوية
السلاحف الضخمة
ثم ضربت بصدفاتها البوابة لتحطمها ويدخل جيش السلاحف الضخمة
المدينة , رفع اراب كفه ليعطي الأشارة ليقوم عدة أشخاص مجتمعين في وسط المدينة بسحب عجلات ضخمة وثقيلة فهتف جاسر و هو يسحب أقصى ما يستطيع : بقوة
أيها الرجال ! نجاحنا يعتمد على قوتنا !
زاد الرجال من باسهم و أداروا العجلات في اللحظة الذي انتصف فيها جيش الصقور
سماء المدينة ليرتفع عمود ضخم مكون من لهب بركاني جعل الأشخاص
الواقفين بالقرب من العجلات يتساقطون خوفا من الاحتراق , ضرب عمود النار سماء مدينة الظلام ليشعلها ويحرق عدد
كبير جدا من الصقور التي راحت تتساقط كأنها شهب نارية
أما ماجد و ابراهيم قاما بتفعيل الفخاخ المخيفة للتفجر في أجساد السلاحف الضخمة لتحولها إلى أشلاء ثم وقعت كمية كبيرة من السلاحف الضخمة في حفر نهايتها حمم بركانية ثم أعطى داران أشارته ليهجم أهالي المدينة على المخلوقات البطيئة يضربوها بما لديهم من أسلحة وقد شعروا بلذة النصر تسري في عروقهم لكن هذا الشعور تبدد عندما نزلوا ما تبقى من الصقور على الأرض وهم يحملوا مطارقهم الكبيرة ثم بان خارج المدينة جيش قادم للمعركة ...
قال كيجن بقلق : هذا الجيش ...
قال المرشد موران : غيلان ! هذا جيش مكون من غيلان !
غيلان جمع غول
و الغول كان على هيئة رجل ضخم الجثة متين البنيان غامق لون جلده
شرس الملامح وبيده سلسلة ضخمة تنتهي بكرة معدنية ثقيلة ..
الغول
هجم جيش الغيلان على المدينة دون تردد
هتف اراب بصوت عالي قلق: لقد كان جيش السلاحف الضخمة عبارة عن فرقة أختراق و نحن كشفنا أقوى أسلحتنا أمامهم ...فرقة الغيلان هي المحك الرئيسي للمعركة ! قاتلوا بأرواحكم !
لم يكن أهالي أوروك ند لقوة الغيلان
الذي كان عددهم حوالي 100 غول فراحت الأجساد تتساقط أمام كرات المعدن
الخاص بـالغيلان و أمام مطارق الصقور
كانت روز تحاول أن تركز على علاج المقاتلين أثناء المعركة
اما الذين يصابوا أصابات بالغة فيتم سحبهم إلى منزل قريب فيه نهاد
مع مجوعة أشخاص يداوا الجروح بالترياقات والضمادات ,شاهدت روز شخص إصيب بكتفه فحاولت من بعيد أن تعلاجه بتقنيتها العلاجية لكنها شاهدت أحد الصقور يهبط على رأس المصاب بمطرقة ليهشم رأسه وعندما حاولت روز ان تسعف شخص آخر
مات قبل أن تتمكن من علاجه فشعرت روز بغصة في
حلقها ورغبة ببكاء هي شاهدت الكثير من حالات الوفاة وشاهدت العديد من الجروح والدماء لكنها لم تتخيل
أن الحرب تحمل كل هذا و أبشع ..قاومت دموعها وهي تتجه نحو مركز المدينة فأعترضها ثلاث من الغيلان يلوحون بسلاسلهم المعدنية فهربت نحو زقاق على يمينها لكن رجل صقر
نزل بسرعة ليتعرض دربها ملوحا بمطرقته في وجهها فتجنبت الضربة بصعوبة وعندما ضربت المطرقة الجدار
تحطم جزء منه فنهض روز حاملة حقيبتها تركض
بهلع والدموع تتساقط من عينها لكنها سمعت صوت زوجها يهتف لها : هنا تعالي هنا ..
ركضت روز بلهفة نحو زوجها كيجن الذي قال : ابقي بالقرب منيو قومي بعملك في علاج من تريه لكن لا تبتعدي عني ..
كان كيجن يقاتل بضراوة ضد الوحوش وقد استطاع أن يتمكن من عدد لا بأس به لكنه تراجع مع زوجته عندما شاهد أن المنطقة التي هو فيها تخلو من الأنصار وتعج بالوحوش فقال كيجن : علينا أن نكون برفقة زملائنا حتى لو سلمنا الجهة الشرقية للعدو ..
وانسحب مع زوجته وأصبح بالقرب من رفاقه يناضلون في معركة البقاء .. معركة الموت ..
في أبيدوس دخل درام إحدى الغرف وقال : أحتاج لمساعدتك ..
نظر له جساس نظرة سخرية
قال درام : أريد أن أشارك في المعركة حفاظا على ماء وجه فرقتي.
قال جساس بسخرية : أنت أم فرقتك ؟
تمتم درام بغضب : أنا !
قال جساس بسخرية أكثر : سوف
ينزعج صديقنا حازم من ذلك ..
قال درام بغضب أكثر : كرامتي أكبر !
كان يعرف جساس أن المغوار منزعج لحد
كبير لهذا قرر أن يساعده فمد له شريحة زجاجية بها نقوش وقال جساس : أنت تعرف ماهذه الشريحة لكن سوف أوضح لك عملها لكي لا تقع في خطأ وتلومني ..
سوف أنقلك بالقرب من اوروك لأن في داخل المدينة
أبراج تشويش تمنعني من نقلك على كل حال اذا دخلت أرض المعركة ونفست عن نفسك وقررت الرجوع قم بكسر الشريحة
الزجاجية هذه لتنتقل مباشرة وتعود إلى ابيدوس
لأن هذه الشريحة هي الوحيدة القادرة على تخطي أبراج التشويش الخاصة بنا ..
تناول درام الشريحة الزجاجية بعجل فأمسك
جساس رأس درام
وقال بسخرية : أقتل من أجلي خمسين منهم !
قال درام بغضب : بل كلهم !
ثم أنتقل درام ليجد نفسه بالقرب من البوابة الشرقية
فتناول رمح ضخم وقفز قفزة كبيرة للغاية ليقف فوق أحد منازل المدينة ثم نزل إلى أرض المعركة يضرب برمحه
كل جسم يتحرك , هنا إلتى عين درام بعين
ابراهيم الذي رمق خصمه بتحدي
فقال الأخير و هو يهجم على خصمه بعصاه: انت أحد اتباعهم !
قال درام بغضب : بل أنا هو النظام !
ضرب رمح درام عصى ابراهيم فأنشطرت العصى إلى نصفين فهتف ابراهيم بدهشة : مستحيل ..
ثم تجنب ضربة من الرمح الضخم و على الرغم من تجنب الضرب إلى ان الرمح مزق معطف
ابراهيم وسبب جرح في ذراعه
رفع ابراهيم يديه في وجه خصمه وقال : لتجرب هذا ..
لكن درام قال بغضب : ختم !
شعر ابراهيم انه غير قادر على تحريك ذراعه
فقال درام بشماتة : ختم قواك السحرية امر سهل ..
تمتم ابراهيم بدهشة : ختم قواي السحرية ؟
عن أي عبث تتحدث يا هذا ؟
مسك درام ذراع ابراهيم
و سحبه بقوة ليضرب بركبته بطن ابراهيم الذي شعر أن معدته تمزقت فنطلق خيط من الدم فائرا من فمه ثم أمسك المغوار الغاضب رأس ابراهيم و ضرب رأسه في جدار قريب
فشعر ابراهيم أن الدنيا قد أظلمت في عينه فسقط على الأرض فداس درام ذراع ابراهيم ليكسرها ..
فصرخ ابراهيم متألما ثم زحف مبتعدا عن خصمه
فقال درام بغضب :ازحف يا دودة الأرض ..إزحف
التفت ابراهيم نحو خصمه بمقت والقى عليه
خمسة من أفخاخه دفعة واحدة فتساقطت الفخاخ محيطة ب درام
لكن الفخاخ لم تنفجر بل تصاعد منها دخان لثواني ثم هدأت فضحك درام
وقال : حتى أفخاخك أستطيع ختمها ..
أتسعت عينا ابراهيم برعب و هو يشاهد خصمه يقترب
منه لكن سهم سريع ضرب الأرض فتوقف درام ينظر للسهم
ثم التقت لصاحب السهم الذي كان ماجد يطلق وابل بأتجاه
خصمه فرفع درام رمحه وداره بسرعة كأنه مروحة ليتصدى لجميع
الأسهم لكن هناك سهم أنفجر تحت قدميه للتمزق الأرض وتندفع ألسنة الهب ويسقط درام في حفرة البركان , فقز ماجد
ووقف بجانب ابراهيم و قال الأول : هل أنت بخير ؟
قال ابراهيم بألم : ذلك الوغــــد كسر ذراعي لكن لا بأس بما أنك أرسلته للجحيم ..
دوى صوت : جحيـــــم ؟ أهذا جحيــــم ؟
قفزدرام من حفرة الحمم سالما اتسعت عينا خصميه برعب وقالا
في نفس الوقت : كيف ذلك ؟
قال درام : لا أحب أن أكرر الشرح كثيرا
حتى الحمم أستطيع أن أختمها و أحول مادتها إلى أي شيء أريده ..
ثم ضرب بكفه الأرض بقوة وشاهد بطلينا أغرب مشهد في حياتهم عندما تجمدت الحمم البركانية الموجودة بالحفرة
فقال درام : هذا لا شيء سوى حمام بارد أستحم فيه وقت الصيف .
ثم أضاف و هو يرفع رمحه : أين كنا ؟
هنا هبط غول في وجه المغوار وقال بصوت أجش : لماذا أتيت ؟
قال درام : أبتعد عن طريقي يا حازم أريد أن افرغ غضبي في هذان الضعيفان ..
قال الغول : نحن نسير على خطة معينة لا تفسدها ..
هتف درام بغضب : قليل من الدماء لن يضر !
زمجر الغول وكشف عن أنيابه : سوف استدعي المنجل ! عليك الرحيل !
أمسك درام عنق الغول ورفعه بقبضة
واحدة وقال : هل تستهين بقدراتي ؟ هل تهددني بوحشك ؟
قال الغول : غضبك أعماك عن الفهم , أنا سوف أستدعي
المنجل لكي يسيطر على هذه المنطقة الهدف الرئيسي وراء قدومه
هو التدمير فقط لن اسيطر على عقل المنجل بل سوف أجعله
يدمر ويقتل المنطقة الشمالية على طبيعة غريزته التدميرية ...
قال درام بغضب أكثر : هل تستهين بي يا حازم !
قال الغول بصوته الأجش المختنق : أنت لا تفهم ! انا لست خائف
عليك يا درام بل أنا خائف على المنجل ماذا لو التقيتم بالخطأ في المعركة ؟ سوف يهاجمك وانت سوف تقتله وهكذا فقدنا قدرة ذلك
الوحش !
صمت درام ثم القى الغول أرضا , قال درام بغضب : لم يشأ القدر أن يتم قتلكما على يدي لكن سوف تلقوا حتفكما .. بل حتفكم جميعكم على يد المنجل ...
ثم أخرج درام شريحته الزجاجية وكسرها بقبضته ليختفي
عن الأعين بعد أن غمر الضوء المكان أما الغول فنهض
و أخرج بطاقة مرافق حمراء اللون وقال بصوته الأجش لكن بشماتة : مرعب
الليالي , خاطف الأرواح , كابوس الجحيم ..... لتقتلهم أيها المنجل !
ثم رمى الغول بالبطاقة عاليا وهرب لتشع البطاقة بالهواء ثم ظهر جسد ضخم
لشبح يرتدي ملابس رثة وبيده سلاح أشبه بالمنجل مصنوع من العظم لمعت عينا المنجل
بشراسة و دموية ...... وشيطانية ...
يتبع ..
الحلقة التاسعة
.
.
ظهر المنجل في الهواء شامخا ... مخيفا .... مرعبا ...
قال ماجد برعب : هذا الوحش ...
تمتم ابراهيم برعب أكثر : لا أعرفه , لكن
من مظهره يوحي لنا بأن نهرب حالا !
ونهض البطلان يركضان مبتعدين عن الوحش لكن المنجل لاحظ حركتهما
فرفع سلاحه العظمي و أطلق كتلة من الطاقة نحو بطلينا مسك ماجد
رأس إبراهيم وقال : انخفض !
و استلقى البطلين على الأرض بسرعة في اللحظة التي مرت كرة بنفسجية اللون بسرعة فوقهما
صحيح أن كتلة الطاقة لم تضربها لكن مجرد مرورها مرورها عليهما سببت حروق بالغة في جسديهما
فقال إبراهيم بألم : أي عبث هذا !
تناول ماجد جرعة من قنينة صغيرة و أعطاها زميله
وقال : هذا ترياق خاص يداوي جروحنا بسرعة ...لا اعرف عن كسر ذراعك لربما يشفيها
لكن على الأقل سوف يداوي جروحك ..
ثم نهض وقال بقلق : الوحش قادم لنا لنواصل الركض لو لحق بنا سوف تكون نهايتنا ..
نهضا بسرعة و أكملا عدوهما و المنجل يسير وارءهما لكن يبدو
أن المنجل لم يقم بأي هجمة أخرى لربما كان يريد أن يرى أين
تتجه فريستيه لربما وجد فرائس أكثر في المكان الذي يتجها له ..
وكان على حق ..
قال إبراهيم برعب و هو يركض
نحو زملائه المقاتلين: انجوا بحياتكم !
تجاوز ابراهيم عددا من المقاتلين و عدد
من الوحوش في اللحظة التي رفع المنجل سلاحه مرة أخرى
و أطلق كتلة طاقة أكبر بكثير من السابقة فمرت الكرة الرهيبة على المقاتلين و الوحوش لتشويهم وتحولهم إلى
عظام ساخنة ثم ضربت الكرة منزل أمامهم ودمرته عن بكرة ابيه ..
نهض إبراهيم الذي قد تعلم درسه و انخفض
ليشاهد بجانبه القناص ماجد الذي
بانت عليه حروق كثيرة فقال ماجد بألم : أهرب ..
قال إبراهيم : إنهض !
مسك إبراهيم ذراع القناص
لكن ماجد هتف بغضب و هو ينزع ذراعه : قلت لك أهرب!
دمعت عينا ابراهيم ثم عقد حاجبيه وركض بسرعة
صوب المنجل سلاحه على ابراهيم
لكن سهم قوي ضرب جسده , لم يتأثر المنجل
لكن السهم لفت انتباهه ليشاهد القناص ماجد مستلقي
على ظهره يطلق أسهمه عليه , تقدم المنجل نحو القناص وتفجرت تحت
المنجل عدد كبير من الافخاخ كان القناص قد ألقاها في خط مسير الوحش
لكن المنجل لم يتأثر بها ولو قليلا
أبتسم ماجد بيأس تلك الحروق التي في جسده
كثيرة و تعيقه عن الحركة كما أن الوحش قادم له بكل شراسة
تمتم ماجد : أتمنى أن يكون ذلك المحطم قد أبتعد كفاية .
وصل المنجل عند جسد القناص ورفع سلاحه العظمي
وهوى ... بكل شراسة ... بكل قسوة ... بكل شيطانية
وحطم الأرض .. لكن أين فريسته ؟
التفت المنجل على يمينه ليجد فريسته بين ذراعي شخص آخر
قال ماجد بدهشة و بألم : أنت ؟
أبتسم وليد و قال و هو ينظر للوحش : دعم الثوار قد وصل ...
شعر ماجد بجسده يتعافى بسرعة فلمح
ندون تقف خلفه وتعالجه بمهارات علاجية
قال وليد بقلق : لقد استدعوا
المنجل و لا توجد فرصة أمامنا ضده علينا أن ننسحب ونجمع قوتنا ضده .
القى وليد قنبلة دخانية وهرب الثلاثة
لكن المنجل لم يكن بالوحش الذي يرى الأجساد مثلما هي بل كان يرى
ارواح الأجساد لهذا لم تنفع القنبلة الدخانية لتشويش رؤيته فرفع سلاحه وأطلق كتلة طاقة كبيرة ناحية فريسته
و حدث الدمار في المكان , لم يشاهد المنجل أي أرواح قريبة
فعرف أنه تمكن من فريسته فالتفت إلى الخلف وضرب منزل بواسطة سلاحه ليدمره وقام يمارس عمله بالتدمير والتخريب
في مركز المدينة هبطت ثلاث هالات مضيئة وما أن تلاشى الضوء حتى قالت
ندون بإعجاب : استخدامك لمهارة الانتقال في مثل هذا الوقت شيء مذهل ..
قال وليد بحزم : سوف يكون مذهل لو تخلصنا
من هذا الوحش المخيف ..
تمتم ماجد : علينا أن نجمع الجميع لكي نتمكن من هزيمته .
قال وليد : هذا غير ممكن حاليا , فالجميع
مشغول بالقتال ضد تلك الوحوش المنشرة في المدينة و بما أن المنجل
أستقر في الناحية الشمالية كما يبدو فدع أمر التخلص منه ينتظر ..
كان دعم الثوار مفاجئ لـ حازم
و هو الذي كان قريب للأنتصار لقد سيطر على شرق المدينة و المنجل
يدمر شمال المدينة والمخالفين يتقهقرون للخلف من ناحية الغرب وكلها لحظات ويدمرهم لكن .. دعم الثوار ..
شاهد حازم من خلال عين أحد الغيلان فتى يقاتل مع ذئبه
فقال حازم في نفسه : لم أخبر أحد عن عدم سيطرتي على ذلك الذئب لأن سره غامض لحد الآن ...عندما ينظر حازم للكائنات حوله يشاهد
من هو بشري باللون الأزرق و الكائنات الأخرى باللون الأحمر لكن ذلك الذئب لم يكن له لون أبدا كأنه غير موجود
زاد حنق حازم أكثر فأرسل خمس
غيلان نحو أسامة
و ذئبه
شاهد أسامة الوحوش الخمسة التي تعترض طريقه
فقال لذئبه فنرير : وحوش أكثر .. لننفذها !
ثم صاح أسامة عاليا : تنكر...
ليتحول أسامة إلى ذئب مشابه لذئبه تماما و أنقض
مع ذئبه على الغيلان....
كانت كيرا قد وصلت بالقرب من
كيجن و روز
فقالت الأخيرة بفرح : لقد وصلتم أخيرا !
قالت كيرا بثقة :نعم ! قائد الثوار أرسلنا ولقد أنتقلنا
إلى هنا بواسطة مهارات الأنتقال لكن ...
نظرت للمدينة المشتعلة وقالت بقلق : المدينة تشتعل ...
اقترب منهم المرشد موران وقال : معك حق
لكن الأهم أن معنويات أهالي أوروك قد أشتعلت وصاروا يحاربوا
بأرواحهم من أجل التغلب على النظام ..
ما أن أنهى عبارته حتى دوى أنفجار عنيف , نظروا نحو الشمال ليشاهدوا المنجل
يعيث في الأرض دمارا , قالت روز برعب : ماهذا الوحش
الضخم المخيف ...
ضاقت عينا كيجن و هو يراقب الوحش
ثم تمتم : يبدو الأقتراب منه مستحيل .. أنظروا إلى حركاته ..
راقب الجميع المنجلو هو يقوم بتدمير المنازل و لاحظوا الجثث المتفحمة
التي بالقرب منه تمتمت كيرا بقلق : يحترقوا بمجرد الأقتراب منه ؟
قال موران بحذر : هذه ليست نار بل قوة ظلامية
حارقة مخيفة ...أشك حتى أن السحر العادي قادر على ضربه ..
قال كيجن : هل لديك خطة ؟
أبتسم موران بثقة حزينة : أنظر لي يا فتى
لا تستهين بما تراه هنا ..
ثم شد موران على قفازيه الحديديين وقال : لا يوجد معنى
في قتال من قريب أو من بعيد هذا طبعا على حسب إمكانياتنا ... لكن ...
ثم أضاف : تلك الفتحة البركانية قادرة على ضخ كمية كبيرة من اللهب لو استطعنا أن نجعله يقف فوقها وفتحنا العجلة عليه
لربما كانت هناك فرصة ..
قال كيجن بحزم : لا يبدو أنه ينوي أن يغادر
الجهة الشمالية على الرغم أنه دمر المنطقة إلا أنه مصر على الوقوف هناك ..
قال موران : نحتاج أن نلفت انتباهه ونجعله يأتي إلى
إلى هنا ..نحتاج لشخصين في هذه المهمة شخص يجذبه وشخص يقف عند العجلة ويشغلها ..
قالت كيرا بحذر : ذلك الشخص الذي يقف عند العجلة
سوف يكون وجها لوجه مع ذلك الوحش ... هذا انتحار ..
قال كيجن : إجذبه إلى هنا أيها المرشد
و أنا سوف أشغل العجلة ....
هتف المرشد موران : الا تفهم هذا العمل خطير
ويحتاج لشخص بقوتي ليدير العجلة و نحتاج لشخص سريع يجذب أنتباه الوحش و هذا هو أنت ..
صمت لبرهة ثم قال : فوق ذلك أنا لا أملك شيئا أخسره ..
قالها و هو ينظر نحو روز ...
فهم كيجن مغزى المرشد فقال : حسنا أنا ذاهب لكي أجلبه ..
انطلق السفاح فقالت روز بقلق : أحترس !
ركض السفاح بكل سرعته نحو الجهة الشمالية و هو يلمح الدمار الذي لحق بالمدينة والجثث المحترقة للوحوش و للمقاتلين
هو يعرف أن المعركة سوف تكون من نصيبهم لو تخلصوا من المنجل
وصل كيجن للناحية الشمالية وصرخ
بقوة : أيها المحنط َ!
التفت إليه المنجل ورفع سلاحه العظمي في اللحظة التي استدار فيها السفاح
و قام بالعدو السريع أطلق الوحش كتلته المخيفة فقفز كيجن
عاليا فوق أحد المنازل لتضرب كتلة الطاقة المنزل الذي يقف فوقه السفاح ليتدمر المنزل كاملا
فنزل السفاح كيجن على قدميه منذهلا
بقوة الوحش المنجل الذي انطلق خلف السفاح يضرب الحطام
الذي يعترض طريقه ركض السفاح وكرات ظلامية مخيفة تتطاير خلفه وتدمر ما ترتطم به ..ثم وصل إلى الحفرة البركانية
وتجاوزها وهو ينظر لعين المرشد الذي رمقه بحزم أغمض كيجن
عينيه بأسى لثانية و هو يركض وتجاوز الحفرة البركانية وشعر بطاقة علاجية تسري في جسده
تعالج حروقه الطفيفة ... كانت روز تقوم بهذا
العمل .. لكنها كانت قلقة على مصير المرشد ...
عندما أقترب المنجل من الحفرة البركانية هتف المرشد
موران بقوة : أيها المنجل !
نظر له المنجل ورفع سلاحه العظمي ..
في اللحظة التي ضرب فيها موران
العجلة المعدنية الثقيلة ضربة أودع فيها كل توتره وكل خوفه وكل تفكيره كان يدرك من البداية أن المهمة انتحارية
ولها مصير واحد و هو الموت ... الموت كان دائما يفكر ان الموت قريب منه منذ أن مات مرشده
قيمس أو كما في لهجة أهل امانسيس فيمس ... منذ موته تذكر هويته الحقيقية .. أنه المرشد الذي لم يتخصص في أي تخصص معروف
المرشد الذي يقضي وقته في التزود بالمعارف والمعلومات .. المرشد الذي تكون وظيفته إرشاد من يحتاج أن يرى النور
لن يرى أصحابه النور إذا واجهوا هذا الوحش الآن لربما بعد فترة إذا زادت قوتهم .. ولكي يرى أصدقائه النور
يجب عليه ان يضحي بنفسه هكذا هو المرشد شمعة تحترق لتضيء درب غيره ..
شعر بالقوة الظلامية الحارقة تذيب المعدن على قفازه و العجلة مازالت تدور لكن اللهب لم ينطلق .. هل يوجد خلل ؟
شاهد سلسلة العجلة مفصولة مما تمنع عملية الفريق فقام المرشد موران
بربط السلسلة بسرعة متحاملا على الم الحرق كان المنجل
يتلذذ و هو يرى فريسته تحترق ببطء لكنه تذكر أنه في صدد مطاردة فريسة آخر لهذا هوى بسلاحه العظمي على
المرشد في اللحظة التي تمكن فيها موران
من ربط السلسلة وضرب العجلة مرة أخرى لينطلق عمود من اللهب الحارق غمر المنجل الذي أشتعل وانطلق منه صرخات مرعبة وراح يدور على نفسه ثم حدث الانفجار
إنفجار دمر ما يحيط به على مسافة 100 متر مما جعل روز
و كيرا تطيران في الهواء وتسقطان على الأرض بعنف
فقالت الأخيرة بفرح : لقد نجحنا !
تمتمت روز بحزن : المرشد ...
في ناحية آخرى من المدينة و في نفس التوقيت كان ابراهيم يعرج
محاولا الهرب من الوحوش التي تلحقه فالأصابات التي في جسده تمنعه من القتال
لكن أسهم كثيرة أنطلقت لتحصد أجساد الوحوش ثم ظهرت امرأة تحمل مطرقة تشبه مطرقة الرجل الصقر نزلت المرأة وضربت بمطرقتها أجساد الوحوش وسحقتهم بمهارة
قال ابراهيم بفرح :
فيجي و فواز ....
قال فواز بفرح : كالعادة انقذك !
أين هو الزعيم ؟
صمت إبراهيم وقال بحزن : لقد أستشهد ..
لم يصدق فواز ما قاله شقيقه بالتبني
لم يصدق أن أباه الروحي قد فارق الحياة لكنه قال متحاملا على حزنه والدموع تسقط من عينيه : لن يموت هباءا
ثم رفع رأسه وقال بصرامة : مما شاهدته من أعلى المدينة جيش الوحوش في تراجع خصوصا بعد ذلك الأنفجار الرهيب
في وسط المدينة على الذهاب إلى الشرق لكي نقضي على ماتبقى منهم ...
انطلقوا الثلاثة حيث كان كل من جاسر
وداران و دعم الثوار و جيش
أهالي أوروك الذين كان كانوا يقاتلوا بضراوة من أجل النصر ..
النصر الكبير ...
في تلك اللحظة خرجت ذراع من بين الحطام , خرجت الذراع التي تنتهي بقبضة محترقة وعليها آثار معدن مصهور
ليخرج جسد مدمي ومحترق ببشاعة فنظر له أحد الثوار و قال بهلع : يوجد لدينا شخص مصاب .. الفريق الطبي ..
استدعوا الفريق الطبي !
جاءت نهاد بسرعة وهي تحضر عدتها الطبية وقالت
بدهشة وهي تعالج المصاب : أنت ذلك العجوز المرشد ...
قال موران بفرح على الرغم من ألمه :
مرشد نعم , عجوز لا ...
كان المرشد موران سعيد لنجاته ومقدرته على
ارشاد الناس للنور مجددا ..
على الرغم من جروحه التي لم يزول المها بعد ذهب لأرض المعركة ولم تسع الفرحة اصدقاءه عندما شاهدوه حيا مجددا
في صحراء يوتيا كان هاشم و نزار و مايا و ريان متسمرين
يشاهدوا سيد المنمطين خازن الذي يقترب منهم بشراسة
قال خازن : أنا أضع لي في كل بقعة من الأرض
مخزون من الدم و أنتما أيها العزيزان تتذكروا ما أصنع بواسطة الدم !
بلع نزار و هاشم
ريقهما برعب فأكمل خازن : ولأسباب مختلفة
وضعت كرستالة تسمى كرستالة الأرتباط وهي ما أن يلامسها الهواء الخارجي
تقوم برسل موجات ضوئية خفية لتضيء كرستالة أخرى من نفس النوع أملكها بقربي وكنت أتسائل من يملك الحماقة الكافية
لكي يقتحم مخزن الدم الخاص بي .. وكانت اجابة سؤالي واضحة ..
ثم أطلق ضحكة شيطانية فقال ريان بإنزعاج : من هذا
القبيـــح ؟
قال نزار بقلق : هذا اللعيـــن من قطع أعضائنا أنه اقوى
منمط عرفه التاريخ ..
قال خازن و هو يرفع ذراعيه عاليا : إسمي
خازن المنمط رقم 1 في العالم !
ثم ظهر سيفان أحمران في قبضة خازن قال هاشم برعب : سيفان هذه المرة !
شهر الأربعة أسلحتهم فقد كان واضح أن سيد المنمطين غير قابل للمفاهمة و أختفى سيد المنمطين ...نعم أختفى
ثم ظهر أمامهم قالت مايا بدهشة : سريع جدا !
ثم قفز خازن في الهواء وفرد رجليه في إتجاهين معاكسين
ليضرب وجه مايا و ريان
ليلقيهما أرضا و ما أن وقف على رجليه حتى اندفع بإتجاه نزار
و هاشم وضربهما بكتفه ليدفعهم لمسافة متر كامل ثم سقطا على الأرض ونظرا له برعب و هو يرفع سيفيه الدمويين وقال خازن بشراسة : في المرة السابقة قطعت ذراع و ساق
لكن يبدو أنكم مثل النبات تنمو لكم أعضاء جديدة لهذا سوف أأكد نظريتي إذا قطعت أيديكم وأرجلكم ونشاهد نمو أعضائكم .
وهوى بسيفيه فأغمض المنمطان السابقان أعينهم بخوف لكن صرخة غضب انطلقت من فم خازن وقذف سيفه الدموي الذي استقر في جسد سمندر
(السمندر او السلمندر زاحف برمائي صغير الحجم)
صغير فقال خازن : اللعنة النظام شاهدنا !
ثم قال بشراسة : لا وقت لكي العب معكما ..
رفع يده عاليا وقال : كرة الدم , كرة الوحشية , يا كرة من قلب الجحيم تعالي هنا و أسحقي أعداء سيدك ! تكونت كرة ضخمة فوق كف سيد المنمطين وسقطت الكرة على الأرض وراحت تدور بإتجاه نزار
و هاشم
اللذان نهضا بصعوبة وقاما بالعدو بسرعة والكرة خلفهما فقال خازن
و هو يقهقه : اركضا يا ساق النعام و ذراع البطريق هاهاهاهاهاهاها ...
ثم التفت إلى مايا و ريان
اللذان باغتاه بالهجوم لكن سيد المنمطين كان يتجنب ضرباتهم بكل رشاقة وبساطة
فقالت مايا بقلق : هذا ما كنت أخشاه ..
قال لها الفولاذي بحيرة : ماذا ؟
نظرت مايا لسلاحها الجديد وقالت : هذه الأسلحة أسطورية
ذات مستوى عالي من القوة و المهارة و نحن أضعف من أن نستخدمهم لهذا هذه الأسلحة لا تعطيني شيء من قوتها
بل على العكس إنها تضعف هجومنا ولعلك لاحظت ثقل فأسيك ..
رمى ريان الفأسين الأسطورين على الأرض وتناول
فأسه الطويل ذو القبضتين لكن خازن قال بشراسة : تأخرت يا فتى ..
وانقض على الفولاذي وضربه في فخذه بواسطة سيفه الدموي فسبب جرح بليغ صرخ الفولاذي بألم
ثم ركل خازن الفولاذي في وجهه ليلقيه على الأرض
انقضت مايا من الخلف على سيد المنمطين فتجنب
ضربتها على الرغم انه لم يلتفت لها وابتسم بسخرية ليمد يده للخلف و أمسك شعرها وسحبها والقها أرضا أمامه فقال
بشراسة : قلب إمرأة ؟ منذ زمن لم آكل قلب فتاة شابة ..
ثم هوى بلكمة قوية على وجه مايا فأفقدها وعيها
فقال ريان بغضب : أيها الوغــــد !
رمى خازن سيفه الدموي فستقر في صدر الفولاذي الذي سقط
على ظهره و هو يشهق بألم فقال خازن : من حظك إني
على عجلة من أمري لأن النظام قادم و فوق ذلك أحتاج لذراعي الأخرى لكي أقوم بعملية الأنتقال ..
قبض على شعر مايا ورفعها على كتفه وقال : في ليلة
أكتمال القمر يهبط إلى الأرض شيطان الليل , سوف أضحي بها من أجله و أتناول قلبها لكي تزيد قوتي ..
ثم رفع يده ليغمره ضوء ويختفي ...
تمتم ريان بألم غاضب و هو يكافح لكي لا يفقد
الوعي : إرجع أيها الوغـــــ ـ ـ ـ ـ ـ ...
كان نزار و هاشم
يركضان بسرعة و الكرة الدموية الحمراء تدحرج خلفهما ثم سقط هاشم على الأرض وقال : اللعنة لم أتعود على ساقي الجديدة !
انحنى له نزار ورفعه و هو يقول برعب : أيها
الأحمــــــق أنهض قبل أن ...
ثم التفت ليشاهد المنظر المرعب الذي يخشاه الكرة الدموية على مسافة متر واحد منهما و تدحرج بكل سرعة و قوة
وانحنى على الأرض يحمي زميله من الكرة الدموية التي فجأة ضربت حفرة صغيرة وارتفعت لتطير على مسافة متر ونصف ثم تكمل دحرجتها متجاوزة
جسد نزار و هاشم الذان لم يصدقا ما حدث ..فتنهدا بإرتياح ثم نهضا وإتجها للفولاذي الجريح فقاما بعلاج الأصابات الخطيرة
بواسطة ترياقات علاجية موجودة في حقيبة الفولاذي فقال نزار
علينا الأبتعاد من هنا قبل أن يأتي النظام ... لكن لم يكن يدرك أن النظام كان مشغول في شيء آخر ...
شيء خطير ... وحاسم ...
في عش الثوار كان حارس مراقبة البوابات الضوئية
يحتسي قهوته بملل و هو يتمتم : باقي 6 ساعات على مناوبتنا المملة ....
سمع صوت خلفه يقول : لقد بدأت مناوبتك منذ 11 دقيقة فقط وبدأت تعد الساعات ؟
التفت الحارس ليشاهد المسؤول الأول لبوابات الدخول الحارس سعد فتغيرت ملامح الحارس المساعد وقال : سيدي سعد لم أقصد التذمر ولكن انت تعرف ...
ظهرت إبتسامة على الرغم من وجه سعد
الجاد دائما وقال : لا عليك يا صاحبي أنا ايضا اشعر ببعض الملل أحيانا لكن الملل بأمان أفضل من الأثارة بخطر ..
هنا سمع الحارسان صوت رنين خافت ناتج من أحد الكرستالات العديدة أمامهم فقال الحارس المساعد بجدية : هنا أحدهم
دخل , منطقة الدخول هي المنطقة 18 ...
قال سعد و هو يدير أحد المناظير الموجودة أمامه : المنطقة
18 ؟ غريب في العادة نحن نستخدم المناطق من 1 إلى 10 ..
ثم قال بدهشة : هذا ....
نظر الحارس المساعد من منظار آخر وقال بدهشة مماثلة : هذا ذلك الفولاذي و برفقة غريبان ..
قال سعد : يبدو أن الفولاذي مصاب ...
قال الحارس المساعد بحيرة و قلق : ماذا يجب أن نفعل يا سيدي ...
قال سعد بجدية : إذهب للقائد و أخبره فورا
اما انا سوف آخذ أربعة من الحراس ونذهب لنتفحص الأمر ..
انطلق الأثنان ينفذان الواجب عمله في مثل هذه الحالات ..
في المنطقة 18 قال هاشم بحذر : ثم ماذا ايها الفولاذي ؟
قال ريان بألم : لا تقلق سوف يأتي الثوار
هم يراقبونا عبر مناظير متغللة في جدران هذا الدهليز ...
قال نزار بحذر : أنظر هناك !
ظهرت بوابة ضوية أمامهم ليخرج منها خمس أشخاص قال سعد
بحزم و حذر : أنت هو ريان ما لذي يحدث هنا ؟ و من هذان
الغريبان ؟ و أين تلك الفارسة ؟
قال ريان بقلق : هذان الغريبان ساعداني في النجاة من الموت
أم الفارسة مايا .... فأحتاج أن اتحدث مع زعيم الثوار
في هذا الأمر أنه موضوع خطير للغاية ....
في أوروك كان الجميع من المقاتلين والأهالي يعاينوا الأضرار التي لحقت
بالمدينة وكذلك دفن الجثث المنتشرة في المدينة , قال اراب بأسى :
فقدنا 80 فرد من أصل 200 مقاتل أكثر من ثلث قوتنا ...
قال ماجد بثقة : وصلنا 50 مقاتل من الثوار
وهم على تدريب عالي لن تكون هناك خسائر أكثر من التي مضت .
هتف اراب بحنق : الا تملك أدنى إحساس يا هذا !
اندهش القناص لردة فعل اراب و هو المشهور بوقاره
فهتف اراب و هو يشير للقبور الحديثة : الا تشعر
بالموت حولك ؟ هل جل ماتفكر به هو المعركة ؟ الم تفكر و انت تنظر لأحد القبور من يكون صاحب القبر ؟
أنه أخ أحدهم أو أب لأحدهم أو أبن عائلة شخص ما ؟ الا تظن أن التفكير بهؤلاء المقاتلين كمجرد آلة قتال
هو شيء غير عادل ؟ ما لذي نختلف عن تفكير النظام ؟
صمت ماجد و هو يشعر بالحرج
قال المرشد موران بإتزان : أقتدر شعورك
ايها السيد الوقور أنت من أهالي هذه المدينة وتشعر بألم أكثر منا بالطبع لكن لو إستسلمنا للعواطف سوف نخسر زمام الأمور
الشهداء الذين امامنا ضحوا بأنفسهم من أجل حرية هذه المدينة لو غرقنا في حزننا وتركنا كل شيء وراء دموعنا
سوف يكون موتهم مجرد هباء هذا لن يحزننا فقط بل سوف يحزنهم أيضا ..
ربت وليد على كتف اراب
مواسيا وقال : نحن نقدر التضحية لهذا سوف نقوم بعمل تدريبات مكثفة أكثر إلى الأهالي
لكي نتجنب فقدان أشخاص أكثر ..
هنا لمع ضوء قادم من السماء ثم هبط الضوء على هيئة هالة ضوئية أستقرت على الأرض بهدوء ونعومة , تلاشى الضوء
ليظهر فادي جاد الوجه
نظر له الجميع بحذر فقال فادي : رسالة
من قائد الثوار لشعب أوروك المناضل, نحي فيكم روح التضحية
من أجل الحرية ونخبركم مهما حدث من تقلبات الدهر نحن سوف نكون معكم ...
صمت فادي ليلتقط أنفاسه
ثم أضاف : أين هو كيجن ؟
ظهر كيجن من بين الحشود
وقال ببرود : نعم ؟
قال فادي بحزم قلق : الزعيم يطلبك
مع بعض من رفاقك إنها حالة طارئة ..
ثم قال بصوت عالي : فيجي
و فواز و روز
و ندون
و كيجن عليكم مرافقتي ..
اقتربوا منه و نثر رمال ضوئية على رؤوسهم لتنطلق طاقة ضوئية ويختفوا ...
عندما دخلوا عش الثوار ثم ولجوا قاعة الاجتماعات
كان هناك زعيم الثوار و ريان
و نزار و هاشم فقال كيجن بحذر :ماذا يفعل هذان المنمطان هنا ؟
رد نزار بسخرية : منمطان ؟
ثم فتح عينه بأصابعه وأكمل بسخرية : إنظر مدى نقاوة أعيننا لقد خسرنا كل وحشيتنا و خمن ماذا
المنمط الوحيد هنا ....
أشار نزار عليه وقال بأسلوب مسرحي : هو أنت !
التفت كيجن إلى زعيم الثوار وقال : ماذا يحدث هنا ؟
قال ياسين بقلق على الرغم من الهدوء الذي يغلف صوته : أجلس
يا كيجن توجد هناك قصة يريد زميلك الفولاذي قصها عليك ....
وحكى ريان من جديد قصته مع سيد المنمطين
السيد الدموي ... و القاتل ..
.
.
في أبيدوس جلس أعضاء النظام في غرفة اجتماعهم المعتادة
يناقشوا أهم التطورات ...
قال درام بغضب : لقد كنت قادر على سحقهم
لكن المخلب العبقري أراد مني الأنسحاب لكي يطبق خطته العبقرية و هذه هي النتيجة ...
أكمل اصلان بلهجة ذات معنى : أخبرته أن يجمع عدد أكبر
من قواته لكنه أصر أن قواته كانت كافية !
تمتم جساس بسخرية : يوجد نوع جديد
من الوحوش الزعماء المنجل المشوي ...
قال حازم بحنق : هل أصبحتم كلكم ضدي ؟
قاطعهم فؤاد بصوته العميق : يكفي !
ثم أضاف : المخلب فشل في المهمة لكن هذا لا يعني أنه الوحيد الذي فشل , هل نسيتم إننا نعمل كمنظومة واحدة ؟
هل نسيتم إننا كيان واحد ... فشل أحد منا يعني فشلنا جميعنا ..
قال درام بغضب : أنا لم أفشل ..!
دوى صوت ميار : لماذا لا تريد أن تفهم ؟
أصمت و أستمع لما يقوله فؤاد ..
عم الصمت في قاعة الأجتماع لبرهة فأكمل فؤاد : حدث ما كنا
نتوقعه الثوار حصلوا على أصحاب المهارات المنسية وهذا يعني أن الثوار قد إزدادت قوتهم ليصبحوا تحدي أمام النظام
لربما أنهم مازالوا غير قادرين على مواجهتنا في معارك مفتوحة لكن هذا ليس إلا مسألة وقت ... ميار ما هي التطورات في خطتنا الكبرى ؟
جاء صوت ميار واثقا : لقد درسنا
آلية الهجوم وسوف تكون ضربة مزدوجة سوف نحتاج 700 جندي كما نريد قادة لهذه الضربة ..
رفع اصلان يده فقال الساحر الظلامي : تفضل !
قال اصلا بأدب غير معهود فيه : انتم قررتم أن يكون
ثلاثي الموت الجديد قادة على إحدى الهجمات فدعوني أقرر
قائد الهجمة الثانية ... بما إني قائد قوات المحاربين فأنا أخبر بمقاتيلني
قال حازم : وبمن تفكر هذه المرة ؟
قال اصلان بثقة : شخص من شعب أرمادا .. ساحر ظلامي تلقى تدريبه و أكتسب قوته من فؤاد شخصيا !
قال فؤاد : انت تقصد ...
قال الفولاذي بثقة : أجل الشخص الذي قوته المنفردة تساوي قوة ثلاثي الموت الجديد
مجتمعين ساحر ظلامي صنفت مرتبته على (+ أ ) انه الملقب بقوة الأرض انه المدعو ....
قال فؤاد و اصلان في نفس الوقت : كانون ..
قالت ميار : عال , تأكدوا أن التجهيزات
تكون كاملة هذه المرة سوف نتعاون جميعا في هذا الهجوم ولا نريد الفشل ...
وكانت عبارتها تحمل كل الجد في نجاح ضربتهم ... الضربة المزدوجة و الحاسمة ..
في غرفة سرية في مقر المنمطين كانت هناك العديد من
القوالب الزجاجية بها جثث متحللة و متعفنة و قوالب اخرى بها جثث للتو تم قتلها و قوالب بها أجساد لبشر مازالوا
على قيد الحياة ومنها قالب زجاجي به مايا
التي تم تقيد ساقيها وذراعيها بأغلال معدنية و في غمرة الظلمة فتح أحدهم الباب ليدخل
سيد المنمطين يمشي بثقة ووحشية بين القوالب
ثم أقترب من قدر به سائل أحمر قاني تناول أحد الأكواب وغرف من القدر ملئ الكوب وشرب
السائل كله بجرعة واحدة , كانت مايا
تراقب المشهد وتساءلت هل السائل الأحمر الذي ترك أثر على شفاه هذا القبيح هو ددمم فعلا ؟
قالت مايا بغيض : سوف تدفع ثمن هذا !
اقترب منها خازن منها بسخرية وقال : لم أسمع جيدا ..
هتفت مايا : سوف أقتلع عينك !
قال خازن بسخرية : أيتها الشابة أنت تتحدثي إلى زعيم التنميط
إلى الشخص الذي جمع جميع المتوحشين في هذا العالم ...
ثم وجم وجه خازن و هو يتذكر ذكريات قديمة للغاية ..
قبل 21 سنة كان هناك منمط يركض بالقرب من إحدى الغابات عندما
اعترضه مجموعة من الوحوش وقام بقتلهم بصعوبة ثم ظهر ذلك المغوار واشتبك المنمط
مع المغوار في قتال عنيف إستطاع المنمط ان يخرج حيا ولكن بإصابة خطيرة
عندما وصل لتلك المدينة التي تتجهز لمعركة كبيرة لقتال النظام فأقترب المنمطمن المدينة ليبرز الحراس أسلحتهم في وجهه فقال المنمط بإعياء : مساعدة ..أحتاج لمساعدة ..
قال أحد الحراس : ولماذا نساعدك ؟
قال المنمط بألم : أستطيع أن اساعدكم في قتالكم ضد النظام أنا أملك المهارات
الكافية ل...
هتف الحارس : أصمت أيها المنمط الحقــــير !
من يثق بمنمط مثلك ؟ ما أن تنال فرصة حتى تقوم بأكل قلوبنا بتلك
الأسنان البشعة !
قال المنمط : أيها الأوغـــاد ..
هنا شهر الحراس أسلحتهم وتأهب المنمط المصاب لتكون معركته الأخيرة
لكن ظهر ذلك الضوء بجانبه ليظهر رجل متين البنيان أحمر العينين قال بشراسة : هذا المنمط معي ...
قالوا الحراس بدهشة : هذا ... اهجموا عليهما ..
رفع الغريب كفيه لتظهر رماح حمراء اللون انطلقت لتحصد أجساد الحراس وترديهم قتلى ..
قال المنمط بدهشة : ما هذه المهارة الغريبة ؟ و من أنت ؟
قال الغريب الذي لم يكن سوى سيد المنمطين : أنا من أختارني
القدر لكي أحمي من هم ينتموا لي !
قال المنمط بحيرة : نتمي لك ؟
قال سيد المنمطين بطموح : للتو توصلت للقوة العظمى للوحشية
وبهذه القوة سوف نحمي كياننا ... دهليز التحدي العام سوف يخضع لسيطرتنا وعبر نظام التنقل الذي توصلنا له
من حضارة أمانسيس سوف نبني لأنفسنا مقر منيع وسوف نمارس حياتنا ..
قال المنمط : وماذا عن النظام و ماذا عن مقاومة النظام ؟
قال سيد المنمطين : عندما يحدث تغير في العالم لا يجب أن تواجه
ذلك التغير بل عليك فقط أن تتكيف معه ..
لم يملك المنمط أي كلمة يقولها أمام هذا الغريب القوي
فيستسلم للغريب وهو ينقله إلى المقر الجديد …
عاد خازن للواقع لقد كان يريد من المنمطين أن يكونوا
جنوده الذين ينفذوا أوامره حرفيا لم يكن يريد ان يتجاوز طموحهم أكبر من أن يعيشوا حياتهم القديمة
مثلما كانت ...
قال خازن للأسيرة : بعد ثلاث أيام سوف
يكتمل القمر وسوف يكون لك الشرف أن تمتزج قوتك في كيان عظيم مثلي ..
وخرج خازن من الغرفة تارك الأسيرة على الرغم
من قوة اعصابها أن ترتجف هلعا امام رعب شخصية ذلك الشيطان المخيف ...
ياسين
انتهى ريان من قصته ...
قال ياسين بحزم : يتوجب علينا ان ننقذها
لاسيما إنها من الأشخاص الذين يملكوا مهارات منسية ..
قال ريان بحنق : لحظة لحظة أيها العجوز ..
لقد ضقت ذرعا بتصرفاتك وكلماتك هل انت مهتم بنا ام مهتم بما تسميه المهارات المنسية , لقد فهمنا ماتقصده
بمهارات المنسية لكن اذا كنت سوف تعاملنا كأدوات فالأحرى بك أن تستخدم هذان المنمطان بدل منا ..
نهض الفولاذي بغضب اعترضه سعد وقال بحنق :
كيف تجرأ أن تحدث الزعيم هكذا !
فقال ياسين بهدوء : دعوه أنه يحتاج لتفسير .
أكمل ياسين : من الأشياء التي لم اتحدث عنها فقدان الناس
السريع لتلك المهارات التي كانت في زمن ما مهارات عادية يتمتع بها أغلب الناس .. السر يعود
للســــم الذي يقدمه لنا النظــام ..
قالت روز بحيرة : سم النظام ؟
كأنه لم يسمعها ياسين أكمل قصته : تلك الحكيمة
التابعة للنظام التي اسمها ميار
إنها تجمع الأطياف من كل بقعة في العالم بشكل مكثف وكبير ..
في البداية سوف أشرح لكم الأطياف رغم أن أغلبكم يعرفها , الأطياف هي الطاقة المختزنة داخل الجسم
من الطاقة لا تختفي و لا يمكن أن نصنعها من العدم لكنها تتغير من شكل إلى شكل آخر ( مبدأ حفظ الطاقة )
عندما تقف في الشمس لفترة طويلة فأن جسمك يكتسب طاقة من أشعة الشمس لكن و أنت واقف هناك دون
أن تتحرك أتى شخص وقتلك .. أين تذهب طاقة الشمس ؟
أين تذهب الطاقة التي داخل جسدك من الأساس ؟
تتحرر في الهواء على هيئة كتل أثيرية لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة , ههذه الأطياف يمكن جمعها
بما يعرف بـ قلادة الفوضى التي تمكن حاملها من أن يجمع
الأطياف ليس هذا وحسب بل يشاهدها .. عموما الأطياف لها أستخدامات عديدة كانوا الخبراء يصنعوا منها
رقاقات الدعم وهي لونا و
نور و قوة
ذات رتب أقصاها رتبة سابعة هذه الرقاقات لها تأثير على إضعاف القوة السحرية و الجسدية للخصم على حسب
نوع الرقاقة كما أن نجاحها وسرعتها تعتمد على رتبتها على كل حال ..
حكيمة النظام كانت تجمع الأطياف لتصنع نوع جديد من الرقاقات تسمى الرقاقات المجهرية هذا النوع من الرقاقات صغيرة للغاية ولا نستطيع مشاهدتها تقوم الحكيمة بنشر هذه الرقاقات في الهواء الخارجي كما لوثت مياه الأنهار و المحاصيل الزراعية بها لا يكاد هوائنا أو مائنا أو طعامنا يخلوا من هذا السم ..
قال كيجن غير مصدق : هل تريد أن تخبرنا أن أجسادنا تحتوي بداخلها على هذا الســم ؟
قال ياسين : بالضبط ! لكن ماذا يعمل هذا السم ؟ هل يقتلنا ؟
لا ليس القتل بمعنى القتل بل قتل مهارتنا .. سوف أوضح لكم هذا الأمر بالتجربة ..
نهض وذهب لزاوية الغرفة و فتح صندوق ليخرج منها قلادات معدنية وناولها لمن في الغرفة وقال : هذه قلادة الفوضى ارتدوها من فضلكم ..
نفذوا أمره ثم قال : نزار نفذ مهارة التفادي المركز ...
قام نزار بتنفيذ المهارة فنظر له الجميع بدهشة
عندما شاهدوا كرات باهية اللون تخرج من جسد نزار
فقال زعيم الثوار : هذه هي المشكلة .. السم يقوم بأخراج الأطياف التي هي عبارة عن قوة الجسد
بدل أن تتركز قوة الجسد في تنفيذ المهارة يقوم السم بعمل نافذ في الجسد يخرج قوة أضافية من الجسد وتتلاشى
في الهواء هذه القوة الفائضة تضعف الجسد بشكل تدريجي وتجعل خلايا الجسد تتعب مع الزمن فلا تقوى على تنفيذ
هذه المهارات لقد قسنا ضرر السم هو لا يؤثر على صحة الإنسان لكنه يؤثر على القوة الخاصة التي تؤدي إلى
المهارات .. لكن هذه القصة مختلفة عند أشخاص آخرين ... ايها السفاح هل تنهض من فضلك
وتنفذ نفس المهارة ؟
قام كيجن بتنفيذ نفس المهارة
لكن لم تخرج منه اي أطياف فقال ياسين : من نطلق عليهم
أصحاب المهارات المنسية لم يتأثر جسدهم بالسم أطلاقا حاولنا أن نصنع من دمهم ترياق للسم لكن للم ننجح الا في تقليل
عدد القوة المتسربة .. لكن أن نمنع التسرب فلم نستطيع ..
قالت ندون بحيرة : ولماذا لم يتأثروا بالسم ؟
قال زعيم الثوار : لحد الآن السبب مجهول ...
ثم التفت ياسين إلى الفولاذي وقال : هل فهمتم سبب تمسكي
بأصحاب المهارات المنسية ؟
قالت فيجي بحزم : لنعود لسبب
أجتماعنا و هو إنقاذ مايا علينا أن نهزم ذلك الذي يلقب
نفسه سيد المنمطين حتى لو ذهبنا إلى عقر داره ..
قال هاشم : هزيمته في مقره مستحيلة
المقر محمي بسر غريب يمنع المهارات من العمل هو الوحيد القادر على استخدام مهارات شيطانية لا تمت
لمهاراتنا بصلة ..
قالت روز : إذن علينا أخراجه من مقره .
تمتم هاشم : لا يوجد لديه سبب لكي يخرج من مقره
إلا إذا كان هناك فريسة يريد أن يقتنصها ..
قال نزار بثقة : شخص واحد فقط سوف يخرج
ذلك الوغد من أجله ..
كان ينظر تجاه السفاح كيجن
فأكمل نزار : الشخص الذي أقترب من رقم
سيد المنمطين من يقال أنه ند خازن...
قال كيجن : ماذا لو خرج معه
عدد من مقاتليه لن تكون هناك فرصة لي ..
قال هاشم : يوجد شخص هناك يستطيع أن يؤثر
في المنمطين كما إنها تسعى للسيطرة على منظمة المنمطين لكن قوى خازن تمنع طموحها إنها تدعى روبي...
نستطيع أن نتوصل لها عن طريق صديقنا القديم سامر
المناصر إلى روبي وانا اعرف أين في العادة يتسكع ذلك
الشاب ...
قال ياسين : عظيم يلزمنا فقط أن نضع خطة محكمة
لكي نقع بذلك الدموي ونحرر زميلتنا ..
ثم أخذوا يضعوا خطة محكمة مستندين على المعلومات المتوفرة لديهم عن سيد المنمطين ..
السيد القوي ... و الشيطاني ...
في عش الثوار دخل فادي
قاعة الاجتماعات وقال بحماس : وجدنا موقعين بجانب الهدف المنشود ..وكما أمرت
سيدي لم نفتح الحفرة .
ثم اقترب من زعيم الثوار واعطاه ورقة بها احداثيات الموقعين ..
نظر ياسين إلى ورقة الأحداثيات وقارنها بخريطة كبيرة
على الجدار ثم وضع نقطتين في الخريطة وقال : المعركة سوف تدور في غرب
اوروك فوق تل عالي , وجدنا مخزنين قريبين للموقع المعركة لكن هل يوجد غير هذين المخزنين ؟
قالت فيجي : البحث سوف يكون صعب دون خريطة أو دليل نحن نعتبر محظوظين لنجد إثنان منهم اثناء بحث عشوائي ... سوف ننسف المخزنين أثناء المعركة ...
قالت روز : ماذا لو نستطيع أن نقلب سلاحه عليه ؟
قالت فيجي : هل لديك خطة ؟
تمتمت روز بإرتباك : لقد سهرت البارحة
أدرس المعلومات التي زودنا بها كل من نزار
و هاشم إنه يملك القدرة على استدعاء الدماء
من مخزن الدم القريب من المنطقة التي يقاتل فيها لكن كيف يحول الدم من الحال السائلة إلى حالة صلبة
وليس فقط ذلك بل يحولها لشكل حاد وأشكال مختلفة ...ثم توصلت للنتيجة ..
قال فواز بلهفة : وماذا توصلت ؟
قطعت روز قطع قماش ضغيرة للغاية
ثم أخرجت قطعة معدنية ودعكتها في شعرها أزرق اللون لفترة بسيطة والكل يراقب ماتعمله بحيرة
ثم وضعت القطعة المعدنية فوق قطع القماش الدقيقة فنجذبت قطع القماش لتلتصق بقطع المعدن
قالت روز : هذه تجربة بسيطة
تثبت أن الأجسام مهما كان نوعها فأنها تخضع للشحنات كهربائية تجعل الاجسام تتجاذب أو تتنافر .
لاحظت أن اغلب الموجودين لم يفهوا حرف مما تقول فقال وهي تقاوم ضحكة : النتيجة أن
سيد المنمطين يستخدم قدرات لشحن الدماء بشحنات كهربية
يحور فيها شكل الدم بشكل و الهيئة التي يريدها , ماذا لو استطعنا أن نضع شيء في الدماء التي بالمخزنين
القريبين يبطل تشكل الدماء ...
قالت ندون بهدوء : لكن كيف سوف نضع
مادتك تلك ومخازنه مزودة بكرستالات تكشف حالات الأقتحام ..
قال فادي بثقة : لربما أستطيع المحاولة .
ثم سعل سعال وهمي وقال : انا و رفيقي سعد
كنا خلال السنوات الأخيرة ندرس علم الأحجار الكريمة والكرستالات وغيرها ...
من أجل تطوير نظام الدخول والخروج في المقر , هذه الدراسات اكسبتنا معارف حول الكرستالات المختلفة
اذا كانت الكرستالة حسب المعلومات لدينا من النوع الذي يستشعر الهواء الخارجي سوف نقوم كبداية بعزل الهواء الخارجي
عبر خيمة العزل ثم نبدأ بتفحص الكرستالة التي اتوقع إنها
مرتبطة بكرستالة أخرى تستشعر الحركة لمنع نزع الكرستالة , الأمر على حسب خبرتي هكذا لكن كل شيء سوف
يتضح وقت التجربة ..
قال ياسين بحذر : لكن خطوة خاطئة واحدة سوف تفشل الخطة
قال فادي بثقة : سيدي الزعيم
نحن محترفون في عملنا سوف أرجع للمقر قبل موعد مناوبتي لا تقلق ...
قال ياسين : عظيم يبقى أن يرجع لنا هاشم
و نزار بالأخبار
و انت يا كيجن عليك الأستعداد ..
قال كيجن : انا مستعد لأي قتال
في أي وقت .. لكن أين ذلك الفولاذي ؟ الا يجب أنه يستمع لدوره في الخطة ؟
في قاعة التدريب كان ريان يتدرب
على إحدى الفزعات الخشبية حاملا في يده فأسيه الأسطوريين ضاربا بكل قوته
تمتم ريان بحنق : يجب علي التعود على استخدامهما
المعركة قريبة ويجب أن أكون جاهزا ..
تذكر ريان معركته الأخير ضد
خازن وتذكر كيف اوسعه ضربا دون أي مجهود بادي
على وجهه مما زاد ريان حنق و هو يضرب
الفزاعة بحنق أكثر كان يتذكر كل ثانية في المعركة ... الذل الذي شعر به و هو يأخذ مايا أمامه بكل بساطة ... ضرب ريان الفزاعة بيمينه ضربة سريعة ثم أخرى
بيساره وقفز بكل مايحمل من غضب و هوى على رأس الفزاعة التي تحطمت بعنف وما أستقر ريان على قدميه حتى شعر بألم في كتفه سمع صوت بالقرب منه يقول : أنت غاضب وتجهد نفسك ..
استدار ريان بعنف ليرمق السفاح كيجن ينظر له بتلك النظرة الباردة التي تغيضه فقال الفولاذي : ليس من شأنك ..
قال كيجن ببرود : هل سوف تغضب أكثر لو إني قتلت من أوسعك ضربا ؟
إستدار ريان و أمسك عنق السفاح والصقه بجدار خلفه
و هتف الفولاذي : هل تبحث عن الشجار يا هذا ؟
تمتم كيجن ببرود : بل أريد أن اعرف
ان الشخص الذي سوف يشاركني في المعركة هل سوف يكون عقبة أمامي أم لا ..
اكرر سؤالي هل سوف يغضبك أن اقتله ؟
أفلت ريان عنق السفاح و استدار و هو يقول بحنق : مشاعري
لا تهم ما دام إننا سوف نحرر رفيقتنا ..
قال كيجن : عظيم إذن إستمع للخطة ...
وارح يحكي له الخطة التي اعدوها للقضاء على سيد المنمطين ... الخطة الذكية .. العبقرية ..
في منطقة في أرض أمانسيس كانت تلك المنطقة
مثال للطبيعة الخلابة البحيرة ذات الماء الصافي والأشجار الغضة الخضراء والأزهار الملونة الجميلة
مثل هذه المنطقة الجميلة لا يليق بها إلا كائنات رائعة مثلها فصارت تلك المنطقة مرتع للأحصنة ذات القرون
و المجنحات الجميلة تلك المنطقة التي أطلق عليها المؤرخون اسم أنورا
استلقى سامر بتملل على ورقة خضراء وقال وهو يتثائب : هذا المكان
جنة على الأرض , أنه المكان الأنسب لكي يسمى الفردوس ..
سمع صوت خلفه يقول : كعادتك تستلقي كل ظهيرة في هذا المكان ..
نظر سامر خلفه فزعا ثم تغيرت ملامحه الفزعة للبرود مرة أخرى
وأسبل عينيه يكمل غفوته و هو يقول : اعتقدتك شخص مهم لكن ألا تريد أن تبتعد هاشم بما أنك خسرت وحشيتك كما هو بائن على عينك ..
قال هاشم و هو يجلس بجانب زميله المنمط : أريد
منك خدمة يا سامر ..
قال سامر بملل : لست مهتم بشخص فاشل مثلك , لقد أسديت لك
كثير من الخدمات لكن دائما ترجع خائب ..
قال هاشم : اريد ان توصل رسالة إلى السيدة
تمتم سامر و هو يبتسم ابتسامة ساخرة : وماذا يمكن
أن تخبر السيدة عنه ؟ ولماذا تهتم السيدة برسالة شخص فاشل مثلك ..
قال هاشم بجدية : إنها ليست مني إنها من زعيم الثوار .
التفت سامر نحوه غير مصدق وقال بشك : زعيم الثوار ؟ وما علاقتك بزعيم الثوار ؟
قال هاشم بلهجة يملؤها الغرور : ما علاقتي به ؟
انظر لعيني , لماذا تعتقد إني خسرت وحشيتي ؟ زعيم الثوار بعدما شاهد قدراتي ومهاراتي ترجاني أن انظم معهم
و أصبح ذراعه اليمنى و بعد تفكير طويل رحمته و وافقت على طلبه و تخلصت من وحشيتي بعد أن قدمت صدقات
وهبات كثير للثوار المساكين ..
لم يصدق سامر حرف واحد وعاد للاستلقاء وقال : ثرثر في مكان آخر ..
أبتعد قبل أن اشوي قلبك على أقرب ( صاجة )
أخرج هاشم ورقة من جيبه واعطاها المنمط وقال : هذه هي
الرسالة أنا سلمتها لك وأنت الآن مسؤول عنها إنها رسالة مهمة قد تغير تاريخ ومستقبل المنظمة ..
ثم نهض هاشم ورحل ..
مسك سامر الرسالة وقرأها واتسعت عينيه غير مصدق
وقال في نفسه : هل هذا فخ ما ؟ لا اعلم لكن السيدة هي من تقرر إذا كان فخ أم لا ..
ونهض سامر متناسيا جنته الخاصة و قيلولته اليومية
انطلق بكل مايحمل نفسه من قلق و شك .... و حيرة ..
في مقر المنمطين دخل خازن إحدى القاعات بانزعاج وهو يقول : ما هذه الضجة ؟
كان ينظر لمجموعة من المنمطين مجتمعين حول شخص ما , ابتعد المنمطين و همهمة تصدر منهم
" أنه الزعيم " " ابتعدوا " " سوف يتصرف معه سيد المنمطين "بان نزار بين الحشود فابتسم خازن بسخرية وقال بشراسة : هل أتيت لكي تقدم
نفسك قربان ؟
قال نزار بثبات على الرغم من خوفه : كلا أتيت لكي أخبرك رسالة من سيد المنمطين الجديد ..
تمتم نزار في نفسه بخوف : لماذا دائما أقوم بالأعمال القذرة ؟
قهقه خازن بسخرية وضحك الجميع من حوله
ثم قال خازن بشراسة : سيد المنمطين الجديد ؟
قال نزار بثبات : نعم أنه كورام
صمت الجميع عند سماع الأسم و ارتفعت همهمة أخرى من الحاضرين
" كورام ؟ الم يقتل كما قال السيد " " اليس الذي اقترب من رقم سيد المنمطين "عندما أدرك نزار أن الارتباك عم المكان
عرف أن هذه فرصته لكي يقول الرسالة فهتف بصوت جهور : من كورام إلى خازن بعد غياب سنوات طويلة ها أنا أرجع للساحة بعدما استطعت أن أكسر حاجز الــ 1000 قلب ...
دوت صوت همهمات قلقة في المكان فأكمل نزار رسالته : لا شيء
يميزك عني الآن و أشاهد أي شيء يعطيك الحق لكي تكون أنت سيد المنمطين
لهذا أنا ادعوك إلى قتال يثبت الزعامة بيننا إذا هزمتك سوف آخذ الزعامة منك و إذا هزمتني سوف أقدم لك قلبي كتضحية
من أجل زيادة قوتك كخدمة إلى أخواني المنمطين ..غدا عندما تنتصف الشمس السماء سوف أقابلك
فوق تل زيمان غرب اوروك
اذا لم توافق هذا يعني إني أنا الأقوى وسوف أنشر بين المنمطين شرعية قيادتي ..
قهقه خازن وقال بشراسة : و لماذا انصاع لمثل هذا التحدي ؟
انا سيد المنمطين الذي لا يخضع لأحد ..
تظاهر نزار بالبرود و هو يقول : لا أحد يجبرك
لكن فلتعلموا أن كورام اكتسب قوة خارقة
بعدما كسر حاجز الـ 1000 قلب , أنه يستطيع أمتصاص وحشية أي منمط ما أن ينظر لعينه فقط !
قال خازن بغضب : سخافة ! لا أحد يستطيع فعل ذلك !
ابتسم نزار بسخرية و قال : سخافة ؟ أنظر لعيني
أين ذهبت وحشيتي ؟ هل تظن إني تبرعت او أصبحت طيب على غفلة ؟ كلا ! لقد قابلت السيد الجديد
و أمتص وحشيتي في ثواني قليلة و أجبرني أن أخضع لسطوته ..
ثم نظر لحشود المنمطين و هتف : و هذا ماسوف يفعله السيد عندما يشاهد أي منمط لا يخضع لسيطرته سوف
يمتص وحشيته ويحوله لأنسان عادي لا ينتمي للثوار ولا للنظام وبالتالي يعيش عبد أو يموت ..
أرتفعت الهمهمات في المقر و خازن يحترق من داخله غضبا
ثم قال بصوت غاضب : حسنا ! أخبر سيدك إني موافق على تحديه وإني سوف التهم قلبه في عشاء الليلة مع
قلب فتاة كنت أخطط لألتهامها الليلة ...
استدار نزار وذهب بخطوات بطيئة لجدار قريب وقال : حسنا !
ثم أختفى عن الأعين ... لم يصدق نزار أنه خرج من
المقر حيا غير ناقص ... اي عضو ...
وقف اصلان فوق شرفة في قلعة ابيدوس ينظر لجيشه بفخر و هم يقومون باستعراضات عسكرية مذهلة
فهتف اصلان في أعماق نفسه : كيف سوف تنجون
أيها الثوار من جيشي هذا ! كيف سوف تتلقوا الصدمة عندما تواجهوا من هم أعلى منكم بمراحل ؟
اقترب المخلب حازم من الفولاذي وقال
محاولا أن يقاطع نشوة زميله : هل هذا الجيش كافي لضربتين مزدوجتين الا يجب أن تجلب مزيد من الجنود من
المعسكر القريب من قرقيس ؟
قال اصلان بثقة : على عكسك و عكس المغوار فأنا اقدر خصومي
جيدا هذا الجيش القابع أمامك أكثر من كافي لتدمير الهدفين ..
قال حازم بانزعاج : لا تستهين بوحوش أو بفرقة
الهلاك الخاصة بـ المغوار درام ...
قهقه اصلان بثقة أكبر وقال : غدا سوف يتجه الجيش
ليقدم انتصارين ساحقين للنظام السامي ...
النظام الذي لا يرحم ... النظام القاسي الصارم ... الحاسم .
غرب أوروك فوق تل زيمان
كان ريان و كيجن و هاشم و نزار و روز مع 10 رجال من الثوار
لمعت أضواء متعددة في السماء على الرغم من ضوء الشمس ثم هبطت الأضواء على التل وتلاشت الأضواء بسرعة
ليظهر خازن مع أكثر من 50 من المنطين....
رمق خازن الحاضرين باستقباله ثم وقعت عينه على الفولاذي
وقال خازن بسخرية : أنت هنا أيضا لم اضربك في مقتل لكي تعيش في العار طول حياتك لكن يبدو أنك عنيد ..
ثم التفت إلى السفاح وقال : أما انت كورام
قبل سنوات كانت عينيك أكثر حمرة من الآن وهذا يدل على أن المعتوه نزار كان يكذب بشأن كسرك لحاجز الـ 1000 قلب , يدل هذا على نيتك سحبي لخارج المقر بعدما أخبرك هذان الخائنان عن ختم المهارات بداخل المقر على كل حال على الرغم أن ظني صحيح أنا أتيت لكي ثبت لجماعتي أنك نكرة ... حتى أنك لا تستحق أن أقتلك بنفسي أعواني كفيلين بقتلك هنا و بسهولة .
تأهب المنمطين للقتال وتأهب الثوار أيضا وبدأ القتال
و خازن يشاهد القتال بشراسة دون أن يحرك ساكن
فتوجه ريان و كيجن نحو خازن الذي تجنب ضرباتهم بسهولة مطلقة و على ثغره ابتسامة شرسة هادئة واثقة
ثم رفع يديه ولمع سيفان ظهرا من العدم في كفيه وسدد ضربة مزدوجة على خصميه , لم يتجنب
ريان و كيجن الضربة بل تصدا لها وشعرا بالقوة
الرهيبة في الضربة , انقض خازن بسيفيه فأخرج ريان فأسه الطويل ليتصدى لسيفين دفعة واحدة والتحما فاغتنم كيجن الفرصة ليسدد مهارة الطعن على صدر خازن وكانت الضربة ناجحة ... لكن دوت قهقهة
خازن وهو ينظر للسفاح بشراسة فاتسعت عينا كيجن
و هو ينظر للدرع الأحمر الذي غطى جسد خازن
فجأة فتراجع الفولاذي و السفاح بحركة رشيقة يتجنبا ضربة سيد المنمطين الذي قال : درع الوحشية أو
كما اسميته الدرع الدموي تم استدعائه من جلد المحاربين في هذا العالم ..
ثم أضاف خازن بوحشية : انتما لا تملكا فرصة واحدة أمامي
ثم أنقض خازن بسرعة خرافية ليركل الفولاذي في صدره
ثم يضرب بسيفيه كيجن الذي
فعل مهارة التفادي المركز لكن سيفي
سيد المنمطين نجح في اختراق تفادي السفاح وجرح صدر كيجن الذي سقط متألم فقفز خازن في الهواء عاليا وصرخ : مت يا كورام !!
وسدد سيفيه على صدر السفاح وهوى يهوي بعنف قاتل ..و متوحش ... و دموي ...
وضرب صدر كيجن بقبضتيه
وتناثرت الدماء حول جسد كيجن
الذي اتسعت عيناه بدهشة مثلما اتسعت عينا خازن الذي
غرقت يديه بالدماء و هو يقول : سيفي .. ذائبان .. ما لذي حدث لسيفي ..
انقض ريان بفأسه الطويل وسدد ضربة
على جسد خازن الذي قفز متجنبا الضرب
لكن ريان نجح في ضرب طرف بطن خازن الذي نظر لجرحه بدهشة وقال بفزع غير مسبوق فيه : حتى درعي الدموي لا يتماسك !
التأمت جراح كيجن بفعل القوة
العلاجية من زوجته روز التي قالت بسعادة : لقد نجحنا !
نظر لها خازن بمقت وبدت ملامحه كأنه شيطان وقال بوحشية : هل
أنت ايتها ( #$#%#$# ) خلف هذه الفوضى ؟
جفلت روز من منظر خازن فقال كيجن : في الحقيقة نعم ! لقد كانت فكرتها رائعة ..
استجمعت روز بعض من قوتها وقالت : نحن نعرف
سر مخازنك لقد وجدنا البعض منها ووضعنا في الدماء كرات خشبية دقيقة بداخلها بعض من المعدن القادر على أثارة الشحنات
الكهربية طوال قتالك كنت أقوم بأطلاق مهارة القاطع لكن كان ضعيفة
للغاية فليس الغرض أن أهجم عليك بتلك المهارة بل الغرض لكي أجد المجال الكهربي المناسب لتلك الكرات لكي تؤثر
على تماسك دمائك ..
نظر خازن إلى الدماء المتناثرة حوله بدهشة وقال : اذا وضعتم
لوثتم مخزني بكراتك اللعينة تلك لكي تفقدوها تماسكها ... هذا الذي فهمته من شرحك اللعين ...
هنا ظهر ضوئين استقرا فوق التل ليظهر كل من سامر و روبي
فقال خازن بأمل : في الوقت المناسب يا روبي تساعدنيي لكي نقتل هؤلاء الحمقى وقلوبهم كلهم هدية لك !
قالت روبي ببرود : أيها الرجال توقفوا عن القتال
الكل نظر لتلك المرأة حادة الملامح فقالت روبي : هذا قتال من أجل زعامة المنظمة لهذا دعوا القتال ودعوا الزعيم يقاتل خصمه ..
قال خازن بدهشة : ماذا تفعلي !
نظرت روبي ببرود نحو كيجن وقالت : لقد نفذت لكم طلبكم
ووجدت الفتاة على قيد الحياة في أحد الغرف السرية أنتم الآن مطالبين الآن بتنفيذ شقكم من الاتفاق ..
ثم نظرت روبي نحو خازن وقالت ببرود ينافس الثلج : أقتلوا هذا الوغــــد ..
صرخ خازن بوحشية : إذن أنت معهم أيضا !
هل كلكم أصبحتم ضدي فجأة هكذا !
ثم نظر إلى أعوانه : هل أنتم معهم فعلا ! هل سوف تقوموا فعلا بخيانتي ..
خيم الصمت على المكان فقال أحد المنمطين بخوف : سيدي أنت هنا لكي تقوم بقتل من تحداك إذن قم بعملك ...
رمقه خازن بمقت ثم التفت إلى السفاح وقال بوحشية غاضبة : حسنا
إذن هو قتال رجل ضد رجل .. هذا يناسبني ..
رمى أحد المنمطين سيفين إلى خازن الذي التقطهم ونظر إلى خصمه
بوحشية فأقترب منه كيجن وهو يقول
ببرود و ثقة : ايها الفولاذي ريان لا تساعدني في
هذا القتال كما هو الكلام موجه لك يا روز هذا القتال عادل .
انقض خازن على خصمه بوحشية و هو يقول : أنت هالك !
واشبتك الخصمان في قتال حامي وعنيف أبرز الخمصان رشاقة وخفة عجيبة كما أبرزا صبر وقوة تحمل على الجروح
المتفرقة كان خازن يتمتم في نفسه : اللعنة ! أنا تعودت
على مهاراتي الدموية منذ سنوات ونسيت كل المهارات السخيفة الأصلية هذا الشاب متمكن من مهاراته بشكل متقن
لكن لو كانت دمائي سليمة لما صمد امامي دقيقة واحدة .. دمائي ؟
لحظة ! لقد اختاروا هذا المكان و لوثوا مخزني على حسب كلام تلك اللعينة عدة مخازن لكنهم لم يتوصلوا لك المخازن
اذا توجد دماء سليمة في مخزن ما ... لنجرب المخزن الذي بالقرب من جرف حيسلام أشك أنهم توصلوا له .. لكن أستدعاء الدماء منه سوف يستغرق وقت كما أن تركيزي
سوف يقل في المعركة ... لكن لا يهم ! المهم أن ينجح أستدعائي !
كان انخفض هجوم خازن الذي مال للدفاع أكثر لكي يركز على
استدعاء الدم الخاص به مما ترك لـ كيجن
فرصة كبيرة لكي يهاجم بضراوة و قد نجح في أحداث الكثير من الجراح في جسد خصمه الذي كان يتحمل الضربات
بقوة رهيبة كأنه لا يشعر بشيء ثم أنقض كيجن
بكلا سيفيه مسددا طعنة مركزة إلى صدر
سيد المنمطين الذي لمعت عينيه بوحشية بغتة وظهر سيفين دمويين في كفيه و هو يحاول أن يضرب جسد
السفاح بدل أن يصد الضربة هاتفا : جرب هذا !
و كيجن يهتف : تأخرت !
وعند حافة التل نجح كيجن بغرس سيفيه
في صدر خازن الذي اتسعت عينيه بألم وتراجع بعض خطوات
ثم أنحنى و أنفجر شلال دماء من فمه .. ركضت روز
هلعة نحو زوجها تداوي جراحه المتعددة ..
تمتم خازن : تلك الرجفة التي تنهش لحمي من الداخل
تلك الرعشة التي تخنق أنفاسي ..كل هذا اختفى ... عظيم ... عظيم .... هاهاهاهاهاهاهاه ..
ثم هتف خازن و هو ينهض : لماذا تكرهني كورام ...؟ هل تعتقد أنك انتصرت حقا ..
ثم أضاف والدماء تخر من صدره : انظر حولك يا كورام
أنظر للجثث حولك تطلب منك العشرات لكي تقتلني .. لكن أعلم إني قتلت بالآف ...
ثم فرد خازن ذراعيه وهتف بجنون : أنا هو المنتصر دائما !
انا هو الفتاك ! انا هو الوجه الحقيقي للشر !
ثم أتسعت عينا خازن بجنون أكثر وهو جسده و هو فاردا ذراعيه
هوى و هو يقهقه بشيطانية ... هوى في الهاوية القاتلة و المميتة …
.
خيم الصمت في المكان غير مصدقين بما شاهدوه
قطعت روبي الصمت وقالت : بعد موته علينا أن نرجع للمقر
لكي ننفذ سياستنا الجديدة ...
ثم التفت للثوار وقالت : أود أن استضيفكم في المقر لدينا أمور أريد أن تخبروها لزعيم الثوار ...
واختفى جميع من على التل سواء من المنمطين أو من الثوار ..
اختفوا غير مدركين أن مستقبل العالم أتخذ منحنى خطير ... خطير للغاية ...
.
كان يهوي مغمض العينين بسرعة كبيرة وعلى الرغم من السرعة الا ان الزمن في عينيه تجمد و هو يعاني من
الألم و الغضب و الكراهية والحقد والظلمة القابعة في قلبه
شعر ان تلك المشاعر تعتصر قلبه الذي تزود بقوة العديد من القلوب ..
كلمة عديد لا تصف الكمية كم كان عددهم بالضبط ؟ 1500 ؟ 1750 ؟ ليس متأكد بالضبط
بعدما كسر حاجز الـ + 1000 لم يعد يكترث بالعدد بقدر ما اهتم بالقوة التي يكتسبها
لكن كل تلك القوة على وشك الأنتهاء بموته .. كل ذلك المجد .. كل تلك العظمة ..
كل ذلك يهوي معه في سقوط الموت ...
ارتطم جسده بشيء مرن مما جعله فتح عينيه الناريتين بدهشة ليشاهد ريش أبيض مائل للزرقة
ذلك الارتطام خفف سقوطه بشكل كبير ثم سقط على الأرض و هو يتمتم بشراسة : ما هذا !
شاهد أمامه كائن جميل له عدة أجنحة يكسوه الريش المزرق الجميل و عليه خوذة انيقة
كان ذلك الكائن من فصيلة المجنحات
ويلقب أيضا بــ العكـــوب
نطق العكـــوب : سوف أشرح لك لكن بعد أن نبتعد من هنا ..
قال خازن بوحشية : ماذا تريد مني ..!
نظر العكـــوب إلى أعلى التل وقال : لربما لاحظنا أحد ونحن هنا
و بجسدك المصاب و قدراتي لا تسمح أن أتصدى لكل هذا العدد لهذا ..
مد العكـــوب يده لتبرز بطاقة زجاجية بها نقوشة عديدة
وقال العكـــوب : بطاقة إنتقال لمكان معين ما أن تكسرها حتى تنتقل ..
أمسك خازن البطاقة الزجاجية بتردد و أخذ يتأملها
قال العكـــوب بحزم : هل تعتقد أنه يوجد أسوأ من الموت
الذي كنت أنت متجه له ؟
قال خازن بوحشية و هو يكسر البطاقة : بالطبع لا ..
أختفى خازن و قد أظلم المكان حوله ثم وجد نفسه في غرفة
جميلة و أنيقة و أمامه رجل ضخم يرتدي دروع ثقيلة وينظر له نظرة متفحصة
قال الرجل : أخيرا التقينا يا خازن ...
تأمل خازن الرجل الذي أمامه ثم قال بحذر : أنت ...
أنت اصلان ....
قال اصلان بصرامة : لقد التقيت زميلي المخلب الذي كان يتحكم
بـ العكـــوب الذي كان يراقب معركتك ..
ثم التقط اصلان قنينة زجاجية بها سائل أحمر اللون
والقاها على سيد المنمطين الذي التقطها ونظر للقنينة بشك ..
فقال اصلان بلامبالاة : هذا ترياق خاص تم صنعه بواسطة
حكيمتنا ميار سوف يساعدك على التخلص
من هذه الأصابات العديدة ...
تناول سيد المنمطين محتوى القنينة بجرعة واحدة وشعر بأن ألمه
وجراحة كلها تختفي بسرعة فقال خازن بدهشة : لم
اتوقع أن هذا الترياق قادر على شفاء جميع جروحي بهذه السرعة !
أبتسم اصلان وقال : هذا الترياق الخاص تم تطويره بواسطة
الأطياف و مواد أخرى لو كانت الحكيمة بيننا لألقت محاضرة طبية عن هذا الترياق على كل حال النظام
يملك العلم و المعرفة و القوة ...
قال خازن بحذر : ماذا تريدوا مني ؟ لماذا أنقذتوا حياتي ؟
تمتم اصلان : نريدك أن تكون تابع للنظام !
هتف خازن بإستنكار : تابع للنظام ! يبدو أنك لاتعرف
من أنا يا هذا ! لاتخيفني قوتكم ايها القوم فأنا سيد المنمطين الذي لا يخضع لأحد !
قال اصلان بسخرية : نعم أنا اعرف من أنت و أعرف مقدار
قوتك التي قذفتك من فوق التل ..
صمت خازن بحنق و هو يتذكر قتاله الأخير ..
قال اصلان بجدية : النظام يدرك أنك تملك قوى غير مألوفة
في هذا العالم ونحن مهتمين بقوتك ونرغب بأن تساندنا هذه القوة في أهدافنا السامية ..
قال خازن ببرود : لست مهتم في أهدافكم الدنيئة ...
قال اصلان و الصبر يكاد ينفذ منه : أين سوف تذهب اذا اخترت
الا تساعدنا ؟ إلى مقرك الذي استولى عليه الثوار و الخونة الذين شاهدوك تسقط دون أن يساعدوك ؟ ام سوف تتجول في
هذا العالم وحيدا و لا تدري هل تموت بواسطة احد أعواننا أم بواسطة القدر ..؟
قل لي أين سوف تتجه ؟ معنا سوف نعمل مع بعض لكي نخفي عيوبك ونقاط ضعفك ..
تمتم خازن بحذر : نقاط ضعفي ؟
قال اصلان بإبتسامة نصر : نعم نقاط ضعفك التي ادت لهزيمتك
نقاط ضعفك التي بدت واضحة لتلك المجموعة من الخونة لكن معنا سوف نظهر الكمال في أسلوبك وقوتك لكي تستعيد
زعامتك !
صمت خازن ثم هتف بحنق : لا تستهين بي يا هذا
انا اعرف انكم لا تعملوا لمصلحة أحد بل هذا الشيء يتوافقك مع خططكم ! لا تتلاعب بالالفاظ وتبدو كأنك
متعاطف مع قضيتي ! لأني لا أحتاج تعاطف أحد !
أبستم اصلان أكثر وقال : نعم بالتأكيد ... زعامتك
تصب في مصلحتنا , و إذا سألتني كيف , عندما نعيدك نحن للزعامة سوف يكون هذا أفضل بأن يستولي
أعدائنا الثوار على منظمة المنمطين ويسخروها لصالحهم .
قال خازن : عدو عدوي صديق هذا ما تقصده ؟
قال اصلان : بالضبط !
عاد خازن لصمت مجددا ثم قال وكأنه حسم أمره : ومتى
أستعيد منظمتي ؟
قال اصلان وهو يمثل التفكير : ما أن ندرس اسلوبك أكثر
عن كثب ثم ننشأ أسلوب موازي لأسلوبك بحيث نخفي فيه عيب الأسلوب القديم حينها نبدأ التحرك نحو المنظمة .
قال خازن : عظيم ! لنبدأ حالا ..
أبستم اصلان وفي داخله كان يعلم أن الثوار لن يعيشوا طويلا
وسوف يتم تصفيتهم بواسطة خطة الهجوم المزدوج حينها
يبقى أمر المنمطين وعلى مايبدوا أنهم لن يكونوا أي مشكلة بعد هذا اللقاء .. لقاء شيطان مع آخر ...
و أي شيطان ..!
في عش الثوار كان مساعد بوابات الدخول يتثاءب كالعادة بملل
و هو يشعر بالنعاس يتسلل لجفنه فلتقط كوب شاي من على الطاولة التي أمامه ثم فتح لفافة بها معلومات متنوعة
لكي يبعد الملل عنه , فجأة شعر بحركة خلفه فلتفت ليجد شخص خلفه فقال المساعد : من أنت ؟
قال الشخص بصوت هادئ : انا الجديد الذي تم تعينه ..
التفت المساعد للأمام معطيا الرجل ظهره وقال و هو يرتشف كوبه : رجل جديد ؟ ممتاز يبدو أن مناوبتي سوف
يتم تخفيض عدد ساعاتها ..
قال الرجل و هو يخرج شيء من جيبه : أجل يبدو أنه حان الوقت لكي ترتاح ..
ثم أخرج سهم من جيبه و ضرب به ظهر الرجل الذي اخترقت شهقته حلقه لكنها لم تخرج من فمه
والسبب يد الرجل التي كتمت فمه وقام الرجل بغرس السهم في ظهر المساعد أكثر و أكثر حتى أخترقت
مقدمة السهم قلب المساعد المسكين الذي سقط صريعا ..
نظف الرجل يده عن الدم وقال ببرود : سوف ترتاح إلى الأبد ..
ثم اخذ يعبث في الكرستالات التي على الطاولة وتمتم بجدية : طوال فترتي هنا كنت ادرس عمل هذه الكرستالات
واخيرا استطعت فهم عملها لكن ليس طريقة عملها العامل للنجاح الخطة بل كذلك التوقيت وللأسف توقيتنا
ليس مثالي لكننا مضطرين للقيام بالعمل الآن ...
ما انهى عبارته حتى لمعت كرستالات الطاولة جميعها فأبستم الرجل بغموض وقال : انتهى عملي هنا ..
ثم خرج من قاعة غرفة الدخول ثم اخرج من جيبه قنينة
بها سائل بنفسجي فسكب السائل في ثقب الباب ليتحول السائل من الصورة السائلة إلى الجامدة
وتأكد الرجل ان الباب تم اقفاله هنا اقتربت فيجي
من الغرفة , لمحها الرجل فأخذ يركض بسرعة مما أثار أنتباه فيجي التي نظرت لخيال الرجل و هو يبتعد لكنها أكملت سيرها نحو غرفة الدخول حاولت فتح الباب لكنه كان مقفل بإحكام فقالت فيجي في نفسها : غريب لم يحدث أبدا أن تم اقفال هذه الغرفة حتى في أوقات الصيانة ..
سمعت خطوات شخص يعدو ليظهر احد الحراس فتوقف أمامها وقال و هو يلهث : سيدتي شيء خطير يحدث !
نظرت له بقلق وهاجس داخلي يخبرها أن الشيء هذا مرتبط تماما بإقفال غرفة الدخول ...
قالت فيجي بقلق : ماذا هناك ؟
قال الحارس : لا استطيع أن اشرح لكن عليك أن تشاهدي بنفسك ..
ثم اقترب الحارس من الجدار الغربي ورفع قطعة مربعة الشكل معدنية و اغمض إحدى عينيه و هو ينظر في الفتحة
وقال بذعر : يا اللهي !
ابعدته فيجي ونظرت للمشهد
الذي تنقله تلك الأنابيب المزودة بالمرايا عبر جدران المقر كان المشهد لأحد المناطق الخارجية للمقر لكن بداخل
دهليز باب القمر الأول كان لمجموعة كبيرة من جنود
النظام يعبروا البوابة الضوئية ثم ظهرت بوابة ضوئية آخرى لينتقل لها جنود النظام
ادارت فيجي عجلة معدنية صغيرة
بالقرب من فتحة الجدار ليتغير المنظر إلى منطقة أخرى فارغة لكن ظهرت فيها بوابة ضوئية خرج منها نفس جنود
النظام السابقين فقالت فيجي : أين
هي البوابات الضوئية الخادعة ؟
قال الحارس : لا أعلم ...
سمعت صوت خطوات تعدو و ظهر زعيم الثوار ومعه عدد من جنود الثوار واقتربوا منهم
وقال ياسين بقلق : هل علمتي بالأمر ؟
قالت فيجي بقلق مماثل : أجل هناك
من سهل الموضوع للنظام ليكشفوا مقرنا ..
قال ياسين بحيرة : ماذا تقصدي ؟
قالت فيجي : امتلاك النظام لكرستالة
تشبه كرستالاتنا شيء غير مستبعد لكن أن يعرفوا تردد هذه البوابة فهذا شيء صعب جدا اذ لم يكن مستحيل لكن لنفرض
انهم اكتشفوا التردد من باب الحظ هناك خطأ في بوابات الوهم التي تعطي الدخيل خيارات واحد منها فقط الصحيح
لكن برنامج الوهم هذا لا يعمل بل هناك بوابة واحدة فقط و هي البوابة الصحيحة و الأدهى ان غرفة التحكم بالبوابات هذه
مقفلة بإحكام ولقد لمحت احدهم و اتوقع انه جاسوسهم قد فعل كل هذا ..
تمتم ياسين بذهول : جاسوس ؟
قالت فيجي بثقة : نعم رجل
أسود الشعر لم اشاهد وجهه جيدا لكن يبدو أنه في مقتبل العمر ..
أشار ياسين بيده إلى احد جنوده وقال : ابحث عن اي
رجل يثير الشبهة بهذه المواصفات ..
انطلق الجندي ينفذ امر زعيم الثوار الذي قال بقلق : أين وصلوا بالضبط ؟
قالت فيجي بقلق : الطبقة الرابعة ..
وحسب ما رأيته أعتقد أن عددهم 400 جندي ..
تمتم ياسين بقلق : يالهي 400 جندي ..
على الرغم من إننا في مقرنا والمفترض ان تكون الكفة لنا الا إننا لن نتمكن من هزيمتهم هكذا ..
اقترب كل من فواز و وليد من الحشد فقال الأول : ما لذي تخافه من قتالهم ؟
قال ياسين : عددنا يوازي 500 محارب لكنا لسنا جاهزين
لمثل هذه المعركة المقفلة .. كما إني اخاف على النساء و الأطفال في هذا المقر .. ماذا لو تم استدعاء وحش فتاك
ليدمر المكان ؟
قال وليد بحذر : ماهي خطتك ؟
قال ياسين : من خلال تواصلي مع رجالي في
أوروك أن الوضع هناك مستقر لدينا بوابة ضوئية تسمى
بوابة الطوارئ وهي تقود إلى مكان آمن بالقرب من بحيرة تانيس
اي بالقرب من مدينة أوروك وبإمكاننا هناك أن نوحد جهودنا ..
قال فواز بإستنكار : سيدي لربما لست
ذو خبرة في التخطيط العسكري , لكن استبدل منطقة مغلقة محصنة بمدينة مكشوفة ؟
قال ياسين بإيجاب : نعم في هذه الحالة نعم ...
لو خسرنا هنا لن يكون هناك إمدادات لرجالنا في أوروك
وسوف يستطيع النظام ان يقضي على أوروك بالمحاولات
العديدة لكن لو ذهبنا إلى أوروك و وحدنا جهودنا ..
قال وليد : خطتك هي ان تضع البيض
كله في سلة واحدة ...
قال ياسين بقلق : لا أرى خطة أفضل , علينا المخاطرة
قالت فيجي بحزم : بصفتي مستشارة
الدفاع سوف نتخذ الإجراءات التالية , أولا إيقاف إمداداتهم ..
ثم لمع حزامها وبرقت بطاقة في حزامها لتظهر مطرقة ضخمة بين ذراعي فيجي
التي قالت : مطرقة الرجل الصقر كافية لتدمير هذا الباب ..
ثم انقضت فيجي على باب غرفة
الدخول وحطمت البوابة بضربة واحدة ثم أخفت المطرقة لتدخل فيجي للغرفة يتبعها الرجال خلفها ليشاهدوا المساعد الصريع فمطت فيجي
شفتيها بتوتر وقالت : مثلما توقعت يوجد جاسوس بيينا ..
ثم نزعت الكرستالات من على الطاولة والتفت لهم وقالت بحزم : هكذا اقفلنا جميع البوابات الضوئية التي تقود للمقر
هكذا لن يزيد عددهم ..
ثم اضافت فيجي : الاجراء الثاني
علينا اخطار جميع من في المقر لكي ينظموا أنفسهم في جماعات ويذهبوا إلى الساحة الغربية القصوى من أجل
عبور بوابة الطوارئ بنظام دون فوضى ...
الأجراء الثالث و الأخير هو الأجراء المؤلم نحتاج لتضحية بعض الرجال لكي يمهلونا وقت للأخلاء ..
قال ياسين بأسى : سوف أجهز 100 محارب لهذا الدور
لا اعتقد إن محاربينا سوف يتوانوا عن التضحية من أجلنا ..
ثم رفع صوته و هو يقول : لتنفذوا خطة الطوارئ !
ثم ركض الجميع يقوم بدوره من أجل تنفيذ عملية الأخلاء ...
على بعد مسافة نصف يوم من مدينة أوروك كان هناك جيش
يقدر بـ 300 محارب يسير نحو مدينة الظلام أوروك
كانت تلك الفرقة الثانية من قوات النظام بقيادة القائد كانون
الذي كان يمتطي كورفيس يسير بهدوء شديد
حلق بالقرب منه ببغاء احمر حط على كتف القائد الساحر الظلامي
فقال الببغاء الأحمر : نحن نتعشم خير في معركتك أيها القائد ..
دون أن ينظر كانون إلى الببغاء الأحمر تمتم القائد : و أنا سوف أكون عند حسن ظنكم لقد تخرجت على يد الساحر الظلامي العظيم فؤاد ثم تم تجنيدي على يد السيد اصلان
لهذا لا يوجد أحد في جنود النظام يملك مثل هذه الخبرة مثلي
ثم أضاف بخبث : سيدي عندما أعود منتصر كالعادة هل لي أن أطلب من سيادتكم طلب ؟
صمت الببغاء الأحمر ثم قال حازم على لسان الببغاء الأحمر : هل هو طلبك القديم الذي تم رفضه ثلاث مرات ؟ هل مازلت تحمل الضغينة عليهم ؟
عض كانون شفتيه بكراهية وقال : ولن تزول هذه الضغينة
على الرغم من كرمكم و تنصيبي عمدة جندار الثانية الا إني مازلت
أطلب أن أكون عمدة ماندا العريقة..
قال الببغاء الأحمر : لو حدث هذا لن تدع أحد منهم على قيد الحياة ..
قال كانون بكراهية : لم تصدق فرحتي عندما نسف
السيد فؤاد تلك المدينة ماندا لقد شفى قليلا من غليلي ...
قال الببغاء الأحمر ببرود : سوف ننظر لطلبك بعد عودتك منتصرا !
شد كانون على سرج الكورفيس وقال بحقد : سوف أرجع منتصرا ...
واكملت تلك الفرقة المخيفة سيرهم نحو معركة جديدة لمدينة الظلام ...
دخل جنود النظام البوابة الأخيرة ووقفوا عند البوابة الضخمة الكبيرة كان هناك ثلاث أشخاص مميزون بين الجنود الأول يلبس زي قط
والثاني زي دب والثالث زي بطريق , قال البطريق : لم افهم بعد السبب لرتدائنا هذه الملابس السخيفة !
تمتم القط بحنق : هل ينوي السيد ( اصلان
) أن يجعل منا ثلاثي السخرية الحديث أم ماذا ...
نظر له الشخص الذي يرتدي زي الدب و قال بهدوء : أعرف طبيعتكما المتذمرة جيدا و أعلم ان هذه الملابس لاتتناسب مع طبيعتكم
هذه لكن هذه الملابس المميزة تزيد من خصائصنا القوية إنها خفيفة وعندما رنتديها فوق دروعا الأصلية لن تحدث ذلك الفرق ... ثم
أن السيد اصلان يريد أن يتأكد من إننا نملك كل التجهيزات الازمة .
صمتا زميلاه فأضاف الدب وهو ينظر للبوابة الضخمة : حسب معلوماتنا أن خلف هذه البوابة يقبع الثوار الجبناء لنقوم بالمداهمة حالا
رفع جميع جنود النظام أسلحتهم عاليا ثم أنطلقوا وهم يطلقوا صيحات حماسية مرعبة و أخذوا يضربوا البوابة الضخمة التي اهتزت بقوة وبعد دقيقتين فقط تحطمت البوابة الضخمة ليلاقي جنود النظام مجموعة من الثوار وعددهم 100 وبدأ الألتحام ... وبدا القتال الدموي
كان ثلاثي زي الغريب يضربوا بقوة شديدة لكن لم يكن جنود الثوار متواضعي المهارات من يرضي طموحهم لهذا ما ظان انكشفت ثغرة
في تشكيل الثوار حتى قام الثلاثي بالتقدم أكثر في الدهليز ولاحظوا أن أغلب الدهليز فارغ فتمتم البطريق : إنهم يخلوا مقرهم !
قال الدب : هذا يعني أن من واجهناهم أمام البوابة ليست الا فرقة انتحارية هدفها أعطاء رفقاهم الوقت الكافي لكي يهربوا ...
قال القط بشراسة : كأننا سوف ننسمح لهم بذلك !
و أكمل الثلاثي مسيرهم في الدهليز مطيحنين برأس أي شخص يظهر لهم من حجرات الدهليز ..
كانوا الثوار يقوموا بالاخلاء بشكل سريع و منظم لكن مع ذلك ظهرت بعض الفوضى مما ادى إلى تزاحم في بعض
الممرات , وقفت الطفلة تارا حائرة بين
الحشود المندفعة وهي تتمتم بحزن : أمي ؟
كانت تلتفت بإرتباك وذعر وهي تشاهد الرعب على أوجه الهاربين ثم سمعت تهشم الجدار خلفها
ليخرج إثنان من جنود النظام منقضين بأقوى انقضاضة يملاكاها نحو تارا التي تراجعت خائفة و اغمضت عينيها وصرخت في اللحظة التي تناثرت الدماء على الجدار
المهشم , فتحت تارا عينيها لتشاهد
امرأة شابة امامها تنظر لها بحنان وجندي النظام ملقيان على الأرض صريعين فقالت تارا
بإنبهار :ندون ؟
قالت ندون و هي تبتسم : علينا الهرب من هنا بسرعة
فالأشرار في كل مكان ..
قالت تارا بلهجة باكية : امي ! لا أجد
أمي في أي مكان ...
في الطرف الغربي للدهليز وقف ( وليد ) مع
( فادي) و ( سعد) في ساحة لها منفذين وبوابة ضخمة مغلقة
كان الأطفال و النساء والرجال يهربوا في إحدى المنافذ فقال ( وليد ) : إلى اين يقود هذا المنفذ ؟
قال ( سعد) : انه يقود إلى بوابة الطوارئ هذه البوابة الضوئية تنقلهم إلى مكان آمن بالقرب من بحيرة تانيس .
أضاف ( فادي) بعد أن يهرب الجميع سوف نقوم بضغط الكابس هناك لكي تتدمر مقدمة الممر بحيث نضمن الا يلحق بنا أحد !
قال ( وليد ) بقلق : الكابس يضغط من الخارج هذا يعني أن من سوف يقوم بضغط الكابس سوف يبقى عالقا في الخارج ..
قال ( سعد) بإقتطاب : أجل ..
ظهرت ( ندون) بين حشود الهاربين وقالت وهي تلهث : جميع من في الدهليز وصل ...
ركضت تارا نحو أمراة وحتضنتها
وقالت وهي تبكي : أمي أمي !
قال ( فادي) بقلق: ماذا عن الزعيم و ( سيدة القمر الفضي ) و (فواز ) ؟
قالت ( ندون) : لم يصلوا بعد ..و جنود النظام على بعد دقيقة فقط من هنا ..
وقف ( سعد) أمام الكابس وتأكد أن جميع الهاربين من الثوار دخل الممر ثم ضغط الكابس ليحدث انفجار مكتوم وتتساقط صخور ثقيلة تسد الممر ..
ظهر الذعر على وجه الثلاثة فقال ( سعد) بحزم : لا نستطيع أن نجازف بحياتهم أكثر نحن الأربعة نستطيع تدبرأمرنا كما أن الزعيم و فيجي ) و ( فواز ) يمكنهم النجاة .. لدينا فرصة أخيرة للهرب عندما يصلوا هنا ..
اضاف و هو ينظر للبوابة الضخمة المغلقة : هذه البوابة مغلقة منذ زمن بعيد إنها تقود إلى مكان ما في ( دهليز باب القمر الثاني )هذه البقعة لم يتم قتل وحوشها لهذا تعتبر منطقة خطرة ...
قال ( وليد ) بسخرية : هي بالتأكيد أرحم من النظام
هنا وصلت مجموعة من جنود النظام واشتبكوا مع الأربعة في الساحة الغربية كان سعد يقاتل بفأسين ويضرب بكل قوته ثم تجنب ضربة رمح من جندي امامه وضرب سعد عنقه ليرديه صريع ثم انحنى ليتجنب
ضربة كانت موجهة له من فأس ذو قبضتين وعندما أنحنى سعد
قام بضرب قدم الجندي بفأسه الصغير ليصرخ جندي النظام متألما ليسكته فادي بضربة في قلبه بواسطة سيفه الأنيق ثم اعطى ظهره لظهر زميله ورفيقه سعد ثم تمتم الأول : لربما لسنا من أصحاب
المهارات المنسية لكننا لن نكون أقل منهم ..
تمتم سعد و هو ينظر إلى ندون و وليد الذان يقاتلان بضراوة لكن جنود النظام في إزدياد حتى ظهر صوت حازم قائلا : نحن هنا للمساعدة
ظهر زعيم الثوار ياسين الذي على الرغم من عمره الا انه
كان يضرب بسيفيه بكل رشاقة و إتقان كما ظهر خلفه كل من فواز و فيجي و ستة
من رجال الثوار وما أن دخلوا الساحة حتى اشتبكوا مع جنود النظام في معركة حامية
تمتمت فيجي و هي تصد ضربات
خصمها : باب الطوارئ مغلق ..؟
قال فادي و هو يجهز على خصمه : أقفلناه لسلامة الناجيين ...
قال فواز و هو يطلق أسهمه ليحصد ثلاثة من خصومه : إذن نحن كالفئران في المصيدة ..؟
قال ياسين و هو يتجه نحو البوابة الضخمه : هذا هو
طريقنا الوحيد للهرب ..
ثم التفت ليشاهد رجاله قد أجهزوا على جنود النظام في الساحة ثم أخرج ياسين قطعة معدنية دائرية من جيبه ووضعها في قلب البوابة الضخمة التي اهتزت ثم فتح مصراعيها
ليبرز ممر طويل مظلم على جانبيه الكثير من الأعمدة الحجرية الضخمة .
قال ياسين بصوت حازم : قبل أن يأتي المزيد منهم
علينا أن نهرب من هنا و أغلاق البوابة خلفنا ..
دوى صوت ساخر : قبل أن يأتي المزيد ؟
التفت ياسين بقلق ليشاهد مجموعة جديدة من جنود النظام
و أمامهم ثلاث أشخاص يرتدوا أزياء غريبة
قال الرجل الدب بشراسة : أين المفر أيها القوم ؟
قال وليد بذهول : هذا الصوت ..
قال الرجل القط : نعم إنهم نحن ..
ثم خلع الثلاثي قبعاتهم التي على شكل حيوانات ليظهر كل من سفيان و ايمن و كريم الذي كان يرتدي زي البطريق ثم تمتم : نحن لسنا أشباح ..!
قال سفيان صاحب زي الدب : تظاهرنا بالموت من أجل مثل هذه اللحظة ..
حدق ياسين بصمت في وجوه
ثلاثي الموت الجديد ثم قال بحذر : لهذه اللحظة ؟
قال ايمن صاحب زي القط : اللحظة التي
ندخل لمقر النمل ونسحقهم بكل بساطة ...
كان جنود النظام يأتوا بتزايد للساحة الغربية , قال وليد
بحزم : على البعض منا أن يعيقوا تحركهم لكي ينجوا البقية ..
قالت فيجي بإستنكار : البعض ؟
التفت وليد و هتف بجدية : الفرصة الوحيدة
امامنا هي هذه الخطة ..إثنان معي سوف يكونوا كافين لشراء بعض الوقت لكم ..
قال فادي بصرامة : أنا معك ..
فقال سعد بحزم : أنا ايضا معك فأنا مكمل
لزميلي فادي ...
هتفت فيجي : مالذي تهذوا به ؟
قال فادي : زملائنا الـ 100 الذين
شكلوا فرقة أنتحارية ليسوا أفضل منا ..
أضاف وليد : زعيم الثوار ومساعدته
مهمين جدا للثورة بدونكم سوف يفقد الثوار الكثير من قوته , موتكما هنا يعني أن الثوار سوف يهزموا في
المعارك التالية ...
كان ياسين يدرك أن ماقرره وليد هو الخيار الوحيد على الرغم من التضحية و اليوم منذ أن بدأت المعركة
قد بدأت التضحيات تتوالى ..
قال ياسين بحزم : هيا علينا التحرك ..
نظروا له أتباعه بصمت ثم تحركوا نحو البوابة لضخمة فقال ياسين نحو
الرجال الثلاثة الذين بقوا : أعلم أن فرصتكم ضعيفة لكني أنتظركم في نهاية الدهليز ..
قال وليد بقلق على الرغم من أبتسامته : سوف نعود .
وتحرك زعيم الثوار مع رجاله نحو البوابة
فقال سفيان بسخرية : لا تقلقوا سوف
نلتقي بكم سريعا بعد أن نسحق هؤلاء الثلاثة هنا ..
ثم أشهر جميع من في الساحة أسلحتهم مستعدين لمعركة تفوح منها رائحة الموت ... الموت الجديد ... والأسود .
يتبع ....
الحلقة العاشرة هتكون الاخيرة في السلسلة الاولي وهتوقف فترة ونرجع بالسلسلة الثانية
الحلقة العاشرة والاخيرة في السلسلة الاولي
في عش الثوار كان الموقف متأزم حيث حاصر
جنود النظام الثوار في الساحة الغربية , صحيح أن أغلب الثوار نجحوا في الهروب لكن كل هذا
بفضل الأبطال الثلاثة الذين وقفوا في وجه جيش النظام من أجل تأخير تحرك عدوهم
سعد و وليد و فادي الذين واجهوا لوجه ثلاثي الموت الجديد
قال فادي باستنكار : تتخطونا ؟يبدوا انكم تستهينوا بنا أيها المهرجين ....
همس ايمن لزميليه : قلت لكم هذه الأزياء سوف تجعل منا سخرية للآخرين ..
قال كريم : مسألة تخطيكم ليست مسألة قابلة للنقاش أو الجدال هي مسألة بديهة فقط ..
قاطعه سفيان الذي قال بشراسة : هل يوجد هنا أحد غيرك يا وليد يملك مهارات منسية ؟
رد وليد ببرود : ولماذا يتوجب علي إخبارك ؟
تمتم سفيان بشراسة أكثر : لسببين الأول لكي
أعرف كم من الأهداف الضرورية التي سوف امحيها من أجل النظام السامي , السبب الثاني لكي أعرف مقدار التحدي
ومن ثم تحديد مقدار قوتي ..
قال سعد بحذر : ولماذا اسيادك خلف أصحاب المهارات المنسية ؟
قهقه سفيان بشراسة ثم رفع أحد فأسيه
وقال بلهجة مخيفة : الأبداع !
تمتم الأبطال الثلاثة بحيرة :الأبداع ؟
قال فادي بحنق : ماذا تقصد أيها الوغد ؟
تأهب سفيان و أتخذ وضعية قتالية وقال : سوف تعرفوا معنى ذلك في القتال ...
لم ينهي سفيان جملته حتى أنقض بسرعة شديدة
على أبطالنا الثلاثة الذين استعدوا بدورهم للقتال اتخذ وليد
الجهة اليمنى و فادي الجهة اليسرى
بينما سعد كان في الوسط لكي يستقبل انقضاضة خصمه
رفع سفيان فأسيه في اللحظة التي نطق
فيها وليد : الجاذبية !
كانت اللحظة مناسبة فتوقف هجوم سفيان في اللحظة
الأخيرة و أوقفت صنديد النظام لكن سفيان رمى بأحد فأسيه
نحو سعد الذي كانت ردة فعله سريعة وانحنى ليمر
الفأس المعدنية من فوق رأسه مخلفا أزير مخيف لم يضيع فادي الوقت ورفع سيفه ملوحا به نحو جسد سفيان الذي أبستم أبتسامة غامضة ومتوحشة بدون أن يلتفت نحو الذي يهاجمه بل ظل يحدق في نقطة ما خلف سعد فشعر سعد أنه يوجد خطب ما فالتفت بسرعة ليجد فأس معدني يدور بسرعة كبيرة متجها له من الخلف فانحنى مجددا ونجح في الحفاظ على رأسه سليما ليعود الفأس نحو سيده
سعد الذي رفع يده كأنه يوجه الفأس من بعيد
ليتجه فأس ذو القبضة الواحدة نحو فادي
الذي قد هوى بالفعل بسيفه على جسد خصمه ليضرب الفأس الطائر بقوة مما جعل
فادي يرتد بقوة للخلف متعثرا بالارض
ليسقط على الأرض ينظر لخصمه بذهول قائلا : كيف هذا ....؟
قهقه سفيان قائلا : هذا هو الأبداع الذي كنت أحدثكم عنه ..
ثم أضاف : لم تفهموا ما اقصد اليس كذلك ... حسنا ... وليد أنت صنديد مثلي لكن هل تعرف ماهو الفرق بيننا ؟الصنديد ليس تخصص المعارك المباشرة بل هو خبير بالأختام ومساندة فريقه أثناء الفريق مثلما فعلت أنت عندما استخدمت مهارة الجاذبية لكي توقف هجومي وتسمح
لفريقك بمهاجمتي تخصصنا ليس ضعيف أبدا لكنه يملك ثغرات كثيرة و الأبداع
الحقيقي هو أن تخفي هذه الثغرات ..
قال وليد بجدية : التمرين الجاد والشاق
والعمل على تطوير القدرات القتالية ليس إبداع بل إجتهاد ... !
قهقه سفيان وقال بسخرية : أحسنت يا عزيزي
لكن ألم تجد الإبداع بعد ؟
صمت وليد و هو يحدق في خصمه حليق الرأس
ثم تمتم بقلق : أنت لا تقصد الفأسين ...!
أطلق سفيان قهقة مجلجلة ساخرة : يالهي كماستغرق الوقت لكي تصل لما اقصد ...
ثم أضاف بجدية : نعم أنت تعرف أن الصنديد أسلوبه يتوافق مع الفأس بقبضتين وتلك لأمور تكتيكية لا احب أتكلم عنها
لكني أستخدم الفأسين بقبضة واحدة
, نعم أنا أبتكرت أسلوب جديد يتناسب مع تخصصي ويضيف لدي قدرات جديدة
هجومية ... هل عرفت ما هو الأبداع ؟
الأبداع هو أن تبتكر مهارات جديدة ليست موجودة في تخصصات الشعوب الثلاثة ...!!
وهذا الأبداع لن تجده الا في الأشخاص الذين لا يفقدوا مهاراتهم مع الزمن ..
تمتم سعد بحنق : انت تعرف عن خطة أسيادك اللئيمة في قتل المهارات القتالية ؟
قال سفيان بفخر : نعم ! واتفهم مشروع
السادة في خلق عالم للأقوياء , الاقوياء فقط من يوالي النظام والضعف والهلاك لمن يعادي النظام
نحن المنتخبون من القدر قد شربنا ترياق خاص يمنع مرض وهن القدرات القتالية
من أن يتسرب لأجسادنا..
قال وليد : أي أن قدرة تكوين مهارات جديدة
مقصورة فقط على أصحاب المهارات المنسية ؟
أبتسم سفيان وقال : أعرف ماذا تريد ان تقول
أيها المخلب x الأسود نعم , فقط نحن من نملك المهارات التي
لا تختفي مع الزمن من نستطيع فعل ذلك لكن ليس كلنا نستطيع والا لشاهدنا مهارات مختلفة مع الأزمان الغابرة
ولقد فات آوان إبداعك أيها المخلب x الأسود ..!
هجم سفيان مرة اخرى لكن هدفه كان
وليد الذي رفع فأسه ذو القبضتين
ليصد هجوم خصمه فلتحما بشكل عنيف وقوي فتقدم سعد
بفأسيه محاولا ضرب سفيان من الخلف
فقفز سفيان في الهواء متجنبا ضربة
سعد ثم القى احد فأسيه عليه
فتصدى سعد للضربة القوية
لتدفعه لمسافة 5 أمتار للخلف ليسقط على ظهره أستقر سفيان
على قدميه وأنطلق نحو سعد الذي وقف على ساقيه
وتأهب للأنقضاضة الجديدة , رمى سفيان
فأسيه دفعة واحدة نحو سعد فأنحنى
سعد ليتجنبهما بخفة وعرف
سعد أن الفأسين سوف يرجعان مجددا
فنحنى بسرعة ليتجنب فأس مر من فوق خلف رأسه بسرعة كبيرة ...
اتسعت عين سعد عندما شاهد
الفأس قد أصبح في قبضة سفيان
الذي اقترب منه فصرخ سعد في أعماق نفسه :أين
الفأس الآخر ؟
وسرعان ما أتت اجابته عندما ضرب الفأس الآخر ساقه من الخلف ليسقط سعد على ظهره في اللحظة التي قفز سفيان في الهواء قابضا على فأسه بكلتا قبضتيه وهوى بكل عنف وشراسة على رأس سعد ليدمر جمجمته وتتفجر الدماء بغزارة في اللحظة التي صرخ فيها
فادي بهلع : كلا !!!!
كانت عين فادي قد أدمعت بالفعل
وهو يركض محاولا أن ينقذ رفيق عمره ... لكنه تأخر كثيرا ...
وبكل مافي قلبه من صدمة .... و حزن .... و غضب .... و بكاء ....
هوى بسيفه محاولا ضرب سفيان
الذي تجنب الضربة ببساطة ثم ركل وجه فادي
بكل ما في قلبه من شماتة .....و عنف .....و شراسة .....و شر ....
ليطير فادي نحو وليد الذي مسك جسد
فادي وسقطا معنا لم يحاول فادي أن يقف مجددا
كل ما فعله هو أن أخفض رأسه يحدق في الأرض كان لا يستطيع الرؤية .. عيناه مشوشة ..
هل يبكي ...؟ ما الذي يشعر به ؟ الم يكن يعرف أن هذه المهمة أنتحارية و أن الموت هو الخيار الوارد ؟
هل خسارة أحدهم قاسية بالفعل ؟ أحدهم ؟ أنه اعز صديق لديه ... أنه من تقاسم معه الجوع و الشبع ..
الحزن و الأكل ..
الخروج و الدخول ..
أنه رفيقه سعد و ليس أحدهم ..
رفع فادي رأسه ونظر
لجثة زميله الذي تهشمت هامته ونزل الدم على أنفه و عينه رفيقه تنظر إليه وقد فقدت بريق الحياة ..
عادت الدموع مجددا تغزو عين فادي
فأنطلقت قهقهه سفيان الذي قال : ابكي أيها &^%$#$ لكن سوف انهي معاناتك الآن ..
تأهب سفيان مجددا للقتال لكن صوت دوى خلفه
قائلا : لحظة أيها القائد ..
التفت سفيان نحو جنوده بتسائل
فقال ايمن بحنق : هل نحن بالنسبة لك قطع أثاث ؟
هتف كريم بنحق مماثل : نريد أن نستمتع مثلك !
أبتسم سفيان وقال : حسنا لنجهز عليهم ..
قال كريم بهدوء : كلا يا سيدي القائد
أنت قتلت أحدهم واخذت نصيبك دع الباقي لنا نحن الأثنين لقد جعلتهم يشاهدوا أبداعك الخاص و حان دور إبداعنا
سوف يشرفني أن أقتل أحد أصحاب المهارات المنسية و عضو سابق في ما كان يعرف بـبالثلاثي الأسود ...
قال ايمن بإستنكار : إذن تريد أن تترك الفقمة النواحة لي ؟ هذا غير عادل !
قال كريم بسخرية : لقد سبقتك يا صاحبي ..
رد ايمن بعنف : لا أريد أن اقاتل ذلك الباكي سوف
يبكي عندما أريه إحدى مهاراتي ...
نهض فادي و التقط سيفه
و الصدمة لم تزل من ذهنه و تأهب للقتال فشعر بيد تربت على كتفه فالتفت بذهول ليجد وليد يبتسم قائلا بهدوء : أنك في صدمة لكن أحتاج لرباطة جأشك هنا ..
ثم التفت لخصومه و اضاف : أنت مازلت شاب يا فادي انا شاهدت العديد من المعارك و رأيت الكثير يقتلوا أمامي حتى من كانوا أصدقائي رأيتهم يموتوا في المعركة إما أن تنضج بسرعة او لا تنضج أبدا ..
قال فادي بيأس : يبدو أن نضجي قد توقف لهذا الحد ..
قال وليد دون أن ينظر له : الحياة و الموت
لا ضمان لهم يا صديقي في عالمنا المجنون هذا لا نستطيع الا أن نواكب اللحظة و أن نقوم بما يتطلب منا ..
تمتم فادي بحزن : دورنا أن نموت هنا .
كان وليد يتذكر وجه فادي الواثق لكن ثقته كلها تزعزعت عندما شاهد رفيقه يموت هذا الشيء جعل العديد من الذكريات تمر بسرعة أمام عينه قال وليد بحزم : مهما كان دورنا و مهما كان الحزن الجاثم على صدورنا
مهما كانت الظلمة التي تغطي دربنا علينا أن نقوم بما هو مقدر لنا ..
قال فادي وبدأت رباطة جأشه
تعود له : أجل أنت محق ...
نظر لخصمه ليتمتم ايمن بسخرية : هل أنتهيت
أيها الطفل الباكي ؟ هل نستطيع أن نتقاتل ؟
وتأهب الأربعة لكي يخوضوا قتالهم الذي له نهاية واحدة .... الموت ...
في مقر المنمطين الذي كان يعرف بالسابق
في بدهليز التحدي كانوا أبطالنا ريان و كيجن و روز و هاشم و نزار في إجتماع مع سيدة المنمطين روبي التي جلست على كرسي السيادة بنشوة
كأنها كانت تحن أن تجلس على هذا الكرسي منذ سنوات ..
قال كيجن بأدب : أكرر شكري مرة
أخرى على مساعدتنا فلو استمر القتال بيينا وبين المنمطين لكنا خسرنا أرواح من الطرفين ..
قالت روبي : لم أفعل هذا من أجل حمرة عينك ايها الوسيم ..
ثم أضافت : لقد فعلت هذا من أجل الاتفاقية الجديدة مع منظمتكم ..
قال ريان بحذر : إتفاقية ؟
قالت روبي بهدوء وهي تحتسي كوبها : قدم زعيمك عرض
أن يتم التخلص من خازن مما يتيح لي أخذ السيادة
كما ان تتم معاهدة حقن الدماء بين المنمطين و الثوار بحيث الا يعتدي أحد على الآخر حتى تتنتهي الحرب مع النظام ..
قالت روز بلهجة حائرة : ولماذا وافقتي
على مثل هذه الاتفاقية اليس هذا يعني أن يتم قطع مصدر هوايتكم المقززة في أكل قلوب الآخرين ؟
قالت روبي بهدوء : سوف يقلل كمية صيد المنمطين
أجل لكن الهدف الرئيسي هو التخلص من خازن ...
قال كيجن بحذر : حب السلطة اليس كذلك ؟
ضغطت روبي على كأسها بقوة محاولة الا تخرج من هدوئها
وقالت : ليس حب السلطة بل هو الحقد تجاه خازن
ذلك الحقد الدفين الذي يعود لسنوات طويلة ..
"عندما بدأ النظام بفرض سيطرته على العالم بقوة كان العالم ينقسم لنصفين
ثوار و نظام مما جعل نحن المنمطين نسأل أنفسنا , أين نحن من هذا العالم ؟ الثوار يقتنصونا ما أن
يثقفونا و النظام أيضا , لكن القدر شاء أن يصل أحد المنمطين للوحشية الكبرى , الوحشية التي
أعطته قوة تفوق قوة أي منمط في التاريخ القوة التي سوف تمكنه أن يحكم المنمطين ويجعلهم ينجوا
من هذه الحرب العنيفة ..كان ذلك المنمط أسمه جيرارد الذي استحق لقب سيد المنمطين ..
وقف جيرارد في دهليز التحدي ينظر لأرجاء المقر بفخر للجدران الصخرية وتمتم : عمل عظيم أن يتم التخلص من الوحوش التي من فصيلة الدببة ...
اقترب منه احد المنمطين وقال بابتسامة : لقد قمنا بهذا العمل منذ شهر و أنت ما زالت متعجب من عملنا يا سيدي ؟
قال سيد المنمطين جيرارد : نعم أنت تعرف
ماهي قوة الدببة التي حاربها أبطال لهم تاريخهم العريق ..
قال المنمط : سيدي أن تجمع منمطين العالم وتهجم على هذا الدهليز ليس فقط وحوشهم من يموتوا بل لو يوجد ماهو
اعظم من الوحوش سوف ...
" النظام أعظم من الوحوش "
التفت سيد المنمطين و المنمط الذي بجانبه ليشاهدوا منمط شاب واقف أمامهم ...
كان ذلك خازن الذي أنقذه سيد المنمطين مؤخرا , كان خازن يتطور بشكل ملحوظ وقواه تزداد يوم بعد يوم
قال خازن : النظام هو التحدي الحقيقي لنا كمنمطين وبدرجة أقل الثوار ..
وضع جيرارد يده على ذقنه و هو يفكر
ثم قال بشراسة : أنت محق لكن قوتنا لحد الآن لم تصل لمنافسة النظام لقد نسفوا مدن كثيرة في لحظات
لم نصل لمثل هذا المستوى بعد ..
قال خازن بشغف : ومتى نصل لهذه المرحلة ؟
قال جيرارد : عندما نستمر بالنمو والتزود بالقوة
المكنونة في قلوب الآخرين ..
" أبي , أبي , لقد جهزت الساحة الشمالية ..."
استدار جيرارد وقال بسعادة : احسنت صنعا يا روبي ..
كنت حينها فتاة منمطة تتخذ من أبها مصدر للفخر وقدوة للعزيمة و القوة
استمر نمو منظمتنا اكثر و أكثر و إزدادت قوة منظمتنا كثيرا ... وازدادت قوة خازن...
كان جيرارد يجلس على كرسي الزعامة وهو يتحدث
مع خازن بجدية : لقد إزدادت قوتك مؤخرا ...
قال خازن : هذا بفضل رعايتك يا سيدي ..
قال جيرارد : قريبا سوف تذوق القوى العظمة
لكن قبل أن تصل لها سوف تواجه أمور كثيرة لربما تعيق وصولك لهذه القوة ..
قال خازن بحذر : ما هي تلك الأمور ..
قال جيرارد و هو يغلق عينه الامعة : الجشع و الظلمة
و الغرور لو سقطت في تلك الأمور لن تتمكن السيطرة على قوة العظمة ..
ردد خازن و هو يفكر بعمق : الجشع و الظلمة و الغرور ..
ثم أضاف : ما علاقة هذا بالقوة العظمة ؟
تمتم جيرارد : الظلمة تفقد بصيرتك عن رؤية الأمور
حولك بحكمة و الجشع يجعلك تلهث خلف كل ما هو مثير و قوي حتى لو كان يلقي بك إلى الهاوية ..
صمت جيرارد و فتح عينه النارية وقال : اما الغرور
هو استحقار كل ماحولك والاستهانة بكبائر الأمور وصغائرها ..
قال خازن : هذه الأمور التي سوف تصادفني في تطوري ..
كنت موجودة في تلك المحادثة ولم أعر لها اي اهتمام حتى أتت تلك الليلة ..
كانت هناك ضوضاء كبيرة في مقر المنمطين , كانت روبي
تمشي في المقر تحاول أن تفهم سبب تلك الفوضى التي تحدث في المقر , المنمطين يتحدثوا مع بعضهم بعنف
وصلت روبي إلى غرفة سيد المنمطين
وفتحت الباب وهي تقول : أبي ..؟
ثم أطلقت روبي شهقة قوية عندما شاهدت جثة والدها
جيرارد والدها الذي كان ملقى على الأرض
مستلقيا على ظهره و ..... منزوع القلب ...
كان رجل واقفا بجانب والدها معطيا ظهره لها قال بصوت مألوف : لا تجزعي يا روبي
والدك سلم قوته لمن سوف يقود المنظمة لعهد جديد ..
قال روبي بتساؤل و هي تقاوم دموعها : أنت ..خازن ؟ ماذا حدث لوالدي ؟
أطلق خازن قهقهة مخيفة فشهقت روبي
وقالت بهلع : أنت من قتلته !
أكمل خازن قهقهته فقالت روبي : كيف تجرؤ أيها الحقيــــر ! كيف تجرأ فعل هذا في من أحسن اليك و أحبك !
قال خازن بلهجة مخيفة : روبي قلبي قد غرق في الظلمة ... و أنفاسي تكاد تتوقف بسبب الجشع ...
ثم التفت لها و عينيه تشع بضوء أحمر و هو يقول : وعيني لا ترى سوى الغرور ...
سالت الدموع على خد روبي فقال خازن بحزم : انت في مستواي قبل أن آخذ القوى العظمة من قلب والدك قتلك سوف يسبب خسارة كبير
للمنظمة انظمي معي لكي نسمو بالمنظمة للأفضل ...
لم يكن أمامي في تلك اللحظة الا ان أوافق ليس خوفا على حياتي لكن بسبب مايملكه
ذلك الجاحد ... ما يملكه بين ضلوعه ..
قال كيجن : بين ضلوعه ؟ قلبه ؟
قالت روبي : قلبه يملك القوى القصوى التي اكتسبها عندما
التهم قلب والدي كنت بجانب خازن أحافظ على تلك القوة
العظمى لكي لا تذهب لشخص اسوأ من خازن , عندما
اسقطته أنت من فوق التل وقتلته لم أهتم لضياع القوى بقدر ما أهتميت بأن لا يوجد خازن جديد ...
صمتت روبي و هي تشعر أن حكايتها عندما تقال تخفف
عنها حمل كبير و هم ثقيل .... بثقل الصخر ...
كان وليد و فادي قد إستعدا لمواجهة خصميهما ايمن و كريم التابعان إلى فرقة ثلاثي الموت الجديد ...قال وليد وعينه لا تزال تراقب خصمه : مهما حدث يا فادي لا تغفل عن تحليل تحركات خصمك مها شاهدت من الحيل و الغرابة ...
لم يعلق فادي الذي عادت الثقة و الجدية لوجهه
تمتم كريم بسخرية : حان الوقت لتشاهدوا القليل من إبداعنا ...
رفع كريم كفه لتخرج هالة ضوئية من تحت ساقيه ثم ظهر مرافقان بجانبه ...
تمتم وليد بحذر : هذان المرافقان إنهما
المقاتل العظمي و الومضة الحمراء ...!
رد عليه كريم بفخر : أجل أيها المخلب x الأســود
لكن لا تستهين بهما ,المقاتل العظمي هنا ليس من تلك الجثث
التي يتحكم بها السيد فؤاد بل هو
من فصيلة العظميات الأصلية أي حيوان عظمي أصلي ! فوق ذلك
أنت تعرف أن اصحاب تخصص البراري يمكنهم
إستدعاء مرافقين في نفس الوقت لكن لزمن معين و شروط محددة لكن أنا الوحيد بعد سيدنا
المخلب حازم قد استطعت أن اجعل المرافقين معي
دون تلك الشروط وطوال الوقت الذي يحلو لي ...
رفع وليد فاسه ذو القبضتين و أنقض على خصمه
بسرعة و هو يقول : مرافقين أو 100 يبقى من يسيطر عليهم شخص و احد ..!
كانت إنقضاضة وليد تستهدف
كريم شخصيا لكن المقاتل العظمي برز أمامه بسيفه الغليظ و ترسه المتين و سدد ضربة أفقية على عنق وليد الذي إنزلق على الأرض بحركة خفيفة و رشيقة وتجنب الضربة ثم نهض بسرعة و أكمل هجمته على خصمه لكن موجة من الطاقة سددتها الومضة الحمراء
فوضع وليد فأسه أمام وجهه ليحمي وجه من
موجة الطاقة التي تسببت بحرق في كتف وليد
لكنه سدد بكل قوته ضربة من فأسه نحو كريم
الذي لم يتحرك من مكانه أو تتغير ملامحه الواثقة لأن الفأس العريض إستقر في ترس المقاتل العظمي الذي رجع لكي يحمي سيده , قام كريم
بتسدد ضربة بواسطة خنجره الماضي نحو صدر وليد
فتجنب وليد ضربة الخنجر لكن المقاتل العظمي شارك بالهجوم بواسطة سيفه وقام وليد بسحب فأسه بسرعة كبيرة
ليصد ضربة المقاتل العظمي لكن ركلة من قدم كريم ضربت بطن وليد ليتدحرج خمس أمتار كاملة نحو الخلف و اثناء تدحرجه كانت تلك الفراشة الحمراء التي تدعى
الومضة الحمراء بإلقاء إبر حمراء مزودة بطاقة سحرية نحو
الصنديد وليد كانت أكثر من 20 إبرة
إستطاع وليد أن يتجنب منهم 12 إبرة
اثناء تدحرجه اما 6 إبر قد قنصت اماكن مختلفة من جسده فسببت له خدر غريب في اماكن الأصابة
هتف كريم : يبدو إنك لا تملك أي
إبداع سوى أن تلتقط أجساد الحمقى مثلما فعلت عندما التقطت جسد الطفل الباكي هناك ..!
ثم أضاف بحدة : حان وقت هجومي !
وانقض كريم مع مرافقيه المخيفين ..
في نفس مكان المعركة كان فادي
بواسطة سيفه الأنيق يكافح لكي ينال ضربة ناجحة واحدة في جسد خصمه ايمن الذي كان يتجنب ويصد الضربات بواسطة عصاه السحرية بكل بساطة و سهولة
قال ايمن بتذمر : لماذا يا كريم تحتفظ بالمتعة كلها لك ...!
أغضب هذا القول فادي
فزاد من سرعة ضرباته و أصبحت إتقانها ضعيفة و عشوائيتها أكبر مما فتح ثغرة واضحة في دفاعات فادي مما جعل ايمن ببتسم بخبث ويضرب بعصاه السحرية بغتة صدر فادي الذي انطلق خيط من الدماء من فمه وشعر أنه قد تجمد في مكانه فضحك أيمن وقال بامتعاض : يالهي لم أكن أتصور إني سوف أنجح في ضربك بواسطة عصاي السحرية هذا شيء نادر الحدوث معي في المعارك
عصاي السحرية مزودة بإحجار سحرية تعطي خصائص هجومية مثل تجميد حركة الخصم هذا مما جعل زملائي
ينعتوني بالأحمق لمثل وضع هذه الأحجار بحجة أني لا أضرب بعصاي في المعارك لكن يبدو إني قد كنت محقا !
فادي كان غير قادر على الحركة
فنظر له ايمن نظرة ساخرة ثم فتح فمه بإتساع مخيف
و انطلق صوت من أعماق ايمن هاتفا : الزئير المجمد !
فنشلت حركت فادي تماما
ايمن أكثر وقال بسخرية : لديك مشكلة في الحركة يا صاحبي هاهاها ....
ثم رجع ايمن عشرة خطوات للخلف
وقال بأسى مصطنع : لا أريدك أن تموت الآن لم أريك أي شيء من مهاراتي .. لندفئ جسمك قليلا ..
رفع كفيه بإتجاه خصمه وقال : العاصفة المضيئة ! !
ليلمع ضوء حارق صنع حروق بالغة في جسد فادي
ليسقط على الأرض متألما .. يتنفس بصعوبة فأخرج قنينة بها سائل أحمر وتناول محتواها بصعوبة و السائل الأحمر
يتساقط من فمه مختلطا بدمه المهدور على الأرض ..
كان ايمن منحني على الأرض يراقب ملامح خصمه
بتلذذ و قال : أجل .. أجل ... أشرب اكثر حاول أن تطيل مدة هذا القتال أطول وقت ممكن ..
كانت الجروح تتعافى ببطء شديد في جسد فادي
هنا دوى صوت سفيان حازما : يا ايمن إنهي قتالك بسرعة علينا الحاق بزعيهم ...
مط ايمن شفتيه بحنق وقال : حسنا ..! لك هذا !
نهض ايمن وقال : آسف ايها الطفل الباكي لكن لن أستمتع
معك أكثر على أمل أن يكون زعيمكم أقوى منكم لكي أريه بعض إبداعاتي ..
و أقترب من فادي بخطوات بطيئة
وكل خطوة تحمل معها موت .... موت جديد ....
وصل جيش النظام المكون من 300 محارب يقودهم الساحر الظلامي كانون
الذي ترجل من على ظهر الكورفيس ما أن اقترب من أسوار أوروك فرفع يده ليتوقف كل الجيش خلفه
ثم قال بصرامة : إمي الأرض اعطني قوتك لكي أدمر أعدائي ..
ثم رفع يديه وصرخ بصوت عالي لتبرز هالة ظلامية فوق يديه لتنطلق بقوة محطمة السور الشرقي للمدينة لتنطلق
هتافات مخيفة من حناجر محاربين النظام لينطلقوا بسرعة نحو المدينة وهم يحملوا أوامر التدمير كواجب مقدس ..
دخل كانون إلى المدينة بخطوات بطيئة و واثقة وهو يشاهد المعركة
التي بدأت للتو و على ما يبدو أن الثوار كانوا مستعدين لهذه المعركة بالفعل فجنود الثوار منتشرين بشكل منظم ليمتصوا
هجوم النظام , شعر كانون بحركة سريعة خلفه فانحنى ليتجنب
ضربة من فأسين بقبضة واحدة سددها أسامة بنفسه
أستقر أسامة على ساقيه و هم بهجمة أخرى لكن
كانون كان قد وضع كفه في وجه خصمه وقال
بلهجة مرعبة : كل من يخالف قوة الأرض هو هالك ..
قال أسامة بثقة : ماذا عن ذلك الذئب ؟
شعر كانون أن حركة أكثر رشاقة أتت من خلفه
ليظهر الذئب فنرير من الخلف
منقضا بشراسة الذئاب لكن من العدم ظهر حصان أحمر اللون قاتم القوام دموي العينين ليركل بساقيه
أضلاع الذئب فنرير الذي تقهقر
للخلف متألما فقال كانون : الأدهم .. مرافقي المفضل ...
وصل للمكان كل من داران واراب و جاسر و موران و ابراهيم و ماجد و نهاد و كيرا
فقال موران و هو يضغط على قفازيه الحديدين : لقد وصل الدعم ...
تمتم ابراهيم : أنه على مايبدو قائدهم
سوف ننتشر في واقعنا حالا من سوف يبقى لكي يقضي عليه ؟
قال كانون بثقة : سوف أدفنكم في الأرض أيها
النكرة ولكن هناك شيء أريد أن أتأكد منه قبل قتلكم أنتم الثلاثة .. من أمانسيس ؟ ..
كان يشير على كيرا و نهاد و موران
قالت نهاد بحزم : نعم ! على الرغم من إني قضيت
حياتي في مدينة أوروك الا إني انتمي الى شعب الأمانسيس ..
عض كانون أسنانه بكل غضب و هتف : أي عار هذا !
أي مذلة وصلنا لها أيها الأرماديون تستعينوا في حربكم بهؤلاء
الحثالة شعب الغدر و الجبن !
أمسك كانون جبهته و كأنه يعاني من صداع
ثم أضاف بهدوء بغتة : لقد كنت أنوي أن انهي ثورة الثوار بكل بساطة و أعيد النظام مجددا ليتسيد هذه
المدينة لكن على مايبدو أن الفساد قد تغلغل داخل أوصال أوروك
فوجب علي تدميرها ..
قالت كيرا بحيرة : يبدو أن هذا الرجل عنصري
ولديه مشاكل مع الأمانسيس ..
قال موران بإقتضاب : حرب النور و الظلام
إنتهت منذ فترة بعيدة و كانت تلك الحقبة هي ظهور الشعب الثالث أجوريا
الناس بعد أن ظهرت العرافة أدركت أن العنصرية بين الشعوب الثلاثة هي مجرد سخافة ..
قاطعه كانون بحنق : تلك السخافة كانت الفعل الصحيح
لا يجب الوثوق بكم يا شعب النور أبدا ...دائما تتظاهروا بالطيبة و تمدوا يد العطاء ولكن ما أن تعطيهم ظهرك
حتى يبرز الشر فيهم ويمدوا لك يد الغدر .. لكن هذا لن يدوم عندما أسحقكم بقوة الأرض !
قال اراب بدهشة : ...بقوة الأرض !.. أنت لا يمكن أن تكون إبن مراد الذي
كان يلقب بقوة الأرض !..
قال كانون ببرود : نعم أنا هو إبن قوة الأرض الأصلي..الذي كان أعظم ساحر ظلامي في التاريخ .. الذي سخر كل قوة الأرض في خدمته ..
قال اراب بقلق : ما تشاهده أمامك يا جاسر هو إبن المنافس التقليدي لأباك ..
التفت كانون نحو جاسر و قال : إبن المنافس التقليدي لأبي ؟ أنت تقصد أن هذا الغلام إبن خالد...؟
يبدو هذا شيق ...
قال اراب : لقد كان قوة الأرض الأصلي مع والدك خالد
اقوى ساحرين ظلاميين عرفهم التاريخ صحيح إنهما كانا متنافسين من أجل إثبات الأقوى لكنهما وحدا جهودهما
للقضاء على العرافة بعد الحرب على
العرافة تم قتل أباك على يد فؤاد الساحر الظلامي ...
أضاف كانون بأسى : و والدي تم قتله على يد حثالة
من شعب الأمانسيس ...أتذكر تلك الحادثة ..
عندما كنت في الثامنة من عمري أتى خمس رجال من شعب الأمانسيس إلى والدي ... كانوا يريدوا مساعدته بعدما بدأت الحرب بين الأبطال الذين قتلوا العرافة
كلنا نعرف أن الحرب كانت شديدة الضرر على المدن وحده والدي من كان قادر على تسخير قواه السحرية
ليحمي أوروك من التدمير الشامل ... ذهب أبي وياليته لم يذهب .. ياليته لم يصدق أن أعوان النور أقل قلقهم هو مصلحة أوروك ذهب
هناك بعدما طلبه الناس وطلبه أعز صديق له حينها وعندما كان يدافع عن المدينة ظهر الخمس أوغــاد التابعين
للنور وطعنوه من الخلف لتفقد المدينة حمايتها ويستسلم صديق والدي حفاظا على المدينة ...
لم تكتمل المصيبة بعد ... أمي .... أمي التي كانت تحب والدي أكثر من نفسها جن جنونها تماما
غاب عقلها عنها .. كانت كل ليلة تحفر الأرض و السماء مظلمة
امي ماذا تفعلي ..؟
التفت الأم نحو ولدها و أبتسمت أبتسامة خالية من المشاعر ثم أكملت عملها
لقد كان قبر
أمي هذه الحفرة ماذا تكون ؟
لم تجيبه الأم , أمسك فستانها المهترئ وقال ببكاء وقد بدأ يدرك هوية الحفرة: أمي دعينا ندخل للمنزل ...
قالت الأم ببرود مجنون : أباك قوة الأرض موجود بيننا
انه يناديني ...
تعلق أكثر بوالدته و هو يعيق تحركها قائلا ببكاء أكثر : أمي كفى ! كفى !
دفعته والدته ليسقط على الأرض ويغرق في بكاء حزين , التفتت له والدته وعاد بريق الحياة لعينها الخاوية
بفعل بكاء صغيرها وهرعت له تربت على يدها الملطخة بالطين وقالت : هسسس آسفة .. آسفة
ثم هضت وهي تحتضن صغيرها ويذهبا للمنزل ...
في اليوم التالي أختفت أمي من المنزل , فتشت عنها كثيرا ثم ذهبت
لفناء المنزل لاجد تلك الحفرة قد ازدادت عمق إلى مالانهاية .. عرفت أن أمي قد ذهبت لوالدي
قال إبراهيم بسخرية حذرة : ولماذا لم
يذهب الأبن الوغــد الصغير لهما للم الشمل ؟
رد كانون ببرود : الأبن أقسم أن يرسل كل أوغــــاد العالم
إلى باطن الأرض حيث يقبع أبي و أمي يعذبوهم إلى الأبد وسوف أنفذ هذا عليكم جميعا ..
رفع كانون كفه لتظهر جوهرة ضخمة سقطت على الأرض
محدثة دوي قوي أخرج كانون سلسلة متينة وربط
الجوهرة بعنق الأدهم ثم قال : أمي هي الأرض الآن
و أبي يمثل الكيان الذي داخلي هذه المدينة يجب أن تباد ..
ضرب كانون مؤخرة الأدهم الذي أطلق صهيل و أنطلق بسرعة يسحب خلفه الجوهرة الغريبة التي بدأت تلمع ويظهر
عليها مجال كهربي خاطف قال ماجد بقلق : اللعنة
أنه يخطط على شيء خطير ... أسامة إذهب مع
ذئبك لإيقاف ذلك الحصان !
قالت كيرا بحزم : أنا أيضا سوف الحقه ..!
انحنت ولمعت بطاقة في حزامها وقالت : وحدة الأدهم الجيبي
ثم أبتسمت و هي تركض : من هو الأسرع يا ترى !
وانطلقت كيرا بسرعة خاطفة بفعل خاصية
الحزام المزود ببطاقة الأدهم الذي زاد سرعة حركتها بشكل
كبير جدا ..
قال أسامة : التنكر!
فلمع ضوء أسفل قدميه ليتحول إلى شكل مماثل لذئبه وقال بصوت خشن : هيا بنا يا فنرير ...
قال فنرير : لنلحق لتلك الفتاة ونثبت لها أن لا شيء
يفوق خفة الذئاب ...
أنطلق الذئب مع صاحبه المتنكر على شكل ذئب للحاق بذلك الأدهم الخطير ..
قال ماجد بحزم : خصمنا يبدو قوي
لهذا أبتعد من هنا أيها السيد الوقور اراب
نحن نحتاج لمسعف بيننا لكن المعركة في المدينة أكبر لهذا ارجعي لموقعك يا نهاد لتسعفي المصابين ...
قالت نهاد بعناد : أريد أن أشارككم في قتل هذا العنصري ..
قال داران ببرود : أسعاف جنودنا المصابين
افضل من مراقبة قتال محترفين ..
قالت نهاد بتردد : لكن ..
ثم حسمت أمرها وقالت : حسنا لكن سوف ابقى قريبة من الحدث لتدخل إن حدث مكروه ..
وانطلقت نهاد تعدو لموقعها الأصلي بينما تباعد
اراب بخطوات بطيئة
قال ماجد : لدينا الآن شخصين يضربان
بالمدى البعيد أنا و الساحر الظلامي جاسر
كذلك لدينا مساندة القتال بالأختام و هو المغوار داران
و الالتحام الجسدي سوف يقوم به المرشد موران ..
تأهب الأربعة للقتال عندما تأهب كانون وقال : لتكون
قوة الأرض حليفتي في قتالي ...لقد عشت زمن مر ليعلو شأني .. حان الوقت لكي البي لحقدي ذلك النداء..
أرقبيني اليوم يا أمي لقد حان الأنتقام ..
ثم بدأ القتال العنيف ... و الدموي ....
عندما هجم كريم ومرافقيه
كان وليد يفكر و يحلل خصمه
على الرغم من اصابته السابقة ....
مهما تغير القتال في زمانه و مكانه يرجع الخصم إلى استراتيجية معينة هذا ما حاول أن يشرحه
لتلميذه ريان ....
إذن ماهي المعطيات التي لديه حول تحركات خصمه ... أنه يتذكر قصة أسامة عندما حكى له مواجهته مع كريم
على الرغم من أنه شاهد كريم يموت أمام عينه
كان يصغي لقصة ذلك الفتى بكل أهتمام لا سيما أنه يلقي محاظرة طويلة على مسامع تلميذه حول استراتيجات القتال
لكل تخصص نعم خصمه كريم يعتمد على
مرافقيه في القتال بشكل كبير ومفرط أيضا ثم يدخر قوته لكي ينفذ أسلوبه الخاص ليقضي على خصمه
كما أن مرافقيه ليسوا الا أدوات بالنسبة له سوف تكون هجمة مرافقيه لحصاره ثم ما أن يتأكد كريم أن خصمه قد تم حصاره و أصبح مباشرة ضده سوف يهجم بذلك الهجوم
الذي يعرفه وليد جيدا ..
أنقض المقاتل العظمي مسددا مهارة تجعل سيفه أكثر سرعة
وحدة في نفس اللحظة التي أتت الومضة الحمراء على يمين
الصنديد وتطلق عليه موجة عالية من الطاقة يعرف وليد
تماما أن مثل هذا الهجوم المزدوج لن يمكنه من تجنب ضربة كريم الذي يتقدم نحوه مباشرة , لهذا قرر استخدام مهارة الصخرة العملاقة التي جعلت ترس خفي يتصدى لضربة المزدوجة من المرافقين ثم ظهر كريم في وجهه وقال : إعصار الخناجر ..
كانت هذه هي المهارة التي يتوقعها وليد
وبدأ كريم بضرب الصنديد بخنجره
بصورة خرافية هنا تجنب وليد
ضربة على يمينه ثم على يساره ...
تمتم وليد في نفسه : الآن يسار ..
ثم يسار ثم يمين ثم يسار .. يمين ... يمين ... يسار ... يمين ...
اتسعت عينا كريم و هو يشاهد خصمه يتجنب
ضرباته الخاطفة بسرعة كأنه يتوقع هجماته ...لهذ قرر كريم
أستحداث شيء جديد وتصويب ضربته للوسط .. ونفذ خطته لكن يد الصنديد وليد أمسكت ذراعه بغتة وقال بثقة : توقعت هذا ..
رفع وليد وصاح : قاهر العواصف !
وأنطلقت شفرات مكونة من الرياح أستهدفت الومضة الحمراء التي حاولت
تجنب الشفرات الحادة لكنها فشلت وقطعتها الشفرات إلى اشلاء صغيرة ..
قال كريم بغضب : أخذت فرصتك .. أهجم !
أنقض المقاتل العظمي من خلف الصنديد
الذي قال : سرعة البرق! ليهجم بسرعة على المقاتل العظمي الذي استقبل الفأس على ترسه ثم ضرب بسيفه
الهواء ثم أمسك يد الصنديد بغتة وجذبه نحو جسده العظمي للتفكك عظامه مطلقة صوت مزعج وتحيط بجسده
لتمنعه من الحركة تماما ...
قال وليد بدهشة : هذا ...
أنقض كريم وهو يهتف : نعم أنه سجن
عظمي يجعلك فريسة لي ...
وضرب كريم بخنجره صدر الصنديد وفي مكان
القلب تماما ..
اتسعت عين كريم و هو يراقب خنجره
يتهشم أمامه ونظر لعين وليد الذي
لمعت عينيه بنور مخيف فقال كريم بدهشة : ماهذا ؟
نهض وليد وتحرر من العظام المحيطة بجسده
دفعة واحدة وهالة من الضوء الأصفر تغطي جسده وقال وليد
بصرامة و بطء : هذه المهارة التي أحتفظ بها لأصعب الأوقات هذه المهارة من إبداعي الشخصي
إنها مهارة سميتها الطبيعة الطائشة ...
تمتم سفيان : الطبيعة الطائشة ؟
هل تقصد ... القوة الطائشة التي عددها أربعة ؟
قال وليد وهو يتحرك ببطء نحو خصمه
كريم نعم أنها
النار الطائشة
التي تزيد الهجوم لكنها تقلل الدفاع وتستهلك طاقتك تدريجا
و الرعد الطائش
الذي يزيد من سرعة الهجوم وقوة الهجوم
ومناعة قوية ضد تأثيرات الخصم لكنها تستنزف الطاقة الجسدية للمستخدم كذلك طاقة المهارات ..
و الأرض الطائشة
التي تعطيك دفاع حديدي مثل الذي حطم الخنجر قبل قليل ..
أخيرا الماء الطائش
الذي يزيد من قوة مهاراتي السحرية
وسرعة تنفيذ المهارات لكنها تقلل من دفاعي العضلي و السحري ..
هذه العوامل الأربعة لو أجتمعت مع بعض سوف تعطي المستخدم قوة كاملة من جميع النواحي
رفع وليد فأسه و انقض على خصمه
كريم بسرعة كبيرة تجنب
كريم الانقضاضة بفضل
مهارة التفادي المركز لكن قدم وليد ضربت بطن كريم
لدفعه للوراء و بينما كان كريم مازال في الهواء
قال وليد : مت ... !
وانطلقت كتلة رهيبة من اللهب لتشعل خصمه الذي أطلق صرخات مرعبة ... و مخيفة ...
لحظات مرعبة , تلك اللحظات التي تدرك فيها أن الموت يسير ببطء إتجاهك
تلك اللحظات التي تكون فيها عاجز عن الحركة وتنتظر اللحظة التي
يخطف فيها الموت روحك دون إستئذان أو رحمة ....
كانت تلك هي اللحظات التي يمر بها فادي
و هو يراقب خصمـه ايمن يقترب منه ببطء
وعلى ملامحه شراسة غير منتهية ..
كان يشعر فادي بالعجز
وعدم القدرة على الدفاع عن نفسه , ما لذي يملكه لكي يصد عنه ذلك المصير المقيت ؟
سيفه الذي بجانبه ؟ اليس هو نفسه السيف الذي قد هزم بمذلة أمام عصا سحرية ؟
اليس عار على السيف ؟ أم هو عار عليه كمستخدم للسيف ؟
كيف سوف يتحمل هذا العار عندما يقابل رفيق دربه سعد
في العالم الآخر ويشرح له كيف تم قتله ببساطة دون أن ينتقم له ...؟
كيف ...؟
هذه الأسئلة أشعلت غضب كبير داخل روح فادي
فأمسك بصعوبة شديدة سيفه ورفعه و هو مستلقي على ظهره ..
تمتم ايمن بسخرية : أوووه ... مازلت تريد القتال ؟
حاول فادي الوقوف وبعد محاولات
استطاع أن يقف على قدميه ليصبح ايمن على بعد
ثلاث أمتار فقط عن خصمه قال فادي بألم : إنك
قوي أيها الوغــد .. أنا اعترف بذلك ... لكن أنا أيضا كيان أملك شيء أقدمه ...
قال ايمن ببرود ساخر : هل تقصد إنك سوف تقدم
إبداع من نوع خاص ؟ بغض النظر انك لا تملك المهارات المنسية
الا أنك لا تملك شيء خاص يهمني ...
قال فادي بحزم : بل أملك !
وبكل قوته وبكل ما يملك من قوة أنقض على خصمه , ومثلما توقع فادي
تجنب ايمن الأنقاضة , قال فادي في نفسه : تجنبها !
ركض فادي و هو يعرج مبتعدا عن خصمه
و هو يكمل حديث نفسه : أخبرني وليد الخصم
يملك نفس تحركاته مهما حاول أن يغير في أسلوبه بتغير وضع المعركة ومكانها تحليل تحركات الخصم هو الشيء الوحيد
الذي أملكه لو أستعيد تحركاته قد أجد ثغرة انفذ خلال دفاعه لهذا أن اعتمد على صورة تحركاته السابقة
تمتم ايمن بخيبة أمل و هو يركض خلف خصمه : أنت تافــه
لقد أعتقد أنك قد قررت أن تواجهني الا انك تهرب لكن إلى أين ؟
وصل فادي إلى جثة زميله
سعد ورمقه بأسى ثم التفت ليجد
ايمن يركض بإتجاهه فرمى فادي سيفه على خصمه الذي احنى
رأسه ليتجنب السيف بكل سهولة فبستم ايمن بظفر
و قفز ملوحا بعصاه السحرية عازما على ضرب خصمه على عنقه بالعصا
فجأة ! أخرج فادي فأس بقبضة
واحدة وصد هجمة العصا القوية وعلى ملامح فادي
العزم و الغضب أما الدهشة فرسمت تعابير على وجه ايمن الذي هتف : من أين ....؟
وما أن استقر ايمن على ساقه حتى ظهر فأس بقبضة واحدة
في وجهه صد الفأس بصعوبة لكن فأس آخر أنغرس في صدره ليتقهقر ايمن للخلف منذهلا وعلى وجهه الدهشة ...
تمتم ايمن بذهول : كيف هذا ...؟
قال فادي بثقة و هو يمسك
فأس ذو القبضة بكلتا ذراعيه : عندما توجهت إلى جثة زميلي كانت نيتي إستعارة فأسيه ذو القبضة الواحدة
لكن ماذا سوف أصنع لو أنك واجهتني بسحرك القوي ؟ لهذا قررت أن أبدي لكن إنني اعزل فقذفت سيفي في وجهك
وانت تجنبته بسهولة كما توقعت ... خفتك , غرورك جعلك تعتقد أن خصمك أعزل وانك سوف تقتله بأبسط
وسيلة وهي ضربة من عصاك السحرية كما فعلت سابقا لهذا جهزت فأسي زميلي لكي أجهز عليك
مهما كانت بديهتك عالية وردة فعلك خاطفة شيء مثل الذهول سوف يجعل حاستك القتالية تنخفض ..
ما أنهى فادي عبارته
حتى قفز عاليا منقضا بضربة عمودية على رأس ايمن
نظر ايمن للفأس الحاد فوقه فرفع يده العارية
وأستقبل الضربة على زنده وانغرس الفأس عميقا قال ايمن
ببرود مخيف : عظيم أيها الفتى .. أثبت أنك تستحق أن ترى إبداعي الخاص
أتسعت عينا فادي
عندما لمع ضوء حارق صدم جسده وقذفه للخلف متدحرجا ثم وقف على قدميه و هو يراقب خصمه الذي نزع
الفأسين بكل برود وقال : ضربات الجسدية و السحرية نقطة ضعف في الحكيم و كذلك الطبيب لكن إبداعي تمكن من إخفاء هذا ..
قال فادي بذهول : مستحيل ..
كانت جروح ايمن قد التأمت تماما وشفيت
قال ايمن بصرامة : لدى جسدي قدرة شفاء و امتصاص
للضربات بشكل لا تتصوره , حتى أن ضرباتك تلك أشعر بها كوخز إبرة دبور عجوز ..
أضاف ايمن وعينيه تلمع بشر كبير : بعدما عرفت
أن ضرباتك مجرد مضيعة للجهد ماذا قررت أن تفعل أيها الطفل الباكي ؟
صمت فادي برعب و اخذ العرق
يتصبب منه , مستوى خصمه عالي يختلف تماما عن مستواه أنه لا يقهر أبدا ...
مهما حدث يا فادي
لا تغفل عن تحليل تحركات خصمك مها شاهدت من الحيل و الغرابة ...
مرت عبارة وليد كالبرق في ذهنه
فعاد فادي يفكر بعمق ..
إذن لماذا كان خصمه يتجنب الضربات إذا كان جسده لا يقهر ؟ هو بالتأكيد يملك قوة على الشفاء وامتصاص
الهجمات لكن خصمه بالتأكيد يملك نقطة ضعف في أسلوبه ...
عليه أن يجد تلك نقطة الضعف حالا ... لكن خصمه أنقض عليه بمنتهى السرعة و الشراسة ...
في نفس مكان المعركة أشتعل اللهب في خصم وليد
وراح الخصم يتراقص بألم مع رقصات اللهب وصرخات بشعة ضج المكان ..
سقط وليد على ركبتيه بألم
و تعب شديدين وتمتم في نفسه : يا إلهي أستخدام هذه المهارة أستهلك أغلب طاقته هو بالكاد يملك طاقة لتنفس
يا تري كيف سوف يكمل قتاله ضد الباقي ..
فجأة ظهر سيف غليظ منقضا على عنقه تجنبه وليد
بصعوبة ليستقر السيف في كتف وليد
واخترق الجهة الأخرى من الكتف فأطلق وليد
صرخة ألم صائحا : ما هذا ؟
كان ذلك سيف المقاتل العظمي الذي هاجم خصمه
بذلك الجنون المخيف ...
المقاتل العظمي
تمتم وليد بضعف : كيف ؟
المفترض أن يتلاشى تأثير السيطرة ما أن يموت المفعل ويصيب المرافق حالة من التشتت و الضياع بسبب فقدان
القوة الذهنية للسيد لكن لا يبدوا هذا على تصرفات المقاتل العظمي
سمع صوت هادئ يحمل خبث لا محدود : غريب أليس كذلك ؟
التفت خلفه ليجد كريم يقف خلفه سليما معافى
و على وجهه شماتة كبيرة تمتم وليد : لقد شاهدتك
تحترق حتى التفحم ...
أخذ وليد نظرة خاطفة للجثة المتعفنة ..
قهقه كريم بسخرية قائلا : نعم ضربتك تلك
كانت قوية بالفعل لدرجة إني شعرت بالخطر فعلا ... لكن لا شيء يقف أمام إبداعي ..
ثم أطلق قهقة مقيتة جعلت وليد يركز على الجثة
المتفحمة التي بدت غريبة فعلا فقال وليد بدهشة :
لا تبدو جثة إنسان على الرغم من وجود الذراعين و الرأس لكن الساقين ..
قاطعه كريم بسخرية : نعم في اللحظة التي
أنت قذفت اللهب على جسدي أنا أستخدمت مهارة التفعيل وقمت بتفعيل هذا المرافق الذي يلقب بالسيدة الأفعى !.
السيدة الأفعى !
تذكر وليد أن أسامة تحدث عن هذا المرافق من قبل ..
قال كريم بلامبالاة : المرافق هو لحماية السيد
اليس كذلك ؟ لقد فعلت تلك الأفعى مهمتها على أكمل وجه ...قدرتي و إبداعي تمكنني من أستخدام مهاراتي في أجزاء من
الثانية .. لكن أنا أملك إبداع منقطع النظير ...
لمع ضوء في جسد كريم ليظهر
إثنتان من الومضة الحمراء ...
قال وليد بدهشة مرعوبة : ثلاث مرافقين
في آن واحد ....!
قال كريم بفخر : هل فعل هذا أحد قبلي
غير السيد hazin ؟
تملص وليد من السيف المغروس في كتفه
وعلى الرغم من الألم الذي في كتفه وقف على قدميه و هو يمسك فأسه ذو القبضتين بصعوبة بالغة
اضاف كريم بشماتة أكثر : على ما يبدوا
ان مهارتك المخيفة تلك لن تتكرر مرة أخرى نظرا لحالتك هذه , مهارة كاملة الجهات مثل تلك تتطلب طاقة
كبيرة ويبدو أنك استفذت طاقتك , بطاقة سحر مرافقي الأثنان سوف نحرق جسدك مثلما أردت أن تفعل بجسدي
وبقوة مرافقي الثالث المقاتل العظمي سوف اسحق عظامك المتفحمة
لأكسر غرورك و اثبت للجميع أن ابداعي تفوق على مقاتل أسطوري مثل المخلب X الأسود
اخرج وليد ترياق من حقيبته وتناوله بجرعة
واحدة و هو يعرف أن هذا الترياق سوف يعوض بعض ماخسره من طاقة وسوف يشافي بعض من جراحه لكنه يملك
هذا الترياق فقط أي لديه محاولة واحدة فقط ...
محاولة يتيمة .... وبائسة ضد ثلاثي خطير .... ثلاثي الموت ...الجديد .
معركة أوروك .... كان جنود النظام يضربوا بكل قوتهم
والثوار يستبسلوا للدفاع عن مدينتهم كانت المعركة حامية اثبت فيها النظام انه يملك اليد العليا في مثل هذه المعارك
لكن الثوار كانوا رمموا أفخاخهم من جديد و بمعرفة تضاريس المدينة أوروك
استطاعوا ان يجعلوا المعركة متكافئة ...في شرق أوروك
كان كانون يقف في مواجهة أبطالنا بكل ثقة
انقض موران على كانون
مسددا ضربات من ذراعيه القويتين المزودة بقفازين حديديين
لم يكن يمسك كانون أي سلاح يصد به هجمات خصمه
بل كان يتجنب الضربات بملامح صلبة كان يدرك موران
أن اسلوبه الفريد في القتال سوف يلبي للفريق غايته , أسلوبه يعتمد على الضربات السريعة القوية بقبضة يديه
هذا الأسلوب أتقنه دون الشعوب الثلاثة , أسلوب لا يعتمد على المهارات الخاصة التي تسمى الآن المهارات المنسية
لأن موران لا يملك تلك المهارات ..
صحيح انه يستطيع أستخدام بعضها ولكن ليس كلها وليست بكفاءة أصحاب المهارات المنسية ..
سمع موران صوت ماجد
و هو يهتف بحزم : الآن .. !
ثم هتف ماجد : الصعقة المدوية !!
انخفض موران ليمر سهم خاطف من خلفه و فوق رأسه
نحو كانون الذي امسك السهم بيده قبل ان يصل لوجهه
على الرغم من دهشة الموقف لم يتردد داران
أبدا بل قام بتنفيذ مهارة الجذور الراسخة ليتم تثبيت
كانون في مكانه لحظتها قام جاسر بتنفيذ مهارة كرة
النار ! التي اصابت خصمهم كانون إصابة
مباشرة ليحترق جسده و أدخنة سوداء أنبعثت من جسده ...
قال موران بظفر : تمكنا منه !
سمع صوت كانون يقول بكل برود : لا تكن واثقا يا تابع النور ..
اتسعت أعينهم بدهشة عندما شاهدو كانون يقف صلبا أمامه
وقد تغير لون جلده إلى الأسود ثم بدأ يختفي اللون الأسود ليعود جلده طبيعيا ..
قال كانون بثقة : مهارة الجلد السحري تمتص الضربات وتحول الضرر إلى فقدان بعض من قوة المهارات بدل الضرر الجسدي ..
ثم اضاف وعلى ثغره إبتسامة ساخرة : تكتيك بسيط و أنيق قرأته من أول تحرك لكم , ثم أن كرة النار تلك كانت قوية
حقيقة لكنها عار على إبن خالد..
تمتم ماجد : يبدو أن تخطيطنا لم يكن ناجح تماما
سوف نحتاج لمساعدتك يا ابراهيم ...
تمتم ابراهيم بحذر : كانت حماقة أن تستثني حضوري في خطتكم تلك ..
أضاف ابراهيم : لدي خطة ...
بينما ابراهيم يهمس بخطته كان
كان أسامة المتنكر على صورة ذئب
مع ذئبه فنرير يلحقان
بذلك الأدهم الذي يحمل جوهرة كبيرة على شكل كرة تطلق صواعق
في كل أرجاء المدينة ...
قال فنرير بقلق : هل ينوي هذا الحصان أن
يضرب كل المدينة بهذه الصواعق ؟
لم يجبه أسامة وماهي الا لحظات حتى ظهرت
كيرا المتزودة بقوة عدو الأدهم الموجود في جيبها كانت تعدو فوق مباني المدينة بسرعة كبيرة للغاية , قفزت فوق أحد المباني بصورة رشيقة ثم تسلقت منزل عالي بواسطة العدو عليه عموديا بشكل خرافي
وما أن وصلت اعلى المنزل الطويل حتى قفزت قفزة عظيمة و هبطت بسرعة مجنونة على المنطلق ونجحت في السقوط على ظهر الأدهم
مباشرة فبتسمت كيرا بظفر و أمسكت قرن
الأدهم وقالت : توقف أيها الحصان ..
ارتعش جسد الأدهم وسرى فيه تيار كهربي صعق
كيرا فانتفض جسدها بعنف وسقطت من فوق
الأدهم و تدحرجت بعنف و هي تهتف بألم : اللعنة ..
توقف تدحرجها عندما اصطدمت بجدار منزل قريب فشاهدت أسامة
و ذئبه يلحقان ذلك الأدهم بسرعة كبيرة
فنهضت و هي تترنح وهتفت بألم : لا يفلت منكما !
ثم سقطت على الأرض متألمة ...
نعود إلى معركة كانون
الذي كان يركز طاقته من أجل تلك المهارة التي سوف يقضي بها على المدينة كاملة لكنه يحتاج لبعض من طاقته لكي ينتهي
من هولاء المزعجين لهذا قرر أن يضحي بجزء من طاقته و هتف :حمام النيازك ! لتظهر نيازك صغيرة في السماء وتسقط بإتجاه ابطالنا بسرعة كبيرة ..
رفع جاسر كفيه و هتف : الكرات النارية ! لتنتطلق كرات نارية سريعة استهدفت النيازك القادمة وتدمر أغلبها اما باقي النيازك فتجنب ابراهيم
نيزكين بواسطة التفادي المركز ثم رمى فخين بخفة
ليشقلب على الأرض متجنب نيزك آخر تفجر بالقرب منه فقذفه لمتر ونصف ليسقط على وجهه
اما موران قفز مبتعدا عن دائرة الخطر
وما ان استقر على رجليه حتى وجد خصمه كانون
في وجهه متمتما بحقد : لتهلك يا ابن النور الضعيف ...
ثم أضاف بحقد أعظم : اللولب المظلم !
انطلقت كرة مظلمة وضربت بطن المرشد موران
لتقذفه بعيدا وسقط على ظهره متألما ..
عقد كانون حاجبيه وهو يشاهد المرشد مستلقيا على ظهره
وقميصه تمزق تماما لتبرز قطع معدنية تتساقط من على صدره وبطنه كانت تلك القطع بقايا الدرع المعدني
الذي كان يحمي جذع المرشد ...
قال كانون : لقد احترت معك أيها التافــه ..
انت لست فارس أو حكيم و طبيب أو مخلب ... لكن لا يهم سوف اتخلص منك و أرسلك لأمي الأرض ...
كان يمشي بخطى واثقة بإتجاه المرشد المنهك القى ابراهيم
عدة أفخاخ في درب كانون و نفجرت الأفخاخ جميعها دون أن
يتوقف كانون وكان كل ما يتفجر فخ يظهر ذلك الجلد الأسود
يحمي جسده , تجنب داران أخر
نيزك ثم التفت إلى خصمه وحلل حالة الموقف بسرعة , و بصمت إستخدم مهارة الأرض الصلبة !.. توقف كانون عن الحركة لثانية
لكنه أكمل سيره ببطء أكثر و كأنه يقاوم تلك المهارة ثم استخدم داران مهارة ختم الماء الأسود لكن الهالة الظلامية
تشتت ما أن غلفت جسد كانون
عرف داران أن خصمه قوي وعازم
على التخلص من المرشد لهذا لم يتبقى له الا أن يستخدم تلك المهارة الخطيرة
فرفع فأسه ذو القبضتين و نفذ مهارة التصلب المميت ! ...
توقف خصمه كانون فسقط داران على ركبتيه بألم وتعب كان يعرف أن هذه المهارة قوية و ناجحة لكنها تسبب
ضرر جسدي يشبه الحرق ...
نهض موران المرشد وسدد ضربة اعطى فيها كل
مايملك من طاقة في فك كانون ليقذفه مسافة تقدر بستة أمتار
ثم يسقط على ظهره ليحدث إنفجار كبير , تذكر ابراهيم
بسعادة ذلك الفخان الأوليان الذي زرعهما في تلك الجهة المرشد بالتأكيد شاهد مكان الفخان ..
كان كانون مستلقي على ظهره يراقب السماء ويشاهد تلك الصواعق
المنتشرة في السماء وتضرب المدينة قال كانون ببرود : حان الآن وقت تدميركم ..
نهض كانون بهدوء على الرغم من دهشة خصومه
قال جاسر بدهشة : حماية بمثل هذه الجودة
هل هذه مهارة فنون الطاقة ؟
قال كانون ببرود : كلا إنها مهارة خاصة ...
ثم اضاف : لعلكم تتسائلوا حول عدم استخدامي لمهارات برقية ...إنظروا للسماء حولكم ...
كانت الصواعق تضرب المدينة بقوة ثم رفع كانون
كفه لتنجذب له صواعق كثيرة كونت حوله هالة ضوئية فأضاف : هذه الدرع الضوئي المكون من البرق
سوف يحميني من أي هجمة تصدر منكم فوق ذلك ...
رفع كفيه الأثنين لتنجذب له جميع الصواعق التي في السماء لتكون كرة ضخمه مكونة من البرق على مسافة
5 امتار فوق كانون الذي قال بشماتة : هذه
الكرة الضخمة ما أن تكتمل حتى تغرق هذه المدينة في تيار كهربي عالي الشدة و يتم نسف هذه المدينة
الملوثة بالضوء العفن .... إنها المهارة الأخيرة و الأقوى ..مهارة لا يتقنها سوى ساحر النظام الأعلى
وأنا ...
وكانت الصواعق تتسابق نحو الكرة البرقية .... و المدمرة ...
.
.
تجنب فادي إنفجار
مباغت تفجر بين قدميه ليشقلب للوراء ويستقر على قدميه دون أن يقف , كان التعب قد تمكن منه
كذلك حالة جسده سيئة , حروق و جروح متفرقة هو يدرك إنه لن يستطيع تجنب ضربات خصمه
ايمن بكفاءة
كان يقف بجانبه الصنديد وليد
الذي كان منهك ومصاب أيضا ..
تمتم وليد بتعب : لا يبدو القتال لصالحنا
رد فادي بتعب أكثر : لقد كنا
مستعدين منذ البداية لمعركة قوية لكن لم أتوقع مثل هذا المستوى ..
رمق وليد خصمه كريم
ومرافقيه الثلاثة ومضتين حمراويتين و مقاتل عظمي
تمتم وليد بقلق تعب : الفوز هنا مستحيل ..
قال فادي بدهشة : هل تستلم ؟
هز وليد رأسه نافيا وقال : كلا لكن أنا احقن
ما استطيع من الدماء ..
ثم التفت وليد إلى فادي و قال بحزم : اهرب يا
فادي !!
اتسعت عينا فادي بدهشة و قال بتردد : ماذا تقول أيها السيد أنت ...
قال وليد بحزم أكثر و هو يضغط على أسنانه
لكي يتحمل ألمه : قتالنا هنا هدفه تأخير الخصم لنمنح رفقائنا الفرصة للهرب موتنا هنا سوف يجعله يطاردوهم مجددا
و**** وحده يعلم كم ابتعدوا رفقائنا لهذا سوف أغلق هذا النفق خلفك ..
قال فادي بعناد : كلا أيها السيد اذا كان القدر أن تموت سوف نموت سوية ..
إبتسم وليد وقال بعاطفة : يا إلهي أنك
شاب أحمق مثل تلميذي ريان ..
اسمعني أيها الشاب يوجد فرق بين الشجاعة و الحماقة موتك هنا سوف يكون بلا فائدة الأفضل أن تعيش وتواصل
قتالك مع الثوار , شخص بمثل عمري إنتهى دوره في هذه القصة .. أنت مازلت شاب وسوف تشاهد الكثير من
المعارك .. سوف تنضج أكثر وسوف تعرف حينها متى يجب أن تموت ...
قال فادي وقد بدأت الدموع تغزو عينه : لكن
انا وافقت على الموت هنا منذ البداية ..
قال وليد بحزم : و أنا أرفض موتك هنا
خصوصا بدون فائدة .. !
صمت الأثنان لبرهة كان خصميهما يراقبان الوضع حتى نطق فادي بحزن : سوف يلحقوا بي .. ماهي خطتك ...
قال وليد : أنت تتقن مهارة الأنتقال أليس كذلك ؟
قال فادي بحذر : أجل لكن لا يمكن
الانتقال في منطقة مغلقة مثل هذه ...
قاطعه وليد بحزم : أعلم لكن ماذا عن الأنتقال الأفقي ؟
رد فادي بدهشة : أنه خطير للغاية
بتلك السرعة و الطاقة ما أن تصطدم بجدار أو عمود سوف يتم سحق جسدك ...!
قال وليد : على حسب معلوماتك كم طول هذا الممر الطويل الذي يؤدي إلى باب القمر الثاني ؟
قال فادي بتردد و هو يحاول تذكر
المخططات القديمة للمقر : أعتقد أكثر من 30 كلم ...
قال وليد بحزم : سرعة الضوء كبيرة للغاية
أمامك جزء من الثانية لتبطل مفعول الأنتقال ..
ملاحظة ( سرعة الضوء 300000 كم /ث ؟ )
بلع فادي ريقه بقلق ثم حسم أمره : حسنا ..
أغمض وليد عينيه ثم بدأ جسده يرتعش حتى ظهرت
طاقة ضوئية على جسده وعادت عينه تبرق بذلك الضوء المخيف ...
قال كريم بحذر : تلك المهارة المخيفة التي
لقبها بــ الطبيعة الطائشة هل لديه الطاقة لينفذها مجددا ؟
التفت وليد إلى فادي و أخرج كتاب من حقيبته و أعطاه
فادي وقال : إعطي هذا الكتاب لتلميذي
ريان في هذا الكتاب وصيتي له ..
التقط فادي الكتاب ثم لمع جسده
وقال : انتقال افقي !
و اختفى فادي على شكل كرة ضوئية
عبرت النفق في اللحظة التي استخدم فيها وليد
مهارة اطلق فيها كرة نارية ضخمة أصابت أحد أعمدة النفق الطويل ليتدمر العمود الصخري وبدأ النفق يتهاوئ تحت إرتجاج عنيف
التفت وليد إلى الأعداء فشاهد كريم يشتعل عضبا في اللحظة التي قال ايمن بغضب : فريستي
وما أن حاول ايمن التحرك حتى قال
وليد بصرامة مخيفة : الأرض الصلبة
لتنشل حركة ايمن فهتف غاضبا : اللعنة !
عندها صاح كريم بحنق : لن يفلت ...إنتقال افقي ! ...
تحول كريم إلى كرة ضوئية لينطلق نحو الممر
فرد وليد ذراعيه كأنه يريد أن يحتضن أحدهم
لتصدم كرة الضوء التي تنقل كريم وتدفع
وليد للخلف داخل الممر المتهاوي
الذي تتساقط حجارته بشكل عنيف سقط وليد
محتضن كريم شادا عليه بكلتا ذراعيه
فصاح كريم برعب ودهشة : أن توقفني
و أنا بصورة الأنتقال...! هذا مستحيل !
كانت الصدمة قوية للغاية وعلى الرغم من أن وليد
كان بصورة مهارته الفتاكة التي اعطته درع جسدي خارق الاصطدام كان عنيف وقوي للغاية فترك حروق بشعة على جسده
كما قد تحطم أكثر من ستة أطلاع في صدره و أنخلع كتفه الأيمن و كسرت ذراعه اليسرى كاملة مع رضوض قوية في جسده
على الرغم من كل تلك الأصابات تمتم وليد بسخرية
و ألم : هذا ... هو ... إبداعي ...
قال كريم بدهشة و ألم : إبداع ... ك ؟
سعل وليد دماء من فمه وقال بسخرية : الم تقل أن إبداعي هو إلتقاط الحمقى ...؟
حاول كريم التملص من خصمه دون فائدة
فقال بغضب يائس : سوف تموت في هذا القبر الصخري ...
تمتم وليد وقد أغلق عينيه التي لم يعد يرى بواسطته
بعدما غلفتها الدماء : لحظة إصطدامك بي كانت سريعة وخاطفة لكن خلالها شاهدت كل لحظات حياتي و اعادة لي ذكريات
كثيرة كنت قد نسيتها ... لن أموت هنا لوحدي أيها الوغـــد بل سوف تموت معي وسوف أجعل ثلاثي الشر
يفقد شخص يصعب تعويضه مثلك ...
كانت الصخور تتهاوى وقد ضربت جسديهما بعنف فتمتم وليد
ببتسامة حنون : ريان كنت أريد أن اخبرك بأشياء كثيرة
عن حياتي السابقة لكن للأسف لن أستطيع فعل ذلك الآن .. على الأقل سوف ترتاح من محاضراتي المملة ,
ريان رغم مغامراتي التي جعلتني أتعرف على أشخاص
عدة وقاتلت بجانب أساطير في هذا العالم أرتاح إلا لشخصك العفوي ولم أشعر بالأمان الا بجانب ظهرك القوي سوف أشتاق
للقتال بجانبك وسوف أشتاق لشخصك الشجاع ... أرجوك ريان دعنا لا نلتقي الا بعد سنوات طويلة عندما تهرم ويصبح لك أحفاد الأحفاد ... عش طويلا ريان ....
سقطت آخر صخرة لتدفن جسد الصنديد وليد
مع جسد كريم ليتحول ذلك الممر المسدود
إلى قبر صنديد وعدوه ... صنديد لعب دوره بأكمل وجه ... دور مخلص و حزين ...
في المنطقة الشرقية لمدينة أوروك
كان يقف كانون فاردا ذراعيه بعظمة وهالة برقية تغطي
جسده وصواعق من كل صوب و حدب تنهال على تلك الكرة البرقية المخيفة التي ترتفع عن رأس كانون
مسافة 5 أمتار ...
قال كانون بفخر : بعد أقل من دقيقتين سوف يكتمل
أسلوبي المهلك .. وسوف أنسف هذه المدينة بمن فيها ..
قال موران بحنق : لقد تماديت أيها الشاب
ماذا عن رافقك ؟
اغمض كانون عينيه وقال بهدوء : رفقائي ؟ سوف يذهبوا
إلى الأرض حيث ينتموا ... وحيث قدرهم أن يذهبوا ...
قال ماجد بذعر : علينا إيقاف هذا المجنون !
رد عليه جاسر : إني أحاول أن أحلل هذه التقنية
لكن دون فائدة ... لا أملك أي معلومات عن هذه المهارة أبدا !
أطلق ماجد أحد أسهمه لكن ما أن وصل السهم
إلى الهالة البرقية التي تغطي جسد كانون حتى انتفض
السهم لثانية ثم أحترق ليذوب بسرعة كبيرة ...
رفع ابراهيم عصاه السحرية وصاح : لنجرب القوى السحرية ضده ...
ثم هتف : تدهور الطاقة !
تمتم ابراهيم في نفسه : هذا من شأنه يخفض مستوى دفاعه ...
ثم لوح بعصاه السحرية مجددا و هو يهتف :الأنفجار الدموي !
لكن لم يحدث شيء وكأن المهارة أنطلقت على الهدف و اختفت عندما لامسته ..
سمعوا صوت كانون يقول من خلف الهالة الضوئية : في الأساس
لا يمكن لأي مهارة إختراق هذا الدرع الضوئي لا تدهور طاقة ولا غيرها الشيء الآخر إني أكتشفت شيء مؤخرا
صمت يراقب وجوه خصمه ثم تمتم كانون بسخرية : أنتم على قيد الحياة لحد الآن بسبب الحظ لا غير !
ظهر الأستنكار على وجوه أبطالنا فأكمل كانون : لم تواجهوا
الشخص الذي يريكم مقدار قوتكم الضئيلة , حظكم تعثر الآن في وجهي ...
قوة الأرض قد حكمت عليكم بالهلاك وحان وقت تنفيذ الحكم ...
كان كانون يشعر بمهارته إنها على وشك الأنتهاء
كلها دقيقة واحدة فقط ... دقيقة واحدة تفصله عن تدمير أعدائه ... أعداء الأرض ...
في الجهة الغربية للمدينة كان أسامة بهيئة
الذئب قد أقترب من الأدهم بشكل كبير فالتفت إلى ذئبه
فنرير واشار برأسه حركة معينة
قفز أسامة و هو مازال بهيئة الذئب
ليضرب بمخالبه ساق الأدهم و أستطاع أن يغرس
مخالبه كاملة في الساق اليمنى فقام الأدهم بركل وجه
أسامة بالساق الأخرى , كانت الضربة مؤلمة
والحق يقال لكن أسامة صمد بصلابة يحسد
عليها وثبت مخالبه في الساق جيدا بحيث أن الأدهم صار يجر
جسد أسامة معه , أسامة
كان يعرف الخطوة القادمة لذلك الحصان سوف يتخلص منه كما تخلص من المخلب
كيرا عبر نقل تيار كهربي من تلك الجوهرة الضخمة التي
بالقرب منه إلى جسده لكي يتم صعقه , قام أسامة
بالرجوع لهيئته الطبيعية و يده تمسك ساق الأدهم مما جعل
بطلنا يرتفع وينخفض ضاربا الأرض بجسده على نحو مؤلم لكنه كان صامد , تناول الفأس ذو القبضة من وراء ظهره
بصعوبة وحاول أن يرفع فأسه أكثر لكن ما أن هبط جسده على الأرض حتى فلت الفأس من يده وشاهد
أسامة الجوهرة الضخمة تتوهج فأفلت
ساق الأدهم الدامية في اللحظة التي انقض فيها
فنرير بإسنانه على السلسة الضخمة
ليحطمها وتفلت الجوهرة الضخمة من الأدهم الذي توقف فجأة
و التفت ينظر للجوهر بعينه الدموية نهض أسامة
و التقط فأسه ذو القبضة الواحدة أما الفأس الآخر فقط سقط على مسافة 10 أمتار بالخلف
قال أسامة : التقت هذه الجوهرة الغريبة واخرج بها
من هنا يا فنرير ..
أنطلق فنرير ومسك بين أسنانه بقايا السلسلة
الضخمة وسحب الجوهرة الكبيرة وانطلق بها متجها خارج المدينة كان يدرك كل من فنرير
و أسامة
ان هذه الجوهرة الغريبة هي سبب الصواعق الكثيرة التي ضربت المدينة ودمرت جزء كبير منها كما أن الصواعق
بدت تتحرك بشكل مريب منذ دقيقتين عندما بدأت تتجه نحو المنطقة الشرقية
تمتم أسامة و هو يراقب الأدهم الذي انطلق نحوه لكي يلحق بالجوهرة : لن تذهب لأي مكان ..
ثم قفز برشاقة عاليا ليمر الأدهم من تحته فشقلب
أسامة ليسقط فوق ظهر الأدهم الذي انتفض محاولا أن يسقط
أسامة من فوقه لكن كان أسامة متشبتا جيدا
وقال بسخرية : أنت أشبه بالجواميس التي كنت اعتليها و أنا صغير و فوق ذلك لم يعد ذلك التيار الكهربي متوفر لديك ..
انتفض الأدهم من جديد وبشكل أعنف ثم رفع قوائمه الأمامية وصار يمشي
للوراء بشكل سريع ومدهش حتى ضرب أسامة
بجدار خلفه ليسقط أسامة على الأرض متألما
نهض ليجد الأدهم قد انقض عليه بواسطة قرنه الحاد الذي يقع خلف
أنفه و سدد قرنه مباشرة لقلب أسامة فقام
أسامة بمسك قرن الحصان بكل قوة وصلابة
لكن قرن الأدهم كان يقترب من صدر بطلنا تدريجيا على الرغم
من محاولة أسامة الصلبة كان
أسامة ينظر لعين
الأدهم الدموية وشعر أسامة
أنه يدخل ببطء في تلك العين الدموية ترى أي جحيم هي تلك العين , ماذا يرى هذا الحصان من هذه العين
هل يرى فيه الخصم الذي يجب عليه أن يموت ؟ أم يرى ما يصوره له سيده الذي يدعى
قوة الأرض ؟ كم يتمنى أن يرى ما يفكر به هذا المخلوق
فعلا ... شعر أسامة أنه يقرأ ما يفكر
به ذلك الأدهم الذي ظهر عليه الأرتباك فجأة فتراجع بذعر
ثم التفت يمينه وضرب بقرنه جدار منزل ليحطمه ثم رفع قوائمه وصهل صهيل مرعب و متوتر ..
ثم أخذ يركض كأنه ينوي أن يخرج من المدينة وعلى عكس إتجاه البوابة التي خرج منها الذئب
فنرير , كانت كيرا
قد وصلت لمكان أسامة
فشاهدت الأدهم يركض مبتعدا و هو يطلق صهيل متوتر ..
نظرت كيرا لـ أسامة الذي جلس بتعب على الأرض مستند على جدار أحد المنازل
قالت كيرا بدهشة : ماذا فعلت لذلك الأدهم ؟
رد أسامة و هو يلهث : لا أعلم كل الذي حاولته أن
ادخل لعقل ذلك الكائن ...
قالت كيرا في نفسها : ماذا ؟ إذن ما ظنته كان صحيح
عندما شاهدت الأدهم بدا لها كأنه كائن غير مروض
أو كائن مات سيده ففقد التأثير العقلي للسيد مما نتج هذا الأرتباك لكن لم تسمع لحد الآن تغلب صدقائها على سيد هذا
الأدهم هذا يعني أن شيء ما قطع الأتصال بين هذا الأدهم و سيده ... هل هو هذا الفتى أسامة
مستحيل ! لا احد تمكن أن يدخل عقل مرافق مروض يمكله سيد آخر لم يفعلها سوى مخلب النظام الذي يملك قوة
العرافة ! إذن ماسر هذا الفتى !
قال أسامة بتعب : ذئبي يبتعد بالجوهرة المخيفة
أرجو أن يكون هذا في الوقت المناسب ...
شعر كانون بنقص في الصواعق القادمة له
فعرف أن شيء قد أصاب جوهرة البرق المضني
لكن هذا لا يهم الآن لقد شكل الكرة الضخمة بالفعل وكلها 50 ثانية فقط ويقوم بصعق المدينة
بمن فيها وهكذا سوف يتأكد أن قوة الأرض
الخاصة به أخذت له القليل من أنتقامه الشخصي ...
كان داران يراقب الوضع بصمت
هو يدرك من خلال ملامح خصمه أن لحظة الأنفجار قريبة ... إنفجار ...؟
نظر داران جيدا لخصمه
الذي تحيط به هالة برقية تمنع أي مهارة من أن تمسه , لهذا عليه أن يرتجل في هذه المعركة ...
ترى ماذا يملك لكي يهزم رجل مزود بقوى الأرض جميعها ...
قوة الأرض ؟ فعلا إنها الأرض و هو يملك قوة أرضية لكن عليه أن يرتجل في هذه الهجمة أرتجال
لم يقم به أحد في مثل تخصصه هل يملك مثل هذا الشيء ؟ عليه أن يغعل ذلك ..
التفت داران للخلف وقال بهدوء
على الرغم من خطورة الموقف : أيها الساحر الظلامي و أيها المحطم سوف تساعدوني بقواكم أنتم ..
قال ابراهيم بإنزعاج : ماذا تريد أيها التمثال الصامت ..
تمتم جاسر بحزم : دعه يتكلم ..
أكمل داران بهدوء : ما أن
أرفع فأسي هذا عاليا ... تقوما بإطلاق قواكم السحرية عاتيا ...
قال ابراهيم بحذر : أي نوع من القوى تريد
و أين نوجها بالضبط ؟
قال جاسر بحذر : على فأسه على ما أعتقد ..
أشار لهم داران أشارة موافقة
ثم التفت ليواجه خصمه ..
قال ابراهيم بحيرة : لم أفهم بعد ماذا يريد
هذا المعتوه و أي نوع يريد ..
كان جاسر قد رفع كفيه بالفعل نحو المغوار
الصامت وبدأ جاسر بإستجماع أقوى مهارة
لديه تمتم جاسر وقال : لا عليك
فكر بأقوى شيء تملكه ..
قال ابراهيم و هو يصوب كفيه للمغوار : هذا
الرجل يريد أن يهلك بالطبع ...
كان كانون يشعر بالغبطة مع مرور الثواني
كان يردد في نفسه الوقت 19 ... 18 ... 17 .. 16 ...
رفع المغوار داران فأسه ذو القبضتين
قال جاسر بإنفعال الآن ...!
أطلق جاسر مهارة الكرات النارية لتنطلق تلك الكرات النارية وتضرب فأس المغوار الذي تألق فأسه بنور غريب
في نفس اللحظة كان ابراهيم استخدم
مهارة ظل النور إزداد تألق فأس المغوار
الوقت 14 ... 13 ... 12.. 11...
قفز المغوار داران
وهبط و هو يقول : إنفجار تحت الأرض..ترض الهدف رض ....
هوى المغوار داران بفأسه ذو القبضتين
الذي يلمع بغرابة على الأرض التي إهتزت ثم توقف الأهزاز لمدة ثانيتن
الوقت 7... 6...
لتهتز الأرض تحت قدم كانون ليظهر نتوء صخري تحت رجله
سرعان ما أرتفع النتوء ليصبح عمود صخري يرتفع حاملا كانون
للأعلى الوقت 4 ....3......
قال كانون بذعر : ماهذا !
ثم رفع رأسه للأعلى ليشاهد الكرة البرقية على مسافة نصف متر عن رأسه ليصرخ بذعر : لا !!!
الوقت 2......1.....
دخل كانون الكرة البرقية التي صعقته بكل عنف
على الرغم من درعه البرقي ومهاراته الخاصة التي تحمي جسده لم تصمد هذه الدفاعات في ردع قوة
صاعقة تكفي لتدمير المدينة كاملة ........
كان جسد كانون ينتفض في قلب الكرة البرقية التي كانت
تنجذب صواعقها كلها إلى جسد كانون وما ان أنتهت
كل الصواعق سقط كانون على وجهه من أرتفاع 5 أمتار
دون حراك ...
قال موران بدهشة : ماذا حدث ؟
رد عليه القناص ماجد بحيرة : لست متأكد
لكن يبدو أن المغوار داران
إستخدم مهارة جديدة مستعينا بطاقة الساحر الظلامي و المحطم لم يكن الغرض تحطيم درع قوة
الأرض بل كان الهدف إحداث إرتفاع صخري يجعل الهدف يتجه مباشرة وبسرعة نحو
مهراته الخاصة المدمرة لقد قضة كانون على نفسه
بمهارته ..
سمعوا صوت أنين خافت كان يعود ذلك الأنين المتألم إلى كانون
الذي احترق جسده بالكامل وتناثرت دماءه بشكل بشع من كامل جسده ..
قال كانون بضعف : ياللسخرية القب نفسي
بقوة الأرض قم تتم هزيمتي بقوة أرضية ...
سار داران ببطء نحو
كانون ثم انحنى بالقرب منه
قال كانون بضعف : هل جئت لكي تتشمت بي ؟
نطق داران بهدوء : كنت طوال
الوقت تنادي دون أن يفهك أحد يوما ...لكنك كنت تؤمن أنك سوف تصل لأنتقامك حتما ...
كنت تريد أن توصل لخصومك هذه الرسالة ..
انك مهما حدث لك سوف تظهر أمامهم بجلالة ..
و أن في هذا الزمن قد أصبح الدم قانون العدالة ..
مهما غرقت في بحور الظلالة ..سوف تنتقم لوالدك ... و والدتك ...
انت هو قوة الأرض الفعلي ... عد من حيث تنتمي ...
نظر كانون لعين المغوار بدهشة على الرغم من جروحه
البليغة وقال : أنت أيضا ...
ظهرت أذرع صخرية كثيرة بجانب جسد كانون وراحت
الأذرع تضغط على جسد كانون برفق ثم بدأت تسحب
جسد كانون لداخل الأرض وبدأ جسد كانون
يغرق أكثر و أكثر وعندما لم يبقى سوف جزء قليل من جسده ووجه ظاهر
قال كانون : لقد أنتصرت على قوة الأرض وسوف أكون مع والدي و والدتي في باطن الأرض أريد أن اشاهد معركتك ضد النظام ...
وقف داران يراقب جثة
خصمه وهي تغرق في التراب ثم أطلق تنهيدة بعدما أدرك أن القدر قد كتب لهم أن يتغلبوا على خصم
أسطوري في هذا التاريخ ... خصم كان الأجدر به أن يلقب نفسه بإنتقام الأرض ...
الأرض الأم ...
ركض فنرير بكل قوته خارجا من المدينة
متجها للشرق كان يحمل الجوهرة من السلسلة الضخمة بين فكيه كان يعرف أن هناك توجد بحيرة قريبة سوف
توفي بالغرض للتخلص من هذه الجوهرة الغريبة وبعد دقائق بانت البحيرة التي تلقب
بحيرة تانيس وما أن وصل الذئب نحو البحيرة
حتى القى بالجوهرة نحو البحيرة وما أن غمر الماء الجوهرة حتى توهجت البحيرة بضوء ساطع تلاشى في ثواني
تأمل فنرير المنظر وتمتم في نفسه : زال خطر
الجوهرة يجب أن أعود لكي أساعدهم ..
لكن رائحة فجأة غزت انفه ليلتفت ليجد على يمينه مجموعة كبيرة من الظلال التي تبدوا كأنها تعود لأشخاص
فكشر فنرير عن أنيابه
لكنه سمع صوت طلفة بدى مألوف قائلة : لا تقلقوا أنه فنرير
ذئب أسامة ..
تعرف الذئب على الصوت وعلى الرائحة التي كانت تعود إلى الثوار ... الثوار الأحرار ...
وقف اراب يتأمل المدينة أوروك بأسى شديد , صحيح أن المعركة إنحسمت لهم ما أن تمت هزيمة
كانون الملقب بـ قوة الأرض حتى إنهارت معنويات جنود النظام و اشتعل جنود الثوار ليقلبوا المعركة
لينسحب جنود النظام لكن .... المدينة ... كثرة المعارك على أوروك
حولتها إلى ما يشبه الأطلال..
اقترب المرشد موران و قال بلهجة
متحمسة : لقد إنتصرنا في هذه المعركة ايضا ايها السيد الوقور هذه المدينة فأل خير علينا ...
قال اراب بإقتضاب : لكن يبدو أن الحظ قد تحطم إلى أطلال ..
فهم موران ما بقصده السيد الوقور فقال بلهجة
متفائلة : أعلم أن أغلب ملامح المدينة قد تغيرت إلى حطام لكن شعبها مازال صامد ..
هنا نطقت نهاد بحماس : أجل حتى المصابين
يعدوا اللحظات التي يتعافوا فيها لكي يواصلوا القتال !
عقب جاسر بكلمات هادئة : لقد سئم هذا
الشعب من الحصار و الكتمان آن الوقت لكي ينفجر الشعب من أجل الحرية ..
تمتم ابراهيم بثقة : ما تدمر هو مجرد
حجر و زجاج لكن عزيمتنا لم تدمر بعد !
اضاف ماجد : كل شيء سوف يتم إعادة
بناءه وكل شيء قابل للتصليح ...
كان أسامة يقف فوق أحد المنازل برفقة
كيرا يعاينوا الأضرار التي
لحقت بالمدينة حتى قالتكيرا بحذر : إنظر هناك ..!
كانت تشير نحو البوابة الشرقية حيث ظهر مجموعة كبيرة من الناس تدخل المدينة بخطوات بطيئة ...
قال أسامة بحذر : عدو ؟
ثم قال دون أن يلتفت إلى كيرا : أبلغي
رفقائنا عن هذا الحدث و أنا سوف اذهب لكي أراقب الوضع ...
قفز أسامة فوق المنازل المحطمة برشاقة
ثم هبط مباشرة أمام الزوار الجدد فسمع صوت **** يهتف سعيدا : أنه أسامة أنه
أسامة أنهم هنا !
انطلقت الطفلة التي لم تكن سوى تارا
التي احتضنت أسامة الذي كان مذهولا
أقترب الذئب فنرير من صاحبه و همس
بلهجة لا تحمل خيرا : تظاهر بالسعادة يا أسامة
من أجل مشاعر هذه الطفلة لكن لدي أخبار لا تبشر خيرا ..
صمت أسامة و هو يراقب ملامح الثوار الذين وصلوا
للمدينة أوروك وعرف سيد الوحوش أسامة ان شيء سيء حدث لـ عش الثوار على الأقل ...
قال اراب بعد أن استمع لقصة الهجوم الشرس
على مقر الثوار من الناجين من الثوار : إذن النظام أكتشف موقع الثوار ...
قال ابراهيم بقلق : على حسب مافهمته
أن زعيم الثوار مع سيدة القمر الفضي
و أخي فواز و الجميلة ندون و الصنديد وليد مع الحارسان دخول و خروج
قد اخذوا طريق آخر للهروب لكن ليس هناك ضمان على أنهم سوف يعودوا ...
قال موران بقلق أكثر : كما أن بقية
زملائنا لم يعودوا بعد من مقر المنمطين
أي ان قوتنا هنا محدودة ولا مكان لنا للجوء لو حدث لنا مكروه ...
قال اراب بلهجة حذرة : ليس هذا ما يقلقني حقا ..
نظر له الجميع و هو يقول بقلق : عدد القادمين من مقر الثوار يفوق عدد سكان أوروك بمرتين على الأقل ... هل فكرنا كيف سوف نطعمهم أو كيف سوف نأويهم ؟
تمتم أسامة : هل هو تكتيك من العدو ؟
قالت نهاد بإستنكار : ماذا تقصد !
رد أسامة بحذر أكثر : من البحيرة إلى المدينة
مسافة كبيرة تكفي بأن يرسل النظام جيش أو فرقة لكي ينهي الفارين ..
قالت كيرا : هذا في حال أنه شاهدهم أصلا ..
قال أسامة بإبتسامة قلقة : لقد علمنا النظام
أنه يشاهد أشياء كثيرة لكنه يخطط لأشياء أبعد ... ماذا لو كان يريد الفارين أن يتجهوا لهنا بعدما
دمر اغلب المدينة لكي ينظموا لنا و يحدث نقص في المؤن ومن ثم اضعافنا وسحق جميع الثوار في ضربة
واحدة ...
قال ابراهيم بقلق : هل يمكن هذا حقا ؟
تمتم اراب : لا أعلم ... ربما ...
وراحت تتسائل تتطاير في المدينة المحطمة ... ترى ماذا ينوي النظام ...؟
.
.
كانت مايا تتحسس معصميهما التي بدت آثار القيود
واضحة على معصميها قالت بحنق : الم يحن الوقت لكي نرحل من هنا ؟
نظرت لها روز بإشفاق
كانت تعرف أن مايا متوترة بسبب ما قاسته
على يد زعيم المنمطين هي تدرك هذا بعدما
سمحت لهم روبي بإلقاء نظرة على غرفة
خازن التي يحتجز فيها بضحاياه
لقد كانت غرفة مخيفة جدا قضت فيها مايا
يوم و ليلة فيها داخل ذلك الظلام الدامس و بين الدماء الداكنة ...
قالت روبي ببرود : إذا كنت يا فتاة تريدين
الرحيل بهذه السرعة فأنا اتمناها الآن ..
كان كل من هاشم و نزار و ريان
وكيجن يجهزوا أغراضهم
من أجل الرحيل فقال ريان : هل سأمتي من
وجوهنا أيتها الجميلة الدموية ؟
قالت روبي ببرود رغم القلق البادي على وجهها : كلا لكن
وجودكم هنا يسبب لي المزيد من المتاعب ..
قال كيجن بدهشة : متاعب ؟
قالت روبي بأسى : المنمطين هنا لا تعجبهم المعاهدة
التي أبرمتها مع زعيمكم لكنهم متقيدون بها حاليا لأني أمثل سيدة المنمطين
لكن في الحقيقة ما أملك في يدي لكي أسيطر على المنمطين هنا ؟
أبي وصل للوحشية الكبرى فأحترمه جميع المنمطين حول العالم و خازن
قتل والدي والتهم قلبه وحصل على الوحشية العظمى ليخافه جميع المنمطين ...
الأحترام و الخوف لا أملكه هنا لكي أسيطر عليهم ..كلما بقيتم هنا توتر الموقف بيني وبين أتباعي ..
قال هاشم : نحن الذي كنا منمطين
سابقين لا نأمن بالمكوث هنا مع هولاء المنمطين ..
كانت الأستعدادات أكتملت فقال كيجن
بحزم : لقد سعدنا بالتعامل معك يا روبي على أمل أن نلتقي
في وقت آخر ...
قالت روبي : وداعا ..
انتقل أبطالنا لخارج مقر المنمطين ثم قام نزار بنقل الباقي لمنطقة بالقرب من باب القمر
وكانت المفاجئة كبيرة عندما شاهدوا جنود النظام يتجمعوا هناك بكثافة ..
أختبأ ابطالنا خلف صخرة كبيرة فهمست روز بذعر : يإلهي
مقر الثوار ....!
قال ريان بحذر : هل لاحظونا ؟
همس كيجن بحنق : ليس بعد
لكن سوف يفعلوا إذا استمريت تنعق كالغراب !
قال هاشم بقلق : يبدوا أنهم يدركوا مكان البوابة الضوئية
على الرغم من إني لا أشاهدها لكن ...
همس نزار : ماذا نفعل الآن ؟
صمت كيجن و هو يفكر
بعمق ويحلل الموقف ثم همس بحزم : لا يوجد خيار آخر ... لنذهب إلى رفقائنا في أوروك ..!
قال ريان بحذر : آمل ألا يكون شيء سيء
حدث لـ أوروك أيضا ...
لم يلقى جواب من رفقائه لأنهم كانوا جيمعا يفكروا في مصير الثوار في باب القمر ....القمر المظم ...
في باب القمر الثاني كانوا المجموعة الثانية من الثوار
ندون و فواز و ياسين وفيجي مع ستة رجال من الثوار
يركضوا منذ ما يقارب ساعتين ثم توقف ياسين و هو يلهث
بشدة كان يشعر بسرعة ضربات قلبه الذي يبدو كأنه سوف يخرج من صدره ثم أخرج خريطة من جيبه
و أخذ ينظر للخريطة بعينه الحادة ثم قال و هو يسحب نفس عميق : لقد وصلنا باب القمر الثاني وما علينا إلا أن نتبع الخريطة لكي نصل للمخرج ...
قال فواز و هو ينظر للخريطة بدوره : المخرج ؟
يبدوا بعيد للغاية ..
قالت فيجي بحزم : أنه ليس المخرج
الذي مبين على الخريطة لأن هذا المخرج دمر بالفعل لكي لا يدخل منه النظام بل المخرج عبارة عن بوابة ضوئية
في قلب دهليز باب القمر الثاني يقودنا للخارج ..
خريطة دهليز باب القمر الثاني
قال ياسين بغتة : أصمتوا !
ثم راح ياسين يتلفت بعينيه الحادتين كأنه يبحث عن شيء
صم أخرج سيفيه بحذر فقالت فيجي
بقلق : هل يوجد شيء يا سيدي ؟
فجأة إنشقت الأرض بالقرب منهم ليخرج مخلوق له رقبة طويلة جدا تنتهي بوجه بشع يشبه التنين
انقض الوحش على أبطالنا ليتجنبوا تلك الأنقضاضة المخيفة لكن الوحش تمكن من إلتهام إثنان من
الثوار بهجمته تلك ..
قالت ندون برعب : ماهذا ؟
قال ياسين و هو يراقب الوحش : أنه يلقب بـ أوحــش ...التنين الدودة
كما يلقبه البعض ... تمكن العديد منا من قتله لكنه يعاود في الظهور مجددا بعد وقت قصير ..
قال فواز بحيرة : ماذا تقصد ؟
قال ياسين بصرامة : هذا الوحش الذي أمامك ليس الصورة
الحقيقة للوحش ... بل الوحش الحقيقي يقبع بالأسفل ما تراه أمامك ليس مجرد أداة لألتقاط الفرائس ..
مانقتله ليس مجرد الا تلك الأداة التي يعوضها الوحش الذي بالأسفل بوقت قصير يبلغ ساعة تقريبا ..
قالت فيجي و هي تخرج
شيء من حقيبتها : ماذا لو ختمناه ؟
أخرجت بطاقة حمراء اللون فقالت ندون بحيرة : بطاقة مرافق ؟
كان أوحـــش يدور حول أبطالنا
قالت فيجي : علومنا
لم تتطور إلى علوم النظام نحن لا نستطيع ترويض مثل هذه الوحوش و السيطرة عليها لكن نستطيع حبسها
في مثل هذه البطاقات الخاصة للوحوش القوية ثم نستفيد من خصائص البطاقة بوضعها في الحزام الخاص .
قال ياسين و هو يتأهب للقتال : علينا التخلص
من رأس التنين هذا ثم نفكر بالجسد المدفون بين الصخور ..
كان أوحـــش ينتظر مثل هذه الحركة ليهجم بكتل نارية
اندفعت من فمه نحو أبطالنا الذي احتموا بالصخور ثم قامت فيجي بإخراج مطرقة الرجل الصقر
و أنطلقت نحو أوحـــش لكن رائحة نفاذة غمرت المكان
وشعور غريب إعترى فيجي
وشعرت بثاقل حركتها وضعف جسدها كان هذا الشعور قد اعترى أبطالنا جميعا من كانوا في قلب المعركة
فقال ياسين بقلق : معادلة الظلام ...!
أطلق أوحـــش كلتة لهب نحو فيجي التي كانت تعاني من تلك المهارة المخدرة لكنها استجمعت قوتها
لتلمع بطاقة أخرى في حزامها فختفت المطرقة الضخمة و يظهر درع أحمر في اللحظة التي أصطدمت فيها
كتلة اللهب بالدرع الأحمر الضخم ليلقي الأصطدام فيجي متر كامل للخلف و هي تقول في نفسها بتعب : من الجيد إني أستطعت أن أستدعي
درع الضرغام في الوقت المناسب ...
قفز فواز في الهواء يطلق وابل من السهام
نحو أوحـــش الذي إنزعج بكثرة السهام فأنقض على فواز محاولا إلتهامه بفكيه القويين
كانت رشاقة و سرعة فواز كبيرة
للغاية مما شتت انتباه الوحش ليعطي زعيم الثوار ياسين
فرصة لكي يتقدم نحو أوحـــش , على الرغم من
الضعف الذي يشعر به بسبب معادلة الظلام
و الحرارة الكبيرة الناتجة من اللهب المشتعل في كل مكان اقترب ياسين
من الوحش وفرد سيفيه ليطعن أوحـــش بعمق فأطلق أوحـــش صراخ مخيف ثم أطلق خيط من اللهب نحو زعيم الثوار و أصاب اللهب زعيم الثوار
لكن كان جروحه تتشافى بسرعة عجيبة نتيجة إسعاف ندون
له كان ياسين يشق بسيفيه جسد الوحش و على الرغم من
العلاج المكثف الذي يدعمه من قبل ندون الا أن الم الحروق
كان ينهش جسده لكنه استطاع أن يقطع جسد الوحش أوحـــش
كاملا ليسقط على الأرض محطما جدار صخري بكل عنف ..
التقط أبطالنا أنفاسهم بصعوبة ثم قال ياسين بحزم : يجب
أن أهبط لكي أقتل الوحش الحقيقي ...
هتفت فيجي بإستنكار : لما عليك هذا ؟
قال ياسين بحزم على الرغم من تعبه : زملائنا
سعد و فادي و وليد سوف يأتوا من هذا الطريق و لو حدث أن هذا الوحش أعترض طريقهم
سوف يهلكوا بالتاكيدة لا سيما أنهم لا يملكوا الدعم الطبي مثلنا ..
قالت فيجي بقلق : لكن الذهاب
هناك خطر شديد لم يسبق لأحد أن قابل ذلك الوحش ...
قال ياسين بحزم : سوف أختم ذلك الوحش في البطاقة
أنت قومي بتفعيل البطاقة و أنا سوف أقوم بالباقي ...
أقترب ياسين من الحفرة التي سببها أوحـــش و هبط داخلها ليجد ممر ضخم مظلم يمتد لمسافة بعيدة
ثم ظهر لهب مر مرور سريع نهاية الممر فقال ياسين : إذن
لم تبتعد كثيرا أيها الوحش ..
و أنطلق ياسين مسرعا يلحق بالوحش ثم توقف و هو ينظر مبهوتا
للمنظر الذي شاهده , كان هناك جسد يشبه السمكة رمادي اللون وبدل الزعانف كان لديه ما يشبه الحفار لكي
بحفر أسفل الأرض ..
كان في جسد أوحـــش ما يشبه العين الواحدة أخذت تنظر إلى زعيم الثوار
الذي هجم بسيفيه بكل شجاعة لكن جسد أوحـــش انتفض فجأة لتظهر خيوط
نارية من جسده ثم تشكلت تلك الخيوط على شكل دوامات نارية تمكن من حرق جسد زعيم الثوار , تراجع ياسين خطوتين للخلف و هو يشعر بألم حاد في مكان الحرق
فقتال في نفسه : ليس بعد ... علي تجاوز هذه النيران قبل أن يعود رأسه بالظهور مجددا ...
ثم شد على سيفيه و هو يقول بأسى حازم : لقد تم تسميم جسدي بتلك الرقاقات الدقيقة و هذا يعني أن مهاراتي
تضعف مع مرور الوقت ومع الأستخدام ...أنا مضطر أن أستخدم مهاراتي في هذا القتال حتى لو كلفني
ذلك أن أصبح إنسان عجوز عادي بدون مهارات أو قدرات ...
ثم لوح ياسين بسيفيه و هو يقول : التصادم البراق !
لتنطلق طاقة على شكل متقاطع شقت طريقا في دوامات اللهب لينطلق ياسين
عبر اللهب الحارق الذي يلهب المكان و الوحش أوحـــش يكثف
من اللهب المنطلق من جسده و ياسين يستخدم
الموجة المغرقة التي تشق طريقا بالطاقة عبر اللهب
حتى وصل إلى عين أوحـــش و بدون تردد غرس ياسين سيفيه في عين الوحش الذي اهتز كامل جسده بشكل عنيف فقام ياسين بوضع تلك البطاقة الحمراء على جسد الوحش وقال بصرخة تحمل كل مايشعر
به من ألم و تعب : ختـــــم !!
و ختفى الوحش بعد أن غمر المكان ضوء لامع لتسقط البطاقة الحمراء في كف ياسين الذي سقط على الأرض منهارا و هو يلهث بسرعة كان يدور في رأسه أفكار عديدة
يا ترى كم من الطاقة التي تحررت من جسده على شكل أطياف
مضعفا جسده و مهاراته ؟ وكم بقى لديه من الوقت و القدرة حتى يتحول إلى أنسان عادي ؟
لكن هذا كله لم يذهب سدى فقد إستطاع ختم أوحـــش
و الفضل يعود لقدرة فيجي
الخاصة على تفعيل بطاقات الحبس عن بعد ..
تناول ياسين حقيبته بألم يبحث عن ترياق طبي يخفف
من جروحه لكن يده عثرت على لفافة غريبة أول مرة يشعر بها في حقيبته
فأخرج اللفافة ليشاهد تلك العبارة مكتوبة ( لقد تغير شكلك يا صديقي القديم
لكن عينيك لم تتغير )
وبهلع نظر ياسين للحقيبة التي كانت تحوي على ترياق
غريب الشكل .... ثم حدث الأنفجار ...
اهتزت الأرض تحت أقدام أبطالنا ثم خرجت أطياف جميلة اللون و الشكل من الفتحة في الأرض
ثم سقطت البطاقة الحمراء تحت قدمي فيجي
التي سقطت على ركبتيها و الدموع تغزو عينيها وقالت بذهول باكي : لا ... سيد ....
ثم صرخت بكل قوتها : لا !!!!!!!!!!!!!
نظر البقية لوجه بعضهم البعض بذهول و أسى غير مصدقين أن زعيم الثوار قضى نحبه بهذا الشكل المفاجى
و الأنفجار المخيف ... ماعدا شخص واحد ظهرت ملامح السعادة و الرضى خلف قناع الحزن والذهول
شخص واحد فقط كان المخطط لقتل زعيم الثوار ... الصديق القديم ...
تمت السلسلة الاولي
عندما فقدت الشعوب الأمل في مكافحة الشر والطغيان وامتلأت الأرض بالفساد ظهر خمس عشرة بطل لمواجهة
الشر المتجسد بما كان يسمى ( العرافة الكبيرة ) وبعد معارك طاحنة و تضحيات كبيرة استطاع الأبطال
هزيمة العرافة والقضاء على شرها ....
لكن القصص لا تنتهي بنهايات سعيدة بالعادة , حدث خطب ما عندما بدأ الأبطال في التقاتل مع بعضهم البعض
و تضخم القتال حتى شمل العالم بأكمله من جديد وتم تدمير مدن وقرى كبيرة ولكن في النهاية كان
هناك فئة قد انتصرت وفرضت سيطرتها على العالم وحولت الناس لعبيد وبدؤوا في قتل كل من يفكر بالثورة
ضد النظام الجديد , عم الهدوء على العالم لكنه كان هدوء مخيف ....
الحلقة الأولى ( بداية التغير )
خمسة أيام أو كانت ستة منذ أن غادرنا المنجم ؟ اعتقد إنها كانت ستة !
نظر لذئبه الذي يسير بجانبه بصمت ثم عاود حديثه مع نفسه "
تلك الحجارة الغريبة في منجم الملح لها قيمة غير عادية , اشترى ذلك التاجر الغريب
جميع الكمية , أعطاني كمية لا بأس بها من الذهب حقيقة لا اعرف ما يساوي هذا الذهب
في العالم الخارجي لكنه بالتأكيد يساوي شيئا .
وصل عند جسر عريض مهترئ عقد حاجبيه وهو ينظر إلى أطلال مدينة كبيرة كانت تسمى يوما
جندار , دخل الأطلال وقال : تكلمت جدتي عن هذه الأطلال من قبل يا ( Lunar )
نظر لذئبه ( Lunar ) الذي وقف في وضعية متأهبة كأنه يشعر بخطر قريب
أكمل ( أسامة ) سيره الحذر وهو يتحسس خنجره الطويل في حزامه
قال لذئبه : إذا كانت معلومات الجدة دقيقة فأني سوف أجد مدينة جندار الثانية جنوب غرب هذه الأطلال .
أطلق ذئبه عواء قصير وأكملا مسيرتهما نحو المدينة الجديدة , جندار الثانية .....
عندما وصلا للمدينة , اتسعت عينا ( أسامة ) بدهشة وهو يراقب الناس والمنازل والأسواق المنتشرة
كانت هذه أول مرة يرى في حياته العالم الخارجي بعدما قضى مع جدته و ذئبه حياته في مزرعة كانت تسمى
مزرعة الجواميس , رمقه الناس بنظرات مندهشة و كانت النظرات متجهة نحو ذئبه الذي يسير بجانبه بكل هدوء
لم يلتفت ( أسامة ) لنظراتهم المندهشة لأنه كان مندهش كفاية وهو يراقب المدينة الصاخبة .
أطلق (Lunar ) عواء و أخرج لسانه وهو ينظر لـ ( أسامة ) , ابتسم ( أسامة ) وانحنى يربت على ذئبه
و قال : لقد شممت رائحة اللحم المشوي أيضا , هيا بنا !
وانطلق بسرعة مع ذئبه ونظرات الناس تلاحقهما حتى همس احدهم لشخص بجانبه : يجب أن نخبر الكاهن
بهذا الموضوع الجلل .
كان شخص متوسط الطول يرتدي عباءة بيضاء ينظر بصمت نحو ( أسامة ) وذئبه (Lunar )
وصل ( أسامة ) و ( Lunar ) بالقرب من فتاة تشوي اللحم فسال لاعبيهما فنظرت الفتاة لـ ( أسامة )
وابتسمت وهي تنظر لملامحه الجائعة وقالت : يبدو انك جائع هل تريد قطعة من اللحم المشوي ؟
قال لها : بل قطعتان !!
قهقهت الفتاة وهي تقول : على رسلك يا فتى , قطعة اللحم كبيرة تكفيك مع العلم إنها بـ 100 ذهبة
قال لها : املك الكثير من الذهب لكن القطعة الثانية لصديقي
قالها وهو يشير لذئبه الذي اخرج لسانه جائعا نظرت الفتاة مبتسمة نحو الذئب ثم اختفت ابتسامتها فجأة
وانقلب وجهها خائفا شاحبا وتراجعت ثم رمقت ( أسامة ) بخوف وقالت : سيدي أنا آسفة لم أكن اعلم
انك .....
قال ( أسامة ) باستغراب : أني ماذا ؟
ابتلعت الفتاة ريقها وقالت بصعوبة : انك احد أفراد النظام السامي , سامحني لأني لمحت لك بالمبلغ سوف ..
قاطعها ( أسامة ) : عن ماذا تتكلم ِ ؟ نظام ؟ و أفراد ....!
قالت الفتاة بشك : هل هذا اختبار يا سيدي ؟
قال ( أسامة ) مبتسما : عن أي اختبار ؟ أنا شخص جئت اشتري اللحم
سلمته الفتاة قطعتي اللحم وقالت : إذا كيف استطعت السيطرة على الذئب إذ لم تكن من أفراد النظام ؟
نظر ( أسامة ) لذئبه وكأنه يرجع بذكرياته للخلف وقال : لم أسيطر عليه لقد تربيت أنا و ( Lunar ) منذ الصغر
التفت الفتاة حولها بخوف وقالت : لا اعلم من تكون يا فتى لكن وجودك هنا خطر أنصحك بالخروج
السريع من المدينة .
قال ( أسامة ) مندهشا : لما ؟
قالت الفتاة بخوف اشد وهي تدفعه بعيدا عن محلها وقالت : لا تناقش بل ابتعد , اعدوا اذا كنت تستطيع
ثم أقفلت باب محلها بسرعة وخوف , نظر ( أسامة ) لذئبه باستغراب ثم سارا بهدوء وهما يلتهمان قطع
اللحم المشوي .
في داخل المعبد في جندار الثانية كان الكاهن الكبير يستمع للمواطنين فوقف بهلع وقال : فتى مع ذئب ؟
ماذا يخططوا السادة ؟
قال احد المواطنين : انه لا يملك قلادة الفوضى ولا شارة النظام !
مسك الكاهن لحيته البيضاء مفكرا بصمت ثم قال : يجب أن يعلموا السادة بذلك
دخل الكاهن غرفة خاصة بصمت وجلس القرفصاء وانزل رأسه بصمت وهو يقابل تمثال ضخم على هيئة رجل
وقال بخوف : سيدي , سيدي يا من تسمع وترى كل شيء أنا خادمك أستجديك
لمعت عينا التمثال بلون ازرق غامق وخرج صوت عميق من التمثال : تكلم أيها الكاهن
بلع الكاهن ريقه بخوف وقال : سيدي رجال الطيف يقوموا بواجبهم ويجمعوا ما يستطيعوا من الأطياف
ولم أشاهد أي تقصير منهم ولو شاهدت منهم لمحة تضجر لعاقبتهم اشد عقاب بنفسي لكن ....
قاطعه صوت التمثال الغاضب : هل ناديتني لكي تتفاخر بعمل رجالك .....!!
قال الكاهن بهلع شديد : حاشاني فعل ذلك يا سيدي لكن حضرت في رأسي خاطر دنيء مثلي
وقلت أن استفسر منك شخصيا .
قال التمثال بهدوء : عن أي خاطر يا هذا ؟
قال الراهب بحذر : عن رجلكم الذي أرسلتموه مع الذئب الم يكن لكي يحقق في كمية الأطياف المرسلة ؟
صمت التمثال لبرهة حتى شك الراهب أن صاعقة سوف تدمر معبده فتأهب للموت حتى عاد صوت التمثال
مرة أخرى وقال : فتى مع ذئب ؟ انه ليس احد أفراد النظام أين هو بالضبط ؟
قال الكاهن بحماس : مازال داخل المدينة سوف أقوم بالتخلص من هذا المزعج ....
قال التمثال بحزم : إياك يا غبي ! سوف نتدبر أمره قل لجميع المواطنين أن يبتعدوا عنه سوف أرسل له
سرب من الطيور يتخلصوا منه ...
أحنى الراهب رأسه بخضوع وهو يقول : أمر سيدي مطاع
ولم يخرج من الغرفة حتى زال لون عيني التمثال , خرج الكاهن وعلى وجهه ابتسامة ونظر لمواطنيه
و رفع يديه قائلا : السادة سوف يتصرفوا مع الدخيل .
همهم من في قاعة المعبد همهمة مبهمة وهم على يقين أن النظام سوف يتخلص من الفتى وذئبه بأشد حزم
كما تخلص من أعداءه السابقين .
أكمل (( أسامة )) سيره في أنحاء المدينة متفحصا كل شبر في المدينة وقال لذئبه : مكان جميل ورائع هل تفكر في العيش هنا ؟
نظر لذئبه الذي اخذ يلتفت بحذر ثم اخذ وضعيته المتأهبة قال له( أسامة ) : ماذا بك يا أطلق الذئب عواء حذر فقال وعوى ( Lunar ): هنا في هذه المدينة شيءٌ قادم ؟ لكن ما هذا الشيء ؟
هنا عبر شيء سريع وضرب أسامة في كتفه ففقد أسامة توازنه وسقط أرضا وعوى ( Lunar ) عواء غاضب
نظر ( أسامة ) لسرب من الطيور من نوع الزاجل يحلق بسرعة نحوهما ويحاولوا بمناقيرهم تمزيق أسامة
وذئبه , ثم ظهر ديك ضخم يسير نحو أسامة ) ) بسرعة فاتحا منقاريه بوحشية وانقض على أسامة ) )
واعتلى جسمه محاولا برقبته الطويلة أن يصل لوجه ( أسامة ) ليمزقه
كان( أسامة ) يعاني محاولا إبعاد الديك عن جسده فنظر لذئبه المشغول بتجنب طيور الزاجل
ومنقار الديك يقترب أكثر وأكثر هنا نجح ( أسامة ) من الوصل لخنجره الذي في حزامه وغرسه في بطن
الديك وسدد عدت طعنات تراجع الديك مطلقا صياح عالي , لم يمهله( أسامة ) الوقت ليتراجع بل انقض
على الديك واعتلى ظهر وأحاط عنق الديك بالخنجر ثم قام بذبحه فسقط الديك صريعا نجح ( Lunar ) بتمزيق بعض طيور الزاجل لكن هجماتهم كانت مستمرة حتى تشكل سرب الزاجل على هيئة سهم ضخم
في الهواء مبتعدا لمسافة ثم انقض بقوة على ( أسامة ) عرف حينها إنها انقضاضه الموت , الموت المحتم ...
ظهر رجل يرتدي عباءة بيضاء بالقرب من ( أسامة ) ورفع كفه في وجه السرب وقال : نار !!
وانطلقت موجات نارية في وجه سرب طيور الزاجل الذي احترق بأكمله على الحال ...
امسك الرجل ( أسامة ) من قميصه ورفعه لينظر لوجهه فقال ( أسامة ) بهلع : من أنت ؟
قال الرجل : لا يهم من أنا , لكن النظام وجدك ويريد التخلص منك علينا الهرب بسرعة !
صاح ( أسامة ): وهو يفلت نفسه من قبضة الرجل : علينا ؟!
قال الرجل : منذ أن أظهرت قوتي واستخدمتها فأنا متأكد أن النظام سوف يستهدفني أيضا !
قال أسامة بنفاذ صبر : نظام ! نظام ! لقد سئمت من هذا الهراء ! ماذا يكون هذا النظام ؟
صمت الرجل وظهر في عينيه استفهام كبير وقال : ألا تعرف ما هو النظام يا فتى ؟
قال( أسامة ): يا حبذا أن تخبرني !
قال الرجل : إذا عشنا سوف أخبرك لأن النظام أرسل سرب !
نظر ( أسامة ) لسرب الزاجل البعيد الضخم الذي يحلق قادم من الجبال
قال الرجل : إذا أردت أن تعيش فلنهرب لا املك القوة لتدمير سرب بهذا الضخامة
ركض الرجل مع( أسامة ) والذئب نحو عربة يجرها سمرجان وما أن ركبوها حتى ضرب الرجل سرج السمرج بقوة فأطلقا السمرجان صيحة وركضا ساحبين خلفهما العربة .. وغابوا عن الأنظار ....
في مكان بعيد للغاية وقف رجل أمام طاولة كبيرة يحيطها خمس أشخاص وقال : هربا ...
قال احدهم وهو أضخمهم بتهكم : يبدوا انك فقدت براعتك بعد كل هذه السنين ..
قال الرجل الواقف بغضب : اقرب وحوش لجندار الثانية كانت الطيور ..
قال الضخم : كنت اقصد شخص يملك مرافق شيء لا يغتفر إلا إذا كنت قد فقدت قوتك فأن ...
قال الرجل الواقف بحنق : وإلا ماذا ....!!
قاطعهما صوت أنثوي : إهدآ , ليس ذلك الفتى فقط من يشكل مشكل بل الشخص الذي يستخدم السحر أيضا
نطق شخص في الطرف الأخر من الطاولة الضخمة : هذا مثير للاهتمام , بعد كل هذه السنين يوجد من يستخدم
السحر بهذه الكفاءة , لكني متأكد إننا سوف نمسك بهما قريبا وابتسم ابتسامة واثقة , واثقة بأن المشكلة على وشك
أن تنتهي .....
يتبع
الحلقة الثانية ( النظام السامي )
في كهف مظلم وقف رجل بالقرب من عربة صغير يتفحص المكان بحذر وعناية
ثم التفت للعربة و قال : المكان آمن تستطيعا الخروج .
خرج من العربة كل من ( أسامة ) و الذئب ( Lunar )
قال ( أسامة ) : هلا تستطيع أخباري عن كل هذه الفوضى التي تحدث ؟
وقف الرجل ذو العباءة البيضاء بصمت ثم نطق : أسمي جاسر , أنا في الحقيقة أبن أوروك
قال ( أسامة ) بحيرة : و من هو أوروك ؟
ضحك جاسر ثم قال : أوروك اسم مدينة بعيدة عن هنا ,يبدو انك تعلم القليل عن الوضع هنا
تمتم ( أسامة ) : في الحقيقة عشت حياتي كلها في مزرعة مع جدتي مع ذئبي لم تخبرني
كثيرا عن العالم الخارجي لكنها تحدثت ان العالم لم يعد مثل السابق وانه خطر لهذا انعزلت في
المزرعة وقامت بتربيتي , كانت جدتي ديمقراطية لم تنهني عن الخروج للعالم لكنها حذرتني منه
بعد وفاتها ,قررت ان اخرج مع ذئبي لمشاهدة العالم .
قال ( جاسر ) : العالم الخارجي يعتبر نوعا ما آمن لكن كل الخطر نابع من النظام نفسه !
قال ( أسامة ) : اخبرني عن هذا النظام .
أستنشق ( جاسر) نفس عميق وقال : من أين ابدأ بالضبط ؟ حسنا بعد الحرب الكبيرة
ظهرت مجموعة تملك قدرات خرافية للغاية وبدون سابق إنذار شنت هجمات على مدن عدة
وقتلت مجموعة كبيرة من المحاربين والناس ثم بعدما استنزفوا جميع قوى العالم وضعوا قوانين
من يتجاوزها يحكم عليه بالموت ..
قال ( أسامة ) بقلق : و ما هي القوانين ؟
قال ( جاسر) : القانون الأول يمنع استخدام المرافقين بأي شكل من الأشكال
القانون الثاني يمنع استخدام واقتناء الأسلحة بأنواعها كما ان التدريب الجسدي ممنوع
القانون الثالث من يستخدم أي نوع من أنواع السحر سواء هجومي أو للعلاج فيقتل
قال ( أسامة ) : هراء هل تريد أن تقنعني أن العالم بأكمله يخضع لهذه القوانين السخيفة
الا يستطيع أحد أن يتدرب حتى في منزله ؟
أبتسم ( جاسر) وقال : حاولوا البعض أن يقتنوا بعض المرافقين لمخالفة النظام لكن مرافقيهم
انقلبوا عليهم وقتلوا ملاكهم .. من يتحكم بالنظام لديه القدرة على السيطرة البعيدة للمرافقين
كما أن لديهم قدرة على مشاهدة الجميع حتى داخل منزلك يستطيع النظام أن يشاهدك
على حسب المعلومات التي أعرفها أن النظام يتحكم به عدة أشخاص وليس شخص واحد
قال ( أسامة ) : حسنا و ماذا يريد مني النظام ؟
صمت ( جاسر) برهة وقال : قتلك , لأنك تملك مرافق وهذا يعتبر مخالف للقانون الأول !
صاح ( أسامة ) : لا يمكنهم أن يقتلوني لمجرد هذا الشيء أن هذا الشيء يرجع لي
ضحك ( جاسر) بتهكم وقال : اهلا بك كمخالف للنظام , في الحقيقة عندما كنت صغير اكتشف عمي إني أستطيع استخدام السحر بطريقة فعالة وغير معتادة فعرف أن النظام سوف يكتشف أمري عاجلا أم آجلا فأرسلني بعيدا عن أوروك , استطعت أن أنمي مهاراتي السحرية طوال هذه السنين
لكن كنت أدرك أن النظام سوف يجدني ويتخلص مني ... لكن ....
نظر ( جاسر) إلى ( أسامة ) بصمت ثم أضاف : عندما وجدتك في جندار الثانية أدركت إني لست وحدي الذي يتمتع بموهبة فريدة , بعد تحكم النظام بالعالم نسوا الناس كيف يفعلوا مهاراتهم
فأصبحوا مجرد أجساد بلا قوة ولا روح ولا .... أمل .
أثرت هذه الكلمات بـ ( أسامة ) فقال : ما لذي أستطيع أن افعله ؟
قال ( جاسر) : أريد أن أتحدى هذا النظام ! لا أريد أن يحكمني شيء يجردني من إنسانيتي !
لكن ....
قال ( أسامة ) : لكن ؟
أشاح ( جاسر) بوجهه بخيبة أمل وهو يقول : لكنا أضعف من أن نحارب النظام ...
ثم شع الأمل فجأة في وجهه وهو يقول : في جزيرة المبتدئين يوجد شخص يستطيع مساعدتنا
قال ( أسامة ) بحيرة : وما المميز في هذا الشخص ؟
تمتم ( جاسر) بحماس : أنه شخص شهد الحرب الكبرى ويعرف الماضي جيدا وكيف تكون النظام
بالتالي انه يملك معلومات كثيرة عن النظام هذا قد يساعدنا , عمي دائما كان يهمس لي أن الثورة بدأت من
جزيرة المبتدئين و أن شخص ذو علم يقبع في تلك البقعة
من خلال المعلومات التي جمعتها خلال اشهر عرفت انه يمكث هناك !
قال ( أسامة ) بحماس مشابه : فلنذهب إذن !!
أبتسم ( جاسر) وقال : يلزمنا قارب و أنا اعرف الطريق للقارب لكن الطريق له خطر للغاية
لكن بعدما رأيتك كيف تقاتل ذلك الديك أستطيع الذهاب معك و وأنا مطمئن
أبتسم ( أسامة ) و أدرك أن هذا القاء دبره القدر ليرسم فيه ملامح جديدة لحياته ... وحياة الآخرين
في جرف الغسق .. جنوب جندار الثانية
وقف رجل عند الشاطئ يشد شباك الصيد ليضعها في قاربه شاهد بعض الأخشاب في
القارب محطمة فتمتم في نفسه بغضب : تلك السلاحف الضخمة اللعينة لا تنفك عن تخريب
قاربي بين الهينة و الأخرى !
ثم قام بتبديل الألواح المكسورة , فجأة سمع صوت شيء يتدحرج من أعلى الصخور
فألتفت ليجد سلحفاة ضخمة ساقطة على ظهرها تتلوى وفوق الصخور ظهر رجلين وذئب
قال الرجل بهلع : من أنتم أيها السادة ؟
نزل الرجلين والذئب
قال (جاسر) أنت هو البحار ( ديمي ) ؟
قال ( ديمي ) : نعم ومن تكونوا و ماذا تريدوا مني ؟
تمتم (جاسر) سمعت من بعض محلات الأسماك في جندار الثانية أنك هو المورد الرئيسي للأسماك .
لم يعد في جندار بحارة أكفاء هذه الأيام خصوصا بعد الحرب
قالها ( ديمي ) بأسى ..
قال ( أسامة ) : لهذا نحتاج بحار مثلك ليوصلنا لجزيرة المبتدئين !
اتسعت عينا ( ديمي ) بهلع وصاح : جزيرة المبتدئين !!
الجزيرة المحرمة هل جننت ؟
أنتاب (جاسر) حنق شديد بسبب تسرع ( أسامة ) بالحديث عن وجهة ذهابهم فهو يعرف
أن الذهاب للجزيرة ممنوع بل محرم .
قال (جاسر) بهدوء شديد : سوف ندفع لك الثمن
قال ( ديمي ) بجزع : الموت مجانا ولا يوجد ثمن للحياة هذه هي الحكمة المتداولة هنا
وتقول لي ثمن للرحلة !
نظر (جاسر) لـ ( ديمي ) بتمعن ثم قال : آسف
حدق ( ديمي ) باستغراب حتى رفع (جاسر)
كفه وقال : إغشاء !
فنطلقت موجات سحرية ضربت وجه ( ديمي ) فسقط مغشيا عليه
صاح ( أسامة ) بهلع : ماذا فعلت ! انه إنسان مثلنا !
تقدم (جاسر)بهدوء نحو القارب و وركبه ثم قال : أنه اغشاء فقط سوف
يستيقظ بعد دقيقة هيا بنا نبتعد قبل ذلك
ركب ( أسامة ) و ( ذئبه ) القارب بتردد ثم سحب (جاسر)
المرساة لينطلق القارب نحو الجزيرة المحرمة ..
جزيرة المبتدئين ...
.....
في ذلك المكان البعيد لمعت عينا شخص و هتف : وجدتهم !!
التفت الاشخاص الخمسة الموجودين في القاعة نحوه وقال أحدهم : أين ؟
قال الرجل الأول : أنهم في قارب متجهين نحو جزيرة المبتدئين !
نهض الضخم وقال : سوف أجهز أسطول بحري لهم !
قال الرجل الأول وهو يبتسم : لا داعي لقد حرضت أسماك البيرانا ضدهم !
ثم أطلق ضحكة ساخرة .. شامتة ... مخيفة وشريرة ...
كان النسيم عليل في البحر و أستمتع ( أسامة ) به وهو يمر ويغمر جسده
بابتسامة : هذه أول مرة تشاهد البحر ؟( جاسر)قال
نظر ( أسامة ) لذئبه وقال : نعم واعتقد انه أيضا سعيد بذلك
عوى ذئبه موافقا لقول صاحبه
فجأة
أهتز القارب وخرجت سمكة كبيرة لها أنياب وأجنحة !!
تجنب ( أسامة ) انقضاضه السمكة بصعوبة
صاح ( جاسر) : بيرانا !!
نظر له ( أسامة ) باستغراب فأكمل
قوله : أسماك متوحشة تأكل اللحم نحن في ورطة لأنهم لا يهاجموا بشكل منفرد( جاسر)
بخوف وهو يكمل : بل بأسراب و ومجموعات !( جاسر)اتسعت عينا
ما أتم كلمته حتى ظهر سرب ضخم من البيرانا يتقافز حول القارب بنية تحطيمه
وتمزيق من بداخل وصبغ لون البحر الأزرق بالأحمر الدموي ..
يتبع ...
الحلقــة الثالثـة
.
.
.
كانت أسماك البيرانا تضرب المركب وتهشم أخشابه بأسنانها البشعة و بطلينا يدافعان عن وجهيهما با لأيدي
صاح (جاسر ) : سوف نقتل على هذا المنوال !!
رد عليه ( أسامة ) بصيحة مماثلة : بل سوف نلتهم !! ( بضم النون )
ثم لمعت عيني ( أسامة ) فجاة و قال وهو يشر نحو نقطة : إنظر هناك !
نظر (جاسر ) نحو تلك النقطة ولمح سمكة بيرانا ضخمة للغاية
كانت بيرانا الأم !!
قال ( أسامة ) : من حركة الأسماك حول هذه السمكة الضخمـة بالذات , هذا هو زعيمهم !
قال (جاسر ) بحذر : وهل تنوي مهاجمة زعيمهم ؟
رد ( أسامة ) وهو يتأهب للقتال وأستل خنجر : لا مفر من ذلك , حاول أن تغطيني !
نظر ( أسامة ) لذئبه ( Lunar ) وتبادلا النظرات ثم عوى الذئب عواء غريب وقوي
أصابت الاسماك حالة هستيرية وتباعدت عن المركب لمسافة قصيرة
كأنت تلك تقنية ( الزئير ) الذي يتقنها الذئاب وتتمثل في عواء يصيب الخصم بحالة خوف مؤقت
صاح ( أسامة ) صيحة قتال : الآن يا (جاسر ) !!
أطلق :اطلق (جاسر ) ثلاث كتل نارية نحو بيرانا الأم فضربت الكتل النارية جسد السمكة بعنف فأطلقت صرخة مدوية فقز ( أسامة ) عاليا نحو البيرانا الآم ملوحا خنجره نحوها وهو يقول :الضربة الحديدة !!
وغرس الخنجر في رأس البيرانا وتشبث ( أسامة ) بالخنجر وظل متعلقا في الهواء والبيرانا الأم تترنح يمينا ويسارا
بعنف ثم أطلقت صيحة قذفت ( أسامة ) نحو القارب فأرتطم بقوة مطلقا صيحة ألم , هرع
( Lunar ) يطمئن على
صاحبه , قامت البيرانا الأم بهجمتها الأخيرة والعنيفة بأنقضاضة قوية نحو القارب محاولة أن تسحق جسد من حليها فقفز
كل من ( أسامة ) وذئبه و (جاسر ) نحو الماء لحظة أرتطام البيرانا الأم بالقارب
الذي تحطم تحطيما , قال (جاسر ) في نفسه وهو يحاول أن يرتفع لسطح البحر :
لقد أخطانا بالنزول في البحر سوف نكون فريسة سهلة للأسماك الباقية !!
وما أن وصل للسطح و وأستنشق الهواء بشهقة قوية نظر حوله ليشاهد بجانبه ( أسامة ) وذئبه ينظران بأستغراب
نحو الأسماك البقية التي هربت بشكل غريب ...!
قال (جاسر ) بحيرة : مالذي حدث لهم ؟!
عوى ( Lunar ) عوى قصير فألتفت ( أسامة ) خلفه فشاهد من بعيد جزيرة مظلمة قافرة , كانت تسمى قبل سنوات
عديدة جزيرة المبدئين , جزيرة الابطال ..... الأحرار ...
قال بغضب وهو يرفع رأسه : اللعنة !!
قال الضخم بتكهم : هل فلتوا منك هذه المرة أيضا ؟!
رد عليه بحنق : أسماك البيرانا عديمة النفع ! كانت سيطرتي على زعيمتهم وكنت أبث أشارات فكرية نحو بقية السرب
من خلال دماغ البيرانا الأم ... لكن ذلك الزئير لم يكن طبيعيا ... أنه أشبه ...
قال الضخم بجدية : لقد سئمت من أعذارك الواهية , جرذين وحيوان لا تستطيع قتلهما من خلال محاولتين !!
ثم و قف الضخم ووضع يديه على الطاولة وقال بهيبة مقاتل فخور : سوف أهتم أن بالأمر ..
شمل الصمت القاعة ثم رد عليه أصوات من في القاعة موحدة في وقت واحد وبنفس الكلمة : لك ذلك !
أبتسم الضخم ولمعت عينيه بنظرة شرسة ومخيفة .....
سبح بطلينا و الذئب إلى الجزيرة و عند الوصول للجزيرة أنتفض ( Lunar ) ليبعد الماء عن فروه
قال ( أسامة ) وعينه تتفحص المكان : هذه هي , أليس كذلك ؟
قال (جاسر ) بحذر : أتمنى ذلك ..
سارا في الجزيرة على رمال الشاطئ وشاهدا منزل معلق فوق شجرة وقد اهترئ وتدمر اغلبه .
ظهر ظل لشخص يسير بأتجاههم ثم برز صاحب الظل كانت فتاة رشيقة القوام تحمل ترس في يدها اليسرى
وسيف بيدها اليمنى شعرها ذو لون أحمر كما ان عينيها الصفراويتين كانت قاسية نظرت لهما وأتخذت وضعية قتالية
وهي تقول : لم أحسب أن احد سوف يصل لهنا في هذا الوقت , لكن يبدو أنكم متفوقون !
ثم قالت : لا مفر من قتالكم هنا
رفعت سيفها وهي تقول : العنقود المتدلي !
فلمعت طاقة ضوئية على السيف وهي تقول : هيا لنقاتل يا سادة !
تأهب ( أسامة ) مع ذئبه فأوقفهم سلامي :تأهب
( أسامة ) وبحث عن خنجره في حزامه لكنه لم يجده فتذكر أن غرسه آخر مرة في رأس البيرانا الأمفي معركتهم السابقة !
وقال في نفسه : لا يهم ! ذئبي سلاحي في المعارك !
أشار (جاسر ) بيده نحو ( أسامة ) وهو يهمس : أنظر أنها لا تحمل شعار
جنود النظام ...
قال ( أسامة ) : شعار ؟ أي شعار ؟!
قال (جاسر ) وهو يتفحص الفتاة : شعار النظام , علامة يضعوها على كتف التابع
لها خصائص كثيرة كالاتصال المباشر مع النظام من خلالها كما انها تبعد الوحوش عن حاملها , لكن هذه الفتاة لا تحمل هذا الشعار
خصوصا إننا في مكان مهجور مثل هذا ... مما يجعلني أعتقد ........!!
صاحت الفتاة صيحة قوية وهي تنقض بقوة نحوه : لا تعتقد !! فقط مت !!
تجنب (جاسر ) ضربتها التي مزقت جزء من عباءته المبتلة
ثم سحبت سيفها وسددت طعنة نحو بطنه فقفز (جاسر ) للخلف وتعثر وسقط
على ظهره , ابتسمت وقالت : تمكنت منك !!
سحبت سيفها وسددت طعنتها نحو قلب (جاسر ) مباشرة لكن أتسعت عينيها بقوة وألم
وأخطأ سيفها جسد (جاسر ) وأنغرس السيف بالرمال فأمسكت رأسها بألم وهي تقول :
ما هذا ؟
أبتسم ( أسامة ) وقال : التأثير الوحشي ! تقنية متخصص بها ذئبي يجعل الهدف يفقد الكثير من دقته ...
أمسكت الفتاة سيفها الذي ما زال يلمع بطاقة الضوئية وقالت بغضب : حسنا يا صاحب الذئب ....
وأنقضت نحو ( أسامة ) قائلة : التصادم المرن !!!
تجاوزت ( أسامة ) بسرعة فائقة فسقط أسامة على الأرض بألم فقالت الفتاة وهي تنقض عليه : مت يا فتى !!!
هنا انطلقت صيحة مهيبة : أنتظر ( مايا )
توقفت الفتاة المدعوة (مايا ) وهي تنزل رأسها بأحترام وظهر من بين الظلام رجل في الخمسين من عمره يبدو من وجهه
ان مر بكثير من الأهوال تركتب بصمتها على ملامحه ...
.
.
نظر الجميع نحو الرجل الذي خرج من الظلام مقاطعا العراك على رمال الشاطئ
رفعت ( مايا ) رأسها وقالت باحترام : المرشد قيمس ...
أقترب قيمس أكثر ونظر بتفحص للرجلين ثم وقع عينه على الذئب ( Lunar)
و تمتم بدهشة : أنت ....!
نظر له ( أسامة ) بحيرة و قيمس يقترب أكثر من الذئب الذي وقف متحفزا لكن قيمس أنحنى يلمس الذئب
فقال ( أسامة ) بحدة : ماذا تريد يا هذا من ....
قطع حديثه عندما شاهد قيمس يتحسس جسد الذئب بحنان وهو يغمض عينيه وكأنه يتذكر شيئا يجتاحه ..
نهض قيمس بصمت ثم وسار مبتعدا عنهم بخطوات قائلا : ( مايا )أحضريهم للمخبأ .
قالت (( مايا ) بتردد : سيدي لكن ...
قال قيمس بابتسامة : لا تقلق يا (( مايا ) هؤلاء ليس أعدائنا
كانت عبارته غامضة لدرجة أنها أخضعت أبطالنا بالسير خلف المرشد بصمت غريب …
…
.
دخل رجل يرتدي زي حديدي يزين كتفه شعار ازرق اللون في وسطه علامة سيفين متقاطعين ذهبيان ونجمة ذهبية
انحنى الرجل وقال : ( غازي) المغوار في خدمتك !
كان الرجل الضخم جالس على كرسي كبير وأشار بيده للمغوار وقال : ( ( غازي)) أنك من أفضل الرجال الذين جندتهم
تملك مهارات متفوقة لدي مهمة لك وأحتاجك أن تتصرف بسرعة قبل أن يهرب الهدف !
قال ( ( غازي)) دون أن يرفع رأسه : علم وجاري التنفيذ !
ابتسم ,راضيا عن مجنده فهو على يقين أن جميع من تم تجنيدهم للنظام أدوات لا تناقش بل تنفذ دون نقاش ومشاعر وكان هذا الشيء يروقه ...
قال الضخم : سوف تجد كافة التعليمات عند فتاة المكتب بالخارج خذ ملف المهمة وانطلق لتنفيذها
نهض ( ( غازي)) وضرب صدره وقال : علم !
وخرج مسرعا لاستلام مهمته المجهولة ....
لم يكن يعرف الضخم أن يوجد هناك من كان يسترق السمع في الغرفة المجاورة فابتسم
الرجل وقال : إذا سوف ترسل جنودك
لاقتناص فريستي ! لن ادعك تسبقني , ثم جلس الرجل مغمضا عينيه وأخذ يركز , هو يعرف صعوبة الوصول بأفكاره
لجزيرة المبتدئين للسيطرة على وحش هناك....
لكنه لم يكن يقصد أي وحش كان يقصد وحش معين هناك , وحش بمعنى الكلمة ......
.
.
بالقرب من شاطئ الرمال الساخنة كانت هناك سفينة مهجورة غرق اغلبها لكن الجزء السليم فيها
استخدمه ( قيمس ) ليكون مخبأه , جلسوا كل من ( أسامة ) و ذئبه و ( جاسر) وهم يراقبوا
( قيمس ) الذي أخذ يتمتم بعض الكلمات
الهامسة في إذن (( مايا ) التي كانت تهز رأسها وهي تنظر لهم بنظراتها القاسية ...
تنحنح ( قيمس ) وسعال سعلة وهمية وقال : حسنا لنبدأ التعارف أولا ..
أشار على نفسه وقال : أنا ( قيمس ) كنت أعمل في السابق مرشد في
( ماندا ) التابعة لشعب ( امانسيس ) .
ثم رفع يده ليشير إلى ( مايا ) الواقفة عاكفة الساعدين أمامها وقال : هذه ( مايا )تابع لشعب الامانسيس
وتشكل أحد الفرسان القلائل ...
قال ( أسامة ) : أنا ( أسامة ) أنتمي لمزرعة الجواميس تربيت مع ذئبي هناك
وهذا ( جاسر) ساعدني في معركة ضد وحوش في جندار الثانية و أتينا إلى هنا وفق الشائعات ..
ضاقت حدقتا ( قيمس ) وقال : عن أي شائعات تتحدث ؟
قال ( ( جاسر) ) بحذر : الثورة .....
صمت ( قيمس ) ثم قال : هذا ما كنت أتوقعه منذ أن شاهدتكم هنا ...
لكن يجب أن تعرفوا حقيقة الخصم الذي تنوا محاربته...
أخذ نفس عميق كأنه يستعد لسرد قصة طويلة...
قال قيمس : قبل اثنا وعشرين سنة ... ( العرافة الكبيرة ) في معركة طاحنة ضد كل الشعوب يقودهم للنصر
خمس عشرة بطل هؤلاء أتوا من الشعوب الثلاثة المشهورة... ارماد , امانسيس ,اجوريا
خمس تخصصات من كل شعب
اجوريا ( سيد الوحوش , فولاذي , قناص , صنديد , مغوار )
ارمادا ( ساحر ظلامي , سيد البراري , محطم , سيد الظلام , سفاح )
امانسيس ( فارس , متراس , حكيم , طبيب , مخلب )
على كل حال بعد هزيمة ( العرافة الكبيرة )أستطاع بعض الأبطال اكتساب قوة العرافة
مما سبب الفرقة بين الأبطال, ستة اقتسموا القوة وتسعة غضبوا لذلك فبدأ القتال بينهم
لكن الستة لم يكونوا على طبيعتهم قبل العرافة فلم يكتفوا بإبادة رققاهم بل قتلوا كمية كبيرة
من الجيش الذي ساندهم في الحرب ضد العرافة و دمروا عدد كبير من القرى والمعالم المشهورة
صمت قيمس وسرحت عينيه لفترة كأنه يتذكر أحداث رهيبة
ثم أكمل : عندما احكم الستة سيطرتهم على العالم وكونوا ما يسمى النظام من كانت له علاقة بالحرب
مثلي حاول الهروب لكن ليس الكل فلح بذلك
منذ دخولي للجزيرة عرفت إني أحكمت على نفسي سجن أبدي صحيح أنهم لا يستطيعوا صيدي بسهولة
في هذا المكان لكن خروجي من هذه الجزيرة سوف يجعلهم يرصدوا وجودي ومن ثم مقتلي ..
قال ( أسامة ) : هل هم بهذه القوة والحيلة ؟
قال قيمس وهو يحتسي قهوة من كوبه : العلم والحيلة يصنعوا المعجزات , يظنوا الناس أن القائمين وراء النظام
أناس مقدسون وذو قوة خارقة للطبيعة ولكن هذا ليس صحيح هم أقوياء جدا ولا نختلف على ذلك لكن قواهم الخارقة
وراءه حيلة , مثلا عندما يعرفوا مالذي تفعله في منزلك فأنه يرجع ( للمخلب ) الذي له القدرة على السيطرة على عقول
الوحوش والحيوانات مثلا أن يدخل في عقل طير ينظر داخل منزلك من النافذة أو عن طريق فار استطاع التسلل لمنزلك
أما ذلك الساحر الظلامي الذي يضرب أهداف بعيدة جدا عنه فهي بواسطة أبراج سحرية تقوم باستقطاب الضربات السحرية
وتوجيهها نحو الهدف ...
قال (( جاسر) ) بدهشة : إذا هكذا يفعلونها !
قال قيمس وهو يومأ برأسه موافقا : لكنا نجهل قوى الأربعة البقية , للأسف كان لدي اتصال مع العرابة جينا
في بلوتار , أرسلت لي رسالة تخبرني إنها اقتربت من التوصل لسر النظام لكنها عرفت أن النظام قد وجدها
وانقطع الاتصال بيننا الذي كان عن طريق الحمام الزاجل ....
فجأة أمسكت ( مايا )سيفها وقالت هامسة : هص !
قال قيمس بقلق : ماذا هناك ( مايا )
قالت (( مايا ) بقلق أكثر هناك شخص يقترب من مخبأنا !!
…
داست رجل ثقيلة رمال الشاطئ ووقفت أمام السفينة البالية , صاح ( ( غازي)) : اخرجوا أيها الخارجون على النظام
نظرت ( مايا )من فتحة صغيرة وقالت : رجل واحد من ملابسه وأسلحته أنه مغوار تابع للنظام وقد اكتشف موقعنا !
قال ( أسامة ) بحزم : توجب علينا قتاله
نهض كل من ( أسامة ) و (( جاسر) ) فقال قيمس : انتظر ...!
ثم نهض قيمس وفتح صندوق قديم واخرج فأس يستخدم بقبضة واحدة
فمده لـ ( أسامة ) وقال : من شخصيتك أنت تصلح أن تكون سيد الوحوش هذا سوف يكون مناسب لك
انه فأس الجليد , سهل الاستخدام وصلب ..
تناول ( أسامة ) الفأس ونظر نظرة امتنان وقال : هيا بنا وخرج جميع من في الغرفة لمقابلة ذلك المغوار
المغوار الرهيب ... والقوي ..
في تلك الصخور الحمراء والرمال ذات نفس اللون ظل يركض وحوافره ضرب الأرض وتهزها وفي يده سيفه
الغليظ , منذ مدة طويلة وهو يحاول أن يركض ويقطع أكبر مسافة لكي لا يهرم ويقل نشاطه فجأة شعر بكيان
يقترب
منه فتلفت يمنى ويسرى دون أن يشاهد احد والكيان يقترب أكثر وأكثر حتى شعر بصدمة قوية في رأسه واهتزت الرؤية
تماما في عينه الخضراء اللامعة وأدرك متأخرا أن الكيان يسيطر على عقله ...أغمض عينه لفترة ثم فتحها وقد تغيرت
نظرته تماما بعدما كانت نظرته حيوانية بحتة تحولت لعين شخص عاقل ومتوحش وشرس
انطلق مرة أخرى يضرب بحوافره الأرض ولكنه غير وجهته وانطلق يقطع الطريق حتى وصل لبستان المرمر متجه نحو الشاطئ وبعدما سيطر الكيان عليه أدرك انه يسير نحو هدف ويحمله لذلك حقد كبير ... حقد ضخم ... وأعمى !
.
.
خرج الأربعة ( أسامة , جاسر, قيمس , مايا ) مع الذئب ( Lunar ) لمواجهة خصمهم
المغوار ( غازي ) الذي كان عاقد ساعديه أمام صدره وفأس ضخم مزين في قبضته منغرس في رمال الشاطئ
نظر ( قيمس ) نحو خصمه وهتف : رجل آخر من الخاطعين للنظام ..
قال ( غازي ) مبتسما :المرشد قيمس , لا تعرف كم عانى النظام لكي يظفر برأسك !
نزل رجالنا الأربعة مع الذئب من على سطح السفينة المتهالكة و وقفوا أمام خصمهم وكل فرد منهم تسلح بما يملك
فرفع ( غازي ) فأسه ومسكه بقبضتيه وقال : عال , لا وقت نضيعه في الكلام تروقوا لي جدا !
( انتظر !!!!! )
أنطلقت الكلمة مدوية في المكان وبلهجة وصوت غريب وأجش وقد لاح في الأفق موجة غبار كبيرة
ثم بان من الموجة وحش نصفه العلوي رجل مفتول العضلات ذو عين خضراء براقة وفي يمناه سيف غليظ
وضخم أما نصفه السفلي فكان على هيئة حصان ضخم ورمادي .. كان هذا الوحش الضاري يعرف
بالحقد الأعمى ...
وقف ( الحقد الأعمى ) بالقرب من ( غازي ) الذي وقف متأهبا يخشى هجوم من هذا الوحش
المخيف , فنطق ( الحقد الأعمى ) بصوت أجش بالكاد يفهم منه شيء : لا تقلق ( غازي )
هذا الوحش تحت سيطرت النظام وأنا هنا سيطرت على هذا المخلوق لكي أساعدك في مهمتك ..
ركع ( غازي ) أمام الوحش في شكل غريب وقال بخضوع : فل تتبارك روحي بأن يكون شخص
من النظام السامي يقدم لي يد المساعدة !!
سأل ( أسامة ) بحيرة وهو يراقب المشهد : ما الذي يحدث هنا ؟
أجابه ( جاسر ) وعينه لا تفارق خصميه : الرجل الذي تخصصه ( مخلب ) قد أستطاع السيطرة
على هذا الوحش وقدم به لهنا لكي يساعد المغوار غازي !
قال ( أسامة ) بدهشة : هذا الوحش الضخم خاطع لسيطرة ذلك المخلب ؟!
التفت ( الحقد الأعمى ) نحو أبطالنا وقال : أخيرا شاء القدر أن يكون أحد الوحوش القادرة على النطق
بالقرب منكم , لم أستطع أن أخبركم عن طريق طيور الزاجل والديك الدموي ولا عن طريق أسماك البيرانا
قاطعه ( جاسر ) : إذا أنت من هاجمتنا في البحر !
أطلق ( الحقد الأعمى ) ما يشبه القهقهة وقال : كنت أريد أن أخبركم أن أجلكم قد أقترب !!
قالها بكل أنفعال وغضب يعتريه في داخل ...غضب وحقد ...
في مكان بعيد صفق الضخم الباب ودخل على الرجل الجالس محني رأسه صامتا مغمض العينين وهتف الضخمفي حنق : هل وصلت بك أن تتدخل في أعمالي وتجلب أحد وحوشك إلى أرض المعركة فل تعلم أن هؤلاء
من أختصاصي أنا بعدما انت فشلت ...
قاطعه الرجل الجالس بهدوء : صه ! أنا تدخلت ليس لكي أصحح خطأي بل لأن لدي هدف غير
هولاء الفتيان ..
قال الضخم بشك : ما هو ؟
قال الرجل : المرشد قيمس ..
قال الضخم : أيها المخلب هذا المرشد لي !
قال ( المخلب ) بإبتسامة :أهتم بالاطفال ودع العجوز لي ..
قال الضخم وقد بدأ يهدأ :علامة النظام تستطيع أرسال تقارير من فكر حاملها لكن لا نستيطع أن نشاهد مايشاهده
بواسطة الشعار , لهذا مالذي تراه بعدما سيطرت على ( الحقد الأعمى )
قال ( المخلب ) بغموض : مياه بحرية ومرجان وأسماك و أنا أقترب من الشاطئ أيضا
صمت الضخم و راوده شعور أن ( المخلب ) يتكلم عن معركة أخرى لكن من خلال معرفته فأنه مركز
تماما على هدفه ...لهذا آثر الصموت وهو على يقين أن اللحظات القادمة سوف تكون حاسمة وعنيفة ..بل قاتلة .
في شاطئ الرمال الساخنة همس ( قيمس ) : أنا و ( مايا ) سوف نواجه الوحش
أما انت يا ( أسامة ) مع رفيقك فلتهاجموا المغوار
قال ( جاسر ) : هل لديك خطة ؟
قال ( قيمس ) : عند الهجوم سوف تتضح لنا نقاط الضعف في الخصم
و أنطلق ( الحقد الأعمى ) نحو ( مايا ) بسرعة كبيرة
فهتف ( قيمس ) : احذري ...
لكن فجأة أنطلق شيء من داخل مياه البحر بشكل سريع نحو الأعلى وظهر خلف ( قيمس )
كان عبارة عن أخطبوط صغير ذو قدمين كبيرتان كان يسمى قديما لدى البحارة بــ ( بيبي المكار )
قفز ( بيبي المكار ) نحو ( قيمس ) وركله في صدره ركلة قوية تهشم ضلعين من صدر
( قيمس )
الذي وقع على الأرض وقفز ( بيبي المكار ) على صدر ( قيمس ) واخذ يقفز عدة قفزات وكل قفزة
يفور خيط كبير من الدماء من فم ( قيمس ) فصاحت ( مايا ) بهلع : أيها المرشد !!!
صاح ( الحقد الأعمى ) : أنا هنا يا فتاة !
وانقض بسيفه على على راسه ( مايا ) التي التفت له بغض وضربت بسيفها صدر
( الحقد الأعمى )
و انغرس سيفها في صدره وضغطت على سيفها بتقنية ( العنقود المتدلي ) ليكتسب طاقة ضوئية مكنت السيف من
الغوص أكثر في صدر ( الحقد الأعمى )
قالت ( مايا ) بغضب شديد : كيف وجدت سيفي ! هل أعجبك ؟
رد ( الحقد الأعمى ) بهدوء : في جندار كانوا يطلقون على هذا الوحش محطم الصخور
قبض ( الحقد الأعمى ) على عنق ( مايا ) فجأة ورفعها من عنقها و
( مايا ) تضرب برجليها
وكفيها ذراع الوحش محاولة الفكاك من قبضته لكن قبضته كانت قوية ومحطمة !
رفع ( جاسر ) كفه للاعلى وقال : نار !
أنطلقت كتلة نارية وضربت جسد ( الحقد الأعمى ) لكنه لم يتزحزح من مكانه ول يبدو عليه أنه تأثر بل على العكس التفت
نحو ( جاسر ) وقال بصوته الأجش :هل تريد إيقافي بواسطة هذه الضربة ال********ة ؟
ضاقت عينا ( مايا ) وقالت : رقاقة القوة !
والقت قطعة حمراء اللون نحو وجه الحقد الاعمى كانت القطعة الحمراء تتوهج عند أرتطامها في وجه الوحش
ثم ركلت ( مايا ) وجه الوحش بكلتا رجليها فتحررت عنقها من قبضته وشقلبت في الهواء ثم أشتقرت على رجليها
على رمال الشاطئ , قال الحقد الأعمى وهو يتحسس عنقه : مثير للأعجاب ,رقاقات القوة في مثل هذا الوقت يعتبر نادر
و أراهن أن رتبة هذه الرقاقة هي رتبة ثالثة !
صمتت ( مايا ) وهي تراقب سيفها الذي ما زال المغروس في صدر الحقد الأعمى
فمسك الحقد الأعمى سيفها ونزعه ببطء وهو يقول : في ماندا كانوا يقتنصوا الكنتراوس ويستخدموا جلودها
في صناعة الدروع لصلابتها ..
هنا نزع الحقد الأعمى السيف كامل ورفعه في الهواء وقال بكل شراسة : أرى انك تفتقدين لسيفك .
ثم صاح :فل تسترديه !
وقذف السيف بإتجاه وجه ( مايا ) منتهى السرعة و العنف ..
كان الألم يزداد بشكل شنيع وكل قفزة يقفزها الوحش على صدره يشعر أنه روحه تقترب من الخروج من جسده
وعلى الرغم من تأزم موقفه الا أنه أستطاع مشاهدة ( مايا ) وهي تقاتل الحقد الأعمى وعندما شاهد
الحقد الأعمى يهم بنزع السيف من صدره أدرك ( قيمس ) ما لذي ينويه الوحش , فدبت القوة فجأة في عروقه
بسبب الخوف على حارسته التي حرسته لأكثر من 3 سنوات فستجمع بعض الطاقة الضوئية في يده وصاح : الشعلةالمثبتة !!
فضرب ( بيبي المكار ) ضرب جعلته يتوقف عن الحركة ويسقط على صدر ( قيمس )
فأمسك ( قيمس ) الوحش وقربه من وجهه وهو يهمس بكل حنق : مهاراتك هي الركل
اليس كذلك ؟ فلتجرب هذه الركل أيها الوغد !
ورمى الوحش بأتجاه رجله وركل الوحش بكل ماتبقى له من قوة نحو ( مايا )
وهنا اصطدم ( بيبي المكار ) بالسيف الذي قذفه ( الحقد الأعمى ) فأنحرف السيف الذي أنغرس
في جسد ( بيبي المكار ) وسقط بجانب رجلي ( مايا ) المندهشة فلتفت بإتجاه
المرشد قيمس الذي كان يتنفس بصعوبة وهو مغمض العينين
فقالت بتأثر : أيها المرشد ...
كان ( أسامة ) في هذه اللحظة يواجه ( غازي ) الذي كان يرتجف بشكل غريب
فظن ( أسامة ) أن خصمه خائف فقال بحذر : ترتجف خوفا ؟
فقهقه ( غازي ) وهو يقول بسخرية : خوف ؟ بل أرتجف من شدة الحماس
أنظر لقوة سادة النظام السيطرة على وحشين في نفس الوقت ويبعدون الأف الاميال شيء يجعلك
تنحني خاضعا لهذه القوة الخرافية ..
ثم نظر في وجه ( أسامة ) وهو يقول بصوت حازم : أنتم يا من تخالفوا النظام سوف تموتوا
و نزع فأسه وأنقض على ( أسامة ) مسدد ضربة عمودية على رأس
( أسامة )
الذي تجنب الضربة متدحرجا على اليمين وضاربا بطن خصمه بفأسه الجليدي
لكن صوت رنين معدني صدر من الدرع الذي يلبسه ( غازي )
الذي تمتم بسخرية : رشاقتك رائعة لكن ضرباتك لا شيء بالنسبة لدرعي الحديدي !
و لوح ( غازي ) بفأسه المخيف نحو ( أسامة ) لكن
( Lunar )
عض كف ( غازي ) بأنيابه فأوقف ضربته فركل ( غازي )
الذئب ركلة قذفت الذئب مترا كاملا للخلف فهجم ( أسامة ) والتحم الفأسين بعنف على الرغم من الاختلاف الشاسع في حجم الفأسين وأخذ الخصمان يدوران على بعض والفأسين مازالا في التحام
فتمتم ( أسامة ) في نفسه : قوته كبيرة ولا أستطيع هزيمته في الصراع الجسدي !
فنفك الخصمان عن بعض وتراجعا بسرعة متماثلة وهنا ركض ( أسامة ) نحو السفينة
فضحك ( غازي ) وقال : أهرب ! أيها الجبان !
وركض خلف ( أسامة ) وصعد السفينة المهترئة واخذ يبحث عن ( أسامة ) وهو يقول
بشراسة : اخرج أيها الفتى الجبان !
هنا قفز الذئب على ( غازي ) الذي تجنبه بصعوبة شديد لكن ظهر ( أسامة )
من خلف عمود ودفع ( غازي ) بكلتا ذراعيه دافعا ( غازي ) نحو
سور السفينه فتحطم السور المهترئ وسقط ( غازي ) في الماء وحاول أن يعوم فوق الماء لكنه
وجد صعوبة شديدة في العوم فظهر ( أسامة ) فوق السفينة مع ذئبه وهو يقول بإبتسامة ساخرة : ليس جبن أيها المغرور لكن أنظر لنفسك لا تستطيع العوم الا تعرف السبب ؟
صمت المغوار ( غازي ) وقد أدرك السبب
فقال ( اسامة ) نعم بسبب درعك الحديدي الذي يغطي جسمك كاملا ولقد تأخر الوقت لكي تنزعه
وكان كل حرف في كلمات ( أسامة ) حقيقة جعلت ( غازي ) يفزع وهو يغرق
أكثر و أكثر حتى اختفى عن الانظار
أطلق ( اسامة ) تنهيدة وهو ينظر نحو ذئبه ثم ابتسم وهو يقول : لم نكن نملك فرصة أمامه لكن
الحيلة نفعت معه .
ثم التفت نحو أصدقائه وهم يقاتلوا ذلك الوحش واتسعت عيناه بدهشة وهو يراقب ما يحدث هناك
وقف (جاسر ) وقال لـ ( مايا ) :علينا أن نتعاون مع بعض لدي خطة
وأحتاجك ان تهجمي في الوقت المناسب !
صمتت ( مايا ) وراقبت ( جاسر ) الذي أقترب من الوحش بخطى ثابتة ثم رفع يده
فنقض الحقد الأعمى وهو يصرخ : كأني سوف أدعك !
لكن لمع كف ( جاسر ) وصاح :كابوس !
فجمد الحقد الاعمى في مكانه وقال : ماذا !
ثم وجه ( جاسر ) كفيه نحو أرجل الوحش و قال :كرة النار !
فنطلقت الكرات النارية وضربت ساقي الحقد الأعمى
فسقط الحقد الأعمى على ركب أرجله خار القوى فقال ( جاسر ) :نصفك السفلي بالخصوص
أرجلك ضعيفة للغاية مقارنة بجسدك العلوي
ثم التفت إلى ( مايا ) وقال : الآن
فقزت ( مايا ) في الهواء وقالت : العنقود المتدلي فلمع سيفها بطاقة ضوئية ونزلت بسيفها على رأس الحقد الأعمى وضربته بكل عنف وقطعته
فسقط رأس الوحش على رمال الشاطئ والدماء تناثرت في كل مكان ثم سقط جسد الوحش
مخلفا صوت أرتطام قوي ثم حل الصمت لبرهة فألتفت ( مايا ) خلفها وقالت بجزع :المرشد !
كان المرشد ( قيمس ) يتنفس بصعوبة وكأنه قد حانت ساعة مماته ..
.
.
على الشاطئ التم الكل حول قيمس ينظروا له نظرات هلعة , انحنت
مايا و وضعت رأس قيمس على رجلها فتآوه قيمس بألم وهو يقول :يبدو أن
النهاية حانت ....
صاح أسامة : الا يوجد أحد فيكم يستطيع فعل شيء !
أبتسم قيمس وهو يتمتم بضعف :لا فائدة من ذلك فوق أصابتي
البليغة التي تعدت ضلوعي و وصلت لرئتي بذلك الوحش ( بيبي المكار ) يملك سم في قاع رجليه ..
كانت تقرحات قد ظهرت حول أصابة قيمس في صدره
نظر قيمس لوجه مايا التي كانت تبكي بصمت , فقال
قيمس :
مايا لم تخلق هذه العينين القاسيتين من أجل البكاء
بل لأهداف أكبر من ذلك .. أنا ... أخبرتك عنها ..
مسحت مايا دموعها وقال باكية : نعم !
قال قيمس :
جاسر... أنت من ( أوروك ) اليس كذلك ؟
قال جاسر : نعم ! أنا من ( أوروك )
أبتسم قيمس : شعب الظلام ...أنت بالفعل شخص مميز
مهاراتك تدل على أنك سوف تكون ( ساحر ظلامي ) عظيم ..
صمت جاسر بتأثر لما يقوله الرجل في لحظاته الأخيرة
التفت قيمس نحو أسامة وقال له : أما انت ... فلقد كنت السبب في رجوع الأمل لي ..
قال أسامة : لماذا ..؟
نظر قيمس نحو الذئب وقال : هذا الذئب ..
أنه ليس ذئب عادي .. أنه ابن الذئبة الاسطورية رينكي !
هذه الذئبة الاسطورية ورائها قصة طويلة , لكن كانت نهايتها إنها شاركت في الحرب العظيمة ضد ( العرافة الكبيرة )
وكان لها ذئبان صغيران في وقتها , والذي تملكه هو أحدهما !
قال أسامة في حيرة وهو ينظر لذئبه في شك : لكن من الذي عرفته أن حرب ( العرافة الكبيرة ) حدثت منذ زمن بعيد أي أنك تريد أن تقول أن ذئبي ..
قاطعه قيمس وهو يسعل ثم يقول : أجل ..ذئبك كبير في السن
لكن هذه الفصيلة أو بالاحرى جينات هذه الذئاب جعلت منهم أساطير فهم أقوى ويعيشوا أكثر من الذئاب العادية بفارق كبير
ثم وضع قيمس يده داخل جيبه بصعوبة وأخرج صندوق أزرق صغير
وقال : أفتح الصندوق ...
مسك أسامة الصندوق المستطيل الازرق و فتحه
ليشاهد بطاقة زرقاء وكرستالة صغيرة زرقاء أيضا فظهر العجب على ملامحه
فقال قيمس : على الرغم من أن مهارات الناس بدأت تختفي
الا إني أومن أنكم أيها الشباب مازلتوا تملكوا تلك المهارات في دمائكم انت يا أسامة من أجوريا و أنا متأكد انك سوف تكون ( سيد الوحوش ) لهذا سوف أعطيك بطاقة المرافق
و هذه البطاقة خاصة بالذئب , وجدتها هنا بسبب تواجد الذئاب المدللة والشرسة سابقا في هذه الجزيرة ..
قال أسامة : و ما فائدة هذه البطاقة ..؟
سعل قيمس بشدة وخرجت دماء من فمه فأمسكوه الجميع بهلع
شديد فقال قيمس بضعف شديد : لا أملك الوقت لكي أشرح لك
لكن رفقائك يعرفوا ما هذه البطاقة لكن الشيء الآخر ..
قال أسامة وهو يمسك الكرستالة الزرقاء : هذه ؟
قال قيمس : نعم هذه الأداة كانت وما زالت نادرة و حتى أكبر وأقوى
المروضين لم يعثروا على هذه الأداة التي تسمى ( فاكهة المرافق )
رينيكي الذئبة الأسطورية أكلت هذه الكرستالة فاصبحت قادرة على الكلام هذه الخاصية توفر الكثير على السيد الذي يتحكم
بالوحوش ..
أغمض قيمس عينيه وقال : أختبأت في هذه الجزيرة ما لا يقل
عن 20سنة خائفا من الموت , لكن أعتقد إني كفرت عن جبني عندما ساعدتكم في رحلتكم ..
أنتم هم الأمل المتبقي في هذا الزمن ...إذهبوا وشقوا طريقكم كــ ....
سقطت يد قيمس وهو يتمتم كلمته الاخيرة
.. أبطال ...
.
.
في مكان بعيد في غرفة مظلمة يتخللها بعض الضوء القادم من نوافذ ضيقة وطولية
كانت هناك ظلال تخص أشخاص تحيط بطاولة بيضاوية كبيرة
صدر صوت أنثوي : إذا مات قيمس ..
أجابها صوت آخر ساخر : لقد نال مصيره هذا الغبي !
صدر صوت غاضب من الجهة المقابلة للصوت : أظهر بعض الأحترام للمرشد صحيح أنه كان ضدنا
لكنه كان مرشدا لنا في يوم من الأيام ... لا تنسى ذلك
أجابه ذلك الصوت الساخر : هذا لأنه غبي !
هتف الصوت الغاضب :كيف تج...
صاح صوت في القاعة : كفـــى !
خيم الصمت لثواني معدودة ثم قال الأخير بهدوء : قيمس مات
لندع مشاعرنا جانبا ونركز في هذا الأجتماع حول الأهداف ...
قال صوت يعود للرجل الضخم : الثلاثة الشبان مع الذئب بقوا على قيد الحياة هذا ماشاهده رفيقنا ( المخلب )
من خلال عين ( الحقد الأعمى ) في آخر لحظة ..
قال ( المخلب ) بهدوء : هولاء الثلاثة أقوياء ويملكوا مهارات لم نكن نتوقع أنها مازالت موجودة
قال الصوت الساخر : هيء هيء هل تريد أن تبرر سبب فشلك مع صاحبك ( الفولاذي ) الضخم ؟
رد عليه ( المخلب ) بهدوء : لن أنجرف وراء استفزازك لكن عندما تقابلهم سوف تدرك أنهم ليس
مجرد ***** هواة ..
قال الصوت الأنثوي : كل الخطر أن تقابل هولاء الثلاثة مع حركة التمرد الموجودة في الجنوب ..
قال الصوت الغاضب : هل تعتقدي أن هولاء الثلاثة يستطيعوا أن يغيروا مصير التمرد البائس ؟
سوف نسحقهم سحقا !
تمتم (الفولاذي ) الضخم : يبدوا أن عشرين سنة من فرض النظام لم تكن كافية لقتل مهارات جميع الناس .
اجابه صوت عميق :لكننا سوف نفرض النظام مرة أخرى ونتخلص من هولاء الثلاثة ونتخلص من التمرد هناك
وحينها سوف نتاكد أن المهارات قد أختفت من العالم للأبد .
رغم عمق صوته الا أن الحزم ظهر في نبرة صوته جليا ...
.
عند الشاطئ بالقرب من قبر قيمس
إنحنى أسامة نحو ذئبه ومد بالقرب منه
الكرستالة الزرقاء وقال له بتردد : لا اعلم إن كنت تريد تناول هذه لكن أعتقد أن المرشد كا يريد لنا الأفضل .
التهم الذئب قطعة الكرستال بحذر ثم حل الصمت ونظر الذئب نحو أسامة وقال بصوت غريب : أخيرا ...
نظر أسامة بدهشة نحو ذئبه وقال : إذا نجحت !
قال الذئب :أسامة منذ أعوام و أنا اريد أن أخبرك
بشيء أنت والجدة ..
قال أسامة بحيرة : ما هو ؟
قال الذئب :إسمي هو ( فنرير ) وليس ( Lunar ) أنت أطلقت علي هذا الأسم السخيف
أول ما أقتنيتني لكن لم يكن يعجبني ذلك الأسم ..
ضحك أسامة ضحكة قصيرة وقال :
حسنا يا ( Luna.. ) اقصد ( فنرير ) !
الذئب غير قادر على الأبتسام لكن خيل لــأسامة
أن ذئبه العزيز ( فنرير ) أبتسم ..
اقترب جاسر نحوهما وهو يقول : ذئب يتكلم
أعتقد إني سوف أحتفظ بروايات كثيرة أحكيها عندما أصبح عجوز ..
ثم نظر إلى مايا المكتئبة التي قالت : لقد أراد أن نعيش كأبطال ..
قال جاسر: نعم .. لكن ماهي خطوتنا التالية ؟
رفعت مايا رأسها وهي تنظر نحو السماء الصافية وتمتمت :
قبل سنوات أرسلني شخص يوجد في ماندا كنا نعمل في شكل سري مع حركة تمرد ضد النظام وقال لي الرجل أن أهرب مع المرشد لمنطقة معينة في جندار سوف تقودني مرة أخرى لماندا
لكن خلال الثلاث سنوات لم نستطع الخروج من الجزيرة ..
قال جاسر: أين في جندار ؟
ردت مايا بسرعة : في غابات الخيزران قال إني سوف أجد
طريقة ترجعني لماندا ...
قال جاسر وهو ينظر حوله : غابات الخيزران ..!
نحتاج لقارب يقودنا إلى هناك ..
قالت مايا بجزع : خلال ثلاث سنوات لم ننجح في مغادرة الجزيرة
ما لذي يجعلك تعتقد أنك قادر ..
نظر جاسرنحو الشجرة الكبيرة التي يوجد اعلاها منزل
هرئ وقال بفرح : سوف تفي هذه الشجرة لصنع قارب ..
وركض جاسر نحو الشجرة يتفحصها أقترب أسامة من مايا وقال بثقة وهو ينظر نحو جاسر: نحن استطعنا الوصول لهذه الجزيرة رغم الأهوال في محاولة واحدة وخلال يوم واحد .. لا تقلقي نستطيع فعل ذلك
صمتت مايا غير متيقنة من كلامه لكنها ذهبت معهم نحو الشجرة
لصناعة قاربهم ... قارب الحرية والبداية ..البداية نحو التحول لبطل …
.
.
نظرت مايا بدهشة نحو القوارب السبعة الذي تم الانتهاء منها ومسكت ذقنها
تتأملهم ثم التفتت نحو جاسر وقالت له : لقد تطلب منا عمل هذا وقت وجهد كبير لكن لم
تخبرني لما نحتاج لسبع قوارب ..
قال أسامة : في المرة الماضية اعترضتنا أسماك البيرانا وتبين لنا أن ( المخلب ) من النظام هو من سيطر على الاسماك
و هو الآن يتوقع منا أن نخرج من الجزيرة لكن ان يشاهد سبع قوارب تخرج مع بعض في اتجاهات مختلفة سوف يربكه بالتأكيد
ويعطينا الوقت للهروب ..
صمتت مايا ثم توجهت لأحد القوارب وقالت : إذا هيا بنا !
رد عليها الأثنان : نعم !
في غابات الخيزران داخل منزل خشبي كبير كان يوجد إثنان يتقاتلان بضراوة و هجم الشاب الذي يملك فأس حديدي طويل يمسكه
بقبضتيه مسددا ضربة افقية تجنبها الشخص الآخر برشاقة وقال مبتسما : ضربة طائشة آخرى
رد عليه الشاب :لا يبدو أنك قد تقدمت في السن !
قال له الرجل الآخر : تعال أهجم علي يا ريان.
رد عليه الشاب ريان. بصرخة قوية : لا تكن مغرورا يا وليد !!
ورجع الالتحام و القتال القوي من جديد !
على شاطئ جرف الغسق كان يوجد جسد رجل مستلقي على بطنه وقد تمزقت أغلب ثيابه رفع رأسه بصعوبة
ليشاهد ببغاء أزرق اللون يحط بالقرب منه عقد الرجل حاجبيه بحذر حتى نطق الببغاء بصوته الغريب :
أرى أنك لم تمت يـا ( غازي )
قال غازي بخجل شديد : أشعر بالعار يا سيدي ...
قال الببغاء الذي كان مسيطر عليه من ( المخلب ) : أعرف شعورك لكن ماهو شعور قائدك ..
فكر غازي بقائده الضخم وتذكر ردت فعله العنيفة تجاه أي خطأ أو غلط
فقال غازي بسرعة : هل قتل نفسي سوف يكفر عن أخفاقي ؟
رد الببغاء ببطء : كلا , ما لذي نستفيده من جثة هامدة ؟
النظام يعطيك فرصة اخرى , ******* الثلاثة قد هربوا بأتجاه جندار بواسطة قارب لكنهم أستخدموا حيلة
سخيفة للتخفي ولقد أكتشفت مكان توجههم و أريدك أن تقود فرقة على الحال للقضاء عليهم .
نهض غازي بصعوبة وقال : أ .. أمر سيدي
قال الببغاء : أرى أنك تخلصت من درعك الحديدي .
قال غازي : نعم في اللحظات الأخيرة وهذا جعلني استطيع النجاة من الغرق
قال الببغاء : إذهب إلى اقرب قاعدة عسكرية لنا و خذ لك ما يلزمك من الأسلحة والدروع وتوجه إلى
غابات الخيزران سوف تجد هدفك هناك .
وانطلق المغوار غازي بأكبر سرعة تستطيع قدماه تقديمه غير مبالي بالضعف والجهد الذي يتعب
جسمه ...
في غابات الخيزران سار أبطالنا الثلاثة مع الذئب ( فنرير ) فقال أسامة بإبتسامة :
كم قارب تظن تحطم بواسطة هجوم الوحوش المائية ؟
رد عليه جاسر : أنا متأكد أن ( المخلب ) سوف يجن حينما يكتشف الخدعة , لكن
مايا اين هو المكان المنشود بالضبط ؟
قالت مايا وهي تتأمل خريطتها : في شمال غرب غابات الخيزران يوجد كوخ
معلوماتي تقول إني سوف أجد المساعدة هناك ..
ثم توقف فنرير فجأة وقال بصوته الغريب : لحظة !
توقف الجميع ينظروا له بحذر ,فكان الذئب يشم الأرض وقال : رائحة دماء قريبة ..
قال أسامة : أين ؟
قال فنرير :يبدو على بعد 30 متر غرب ..
قالت مايا وهي تشير لنقطة ما : هناك !
نظر الجميع حيث تشير مايا , كان هناك جسد لشخص يرتدي درع حديدي خفيف ملقى على الأرض
وتحيطه بركة دماء ..
ركض الجميع نحو الجسد المدمي فقال جاسر :هل هو حي ؟
مد أسامة يده نحو الجسد لكن فجأة قفز أسامة للخلف و قد اقترب سيف حاد من يده لكنه تجنب الضربة في اللحظة الأخيرة
فوقف صاحب الجسد المغطى بالدماء وكان يضحك بشكل ساخر وقال :اللعنة! في آخر لحظة أخطات هدفي
لكنكم وقعتم في فخ تمثيلي !
قال أسامة : من أنت يا هذا ! و ماذا كنت تفعل !
ضحك الرجل بقوة ساخر فعقد جاسر حاجبيه وهو يقول بصوت جاد : أنه منمط !
قال أسامة : منمط ؟
قالت مايا : اشخاص امتهنوا قتل الناس بسبب أو بدون سبب وبعد قتل الناس يقوموا بأكل
قلوب ضحاياهم .
ثم أضاف جاسر :بعد أكل القلب تزيد وحشية القاتل يقال أنه يكتسب قدرة فريدة من نوعها عند الوصول
إلى وحشية عالية ..
أكملت مايا :كلما زادت الوحشية زاد إحمرار عين المنمط لهذا عند النظر لعين المنمط لا يمكن أن تخطأ
بهويته ..
قال أسامة بخوف وهو ينظر نحو المنمط : من خلال ما أخبرتموني به ومن خلال مدى إحمرار عينه
أستطيع أن أقول ...
رد المنمط بسخرية : نعم أنا منمط قديم وأستطعت قتل الكثير من الأشخاص ..
أمسك سيفه بيمينه وأخرج المنمط خنجر صغير وأمسكه بيساره وقال : عندما تذهبوا للجحيم قولوا للذين تشاهدوه هناك
أن هاشم قد أرسلكم !!
ثم هجم المنمط هاشم بكل قوة وسرعة نحو أسامة الذي تجنب ضربة السيف لكن هاشم
مد خنجر بسرعة وضرب به أسامة فتطاير الدماء في الهواء مما جعل مايا تصرخ بجزع صرخة قوية
وخائفة ...
جلس ريان يتناول طعامه بهدوء فقترب منه وليد ورمى على ريان كتاب ضخم
فقال ريان بحيرة وهو ينظر للكتاب : ماهذا ؟
قال له وليد :هذا الكتاب للمؤلف هاران هذا المؤلف استطاع خلال هذا الكتاب
ان يوصف أبرز مهارات القتال العضلي والسحري وحتى مهارات الطب ..
هذا المؤلف العبقري نجح في صنع دليل يجعلك تصبح محترف لكن
قال ريان : لكن ...
جلس وليد مقابل له وقال :المحارب الحقيقي يستمد خبارته من المعارك الكتاب لن يقاتل عنك
لكن بالتدريب والخبرة تستطيع ان تشق طريقك كمقاتل ..
أنت أخترت أن تكون ( فولاذي ) يا ريان و هذا التخصص يتطلب قوة كبيرة لدي إيمان أنك سوف سوف
تكون كذلك , انت تملك القوة والموهبة لكن ينقصك المعرفة ..
لم يعجب ريان هذا الكلام وقال بطرف فمه : ولماذا لا تعلمني هذا أيضا ؟
أبتسم وليد وقال : هذه الأمور تكتسبها أنت , انا علمتك أهم الأساسيات والباقي عليك أنت ..
هنا دوت صرخة انثوية فألتفت كل من وليد و ريان فقال الأخير : هل سمعت ؟
فقال وليد بحذر : نعم لنذهب حالا ..
و أنطلق الأثنان وهما يتمنيان الا يكونا قد تأخرا لنجدة المستغيث الغارق في ظلام الغابات ..
غابات الدماء ...
سقط أسامة على الأرض وكتفه ينزف بغزارة ...
نظر هاشم لخنجر الذي يقطر ددمم باستغراب وقال في نفسه : غريب ! لقد كنت مصوب نحو قلبه
وكانت حركتي أسرع من حركته أكيف أخطأت ..
كان أسامة يلهث وهو ينظر لذئبه فنرير و تمتم في نفسه :الحمد**** ,شكرا فنرير تقنية
التأثير الوحشي الذي نفذناها في آخر لحظة قللت دقت الهجمة وإلا كان خنجره مستقر في قلبي !
هنا رفع جاسر كفه وقال : كابوس !
دار هاشم حول نفسه برشاقة عالية ثم وقف وقفة قتالية وقال ساخرا : كابوس !
يبدو انك من أوروك يا هذا لكن مستوى تقنيتك لا يتناسب مع سرعتي الخارقة
وانقض مجددا المنمط بسرعته العالية نحو جاسر الذي استعد رافعا كفيه في وجه خصمه وقال : كرة النار !
قفز المنمط هاشم في الهواء لمسافة عالية متجنب الكرات النارية صارخا :استنفذت فرصتك يا فتى !
لكن أثناء قفزته في الهواء ظهرت له مايا و لمع سيفها بطاقة ضوئية وسددت ضربة عمودية على رأسه صدها
هاشم بكل سهولة ثم ضربها بكوع يده الأخرى في وجهها فسقط مايا على ظهرها و قد بان خط ددمم
يسيل من أنفها ,وضع هاشم ذراعيه على خصره ورفع رأسه يقهقه بقوة ثم قال :عظيم !
لم أشعر بهذه المتعة بالقتال منذ فترة طويلة ! أنتم بالفعل تسلية !
ثم أتخذ وضعية قتالية من جديد ولعق الدم الموجود على خنجره و هو يتمتم بسخرية :سوف أتناول قلوبكم
بأستمتاع شديد !
ثم انطلق مجددا نحو خصومه لكن فجأة جمد في مكانه فنظر لجسده برعب وهو يقول : ما هذا !
ثم بان ظل في الأرض فرفع هاشم رأسه ليشاهد شاب يطير في الهواء حاملا فأس حديدي بقبضتين
وقد سدد ضربته على رأسه مباشرة ,فستجمع هاشم كل قوته و قفز إلى الخلف متجنب الضربة
بكل صعوبة , فتراجع هاشم متأهبا فقال الشاب ذو الفأس الطويل : تبا تجنب الضربة
ثم التفت الشاب غاضبا للخلف وقال بغضب : تقنيتك كانت ضعيفة يا وليد !
ظهر وليد من خلف سيقان الخيزران وقال : لا تتحدث مع معلمك بهذه الطريقة يا ريان !
ثم قال وليد في نفسه : لقد تحرر هذا المنمط من تقنية ختم الماء الأسود ,هذا المنمط لا يستهان به أبدا !
قال هاشم وهو يتحسس ذقنه :كانت هذه التقنية ختم الماء الأسود ,صنديد من اجوريا هل أنا مخطأ ؟
قال له وليد : كلا ,لكي تتحرر من هذه التقنية بهذه الكيفية يثبت أنك شخص لا يستهان به يا هذا
لكن أعلم إني خصم سوف يجعلك ترهب البقاء وحيدا بالظلام !
قال ريان وهو يستعد للقتال :لا تسرق الأضواء مني يا وليد .
ثم وجه كلامه نحو المنمط وقال :أعلم أن ريان الفولاذي قد ظهر وحان وقت موتك !
ضحك المنمط هاشم ثم قال بخشونة :صنديد وفولاذي وساحر ظلامي و سيد وحوش و فارسة
خمسة أغبيــاء ضد واحد , النتيجة لن تتغير حتى لو وضعتم 100 غبــي ضد واحد لأن الغبــي يبقى غبـــي
ظهر صوت قرع طبول قوي ملئ المكان فلتفت هاشم حوله وقال بخوف : النظام !
ثم نظر لخصومه وقال :هل جلبتم النظام إلى هنا ؟ سوف نلتقي في وقت آخر أيها السادة !
ثم ركض هاشم مبتعدا بخضوات سريعة .
التفت وليد نحو أسامة وذئبه و مايا و جاسر وقال :من أنتم ؟
نهض أسامة وقال :شكرا على المساعدة ,نحن رحالة نبحث عن ..
هنا قالت مايا :هل أنت ( الناقل ) ؟
نظر وليد نحو مايا وقال :لم أسمع هذا الأسم منذ زمن بعيد , أفهم من ذلك أنك
**** من قبل ( الآمر ) .
هزت مايا رأسها مجيبة بنعم .
قال ريان بحيرة : ( ناقل ) و ( آمر ) ماذا يحدث هنا وهل تعرف هؤلاء القوم ؟
قال وليد وهو ينظر نحو قرع الطبول البعيد :لا أملك الوقت لشرح ذلك لك لكن هذه الأسماء
هي أسماء مستعارة يتناولها رجال الثورة لكي يخفوا هوياتهم .
ثم وضع وليد أذنه على الأرض وقال بجزع : أنهم يحيطوا بنا من جميع الأتجاهات وقد أقتربوا منا
بشكل كبير ..
قال جاسر :لأي حد ؟
قال وليد : لحد لا يمكننا الهرب من هنا بالطريقة العادية .
ثم أنحنى يلتقط من حقيبته صندوق صغير عندما فتحه ظهر بداخل رمال حمراء اللون غريبة الشكل ..
ثم قال : الكمية لا تكفي ..
قال أسامة : ماهذا ؟
قال وليد : هذه الرمال رمال خاصة من صحراء بعيدة هذه الرمال تساعد على عملية النقل
النقل السحري من مكان إلى مكان آخر يتطلب طاقة ضوئية قوية ولكي نضمن سلامة الجسد من التضرر بتلك الطاقة
كما لسيطرة على إتجاه النقل نستخدم هذه الرمال الخاصة لأمتصاص الطاقة الزائدة من عملية النقل .
ثم نظر لهم وهو يتكلم بقلق :لكن عددنا خمسة و ذئب ولا أعتقد أن الرمال الموجودة لدي تكفينا .
قال جاسر بقلق مشابه : وماذا لو تم نقلنا والرمال لا تكفي ؟
قال وليد :اقل الأضرار أن يتم النقل لمكان آخر أي لا تكون عملية النقل دقيقة ..
قال أسامة :وأكبر الأضرار ؟
قال وليد بلهجة مخيفة : الحرق بالطاقة الضوئية !
صمت الجميع وبلع الجميع ريقه بصعوبة ثم قال فنرير : رائحة الأعداء تقترب عليكم أن تقرروا بسرعة !
لم يعلق وليد أو ريان على أن الذئب يتكلم فكان ذلك آخر شيء يقلقوا من أجله ..
قال أسامة : فل تقم بعملية النقل ..
قال وليد : هل تتحملوا الأضرار ؟
قال أسامة بكل حزم : نعم
التفت وليد نحو الباقي وقال : هل هذا قرار الجميع ؟
قال جاسر : انا موافق
قالت مايا وهي تبتسم بصعوبة :منذ رأيت هؤلاء الفتيان عرفت إني سوف أواجه أخطار كبيرة لكني موافقة
عوى الذئب فنرير موافقا .
نظر وليد نحو تلميذه الشاب ريان فأبتسم الاخير وقال :لم أكن اعرف أنك تتقن مهارة النقل .
ابتسم وليد بدور ثم قال : انت لاتعرف عني شيء ايها الفتى
ثم قال بجدية : اقتربوا !
اقترب الجميع منه ونثر الرمال التي بالصندوق فوق الجميع ثم صاح : انتقال !
وسطعت طاقة ضوئية كبيرة حول أبطالنا في اللحظة التي وصل في جيش كبير تابع للنظام لكن كانت عملية النقل
تمت واختفى أبطالنا نحو المجهول .. المجهول الغامض .
.
يتبع
اعتذر عن التأخير
الحلقة الرابعة
حلقت كتلة ضوئية تشبه المذنب في السماء الزرقاء الساطعة ومرت فوق أشجار كثيفة ثم فجأة سقت بكل عنف على الأرض
وظهر ظل ثلاث ظلال لرجال وظل لذئب مطروحين على الأرض وسط دخان كثيف , انطلقت تأوهات ألم من منطقة
الارتطام ,حاول أسامة رفع رأسه لكنه شعر بثقل كبير
في جسده فنظر لذئبه فنرير الذي كان يلهث بصعوبة لكنه كان سليم التفت إلى
مايا التي كانت تلهث بدورها وقد تناثرت خصلات شعرها الأحمر بشكل عشوائي كانت تجلس على ركبتها وتستند
يدها تساعدها على الجلوس ثم شاهد وليد
الذي كان مستلقي على ظهره متألما وساقه اليسرى قد أحترقت على نحو بشع فنهض
أسامة هلعا متناسيا ألمه وجلس بقرب وليد
يعاين أصابته ثم قال له :أنت بخير ...ساقك ...
قال وليد بصعوبة و ألم :دعك من ساقي ,الغبار
يغلف المكان , لا أستطيع أن أرى بوضوح ما الذي تشاهده ؟
قال أسامة و هو يتلفت حوله :السماء زرقاء و الجو مشمس
حولنا أشجار في كل مكان , لكن هناك كوخ كبير ...
أبتسم وليد بصعوبة وقال : لقد وصلنا أمانسيس
على كل حال ...
قالت مايا بحيرة : أليس من المفترض أن تنقلنا إلى ماندا ؟
قال وليد وهو يحاول النهوض :
لم أستطع الطاقة كانت كبيرة و لم أكن قادر على السيطرة بسبب قلة الرمال فوق ذلك عندما حاولت التوجه لميندا
كانت هناك عملية تشويش فكرية لم أستطع التركيز ...
ثم قطع كلامه وهو يقول فجأة : المكان هادئ ! أين ريان ؟
التفت الجميع وقال أسامة بحيرة أكبر : و جاسر مفقود أيضا !
قالت مايا و هي تنهض بصعوبة : لربما سقطوا بالقرب من هنا
سقطت مايا على الأرض وقد عجزت عن النهوض
وهي تمتم في نفسها : لم أعتقد أن الانتقال بهذه الصورة سوف يكلفنا كل هذا الجهد
أما وليد الذي نجح في الجلوس والاستناد على جذع
شجرة قريبة فكان خائفا وقلقا على مصير المفقودين و هاجس يفزع نفسـه بأنهم أحرقوا وتحولوا إلى رماد !
ثم ظهر ظل يسير بالقرب من أبطالنا وقد تأهب أسامة
وحاول أن يلتقط فأسه الجليدي لكنه شعر بألم شديد في كتفه فنظر لكتفه المصاب فتذكر معركته السابقة
مع المنمط هاشم فأمسك كتفه متحاملا على ألمه ونهض
و هو يراقب الظل القادم لهم و يسأل نفسه عن ماذا يستطيع فعله بواسطة كتفه المصاب وذئب مجهد وفارسة غير متوازنة
القوى و صنديد محروق الرجل , و الظل يقترب بكل بطء وهدوء ...ويقترب ... ويقترب ..
في منطقة قريبة لقرية تسمى فأس الحطاب الذي حط فيه أبطالنا ظهر مذنب آخر ينطلق بسرعة وعنف وارتطم بالأرض بعنف شديد
ودخان كثيف ملئ المكان ثم انتشرت تأوهات ألم ثم صوت غاضب :عديم الفائدة , الفاشل
انت يا وليد ما هذا الأنتقال الشنيع !
وقف ريان يلتفت حوله لكنه لم يشاهد معلمه
وشاهد جاسر مستلقي على الأرض بتعب وهو
يضع يده على رأسه ويقول : أين نحن ؟ هل وصلنا لماندا ؟
قال ريان وهو يراقب الأشجار :
هذه أمانسيس دون شك لكن ليست ماندا , ذلك الفاشل أخطأ في نقلنا لكن أين هو وبقية رفاقك ؟
قال جاسر بتعب شديد :لست أدري ..
قام ريان بمساعدة
جاسر على النهوض وقال له : تستطيع المشي ؟
قال جاسر بصعوبة مبتسما :قليلا , يبدو أنك سوف تكون
حاضنتي لبعض الوقت .
ابتسم ريان بدوره وقد جعل
جاسر مستندا على كتفه ثم تقدم قليلا وتوقف فجأة
فقال جاسر بحذر : ما لذي ...؟
قال ريان و هو يتأمل بقعة خلف الأشجار : هششش
هناك احد يراقبنا ..
فكر ريان بسرعة وهو يقول في نفسه
إذا كان الشخص من النظام وهاجمهم سوف يكون جاسر
عائقا بالنسبة له , لن يستطيع أن يوفق بين القتال وحمايته لهذا عليه أن يتخذ أكثر الخطوات جرأة
فصاح ريان : أخرج يا هذا ولا تكن خجولا
خرج من خلف الأشجار رجل في منتصف العشرينات شاحب اللون أسود الشعر والعينين يرتدي ملابس جلدية رمادية
وبيده سيفان وهو ينظر لبطلينا نظرة باردة و خاوية من أي مشاعر ...
عند منطقة فأس الحطاب وقف أسامة متأهبا
حتى ظهرت فتاة ضئيلة الحجم ترتدي ثوبا أخضرا ذو شعر أزرق اللون وملامح جميلة طفولية نظرت لهم الفتاة
بعينيها الواسعتين ذات اللون العسلي بنظرات مندهشة وقالت : ما ... من ....
قال أسامة ملوحا بيده : نحن لا نقصد أذية أحد
لكن لدينا إصابات هل تستطيعي مساعدتنا ؟
نظرت الفتاة لأسلحة الموجودين بشك فرمى أسامة
فأسه وقال : نحن نحتاج لمساعدة لدينا شخص ساقه مصابة بشكل مخيف هل تستطيعي مساعدتنا ؟
رجع الهدوء لعين الفتاة فقتربت من وليد
و نظرت لرجله المصابة فمدت يديها نحو ساقه ولمعت يديها بطاقة ضوئية انتقلت وغطت ساقه
فقالت مايا :هل هذه ....؟
قال أسامة بحيرة : ما الذي تفعلينه يا ..؟
كان وليد يتألم بشدة لكن بدى عليه أنه يتعافى
بشكل تدريجي ...
قالت الفتاة بثقة دون أن تلتفت له : اسمي روز و أقوم بعلاج جروحه بطاقة ضوئية تطهر جروحه وتداويه بسرعة لا يمكنك تصورها .. لكن ..
قال أسامة : لكن ؟
قالت روز وهي تنهض : لقد شافيت معظم الأصابة أما الباقي يحتاج لاستخدام أدوات طبية
داخل الكوخ هناك , هل تساعده على النهوض إلى الكوخ ؟
حمل كل من أسامة و مايا المصاب
وليد ذراعيها ويلحقهم
الفتاة روز والذئب فنرير بهدوء دخلوا للكوخ وكان واسع قليل الأثاث نظيف تزينه بعض المزهريات
بداخلها أزهار بيضاء جميلة .
طرحا وليد على فراش أبيض
فتحت الفتاة خزانة معلقة على الجدار واخرجت صندوق صغير أقتربت من الفراش وجلست فاتحة الصندوق
مخرجة قطع قماش و عبوات بها مواد ملونة غريبة ..
أبتسمت روز بطيبة وهي تقول : هذه المواد الملونة ترياقات مختلفة صنعتها بنفسي ...
أرض الامانسيس مليئة بالمواد المفيدة .
ثم تغير ملامحها وهي تقوم بتطبيب جرح وليد
وقالت دون أن ترفع عينها عن الساق المصابة : أنتم لستم من النظام .. أليس كذلك ؟
صمت كل من أسامة و مايا
وهما لا يعرفان بماذا يجيبان فقال وليد
بصعوبة : لا تقلقا هذه الفتاة ليست من النظام ..إنها لا تحمل شارة النظام .
قالت مايا بشك : لكنها تستخدم تقنيات العلاج وهذا الشيء لا يستطيع
فعله أحد هذه الأيام دون أن يكشفه النظام .
صمتت روز ثم قالت وهي تلف الساق المصابة بضمادة : عندما شاهدت كم تحملوا الأسلحة اعتقدت نفس الشيء
لكن ملامحكم كانت تدل على أنكم كنتوا قد هربتوا من خطر كبير .. من أنتم ؟
قالت مايا : نحن أشخاص مخالفين للنظام شاء القدر أن نلتقي
لنحارب معا , تم حصارنا في اجوريا فاستخدم وليد
تقنية الانتقال لكن خطب حدث للأنتقال وسقطنا هنا وفقدنا إثنين في الانتقال ولا نعرف ما حدث لهم .
قالت روز بدهشة :تقنية إنتقال ؟ هل جننتم ؟ أحد سادة النظام يستطيع التشويش على أي عملية إنتقال
مشبوهة تحدث لكي يمنع الأنتقال العشوائي المشبوه لداخل المدن الرئيسية هكذا يحكمون سيطرتهم .
قال أسامة :هذا ما تحدث عنه
صاحبنا المجروح هنا ..
ثم قال وهو يتأمل المكان : أنت لا تعيشي لوحدك هنا اليس كذلك ؟
قالت روز وهي تبتسم :أعيش مع زوجي ,ذهب لكي يجلب بعض الأعشاب من الجوار ,سوف يأتي
في أي لحظة ..
همست مايا بخبث في إذن أسامة : متزوجة , يالخيبة الأمل ..
إلتفت أسامة مرتبكا وقال : مالذي تقصديه ؟
إقتربت روز بصندوقها نحو أسامة
وقالت : كتفك مصاب , دعني ألقي نظرة .
تفحصت جرح أسامة وقالت : يبدوا إنه جرح
يختلف عن صاحبك , هل هذا الجرح بواسطة سلاح ؟
قال أسامة : إنه لا شيء واجهنا منمط قبل وصولنا
وجرحت في المعركة .
توقف روز فجأة واتسعت عينيها وقالت : منمط !
قال أسامة مبتسما : أجل ,ولقد كان الوغــد سريعا
قالت روز بهلع : وما لذي حدث للمنمط ؟
قال أسامة مرتبكا لهلعها : لا أعلم فلقد توجهنا في غابات
الخيزران وهجم جيش النظام وانتقلنا إلى هنا ..
صمتت روز وتنهدت بإرتياح وعاد الهدوء لملامحها من جديد وقامت بعملها في مداواة الجرح بكل هدوء
دون أن يعرف أحد ما لذي كان يفزعها وما يدور في رأسها ..
وقف الرجل ذو السيفين ينظر لبطلينا بهدوء فقال ريان
صارخا : عرف عن نفسك يا هذا !
قال الرجل ببطء : أنتم من يجب ان تعرفوا عن أنفسكم ..لقد دخلتم حدود أملاكي ..
صمت البطلان حتى همس جاسر :إنظر ..
قال ريان بحذر : ما لذي أنظر إليه ..؟
قال جاسر بجدية : عينيه ..
كانت عينا الرجل الواقف أمامهم تتخللها حمرة ضعيفة لكنها وحشية على الرغم من برود نظرات خصمهم
أدرك الرجل أن الواقفان أمامه قدر أدركا هويته فقال بإرتباك على الرغم من محاولته ليكون هادئ : إسمعا
إنه آخر إنذار لكم , تستطيعوا أن تغادروا بسلام دون الحاجة للقتال .
امسك ريان جسد
جاسر وجعله يجلس على الآرض وقال : استرح هنا
قال جاسر بخوف : ما لذي تنويه ؟
قال ريان مبتسما : سوف اتعامل معه ..
انت لا تستطيع القتال حاليا سوف اهتم به لوحدي ..
ثم التفت وتناول فأسه الطويل ذو القبضتين ورفعه عاليا وهو يقول :أنا اعرف المنمطين أمثالك عندما ادركت قوة خصمك
ومدى المأزق الذي تعيشه لجأت للحيلة والمسكنة , لكن لن اترك أمثالك أحياء ,لأنك سوف تقتل احدهم بتأكيد
قال الرجل بهدوء :سوف أقتلكم إذ لم ترحلوا ..
مسك ريان فأسه الطويل بقوة وقال : تعجبني
وقحاتك !
قال الرجل : و أنا تعجبني حماقتك !
ثم أنطلق الرجلان نحو بعضهما وتصادمت الأسلحة بعنف وتراجعا للخلف بسرعة ثم سدد
ريان ضربة افقية من فأسه الطويل فأنحنى الرجل متجنبا الضربة ثم سدد طعنة بكلا سيفيه وهو يصرخ
: الهجوم الطاعن ! فصدها
ريان بطرف فأسه الطويل بحركة صعبة وسريعة
ثم ضرب الأرض بفأسه تحت ساقي الرجل الذي قفز للخلف متجنبا الضربة فقال ريان :ما اسمك يا هذا ؟
قال الرجل بهدوء :ليس من شانك !
قال ريان بغضب : لا تعتقد إنه إعجاب بك أو ما شابه
لكني أسجل في مفكرتي أسماء المنمطين الذين قتلتهم .
قال الرجل مبتسما بسخرية : إسمي كو .. اقصد كيجن .
قال ريان متأهبا :كيجن هاه !
إذن استعد للموت و انقض عيله مسددا ضربات سريعة متتالية
قال كيجن في نفسه : هل تمثل هذه الضربات السريعة قدرة الغضب البربري ؟
كان كيجن قد تجنب ضربة من نصل الفأس الطويل لكن ريان
صرخ وقال : هجوم المروحة ولوح بالفأس الطويل فتجنب كيجن بصعوبة شديدة ..
إبتسم ريان وقد وقع خصمه في مصيدته
فقال وهو ينقض بسرعة : سوف إريك مهارة يختص بها شعب اجوريا
أثناء هجومه كان يتذكر التدريب الذي تلقها ليتقن هذه الضربة , كان الضربة تعتمد على حركتين عليه أن ينسق بين الحركتين
بإتقان الحركة الأولى كانت أن يقفز بوضعية معينه تمكنه من خلال القفز أن يسحب معه تيار هوائي يصعد الغبار معه في الهواء
بحيث أن خصمه يقل تركيز بسبب الغبار فيصبح في حالة إغشاء ثم يقوم بمسك الفأس بكلتا يديه وينزل بضربة عمودية على
رأس خصمه كانت تلك التقنية تسمى بقاصمة الصخر !
فقفز ريان وقد تطاير بعض الغبار حوله وكذلك بعض
العشب الذي تفتت بفعل القتال فقال كيجن مندهشا :هذه ...
قال ريان وهو في الهواء : خذ هذه !!
و نزل بفأسه مسددا ضربة عمودية على رأسه خصمه بكل قوة وعنف ... و دقة ..
دوى صوت إترتطام فأس ريان بسيفي كيجن
وركل كيجن صدر ريان فقذفه للخلف مرتطما بجذع شجرة
فبتسم كيجن بسخرية وقال : هذه هي تقنيتك إذا ..
قال ريان : مستحيل ! كيف تمكنت من صدها !
قال كيجن : أولا تقنيتك تعتمد على إغشاء الخصم وإذا فشل الأغشاء تصبح ضربة عادية ويمكن صدها
ثانيا يجب أن تتفقد البيئة التي حولك سوف تجد أن كمية الغبار هنا غير كافية لأنتاج الأغشاء الازم
ثالثا خصمك من الأشخاص الذين لا يرف جفنهم في المعركة !
ثم وقف كيجن متأهبا وقال : سوف أريك مهارة أختص بها شعب ارمادا !
وركل الأرض مطلقا غبارا في وجه ريان
وقال كيجن : الغابر العامي !
تشوشت الرؤية لدى ريان لكن عندما وضحت
الرؤية لديه كان خصمه اختفى فحاول أن ينهض لكن صوت جاسر
علا صارخا : أنتبه انه خلفك
التفت ريان خلفه وهو يهم بالنهوض فظهر من العدم
خصمه وهو شاهرا أحد سيفه ويقول بشراسة : تصادم الظلام !
وضرب بكل قوته وعنفه ... وشراسته ....
اقترب السيف من وجه ريان المذهول
لكن انطلق صوت قائلا : كابوس !
و تجمد السيف في مكانه و كيجن غير قادر على تحريك نفسه , هتف
جاسر : الآن فرصتك يا ريان
نهض ريان و هو يمسك فأسه الطويل بقبضتيه
وصاح :مت يا ......
لكن كيجن صاح في اللحظة الذي اقترب الفأس الطويل من جسده قائلا : التفادي المركز !
و بسرعة لا تدركها الأعين اختفى من مكانه وظهر على بعد متر من موضعه الأصلي ليضرب فأس ريان الهواء قبل أن يضرب الأرض
تمتم جاسر الذي كان ما زال جالسا على الأرض مستندا
على جذع شجرة :أستطاع أن يتحرر من الكابوس ,يبدو أنه اقوى من مهارتي لكن
رفع كفه للأعلى وقال : كرة النار !!
وانطلقت كرة نارية بسرعة نحو كيجن لكنه تجنبها بسرعة أكبر لترتطم كتلة النار في شجرة قريبة و تشعلها
جلس كيجن على ركبة واحدة ينظر بنظراته الخاوية نحو خصميه وهو يحدث نفسه : هذان الخصمان ..
ليسا عاديان ...
وقف ريان رافعا فأسه الطويل و قال ساخرا :
هل تعبت أيها المنمط التــافه !
وقف كيجن بصمت وهدوء و أغمض عينيه ثم وقف بوضعية قتالية رافعا احد سيفيه والسيف الآخر قد أخفضه
وقال بصوت هادئ :لقد واجهت العديد من الخصوم من مختلف الشعوب ...
لكن الفخر أنك و صديقك البائس قد بقيتما على قيد الحياة لهذه المدة ..
ثم فتح عينيه لتبز عينه الخاوية ذات الحمرة الخفيفة وقال بصوت الحازم : هذا أختبار لقوتك وسرعتك
وانا أراهن إنك أنت الخاسر ..
لوح بسيفه المرفوع و أضاف :فأسك الطويل ذو القبضتين مقابل سيفاي هذان !
تأهب الفولاذي ريان وقال : أرني مالديك
وأنطلق الفولاذي بسرعة خاطفة نحو كيجن السفاح ...الرشيق ..السريع و القاتل ..
وجه ريان فاسه الطويل نحو رقبة خصمه السفاح
بينما وجه كيجن سيفيه نحو قلب الفولاذي ..
وارتفع صراخ انثوي : توقفا !
وتوقف الخصمان في جزء الثانية الأخيرة وتراجعا بسرعة عن بعض ملتفتين نحو صاحبة الصوت التي كانت
روز التي تلهث وخلفها كان أسامة
و وليد و الذئب فنرير
و مايا فقال كيجن بدهشة :روز
ما لذي تفعلينه هنا , ومن هولاء ..؟
قالت :روز : هولاء الأشخاص لا يقصدوا اذية أحد وهاذان الشخصان هما ..
قاطعها ريان : اللعنة ! ما لذي يحدث
هنا ,لماذا تمنعوني من قتل هذا المنمط !
قال وليد وقد عقد حاجبيه : منمط !
صاح ريان بغضب :أجل منمط أنظر لعينيه جيدا !
صمت وليد وهو ينظر إلى روز
كأنه ينتظر تفسير ما ..
فقالت روز بإرتباك :هذا الشخص هو زوجي ..
اعتلت الدهشة على وجه الجميع فأكملت روز : نعم قد يبدو أنه منمط لكنه لم يعد كذلك فمنذ ...
قال كيجن ببرود : لست بحاجة ان تبرري لهم موقفي يا عزيزتي روز ,إذ فهموا قضيتي أو لم يفهموا
هذا آخر شيء أهتم به..
قال ريان بغضب : أيها المغرور ,لقد أنقذتك الشابة
من فأسي !
كان ريان يشير على رقبة كيجن الذي تحسس رقبته
ليجد قطرات ددمم تخرج من جرح صغير في رقبته فأبتسم كيجن ببرود وقال : يبدو انها من أنقذتك .
نظر ريان نحو صدره فوجد قميصه قد تمزق في ناحية القلب
فصمت وهو يحترق غضبا ..
لكن كيجن قال بحزم : ما لذي تفعلوه هنا على أية حال ؟
وراحوا الأبطال يحكوا قصتهم المثيرة والغريبة ...
في منطقة في قرب من منجم اوجلا الأول جلس المنمط هاشم
وهو ينظر للأرض متسع العينين غير مصدق ما حدث منذ لحظات ليست بطويلة
كان يركض بقوة محاولا الهروب من الحصار لكن جيش النظام أطبق الحصار جيدا وعن برزت جموع الجيش تجمد هاشم في مكانه وتأهب للقتال لكن ظهر على ما يبدو قائد الفرقة
ونظر جيدا لـهاشم وقال :أنه ليس منهم
قال أحد الجنود : سيدي غازي لكنه منمط يستحسن أن ...
قال غازي بحزم :انه مضيعة للوقت لدينا هدف اسمى من هذا التــافه , فلنتقدم
وتجاوز حشود الجيش المنمط هاشم لكن
غازي وقف ونظر بطرف عينيه من ناحية هاشم
وقال بلهجة مرعبة :يستحسن بك الأختفاء من هنا قبل أن أرجع إذا أردت أن تعيش أكثر
و انطلق القائد مع جيشه نحو نقطة الهدف ..
مسك هاشم خنجره الرمادي يراقبه وتمتم في نفسه :
كل تلك الحشود من أجل من ؟ .... شخص أسمى مني ؟
هل من الممكن أنه كان يقصد مجموعة الأطفال تلك ؟
لا لا .. لا يمكن ذلك !
لكن لم يكن هناك أحد غيره وغير تلك المجموعة !
نهض هاشم بحزم وقال : يجب أن اخبر
المنظمة بذلك !
و انطلق المنمط هاشم يعدو بسرعة كبيرة للغاية ..
قال كيجن بدون إنفعال :قصة مدهشة .. لكن ...لقد أفستدم كل شيء هنا .
قالت مايا بدهشة : ما لذي افسدناه ؟
قال كيجن والقلق يتسلل لصوته :أنتم أخبرتموني أن حريق الأشجار الناتج من كرة النار قد جذبكم لمكان المعركة
أنا متأكد أن النظام قد شاهد هذا أيضا .
صمت الجميع فقال وليد : أنت محق
لهذا لسلامتك أنت و زوجتك من المستحسن أن ترافقونا إلى ماندا ..
قال ريان بحنق :ماذا ! كيف تثق بهذا الشخص !
هل نسيت أنه منمط !
قال وليد بهدوء :قضية المنمط أنتهت
علينا الوصول لماندا وعلينا أخذهما معنا ,لأن لو تركناهم هنا لربما عثر عليهما النظام وأجبروهما على البوح بوجهتنا
فنصبح في ماندا كالفئران في الفخ ..
صمت الجميع لهذا المنطق فقال كيجن وهو ينظر لزوجته الصامتة :يبدو أن هذا هو الحل الأنسب و الوحيد
قال زوجته روز : ماندا التي سمعتوا عنها لم تعد مثلما كانت ..
ثم أضافت : بعد الحرب الكبيرة تدمرت ماندا التي كانت معلقة في السماء وسقت بقايا الحطام والجثث ..
ثم أقام الناجون ببناء ماندا أخرى في منطقة كانت تسمى ( مرساة ماندا ) وأطلقوا على ماندا الجديدة أسم
(ماندا العريقة ) ...
قال أسامة في نفسه : يا حظي التعس
المدينة الثانية التي دمرت قبل أن أراها ..
قالت روز : قبل الذهاب لماندا علينا الذهاب للكوخ لجلب اغراضي وبعض الملابس التي سوف تساعدنا
في إخفاء هويتنا ..وأنطلق الأبطال نحو الكوخ ليبدوأ مغامرة جديدة ومثيرة ..
ماندا العريقة كانت نسخة جميلة من ماندا الأصلية ,لكن إذا استثنينا المتاجر التي كانت تعج بالأسلحة والدروع والأدوات
الحربية لن تجد فرق واضح بين ماندا السماء وماندا الأرض العريقة ..
تقدم أبطالنا وهم يخفوا وجوههم تحت أوشحة قديمة فقال أسامة
بحزن :لا يمكن أن أتصور أن افعل بذئبي هكذا !
قال وليد مواسيا :ليس من الحكمة أن تتجول بذئبك
في منطقة تابعة للنظام ..
اضافت مايا :فوق ذلك بطاقة المرافق ليست بالمكان السيء ..
و البطاقة معك أينما ذهبت ..
صمت أسامة عاجزا عن الرد رغم عدم أقتناعه ..
توقفوا عند منزل ضخم و طرقت مايا الباب ثلاث طرقات متفاوتة
فأجابها صوت من خلف الباب :من يكون الطارق في وقت الغروب
أستغرب الجميع فقد كان الوقت فات على الغروب وأظلمت الدنيا منذ ساعات ..
فردت مايا بصوت خافت :الغروب والشروق انتصفا ..
رد الصوت : ومتى سوف تشرق من جديد ؟
ردت مايا بصوت أكثر خفوت :عندما يختفي سبب الظلال .
عم الصمت لبرهة ثم فتح الباب رجل في بداية الأربعينات ابيض البشرة و اشقر الشعر ذو عين زرقاء ثاقبة
وبنية ضخمة و قال بصوت خافت : ادخلوا .
فهموا أن الذي حدث منذ ثواني عبارة عن كلمات سرية تحدد هوية الطارق .
دلف الجميع نحو المنزل و ما أن دخلوا حتى قال الرجل :مايا
لقت تأخرتي كثيرا , أعتقد أنك ..
ثم قطع كلامه وهو يتأمل وجوه الموجودين فقال بقلق : أين هو المرشد قيمس ..؟
صمتت مايا وهي تنظر إلى الأرض بحزن شديد
فقال الرجل بعد برهة من الصمت : فهمت المرشد لم يعد بيننا بعد الآن ..
ثم رفع رأسه كانه ينظر للسماء و أضاف : فليكن الفردوس مثواه ..
وأغمض عينيه بتأثر واحترم الجميع موقفه فلم يجرأ أحد حتى على التنفس .
فتح الرجل عينيه ونظر إلى الوجوه الجديدة وقال :مايا
يبدو أن لدينا زوار مثيرين للأهتمام ..
قالت مايا بحماس : لن تصدق ما مرينا به سويا
ايها المرشد موران
قال موران : قبل أن تبدأي ..
نظر بأتجاه آخر وقال :تعال هنا ايها الخادم ..
ظهر رجل طويل وانحنى امام سيده موران ثم انحنى باتجاه الضيوف قال له موران : خذ اغراض السادة
وجهز لهم اسرتهم ..
قال الخادم بلهجة مليئة بالاحترام : آمر سيدي ..
ثم اخذ الحقائب الصغيرة الموجودة واختفى في ظلام الممر , نظر موران لهم وقال : اتبعوني
لحقه الجميع حتى وصلوا لغرفة واسعة بها عدة كراسي جلس الجميع حول موران وراحت مايا تقص عليه القصة قال موران : ماسمعته مثير للأهتمام فعلا ..
ثم نهض وهو يقول : اليوم يكفي وغدا سوف نكمل نقاشنا حول هذا الموضوع يجب أن ترتاحوا بعد عناء السفر الطويل
خرج موران من القاعة ولحقه ضيوفه دون أن يعرف أن هناك أذن شرير كانت تنصت لكل كلمة
وكانت النوايا المظلمة تحيك الشر وتحيك وتحيك .....قطعة شريرة فنية ..
أستيقظ وليد وجلس على طرف فراشه وهو يحاول أن يبعد عنه
اطياف النوم التي ما زالت تثقل جفنه فبعد الرحلة المفاجأة الطويلة والشاقة يشعر ان النوم الذي تحصل عليه لا يساوي الجهد الذي بذله
نظر لساقيه وقال في نفسه : عجيب عمل السحر الطبي لقد شافى ساقه بسرعة ورجعت مثلما كانت ..
تناول ابريق ماء بالقرب منه وغسل وجه ثم شرب جرعة صغيرة و نهض خرج الغرفة , وقف وهو يحاول أن يتذكر معالم
المنزل , فسار في في احد ممراته ليجد ذلك الخادم الطويل يكنس الممر في هدوء ,لكنه التفت بغتة نحو وليد
وابتسم الخادم وقال :اوه سيدي لقد اخفتني !
قال وليد : اعتذر عن هذا ...أين البقية ؟
قال الخادم بهدوء :السيد أسامة في حديقة المنزل
يتدرب مع ذئبه فيرن...
قال وليد بسرعة : فنرير
قال الخادم : أجل فنرير
ثم أضاف :الآنسة مايا مع السيد موران في غرفة
الضيافة
السيد جاسر ما زال نائما
اما السيدة روز في غرفة المختبر تجري بعض التجارب
فلقد طلبت بعض الأعشاب الطيبة المتوفرة في المتاجر ..
أبتسم الخادم وهو يقول :اما السيد ريان فهو لا ينفك
في اصدار ضوضاء عالية في غرفته .. هل هو يتدرب ؟
تمتم وليد في نفسه :هذه عادة تلميذه النشط !
ثم قال وليد :ماذا عن كيجن
؟
قال الخادم :السيد الصامت ؟ لقد خرج منذ دقائق خارج المنزل .
اتسعت عينا وليد وقال في نفسه :ما لذي يفكر فيه
هذا المجنون صحيح أن إحمرار عينيه منخفض لكن احتمالية كشفه كبيرة !
ثم خرج وليد من المنزل مسرعا والخادم يراقبه مندهشا .
وقف كيجن أمام كشك التبرعات والصدقات
وأخرج من جيبه كيس من القطع الذهبية و وضعها في الكشك ثم أنتظر دقيقة كاملة و أخرج مرآة صغيرة ونظر فيها يراقب إنعكاس
وجهه فأغمض عينيه بأسى ثم فتح عينيه و هم برمي المرآة لكن صوت خلفه منع من ذلك قائلا :الا يجدي ذلك بعد الآن ؟
التفت كيجن ليجد وليد
فصمت الأول وأشاح وجهه فقال وليد :خروجك من المنزل مخاطرة وكذلك إثارة الضجة برمي مرآة في
الشارع مثل هكذا !
لكن أقدر شعورك تجاه تطهير ماضيك ..
قال كيجن بخفوت وبرود :الماضي لا يتطهر ..
على الأقل ليس الماضي الخاص بي ..
قال وليد :ما لذي يجعل ماضيك بهذا السوء ؟
صمت كيجن و أخذ يتذكر ماضيه ..
ماضيه الأسود ... الأسود والدموي ..
.
.
قبل سبع سنوات سن كيجن سيفيه
ثم أستخدم تقنية الأختفاء وجلس ينتظر طريدته بمنتهى الصبر حتى ظهرت تلك القافلة المكونة من سبعة أشخاص
تمتم في نفسه : سبعة ؟ هذا أفضل من لا شيء ..
ثم مسح بيده على أحد سيفيه بلهفة وقال : هيا بنا ..
تقدم نحو القافلة ببطء ثم ظهر خلفهم وبدأت المجزرة حمام من الدماء سال في تلك البقعة ثم أخذ يمزق صدور ضحاياه
ويتناول قلوبهم و هو يشعر بوحشية كبيرة تسري في عروقه وقوة لا يقوى ان يحتملها ثم أخذ يترنح وهو يقترب من البحيرة
القريبة وسقط على وجهه مغشيا عليه وهو في غمرة نشوته .. يحلم بالقوة والشدة ... والغضب .
شعر بيد ناعمة على وجهه فأستيقظ بعنف وهو يظن أن أحد من النظام قد عثر لكنه لمح فتاة ضئيلة الحجم أرتعبت لكنها
أبتسمت وقالت : ظننت أنك قد أصبت لكن يبدو انك لم تصب ابدا
قال كيجن في نفسه :هل هذه البنات مغفلة ؟
الم تلاحظ إحمرار عينيه الشديد بفعل قتل 993 ضحية وتناول قلوبهم ..
إبتسم وقال في نفسه : حسنا سوف تكون هذه الضحية رقم 994 ويبغى ست ضحايا ويعادل رقم سيد المنمطين ..
سوف يشق اسمه في تاريخ منظمة المنمطين ..
قالت الفتاة بحزن : سيدي لديك عين حزينة .. مثلي تماما .
صمت كيجن و أخذ يتأمل عينيها العسليتين
ولمح في عينيها شيء غريب .. هل هذا هو الحزن التي كانت تتكلم عنه ؟
يالغرابة هذا الشيء كأنه يدور في تضاريس عينيها .. كأنه يشعر بشجن ثقيل في صدره هل هي الرغبة في البكاء
ولماذا يبكي اصلا ... هل بدأت عينيه بالبكاء حقا ؟
أغمض عينيه وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها وقال بعنف : تبا لك ما لذي تفعلينه لي ؟
قالت بإرتباك :أقسم إني لم ...
ثم صدر صوت خافت فإلتفت الفتاة بخوف كأنها تخاف من شيء محدد فتأهب كيجن والفتاة تراقبه
بخوف
فظهر ثلاث جنود من النظام و قال أحدهم : كنا نبحث عن الفتاة التي تستخدم السحر الطبي لنجد منمط معها
قال جندي آخر :إنها ضربة حظ , السادة سوف يسعدوا بالغنيمة !
كان كيجن يدرك مدى صعوبة
هزيمة جندي واحد من النظام فما بالك بـثلاثة جنود دفعة واحدة لكن لا مفر من المواجهة هنا , عندما بدأ القتال
تمكن أن يقضي على أحدهم يضربتين هل كان ذلك الجندي الميت ساحر ظلامي ؟ يبدو ذلك من مهاراته
ثم أصابه جرح مباغت في ذراعه لكن جرحه تشافى بسرعة رهيبة ولمح الفتاة التي تقف خلفه وهي تستخدم تقنيات
طبية رفيعة المستوى !
فدخل كيجن المعركة غير خائف من الجروح والطعنات
لأن الفتاة ذات الشعر الأزرق بارعة في مداواة الجرح فور حدوثه حاول آخر جندي أن يقطع مصدر الشفاء لـ كيجن
بالهجوم على الفتاة لكن الوقت قد تأخر على
وضع استراتجيات فالسفاح كيجن صدد
طعنة مباشرة في قلبه اردته صريعا .. نظر كيجن
للفتاة وشعر بشعور غريب يجري في دمه كأن وحشيته تقل وهذا الشيء خطر على مستقبله لكنه كان يشعر بشعور جميل ..
قالت الفتاة :مساعدتك للأخرين يجعلك تفقد وحشيتك لكنه يرجعك لكونك إنسان ..
كان كيجن يريد أن يعارض لكنه لم يقوى
وأخذ يتجول مع الفتاة حول العالم وكانت تعمل على مساعدة الآخرين والفقراء والمستضعفين ...
قال وليد :ثم تزوجت الفتاة التي ساعدتك لترجع إنسان
قال كيجن بحزن : نعم , لقد أدمنت على الشعور
بالراحة من خلال مساعدة الآخرين معها كان أقوى من الشعور بالوحشية في السابق لكن ...
أغمض عينيه وقال بحزن أشد :بعد فترة ..لم يعد ذلك الشعور يراودني فأعتقد إني تخلصت من وحشيتي و الماضي الأسود
لكن إحمرار عيني الخافت يقول عكس ذلك ولا نعلم لحد ألان ما سبب توقف ذلك .
قال وليد : لربما توجد أشياء فعلتها في السابق داخل
عقلك الباطني أنها غير قابلة للغفران ,إحمرار العين بسبب الوحشية و زوال إحمرار العين عندما يشعر المنمط بالراحة وعدم تأنيب
الضمير .. لكن يبدو أن عقلك الباطني يرفض هذه الفكرة ..
صمت كيجن و هو يقلب الفكرة في رأسه
فقال وليد :علينا العودة لمنزل المرشد قبل أن نثير أي شبهة
في منزل المرشد موران كان الجميع مجتمع في غرفة الضيافة
و كانت توجد فتاة قوية الملامح شعرها طويل و أشقر قال المرشد :هذه كيرا , أحد أصحاب المهارات المنسية
في أمانسيس , تخصصها مخلب !
قال وليد بحيرة :تخصص يعتمد على المرافقين ! لكن المرافقين
اصبحوا من الماضي لا أحد يستطيع السيطرة على المرافقين في وجود النظام .
ابتسمت كيرا بغموض وقالت :كلامك صحيح , لكن إبتكرنا طرق جديدة لتفادي سيطرة النظام !
قاطعهم المرشد موران بهدوء :قبل أكثر من ثلاث سنوات
كنت أبحث عن طريقة للوصول إلى الثوار الموجودين في هذا العالم وبطرق معقدة إستطعت الوصول لوصيلة إتصال
لكن كنت أحتاج لمرشدي السابق قيمس ليرافقني للأنضمام للثورة نظرا لخبرته
الكبيرة و معرفته الواسعة لهذا أرسلت مساعدتي مايا التي دربتها شخصيا
لكن موعد رجوع مايا تأخر ,صحيح إني لم اكن أتوقع إنها سوف ترجع
بسرعة لكن لم أتوقع إنها سوف تكون ثلاث سنوات كاملة .
قال ريان و هو يقضم تفاحة كبيرة : ولماذا لم تنضم للثوار
عندما تأخرت مساعدتك .
قال موران وهو يبتسم بأسى :لم أعتقد إني بالقيمة
الكبيرة لكي أنضم للثوار لوحدي فوق ذلك الوسيلة التي تتصل بها بالثوار تستخدم لمرة واحدة فقط أي أنها فرصة تمر في العمر مرة .
قال أسامة بتسآل :أي وسيلة هذه ..
قال المرشد موران :الوسيلة عبارة عن منديل أزرق اللون
تتخلله رموز غريبة بيضاء تعلقها على تمثال يقع في وسط المدينة وبعد ثلاث ساعات تتلقى رد الثوار من خلال منديل أحمر
مكان المنديل الأزرق , ولقد فعلت هذا صباح اليوم !
أرتسمت الدهشة على وجوه الجميع فأكمل موران :
كان رد الثوار على شكل شفرة مكتوبة على المنديل .
ثم أخرج منديل أحمر اللون به نقوش بيضاء ووضع على طاولة أمامهم وقال : الشفرة تقول "في عمق الصمت
ينزل **** الفوضى يرشد الباحثين عن السلام في الساعة الحمراء لـقمر كامل "
صمت المرشد موران وهو يتأمل وجه الجميع
فقالت روز :وماذا تعني هذه الشفرة ؟
أبتسم موران وقال بثقة :في عمق الصمت يقصدوا بها
الجزيرة الوسطى في بحيرة الصمت "ينزل **** الفوضى "اي مرسول الثوار "يرشد الباحثين عن السلام "اي الأشخاص
المناضلين ضد النظام الدموي "في الساعة الحمراء لقمر كامل "أي في وقت الغروب في يوم 15 من هذا الشهر
اي بعد يوم من الآن ..
صمت الجميع فقال موران :لم أرسل الرسالة للثوار لكي
أنضم لهم لوحدي بل لكي تكونوا معي أيها القوم فأنتم هم من ورثتم المهارات المنسية ..
ثم دوى صوت يطرق الباب بقوة وصوت غليظ لرجل يهتف : أفتح بأسم النظام !
قال وليد بقلق : ما لذي يحدث هنا ؟
قال موران بقلق أكثر :النظام هنا ... لم يزر هذا المنزل منذ أكثر من عشر سنوات
أذهبوا إلى المطبخ سوف تجدوا باب خلفي واخرجوا خارج المنزل فورا !
خرج الجميع للممر الكبير فأعترض الخادم الطويل طريقهم بيده سيف نحيف وهو يبتسم بخبث قائلا :إلى أين ايها السادة
قال موران : ما لذي تفعله !
قال الخادم وهو يضحك :تسليم المخالفين للنظام عليه مكافئة مجزية !
قال موران بغضب تبيعنا من أجل المال !
قال الخادم :المال في هذا العالم المكبوت هو المتنفس يا سيدي المرشد !
هنا دوى صوت كسر باب المنزل و دخل جنود من النظام للمنزل و وقع أقدامهم يقترب
فصاح الخادم : هنا يا جنود !
ظهر الجنود في طرف الممر فقام ريان بلكم الخادم في وجهه وقال : أنطلقوا !
لكن الجنود أنقضوا على الموجودين على الممر فأخذوا يقاوموا الجنود بقوة التفت كيجن
يبحث عن زوجته فوجد أحد الجنود قد رفع روز من خصرها وأنطلق بها خارج الممر
فعترى كيجن غضب شديد و أنقض على الجندي لكن ظهر جنديين في وجهه فقاتلهم
كيجن بعنف ومزق عنق احدهم بطرف سيفه لكن ظهر ثلاث جنود آخرون
و زوجته تبتعد عن نظره أكثر و أكثر ...فأمسك وليد ذراع
كيجن وقال : علينا الهرب !
رد عليه كيجن بصرخة : كلا !
ظهر جنود أكثر و كيجن يراقب زوجته التي تبتعد وهي تصرخ تستنجد به
قال وليد بحزم : علينا الهرب سوف يلقوا القبض علينا هنا إذا لم نهرب البقية شقوا
طريقهم !
قال كيجن : زوجتي ! علي إنقاذ روز
سدد وليد لكمة قوية في وجه كيجن
فتشتت وعيه لكن لم يفقده تماما فسحبه وليد خارج المنزل ولمح البقية يركضوا متجهين
لخارج المدينة فلحقهم و هو يسند كيجن على ذراعه وكان
كيجن يتمتم بذهول خافت : روز
... تماسكي يا روز ...
وانطلقوا خارج المدينة هاربين من فخ محكوم ...
كان أسامة يلهث بقوة و هو ينظر لذئبه نظر إلى المرشد
موران وقال : أين هو المكان الآمن لقد تعبنا
من الهرب !
قال المرشد موران و هو ينظر إليهم :المنزل الآمن
يقع داخل بقعة الأشجار تلك لكن تاكدوا أن لا يوجد أحد يرانا !
قال ريان بحنق : إذ لم نسرع سوف يشاهدونا !
بلع موران ريقه وقال : حسنا إذا سوف ندخل هناك !
ودخل أبطألنا كوخ خشبي بسيط به عدة صناديق مقفلة بإحكام
أخذ وليد و مايا
و كيرا يراقبوا الوضع من نوافذ الكوخ اما جاسر
فكان يساند المرشد في فتح الصناديق المغلقة التي تحتوي على أسلحة و أدوات
كان كيجن قد جلس على أحد الكراسي المهترئة
بصمت ووضع يديه يمسك رأسه كأنه يندب حظه ..
قال وليد :لا يبدو أنه قد خمنوا موقعنا بعد !
قالت مايا :لكن موضوع إيجادنا مسألة وقت لا أكثر !
قال كيجن بصوت خافت :علينا إنقاذ
روز ....
نظر له الجميع بصمت متعاطف ..
قال أسامة :نعم علينا العودة لها ..!
قالت كيرا : لايمكن الرجوع لها الآن , المدينة مليئة بالجنود يبحثوا عنا ,ربما في وقت آخر
قال موران بصعوبة :لكن إذا ركزنا على إنقاذ السيدة سوف
نفوت موعد اللقاء مع مرسول الثوار ...سوف تضيع علينا الفرصة إلى الأبد !
قال جاسر بحزم : سوف أذهب للمدينة وأجمع بعض المعلومات
عن وجودها لربما نستطيع نفك أسرها أو إذا كانوا سوف يرحلوها لمكان آخر نستطيع اقتناص فرصة لتحريرها
قال : مثلما قالت كيرا الجنود منتشرين في المدينة تريث لحين يهدأ الوضع ثم إذهب ..
قالها وغرق المكان في صمت ... صمت بليد ..
في معسكر جنود النظام في جندار الثانية وقف غازي امام خيمة كبيرة و أدى التحية العسكرية فرد الحارس أمام الخيمة
التحية العسكرية وأشار للمغوار بدخول الخيمة .
دخل غازي بخطوات بطئية وشاهد ببغاء أحمر اللون يقف على عمود متوسط الطول ما أن شاهد غازي الببغاء حتى إنحنى وقال : أمر سيدي ..
قال الببغاء بصوت متقطع :غازي المغوار ..لقد نجحنا في إكتشاف موقع المخالفين للنظام
إنهم يختبأوا في مكان ما بالقرب من ماندا العريقة لقد فرضنا رقابة على الطرق الرئيسية لكن ..
صمت المغوار إحتراما للببغاء الذي يسيطر عليه مخلب النظام فأكمل الببغاء :قبضنا على أحد رفاقهم
إذا شئنا الدقة إنها فتاة سوف يتم التخلص منها , لكن سوف يتم إستخدامها لتكون طعم لهم ..
قال غازي :إذا تريدوا أن تتيحوا لهم فرصة لكي ينقذوها ثم ننقض عليهم !
قال الببغاء : كلا ,لحسن حظنا إستطعنا أن نحصل على معلومات تشير إلى أنهم سوف يلتقوا بأحد أفراد الثورة
في مكان ما غدا ونريدك أن تكون هناك إذا إختاروا أن ينقذوا صاحبتهم سوف يقعوا في مصيدة أعددناها لهم
اما إذا اختاروا الذهاب إلى الرسول سوف تكونوا هناك بالمرصاد !
قال غازي بحيرة : نكون ؟ سيدي لا يجب أن نظهر فرقة كبيرة لكي نقتنصهم في الطريق لكي لا ينتبهوا لنا
و يفر المخالفون
اطلق الببغاء ما يشبه الضحكة ثم قال : لا تعلمني أصول التخطيط يا هذا ,سوف تكون هناك مع أحدهم لكي يساعدك في
مهمتك ليس لأننا لا نثق بقدراتك بل لكي نضمن نجاح المهمة ..
انزل غازي أكثر بخضوع وقال : أعتذر عن مداخلتي السخيفة يا سيدي ..
تجاهله الببغاء وقال :إذهب الآن إلى المرسال لينقلك إلى ماندا العريقة و سوف تجد الرجل هناك
وقف غازي وأدى التحية العسكرية ثم خرج من الخيمة بعزيمة قوية على التخلص من أعداء النظام ..
دخل جاسر الكوخ واجم الوجه نظر له الجميع
خصوصا كيجن الذي كان متلهف لسماع اخبار عن
زوجته
قال جاسر : نجحت في الدخول للمدينة دون أن أثير الشك
سمعت أن روز موجودة في قبو داخل المعبد الكبير لماندا العريقة
توجد عليها حراسة كبيرة ومشددة ..
تنهد كيجن براحة وقال : عظيم ما زالت حية
يبقوها لكي يستخلصوا منها المعلومات
أشار جاسر موافقا وقال بقلق :لكن يبدو أنهم قد أنتهوا من عملهم
هذا ..
قالت مايا : ما لذي تقصده ؟
قال جاسر بقلق شديد : سوف يتم إعدام
روز غدا في ساحة المدينة في فترة الظهيرة !
ارتسم الرعب على وجوه الحاضرين وأنزل كيجن
رأسه ووضع يديه على رأسه ..كان الخبر له وقع الصاعقة عليه .. صاعقة مدمرة وخاطفة ...
كانت روز تجلس في قبو مظلم تبكي بحرقة على حظها التعس
وهي تتذكر زوجها و هو يقاتل بقوة لكي ينقذها ..
زوجها الذي احبته واحبها
زوجها الذي يخاف عليها من نسمة الهواء
كانت تتذكر في ذلك اليوم الذي جلست فيه في الكوخ الخشبي سارحة فهمس زوجها في إذنها بحنان :تفكري في ماذا ؟
إبتسمت إبتسامة خاطفة ثم قالت :افكر في الفرح الذي أعيشه إنها اجمل اللحظات و انا بقربك .. لكن ...
عبس وجهها فقال كيجن بقلق : لكن ؟
قالت بحزن :ماذا لو الدنيا رفضت فرحتي و قررت أن نفترق ؟
صمت كيجن ثم قال بحرارة :
لن يحصل ذلك اليوم الذي نفترق لكن في غمرة حزنك و دموعك نادي إسمي سوف تتكفل الرياح بحمل صوتك العذب
وسوف آتي لك في الحال حتى لو كنت ميت سوف أخرج من قبري لكي ألبي ندائك ..
قالت والعبرة تخنقها : و إذ لم تأتي ..
إبتسم كيجن و أمسك كفها برفق وقال :
هذا يعني إنك لم تناديني بصوت عالي ..
إبتسمت بدورها ..
أفاقت روز من ذكرياتها و غرقت عينيها بدموع غزيرة
و تمتمت : أرجوك لا تقوم بعمل أحمق ..
ثم أجهشت ببكاء شديد ... و مرير ....
وصل غازي إلى ماندا العريقة من خلال المرسال فوجد أمامه بعض الجنود يقوموا ببعض الترتيبات
فسمع صوت بجانبه :أخيرا وصلت ..
إلتفت غازي ورمق الرجل الواقف أماهه ذو الدروع السوداء الخفيفة فقال غازي : أنت ..
سمعتك تسبقك دائما ..يا بدر اما تحب أن أناديك بأسمك الشهير الموت×الاسود !
قال بدر: الموت×الاسود ..هذا الأسم الشهير ...و القديم ... أعتز به كثيرا !
ثم قال بجدية : حسنا .. إليك الآتي سوف نستعين بشخص يرشدنا للموقع الذي سوف يتجه له المخالفون
وسوف نقتنصهم هناك مع **** الثوار ..
قال غازي ببرود : و لماذا نستعين بشخص ثالث عليه تزويدنا بالموقع ونحن نتكفل بالباقي
إبتسم الموت×الاسود وقال :ذلك الشخص عبارة عن جاسوس كان يتجسس عليهم وهو يعرف أي طريق سوف يسلكوا
بحكم خبرته في قرآءة خطوات المرشد موران
قال غازي : كما تشاء ...
ومشا سوية ببطء نحو خيمة قريبة يراجعوا خطتهم المحكمة والقاتلة ...
جلس الجميع مجددا حول موران الذي قال :
نظرا للظروف التي نمر بها سوف نجبر على الأفتراق لمجموعتين المجموعة الأولى تذهب لماندا العريقة لتحرير
السيدة روز و المجموعة الثانية سوف تذهب
لمقابلة الرسول ..سوف أوزع المجموعتين على حسب مهمة كل مجموعة ..
المجموعة الأولى سوف تكون : أسامة و ذئبه
و ريان و كيجن ... سوف تقوموا بتحرير
السيدة ..لن نستطيع أن نرسل أكثر لكي لا تلفتوا النظر
اما أنا و مايا و كيرا و وليد و جاسر
سوف نتوجه لبحيرة الصمت لنقابل **** الثوار...
نهض المرشد موران وفتح أحد الصناديق الخشيبة
وأخرج بعض السلحة وقال : أسامة هذا فأس جليدي آخر
تستطيع أن تستخدم إثنان بكلتا يديك لكي تكون قوتك الهجومية أكبر ..
إلتقط أسامة السيف الجليدي وأخذ يتأمله ..
ثم أكمل المرشد :ريان أنت تستخدم فأس ذو قبضتين
طويل وصلب لكن ضرباتك تصبح بطيئة بهذه الأستراتيجية خذ الفأسين هنا وأستخدمها أيضا ..
التقت ريان فأسين برتقاليين اللون ذو شكل جميل
ثم أخرج عصا جميلة تزينا جوهرة زرقاء في أعلاها و أعطاها لـجاسر وقال له :أنت تعتمد على سحرك في القتال هذه العصا لكي تدافع عن نفسك والبلورة في أعلاها تعمل على تقوية ضرباتك ..
ثم صمت المرشد وقال :هذا كل ما أملك فل نبذل جهدنا والباقي على رب العالمين ..
في فترة الظهيرة في وسط ساحة ماندا العريقة أجتمع جمهور غفير حول ما يشبه المسرح بدون ستائر وتوجد فتاة ضئيلة الحجم
مقيدة اليدين والرجلين وحولها رجل بارز العضلات مقنع الوجه بقناع اسود و كاهن أبيض اللحية أسمر اللون ذو عين مخيفة
قال الكاهن بصوت جمهوري :أيها الناس .. كلنا نعرف عظمة النظام السامي .. كلنا نعرف قوة النظام السامي
كلنا نعرف قدرة النظام السامي ... اليوم نجتمع هنا لكي نشاهد قدرة النظام في القضاء على مخالفيه
النظام يغفر الاخطاء لكن لا يغفر التمرد عليه ...
أشار الكاهن بيده على روز وقال :هذه الفتاة الشريرة
كانت تبيت نواياها الخبيثة ضد النظام .. لكن شاء القدر أن يكشفها ...شاء القدر أن يعاقبها هنا لكي تكون عبرة
للجميع ..
كان وجوه الناس لا تعبر عن شيء .. فلقد تعود الناس على أن النظام قادر على فعل أي شيء لهذا آثروا الصمت
قال الرجل المقنع و هو ينظر لـروز بنظرات
ساخرة : خسارة ..أن يختفي وجهك الجميل عن هذا العالم ..وحيد مثلي يحتاج لفتاة مثلك تسليه في
هذا العالم القاسي ..
بصقت روز في وجهه
فصفعها الحارس المقنع بكل قسوة ثم التفت إلى الكاهن الذي أشار بيده للجلاد المقنع إشارة معينة
فمسك الجلاد روز من عنقها بقوة وسحبها في و سط
المسرح وأجبرها على الجلوس على ركبيتها وأبعد شعرها القصير عن عنقها واحنى رأسها
فقال الكاهن بصوت عالي وهو يرفع يده عاليا :فل يمت كل من يخالف النظام !!
وعند إنزال يده رفع الجلاد المقنع سيفه ثم أنزله بكل قوة على رقبة روز ...و تناثرت الدماء في كل مكان ...دماء حمراء داكنة .. دماء بشرية
أنزل الجلاد المقنع سيفه الغليظ بكل قوته ....
وتناثرت الدماء وانطلقت شهقة قوية في مكان الحدث
نظر الحارس للأسفل وبالتحديد في صدره حيث وجد سيف ظهر من العدم
وأستقر في صدره والدماء تسيل بغزارة ..
قال الجلاد المقنع بألم شديد : ما لذي .... ؟
فتحت روز عينيها بدهشة على صوت الجلاد
ثم نظرت إلى الأعلى لتشاهد الجلاد على حالته وقد بان رجل بجانبه .. رجل خفي لكن ظهرت معالم جسمه بغتة
لم يكن سوى ....كيجن زوجها
الذي جاء لينقذها ..
قال الجلاد المقنع والدماء تتطاير من فمه : من تكون ....؟
نظر إليه كيجن بنظرات حادة تشتعل
بغضب عارم ثم قال :كنت تتفاخر أمام فتاة مقيدة عاجزة ..
ثم رفع كيجن سيفه الثاني بيده اليسرى
وغرسه في عنق الجلاد ببطء شديد وغرغرت الجلاد تتصاعد بقوة والدماء تخرج من فمه كنافورة
ثم أكمل كيجن :ثم صفعتها
أخرج السيف الذي كان في صدر الجلاد بقوة ثم غرسه بقوة أكبر في خاصرته فنطلقت شهقات الحاضرين وهم يراقبوا
المنظر الرهيب هنا هب حارسان ليساعدا الجلاد فظهر بين الحشود ذئب رشيق إنقض على الحارس الأول ثم لحقه
أسامة بفأسين جليدين و أنقض على الحارس ليرديه
قتيلا ,فهب الحارس الثاني ليهاجم أسامة لكن ظهر
أمامه ريان وانقض على الحارس صارخا :
الضربة الحديدية ...!
دفعت الحارس مترين كاملين للخلف صريعا !
هنا أنتهى كيجن من غرس السيف الأيمن كاملا
في خصر الجلاد المقنع وقال :ثم اجبرتها على الركوع امام شخص قــذر مثلك !
ثم ضرب كيجن بأصابعه صدر الجلاد المقنع
بقوة شديدة إنغرست أصابع كيجن والجلاد
يحاول أن يصرخ لكن لم يخرج أي صوت منه سوى همهمة مبهمة فاخرج
كيجن قلب الجلاد الذي نظر لثانية واحدة للقلبه في يد السفاح القاسي ثم سقط جثة هامدة
فتح كيجن فمه بوحشية وهم بأكل قلب الجلاد
فصرخت روز :توقف أرجوك !!
توقف كيجن ونظر لزوجته
التي كانت تبكي بحرارة وهي تهتف : توقف ... لا تفعلها ...
أمسك كيجن ذراعي زوجته
روز وفك قيدها ثم قذف قلب الجلاد بعيدا
وقال بحنان :لن أفعل ..
هنا دوى صوت الكاهن ساخرا : مشهد جميل .... ومؤثر .. لكن لستم سوى جماعة من الحمقى لقد وقعتم
في فخ النظام كما كانوا يخططوا ..
قال ريان مهددا :أيها العجوز إحقن دمائك و أهرب من هنا
قهقه الكاهن ثم وهو يخرج شيئا من جيبه وتمتم :سبع سنوات من الدماء , سبع سنوات من الظلام ,سبع سنوات من البكاء
سنة من كاملة من العطش ..إنه كابوس الليال المظلمة ومصيبة الأرض المهدمة ...أخرج بطاقة غريبة الشكل وقال : هنا سوف تنتهي حياتكم ...
قال أسامة بقلق : هذه البطاقة ..
رد ذئبه فنرير :نعم بطاقة مرافق مثل الذي تحتجزني فيها في بعض الأوقات !
قال ريان :هل سوف تفعل لنا مرافق وتهاجمنا به ؟
قال الكاهن بجدية :حمقى ! النظام هنا من سوف يسيطر على هذا المخلوق,سيدي المخلب سوف يتكفل بهذا !
ثم قذف البطاقة إلى الأعلى ...
فقال ريان موجها خطابه لمجموعته :تاهبوا
فأقترب منه رفقائه بسرعة والبطاقة تشع بضوء عالي ثم ظهر مخلوق ضخم للغاية في وقت الذي صرخ فيه
الكاهن : ماجمــا !!
كان كائن له هيئة تنين ... تنين ضخم ومخيف ....
في الطريق لبحيرة الصمت وصل كل من المرشد موران
و وليد و كيرا و
مايا و جاسر إلى غابة مظلمة
فقال المرشد موران :هذه الغابة كانت تشتهر بوجود
البكسي الزرقاء فيها وهي فراشات ضوئية لها قدرات سحرية ..لكن بعد الحرب ..
صمت المرشد على اشارة من وليد الذي قال بخفوت وهو يكمل
طريقه : هنا من يراقبنا...
قالت كيرا : من يكون ؟
قال وليد بقلق : لا أعلم لكن أشعر بوجودهم
حولنا ..
تمتم جاسر :وجودهم ؟ أكثر من واحد ؟
قال وليد :إثنان ؟ ربما
إستدار وليد وقال :هل سوف تنتهي هذه المسرحية ؟
شمل الصمت المكان ثم ظهر ثلاثة رجال تعرف المرشد موران
على أحدهم وهو الخادم الطويل فقال بحنق : أنت !
إبتسم الخادم الطويل إبتسامة ساخرة ..
فقال أحد الثلاثة وهو غازي : كانت مطاردتكم سهلة بواسطة هذا الشخص الذي من خلال معرفته بتحركات وطرق
المرشد الخاص بكم ...
اما بدر فكان يرمق أبطالنا بنظرات متفحصة ووقف بصره على أحدهم فقال بذهول : أنت !!
كان ينظر إلى وليد الذي كان يبادله نظرات الدهشة !
فقال وليد :أنت ...الموت×الاسود !
ضحك الموت×الاسود ( بدر) وقال : يا إلهي لم اكن اتصور إني سوف التقي بك بعد هذه السنين
يا صاحبي .. ما لذي جرا لك ..؟
قال وليد ببرود :لا شيء سوى إني أشق طريقي
في الحياة لكي أستمر ...
قال بدر بحزن : كالعادة ...
قال غازي بحدة : هل تعرف هذا التافــه !
التفت إليه بدربغضب عارم وصاح : إياك أن تهين هذا الرجل .. إنه ...
ثم صمت كأنه يتذكر ذكريات قديمة ثم رفع بدر رأسه وقال بحزم : هذا الرجل ..كان صاحبي
إذا كان من المفترض أن تخاف من شخص معين فهو هذا الصنديد لقد أستحق لقب المخلب x الأسود !
هذا الرجل ...هو الآن ...
وقال بحزم شديد يتخلله حزن :خصمنا .. عدو النظام
تأهب وليد وقال لمجموعته :قتالنا هذا لن يكون سهل
أيها المرشد تكفل بخادمك فيبدو أن لديكم أمور لا بد لها أن تحسم ..
قال المرشد موران وهو يفرقع أصابعه وينظر لخادمه السابق
بحقد وهو يقول : بكل سرور !
ثم قال وليد :أنا و المخلب كيرا سوف نواجه
سيد الوحوش ...الموت×الاسود ...بدر..
إبتسم بدر بساعدة وفخر ..
ثم قال جاسر :يتبقى أنا و
مايا , ممتاز لقد قاتلنا سوية قبل هذا وبيننا تفاهم ..
أجابته مايا بنظرة موافقة جادة ..
ثم قالت :هذا يعني إننا ضد ذلك المغوار غازي !
قال غازي بحدة : كنت أفضل أن اقاتل ذلك الولد صاحب الذئب لكي أرد له الصاع لكن ...
أضاف :سوف يلقي هو حتفه هناك مثلكم تماما !!
وانقض المغوار و الخادم وسيد الوحوش بكل قوة على أبطالنا ... وبدأ القتال !
كان تنين ضخم ذو جلد برونزي وعيون كبيرة حمراء شريرة , هرب الناس وهم يركضوا خائفين على أرواحهم من الوحش
الذي ظهر بغتة ..
قال الكاهن وهو يبتعد بسرعة :موت بشع ...
واختفى مع الغفور الكثيفة الهاربة ..
قال كيجن :ماجمـا ؟ يبدو وحش عتيد !
ثم التفت إلى زوجته ورمى لها حقيبة صغيرة قائلا : حقيبتك الطبية يبدو إنا سوف نخوض قتال عنيف !
التقطت روز الحقيبة وهي ترمق ماجما بخوف
فتح ماجما جناحيه ثم ضرب الهواء وارتفع لمسافة خمس عشرة متر وصرخ مطلقا صرخة مخيفة
فقال أسامة :أنبتهوا !
فأنقض ماجما إنقضاضة سريعة وقوية فقفز أبطالنا في إتجاهات مختلفة فنجحوا في تجنب الضربة بصعوبة
فأنقض ريان ملوحا بفأسيه البرتقاليين في وجه ماجما
الذي رفعه يده الضخمة ذو المخالب وضرب ريان
فقذفته الضربة بعيدا ليتلوى على الأرض متوجعا !
هنا كان فنرير يتسلل من خلف الوحش ماجما وقفز بقوة من خلف الوحش لكن ذيل ماجما الضخم ضرب الذئب
الذي أطلق عواء متألم وهو يطير في الهواء مرتطم بخشبات المسرح
كان كيجن تخفى بجانب أحد المنازل
و صارت رؤيته مستحيله مع صمته المطبق حتى على أنفاسه يترقب اللحظة التي ينقض فيها على ماجما لكنه لحد الآن
لم يشاهد للوحش نقطة ضعف !
أرتفع ماجما لمسافة ستة أمتار و نظر نحو جهة كيجن
الذي فتح عينيه بدهشة وفتح ماجما فمه و أنطلق قذيفة ضوئية حارقة بإتجاه
كيجن الذي قال : التفادي المركز !
و قفز بعيدا لكن حرارة الضربة حرقت ذراعه اليمنى كاملة فسقط متألما فأصابت القذيفة المنزل ودمرته مع منزل يقع خلفه
تدميرا شاملا , هبت روز تداوي ذراع زوجها
وكانت ذراعه تتشافى ببطء والم شديد ..
قفز ريان وضرب ماجما على رأسه لكن ماجما لم يتجنب الضربة
بل نطح ريان في صدره فسقط على الآرض فرفع ماجما يده
محاولا سحق ريان الذي تدحرج في الثواني الأخيرة ليتجنب
الضرب التي هشمت الأرض بجانبه ..نهض ريان واقترب
من رفاقه يراقبوا الوحش المخيف ...
سدد موران لكمة لخادمه الطويل المتزود بسيف نحيف
فأستقبل الخادم اللكمة ببساطة ثم رفع سيفه على رأسه مرشده السابق الذي تجنبها لكن تم جرح كتفه بواسطة السيف
فقال الخادم ساخرا : تقدمت بالعمر أيها المرشد ..
ركل موران ركبة الخادم فأنحنى متألما
ثم لكم معدة الخادم بيسراه فنخفض أكثر الخادم ثم بركبة موران
اليمنى ضرب أنف خادمه فسقط أرضا متألما ..ومسح الخادم شفتيه من الدماء وقال :يبدو إني أستهنت بك أيها العجوز ...
أستقبل الموت x الأسود فأس وليد بفأسين معدنيان
ثم أنفض ليتجنب ضربة من صولجان أشبه بالمطرقة سددتها المخلب كيرا فقز بدرمشقلبا
وأستقر على رجليه فأبتسم قائلا :لم تفقد لياقتك يا صاحبي , كما أن فتاة المخلب لا باس بها
لكن يبدوا أن القتال يميل لكما لهذا ..
أخرج بدربطاقة مرافق وأنطلق ضوء مشع ليظهر ما يشبه النمر !
قالت كيرا : قط وحشي !
قال الموت x الأسود بثقة :ليس قط وحشي عادي بل هو مطور بواسطة فنوني !أهجم باستوس !
هجم القط الوحشي باستوس على كيرا وطرحها أرضا وهو يحاول أن يمزق وجهها بمخاليه الحادة
ضرب بدر بفأسيه صدر وليد
لكن وليد تجنب الضرب التي جرت صدره جرح طفيق
فرفع وليد فأسه موجها ضرب سريعة صارخا
: الرياح الضاربة !
ضربت ريح حادة درع بدرفقطعت قطعة قصيرة من درعه الأسود فأبتسم baderrr12
وأكمل قتاله الشرس ..
التقى سيف مزود بالطاقة الضوئية بفأس ضخم مزين بنقوش جميلة قالت مايا
في نفسها :قوته هائلة لا أستطيع الصمود
قال جاسر : ابتعدي !
ابتعدت مايا بسرعة
فرفع جاسر كفه قائلا : كابوس !
لوح المغوار بفأسه كأنه يصد سحر جاسر
ثم أنقض غازي نحو الساحر الظلامي مسددا ضربة عمودية فصدها
جاسر
بعصاها بكلتا ذراعيه فركل المغوار غازي بطن جاسر
ليسقط على ظهره متألما فسدد المغوار غازي ضربة نحو الساحر الظلامي لكن
مايا صدت الضربة بسيفها الضوئي حامية جسد
جاسر الذي التقت عصاه السحرية وقال : كرة النارفأنطلقت كرات نارية ضربت المغوار في صدره وقد قذفته ليسقط على ظهر فنهض ولا يبدو عليه الألم فقالت
مايا :درعه صد كرات النار !
قال المغوار غازي : نعم وسوف يصد اي هجمة تشنوها .. لكن كيف سوف تصدوا ضرباتي
و أنقض بقوة ملوحا بفأسه الضخم ..والمدمر ..
كان نزار جالسا على الأرض في صمت
و كأن الزمن متوقف في ذلك المشهد في غابة فقد النور بكثافة أشجارها
فتح عينيه ببطء وقال :ماذا تريد .. الم تجد وحشية كفاية في غابات الخيزران
ظهر رجل من خلف الأشجار وقال بقلق : ما تزال نبيها كالعادة ..
قال نزار :وقد أغمض عينيه مجددا :هاشم إذهب للعب بعيدا ..
قال هاشم بقلق : لدي شيء أخبر به المنظمة ..
قال نزار غير مباليا :قلت لك إلعب بعيدا لدي من المشاكل ما يكفي ..
قال هاشم:النظام يتحرك نحو ***** كانوا في جندار ..
صمت نزار ثم قال بعد ثواني :ثم ؟
قال هاشم بحماس :حاصرهم النظام ثم ..لا اعلم ماحدث ..
فتح نزار عينيه داكنة الحمرة وقال بغضب :هل تعبث معي أيها القذر !
قال هاشم بارتباك : لا ..لا ..حقيقة لا أعرف ..لكن لماذا كان النظام مهتم بهم بشدة
لدرجة انهم تجاهلوا وجودي وركز عليهم ..
قال نزار بحيرة : هل هم من الثوار ...؟
قال هاشم وهو يحاول أن يتذكر :لا يبدو عليهم ذلك ..
وقف نزار ومشى بخطى بطيئة نحو رفيقه ووضع يده على رأس هاشم وقال : أنت
تعرف أن الأنتقال صعب وخطير هذه الأيام لهذا خصصت المنظمة لكل واحد منا عدد من الانتقالات في الشهر
أنت تخصم من رصيدي و رصيدك أتمنى أن يكون شيء مهم فعلا وإلا التهمت قلبك بنفسي
لم يجبه هاشم وصاحبه الذي يتقن مهارات الأنتقال يقوم بإنهاء تقنية ويختفي الرجلان دون أثر ..
أي أثر يترك ...
يتبع.
الحلقة الخامسة
.
.
نظروا أبطالنا برهبة نحو الوحش ماجما الذي صد هجماتهم
وشن هجومه بكل عنف قال ريان بقلق : هذا الوحش
لديه قوة خرافية .
نظر كيجن إلى المنزلين اللذين تضررا بسبب
قذيفة الوحش الحارقة وفي قرارة نفسه كان يؤيد ما قاله ريان
قال ريان بعزيمة : لكن سوف نتمكن من قتل هذا الوحش ..
لن يصمد طويلا أمام ضرباتنا ..
وهم ريان بشن هجوم جديد لكن قال
أسامة بغتة : تريث لحظة !
نظر له ريان متسائلا ثم قال
أسامة وهو ينظر بعمق للوحش الهائج : بهجماتنا هذه لن نستطيع
إلحاق أي ضرر بهذا الوحش ...
قال ريان بعناد :إذا كنت تريد الأستسلام والهروب مازلت ..
قاطعه أسامة بصرامة غير معهودة فيه :ليست قضية إستسلام
لكن هذا الوحش يوفقنا قوة وقدرات ولقد أدركنا جميعنا ذلك ,لكن إذا كان خصمك يفوقك قوة فعليك تلجأ للحيلة ..
قال ريان بشك :هل تملك هذه الحيلة ؟
تمتم أسامة بثقة :نعم !
هنا نظر له الجميع وقلوبهم وآذنهم تصغي له بكل إنتباه
هنا برق فم ماجما بشعاع ضوئي فصاحت
روز بهلع : إنها ضربته الحارقة مجددا إحتموا ..!
إنبطح الجميع أرضا ومرت قذيفة ضوئية طويلة ذو حرارة عالية بجانبهم وقد شعروا أن جلودهم تحترق بالرغم من أنهم تجنبوا
الضربة قال الذئب فنرير :ماذا لديك يا
أسامة
كانت طاقة علاجية تغطي جسد أبطالنا بفعل سحر روز
الطبي فقال أسامة وهو يحاول إستجماع قوته :
من خلال ملاحظتي على الوحش إنه يتمتع ليس فقط بقوة هائلة بل بحواس خارقة ...
قالت روز بحيرة : حواس ؟
أكمل أسامة كأنه لم يسمعها :حواسنا المشهورة
والتي يتمتع بها أغلب الحيوانات في العادة السمع ,البصر , الشم ,التذوق ,واللمس ..
الوحش الذي أمامنا يملك أضعاف مانملكه من هذه الحواس ...
عندما حلق في البداية لمسافة خمس عشرة متر استطاع أن يحدد موقعنا دون صعوبة صحيح أن مسافة خمس عشرة متر
ليس بذلك الأرتفاع الشاهق لكنه يدل على أنه يستطيع أن يحدد فريسته من بعيد بنظرة ..
عندما هاجم الوحش كيجن بالرغم
من أنه مختفي اختفاء تام لكن الوحش إستطاع تحديده وذلك باستخدام حاسة الشم ..
قال كيجن بشك : الشم ؟
أجابه أسامة : أنت تدرك أن رؤيتك كانت مستحيلة
كما انك كنت صامت تماما حتى أنا شككت بوجودك لكن الوحش هاجمك بكل دقة .. فوق ذلك ..
عندما هاجم ذئبي الوحش من الخلف وضرب الوحش ذئبي فنرير
بذيله دون أن يلتفت له رغم أن فنرير
يتمتع بخفة عالية وهذا يدل على إما أن السمع لديه هائل أو أنه حدد هجوم ذئبي بالرائحة وهذا يؤكد نظريتي ..
كان التحليل منطقي جدا أفحم الموجودين فقال ريان
وهو مازال مندهشا بالتحليل :حسنا وكيف نهزمه ؟ ما هي حيلته ؟
قال أسامة بحزم :تعطيل حواس الوحش
ماجما ...
----------------------
كانت مخالب قط وحشي تقترب من وجه
كيرا ببطء ووحشية
تمتمت كيرا في نفسها :على هذا المعدل سوف
يمزقني هذا القط الوحشي ...
إبتسمت بسخرية و أكملت حديثها مع نفسها : إذا لم يكن هناك فرار من مخالبه فيجب أن أخرج بأقل الأضرار ..
وضعت يدها اليسرى بالقرب من مخالب القط الوحشي وافلتت قبضتها
اليمنى لتنغرس مخالب القط الوحشي في ذراعها اليسرى وتفور دمائها ثم بحركة سريعة
ضربت كيرا معدتها وهي تهتف بقوة في أعماقها :
رشاش الحمض !
فخرج من فمها سائل كثيف أخضر اللون مصفر غمر وجه القط الوحشي
الذي أبعد وجهه بألم واطلق مايشبه الزئير المتألم فوقفت كيرا
على قدميها برشاقة وأمسكت صولجانها ذو القبضتين وهتفت بكل قوتها :شعاع الضوء!
و لمع صولجانها بضوء أبيض وضربت بكل قوتها صدر القط الوحشي
وحطمت له ثلاثة أضلاع فاطلق زئير متألم ثم صاحت :التحطيم الدوراني ودارت كيرا حول نفسها وسددت ضربة قوية
بصولجانها نحو رأس القط الوحشي فدوى صوت تهشم جمجمة الوحش وسقط صريعا
وضعت كيرا يدها اليمنى على ذراعها اليسرى وقالت في نفسها :
الإسعاف الأولي ..
غطت طاقة بيضاء اللون مكان الجرح فبدأ الجرح بتداوي تدريجيا ..
كانت تنظر للقتال الذي يدور حولها بين بدر و وليد ...
كان بدر قد سدد ضربة سريعة بفأسيه نجحت في جرح
وليد في ذراعه اليمنى ..
فبتسم بدر وقال بسخرية :ماذا جرى يا صاحبي
ظننت في البداية أنك ما زلت تحتفظ بمهاراتك لكن يبدوا انك لم تعد ذلك المخلبxالأسود ....
قال وليد بهدوء :لا تعتقد كثيرا ...
اقتربت كيرا من وليد فقال بدر
بسخرية : إثنان ضد واحد يبدو إنها معركة عادلة !
قالت كيرا بحنق :لا تستخف بنا يا هذا !
قهقه بدر قائلا :أنا أقول الواقع !
لا أستطيع اعتبار أنثى شخص ! بل نصف شخص , وصاحبي العاجز فاقد اللياقة نصف شخص لهذا
مجموعكما شخص واحد !
ثم أطلق ضحكة ساخرة أحنقت كيرا التي قالت : كيف تجرأ ..
قال وليد بهدوء :لا تجعليه يستفزك ..
هذا هو اسلوبه لجعلك تندفعي نحوه دون تركيز ..
ثم أضاف وليد دون أن يبعد نظره عن خصمه :
إذا كان لديك أي مهارت مخفية عليك إضهارها هنا فهذا الخصم يستحق كل الأمكانيات المتاحة ..
أغمضت كيرا عينيها وهي تسترجع هدوءها ثم إبتسمت وقالت :
حسنا , مثلما تريد ..
فتحت عينيها وهي تخرج بطاقة زرقاء بها علامة ذهبية ..
فقال بدر بسخرية : مرافق ؟ هل سوف تستدعي
مرافق هنا ؟ ياللغباء هي مجرد ثواني ويشعر مخلب النظام بوجود مرافق
مفعل ويقوم بالسيطرة عليه وينقلب مرافقك ضدك ..
أبتسمت كيرا بسخرية وهدوء :نعم كلامك صحيح ..
لكن في فترة سيطرة النظام على العالم استطعنا أن نطور مهارات وأساليب خاصة وما سوف تراه هنا هو خلاصة
هذه الأساليب ..
ثم لمعت البطاقة في يدها وقالت :الأدهم !
لمعت البطاقة بضوء وردي وغطى اللون جسد كيرا
كان الأدهم عبارة عن كائن أسطوري على شكل حصان جميل الشكل لكن ..
لم يظهر أدهم ! أو أي كائن آخر ..
فنظر بدر بحيرة ثم تحركت كيرا ويا لها من حركة ..
ازدادت سرعتها 10 اضعاف سرعتها الأصلية فكأنها اختفت من مكانها وظهرت فجأة أمام بدر رافعة صولجانها تهم بضرب رأس بدر الذي تجنب الضرب بصعوبة بسبب الدهشة وسدد ضربة بفأسيه لكن دوى صوت
وليد هاتفا :الجاذبية !
شعر بدر أن حركته صارت بطيئة بشكل مخيف مقارنة بسرعة
المخلب الأنثى التي هجمت عليه بقوة وسرعة وهي تهتف :التحطيم الدوراني ! وضرب صولجانها صدر سيد الوحوش الذي يدعى بدر ويلقب نفسه بالموتxالأسود !
الذي طار لمسافة مترين ليرتطم بجذع شجرة بدون حراك ...
--------------------
قال أسامة :يجب أن نتعاون في قتل حواس هذا الوحش
ماذا لديك يا روز ...
قالت روز بإرتباك :لا أعلم ...
ثم فكرت قليلا وهي تفتح شنطتها الطبية بلهفة وقالت وهي تخرج محلول فسفوري اللون في زجاجة صغيرة
وقالت :محلول معقم أولي ذو رائحة نفاذة عند مزجه بمعقم آخر مشابه ..
أخرجت زجاجة بها محلول بنفسجي اللون ومزجت المحلولين ليصبح لون المحلول أسود
وقالت روز بفرح :نحصل على محلول قوي الرائحة
لربما يفقد الوحش التركيز على رائحة خصمه ..
قال أسامة وهو يجلس بالقرب من ذئبه فنرير :أحتاج منك تنفذ تقنية الزئير ..
لكن لا أعتقد إنها سوف تخيف الخصم بل أريد أن أحدث ضجة كبيرة بحيث لا يستطيع أن يسمع خطواتنا
قال الذئب فنرير :حسنا !
ثم سحب فنرير نفس عميق وهو يقول :إستعدوا
لن تستطيعوا سماع شيئا خلال الزئير ...
ثم زئير قائلا :الزئير المضاعف !
و زئر الذئب بزئير مدوي غطى أبطالنا آذانهم أما الوحش ماجما
فظهر إرتباكه لكنه تقدم بسرعة نحو أبطالنا , أشار أسامة
إشارة نحو روز التي قذفت محلولها ذو الرائحة النفاذة
و ارتطمت بجسد ماجما وانطلقت رائحة نفاذة زادت إرباك الوحش
كان كيجن قد إختفى بالفعل وهو ينطلق
نحو ماجما وقفز عاليا وهو يرجع سيفيه بنحو الخلف ثم يسددهما نحو
عين ماجما وهو يهتف بقوة :الطعن !
كان فم ماجما قد لمع بطاقة ضوئية وهو يتأهب لاستخدام ضربته الحارقة في اللحظة
التي ضرب سيفي السفاح كيجن عينيه وأخترقهما
انفجرت قذيفة ماجما التي لم تكتمل إنفجار مكتوب قذفت كيجن بعيدا وقد أحترق قميصه وصدره وسقط على الأرض ثم صاح بقوة : الآن يا ريان !
لم يسمع ريان صوت السفاح بسبب تقنية
الزئير المضاعف ! لكنه لم يكن يحتاج أن يسمع صوت
السفاح لأنه أنطلق مباشرة نحو ماجما الذي كان يدير رأسه يمني ويسرى
بألم لفقدانه عينيه بهذا الشكل الغير متوقع فقفز ريان
فوق رأس ماجما وفقد توازنه لكنه انحنى لكي يوازن نفسه وشهر فأسيه البرتقاليين
وقال بلهجة حاقدة : لم أننسى ضرباتك لي كأن ذبابة تحاول سحقها ..
رفع فأسيه وقال :الضربة الحديدية وضرب بفأسيه
المنطقة التي تقع بين عينين الوحش الداميتين لكن الفأسين لم يخترقا جمجمة ماجما
بل إستقرتا في جلده فأمسك ريان فأسه الطويل ذو القبضتين
الذي كان يحمله على ظهره وقال : لم أنتهي بعد !
ثم هتف بكل عزيمته :قاصمة الصخر
وقفز مسافة نصف متر رافعا فأسه الطويل ذو القبضتين ساحبا معه تيارا هوائيا وأنزل فأسه الطويل ضاربا فأسيه البرتقاليين
المستقران في رأس التنين .... ودوى صوت إرتطام الحديد بالحديد ..وأنطلق الفأسين المدفوعين يشقان جمجمة الوحش
ماجما الذي أطلق صرخة بشعة غطت على زئير الذئب
ثم تلوى بعنف مما جعل ريان يسقط من فوق رأسه على الأرض بعنف ..
والوحش يكمل التلوي ثم سحب نفس عميق وفمه يشع بطاقة رهيبة
قال كيجن بخوف : سوف يدمرنا !
لكن دوت قرقعة مخيفة من حلق ماجما أعقبه نافورة دماء خرجت من رأسه
مكان الضربة التي سددها ريان وتحولت النافورة إلى مطر
من الدماء سقط عقبها الوحش محطما المسرح الذي كانوا ينوون فيه إعدام روز ...
نظروا أبطالنا لجثة الوحش العتيد الساكنة وقد أدركوا أن حاسة المقاتل كانت أعظم من حاسة الوحش ..
كانت عظيمة جدا .... جدا ....
قفز الخادم الطويل قفزة عالية وهو رافعا سيفه النحيف موجها ضربة عمودية
على رأس المرشد موران
حاول المرشد تجنبها لكن الضربة نجحت في جرح فخذه فسقط على الأرض متألما
حاول النهوض لكن الخادم خرس سيفه في كتف المرشد موران
الذي سقط رأسه أرضا من شدة التعب فنظر بعين متألمة نحو من كان في يوم من الأيام خادمه
المطيع ...
قال الخادم بسخرية : طوال عمرك تتمتع بالغرور والتعالي , لم تنسى قط إني خادمك
لم تكلف نفسك حتى أن تتزود بأي سلاح لكي تقاتلني ..
لم يستطع المرشد موران التعقيب بسبب تأزم الموقف
فقال الخادم بحزم : سوف أنهي معاناتك الان يا سيدي البائس !!
وسدد ضربة نحو قلب سيده , ضربة سريعة وقاتلة ..... وفارت الدماء ...دماء المرشد
المرشد موران
عرف جاسر انه مع مايا يواجهان مغوار شديد البائس , لكن المغوار تحدث من قبل على أن أسامة قد هزمه بالحيلة .....
نعم ! تحدث أسامة انه رمى المغوار في البحر وغرق بسبب
ثقل درعه ....
درعه !!
لقد تدرب على تقنية قد تنقذه ضد هذا المغوار المدرع ...
هنا تجنبت مايا انقضاضة المغوار غازي برشاقة ثم سدد ضربة على رأس المغوار بسيفها
الامع بطاقة ضوئية نجحت مايا بضرب الخوذة التي تأذت قليلا
لكنها لم تصيب المغوار غازي بأي ضرر فقام بركل مايا في بطنها لتسقط على الأرض ثم انقض عليها بنية تهشيم
رأسها بفأسه العملاق المزين ..
لكن هتف جاسر بقوة وهو يشير بيده نحو المغوار :
أسهم البرق
انطلقت أسهم لامعة بقوة البرق لتضرب المغوار غازي
الذي تجمد مكانه وصرخ بألم ثم سقط على ركبتيه وقال : ما ... لذي ....
قال جاسر بثقة : درعك المعدني قوي ضد أغلب الهجمات
لكنه معدن .. والمعدن موصل رائع للكهرباء !
نهضت مايا بسرعة وسددت سيفها الامع في صدر المغوار بكل قوة
نجح السيف في الانغراس في صدر الغوار لكن لم ينجح في الانغراس تماما
فقالت مايا في نفسها : ماهذا الدرع والجسد الصلب
ثم هتفت وهي تغرس السيف أكثر : كاسر الدفاع
وانغرس سيفها لحد المقبض في صدر غازي
الذي خرج من فمه خيط ددمم لتسقط قطرات من الدماء على درعه ..
فقال غازي بصوت خافت : لماذا ...
ثم رفع عينه نحو مايا وهو ينظر بقسوة وقال : لماذا أيتها
اللعينة !
ومسك المغوار شعر مايا الأحمر بعنف وطرحها أرضا
وقد ثار غضبه لحد الجنون ورفع فأسه الضخم وهوى به بكل غضب ... وكراهية ....
قال الخادم بدهشة : ما أنت فاعله ....!
كان المرشد موران قد مسك سيف الخادم بيده العارية
التي تمزقت بالسيف وخرجت منها الدماء و المرشد موران
يسحب سيف الخادم بقوة والخادم يحاول منعه
لكن المرشد موران نجح في أخذ السيف من خادمه فنهض
المرشد وهو يرمق خادمه بحقد
فخر الخادم على ركبتيه وقال بأسى : سامحني يا مرشدي النظام أعماني عن رؤية الحق ..
صمت موران وهو يرمق خادمه بنظرات غاضبة
تسيل من يده المجروحة ألم و دماء الطعنات السابقة التي تعرض لها الخادم
قال موران : هذا ليس مبرر لخيانتي ...
أبتسم الخادم ورمى حفنة من التراب في وجه المرشد الذي أغمض عينيه فانقض الخادم
وهو يهتف : فل تبرر هذا !!!
لكن أنقضاضته توقفت وهو يشاهد السيف قد انغرس في قلبه
فقال موران بأسى وهو مغمض العينين : لقد علمتك
الا تهجم وأنت تتكلم لكي لا يحدد العدو خصمك ..
قال الخادم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : لماذا لا تكف عن محاضراتك ....
ثم سقط أرضا جثة هامدة ....
كابوس !!
توقف المغوار وتوقف الفأس المتجه نحو رأس مايا
بفعل تقنية الساحر الظلامي جاسر لكن يد المغوار
لم تفلت شعر مايا التي كانت تجاهد لتحرر نفسه من قبضته
فمدت يدها بصعوبة نحو سيفها المغروس في صدر المغوار وسحبته ببطء وهي تتألم بسبب وضعيتها
على الآرض ..
كان المغوار يتالم بدوره بسبب الجرح القاتل في صدره لكن كانت عزيمته تبقيه حي
عزيمته المستمدة من نداء الواجب الذي كلف به
النظام السامي وثقته به في تنفيذ المهمة ...
مهمة قتل أعداء النظام ... وأعدائه
كان جسده ينتفض وهو يتحرك بشكل بطيء فقال جاسر
بدهشة : مستحيل ! لم يحن الوقت لكي يتحرر من التقنية !
هنا أخرجت مايا سيفها كاملا وهوت به على شعرها الذي إنقطع
وتحررت من قبضة المغوار الذي نجح في التحرر من التقنية و هوى بفأسه الضخم على رأس
مايا لكنها نجحت في النهوض وتجنب الضربة المميتة !
سقط المغوار غازي على ظهره وهو يتنفس بصعوبة
وقال بصوت خافت : لست نادم على مافعلته لكني نادم على أن أموت و لم أكمل مهمتي ..
ثم أغمض عينيه و روحه تغادر جسده ...
نهض بدر بألم و هو يقول بسخرية : ضربة موجعة
يا فتاة !
ثم نظر نحو قطه الشرس الميت ثم نحو المغوار الذي قتل للتو فقال بجدية : أنا الآن لوحدي
وعددكم أكثر مني كما أنني لم اتوقع أن تنجوا من هذا الفخ لهذا احضرت مرافق واحد فقط
لكن المرة القادمة لن تكون كذلك ثم رمق وليد
وقال بجدية : فل تعش لذلك اليوم الذي نلتقي فيه ...
ثم فعل تقنية الانتقال و اختفى في اللحظة التي انقضت عليه كيرا هاتفة : أنتظر !
لكنه قد اختفى بالفعل ...
كان المرشد يداوي جروحه بتقنية ( الإسعاف الأولي ) وهو ينظر للسماء فتمتم بقلق :
لقد أقترب الغروب والشفق الأحمر ظهر بالفعل ... أرجو أن نستطيع اللحاق على ****
الثوار ...
ثم نهض وقال : هيا بنا ...
تبعه الجميع على عجل متناسين تعبهم جراء القتال السابق القوي ...
-------------------------------------------------------
ظهر كل من المنمطين نزار و هاشم
في مكان مظلم في وسطه ذراع كرستالية عملاقة
فقال نزار وهو ينظر إلى ذراع العملاقة : شفرة جديدة ...
قال هاشم: المنظمة لا تنفك في تغيير تردد الأنتقال كل يوم ثلاث مرات لكي
تتجنب هجوم من النظام على مقرها ...
كان هذا المكان يدعى في السابق دهليز التحدي بعد الحرب العظمى سيطر المنمطين
على الدهليز وقتل جميع وحوشه ثم تم بناء منظمة المنمطين
كان الخبراء من المنمطين قادرين على تبديل تردد الساحة الخارجية للدهليز وكذلك الساحة
الداخلية للدهليز فالدهليز يحتوي على العديد من الترددات فمثلا لو سافر كل من هاشم
وصاحبه للدهليز على التردد 4 وسافر أحد جنود النظام على التردد 20 فكلاهما في نفس الوقت
وصلوا للساحة نفسها لكن أجسادهم لا تلتقي بسبب اختلاف التردد الذي يعطي كل تردد
بعد آخر أما الساحة الداخلية للدهليز فكان الأنتقال لها شيء مستحيل إذا لم تكن تعرف أرقام التردد
وكان المختصين بالمنظمة يغيرون أرقام التردد ثلاث مرات باليوم ولكي يعرف المنمطين بالخارج
أرقام التردد عليهم النظر إلى الذراع الكرستالية الضخمة التي كانت الأصابع الخمسة تتغير كلما
تتغير شفرة التردد ومن خلال تغير شكل الأصابع كانوا يستطيعون المنمطين معرفة الأرقام
التي ترمز لها الأصابع فالأمر أشبه بأحجية ..
قال نزار وهو يقترب من الذراع الضخمة : حسنا لقد ضبط التردد ..
قال هاشم بثقة : إنه 5 6 3 ....
التفت له نزار وقال : صه يا احمق ! لا يجب قول الشفرة حتى لو كنا لوحدنا !!
صمت هاشم وهو يسب بداخله ويلعن ثم اختفى الاثنان داخل بتقنية الأنتقال
لداخل الدهليز الذي يحتوي على مقر المنمطين ...
سارا بخطوات مستعجلة نحو الغرفة الرئيسية لسيد المنمطين فأوقفهما الحارس وقال :
السيد في أجتماع خاص ..
قال هاشم: لدينا شيء نريد أن نخبره سيد المنمطين ...
قال الحارس : قلت لك يا هاشم أن السيد لديه أجتماع خاص ..
هنا فتح باب غرفة سيد المنمطين وخرج شخص وقال : ما هذه الضوضاء ...؟
قال هاشم: لو سمحت يا سامر نريد أن نقابل سيد المنمطين !
قال سامر : السيد لديه إجتماع و أنتم تثيروا إزعاج ...
قاطعه هاشم: الأمر عاجل يا سيد سامر ...
هنا دوى صوت عميق أرتعش له جميع من سمعه قائلا : دعهم يدخلوا يا سامر ...
دخل كل من هاشم و سامر و نزار برهبة
همس نزار : هل أنت سعيد أيها الغبي ! الآن أزعجت السيد فانا متأكد
أنه سوف يأكل قلوبنا مشوية لأنها ليست ذات أهمية لتزيد وحشيته !
تجاهل هاشم قول صاحبه وتوقفوا وهم يرمقون الحاضرين في الأجتماع
ثم نظروا للشخص الوحيد الذي كان يجلس على كرسي فخم وهو مغمض عينيه
الشخص الذي يلقب بسيد المنمطين ... المنمط الذي قتل أكثر من 1000 شخص والتهم قلوبهم
بدون رحمة ....
-----------------------------------------
في بحيرة الصمت قالت مايا وهي تلتفت حولها : لا يوجد أحد
هل تأخرنا ؟
قال المرشد وهو ينظر نحو الشمس التي غابت : يبدو كذلك ..
هنا أنطلق سهم يشق الهواء أستقر بجانب أقدام أبطالنا فنظر الجميع نحو صاحب السهم
الذي كان لشخص ذو شعر برتقالي حاد العينين ذو شارب مرتبط بذقن خفيف
مرتدي ملابس جلدية خضراء وبيده قوس خشبي مستعدا لالقاء سهم آخر
قال المرشد موران بعجل : أنت هو عنق الزجاجة ؟
صمت الرجل ذو القوس ثم قال بريب : من أنت ؟
قال المرشد موران : أنا هو الآمر !
أخفض الرجل قوسه وقد أدرك الموجودين أن هذه الألقاب خاصة يعرف رجال الثورة ومن
يناصرهم بأمرها ..
فقال الرجل ذو القوس : إسمي ماجد قناص من أجوريا ...
انا هو الرسول الذي ينتظركم .. ما الذي تريدونه ...؟
قال المرشد موران : أيها السيد .. يجب أن نقابل رجال الثورة
لدينا الكثير للمناقشة ..
قال ماجد : هل هذه عملية إخلاء ؟
قال جاسر : إخلاء ؟
رد عليه وليد بهدوء : مصطلح يطلق على الأشخاص الذين
كشف أمرهم ...
أكملت كيرا : الثوار يهتموا لرجالهم الذين كشف أمرهم
فيقوموا الثوار بسحب رجالهم وتوظيفهم في مهام أخرى ....
قال جاسر : لكن المرشد ونحن لسنا رجال الثورة ؟
قالت كيرا : المرشد وانا و مايا عملنا لصالح الثوار بشكل غير مباشر لهذا استحق المرشد لقب الآمر الذي هو أحد ألقاب
الثوار ....
هنا قال ماجد : لقد أمروني الثوار أن البي جميع احتياجات من يطلب المساعدة
ثم صمت كأنه يرسم شيء في خياله وقال : لكن الطريق إلى مركز الثوار طويل جدا
إستدار وهو يمشي بصمت كأنه إشارة للجميع أن يلحقه ..
وتبعه الآخرون بخطوات حائرة حول مصيرهم القادم ورحلتهم الغامضة ...
توقف المرشد موران بغتة وقال بقلق : ماذا عن البقية ؟
قال ماجد بحيرة : أي بقية ؟
قالت كيرا بسرعة : أصدقاء لنا أفترقنا عنهم لكي ينفذوا مهمة وبعد أن ينتهوا منها سوف
يلحقوا بنا ...
قال ماجد بحزم : إذن لا توجد ضمانات على وقت وصولهم ...
فهموا إلى ماذا يرمي ماجد فقالت مايا : لا يمكن أن نتركهم خلفنا
قال بحزم أشد : بقاءنا هنا يزيد من احتمالية كشفنا للنظام ولا أنا لا أريد أن أخاطر أكثر
بالبقاء هنا لهذا أنا راحل الآن ...
قالت مايا : لن نتركهم خلفنا ....
قال المرشد موران بأسى : بعد كل هذا العناء لنجد **** الثوار .... ثم تضيع الفرصة منا ؟
قال جاسر بلهجة غامضة : لدي خطة ...
التفت له الجميع فأكمل جاسر : لنترك علامة تدل رفقائنا إلى وجهتنا لكي يلحقوا بنا ..
قال ماجد بصرامة : لا يمكن ذلك ! لا نستطيع تعريض مكان الثوار من خلال علامة مثل ذلك
قال جاسر وهو يبتسم بثقة : لا تقلق العلامة التي سوف اتركها خلفي لن يفهما إلا أسامة وحده فقط
ثم سرد خطته وكانت عجيبة للغاية ....
----------------------------------
كان الجميع ينظر لسيد المنمين الذي فتح عينيه لتشع بضوء أحمر ويقال أن هذه الخاصية قد
كسبها بعدما قتل وأكل 1000 قلب حولت الوحشية عينيه إلى أشبه بالزمرد المشع ..
قال سيد المنمطين الذي كان أسمه خازن : ماذا لدينا هنا ؟
قال سامر بخوف : هذين الشخصين أرادا مقابلتك يا سيدي
التفت خازن نحو هاشم و نزار فأرتجف الأخير وقال : سيدي إن هاشم يريد
أن يخبرك بشيء جلل !
صرخ خازن بغضب : كل واحد فيكم يرمي الموضوع على الآخر ! فلتتحدثوا !
قال هاشم بسرعة وأحترام يشوبه رهبة : سيدي لقد جئت لك لكي أخبرك عن أشخاص
قابلتهم أثناء رحلتي في غابات الخيزران وكانوا مجموعة من الشبان .....
وراح هاشم يسرد قصته كاملة ...
بعد أن أنتهى المنمط من سرد حكايته مد سيد المنمطين خازن يده اليمنى فهرول منمط في
القاعة يحمل كأس ليعطي سيد المنمطين خازن الكأس فدفع خازن محتوى الكأس في فمه
كله دفعة واحدة وتساقطت بعض قطرات السائل الذي في الكأس وكانت عبارة عن قطرات حمراء
داكنة كالدم .... بل كانت الدم نفسه ...
قال خازن : حظ , قدر , فال , مصير , .......
هل تصدقوا هذا الاجتماع كان بسبب إشاعات سمعنها عن أشخاص كانوا في ( ماندا العريقة )
هجم عليهم النظام وأسر فتاة منهم واليوم إعدامها لكن لحد الآن جاسوسنا لم يخبرنا
بنتيجة الإعدام ...والأدهى من ذلك سمعنا إشاعات أن هؤلاء الأشخاص يملكون المهارات المنسية .
بدون أي سابق إنذار وقف خازن وبصق على الأرض وقال بثورة عارمة : مهارات منسية !
يالهراء ! لا يمكن أن تبقى هذه المهارات موجودة ! النظام أحكم سيطرته على الأجيال حتى نحن
المنمطين بدأنا نفقد مهارتنا تدريجيا بسبب إنعدام المعارك والحروب .. لم يتبقى لنا سوى الاغتيالات
وهذا لا يكفي لكي نثبت مهارتنا .. والآن تريدوا أن تخبروني أن حفنة من الأولاد يمتلكوا مهارات ؟
لم يبقى في العالم مدربين و مرشدين أكفاء لكي ينقلوا هذه المهارات للأجيال التالية !
إذن هذه المهارات ليست سوى إلا خرافة !
قال هاشم بخوف شديد : نعم !
قال خازن : إذن سوف تمحي لي مصدر الخرافة والإشاعة مع صاحبك هذا !
تمتم نزار بخوف أعظم : أجل سوف نقتل الأولاد ونمحي أي إشاعات أخرى تضايق
سيدنا ....
رجع الهدوء لصوت خازن وجلس على كرسيه وقال : عظيم ! هيا اذهبا الآن ولا أريد أن أراكما
إلا بعد تنفيذ المهمة ...
خرج كل من هاشم و نزار من القاعة غير مصدقين إنهما خرجا أحياء بعد ثورة غضب
سيد المنمطين المشهور بها ... كانت ثورته مرعبة ..جدا ...
----------------------------
( مكان طيور قيمس )
قال ريان بحنق : ما هذه السخافة
وهو ينزع منديل أحمر ذو نقوش غريبة من فوق صخرة في بحيرة الصمت
فنظر أسامة للمنديل الذي كتب عليه العبارة السابقة وأخذ يفكر .. مكان طيور قيمس ؟؟
وفجأة لمحت الفكرة في رأس أسامة الذي قال : أين تقع بلوتار ؟
قال كيجن بحيرة : في الجنوب في دولة أرمادا شمال أوروك !
قال أسامة بسعادة : هذا هو المكان الذي يريدونا أن نذهب له ! أراهن أن هذا عمل جاسر !
قال ريان بحيرة : لم أفهم !
قال كيجن بسخرية : ليس المهم أن تفهم
قهقهت روز مما أغاض ريان الذي قال بغضب : ماذا تقصد !
قاطعهما الذئب فنرير بعواء ثم قال : الوقت متأخر ووجودنا هنا في الظلام خطر علينا ..
قال أسامة : هل أحد يعرف طريق سريع لنصل إلى بلوتار ؟
قالت روز : حتى لو كانت لدينا وسيلة أنتقال فهذا يعتبر خطر بسبب أن النظام يتعقب
الانتقالات ويشوش عليها ....
قال كيجن : لو سافرنا سير على الأقدام لربما نستغرق شهور للوصول هناك هذا في حالة وصلنا
سالمين من النظام
قال ريان بسخرية : و أنت الذي تعرف كل شيء ! يبدو أن لست الا جاهل إذا لم تكن تعرف
وسيلة للوصول هناك بسرعة ..
قال كيجن بحنق : وهل تعرف أنت ؟
قهقه ريان بشماتة : أجل ! ولكن لن أخبرك !
قال أسامة : لا وقت لدينا لمثل هذه الأمور فلتخبرنا بما لديك .. يا ريان ...
قال ريان ببطء وهو يتمتع بكل حرف يقوله : طوروس ...
قالت روز : أرض الحطابين ... كانت لديهم وسيلة قديمة للسفر حول العالم من أجل
الذهاب للغابات البعيدة لجلب أنواع معينة من الخشب لكن وسيلتهم الأثرية أختفت !
قال ريان : زوجة الغبـي تعلم هذا لكن يبدو أن زوجك قد نقل مرض الغباء لك ..
بلع كيجن الإهانة لكي يكمل ريان كلامه فأضاف ريان : قال لي معلمي وليد
أن الحطابين استخدموا هذه الوسيلة في الحرب الكبرى من أجل نقل الجنود لأرض المعركة
بعد أن سيطر النظام على العالم أخفوا هذه الوسيلة تحت تمثال أحد الأبطال في طوروس
قال أسامة بعزم : إذن علينا الذهاب لهناك لأستخدام تلك الوسيلة !
قال كيجن بشك : لست متأكد إننا سوف نجد شيء هناك خصوصا أن المعلومة من هذا الأحمــق
نظر كيجن بتحدي نحو ريان الذي بادله نفس النظرة
فقالت روز بسرعة لكي لا ينشب شجار آخر : هيا لنذهب قبل أن يطبق علينا النظام في
هذا المكان ..
ساروا ابطالنا وهم يأملوا أن يجدوا وسيلتهم التي سوف تنقلهم إلى أصدقائهم حيث الثوار ..
-------------------------------
في مكان مظلم به نوافذ طولية جلست إمرأة ترتدي معطف بنفسجي اللون به قبعة
تغطي معظم وجهها وراحت تضرب بأناملها أوتار الآلة موسيقية وراحت تردد بصوت
عذب : سماء مظلمة وأرض مهدمة ... دلني على الطريق يا مرشد
ذلك الطريق الذي ينتهي بنور يحدد لي مصيري ومصيرك ... ذلك الطريق
الذي زينته خمس عشرة شمسا وكوكب أسود ...
الشموس تذوب والكوكب يفنى ...
الشك يشوب والأجل يدنى ...
آآآه .... آآآآه .... على أجل لا ينتهي لا بنهايتي .... و نهايتك ....
آآآه .....آآآه .... على مصير لا يبدأ إلا ببدايتي .... وبدايتك ...
أيها المرشد ... ارتوي من نهري ونبت كشجرة الحياة ....
دخل الرجل الضخم بشكل فض الغرفة مما جعل المرأة تجفل وتنظر له بمقت
فقال الرجل الضخم بسخرية : تعزفين على الآلام الماضي مجددا ؟
نظرت له المرأة بمقت ثم عادت تعزف على الآلتها الموسيقية وتشدو بصوتها العذب :
الماضي التعيس ... لم يزدني إلا ألم
والمستقبل البعيد يزيدني شجن ...
يعزف على قلبي بقسوة أسوأ نغم ..
قاطعها الضخم وقال : لا وقت لمثل هذا الآن .. صديقنا رصد عملية إنتقال ...
قالت المرأة بجدية : أين نهاية الأنتقال ؟
قال الضخم الفولاذي : مقبرة إقسيميا !
نهضت المرأة وقالت : مكان غريب لكنه مناسب لصديقنا ( الساحر الظلامي ) لكي يمارس
هوايته ...
قال الضخم الفولاذي بسخرية : أجل , ذلك الرجل يحب يلهوا بقوة الظلام وأظن أنه لم يلهوا
منذ زمن ...
وأطلق قهقهة شريرة تدل على أنها تخفي شر لا نهاية له ...
لمعت أضواء كمذنبات في السماء وأخذت تدور حول نفسها لمدة قصيرة ثم نزلت على الارض بكل هدوء
ونعومة تلاشت الأضواء ليظهر عدة أشخاص وقفوا يلتفتوا حولهم
فقال أحدهم وقد كان جاسر : هذا المكان ...
قال ماجد : نعم إنها مقبرة إقسيميا ..
تمتم وليد : كان انتقال سريع و سلس ..
نظرت له مايا بطرف عينها وقالت : يذكرني بأخر إنتقال أنتقلناه لماندا العريقة..
قال وليد بحنق : لم تكن لدي رمال ضوئية كافية على عكس
هذا القناص !
قال المرشد موران بحيرة : لكن هذا المكان ... هل الثوار هنا ؟
قال ماجد بأقتطاب : كلا ...
قالت كيرا : إذن ما مغزى وجودنا هنا ؟
أستنشق ماجد الهواء الذي حوله بعمق
ثم قال : السفر عن طريق تقنية الأنتقال محفوفة بالمخاطر , فالنظام يستطيع تعقب
وجهة سفرنا وهم على الأرجح قد فعلوا ...
لهذا لسلامة مركز الثوار حطينا في هذا المكان وسوف نذهب لمقر الثوار سير على الأقدام .
سار ماجد دون أن ينطق كلمة أخرى ولحقه الجميع
لكن فجأة قالت كيرا : إنظروا هناك ..
كانت كيرا تشير بأصبعها نحو برج معدني نحيف
لكنه مرتفع إرتفاع شاهق ...
قال المرشد موران بقلق : هل يمكن أن يكون هذا ...
ودن أن يكمل جملته ظهرت غمامة بنفسجية اللون فوق البرج وتشكلت على شكل وجه
ضخم مخيف فقال الوجه بصوت مخيف أكثر من وجهه : اخيرا أرتكبتم خطأ لكي نعثر عليكم ..
قال جاسر : من أنت !
رد عليه المرشد موران : انه الساحر الظلامي
للنظام ....
قال الوجه : ممتاز أيها المرشد .. أختياركم للمكان ممتاز أيضا أحسنتم الاختيار !
قالت مايا : لما ؟
قهقه الوجه ثم خف لونه البنفسجي وانطلقت غمائم بنفسجية غامقة حاول المكان
ثم بدأت الأرض تهتز تحت أقدام الأبطال لتخرج مجموعة من الوحوش العظمية
مع جثث خضراء و صفراء و قفت الهياكل على اقدامها وبأيديهم أسلحة متنوعة
اما الجثث فكانت أيديهم تنتهي بمخالب بشعة الشكل
فقال الوجه بشماتة : لان في هذه المقبرة سوف تدفن جثثكم هنا !
وهجمت الوحوش الأموات الأحياء على أبطالنا ... هجمة مميتة .....
--------------------------------------------------
وصل كل من أسامة و كيجن و ريان و روز إلى طوروس ولمحو ذاك المبنى الضخم
المهترئ الذي كان في يوم من الأيام مركز الحطابين حول العالم
اقتربوا من البوابة الضخمة فقال ريان بحذر : الضريح بالداخل لكن أرجو الا تكون هناك مفاجآت
دخلوا البوابة بحذر وشاهدوا تمثال ضخم لرجل يمسك فأس وبالقرب منه شجرة ضخمة صخرية
قال كيجن : هل هذا التمثال هو المنشود ؟
قال ريان : يبدو ذلك ..
اقتربوا من التمثال وراحوا يحثوا حوله فقالت روز :
لا شيء غير عادي ...
أخذ الذئب فنرير يشم التمثال ثم قال :
هنا يوجد شيء في الركن الأيمن للشجرة ...
اقتربوا من الركن الأيمن ليشاهدو مربع كبير به أحرف الأبجدية فوقها عبارة منقوشة على
الصخر تقول ( الماء و التربة ...... )
لمس أسامة الحروف الأبجدية فوجدها تتحرك من مكانها
وفي أسفلها خط مجوف بشكل عرضي ..
قال أسامة : يبدو إننا نضع الحروف هنا لنشكل كلمة
ما ..
قال كيجن : الماء والتربة ؟
ابتسم ريان بثقة وقال : سهل جدا إنها المواد الأربع
في علم الخيمياء .... الماء والتراب والنار والهواء ...
كانوا يعتقدوا إنها المواد الأربعة المكونة لجميع الأشياء ...
قال أسامة : ربما ..
ثم التقط المربعات التي تكون الكلمتين لكن كانت توجد مشكلة فالكلمتان تحتوي على
أحرف مشتركة تمنع من تشكيل الكلمتان مع بعض
توضيح * ( النار والهواء .... يشتركان بحرف الألف ويوجد فقط حرف ألف واحد في المربعات)
توضيح ** ( لو كانت بالانجليزي wind &fire هواء ونار يشتركان بحرف الـ i وهو واحد أيضا )
صمت الجميع فقال كيجن بحنق : و أنا الذي صدقت
أنك تجاوزت غبائك !
التفت له ريان بغضب وقال : إذا أتحفنا برأيك !
قالت روز فجأة : الشمس ! فلتجرب الشمس !
نظروا لها بتسأل فقالت بخجل : الماء والتربة والشمس ضروريان لتنبت الشجرة
بما أن الأحجية مكتوبة على شجرة ....
وضع أسامة الأحرف الأبجدية ليكون كلمة الشمس
فاهتزت الشجرة الضخمة لتتحرك من مكانها فقال كيجن
بسعادة : نجحنا !
ظهر أسفل الشجرة صندوق خشبي ضخم يكفي لعشرة أشخاص أن يدخلوا بداخله
ومكتوب عليه عبارة ( لن ننسى زملائنا الذين استشهدوا في الحرب )
دخل أبطالنا الصندوق الخشبي وكانت به أذرعة معدنية في وسط الصندوق
و على الجدار كانت توجد خريطة العالم .
نظر ريان للأذرعة وقال : توجد هنا شاشة زجاجية
بها خانتين مكتوب فوق الأولى خطوط الطول والثانية خطوط العرض ..
قال كيجن : إنها لتحديد المكان الذي نريد الذهاب له
نظرت روز لخريطة العالم وقالت : بلوتار عند خط طول
30 و خط عرض 12 ...
راح ريان يضع في الشاشتين الأرقام المطلوبة
ثم أقترب من ذراع معدنية حمراء مكتوب على مقبضها ( أنطلق ) قال للجميع
: مستعدون ...
أشار الحاضرين برؤوسهم على الموافقة فسحب الذراع
لم يحدث شيء لثواني ثم أنتفض الصندوق الخشبي ليهتز بعنف وبدأ بالارتفاع لينطلق بسرعة
جنونية نحو سقف المبنى وسط صراخ من كانوا في داخل الصندوق لكن الصندوق عبر من خلال
فتحة في السقف وأنطلق بسرعة متزايدة في السماء
فأطلق ريان صيحة أنتصار وهو يراقب من فتحة صغيرة
في الصندوق العالم الذي بدأ صغيرا في هذا الأرتفاع ..
وكان الصندوق ينطلق عابر العالم بسرعة كبيرة نحو هدفهم بلوتار ....
------------------------------------------------------
كانوا جيش الأموات يهجموا بضراوة على أبطالنا فكانت كيرا تدور حول نفسها تضرب بصولجانها كل ما يدنوا حولها متزودة بسرعة الأدهم
المرافق الذي في جيبها أما المرشد كان يضرب بقبضته العارية جماجم العدو مهشما إياها
وذلك السيف الامع في الظلام هو بالتأكيد لـ مايا التي تضرب
جثث الأموات برشاقة ودقة كان القناص يتفنن برمي سهامه الحاسمة ليحصد أجساد خصومه
بالقرب منهم أشتعل اللهب في جسد الأعداء بسبب الكرات النارية التي يطلقها
جاسر بشكل مكثف
قفز وليد متجنب رماح عدة هياكل عظمية
ثم قال وهو في الهواء : هبوط الصخرة الكبيرة !
وانطلقت قطعة كبيرة من الأرض وارتفعت لتسقط على الهياكل العظمية وتسحقها
فسقط وليد على ساقيه بخفة
ليظهر خله زومبي بمخالبه البشعة يسددها نحو عنقه
جفل وليد لكنه بسرعة تجنب مخلب الزومبي
في الثانية الأخيرة وقال : ترس النار !
لتتشكل هالة نارية حول وليد مما جعل مخلب الزومبي
يذوب محترقا وانتقل اللهب لجسمه كامل فذاب الزومبي مطلقا صرخات بشعة
قال وليد في نفسه : كم أفتقد وجود ريان أنه الشخص الذي يستطيع حماية ظهري و أنا مطمئن
هنا انفجرت مجموعة من الجثث بشكل عنيف لدى اقترابهم من القناص ماجد بفعل أفخاخه المنتشرة حوله
قال الساحر الظلامي من خلال الوجه البنفسجي البشع فوق البرج المعدني الشاهق :
جميل جدا ! أنكم تستخدموا مهارات عالية جدا بالنسبة لأشخاص مثلكم ..
لكن القتال الحقيقي لم يبدأ بعد ...
لمعت الأرض مجددا بلون بنفسجي ليخرج جيش ضخم من الأموات ثم برزت جثة
لمقاتل يرتدي درع أحمر وكذلك كان لون الشعر أحمر أيضا أما لون البشرة فكان
مائل إلى الأسود ...
فقال المرشد موران بدهشة : هذا المقاتل إنه ..
قال الوجه البنفسجي : نعم ! أنه المقاتل هالو !
قالت كيرا : المقاتل هالو ؟ هل تعرفه أيها المرشد ؟
قال المرشد موران بحزن : المقاتل هالو كان أحد أعمدة
المقاتلين ضد العرافة وشارك في الحرب العظمى وكانت أمنيته أن يدفن في هذه المقبرة
حيث عاش لفترة طويلة من حياته و أوكل العديد من المهمات للشبان المغامرين في ذلك الوقت
ثم قال موران بغضب موجها كلامه للوجه :
الا تشعر بالعار للتلاعب بجثث أبطال مثل هذا ؟
قهقه الوجه وقال : عار ؟ قوة الظلام التي أملكها تمكني من عمل أكبر من هذا !
هل يجب أن أخجل من قوتي ؟
ظهر فأسين معدنين في قبضتي المقاتل هالو الذي أنقض بقوة نحو المرشد
موران فقالت مايا :
احذر !
تأهب المرشد لكي يصد الضربة بيده العارية لكن كرة نارية تجاوزته وضربة صدر المقاتل هالو
لترميه مترا كاملا للخلف , ظهر جاسر وبعينه نظرة تحدي
فقال الوجه : ساحر ظلامي ؟
ثم قال في نفسه : وجهه مألوف لدي ... أين رأيته من قبل ؟
قال جاسر : أيها المرشد أكمل عملك على الجثث التي حولنا ودع هذا المقاتل لي ..
نهض المقاتل هالو وانقض على جاسر الذي تجنب ضربته برشاقة وقال : كابو ......
لكن هالو استدار بسرعة وضرب بفأسه كتف جاسر
الذي أطلق صرخة ألم لكنه أكمل تقنيته وقال : كابوس
توقف المقاتل هالو عن الحركة فسدد جاسر
كرة نارية نحو المقاتل الذي أشتعل لكنه تحرك على الرغم من اللهب الذي يغطيه
فقال الوجه البغيض : هاهاهاها أنه ميت لا يشعر بألم !
هجم مجموعة من الجثث على ابطالنا وطوقوهم فانحنى وليد وقال : الثوران البركاني ..
لتخرج حمم من الارض تحرق أجساد العدو لكنهم لم يتوقفوا بل ظهروا مجموعة أكبر من الأعداء
يسيروا خلفهم ..
قالت مايا وهي تقطع رأس أحد الجثث : إنهم لا ينفكوا
عن الهجوم علينا !
قالت كيرا وهي تحطم ثلاث أجساد بصولجانها :
لقد قتلت مايقارب 24 جثة لكنهم في تزايد مستمر !
قال وليد : لن يتوقفوا إلا بقتلنا ... أو أن ..
ثم نظر بغتة للبرج وقال : أو نقفل مصدر طاقتهم ...
ثم قال : أيها القناص لتضرب تلك الجوهرة في أعلى البرج !
كان القناص ماجد قد أتم مهارة قفص الفولاذ
وأطلق وابل من السهام ضرب أجساد الأعداء بشكل واسع ..
ثم سدد قوسه نحو البرج ونظر للجوهرة أعلاه بعين واحدة وأطلق سهمه
قفز المقاتل هالو قفزة عالية وأستقر السهم في صدره ونزل على الأرض بعنف
فضحك الوجه وقال : محاولة جيدة لكني أحمي وجود قوتي بنفسي ...
كان التعب قد أنهك أبطالنا و الجثث يقتربوا أكثر وأكثر
قالت كيرا : حاول مجددا أيها القناص ..
قال القناص : لا أملك طاقة كفاية ...
هنا قال وليد : مطر السموم !
فتساقطت قطرات حمضية تكوي جثث الأعداء لكنها كانت تداوي أبطالنا
فقال وليد والأعداء أقتربوا بشكل مخيف منه : إنها الفرصة الأخيرة ....
شهر القناص قوسه ورفع سهمه وقال في نفسه :هذه الضربة تستهلك كل مالدي من طاقة
ثم صاح : السهم الثاقب !
وأطلق سهمه وقفز المقاتل هالو مرة أخرى وتصدى للسهم لكن قوة الضربة دفعته بقوة
نحو الوجه الذي تغيرت ملامحه وقال بفزع : كلا !!!!
وضرب السهم حاملا جثة المقاتل هالو الجوهرة الامعة التي تدمرت بعنف ..
وفجأة سقط كل الهياكل والجثث مخلفة صمت مخيف ورهيب ....
-------------------------------------
كان الصندوق يحلق بسرعة كبيرة فقال كيجن بقلق :
انظروا ....
نظر الجميع من الفتحة الصغيرة ليشاهدوا مدينة ضخمة في وسطها قلعة كبيرة
فقال ريان برهبة : أبيدوس ...
قال أسامة : أبيدوس ؟
ردت عليه روز بلهجة قلقة : عاصمة النظام ...
هنا انطلقت كرة نارية زرقاء في الهواء بسرعة كبيرة منطلقة نحو الصندوق
فعوى الذئب وقال : خطر قادم لنا !
شاهد الجميع الكرة النارية التي تلحقهم بأصرار فقال ريان
بخوف : الا توجد طريقة لتجنبها ؟
نظر كيجن حوله وقال : لا نستطيع التحكم بهذا الصندوق !
أنه يسير في اتجاه محدد ...
انفجرت الكرة النارية الزرقاء بالقرب من الصندوق مما خلف ضرر فيه لكنه واصل الطيران
لكن بشكل متعرج وعشوائي ... فأيقن الأبطال أن صندوقهم سوف يهوي لا محالة ...
وبعنف هذه المرة .....
يتبع ...
الحلقة السادسة
طار الصندوق الخشبي الضخم بالهواء بسرعة جنونية والنيران المشتعلة به قد أختفت بسبب السرعة الخارقة
لكن الصندوق الخشبي كان يتمايل يمينا ويسارا مما جعل أبطالنا يتدحرجون داخل الصندوق بعنف !
قال كيجن بألم : سوف نقتل بهذا الشكل !
تشبث كيجن بأحد الأذرعة المعدنية وحاول أن ينظر
من خلال الفتحة الصغيرة في الصندوق ونجح بعد عدة محاولات فقال بفزع :يا إلهي !
نظر له الجميع بنظرة متسائلة رغم تدحرجهم العنيف فأكمل كيجن :لقد وصلنا لأرض أجوريا بسرعة شديدة ونحن الآن نتجه نحو أرض أرمادا لكن لا يبدو مسارا إننا سوف
نصل لبلوتار !
قال أسامة بقلق :لماذا ؟
أجابه كيجن بلهجة تقطر فزعا :الصندوق
انخفض ارتفاعه بشكل مخيف يبدو إننا نهوى !
صمت الجميع بخوف وتصاعدت تأوهاتهم كلما أرتطموا بجدران الصندوق
فقال ريان : مع سرعة مثل هذه لا يمكننا النجاة أثناء ارتطام
الصندوق بالأرض !
دخل الصندوق أرمادا متجها نحو أوروك و تغيرت أهتزازة الصندوق بدل من يمين ويسار إلى أعلى و أسفل
والأدخنة المتصاعدة جلبت اهتمام سكان أوروك وهم يلمحوا جسما طائرا يقترب من مدينتهم وصوت يصدر منه بشكل غريب
قال أسامة وهو ينظر نحو المنازل الصخرية في أوروك :
أملنا الوحيد هو الهبوط فوق تلك المنازل قبل الارتطام بالأرض !
قالت روز بخوف :على الرغم من أن الأرتفاع ليس بعيدا جدا
عن المنازل لكن مع هذه السرعة ....
قال ريان :ليس لدينا أي خيار ...
نظر أسامة إلى ذئبه وأخذ يركز
فعوى الذئب فنرير قائلا في نفس الوقت مع صاحبه :
الوحدة ( الذئب )
كانت وحدة الذئب هي علاقة فكرية جسدية تمكن السيد والمرافق من تقوية مهارات معينة مثل ما تفعل
كيرا عندما تضع بطاقة المرافق في حزامها ...
نظر أسامة نحو أصدقائه بصمت فنظروا له مشجعين
فقال : هيا لنقفز
ثم قفز أسامة مع ذئبه بخفة فوق أسطح أحد المنازل فتدحرج على الأرض دحرجة خفيفة ثم قفز برشاقة شديدة
ليستقر على رجليه أما ذئبه فنرير فكانت مخالبه
لها دور كبير في تثبيته على سطح المنزل دون دحرجة ..
أمسك كيجن فجأة بيد روز و قفز بها وهو يقول : أغمضي عينيك !
أغمضت روز عينيها وشعرت أن قلبها هوى من أرتفاع شاهق
ثم شعرت بدحرجة عنيفة لكن كانت غريبة كأنها تتدحرج على كتلة لحم .. سمعت صوت زوجها الذي قال بألم :
افتحي عينيك الآن ..
فتحت روز عينيها لتجد زوجها مستلقي بجانبها وجسده مغطى
بالكدمات والجروح فقالت بجزع : كيجن !
أبتسم بألم فأدركت روز أن زوجها كيجن قد احتواها بجسده في الهواء وتدحرج
بجسده وهو يمسكها بذراعيه لكي يحميها من الضرر متحملا كل الألم بنفسه ..
قامت بتنفيذ الأسعاف السريع على زوجها الذي التفت يراقب الصندوق الخشبي بقلق سائلا نفسه : هل فعلها
ريان وقفز ؟
كان ريان ينظر للمدينة برهبة و خوف قائلا في نفسه :
من كل المواقف التي واجهتها ها أنا أعجز عن القفز بهذه السرعة ...
كان الصندوق ينطلق بسرعة وينخفض بسرعة أشد لكن حدث فجأة أن أرتفع الصندوق كأنه ينطلق نحو السماء
وفرصة ريان بالقفز كانت تتبدد تدريجيا
شاهد ريان مبنى به ما يشبه المنارة تنتهي في قمتها
نافذة ملونة بزخارف جميلة زرقاء فعرف ريان إنها
فرصته الأخيرة وعندما أقترب الصندوق نحو المنارة قفز ريان
مطلقا صرخة حملت كل توتره وخوفه وضرب جسده الزجاج الذي تحطم بسبب قوة الاندفاعة وتدحرج ريان داخل المنارة بعنف وسرعة وبدأ جسده بضرب الأثاث
الموجود الذي تحطم أيضا بشكل عنيف و ريان يصرخ بألم
ثم أستقر جسده عندما ضرب في عمود خشبي مزود بدعامة معدنية , شعر ريان حينها أن روحه قد خرجت في تلك الصدمة أو على الأقل تحطمت ...
فتح ريان عينيه بألم شديد والغبار أنتشر في المكان
فبتسم ريان وقال بتعب وهو ينظر إلى المكان المحطم :
كم عظمة من جسمك تحطمت لكي تخرب المكان هكذا ؟
سمع صوت إنفجار مكتوم فنهض بصعوبة وشعر بألم شديد في ركبته ومرفقه وظهره وأخذ يعرج وشاهد من خلال الزجاج
المتحطم الصندوق الذي تفجر في الهواء وسقطت بقاياه على المدينة المفزوعة
فنظر حوله و تمتم :علي الخروج من هنا والعثور على الجميع ...!
دوى صوت مكتوم أسفل قدميه فتراجع بصعوبة وبعد ثواني معدودة انزاحت قطعة خشبية وظهر من الفتحة رجل ينظر له
بنظرات مندهشة ... وحذرة ..
عند جسر الرماد كان ماجد يمشي بخطى سريعة على الرغم من التعب الذي يشعر به وراح بقية المجموعة تلحقه
و تحاول أن تجاري سرعة خطواته فقالت مايا بحنق :
منذ فترة بسيطة خضنا قتال مهلك و الآن أنت تهرول ...
قال ماجد : علينا أن نسرع قبل أن يتوصل النظام لطريقة لأعاقتنا ...
قال جاسر وهو يلتقط أنفاسه : لكن إمكانية النظام
لا حدود لها .. لربما كانوا يراقبونا الآن ..
قال ماجد : أعلم ذلك لكن لدينا الوسيلة لتشتيت متابعتهم ,ما أن نقترب من مقر الثوار ...
ثم قطع كلمته و أبتسم بغموض وقال :عندما تشاهدوا ذلك سوف تعرفوا ما أقصد
صمت الجميع بترقب وحثوا نفسهم على السير أسرع ثم اتجهوا يمين بعد تجاوز الجسر لمسافة وقف ماجد و تلفت حوله
وقال بثقة : هنا .
قال موران بحيرة :نحن بالقرب من باب القمر الأول لكن هل مقر الثوار في هذه المساحة المفتوحة ؟
قال ماجد وهو يخرج كرستالة غريبة الشكل من حقيبته الخلفية قائلا :في الماضي كانت توجد كرستالات خاصة
تفتح لك بوابات خفية كانت هناك سفينة عند جزيرة المبتدئين بها بوابات خفية تفتح بواسطة كرستالات مشحونة بقوة العرافة
مثل هذه الكريستالات ...
أخذ الجميع يحدق في الكريستالة اللامعة فأكمل حديثه : أثناء الحرب الكبرى جرت أبحاث حول هذه الكريستالات ومحاولة
فهم طريقة عملها و بعد الحرب الكبرى أكمل الثوار أبحاثهم و استطاعوا تصنيع كرستالات مشحونة بقوة ضوئية تمكن من فتح بوابات
خفية ...
ضغط على الكرستالة فلمعت ببريق خطف الأبصار للحظات قصيرة ثم ظهرت بوابة خضراء تلمع بضوء خافت معلقة في الهواء
ترتفع بمسافة نصف متر فقال ماجد بحزم : فلنتقدم ..
ودخل البوابة ولحقه الجميع وشعروا بنفس الشعور عند عملية الأنتقال , طاقة جميلة ناعمة تغطي جسدك ..
ظهروا في مكان تحيطه جدران صخرية بها نقوش جميلة للغاية فقال وليد بحيرة : هذا المكان إنه ... باب القمر .. الأول .
قالت كيرا باعجاب : ياللروعة المكان ..
قال المرشد موران : إنتقال مثل هذا الا يمكن أن يرصد
النظام تردد موجته ؟
أبتسم ماجد بثقة وقال :أن يرصدوا الموجة أمر وارد لكن هذه البوابة تظهر فقط عن تفعيل هذه الكرستالة
ثم أن باب القمر الأول قدم دمرت واجهته لهذا الدخول له من البوابة أمر صعب ...
لكن لنفترض أن النظام تمكن الدخول لهذا المكان هنا يبدأ عمل النظام الأمني الثاني .
قالت مايا بحذر : النظام الأمني الثاني ؟
أجاب ماجد وما زالت الثقة تظهر على وجهه : أنظروا
ضغط على الكرستالة فلمعت مجددا خاطفة أبصارهم لبرهة ثم ظهرت حولهم سبع بوابات ضوئية فظهرت الحيرة على وجوههم فقال ماجد : هذه البوابات السبع هي للتمويه بوابة واحدة فقط التي تقودنا
للطريق الصحيح أما البوابات الست البقية فتقودك لخارج الدهليز , والبوابة الصحيحة تتغير بشكل عشوائي فيمكن أن تكون
الآن هي التي أمامنا وربما التي على يميننا أو تلك التي في الزاوية .. إنها تتغير في كل مرة .
قال جاسر بتساؤل : وكيف تعرف البوابة الصحيحة في كل مرة ؟
قال ماجد باقتضاب : لا أعرف ..
ظهرت الدهشة على وجوههم فقال وليد : مالذي تقصده ؟
قال ماجد وهو يشير لبوابة تقع على يمينه : تلك البوابة هي البوابة الصحيحة ..لاحظوا الفرق بين البوابات .
حدق الجميع في البوابة المنشودة فلاحظوا إنها تتلألأ بشكل متقطع بطيء فقال موران :مالذي يحدث لبوابة ؟
قال ماجد :الثوار يرقبونا من اللحظة التي دخلنا في الدهليز وعند فتح البوابة يقوموا الثوار من خلال أنابيب خاصة
تحمل مرايا بتسليط طاقة ضوئية على البوابة الصحيحة ..
تقدم نحو البوابة وقال : اتبعوني .
تبعوده وعبروا البوابة ليجدوا نفسهم في منطقة أخرى من مناطق الدهليز وظهرت سبع بوابات أخرى فقال ماجد :
هذا هو النظام الأمني الثالث , البوابات السبع تتكرر سبع مرات وتكون البوابة الصحيحة متغيرة بشكل عشوائي أيضا
لضمان أن لا أحد يعبر البوابات بمجرد الحظ فقط ..
تلألأت بوابة ضوئية فتقدم ماجد وتبعه الجميع في صمت ثم إلى بوابة أخرى حتى وصلوا إلى ساحة كبيرة مزينة بنقوش
مشابهة لنقوش الدهليز ونهاية الساحة يوجد باب ضخم ,قال ماجد بإرتياح :وصلنا أخيرا ..
التفت لهم وقال : أهلا بكم في مقر الثوار ...
ما أن أتم عبارته حتى فتح الباب الضخم محدثا صوت مزعج وظهرت من خلفه ظلال .. ظلال بشرية ..
وقف كيجن في زقاق مظلم يراقب حركة المارة في
الشارع العام التفت إلى زوجته وإلى أسامة الذي خبأ ذئبه
الوفي في بطاقة المرافق الخاصة به فقال كيجن
بقلق : هل نجى ذلك المعتوه ريان ؟
قالت روز بقلق شديد : كان آخر شخص قفز بيننا ..
أخشى ..
قال كيجن بحزم : سوف اذهب للبحث عنه
قال أسامة :لكن ..
أكمل كيجن وهو يخلع حزامه ويضع سيفيه أرضا :
أنا الوحيد هنا الذي من شعب أرمادا ,ملامحي لا تثير شك أحد
التفت كيجن نحو أسامة وقال :إبقى أنت هنا مع زوجتي روز إنها أمانة في عنقك .
ثم نظر له نظرة قاسية وقال :لكن أقسم إن حدث مكروه لها سوف أطاردك حتى لو ذهبت للجحيم !
قال أسامة :لن يحدث ذلك !
استدار نحو الطريق العام فقالت روز بقلق :
كيجن !
التفت كيجن بتساؤل
فأبتسمت روز محاولة أن تبدو متماسكة :كن حذر !
قال لها كيجن مطمئنا : نعم !
وقف في الطريق العام ولمح نظرات المارة تحدق فيه بنظرات غريبة فنظر لنفسه متسائلا : مالخطأ ؟
فأدرك إنها ملابسه الرثة التي تقطعت بشكل كبير بسبب التدحرج السابق فوق سقف المنزل الصخري
فتوارى عن الأنظار و أستخدم تقنية الأختفاء وصار يمشي على جانب الطريق العام بهدوء متجنبا المارة
باحثا عن صاحبه الفولاذي لكنه شعر بحركة مريبة خلفه كانت لثلاثة رجال أوسطهم يبدو أكبرهم سنا
كأنه في الـ 50 من عمره لكنه تجاهلهم كأنه ليس موجود لكن حركتهم خلفه كانت تبين أن لاحظوا وجوده
قال في نفسه وهو يندس في زقاق جانبي بسرعة وقال : كيف فعلوا ذلك !
انطلق بسرعة يعدو وقد تخلى عن تخفيه عندما لحقه الرجال الثلاثة وقال أكبرهم سنا : أنتظر !
لكن كيجن لم يعره اهتمام وانطلق
يعدو بسرعة كبيرة لحقه الرجال الثلاثة قال الرجل الذي في الوسط : أسرعا يا فواز و ابراهيم
قال كل من ابراهيم و فواز وهما يزيدان سرعتهما :
نعم سيدي
عزت
,وكانت المفاجئة من نصيب كيجن عندما شاهد نهاية الزقاق المغلقة !
التفت كيجن نحو الرجال الثلاثة وهو يتذكر سيفيه
الذين تركهما عند أسامة فتمتم قائلا : يبدو أن الموضوع أصبح
معقد ..
أقترب منه الرجال الثلاثة أكثر ... و أكثر ...
في منطقة بعيدة عن أوروك كانت تلك القلعة المهيبة التي تطل على أروع مدينة في العالم ... أبيدوس ...
جلس الـست أعضاء للنظام حول طاولتهم الكبيرة فقال الضخم الفولاذي :هل تيقنتم من قوتهم أخيرا ؟
قال الساحر الظلامي :قواهم خطيرة لقد تم تصنيفها ..
أكمل المخلب :استحقت قواهم الرتبة أ صمت جميع من في القاعة فقال أحدهم بصوت عميق :منذ أن تم إنشاء هذا النظام بواسطتنا استطعنا أن نحكم العالم بقدراتنا
نحن المخلب ,الفولاذي ,سيد الظلام,الحكيمة ,الساحر الظلامي ,المغوار ...مع القوة العظيمة التي اكتسبناها
لم نواجه أي خطر من الفئة (أ)إلا عندما ظهر لنا الثوار ..
قال سيد الظلام بلهجته الساخرة :حتى المنمطين الحثالة لم يشكلوا خطر على طموحنا !
قال المغوار بغضب :لازلت غير مقتنع بقوة هؤلاء !
قالت الحكيمة بملل:هل تريد أن تجربهم أنت أيضا ؟
قال المغوار بغضب : لما لا ؟!
قال المخلب :إذا استخفيت بهم سوف ترجع مهزوما !
قال المغوار : لن أفعل !
تمتم الفولاذي :لقد سمعنا أنهم حصلوا على اداة النقل الأثيري ..
قال الساحر الظلامي بصوته العميق :النقل الأثيري هذا يذكرني بالماضي على كل حال ضربتهم بأحد أبراج السحر لدي
وحرقت صندوقهم الأثيري فسمعنا أخبار أنهم سقطوا في أوروك !
قال سيد الظلام بتهكم : ضربة في أبيدوس و السقوط في أوروك ! يبدو أن سحرك قد ضعف !
قال المخلب :لا تنكر بمعرفتك لسرعة الصندوق الأثيري أم أنك تحب فقط أن تسخر منا ؟
أبتسم سيد الظلام بسخرية وهم بتعليق ساخر لكن الفولاذي قاطعهم :ما الإجراءات المتخذة ؟
قال المغوار :أنا سوف اتولى الذين في أوروك !سوف أرسل قواتي الخاصة التي لا يمكن أن تفشل !
قالت الحكيمة : عال ! ماذا عن الذين اختفوا بالقرب من باب القمر ؟
قال المغوار :هذه المنطقة المريبة التي يختفوا الثوار بها رصدنا من قبل ذبذبة بوابة هناك لكن لم نرصد أي عملية
أنتقال فإذا كانت البوابة حقيقة فهذا يعني مشكلة قوية لأن البوابة ترسل موجات قصيرة فجأة كأنها خرجت من العدم
فيصبح تحديدها صعب بل أشبه بالمستحيل عكس عملية الانتقال التي ترسل موجات عالية يمكن رصدها بسهولة
قال المخلب :على كل حال سوف أرسل مخلوقاتي هناك لكي يتقصوا الأوضاع ..
قال المغوار بغضبه المعتاد : لن ادعهم يضحكوا كثيرا !
ثم ضرب بقبضته على الطاولة بقوة وكان يعني كل حرف نطقه ... كل حرف ... وكل نفسه أستخدمه في نطق كلماته
كلماته الغاضبة ... دوما ...
انفتح الباب الضخم في عمق دهليز باب القمر الأول على مصراعيه , ظهر رجلان قال أحدهم :
ماجد لقد عدت مع مجموعة من الشباب .
قال الرجل الآخر : الزعيم سوف يحب أن يسمع قصتك بالتأكيد ..
لم يظهر على ماجد أي انفعالات فتقدم بخطوات ثابتة لحقه
أبطالنا و رجلان البوابة وأغلق الباب الضخم خلفهما بصوته المزعج .
فقال المرشد موران بقلق :هل ما زلنا داخل الدهليز ؟
رد عليه ماجد بإقتضاب :نعم المدخل الوحيد لهذا العمق
من الدهليز هو عبر البوابة الضوئية التي دخلنا منها منذ لحظات والبوابة الضوئية أختفت ما أن خفتت الطاقة في الكرستالة ..
ساروا في ممر ضيق ثم فتح الممر على ساحة واسعة كبيرة , ظهر أمامهم عدة رجال كان يتوسطهم رجل على مايبدو
هو زعيمهم , وقف ماجد أمام الرجل باحترام و أحنى رأسه
وهو يقول : سيدي القائد ياسين...زعيم الثوار .
قال ياسين بعد أن تأمل الزائرين الجدد : يبدو أن ضيوفنا مهمين ايها القناص
رمق ماجد أبطالنا بنظرة خاطفة ثم استدار لزعيمه وقال :
لقد أتوا بناء على خطة الأخلاء الفورية ..
قال ياسين:لا أملك ادنى شك أن المرشد موران هو الذي أتصل بك من أجل الأخلاء ..
قال المرشد موران بإحترام : أجل سيدي ..
ثم نظر ياسين للزوار وقال :هذا الولد ... ساحر ظلامي ..
قال جاسر بدهشة : أجل سيدي ..
ثم قال ياسين كأنه لم يسمعه : هذه الفتاة ..ذات الشعر الأحمر
ذو تخصص فارس .. لكن ملامحها لا تبدو أنها من شعب أمانسيس ..
قالت مايا بلهجة رسمية :كلا سيدي أنا لست من أمانسيس لكني تربيت
على يد المرشد موران منذ الصغر على فنون شعب الأمانسيس
قال ياسين و هو يكمل كأنه لم يسمع أحد : تلك الفتاة الشقراء
إنها ذو تخصص مخلب ,يا ترى هل تستخدمي المرافقين مباشرة ؟
قالت كيرا :سوف يكون من الغباء أستخدام مرافق بشكل مباشر
في أماكن مفتوحة , لقد طورنا أساليب لكي نستفيد من قدرات المرافق دون تفعيله بشكل مباشر ..
قال ياسين و هو يسرح بعيدا : أجل من الغباء الشديد أستخدام
مرافق في العالم الخارجي ...
ثم أضاف :لكن لم أكن أعرف أن المخضرم وليد
ما زال حيا ..
قال وليد بدهشة : هل تعرفني ؟
قال ياسين بثقة : وليد صنديد , يبلغ من العمر 38 سنة كان يلقب بالـ ( المخلبxالأسود )ثم بعد الحرب الكبرى التي سميت
بالوميض اختفى دون أثر يلقب بالمخضرم لأنه ولد في زمن النهضة و أبصر الحرب الكبرى والآن يعيش في عهد السراب أو كما يلقب من بعض المؤرخين ( العذاب ),في عمرك هذا يكون المرء قد وصل إلى قمة هرم القوة
لأنه يجمع بين التجربة والشباب ..
قال وليد برهبة : يشرفني أن تكون هذه سمعتي عند
زعيم الثوار .
ابتسم ياسين الذي كان على الرغم من سنه الذي كان في منتصف الستين
ذو جسم قوي وعينيه التان أكتسبتا حدة الأيام وقساوة الألام ..
قال ياسين وهو ينظر للأشخاص بجانبه :لقد التقيتم مع القناص ماجد أحب أن أعرفكم بمساعدتي فيجي
برزت فيجي
أمامهم كانت امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها
قال فيجي
: أنا هنا المساعدة الأولى للزعيم ياسين
أصلي يرجع لشعب أرمادا تخصصي ( سيد البراري ) و مثلما زميلتكم ( المخلب ) تصنع حيل لكي تستفيد من قوة
المرافقين نحن أيضا طورنا اساليب أستمديناها من خصائص الشعوب الثلاثة ..
تكلم ياسين بعد أن تأكد أن مساعدته قد أنهت حديثها وقال :
أما هذا الرجل الصامت دائما فهو داران
لا يحب الحديث ..و إذا تحدث ...
ظهر الارتباك على وجه زعيم الثوار ياسين كأنه يعجز عن وصف ما يريد قوله فقال بسرعة : دعك من هذا يكفي أن تعرفوا أن تخصصه مغوار ..
رمقهم داران
بنظرات صامتة متفحصة ثم قال :اهلا وسهلا بكم ... اعتبروا المكان بيتكم .
تبادلوا الثوار نظرات ذات معنى دون التعليق , قال ياسين بأدب :
سوف أطلب منكم طلب فض لكن أتبعوني من فضلكم أن مضطر لذلك ..
تبعه جميع من كان في الساحة وساروا في ممرات مختلفة حتى وصلوا لقاعة كبيرة فيها العديد من الفزاعات الخشبية
ثم قال ياسين : أعلم أن طلبي فض لكن هل تروني أقوى مهاراتكم
على تلك الفزاعات الخشبية ...
نظروا أبطالنا لبعضهم البعض بغرابة ثم تقدموا بصمت نحو الفزاعات واخذ كل واحد فيهم يستخدم مهاراته الخاصة
فنظر ياسين برهبة مندهشة لهم
فقالت فيجي بحذر :مهاراتهم هذه .. أنهم فعلا يملكوا المهارات المنسية ..
قال ياسين وهو يخاطب القناص ماجد : حسن فعلت أيها القناص ,لقد جلبت لما ثروة لا تقدر بثمن ..
وكانت نظراته نحو أبطالنا نظرات شخص قد وقع فعلا على كنز ... كنز غامض وثمين ...
.
وقف كيجن يتأمل الثلاثة الرجال المحيطين به
في الزقاق المغلق ,قال الرجل الذي يدعى عزت:فل تهدأ أيها السفاح .
نظر له كيجن باستغراب فأكمل عزت: نحن نعرف من تكون أنك كيجن
هنا بهت كيجن أكثر هو يدرك أن الكثير يعرفوا
وجهه بسبب ماضيه الأسود لكن منذ أن ترك منظمة المنمطين غير أسمه الحقيقي و لاأحد يعرف أسمه البديل هذا ..
قال ابراهيم بسخرية : لا تكن مبهوت هكذا
صاحبك أخبرنا عنك ..
قال كيجن بحيرة حذرة : صاحبي ؟
تمتم فواز :ذلك الفولاذي الذي أسمه ريان ...
قال كيجن بشك :ريان
قال عزت: لا نستطيع التحدث طويلا هنا أين باقي رفاقك ؟
قال كيجن وهو يتحرك بحذر بينهم : اتبعوني .
في عش الثوار مثلما يطلقوا على مقرهم كان كل من الزعيم ياسين
و داران
و ماجد و فيجي
قد جلسوا في إحدى الساحات العديدة داخل المخبأ يحتسوا بعض الشاي فقالت فيجي
:لم أعتقد بتاتا أن هناك من أحتفظ
بالمهارات المنسية بهذا العدد والجودة ...
قال ياسين موافقا :نعم ! صحيح أنهم يحتاجون للكثير من التدريب
والتعلم لكن الخامة ... خامة مقاتلين ذو مهارات عالية ..
قال ماجد وهو ينظر في أحد جهات الساحة :لقد أتى بعضهم..
اقترب منهم وليد و كيرا فقال الأول :لو سمحتوا نريد أن نتحدث معكم ..
قال ياسين: توقيت مناسب نحن نريد التحدث معكم أيضا ..
قال وليد بأحترام :فل تبدأ إذن ..
نظر ياسين حوله ثم قال دون أن ينظر لهم و كأنه يراقب شيء بعيد :
أنت تعلم أن الثوار هم أشخاص يحاربوا النظام منذ سنوات عديدة ,حربنا هذه بدأت عندما بدأ النظام يتدخل في الحريات الشخصية للعالم الذي نتج عن ذلك فقدان عدد هائل من المحاربين ذو المهارات والخبرات كما تم اغتيال العديد من المدربين والمرشدين
ليس ذلك وحسب بل منعوا تعلم القتال والمتعلقات به وبهذا بدأت المهارات وفنون القتال تحتفي شيئا فشيئا عن العالم
حاولنا نحن الثوار أن نحافظ على المهارات لكن لم يكن الا القليل منا يملكوا تلك المهارات اما الباقي من الثوار فأنهم يملكوا
مهارات عادية مبدئية مثل مهارة حمل فأس ذو قبضتين , حمل سيفين احتراف الدرع ..
لكن المهارات التي تليها فإنها ... منسية ...
ثم نظر ياسين إلى الزائرين : لكن أنتم تملكوا تلك المهارات حتى المرشد
يملك تقنيات لا بأس بها من تقنيات أمانسيس لهذا بصفتي زعيم الثوار أطلب منكم الانضمام لنا نحن الثوار ..
صمت كل من وليد و كيرا ونظروا إلى بعض فقال الأول : أنا أحترم طلبك ولو كان الأمر بيدي لوافقت مباشرة لكن أحتاج أن استشير
أصحابي في ذلك ..
قالت فيجي
: حسنا إذهب لهم وأخبرهم وخذوا وقتكم في التفكير ..
قال وليد :لكن ..
قال ياسين: لكن ماذا ؟
قالت كيرا بسرعة :لسنا جميعنا هنا , لدينا رفاق خارج المقر
ونريد الالتقاء بهم ,لقد اتفقنا أن نلتقي في بلوتار ونريد أذنكم للذهاب هناك ..
قال ياسين بدهشة : رفاق ؟ وكم عددهم ؟
قالت كيرا :أربعة , إذا سوف تحسب الذئب فنرير معهم .
شعر ياسين برجفة غريبة تتسلل داخل عروقه لم يشعر بهذه الرجفة
منذ زمن ... رجفة الحماس فقال :وهل يملكون مهارات .. أقصد هل يتقنوا القتال بمهارة ؟
قال وليد و قد فهم ما يرمي قائد الثورة : نعم إنهم
سيد وحوش و سفاح و فولاذي مع طبيبة ومرافق مفعل لم يستطع النظام السيطرة عليه بعد لأسباب مجهولة ..
قال ياسين بحماس : لا بد لنا أن نلتقي مع رفاقك هؤلاء ..
كان يعرف أن الحظ قد ابتسم له مجددا و أن كنزه الثمين يزداد قيمة كل لحظة ..
في مقر المنمطين كان كل من نزار و هاشم يقوما بتجهيز أنفسهم لرحلة طويلة في البحث عن خصومهم من أجل إرضاء سيد المنمطين
ذلك السيد المخيف والرهيب السيد الذي تمكن من قتل أكثر من 1000 شخص و ألتهم قلوبهم دون رحمة ووصل إلى أعلى مرحلة
من درجات الوحشية في مر التاريخ
دخل الغرفة سامر على عجل وقال :لدي خبر يهمكم ...
نظر له نزار ببرود وقال :ماذا ؟ هل التهم شخص قلبك ؟
قال سامر بغيض :كلا .. يبدو أني قد أخطأت عندما فكرت في مساعدتكم !
قال هاشم بغضب : أنت يا نزار أحمـق ! الرجل يريد أن يساعدنا و أنت تسخر !
هتف نزار بغضب أكثر : هل نسيت من وضعني في هذا الموقف
في المقام الأول !! انا هنا لأني كنت أريد أن اساعدك و الآن هذا الرجل هنا يريد مساعدتنا لربما يورطني في مصيبة أكبر من
التي أنا فيها بسببك !!
قال هاشم متجاهلا غضب زميله نزار وقال : ما الذي عندك يا سامر ؟
قال سامر وقد استعاد هدوءه بعد تردد : أنتم قد قررتم أن تذهبوا
إلى آخر مكان ظهروا فيه .. تلك مجموعة ... لكن وردتني معلومات أن إنفجار غريب حدث في أوروك وأن النظام
قد قلب الدنيا و هو يبحث عن أشخاص ...
برقت عين هاشم و قال : أوروك إذن ...
عرف أن هذا الخبر هو بداية مهمته من أجل التخلص من الهم الذي القى على كاهله ساعة لقائه بهم .. الهم الذي يقلقه
ويقلق سيده ... سيد المنمطين ... المخيف .
في منزل فخم يخص عزت جلس كل من أسامة
وفنرير وريان وروز
وكيجن وإبراهيم وعزت
وفواز في ردهة المنزل قال ريان بحرج وهو يتفحص
جسده المغطى بالكمادات :بعد أن اصطدمت بتلك المنارة شعرت ان اغلب جسدي تحطم , حاولت أن أبحث عنكم لكن هؤلاء الأشخاص ظهروا ..
ضحك وهو يقول : لقد حطمت أثاث منزلهم !
قال فواز باقتضاب : أنه منزل السيد عزت.
قال إبراهيم:على كل حال عالجنا أصابة صاحبكم بأمر من سيدنا و أخبرنا صاحبكم عنكم , لم يكن يستطيع
الحراك حينها بسبب اصابته لهذا اخذنا الوصف منه لكي نبحث عنكم ..
قال عزت:فتى ذو شعر أحمر لم يشاهد العالم أبدا لربما فعل ذئبه أمام شعب أوروك في حالة أن الحماقة غمرته
فتاة جميلة من شعب أمانسيس تملك عين مرتبكة , سفاح له عين منمط يمثل دور البطل دائما ..
صمت لبرهة ثم قال مبتسما وهو ينظر لوجههم الغاضبة : طبعا كان هذا شرح صاحبكم ولقد أخبرنا أسمائكم !
نظر كل من أسامة و فنرير وروز
وكيجن نحو ريان بحنق
فقال ريان بإرتباك : لقد كنت حينها مرهق حينها و لم أستطع التركيز لربما تفوهت بحماقات في ذلك الوقت !
قالت وروز بحق : لربما !
قال عزت بجدية : بعد أن شاهدنا سلاح صاحبكم عرفنا أنكم أشخاص مختلفين عن الأخرين أنتم لستم من المنمطين
ولستم من النظام .. هل أنتم من الثوار ؟
قال أسامة :كلا ..لكنا نبحث عن الثوار لقد وصل بقية أصحابنا للثوار وتركوا لنا رسالة بأن نذهب للبلوتار
قال فواز بحذر : ماذا لو كان فخ ؟
تنهد كيجن و كأنه يكره أن يشرح فقال بمضض : الرسالة كانت مشفرة , والشفرة لم يكن ليعرفها أحد سوى
أسامة .
قال فواز : ماذا لو أن النظام أجبر أصحابكم على كتب رسالة مشفرة لكي تقعوا في الفخ بدون شك !
قال أسامة بعاطفة : لن يفعلوا رفاقنا هذا !
تمتم فواز : لا تستهين بقوة النظام , يستطيعوا أن يجبروك أن تقسم على أشياء لم تفكر فيها حتى ...
قال عزت : سوف نساعدكم على الوصول لبلوتار !
نظر له الجميع نظرة حذرة فأكمل عزت:أعرف أنكم تتساءلون عن سر المودة , حسنا نحن أيضا لا نحب النظام
لأننا نملك أشياء ممنوعة في قانون النظام , كما تروا أنا سفاح سابق لهذا استطعت أن أكشف تخفي صاحبكم بحكم الخبرة التي أملكها و مساعدي هذان
يمتلكوا مهارات قتالية محظورة على غير النظام !
قال فواز : أنا تخصص سيد الظلام !
قال إبراهيم : أنا تخصص محطم !
أكمل عزت : أنا من الأشخاص الذين شاهدوا الحرب الكبرى ونجوا لقد قطعت عهد للنظام إني لن أستخدم مهاراتي
وفعلا لم أستخدمها لفترة طويلة وعرفت أن الموضوع به أمر مريب لأني بدأت أفقد براعتي في استخدام مهاراتي عندما بدأت التدريب في المستودع السفلي لمنزلي
النظام يملك شيء غامض يجعلنا نفقد مهاراتنا لهذا بدأت في التحري عن الموضوع أكثر وذهبت لمنزل الأيتام في أوروك وقمت بتبني كل من فواز
و ابراهيم ولم يكن التبني عشوائي بل إني اخضعتهم لأختبار بسيط وسري لكي أرى اذا كانوا يملكوا مهارات قتالية بسيطة ام لا
وعندما كانت النتيجة ايجابية اخذتهم لمنزلي وفي غرفة التدريب السفلية مغلفة الجدران بطبقة عازلة صلبة لكي لا يتسلل أي شيء يكشف أمري للنظام تدرب مساعدي هناك لقد ساعدتهم
من خلال خبرتي وكذلك مستعينا بكتاب العلامة والباحث Einstein استطاعا أن يتقنوا مهارات الخاصة بتخصصهما ...
نظر عزت نحو فواز وقال :
سوف تذهب معهم لبلوتار يا فواز
قال فواز : نعم سيدي !
أكمل عزت : أنا اعرف بلوتار جيدا إنها مقفرة ... بعد مقتل العرابة جينا لم يزرها أحد ..
تتم مراقبتي من النظام لا أستطيع أن أذهب معكم و أغامر في فرصة لقائكم بالثوار و أصحابكم .. لكن لو حدث و أن التقيتم بهم عودوا من أجلي ومن أجل مساعدي
هذا المكان ... لم يعد صالح لنا .
قال أسامة بحزم : بالتأكيد !
تنهد عزت بسعادة وقال :شكرا لكم ! الآن ارتاحوا , غدا سوف تسافروا إلى بلوتار .
نهض الجميع دون نقاش وصعدوا للطابق الثاني و أختاروا غرف للمكوث حتى يأتي الغد .. الغد الواعد .
دخل رجلان يرتديان ملابس طويلة ذات قبعات قماشية تغطي أوجههم قال الأول : كيف سوف نجدهم ؟
قال الثاني : لنبحث في المدينة ونبحث عن مكان الانفجار ..
سار الرجلان بهدوء لكي لا يلفتوا الأنظار حتى وصلا بالقرب من منزل عزت فقال الأول : إنظر للمنارة إنها محطمة الزجاج !
أكمل الأول في هدوء : لقد قيل أن النظام بحث في المنزل الذي يعود لمحارب قديم ولم يجدوا أي دليل هنا ..
أكمل الثاني بغموض : لا بد أن يكون هناك شيء ..
دون سابق إنذار قفز الثاني بخفة شديدة وتعلق بالمنزل الفخم وتسلل بخفة ثم أخذ يختصل النظر من نافذة قريبة له فتمتم في نفسه : لا شيء ..
ثم أكمل تسلق المنزل وهو يحاول الا يلفت نظر أحد ثم تسلق جدار آخر و نظر من النافذة فشاهد شاب مع فتاة يتحدثوا مع بعض بهدوء لكنه المتسلل لم يعرهم أي اهتمام
فأنتقل للنافذة المجاورة فشاهد رجل قوي البنيان يتحدث مع شاب آخر فقال المتسلل في نفسه : هل حقا لا يوجد شيء هنا ؟
نزل المتسلل على الأرض وهم بمغادرة حديقة المنزل لكن ضوء خافت من نافذة المطبخ لفت نظره فتقدم المتسلل بحذر نحو نافذة المطبخ ليشاهد فتى شاب يطعم ذئب !
أبتسم المتسلل و هو ينطلق نحو زميله وقال : وجدتهم يا هاشم ..!
و وتبادل الاثنان الأبتسامات ... الابتسامات الدموية ...
ليل الغدر الصامت يقطر دماء ..
ليلة سوداء لا يظهر فيها قمر في السماء ..
عين ماكرة تفيض خبث ودهاء ...
تزيد الهم و تزيد المشقة و التعب والعناء ..
أنتهت إمرأة تغطي رأسها بغطاء يخفي أغلب ملامحها من العزف على الآلات الموسيقية
كانت تنظر حولها بنظرات حزينة فأكملت تعزف على الآلات الموسيقية بحزن ..
هنا ابكي و أعزف على الأوتار ..
هنا انتظر وصولكم في بلوتار ..
هل سوف تصلوا في الوقت المناسب ؟
ام أن القدر سوف يضع بيني وبينكم ستار ؟
و أكملت غنائها بصوتها العذب الممزوج بشجن كبير ... وحزين ..
في ليلة معدومة القمر ..
أحس بحركة حوله ثم شعر بجسم يجلس على صدره ففتح عينيه ليجد رجل رافعا سيفه قائلا بصوت مخيف ونظرات حمراء دموية : مت !
و نزل السيف بسرعة على رأسه فسحب فأسه الطويل الموضوع بجانب سريره بسرعة لا يعرف هو نفسه متى تحلى بها و حمى رأسه بالفأس الطويل
ليرتطم السيف بالفأس محدثا رنين معدني مما جعل أسامة ينهض بذعر صائحا : ما هذا !
قفز المتسلل للخلف مبتسما على الرغم من حنقه وقال :تبا للتنميط و الوحشية يجب أن يشعر ضحيتك بالرعب والخوف ثم تقتله وتأكل قلبه لكي
تتسلل مشاعره السلبية في جسدك وتكتسب بعض من الوحشية , لم أرد قتلك و أنت نائم فنتظرت لكي تفتح عينيك وتشاهدني لتكتسب تلك المشاعر ..
قال ريان بحنق و هو ينهض شاهرا فأسه الطويل : أسامة
الم يحلو لك سحب مرافقك نحو بطاقته إلا في هذه الليلة ؟ لو كان ذئبك هنا لما تسلل هذا الوغــــد ..
قال المتسلل : ذلك الذئب المزعج ..
نظر أسامة نحو المتسلل بدهشة وشاهد سيفه وخنجره فقال : أنت المنمط الذي هاجمنا في غابات الخيزران !
ضحك هاشم بشراسة وقال : المنمط الذي نجوتم منه بالحظ ! لكن هذه المرة سوف تكون النتيجة مختلفة ...
قال ريان بتحدي : لما !
قال هاشم : ذلك المزعج الصنديد ليس هنا وكذلك أصحابكم قد تم الهجوم عليهم في هذه اللحظة من قبل زميلي فهو لا يقل مهارة عني
لهذا لا تتوقعا أي دعم يأتي لكم !
قالها و أنقض بقوة نحو ريان الذي هتف : فعل ذئبك يا فتى !
نفذ أسامة وفعل مرافقه فنرير المتأهب دائما في اللحظة التي صد فيها الفولاذي ريان
هجمت السفاح المنمط هاشم فأنخفض هاشم ثم عرقل برجله الفولاذي الذي وقع على ظهر فأنقض هاشم بسيفه وخنجره على عنق
الفولاذي لكن أنياب حادة اخترقت يد هاشم فنظر للذئب الذي يعض يده بشراسة فرفع هاشم خنجره وهوى على رأس الذئب
لكن أسامة انقض وهو يقول : الضربة الحديدية !
وضرب بفاسه الجليدين صد السفاح هاشم الذي طار للخلف لمترين و أصطدم بالجدار ونهض بخفة وكأنه لم يتأثر بالضربة ونظر ليده وصدره الذي تمزق درعه
بقوة الضربة فقال بجدية : ضربة موفقة يا فتى لقد تحسنتم عن السابق ..
ثم انقض بسرعة نحوهم وهو يهتف : الضربة المهلكة !
و مرق سيفه نحو قدم ريان الذي عجز عن تجنبها فجرحت قدمه وهوى ساقطا
في نفس اللحظة كان خنجره قد جرح أسامة في كتفه فترنح من الألم
لكن السفاح المنمط هاشم هتف : ليس بعد !!
و وجه سيفه نحو بطن أسامة و خنجره يهوي به على صدر ريان
الملقى على الأرض فتدحرج ريان بسرعة فأخطأت الضربة صدره لكنها نجحت في تمزيق كتفه
اما أسامة الذي يتمتع بتقنية الوحدة ( الذئب ) فتجنب السيف المسدد لبطنه لكن السيف جرح خاصرته بجرح عميق
تراجع هاشم بقفزة سريعة خاطفة وهو ينظر لخصميه بشماتة فقال :مقاومة بائسة !
أنقض بسرعته الخارقة نحو أسامة المجروح فلمعت عين أسامة
و عين فنرير في نفس الوقت وقال أسامة
و صوته قد بدأ يتغير ويصبح صوت أجش : التنكر !
وغشى الضوء المنبعث من أسامة عين المنمط فنظر بدهشة نحو أسامة
الذي تحول لذئب فقال هاشم وهو ينظر للذئبان : ما هذا العبث !
انقض الذئبان و أسامة يقول : أنه العبث المهلك !
وتفجرت الدماء في تلك الغرفة ...
في الغرفة الأخرى أنقض نزار محطما زجاج النافذة وهو في الهواء رافعا عصاته السحرية وهو يخطط لحرق الغرفة ومن فيها
سوف يحولهم لأجساد مشوية ... لا بل مقلية ... مقلية ؟ نحنتاج للزيت والمقلاة لكي نقلي أحدهم .. مقلاة ؟
هل قلت مقلاة ؟ ماذا تفعل المقلاة في مثل هذا الموقف ؟
مقلاة ؟ هل أحدكم قال مقلاة حقا ؟
ظهرت مقلاة معدنية في وجه نزار وضربت أنفه بكل عنف فسقط على الأرض متلويا في ألم فهوت روز
بالمقلاة المعدنية على بطن نزار فصرخ بقوة كان كيجن ينظر من خلال باب الغرفة ويقول
بحذر : يبدوا أن يوجد قتال في غرفة ذلك الفتى والفولاذي ! لقد شعرت بأحدهم يختلس النظر لنا من النافذة وصدق شعوري ..
كانت روز تنهال بالضرب بواسطة المقلاة المعدنية على المنمط المتسلل بقوة ضاربة أجزاء مختلفة من جسده
فقالت : يبدو أنه هجوم منظم لأغتيالنا !
قال كيجن و هو يغلق الباب خلفه : لننتهي من هذا لكي نساعد زملائنا !
صد نزار ضربة المقلاة بعصاه المعدنية وتدحرج على جانبه و نهض وهو يتحسس أنفه الذي ينزف فقال : يا للعار تهاجموني بمقلاة معدنية !
قالت روز بحنق : الا تشعر بالعار عند التسلل لغرفة فتاة ..!
قال نزار بحرج : لم أقصد سوء سوى أن أقتلكم !
رفع كيجن حاجبيه وهو ينظر للمتسلل وقال : هذا العبط وقلة الأحساس بحياة الآخرين.. هل أنت منمط ؟
نظر نزار بعينيه الحمراء الدموية نحوهم وقال : منمط درجة اولى ! 134 قلب في الرصيد !
ضحك كيجن بسخرية مما أغاض نزار الذي هتف بغضب : مالذي يضحكك ؟
قال كيجن بسخرية لاذعة : يضحكني أمرك أيها التافه !
أنك منمط من الدرجة العاشرة !
صمت نزار بدهشة فأكمل كيجن : من أكل أقل من 100 قلب فهو منمط مبتدئ
ومن حصل على مئة فهو من الدرجة العاشرة ومن حصل على 200 فهو من الدرجة التاسعة و 300 من الدرجة الثامنة ....الخ حتى تصل
إلى 1000 قلب وتصبح من الدرجة الممتازة الأولى ولم يتطع التحصل على هذا الشيء سوى سيد المنمطين خازن لكن هناك أشاعات تقول أن كان هناك
منمط سابق اقترب من الـ 1000 قلب كان منمط يخافه أعتى المنمطين والمقاتلين ذلك المنمط الأسطورة الذي اختفى في ظروف غامضة قيل عنه أنه قتل
ذلك المنمط أسمه ..
كان كيجن يسير نحو المتسلل متجاوزا الظل الذي يغطي ملامحه فظهرت ملامح وجه كيجن
وبرزت عينيه ذات الحمرة الخفيفة وقال كيجن و نزار بصوت واحد : كورام
فبلع نزار ريقه بصعوبة وقال برهبة : أنت !
كانت انقضاضة من أسامة مع ذئبه فنرير على المنمط هاشم , أسامة الذي استخدم
مهارة التنكر ليتحول على شكل ذئبه فمد مخالبه ليمزق بها صدر المنمط كما أن مخالب الذئب فنرير مزقت الذراع اليمنى للمنمط وقف هاشم مشلولا من الألم فالتفت الذئبان وانقضا مجددا
وهذه المرة مزقا ساقيه وفخذيه و فجأة ظهر الفولاذي ريان امامه رافعا فأسه الطويل وضربه ضربة مباشرة في صدره فسقط هاشم على الأرض وشهق بألم ثم أطلق صرخة ألم قوية ..تحول أسامة إلى شكله الطبيعي و نظر نحو المنمط المصاب نظرة خالية من الشعور فأقترب ريان من أسامة و ربت على كتفه وقال بهدوء : عمل ممتاز يا أسامة ... لقد تطورت بشكل ملحوظ ..
لم يجاوبه أسامة لكنه في قرارة نفسه عرف انه تطور فعلا ..
في الغرفة المجاورة كان الصمت هو سيد الموقف فنطق نزار
بصعوبة شديدة :أ..أ...أنت ... كورام
قال كيجن ببرود : نعم !
تمتم نزار : لقد سمعنا أنك مت ! قتلت على يد النظام !
قال كيجن بلهجته الباردة : و هل تظن أن
الذي أمامك الآن شبح ...!
كانت فكرة الشبح مخيفة أكثر من أن كورام نجى فاحتفظ
بفكرة أن كورام نجى لكي لا يفزعه التفكير بالأشباح
فقال نزار : لكن ... لماذا لم تعد للمنظمة
رفع كورام رأسه و هو ينظر نحو زوجته ثم قال : يوجد
ما هو أفضل من الرجوع لحياة الوحشية ...
هنا دوت صوت صرخة ألم في المنزل فالتفت الجميع نحو مصدر الصرخة فقال نزار بفزع : هاشم !
نهض نزار بسرعة و فتح الباب الغرفة قبل أن يمنعه الزوجان و عند وصوله
للغرفة المجاورة ظهر خلفه على السلالم كل من فواز
و عزت و إبراهيم فقال الأخير : أنتظر !
لكن نزار لم يعره أي اهتمام وعند دخوله للغرفة شاهد زميله ورفيق
دربه ملقى على الأرض محيطة به بركة دماء فتوقف نزار
ينظر لزميله بذهول و أسى التفت كل من أسامة و
فنرير و ريان إلى القادم الجديد فقال أسامة بتأهب :
منمط آخر ... هل تمكن من كيجن و
روز ؟
في هذه اللحظة ظهر ابراهيم والبقية من خلف نزار و أمسك به مكبلا إياه و بحركة رشيقة قبض نزار بيده شعر ابراهيم وسحبه بقوة ثم القاه أمامه متحررا من قبضته فاخفض نزار يده في وجه ابراهيم
وقال بلهجة صارمة على الرغم من ارتجافه وهو ينظر للحصار الذي أمامه وخلفه :حركة واحدة وسوف أنهي صاحبكم هذا
أنا ساحر ظلامي وتقنياتي عالية خصوصا إني أصوب على وجه زميلكم من هذه المسافة الصغيرة ..
قال عزت بحذر : ماذا تريد أيها المنمط ؟
قال نزار :أحرر صاحبكم مقابل أخذ صاحبي معي !
نظر الجميع نحو المنمط الملقى على الأرض والدماء تسيل منه بغزارة فقال عزت: موافق تستطيع أخذ صاحبك من هنا ..أترك تابعي الآن ..
قال نزار : مالذي يضمن لي أنكم لن تخدعوني ؟
قال عزت بصرامة : كلمة شرف ..نحن نحترم كلماتنا ولسنا مثلكم
مخادعين ..
ترك نزار رهينته بتردد و أقترب من صاحبه الذي كان يتنفس
بصعوبة فقال نزار بذعر : لقد فقد الكثير من الدماء..!
كانت عين هاشم قد زاغت و أخذ يسعل دماء من فمه
شعر نزار بأسى كبير صحيح أنه يختلف مع صاحبه كثيرا
لكنه كان يوده ويعتبره رفيق دربه , لم ينسى قط الهجمات والاغتيالات التي نفاذها مع بعض لكن يبدو أن كل هذا على وشك الأنتهاء
مع موت صاحبه في هذه الليلة الكريهة ..
أقتربت منه روز بخطوات مرتبكة ثم انحنت ووضعت يديها
على صدر المصاب ولمعت حولهما طاقة ضوئية فقال نزار :
هذا ... تقنية علاجية ...!
قال فواز بحنق : ما الذي تفعليه ؟
قالت روز بهدوء : أعالجه !
قال ريان بحنق أشد : هذا الشخص أراد قتلنا هو مع زميله !
قالت روز و هي تكمل عملها : أعلم , لكن لا أستطيع أن اشاهد شخص يحتاج مساعدة دون أن اساعده حتى لو كان خصمنا أو منمط .. لا سيما شخص قريب من الموت .. حياة الأنسان
غالية حتى لو استرخصها البعض ..
قال كيجن : لا تجادلها لن تستطيع أن تثنيها عن ما تفعله .. إنها تملك قلب رحيم لا يقسى بقساوة المحيط الذي حولها بل هي من تلين القلوب المتحجرة ..
ثم تمتم في نفسه : وهذا ما حدث معي ..
انتهت روز من عملها ونهضت وقالت : حالته مستقرة الآن
لربما لن يستطيع الحراك لمدة أيام ..
أنحنى نزار نحوها و قال : شكرا لك .. أقدر لك عملك ..
أبتسمت روز وقد أشرق وجهها أكثر من قبل
وضع نزار يده على رأس هاشم وقال :أسف للمشاكل الذي سببناها لكم , سوف ننصرف دون عودة
ثم قال : إنتقال ..
ولمع جسدي المنمطين واختفا دون أثر ..
خيم الصمت في الغرفة لبرهة ثم عزت: يا لها من ليلة حافلة
علينا إصلاح الضرر الذي في المنزل ومسح هذه الدماء بسرعة صحيح أن المنزل محصن ضد تسلل مخلوقات النظام
لكن قد يكتشفوا أمرنا بواسطة هذه الفوضى إذا طلع الصباح ..
قال ابراهيم بخجل : آسف لأني أصبحت رهينة في يد العدو
قال عزت بحزم دون أن ينظر لتابعه : لا عليك ..
ثم قام البقية بتنفيذ الأوامر بتنظيف الفوضى التي خلفها القتال ..
في عش الثوار كانت فيجي
ترافق كل من كيرا و وليد
نحو أحد أطراف الدهليز فقالت الأولى : سوف أفعل الكرستالة هنا لتفتح لنا بوابة ضوئية تنقلنا للعالم الخارجي
سوف سوف ننطلق ثلاثتنا نحو بلوتار على أمل أن نجد رفاقكم هناك ..
قالت كيرا بحيرة : لما لا نصحب البقية ؟
قالت فيجي وهي تبتسم : لو حدث أن تم القبض
على أصحابكم وكان النظام ينتظرنا في بلوتار أو حاول القضاء علينا في الطريق لبلوتار لن تكون هناك مشقة في هروب ثلاثة
أما العدد الكبير سوف يشكل مشكلة في الهرب , القاعدة الأولى في الثوار لا تحاول أن تقاتل النظام بمبدأ القوة ضد القوة بل
حاول أن تقاتل قوة النظام بالكر والفر ..
قال وليد موفقا : كلام حكيم سوف تكون مضيعة للأرواح اذا فكرتم مقاتلة النظام وجها لوجه ..
فعلت فيجي كرستالتها وظهرت بوابة ضوئية
واخترقها الثلاثة نحو العالم الخارجي ... الكبير والخطير ..
في دهليز التحدي السابق الذي أصبح مقر المنمطين كان نزار
يجلس بالقرب من هاشم الذي كان يتعافى فقال الأول :
تبدو في حالة يرثى لها ..
أبتسم هاشم وقال بضعف : تحب أن تراني هكذا اليس كذلك ؟
أبتسم نزار بشماتة وقال :اجل خصوصا عندما أنقذ حياتك ال********ة .
ضحك هاشم و قال : على الرغم من أصابتي , شاهدت الدموع
في عينيك ايها الغبــي أنك لم تنضج بعد !
ثم وضع يده على كتف زميله وقال و هو يبتسم بطيبة : لكنك ضحيت بكرامتك من أجلي وتوسلت لهم من أجل حياتي
و أنا أقدر عملك هذا .. لا لست أقدر بل أنا مدين لك بحياتي ..
هنا فتح الباب بعنف ليظهر سيد المنمطين خازنو خلفه عددا من تابعيه
نظر خازن لهم بعينيه اللامعتين الحمراوتين المخيفة
وقال : أرى أنكم قد عدتم .. هل نجحتوا في مهمتكم ؟
قال نزار بارتباك : سيدي لم ننجح بعد لقد إصيب صاحبي هناك
وعدنا هنا لكي نرتاح ثم سوف نعاود المحاولة ..
قال خازن بلهجة مريبة :إذن لقد فشلتم ..؟
ألم أقل لكم ألا تعودوا الا عند نجاح مهمتكم .. أم لم تسمعوا كلامي ؟
قال هاشم بحنق :سمعنا كلامك يا سيدي لكن سوف نرتاح هنا قليلا
وسوف نعود لقتلهم ..
قال خازن بحزم : لا أخرجوا من هنا ولا تعودا الا عند نجاحكم ..
قال هاشم : نحن لسنا عبيد عندك !
ضحك خازن وقال بمقت : عبيد ؟ كلا أنكم لستم عبيد عندي
بل أنتم أقل من ذلك بكثير !أنا أستطيع أن أنتفع من العبد لكن أنتم أيها الديدان القــذرة ..
على الرغم من اصابته السابقة وضعفه أنقض هاشم
على سيده ... سيد المنمطين وقال : أخرس !!
لكن شعر هاشم أن صدم جدار خفي نقل في جسده تيار كهربائي
عنيف القاه للخلف بعنف فأسرع نزار يلتقط زميله
فقال نزار بغضب : كيف تجرأ وتعاملنا هكذا !
ثم رفع نزار يديه ليحضر لتقنية سحرية لكن قوته السحرية أختفت
فجأة فضحك سيد المنمطين ضحكة شريرة وقال بسخرية : تقنياتك السحرية لا تعمل هنا في المخبأ !
أنقض نزار على سيد المنمطين لكن مثلما حدث لزميله حدث له
فسقط على الأرض بعنف وبألم قال : لماذا ؟ لماذا أنت فقط من يستطيع أن يستخدم التقنيات هنا ؟
قال خازن:لماذا ؟ لأني قد تجاوزت مستواكم الضعيف !
أنا لم أعد أتقيد بتقنيات الشعوب بل وحشيتي العظمى جعلتني أشكل تقنيات جديدة خاصة لم يتقنها أي أحد من الشعوب الثلاثة ..
قال هاشم بضعف : تقنيات جديدة ؟
قهقه خازن و رفع يده للأعلى فلمع ضوء أحمر دموي ليتشكل سيف أحمر
سقط في يد سيد المنمطين وقال بوحشية: سيف الوحشية ضحيت بلترات عديدة من الدماء لكي أستطيع أن أنفذ هذه التقنية ..
هذا السيف تم استدعائه من قلب الحقد والكراهية من قلب المعارك والدموية ..
ثم لمعت عينيه أكثر وهو يقول : من قلب المعاناة والانهزامية !
أبتسم نزار و هو يشاهد سيد المنمطين يقترب منهم بسيفه الدموي
فقال بضعف : لربما تمكنت من قتلنا لكن عزائي الوحيد أن هناك من سوف يصبح سيد المنمطين مكانك قريبا .
قال سيد المنمطين بسخرية : ومن يكونة هذا البطل !
قال نزار و هو يبتسم على الرغم من ألمه :
كورام..
توقف خازن بدهشة و أرتفعت همهمات الحاضرين
أغمض خازن عينيه و هو يفكر ثم قال : إذن البائس مازال حيا
ويظن أنه سوف يصل لمستواي .. دعه يحاول .
فتح عينه و لمعت بشكل وحشي وقال بجنون : سوف أمنحكم مكافأة لقاء هذه المعلومة و سوف أعتق حياتكم لكن لن تعودوا للمنظمة
طيلة حياتكم وسوف أنشر تعميم على وجوب عدم التعاون معكم بعد الآن و اعتباركم أهداف قابلة للقتل لكن كيف سوف يتعرف عليكم باقي المنمطين حول العالم ..؟
أبتسم بجنون وقال : يجب أن اترك علامة في أجسادكم ليتعرفوا عليكم !
ثم دون إنذار هوى بسيفه الدموي على جسد نزار
وقطع يده اليمنى فصرخ نزار صرخات متألمة
ثم هوى سيد المنمطين المجنون على قدم هاشم اليمنى
وقطعها بضربة واحدة انطلقت صرخات المنمطين المشوهين في الدهليز بألم وسط خوف الحاضرين
قال سيد المنمطين خازنو هو يلعق بعض الدماء المتناثرة على وجهه :
أنت لن تستطيع أستخدام تقنياتك السحرية بيد واحدة فقط والثاني يبدو فخور بسرعته بالانقضاض لن تستطيع الركض مثل
السابق بقدم واحدة فقط ..!
ثم أطلق ضحكة جنونية وهو يغادر الغرفة قائلا : أركلوهم خارج المقر ..
و مشى بخطواته الجنونية الثابتة .. والحاقدة ...
في الصباح غادر أوروك كل من أسامة و فنرير الذي كان في بطاقة المرافق الخاصة بالأول
و فواز و روز و ريان
و كيجن وهم يمتطون سمارج مستغلين ضعف الحراسة
على أوروك عبر البوابة الغربية ,كان يوجد شخصان يسيران في الشارع المؤدي لبوابة أوروك الغربية قال عزت و هو ينظر نحو إبراهيم : رحلتهم طويلة إلى جرف حيسلام !
قال إبراهيم و هو ينظر نحو حمامة غريبة الشكل
تقف فوق أحد الأعمدة الخشبية : نعم , جرف حيسلام بعيد نسبيا عن هنا ..
ثم سارا نحو منزلهم فقال عزت بحذر : لقد تم كشفنا من قبل النظام
على ما أعتقد سوف نحزم أمتعتنا ونذهب لمنزل الصديق القديم ..
فهم ابراهيم معنى أسم الصديق القديم فقال و هو يلتفت
نحو الحمامة وتأكد أنها بعيدة عنهم :لماذا لا نلحق بهم ونرافقهم إلى بلوتار ما دام أن أمرنا أنكشف ...؟
قال عزت : أوروك مدينة مهمة وهي من المدن القلائل التي نجت
وعلينا أن نبقى هنا لمساندة الأشخاص المعادين للنظام .. أتمنى التوفيق لهم في رحلتهم ..
واكملا مسيرتهم دون أن يعلموا أن هناك سحلية سوداء كانت بالقرب منهم تتنصت على حديثهم ... ولمعت عيناها بظفر
بظفر كيان مسيطر ... كيان النظام ...
يتبع ..
الحلقة السابعة
في قلعة أبيدوس العظيمة أجتمع أعضاء النظام كعادتهم ثلاث مرات في الأسبوع
قال المخلب بظفر :المزعجون يتجهون نحو بلوتار ..
تمتم الساحر الظلامي بصوت عميق :إذا كان ذلك المدعو عزت
يخفيهم في منزلهم ..
قال المغوار بغضب : لم أثق قط أن ذلك الوغد قد يخضع للنظام !
قال المخلب : لقد قال أنه سوف يذهب عند صديقه القديم !
قال سيد الظلام بسخرية :صديق قديم ....
وقف الفولاذي وقال : علينا استئصال الخونة من مدينة أوروك .. القبض على عزت سوف يجعلنا نقبض على الخونة في أوروك ...
قال سيد الظلام بسخرية : وماذا عن المتجهين لبلوتار ؟
قال الفولاذي : سوف أرسل جنودي هناك !
قال الساحر الظلامي : لا يجب أن يكونوا كثر وإلا ساورهم الشك نريد أن نقبض على جميع من في بلوتار من المخالفين للنظام
قال الفولاذي : قوتهم لا يستهان بها أبدا .. يجب أن نرسل لهم عدد لا بأس به من الجنود !
أبتسم المخلب وقال : لو أرسلت ثلاثة من جنودك من الرتبة ( ب ) سوف يتكفلون بهم بالطبع لكن لو حدثت معجزة و نجحوا
في هزيمة جنودك سوف أكون أراقب تحركاتهم بواسطة إحدى مخلوقاتي ..
قال سيد الظلام :ماذا لو فعلوا إحدى بواباتهم الضوئية ؟
صمت الجميع فقال الساحر الظلامي : لا تقلقوا لدينا هناك شيء سوف يضمن لنا تتبعهم ...
قال المغوار :هل تظن أن ذهابهم لبلوتار له علاقة بالثوار ؟
قال الساحر الظلامي :نعم يبدو أن قدرهم قد تقابل ..
قال الفولاذي و هو يسرح بعيدا : القدر ...
قال المغوار بغضب :وما ذا عن اوروك ؟
قال الفولاذي : سوف أحضر لهم فرقة من ..
قاطعه المغوار بغضب وقال :كلا !! لن أدعك تمسك زمام الأمور كلها دعوا أمر أوروك لي ..
ثم أضاف :سوف أرسل لهم إحدى فرقي الخاصة !
كان يتخيل فرقته الخاصة ومدى الرعب الذي يحملوه الرعب الذي سوف يجعل جميع من في أوروك يركع للنظام بخوف ورهبة .
كانت السمارج تركض بأقصى سرعتها حاملة أبطالنا نحو بلوتار
فقال فواز :على هذه السرعة قد نصل بلوتار
عند شروق الشمس !
قال كيجن :حتى مع فترة الاستراحة التي تستغرق
ساعة ؟
رد عليه فواز :ساعة ليست بالمدة التي قد تأخرنا
لكن لربما يأخرنا هذا ..
كان يشير على منطقة معينة فتوقفت السمارج فجأة برعب ..
قال ريان بانزعاج : ما هذا !
كانت مجموعة من الهياكل العظمية والزومبي قد صنعوا سد بأجسادهم العفنة لكي يمنعوهم من العبور ..
قالت روز بخوف :هل النظام يتحكم بهم ؟
نزل فواز من على سمرجه وقال وهو يشهر سلاحه
الملقب بالنشاب :نعم !
نزل الجميع من على سمارجهم وقد أخرج أسامة ذئبه
فنرير من بطاقته
فقال فواز :عددهم هذا قد يكلفنا 10 دقائق من القتال
علينا أن نركز على خصومنا ونركز على سلامتنا ..
ما أنهى حديثه حتى اطلق سهم اخترق جثتين من الزومبي وكان سهمه هو شرارة المعركة فأنطلق جيش الأموات نحو أبطالنا
و بدأ القتال بشراسة كان ريان يضرب بفأسه الطويل
بقوة وحصد زومبي وثلاث هياكل بضربة واحدة من تقنياته ضربة المروحة ثم أنحنى متجنبا ضربة من مخالب زومبي
فلوح بفأسه الطويل ليقطع رجليه فسقط الزومبي ارضا ليسحق ريان
رأس الزومبي بضربة من قدمه القوية ,أما أسامة
فكان يضرب بفأسيه الجليدين إحدى الهياكل العظمية فحطم عظامه بضربات سريعة ثم قفز عليا يتجنب أربع طعنات من أربع
هياكل عظمية حاولوا مباغتته لكنه تشقلب في الهواء وسقط على رجليه برشاقة و أبتسم أبتسامة ذات معنى
ليظهر الذئب فنرير من خلاف الهياكل العظمية الأربعة
فقال الذئب :ضربة الناب !
وهجم بأنيابه يسحق عظامهم بفكيه القويين , تجنب كيجن عدة هجمات من الزومبي بواسطة مهارة التفادي المركز ثم قام بقطع رؤوسهم بواسطة سيفيه القويين
لكن هيكل عظمي ظهر في من خلفه وهجم عليه برمحه المميت و عرف كيجن أن الوقت قد تأخر لكي يتجنب الضربة فظهر رمح جليدي دمر عظام الهيكل العظمي الذي سقطت عظامه
متناثرة تحت قدم السفاح فقال كيجن و هو يبتسم :
رمح الجليد ..
نظر إلى روز الذي استخدمت مهارة رمح الجليد لكي تنقذه
كانت روز تحاول أن تركز على قتالها وعلى حماية ظهر
زوجها صحيح إنها تعرف أن زوجها مقاتل قوي ونادرا ما يحتاج لمساعدتها في تغطية ظهره لكنها تشعر بسعادة عندما تحين اللحظة
لمساعدته , سقطت أكثر من عشر جثث زومبي مليئة بسهام فقال فواز و هو ينظر حوله : باقي 12 زومبي و3 هياكل عظمية
شهر نشابه و أطلق أسهم سريعة حصد بها 6 زومبيات بضربات مباشرة في الرأس ثم سقطت 4 زومبيات بإصابات عديدة في
أجسادهم بواسطة السهام القاتلة وحطم سهمين جمجمة هيكلين عظميين ..
توقف لكي يحشو سلاحه فرفع نظره ليجد بقية زملائه قد حطموا ما بقى من جيش الأموات , أبتسم بسعادة لكن الأرض اهتزت
فجأة و انشقت ليظهر هيكل عظمي يمسك درع بيمينه وسيف بيساره ويغلف خصره قطعة قماش بنيــة اللون
فقال فواز بدهشة : رايزان !
قال ريان بحذر : من يكون هذا ؟
قال فواز وهو يتأهب : مقاتل قديم من أوروك
كان يتميز بأنه مقاتل صلب ...
قال أسامة بحيرة : وكيف تعرف أنه فعلا ذلك المقاتل
المشهور .. كل العظام الهيكلية متشابهة ..!
قال فواز و هو يتفحص رايزان : ذلك السيف
الغليض وذلك الدرع المزين بمسامير صدئة وتلك الخوذة ذات المسمار الأحمر كان يستخدمه في طعن أجساد خصومه عندما
يستخدم النطح اذا كانت يديه مشغولتان والأهم من ذلك قطعة القماش الممزقة تلك التي تزين خصره ..
كان مكتوب على قطعة القماش بلون أسود يصعب تمييزه كلمة ( هلاك )
قال فواز : كلمة الهلاك تعني رايزان بلغة
أهل أوروك القديمة ..
قال كيجن بحذر : رايزان أو هلاك أو غيره
يبدو خصمنا قوي علينا أن نتخلص منه بحذر ..
وافقه الجميع و التفوا على رايزان الذي بدا كأنه لن يتحرك لكن لوح بسيفه مسددا ضربة نحو فواز فصد ضربته بنشابه
و استغل ريان الفرصة أن رايزان ينظر في الناحية الأخرى فسدد هجوم بواسطة فأسه الطويل ليصد رايزان الفأس بواسطة
ترسه الخشبي دون أن يلتفت إلى ريان الذي إندهش لهذه الحركة فقال فواز
وهو يجاهد لصد ضربات سيف رايزان : رايزان يتم التحكم به بواسطة الساحر الظلامي للنظام وهذه السيطرة أشمل من سيطرة المخلب فالمخلب يدخل داخل عقل الكائن ويستخدم حواس الكائن
لكن الساحر الظلامي يستخدم أبراج سحرية لنقل قوته الظلامي إلى أجساد الموتى ليسيطر عليهم ليس فقط يرى من خلال حواسهم بل أيضا يرى من خلال البرج الذي به طاقته !
قال أسامة و هو يشير لبرج بعيد : هل تقصد ذلك البرج اللامع ؟ إنه يشبه أبراج موجودة في ماندا العريقة و أوروك ... كذلك جندار الثانية !
قال كيجن و هو يتأهب للانقضاض على رايزان : هذا الوحش عبارة عن دمية لذلك الوغــد .. لندمر لعبته !
ثم استخدم مهارة التصادم البراق ليطلق شعاعين قاطعين من سيفيه صد رايزان بترسه احد الأشعة القاطعة لكن الشعاع الثاني ضرب القفص الصدري للوحش الذي وقف جامدا ..
قال كيجن بدهشة : مستحيل ! المفترض أن هذه الضربة تفتك به !
تمتم فواز بحذر : عظامه ... لا بد أنهم دعموا عظامه بشيء يعطيه صلابة المعادن !
هنا انقض رايزان و لوح بترسه ليتجنبه فواز ثم لوح رايزان بسرعة مذهلة بسيفه ليلتحم مع فأس ريان
ثم دون سابق إنذار نطح رايزان أسامة في صدره بواسطة مسماره الصدئ لتتفجر الدماء ويسقط أسامة
متألما فقالت روز بصرامة غير معهودة لديها و جسدها يلمع بطاقة ضوئية : اعمل على معالجة أسامة
ركزوا على هذا الهيكل الشرير !
انقض ريان على رايزان غاضبا وقال : فل تجرب الجحيم الذي أنت فيه بالفعل !
ثم صاح وهو يرفع فأسه الطويل عاليا : اللهب الحارق وضرب رايزان ثلاث ضربات نارية متتالية و أشتعل جسد رايزان لكنه لم يتأثر مطلقا باللهب بل تحرك على نحو طبيعي ليهاجم من جديد
فقال أسامة بألم : ثبتوه عن الحركة ..
رفع فواز نشابه وقال : الضربة الحرجة !
وانطلقت ثلاث أسهم في آن واحد ليستقر سهم في ساق رايزان و جمجمته لكنه صد سهم بترسه ..
تباطأت حركة رايزان بشكل ملحوظ والنيران ما زالت تشتعل بهيكله فقال أسامة بحزم : الان يا روز
جمديه !
رفعت روز كفيها وقالت : رمح الجليد !
لينطلق رمح ضرب جسد رايزان وما هي إلا لحظات حتى تكسرت عظامه وسقطت فتات منثورة
فقال ريان : ما لذي يحدث هنا كيف تدمر بواسطة هذه
التقنية المنخفضة و نحن بضرباتنا القوية لم نستطيع تحطيم جسده ؟
قال كيجن : لقد تم تعريض عظامه لحرارة عالية بواسطة تقنيتك ثم تم تثبيته لكي لا يستطيع تجنب الضربات
ثم اقتنصه رمح الجليد الذي جمد الحرارة فجأة واحدة وهذا الشيء دمر هيكل رايزان .. إن هذا الفتى يملك فكر عالي ...
ثم إلتفت إلى أسامة و قال في نفسه : لم أنسى بعد كيف هزمنا ماجما بواسطة خطته و الآن يثبت أن الموضوع لم تكن ضربة حظ ...
إنه فتى مذهل بالفعل ...
قال فواز وهو يمتطي سمرجه : لنذهب الآن لبلوتار قبل أن نتأخر أكثر ..
ركب الجميع على سمارجهم و أنطلقوا نحو هدفهم .... بلوتار ... بلوتار المقفرة ... والغامضة ....
سفيان , كريم , ايمن
صاح الفولاذي الضخم التابع للنظام بالأسماء الثلاثة ليظهروا ثلاث رجال أمامه وانحنوا أمامه باجلال فقال سفيان : قائد ثلاثي الموت يتسائل عما يريد منه السيد المبجل ..
قال الفولاذي الضخم وهو يتمعن في وجوه أتباعه : لدينا مهمة للقضاء على جرذان مزعجين ..
قال كريم باحترام : قل لنا أين وسوف نفني وجودهم !
قال الفولاذي الضخم : لا تهور يا هذا ... المهمة تقتضي أشخاص من الفئة ( ب ) لكني أستدعيتكم و أنتم من الفئة ( أ ) لكي أضمن النتيجة ..
قال ايمن : أي كان الهدف سوف يلقى حتفه بالتأكيد ... حتى لو كان زعيم الثوار نفسه .. انت أأمر فقط ..
قال الفولاذي الضخم : الهدف قد اقتربوا من بلوتار و هم يظنوا أنهم قد نجحوا في شق طريقهم عبر دفاعاتنا لكن نحن فقط أردنا لهم ذلك ..
أريدكم الذهاب لبلوتار حالا وتنفذوا المهمة التي بهذا الملف ..
رمى باتجاههم ملف مغلق فالتقطه زعيم الثلاثي سفيان وفتح الملف يقرأه بلهفة ثم بان عليه خيبة الأمل فقال : ليس فقط ***** لكنك تطلب منا أن ...
قال كريم بخيبة أمل وهو يقرأ : هذا استخفاف بإمكانياتنا ... أنت تطلب منا ....
قال الفولاذي الضخم بصرامة : نفذوا الأوامر كما هي ...
قال ايمن : أمر سيدي مجاب ..
ثم أختفى الثلاثي المرعب .... ثلاثي الموت ...
في قلب الظلام و الكرهية , في قلب الجنون و لا عقلانية , في قلب الحقد والدموية ... كان خازن يجلس على كرسيه بمفرده في القاعة
يفكر بجنون ... ذلك التابع المنمط الشاب الذي شكل تهديد على رقمه القياسي ... ذلك المنمط الذي كان يخطط على قتله بنفسه اذا رجع لكن خبر موته سبق عمليته ...
لكن القدر يصر على ان يضع ذلك المنمط في طريقه ... هل هو القدر فعلا ...
حطم خازن الكأس الذي في يده ثم نهض بغضب و أقترب من الجدار وضغط على زر خفي خلف كرسيه لتفتح فتحة في الجدار
ثم دخل عبر الباب السري ونزل عبر سلالم صخرية ليصل لقاعة مليئة بالجثث الموضوعة في قوالب زجاجية و كانت كل الجثث منزوعة القلوب مشوهة وشاحبة بشكل مخيف
اقترب من قدر ضخم به سائل أحمر دموي وضع خازن رأسه داخل القدر المليء بالدماء و ظل على حاله أكثر من دقيقة
ثم رفع رأسه والدماء تغطي وجهه فقال وعينه تلمع شررا : لا يوجد منمط مثل خازن لا يوجد !!
كانت عينيه تحترق غضبا و هو يرمق قالب زجاجي فارغ ... قالب زجاجي كان ينوي ان يضع فيه جثة خصمه .... جثة منمط يقف في طريقه .... كورام
بلوتار المقفرة ... ذلك المكان الواسع الذي عاش كثيرا من الأحداث والمعارك .. ذلك المكان شهد مهمات و أبطال
في ريعان الشباب ... ذلك المكان كان مقر العرابة جينــا ..
وصلت مجموعة من السمارج المرهقة لبلوتار مع شروق الشمس نزل من على ظهر السمارج مجموعة من الأشخاص
الحذرين قال فواز بحذر : هذه بلوتار
هل تعتقدوا أن اصدقائكم وصلوا هنا ؟
كان كيجن يتفحص المكان المقفر
ثم قال بخيبة أمل : لا يبدو أن ...
هنا قاطعته روز : صه ... هل تسمعوا ذلك الصوت ؟
أخذ الجميع يركز فقال ريان موافقا : صوت غناء عذب
مع موسيقة جميلة ..
لا شعوريا مشى الجميع بعجل نحو مصدر الصوت وكان الصوت قادم بالقرب من منزل خشبي مهترء وحطم معظم أجزاءه
قال أسامة و هو يعقد حاجبيه : هناك ! هل تلك أمرأة ؟
كانت هناك أمراة تغطي وجهها بقبعة قماشية متدلية من ثوبها الطويل , تعزف على آلة موسيقة بها أوتار عديدة تضرب بأناملها
الصغيرة تلك الأوتار بنعومة مخلفة الحان غاية في الروعة والهدوء ..
المرأة
جفلت المرأة عندما شاهدت أبطالنا بالقرب منها فقالت بجزع : من أنتم ؟
قالت روز بسرعة : لم نقصد اخافتك ..
قاطعها ريان بفضاضة : من أنت ؟ وماذا تفعلين هنا ؟
غضبت روز من مقاطعة
ريان لحديثها والدخول مباشرة في الموضوع لكنها لم تعلق
فقالت المرأة بحذر : أنتم من النظام أليس كذلك ؟
قال فواز ببرود : و إذا كنا كذلك ...؟
قالت المرأة بخوف أخفته تحت وجه صامد مزيف : ماذا يريد النظام من امرأة مسكينة مثلي ؟
قال فواز : في الحقيقة ...
هنا أبعد ريان بيده جسد
فواز الذي صاح بدهشة : ما الذي أنت ..
قال ريان بصرامة وهو يشهر فأسه الطويل في وجه
المرأة : هذه المرأة ... إنها تخبئ عصا سحرية أسفل ثوبها
ثم نظر للمرأة و اظاف : .. لسوء حظك الجوهرة الامعة في عصاك السحرية
لمعت مع أول خيط من خيوط الشمس لينعكس بواسطة جوهرتك ..
وقفت المرأة بصمت ومسكت قبعة ثوبها ونزعت القبعة ليظهر وجه فتاة في مقتبل العمر , طويل شعرها أشقره
كما لها عينيها له لون عسلي قالت المرأة بهدوء : كان لا بد أن أعرف أن جنود النظام أذكياء ايها الشاب
رفعت المرأة عصاها متأهبة وقد القت آلتها الموسيقية بجانبها
قال كيجن : أنت .. مظهرك يوحي
بأنك من شعب الأمانسيس ...
قالت المرأة : نعم , وتخصصي ( حكيم ) أيها الأرمادي ...
قالت روز بارتباك : لكنك لست من النظام أليس كذلك ؟
أنت قلتي أن النظام أعدائك ..
قالت المرأة بحذر : لم أقلها صريحة لكن يبدو إني قلتها بطريقة أو بطريقة أخرى ..
قالت روز بتأثر واضح في صوتها : نحن لسنا من النظام !
نظرت المرأة لهم بشك ثم بتردد و أخفضت عصاها لكنها عادت ورفعتها في وجههم وقالت : هل هذه حيلة جديدة ..؟
قال أسامة : هل تري شارة النظام علينا ؟ فوق ذلك لو افترضنا
و إننا نزعنا شارة النظام المفترض إننا نملكها في متاعنا لكي لا يتعرض لنا جنود النظام .. لك الفرصة للتحقق من أغارضنا
وتفتيشها نحن لا نملك أي ضغينة تجاهك وبعددنا هذا نستطيع التغلب عليك لو أردنا القتال ..
قالت المرأة بشك : تملكوا أسلحة ويبدو عليكم أنكم مررتم بمعارك قوية , لستم من النظام ولا يبدو عليكم إنكم منمطين بإستثناء
صاحبكم الأرمادي الذي يبدو إنه يبدو منظره غريبا عندما يسير مع البشر العاديين أمثالكم فالمنمط شخص غير ودي أطلاقا ..
على كل حال هل أنتم من الثوار ؟
قال فواز : كلا جئنا هنا لملاقات أشخاص هنا ..
على صوت خلفهم يقول بسخرية : هل جئتم لملاقاتنا ؟
التفت الجميع ليشاهدوا الوافدين الجدد ... كانوا ثلاثة .. لكن ليس كأي ثلاثة .. كانوا يملكوا وجوه شريرة .. وقوية .
نظر لهم الجميع بدهشة حذرة فقال أحد الثلاثي : لا ؟ يبدو إنهم لم ياتوا لملاقتنا ..
قال آخر بسخرية أكبر : كم أنت فظ يا ايمن لقد قاطعت حديثهم ..
قال ايمن : فظ ؟ هاهاها رقيق المشاعر كما عهدتك يا كريم
قال سفيان بلهجة شرسة : اذا لم يكونوا أتوا لملاقتنا فأنا متأكد أنهم ضيوف شخص واحد فقط ..
ثم أضاف بشراسة أكثر : ضيوف الموت !
تأهب الأبطال فقال أسامة بأدب حذر : آسف أيتها السيدة ..
لكن يبدو أن الأعداء الحقيقين هنا بالفعل جنود النظام ..
قالت المرأة : ندون ... أسمي ندون .. و أنا آنسة على كل حال ..
أبتسم أسامة وقال و هو يتلفت نحو الثلاثي المريب :
آنسة ندون بعد هذه المواجهة سوف نتحدث أكثر ..
قال سفيان بصوت جمهوري كأنه يريد أن يلقي خطاب : أولا أريد أن أثني على شجاعتكم وقوتكم للوصول
لهذه النقطة التي تطلبت إستدعاء ثلاثي الموت وهذا شرف سوف أخلده على قبوركم ...
ثم أستنشق نفس عميق وهم بالحديث فقال كريم مقاطعا : دعني أكمل الحديث أيها القائد !
قال سفيان بإبتسامة خبيثة : تفضل !
قال كريم بنفس لهجة قائده : نحن ثلاثي الموت الجديد فرقة تم تكوينها على أنقاض فرقة الثلاثي الأسود ..
أي غبــي سوف يسمي فرقته فرقة الثلاثي الأسود على كل حال نحن ( ثلاثي الموت الجديد ) مجموعة مختارة من أبرز
المحاربين لدى النظام تم تصنيفنا على الرتبة ( أ ) وهذا يعني إننا .... خارقين في القوة ..
نظرا لعدم التكافؤ في القوة قررنا أن نقسم أنفسنا في قتالكم لكي لعلى وعسى تستطيعوا مجاراتنا فقررنا ما هو آت ..
هنا نطق ايمن : أنا تخصصي ( حكيم ) سوف أقاتل تلك الطبيبة التي تقف بجوار السفاح وتستطيع المرأة الحكيمة
أن تنضم مع السفاح و الطبيبة في القتال .. لا يهم العدد بل النوعية والجودة هي المقياس ..
قال كريم : أنا تخصصي ( سيد البراري ) أود أن اقاتل الفتى الذي يبدو عليه أنه سيد وحوش لقد سمعت
إشاعات أنك تملك ذئب يقاتل معك تستطيع الاستعانة به في معركتك معي لأنك سوف تحتاجه بالطبع !
قال سفيان : أما أنا فتخصصي ( صنديد ) أتوق لكسر رأسك أيها الفولاذي مع من تبقى منكم و أقصد بذلك
سيد الظلام صاحب النشاب ..
قال كيجن بانزعاج : هل هذه فرقة هزلية ؟
صاح ريان بإنزعاج : من أنت لكي توزع القتال وتتحكم في طريقته !
أبتسم سفيان : أصحاب القوة و الشأن الأعلى من يقرروا و أحزر ماذا إنهم نحن .. على كل حال سرعتنا و قوتنا سوف تجبركم على الخضوع لقوانيننا !
أنهى حديثه و أنطلق بقوة نحو ريان شاهرا
فأسين معدنيين صد ريان أنقاضاته و تلاحم معه
بقوة و أدرك ريان أن خصمه يملك كمية هائلة من القوة
أنقض ايمن وكريم على خصومهم على حسب ما قرراه من قبل وكانت معركة حامية بالفعل ..
في عش الثوار
كانت مايا شاهرة سيفها الامع بقوة الضوء تتأمل خصمها بتمعن
ثم إنقضت بكل ما لديها من قوة مسددة ضربة أفقية لكن المرشد موران تجنب الضربة بكل سهولة ثم سدد لكمة بيده التي يغلفها قفاز حديدي صدت مايا لكمة المرشد بساعدها بكل صعوبة ثم أبتعدت بقفزة للخلف قال المرشد موران : تحتاجي للتركيز أن تركيز على خصمك
أن يشرد عقلك خارج المعركة يعني نهايتك ..
قالت مايا بضيق : لكن .. لا أستطيع أن أركز
وباقي رفاقنا بالخارج و لا نعلم مصيرهم ..
كان جاسر يقاتل القناص
ماجد الذي يطلق أسهمه السريعة ليقوم
الساحر الظلامي جاسر بصدها بواسطة مهارة تقنية
كرة النار فقال جاسر بتعب : صحيح ..
لقد ذهب ذلك الصنديد وليد مع
كيرا وتلك مساعدة قائد الثوار التي تدعى
فيجي لملاقاة باقي رفقائنا في بلوتار ونحن
هنا نتدرب طوال الوقت دون أن نفعل شيء سوى ذلك ..
قال القناص ماجد بهدوء : تدريبك هنا يمكنك لتصبح أقوى
أنت الآن تتعلم على القتال بواسطة مهارة كرة النار لكي تتمكن منها وتصبح فيها بمرحلة ( قائد ) أي محترف في هذه المهارة
ثم سوف يتم تدريبك لإتقان مهارات جديدة لكن في البداية يجب تحسين مهاراتك الأساسية ..
أكمل المرشد موران و هو يتأهب : كلامك هو عين
الصواب ليس هذا وحسب التدريب هنا له تاريخ عريق فكثير من الأبطال الذين شقوا التاريخ ببطولاتهم تدربوا في باب القمر كبداية
أولية لهم ولحسن الحظ أنكم لا توجهوا تلك الوحش الشرسة التي كانت تسكن هنا بل أنتم تتعلموا بطريقة أكثر أحترافية ..
قالت مايا بتردد : أقدر عملك أيها المرشد لكن ..
قال جاسر و هو ينظر نحو رجل يدرب في آخر قاعة التدريب: اليس ذلك المدعو داران لماذا يتدرب لوحده هناك ؟
أخذ ماجد نفس عميق وقال :
داران حالة خاصة أنه انعزالي عن المحيط
حوله فقط يحتك بزعيم الثوار لا غير لكنه مقاتل ذو بئس شديد , سوف تعتاد على تجاهله لا تقلق و الآن ركز على تدريبك !
و عادت المجموعة للتدريب من جديد ...
كانت ندون وهي تراقب السفاح كيجن
يحاول ضرب خصمه ايمن الذي كان يتجنب ضربات كيجن
و زوجته روز برشاقة و الأبتسامة الساخرة
تزين محياه فقال وهو يتجنب مهارة الطعن من السفاح : لا لا لا ضربات مثل هذه لا تقتل ذبابة ..
غضبت روز ورفعت يديها وقالت : القاطع !
انطلقت صاعقتين ضوئيتين نحو ايمن لكن لم يبدو عليه التأثر فقال ضاحكا : القاطع ؟ هاهاهاها
وبهذا المستوى ...
انخفض ليتجنب سيفي كيجن ثم أكمل وعينيه
ما زالت تحدق في روز كأن السفاح غير موجود و لا يخوض قتال
معه : حقيقة دفاعي العقلي يصنع طاقة تحميني من الضربات ... كم أنت عظيم يا ايمن هاهاهاها
ثم رفع يده وقال : خذ هذه ..
في نفس اللحظة قالت ندون : هذه المهارة ورفعت يديها في مواجهة يد ايمن وقالت ندون : أبتعد أيها السفاح !
قال كل من ايمن و ندون في نفس اللحظة :العاصفة المضيئة !وغمر المكان ضوء لامع حارق , شعر كيجن
بحرارة الضربة على الرغم من تنفيذ مهارة التفادي المركز , عندما اختفى الضوء الامع قال ايمن بسخرية
وهو يرمق الأدخنة المتصاعدة من الأرض بفعل الحرارة : عظيم أيتها الآنسة استنتجتي مهارتي وتصديتي لها , لنقل أنك لم
تتصدى بالشكل الكافي لأن مهارتك لا تقارن بمهارتي ..
كانت الحروق ظاهرة على جسد ندون و كيجن
و روز فعملت الأخيرة لمعالجة زوجها و ندون
بمهارة لمسة النور ..
قال ايمن : لن أزعج نفسي أكثر حان وقت القضاء عليكم .
ضرب الأرض بقدمه ليخرج حمض حارق ينتشر حوله قائلا : مستنقع الحمض !
غمر العمض اقدام كل من ندون و روز و
كيجن فتباطأت حركتهم
فقال ايمن بشراسة ساخرة :هذا لكي لا تتجنبوا ضرباتي ..
ثم فتح فمه بأقصى مالديه وخرج صوت من أعماقه : الزئير المجمد !
لتنطلق موجة صوتية جعلتهم يتجمدوا مكانهم فقالت ندون بصعوبة : هذا سيء !
تمتم ايمن ساخرا : هذا لكي أتأكد من مقتلكم !
ثم قال بشماتة : صخرة العذاب !
لتسقط صخور فوق ندون و روز و
كيجن العاجزين عن الحركة .. والدفاع عن
أنفسهم ..
رفع كريم يده وقال : تستطيع تفعيل ذئبك يا فتى ..
قام أسامة بإخراج ذئبه
فنرير الذي قال بتأهب و هو ينظر للخصم : من هذا !
قال أسامة بحذر : خصم غريب و يبدو قوي علينا أن نهزمه ..
قال كريم بحماسة : إذن الموضوع ليس خرافة ! أنك تملك مرافق مفعل من فصيلة الذئاب
دون أن يسيطر سيدي المخلب على عقله ! يا للعجب !
قال أسامة بتحدي : لدي أشياء أعجب من هذا !
أخرج كريم بطاقة مرافق من جيبه ولمعت بقوة ليظهر بقربه وحش أسفل جسده أفعى والنصف العلوي لأنثى بشرية
قال كريم : السيدة الأفعى مرافقي الذي سوف تقتلكم بخناجر سامة
هجم أسامة و هو يقول : لا مزيد من الكلام !
رمت السيدة الأفعى خنجر نحو أسامة
الذي يقال في نفس الوقت مع ذئبه : الوحدة ( الذئب ) !
لتزيد رشاقة أسامة بغتة ويتجنب الخنجر السام برشاقة
أستل كريم خنجره وقال : لا بأس بك ! تقدم نحوي !
قفز أسامة بفأسيه الجليدين مسدد ضربة عمودية
تجنبها كريم بواسطة مهارة التفادي المركز لكن مخالب فنرير ظهرت في وجهه منطلقة نحو وجهه بقوة لكن مخالب فنرير أصدمت بجسم معدني أطلق رنينا , كان ذلك الجسم المعدني عبارة عن ترس السيدة الأفعى التي تحمله بيسارها وبيمينها خنجر سددته نحو رأس فنرير
لكن الذئب عض يدها بشراسة , لم تظهر أي انفعالات على السيدة الأفعى بل قامت بحركة مفاجأة
حيث التفت بجسدها السفلي محيطة بجسد الذئب فنرير الذي
حاول أن يتملص من الالتفاف المحكم لكن السيدة الأفعى التفت على جسده بقوة و اخذت تعصر
جسد الذئب بمنتهى القوة والبطء هب أسامة نحو ذئبه لكي
يقوم بمساعدته لكن كريم ظهر أمامه قائلا : دع المرافقين يتقاتلوا سوية ونحن المفعلون نتقاتل سوية !
ثم هجم بخنجره صائحا : إعصار الخناجر !
ثم تحرك كريم بسرعة خرافيا رجليه يديه جسده كله كان يتحرك بسرعة خرافية ضاربا بخنجره بشكل عشوائي
جاعلا من هيئة حركة الخناجر تبدو كمطر من الخناجر الفتاكة , تجنب أسامة ضربة على يمينه ثم تجنب ضربة على يساره لكن ضربة اخرى يسارية نجحت في جرح ساعده
ثم ضربة يسارية أخرى جرحته في نفس المكان وعمقت الجرح ضربة على يمينه استهدفت فخذه ونجحت في جرحه ثم ضربة
على يساره جرحت صدره ثم توالت الضربات والجروح تتوالى على جسد أسامة الذي كان يتألم بشدة لكن كان كل تفكيره ينصب حول ذئبه الذي يتم عصره ببطء مميت فأمسك
أسامة بغضب خنجر كريم بغتة
فقال كريم بدهشة و هو ينظر ليد خصمه الذي أمسك الخنجر مسببا جرح دامي في يده : ما لذي ..
قال أسامة بغضب : نهاية اللعبة !
أشتعلت يده وغمرت ذراعه نار مستعره ثم صاح : اللهب المشتعل !
انتقل اللهب الحارق لذراع كريم الذي أفلت الخنجر بجزع فاستدار أسامة ونظر نحو ذئبه الذي بادله نفس النظرة الغاضبة وقالا في صوت واحد : الغضب المجمد !
فعوى الذئب بألم وغضب مما جعل السيدة الأفعى تتأثر بتلك المهارة الغريبة لتتجمد في مكانها ليتحرر الذئب الغير قادر
على الحركة كنتيجة سلبية لتلك المهارة القوية فاقترب أسامة
نحو ذئبه يربت عليه كان يعرف أن لديه مهارة كامنة تجعل ذئبه يتعافى بشكل أسرع لكن لم يكن يعرف أن كانوا يطلقوا على
تلك المهارة تعويض المرافق , قال الذئب فنرير بتعب : شكرا لك يا أسامة أنقذت حياتي ...
قال أسامة بسعادة : لا عليك ..
أطلق كريم ضحكة قصيرة مستهترة ثم قال : ممتاز أيها الفتى أنك تملك مهارة لا بأس بها أعترف لك لكن المرافق ليس موجود لكي يكون صاحب السيد بل هو موجود لخدمة السيد ..
نظر كل من أسامة و ذئبه نحو كريم
باستنكار فقال كريم بغموض : سوف أريك ..
ثم رفع يديه عاليا وجسده يلمع وقد خرج ضوء غريب من جسد السيدة الأفعى التي كانت عاجزة عن الحركة
فأطلقت السيدة الأفعى صرخة بائسة في نفس الوقت الذي ضرب كريم بكفه القوية الأرض صائحا : صرخة تحت الأرض !
لتهتز الأرض تحت قدم أسامة وتنطلق صرخة مخيفة
تشبه صرخة السيدة الأفعى المتألمة , كانت الصرخة قادمة من باطن الأرض جعلت أسامة يرتجف ويسقط على ظهره متألما فنظر لذئبه الذي كان يهتز بدوره فقام أسامة بأخراج بطاقته فقال الذئب بهلع : كلا !
وقام أسامة بتفعيل مهارته طلب المرافق ليسحب مرافقه داخل البطاقة ثم صرخ أسامة بعنف متالما بصوت الصراخ القادم من باطن
الأرض ليخرج خيط من الدماء من اذن أسامة
ضحك كريم و هو يقول : بدل أن تستفيد من خصائص مرافقك قمت بسحبه للبطاقة لكي تحميه من هذه المهارة التي يستحيل تجنبها , عمل حنون منك لكن فقط الحمقى من يضحوا من أجل مرافقيهم أنظر لمرافقي ..
نظر أسامة للسيدة الأفعى الملقى على الأرض وقد شحب لونها
ثم قام كريم بسحبها نحو بطاقته الخاصة و أكمل : هكذا تستفيد من مرافقك أن تستغل كل قدراته !
قال أسامة بألم : أنك وغـــد ..
تأهب كريم وقال : أخبرني بتلك الكلمات عندما تذهب للجحيم ..
ثم هتف بقوة : محيط الفساد !
لتتكون هالة ظلامية قاتمة حول جسد بطلنا سيد الوحوش أسامة
وقد شعر أن نهايته هذه المرة حانت ..
فك ريان فأسه الطويل من الالتحام ثم قفز صاحا
بغضب : قاصمة الصخر !
صد سفيان الضربة بفأسيه قائلا : هل هدف هذه الضربة أن تضربني أم أن تغشيني ؟
أطلق سهم سريع نحو سفيان المشغول بقتاله مع الفولاذي لكن سفيان دار حول نفسه
برشاقة متجنبا السهم فقال بسخرية : هل كان هذا دبور ؟
شعر فواز بالغضب فقال بحنق : لتجرب
سرب من الدبابير !
ثم هتف بإنفعال : شلال الظلام !
ركل سفيان صدر الفولاذي ريان
ليقذفه مترين للخلف قائلا سفيان بسخرية : سوف العب معك بعد قليل سوف انتهي من هذا الدبور !
ثم التفت نحو السهام الكثيفة القادمة نحوه ثم لوح فأسيه الضخمين قائلا : قاهر العواصف !
لتنطلق شفرات مكونة من الرياح تنطلق نحو جيش السهام لتتقطع بكل عنف
أبتسم سفيان و ركض بقوة نحو خصمه فشعر فواز بالخطر فشهر نشابه و أستخدم مهارة رمية الأنتقام لتنطلق سهام سريعة نحو الصنديد
الذي كان يركض بكل سرعة وثبات وهو يطلق من فأسيه تلك الشفرات الرياحية
فقال فواز في نفسه : مستحيل أن يجهز
مهاراته بهذه السرعة أقترب سفيان من فواز
فضرب سفيان بقوة بواسطة فأسيه فقفز فواز
عاليا مشقلبا في الهواء ثم صاح وهو مازال في الهواء : الهتاف السفلي !
و أطلق وابل من السهام نحو الصنديد الذي كان مازال يرسل مجموعة كبيرة من الشفرات الرياحية محطمة الأسهم و تتجه نحو فواز الذي كان يتجنبها بكل رشاقة وهو يهبط على
الأرض ثم استدار و هو يشهر نشابه من جديد لكن وجد أمامه وجه سفيان الذي أبتسم بشراسة : وقعت في يدي !
ثم ضرب بركبته الأرض قائلا : الثوران البركاني !
لتخرج السنة من اللهب تحت قدمي فواز
الذي حاول أن يقفز لكن الصنديد سفيان هتف بسخرية : أين أنت ذاهب !
ثم أضاف : الجاذبية !
ليشعر سيد الظلام فواز بقيود ثقيلة تقيد أنفاسه
لتبطئ حركته مما جعله يثبت مكانه و السنة اللهب تحرق قدميه فقفز ريان نحو فواز
وسقطا سوية على الأرض بعيدا عن النيران وقد فقد فواز
نصف وعيه و أصبح أشبه بفقيد الوعي نهض ريان
وهجم نحو الصنديد بدون تردد لكن الصنديد سفيان انحنى متأهبا قائلا : النار الطائشة !
و أكتسب سفيان قوة خرافية بالهجوم لينقض بدوره على الفولاذي , كان ريان يعرف هذه التقنية بسبب تدريبه تحت يد مدربه الذي هو صنديد ايضا كان يدرك أيضا
أن النار الطائشة تقنية مخيفة في الهجوم لكنها تقلل قدرة الدفاع لمستخدمها فأمله في هذه المعركة الضغط على خصمه ضعيف
الدفاع حاليا حتى تتاح الفرصة ويقتنص ضربة قاتلة لكن طموحه تبدد أول ما تبادلا الضربات والألتحامات فكانت ضربات
سفيان عنيفة وقوية وجبارة ثم بضربة حاسمه قذف فأس ريان الطويل فأطلق سفيان صيحة النصر و أنقض على رقبة الفولاذي بكل عنف وقسوة وشراسة ..
تهاوت الصخور على ندون و روز و كيجن
وقد اغمضوا أعينهم بيأس و أبتسامة على وجه ايمن توحي بالأنتصار
لكن بين أبطالنا الثلاثة ظهر ظل في وسطهم يحمل في يساره ترس كبير يغلب اللون الأحمر عليه , رفع الظل الترس الضخم
للتهاوى الصخور على الترس القوي الذي صد الضربة القوية بكل صلابة فقال كيجن وهو غير مستوعب الوضع :
هذا الترس الضخم ...
لاح القلق على وجه ايمن و هو ينظر للشخص الجديد الذي حمى ضحاياه بشكل مذهل ثم تمتم في نفسه : ترس ضرغام ؟ هل يمكن أن يكون ..
نظرت روز بدهشة للشخص الجديد الذي انقذهم وقالت :
من أنت ...؟
قال ايمن بحزم : امرأة تستطيع استدعاء أسلحة المرافقين
و أستخدامها كما لديها القدرة على تفعيل وحدة المرافق دون استدعائه , هذا الشعر الرمادي لا شك إنها الأسطورة الحية
التي تلقب ( بسيدة القمر الفضي ) أحد أركان الثوار ..
ثم قال بحقد : فيجي ...
وكانت فعلا هي فيجي سيدة القمر الفضي
السيدة القادمة للمعركة و بقوة ..
شاهد أسامة الهالة المظلمة تحيط بجسده و هو عاجز عن الحركة
بسبب الأضرار التي تعرض لها وتشكلت الهالة المظلمة حوله على شكل كرة ثم بدأت بالتقلص بسرعة لكن ضوء لامع ظهر فجأة
في قلب الكرة المظلمة التي أخذت تتكسر في بطء فقال كريم
بدهشة : هذه مهارة ...نبض الطاقة !
ظهرت فتاة شابة ذو شعر أشقر تبتسم بثقة قائلة : نعم مهارة أساسية لدي شعب الأمانسيس , تكون هذه المهارة مفيدة للغاية
على الرغم من إنها منخفضة المستوى لكنها مفيدة للغاية مثلما قلت إذ كنت تتقنها ..
وقف أسامة بضعف و نظر نحو الوافد وقال بحيرة :
أنت المخلب كيرا !
كانت انقضاضة سفيان سريعة للغاية نحو
ريان الأعزل الذي تجمد مستسلما لمصيره
لكن ظهر ظل خيل لـ ريان أن الظل يطير
أمامه ليقوم الظل بركل سفيان في وجهه
ليطير سفيان للخلف ويدحرج بعنف
كان ريان بنظر بدهشة نحو الظل وقد تعرف
عليه فقال بحماس : أنت ... لم أتخيل إني سوف أراك مجددا أيها العجوز !
ضحك الظل قائلا : هذا هو فتاي , بدل أن يشكرني يصفني بالعجوز ...
التفت سفيان بحنق نحو القادم ثم قال :
مهما كنت ايها الوغــد سوف تدفع ثم ركلتك هذ....
قطع سفيان كلامه و هو يرمق القادم الجديد
للمعركة وقال بدهشة : أنت بدون شك ..وليد
الملقب بـ ( المخلبxالأسود ) !
قال وليد بثقة : نعم أنه أنا ..
وقف سفيان على رجليه بهدوء ثم قفز
للخلف قفزة سريعة ورشيقة قائلا : تجمع !
قفز ايمن و كريم نحو قائدهم ووقفا بجانبه فقال سفيان بشراسة : لم نكن نتوقع ظهور شخصيات مهمة في مثل هذا القتال مثل ( المخلبxالأسود ) و
( سيدة القمر الفضي ) .
قالت كيرا بغضب : و ماذا عني !
قال ايمن بسخرية : مجرد دودة زاحفة مثل بقية رفقائك ..
قال كريم بسخرية أشد : عزيزي ايمن لا تحرجنا .. هل توجد دودة غير زاحفة ؟
هل توجد دودة طائرة ؟ فقط قل مجرد دودة مثل بقية رفاقك .. هكذا أفضل !
اشتعلت نار الغضب في روح كيرا أكثر وقالت بغضب :
أيها الوغــدان !
قاطعهم سفيان بصرامة : على كل حال , ظهورهم
لا يعني إننا خفنا أو شيء كذلك بل هذا يجعلنا نغير طريقة قتالنا ورفع مستوى القتال لمستوى أعلى من السابق ..
ثم رفع يده ليتراجع خلفه كل من ايمن و كريم أكثر من قبل فأصبح ايمن خلفه لكن على يمينه و خلفه وعلى يساره ..
تمتم وليد بقلق : هذه الوضعية ..
ضحك سفيان ثم قال بشراسة :نعم أيها ( المخلبxالأسود ) ! هذه هي تقنية ثالوث الموت !
ثم أضاف بشماتة : لا تعتقد إني لا أعرف من تكون أيها ( المخلبxالأسود ) أنت أحد أعضاء فرقة الثلاثي الأسود !لكن فرقتكم تلك قد انتهت برحيلك واختفائك قبل سنوات عديدة حينها كنا نحن الشباب الذين تبنوا إعادة هيكلة تلك الفرقة المخيفة
بحثنا وتعلمنا حول إمكانيات فرقتكم , لا أخفيك سرا إن مجموعتكم كانت مصدر إلهام بالنسبة لنا , خصوصا هذه المهارة
الفريدة .. أنا أصدق إنكم كنتوا تطلقوا على هذه التقنية أسم .. ( الثالوث الأسود ) لكن نحن غيرنا ذلك الأسم السخيف
إلى ( ثالوث الموت ) ..
ثم بدأت الأرض تهتز لتظهر هالات زرقاء حول ثلاثي الموت الجديدة ثم فجأة أنطلق خط ضوئي يشق الأرض من هالة كريم نحو سفيان و أصدم به الخط الضوئي لينطلق من هالة سفيان خط ضوئي آخر ليصدم بـ ايمن الذي انطلق من هالته أيضا خط ضوئي نحو كريم ليصبح الشكل مثلث يصنعه ثلاثي الموت الجديد ..قال أسامة بقلق : مالذي يحدث هنا ..!
كانت الرياح قد اشتدت حولهم قفز ريان والتقط جسد
فواز المصاب والذي بالكاد يكون في وعيه
ثم وضعه بمنطقة خلفهم و رجع يقف بجانب زملائه ينظر لمعلمه كأنه ينتظر منه تفسير ..
هنا ظهرت قبة ضوئية زرقاء حول ثلاثي الموت الجديد فقال وليد بقلق دون أن يرفع عينه عنهم : هذا الأسلوب هو أخطر أسلوب قد يصنعه فريق مكون من ثلاثة
بل أن هذا الأسلوب لربما يعتبر أخطر أسلوب يشكله فريق ما ..
هذا الأسلوب مخيف للغاية ..
عرفوا أنه جاد من خلال نطقه لكل حرف في تلك الجملة ...ذلك الأسلوب المخيف .. ذلك ثالوث الموت ..
.
كان نزار ينظر لليد المعدنية التي صارت مكان يده
كان يشعر بالأسى و هو يشاهد قطعة المعدن حلت مكان يده الأصلية ذات اللحم والجلد و .... الدم ..
عند هذه الكلمة تذكر وجه خازن الدموي !
سيد المنمطين ! ففزع عندما تذكر عينيه الدمويتين و هز رأسه كأنه يطرد
الصورة من ذهنه , سمع نزار صوت شخص يشتم بحرقة
وألم فنظر نحو الصوت الذي كان لرفيق عمره
هاشم الذي كان يمسك رجل معدنية مكان رجله المقطوعة
قال هاشم بحرقة والدموع تكاد تسقط من عينه :
ذلك المختل عقليا ! أقسم على أقتلاع عينه لكي أزين بها جدار غرفتي !
دخل رجل الغرفة فالتفت إليه المنمطان فقال الرجل الذي كان يدعى نهاد : كيف هي الأعضاء الصناعية ؟
قال هاشم بأسى : أستطيع المشي لكن هذه الساق المعدنية
لا تساعدني في الركض مثل السابق أنا أفتقر لسرعتي ..
قاطعه نزار : أنا ايضا هذه اليد المعدنية لا أشعر إني استطيع
استخدام المهارات السحرية كما السابق ..
قال نهاد : هذه هي مقدرة المعدن , لا تعتقدوا أنكم سوف ترجعوا
مثل السابق ..
قال نزار بحزن : لكنك أفضل طبيب عرفه العالم أيها السيد
هل يمكنك أن تفعل لنا شيء ؟
قال نهاد بتهكم : هل تعتقد أن أعضاء الأنسان تنمو مثل النباتات ؟
انا قدمت لكم أقصى ما توصل له العلم ... لكن إذا أردنا أن نبتعد عن العلم و إتباع الخرافات هل يساعدكم ذلك ؟
قال هاشم بحذر : ماذا تقصد ؟
جلس نهاد وقال بجدية :إنها اسطورة قديمة كانت تتحدث
عن إمكانية تعويض بعض الأعضاء الناقصة وقيل أن محاربين عوضوا أذرعة و سيقان و أعضاء أخرى ..
لكنها تبقى أسطورة سوف أرويها لكم إذا كنتما مهتمين ..
لم يجاوبه المنمطان بل حدقا به بكل جدية فأكمل نهاد
قصته وكانت قصة مذهلة بالفعل ...
تنهد وليد ثم قال بحذر وهو يرمق الثلاثي الذين كونوا
هالة ضوئية حولهم : مهارة الثالوث عبارة عن نسق قتالي يعتمد على التوازن والتفاهم بين الأعضاء الثلاثة ..
توازن القوة بينهم أي لا يكون فرق القوة بين الأعضاء بفارق كبير , يوجد حد أعلى وحد أدنى لفرق القوة
طبعا عند تشكيل هذا المثلث ترتفع خصائص الأعضاء لأقصى حد يملكه أحدهم
( توضيح " لو كان سفيان دفاعه السحري 150 و كريم دفاعه السحري 133
و ايمن دفاعه السحري 140 سوف سوف يصبح الدفاع السحري لجميعهم في حالة تكوين الثالوث 150 بعتبارها
القيمة العلية في المجموعة وهذه الخاصية تنطبق على جميع الخصائص )
قال كيجن بقلق :أي أن هذا الثالوث ينقل
أقوى الخصائص لجميع الأعضاء وبالتالي يغطوا على عيوب بعضهم !
قال وليد : بالضبط !لكن لو حدث فرق عالي بين أحد الأعضاء تحدث عملية الكسر , و يتعبر الكسر ظاهرة خطيرة لهذه المهارة قد ينتج عنه أضرار مدمرة تصل للموت ..
هنا رفع سفيان فأسيه وصاح : هجوم !
رفع الثلاثي أسلحتهم ولوحوها في وجوه أبطالنا لتنطلق صواعق رعدية تضرب في كل مكان
حاولوا تجنب الصواعق و بصعوبة نجحوا لكن لم تخلي محاولتهم من الأصابات مما جعل ريان يلتقط فأسه وينقض على القبة الضوئية ليضرب القبة الضوئية بكل ما يملك , لكن تيار كهربائي عالي
سرى في جسده فأنتفض في الهواء ثم طار بعيدا ليسقط على الأرض بالقرب من أبطالنا فهرعت روز تعالج جروح الفولاذي فقال سفيان بشماتة : دفاعنا مصنوع من طاقة البرق نفسها كذلك هجومنا , لهذا هجومكم ودفاعكم
يعتبر لا شيء بالنسبة لنا .
قالت فيجي بحذر : الا توجد طريقة
لتدمير هذا الأسلوب ..؟
قال وليد بقلق : لا أعتقد إننا نملك أسلوب أقوى من
أسلوبهم ..
قال أسامة بغتة : ماذا لو حدث كســر ؟
التفت له الجميع بتساءل فأكمل أسامة : ماذا لو حدث
خلل في توازنهم مما يجعل الثالوث يتدمر ؟
قال وليد بحيرة : لم يفعلوا هؤلاء الثلاثة هذه المهارة
وهم يملكوا أدنى اشك في إتقانها من حركاتهم يتضح لي إنهم تدربوا على هذه المهارة كثيرا ..
إنطلقت عدة صواعق صنعها ثلاثي الموت الجديد فحتمى أبطالنا بصخور حولهم
قال أسامة : أنا أنتحدث أن نصنع نحن ذلك الخلل !
قالت ندون : و كيف نصنع ذلك الخلل ؟
قال أسامة بثقة : إنقاص الخواص القتالية لأحد الأعداء
سوف يصنع ذلك الخلل ..
تمتم كيجن في نفسه : لقد بدأ في التخطيط ..
أكمل أسامة : لدينا هنا مهارات مختلفة تستطيع صنع ذلك الخلل
فتحت فيجي حقيبتها و أخرجت رقاقات صغيرة
الحجم مختلفة الألوان ثم قالت : رقاقات لونا ورقاقات نور ورقاقات القوة من الرتبة الخامسة لها القدرة على إضعاف الدفاع السحري
أو العضلي للهدف على حسب نوع الرقاقة ..
قالت كيرا : لكن تلك القبة المصنوعة من الصواعق تحميهم
كيف سوف تصيبهم بالرقاقات ؟
صمت الجميع حتى قالت روز بعفوية : و جدتها !
حدق فيها الجميع بلهفة فاحمرت وجنتا روز بخجل على
الرغم من خطورة الموقف وقالت : الصواعق و الكهرباء يملكو نفس الخاصية وهي الشحنات الكهربائية أتذكر موسوعة
العلامة ( Einstein ) تم طرح تلك المعلومة , شحنات كهربية مختلفة الشحنة تتجاذب المختلفة و تتنافر السالبة .
قال ريان بحيرة : وما دخل هذا في معركتنا ..!
قالت روز وهي تحاول أن تقاوم نظرات الجميع لها :
ماذا لو جعلنا الشحنات تنجذب لبعضها البعض ثم نحدث فجوة في درعهم نتيجة تلك الانجذابات ..
قال وليد بأمل يعود لوجهه : نظريا فكرة جيدة
لكن عمليا نحتاج لقوة كهربية أعلى من درعهم لنحقق تلك العملية ..
قالت ندون : أي شخص يملك مهارات برقية قد يساعد في هذه الهجمة ..
قال وليد : حسنا لنجرب تلك الخطة .. ولتمنى
أن ننجح في ذلك .
ركض كيجن بسرعة نحو القبة الكهربية
فالتفت ثلاثي الموت الجديد نحوه وتجهزوا لأطلاق صواعقهم لكن ظهر ريان من جهة أخرى وظهرت كيرا من ناحية مختلفة أيضا مما شتت الثلاثي لكنهم حزموا أمرهم و أطلقوا صواعقهم في كل أتجاه وعلى الرغم من أن الصواعق المدمرة تضر بأبطالنا
وتسبب حروق وجورح إلا أن ندون و روز المختبأتين خلف الصخور تقوما بعلاج أبطالنا من بعيد بتقنيات علاجية سريعة
تقدم أسامة و قفز بخفة على القبة الضوئية بفأسيه
الجليديين قائلا : كاسر الأمواج !
ليضرب البرق بالبرق قالت ندون و روز في نفس الوقت : القاطع !
لتنطلق صواعق تصيب فأسي أسامة لتظهر فتحة صغير في
القبة الضوئية فقال كريم بدهشة : مستحيل !
و أخذت الفتحة تتوسع ليظهر كل من وليد
و فيجي خلف أسامة ثم رموا الرقاقات داخل القبة عبر الثقب المصنوع بأتجاه
ايمن الذي رفع عصاه السحرية لتندفع صاعقة ضربت الثقب
الذي اختفى ثم صاعقة أخرى ضربت ابطالنا لتقذفهم بعيدا وعلى الرغم من التقنيات العلاجية التي تغمرهم الا أن الصاعقة الأخيرة
جعلتهم يشعرون بألم شديد ..
قال سفيان بسخرية : محاولة جيدة لكن ..
قطع كلامه عندما بدأت القبة بالأرتجاج فجأة ثم بدأت اجساد الثلاثي تنتفض بعنف فقال سفيان بدهشة : ما الذي ...
دوى أنفجار عنيف نتج عن تدمر القبة الضوئية ثم بدأت الخطوط المكونة للمثلث تختفي فقال ايمن بفزع : كيف فعلوا ذلك !
اختفت الهالات التي تغطي أجسادهم ليسقطوا على الأرض فقال
كريم بألم و هو يعض أسنانه : كلا !!!!
ثم سقط على ظهره جاحظ العينين ولحقه رفيقيه بنفس الحركة ليخيم هدوء مخيف ..
فقال ريان بحذر : هل فعلناها ؟
اغمضت روز عينيها ثم قالت : لا أشعر بالحياة فيهم
لقد توقفت قلوبهم تماما ..
أطلق الجميع تنهيدة ارتياح قالت فيجي :
كانت معركة عنيفة , لكن ليس لدينا الوقت للجلوس هنا على التوجه للمقر حالا لربما أتوا آخرين ..
تبعها الجميع بصمت وهم يجهزوا سمارجهم للرحيل تأكدوا أن رفيقهم المصاب قادر على ركوب سمرجه ليتوجهوا .. لمقر الثوار ..
في عش الثوار الموجود في جوف باب القمر
إنطلق ماجد
مسرعا نحو ساحة واسعة ولمح زعيم الثوار يتحدث مع بعض الأشخاص فهرول ماجد بعجل وقال و هو يلهث : سيدي !!
نظر له زعيم الثوار ياسين بنظرات متسائلة
فقال ماجد بإبتسامة واسعة : لقد رجعت
فيجي ورجع معها الجميع بسلامة !
قال ياسين بقلق : وهل حضروا معها الأشخاص الجدد ؟
أوما ماجد برأسه علامة الأيجاب ..
فتنهد زعيم الثوار بتنهيدة أرتياح فقال أحد الأشخاص : ما لذي يحدث هنا أيها الزعيم !
رد ياسين بإبتسامة واسعة ثم قال : لقد رجعت
فيجي بهدية رائعة !
هنا اقتربت فتاة صغيرة تبلغ 8 سنوات من زعيم الثوار وربتت على ساق ياسين برفق وقالت : سيدي , سيدي ..
نظر لها ياسين متسائلا فقالت الفتاة : هل رجعت السيدة
فيجي بهدية رائعة !
صاح رجل و هو يمسك الفتاة : تارا !! لا تزعجي
الزعيم ..!
تجهم وجه الفتاة فضحك زعيم الثوار و هو يربت على رأس الفتاة وقال : لا تصرخ في وجهها هكذا دعها تعبر عن شعورها ..
ثم أتسم وجهه بجدية و تمتم : علينا مقابلة الزوار الجدد !
هتفت الفتاة تارا و هي تركض بسعادة : هييييه هدية ! هدية !
كان كل من موران و
مايا و جاسر و داران
قد حضورا لأستقبال
القادمين وما بانوا حتى أشرقت وجوههم بسعادة فقال موران
: حمد**** على سلامتكم !
رد أسامة بسعادة : الشكر *** ثم إلى مساعدة هؤلاء ..
كان يشير على فيجي و
كيرا و وليد فأمسك ريان ياقة أسامة بغضب وهتف في وجهه : و أنا ! الم أساعدك لكي تنجو بحياتك !
رد كيجن ببرود : لم تفعل شيء سوى تلقي اللكمات و الركلات !
ضحكت روز بخفوت فقال ريان بغضب : أعد ما قلته أيها المنمط الغــبي !
هنا وصل زعيم الثوار برفقة ماجد فالتفت الجميع يرمق
زعيم الثوار الذي كان يرمقهم بصمت ثم قال : اهلا وسهلا بكم في مقر الثوار انا هو ياسين
زعيم الثوار ... أرى الآن عددكم لكنه أكثر بأثنين من العدد الذي حدثني رفقائكم عنه
نظر الجميع نحو ندون و
فواز
فقال الأخير بتعب : انا اسمي فواز تابع السيد عزت أنا عملت على توصيل هؤلاء إلى بلوتار .
ثم التفت زعيم الثوار نحو ندون الذي ظهر الارتباك عليها فقالت :
أنا قصتي أكثر تعقيد لقد تعلمت على يد العرابة الراحلة جيــنا
بعد مقتلها هربت وتجولت في العالم بعيدا عن قبضة النظام لكني رجعت لبلوتار على أمل أن التقي بنتيجة بحث عرابتي .
ضاقت عينا ياسين و هو يقول : وماذا كانت تبحث عرابتك ؟
قالت ندون بثقة : كانت تبحث عن مقر الثوار لكنها لقت مصرعها
قبل أن تتوصل للمكان بالضبط رجعت للنقطة الأصل و هي بلوتار لكي أجدد بحثي عن المقر أنتظرت أشهر عديدة حتى أتت هذه اللحظة .
قال وليد بجدية : من خلال ماسمعته منهم أن هذه المرأة
تخصصت حكيمة وهذا الرجل هناك هو سيد ظلام
قال ياسين بانبهار : إذن هما يملكا مهارات منسية كباقي رفقائك !
قال وليد و هو ينظر لباقي رفقائه : نعم ! أعتقد ذلك
أقتربت تارا من فيجي
وقالت : سيدة فيجي أين هي الهدية الرائعة ؟
ظهر الارتباك على وجه فيجي فنظرت حولها
ثم قالت بإحراج : لم أستطيع أن اجلب أي هدية كانوا هناك العديد من الوحوش ..
ظهرت علامات خيبة الأمل على وجه تارا و أمتزجت تلك العلامات بملامح الحزن
فأقترب وليد من تارا و انحنى يخاطبها
و قال : في رحلتي البعيدة حول العالم و في مغارة في جزيرة القراصنة واجهت العديد من الأشرار وبعد معارك ضارية أستطعت أن أحصل على كنزهم ..
فتح وليد كفه فنظرت تارا إلى كف الصنديد
بهلفة لكنها وجدت كفه فارغة فأكمل وليد : لكن
القتال لم ينتهي بعد ذلك ومازلت أواجهه الأشرار و أنا خائف أن أفقد كنزي أثناء القتال لهذا هل تستطيعي أن تحتفظي بكنزي
حتى أنتهي من قتالهم .
نهى عبارته ليغلق كفه ثم دار يده بحركة خفية وفتح يده لتظهر جوهرة زرقاء لامعة منقوش بها رسم طائر فأنبهرت عينا
الطفلة تارا و أرتسم على وجهها فرح ممزوج بدهشة فقالت ويدها ترتعش وهي تمسك الجوهرة : بالطبع أستطيع !
كان الجميع يرمق المنظر بسعادة على طيبة قلب الصنديد وفرحا بفرحة الطفلة
قال ياسين بجدية : إذهبوا لتستريحوا بعد العشاء أريد أن التقي بكم
جميعا .. لدي شيء أخبركم به ..
وذهب الجميع .. دون أن يعرفوا ما يدور بخاطر زعيم الثوار ...
في بلوتار تمددت ثلاث أجساد دون حراك ظهر ببغاء أحمر يحلق في السماء ثم هبط الببغاء و هو يحمل لفافة بين منقاريه
القى اللفافة على أحد الجثث وظهر ضوء خافت تلاشى بسرعة وبعد برهة تحرك الجسد بألم ثم نهض بألم و هو ينظر للببغاء
بحيرة فقال الببغاء بصوت مضحك : أنعش زميليك !
قال ايمن بإرتباك : نعم !
ثم لمع ضوء في كفيه لينتقل إلى جسدي كريم و
سفيان ..
الذان نهضا بألم فقال الببغاء : لقد أحسنتم لعبتم دوركم بكل أحترافية !
نظر سفيان نحو الببغاء بحنق لكنه قال بأدب :
سيدي المخلب ! اعلم إنها المهمة لكن الا تجد أن هذه المهمة الهزلية تناسب أشخاص
من الرتبة ( جــ ) أو حتى الرتبة ( د )
قال الببغاء دون مشاعر في صوته : كانت تلك المهمة تتطلب أشخاص في قوتكم !
رفع ايمن عصاه السحرية لتظهر بقعة زرقاء في العصا
فقال ايمن بسخرية : حتى إنهم لم ينجحوا بإصابتي بالرقاقات ال****ة مستوى خامس لهذه
الرقاقات لقد استخفوا بنا ..
قال كريم و هو يتذكر أحداث المعركة : في اللحظة
التي فتحوا بها القبة والقوا الرقاقات لم يتمكنوا من أصابة
ايمن
لكنا أدركنا فكرتهم فقمنا بتمثيل أن الثالوث قد تحطم ..
أكمل سفيان بسخرية : لنشكر السم المدسوس
داخل أسناننا فبعد التمثيل أن الثالوث تحطم قمنا بتحطيم عبوة السم بالضغط على أسناننا ليسري داخل أجسادنا سم يعمل على أيقاف القلب مباشرة ,ذلك السم الخطير التي صنعته السيدة
الحكيمة ..قال كريم بجدية ممزوجة بالحنق : سيدي
المخلب
أعلم أن هذه كانت مهمتنا لكن الا تجد أن فرقة محترفة مثلنا عار عليها أن تمثل الهزيمة مع مجموعة ضعيفة مثل تلك المجموعة ؟
قال الببغاء وقد خيل لهم أن الصرامة ظهرت في نبرته : لقد قمتم بعملكم بأكمل وجه
لهذا تستحقوا القليل من التفسير , مجموعة
مثلكم سوف تجعلهم يصدقوا أن النظام لا يخطط لشيء آخر سوى أيقافهم لكنا لم نكن في الحقيقة نريد إيقافهم لو تبين لنا أنهم لا علاقة لهم بالثوار فعندها قتلهم لن يسبب لنا خسارة لكن عندما ظهر أحد أركان الثوار وهي تلك السيدة ( سيدة القمر الفضي ) حينها
توجب عليكم تمثيل الهزيمة لكي تعميهم نشوة الأنتصار عن هدفنا الحقيقي و هو كشف مقرهم لكنهم كانوا حذرين كالعادة
و أستخدموا بوابة ضوئية بالقرب من باب القمر من أجل الهرب ..
قال سفيان بحرقة : إذن تمثيليتنا التي وضعت سمعتنا
على المحك ذهبت هباء !
رد الببغاء بنفس النبرة : كلا ! لقد وصلنا لهدفنا تماما ..
كانت عبارة الببغاء الأحمر غامضة ونظر الثلاثي نحو وسيط سيدهم
المخلب لكن الببغاء لم يكمل حديثه ..
ثم بعد برهة نطق الببغاء وقال : يكفي هذا عودوا لأبيدوس لديكم مهمة جديدة تناسب غروركم ..
حلق الببغاء عنهم مبتعدا فقال الثلاثي بشراسة وفي آن واحد : حاضر يا سيدي !
واختفوا الثلاثة بواسطة مهارة الأنتقال الجماعي متجهين نحو أبيدوس نحو مهمة جديدة ... جديدة ودموية !
اجتمع الجميع في ساحة مغلقة بها كراسي عديدة , جلس الجمع يحدق في زعيم الثوار الذي كان يسرح بنظره بعيدا كأنه
ذهب لعالم بعيد عن عالمنا الواقعي ثم سعل سعال خافت وقال : جمعتكم هناك لكي أخبركم بقصة قديمة تساعدكم على
معرفة عدوكم , طبعا أغلبكم قد سمع معلومات عن النظام لكن ما سوف اخبركم به هنا شيء قد تسمعوه لأول مرة في حياتكم
ماسوف أخبركم به هو تفاصيل قد أختفت مع الزمن البائس ..
صمت ياسين لفترة بسيطة و هو ينظر للأسفل ثم قال :
قبل 22 سنة تقريبا كانت الحرب ضد العرافة الكبيرة , كانت حرب ضروس شملت العالم كله حتى ظهر 15 بطل 5 من كل شعب ,أي 5 من أرمادا و 5 من أجوريا و 5 من أمانسيس ..
كانوا نخبة في تخصاصتهم المختلفة حاربوا بكل قوتهم وضحوا بالغالي والنفيس حتى تمكنوا من هزيمة العرافة الكبيرة ..صمت مجددا ثم قال ياسين بأسى : لكن نهاية المعركة ضد العرافة الكبيرة لم تكن سوى بداية مآساة أخرى أكتشف الأبطال الـ 15 أن قوى العرافة الكبيرة ضخمة للغاية ومجرد أن تتبدد سوف تتجمع بعد سنوات
لكي تظهر مجددا كما حدث مع البطل هيكتور الذي حذر الــ 15 من هذا الشيء ...أزداد صوت ياسين حزن و هو يقول : حتى قرر 6 من الأبطال
بأن يقتسموا قوة العرافة الكبيرة من أجل السيطرة على قواها لكن البقية التسعة عارضوا ذلك لكن الستة كانوا فعلا عازمين على
أخذ قوى العارفة الكبيرة وحدث ذلك فعلا ..
أكمل ياسين : أقتسموا أسباب قوة العرافة
وكانت ستة أسباب
الحب , الطموح , القوة , المعرفة , البصيرة , التوازن ...
لكن لم يدركوا أن خلف تلك الصفات الحميدة مضمون ذميم كانت العرافة كمن يضع السم
في العسل مظهرها جميل لكن قلبها قبيح ..
كانوا الستة معروفين تلك الفترة بأسماء اندثرت مع الوقت كانت أسمائهم ..
اصلان الفولاذي
ميار الحكيمة
حازم المخلب
درام المغوار
فؤاد الساحر الظلامي
جساس سيد الظلام ..
هؤلاء هم الستة وهذه هي اختصاصاتهم لكن قوة العرافة الكبيرة أعطتهم مستوى أعلى بكثير في تخصصاتهم فصاروا أقوى بشكل خرافي من أي محارب آخر وفوق ذلك اكتسبوا مهارات خاصة من قوى العرافة
مثلا الساحر الظلامي يستخدم قوى الظلام لكي يتحكم في الجثث و الوحوش المصنفة تصنيف الأموات
المخلب يتحكم بعقول الوحوش و يستطيع السيطرة على كمية هائلة من الوحوش في نفس
الوقت حتى لو كانوا يبعدوا عنه بأميال بعيدة
الحكيمة خبيرة في صنع الترياقات و العقاقير كما لها مجموعة خاصة من الجنود ليجمعوا
الأطياف من كل مكان يلقبوا تلك المجموعة بـ ( عبيد الأطياف )
سيد الظلام هو المسؤول عن عملية ضبط الأنتقالات في العالم كما أنه يصنع تشويش على أي عملية أنتقال و رصد مكانها
ومكان وصولها .... طبعا توجد خصائص أخرى لهم ولباقي الأعضاء الستة للنظام
لكن أهم خاصية موجودة لديهم وقد أكتسبوها من قوى العرافة الكبيرة هي ... الخلود ..
قال كيجن بدهشة : الخلود ؟ هذا شيء
غير موجود ..
قال ياسين موافقا : نعم ! انت على حق لكن الأعضاء الستة
قد أكتسبوا قدرة تجدد خلاياهم بشكل مستمر و مع التجديد المستمر لخلاياهم فأنهم يحافظوا على أشكالهم و على قوة أجسادهم مهما
مر عليهم من زمن لهذا فهم يتمتعوا بما يشبه مفهوم الخلود ..
قالت كيرا : وكيف تعرف كل هذه التفاصيل ..
اغمض ياسين عينيه ثم قال بأسى : بعد أن اكتسب الأعضاء الستة القوة
تغيرت شخصياتهم و أهدافهم مما أغضب الـ 9 الباقيين ليتحول إلى معركة بينهم لكن
الموضوع تطور بسبب قدرات الستة الخارقة
ليستعينوا الـ 9 بالجيش والمحاربين الذين لديهم لكن لم يكونوا بقوة الـستة ..سقط ثلاثة من الأبطال بسقوط ماندا وتم قتل 2 منهم في جندار
و أحدهم قتل مع فرقة من أقوى المحاربين في جزيرة المبتدئين وآخر قتل بالقرب من وادي الماس ظل إثنان من الأبطال تمركزوا مع من بقي منهم في أوروك كان أحدهم سفاح يدعى كازوار
شاهد صديقه المقرب يموت بين يديه مما جعل كازوار يفكر مليا بالاستسلام , قالوا بأن كازوار أستسلم لحقن الدماء
والمحافظة على أوروك من الدمار لكن بعد الأستسلام تداول عند الناس أن كازوار قد سلم مدينة أوروك لكي يحقن دماءه هو
لينجوا بحياته بعدما قتل جميع رفقائه الـ 8 بعدها اختفى كازوار وقيل أن ثمن
حياته هو تسليم أوروك و الأختفاء عن العالم ..
جوابي على سؤالك أيتها الشابة لقد كنت اعرف كازوار في يوم من الأيام لكن
كازوار خيب ظني لم يكن قويا لكي
يضحي بأوروك ويموت كبقية رفقائه .. تلك المجموعة الشريفة .. تلك الأسماء الطيبة لم أنساها أبدا ..ثم قال بصوت يملئه الشجن وخيل له أن دموع قد سالت من عينيه الحادة : كازوار و تيناش و رغد ...
صمت ياسين بحزن كأنه يبكي
بصمت داخل اعماقه
فصمت الجميع أحتراما لمشاعره لكنهم في داخلهم كانوا يشتعلوا أكثر من اجل مواجهة ذلك النظام القاسي ..
درام المغوار
في سرداب مظلم راح المغوار درام أحد أعضاء النظام الستة يمشي ببطء
ضاربا رجليه بقوة و هو ينزل سلالم بدت كأنها تنزل إلى
لا نهاية , توقف درام أمام زنزانة كبيرة وفتح بابها الذي لم يكن مغلق
بقفل ما ليجد مجموعة من الظلال جالسة القرفصاء
بصمت , لمعت أعين حمراء في الظلام وقال أحدهم : أنه القائد ..
قال درام : عددكم 30 أنتم تشكلوا فرقة من فرقي الـ 7 فرقة , واحدة منكم
تكفي لغزو مدينة كبيرة ..
قال أحدهم : ما الذي تأمر به يا سيدي القائد ..
قال درام بغضب : أوروك
تجرأت على العصيان هناك من يتستر على معارضين للنظام أعطيناهم مهلة يومين لأخراج
المخالفين لكن لم يستجيب أحد , لهذا قررت أن أنزل عليه وباء !
قال أحد الظلال و هو يقف : ونحن شر داء !
قال درام : أوروك هي مباحة لكم أقتلوا من ترونهم في الشوارع و الساحات
وإذا اضطررتم إلى اقتحام البيوت فافعلوا أريد أن يتم تدمير المخالفين شر تدمير
وقف جميع الظلال وبانت هيئتهم المخيفة و قالوا بصوت واحد : حاضر !
رمق درام بسعادة فرقته الخاصة جدا المكونة من أخطر
قطاع الطرق والمجرمين ..
المجرمين الشرسين !!
نهض عزت من فراشه على صوت خطوات تقترب منه بعجل
فشاهد مساعده ابراهيم يركض ويقول : سيدي
أخبار فضيعة !!
لم يجبه سيده فأكمل ابراهيم بقلق : النظام وضع
حظر تجوال على المدينة كما وضعها تحت حالة الطوارئ !
انعقد حاجبا عزت بقلق شديد و هو يتذكر الأحداث التي مرت على المدينة
قبل أيام قليلة عندما غادر مساعده الآخر فواز
مع مجموعة الغرباء تلك ليبحثوا عن مقر الثوار عرف أن النظام قد كشف أمره و أمر تابعه ابراهيم فقرر الأختباء في منزل صديقه القديم اراب لكنه لم يتوقع أن النظام سوف يكون جاد لهذه الدرجة ويضع المدينة في حالة طوارئ !
سمع صوت خطوات أخرى تنزل السلالم ليظهر اراب
ذلك الرجل الوقور الذي ظل يكافح ضد النظام في الخفاء مثله تماما ..
قال اراب بقلق رغم محاولته إخفاء قلقه عبر صوته الوقور :
النظام تحرك بخطورة غير متوقعة !
قال عزت بأسى : لربما كنا نحن سبب المعاناة القادمة لأهل أوروك !
قال اراب : كلا النظام هو من يسبب هذه المعاناة نحن فقط نريد
أن نعيش كأشخاص أحرار ..
قال ابراهيم مقاطعا : آسف لوقاحتي أيها السيد
لكن هل بقاءنا هنا مختبئين يمثل أشخاص أحرار ؟
نظر اراب بعمق نحو ابراهيم وقال : أعرف شعورك أيها الشاب , أعرف مقدار الطاقة والنشاط الذي يتحلى
به الشباب امثالك , كان أبن أخي شاب مثلك يمتلك بمهارات لا يسمح بوجودها النظام فقررت إرساله لخارج هذه المدينة
التعيسة لربما يجد حول العالم شيء يجعله يعيش بكرامة , كان والده يتحدث كثيرا عن الكرامة والحرية ومحاربة الفساد
لكن ...
نهى حديثه و معالم الأسى تظهر على وجهه لكن سرعان مازالت تلك الملامح لتظهر ملامح الوقار مجددا
فقال اراب : من خلال تجاربي في الحياة أعتقد أن النظام
يخطط لأخراج المخالفين بالقوة ومن وضع حالة الطوارئ هذه أعتقد أن قوات الهلاك الخاصة قادمة في الطريق ..
ابراهيم بحذر وهو يرمق علامات الخوف على وجهي
السيدين : قوات الهلاك الخاصة ؟
قال عزت : نعم ! في الماضي قبل هزيمة العرافة الكبيرة كانت هناك مجموعة كبيرة من االمجرمين وقطاع الطرق و كانوا تحت قيادة العرافة الكبيرة لكن بعد الحرب
الكبرى أصبحت تلك المجوعة تحت قيادة النظام و بالتحديد تحت قيادة ذلك المغوار الذي يلقب نفسه بـ
درام ...
قال اراب : هذا يعني أن الجنود سوف يخرجوا من المدينة
قريبا لان قوات الهلاك الخاصة لا تفرق بين صديق و عدو ..
لهذا قد تتيح لنا فرصة للنجاة ..
قال عزت بحذر : ما لذي تفكر فيه أيها المحترم ؟
قال اراب : في الحرب الكبرى كانت هناك وسيلة لطلب المساعدة
من نقاط الجيش القريبة و كانت تلك الوسيلة عبارة عن أداة تطير في السماء وتنفجر راسمة عبر غيوم حمراء كلمة ( مساعدة )
أنت اخبرتني أن تابعك ذهب مع مجموعة غريبة تقول أنهم سوف يتصلوا مع الثوار , اذا كان كلامك صحيح ونجحوا في ذلك
عند مشاهدة هذه الرسالة أعتقد أن الثوار سوف يأتوا لمساعدتنا ..
قال ابراهيم بقلق : وماذا لو لم يشاهد الثوار تلك الرسالة
وحتى لو شاهدوها ماذا لو لم يأتوا ؟
أبتسم اراب وقال : لا تقلق الثوار سوف يروا الرسالة فقوة الأنفجار
يراه أشخاص على بعد خمسة أيام ..
ثم توجم وجهه وقال : لكن لو لم يأتي الثوار لمساعدتنا لا يمكننا إلا ان نصلي *** أن ينقذنا ..
ثم اخرج أسطوانة بحجم كفه يذيل الأسطوانة فتيل صغير وقال : هذه هي الأداة ..
قال ابراهيم بحماس : حسنا سوف أعمل على أشعالها !
لكن عزت أمسك الأسطوانة وقال بحزم : كلا ! أنا من سوف يقوم بذلك , هذا العمل
يحتاج لخبرة شخص مثلي ..
قال ابراهيم مستنكرا : لكن ... !
قاطعه عزت وقال : هذا أمر ..
ثم مشى عزت نحو طاولة قريبة والتقط سيفان مزخرفان بزخارف
طويلة وسار بصمت نحو السلالم ثم التفت و قال : أدعوا لي أن أنجح في مهمتي ..
وركب السلالم و هو يتمتم في نفسه : لن أجعلكم تدعوا لي دعاء مستحيل حدوثه كنجاتي مثلا ..
وراح يركب السلالم متوجها نحو مصيره ...
في عش الثوار كان الأجتماع الثاني للأبطال وفي نفس القاعة
كان ياسين يتحدث : بعد الذي واجهناه من النظام أدركنا أننا نحتاج
لمزيد من القوة لجيشنا فبعد دراسة عميقة أدركنا أن سبب ضعف قدراتنا يعود لسببين
الأول العتاد و الأسلحة .
الثاني القدارت .
السبب الأول حلينا مشكلته تقريبا عبر شخص يلقب نفسه بــ تاجر السراب
هذا التاجر أسمه الحقيقي جعفر
هو تاجر لديه عدد خرافي من الأسلحة مختلفة الجودة أنه يبيع الأسلحة للنظام والثوار ..
قال كيجن بحيرة : ولماذا يفعل ذلك ؟
رد عليه ياسين : هذا التجار لا يملك صديق أو صف ينحاز له
صديقه الوحيد هو المال .. ونحن نعطيه المال لكي يزودنا بالأسلحة ..
قالت كيرا : لكن هل النظام راضي بأن التاجر يزود أعداءه بسلاح ؟
قالت فيجي : النظام يدرك تماما أن الثوار لا يملكون الإمكانيات الكبيرة بالأسلحة بدون أمكانيات لا تساوي شيء فوق ذلك النظام يستفيد من التاجر كثيرا لأن النظام يملك أموال كبيرة
والتاجر يملك أدوات و أسلحة أسطورية ..
قال ياسين : نحن نجمع أغلب أموالنا في جلب الأسلحة من التاجر لكن تبقى المشكلة الثانية وهي القدرات ولقد توصلت لحل لكن الحل صعب جدا ..!
نظر له الجميع نظرة متسائلة فأكمل ياسين : الجزيرة المخفية ..
جزيرة بعيدة عن هنا لا يملك النظام سيطرة عليها لبعدها الجغرافي عنا , سمعت أن أشخاص يعيشوا بها يملكوا قدرات لم يمحيها
النظام كما أنهم يملكوا مرافقين وأشكال أخرى من المهارات المنسية ..
نظر له الجميع بدهشة وقالت مايا : مذهل ! لماذا لا تطلبوا مساعدتهم ؟
قال ياسين بأسى : لقد حاولنا أن نرسل لهم أكثر من رسالة مختلفة الأشكال لكن ليومنا هذا لم يصلنا أي رد منهم ...
.
.
في أوروك كان عزت يرتدي رداء طويل ذو قبعة قماشية يخفي وجهه و هو يشد بيده
على القطعة الأسطوانية التي بيمينه كان يشاهد الشوارع الخالية وقد اختبأ الناس في منازلهم خوفا من حالة الطوارئ
وكذلك لاحظ أن جنود النظام قد أخلوا المدينة بالفعل فهذا يعني أن موضوع فرقة الهلاك الخاصة موضوع جدي ..
من خلال حديثه مع اراب عرف أن هذه الأسطوانة تطير لمسافة مرتفعة
جدا لكن ماذا لو اعترض النظام الأداة قبل انفجارها ؟
هو يعرف أن النظام يحكم سيطرته على المدينة عبر عدة طرق
1- الجنود وقد غادروا المدينة بالفعل
2- أبراج الساحر الظلامي وعددها ثلاثة في الشمال والغرب والشرق للمدينة بالقرب من البوابات , قد يستطيع الساحر الظلامي للنظام تعطيله عن عمل الأستغاثة لهذا عليه أن يبتعد قدر الأمكان عن مدى الأبراج .
3- جيش الوحوش ( جيش المرافقين ) تحت سيطرة مخلب النظام و هم انواع مختلفة من المرافقين الشرسين لكن
هم يعسكروا في منطقة بعيدة نوعا ما لربما كانوا يعسكروا في شرق المدينة أوروك
تسلق عزت احد المنازل و وضع الأسطوانة في وضعية عمودية
و أخرج مسحوق أسود وضعه عند الفتيل الخاص بالأسطوانة ثم راح يضرب حجرين مع بعض ليولد شرار أشعل الفتيل
لتنطلق الأسطوانة محلقة بسرعة كبيرة نحو الأعلى ثم تنفجر انفجار عنيف ومثلما أخبره المحترم اراب خرج دخان أحمر كأنه سحاب دموي ليكون عبارة ضخمة ( مساعدة )
دوى صوت كأنه يخرج من قاع بئر : مساعدة ؟ نعم انك تحتاج للمساعدة !
جفل عزت و هو يشاهد ذلك الوجه البنفسجي الضخم فوق
أحد الأبراج السحرية فقال الوجه : أداة قديمة من زمن قديم لكن هل كانت هذه الأداة تستحق أن تضحي بحياتك وتخرج ؟
قال عزت بحزم : أوروك تستحق حياتي و أكثر !
ضحك الوجه وقال : حسنا حياتك سوف تزهق وكذلك حياة أتباعك أيها الغــر ..
شعر عزت بأجسام تقترب منه فشهر سيفيه وقفز وما أن قفز حتى
أنقض ثلاثة أجسام ليحطموا المكان الذي كان يقف في عزت
الذي قال بقلق في نفسه : لقد وصلوا قوات الهلاك الخاصة !
وقف عزت فوق مدخنة المنزل وشاهد عدد كبير من قطاع الطرق والمجرمين يدخلوا للمدينة و هم يتجهوا من ناحيته ..
اكمل عزت في نفسه : عددهم يفوق الـ 20
لا يمكنني قتالهم جميعهم فوق ذلك لا يمكني الهروب المدينة خالية والعدو يحاصرني من كل مكان لهذا بدل الموت بدو فائدة
فل أفعل اقصى مايمكن لأضعاف العدو ..
كان عزت يرمق الأبراج السحرية فأكمل تفكيره : ثلاث أبراج
لو قمت بتدميرهم سوف يفقد النظام أحد الوسائل للمراقبة لهذا سوف يقوموا بطل الوحوش الذي سوف تستغرق نصف يوم لكي تصل
هل يمكن أن يفيد هذا ...
أنقض قاطع طريق متزودا بخناجر حادة على عزت الذي قفز برشاقة على الرغم من سنه الذي وصل للخمسين ثم داس على رأس قاطع طريق في الهواء و أعاد القفز مجددا مستعينا برأس قاطع طريق كنقطة قفز ليشقلب ثم يقف فوق سطح منزل آخر وينطلق بسرعة
متجها لشرق المدينة تبعه قطاع الطرق الثلاثة بسرعتهم الكبيرة
قال عزت في نفسه بقلق : لقد أكتشفت إني فقدت الكثير من مهاراتي
ليس بسبب تقدمي بالعمر بل لأسباب أخرى يملكها النظام , نظريتي هذه تتأكد بسبب تناقص سرعتي بشكل كبير .. لكن ..
أنعقد حاجبي عزت بعزم و هو يقول : ما زلت أتنفس و أركض
اذا ما زلت قادر على القيام بعملي !
كان يتجه للبرج الشرقي و قد لمح عدد من قطاع الطرق و المجرمين يلحقوا به
خلفه على أسطح المنازل و تحته في الشوارع الخالية , ظهر الوجه البنفسجي فوق البرج الشرقي الذي كان يفصل بينه وبين
عزت مسافة تقدر بــ 600 متر
قال الساحر الظلامي عبر الوجه : إلا أين المفر يا هذا !
كان عزت قد قطع الأمتار بخطى سريعة و هو يقبض على سيفه بشدة
قائلا في نفسه : هو يتوقع إني سوف أحاول الهروب من المدينة لكنه لا يتوقع إني سوف أهاجم البرج مباشرة
كانت تفصله عن البرج حوالي 100 متر فظهر أربع من قطاع الطرق و المجرمين
وهاجموا عزت الذي بادلهم الهجوم دون تفكير
فقفز المجرم الأول مشقلبا في الهواء اما المجرم الثاني إنحنى وقفز للأسفل و أمسك طرف سطح المنزل ليقفز مجددا ويقف خلف عزت اما المجرمين المتبقيين تأهبوا لصد هجوم خصمه
لكن عزت لم يهاجمهما بل عبر بينهما و أكمل مسيرته بسرعة خارقة
ظهرت علامات التعجب على وجوه المجرمين ثم قال أحدهم بصوت غاضب :
لا تدعوه يهرب ! هدفه الهروب من البوابة الشرقية !
أبتسم عزت وقال في نفسه : أرجو أن يكون جميعكم بهذا التفكير
ثم وعند حافة سطح أحد المنازل قفز ليتسلق منزل عالي يتكون من ثلاث طوابق وقد شاهد مطارديته يسلقوا خلفه برشاقة عالية
لكن عزت نجح في الوصول قبلهم وراح يركض فوق المنزل
العالي ثم قفز لمسافة 10 أمتار بأتجاه البرج السحري فتكون أمامه الوجه المخيف لكن عزت لم يجفل أبدا بل لوح بسيفيه بقوة ليطلق موجة قطاعة دمرت الجوهرة الامعة التي في أعلى البرج السحري
فسقط عزت على سطح منزل برشاقة و هو يرمق الأنفجار الذي خلفه
من تحطم الجوهرة , نظر عزت للجهة الشمالية فشاهد
مجموعة كبيرة من قطاع الطرق و المجرمين يتجهوا نحوه بسرعة
ثم نظر للجهة الغربية فلاحظ أن العدو لم يرقى لأسطح المنازل بل ما زالوا في الشوارع فعرف إنها فرصته ليتجه للبرج الغربي
و انطلق عزت يركض بسرعته الكبيرة ويقفز فوق سطح المنازل
وشاهد عدة خناجر تمر بجانبه لكنه كان يتجنبهم برشاقة ويصد بعضهم إذا تعسر تجنبهم وعندما أقترب من البرج الغربي
ظهر الوجه البنفسجي المخيف مرة أخرى لكنه كان يبتسم بشراسة ولمع سطح المنزل الذي يقف عليه عزت بلمعة بنفسجية ليخرج من الأرض عيكل عظمي يشبه في تفاصيله الهيكل العظمي
رايزان .
قال الوجه البنفسجي العائد للساحر الظلامي : ممتاز يا هذا لم أكن أتوقع أنك تنوي مهاجمة البرج مباشرة , لقد ظننت أنك مجرد جبان يريد الهرب بحياته لكن تبين لي أنك لست جبان ..
ثم أضاف الساحر الظلامي بشراسة : بل أنت غبـــي كبير لتتحدى النظام لهذا سوف أقتلك بواسطة مقاتلي هذا لكي تدفع ثمن تحطيمك
لأحد أبراجي ..
قال عزت و هو يشير للهيكل العظمي : هل هذا هو السبب أنك جعلت
الجهة الغربية أقل عدد من المقاتلين لكي تجذبني لفخك هذا ؟
قال الوجه البنفسجي : وهل لاحظت ذلك ؟
قال عزت بصرامة : بالطبع وعرفت أنه فخك لكن لو لم أقع في فخك
فأين سوف أذهب ؟
ضحك الساحر الظلامي ضحكة قاسية و قال : تعجبني أيها الرجل أنت تستحق الموت على يد مقاتلي هذا ..
قال عزت بقلق يسري في صوته : أن اعرف مقاتلك انه يدعى
رازيناس بلغة أوروك القديمة والذي تتم ترجمته إلى الموت المحتم
قال الساحر الظلامي : نعم أنه هو الموت المحتم
و أنقض الموت المحتم نحو عزت شاهرا رمحه بشراسة ودموية !
كان كل من نزار و هاشم يسيران ببطء في أراضي أرمادا
قال الأول : علينا أن نسرع أكثر ..
قال هاشم : هذه الساق المعدنية اللعينة ... لم أتعود على
المشيء بها ..
قال نزار بضجر : *** لماذا بليتني بشخص معاق !
صح هاشم بغضب : معاق َ! هل نسيت ذراعك !
رد نزار الصرخة : أنت معاق إعاقتين ! الأولى في ساقك
والثانية في دماغك !
قال هاشم و هو يتأهب للقتال : لربما تريدني أن اريك العاهة
التي في دماغي !
تأهب نزار للقتال أيضا قائلا : سوف أرى اذا كان ضرب دماغك
يزيل العاهة أم يزيدها !
وانقض مسددا لكمة بيده المعدنية فأبتسم هاشم و هو يقول :
ساحر ظلامي يقاتل باللكمات ؟ ياللسخافة يبدو أن عاهتك كبيرة جدا !
هم هاشم بتجنب اللكمة لكن ساقة المعدنية خذلته في الحركة
فضربت الذراع العدنية وجه هاشم بقوة والقته على الأرض متألما
فصاح و هو يتلوى : أيها الغبـــي ! ليس بالمعدن تضرب !
قال نزار بقلق : أنا آسف هل تألمت ؟
ركل هاشم بطن نزار بواسطة ساقه المعدنية ليسقطه أرضا ثم جلس على صدر زميله وسدد له لكمات على وجهه قائلا : ألم
اخبرك من قبل أنك أحمــــق ؟
ثم سدد لكمة قوية لكن نزار حمى وجهه بواسطة ذراعه المعدنية
لتضرب يد هاشم اليد المعدنية فصرخ هاشم متألما فاستغل نزار الفرصة ولكمه على وجهه ليزيحه عن جسده ثم نهض نزار وسدد ركلة على بطن هاشم الملقى على الأرض
ثم سدد ركلة ثانية على البطن لكن هاشم حمى بطنه بساقيه
فضرب نزار ساق هاشم المعدنية ليصرخ نزار متألما ويسقط على الأرض
يمسك قدمه بألم قائلا : يا غبــي أظن أن رجلي قد كسرت !!
قال هاشم : الم أقل لك لا تضرب بالمعدن !
وعم الصمت يتخلله تأوهات متألمة ثم نهض الأثنان وسارا مع بعض كأنه لم يحدث شيئا إطلاقا ....
!!!!!!!!
تجنب عزت ضربة الرمح ثم ضرب عظام الموت المحتم لكن سيفي عزت ارتدا بعنف
فقال في نفسه : عظام مقوى ؟
سدد الموت المحتم طعنة أخرى نجحت في جرح كتف عزت الذي تراجع للوراء فلمع ضوء تحت الموت المحتم لتبرق عينيه وينطلق صوت مخيف حوله فعرف عزت أن خصه ينفذ مهارة يخاف وهذه المهارة تهاجم العقل
الباطني للخصم وتجبر عضلات الخصم على التشنج حتى لو لم يخف الخصم ..
تشنج عزت فأقترب منه الموت المحتم بخطى واثقة ورفع رمحه بكل ثبات وسدد على القلب لكن عزت مسك الرمح بيده وهو يبتسم : مهارتك هذه لا تنفع علي افعلها على من هم أقل مني
ثم أمسك بيده الأخرى القفص الصدري لـ الموت المحتم وسحبه ليقرب الموت المحتم منه ثم أدخل اصبعيه في عيني الموت المحتم الذي أطلق صرخة متألمة فشعر عزت
أن طاقة كبيرة تجتاح جسده فقال بحزم : سر قوتك هي الظلام فلتعرف أن شعب أوروك يستمد من الظلام قوته !
ثم هوى بسيفه بكل قوته على جسد الهيكل العظمي ليقطعه لنصفين !
ثم التفت عزت إلى البرج ورمق الوجه البنفسجي نظرة استحقار
وركض نحو البرج وقفز ....
لكن في نصف القفز شعر بقوة كبيرة في جسده فقال عزت : ما ..
ثم شعر بقوة تجذبه بسرعة نحو البرج ليصطدم بالبرج المعدني بقوة شديدة .
لتنطلق ضحكة من الساحر الظلامي وقال : نعم ! وقعت بالفخ أعرف أن الطاقة المظلمة سر قوة أوروك لكن هل تعرف إني اتحكم في قوة الظلام !
ثم أضاف : لقد كنت أخطط لنقل قوة الظلام لجسدك لكي أتحكم بجسدك كاملا لكن أنت وفرت العناء وقمت بسحب القوة من
محاربي !
أبتعد عزت عن البرج لمسافة 20 متر وهو معلق في الهواء
فقال الوجه البنفسجي : هل تعرف ماذا يحدث للبشر عندما يتم سحبهم بقوة كبيرة نحو جسم معدني ؟
صمت لفترة ثم قال : يحدث له كما يحدث لأي شيء آخر !
ثم سحبه بقوة ولحظة أرتطام عزت بالبرج قال : يتحطم !
شعر عزت أن عظامه قد تحطمت بالفعل لكنه سمع حركة خلفه
ليظهروا 7 قطاع طرق خلفه وقفزوا على ارتفاع شاهق ثم غرسوا بكل
عنف خناجرهم في ظهر عزت الذي صرخ متألما
قال الوجه البنفسجي : سوف أرحمك و أدعك تموت بسرعة اذا اخبرتني عن بقية المخالفين !
رفع عزت وجهه نحو الوجه البنفسجي وقال بمقت : إذهب
للجحيم !
هنا سرت قوة كهربية في جسد عزت جعلته يتلوى بعنف وألم
وهو يحاول أن يتبعد عن البرج لكن هيهات أن يفلت من قبضة ذلك الساحر الظلامي فعرف عزت أن موته قد أقترب جدا مع ذلك الألم وتلك العظام المتحطمة أخذ يتذكر طفولته ثم شبابه والحرب
الكبرى أخذ يتذكر ذلك السفاح الذي كان قدوته وهو يدافع عن المدينة ثم تذكر الخذلان الذي اعتراه عندما أستسلم السفاح وسلم
المدينة واختفى من ذلك الوقت فقد يقينه بشيء أسمه شجاعة لكن ...
بعد أن ربى كل من ابراهيم و فواز عرف أن الشجاعة لم تمت بعد
تلك المجموعة من الأطفال كبرت و أصبحت شباب و هم يحملوا الحلم من بعده ..
تحامل على ألمه ورفع يده ليسمك عمود أفقي في البرج ورفع جسمه بألم ثم مسك عمود آخر ورفع جسمه وهكذا ظل يتسلق البرج
فقال الوجه البنفسجي : مالذي تخطط له !
قال عزت و هو يبتسم بشحوب : هدية صغيرة للثوار .
زاد الوجه البنفسجي من جرعة الكهرباء لكن بدا له أن جسم عزت
لا يستجيب لذلك كأنه اصبح جثة لا تشعر فقبض عزت على الجوهرة
الامعة وضغض عليها بكل قوته فشعر بحرارة شديدة حرقت يده لكنه لم يفلتها فانتقلت الحرارة على شكل لهب لتحرق ذراعه
كاملة ثم أنتقل اللهب ليشتعل جسد عزت كاملا
صرخ عزت و هو يضغط على الجوهرة أكثر و أكثر :
النصــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــر !!!!!
ثم انفجرت الجوهرة الامعة مسببة أنفجار حولت جسد عزت
إلى أشلاء وخيم صمت دموي على المدينة ...المدينة أوروك المحاصرة ..
يتبع ...
الحلقة الثامنة
في عش الثوار كان أسامة
و ريان و مايا و وليد
يقفوا في إحدى الساحات يتحدثوا عن الأحداث التي مروا بها كانت ملامح السعادة تبدو على وجه
وليد وهو يسمع قصة تلميذه
قال ريان بحماس : ثم بضربة واحدة دمرت تلك القبة الضوئية
تمتم أسامة باستنكار : بضربة واحدة ؟ الم يكن دورك تشتيت
انتباههم ؟
أكمل ريان كأنه لم يسمع كلام
أسامة : ثم أمسك ذلك الأصلع من رقبته فخاف زميليه
الذان ماتا من الرعب !
قالت مايا بسخرية : الم يبللا ملابسهم قبل موتهم ؟
قال ريان بجدية : لم اتحقق من ملابسهم في تلك اللحظة !
ضحكوا جميعا ثم لمحوا شخص يقترب منهم فتبين إنها سيدة القمر الفضي
.... فيجي
أبتسمت فيجي وقالت : يبدوا أنكم تقضوا وقت
ممتع هنا ..
قال أسامة : هذا المكان وهؤلاء الناس ... شيء ما يشعرني
بالراحة هنا ..
قالت فيجي : على كل حال سوف اخذكم
معي في رحلة سوف تعجبكم أنصحكم أن تحضروا معكم نقود أو أشياء ثمينة معكم ..
قالت مايا بدهشة : هل سوف نتسوق ؟
ابتسمت فيجي بغموض وقالت :
بل سوف نذهب إلى ما هو أكبر من السوق .. سوف نذهب إلى تاجر السراب
ثم اضافت قابلوني عن الممر الجنوبي بعدما تجهزوا ...
بعد حوالي ربع ساعة اجتمعوا الخمسة عند الممر الجنوبي فشاهدوا في نهاية الممر حارسين قال أحدهم بأدب: السيدة
فيجي هل انت ذاهبة لذلك التاجر ؟
قالت فيجي : نعم !
ثم استدارت إلى مجموعتها وقالت : لربما التقيتم بهذين الحارسين من قبل , هذا الحارس اسمه
فادي حارس بوابة الدخول
اما هذا الحارس اسمه سعد حارس بوابة الخروج
عند خروجنا من المقر يكون هو المسؤول عن
تنظيم البوابة لتقودنا خارج المقر , وعند عودتنا للمقر يكون فادي
هو المسؤول عن دخولنا هنا من خلال إرشادنا بواسطة الضوء للبوابات الصحيحة لكن ليس فقط هؤلاء حراس البوابات يوجد عدة حراس هنا فليس من المعقول أن يكون هذان الحارسان المسؤولان عن الدخول
والخروج طوال اليوم وطوال الاسبوع وطوال الشهر دون راحة أو نوم ..
لمعت بوابة ضوئية بالقرب منهم فقال سعد بأدب :
لقد تم تفعيل البوابة تستطيعوا الخروج ..
وقاموا الخمسة بالعبور نحو العالم الخارجي لملاقاة التاجر الغامض ... تاجر السراب ...
وقف نزار ينظر للأمام بصمت فقال زميله
هاشم بترقب : إنها قريبة اليس كذلك ؟
قال نزار : نعم مسافة نصف يوم ونصل للصحراء
حيث نجد ضالتنا ..
جلس هاشم و أخرج من جيبه قطعة مربعة الشكل متوسطة الحجم
تحيطها قطعة قماش وفتح القماش ليظهر صندوق اصفر اللون فتح الصندوق بحذر ولهفة لتخرج أدخنة ضعيفة ما أن شمها
نزار حتى سال لعابه وجلس بالقرب من زميله وقال بلهفة :
وقت الطعام !!
مد نزار يده اليمنى المعدنية لكنه توقف بغتة ينظر ليده بأسى
فمد يده اليسرى والتقط قطعة من الخبز وراح يغمره في حساء ساخن و نزار
صامت بأسى فقال هاشم : كن شاكرا
أن ذلك العدواني لم يقطع اليسرى أيضا و إلا لما شعرت بملمس الطعام في يدك ..
التهم هاشم قطعة من اللحم المشوي كان قد اصطاد أخطبوط بالقرب
من جرف حيسلام و زميله اصطاد ارنب بري عرف أن هذه الكمية من الطعام سوف تكفيهم في رحلتهم
قال نزار و قد رجعت الروح المعنوية له مجددا : جيد
انه لم يسدد طعناته على بطوننا ..
سأله بحيرة : لما ؟
قال نزار : هل لك أن تتخيلنا ببطون معدنية ؟
ماذا لو قطع أمعانا بدل أطرافنا كيف سوف نهضم طعامنا ...
قال هاشم : ماذا لو قطع السنتنا ؟
لن نشعر بطعم الطعام أبدا سوف نفقد ثلثي لذات الدنيا !
قال نزار برعب : ماذا لو حطم أسناننا ؟
لا أستطيع أن أتخيل نفسي وأنا آكل بأسنان معدينة !
أمسك هاشم حلقه برعب أكثر : حلقي ! حلقي !
ماذا لو دمر حلقي ؟ كيف سوف ابلع طعامي !
استلقى نزار على ظهره و صرخ و هو يمسك أنفه : أنفي ! أنفي !
ماذا لو قطع أنفي كيف سوف اتنفس ! كيف سوف أشم طعامي !
قال هاشم ببرود فجأة : نزار ...
نظر له نزار متسائلا فقال هاشم
و هو يشير للطعام : أخرس و أعتدل لتأكل طعامك قبل أن آكل نصيبك ..
فنهمك الزميلان يلتهمان طعامهم بصمت دون التفكير في احتمالات فقدان أي شيء آخر ...
ظهر خمس ظلال بالقرب من باب القمر التفت فيجي
حولها وقالت بلهجة ارتياح : جيد , على الأقل سعد
يقوم بواجبه جيدا ..
ثم نظرت لرفقائها وقالت بجدية : البوابات الضوئية لدينا لها عدة نقاط ظهور لكن لا نستطيع أن نضع نقاط الظهور بعيد عن المركز
لهذا نحن نختار أماكن متفرقة وقدر الأمكان تكون مخفية لكي لا ينصب لنا النظام كمين بالقرب منها , حارس بوبات الخروج
سعد قام بواسطة المرايا الخفية في المقر بمراقبة السطح
الخارجي و تأكد من أن النقطة هذه آمنة لكي يقوم بنقلنا فيها ..
ثم أخرجت من حقيبتها لفافة بيضاء وقالت : هذه لفافة الأنتقال إلى متجر تاجر
السراب.. ما أن افعل هذه اللفافة سوف تظهر هالة حولي اقتربوا مني لكي يتم نقل الجميع عبر الهالة ..
اقترب منها رفقائها وفتحت اللفافة لتظهر حولها دائرة ضوئية زرقاء ثم تكونت هالة متوسطة الحجم وكما شعروا بذلك الشعور
عند عبور بوابة ضوئية , شعروا بنفس الشعور والهالة تختفي ثم ...
فتحت مايا عينها لترى رفقائها بالقرب منها , تأملت المكان لتجد جدران
صخرية غير منتظمة فقالت بحيرة : هل نحن في كهف ؟
قال وليد هذه الجدران الزرقاء تشبه لحد ما
منجم أوجلا الثاني هل نحن في المنجم المفقود ؟
قالت فيجي و هي تتقدم نحو الأمام : بالضبط !
قال أسامة : هل تسمحي لي يا سيدتي ؟
نظرت له فيجي متسائلة
فقام أسامة باخراج بطاقة مرافق وفعلها فنظرت له
فيجي بحذر ثم ظهر الذئب فنرير
قال أسامة و هو يربت على ذئبه : لم يخرج منذ فترة أراهن على أنه أختنق في البطاقة , قالت فيجي : عليك الا تفعل
ذئبك يا فتى , أنت لا تعلم متى يسيطر النظام على عقله وينقلب عليك !
قال أسامة باستنكار : لن يفعل ذئبي هذا !
رفعت فيجي يدها و أزحت قطعة معدنية على ذراعها الأيمن لتظهر تشوهات في ذراعها تبدو كجرح مخالب كبيرة ..
قالت فيجي بحزن يتخلله أسى : مرافقي
كان صقر , ربيته بنفسي منذ أن كان صغيرا ظننته مميز لكن في الحقيقة كان النظام قد تركه ينمو ويتطور لكي يستفيدوا منه
وفي إحدى المعارك أنقلب صقري ضدي , سيطر النظام عليه بواسطة ذلك المخلب اللعين الذي يقلب نفسه
حازم , صقري الذي ربيته , صقري الذي تقاسمت الفرح
والحزن معه , صقري الذي غامرنا وخضنا الكثير من المعارك الرهيبة في لحظات جن جنونه وهاجمني بكل وحشية
وشراسة مخلفا هذه العلامة على يدي ...
قال أسامة بعناد : ذئبي مختلف عن هذا ..
أعادت فيجي القطعة المعدنية على ذراعها
وقالت ببرود : سوف تعرف شعوري عندما تحين اللحظة التي تختار فيها بين حياتك ..
ثم نظرت نحو الذئب و قالت : وحياة مرافقك .
فعوى فنرير عوى غاضب قصير
فقال فيجي دون و هي تلتفت إلى الجهة
الأخرى : لنكمل سيرنا .
عبروا ممر ضيق وطويل ثم ظهرت أنوار مشاعل ليتبين لهم مشهد ..
كان هناك باب خشبي ضخم توجد لافتة فوق الباب مكتوب عليها المال فوق القانون
فتحت فيجي الباب الضخم بكل ثقة ليظهر
مكتب فخم و كبير خلفه دولاب أبوابه زجاجية تظهر من خلال أبوابه الزجاجية أدوات و صناديق عديدة و غريبة
وحول المكتب تتناثر الصناديق والأسلحة والدروع والتروس من كل الأنواع و الأشكال لكن كان بين المكتب و الدولاب
كرسي أنيق وفخم يجلس عليه رجل يبتسم بمكر التجار ويملك عين تشع جشع يكفي أن يلتهم الدنيا كلها
قال التاجر جعفر بمكر : اهلا ! اهلا ! بزبائني الاعزاء
أوووووه ! إنها سيدة القمر الفضي وبرفقتها أشخاص مثيرين للأهتمام ..
قالت فيجي بحزم : لقد حضرنا
لكي نشتري الكمية المماثلة من الأسلحة لقد اعجبنا بجودتها ..
قال جعفر بخبث : تلك الجودة من الفئة الثالثة أنت لم تجربي
الجودة الثانية إنها بالطبع ...
قالت فيجي بصرامة : كلا !
الأسلحة نفسها , و نفس الكمية .
ظهرت ملامح خيبة الأمل على التاجر وقال : لماذا أيها الثوار تصروا على الأشياء الرخيصة , لماذا كل الأشياء الثمينة
يشتريها النظام ... على كل حال سوف أقوم بعملي ..
ثم أخرج جعفر من جيبه اشبه بدفتر ملاحظات و أخرج
نظارته غريبة الشكل و أخذ يقرأ : 200 سيف ذو قبضتين , 350 رمح طويل , 200 سيف بقبضة واحدة
100 صولجان , 9000 سهم خشبي , 220 قوس خشبي طويل , 400 فأس بقبضة واحدة , 200 فأس بقبضتين
ثم لعق أصبعه ليقلب الصفحة ويقول : 900 خوذة معدنية , 900 درع معدني خفيف , 700 ترس خشبي مصنوع من أشجار
البلوط , أحذية جلدية مزودة بقطع معدنية صغيرة ..
ثم عاد يلعق أصبعه وقلب الصفحة و قال : 300 عينة من أعشاب الأمانة و 300 عينة من زهرة الأخلاق و 270 عينة
من حشائش المودة ..
ثم أخرج مربع خشبي به أعمدة بداخل الأعمدة كرات ملونة أخذ جعفر
يحرك الكرات كأنه يفكر ثم قال : إذا قلنا أن بعد الحسم يصبح المبلغ أها أها
ثم قال بابتسامة ماكرة : 750 مليون ذهبة !
قالت فيجي بمقت : الم يكن المبلغ في السابق
600 مليون !
ضحك التاجر بخبث وقال : نعم ! لكن الظروف تغيرت و أصبح سعر قطع الفولاذ مرتفع وكذلك تحويله لفولاذ مصقول
و من ثم لحديد مصهور يحتاج لأدوات وجهد وتعب ...
ثم قال بجشع : ومال !
صمتت فيجي و هي تفكر ثم قالت :
650 مليون ..
قال التاجر جعفر بجشع : 730 مليون !
قالت فيجي بإصرار: 680 مليون !
قال التاجر : 700 مليون ! أخر سعر !
قالت فيجي : تم !
ثم تناولت حقيبة خلفها ورمتها على مكتب التاجر وقالت : هذا ربع المبلغ وبعد شهر سوف نحضر لكي نستلم البضاعة ونسلمك
باقي المبلغ ..
اخذ التاجر يعد الذهبات بكل لهفة ثم قال : ممتاز ! بعد شهر سوف تكون البضاعة جاهزة ..
ثم قال بمكر : لدي شيء قد يهمكم ..
ثم أخرج لفافة وقال : ذلك الفتى وتلك الفتاة إنهم فولاذي و
فارسة بالترتيب صح ؟
قال ريان بحزم : نعم !
قال التاجر : خخخخخخ يا للحظ .. لدي هنا خريطة كنز قديمة , قالوا في قديم الزمان أن يوجد فولاذي أسطوري
كان يحب فارسة من أمانسيس وقد قرروا أن يتركوا الحرب و أحزانها ويعيشوا حياة سعيدة فقرروا دفن كنزيهما في مكان مجهول
لكن الفارسة قد رسمت خريطة لمكان الكنز في حالة أنهم احتاجوا الكنز مرة أخرى .. يا ترى هل أنتم مهتمون في شراء
الخريطة ؟
قالت مايا في نفسها : أتمنى لو أضع خريطتك في فمك الجشع !
قال التاجر جعفر : قيل أن الكنز عبارة عن أسلحة اسطورية !
قال ريان بشك : تاجر جشع مثلك يترك أسلحة أسطورية
هكذا ؟ بالتأكيد أنك سوف تسعى لمتلاكها لكي تبيعها بسعر مناسب
ضحك التاجر ضحكة ماكرة وقال : تفكير سديد يا فتى , لكن المكان المنشود خطر للغاية بالنسبة حتى لتاجر مرموق مثلي ..
قال وليد بحزم : سوف اشتري خريطتك !
قال ريان : لكن ..
قال وليد : إذا كان فعلا الكنز يحتوي على أسلحة
أسطورية فهذا سوف يجعلك أقوى , أليس هذا ما تريد ؟
صمت ريان فقال التاجر بفرح : نعم تفكير سليم
الخريطة تكلفك مليون ذهبة !
اتسعت أعينهم بدهشة فقالت فيجي بحنق :
أيها العجوز الجشع الــ ....
قاطعها وليد و هو يخرج من جيبه قطعة معدنية بحجم
الكف : لحظة ! ليس لدي المبلغ لكن لدي شيء يفوق المبلغ قيمة .
أخرج القطعة المعدنية التي كانت فضية اللون يزينها شعار مثلث بوسطه حصان رافع قائميه فقال وليد : هذا شعار الثلاثي الأسود
هذا الشعار يمكله فقط الأعضاء في هذا الفريق العريق أنا متأكد أنك سمعت عنه !
قال التاجر جعفر محاولا أن يخفي لهفته : أجل ذلك الفريق
الذي أستمر ببطولاته حتى تفكك بعد تكون النظام بما يقارب السنتين ..
صمت التاجر مفكرا ثم قال : حسنا رغم إنها لا تسدد قيمة الخريطة لكن سوف أقبل بها من أجل أنك زبون جديد لدي
قال وليد و هو يشير نحو دمية معلقة على جدار :
أريد تلك الدمية الغريبة كهدية لزبونك الجديد ..
نظر جعفر نحو الدمية وقال : دمية البنت الريفية
دمية قديمة قيل أن خبير أطياف كان في جندار قد صنعها لطفلته ... على كل حال قبلت بذلك
تناول التاجر الدمية ووضعها على المكتب وقال بإبتسامة واسعة : تشرفني زيارتكم سوف أفعل البوابة لكي تخرجوا للمكان
الذي أتيتم منه ..
ثم اتسعت ابتسامته لتبين جشع وخبث ومكر غير محدود .. على الأقل ليس في حدود هذا العالم ..
في عش الثوار كان ياسين يمشي بعجل ثم دخل إحدى الساحات القريبة وقال : ماجد !
اقترب منه ماجد بسرعة وقال بدهشة : ماذا هناك ؟
قال ياسين : مصيبة ! أجمع لي كل المقاتلين المتوفرين في الساحة
الرئيسية ..
ذهب ماجد يلبي دعوة قائد الثوار
بعد نصف ساعة كان الكل تقريبا مجتمع فقال ياسين :
وصلتنا رسالة استغاثة من أوروك بواسطة شعلة الاستغاثة الحمراء .
قال ماجد بحيرة: لكن هذه الوسيلة انقرضت منذ سنوات
قال كيجن بحيرة أشد : عن ماذا تتكلمون ؟
قال ماجد بإختصار : إنها وسيلة لطلب النجدة عبر تكون
رسالة في السماء يراها الناس على بعد مسافة كبيرة ..
ثم أضاف ماجد : لربما يكون فخ من النظام ؟
قال ياسين : لو كانت هذه الوسيلة لديهم لكانوا استخدموها من قبل
لكي يجذبونا لفخهم !
قال فواز : لربما كان السيد الوقور ...
نظر له الجميع فقال فواز بجدية أكبر : لربما سمعتم من
قبل بهذا الأسم ..
قال ياسين : نعم أنه رمز لشخص يعمل في الخفاء ضد النظام ..
تمتم فواز : نعم أنه شخص له علاقة قديمة
بسيدي عزت ذلك الرجل يملك أشياء غريبة فعلا قال لي سيدي
عزت أن ذلك الرجل يملك أشياء تراثية تعود لزمن ما قبل زمن النهضة .
خيم الصمت على المكان فقال ياسين بحزم : هكذا إذن إذا قررنا
أن نذهب لإنقاذ من في أوروك ... لكن لن نجازف بمستقبل جيشنا
في هذه المعركة التي قد تكون فخ ... سوف نسير على خطة معينة .
ثم رفع رأسه وقال : سوف نحتاج لشخص يقاتل بواسطة المدى البعيد سوف يكون ذلك الساحر الظلامي
جاسر ..
قال جاسر : حاضر !
ثم قال ياسين : سوف يسانده مقاتل بالمدى البعيد لكن يحمل هجوم
عضلي و هو القناص ماجد !
قال ماجد : أمر سيدي !
أكمل ياسين : مقاتل المدى المتوسط و القصير سوف يكون
المرشد موران ...
قال موران بحزم : حان وقت إظهار قوتي وخبرتي ..
أكمل ياسين : سوف تساعد الطبيبة روز
الفرقة لكي تكون الدعم الطبي ..
ظهرت يد مرفوعة فقال ياسين : نعم ؟
قال صاحب اليد الذي كان كيجن وقال :
لن تذهب زوجتي أي مكان بدوني ...
قال ياسين : لكن أنا أخطط أن تكون أنت مع الباقي كدعم للمجموعة
الأولى ..
قال كيجن بحزم : لن تذهب زوجتي
لأي مكان بدوني .. هل لديك مشكلة في السمع أيها العجوز ؟
قال ماجد بغضب : كيف تجرؤ ...
قال ياسين و هو يبتسم أبتسامة ذات معنى : حسنا !
سفاح ينفع في التسلل بين الخصوم كذلك هو ممتاز في المدى المتوسط والقريب سوف تنظم لهم ..
أشرق وجه كيجن ثم قال
ياسين بحزم : سوف يقود هذه المجموعة داران
كما سوف يساند هذه المجموعة 50 رجل من قواتنا
فلتستعدوا بعد ساعة سوف يكون موعد انطلاقكم نحو أوروك ..
وراح الجميع يتجهز للانطلاق نحو المعركة ... المعركة الدامية ... والشرسة ...
وقفت فيجي تنظر حولها وقالت بجدية
وهي تشير باتجاه معين : في ذلك الاتجاه تقع صحراء يويتا
نظرت نحو ريان و مايا
وقالت : اذا كان كلام التاجر صحيح وهذا ما اعتقده سوف تجدوا كنزكم هناك .
ثم أخرجت من جيبها كرستالة و أعطتها
ريان وقالت : هذه كرستالة
سوف تفتح لكم بوابة ضوئية بالقرب من
باب القمر ليقودكم لمقرنا
قال وليد بحزم : أنا واثق أنك قادر على إنجاز ذلك
يا ريان .
قالت مايا بإبتسامة : لا تقلق على تلميذك المدلل أنه معي .
قالت فيجي و هي تناولهما حقيبة :
هذه حقيبة كانت تلقب بالمستكشف سوف تجدون فيها الكثير من الأغراض النافعة تكفيكم في رحلتكم دائما أحملها معي
تحسبا لأقسى الظروف ..
ثم نظرت له بجدية أكثر وقالت : عليكما الحذر من أي مخلوق مهما كان صغير لربما كان وسيلة اتصال للنظام
و لو شاهدتم أحد الأبراج السحرية حاولا الأبتعاد عنه بأكبر كمية ممكنة .
قال أسامة : لترافقكم السلامة ..
مشى كل من ريان و مايا
بصمت نحو صحراء يويتا
فقالت فيجي بقلق : سوف تكون رحلة
طويلة عليهما ... مازلت مترددة في هذا القرار .
قال وليد مطمئنا : إنهما قويان لا تقلقي .
ثم ساروا مسافة حتى وصلوا بالقرب من صحراء يويتا
وفعلت فيجي
كرستالتها الضوئية لتفتح بوابة ضوئية قادتهم
عبر سلسلة من البوابات الضوئية حتى و صلوا إلى المقر
أستنشقت فيجي
الهواء حولها وقالت بانتعاش : على الرغم من أن الهواء هنا ليس بلطافة الهواء الخارجي لكن ما أحلى المنزل ...
قال لها فادي بأحترام :
عودة حميدة سيدتي , الاحظ أن عددكم قل ! هل صادفتكم مشاكل ؟
تمتمت فيجي : كلا !
لكن سوف أرسل تقريري للقائد ..لكن ...الاحظ حركة غريبة في المقر .
قال سعد بحذر : إننا نستعد لخوض معركة
وقد أرسل القائد الفرقة الأولى بالفعل ..
ارتسمت علامات المفاجئة على وجوه أبطالنا فقالت فيجي
: ماذا ؟ متى حدث ذلك ؟
قال فادي : لقد تم ارسال
الفرقة الأولى منذ 6 ساعات .
قالت فيجي بقلق : اللعنة !
ثم انطلقت داخل المقر يتبعها أبطالنا محاولين مجارات سرعة خطواتها حتى وقفت أمام قائد الثوار وقالت :
ما الذي يحدث بالضبط يا سيدي ؟
نظر ياسين نحو مساعدته وقال بلهجة صارمة
تحمل قلق كبير : لقد أرسلنا فرقة لتحرير مدينة أوروك
التي أرسلت لنا استغاثة عبر وسيلة القذيفة المشتعلة القديمة
الفرقة تضم بعض الأشخاص الذين يملكوا المهارات المنسية
مع 50 محارب بقيادة داران
قالت فيجي : لكن ...
نظر ياسين نحو أبطالنا وقال : أين البقية ؟
قالت فيجي : توجد قصة ورائهم
لكن علينا أن نلحق بقواتنا نحو أوروك !
قال ياسين بحزم : ماذا لو كان ذلك فخ !
هل نذهب جميعا نحو الفخ !سوف نكون الدعم عندما يحين الوقت المناسب !
قالت فيجي بحنق : وماذا لو كان فخ فعلا
هل هذا يعني أن يتم القضاء على رجالنا هكذا كأنهم فئران للتجارب ؟
قال وليد بجدية : لا يمكن أن نضحي بكل الجيش
في مغامرة مبهمة التفاصيل قد يكون فخ من النظام !
استدارت فيجي نحو الصنديد
وقالت بحنق : حتى أنت !
ثم سارت بخطوات غاضبة تبتعد عنهم فأغمض ياسين عينيه
الحادتين بأسى فقد كان يشعر بالقلق الشديد حول مجموعته ... قلق يصل حتى للموت ...
كانت الفرقة التي أطلقت على نفسها التحرير بقيادة
داران على سمارجها السريعة
تنطلق نحو أوروك ...
كان داران صامت طوال 8 ساعات متواصلة
مما أزعج جاسر الذي اقترب من قائد المجموعة
وقال : هل سوف تبقى صامت طوال الوقت ؟ ألن تخبرنا خطة أو ما شابه ؟
ضرب داران سرج سمرجه لينطلق
أسرع ففعل جاسر نفس الشيء ليقترب منه من جديد
فقال جاسر : أنت ! حدثني !
قال داران دون أن يلتفت نحو محدثه : سوف
تعرف ,عندما يحين الموقف .
ثم ضرب داران سرج سمرجه من جديد
لينطلق بسرعة أكبر .
أقترب ماجد من جاسر وقال : لا تتعب نفسك انه هكذا دائما , لكن
ثق تماما أنه يعرف ما يفعل .
بعد مسافة طويلة وسلسلة من التوقف للراحة القصير لاحت أوروك في الأفق
فأشار داران للمجموعة للتوقف
فتوقفوا جميعهم خلفه نزل داران
من على سمرجه والتقط حجر ثم قذفه نحو البوابة الغربية لــ أوروك
فلمعت هالة بنفسجية حول بوابة المدينة ليتفتت الحجر فقال كيجن بحيرة : ما هذا ؟
قال ماجد بحذر : طاقة ظلامية من صنع أبراج الظلام
الخاصة بساحرهم المدعى فؤاد
ثم التفت نحو جاسر وقال : أعلم أن قوة
فؤاد لا تضاهى , لكن فلتجرب أن تحطم هذا الحاجز
أقترب جاسر من البوابة و رفع كفيه للأعلى ولمع ضوء
اسفله قال له المرشد موران : مع المحاولة تستطيع ...
و أخذ يركز على هدفه ... تحطيم البوابة ...
جلس رجل ينظر لقطته التي تحتضر بحزن وقال : لا يوجد هناك أي أمل ؟
قال نهاد و هو يعبث في لحيته البيضاء : إنها مصابة بشدة .
قال الرجل : حتى و أنت أفضل طبيب في العالم تعجز ؟
شعر نهاد بالخطر على سمعته فقال و هو يسعل سعال وهمي :
أترك القطة هنا وتعال غدا سوف أسهر الليل عليها ..
ترك الرجل القطة بامتنان و رحل و هو يدعي بنجاة القطة , عندما تأكد نهاد
أن الرجل غادر أحكم نهاد قفل الباب
ثم جلس على مقعده و أطلق تنهيدة عميقة وقال بتعب : اللعنة أيها العجوز ! حتى و أنت ميت تثير لي الكثير من المتاعب !
ثم وضع نهاد يده على وجهه ونزع قناعه ورمى باللحية البيضاء
المستعارة ارضا ليظهر وجه فتاة شابة ورفعت القبعة ليظهر شعرها الأشقر ثم تناولت قارورة بها سائل أزرق و أجترعته بدفعة واحدة ثم قالت بصوت أنثوي : طعم سائل مغير الأصوات كريه الطعم !
ثم تناولت صورة الرجل العجوز الذي كانت متنكرة به وقالت : أيها العجوز اللعين !
ثم راحت تتذكر احداث حياتها والدها العجوز على فراش الموت يصرح لها بأخطر سر في حياته , السر الذي صدمها
وجعلها تكره الحياة وتكرهه , مازالت تتذكر كلماته و هو يقول بكل قسوة على الرغم من اقتراب منيته :
نهاد يا من تحملي أسمي كنت في أرض المعركة
أقاتل قوات العرافة الكبيرة عندما جائني خبر ولادتك , كنت اريده
ولد يحمل أسمي , يحمل مجدي وعراقة علمي ... قلت لهم بدون شعور بأن يطلقوا عليه نهاد تخليدا لأسمي .. الأسم الخالد في سماء الطب ..
بعد الحرب رجعت لمنزلي حاملا أعباء الحرب والتعب والحزن والرعب لكن كل ذلك كان لا شيء مقارنة بمشاهدت
وجه ابني ... وريثي .... صغيري , و كم كانت الصدمة عندما شاهدت مولودي هو فتاة ..
فتاة لا تحمل معها الا هم تربيتها والاعتناء بها و تزويجها لشخص صالح لكي ينتمي لأسرتنا العريقة
وحتى إبنها لن يحمل أسمي أو اسم عائلتي ... هذا الشيء جعلني مريض و ضعيف حتى والدتك لم تطق العيش
معي وهربت بعيدا تاركة لعنتها معي ... لعنتها انت نهاد
حتى أمك قد تركتك و هربت ! أي فتاة ملعونة أنت ...
ثم أطلق قهقهات ضعيفة ساخرة .... ثم مات .. لم تشفق عليه او تحزن عندما سمعت كلماته البغيضة تلك
دفنته وسألت نفسها ... كيف سوف أعيش في هذا العالم القاسي ..
رجعت لمكتبته وفتحت صندوقه و أوراقه وكتبه واخذت تدرس لكن عرفت انها سوف تستغرق سنوات طويلة لتصل
لنصف مستوى والدها فقررت أنتحال شخصيته من اجل تأمين الزبائن والتفرغ لدراسة الطب حتى تثبت لوالدها
إنها ليست عالة على غيرها , خدمها كثيرا أن والدها قد وقع مع النظام معاهدة عدم استخدام اي تقنيات علاجية
سحرية وهي لا تتقن تلك المهارات اذن سوف يتلخص عملها في صناعة الترياقات و الأدوية المسموحة ..
أفاقت نهاد من ذكرياتها وشاهدت القطة المصابة
وقالت لها بأسى مصطنع : لتموتي بسلام أيتها القطة .
ثم ارخت رأسها على الكرسي وغطت بنوم عميق ... نوم بدون أحلام .
كان يبكي .. نعم يبكي ... لقد شاهده و هو يتحول لأشلاء .. تلك النافذة الكبيرة سمحت له يراقب أباه الروحي
يتفجر إلى قطع لحم ودماءه الطاهرة تروي أرض أوروك الصخرية .
لماذا يا ابانا عزمت عني الرحيل ..
يا أبانا .. كم تستهيب نفسي و أنا أقول أبي ..
عندما أقولها أتذكر محيا وجهك الأبي ..
نور حول وجهك كستار من ذهب ...
كيف القدر أستطاع أن يغيب شخصك المهيب ...
قال اراب : ما لذي يحدث ؟
على الرغم من غمرة حزنه الشديد رفع ابراهيم رأسه
ينظر للسيد الموقر الذي إلتفت للشاب ولمح دموع في عينه لكن قال كأنه لم يلاحظ : مجموعة االمجرمين
وقطاع الطرق يتوجهوا للبوابة الغربية ويحيطوها بتأهب ! كما إني لاحظت أن نشاط البرج السحري
يتوجه للبوابة الغربية , لمحت ومضتين ظلاميتين أو أكثر ناحية الغرب ..
قال ابراهيم و هو يحاول أن يتخطى أساه : ما لذي
تعتقده ؟
قال اراب بحذر : ليس هناك أي تفسير أن النظام يواجه خصم
عند غرب المدينة ..
قال ابراهيم : هل هم الثوار ؟
تمتم اراب بقلق : لا أستطيع أن أجزم بذلك ..
تناول ابراهيم عصاه بغضب وقال :
سوف أتفقد الأمور هناك !
مسك اراب كتف ابراهيم
بجزع وقال : لكن هناك خطر كبير بالخارج .. و أنت لوحدك ..
قال ابراهيم و هو يبعد كف الرجل بأحترام :
أعلم ذلك سوف اكون حذر ..
خرج ابراهيم على عجل ولم يستطع
اراب ايقافه فرفع كفيه للأعلى ودعي ان لا يصيبه مكروه !
صعد ابراهيم فوق منازل المدينة و هو يتستر بالظلام
وشاهد البرج السحري يطلق ومضات ظلامية نحو البوابة الغربية التي تغطيها هالة ظلامية لكنه رمق عبر البوابة
مجموعة من الأشخاص يقفوا وراء البوابة فعقد ابراهيم
حاجبيه وقال في نفسه : هل هم الثوار ...؟ يبدو ذلك ...
ثم نظر نحو مجموعة االمجرمين وقطاع الطرق المتأهبة
فعرف ابراهيم أن العدو تركيزه كله على البوابة الغربية
و هذه فرصته .. هكذا قال في نفسه ...
فأنطلق بسرعة وقفز قفزة عالية ليقف أمام البوابة ونظر للرجال خلف البوابة لم تكن الصورة واضحة بسبب هالة الظلام
لكن ابراهيم قال بحزم : من أنتم ؟
سمع صوت أنثوي مرتبك : هذا الصوت ...! هل أنت السيد ابراهيم ؟
قال ابراهيم متسائلا :
روز ؟
قالت روز بفرح : أنه السيد
ابراهيم أنه بخير !
سأل المرشد موران : هل هذا من أخبرتوني عنه أنه المحطم ؟
قال كيجن : نحن نحاول الدخول لكن تلك الهالة الظلامية ..
قال ابراهيم : هل قدمتم ل...
قطع ابراهيم كلامه عندما أنقض عليه ثلاثة من
المجرمين عليه ..
كان مازال الغضب يسري في عروق ابراهيم
ذلك الغضب و الحقد ضد من قتلوا أبه الروحي !
قفز ابراهيم قفزة عمودية للأعلى
حط المجرمون الثلاثة على الأرض , أبتسم
ابراهيم إبتسامة غامضة وقال بخفوت :
الفخ المتفجر ...
أنفجر أحد المجرمين بينما الاخرين سقطوا على الارض مندهشين
حط ابراهيم و هو يتذكر الفخ الذي وضعه
على الأرض قبل أن يقفز للاعلى , اقترب من خصميه وقال :كابوس
تجمد خصميه ويعود سبب نجاح تقنية الكابوس بدقة عامل المفآجئة الذي ادى لنجاح المهارة .
قال ابراهيم بحقد و هو يرفع كفيه في وجه خصميه :
بما أنكم وقعتما في فخي و مهارتي فأنتما في عداد الأموات !
ثم هتف بكل ما في قلبه بحقد :سلاح اللهب !
و أحرق ابراهيم خصميه كان الساحر الظلامي
فؤاد يراقب الحدث من خلال كرستالته السحرية فوق البرج السحري
فقال في نفسه : يتسلل هكذا دون أن انتبه له ... البرج عليه ضغط كبير .. أنا اراقب من خلاله كذلك أقوم بتزويد
البوابة الغربية بطاقة ظلامية لمنع المتطفلين من دخول المدينة ... لو حاولت أهاجم هذا الفتى لن تكون ضرباتي موجعة كثيرا
و سوف تضعف الحماية على البوابة ...
أخذ فؤاد يفكر أكثر وتمتم في نفسه بغضب : ذلك اللعين
الذي يلقب نفسه عزت دمر برجين مما صعب المهمة لو كان البرجين
سليمين لكان حضر جثث بعض المحاربين ليقوموا بالأهتمام بالفتى ... لكن لا ينفع الندم سوف يجرب حظه ويعتمد
على المجرمين وقطاع الطرق لأهتمام بالفتى ..
قام ابراهيم بوضع ثلاثة أفخاخ أمامه ثم نظر للبوابة الغربية
ولمح أحد الأشخاص في الطرف الثاني يقوم ببعض المهارات محاولا إبطال قوة الظلام ..
رفع ابراهيم كفيه في وجه البوابة و أخذ يفكر في تقنية
تستطيع أن تحقق مراده ... و توصل للمهارة المطلوبة .. هو لم يتقن تلك المهارة تماما و هي تكلفه الكثير من الجهد
لكنها الطريقة الوحيدة ..
سمع صوت إنفجارين بجنبه فعرف أن أحدهم يهاجمه من الخلف ألتفت ليجد مجموعة من العدو حوله
قال في نفسه : علي أن أسرع ..
ثم أستخدمت ضباب الرعب لينتشر ضباب بنفسجي حول البوابة
تغشي خصومه حوله وقال بصوت عالي حازم :ظل النور !
وكانت هذه المهارة هي ورقته الرابحة والأخيرة ...
عرف ( فؤاد ) ان تلك المهارة التي ينفذها ابراهيم هي مهارة كافية لتحطيم الطاقة التي يحيط بها
البوابة الغربية لـ أوروك لا سيما تلك الفرقة التي خارج البوابة وتحاول بجهد أن تبطل سيطرته أيضا
عمليا وحسابيا هم قادرين على هذا في دقائق قليلة اذا اخذنا في عين الاعتبار أن يقاتل ببرج واحد فقط و كذلك يقوم بالمشاهدة من خلال ذلك البرج أيضا
والضغط على البوابة كبير لهذا يحتاج لطاقة كبيرة لكي يحمي البوابة لكن الجوهرة الامعة على البرج تقوم بعملها بالطاقة القصوى منذ مايقارب نصف الساعة مما سوف يجعلها تصل للمنحنى الخطر أو المنحنى الحرج الذي يؤدي إلى تدمير الجوهرة الامعة !
وهذا الشيء اسوأ من فقد البوابة والشكر كله لزميله في النظام المخلب ( حازم ) الذي لم يكلف نفسه وضع وحش واحد في في أوروك
والسبب يعود عندما قال ( حازم ) أن فرقة المغوار ( درام ) سوف تقتل وحوشه بما أنها لاتميز بين صديق و عدو ..
الآن لو تدمر البرج سوف يفقد النظام ميزة الرؤية وسوف يبقى الاعتماد على انتظار نتائج مجرمين و قطاع طرق همج لا أمان لتحركاتهم الوحشية لهذا سوف يتخلى عن حماية البوابة الغربية ...
وعندما أنطلقت مهارة ابراهيم سحب الساحر الظلامي ( فؤاد ) قوته الظلامية ثم حدث إنفجار كبير في البوابة نتج عنه دخان كثيف , بان خلال الدخان خيال أشخاص كثيرون يعبروا البوابة توقفوا الأشخاص و وقفوا في وجه ابراهيم الذي أبتسم بسعادة و قال :
روز أتيتم لمساعدة أوروك !
نظر له كيجن نظرة نارية و هو يقول : ألم تتذكر سوى روز منا في آخر لقاء لنا ؟
أبتسم ابراهيم و قال بخبث : آآه صحيح أين أخي فواز ؟
قال القناص ماجد : هل هذا المحطم الذي تحدثتوا عنه ؟ أين إذن السيد عزت ؟
صمت ابراهيم ثم قال بحزن : السيد عزت لم يعد بيننا
لقد إستشهد في معركته ... لقد دمر برجين من الأبراج الثلاثة ..
قال المرشد ( موران ) بحزم : علينا إذن أن لا ندع موته يذهب هباء .
رفع قائد الحملة داران ذراعه وقال و هو ينظر لجثث المجرمين الذي تم قتلهم عند البوابة : قبل أن نقول هيا بنا هل سالت نفسك ما لذي نواجهه هنا ؟
تمتم ابراهيم بحذر : فرقة الهلاك مجرمين و قطاع طرق
قال المغوار داران : هولاء الخصوم أقوياء و شرسون ...اذا حاربناهم هكذا .. فالموت مضمون ..
ثم التفت إليهم وعينه تشع جدية : لكن إذا قاتلناهم باسلوب .. فالخصم سوف يخرج مغلوب ...
قال ماجد : هل لديك خطة يا داران ؟
أشار داران للبرج السحري وقال : الساحر الظلامي و المحطم و القناص ... أريدكم تدمروا ذلك البرج الخاص ..
قال جاسر بحيرة : طريقة كلامه !
التفت داران نحو البقية و قال : البقية تركز على كلامي ... سوف نقاتل بشكل دفاعي ..
قال موران : الا تلاحظ أن اصحاب المدى البعيد قد أرسلتهم للبرج ....
قال كيجن بحذر : البرج له قدرة على القتال من مدى عالي نحن أصحاب المدى القصير و المتوسط غير قادرين
على مجارات البرج لكن القصة مختلفة لهولاء المجرمين و قطاع طرق ....
أشار داران بيده لكي يتحرك الفريقين فكان 10 رجال مع كل من
جاسر و ابراهيم و ماجد اما 40 رجل ذهبوا مع البقية
من أجل تصفية أوروك من المجرمين و قطاع طرق و بدأت المعركة ....
في عش الثوار
مد وليد دمية صغيرة تمثل الدمية فتاة شقراء , نظرت تارا نحو الدمية
بلهفة وقالت : هل هذه الدمية لي ؟
قال وليد لقد دخلت في صراع في الأسعار مع ذلك التاجر الجشع لكي احظى بهذه الدمية لك
تناولت تارا الدمية بسعادة وقالت بحيرة : هل الجشع يعني شرير ؟ هل ذلك التاجر شرير ؟
هنا وصلت كيرا بالقرب منهم و قالت لـ تارا : العم صنديد مرهق من الرحلة لماذا لا تذهبي لتلعبي بالدمية قليلا ..!
قالت تارا بفرح : حسنا ! إلى اللقاء عم صنديد !
نظر وليد نحو كيرا وقال بسخرية : عم صنديد ...؟
ثم أكتسب وجهه الجدية فجأة وقال : ماذا هناك ؟
قالت كيرا : زعيم الثوار قرر أن ننطلق بعد 3 ساعات نحو المعركة أنه يريد أن نكون دعم للفرقة كما أنه اوصى بك شخصيا ..
لم يقاطعها الصنديد فتنهدت ثم قالت : يبدو أنه يتعلق بتقنية الأنتقال التي أنت تجيدها ...
وضع وليد إبهامه وسبابته تحت ذقنه وقال : مهارة الأنتقال لا يجيدها الكثيرين هذا الزمن ومن خلال معلوماتي أن الثوار يملكوا 6 أشخاص فقط يتقنوا هذه المهارة ... إذا كانت فرقة دعم هذا يعني إنني مع شخصين آخرين يتقن الأنتقال سوف نذهب للمعركة ..هذا يعني أن فرقة الدعم سوف تكون من 50 رجل تقريبا لأن سعة الأنتقال لكل شخص هي 20 شخص في حالة كانت الرمال الضوئية متوفرة
ثم نقوم بخفض عدد المنتقلين نحو عشرة أشخاص لكي نقلل نسبة الخطأ في عملية الأنتقال ...
قالت كيرا بضجر : لا أعرف أن احسب مثلك لكن الذي أعرفه أن رفقائنا يستعدوا ....
قال وليد بحزم : و نحن بدورنا سوف نستعد للمعركة ..
المعركة الحامية ... والدموية ... معركة أوروك ... مدينة الظلام ...
كانوا مجموعة الأبطال قد انقسموا لقسمين بالفعل توجه جاسر
و ابراهيم و ماجد مع 10 رجال نحو البرج
قال ماجد بحذر : فقط هنا ...متر آخر و ندخل المدى الفعال للبرج ..
قال جاسر بحيرة : المدى الفعال ؟
كان العشر الرجال الذين معهم قد تأهبوا ووقفوا خلفهم لكي يحموا ظهورهم , قال ماجد : المدى الفعال للبرج يبلغ 250 متر و هو المدى الذي يستطيع فيه الساحر الظلامي ( فؤاد ) استخدام اقوى تقنياته اي انك سوف ترى قدرات خرافية
في هذا المدى أما مكاننا هذا يكون داخل المدى الذي يسمى المدى المستقر أي ان الساحر الظلامي قد يستطيع ارسال بعض من تقنياته لكن لن تكون اعظمها و لن تكون قوية أيضا ويبلغ المدى المستقر 1000 متر و كلما ابتعدنا في المدى المستقر كلما واجهنا خطر أقل ... خارج المدى المستقر يسمى المدى الخامل وهو المدى الآمن من قدرات الساحر اي انه لا يستطيع توجيه ضرباته ولا يستطيع ان يشاهدنا ....
ثم التقط ماجد حقيبته وقال : رغم إننا في المدى المستقر إلا ان هذا لا يعني إننا بامان ..
اخرج ماجد عدة أجسام معدنية وقال : ابراهيم أنت محطم قادر على زرع الأفخاخ مثلي , خذ هذه الأفخاخ واحمي ظهرنا مع مجموعة الحماية ..
قال ابراهيم و هو يرمق الأفخاخ في يد القناص : لكن هذه الفخاخ تختلف عن فخاخي ..
هنا ظهر اكثر من 15 مجرم و قاطع طريق فأعطى القناص ماجد أفخاخه للمحطم
على عجل و هو يقول : لربما مظهرها مختلف لكنها تحمل نفس الفكرة , هذه عبارة عن أفخاخ فارغة عليك أن تعبأها بقواك الخاصة
ثم وجه ماجد قوسه نحو الجوهرة الامعة وقال : أيها الساحر الظلامي جاسر احتاح لتعاونك ..
هنا ظهر الوجه البنفسجي الذي يمثل فؤاد فقال : أنتما من جديد , هذه المرة لن تكون كسابقتها ..
قال ماجد بسخرية : لماذا مكتوب علي أن أدمر ابراجك ...
ثم اطلق سهمه بكل قوة فقام الوجه البنفسجي بفتح فمه بشكل مرعب و التهم السهم الذي اختفى داخل الغمامة البنفسجية المتشكلة على شكل وجه فقال فؤاد :
اخبرتك إنها لن تكون مثل سابقتها ...
كانت المعركة قد بدأت بين الرجال العشرة و المجرمين فتخذ الرجال العشرة وضعية دفاعية لصد هجماتهم لكن المجرمين
كانوا أقوياء بالفعل فسقط شهيد من الثوار اعقبه شهيدين فقال أحد الرجال مخاطبا ابراهيم : الم تنتهي بعد ؟
كان ابراهيم يشحن الأفخاخ بطاقته فقال : أمهلوني دقيقة واحدة فقط ...
كانوا الرجال السبعة يصدوا الضربات بصعوبة فسقط رجل منهم متأثر بجراحه وآخر سقط بعد أن اصبح جسده كالنقنفذ من كثرة الخناجر المغروسة فيه
قال ابراهيم بتأهب : الآن .. ! الضباب المرعب !
كتم المجرمين أنفاسهم لكي لا يستنشقوا الضباب لكن كان الضباب يعمل بمجرد ان يلمس الأعين لكن هذا لم يضر بـ المجرمين
كثيرا ... ما أن انقشع الضباب حتى قال ابراهيم بإنتصار : لقد زرعت حولكم أيها الحـــثالة مجموعة من الأفخاخ إن تحركتوا سوف تتحولوا إلى اشلاء ..
ظهر الأرتباك على المجرمين الذين تأهبوا وقد جمدوا في أماكنهم فتمتم ابراهيم في نفسه بقلق : في الحقيقة لقد زرعت ثلاثة فخاخ فقط كم من الوقت سوف يحتاجوا لكي يدركوا حقيقة خدعتي ؟
قام احد المجرمين برفع خنجره عاليا فلمع بطاقة ضوئية ثم القاه على الارض فنتقلت الطاقة الضوئية بشكل عشوائي فلمعت ثلاث نقاط بضوء خافت فظهر القلق على وجه المحطم فقال المجرم بصوته الاجش : نحن نصنف على أقوى قوات المشاة نتمتع بالقوة والذكاء والحيلة ..افخاخك من نوع يسمى الزهرة الجيل الثالث شاهدت نوعها وانت تشحنها , ذلك النوع مشهور بروعة اختفائه لكن ... اكتشفوا أنه يمتلك عيب
كبير , شريحة الاستشعار الموجودة في الفخ و التي تكون على سطحه العلوي مصنوعة من البرونز المخلوط مع الفضة وهذا الخليط يمتص اشعة الشمس بشكل كبير مما يجعله مكشوف للأعداء خصوصا في النهار ..
ثم ضرب المجرم المجرم خنجريه مع بعض وقال : على كل حالة محاولة جيدة لكنها الأخيرة ..
ثم انقض المجرمين على رجالنا فقال ابراهيم : اسر الرياح
فتباطات حركة المجرمين بشكل ملحوظ فقال ابراهيم موجها كلامه للرجال الخمسة : لربما كانوا اكثر منا عددا و اقوى منا لكن حركتهم أصبحت بطيئة لفترة قصيرة علينا أستغلالها خير أستغلال ..
ثم أنقض ابراهيم و الرجال الخمسة على خصومهم ...
كان الوجه البنفسجي يلتهم السهم تلوى السهم بحركة سريعة ومتقنة فقال ماجد بقلق : هذا لا ينفع ...
قال جاسر بحزم : لنجرب التكتيك الرابع ...
تذكر القناص تدريباته مع الساحر الظلامي فقال : لك هذا ...
ثم وضع سهمين مع بعض و أطلقهم و هو يقول : الضربة المزدوجة !
و أطلق السهمين أحدهم توجه لليمين و الآخر لليسار فتابعها الوجه بحذر ثم عاد السهمين متجهان نحو الجوهرة الامعة فقام الوجه بالرجوع للخلف بحركة رشيقة وفتح فمه ليلتهم السهمان
لكن سهم سريع آخر ظهر عندما قال القناص : حمم الغضب ! فظهر الغضب على الوجه البنفسجي لينقسم ويصبح وجهين ويلتهم السهم الثالث لكن ظهرت كرة نارية سريعة تنطلق ولم تكن الجوهرة الامعة تتحمل المزيد من الطاقة لكي تظهر وجه ثالث فمرت الكرة النارية بالقرب من الوجه البنفسجي الذي بالكاد استطاع الاصطدام بالكرة النارية لتنفجر بقوة مما سبب حرارة كبيرة صنع شرخ في الجوهرة الامعة فظهر الغضب على الوجه البنفسجي فقال ( فؤاد ) : كرة النار ! بهذا المستوى المذهل ... لقد تطورت منذ آخر مرة أيها الفتى ..
أزداد الشرخ في الجوهرة الامعة فقال جاسر : لقد نجحنا بإصابة الجوهرة مزيد من طاقتك أيها الساحر سوف تتلف الجوهرة الامعة ...
كانوا المجرمين قد اشتبكوا في قتال عنيف لكن صوت من خلفهم ظهر وقال : تدهور الطاقة !
فشعر المجرمين بتدهور واضح في قدرتهم على الدفاع ليتمكن الرجال الخمسة من قتل ستة مجرمين
فقال ابراهيم بدهشة : السيد الوقور ؟
كان صاحب المهارة الأخيرة تعود اراب الذي انضم للمعركة ايضا فقام اراب برمي فخاخ بشكل سريع وارتطم بعضها بأجساد المجرمين فسبب انفجارات اربكتهم فداس أحدهم على الفخاخ التي على الأرض لتنفجر و تزداد معانات المجرمين الذي لم يتبقى منهم سوى اثنان سقطا فورا صريعين ولم يتبقى من رجال الثوار سوى ثلاثة فالتفت جاسر وقال بدهشة : لست أصدق ..
نظر اراب بدهشة مماثلة و قال بفرح : انت ...؟ ما زلت حيا !
انطلق جاسر و عانق اراب فقال الأول : عمي !
قال ابراهيم بحيرة : السيد الوقور ... اهذا هو ابن أخيك الذي حدثتني عنه ؟
هنا ظهر صوت عميق : لقد كنت اتسائل أين رأيت هذا الفتى من قبل و الآن كل شيء قد تبين ..
نظروا جميعهم نحو الوجه البنفسجي الذي بدأ يبهت فأكمل ( فؤاد ) : يبدو أنه القدر على كل حال أليس كذلك يا اراب ؟
قال اراب و هو ينظر نحو الوجه البنفسجي بغضب : زار سي بناكا دوت لمومانتهن ..
رد الوجه البنفسجي : اوكا ... روميناتن ...جاسر ....
كانا يتحدثان بلغة أوروك القديمة ظل يتحاورا لمدة ثلاث دقائق ثم بدأ الشرخ في الجوهرة يتسع أكثر وأكثر حتى انفجرت الجوهرة بدوي كبير
فقال جاسر موجها حديثه لعمه : ما لذي يحدث هنا ؟ ما لذي كان يقوله ذلك الرجل ؟
صمت اراب و هو سارح بتفكيره ثم رفع رأسه ونظر إليه وقال : ذلك الساحر الظلامي الذي يلقب نفسه بــ فؤاد
هو الذي قتل والدك ...
ظهر الغضب على وجه جاسر لكن هذا الكلام لم يقنع ابراهيم
الذي كان يتقن لغة أوروك القديمة وقد فهم كلام آخر ومختلف صحيح أنه يخص موضوع والد جاسر
لكنه كان مختلف الصياغة ..
قال ماجد بحزم : مهمتنا هنا اكتملت لكن لم تنتهي .. علينا مساعدة الآخرين في القضاء على المجرمين و قطاع طرق
وانطلق ما تبقى منهم لكي يحرروا مدينة الظلام ... أوروك ...
كانت المجموعة الاخرى من الأبطال قد اشتبكوا مع العدو لكنهم كانوا قريبين من بعض كما أمر قائد المجموعة داران
كان كيجن قد اشتبك مع مجرم فوق أحد أسطح المنازل
فتمتم كيجن و هو يتجنب أحد الهجمات : هذا الخصم قوي للغاية ... رشيق ... هجومه مخيف ... دفاعه عتيد ...
لو ركزت على الهجوم سوف يتخلص مني بسهولة ولو ركزت على الدفاع لن أصمد طويلا أمام ضرباته الموجعة ...
انحنى كيجن و سدد طعنة نحو خصمه فدار المجرم حول نفسه وتجنب الضربة ثم ضرب بخنجره كتف كيجن الذي شعر بألم كبير في كتفه لكن سرعان ما أختفى الألم و التأم الجرح فعرف أن زوجته روز تراقبه و تدعمه بطاقة علاجية فقال كيجن
بسخرية : عزيزتي ... فلتركزي على جسدي سوى تكون هناك الكثير من الدماء ..
ثم أنقض كيجن يضرب بكل قوته مما قلل تركيزه على دفاعه فقام المجرم بتسديد طعنات كثيرة على خصمه وقد نجح بإصابته باكثر من خمس إصابات خطيرة لكن خصمه لم يتوقف بل كان يقاتل كأنه لا يشعر بالألم استطاع كيجن بغرس سيفيه في بطن المجرم الذي شهق بألم ثم نظر لجروح
كيجن الذي اختفت كل جراحه فشعر المجرم بدهشة سرعان ما تلاشت و هو ينظر نحو روز الجميلة التي جلست على ركبة واحدة مادة ذراعيها تطلق طاقة ضوئية علاجية تغمر زوجها و ورجال الثوار فرفع المجرم يده وأشار بسبابته على الزوجة الجميلة وقال : هناك .... !
ثم سقط المجرم صريعا .. لكن كان المجرم آخر ينظر للمشهد وفهم ما يرمي له زميله فسدد خنجر نحو روز حاول كيجن أن يمنعه
لكن مجرم آخر انقض على السفاح واحتضنه وطار به لمسافة اربعة أمتار ليصطدموا نافذة منزل قريب وحطماها وسقطا داخل المنزل ونهضا بسرعا ليشتبكا في قتال عنيف وسط صرخات اصحاب المنزل ...
كان الخنجر قد أنطلق بالفعل في وجه روز التي اغمضت عينيها وسمعت صوت أرتطام معدن بمعدن آخر فتحت عينيها لتشاهد قبضة موران المغلفة بقفاز حديدي فقالت : أيها المرشد ... قال موران بصرامة : لا مكان للأرتباك أيتها السيدة , زوجك مقاتل محترف لا تقلقي عليه سوف يعود ليقترب منا لكي يستفيد من خصائص المجموعة الدفاعية ركزي على عملك العلاجي و أنقذي ما تستطيعي من أرواح ..
اومأت الزوجة برأسها موافقة فعاد المرشد للقتال من جديد تجنب خنجر طائر ثم قفز ليتجنب ركلة من مجرم قريب منه
في الهواء تقابل مع مجرم قفز ليطعنه لكن المرشد موران لكم
خصمه لكمة قوية اطاحت بضرسين من فم خصمه الذي سقط على ظهره فنزل المرشد موران على بطن
خصمه وسدد لكمات قوية هشمت وجه المجرم فنهض موران ونظر حوله بقلق وقال : فقدنا نصف فرقتنا كما غننا منهكون بسبب هذا القتال المريع ..
هنا دوى انفجار من بعيد فقال موران بفرح : البرج !
ثم هتف بقوة : داران البرج ! لقد نجحوا ودمروا البرج الأخير !
كان هناك خمسة مجرمين محيطين بـ داران
الذي شعر أنه بمأزق , صحيح أنه بمستوى عالي ويستطيع التعامل مع أكثر من مجرم في نفس الوقت لكن كان يعرف ما يعني التشكيل الخماسي هذا خصم يحاصره من الشمال و آخر من الشرق و آخر من الغرب و آخر من الجنوب اما الخامس فيلقب في هذا التشكيل بالجوكر و هو يقوم بدعم الأربعة لكي يكون القتال أثنان ضد واحد .. أي ان لو هجم داران
على خصمه الشمالي سوف ياتي الجوكر لكي يحل مكان الشرقي الذي سوف يتحرك من مكانه ليساند الشمالي ليصبح أثنان ضد واحد مما سوف يجعل الذي في الجنوب و الشرق ( الجوكر) والغرب ياتوا من الخلف وتتم محاصرته في منطقة ضيقة وقتله ...
لهذا عليه أن يقلل من فعالية هذا التشكيل ... قفز داران في الهواء بشكل عمودي
ومثلما توقع قفز المجرمين معه بشكل عمودي محافظين على نفس النسق و التشكيل .
لكن المجرم الخامس كان اكثر أرتفاعا و وضع يده على كتف مجرم ثم وضع كل قوته في يده لكي يقفز أعلى منهم جميعا ويطير لنصف الدائرة محاولا أن يمنع داران من الأرتفاع أكثر أمسك داران فجأة ذراع المجرم الخامس وسحبه بقوة ليرتطم فكه بكتف داران ثم القى بجسد المجرم الخامس بشكل سريع ناحية المجرم الغربي و المجرم الجنوبي الذان قذفا خناجرهم بسرعة لكن جسد زميلهم
المجرم الخامس كان ستار حامي لـلمغوار داران
الذي ضرب بفأسه عنق المجرم الشرقي وركل وجه المجرم الشمالي ثم وعند سقوطهم على الأرض
كان داران يحضر مفاجأته كان يلوك شيء في فمه ثم بصق ما كان يلوكه على شكل شلال لونه ابيض صنع طبقة بيضاء حول المجرمين الثلاثة ليجمدوا في مكانهم متحجرين ..
رفع داران يده لتتكون كتلة لهب على كفه تحولت لرمح ناري قذفه على خصومه المتحجرين ليخترق الرماح اجسادهم بشكل دائري ليردي اجسادهم صريعة و ممزقة ..
هنا سمع صوت انين خافت كان الأنين للمجرم الخامس الذي اصابته خناجر زملائه قال المجرم بضعف و ألم : أنت ...! مغوار محترف ... لديك حس القاتل قضيت على خمسة منا في ثواني ... كنت تعرف أن التشكيل الخماسي يفقد الكثير من دقته في المعاركة الهوائية
هل يمكن و لو بالصدفة أن تكون أنت هو المغوار الصامت ؟
قال داران و هو ينظر للسماء : صامت طوال القتال ... يقتل مرتاح البال .
ابتسم المجرم وقال و هو يلفظ انفاسه : نعم أنه أنت ... على الأقل لم أمت من شخص مبتدئ ... ع.... ل ....ى ... ا ....
داخل المنزل كان كيجن قد اشتبك مع المجرم
وتعالت صرخات سيدة مسكت اطفالها الاربعة وهربت من الغرفة وسرعان ما بدأت آثار المعركة تظهر في الغرفة حيث بدأت المزهريات تتحطم والأثاث يتمزق وعلامات حادة شقت الجدران الصخرية ظهر رجل عند باب الغرفة وقال : ما لذي يحدث هنا ؟
قال كيجن و هو يتجنب ضربة من خصمه : خذ عائلتك و اهرب !
صاح الرجل : أين أهرب ! المدينة تحت حالة الطوارئ الخروج يعني الموت !
قال كيجن : لا ادري لكن هذا المجرم سوف يتخلص منكم
بالطبع اذا استطاع هزيمتي هنا !
شاهد الرجل عمود حديدي كان لسرير **** قطع سقط العمود بسبب القتال الدائر في الغرفة تناول الرجل عمود الحديد و هجم على المجرم
الذي تجنب الضربة الخلفية برشاقة لكن كيجن استغل الفرصة وانقض على خصمه
ليغرس سيفيه في قلب المجرم ...
قال الرجل و هو ينظر للعمود المعدني غير مصدق : لا أصدق إني تجرأت على ضرب هذا المجرم !
سقط المجرم صريعا ..
فقال الرجل بصرامة و هو يرمق الدخيل : أنا اعرف هؤلاء المجرمين لكن من أنت ؟
قال كيجن و هو يلتقط انفاسه : أنا ؟ أنظر للخارج ..
نظر الرجل من النافذة ليشاهد القتال المستعر في الخارج و قد أشعلت الأضواء في منازل المدينة كلها وخرج الناس يحملوا ما قد يعينهم كسلاح متجهين نحو القتال مهاجمين المجرمين الذي لم يبقى منهم الا اعداد صغيرة للغاية .
فقال كيجن بلهجة واثقة : نحن الثوار الذين سوف ندمر النظام و هذه المدينة
أوروك مجرد البداية ...
شعر الرجل برعشة جميلة تجري في جسده فأمسك عموده وخرج من المنزل يحذوا حذوا الجميع و كان خلفه كيجن الذي شاهدته زوجته فتنهدت بإرتياح !
تعالت صيحات النصر في الساحة من قبل أهالي أوروك وكان أعضاء الثوار أجتمعوا في الساحة فرحين حتى أشار رجل للأعلى بقلق : أنظروا !
شاهد الجميع ببغاء احمر يحلق ببطء فهبط فوق عمود خشبي وقال بلهجة غريبة : لست هنا للحديث مع الثوار بل أنا هنا لكي أخاطب
اهالي أوروك .... نحن نعطيكم فرصة أخيرة لتكفير عن ذنبكم بحمل أسلحة بدائية ومحاربة قوات النظام سوف يسامحكم النظام اذا قمتم بأسر هؤلاء الثوار وتسليمهم للعدالة ..
خيم الصمت لثواني ثم هتف أحد الموجودين : اذهب للجحيم !
فتوالت الهتافات المنددة للنظام فقال الببغاء الاحمر : إذن أستطيع أن اصنفكم على انكم من الثوار و عقوبتكم الموت ! لا تقلقوا سوف نسترد هذه المدينة حتى لو حولناها إلى حطام وقتلنا جميع من فيها ولكم في جندار و ماندا عبرة .. حسنا إذن ... أستعدوا لسلسلة من المعارك الدامية والمدمرة أتمنى أن تكونوا على حجم تحديكم .. سوف نلتقي قريبا ..
ثم حلق الببغاء احمر عاليا و هو يقول : قريبا جدا أقرب مما تتوقعوا ...
ارتقى ماجد البرج بحذر و هو يمسك جوهرة غريبة الشكل
و ما أن وصل لأعلى البرج حتى ثبت الجوهرة بعناية ثم نزل البرج بقفزة رشيقة , نظر له الحاضرين و على وجههم تسائل
فقال ماجد بثقة و هو ينظر للبرج : هذه الجوهرة
اسمها جوهرة التشويش تماما مثل الجوهرة التي يستخدمها النظام
للتشويش على نظام الأنتقال لقد نزعت الجوهرة السابقة قبل دقائق وبدلتها بهذه الجوهرة الخاصة بالثوار و نحن الوحيدين
الذين نعرف رقم موجة هذا التشويش ...
قال جاسر بحذر : أي أن النظام غير قادر
على إرسال قوات إلى داخل هذه المدينة عن طريق تقنية الأنتقال ! على عكس الثوار ...
قال ماجد و هو يجهز قوسه و و ضع فيه سهم غريب الشكل : بالضبط !
أطلق ماجد السهم الغريب في السماء المظلمة ثم أنفجر
السهم في السماء تاركا غيوم خضراء فأضاف ماجد : هذه
الأشارة تعني أن الثوار قد أحكموا سيطرتهم على أوروك و تم وضع
كرستالة تشويش على الموجة المعروفة بيننا .
ظهر الأعجاب على ملامح أهالي أوروك فهمس أحدهم لآخر : هل تعلم ؟
بعد رحيل ببغاء الشؤم شعرت أن هلاكنا قد أقترب لكن يبدو أن الثوار واسعين الحيلة ..
رد عليه زميله : أجل يبدو أن هناك أمل ...
في منزل قريب من الحدث صحت نهاد من نومها على صوت طرقات
تهز بابها فنهضت و هي تترنح ثم فتحت قفل الباب و هي تصيح بغضب : من هذا .... !
فتح رجل الباب بقوة ودخل للمنزل بفضاضة لكنه نظر لوجه نهاد
بدهشة وقال : من أنت ايتها الفتاة ؟
قالت نهاد بإنزعاح : من أنا ؟ أنت في منزلي و تقول من أنت ؟
قال الرجل بدهشة : منزلك ؟
ثم تأمل الرجل المكان وقال : أليس هذا منزل الطبيب الكبير نهاد ؟
اتسعت عينا نهاد بذعر وتذكرت إنها لم ترتدي تنكرها
المحاكي لوالدها العجوز فسعلت نهاد سعال وهمي وقالت : بالتأكيد
لكن السيد نهاد سافر في رحلة و لا أعلم متى يرجع , أنا هنا
مساعدته أحل مكانه في غيابه .
قال الرجل : غريب ! لم يخبرني عنك من قبل .. على أي حال أين هي قطتي ؟
قالت نهاد بخيبة أمل : أوووه قطتك ...
أقترب الرجل من صندوق مفتوح الباب وقال : ميمي ... ميمي ...
قفزت القطة من باب الصندوق في حضن الرجل الذي أبتهج وحملها بين ذراعيه و أخذ يرقص بفرح
لم تصدق نهاد ما حصل لأنها كانت متأكدة أن القطة
مصابة أصابة بالغة و إنها سوف تلقي حتفها بالليل ..
فقال الرجل بفرح : كيف إستطعت فعل هذا ؟ أم أن العجوز من ..
قاطعته نهاد بتكبر : العجوز سافر مخلفا هذه القطة لي
و أنا من سهرت على خدمتها !
قال الرجل : أشكرك أيتها الفتاة الطيبة هذا هو المبلغ المتفق عليه ..
أخذت نهاد المال و هم الرجل بالمغادرة لكن عند الباب
قال الرجل : عليك أن تشاهدي المدينة أيتها الفتاة لقد دارت معركة شرسة البارحة و الثوار استطاعو أن يسيطرو على المدينة
والآن المدينة كلها تستعد للمعركة القادمة ..
لم تصدق نهاد ما سمعت فخرجت بالفعل خارج منزلها
لتشاهد الناس متجمعة في شوارع أوروك اقتربت نهاد من رجال غرباء عن مدينتها يتناقشوا في موضوع مهم
قال إبراهيم بقلق : قبل أن نفرح كثيرا بالنصر
علينا أن نفكر ... ماذا بعد ؟
ثم أضاف : النظام يتوعدنا بهجمة قريبة ...
قال اراب : الأقرب أنهم سوف يهجموا بجيش الوحوش القابع
شرق المدينة ...
تمتم كيجن بحذر : جيش من الوحوش ؟
انظروا لنا لانملك العدد والعتاد لكي نتصدى لذلك الهجوم ..
قال ماجد : سوف يأتي دعم من المركز ..
قالت روز بقلق : لنفرض أن الدعم كافي
لكن .... ماذا لو أن الدعم تأخر وقت هجوم العدو علينا ...؟
صمت الجميع فقال موران : ماذا نملك هنا ؟
نظر له الجميع فقال موران : عدد قليل جدا من الجنود
و شعب لا يتقن القتال .. مدينة غير محصنة , وحوش قادمة بالطريق , هذه المشكلة التي لدينا كيف نصنع حلول للمشكلة ؟
قال داران : أن لست أخصائي دفاعي أنا اخصائي هجومي ..
قال كيجن : مخزن الجنود هناك يحوي على
بعض الأسلحة لنزود بها الأهالي ونقوم الآن بتدريب سريع نعلمهم أساسيات حمل السلاح ونعطي الأسلحة للكفء ثم الباقي يتسلحوا بأي شيء ينفع كسلاح .
قال ماجد : هذا لا يكفي للدفاع عن المدينة علينا تحصينها .
تمتم اراب : المدينة تحمي نفسها ..
نظر له الجميع غير فاهمين العبارة فقال اراب : قبل سنوات عديدة
كان كازوار يحارب النظام مستعينا بهذه المدينة كقاعدة لكنه أستسلم حقنا
للدماء وعند خروجه من المدينة قال هذه العبارة : المدينة تحمي نفسها ...
لم يفهم الناس تلك العبارة لكن من كان يشاركه في القتال فهم قصد ذلك المحارب ...
تمتم كيجن بحذر : و ماذا كان يقصد ذلك المحارب ؟
تنهد اراب ثم قال : أتبعوني ...
ساروا معه أعضاء الثوار ولحقه الناس حتى وصل للجزء الشمالي من المدينة وقال : أنظروا للأرض هنا
ثم أضاف : كان توجد هنا أعمدة تنفث اللهب , كانت المدينة أوروك
تستخدم البركان للتزود بالطاقة كأحد الطقوس الظلامية , لكن طاقة البراكين في العادة غير مستقرة لهذا قام القدماء
بتأسيس اعمدة اللهب النفاثة لكي تفرغ الضغط الناتج من هيجان البراكين على شكل لهب نفاث ..
قالت روز : لم أفهم ماعلاقة هذا بحماية المدينة ..
قال اراب : لربما استطعنا أن نستغل البركان هذا في حماية المدينة ..
قال ماجد : على حسب المعلومات المتوفرة لنا أن جيش الوحوش الفتاك يملك نوعين من الوحوش ...
1- وحوش طائرة .
2- وحوش مشاة .
لو تمكنا أن ننقل اللهب إلى سماء المدينة في اللحظة التي تحلق فيه الوحوش في السماء ..
قال اراب : في هذه الحالة سوف نستخدم الفتحة المطمورة
في وسط المدينة فهي الفتحة الكبيرة التي يمكن أن نركب فيها ما بقى سالما من عجلات تفريغ الضغط .
قالت روز بأمل : و كذلك نستطيع أن نصنع أفخاخ أرضية للوحوش المشاة .
تمتم ابراهيم بقلق : ماذا لو طفت الحمم البركانية
على سطح الأرض وغمرت المدينة ؟
قال اراب : القدماء توقعوا ذلك لهذا صنعوا مسارات في الأرض
لتصريف الحمم البركانية في تلك المسارات ماعلينا سوى أن نفتح المسارات من جديد ونتأكد أن لا شيء يسد تلك المسارات .
قال موران بحماس : إذن المشاكل تقريبا تم حلها
مع قدوم الدعم سوف ترتفع فرصتنا بالفوز .
قال ماجد بلهجة آمرة : حسنا الموضوع قد حسم سوف ننقسم لعدة أقسام ..
1- السفاح و القائد المغوار سوف يقوموا بعملية التدريب الأساسية للسكان
2- أنا و المحطم سوف نصنع الأفخاخ الأرضية عن طريق أفخاخنا سوف نصنع حفر لكي نجبر الحمم للصعود على سطح الأرض
3- السيد الوقور سوف تكون أنت عمدة المدينة والمسؤول عن المعركة
نظرا لخبرتك الكبيرة .
4- الساحر الظلامي و المرشد خذا ما تحتاجاه من الأهالي والعتاد وضعا عجلات تفريغ الضغط في المكان المنشود و أعملا على
تجهيز خط الدفاع البركاني .
5- الطبيبة سوف نحتاجك في المعركة لهذا حاولي أن تجهزي اكبر كمية من العقاقير والأدوية و الضمادات و زوديها للأهالي
لكي يعالجوا المصابين ..
هنا نطقت فتاة بالقرب منهم وقالت : أستطيع أيضا المساعدة ..
نظر لها الجميع للفتاة والتي لم تكن سوى نهاد
التي قالت بكبرياء : لدي خبرات طبية يمكن أن أساعدكم بها
قال لها اراب بحيرة : من تكوني يا فتاة ؟
قالت نهاد بفخر : نهاد إبنة الطبيب الأسطوري ؟
زادت الحيرة على وجه اراب فقال بإحراج : آسف ايتها الفتاة
أنا اعرف الطبيب نهاد بحكم عمري لكن لم أسمع أنه يملك فتاة ..
شعرت نهاد بغيض كبير وسبت العجوز والدها في نفسها
فقال اراب : بغض النظر عن من أنت ما دام أنك تملكي خبرات
طبية أكيد أنك سوف تكوني ذات نفع ..
أبتسمت نهاد بسعادة لكنها كانت تقول في داخلها : علي تذكر أن
أبصق على قبر العجوز المدفون في المنزل .
قال اراب : لو عملنا بجد و إنتظام قد نستطيع الأستعداد
للمعركة قبل وصولهم , لننطلق للعمل ..!
انطلق الجميع للتجهز للجولة القادمة ... الجولة الحامية ... بحرارة البراكين ..
في قلعة أبيدوس ..
قال فؤاد بصوته العميق : سقطت أوروك ...
قال سيد الظلام جساس بسخرية : سقطت ؟
قال درام بغضب : لست في مزاج لسخريتك ..
قال جساس بسخرية أكبر : تعاون
الساحر الظلامي مع قائد الهمج لحماية مدينة الظلام و كانت النتيجة هزيمة كبيرة من مجموعة صغيرة ..
والآن الثوار يألبوا الشعب ضدنا و كأن ماقمنا به طوال هذه السنوات الطويلة لا شيء ..
قال المخلب حازم بإنزعاج : لا تكبر
الموضوع فوق حجمه لحد الان كل شيء تحت السيطرة !
قال جساس وقد فقد صوته سخريته :
تحت السيطرة ؟ متى سوف تؤمن أن الموضوع خارج السيطرة عندما يقوم أحد السكان المحلين باستخدام إحدى المهارات
المنسية ؟
قال فؤاد : اخيرا تخليت عن سخريتك لكن كلامك واقعي
هذا الموضوع قد يشجع بقية المدن على قتالنا ..
قال اصلان : هل أرسلهم جيش كبير يعيدهم إلى جادة الصواب ؟
ثلاثي الموت الجديد قد عادوا من مهمتهم وهم على أستعداد لمهمة دموية جديدة ...
ظهر صوت ميار محذرا : كلا !
ثلاثي الموت الجديد نحن نذخرهم للمهمة الكبرى التي نخطط لها منذ أيام ..
ثم أضافت : الآن المعارك العشوائية تضعف الثوار نظرا لقوتهم المحدودة مهما صمدوا وقاتلوا سوف يسقطوا لكن
لكي نضمن أن نسحق الثورة علينا أن نجتثها من أصولها .
قال اصلان بسخرية : لدي العديد من المقاتلين الآكفاء لتلك المهمة ...
قاطعته ميار بصرامة : ثلاثي الموت الجديد
ضروري للغاية من أجل المهمة الكبرى ..
قال جساس بسخرية مجددا : ومتى
هذه المهمة الكبرى ؟
قالت ميار بغموض : الضربة الكبرى هي
الضربة القاصمة للثوار لن يستطيعوا العودة بعدها نحن ننتظر اللحظة القاضية فقط هي مجرد مسألة وقت ..
قال حازم بحزم : نرجع لموضوعنا الأساسي
سوف أجمع صقوري مع بعض الوحوش لكي يتم الهجوم الكبير على مدينة الظلام .
قال اصلان : تجمع ؟ اليس جيشك جاهز سلفا ؟
ضحك حازم بإستهتار أغضب الفولاذي :
أجل لكن الا نحتاج لجيش ضخم لقمع الثوار ؟
قبل أن يشتعل الموقف من جديد قال فؤاد :
عال , أجمع وحوشك بسرعة و أهجم عليهم نحن سوف نوفر قوات الفولاذي اصلان لتهجم على المدينة في حالة فشل هجوم وحوشك ..
قال حازم بثقة : لن يفشل هجومي ..
قال كلماته بثقة تحمل ثقة روحه الكبيرة ... والبصيرة الوحشية ...
في صحراء يوتيا كان ريان و مايا يسيران بهدوء فقال الأول : السير بهدوء يجنبنا لفت الأنظار ..
قالت مايا بضجر : نعم لكن السير هكذا ممل خصوصا إذا
كنت تتبع خريطة مثل هذه في هذا الجو الحار ..
توقف ريان بغتة و هو يقول : هناك ..
كان يشير لنقطة على الأرض لم تلاحظها مايا في البداية لكن
عندما أقتربت من النقطة شاهدت غطاء معدني مغطى بالرمال فقالت بحيرة : ما هذا الشيء
رفع ريان الغطاء المعدني بحذر فأكملت : الخريطة
لا تخبرنا أن الكنز هنا لربما يكون هذا فخ ..
قال ريان بخبث : لربما كنت تنظري للخريطة بالمقلوب
قالت مايا بغضب : سوف تقتلنا بعنادك المتسرع الغبــ ..
صمتت عندما رفع الفولاذي الغطاء المعدني فنظرت بفضول بما هو أسفل الغطاء فقال ريان بخبث أكبر : الفضول يقتل صاحبه ..
قالت مايا بحذر : ما هذه البراميل المعدنية ..
فتح ريان أحد البراميل ليشاهد سائل أحمر اللون
تحسسه ريان وشعر بلزوجته فقال بقلق : ددمم ؟
شعر بحركة بالقرب منه فقال : مايا هل لديك حساسية من الدم ؟
قالت مايا بقلق : أنظر من أتى ..
وقف الفولاذي ليشاهد شخصان مألوفان قد أقتربا منهما فقال : أنتما ..
قال أحدهم : ياالهي حتى في الصحراء نجدكم أيها القوم !
قال الآخر : اللعنة نزار خريطتك الغبية تقود للأغبياء دائما !
قال نزار بغضب : أيها المعوق تعتقد نفسك دائما القائد هنا
قال هاشم بغضب : أنا القائد هنا !
صرخ نزار : إذن لماذا لا تأخذ هذه الخريطة اللعينة وتدلنا على الكنز !
قال ريان بحذر : الكنز ؟
صفع هاشم رأسه وقال : أيها الأحمـــق لقد أخبرتهم عن سرنا
قالت مايا وهي تتأهب للقتال : أنا أتذكر أيها
المنمط الوغـــد !
قال هاشم بسخرية: الفتاة المعتــوهة ..
تأهب ريان أيضا و قال : لقد نجوتما المرة السابقة
بسبب دموع صديقك هذا لكن هذه المرة لو تغرق الصحراء بدموعكما لن أرحمكما ..
قال هاشم بتأهب : لترتوي الصحراء بدماءكم ..
وقف نزار بينهم وقال بصوت عالي : لحظة !
نظر له الثلاثة فأكمل نزار : علينا قبل القتال أن نتحدث
في موضوع هنا .. هل أنتم خلف الكنز أيضا لأنكم تحملوا خريطة مشابهة لنا ..
قال ريان : هذا ليس من شأنك !
قال نزار : لو تعاركنا هنا سوف تكون النتيجة غامضة
لكن أنظروا لنا لدينا أعضاء صناعية على الرغم من أنها تعيقنا إلا أنها قوية لربما أستطعتما أن تقتلونا لكن بالتأكيد لن نموت
دون قتل أحدكما .. أنا أتحدث هنا عن التعاون بيينا ..
قالت مايا بمقت : من يريد أن يتعاون مع منمط !
قال نزار بحكمة : لربما من خلال تجاربكم معنا لسنا جديران
بالثقة ولكما الحق في ذلك .. لكن هذه الصحراء تخيف أكثر من منمطين أثنين .. لا نعرف ما قد يوجهنا في هذا المكان
قالت مايا : ماذا تقول يا ريان ؟
صمت ريان فترة يفكر كان مايقوله ذلك المنمط واقعي
لحد ما فقال : موافق بشرط !
قال نزار بفرح : ما هو ؟
قال ريان بحزم : تسلمونا أسلحتكم ..
قال هاشم بسخرية : ماذا عن ملابسنا ؟ الا تريدها أيضا ؟
تمتم ريان بحزم : أسلحتكم لكي نضمن عدم قدرتكم على الغدر بنا ..
تهامس المنمطان مع بعض ثم قال هاشم بحنق : حسنا ..
القى سيفيه والقى الآخر عصاه السحرية قال ريان بصرامة :
حتى الصغير منها ..
حنق هاشم أكثر و هو يلقي خنجره أرضا
ثم قال : والآن ؟
قال ريان بخبث و هو يرفع فأسه : الآن أستطيع
قتلكم دون مقاومة !
ظهر الرعب على وجه المنمطان فستدرك ريان و هو يضحك:
لقد كنت أمزح .. هيا بنا ..
مشى بالقرب من بعض فقال ريان : من أين حصلتم على
خريطتكم ؟
قال نزار : بالمجان هدية من شخص ..
قالت مايا بحنق : ذلك التاجر الجشع ... !
و كملوا مسيرهم نحو مغامرتهم ... مغامرة الكنز ...
شرق أوروك كانت توجد هناك أطلال قديمة تسمى
بانيال تلك الأطلال أصبحت مقر للوحوش الذي يتحكم بها مخلب النظام
حازم ...
جلس حازم القرفصاء وتناول جرعة من
زجاجة بجانبه فسعل بقوة ثم تمتم بحنق : هذه الترياقات اللعينة سيئة المذاق , الا تستطيع
ميار أن تضيف نكهات لكي تحسن مذاقها ؟
ثم لمعت عينيه ببريق عجيب و هو يشعر بالطاقة تتدفق لعروقه فأكمل : لكن لنعترف أن ترياقاتها لها تأثير عجيب
في إسترداد الحيوية و النشاط بشكل سريع و كبير ..
أغمض حازم عينيه و أخذ يركز على عمله ..
لقد أخبر زملائه بأن لا يزعجوه في غرفته فعمله يحتاج لتركيز كبير للغاية عليه أن يسافر بدماغه نحو الآلآف الكيلومترات
لكي يصل إلى اطلال بانيال ثم يقوم بشحذ تركيزه لكي يسيطر على
أكثر من 500 وحش و يالها من وحوش وحوش ضارية و جامحة ..
أنطلق دماغ حازم بطاقته العجيبة
مخترقا حاجز الزمان والمكان ... مخترقا الأراضي والبحار ... ليصل لعقول وحوشه .. وحوش النظام ..
.
على الرغم من العاصفة الرملية استطاع أربعة أشخاص من دخول كهف صغير نجحت الرمال بإخفاء أكثر معالم بوابته
قال هاشم بألم : عيني ! التراب في عيني
كان يدعك عينيه بقوة و الم ثم أخرج مرآة من جيبه ونظر لعينه وصاخ بهلع : عيني ! حمراء !
قال له نزار ببرود و ضجر : هل نسيت أنك منمط ؟ لهذا من الطبيعي أن تكون عينك حمراء !صمت هاشم فنطق ريان : هذا المكان هو المنشود أليس كذلك ؟
قالت مايا و هي تنظر للخريطة : نعم المفترض أن نلقى الكنز هنا !
ساروا الأربعة بخطى ثابتة و حذرة حتى وصلوا لنهاية الكهف ليشاهدوا تمثال لحيوان غريب رأسه ماعز و جسده أسد
كان خلف التمثال عبارة :أنفاس التنين.
تأمل الأربعة العبارة ثم قال هاشم : و الآن ماذا ؟
قال ريان بحيرة : يبدو أنه لغز و علينا حل هذا اللغز
لأني لا أشاهد أي مكان آخر نذهب إليه , لكن العبارة لا تناسب التمثال تنين و أسد رأسه ماعز ؟.
قال نزار بحيرة أشد :أنفاس التنين؟ هل التنين يتنفس ؟
صفعت مايا رأسها وتمتم في نفسها : لماذا أنا محاطة بثلاثة رجال يتنافسوا على جائزة الغبــــاء !
اقتربت مايا من التمثال و أخرجت حجر أملس ثم أخذت تضربه برفق
على فم الماعز ليظهر شرار ثم أشتعلت شعلة صغير في فم التمثال ليهتز المكان وينزاح التمثال من مكانه لتظهر غرفة سرية
في الجدار , فتح الثلاثة أفواههم غير مصدقين ..
فقالت مايا بضجر:هذا اللغز سهل للغاية ..
خطى الأربعة داخل الغرفة السرية ليشاهدوا مجموعة من الصناديق لكن لفتت انتباههم صندوق كتب عليه ..
"في رحلة الألم والأسى أستطاع الحب أن يتغلب على الحزن فتركنا عتاد الحرب هنا "
قال ريان بانتصار : عتاد الحرب ؟ إنها غايتنا !
فتحت مايا الصندوق بلهفة ليجدوا بداخل الصندوق سيف جميل الشكل
مع فأسين معدنيان نقشت عليه رموز اثرية رائعة رفعت مايا
السيف لتجد على مقبضه ورقة كتبت عليها سيف النور اللامع
اما ريان فرفع الفاسين ليجد ورقة مكتوب فيها
فأسا اللهب الحارق ..
شعر ريان بثقل الفأسين على يديه لكنه أقنع نفسه
بالتعود على وزنهما في المستقبل أما المنمطان وقفا أما قدر يشبه قدر
الطبخ بني اللون معدني الصنع نقش عليه عبارة ليس المهم ما خسرناه لكن المهم ما قد نكسبه
قال نزار و هو يتفحص كتاب بالقرب منه : يقول هذا
الكتاب أن هذا القدر كان يستخدم لتكوين أعضاء قد تالفة و هو يحتاج مكونات أساسية .. وهي ..
التربة الخصبة , الهواء النقي , المياه الصافية , النار المتوهجة , الإيثار
نظر هاشم إلى القوارير الموجودة بالقرب منه وقال : كل
ما ذكرته موجود هنا الا اداة واحدة و هي الإيثار
صمت نزار و هو يقرأ الكتاب ثم قال بحيرة : غريب
حتى في طريقة إستخدام العملية لم يأتي ذكر الإيثار كأحد المكونات ..!
قال هاشم : ماذا نفعل ؟
قال نزار بحزم : للنفذ العملية حتى لو كان هناك شيء ناقص .
تناول نزار إناء زجاجي به تراب و أفرغ التراب في
القدر المعدني ثم قال : الآن النار المتوهجة
القى بسائل شفاف اللون على الخشب الذي تحت القدر المعدني لتشتعل نار حمراء تتلون للون الأخضر ثم تناول زجاجة فارغة
والقاها داخل القدر و هو يقول : الهواء النقي
ثم سكب من قنينة زرقاء مياه بداخل القدر الذي تصاعدت منه أدخنة كثيفة وقال نزار : أخيرا المياه الصافية ..
على الرغم من الأدخنة الكثيفة الا أنهما تمكنا من رؤية جسم غير مستقر القوام يشبه عجينة الخبز فقال نزار : الخطوة الأخيرة أن تدخل ماكان ناقص في جسدك من أجل أن تعوض النقص ..
ثم قال بحزم : انزع ساقك المعدنية وانزل داخل القدر المعدني ..
قال هاشم بحذر : لحظة ! هذه الكمية هل تكفينا ؟
إنها بالكاد تكفي أن تعوض ساقي !
قال نزار بحزن : أعلم هذا يا صاحبي ذكر الكتاب ان
هذه المكونات تكفي لعضو واحد ولقد لاحظت أيضا أنه لا توجد المزيد من المكونات لكي نصنع عضو آخر
قال هاشم بحنق : إذن لماذا لا تقوم أنت بهذا !
صمت نزار و قال بلهجة أقرب للبكاء : هل سألت
نفسك يوما لماذا لا نساعد الآخرين ؟ لماذا نفضل مصلحتنا على مصلحة غيرنا ؟ بعد الحادث الدموي الذي حدث لنا
وبعدما ساعدنا ذلك الطبيب سألت نفسي هل سوف أفعل ذلك لو كنت مكانه ؟ طبعا لا ! إذن لماذا أريد أن يساعدني
أحدهم دون أن أساعد غيري ...
ثم أبتسم محاولا أن يخفي حزنه وقال : فوق ذلك لقد سأمت من صوت ساقك المعدنية ونحن نسير ..
قال هاشم بتأثر : نزار ....
ثم صاح هاشم بانزعاج و هو يمسح عينه : اللعنة على هذا التراب
لا ينفك في مضايقة عيني ..
أبتسم نزار بسعادة و هو يشاهد صاحبه ينزل للقدر
لكن نور ساطع ظهر فجأة في الجدار لينفتح جدار الكهف ويخرج تمثال يحمل جرة كبيرة شفافة شاهدوا فيها جسم غير
مستقر القوام أشبه بالعجينة التي صنعاها فقال نزار : هل هذا ؟
كانت هناك عبارة خلف الجدار تقول الأيثار أن تعطي الآخر ماكنت تتمناه لنفسك
لن نعوض ما خسرناه الا عندما نحب الآخرين كما نحب أنفسنا
تساقطت الدموع من عينا المنمطان الذان ذهبا للجرة فرحين وادخل
نزار كتفه داخل الجرة ليشاهد العجينة الغريبة تلتصق بكتفه
و تتحول على شكل ذراعه السابقة أما هاشم ففعل
ما فعله زميله تماما لكن كان داخل القدر المعدني لتظهر له ساق مثل ساقه السابقة فتنهدا المنمطان بسعادة قالت مايا بتأثر : لم أتوقع أن أفرح لمنمط مثل هكذا ..
قال ريان بحذر : أنظري إلى أعينهم ..
نظرت مايا وقالت بدهشة : حمرة أعينهم أختفت !
نظر المنمطان لبعض بدهشة فقال هاشم لزميله : أختفت حمرة عينيك فعلا !
قال نزار : و أنت كذلك ! هل ذهبت وحشيتنا ؟
تمتم هاشم بحنق : وحشيتي ! تعب حياتي أختفى !
قال نزار بطيبة : يبدو أن مساعدة الغير محت مافي قلوبنا من
ظلام , على الرغم من أن هذا سيء لنا كمنمطين لكني شعرت بالراحة عندما خرج الظلام من قلبي .. راحة جميلة ..
أيده زميله بصمت فقال نزار و هو ينهض : أيها السادة
لقد إنتهينا من مهمتنا لنخرج من هنا ثم سوف أنقلكم بتقنية الأنتقال للمكان الذي تحبوا أن تذهبوا إليه ...
خرجوا الأربعة من الكهف فرحين لكن صوت مخيف دوى بالقرب منهم قائلا : الآن عرفت من سطى على مخزن الدم
الخاص بي !
قال هاشم بفزع : أنت !
ضحك صاحب الصوت ضحكة شريرة و هو يقترب وقال : نعم أنه أنا ... سيد المنمطين....خازن ...
بشحمه .. ولحمه ... ودمه .....
في تلك الليلة سمع اهالي أوروك اصوات مزعجة قادمة من الشرق
فأيقن الجميع أن لحظة الهجوم بدأت و أستعد كل شخص في مكانه الذي خططوا له مسبقا ...
وما هي الا لحظات حتى مر ظل ضخم جدا على المدينة فكان ذلك سرب من وحوش طائر معرفة بــ الصقر أو كما يسموه المؤرخين بالرجل الصقر
و هي وحوش كانت تستخدم كمرافقين في الماضي وكانت بالفعل قوية ..
أما عند البوابة الشرقية فكان هناك جيش ضخم للغاية من السلاحف الضخمة
تهز الأرض بأقدامها القوية
السلاحف الضخمة
ثم ضربت بصدفاتها البوابة لتحطمها ويدخل جيش السلاحف الضخمة
المدينة , رفع اراب كفه ليعطي الأشارة ليقوم عدة أشخاص مجتمعين في وسط المدينة بسحب عجلات ضخمة وثقيلة فهتف جاسر و هو يسحب أقصى ما يستطيع : بقوة
أيها الرجال ! نجاحنا يعتمد على قوتنا !
زاد الرجال من باسهم و أداروا العجلات في اللحظة الذي انتصف فيها جيش الصقور
سماء المدينة ليرتفع عمود ضخم مكون من لهب بركاني جعل الأشخاص
الواقفين بالقرب من العجلات يتساقطون خوفا من الاحتراق , ضرب عمود النار سماء مدينة الظلام ليشعلها ويحرق عدد
كبير جدا من الصقور التي راحت تتساقط كأنها شهب نارية
أما ماجد و ابراهيم قاما بتفعيل الفخاخ المخيفة للتفجر في أجساد السلاحف الضخمة لتحولها إلى أشلاء ثم وقعت كمية كبيرة من السلاحف الضخمة في حفر نهايتها حمم بركانية ثم أعطى داران أشارته ليهجم أهالي المدينة على المخلوقات البطيئة يضربوها بما لديهم من أسلحة وقد شعروا بلذة النصر تسري في عروقهم لكن هذا الشعور تبدد عندما نزلوا ما تبقى من الصقور على الأرض وهم يحملوا مطارقهم الكبيرة ثم بان خارج المدينة جيش قادم للمعركة ...
قال كيجن بقلق : هذا الجيش ...
قال المرشد موران : غيلان ! هذا جيش مكون من غيلان !
غيلان جمع غول
و الغول كان على هيئة رجل ضخم الجثة متين البنيان غامق لون جلده
شرس الملامح وبيده سلسلة ضخمة تنتهي بكرة معدنية ثقيلة ..
الغول
هجم جيش الغيلان على المدينة دون تردد
هتف اراب بصوت عالي قلق: لقد كان جيش السلاحف الضخمة عبارة عن فرقة أختراق و نحن كشفنا أقوى أسلحتنا أمامهم ...فرقة الغيلان هي المحك الرئيسي للمعركة ! قاتلوا بأرواحكم !
لم يكن أهالي أوروك ند لقوة الغيلان
الذي كان عددهم حوالي 100 غول فراحت الأجساد تتساقط أمام كرات المعدن
الخاص بـالغيلان و أمام مطارق الصقور
كانت روز تحاول أن تركز على علاج المقاتلين أثناء المعركة
اما الذين يصابوا أصابات بالغة فيتم سحبهم إلى منزل قريب فيه نهاد
مع مجوعة أشخاص يداوا الجروح بالترياقات والضمادات ,شاهدت روز شخص إصيب بكتفه فحاولت من بعيد أن تعلاجه بتقنيتها العلاجية لكنها شاهدت أحد الصقور يهبط على رأس المصاب بمطرقة ليهشم رأسه وعندما حاولت روز ان تسعف شخص آخر
مات قبل أن تتمكن من علاجه فشعرت روز بغصة في
حلقها ورغبة ببكاء هي شاهدت الكثير من حالات الوفاة وشاهدت العديد من الجروح والدماء لكنها لم تتخيل
أن الحرب تحمل كل هذا و أبشع ..قاومت دموعها وهي تتجه نحو مركز المدينة فأعترضها ثلاث من الغيلان يلوحون بسلاسلهم المعدنية فهربت نحو زقاق على يمينها لكن رجل صقر
نزل بسرعة ليتعرض دربها ملوحا بمطرقته في وجهها فتجنبت الضربة بصعوبة وعندما ضربت المطرقة الجدار
تحطم جزء منه فنهض روز حاملة حقيبتها تركض
بهلع والدموع تتساقط من عينها لكنها سمعت صوت زوجها يهتف لها : هنا تعالي هنا ..
ركضت روز بلهفة نحو زوجها كيجن الذي قال : ابقي بالقرب منيو قومي بعملك في علاج من تريه لكن لا تبتعدي عني ..
كان كيجن يقاتل بضراوة ضد الوحوش وقد استطاع أن يتمكن من عدد لا بأس به لكنه تراجع مع زوجته عندما شاهد أن المنطقة التي هو فيها تخلو من الأنصار وتعج بالوحوش فقال كيجن : علينا أن نكون برفقة زملائنا حتى لو سلمنا الجهة الشرقية للعدو ..
وانسحب مع زوجته وأصبح بالقرب من رفاقه يناضلون في معركة البقاء .. معركة الموت ..
في أبيدوس دخل درام إحدى الغرف وقال : أحتاج لمساعدتك ..
نظر له جساس نظرة سخرية
قال درام : أريد أن أشارك في المعركة حفاظا على ماء وجه فرقتي.
قال جساس بسخرية : أنت أم فرقتك ؟
تمتم درام بغضب : أنا !
قال جساس بسخرية أكثر : سوف
ينزعج صديقنا حازم من ذلك ..
قال درام بغضب أكثر : كرامتي أكبر !
كان يعرف جساس أن المغوار منزعج لحد
كبير لهذا قرر أن يساعده فمد له شريحة زجاجية بها نقوش وقال جساس : أنت تعرف ماهذه الشريحة لكن سوف أوضح لك عملها لكي لا تقع في خطأ وتلومني ..
سوف أنقلك بالقرب من اوروك لأن في داخل المدينة
أبراج تشويش تمنعني من نقلك على كل حال اذا دخلت أرض المعركة ونفست عن نفسك وقررت الرجوع قم بكسر الشريحة
الزجاجية هذه لتنتقل مباشرة وتعود إلى ابيدوس
لأن هذه الشريحة هي الوحيدة القادرة على تخطي أبراج التشويش الخاصة بنا ..
تناول درام الشريحة الزجاجية بعجل فأمسك
جساس رأس درام
وقال بسخرية : أقتل من أجلي خمسين منهم !
قال درام بغضب : بل كلهم !
ثم أنتقل درام ليجد نفسه بالقرب من البوابة الشرقية
فتناول رمح ضخم وقفز قفزة كبيرة للغاية ليقف فوق أحد منازل المدينة ثم نزل إلى أرض المعركة يضرب برمحه
كل جسم يتحرك , هنا إلتى عين درام بعين
ابراهيم الذي رمق خصمه بتحدي
فقال الأخير و هو يهجم على خصمه بعصاه: انت أحد اتباعهم !
قال درام بغضب : بل أنا هو النظام !
ضرب رمح درام عصى ابراهيم فأنشطرت العصى إلى نصفين فهتف ابراهيم بدهشة : مستحيل ..
ثم تجنب ضربة من الرمح الضخم و على الرغم من تجنب الضرب إلى ان الرمح مزق معطف
ابراهيم وسبب جرح في ذراعه
رفع ابراهيم يديه في وجه خصمه وقال : لتجرب هذا ..
لكن درام قال بغضب : ختم !
شعر ابراهيم انه غير قادر على تحريك ذراعه
فقال درام بشماتة : ختم قواك السحرية امر سهل ..
تمتم ابراهيم بدهشة : ختم قواي السحرية ؟
عن أي عبث تتحدث يا هذا ؟
مسك درام ذراع ابراهيم
و سحبه بقوة ليضرب بركبته بطن ابراهيم الذي شعر أن معدته تمزقت فنطلق خيط من الدم فائرا من فمه ثم أمسك المغوار الغاضب رأس ابراهيم و ضرب رأسه في جدار قريب
فشعر ابراهيم أن الدنيا قد أظلمت في عينه فسقط على الأرض فداس درام ذراع ابراهيم ليكسرها ..
فصرخ ابراهيم متألما ثم زحف مبتعدا عن خصمه
فقال درام بغضب :ازحف يا دودة الأرض ..إزحف
التفت ابراهيم نحو خصمه بمقت والقى عليه
خمسة من أفخاخه دفعة واحدة فتساقطت الفخاخ محيطة ب درام
لكن الفخاخ لم تنفجر بل تصاعد منها دخان لثواني ثم هدأت فضحك درام
وقال : حتى أفخاخك أستطيع ختمها ..
أتسعت عينا ابراهيم برعب و هو يشاهد خصمه يقترب
منه لكن سهم سريع ضرب الأرض فتوقف درام ينظر للسهم
ثم التقت لصاحب السهم الذي كان ماجد يطلق وابل بأتجاه
خصمه فرفع درام رمحه وداره بسرعة كأنه مروحة ليتصدى لجميع
الأسهم لكن هناك سهم أنفجر تحت قدميه للتمزق الأرض وتندفع ألسنة الهب ويسقط درام في حفرة البركان , فقز ماجد
ووقف بجانب ابراهيم و قال الأول : هل أنت بخير ؟
قال ابراهيم بألم : ذلك الوغــــد كسر ذراعي لكن لا بأس بما أنك أرسلته للجحيم ..
دوى صوت : جحيـــــم ؟ أهذا جحيــــم ؟
قفزدرام من حفرة الحمم سالما اتسعت عينا خصميه برعب وقالا
في نفس الوقت : كيف ذلك ؟
قال درام : لا أحب أن أكرر الشرح كثيرا
حتى الحمم أستطيع أن أختمها و أحول مادتها إلى أي شيء أريده ..
ثم ضرب بكفه الأرض بقوة وشاهد بطلينا أغرب مشهد في حياتهم عندما تجمدت الحمم البركانية الموجودة بالحفرة
فقال درام : هذا لا شيء سوى حمام بارد أستحم فيه وقت الصيف .
ثم أضاف و هو يرفع رمحه : أين كنا ؟
هنا هبط غول في وجه المغوار وقال بصوت أجش : لماذا أتيت ؟
قال درام : أبتعد عن طريقي يا حازم أريد أن افرغ غضبي في هذان الضعيفان ..
قال الغول : نحن نسير على خطة معينة لا تفسدها ..
هتف درام بغضب : قليل من الدماء لن يضر !
زمجر الغول وكشف عن أنيابه : سوف استدعي المنجل ! عليك الرحيل !
أمسك درام عنق الغول ورفعه بقبضة
واحدة وقال : هل تستهين بقدراتي ؟ هل تهددني بوحشك ؟
قال الغول : غضبك أعماك عن الفهم , أنا سوف أستدعي
المنجل لكي يسيطر على هذه المنطقة الهدف الرئيسي وراء قدومه
هو التدمير فقط لن اسيطر على عقل المنجل بل سوف أجعله
يدمر ويقتل المنطقة الشمالية على طبيعة غريزته التدميرية ...
قال درام بغضب أكثر : هل تستهين بي يا حازم !
قال الغول بصوته الأجش المختنق : أنت لا تفهم ! انا لست خائف
عليك يا درام بل أنا خائف على المنجل ماذا لو التقيتم بالخطأ في المعركة ؟ سوف يهاجمك وانت سوف تقتله وهكذا فقدنا قدرة ذلك
الوحش !
صمت درام ثم القى الغول أرضا , قال درام بغضب : لم يشأ القدر أن يتم قتلكما على يدي لكن سوف تلقوا حتفكما .. بل حتفكم جميعكم على يد المنجل ...
ثم أخرج درام شريحته الزجاجية وكسرها بقبضته ليختفي
عن الأعين بعد أن غمر الضوء المكان أما الغول فنهض
و أخرج بطاقة مرافق حمراء اللون وقال بصوته الأجش لكن بشماتة : مرعب
الليالي , خاطف الأرواح , كابوس الجحيم ..... لتقتلهم أيها المنجل !
ثم رمى الغول بالبطاقة عاليا وهرب لتشع البطاقة بالهواء ثم ظهر جسد ضخم
لشبح يرتدي ملابس رثة وبيده سلاح أشبه بالمنجل مصنوع من العظم لمعت عينا المنجل
بشراسة و دموية ...... وشيطانية ...
يتبع ..
الحلقة التاسعة
.
.
ظهر المنجل في الهواء شامخا ... مخيفا .... مرعبا ...
قال ماجد برعب : هذا الوحش ...
تمتم ابراهيم برعب أكثر : لا أعرفه , لكن
من مظهره يوحي لنا بأن نهرب حالا !
ونهض البطلان يركضان مبتعدين عن الوحش لكن المنجل لاحظ حركتهما
فرفع سلاحه العظمي و أطلق كتلة من الطاقة نحو بطلينا مسك ماجد
رأس إبراهيم وقال : انخفض !
و استلقى البطلين على الأرض بسرعة في اللحظة التي مرت كرة بنفسجية اللون بسرعة فوقهما
صحيح أن كتلة الطاقة لم تضربها لكن مجرد مرورها مرورها عليهما سببت حروق بالغة في جسديهما
فقال إبراهيم بألم : أي عبث هذا !
تناول ماجد جرعة من قنينة صغيرة و أعطاها زميله
وقال : هذا ترياق خاص يداوي جروحنا بسرعة ...لا اعرف عن كسر ذراعك لربما يشفيها
لكن على الأقل سوف يداوي جروحك ..
ثم نهض وقال بقلق : الوحش قادم لنا لنواصل الركض لو لحق بنا سوف تكون نهايتنا ..
نهضا بسرعة و أكملا عدوهما و المنجل يسير وارءهما لكن يبدو
أن المنجل لم يقم بأي هجمة أخرى لربما كان يريد أن يرى أين
تتجه فريستيه لربما وجد فرائس أكثر في المكان الذي يتجها له ..
وكان على حق ..
قال إبراهيم برعب و هو يركض
نحو زملائه المقاتلين: انجوا بحياتكم !
تجاوز ابراهيم عددا من المقاتلين و عدد
من الوحوش في اللحظة التي رفع المنجل سلاحه مرة أخرى
و أطلق كتلة طاقة أكبر بكثير من السابقة فمرت الكرة الرهيبة على المقاتلين و الوحوش لتشويهم وتحولهم إلى
عظام ساخنة ثم ضربت الكرة منزل أمامهم ودمرته عن بكرة ابيه ..
نهض إبراهيم الذي قد تعلم درسه و انخفض
ليشاهد بجانبه القناص ماجد الذي
بانت عليه حروق كثيرة فقال ماجد بألم : أهرب ..
قال إبراهيم : إنهض !
مسك إبراهيم ذراع القناص
لكن ماجد هتف بغضب و هو ينزع ذراعه : قلت لك أهرب!
دمعت عينا ابراهيم ثم عقد حاجبيه وركض بسرعة
صوب المنجل سلاحه على ابراهيم
لكن سهم قوي ضرب جسده , لم يتأثر المنجل
لكن السهم لفت انتباهه ليشاهد القناص ماجد مستلقي
على ظهره يطلق أسهمه عليه , تقدم المنجل نحو القناص وتفجرت تحت
المنجل عدد كبير من الافخاخ كان القناص قد ألقاها في خط مسير الوحش
لكن المنجل لم يتأثر بها ولو قليلا
أبتسم ماجد بيأس تلك الحروق التي في جسده
كثيرة و تعيقه عن الحركة كما أن الوحش قادم له بكل شراسة
تمتم ماجد : أتمنى أن يكون ذلك المحطم قد أبتعد كفاية .
وصل المنجل عند جسد القناص ورفع سلاحه العظمي
وهوى ... بكل شراسة ... بكل قسوة ... بكل شيطانية
وحطم الأرض .. لكن أين فريسته ؟
التفت المنجل على يمينه ليجد فريسته بين ذراعي شخص آخر
قال ماجد بدهشة و بألم : أنت ؟
أبتسم وليد و قال و هو ينظر للوحش : دعم الثوار قد وصل ...
شعر ماجد بجسده يتعافى بسرعة فلمح
ندون تقف خلفه وتعالجه بمهارات علاجية
قال وليد بقلق : لقد استدعوا
المنجل و لا توجد فرصة أمامنا ضده علينا أن ننسحب ونجمع قوتنا ضده .
القى وليد قنبلة دخانية وهرب الثلاثة
لكن المنجل لم يكن بالوحش الذي يرى الأجساد مثلما هي بل كان يرى
ارواح الأجساد لهذا لم تنفع القنبلة الدخانية لتشويش رؤيته فرفع سلاحه وأطلق كتلة طاقة كبيرة ناحية فريسته
و حدث الدمار في المكان , لم يشاهد المنجل أي أرواح قريبة
فعرف أنه تمكن من فريسته فالتفت إلى الخلف وضرب منزل بواسطة سلاحه ليدمره وقام يمارس عمله بالتدمير والتخريب
في مركز المدينة هبطت ثلاث هالات مضيئة وما أن تلاشى الضوء حتى قالت
ندون بإعجاب : استخدامك لمهارة الانتقال في مثل هذا الوقت شيء مذهل ..
قال وليد بحزم : سوف يكون مذهل لو تخلصنا
من هذا الوحش المخيف ..
تمتم ماجد : علينا أن نجمع الجميع لكي نتمكن من هزيمته .
قال وليد : هذا غير ممكن حاليا , فالجميع
مشغول بالقتال ضد تلك الوحوش المنشرة في المدينة و بما أن المنجل
أستقر في الناحية الشمالية كما يبدو فدع أمر التخلص منه ينتظر ..
كان دعم الثوار مفاجئ لـ حازم
و هو الذي كان قريب للأنتصار لقد سيطر على شرق المدينة و المنجل
يدمر شمال المدينة والمخالفين يتقهقرون للخلف من ناحية الغرب وكلها لحظات ويدمرهم لكن .. دعم الثوار ..
شاهد حازم من خلال عين أحد الغيلان فتى يقاتل مع ذئبه
فقال حازم في نفسه : لم أخبر أحد عن عدم سيطرتي على ذلك الذئب لأن سره غامض لحد الآن ...عندما ينظر حازم للكائنات حوله يشاهد
من هو بشري باللون الأزرق و الكائنات الأخرى باللون الأحمر لكن ذلك الذئب لم يكن له لون أبدا كأنه غير موجود
زاد حنق حازم أكثر فأرسل خمس
غيلان نحو أسامة
و ذئبه
شاهد أسامة الوحوش الخمسة التي تعترض طريقه
فقال لذئبه فنرير : وحوش أكثر .. لننفذها !
ثم صاح أسامة عاليا : تنكر...
ليتحول أسامة إلى ذئب مشابه لذئبه تماما و أنقض
مع ذئبه على الغيلان....
كانت كيرا قد وصلت بالقرب من
كيجن و روز
فقالت الأخيرة بفرح : لقد وصلتم أخيرا !
قالت كيرا بثقة :نعم ! قائد الثوار أرسلنا ولقد أنتقلنا
إلى هنا بواسطة مهارات الأنتقال لكن ...
نظرت للمدينة المشتعلة وقالت بقلق : المدينة تشتعل ...
اقترب منهم المرشد موران وقال : معك حق
لكن الأهم أن معنويات أهالي أوروك قد أشتعلت وصاروا يحاربوا
بأرواحهم من أجل التغلب على النظام ..
ما أن أنهى عبارته حتى دوى أنفجار عنيف , نظروا نحو الشمال ليشاهدوا المنجل
يعيث في الأرض دمارا , قالت روز برعب : ماهذا الوحش
الضخم المخيف ...
ضاقت عينا كيجن و هو يراقب الوحش
ثم تمتم : يبدو الأقتراب منه مستحيل .. أنظروا إلى حركاته ..
راقب الجميع المنجلو هو يقوم بتدمير المنازل و لاحظوا الجثث المتفحمة
التي بالقرب منه تمتمت كيرا بقلق : يحترقوا بمجرد الأقتراب منه ؟
قال موران بحذر : هذه ليست نار بل قوة ظلامية
حارقة مخيفة ...أشك حتى أن السحر العادي قادر على ضربه ..
قال كيجن : هل لديك خطة ؟
أبتسم موران بثقة حزينة : أنظر لي يا فتى
لا تستهين بما تراه هنا ..
ثم شد موران على قفازيه الحديديين وقال : لا يوجد معنى
في قتال من قريب أو من بعيد هذا طبعا على حسب إمكانياتنا ... لكن ...
ثم أضاف : تلك الفتحة البركانية قادرة على ضخ كمية كبيرة من اللهب لو استطعنا أن نجعله يقف فوقها وفتحنا العجلة عليه
لربما كانت هناك فرصة ..
قال كيجن بحزم : لا يبدو أنه ينوي أن يغادر
الجهة الشمالية على الرغم أنه دمر المنطقة إلا أنه مصر على الوقوف هناك ..
قال موران : نحتاج أن نلفت انتباهه ونجعله يأتي إلى
إلى هنا ..نحتاج لشخصين في هذه المهمة شخص يجذبه وشخص يقف عند العجلة ويشغلها ..
قالت كيرا بحذر : ذلك الشخص الذي يقف عند العجلة
سوف يكون وجها لوجه مع ذلك الوحش ... هذا انتحار ..
قال كيجن : إجذبه إلى هنا أيها المرشد
و أنا سوف أشغل العجلة ....
هتف المرشد موران : الا تفهم هذا العمل خطير
ويحتاج لشخص بقوتي ليدير العجلة و نحتاج لشخص سريع يجذب أنتباه الوحش و هذا هو أنت ..
صمت لبرهة ثم قال : فوق ذلك أنا لا أملك شيئا أخسره ..
قالها و هو ينظر نحو روز ...
فهم كيجن مغزى المرشد فقال : حسنا أنا ذاهب لكي أجلبه ..
انطلق السفاح فقالت روز بقلق : أحترس !
ركض السفاح بكل سرعته نحو الجهة الشمالية و هو يلمح الدمار الذي لحق بالمدينة والجثث المحترقة للوحوش و للمقاتلين
هو يعرف أن المعركة سوف تكون من نصيبهم لو تخلصوا من المنجل
وصل كيجن للناحية الشمالية وصرخ
بقوة : أيها المحنط َ!
التفت إليه المنجل ورفع سلاحه العظمي في اللحظة التي استدار فيها السفاح
و قام بالعدو السريع أطلق الوحش كتلته المخيفة فقفز كيجن
عاليا فوق أحد المنازل لتضرب كتلة الطاقة المنزل الذي يقف فوقه السفاح ليتدمر المنزل كاملا
فنزل السفاح كيجن على قدميه منذهلا
بقوة الوحش المنجل الذي انطلق خلف السفاح يضرب الحطام
الذي يعترض طريقه ركض السفاح وكرات ظلامية مخيفة تتطاير خلفه وتدمر ما ترتطم به ..ثم وصل إلى الحفرة البركانية
وتجاوزها وهو ينظر لعين المرشد الذي رمقه بحزم أغمض كيجن
عينيه بأسى لثانية و هو يركض وتجاوز الحفرة البركانية وشعر بطاقة علاجية تسري في جسده
تعالج حروقه الطفيفة ... كانت روز تقوم بهذا
العمل .. لكنها كانت قلقة على مصير المرشد ...
عندما أقترب المنجل من الحفرة البركانية هتف المرشد
موران بقوة : أيها المنجل !
نظر له المنجل ورفع سلاحه العظمي ..
في اللحظة التي ضرب فيها موران
العجلة المعدنية الثقيلة ضربة أودع فيها كل توتره وكل خوفه وكل تفكيره كان يدرك من البداية أن المهمة انتحارية
ولها مصير واحد و هو الموت ... الموت كان دائما يفكر ان الموت قريب منه منذ أن مات مرشده
قيمس أو كما في لهجة أهل امانسيس فيمس ... منذ موته تذكر هويته الحقيقية .. أنه المرشد الذي لم يتخصص في أي تخصص معروف
المرشد الذي يقضي وقته في التزود بالمعارف والمعلومات .. المرشد الذي تكون وظيفته إرشاد من يحتاج أن يرى النور
لن يرى أصحابه النور إذا واجهوا هذا الوحش الآن لربما بعد فترة إذا زادت قوتهم .. ولكي يرى أصدقائه النور
يجب عليه ان يضحي بنفسه هكذا هو المرشد شمعة تحترق لتضيء درب غيره ..
شعر بالقوة الظلامية الحارقة تذيب المعدن على قفازه و العجلة مازالت تدور لكن اللهب لم ينطلق .. هل يوجد خلل ؟
شاهد سلسلة العجلة مفصولة مما تمنع عملية الفريق فقام المرشد موران
بربط السلسلة بسرعة متحاملا على الم الحرق كان المنجل
يتلذذ و هو يرى فريسته تحترق ببطء لكنه تذكر أنه في صدد مطاردة فريسة آخر لهذا هوى بسلاحه العظمي على
المرشد في اللحظة التي تمكن فيها موران
من ربط السلسلة وضرب العجلة مرة أخرى لينطلق عمود من اللهب الحارق غمر المنجل الذي أشتعل وانطلق منه صرخات مرعبة وراح يدور على نفسه ثم حدث الانفجار
إنفجار دمر ما يحيط به على مسافة 100 متر مما جعل روز
و كيرا تطيران في الهواء وتسقطان على الأرض بعنف
فقالت الأخيرة بفرح : لقد نجحنا !
تمتمت روز بحزن : المرشد ...
في ناحية آخرى من المدينة و في نفس التوقيت كان ابراهيم يعرج
محاولا الهرب من الوحوش التي تلحقه فالأصابات التي في جسده تمنعه من القتال
لكن أسهم كثيرة أنطلقت لتحصد أجساد الوحوش ثم ظهرت امرأة تحمل مطرقة تشبه مطرقة الرجل الصقر نزلت المرأة وضربت بمطرقتها أجساد الوحوش وسحقتهم بمهارة
قال ابراهيم بفرح :
فيجي و فواز ....
قال فواز بفرح : كالعادة انقذك !
أين هو الزعيم ؟
صمت إبراهيم وقال بحزن : لقد أستشهد ..
لم يصدق فواز ما قاله شقيقه بالتبني
لم يصدق أن أباه الروحي قد فارق الحياة لكنه قال متحاملا على حزنه والدموع تسقط من عينيه : لن يموت هباءا
ثم رفع رأسه وقال بصرامة : مما شاهدته من أعلى المدينة جيش الوحوش في تراجع خصوصا بعد ذلك الأنفجار الرهيب
في وسط المدينة على الذهاب إلى الشرق لكي نقضي على ماتبقى منهم ...
انطلقوا الثلاثة حيث كان كل من جاسر
وداران و دعم الثوار و جيش
أهالي أوروك الذين كان كانوا يقاتلوا بضراوة من أجل النصر ..
النصر الكبير ...
في تلك اللحظة خرجت ذراع من بين الحطام , خرجت الذراع التي تنتهي بقبضة محترقة وعليها آثار معدن مصهور
ليخرج جسد مدمي ومحترق ببشاعة فنظر له أحد الثوار و قال بهلع : يوجد لدينا شخص مصاب .. الفريق الطبي ..
استدعوا الفريق الطبي !
جاءت نهاد بسرعة وهي تحضر عدتها الطبية وقالت
بدهشة وهي تعالج المصاب : أنت ذلك العجوز المرشد ...
قال موران بفرح على الرغم من ألمه :
مرشد نعم , عجوز لا ...
كان المرشد موران سعيد لنجاته ومقدرته على
ارشاد الناس للنور مجددا ..
على الرغم من جروحه التي لم يزول المها بعد ذهب لأرض المعركة ولم تسع الفرحة اصدقاءه عندما شاهدوه حيا مجددا
في صحراء يوتيا كان هاشم و نزار و مايا و ريان متسمرين
يشاهدوا سيد المنمطين خازن الذي يقترب منهم بشراسة
قال خازن : أنا أضع لي في كل بقعة من الأرض
مخزون من الدم و أنتما أيها العزيزان تتذكروا ما أصنع بواسطة الدم !
بلع نزار و هاشم
ريقهما برعب فأكمل خازن : ولأسباب مختلفة
وضعت كرستالة تسمى كرستالة الأرتباط وهي ما أن يلامسها الهواء الخارجي
تقوم برسل موجات ضوئية خفية لتضيء كرستالة أخرى من نفس النوع أملكها بقربي وكنت أتسائل من يملك الحماقة الكافية
لكي يقتحم مخزن الدم الخاص بي .. وكانت اجابة سؤالي واضحة ..
ثم أطلق ضحكة شيطانية فقال ريان بإنزعاج : من هذا
القبيـــح ؟
قال نزار بقلق : هذا اللعيـــن من قطع أعضائنا أنه اقوى
منمط عرفه التاريخ ..
قال خازن و هو يرفع ذراعيه عاليا : إسمي
خازن المنمط رقم 1 في العالم !
ثم ظهر سيفان أحمران في قبضة خازن قال هاشم برعب : سيفان هذه المرة !
شهر الأربعة أسلحتهم فقد كان واضح أن سيد المنمطين غير قابل للمفاهمة و أختفى سيد المنمطين ...نعم أختفى
ثم ظهر أمامهم قالت مايا بدهشة : سريع جدا !
ثم قفز خازن في الهواء وفرد رجليه في إتجاهين معاكسين
ليضرب وجه مايا و ريان
ليلقيهما أرضا و ما أن وقف على رجليه حتى اندفع بإتجاه نزار
و هاشم وضربهما بكتفه ليدفعهم لمسافة متر كامل ثم سقطا على الأرض ونظرا له برعب و هو يرفع سيفيه الدمويين وقال خازن بشراسة : في المرة السابقة قطعت ذراع و ساق
لكن يبدو أنكم مثل النبات تنمو لكم أعضاء جديدة لهذا سوف أأكد نظريتي إذا قطعت أيديكم وأرجلكم ونشاهد نمو أعضائكم .
وهوى بسيفيه فأغمض المنمطان السابقان أعينهم بخوف لكن صرخة غضب انطلقت من فم خازن وقذف سيفه الدموي الذي استقر في جسد سمندر
(السمندر او السلمندر زاحف برمائي صغير الحجم)
صغير فقال خازن : اللعنة النظام شاهدنا !
ثم قال بشراسة : لا وقت لكي العب معكما ..
رفع يده عاليا وقال : كرة الدم , كرة الوحشية , يا كرة من قلب الجحيم تعالي هنا و أسحقي أعداء سيدك ! تكونت كرة ضخمة فوق كف سيد المنمطين وسقطت الكرة على الأرض وراحت تدور بإتجاه نزار
و هاشم
اللذان نهضا بصعوبة وقاما بالعدو بسرعة والكرة خلفهما فقال خازن
و هو يقهقه : اركضا يا ساق النعام و ذراع البطريق هاهاهاهاهاهاها ...
ثم التفت إلى مايا و ريان
اللذان باغتاه بالهجوم لكن سيد المنمطين كان يتجنب ضرباتهم بكل رشاقة وبساطة
فقالت مايا بقلق : هذا ما كنت أخشاه ..
قال لها الفولاذي بحيرة : ماذا ؟
نظرت مايا لسلاحها الجديد وقالت : هذه الأسلحة أسطورية
ذات مستوى عالي من القوة و المهارة و نحن أضعف من أن نستخدمهم لهذا هذه الأسلحة لا تعطيني شيء من قوتها
بل على العكس إنها تضعف هجومنا ولعلك لاحظت ثقل فأسيك ..
رمى ريان الفأسين الأسطورين على الأرض وتناول
فأسه الطويل ذو القبضتين لكن خازن قال بشراسة : تأخرت يا فتى ..
وانقض على الفولاذي وضربه في فخذه بواسطة سيفه الدموي فسبب جرح بليغ صرخ الفولاذي بألم
ثم ركل خازن الفولاذي في وجهه ليلقيه على الأرض
انقضت مايا من الخلف على سيد المنمطين فتجنب
ضربتها على الرغم انه لم يلتفت لها وابتسم بسخرية ليمد يده للخلف و أمسك شعرها وسحبها والقها أرضا أمامه فقال
بشراسة : قلب إمرأة ؟ منذ زمن لم آكل قلب فتاة شابة ..
ثم هوى بلكمة قوية على وجه مايا فأفقدها وعيها
فقال ريان بغضب : أيها الوغــــد !
رمى خازن سيفه الدموي فستقر في صدر الفولاذي الذي سقط
على ظهره و هو يشهق بألم فقال خازن : من حظك إني
على عجلة من أمري لأن النظام قادم و فوق ذلك أحتاج لذراعي الأخرى لكي أقوم بعملية الأنتقال ..
قبض على شعر مايا ورفعها على كتفه وقال : في ليلة
أكتمال القمر يهبط إلى الأرض شيطان الليل , سوف أضحي بها من أجله و أتناول قلبها لكي تزيد قوتي ..
ثم رفع يده ليغمره ضوء ويختفي ...
تمتم ريان بألم غاضب و هو يكافح لكي لا يفقد
الوعي : إرجع أيها الوغـــــ ـ ـ ـ ـ ـ ...
كان نزار و هاشم
يركضان بسرعة و الكرة الدموية الحمراء تدحرج خلفهما ثم سقط هاشم على الأرض وقال : اللعنة لم أتعود على ساقي الجديدة !
انحنى له نزار ورفعه و هو يقول برعب : أيها
الأحمــــــق أنهض قبل أن ...
ثم التفت ليشاهد المنظر المرعب الذي يخشاه الكرة الدموية على مسافة متر واحد منهما و تدحرج بكل سرعة و قوة
وانحنى على الأرض يحمي زميله من الكرة الدموية التي فجأة ضربت حفرة صغيرة وارتفعت لتطير على مسافة متر ونصف ثم تكمل دحرجتها متجاوزة
جسد نزار و هاشم الذان لم يصدقا ما حدث ..فتنهدا بإرتياح ثم نهضا وإتجها للفولاذي الجريح فقاما بعلاج الأصابات الخطيرة
بواسطة ترياقات علاجية موجودة في حقيبة الفولاذي فقال نزار
علينا الأبتعاد من هنا قبل أن يأتي النظام ... لكن لم يكن يدرك أن النظام كان مشغول في شيء آخر ...
شيء خطير ... وحاسم ...
في عش الثوار كان حارس مراقبة البوابات الضوئية
يحتسي قهوته بملل و هو يتمتم : باقي 6 ساعات على مناوبتنا المملة ....
سمع صوت خلفه يقول : لقد بدأت مناوبتك منذ 11 دقيقة فقط وبدأت تعد الساعات ؟
التفت الحارس ليشاهد المسؤول الأول لبوابات الدخول الحارس سعد فتغيرت ملامح الحارس المساعد وقال : سيدي سعد لم أقصد التذمر ولكن انت تعرف ...
ظهرت إبتسامة على الرغم من وجه سعد
الجاد دائما وقال : لا عليك يا صاحبي أنا ايضا اشعر ببعض الملل أحيانا لكن الملل بأمان أفضل من الأثارة بخطر ..
هنا سمع الحارسان صوت رنين خافت ناتج من أحد الكرستالات العديدة أمامهم فقال الحارس المساعد بجدية : هنا أحدهم
دخل , منطقة الدخول هي المنطقة 18 ...
قال سعد و هو يدير أحد المناظير الموجودة أمامه : المنطقة
18 ؟ غريب في العادة نحن نستخدم المناطق من 1 إلى 10 ..
ثم قال بدهشة : هذا ....
نظر الحارس المساعد من منظار آخر وقال بدهشة مماثلة : هذا ذلك الفولاذي و برفقة غريبان ..
قال سعد : يبدو أن الفولاذي مصاب ...
قال الحارس المساعد بحيرة و قلق : ماذا يجب أن نفعل يا سيدي ...
قال سعد بجدية : إذهب للقائد و أخبره فورا
اما انا سوف آخذ أربعة من الحراس ونذهب لنتفحص الأمر ..
انطلق الأثنان ينفذان الواجب عمله في مثل هذه الحالات ..
في المنطقة 18 قال هاشم بحذر : ثم ماذا ايها الفولاذي ؟
قال ريان بألم : لا تقلق سوف يأتي الثوار
هم يراقبونا عبر مناظير متغللة في جدران هذا الدهليز ...
قال نزار بحذر : أنظر هناك !
ظهرت بوابة ضوية أمامهم ليخرج منها خمس أشخاص قال سعد
بحزم و حذر : أنت هو ريان ما لذي يحدث هنا ؟ و من هذان
الغريبان ؟ و أين تلك الفارسة ؟
قال ريان بقلق : هذان الغريبان ساعداني في النجاة من الموت
أم الفارسة مايا .... فأحتاج أن اتحدث مع زعيم الثوار
في هذا الأمر أنه موضوع خطير للغاية ....
في أوروك كان الجميع من المقاتلين والأهالي يعاينوا الأضرار التي لحقت
بالمدينة وكذلك دفن الجثث المنتشرة في المدينة , قال اراب بأسى :
فقدنا 80 فرد من أصل 200 مقاتل أكثر من ثلث قوتنا ...
قال ماجد بثقة : وصلنا 50 مقاتل من الثوار
وهم على تدريب عالي لن تكون هناك خسائر أكثر من التي مضت .
هتف اراب بحنق : الا تملك أدنى إحساس يا هذا !
اندهش القناص لردة فعل اراب و هو المشهور بوقاره
فهتف اراب و هو يشير للقبور الحديثة : الا تشعر
بالموت حولك ؟ هل جل ماتفكر به هو المعركة ؟ الم تفكر و انت تنظر لأحد القبور من يكون صاحب القبر ؟
أنه أخ أحدهم أو أب لأحدهم أو أبن عائلة شخص ما ؟ الا تظن أن التفكير بهؤلاء المقاتلين كمجرد آلة قتال
هو شيء غير عادل ؟ ما لذي نختلف عن تفكير النظام ؟
صمت ماجد و هو يشعر بالحرج
قال المرشد موران بإتزان : أقتدر شعورك
ايها السيد الوقور أنت من أهالي هذه المدينة وتشعر بألم أكثر منا بالطبع لكن لو إستسلمنا للعواطف سوف نخسر زمام الأمور
الشهداء الذين امامنا ضحوا بأنفسهم من أجل حرية هذه المدينة لو غرقنا في حزننا وتركنا كل شيء وراء دموعنا
سوف يكون موتهم مجرد هباء هذا لن يحزننا فقط بل سوف يحزنهم أيضا ..
ربت وليد على كتف اراب
مواسيا وقال : نحن نقدر التضحية لهذا سوف نقوم بعمل تدريبات مكثفة أكثر إلى الأهالي
لكي نتجنب فقدان أشخاص أكثر ..
هنا لمع ضوء قادم من السماء ثم هبط الضوء على هيئة هالة ضوئية أستقرت على الأرض بهدوء ونعومة , تلاشى الضوء
ليظهر فادي جاد الوجه
نظر له الجميع بحذر فقال فادي : رسالة
من قائد الثوار لشعب أوروك المناضل, نحي فيكم روح التضحية
من أجل الحرية ونخبركم مهما حدث من تقلبات الدهر نحن سوف نكون معكم ...
صمت فادي ليلتقط أنفاسه
ثم أضاف : أين هو كيجن ؟
ظهر كيجن من بين الحشود
وقال ببرود : نعم ؟
قال فادي بحزم قلق : الزعيم يطلبك
مع بعض من رفاقك إنها حالة طارئة ..
ثم قال بصوت عالي : فيجي
و فواز و روز
و ندون
و كيجن عليكم مرافقتي ..
اقتربوا منه و نثر رمال ضوئية على رؤوسهم لتنطلق طاقة ضوئية ويختفوا ...
عندما دخلوا عش الثوار ثم ولجوا قاعة الاجتماعات
كان هناك زعيم الثوار و ريان
و نزار و هاشم فقال كيجن بحذر :ماذا يفعل هذان المنمطان هنا ؟
رد نزار بسخرية : منمطان ؟
ثم فتح عينه بأصابعه وأكمل بسخرية : إنظر مدى نقاوة أعيننا لقد خسرنا كل وحشيتنا و خمن ماذا
المنمط الوحيد هنا ....
أشار نزار عليه وقال بأسلوب مسرحي : هو أنت !
التفت كيجن إلى زعيم الثوار وقال : ماذا يحدث هنا ؟
قال ياسين بقلق على الرغم من الهدوء الذي يغلف صوته : أجلس
يا كيجن توجد هناك قصة يريد زميلك الفولاذي قصها عليك ....
وحكى ريان من جديد قصته مع سيد المنمطين
السيد الدموي ... و القاتل ..
.
.
في أبيدوس جلس أعضاء النظام في غرفة اجتماعهم المعتادة
يناقشوا أهم التطورات ...
قال درام بغضب : لقد كنت قادر على سحقهم
لكن المخلب العبقري أراد مني الأنسحاب لكي يطبق خطته العبقرية و هذه هي النتيجة ...
أكمل اصلان بلهجة ذات معنى : أخبرته أن يجمع عدد أكبر
من قواته لكنه أصر أن قواته كانت كافية !
تمتم جساس بسخرية : يوجد نوع جديد
من الوحوش الزعماء المنجل المشوي ...
قال حازم بحنق : هل أصبحتم كلكم ضدي ؟
قاطعهم فؤاد بصوته العميق : يكفي !
ثم أضاف : المخلب فشل في المهمة لكن هذا لا يعني أنه الوحيد الذي فشل , هل نسيتم إننا نعمل كمنظومة واحدة ؟
هل نسيتم إننا كيان واحد ... فشل أحد منا يعني فشلنا جميعنا ..
قال درام بغضب : أنا لم أفشل ..!
دوى صوت ميار : لماذا لا تريد أن تفهم ؟
أصمت و أستمع لما يقوله فؤاد ..
عم الصمت في قاعة الأجتماع لبرهة فأكمل فؤاد : حدث ما كنا
نتوقعه الثوار حصلوا على أصحاب المهارات المنسية وهذا يعني أن الثوار قد إزدادت قوتهم ليصبحوا تحدي أمام النظام
لربما أنهم مازالوا غير قادرين على مواجهتنا في معارك مفتوحة لكن هذا ليس إلا مسألة وقت ... ميار ما هي التطورات في خطتنا الكبرى ؟
جاء صوت ميار واثقا : لقد درسنا
آلية الهجوم وسوف تكون ضربة مزدوجة سوف نحتاج 700 جندي كما نريد قادة لهذه الضربة ..
رفع اصلان يده فقال الساحر الظلامي : تفضل !
قال اصلا بأدب غير معهود فيه : انتم قررتم أن يكون
ثلاثي الموت الجديد قادة على إحدى الهجمات فدعوني أقرر
قائد الهجمة الثانية ... بما إني قائد قوات المحاربين فأنا أخبر بمقاتيلني
قال حازم : وبمن تفكر هذه المرة ؟
قال اصلان بثقة : شخص من شعب أرمادا .. ساحر ظلامي تلقى تدريبه و أكتسب قوته من فؤاد شخصيا !
قال فؤاد : انت تقصد ...
قال الفولاذي بثقة : أجل الشخص الذي قوته المنفردة تساوي قوة ثلاثي الموت الجديد
مجتمعين ساحر ظلامي صنفت مرتبته على (+ أ ) انه الملقب بقوة الأرض انه المدعو ....
قال فؤاد و اصلان في نفس الوقت : كانون ..
قالت ميار : عال , تأكدوا أن التجهيزات
تكون كاملة هذه المرة سوف نتعاون جميعا في هذا الهجوم ولا نريد الفشل ...
وكانت عبارتها تحمل كل الجد في نجاح ضربتهم ... الضربة المزدوجة و الحاسمة ..
في غرفة سرية في مقر المنمطين كانت هناك العديد من
القوالب الزجاجية بها جثث متحللة و متعفنة و قوالب اخرى بها جثث للتو تم قتلها و قوالب بها أجساد لبشر مازالوا
على قيد الحياة ومنها قالب زجاجي به مايا
التي تم تقيد ساقيها وذراعيها بأغلال معدنية و في غمرة الظلمة فتح أحدهم الباب ليدخل
سيد المنمطين يمشي بثقة ووحشية بين القوالب
ثم أقترب من قدر به سائل أحمر قاني تناول أحد الأكواب وغرف من القدر ملئ الكوب وشرب
السائل كله بجرعة واحدة , كانت مايا
تراقب المشهد وتساءلت هل السائل الأحمر الذي ترك أثر على شفاه هذا القبيح هو ددمم فعلا ؟
قالت مايا بغيض : سوف تدفع ثمن هذا !
اقترب منها خازن منها بسخرية وقال : لم أسمع جيدا ..
هتفت مايا : سوف أقتلع عينك !
قال خازن بسخرية : أيتها الشابة أنت تتحدثي إلى زعيم التنميط
إلى الشخص الذي جمع جميع المتوحشين في هذا العالم ...
ثم وجم وجه خازن و هو يتذكر ذكريات قديمة للغاية ..
قبل 21 سنة كان هناك منمط يركض بالقرب من إحدى الغابات عندما
اعترضه مجموعة من الوحوش وقام بقتلهم بصعوبة ثم ظهر ذلك المغوار واشتبك المنمط
مع المغوار في قتال عنيف إستطاع المنمط ان يخرج حيا ولكن بإصابة خطيرة
عندما وصل لتلك المدينة التي تتجهز لمعركة كبيرة لقتال النظام فأقترب المنمطمن المدينة ليبرز الحراس أسلحتهم في وجهه فقال المنمط بإعياء : مساعدة ..أحتاج لمساعدة ..
قال أحد الحراس : ولماذا نساعدك ؟
قال المنمط بألم : أستطيع أن اساعدكم في قتالكم ضد النظام أنا أملك المهارات
الكافية ل...
هتف الحارس : أصمت أيها المنمط الحقــــير !
من يثق بمنمط مثلك ؟ ما أن تنال فرصة حتى تقوم بأكل قلوبنا بتلك
الأسنان البشعة !
قال المنمط : أيها الأوغـــاد ..
هنا شهر الحراس أسلحتهم وتأهب المنمط المصاب لتكون معركته الأخيرة
لكن ظهر ذلك الضوء بجانبه ليظهر رجل متين البنيان أحمر العينين قال بشراسة : هذا المنمط معي ...
قالوا الحراس بدهشة : هذا ... اهجموا عليهما ..
رفع الغريب كفيه لتظهر رماح حمراء اللون انطلقت لتحصد أجساد الحراس وترديهم قتلى ..
قال المنمط بدهشة : ما هذه المهارة الغريبة ؟ و من أنت ؟
قال الغريب الذي لم يكن سوى سيد المنمطين : أنا من أختارني
القدر لكي أحمي من هم ينتموا لي !
قال المنمط بحيرة : نتمي لك ؟
قال سيد المنمطين بطموح : للتو توصلت للقوة العظمى للوحشية
وبهذه القوة سوف نحمي كياننا ... دهليز التحدي العام سوف يخضع لسيطرتنا وعبر نظام التنقل الذي توصلنا له
من حضارة أمانسيس سوف نبني لأنفسنا مقر منيع وسوف نمارس حياتنا ..
قال المنمط : وماذا عن النظام و ماذا عن مقاومة النظام ؟
قال سيد المنمطين : عندما يحدث تغير في العالم لا يجب أن تواجه
ذلك التغير بل عليك فقط أن تتكيف معه ..
لم يملك المنمط أي كلمة يقولها أمام هذا الغريب القوي
فيستسلم للغريب وهو ينقله إلى المقر الجديد …
عاد خازن للواقع لقد كان يريد من المنمطين أن يكونوا
جنوده الذين ينفذوا أوامره حرفيا لم يكن يريد ان يتجاوز طموحهم أكبر من أن يعيشوا حياتهم القديمة
مثلما كانت ...
قال خازن للأسيرة : بعد ثلاث أيام سوف
يكتمل القمر وسوف يكون لك الشرف أن تمتزج قوتك في كيان عظيم مثلي ..
وخرج خازن من الغرفة تارك الأسيرة على الرغم
من قوة اعصابها أن ترتجف هلعا امام رعب شخصية ذلك الشيطان المخيف ...
ياسين
انتهى ريان من قصته ...
قال ياسين بحزم : يتوجب علينا ان ننقذها
لاسيما إنها من الأشخاص الذين يملكوا مهارات منسية ..
قال ريان بحنق : لحظة لحظة أيها العجوز ..
لقد ضقت ذرعا بتصرفاتك وكلماتك هل انت مهتم بنا ام مهتم بما تسميه المهارات المنسية , لقد فهمنا ماتقصده
بمهارات المنسية لكن اذا كنت سوف تعاملنا كأدوات فالأحرى بك أن تستخدم هذان المنمطان بدل منا ..
نهض الفولاذي بغضب اعترضه سعد وقال بحنق :
كيف تجرأ أن تحدث الزعيم هكذا !
فقال ياسين بهدوء : دعوه أنه يحتاج لتفسير .
أكمل ياسين : من الأشياء التي لم اتحدث عنها فقدان الناس
السريع لتلك المهارات التي كانت في زمن ما مهارات عادية يتمتع بها أغلب الناس .. السر يعود
للســــم الذي يقدمه لنا النظــام ..
قالت روز بحيرة : سم النظام ؟
كأنه لم يسمعها ياسين أكمل قصته : تلك الحكيمة
التابعة للنظام التي اسمها ميار
إنها تجمع الأطياف من كل بقعة في العالم بشكل مكثف وكبير ..
في البداية سوف أشرح لكم الأطياف رغم أن أغلبكم يعرفها , الأطياف هي الطاقة المختزنة داخل الجسم
من الطاقة لا تختفي و لا يمكن أن نصنعها من العدم لكنها تتغير من شكل إلى شكل آخر ( مبدأ حفظ الطاقة )
عندما تقف في الشمس لفترة طويلة فأن جسمك يكتسب طاقة من أشعة الشمس لكن و أنت واقف هناك دون
أن تتحرك أتى شخص وقتلك .. أين تذهب طاقة الشمس ؟
أين تذهب الطاقة التي داخل جسدك من الأساس ؟
تتحرر في الهواء على هيئة كتل أثيرية لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة , ههذه الأطياف يمكن جمعها
بما يعرف بـ قلادة الفوضى التي تمكن حاملها من أن يجمع
الأطياف ليس هذا وحسب بل يشاهدها .. عموما الأطياف لها أستخدامات عديدة كانوا الخبراء يصنعوا منها
رقاقات الدعم وهي لونا و
نور و قوة
ذات رتب أقصاها رتبة سابعة هذه الرقاقات لها تأثير على إضعاف القوة السحرية و الجسدية للخصم على حسب
نوع الرقاقة كما أن نجاحها وسرعتها تعتمد على رتبتها على كل حال ..
حكيمة النظام كانت تجمع الأطياف لتصنع نوع جديد من الرقاقات تسمى الرقاقات المجهرية هذا النوع من الرقاقات صغيرة للغاية ولا نستطيع مشاهدتها تقوم الحكيمة بنشر هذه الرقاقات في الهواء الخارجي كما لوثت مياه الأنهار و المحاصيل الزراعية بها لا يكاد هوائنا أو مائنا أو طعامنا يخلوا من هذا السم ..
قال كيجن غير مصدق : هل تريد أن تخبرنا أن أجسادنا تحتوي بداخلها على هذا الســم ؟
قال ياسين : بالضبط ! لكن ماذا يعمل هذا السم ؟ هل يقتلنا ؟
لا ليس القتل بمعنى القتل بل قتل مهارتنا .. سوف أوضح لكم هذا الأمر بالتجربة ..
نهض وذهب لزاوية الغرفة و فتح صندوق ليخرج منها قلادات معدنية وناولها لمن في الغرفة وقال : هذه قلادة الفوضى ارتدوها من فضلكم ..
نفذوا أمره ثم قال : نزار نفذ مهارة التفادي المركز ...
قام نزار بتنفيذ المهارة فنظر له الجميع بدهشة
عندما شاهدوا كرات باهية اللون تخرج من جسد نزار
فقال زعيم الثوار : هذه هي المشكلة .. السم يقوم بأخراج الأطياف التي هي عبارة عن قوة الجسد
بدل أن تتركز قوة الجسد في تنفيذ المهارة يقوم السم بعمل نافذ في الجسد يخرج قوة أضافية من الجسد وتتلاشى
في الهواء هذه القوة الفائضة تضعف الجسد بشكل تدريجي وتجعل خلايا الجسد تتعب مع الزمن فلا تقوى على تنفيذ
هذه المهارات لقد قسنا ضرر السم هو لا يؤثر على صحة الإنسان لكنه يؤثر على القوة الخاصة التي تؤدي إلى
المهارات .. لكن هذه القصة مختلفة عند أشخاص آخرين ... ايها السفاح هل تنهض من فضلك
وتنفذ نفس المهارة ؟
قام كيجن بتنفيذ نفس المهارة
لكن لم تخرج منه اي أطياف فقال ياسين : من نطلق عليهم
أصحاب المهارات المنسية لم يتأثر جسدهم بالسم أطلاقا حاولنا أن نصنع من دمهم ترياق للسم لكن للم ننجح الا في تقليل
عدد القوة المتسربة .. لكن أن نمنع التسرب فلم نستطيع ..
قالت ندون بحيرة : ولماذا لم يتأثروا بالسم ؟
قال زعيم الثوار : لحد الآن السبب مجهول ...
ثم التفت ياسين إلى الفولاذي وقال : هل فهمتم سبب تمسكي
بأصحاب المهارات المنسية ؟
قالت فيجي بحزم : لنعود لسبب
أجتماعنا و هو إنقاذ مايا علينا أن نهزم ذلك الذي يلقب
نفسه سيد المنمطين حتى لو ذهبنا إلى عقر داره ..
قال هاشم : هزيمته في مقره مستحيلة
المقر محمي بسر غريب يمنع المهارات من العمل هو الوحيد القادر على استخدام مهارات شيطانية لا تمت
لمهاراتنا بصلة ..
قالت روز : إذن علينا أخراجه من مقره .
تمتم هاشم : لا يوجد لديه سبب لكي يخرج من مقره
إلا إذا كان هناك فريسة يريد أن يقتنصها ..
قال نزار بثقة : شخص واحد فقط سوف يخرج
ذلك الوغد من أجله ..
كان ينظر تجاه السفاح كيجن
فأكمل نزار : الشخص الذي أقترب من رقم
سيد المنمطين من يقال أنه ند خازن...
قال كيجن : ماذا لو خرج معه
عدد من مقاتليه لن تكون هناك فرصة لي ..
قال هاشم : يوجد شخص هناك يستطيع أن يؤثر
في المنمطين كما إنها تسعى للسيطرة على منظمة المنمطين لكن قوى خازن تمنع طموحها إنها تدعى روبي...
نستطيع أن نتوصل لها عن طريق صديقنا القديم سامر
المناصر إلى روبي وانا اعرف أين في العادة يتسكع ذلك
الشاب ...
قال ياسين : عظيم يلزمنا فقط أن نضع خطة محكمة
لكي نقع بذلك الدموي ونحرر زميلتنا ..
ثم أخذوا يضعوا خطة محكمة مستندين على المعلومات المتوفرة لديهم عن سيد المنمطين ..
السيد القوي ... و الشيطاني ...
في عش الثوار دخل فادي
قاعة الاجتماعات وقال بحماس : وجدنا موقعين بجانب الهدف المنشود ..وكما أمرت
سيدي لم نفتح الحفرة .
ثم اقترب من زعيم الثوار واعطاه ورقة بها احداثيات الموقعين ..
نظر ياسين إلى ورقة الأحداثيات وقارنها بخريطة كبيرة
على الجدار ثم وضع نقطتين في الخريطة وقال : المعركة سوف تدور في غرب
اوروك فوق تل عالي , وجدنا مخزنين قريبين للموقع المعركة لكن هل يوجد غير هذين المخزنين ؟
قالت فيجي : البحث سوف يكون صعب دون خريطة أو دليل نحن نعتبر محظوظين لنجد إثنان منهم اثناء بحث عشوائي ... سوف ننسف المخزنين أثناء المعركة ...
قالت روز : ماذا لو نستطيع أن نقلب سلاحه عليه ؟
قالت فيجي : هل لديك خطة ؟
تمتمت روز بإرتباك : لقد سهرت البارحة
أدرس المعلومات التي زودنا بها كل من نزار
و هاشم إنه يملك القدرة على استدعاء الدماء
من مخزن الدم القريب من المنطقة التي يقاتل فيها لكن كيف يحول الدم من الحال السائلة إلى حالة صلبة
وليس فقط ذلك بل يحولها لشكل حاد وأشكال مختلفة ...ثم توصلت للنتيجة ..
قال فواز بلهفة : وماذا توصلت ؟
قطعت روز قطع قماش ضغيرة للغاية
ثم أخرجت قطعة معدنية ودعكتها في شعرها أزرق اللون لفترة بسيطة والكل يراقب ماتعمله بحيرة
ثم وضعت القطعة المعدنية فوق قطع القماش الدقيقة فنجذبت قطع القماش لتلتصق بقطع المعدن
قالت روز : هذه تجربة بسيطة
تثبت أن الأجسام مهما كان نوعها فأنها تخضع للشحنات كهربائية تجعل الاجسام تتجاذب أو تتنافر .
لاحظت أن اغلب الموجودين لم يفهوا حرف مما تقول فقال وهي تقاوم ضحكة : النتيجة أن
سيد المنمطين يستخدم قدرات لشحن الدماء بشحنات كهربية
يحور فيها شكل الدم بشكل و الهيئة التي يريدها , ماذا لو استطعنا أن نضع شيء في الدماء التي بالمخزنين
القريبين يبطل تشكل الدماء ...
قالت ندون بهدوء : لكن كيف سوف نضع
مادتك تلك ومخازنه مزودة بكرستالات تكشف حالات الأقتحام ..
قال فادي بثقة : لربما أستطيع المحاولة .
ثم سعل سعال وهمي وقال : انا و رفيقي سعد
كنا خلال السنوات الأخيرة ندرس علم الأحجار الكريمة والكرستالات وغيرها ...
من أجل تطوير نظام الدخول والخروج في المقر , هذه الدراسات اكسبتنا معارف حول الكرستالات المختلفة
اذا كانت الكرستالة حسب المعلومات لدينا من النوع الذي يستشعر الهواء الخارجي سوف نقوم كبداية بعزل الهواء الخارجي
عبر خيمة العزل ثم نبدأ بتفحص الكرستالة التي اتوقع إنها
مرتبطة بكرستالة أخرى تستشعر الحركة لمنع نزع الكرستالة , الأمر على حسب خبرتي هكذا لكن كل شيء سوف
يتضح وقت التجربة ..
قال ياسين بحذر : لكن خطوة خاطئة واحدة سوف تفشل الخطة
قال فادي بثقة : سيدي الزعيم
نحن محترفون في عملنا سوف أرجع للمقر قبل موعد مناوبتي لا تقلق ...
قال ياسين : عظيم يبقى أن يرجع لنا هاشم
و نزار بالأخبار
و انت يا كيجن عليك الأستعداد ..
قال كيجن : انا مستعد لأي قتال
في أي وقت .. لكن أين ذلك الفولاذي ؟ الا يجب أنه يستمع لدوره في الخطة ؟
في قاعة التدريب كان ريان يتدرب
على إحدى الفزعات الخشبية حاملا في يده فأسيه الأسطوريين ضاربا بكل قوته
تمتم ريان بحنق : يجب علي التعود على استخدامهما
المعركة قريبة ويجب أن أكون جاهزا ..
تذكر ريان معركته الأخير ضد
خازن وتذكر كيف اوسعه ضربا دون أي مجهود بادي
على وجهه مما زاد ريان حنق و هو يضرب
الفزاعة بحنق أكثر كان يتذكر كل ثانية في المعركة ... الذل الذي شعر به و هو يأخذ مايا أمامه بكل بساطة ... ضرب ريان الفزاعة بيمينه ضربة سريعة ثم أخرى
بيساره وقفز بكل مايحمل من غضب و هوى على رأس الفزاعة التي تحطمت بعنف وما أستقر ريان على قدميه حتى شعر بألم في كتفه سمع صوت بالقرب منه يقول : أنت غاضب وتجهد نفسك ..
استدار ريان بعنف ليرمق السفاح كيجن ينظر له بتلك النظرة الباردة التي تغيضه فقال الفولاذي : ليس من شأنك ..
قال كيجن ببرود : هل سوف تغضب أكثر لو إني قتلت من أوسعك ضربا ؟
إستدار ريان و أمسك عنق السفاح والصقه بجدار خلفه
و هتف الفولاذي : هل تبحث عن الشجار يا هذا ؟
تمتم كيجن ببرود : بل أريد أن اعرف
ان الشخص الذي سوف يشاركني في المعركة هل سوف يكون عقبة أمامي أم لا ..
اكرر سؤالي هل سوف يغضبك أن اقتله ؟
أفلت ريان عنق السفاح و استدار و هو يقول بحنق : مشاعري
لا تهم ما دام إننا سوف نحرر رفيقتنا ..
قال كيجن : عظيم إذن إستمع للخطة ...
وارح يحكي له الخطة التي اعدوها للقضاء على سيد المنمطين ... الخطة الذكية .. العبقرية ..
في منطقة في أرض أمانسيس كانت تلك المنطقة
مثال للطبيعة الخلابة البحيرة ذات الماء الصافي والأشجار الغضة الخضراء والأزهار الملونة الجميلة
مثل هذه المنطقة الجميلة لا يليق بها إلا كائنات رائعة مثلها فصارت تلك المنطقة مرتع للأحصنة ذات القرون
و المجنحات الجميلة تلك المنطقة التي أطلق عليها المؤرخون اسم أنورا
استلقى سامر بتملل على ورقة خضراء وقال وهو يتثائب : هذا المكان
جنة على الأرض , أنه المكان الأنسب لكي يسمى الفردوس ..
سمع صوت خلفه يقول : كعادتك تستلقي كل ظهيرة في هذا المكان ..
نظر سامر خلفه فزعا ثم تغيرت ملامحه الفزعة للبرود مرة أخرى
وأسبل عينيه يكمل غفوته و هو يقول : اعتقدتك شخص مهم لكن ألا تريد أن تبتعد هاشم بما أنك خسرت وحشيتك كما هو بائن على عينك ..
قال هاشم و هو يجلس بجانب زميله المنمط : أريد
منك خدمة يا سامر ..
قال سامر بملل : لست مهتم بشخص فاشل مثلك , لقد أسديت لك
كثير من الخدمات لكن دائما ترجع خائب ..
قال هاشم : اريد ان توصل رسالة إلى السيدة
تمتم سامر و هو يبتسم ابتسامة ساخرة : وماذا يمكن
أن تخبر السيدة عنه ؟ ولماذا تهتم السيدة برسالة شخص فاشل مثلك ..
قال هاشم بجدية : إنها ليست مني إنها من زعيم الثوار .
التفت سامر نحوه غير مصدق وقال بشك : زعيم الثوار ؟ وما علاقتك بزعيم الثوار ؟
قال هاشم بلهجة يملؤها الغرور : ما علاقتي به ؟
انظر لعيني , لماذا تعتقد إني خسرت وحشيتي ؟ زعيم الثوار بعدما شاهد قدراتي ومهاراتي ترجاني أن انظم معهم
و أصبح ذراعه اليمنى و بعد تفكير طويل رحمته و وافقت على طلبه و تخلصت من وحشيتي بعد أن قدمت صدقات
وهبات كثير للثوار المساكين ..
لم يصدق سامر حرف واحد وعاد للاستلقاء وقال : ثرثر في مكان آخر ..
أبتعد قبل أن اشوي قلبك على أقرب ( صاجة )
أخرج هاشم ورقة من جيبه واعطاها المنمط وقال : هذه هي
الرسالة أنا سلمتها لك وأنت الآن مسؤول عنها إنها رسالة مهمة قد تغير تاريخ ومستقبل المنظمة ..
ثم نهض هاشم ورحل ..
مسك سامر الرسالة وقرأها واتسعت عينيه غير مصدق
وقال في نفسه : هل هذا فخ ما ؟ لا اعلم لكن السيدة هي من تقرر إذا كان فخ أم لا ..
ونهض سامر متناسيا جنته الخاصة و قيلولته اليومية
انطلق بكل مايحمل نفسه من قلق و شك .... و حيرة ..
في مقر المنمطين دخل خازن إحدى القاعات بانزعاج وهو يقول : ما هذه الضجة ؟
كان ينظر لمجموعة من المنمطين مجتمعين حول شخص ما , ابتعد المنمطين و همهمة تصدر منهم
" أنه الزعيم " " ابتعدوا " " سوف يتصرف معه سيد المنمطين "بان نزار بين الحشود فابتسم خازن بسخرية وقال بشراسة : هل أتيت لكي تقدم
نفسك قربان ؟
قال نزار بثبات على الرغم من خوفه : كلا أتيت لكي أخبرك رسالة من سيد المنمطين الجديد ..
تمتم نزار في نفسه بخوف : لماذا دائما أقوم بالأعمال القذرة ؟
قهقه خازن بسخرية وضحك الجميع من حوله
ثم قال خازن بشراسة : سيد المنمطين الجديد ؟
قال نزار بثبات : نعم أنه كورام
صمت الجميع عند سماع الأسم و ارتفعت همهمة أخرى من الحاضرين
" كورام ؟ الم يقتل كما قال السيد " " اليس الذي اقترب من رقم سيد المنمطين "عندما أدرك نزار أن الارتباك عم المكان
عرف أن هذه فرصته لكي يقول الرسالة فهتف بصوت جهور : من كورام إلى خازن بعد غياب سنوات طويلة ها أنا أرجع للساحة بعدما استطعت أن أكسر حاجز الــ 1000 قلب ...
دوت صوت همهمات قلقة في المكان فأكمل نزار رسالته : لا شيء
يميزك عني الآن و أشاهد أي شيء يعطيك الحق لكي تكون أنت سيد المنمطين
لهذا أنا ادعوك إلى قتال يثبت الزعامة بيننا إذا هزمتك سوف آخذ الزعامة منك و إذا هزمتني سوف أقدم لك قلبي كتضحية
من أجل زيادة قوتك كخدمة إلى أخواني المنمطين ..غدا عندما تنتصف الشمس السماء سوف أقابلك
فوق تل زيمان غرب اوروك
اذا لم توافق هذا يعني إني أنا الأقوى وسوف أنشر بين المنمطين شرعية قيادتي ..
قهقه خازن وقال بشراسة : و لماذا انصاع لمثل هذا التحدي ؟
انا سيد المنمطين الذي لا يخضع لأحد ..
تظاهر نزار بالبرود و هو يقول : لا أحد يجبرك
لكن فلتعلموا أن كورام اكتسب قوة خارقة
بعدما كسر حاجز الـ 1000 قلب , أنه يستطيع أمتصاص وحشية أي منمط ما أن ينظر لعينه فقط !
قال خازن بغضب : سخافة ! لا أحد يستطيع فعل ذلك !
ابتسم نزار بسخرية و قال : سخافة ؟ أنظر لعيني
أين ذهبت وحشيتي ؟ هل تظن إني تبرعت او أصبحت طيب على غفلة ؟ كلا ! لقد قابلت السيد الجديد
و أمتص وحشيتي في ثواني قليلة و أجبرني أن أخضع لسطوته ..
ثم نظر لحشود المنمطين و هتف : و هذا ماسوف يفعله السيد عندما يشاهد أي منمط لا يخضع لسيطرته سوف
يمتص وحشيته ويحوله لأنسان عادي لا ينتمي للثوار ولا للنظام وبالتالي يعيش عبد أو يموت ..
أرتفعت الهمهمات في المقر و خازن يحترق من داخله غضبا
ثم قال بصوت غاضب : حسنا ! أخبر سيدك إني موافق على تحديه وإني سوف التهم قلبه في عشاء الليلة مع
قلب فتاة كنت أخطط لألتهامها الليلة ...
استدار نزار وذهب بخطوات بطيئة لجدار قريب وقال : حسنا !
ثم أختفى عن الأعين ... لم يصدق نزار أنه خرج من
المقر حيا غير ناقص ... اي عضو ...
وقف اصلان فوق شرفة في قلعة ابيدوس ينظر لجيشه بفخر و هم يقومون باستعراضات عسكرية مذهلة
فهتف اصلان في أعماق نفسه : كيف سوف تنجون
أيها الثوار من جيشي هذا ! كيف سوف تتلقوا الصدمة عندما تواجهوا من هم أعلى منكم بمراحل ؟
اقترب المخلب حازم من الفولاذي وقال
محاولا أن يقاطع نشوة زميله : هل هذا الجيش كافي لضربتين مزدوجتين الا يجب أن تجلب مزيد من الجنود من
المعسكر القريب من قرقيس ؟
قال اصلان بثقة : على عكسك و عكس المغوار فأنا اقدر خصومي
جيدا هذا الجيش القابع أمامك أكثر من كافي لتدمير الهدفين ..
قال حازم بانزعاج : لا تستهين بوحوش أو بفرقة
الهلاك الخاصة بـ المغوار درام ...
قهقه اصلان بثقة أكبر وقال : غدا سوف يتجه الجيش
ليقدم انتصارين ساحقين للنظام السامي ...
النظام الذي لا يرحم ... النظام القاسي الصارم ... الحاسم .
غرب أوروك فوق تل زيمان
كان ريان و كيجن و هاشم و نزار و روز مع 10 رجال من الثوار
لمعت أضواء متعددة في السماء على الرغم من ضوء الشمس ثم هبطت الأضواء على التل وتلاشت الأضواء بسرعة
ليظهر خازن مع أكثر من 50 من المنطين....
رمق خازن الحاضرين باستقباله ثم وقعت عينه على الفولاذي
وقال خازن بسخرية : أنت هنا أيضا لم اضربك في مقتل لكي تعيش في العار طول حياتك لكن يبدو أنك عنيد ..
ثم التفت إلى السفاح وقال : أما انت كورام
قبل سنوات كانت عينيك أكثر حمرة من الآن وهذا يدل على أن المعتوه نزار كان يكذب بشأن كسرك لحاجز الـ 1000 قلب , يدل هذا على نيتك سحبي لخارج المقر بعدما أخبرك هذان الخائنان عن ختم المهارات بداخل المقر على كل حال على الرغم أن ظني صحيح أنا أتيت لكي ثبت لجماعتي أنك نكرة ... حتى أنك لا تستحق أن أقتلك بنفسي أعواني كفيلين بقتلك هنا و بسهولة .
تأهب المنمطين للقتال وتأهب الثوار أيضا وبدأ القتال
و خازن يشاهد القتال بشراسة دون أن يحرك ساكن
فتوجه ريان و كيجن نحو خازن الذي تجنب ضرباتهم بسهولة مطلقة و على ثغره ابتسامة شرسة هادئة واثقة
ثم رفع يديه ولمع سيفان ظهرا من العدم في كفيه وسدد ضربة مزدوجة على خصميه , لم يتجنب
ريان و كيجن الضربة بل تصدا لها وشعرا بالقوة
الرهيبة في الضربة , انقض خازن بسيفيه فأخرج ريان فأسه الطويل ليتصدى لسيفين دفعة واحدة والتحما فاغتنم كيجن الفرصة ليسدد مهارة الطعن على صدر خازن وكانت الضربة ناجحة ... لكن دوت قهقهة
خازن وهو ينظر للسفاح بشراسة فاتسعت عينا كيجن
و هو ينظر للدرع الأحمر الذي غطى جسد خازن
فجأة فتراجع الفولاذي و السفاح بحركة رشيقة يتجنبا ضربة سيد المنمطين الذي قال : درع الوحشية أو
كما اسميته الدرع الدموي تم استدعائه من جلد المحاربين في هذا العالم ..
ثم أضاف خازن بوحشية : انتما لا تملكا فرصة واحدة أمامي
ثم أنقض خازن بسرعة خرافية ليركل الفولاذي في صدره
ثم يضرب بسيفيه كيجن الذي
فعل مهارة التفادي المركز لكن سيفي
سيد المنمطين نجح في اختراق تفادي السفاح وجرح صدر كيجن الذي سقط متألم فقفز خازن في الهواء عاليا وصرخ : مت يا كورام !!
وسدد سيفيه على صدر السفاح وهوى يهوي بعنف قاتل ..و متوحش ... و دموي ...
وضرب صدر كيجن بقبضتيه
وتناثرت الدماء حول جسد كيجن
الذي اتسعت عيناه بدهشة مثلما اتسعت عينا خازن الذي
غرقت يديه بالدماء و هو يقول : سيفي .. ذائبان .. ما لذي حدث لسيفي ..
انقض ريان بفأسه الطويل وسدد ضربة
على جسد خازن الذي قفز متجنبا الضرب
لكن ريان نجح في ضرب طرف بطن خازن الذي نظر لجرحه بدهشة وقال بفزع غير مسبوق فيه : حتى درعي الدموي لا يتماسك !
التأمت جراح كيجن بفعل القوة
العلاجية من زوجته روز التي قالت بسعادة : لقد نجحنا !
نظر لها خازن بمقت وبدت ملامحه كأنه شيطان وقال بوحشية : هل
أنت ايتها ( #$#%#$# ) خلف هذه الفوضى ؟
جفلت روز من منظر خازن فقال كيجن : في الحقيقة نعم ! لقد كانت فكرتها رائعة ..
استجمعت روز بعض من قوتها وقالت : نحن نعرف
سر مخازنك لقد وجدنا البعض منها ووضعنا في الدماء كرات خشبية دقيقة بداخلها بعض من المعدن القادر على أثارة الشحنات
الكهربية طوال قتالك كنت أقوم بأطلاق مهارة القاطع لكن كان ضعيفة
للغاية فليس الغرض أن أهجم عليك بتلك المهارة بل الغرض لكي أجد المجال الكهربي المناسب لتلك الكرات لكي تؤثر
على تماسك دمائك ..
نظر خازن إلى الدماء المتناثرة حوله بدهشة وقال : اذا وضعتم
لوثتم مخزني بكراتك اللعينة تلك لكي تفقدوها تماسكها ... هذا الذي فهمته من شرحك اللعين ...
هنا ظهر ضوئين استقرا فوق التل ليظهر كل من سامر و روبي
فقال خازن بأمل : في الوقت المناسب يا روبي تساعدنيي لكي نقتل هؤلاء الحمقى وقلوبهم كلهم هدية لك !
قالت روبي ببرود : أيها الرجال توقفوا عن القتال
الكل نظر لتلك المرأة حادة الملامح فقالت روبي : هذا قتال من أجل زعامة المنظمة لهذا دعوا القتال ودعوا الزعيم يقاتل خصمه ..
قال خازن بدهشة : ماذا تفعلي !
نظرت روبي ببرود نحو كيجن وقالت : لقد نفذت لكم طلبكم
ووجدت الفتاة على قيد الحياة في أحد الغرف السرية أنتم الآن مطالبين الآن بتنفيذ شقكم من الاتفاق ..
ثم نظرت روبي نحو خازن وقالت ببرود ينافس الثلج : أقتلوا هذا الوغــــد ..
صرخ خازن بوحشية : إذن أنت معهم أيضا !
هل كلكم أصبحتم ضدي فجأة هكذا !
ثم نظر إلى أعوانه : هل أنتم معهم فعلا ! هل سوف تقوموا فعلا بخيانتي ..
خيم الصمت على المكان فقال أحد المنمطين بخوف : سيدي أنت هنا لكي تقوم بقتل من تحداك إذن قم بعملك ...
رمقه خازن بمقت ثم التفت إلى السفاح وقال بوحشية غاضبة : حسنا
إذن هو قتال رجل ضد رجل .. هذا يناسبني ..
رمى أحد المنمطين سيفين إلى خازن الذي التقطهم ونظر إلى خصمه
بوحشية فأقترب منه كيجن وهو يقول
ببرود و ثقة : ايها الفولاذي ريان لا تساعدني في
هذا القتال كما هو الكلام موجه لك يا روز هذا القتال عادل .
انقض خازن على خصمه بوحشية و هو يقول : أنت هالك !
واشبتك الخصمان في قتال حامي وعنيف أبرز الخمصان رشاقة وخفة عجيبة كما أبرزا صبر وقوة تحمل على الجروح
المتفرقة كان خازن يتمتم في نفسه : اللعنة ! أنا تعودت
على مهاراتي الدموية منذ سنوات ونسيت كل المهارات السخيفة الأصلية هذا الشاب متمكن من مهاراته بشكل متقن
لكن لو كانت دمائي سليمة لما صمد امامي دقيقة واحدة .. دمائي ؟
لحظة ! لقد اختاروا هذا المكان و لوثوا مخزني على حسب كلام تلك اللعينة عدة مخازن لكنهم لم يتوصلوا لك المخازن
اذا توجد دماء سليمة في مخزن ما ... لنجرب المخزن الذي بالقرب من جرف حيسلام أشك أنهم توصلوا له .. لكن أستدعاء الدماء منه سوف يستغرق وقت كما أن تركيزي
سوف يقل في المعركة ... لكن لا يهم ! المهم أن ينجح أستدعائي !
كان انخفض هجوم خازن الذي مال للدفاع أكثر لكي يركز على
استدعاء الدم الخاص به مما ترك لـ كيجن
فرصة كبيرة لكي يهاجم بضراوة و قد نجح في أحداث الكثير من الجراح في جسد خصمه الذي كان يتحمل الضربات
بقوة رهيبة كأنه لا يشعر بشيء ثم أنقض كيجن
بكلا سيفيه مسددا طعنة مركزة إلى صدر
سيد المنمطين الذي لمعت عينيه بوحشية بغتة وظهر سيفين دمويين في كفيه و هو يحاول أن يضرب جسد
السفاح بدل أن يصد الضربة هاتفا : جرب هذا !
و كيجن يهتف : تأخرت !
وعند حافة التل نجح كيجن بغرس سيفيه
في صدر خازن الذي اتسعت عينيه بألم وتراجع بعض خطوات
ثم أنحنى و أنفجر شلال دماء من فمه .. ركضت روز
هلعة نحو زوجها تداوي جراحه المتعددة ..
تمتم خازن : تلك الرجفة التي تنهش لحمي من الداخل
تلك الرعشة التي تخنق أنفاسي ..كل هذا اختفى ... عظيم ... عظيم .... هاهاهاهاهاهاهاه ..
ثم هتف خازن و هو ينهض : لماذا تكرهني كورام ...؟ هل تعتقد أنك انتصرت حقا ..
ثم أضاف والدماء تخر من صدره : انظر حولك يا كورام
أنظر للجثث حولك تطلب منك العشرات لكي تقتلني .. لكن أعلم إني قتلت بالآف ...
ثم فرد خازن ذراعيه وهتف بجنون : أنا هو المنتصر دائما !
انا هو الفتاك ! انا هو الوجه الحقيقي للشر !
ثم أتسعت عينا خازن بجنون أكثر وهو جسده و هو فاردا ذراعيه
هوى و هو يقهقه بشيطانية ... هوى في الهاوية القاتلة و المميتة …
.
خيم الصمت في المكان غير مصدقين بما شاهدوه
قطعت روبي الصمت وقالت : بعد موته علينا أن نرجع للمقر
لكي ننفذ سياستنا الجديدة ...
ثم التفت للثوار وقالت : أود أن استضيفكم في المقر لدينا أمور أريد أن تخبروها لزعيم الثوار ...
واختفى جميع من على التل سواء من المنمطين أو من الثوار ..
اختفوا غير مدركين أن مستقبل العالم أتخذ منحنى خطير ... خطير للغاية ...
.
كان يهوي مغمض العينين بسرعة كبيرة وعلى الرغم من السرعة الا ان الزمن في عينيه تجمد و هو يعاني من
الألم و الغضب و الكراهية والحقد والظلمة القابعة في قلبه
شعر ان تلك المشاعر تعتصر قلبه الذي تزود بقوة العديد من القلوب ..
كلمة عديد لا تصف الكمية كم كان عددهم بالضبط ؟ 1500 ؟ 1750 ؟ ليس متأكد بالضبط
بعدما كسر حاجز الـ + 1000 لم يعد يكترث بالعدد بقدر ما اهتم بالقوة التي يكتسبها
لكن كل تلك القوة على وشك الأنتهاء بموته .. كل ذلك المجد .. كل تلك العظمة ..
كل ذلك يهوي معه في سقوط الموت ...
ارتطم جسده بشيء مرن مما جعله فتح عينيه الناريتين بدهشة ليشاهد ريش أبيض مائل للزرقة
ذلك الارتطام خفف سقوطه بشكل كبير ثم سقط على الأرض و هو يتمتم بشراسة : ما هذا !
شاهد أمامه كائن جميل له عدة أجنحة يكسوه الريش المزرق الجميل و عليه خوذة انيقة
كان ذلك الكائن من فصيلة المجنحات
ويلقب أيضا بــ العكـــوب
نطق العكـــوب : سوف أشرح لك لكن بعد أن نبتعد من هنا ..
قال خازن بوحشية : ماذا تريد مني ..!
نظر العكـــوب إلى أعلى التل وقال : لربما لاحظنا أحد ونحن هنا
و بجسدك المصاب و قدراتي لا تسمح أن أتصدى لكل هذا العدد لهذا ..
مد العكـــوب يده لتبرز بطاقة زجاجية بها نقوشة عديدة
وقال العكـــوب : بطاقة إنتقال لمكان معين ما أن تكسرها حتى تنتقل ..
أمسك خازن البطاقة الزجاجية بتردد و أخذ يتأملها
قال العكـــوب بحزم : هل تعتقد أنه يوجد أسوأ من الموت
الذي كنت أنت متجه له ؟
قال خازن بوحشية و هو يكسر البطاقة : بالطبع لا ..
أختفى خازن و قد أظلم المكان حوله ثم وجد نفسه في غرفة
جميلة و أنيقة و أمامه رجل ضخم يرتدي دروع ثقيلة وينظر له نظرة متفحصة
قال الرجل : أخيرا التقينا يا خازن ...
تأمل خازن الرجل الذي أمامه ثم قال بحذر : أنت ...
أنت اصلان ....
قال اصلان بصرامة : لقد التقيت زميلي المخلب الذي كان يتحكم
بـ العكـــوب الذي كان يراقب معركتك ..
ثم التقط اصلان قنينة زجاجية بها سائل أحمر اللون
والقاها على سيد المنمطين الذي التقطها ونظر للقنينة بشك ..
فقال اصلان بلامبالاة : هذا ترياق خاص تم صنعه بواسطة
حكيمتنا ميار سوف يساعدك على التخلص
من هذه الأصابات العديدة ...
تناول سيد المنمطين محتوى القنينة بجرعة واحدة وشعر بأن ألمه
وجراحة كلها تختفي بسرعة فقال خازن بدهشة : لم
اتوقع أن هذا الترياق قادر على شفاء جميع جروحي بهذه السرعة !
أبتسم اصلان وقال : هذا الترياق الخاص تم تطويره بواسطة
الأطياف و مواد أخرى لو كانت الحكيمة بيننا لألقت محاضرة طبية عن هذا الترياق على كل حال النظام
يملك العلم و المعرفة و القوة ...
قال خازن بحذر : ماذا تريدوا مني ؟ لماذا أنقذتوا حياتي ؟
تمتم اصلان : نريدك أن تكون تابع للنظام !
هتف خازن بإستنكار : تابع للنظام ! يبدو أنك لاتعرف
من أنا يا هذا ! لاتخيفني قوتكم ايها القوم فأنا سيد المنمطين الذي لا يخضع لأحد !
قال اصلان بسخرية : نعم أنا اعرف من أنت و أعرف مقدار
قوتك التي قذفتك من فوق التل ..
صمت خازن بحنق و هو يتذكر قتاله الأخير ..
قال اصلان بجدية : النظام يدرك أنك تملك قوى غير مألوفة
في هذا العالم ونحن مهتمين بقوتك ونرغب بأن تساندنا هذه القوة في أهدافنا السامية ..
قال خازن ببرود : لست مهتم في أهدافكم الدنيئة ...
قال اصلان و الصبر يكاد ينفذ منه : أين سوف تذهب اذا اخترت
الا تساعدنا ؟ إلى مقرك الذي استولى عليه الثوار و الخونة الذين شاهدوك تسقط دون أن يساعدوك ؟ ام سوف تتجول في
هذا العالم وحيدا و لا تدري هل تموت بواسطة احد أعواننا أم بواسطة القدر ..؟
قل لي أين سوف تتجه ؟ معنا سوف نعمل مع بعض لكي نخفي عيوبك ونقاط ضعفك ..
تمتم خازن بحذر : نقاط ضعفي ؟
قال اصلان بإبتسامة نصر : نعم نقاط ضعفك التي ادت لهزيمتك
نقاط ضعفك التي بدت واضحة لتلك المجموعة من الخونة لكن معنا سوف نظهر الكمال في أسلوبك وقوتك لكي تستعيد
زعامتك !
صمت خازن ثم هتف بحنق : لا تستهين بي يا هذا
انا اعرف انكم لا تعملوا لمصلحة أحد بل هذا الشيء يتوافقك مع خططكم ! لا تتلاعب بالالفاظ وتبدو كأنك
متعاطف مع قضيتي ! لأني لا أحتاج تعاطف أحد !
أبستم اصلان أكثر وقال : نعم بالتأكيد ... زعامتك
تصب في مصلحتنا , و إذا سألتني كيف , عندما نعيدك نحن للزعامة سوف يكون هذا أفضل بأن يستولي
أعدائنا الثوار على منظمة المنمطين ويسخروها لصالحهم .
قال خازن : عدو عدوي صديق هذا ما تقصده ؟
قال اصلان : بالضبط !
عاد خازن لصمت مجددا ثم قال وكأنه حسم أمره : ومتى
أستعيد منظمتي ؟
قال اصلان وهو يمثل التفكير : ما أن ندرس اسلوبك أكثر
عن كثب ثم ننشأ أسلوب موازي لأسلوبك بحيث نخفي فيه عيب الأسلوب القديم حينها نبدأ التحرك نحو المنظمة .
قال خازن : عظيم ! لنبدأ حالا ..
أبستم اصلان وفي داخله كان يعلم أن الثوار لن يعيشوا طويلا
وسوف يتم تصفيتهم بواسطة خطة الهجوم المزدوج حينها
يبقى أمر المنمطين وعلى مايبدوا أنهم لن يكونوا أي مشكلة بعد هذا اللقاء .. لقاء شيطان مع آخر ...
و أي شيطان ..!
في عش الثوار كان مساعد بوابات الدخول يتثاءب كالعادة بملل
و هو يشعر بالنعاس يتسلل لجفنه فلتقط كوب شاي من على الطاولة التي أمامه ثم فتح لفافة بها معلومات متنوعة
لكي يبعد الملل عنه , فجأة شعر بحركة خلفه فلتفت ليجد شخص خلفه فقال المساعد : من أنت ؟
قال الشخص بصوت هادئ : انا الجديد الذي تم تعينه ..
التفت المساعد للأمام معطيا الرجل ظهره وقال و هو يرتشف كوبه : رجل جديد ؟ ممتاز يبدو أن مناوبتي سوف
يتم تخفيض عدد ساعاتها ..
قال الرجل و هو يخرج شيء من جيبه : أجل يبدو أنه حان الوقت لكي ترتاح ..
ثم أخرج سهم من جيبه و ضرب به ظهر الرجل الذي اخترقت شهقته حلقه لكنها لم تخرج من فمه
والسبب يد الرجل التي كتمت فمه وقام الرجل بغرس السهم في ظهر المساعد أكثر و أكثر حتى أخترقت
مقدمة السهم قلب المساعد المسكين الذي سقط صريعا ..
نظف الرجل يده عن الدم وقال ببرود : سوف ترتاح إلى الأبد ..
ثم اخذ يعبث في الكرستالات التي على الطاولة وتمتم بجدية : طوال فترتي هنا كنت ادرس عمل هذه الكرستالات
واخيرا استطعت فهم عملها لكن ليس طريقة عملها العامل للنجاح الخطة بل كذلك التوقيت وللأسف توقيتنا
ليس مثالي لكننا مضطرين للقيام بالعمل الآن ...
ما انهى عبارته حتى لمعت كرستالات الطاولة جميعها فأبستم الرجل بغموض وقال : انتهى عملي هنا ..
ثم خرج من قاعة غرفة الدخول ثم اخرج من جيبه قنينة
بها سائل بنفسجي فسكب السائل في ثقب الباب ليتحول السائل من الصورة السائلة إلى الجامدة
وتأكد الرجل ان الباب تم اقفاله هنا اقتربت فيجي
من الغرفة , لمحها الرجل فأخذ يركض بسرعة مما أثار أنتباه فيجي التي نظرت لخيال الرجل و هو يبتعد لكنها أكملت سيرها نحو غرفة الدخول حاولت فتح الباب لكنه كان مقفل بإحكام فقالت فيجي في نفسها : غريب لم يحدث أبدا أن تم اقفال هذه الغرفة حتى في أوقات الصيانة ..
سمعت خطوات شخص يعدو ليظهر احد الحراس فتوقف أمامها وقال و هو يلهث : سيدتي شيء خطير يحدث !
نظرت له بقلق وهاجس داخلي يخبرها أن الشيء هذا مرتبط تماما بإقفال غرفة الدخول ...
قالت فيجي بقلق : ماذا هناك ؟
قال الحارس : لا استطيع أن اشرح لكن عليك أن تشاهدي بنفسك ..
ثم اقترب الحارس من الجدار الغربي ورفع قطعة مربعة الشكل معدنية و اغمض إحدى عينيه و هو ينظر في الفتحة
وقال بذعر : يا اللهي !
ابعدته فيجي ونظرت للمشهد
الذي تنقله تلك الأنابيب المزودة بالمرايا عبر جدران المقر كان المشهد لأحد المناطق الخارجية للمقر لكن بداخل
دهليز باب القمر الأول كان لمجموعة كبيرة من جنود
النظام يعبروا البوابة الضوئية ثم ظهرت بوابة ضوئية آخرى لينتقل لها جنود النظام
ادارت فيجي عجلة معدنية صغيرة
بالقرب من فتحة الجدار ليتغير المنظر إلى منطقة أخرى فارغة لكن ظهرت فيها بوابة ضوئية خرج منها نفس جنود
النظام السابقين فقالت فيجي : أين
هي البوابات الضوئية الخادعة ؟
قال الحارس : لا أعلم ...
سمعت صوت خطوات تعدو و ظهر زعيم الثوار ومعه عدد من جنود الثوار واقتربوا منهم
وقال ياسين بقلق : هل علمتي بالأمر ؟
قالت فيجي بقلق مماثل : أجل هناك
من سهل الموضوع للنظام ليكشفوا مقرنا ..
قال ياسين بحيرة : ماذا تقصدي ؟
قالت فيجي : امتلاك النظام لكرستالة
تشبه كرستالاتنا شيء غير مستبعد لكن أن يعرفوا تردد هذه البوابة فهذا شيء صعب جدا اذ لم يكن مستحيل لكن لنفرض
انهم اكتشفوا التردد من باب الحظ هناك خطأ في بوابات الوهم التي تعطي الدخيل خيارات واحد منها فقط الصحيح
لكن برنامج الوهم هذا لا يعمل بل هناك بوابة واحدة فقط و هي البوابة الصحيحة و الأدهى ان غرفة التحكم بالبوابات هذه
مقفلة بإحكام ولقد لمحت احدهم و اتوقع انه جاسوسهم قد فعل كل هذا ..
تمتم ياسين بذهول : جاسوس ؟
قالت فيجي بثقة : نعم رجل
أسود الشعر لم اشاهد وجهه جيدا لكن يبدو أنه في مقتبل العمر ..
أشار ياسين بيده إلى احد جنوده وقال : ابحث عن اي
رجل يثير الشبهة بهذه المواصفات ..
انطلق الجندي ينفذ امر زعيم الثوار الذي قال بقلق : أين وصلوا بالضبط ؟
قالت فيجي بقلق : الطبقة الرابعة ..
وحسب ما رأيته أعتقد أن عددهم 400 جندي ..
تمتم ياسين بقلق : يالهي 400 جندي ..
على الرغم من إننا في مقرنا والمفترض ان تكون الكفة لنا الا إننا لن نتمكن من هزيمتهم هكذا ..
اقترب كل من فواز و وليد من الحشد فقال الأول : ما لذي تخافه من قتالهم ؟
قال ياسين : عددنا يوازي 500 محارب لكنا لسنا جاهزين
لمثل هذه المعركة المقفلة .. كما إني اخاف على النساء و الأطفال في هذا المقر .. ماذا لو تم استدعاء وحش فتاك
ليدمر المكان ؟
قال وليد بحذر : ماهي خطتك ؟
قال ياسين : من خلال تواصلي مع رجالي في
أوروك أن الوضع هناك مستقر لدينا بوابة ضوئية تسمى
بوابة الطوارئ وهي تقود إلى مكان آمن بالقرب من بحيرة تانيس
اي بالقرب من مدينة أوروك وبإمكاننا هناك أن نوحد جهودنا ..
قال فواز بإستنكار : سيدي لربما لست
ذو خبرة في التخطيط العسكري , لكن استبدل منطقة مغلقة محصنة بمدينة مكشوفة ؟
قال ياسين بإيجاب : نعم في هذه الحالة نعم ...
لو خسرنا هنا لن يكون هناك إمدادات لرجالنا في أوروك
وسوف يستطيع النظام ان يقضي على أوروك بالمحاولات
العديدة لكن لو ذهبنا إلى أوروك و وحدنا جهودنا ..
قال وليد : خطتك هي ان تضع البيض
كله في سلة واحدة ...
قال ياسين بقلق : لا أرى خطة أفضل , علينا المخاطرة
قالت فيجي بحزم : بصفتي مستشارة
الدفاع سوف نتخذ الإجراءات التالية , أولا إيقاف إمداداتهم ..
ثم لمع حزامها وبرقت بطاقة في حزامها لتظهر مطرقة ضخمة بين ذراعي فيجي
التي قالت : مطرقة الرجل الصقر كافية لتدمير هذا الباب ..
ثم انقضت فيجي على باب غرفة
الدخول وحطمت البوابة بضربة واحدة ثم أخفت المطرقة لتدخل فيجي للغرفة يتبعها الرجال خلفها ليشاهدوا المساعد الصريع فمطت فيجي
شفتيها بتوتر وقالت : مثلما توقعت يوجد جاسوس بيينا ..
ثم نزعت الكرستالات من على الطاولة والتفت لهم وقالت بحزم : هكذا اقفلنا جميع البوابات الضوئية التي تقود للمقر
هكذا لن يزيد عددهم ..
ثم اضافت فيجي : الاجراء الثاني
علينا اخطار جميع من في المقر لكي ينظموا أنفسهم في جماعات ويذهبوا إلى الساحة الغربية القصوى من أجل
عبور بوابة الطوارئ بنظام دون فوضى ...
الأجراء الثالث و الأخير هو الأجراء المؤلم نحتاج لتضحية بعض الرجال لكي يمهلونا وقت للأخلاء ..
قال ياسين بأسى : سوف أجهز 100 محارب لهذا الدور
لا اعتقد إن محاربينا سوف يتوانوا عن التضحية من أجلنا ..
ثم رفع صوته و هو يقول : لتنفذوا خطة الطوارئ !
ثم ركض الجميع يقوم بدوره من أجل تنفيذ عملية الأخلاء ...
على بعد مسافة نصف يوم من مدينة أوروك كان هناك جيش
يقدر بـ 300 محارب يسير نحو مدينة الظلام أوروك
كانت تلك الفرقة الثانية من قوات النظام بقيادة القائد كانون
الذي كان يمتطي كورفيس يسير بهدوء شديد
حلق بالقرب منه ببغاء احمر حط على كتف القائد الساحر الظلامي
فقال الببغاء الأحمر : نحن نتعشم خير في معركتك أيها القائد ..
دون أن ينظر كانون إلى الببغاء الأحمر تمتم القائد : و أنا سوف أكون عند حسن ظنكم لقد تخرجت على يد الساحر الظلامي العظيم فؤاد ثم تم تجنيدي على يد السيد اصلان
لهذا لا يوجد أحد في جنود النظام يملك مثل هذه الخبرة مثلي
ثم أضاف بخبث : سيدي عندما أعود منتصر كالعادة هل لي أن أطلب من سيادتكم طلب ؟
صمت الببغاء الأحمر ثم قال حازم على لسان الببغاء الأحمر : هل هو طلبك القديم الذي تم رفضه ثلاث مرات ؟ هل مازلت تحمل الضغينة عليهم ؟
عض كانون شفتيه بكراهية وقال : ولن تزول هذه الضغينة
على الرغم من كرمكم و تنصيبي عمدة جندار الثانية الا إني مازلت
أطلب أن أكون عمدة ماندا العريقة..
قال الببغاء الأحمر : لو حدث هذا لن تدع أحد منهم على قيد الحياة ..
قال كانون بكراهية : لم تصدق فرحتي عندما نسف
السيد فؤاد تلك المدينة ماندا لقد شفى قليلا من غليلي ...
قال الببغاء الأحمر ببرود : سوف ننظر لطلبك بعد عودتك منتصرا !
شد كانون على سرج الكورفيس وقال بحقد : سوف أرجع منتصرا ...
واكملت تلك الفرقة المخيفة سيرهم نحو معركة جديدة لمدينة الظلام ...
دخل جنود النظام البوابة الأخيرة ووقفوا عند البوابة الضخمة الكبيرة كان هناك ثلاث أشخاص مميزون بين الجنود الأول يلبس زي قط
والثاني زي دب والثالث زي بطريق , قال البطريق : لم افهم بعد السبب لرتدائنا هذه الملابس السخيفة !
تمتم القط بحنق : هل ينوي السيد ( اصلان
) أن يجعل منا ثلاثي السخرية الحديث أم ماذا ...
نظر له الشخص الذي يرتدي زي الدب و قال بهدوء : أعرف طبيعتكما المتذمرة جيدا و أعلم ان هذه الملابس لاتتناسب مع طبيعتكم
هذه لكن هذه الملابس المميزة تزيد من خصائصنا القوية إنها خفيفة وعندما رنتديها فوق دروعا الأصلية لن تحدث ذلك الفرق ... ثم
أن السيد اصلان يريد أن يتأكد من إننا نملك كل التجهيزات الازمة .
صمتا زميلاه فأضاف الدب وهو ينظر للبوابة الضخمة : حسب معلوماتنا أن خلف هذه البوابة يقبع الثوار الجبناء لنقوم بالمداهمة حالا
رفع جميع جنود النظام أسلحتهم عاليا ثم أنطلقوا وهم يطلقوا صيحات حماسية مرعبة و أخذوا يضربوا البوابة الضخمة التي اهتزت بقوة وبعد دقيقتين فقط تحطمت البوابة الضخمة ليلاقي جنود النظام مجموعة من الثوار وعددهم 100 وبدأ الألتحام ... وبدا القتال الدموي
كان ثلاثي زي الغريب يضربوا بقوة شديدة لكن لم يكن جنود الثوار متواضعي المهارات من يرضي طموحهم لهذا ما ظان انكشفت ثغرة
في تشكيل الثوار حتى قام الثلاثي بالتقدم أكثر في الدهليز ولاحظوا أن أغلب الدهليز فارغ فتمتم البطريق : إنهم يخلوا مقرهم !
قال الدب : هذا يعني أن من واجهناهم أمام البوابة ليست الا فرقة انتحارية هدفها أعطاء رفقاهم الوقت الكافي لكي يهربوا ...
قال القط بشراسة : كأننا سوف ننسمح لهم بذلك !
و أكمل الثلاثي مسيرهم في الدهليز مطيحنين برأس أي شخص يظهر لهم من حجرات الدهليز ..
كانوا الثوار يقوموا بالاخلاء بشكل سريع و منظم لكن مع ذلك ظهرت بعض الفوضى مما ادى إلى تزاحم في بعض
الممرات , وقفت الطفلة تارا حائرة بين
الحشود المندفعة وهي تتمتم بحزن : أمي ؟
كانت تلتفت بإرتباك وذعر وهي تشاهد الرعب على أوجه الهاربين ثم سمعت تهشم الجدار خلفها
ليخرج إثنان من جنود النظام منقضين بأقوى انقضاضة يملاكاها نحو تارا التي تراجعت خائفة و اغمضت عينيها وصرخت في اللحظة التي تناثرت الدماء على الجدار
المهشم , فتحت تارا عينيها لتشاهد
امرأة شابة امامها تنظر لها بحنان وجندي النظام ملقيان على الأرض صريعين فقالت تارا
بإنبهار :ندون ؟
قالت ندون و هي تبتسم : علينا الهرب من هنا بسرعة
فالأشرار في كل مكان ..
قالت تارا بلهجة باكية : امي ! لا أجد
أمي في أي مكان ...
في الطرف الغربي للدهليز وقف ( وليد ) مع
( فادي) و ( سعد) في ساحة لها منفذين وبوابة ضخمة مغلقة
كان الأطفال و النساء والرجال يهربوا في إحدى المنافذ فقال ( وليد ) : إلى اين يقود هذا المنفذ ؟
قال ( سعد) : انه يقود إلى بوابة الطوارئ هذه البوابة الضوئية تنقلهم إلى مكان آمن بالقرب من بحيرة تانيس .
أضاف ( فادي) بعد أن يهرب الجميع سوف نقوم بضغط الكابس هناك لكي تتدمر مقدمة الممر بحيث نضمن الا يلحق بنا أحد !
قال ( وليد ) بقلق : الكابس يضغط من الخارج هذا يعني أن من سوف يقوم بضغط الكابس سوف يبقى عالقا في الخارج ..
قال ( سعد) بإقتطاب : أجل ..
ظهرت ( ندون) بين حشود الهاربين وقالت وهي تلهث : جميع من في الدهليز وصل ...
ركضت تارا نحو أمراة وحتضنتها
وقالت وهي تبكي : أمي أمي !
قال ( فادي) بقلق: ماذا عن الزعيم و ( سيدة القمر الفضي ) و (فواز ) ؟
قالت ( ندون) : لم يصلوا بعد ..و جنود النظام على بعد دقيقة فقط من هنا ..
وقف ( سعد) أمام الكابس وتأكد أن جميع الهاربين من الثوار دخل الممر ثم ضغط الكابس ليحدث انفجار مكتوم وتتساقط صخور ثقيلة تسد الممر ..
ظهر الذعر على وجه الثلاثة فقال ( سعد) بحزم : لا نستطيع أن نجازف بحياتهم أكثر نحن الأربعة نستطيع تدبرأمرنا كما أن الزعيم و فيجي ) و ( فواز ) يمكنهم النجاة .. لدينا فرصة أخيرة للهرب عندما يصلوا هنا ..
اضاف و هو ينظر للبوابة الضخمة المغلقة : هذه البوابة مغلقة منذ زمن بعيد إنها تقود إلى مكان ما في ( دهليز باب القمر الثاني )هذه البقعة لم يتم قتل وحوشها لهذا تعتبر منطقة خطرة ...
قال ( وليد ) بسخرية : هي بالتأكيد أرحم من النظام
هنا وصلت مجموعة من جنود النظام واشتبكوا مع الأربعة في الساحة الغربية كان سعد يقاتل بفأسين ويضرب بكل قوته ثم تجنب ضربة رمح من جندي امامه وضرب سعد عنقه ليرديه صريع ثم انحنى ليتجنب
ضربة كانت موجهة له من فأس ذو قبضتين وعندما أنحنى سعد
قام بضرب قدم الجندي بفأسه الصغير ليصرخ جندي النظام متألما ليسكته فادي بضربة في قلبه بواسطة سيفه الأنيق ثم اعطى ظهره لظهر زميله ورفيقه سعد ثم تمتم الأول : لربما لسنا من أصحاب
المهارات المنسية لكننا لن نكون أقل منهم ..
تمتم سعد و هو ينظر إلى ندون و وليد الذان يقاتلان بضراوة لكن جنود النظام في إزدياد حتى ظهر صوت حازم قائلا : نحن هنا للمساعدة
ظهر زعيم الثوار ياسين الذي على الرغم من عمره الا انه
كان يضرب بسيفيه بكل رشاقة و إتقان كما ظهر خلفه كل من فواز و فيجي و ستة
من رجال الثوار وما أن دخلوا الساحة حتى اشتبكوا مع جنود النظام في معركة حامية
تمتمت فيجي و هي تصد ضربات
خصمها : باب الطوارئ مغلق ..؟
قال فادي و هو يجهز على خصمه : أقفلناه لسلامة الناجيين ...
قال فواز و هو يطلق أسهمه ليحصد ثلاثة من خصومه : إذن نحن كالفئران في المصيدة ..؟
قال ياسين و هو يتجه نحو البوابة الضخمه : هذا هو
طريقنا الوحيد للهرب ..
ثم التفت ليشاهد رجاله قد أجهزوا على جنود النظام في الساحة ثم أخرج ياسين قطعة معدنية دائرية من جيبه ووضعها في قلب البوابة الضخمة التي اهتزت ثم فتح مصراعيها
ليبرز ممر طويل مظلم على جانبيه الكثير من الأعمدة الحجرية الضخمة .
قال ياسين بصوت حازم : قبل أن يأتي المزيد منهم
علينا أن نهرب من هنا و أغلاق البوابة خلفنا ..
دوى صوت ساخر : قبل أن يأتي المزيد ؟
التفت ياسين بقلق ليشاهد مجموعة جديدة من جنود النظام
و أمامهم ثلاث أشخاص يرتدوا أزياء غريبة
قال الرجل الدب بشراسة : أين المفر أيها القوم ؟
قال وليد بذهول : هذا الصوت ..
قال الرجل القط : نعم إنهم نحن ..
ثم خلع الثلاثي قبعاتهم التي على شكل حيوانات ليظهر كل من سفيان و ايمن و كريم الذي كان يرتدي زي البطريق ثم تمتم : نحن لسنا أشباح ..!
قال سفيان صاحب زي الدب : تظاهرنا بالموت من أجل مثل هذه اللحظة ..
حدق ياسين بصمت في وجوه
ثلاثي الموت الجديد ثم قال بحذر : لهذه اللحظة ؟
قال ايمن صاحب زي القط : اللحظة التي
ندخل لمقر النمل ونسحقهم بكل بساطة ...
كان جنود النظام يأتوا بتزايد للساحة الغربية , قال وليد
بحزم : على البعض منا أن يعيقوا تحركهم لكي ينجوا البقية ..
قالت فيجي بإستنكار : البعض ؟
التفت وليد و هتف بجدية : الفرصة الوحيدة
امامنا هي هذه الخطة ..إثنان معي سوف يكونوا كافين لشراء بعض الوقت لكم ..
قال فادي بصرامة : أنا معك ..
فقال سعد بحزم : أنا ايضا معك فأنا مكمل
لزميلي فادي ...
هتفت فيجي : مالذي تهذوا به ؟
قال فادي : زملائنا الـ 100 الذين
شكلوا فرقة أنتحارية ليسوا أفضل منا ..
أضاف وليد : زعيم الثوار ومساعدته
مهمين جدا للثورة بدونكم سوف يفقد الثوار الكثير من قوته , موتكما هنا يعني أن الثوار سوف يهزموا في
المعارك التالية ...
كان ياسين يدرك أن ماقرره وليد هو الخيار الوحيد على الرغم من التضحية و اليوم منذ أن بدأت المعركة
قد بدأت التضحيات تتوالى ..
قال ياسين بحزم : هيا علينا التحرك ..
نظروا له أتباعه بصمت ثم تحركوا نحو البوابة لضخمة فقال ياسين نحو
الرجال الثلاثة الذين بقوا : أعلم أن فرصتكم ضعيفة لكني أنتظركم في نهاية الدهليز ..
قال وليد بقلق على الرغم من أبتسامته : سوف نعود .
وتحرك زعيم الثوار مع رجاله نحو البوابة
فقال سفيان بسخرية : لا تقلقوا سوف
نلتقي بكم سريعا بعد أن نسحق هؤلاء الثلاثة هنا ..
ثم أشهر جميع من في الساحة أسلحتهم مستعدين لمعركة تفوح منها رائحة الموت ... الموت الجديد ... والأسود .
يتبع ....
الحلقة العاشرة هتكون الاخيرة في السلسلة الاولي وهتوقف فترة ونرجع بالسلسلة الثانية
الحلقة العاشرة والاخيرة في السلسلة الاولي
في عش الثوار كان الموقف متأزم حيث حاصر
جنود النظام الثوار في الساحة الغربية , صحيح أن أغلب الثوار نجحوا في الهروب لكن كل هذا
بفضل الأبطال الثلاثة الذين وقفوا في وجه جيش النظام من أجل تأخير تحرك عدوهم
سعد و وليد و فادي الذين واجهوا لوجه ثلاثي الموت الجديد
قال فادي باستنكار : تتخطونا ؟يبدوا انكم تستهينوا بنا أيها المهرجين ....
همس ايمن لزميليه : قلت لكم هذه الأزياء سوف تجعل منا سخرية للآخرين ..
قال كريم : مسألة تخطيكم ليست مسألة قابلة للنقاش أو الجدال هي مسألة بديهة فقط ..
قاطعه سفيان الذي قال بشراسة : هل يوجد هنا أحد غيرك يا وليد يملك مهارات منسية ؟
رد وليد ببرود : ولماذا يتوجب علي إخبارك ؟
تمتم سفيان بشراسة أكثر : لسببين الأول لكي
أعرف كم من الأهداف الضرورية التي سوف امحيها من أجل النظام السامي , السبب الثاني لكي أعرف مقدار التحدي
ومن ثم تحديد مقدار قوتي ..
قال سعد بحذر : ولماذا اسيادك خلف أصحاب المهارات المنسية ؟
قهقه سفيان بشراسة ثم رفع أحد فأسيه
وقال بلهجة مخيفة : الأبداع !
تمتم الأبطال الثلاثة بحيرة :الأبداع ؟
قال فادي بحنق : ماذا تقصد أيها الوغد ؟
تأهب سفيان و أتخذ وضعية قتالية وقال : سوف تعرفوا معنى ذلك في القتال ...
لم ينهي سفيان جملته حتى أنقض بسرعة شديدة
على أبطالنا الثلاثة الذين استعدوا بدورهم للقتال اتخذ وليد
الجهة اليمنى و فادي الجهة اليسرى
بينما سعد كان في الوسط لكي يستقبل انقضاضة خصمه
رفع سفيان فأسيه في اللحظة التي نطق
فيها وليد : الجاذبية !
كانت اللحظة مناسبة فتوقف هجوم سفيان في اللحظة
الأخيرة و أوقفت صنديد النظام لكن سفيان رمى بأحد فأسيه
نحو سعد الذي كانت ردة فعله سريعة وانحنى ليمر
الفأس المعدنية من فوق رأسه مخلفا أزير مخيف لم يضيع فادي الوقت ورفع سيفه ملوحا به نحو جسد سفيان الذي أبستم أبتسامة غامضة ومتوحشة بدون أن يلتفت نحو الذي يهاجمه بل ظل يحدق في نقطة ما خلف سعد فشعر سعد أنه يوجد خطب ما فالتفت بسرعة ليجد فأس معدني يدور بسرعة كبيرة متجها له من الخلف فانحنى مجددا ونجح في الحفاظ على رأسه سليما ليعود الفأس نحو سيده
سعد الذي رفع يده كأنه يوجه الفأس من بعيد
ليتجه فأس ذو القبضة الواحدة نحو فادي
الذي قد هوى بالفعل بسيفه على جسد خصمه ليضرب الفأس الطائر بقوة مما جعل
فادي يرتد بقوة للخلف متعثرا بالارض
ليسقط على الأرض ينظر لخصمه بذهول قائلا : كيف هذا ....؟
قهقه سفيان قائلا : هذا هو الأبداع الذي كنت أحدثكم عنه ..
ثم أضاف : لم تفهموا ما اقصد اليس كذلك ... حسنا ... وليد أنت صنديد مثلي لكن هل تعرف ماهو الفرق بيننا ؟الصنديد ليس تخصص المعارك المباشرة بل هو خبير بالأختام ومساندة فريقه أثناء الفريق مثلما فعلت أنت عندما استخدمت مهارة الجاذبية لكي توقف هجومي وتسمح
لفريقك بمهاجمتي تخصصنا ليس ضعيف أبدا لكنه يملك ثغرات كثيرة و الأبداع
الحقيقي هو أن تخفي هذه الثغرات ..
قال وليد بجدية : التمرين الجاد والشاق
والعمل على تطوير القدرات القتالية ليس إبداع بل إجتهاد ... !
قهقه سفيان وقال بسخرية : أحسنت يا عزيزي
لكن ألم تجد الإبداع بعد ؟
صمت وليد و هو يحدق في خصمه حليق الرأس
ثم تمتم بقلق : أنت لا تقصد الفأسين ...!
أطلق سفيان قهقة مجلجلة ساخرة : يالهي كماستغرق الوقت لكي تصل لما اقصد ...
ثم أضاف بجدية : نعم أنت تعرف أن الصنديد أسلوبه يتوافق مع الفأس بقبضتين وتلك لأمور تكتيكية لا احب أتكلم عنها
لكني أستخدم الفأسين بقبضة واحدة
, نعم أنا أبتكرت أسلوب جديد يتناسب مع تخصصي ويضيف لدي قدرات جديدة
هجومية ... هل عرفت ما هو الأبداع ؟
الأبداع هو أن تبتكر مهارات جديدة ليست موجودة في تخصصات الشعوب الثلاثة ...!!
وهذا الأبداع لن تجده الا في الأشخاص الذين لا يفقدوا مهاراتهم مع الزمن ..
تمتم سعد بحنق : انت تعرف عن خطة أسيادك اللئيمة في قتل المهارات القتالية ؟
قال سفيان بفخر : نعم ! واتفهم مشروع
السادة في خلق عالم للأقوياء , الاقوياء فقط من يوالي النظام والضعف والهلاك لمن يعادي النظام
نحن المنتخبون من القدر قد شربنا ترياق خاص يمنع مرض وهن القدرات القتالية
من أن يتسرب لأجسادنا..
قال وليد : أي أن قدرة تكوين مهارات جديدة
مقصورة فقط على أصحاب المهارات المنسية ؟
أبتسم سفيان وقال : أعرف ماذا تريد ان تقول
أيها المخلب x الأسود نعم , فقط نحن من نملك المهارات التي
لا تختفي مع الزمن من نستطيع فعل ذلك لكن ليس كلنا نستطيع والا لشاهدنا مهارات مختلفة مع الأزمان الغابرة
ولقد فات آوان إبداعك أيها المخلب x الأسود ..!
هجم سفيان مرة اخرى لكن هدفه كان
وليد الذي رفع فأسه ذو القبضتين
ليصد هجوم خصمه فلتحما بشكل عنيف وقوي فتقدم سعد
بفأسيه محاولا ضرب سفيان من الخلف
فقفز سفيان في الهواء متجنبا ضربة
سعد ثم القى احد فأسيه عليه
فتصدى سعد للضربة القوية
لتدفعه لمسافة 5 أمتار للخلف ليسقط على ظهره أستقر سفيان
على قدميه وأنطلق نحو سعد الذي وقف على ساقيه
وتأهب للأنقضاضة الجديدة , رمى سفيان
فأسيه دفعة واحدة نحو سعد فأنحنى
سعد ليتجنبهما بخفة وعرف
سعد أن الفأسين سوف يرجعان مجددا
فنحنى بسرعة ليتجنب فأس مر من فوق خلف رأسه بسرعة كبيرة ...
اتسعت عين سعد عندما شاهد
الفأس قد أصبح في قبضة سفيان
الذي اقترب منه فصرخ سعد في أعماق نفسه :أين
الفأس الآخر ؟
وسرعان ما أتت اجابته عندما ضرب الفأس الآخر ساقه من الخلف ليسقط سعد على ظهره في اللحظة التي قفز سفيان في الهواء قابضا على فأسه بكلتا قبضتيه وهوى بكل عنف وشراسة على رأس سعد ليدمر جمجمته وتتفجر الدماء بغزارة في اللحظة التي صرخ فيها
فادي بهلع : كلا !!!!
كانت عين فادي قد أدمعت بالفعل
وهو يركض محاولا أن ينقذ رفيق عمره ... لكنه تأخر كثيرا ...
وبكل مافي قلبه من صدمة .... و حزن .... و غضب .... و بكاء ....
هوى بسيفه محاولا ضرب سفيان
الذي تجنب الضربة ببساطة ثم ركل وجه فادي
بكل ما في قلبه من شماتة .....و عنف .....و شراسة .....و شر ....
ليطير فادي نحو وليد الذي مسك جسد
فادي وسقطا معنا لم يحاول فادي أن يقف مجددا
كل ما فعله هو أن أخفض رأسه يحدق في الأرض كان لا يستطيع الرؤية .. عيناه مشوشة ..
هل يبكي ...؟ ما الذي يشعر به ؟ الم يكن يعرف أن هذه المهمة أنتحارية و أن الموت هو الخيار الوارد ؟
هل خسارة أحدهم قاسية بالفعل ؟ أحدهم ؟ أنه اعز صديق لديه ... أنه من تقاسم معه الجوع و الشبع ..
الحزن و الأكل ..
الخروج و الدخول ..
أنه رفيقه سعد و ليس أحدهم ..
رفع فادي رأسه ونظر
لجثة زميله الذي تهشمت هامته ونزل الدم على أنفه و عينه رفيقه تنظر إليه وقد فقدت بريق الحياة ..
عادت الدموع مجددا تغزو عين فادي
فأنطلقت قهقهه سفيان الذي قال : ابكي أيها &^%$#$ لكن سوف انهي معاناتك الآن ..
تأهب سفيان مجددا للقتال لكن صوت دوى خلفه
قائلا : لحظة أيها القائد ..
التفت سفيان نحو جنوده بتسائل
فقال ايمن بحنق : هل نحن بالنسبة لك قطع أثاث ؟
هتف كريم بنحق مماثل : نريد أن نستمتع مثلك !
أبتسم سفيان وقال : حسنا لنجهز عليهم ..
قال كريم بهدوء : كلا يا سيدي القائد
أنت قتلت أحدهم واخذت نصيبك دع الباقي لنا نحن الأثنين لقد جعلتهم يشاهدوا أبداعك الخاص و حان دور إبداعنا
سوف يشرفني أن أقتل أحد أصحاب المهارات المنسية و عضو سابق في ما كان يعرف بـبالثلاثي الأسود ...
قال ايمن بإستنكار : إذن تريد أن تترك الفقمة النواحة لي ؟ هذا غير عادل !
قال كريم بسخرية : لقد سبقتك يا صاحبي ..
رد ايمن بعنف : لا أريد أن اقاتل ذلك الباكي سوف
يبكي عندما أريه إحدى مهاراتي ...
نهض فادي و التقط سيفه
و الصدمة لم تزل من ذهنه و تأهب للقتال فشعر بيد تربت على كتفه فالتفت بذهول ليجد وليد يبتسم قائلا بهدوء : أنك في صدمة لكن أحتاج لرباطة جأشك هنا ..
ثم التفت لخصومه و اضاف : أنت مازلت شاب يا فادي انا شاهدت العديد من المعارك و رأيت الكثير يقتلوا أمامي حتى من كانوا أصدقائي رأيتهم يموتوا في المعركة إما أن تنضج بسرعة او لا تنضج أبدا ..
قال فادي بيأس : يبدو أن نضجي قد توقف لهذا الحد ..
قال وليد دون أن ينظر له : الحياة و الموت
لا ضمان لهم يا صديقي في عالمنا المجنون هذا لا نستطيع الا أن نواكب اللحظة و أن نقوم بما يتطلب منا ..
تمتم فادي بحزن : دورنا أن نموت هنا .
كان وليد يتذكر وجه فادي الواثق لكن ثقته كلها تزعزعت عندما شاهد رفيقه يموت هذا الشيء جعل العديد من الذكريات تمر بسرعة أمام عينه قال وليد بحزم : مهما كان دورنا و مهما كان الحزن الجاثم على صدورنا
مهما كانت الظلمة التي تغطي دربنا علينا أن نقوم بما هو مقدر لنا ..
قال فادي وبدأت رباطة جأشه
تعود له : أجل أنت محق ...
نظر لخصمه ليتمتم ايمن بسخرية : هل أنتهيت
أيها الطفل الباكي ؟ هل نستطيع أن نتقاتل ؟
وتأهب الأربعة لكي يخوضوا قتالهم الذي له نهاية واحدة .... الموت ...
في مقر المنمطين الذي كان يعرف بالسابق
في بدهليز التحدي كانوا أبطالنا ريان و كيجن و روز و هاشم و نزار في إجتماع مع سيدة المنمطين روبي التي جلست على كرسي السيادة بنشوة
كأنها كانت تحن أن تجلس على هذا الكرسي منذ سنوات ..
قال كيجن بأدب : أكرر شكري مرة
أخرى على مساعدتنا فلو استمر القتال بيينا وبين المنمطين لكنا خسرنا أرواح من الطرفين ..
قالت روبي : لم أفعل هذا من أجل حمرة عينك ايها الوسيم ..
ثم أضافت : لقد فعلت هذا من أجل الاتفاقية الجديدة مع منظمتكم ..
قال ريان بحذر : إتفاقية ؟
قالت روبي بهدوء وهي تحتسي كوبها : قدم زعيمك عرض
أن يتم التخلص من خازن مما يتيح لي أخذ السيادة
كما ان تتم معاهدة حقن الدماء بين المنمطين و الثوار بحيث الا يعتدي أحد على الآخر حتى تتنتهي الحرب مع النظام ..
قالت روز بلهجة حائرة : ولماذا وافقتي
على مثل هذه الاتفاقية اليس هذا يعني أن يتم قطع مصدر هوايتكم المقززة في أكل قلوب الآخرين ؟
قالت روبي بهدوء : سوف يقلل كمية صيد المنمطين
أجل لكن الهدف الرئيسي هو التخلص من خازن ...
قال كيجن بحذر : حب السلطة اليس كذلك ؟
ضغطت روبي على كأسها بقوة محاولة الا تخرج من هدوئها
وقالت : ليس حب السلطة بل هو الحقد تجاه خازن
ذلك الحقد الدفين الذي يعود لسنوات طويلة ..
"عندما بدأ النظام بفرض سيطرته على العالم بقوة كان العالم ينقسم لنصفين
ثوار و نظام مما جعل نحن المنمطين نسأل أنفسنا , أين نحن من هذا العالم ؟ الثوار يقتنصونا ما أن
يثقفونا و النظام أيضا , لكن القدر شاء أن يصل أحد المنمطين للوحشية الكبرى , الوحشية التي
أعطته قوة تفوق قوة أي منمط في التاريخ القوة التي سوف تمكنه أن يحكم المنمطين ويجعلهم ينجوا
من هذه الحرب العنيفة ..كان ذلك المنمط أسمه جيرارد الذي استحق لقب سيد المنمطين ..
وقف جيرارد في دهليز التحدي ينظر لأرجاء المقر بفخر للجدران الصخرية وتمتم : عمل عظيم أن يتم التخلص من الوحوش التي من فصيلة الدببة ...
اقترب منه احد المنمطين وقال بابتسامة : لقد قمنا بهذا العمل منذ شهر و أنت ما زالت متعجب من عملنا يا سيدي ؟
قال سيد المنمطين جيرارد : نعم أنت تعرف
ماهي قوة الدببة التي حاربها أبطال لهم تاريخهم العريق ..
قال المنمط : سيدي أن تجمع منمطين العالم وتهجم على هذا الدهليز ليس فقط وحوشهم من يموتوا بل لو يوجد ماهو
اعظم من الوحوش سوف ...
" النظام أعظم من الوحوش "
التفت سيد المنمطين و المنمط الذي بجانبه ليشاهدوا منمط شاب واقف أمامهم ...
كان ذلك خازن الذي أنقذه سيد المنمطين مؤخرا , كان خازن يتطور بشكل ملحوظ وقواه تزداد يوم بعد يوم
قال خازن : النظام هو التحدي الحقيقي لنا كمنمطين وبدرجة أقل الثوار ..
وضع جيرارد يده على ذقنه و هو يفكر
ثم قال بشراسة : أنت محق لكن قوتنا لحد الآن لم تصل لمنافسة النظام لقد نسفوا مدن كثيرة في لحظات
لم نصل لمثل هذا المستوى بعد ..
قال خازن بشغف : ومتى نصل لهذه المرحلة ؟
قال جيرارد : عندما نستمر بالنمو والتزود بالقوة
المكنونة في قلوب الآخرين ..
" أبي , أبي , لقد جهزت الساحة الشمالية ..."
استدار جيرارد وقال بسعادة : احسنت صنعا يا روبي ..
كنت حينها فتاة منمطة تتخذ من أبها مصدر للفخر وقدوة للعزيمة و القوة
استمر نمو منظمتنا اكثر و أكثر و إزدادت قوة منظمتنا كثيرا ... وازدادت قوة خازن...
كان جيرارد يجلس على كرسي الزعامة وهو يتحدث
مع خازن بجدية : لقد إزدادت قوتك مؤخرا ...
قال خازن : هذا بفضل رعايتك يا سيدي ..
قال جيرارد : قريبا سوف تذوق القوى العظمة
لكن قبل أن تصل لها سوف تواجه أمور كثيرة لربما تعيق وصولك لهذه القوة ..
قال خازن بحذر : ما هي تلك الأمور ..
قال جيرارد و هو يغلق عينه الامعة : الجشع و الظلمة
و الغرور لو سقطت في تلك الأمور لن تتمكن السيطرة على قوة العظمة ..
ردد خازن و هو يفكر بعمق : الجشع و الظلمة و الغرور ..
ثم أضاف : ما علاقة هذا بالقوة العظمة ؟
تمتم جيرارد : الظلمة تفقد بصيرتك عن رؤية الأمور
حولك بحكمة و الجشع يجعلك تلهث خلف كل ما هو مثير و قوي حتى لو كان يلقي بك إلى الهاوية ..
صمت جيرارد و فتح عينه النارية وقال : اما الغرور
هو استحقار كل ماحولك والاستهانة بكبائر الأمور وصغائرها ..
قال خازن : هذه الأمور التي سوف تصادفني في تطوري ..
كنت موجودة في تلك المحادثة ولم أعر لها اي اهتمام حتى أتت تلك الليلة ..
كانت هناك ضوضاء كبيرة في مقر المنمطين , كانت روبي
تمشي في المقر تحاول أن تفهم سبب تلك الفوضى التي تحدث في المقر , المنمطين يتحدثوا مع بعضهم بعنف
وصلت روبي إلى غرفة سيد المنمطين
وفتحت الباب وهي تقول : أبي ..؟
ثم أطلقت روبي شهقة قوية عندما شاهدت جثة والدها
جيرارد والدها الذي كان ملقى على الأرض
مستلقيا على ظهره و ..... منزوع القلب ...
كان رجل واقفا بجانب والدها معطيا ظهره لها قال بصوت مألوف : لا تجزعي يا روبي
والدك سلم قوته لمن سوف يقود المنظمة لعهد جديد ..
قال روبي بتساؤل و هي تقاوم دموعها : أنت ..خازن ؟ ماذا حدث لوالدي ؟
أطلق خازن قهقهة مخيفة فشهقت روبي
وقالت بهلع : أنت من قتلته !
أكمل خازن قهقهته فقالت روبي : كيف تجرؤ أيها الحقيــــر ! كيف تجرأ فعل هذا في من أحسن اليك و أحبك !
قال خازن بلهجة مخيفة : روبي قلبي قد غرق في الظلمة ... و أنفاسي تكاد تتوقف بسبب الجشع ...
ثم التفت لها و عينيه تشع بضوء أحمر و هو يقول : وعيني لا ترى سوى الغرور ...
سالت الدموع على خد روبي فقال خازن بحزم : انت في مستواي قبل أن آخذ القوى العظمة من قلب والدك قتلك سوف يسبب خسارة كبير
للمنظمة انظمي معي لكي نسمو بالمنظمة للأفضل ...
لم يكن أمامي في تلك اللحظة الا ان أوافق ليس خوفا على حياتي لكن بسبب مايملكه
ذلك الجاحد ... ما يملكه بين ضلوعه ..
قال كيجن : بين ضلوعه ؟ قلبه ؟
قالت روبي : قلبه يملك القوى القصوى التي اكتسبها عندما
التهم قلب والدي كنت بجانب خازن أحافظ على تلك القوة
العظمى لكي لا تذهب لشخص اسوأ من خازن , عندما
اسقطته أنت من فوق التل وقتلته لم أهتم لضياع القوى بقدر ما أهتميت بأن لا يوجد خازن جديد ...
صمتت روبي و هي تشعر أن حكايتها عندما تقال تخفف
عنها حمل كبير و هم ثقيل .... بثقل الصخر ...
كان وليد و فادي قد إستعدا لمواجهة خصميهما ايمن و كريم التابعان إلى فرقة ثلاثي الموت الجديد ...قال وليد وعينه لا تزال تراقب خصمه : مهما حدث يا فادي لا تغفل عن تحليل تحركات خصمك مها شاهدت من الحيل و الغرابة ...
لم يعلق فادي الذي عادت الثقة و الجدية لوجهه
تمتم كريم بسخرية : حان الوقت لتشاهدوا القليل من إبداعنا ...
رفع كريم كفه لتخرج هالة ضوئية من تحت ساقيه ثم ظهر مرافقان بجانبه ...
تمتم وليد بحذر : هذان المرافقان إنهما
المقاتل العظمي و الومضة الحمراء ...!
رد عليه كريم بفخر : أجل أيها المخلب x الأســود
لكن لا تستهين بهما ,المقاتل العظمي هنا ليس من تلك الجثث
التي يتحكم بها السيد فؤاد بل هو
من فصيلة العظميات الأصلية أي حيوان عظمي أصلي ! فوق ذلك
أنت تعرف أن اصحاب تخصص البراري يمكنهم
إستدعاء مرافقين في نفس الوقت لكن لزمن معين و شروط محددة لكن أنا الوحيد بعد سيدنا
المخلب حازم قد استطعت أن اجعل المرافقين معي
دون تلك الشروط وطوال الوقت الذي يحلو لي ...
رفع وليد فاسه ذو القبضتين و أنقض على خصمه
بسرعة و هو يقول : مرافقين أو 100 يبقى من يسيطر عليهم شخص و احد ..!
كانت إنقضاضة وليد تستهدف
كريم شخصيا لكن المقاتل العظمي برز أمامه بسيفه الغليظ و ترسه المتين و سدد ضربة أفقية على عنق وليد الذي إنزلق على الأرض بحركة خفيفة و رشيقة وتجنب الضربة ثم نهض بسرعة و أكمل هجمته على خصمه لكن موجة من الطاقة سددتها الومضة الحمراء
فوضع وليد فأسه أمام وجهه ليحمي وجه من
موجة الطاقة التي تسببت بحرق في كتف وليد
لكنه سدد بكل قوته ضربة من فأسه نحو كريم
الذي لم يتحرك من مكانه أو تتغير ملامحه الواثقة لأن الفأس العريض إستقر في ترس المقاتل العظمي الذي رجع لكي يحمي سيده , قام كريم
بتسدد ضربة بواسطة خنجره الماضي نحو صدر وليد
فتجنب وليد ضربة الخنجر لكن المقاتل العظمي شارك بالهجوم بواسطة سيفه وقام وليد بسحب فأسه بسرعة كبيرة
ليصد ضربة المقاتل العظمي لكن ركلة من قدم كريم ضربت بطن وليد ليتدحرج خمس أمتار كاملة نحو الخلف و اثناء تدحرجه كانت تلك الفراشة الحمراء التي تدعى
الومضة الحمراء بإلقاء إبر حمراء مزودة بطاقة سحرية نحو
الصنديد وليد كانت أكثر من 20 إبرة
إستطاع وليد أن يتجنب منهم 12 إبرة
اثناء تدحرجه اما 6 إبر قد قنصت اماكن مختلفة من جسده فسببت له خدر غريب في اماكن الأصابة
هتف كريم : يبدو إنك لا تملك أي
إبداع سوى أن تلتقط أجساد الحمقى مثلما فعلت عندما التقطت جسد الطفل الباكي هناك ..!
ثم أضاف بحدة : حان وقت هجومي !
وانقض كريم مع مرافقيه المخيفين ..
في نفس مكان المعركة كان فادي
بواسطة سيفه الأنيق يكافح لكي ينال ضربة ناجحة واحدة في جسد خصمه ايمن الذي كان يتجنب ويصد الضربات بواسطة عصاه السحرية بكل بساطة و سهولة
قال ايمن بتذمر : لماذا يا كريم تحتفظ بالمتعة كلها لك ...!
أغضب هذا القول فادي
فزاد من سرعة ضرباته و أصبحت إتقانها ضعيفة و عشوائيتها أكبر مما فتح ثغرة واضحة في دفاعات فادي مما جعل ايمن ببتسم بخبث ويضرب بعصاه السحرية بغتة صدر فادي الذي انطلق خيط من الدماء من فمه وشعر أنه قد تجمد في مكانه فضحك أيمن وقال بامتعاض : يالهي لم أكن أتصور إني سوف أنجح في ضربك بواسطة عصاي السحرية هذا شيء نادر الحدوث معي في المعارك
عصاي السحرية مزودة بإحجار سحرية تعطي خصائص هجومية مثل تجميد حركة الخصم هذا مما جعل زملائي
ينعتوني بالأحمق لمثل وضع هذه الأحجار بحجة أني لا أضرب بعصاي في المعارك لكن يبدو إني قد كنت محقا !
فادي كان غير قادر على الحركة
فنظر له ايمن نظرة ساخرة ثم فتح فمه بإتساع مخيف
و انطلق صوت من أعماق ايمن هاتفا : الزئير المجمد !
فنشلت حركت فادي تماما
ايمن أكثر وقال بسخرية : لديك مشكلة في الحركة يا صاحبي هاهاها ....
ثم رجع ايمن عشرة خطوات للخلف
وقال بأسى مصطنع : لا أريدك أن تموت الآن لم أريك أي شيء من مهاراتي .. لندفئ جسمك قليلا ..
رفع كفيه بإتجاه خصمه وقال : العاصفة المضيئة ! !
ليلمع ضوء حارق صنع حروق بالغة في جسد فادي
ليسقط على الأرض متألما .. يتنفس بصعوبة فأخرج قنينة بها سائل أحمر وتناول محتواها بصعوبة و السائل الأحمر
يتساقط من فمه مختلطا بدمه المهدور على الأرض ..
كان ايمن منحني على الأرض يراقب ملامح خصمه
بتلذذ و قال : أجل .. أجل ... أشرب اكثر حاول أن تطيل مدة هذا القتال أطول وقت ممكن ..
كانت الجروح تتعافى ببطء شديد في جسد فادي
هنا دوى صوت سفيان حازما : يا ايمن إنهي قتالك بسرعة علينا الحاق بزعيهم ...
مط ايمن شفتيه بحنق وقال : حسنا ..! لك هذا !
نهض ايمن وقال : آسف ايها الطفل الباكي لكن لن أستمتع
معك أكثر على أمل أن يكون زعيمكم أقوى منكم لكي أريه بعض إبداعاتي ..
و أقترب من فادي بخطوات بطيئة
وكل خطوة تحمل معها موت .... موت جديد ....
وصل جيش النظام المكون من 300 محارب يقودهم الساحر الظلامي كانون
الذي ترجل من على ظهر الكورفيس ما أن اقترب من أسوار أوروك فرفع يده ليتوقف كل الجيش خلفه
ثم قال بصرامة : إمي الأرض اعطني قوتك لكي أدمر أعدائي ..
ثم رفع يديه وصرخ بصوت عالي لتبرز هالة ظلامية فوق يديه لتنطلق بقوة محطمة السور الشرقي للمدينة لتنطلق
هتافات مخيفة من حناجر محاربين النظام لينطلقوا بسرعة نحو المدينة وهم يحملوا أوامر التدمير كواجب مقدس ..
دخل كانون إلى المدينة بخطوات بطيئة و واثقة وهو يشاهد المعركة
التي بدأت للتو و على ما يبدو أن الثوار كانوا مستعدين لهذه المعركة بالفعل فجنود الثوار منتشرين بشكل منظم ليمتصوا
هجوم النظام , شعر كانون بحركة سريعة خلفه فانحنى ليتجنب
ضربة من فأسين بقبضة واحدة سددها أسامة بنفسه
أستقر أسامة على ساقيه و هم بهجمة أخرى لكن
كانون كان قد وضع كفه في وجه خصمه وقال
بلهجة مرعبة : كل من يخالف قوة الأرض هو هالك ..
قال أسامة بثقة : ماذا عن ذلك الذئب ؟
شعر كانون أن حركة أكثر رشاقة أتت من خلفه
ليظهر الذئب فنرير من الخلف
منقضا بشراسة الذئاب لكن من العدم ظهر حصان أحمر اللون قاتم القوام دموي العينين ليركل بساقيه
أضلاع الذئب فنرير الذي تقهقر
للخلف متألما فقال كانون : الأدهم .. مرافقي المفضل ...
وصل للمكان كل من داران واراب و جاسر و موران و ابراهيم و ماجد و نهاد و كيرا
فقال موران و هو يضغط على قفازيه الحديدين : لقد وصل الدعم ...
تمتم ابراهيم : أنه على مايبدو قائدهم
سوف ننتشر في واقعنا حالا من سوف يبقى لكي يقضي عليه ؟
قال كانون بثقة : سوف أدفنكم في الأرض أيها
النكرة ولكن هناك شيء أريد أن أتأكد منه قبل قتلكم أنتم الثلاثة .. من أمانسيس ؟ ..
كان يشير على كيرا و نهاد و موران
قالت نهاد بحزم : نعم ! على الرغم من إني قضيت
حياتي في مدينة أوروك الا إني انتمي الى شعب الأمانسيس ..
عض كانون أسنانه بكل غضب و هتف : أي عار هذا !
أي مذلة وصلنا لها أيها الأرماديون تستعينوا في حربكم بهؤلاء
الحثالة شعب الغدر و الجبن !
أمسك كانون جبهته و كأنه يعاني من صداع
ثم أضاف بهدوء بغتة : لقد كنت أنوي أن انهي ثورة الثوار بكل بساطة و أعيد النظام مجددا ليتسيد هذه
المدينة لكن على مايبدو أن الفساد قد تغلغل داخل أوصال أوروك
فوجب علي تدميرها ..
قالت كيرا بحيرة : يبدو أن هذا الرجل عنصري
ولديه مشاكل مع الأمانسيس ..
قال موران بإقتضاب : حرب النور و الظلام
إنتهت منذ فترة بعيدة و كانت تلك الحقبة هي ظهور الشعب الثالث أجوريا
الناس بعد أن ظهرت العرافة أدركت أن العنصرية بين الشعوب الثلاثة هي مجرد سخافة ..
قاطعه كانون بحنق : تلك السخافة كانت الفعل الصحيح
لا يجب الوثوق بكم يا شعب النور أبدا ...دائما تتظاهروا بالطيبة و تمدوا يد العطاء ولكن ما أن تعطيهم ظهرك
حتى يبرز الشر فيهم ويمدوا لك يد الغدر .. لكن هذا لن يدوم عندما أسحقكم بقوة الأرض !
قال اراب بدهشة : ...بقوة الأرض !.. أنت لا يمكن أن تكون إبن مراد الذي
كان يلقب بقوة الأرض !..
قال كانون ببرود : نعم أنا هو إبن قوة الأرض الأصلي..الذي كان أعظم ساحر ظلامي في التاريخ .. الذي سخر كل قوة الأرض في خدمته ..
قال اراب بقلق : ما تشاهده أمامك يا جاسر هو إبن المنافس التقليدي لأباك ..
التفت كانون نحو جاسر و قال : إبن المنافس التقليدي لأبي ؟ أنت تقصد أن هذا الغلام إبن خالد...؟
يبدو هذا شيق ...
قال اراب : لقد كان قوة الأرض الأصلي مع والدك خالد
اقوى ساحرين ظلاميين عرفهم التاريخ صحيح إنهما كانا متنافسين من أجل إثبات الأقوى لكنهما وحدا جهودهما
للقضاء على العرافة بعد الحرب على
العرافة تم قتل أباك على يد فؤاد الساحر الظلامي ...
أضاف كانون بأسى : و والدي تم قتله على يد حثالة
من شعب الأمانسيس ...أتذكر تلك الحادثة ..
عندما كنت في الثامنة من عمري أتى خمس رجال من شعب الأمانسيس إلى والدي ... كانوا يريدوا مساعدته بعدما بدأت الحرب بين الأبطال الذين قتلوا العرافة
كلنا نعرف أن الحرب كانت شديدة الضرر على المدن وحده والدي من كان قادر على تسخير قواه السحرية
ليحمي أوروك من التدمير الشامل ... ذهب أبي وياليته لم يذهب .. ياليته لم يصدق أن أعوان النور أقل قلقهم هو مصلحة أوروك ذهب
هناك بعدما طلبه الناس وطلبه أعز صديق له حينها وعندما كان يدافع عن المدينة ظهر الخمس أوغــاد التابعين
للنور وطعنوه من الخلف لتفقد المدينة حمايتها ويستسلم صديق والدي حفاظا على المدينة ...
لم تكتمل المصيبة بعد ... أمي .... أمي التي كانت تحب والدي أكثر من نفسها جن جنونها تماما
غاب عقلها عنها .. كانت كل ليلة تحفر الأرض و السماء مظلمة
امي ماذا تفعلي ..؟
التفت الأم نحو ولدها و أبتسمت أبتسامة خالية من المشاعر ثم أكملت عملها
لقد كان قبر
أمي هذه الحفرة ماذا تكون ؟
لم تجيبه الأم , أمسك فستانها المهترئ وقال ببكاء وقد بدأ يدرك هوية الحفرة: أمي دعينا ندخل للمنزل ...
قالت الأم ببرود مجنون : أباك قوة الأرض موجود بيننا
انه يناديني ...
تعلق أكثر بوالدته و هو يعيق تحركها قائلا ببكاء أكثر : أمي كفى ! كفى !
دفعته والدته ليسقط على الأرض ويغرق في بكاء حزين , التفتت له والدته وعاد بريق الحياة لعينها الخاوية
بفعل بكاء صغيرها وهرعت له تربت على يدها الملطخة بالطين وقالت : هسسس آسفة .. آسفة
ثم هضت وهي تحتضن صغيرها ويذهبا للمنزل ...
في اليوم التالي أختفت أمي من المنزل , فتشت عنها كثيرا ثم ذهبت
لفناء المنزل لاجد تلك الحفرة قد ازدادت عمق إلى مالانهاية .. عرفت أن أمي قد ذهبت لوالدي
قال إبراهيم بسخرية حذرة : ولماذا لم
يذهب الأبن الوغــد الصغير لهما للم الشمل ؟
رد كانون ببرود : الأبن أقسم أن يرسل كل أوغــــاد العالم
إلى باطن الأرض حيث يقبع أبي و أمي يعذبوهم إلى الأبد وسوف أنفذ هذا عليكم جميعا ..
رفع كانون كفه لتظهر جوهرة ضخمة سقطت على الأرض
محدثة دوي قوي أخرج كانون سلسلة متينة وربط
الجوهرة بعنق الأدهم ثم قال : أمي هي الأرض الآن
و أبي يمثل الكيان الذي داخلي هذه المدينة يجب أن تباد ..
ضرب كانون مؤخرة الأدهم الذي أطلق صهيل و أنطلق بسرعة يسحب خلفه الجوهرة الغريبة التي بدأت تلمع ويظهر
عليها مجال كهربي خاطف قال ماجد بقلق : اللعنة
أنه يخطط على شيء خطير ... أسامة إذهب مع
ذئبك لإيقاف ذلك الحصان !
قالت كيرا بحزم : أنا أيضا سوف الحقه ..!
انحنت ولمعت بطاقة في حزامها وقالت : وحدة الأدهم الجيبي
ثم أبتسمت و هي تركض : من هو الأسرع يا ترى !
وانطلقت كيرا بسرعة خاطفة بفعل خاصية
الحزام المزود ببطاقة الأدهم الذي زاد سرعة حركتها بشكل
كبير جدا ..
قال أسامة : التنكر!
فلمع ضوء أسفل قدميه ليتحول إلى شكل مماثل لذئبه وقال بصوت خشن : هيا بنا يا فنرير ...
قال فنرير : لنلحق لتلك الفتاة ونثبت لها أن لا شيء
يفوق خفة الذئاب ...
أنطلق الذئب مع صاحبه المتنكر على شكل ذئب للحاق بذلك الأدهم الخطير ..
قال ماجد بحزم : خصمنا يبدو قوي
لهذا أبتعد من هنا أيها السيد الوقور اراب
نحن نحتاج لمسعف بيننا لكن المعركة في المدينة أكبر لهذا ارجعي لموقعك يا نهاد لتسعفي المصابين ...
قالت نهاد بعناد : أريد أن أشارككم في قتل هذا العنصري ..
قال داران ببرود : أسعاف جنودنا المصابين
افضل من مراقبة قتال محترفين ..
قالت نهاد بتردد : لكن ..
ثم حسمت أمرها وقالت : حسنا لكن سوف ابقى قريبة من الحدث لتدخل إن حدث مكروه ..
وانطلقت نهاد تعدو لموقعها الأصلي بينما تباعد
اراب بخطوات بطيئة
قال ماجد : لدينا الآن شخصين يضربان
بالمدى البعيد أنا و الساحر الظلامي جاسر
كذلك لدينا مساندة القتال بالأختام و هو المغوار داران
و الالتحام الجسدي سوف يقوم به المرشد موران ..
تأهب الأربعة للقتال عندما تأهب كانون وقال : لتكون
قوة الأرض حليفتي في قتالي ...لقد عشت زمن مر ليعلو شأني .. حان الوقت لكي البي لحقدي ذلك النداء..
أرقبيني اليوم يا أمي لقد حان الأنتقام ..
ثم بدأ القتال العنيف ... و الدموي ....
عندما هجم كريم ومرافقيه
كان وليد يفكر و يحلل خصمه
على الرغم من اصابته السابقة ....
مهما تغير القتال في زمانه و مكانه يرجع الخصم إلى استراتيجية معينة هذا ما حاول أن يشرحه
لتلميذه ريان ....
إذن ماهي المعطيات التي لديه حول تحركات خصمه ... أنه يتذكر قصة أسامة عندما حكى له مواجهته مع كريم
على الرغم من أنه شاهد كريم يموت أمام عينه
كان يصغي لقصة ذلك الفتى بكل أهتمام لا سيما أنه يلقي محاظرة طويلة على مسامع تلميذه حول استراتيجات القتال
لكل تخصص نعم خصمه كريم يعتمد على
مرافقيه في القتال بشكل كبير ومفرط أيضا ثم يدخر قوته لكي ينفذ أسلوبه الخاص ليقضي على خصمه
كما أن مرافقيه ليسوا الا أدوات بالنسبة له سوف تكون هجمة مرافقيه لحصاره ثم ما أن يتأكد كريم أن خصمه قد تم حصاره و أصبح مباشرة ضده سوف يهجم بذلك الهجوم
الذي يعرفه وليد جيدا ..
أنقض المقاتل العظمي مسددا مهارة تجعل سيفه أكثر سرعة
وحدة في نفس اللحظة التي أتت الومضة الحمراء على يمين
الصنديد وتطلق عليه موجة عالية من الطاقة يعرف وليد
تماما أن مثل هذا الهجوم المزدوج لن يمكنه من تجنب ضربة كريم الذي يتقدم نحوه مباشرة , لهذا قرر استخدام مهارة الصخرة العملاقة التي جعلت ترس خفي يتصدى لضربة المزدوجة من المرافقين ثم ظهر كريم في وجهه وقال : إعصار الخناجر ..
كانت هذه هي المهارة التي يتوقعها وليد
وبدأ كريم بضرب الصنديد بخنجره
بصورة خرافية هنا تجنب وليد
ضربة على يمينه ثم على يساره ...
تمتم وليد في نفسه : الآن يسار ..
ثم يسار ثم يمين ثم يسار .. يمين ... يمين ... يسار ... يمين ...
اتسعت عينا كريم و هو يشاهد خصمه يتجنب
ضرباته الخاطفة بسرعة كأنه يتوقع هجماته ...لهذ قرر كريم
أستحداث شيء جديد وتصويب ضربته للوسط .. ونفذ خطته لكن يد الصنديد وليد أمسكت ذراعه بغتة وقال بثقة : توقعت هذا ..
رفع وليد وصاح : قاهر العواصف !
وأنطلقت شفرات مكونة من الرياح أستهدفت الومضة الحمراء التي حاولت
تجنب الشفرات الحادة لكنها فشلت وقطعتها الشفرات إلى اشلاء صغيرة ..
قال كريم بغضب : أخذت فرصتك .. أهجم !
أنقض المقاتل العظمي من خلف الصنديد
الذي قال : سرعة البرق! ليهجم بسرعة على المقاتل العظمي الذي استقبل الفأس على ترسه ثم ضرب بسيفه
الهواء ثم أمسك يد الصنديد بغتة وجذبه نحو جسده العظمي للتفكك عظامه مطلقة صوت مزعج وتحيط بجسده
لتمنعه من الحركة تماما ...
قال وليد بدهشة : هذا ...
أنقض كريم وهو يهتف : نعم أنه سجن
عظمي يجعلك فريسة لي ...
وضرب كريم بخنجره صدر الصنديد وفي مكان
القلب تماما ..
اتسعت عين كريم و هو يراقب خنجره
يتهشم أمامه ونظر لعين وليد الذي
لمعت عينيه بنور مخيف فقال كريم بدهشة : ماهذا ؟
نهض وليد وتحرر من العظام المحيطة بجسده
دفعة واحدة وهالة من الضوء الأصفر تغطي جسده وقال وليد
بصرامة و بطء : هذه المهارة التي أحتفظ بها لأصعب الأوقات هذه المهارة من إبداعي الشخصي
إنها مهارة سميتها الطبيعة الطائشة ...
تمتم سفيان : الطبيعة الطائشة ؟
هل تقصد ... القوة الطائشة التي عددها أربعة ؟
قال وليد وهو يتحرك ببطء نحو خصمه
كريم نعم أنها
النار الطائشة
التي تزيد الهجوم لكنها تقلل الدفاع وتستهلك طاقتك تدريجا
و الرعد الطائش
الذي يزيد من سرعة الهجوم وقوة الهجوم
ومناعة قوية ضد تأثيرات الخصم لكنها تستنزف الطاقة الجسدية للمستخدم كذلك طاقة المهارات ..
و الأرض الطائشة
التي تعطيك دفاع حديدي مثل الذي حطم الخنجر قبل قليل ..
أخيرا الماء الطائش
الذي يزيد من قوة مهاراتي السحرية
وسرعة تنفيذ المهارات لكنها تقلل من دفاعي العضلي و السحري ..
هذه العوامل الأربعة لو أجتمعت مع بعض سوف تعطي المستخدم قوة كاملة من جميع النواحي
رفع وليد فأسه و انقض على خصمه
كريم بسرعة كبيرة تجنب
كريم الانقضاضة بفضل
مهارة التفادي المركز لكن قدم وليد ضربت بطن كريم
لدفعه للوراء و بينما كان كريم مازال في الهواء
قال وليد : مت ... !
وانطلقت كتلة رهيبة من اللهب لتشعل خصمه الذي أطلق صرخات مرعبة ... و مخيفة ...
لحظات مرعبة , تلك اللحظات التي تدرك فيها أن الموت يسير ببطء إتجاهك
تلك اللحظات التي تكون فيها عاجز عن الحركة وتنتظر اللحظة التي
يخطف فيها الموت روحك دون إستئذان أو رحمة ....
كانت تلك هي اللحظات التي يمر بها فادي
و هو يراقب خصمـه ايمن يقترب منه ببطء
وعلى ملامحه شراسة غير منتهية ..
كان يشعر فادي بالعجز
وعدم القدرة على الدفاع عن نفسه , ما لذي يملكه لكي يصد عنه ذلك المصير المقيت ؟
سيفه الذي بجانبه ؟ اليس هو نفسه السيف الذي قد هزم بمذلة أمام عصا سحرية ؟
اليس عار على السيف ؟ أم هو عار عليه كمستخدم للسيف ؟
كيف سوف يتحمل هذا العار عندما يقابل رفيق دربه سعد
في العالم الآخر ويشرح له كيف تم قتله ببساطة دون أن ينتقم له ...؟
كيف ...؟
هذه الأسئلة أشعلت غضب كبير داخل روح فادي
فأمسك بصعوبة شديدة سيفه ورفعه و هو مستلقي على ظهره ..
تمتم ايمن بسخرية : أوووه ... مازلت تريد القتال ؟
حاول فادي الوقوف وبعد محاولات
استطاع أن يقف على قدميه ليصبح ايمن على بعد
ثلاث أمتار فقط عن خصمه قال فادي بألم : إنك
قوي أيها الوغــد .. أنا اعترف بذلك ... لكن أنا أيضا كيان أملك شيء أقدمه ...
قال ايمن ببرود ساخر : هل تقصد إنك سوف تقدم
إبداع من نوع خاص ؟ بغض النظر انك لا تملك المهارات المنسية
الا أنك لا تملك شيء خاص يهمني ...
قال فادي بحزم : بل أملك !
وبكل قوته وبكل ما يملك من قوة أنقض على خصمه , ومثلما توقع فادي
تجنب ايمن الأنقاضة , قال فادي في نفسه : تجنبها !
ركض فادي و هو يعرج مبتعدا عن خصمه
و هو يكمل حديث نفسه : أخبرني وليد الخصم
يملك نفس تحركاته مهما حاول أن يغير في أسلوبه بتغير وضع المعركة ومكانها تحليل تحركات الخصم هو الشيء الوحيد
الذي أملكه لو أستعيد تحركاته قد أجد ثغرة انفذ خلال دفاعه لهذا أن اعتمد على صورة تحركاته السابقة
تمتم ايمن بخيبة أمل و هو يركض خلف خصمه : أنت تافــه
لقد أعتقد أنك قد قررت أن تواجهني الا انك تهرب لكن إلى أين ؟
وصل فادي إلى جثة زميله
سعد ورمقه بأسى ثم التفت ليجد
ايمن يركض بإتجاهه فرمى فادي سيفه على خصمه الذي احنى
رأسه ليتجنب السيف بكل سهولة فبستم ايمن بظفر
و قفز ملوحا بعصاه السحرية عازما على ضرب خصمه على عنقه بالعصا
فجأة ! أخرج فادي فأس بقبضة
واحدة وصد هجمة العصا القوية وعلى ملامح فادي
العزم و الغضب أما الدهشة فرسمت تعابير على وجه ايمن الذي هتف : من أين ....؟
وما أن استقر ايمن على ساقه حتى ظهر فأس بقبضة واحدة
في وجهه صد الفأس بصعوبة لكن فأس آخر أنغرس في صدره ليتقهقر ايمن للخلف منذهلا وعلى وجهه الدهشة ...
تمتم ايمن بذهول : كيف هذا ...؟
قال فادي بثقة و هو يمسك
فأس ذو القبضة بكلتا ذراعيه : عندما توجهت إلى جثة زميلي كانت نيتي إستعارة فأسيه ذو القبضة الواحدة
لكن ماذا سوف أصنع لو أنك واجهتني بسحرك القوي ؟ لهذا قررت أن أبدي لكن إنني اعزل فقذفت سيفي في وجهك
وانت تجنبته بسهولة كما توقعت ... خفتك , غرورك جعلك تعتقد أن خصمك أعزل وانك سوف تقتله بأبسط
وسيلة وهي ضربة من عصاك السحرية كما فعلت سابقا لهذا جهزت فأسي زميلي لكي أجهز عليك
مهما كانت بديهتك عالية وردة فعلك خاطفة شيء مثل الذهول سوف يجعل حاستك القتالية تنخفض ..
ما أنهى فادي عبارته
حتى قفز عاليا منقضا بضربة عمودية على رأس ايمن
نظر ايمن للفأس الحاد فوقه فرفع يده العارية
وأستقبل الضربة على زنده وانغرس الفأس عميقا قال ايمن
ببرود مخيف : عظيم أيها الفتى .. أثبت أنك تستحق أن ترى إبداعي الخاص
أتسعت عينا فادي
عندما لمع ضوء حارق صدم جسده وقذفه للخلف متدحرجا ثم وقف على قدميه و هو يراقب خصمه الذي نزع
الفأسين بكل برود وقال : ضربات الجسدية و السحرية نقطة ضعف في الحكيم و كذلك الطبيب لكن إبداعي تمكن من إخفاء هذا ..
قال فادي بذهول : مستحيل ..
كانت جروح ايمن قد التأمت تماما وشفيت
قال ايمن بصرامة : لدى جسدي قدرة شفاء و امتصاص
للضربات بشكل لا تتصوره , حتى أن ضرباتك تلك أشعر بها كوخز إبرة دبور عجوز ..
أضاف ايمن وعينيه تلمع بشر كبير : بعدما عرفت
أن ضرباتك مجرد مضيعة للجهد ماذا قررت أن تفعل أيها الطفل الباكي ؟
صمت فادي برعب و اخذ العرق
يتصبب منه , مستوى خصمه عالي يختلف تماما عن مستواه أنه لا يقهر أبدا ...
مهما حدث يا فادي
لا تغفل عن تحليل تحركات خصمك مها شاهدت من الحيل و الغرابة ...
مرت عبارة وليد كالبرق في ذهنه
فعاد فادي يفكر بعمق ..
إذن لماذا كان خصمه يتجنب الضربات إذا كان جسده لا يقهر ؟ هو بالتأكيد يملك قوة على الشفاء وامتصاص
الهجمات لكن خصمه بالتأكيد يملك نقطة ضعف في أسلوبه ...
عليه أن يجد تلك نقطة الضعف حالا ... لكن خصمه أنقض عليه بمنتهى السرعة و الشراسة ...
في نفس مكان المعركة أشتعل اللهب في خصم وليد
وراح الخصم يتراقص بألم مع رقصات اللهب وصرخات بشعة ضج المكان ..
سقط وليد على ركبتيه بألم
و تعب شديدين وتمتم في نفسه : يا إلهي أستخدام هذه المهارة أستهلك أغلب طاقته هو بالكاد يملك طاقة لتنفس
يا تري كيف سوف يكمل قتاله ضد الباقي ..
فجأة ظهر سيف غليظ منقضا على عنقه تجنبه وليد
بصعوبة ليستقر السيف في كتف وليد
واخترق الجهة الأخرى من الكتف فأطلق وليد
صرخة ألم صائحا : ما هذا ؟
كان ذلك سيف المقاتل العظمي الذي هاجم خصمه
بذلك الجنون المخيف ...
المقاتل العظمي
تمتم وليد بضعف : كيف ؟
المفترض أن يتلاشى تأثير السيطرة ما أن يموت المفعل ويصيب المرافق حالة من التشتت و الضياع بسبب فقدان
القوة الذهنية للسيد لكن لا يبدوا هذا على تصرفات المقاتل العظمي
سمع صوت هادئ يحمل خبث لا محدود : غريب أليس كذلك ؟
التفت خلفه ليجد كريم يقف خلفه سليما معافى
و على وجهه شماتة كبيرة تمتم وليد : لقد شاهدتك
تحترق حتى التفحم ...
أخذ وليد نظرة خاطفة للجثة المتعفنة ..
قهقه كريم بسخرية قائلا : نعم ضربتك تلك
كانت قوية بالفعل لدرجة إني شعرت بالخطر فعلا ... لكن لا شيء يقف أمام إبداعي ..
ثم أطلق قهقة مقيتة جعلت وليد يركز على الجثة
المتفحمة التي بدت غريبة فعلا فقال وليد بدهشة :
لا تبدو جثة إنسان على الرغم من وجود الذراعين و الرأس لكن الساقين ..
قاطعه كريم بسخرية : نعم في اللحظة التي
أنت قذفت اللهب على جسدي أنا أستخدمت مهارة التفعيل وقمت بتفعيل هذا المرافق الذي يلقب بالسيدة الأفعى !.
السيدة الأفعى !
تذكر وليد أن أسامة تحدث عن هذا المرافق من قبل ..
قال كريم بلامبالاة : المرافق هو لحماية السيد
اليس كذلك ؟ لقد فعلت تلك الأفعى مهمتها على أكمل وجه ...قدرتي و إبداعي تمكنني من أستخدام مهاراتي في أجزاء من
الثانية .. لكن أنا أملك إبداع منقطع النظير ...
لمع ضوء في جسد كريم ليظهر
إثنتان من الومضة الحمراء ...
قال وليد بدهشة مرعوبة : ثلاث مرافقين
في آن واحد ....!
قال كريم بفخر : هل فعل هذا أحد قبلي
غير السيد hazin ؟
تملص وليد من السيف المغروس في كتفه
وعلى الرغم من الألم الذي في كتفه وقف على قدميه و هو يمسك فأسه ذو القبضتين بصعوبة بالغة
اضاف كريم بشماتة أكثر : على ما يبدوا
ان مهارتك المخيفة تلك لن تتكرر مرة أخرى نظرا لحالتك هذه , مهارة كاملة الجهات مثل تلك تتطلب طاقة
كبيرة ويبدو أنك استفذت طاقتك , بطاقة سحر مرافقي الأثنان سوف نحرق جسدك مثلما أردت أن تفعل بجسدي
وبقوة مرافقي الثالث المقاتل العظمي سوف اسحق عظامك المتفحمة
لأكسر غرورك و اثبت للجميع أن ابداعي تفوق على مقاتل أسطوري مثل المخلب X الأسود
اخرج وليد ترياق من حقيبته وتناوله بجرعة
واحدة و هو يعرف أن هذا الترياق سوف يعوض بعض ماخسره من طاقة وسوف يشافي بعض من جراحه لكنه يملك
هذا الترياق فقط أي لديه محاولة واحدة فقط ...
محاولة يتيمة .... وبائسة ضد ثلاثي خطير .... ثلاثي الموت ...الجديد .
معركة أوروك .... كان جنود النظام يضربوا بكل قوتهم
والثوار يستبسلوا للدفاع عن مدينتهم كانت المعركة حامية اثبت فيها النظام انه يملك اليد العليا في مثل هذه المعارك
لكن الثوار كانوا رمموا أفخاخهم من جديد و بمعرفة تضاريس المدينة أوروك
استطاعوا ان يجعلوا المعركة متكافئة ...في شرق أوروك
كان كانون يقف في مواجهة أبطالنا بكل ثقة
انقض موران على كانون
مسددا ضربات من ذراعيه القويتين المزودة بقفازين حديديين
لم يكن يمسك كانون أي سلاح يصد به هجمات خصمه
بل كان يتجنب الضربات بملامح صلبة كان يدرك موران
أن اسلوبه الفريد في القتال سوف يلبي للفريق غايته , أسلوبه يعتمد على الضربات السريعة القوية بقبضة يديه
هذا الأسلوب أتقنه دون الشعوب الثلاثة , أسلوب لا يعتمد على المهارات الخاصة التي تسمى الآن المهارات المنسية
لأن موران لا يملك تلك المهارات ..
صحيح انه يستطيع أستخدام بعضها ولكن ليس كلها وليست بكفاءة أصحاب المهارات المنسية ..
سمع موران صوت ماجد
و هو يهتف بحزم : الآن .. !
ثم هتف ماجد : الصعقة المدوية !!
انخفض موران ليمر سهم خاطف من خلفه و فوق رأسه
نحو كانون الذي امسك السهم بيده قبل ان يصل لوجهه
على الرغم من دهشة الموقف لم يتردد داران
أبدا بل قام بتنفيذ مهارة الجذور الراسخة ليتم تثبيت
كانون في مكانه لحظتها قام جاسر بتنفيذ مهارة كرة
النار ! التي اصابت خصمهم كانون إصابة
مباشرة ليحترق جسده و أدخنة سوداء أنبعثت من جسده ...
قال موران بظفر : تمكنا منه !
سمع صوت كانون يقول بكل برود : لا تكن واثقا يا تابع النور ..
اتسعت أعينهم بدهشة عندما شاهدو كانون يقف صلبا أمامه
وقد تغير لون جلده إلى الأسود ثم بدأ يختفي اللون الأسود ليعود جلده طبيعيا ..
قال كانون بثقة : مهارة الجلد السحري تمتص الضربات وتحول الضرر إلى فقدان بعض من قوة المهارات بدل الضرر الجسدي ..
ثم اضاف وعلى ثغره إبتسامة ساخرة : تكتيك بسيط و أنيق قرأته من أول تحرك لكم , ثم أن كرة النار تلك كانت قوية
حقيقة لكنها عار على إبن خالد..
تمتم ماجد : يبدو أن تخطيطنا لم يكن ناجح تماما
سوف نحتاج لمساعدتك يا ابراهيم ...
تمتم ابراهيم بحذر : كانت حماقة أن تستثني حضوري في خطتكم تلك ..
أضاف ابراهيم : لدي خطة ...
بينما ابراهيم يهمس بخطته كان
كان أسامة المتنكر على صورة ذئب
مع ذئبه فنرير يلحقان
بذلك الأدهم الذي يحمل جوهرة كبيرة على شكل كرة تطلق صواعق
في كل أرجاء المدينة ...
قال فنرير بقلق : هل ينوي هذا الحصان أن
يضرب كل المدينة بهذه الصواعق ؟
لم يجبه أسامة وماهي الا لحظات حتى ظهرت
كيرا المتزودة بقوة عدو الأدهم الموجود في جيبها كانت تعدو فوق مباني المدينة بسرعة كبيرة للغاية , قفزت فوق أحد المباني بصورة رشيقة ثم تسلقت منزل عالي بواسطة العدو عليه عموديا بشكل خرافي
وما أن وصلت اعلى المنزل الطويل حتى قفزت قفزة عظيمة و هبطت بسرعة مجنونة على المنطلق ونجحت في السقوط على ظهر الأدهم
مباشرة فبتسمت كيرا بظفر و أمسكت قرن
الأدهم وقالت : توقف أيها الحصان ..
ارتعش جسد الأدهم وسرى فيه تيار كهربي صعق
كيرا فانتفض جسدها بعنف وسقطت من فوق
الأدهم و تدحرجت بعنف و هي تهتف بألم : اللعنة ..
توقف تدحرجها عندما اصطدمت بجدار منزل قريب فشاهدت أسامة
و ذئبه يلحقان ذلك الأدهم بسرعة كبيرة
فنهضت و هي تترنح وهتفت بألم : لا يفلت منكما !
ثم سقطت على الأرض متألمة ...
نعود إلى معركة كانون
الذي كان يركز طاقته من أجل تلك المهارة التي سوف يقضي بها على المدينة كاملة لكنه يحتاج لبعض من طاقته لكي ينتهي
من هولاء المزعجين لهذا قرر أن يضحي بجزء من طاقته و هتف :حمام النيازك ! لتظهر نيازك صغيرة في السماء وتسقط بإتجاه ابطالنا بسرعة كبيرة ..
رفع جاسر كفيه و هتف : الكرات النارية ! لتنتطلق كرات نارية سريعة استهدفت النيازك القادمة وتدمر أغلبها اما باقي النيازك فتجنب ابراهيم
نيزكين بواسطة التفادي المركز ثم رمى فخين بخفة
ليشقلب على الأرض متجنب نيزك آخر تفجر بالقرب منه فقذفه لمتر ونصف ليسقط على وجهه
اما موران قفز مبتعدا عن دائرة الخطر
وما ان استقر على رجليه حتى وجد خصمه كانون
في وجهه متمتما بحقد : لتهلك يا ابن النور الضعيف ...
ثم أضاف بحقد أعظم : اللولب المظلم !
انطلقت كرة مظلمة وضربت بطن المرشد موران
لتقذفه بعيدا وسقط على ظهره متألما ..
عقد كانون حاجبيه وهو يشاهد المرشد مستلقيا على ظهره
وقميصه تمزق تماما لتبرز قطع معدنية تتساقط من على صدره وبطنه كانت تلك القطع بقايا الدرع المعدني
الذي كان يحمي جذع المرشد ...
قال كانون : لقد احترت معك أيها التافــه ..
انت لست فارس أو حكيم و طبيب أو مخلب ... لكن لا يهم سوف اتخلص منك و أرسلك لأمي الأرض ...
كان يمشي بخطى واثقة بإتجاه المرشد المنهك القى ابراهيم
عدة أفخاخ في درب كانون و نفجرت الأفخاخ جميعها دون أن
يتوقف كانون وكان كل ما يتفجر فخ يظهر ذلك الجلد الأسود
يحمي جسده , تجنب داران أخر
نيزك ثم التفت إلى خصمه وحلل حالة الموقف بسرعة , و بصمت إستخدم مهارة الأرض الصلبة !.. توقف كانون عن الحركة لثانية
لكنه أكمل سيره ببطء أكثر و كأنه يقاوم تلك المهارة ثم استخدم داران مهارة ختم الماء الأسود لكن الهالة الظلامية
تشتت ما أن غلفت جسد كانون
عرف داران أن خصمه قوي وعازم
على التخلص من المرشد لهذا لم يتبقى له الا أن يستخدم تلك المهارة الخطيرة
فرفع فأسه ذو القبضتين و نفذ مهارة التصلب المميت ! ...
توقف خصمه كانون فسقط داران على ركبتيه بألم وتعب كان يعرف أن هذه المهارة قوية و ناجحة لكنها تسبب
ضرر جسدي يشبه الحرق ...
نهض موران المرشد وسدد ضربة اعطى فيها كل
مايملك من طاقة في فك كانون ليقذفه مسافة تقدر بستة أمتار
ثم يسقط على ظهره ليحدث إنفجار كبير , تذكر ابراهيم
بسعادة ذلك الفخان الأوليان الذي زرعهما في تلك الجهة المرشد بالتأكيد شاهد مكان الفخان ..
كان كانون مستلقي على ظهره يراقب السماء ويشاهد تلك الصواعق
المنتشرة في السماء وتضرب المدينة قال كانون ببرود : حان الآن وقت تدميركم ..
نهض كانون بهدوء على الرغم من دهشة خصومه
قال جاسر بدهشة : حماية بمثل هذه الجودة
هل هذه مهارة فنون الطاقة ؟
قال كانون ببرود : كلا إنها مهارة خاصة ...
ثم اضاف : لعلكم تتسائلوا حول عدم استخدامي لمهارات برقية ...إنظروا للسماء حولكم ...
كانت الصواعق تضرب المدينة بقوة ثم رفع كانون
كفه لتنجذب له صواعق كثيرة كونت حوله هالة ضوئية فأضاف : هذه الدرع الضوئي المكون من البرق
سوف يحميني من أي هجمة تصدر منكم فوق ذلك ...
رفع كفيه الأثنين لتنجذب له جميع الصواعق التي في السماء لتكون كرة ضخمه مكونة من البرق على مسافة
5 امتار فوق كانون الذي قال بشماتة : هذه
الكرة الضخمة ما أن تكتمل حتى تغرق هذه المدينة في تيار كهربي عالي الشدة و يتم نسف هذه المدينة
الملوثة بالضوء العفن .... إنها المهارة الأخيرة و الأقوى ..مهارة لا يتقنها سوى ساحر النظام الأعلى
وأنا ...
وكانت الصواعق تتسابق نحو الكرة البرقية .... و المدمرة ...
.
.
تجنب فادي إنفجار
مباغت تفجر بين قدميه ليشقلب للوراء ويستقر على قدميه دون أن يقف , كان التعب قد تمكن منه
كذلك حالة جسده سيئة , حروق و جروح متفرقة هو يدرك إنه لن يستطيع تجنب ضربات خصمه
ايمن بكفاءة
كان يقف بجانبه الصنديد وليد
الذي كان منهك ومصاب أيضا ..
تمتم وليد بتعب : لا يبدو القتال لصالحنا
رد فادي بتعب أكثر : لقد كنا
مستعدين منذ البداية لمعركة قوية لكن لم أتوقع مثل هذا المستوى ..
رمق وليد خصمه كريم
ومرافقيه الثلاثة ومضتين حمراويتين و مقاتل عظمي
تمتم وليد بقلق تعب : الفوز هنا مستحيل ..
قال فادي بدهشة : هل تستلم ؟
هز وليد رأسه نافيا وقال : كلا لكن أنا احقن
ما استطيع من الدماء ..
ثم التفت وليد إلى فادي و قال بحزم : اهرب يا
فادي !!
اتسعت عينا فادي بدهشة و قال بتردد : ماذا تقول أيها السيد أنت ...
قال وليد بحزم أكثر و هو يضغط على أسنانه
لكي يتحمل ألمه : قتالنا هنا هدفه تأخير الخصم لنمنح رفقائنا الفرصة للهرب موتنا هنا سوف يجعله يطاردوهم مجددا
و**** وحده يعلم كم ابتعدوا رفقائنا لهذا سوف أغلق هذا النفق خلفك ..
قال فادي بعناد : كلا أيها السيد اذا كان القدر أن تموت سوف نموت سوية ..
إبتسم وليد وقال بعاطفة : يا إلهي أنك
شاب أحمق مثل تلميذي ريان ..
اسمعني أيها الشاب يوجد فرق بين الشجاعة و الحماقة موتك هنا سوف يكون بلا فائدة الأفضل أن تعيش وتواصل
قتالك مع الثوار , شخص بمثل عمري إنتهى دوره في هذه القصة .. أنت مازلت شاب وسوف تشاهد الكثير من
المعارك .. سوف تنضج أكثر وسوف تعرف حينها متى يجب أن تموت ...
قال فادي وقد بدأت الدموع تغزو عينه : لكن
انا وافقت على الموت هنا منذ البداية ..
قال وليد بحزم : و أنا أرفض موتك هنا
خصوصا بدون فائدة .. !
صمت الأثنان لبرهة كان خصميهما يراقبان الوضع حتى نطق فادي بحزن : سوف يلحقوا بي .. ماهي خطتك ...
قال وليد : أنت تتقن مهارة الأنتقال أليس كذلك ؟
قال فادي بحذر : أجل لكن لا يمكن
الانتقال في منطقة مغلقة مثل هذه ...
قاطعه وليد بحزم : أعلم لكن ماذا عن الأنتقال الأفقي ؟
رد فادي بدهشة : أنه خطير للغاية
بتلك السرعة و الطاقة ما أن تصطدم بجدار أو عمود سوف يتم سحق جسدك ...!
قال وليد : على حسب معلوماتك كم طول هذا الممر الطويل الذي يؤدي إلى باب القمر الثاني ؟
قال فادي بتردد و هو يحاول تذكر
المخططات القديمة للمقر : أعتقد أكثر من 30 كلم ...
قال وليد بحزم : سرعة الضوء كبيرة للغاية
أمامك جزء من الثانية لتبطل مفعول الأنتقال ..
ملاحظة ( سرعة الضوء 300000 كم /ث ؟ )
بلع فادي ريقه بقلق ثم حسم أمره : حسنا ..
أغمض وليد عينيه ثم بدأ جسده يرتعش حتى ظهرت
طاقة ضوئية على جسده وعادت عينه تبرق بذلك الضوء المخيف ...
قال كريم بحذر : تلك المهارة المخيفة التي
لقبها بــ الطبيعة الطائشة هل لديه الطاقة لينفذها مجددا ؟
التفت وليد إلى فادي و أخرج كتاب من حقيبته و أعطاه
فادي وقال : إعطي هذا الكتاب لتلميذي
ريان في هذا الكتاب وصيتي له ..
التقط فادي الكتاب ثم لمع جسده
وقال : انتقال افقي !
و اختفى فادي على شكل كرة ضوئية
عبرت النفق في اللحظة التي استخدم فيها وليد
مهارة اطلق فيها كرة نارية ضخمة أصابت أحد أعمدة النفق الطويل ليتدمر العمود الصخري وبدأ النفق يتهاوئ تحت إرتجاج عنيف
التفت وليد إلى الأعداء فشاهد كريم يشتعل عضبا في اللحظة التي قال ايمن بغضب : فريستي
وما أن حاول ايمن التحرك حتى قال
وليد بصرامة مخيفة : الأرض الصلبة
لتنشل حركة ايمن فهتف غاضبا : اللعنة !
عندها صاح كريم بحنق : لن يفلت ...إنتقال افقي ! ...
تحول كريم إلى كرة ضوئية لينطلق نحو الممر
فرد وليد ذراعيه كأنه يريد أن يحتضن أحدهم
لتصدم كرة الضوء التي تنقل كريم وتدفع
وليد للخلف داخل الممر المتهاوي
الذي تتساقط حجارته بشكل عنيف سقط وليد
محتضن كريم شادا عليه بكلتا ذراعيه
فصاح كريم برعب ودهشة : أن توقفني
و أنا بصورة الأنتقال...! هذا مستحيل !
كانت الصدمة قوية للغاية وعلى الرغم من أن وليد
كان بصورة مهارته الفتاكة التي اعطته درع جسدي خارق الاصطدام كان عنيف وقوي للغاية فترك حروق بشعة على جسده
كما قد تحطم أكثر من ستة أطلاع في صدره و أنخلع كتفه الأيمن و كسرت ذراعه اليسرى كاملة مع رضوض قوية في جسده
على الرغم من كل تلك الأصابات تمتم وليد بسخرية
و ألم : هذا ... هو ... إبداعي ...
قال كريم بدهشة و ألم : إبداع ... ك ؟
سعل وليد دماء من فمه وقال بسخرية : الم تقل أن إبداعي هو إلتقاط الحمقى ...؟
حاول كريم التملص من خصمه دون فائدة
فقال بغضب يائس : سوف تموت في هذا القبر الصخري ...
تمتم وليد وقد أغلق عينيه التي لم يعد يرى بواسطته
بعدما غلفتها الدماء : لحظة إصطدامك بي كانت سريعة وخاطفة لكن خلالها شاهدت كل لحظات حياتي و اعادة لي ذكريات
كثيرة كنت قد نسيتها ... لن أموت هنا لوحدي أيها الوغـــد بل سوف تموت معي وسوف أجعل ثلاثي الشر
يفقد شخص يصعب تعويضه مثلك ...
كانت الصخور تتهاوى وقد ضربت جسديهما بعنف فتمتم وليد
ببتسامة حنون : ريان كنت أريد أن اخبرك بأشياء كثيرة
عن حياتي السابقة لكن للأسف لن أستطيع فعل ذلك الآن .. على الأقل سوف ترتاح من محاضراتي المملة ,
ريان رغم مغامراتي التي جعلتني أتعرف على أشخاص
عدة وقاتلت بجانب أساطير في هذا العالم أرتاح إلا لشخصك العفوي ولم أشعر بالأمان الا بجانب ظهرك القوي سوف أشتاق
للقتال بجانبك وسوف أشتاق لشخصك الشجاع ... أرجوك ريان دعنا لا نلتقي الا بعد سنوات طويلة عندما تهرم ويصبح لك أحفاد الأحفاد ... عش طويلا ريان ....
سقطت آخر صخرة لتدفن جسد الصنديد وليد
مع جسد كريم ليتحول ذلك الممر المسدود
إلى قبر صنديد وعدوه ... صنديد لعب دوره بأكمل وجه ... دور مخلص و حزين ...
في المنطقة الشرقية لمدينة أوروك
كان يقف كانون فاردا ذراعيه بعظمة وهالة برقية تغطي
جسده وصواعق من كل صوب و حدب تنهال على تلك الكرة البرقية المخيفة التي ترتفع عن رأس كانون
مسافة 5 أمتار ...
قال كانون بفخر : بعد أقل من دقيقتين سوف يكتمل
أسلوبي المهلك .. وسوف أنسف هذه المدينة بمن فيها ..
قال موران بحنق : لقد تماديت أيها الشاب
ماذا عن رافقك ؟
اغمض كانون عينيه وقال بهدوء : رفقائي ؟ سوف يذهبوا
إلى الأرض حيث ينتموا ... وحيث قدرهم أن يذهبوا ...
قال ماجد بذعر : علينا إيقاف هذا المجنون !
رد عليه جاسر : إني أحاول أن أحلل هذه التقنية
لكن دون فائدة ... لا أملك أي معلومات عن هذه المهارة أبدا !
أطلق ماجد أحد أسهمه لكن ما أن وصل السهم
إلى الهالة البرقية التي تغطي جسد كانون حتى انتفض
السهم لثانية ثم أحترق ليذوب بسرعة كبيرة ...
رفع ابراهيم عصاه السحرية وصاح : لنجرب القوى السحرية ضده ...
ثم هتف : تدهور الطاقة !
تمتم ابراهيم في نفسه : هذا من شأنه يخفض مستوى دفاعه ...
ثم لوح بعصاه السحرية مجددا و هو يهتف :الأنفجار الدموي !
لكن لم يحدث شيء وكأن المهارة أنطلقت على الهدف و اختفت عندما لامسته ..
سمعوا صوت كانون يقول من خلف الهالة الضوئية : في الأساس
لا يمكن لأي مهارة إختراق هذا الدرع الضوئي لا تدهور طاقة ولا غيرها الشيء الآخر إني أكتشفت شيء مؤخرا
صمت يراقب وجوه خصمه ثم تمتم كانون بسخرية : أنتم على قيد الحياة لحد الآن بسبب الحظ لا غير !
ظهر الأستنكار على وجوه أبطالنا فأكمل كانون : لم تواجهوا
الشخص الذي يريكم مقدار قوتكم الضئيلة , حظكم تعثر الآن في وجهي ...
قوة الأرض قد حكمت عليكم بالهلاك وحان وقت تنفيذ الحكم ...
كان كانون يشعر بمهارته إنها على وشك الأنتهاء
كلها دقيقة واحدة فقط ... دقيقة واحدة تفصله عن تدمير أعدائه ... أعداء الأرض ...
في الجهة الغربية للمدينة كان أسامة بهيئة
الذئب قد أقترب من الأدهم بشكل كبير فالتفت إلى ذئبه
فنرير واشار برأسه حركة معينة
قفز أسامة و هو مازال بهيئة الذئب
ليضرب بمخالبه ساق الأدهم و أستطاع أن يغرس
مخالبه كاملة في الساق اليمنى فقام الأدهم بركل وجه
أسامة بالساق الأخرى , كانت الضربة مؤلمة
والحق يقال لكن أسامة صمد بصلابة يحسد
عليها وثبت مخالبه في الساق جيدا بحيث أن الأدهم صار يجر
جسد أسامة معه , أسامة
كان يعرف الخطوة القادمة لذلك الحصان سوف يتخلص منه كما تخلص من المخلب
كيرا عبر نقل تيار كهربي من تلك الجوهرة الضخمة التي
بالقرب منه إلى جسده لكي يتم صعقه , قام أسامة
بالرجوع لهيئته الطبيعية و يده تمسك ساق الأدهم مما جعل
بطلنا يرتفع وينخفض ضاربا الأرض بجسده على نحو مؤلم لكنه كان صامد , تناول الفأس ذو القبضة من وراء ظهره
بصعوبة وحاول أن يرفع فأسه أكثر لكن ما أن هبط جسده على الأرض حتى فلت الفأس من يده وشاهد
أسامة الجوهرة الضخمة تتوهج فأفلت
ساق الأدهم الدامية في اللحظة التي انقض فيها
فنرير بإسنانه على السلسة الضخمة
ليحطمها وتفلت الجوهرة الضخمة من الأدهم الذي توقف فجأة
و التفت ينظر للجوهر بعينه الدموية نهض أسامة
و التقط فأسه ذو القبضة الواحدة أما الفأس الآخر فقط سقط على مسافة 10 أمتار بالخلف
قال أسامة : التقت هذه الجوهرة الغريبة واخرج بها
من هنا يا فنرير ..
أنطلق فنرير ومسك بين أسنانه بقايا السلسلة
الضخمة وسحب الجوهرة الكبيرة وانطلق بها متجها خارج المدينة كان يدرك كل من فنرير
و أسامة
ان هذه الجوهرة الغريبة هي سبب الصواعق الكثيرة التي ضربت المدينة ودمرت جزء كبير منها كما أن الصواعق
بدت تتحرك بشكل مريب منذ دقيقتين عندما بدأت تتجه نحو المنطقة الشرقية
تمتم أسامة و هو يراقب الأدهم الذي انطلق نحوه لكي يلحق بالجوهرة : لن تذهب لأي مكان ..
ثم قفز برشاقة عاليا ليمر الأدهم من تحته فشقلب
أسامة ليسقط فوق ظهر الأدهم الذي انتفض محاولا أن يسقط
أسامة من فوقه لكن كان أسامة متشبتا جيدا
وقال بسخرية : أنت أشبه بالجواميس التي كنت اعتليها و أنا صغير و فوق ذلك لم يعد ذلك التيار الكهربي متوفر لديك ..
انتفض الأدهم من جديد وبشكل أعنف ثم رفع قوائمه الأمامية وصار يمشي
للوراء بشكل سريع ومدهش حتى ضرب أسامة
بجدار خلفه ليسقط أسامة على الأرض متألما
نهض ليجد الأدهم قد انقض عليه بواسطة قرنه الحاد الذي يقع خلف
أنفه و سدد قرنه مباشرة لقلب أسامة فقام
أسامة بمسك قرن الحصان بكل قوة وصلابة
لكن قرن الأدهم كان يقترب من صدر بطلنا تدريجيا على الرغم
من محاولة أسامة الصلبة كان
أسامة ينظر لعين
الأدهم الدموية وشعر أسامة
أنه يدخل ببطء في تلك العين الدموية ترى أي جحيم هي تلك العين , ماذا يرى هذا الحصان من هذه العين
هل يرى فيه الخصم الذي يجب عليه أن يموت ؟ أم يرى ما يصوره له سيده الذي يدعى
قوة الأرض ؟ كم يتمنى أن يرى ما يفكر به هذا المخلوق
فعلا ... شعر أسامة أنه يقرأ ما يفكر
به ذلك الأدهم الذي ظهر عليه الأرتباك فجأة فتراجع بذعر
ثم التفت يمينه وضرب بقرنه جدار منزل ليحطمه ثم رفع قوائمه وصهل صهيل مرعب و متوتر ..
ثم أخذ يركض كأنه ينوي أن يخرج من المدينة وعلى عكس إتجاه البوابة التي خرج منها الذئب
فنرير , كانت كيرا
قد وصلت لمكان أسامة
فشاهدت الأدهم يركض مبتعدا و هو يطلق صهيل متوتر ..
نظرت كيرا لـ أسامة الذي جلس بتعب على الأرض مستند على جدار أحد المنازل
قالت كيرا بدهشة : ماذا فعلت لذلك الأدهم ؟
رد أسامة و هو يلهث : لا أعلم كل الذي حاولته أن
ادخل لعقل ذلك الكائن ...
قالت كيرا في نفسها : ماذا ؟ إذن ما ظنته كان صحيح
عندما شاهدت الأدهم بدا لها كأنه كائن غير مروض
أو كائن مات سيده ففقد التأثير العقلي للسيد مما نتج هذا الأرتباك لكن لم تسمع لحد الآن تغلب صدقائها على سيد هذا
الأدهم هذا يعني أن شيء ما قطع الأتصال بين هذا الأدهم و سيده ... هل هو هذا الفتى أسامة
مستحيل ! لا احد تمكن أن يدخل عقل مرافق مروض يمكله سيد آخر لم يفعلها سوى مخلب النظام الذي يملك قوة
العرافة ! إذن ماسر هذا الفتى !
قال أسامة بتعب : ذئبي يبتعد بالجوهرة المخيفة
أرجو أن يكون هذا في الوقت المناسب ...
شعر كانون بنقص في الصواعق القادمة له
فعرف أن شيء قد أصاب جوهرة البرق المضني
لكن هذا لا يهم الآن لقد شكل الكرة الضخمة بالفعل وكلها 50 ثانية فقط ويقوم بصعق المدينة
بمن فيها وهكذا سوف يتأكد أن قوة الأرض
الخاصة به أخذت له القليل من أنتقامه الشخصي ...
كان داران يراقب الوضع بصمت
هو يدرك من خلال ملامح خصمه أن لحظة الأنفجار قريبة ... إنفجار ...؟
نظر داران جيدا لخصمه
الذي تحيط به هالة برقية تمنع أي مهارة من أن تمسه , لهذا عليه أن يرتجل في هذه المعركة ...
ترى ماذا يملك لكي يهزم رجل مزود بقوى الأرض جميعها ...
قوة الأرض ؟ فعلا إنها الأرض و هو يملك قوة أرضية لكن عليه أن يرتجل في هذه الهجمة أرتجال
لم يقم به أحد في مثل تخصصه هل يملك مثل هذا الشيء ؟ عليه أن يغعل ذلك ..
التفت داران للخلف وقال بهدوء
على الرغم من خطورة الموقف : أيها الساحر الظلامي و أيها المحطم سوف تساعدوني بقواكم أنتم ..
قال ابراهيم بإنزعاج : ماذا تريد أيها التمثال الصامت ..
تمتم جاسر بحزم : دعه يتكلم ..
أكمل داران بهدوء : ما أن
أرفع فأسي هذا عاليا ... تقوما بإطلاق قواكم السحرية عاتيا ...
قال ابراهيم بحذر : أي نوع من القوى تريد
و أين نوجها بالضبط ؟
قال جاسر بحذر : على فأسه على ما أعتقد ..
أشار لهم داران أشارة موافقة
ثم التفت ليواجه خصمه ..
قال ابراهيم بحيرة : لم أفهم بعد ماذا يريد
هذا المعتوه و أي نوع يريد ..
كان جاسر قد رفع كفيه بالفعل نحو المغوار
الصامت وبدأ جاسر بإستجماع أقوى مهارة
لديه تمتم جاسر وقال : لا عليك
فكر بأقوى شيء تملكه ..
قال ابراهيم و هو يصوب كفيه للمغوار : هذا
الرجل يريد أن يهلك بالطبع ...
كان كانون يشعر بالغبطة مع مرور الثواني
كان يردد في نفسه الوقت 19 ... 18 ... 17 .. 16 ...
رفع المغوار داران فأسه ذو القبضتين
قال جاسر بإنفعال الآن ...!
أطلق جاسر مهارة الكرات النارية لتنطلق تلك الكرات النارية وتضرب فأس المغوار الذي تألق فأسه بنور غريب
في نفس اللحظة كان ابراهيم استخدم
مهارة ظل النور إزداد تألق فأس المغوار
الوقت 14 ... 13 ... 12.. 11...
قفز المغوار داران
وهبط و هو يقول : إنفجار تحت الأرض..ترض الهدف رض ....
هوى المغوار داران بفأسه ذو القبضتين
الذي يلمع بغرابة على الأرض التي إهتزت ثم توقف الأهزاز لمدة ثانيتن
الوقت 7... 6...
لتهتز الأرض تحت قدم كانون ليظهر نتوء صخري تحت رجله
سرعان ما أرتفع النتوء ليصبح عمود صخري يرتفع حاملا كانون
للأعلى الوقت 4 ....3......
قال كانون بذعر : ماهذا !
ثم رفع رأسه للأعلى ليشاهد الكرة البرقية على مسافة نصف متر عن رأسه ليصرخ بذعر : لا !!!
الوقت 2......1.....
دخل كانون الكرة البرقية التي صعقته بكل عنف
على الرغم من درعه البرقي ومهاراته الخاصة التي تحمي جسده لم تصمد هذه الدفاعات في ردع قوة
صاعقة تكفي لتدمير المدينة كاملة ........
كان جسد كانون ينتفض في قلب الكرة البرقية التي كانت
تنجذب صواعقها كلها إلى جسد كانون وما ان أنتهت
كل الصواعق سقط كانون على وجهه من أرتفاع 5 أمتار
دون حراك ...
قال موران بدهشة : ماذا حدث ؟
رد عليه القناص ماجد بحيرة : لست متأكد
لكن يبدو أن المغوار داران
إستخدم مهارة جديدة مستعينا بطاقة الساحر الظلامي و المحطم لم يكن الغرض تحطيم درع قوة
الأرض بل كان الهدف إحداث إرتفاع صخري يجعل الهدف يتجه مباشرة وبسرعة نحو
مهراته الخاصة المدمرة لقد قضة كانون على نفسه
بمهارته ..
سمعوا صوت أنين خافت كان يعود ذلك الأنين المتألم إلى كانون
الذي احترق جسده بالكامل وتناثرت دماءه بشكل بشع من كامل جسده ..
قال كانون بضعف : ياللسخرية القب نفسي
بقوة الأرض قم تتم هزيمتي بقوة أرضية ...
سار داران ببطء نحو
كانون ثم انحنى بالقرب منه
قال كانون بضعف : هل جئت لكي تتشمت بي ؟
نطق داران بهدوء : كنت طوال
الوقت تنادي دون أن يفهك أحد يوما ...لكنك كنت تؤمن أنك سوف تصل لأنتقامك حتما ...
كنت تريد أن توصل لخصومك هذه الرسالة ..
انك مهما حدث لك سوف تظهر أمامهم بجلالة ..
و أن في هذا الزمن قد أصبح الدم قانون العدالة ..
مهما غرقت في بحور الظلالة ..سوف تنتقم لوالدك ... و والدتك ...
انت هو قوة الأرض الفعلي ... عد من حيث تنتمي ...
نظر كانون لعين المغوار بدهشة على الرغم من جروحه
البليغة وقال : أنت أيضا ...
ظهرت أذرع صخرية كثيرة بجانب جسد كانون وراحت
الأذرع تضغط على جسد كانون برفق ثم بدأت تسحب
جسد كانون لداخل الأرض وبدأ جسد كانون
يغرق أكثر و أكثر وعندما لم يبقى سوف جزء قليل من جسده ووجه ظاهر
قال كانون : لقد أنتصرت على قوة الأرض وسوف أكون مع والدي و والدتي في باطن الأرض أريد أن اشاهد معركتك ضد النظام ...
وقف داران يراقب جثة
خصمه وهي تغرق في التراب ثم أطلق تنهيدة بعدما أدرك أن القدر قد كتب لهم أن يتغلبوا على خصم
أسطوري في هذا التاريخ ... خصم كان الأجدر به أن يلقب نفسه بإنتقام الأرض ...
الأرض الأم ...
ركض فنرير بكل قوته خارجا من المدينة
متجها للشرق كان يحمل الجوهرة من السلسلة الضخمة بين فكيه كان يعرف أن هناك توجد بحيرة قريبة سوف
توفي بالغرض للتخلص من هذه الجوهرة الغريبة وبعد دقائق بانت البحيرة التي تلقب
بحيرة تانيس وما أن وصل الذئب نحو البحيرة
حتى القى بالجوهرة نحو البحيرة وما أن غمر الماء الجوهرة حتى توهجت البحيرة بضوء ساطع تلاشى في ثواني
تأمل فنرير المنظر وتمتم في نفسه : زال خطر
الجوهرة يجب أن أعود لكي أساعدهم ..
لكن رائحة فجأة غزت انفه ليلتفت ليجد على يمينه مجموعة كبيرة من الظلال التي تبدوا كأنها تعود لأشخاص
فكشر فنرير عن أنيابه
لكنه سمع صوت طلفة بدى مألوف قائلة : لا تقلقوا أنه فنرير
ذئب أسامة ..
تعرف الذئب على الصوت وعلى الرائحة التي كانت تعود إلى الثوار ... الثوار الأحرار ...
وقف اراب يتأمل المدينة أوروك بأسى شديد , صحيح أن المعركة إنحسمت لهم ما أن تمت هزيمة
كانون الملقب بـ قوة الأرض حتى إنهارت معنويات جنود النظام و اشتعل جنود الثوار ليقلبوا المعركة
لينسحب جنود النظام لكن .... المدينة ... كثرة المعارك على أوروك
حولتها إلى ما يشبه الأطلال..
اقترب المرشد موران و قال بلهجة
متحمسة : لقد إنتصرنا في هذه المعركة ايضا ايها السيد الوقور هذه المدينة فأل خير علينا ...
قال اراب بإقتضاب : لكن يبدو أن الحظ قد تحطم إلى أطلال ..
فهم موران ما بقصده السيد الوقور فقال بلهجة
متفائلة : أعلم أن أغلب ملامح المدينة قد تغيرت إلى حطام لكن شعبها مازال صامد ..
هنا نطقت نهاد بحماس : أجل حتى المصابين
يعدوا اللحظات التي يتعافوا فيها لكي يواصلوا القتال !
عقب جاسر بكلمات هادئة : لقد سئم هذا
الشعب من الحصار و الكتمان آن الوقت لكي ينفجر الشعب من أجل الحرية ..
تمتم ابراهيم بثقة : ما تدمر هو مجرد
حجر و زجاج لكن عزيمتنا لم تدمر بعد !
اضاف ماجد : كل شيء سوف يتم إعادة
بناءه وكل شيء قابل للتصليح ...
كان أسامة يقف فوق أحد المنازل برفقة
كيرا يعاينوا الأضرار التي
لحقت بالمدينة حتى قالتكيرا بحذر : إنظر هناك ..!
كانت تشير نحو البوابة الشرقية حيث ظهر مجموعة كبيرة من الناس تدخل المدينة بخطوات بطيئة ...
قال أسامة بحذر : عدو ؟
ثم قال دون أن يلتفت إلى كيرا : أبلغي
رفقائنا عن هذا الحدث و أنا سوف اذهب لكي أراقب الوضع ...
قفز أسامة فوق المنازل المحطمة برشاقة
ثم هبط مباشرة أمام الزوار الجدد فسمع صوت **** يهتف سعيدا : أنه أسامة أنه
أسامة أنهم هنا !
انطلقت الطفلة التي لم تكن سوى تارا
التي احتضنت أسامة الذي كان مذهولا
أقترب الذئب فنرير من صاحبه و همس
بلهجة لا تحمل خيرا : تظاهر بالسعادة يا أسامة
من أجل مشاعر هذه الطفلة لكن لدي أخبار لا تبشر خيرا ..
صمت أسامة و هو يراقب ملامح الثوار الذين وصلوا
للمدينة أوروك وعرف سيد الوحوش أسامة ان شيء سيء حدث لـ عش الثوار على الأقل ...
قال اراب بعد أن استمع لقصة الهجوم الشرس
على مقر الثوار من الناجين من الثوار : إذن النظام أكتشف موقع الثوار ...
قال ابراهيم بقلق : على حسب مافهمته
أن زعيم الثوار مع سيدة القمر الفضي
و أخي فواز و الجميلة ندون و الصنديد وليد مع الحارسان دخول و خروج
قد اخذوا طريق آخر للهروب لكن ليس هناك ضمان على أنهم سوف يعودوا ...
قال موران بقلق أكثر : كما أن بقية
زملائنا لم يعودوا بعد من مقر المنمطين
أي ان قوتنا هنا محدودة ولا مكان لنا للجوء لو حدث لنا مكروه ...
قال اراب بلهجة حذرة : ليس هذا ما يقلقني حقا ..
نظر له الجميع و هو يقول بقلق : عدد القادمين من مقر الثوار يفوق عدد سكان أوروك بمرتين على الأقل ... هل فكرنا كيف سوف نطعمهم أو كيف سوف نأويهم ؟
تمتم أسامة : هل هو تكتيك من العدو ؟
قالت نهاد بإستنكار : ماذا تقصد !
رد أسامة بحذر أكثر : من البحيرة إلى المدينة
مسافة كبيرة تكفي بأن يرسل النظام جيش أو فرقة لكي ينهي الفارين ..
قالت كيرا : هذا في حال أنه شاهدهم أصلا ..
قال أسامة بإبتسامة قلقة : لقد علمنا النظام
أنه يشاهد أشياء كثيرة لكنه يخطط لأشياء أبعد ... ماذا لو كان يريد الفارين أن يتجهوا لهنا بعدما
دمر اغلب المدينة لكي ينظموا لنا و يحدث نقص في المؤن ومن ثم اضعافنا وسحق جميع الثوار في ضربة
واحدة ...
قال ابراهيم بقلق : هل يمكن هذا حقا ؟
تمتم اراب : لا أعلم ... ربما ...
وراحت تتسائل تتطاير في المدينة المحطمة ... ترى ماذا ينوي النظام ...؟
.
.
كانت مايا تتحسس معصميهما التي بدت آثار القيود
واضحة على معصميها قالت بحنق : الم يحن الوقت لكي نرحل من هنا ؟
نظرت لها روز بإشفاق
كانت تعرف أن مايا متوترة بسبب ما قاسته
على يد زعيم المنمطين هي تدرك هذا بعدما
سمحت لهم روبي بإلقاء نظرة على غرفة
خازن التي يحتجز فيها بضحاياه
لقد كانت غرفة مخيفة جدا قضت فيها مايا
يوم و ليلة فيها داخل ذلك الظلام الدامس و بين الدماء الداكنة ...
قالت روبي ببرود : إذا كنت يا فتاة تريدين
الرحيل بهذه السرعة فأنا اتمناها الآن ..
كان كل من هاشم و نزار و ريان
وكيجن يجهزوا أغراضهم
من أجل الرحيل فقال ريان : هل سأمتي من
وجوهنا أيتها الجميلة الدموية ؟
قالت روبي ببرود رغم القلق البادي على وجهها : كلا لكن
وجودكم هنا يسبب لي المزيد من المتاعب ..
قال كيجن بدهشة : متاعب ؟
قالت روبي بأسى : المنمطين هنا لا تعجبهم المعاهدة
التي أبرمتها مع زعيمكم لكنهم متقيدون بها حاليا لأني أمثل سيدة المنمطين
لكن في الحقيقة ما أملك في يدي لكي أسيطر على المنمطين هنا ؟
أبي وصل للوحشية الكبرى فأحترمه جميع المنمطين حول العالم و خازن
قتل والدي والتهم قلبه وحصل على الوحشية العظمى ليخافه جميع المنمطين ...
الأحترام و الخوف لا أملكه هنا لكي أسيطر عليهم ..كلما بقيتم هنا توتر الموقف بيني وبين أتباعي ..
قال هاشم : نحن الذي كنا منمطين
سابقين لا نأمن بالمكوث هنا مع هولاء المنمطين ..
كانت الأستعدادات أكتملت فقال كيجن
بحزم : لقد سعدنا بالتعامل معك يا روبي على أمل أن نلتقي
في وقت آخر ...
قالت روبي : وداعا ..
انتقل أبطالنا لخارج مقر المنمطين ثم قام نزار بنقل الباقي لمنطقة بالقرب من باب القمر
وكانت المفاجئة كبيرة عندما شاهدوا جنود النظام يتجمعوا هناك بكثافة ..
أختبأ ابطالنا خلف صخرة كبيرة فهمست روز بذعر : يإلهي
مقر الثوار ....!
قال ريان بحذر : هل لاحظونا ؟
همس كيجن بحنق : ليس بعد
لكن سوف يفعلوا إذا استمريت تنعق كالغراب !
قال هاشم بقلق : يبدوا أنهم يدركوا مكان البوابة الضوئية
على الرغم من إني لا أشاهدها لكن ...
همس نزار : ماذا نفعل الآن ؟
صمت كيجن و هو يفكر
بعمق ويحلل الموقف ثم همس بحزم : لا يوجد خيار آخر ... لنذهب إلى رفقائنا في أوروك ..!
قال ريان بحذر : آمل ألا يكون شيء سيء
حدث لـ أوروك أيضا ...
لم يلقى جواب من رفقائه لأنهم كانوا جيمعا يفكروا في مصير الثوار في باب القمر ....القمر المظم ...
في باب القمر الثاني كانوا المجموعة الثانية من الثوار
ندون و فواز و ياسين وفيجي مع ستة رجال من الثوار
يركضوا منذ ما يقارب ساعتين ثم توقف ياسين و هو يلهث
بشدة كان يشعر بسرعة ضربات قلبه الذي يبدو كأنه سوف يخرج من صدره ثم أخرج خريطة من جيبه
و أخذ ينظر للخريطة بعينه الحادة ثم قال و هو يسحب نفس عميق : لقد وصلنا باب القمر الثاني وما علينا إلا أن نتبع الخريطة لكي نصل للمخرج ...
قال فواز و هو ينظر للخريطة بدوره : المخرج ؟
يبدوا بعيد للغاية ..
قالت فيجي بحزم : أنه ليس المخرج
الذي مبين على الخريطة لأن هذا المخرج دمر بالفعل لكي لا يدخل منه النظام بل المخرج عبارة عن بوابة ضوئية
في قلب دهليز باب القمر الثاني يقودنا للخارج ..
خريطة دهليز باب القمر الثاني
قال ياسين بغتة : أصمتوا !
ثم راح ياسين يتلفت بعينيه الحادتين كأنه يبحث عن شيء
صم أخرج سيفيه بحذر فقالت فيجي
بقلق : هل يوجد شيء يا سيدي ؟
فجأة إنشقت الأرض بالقرب منهم ليخرج مخلوق له رقبة طويلة جدا تنتهي بوجه بشع يشبه التنين
انقض الوحش على أبطالنا ليتجنبوا تلك الأنقضاضة المخيفة لكن الوحش تمكن من إلتهام إثنان من
الثوار بهجمته تلك ..
قالت ندون برعب : ماهذا ؟
قال ياسين و هو يراقب الوحش : أنه يلقب بـ أوحــش ...التنين الدودة
كما يلقبه البعض ... تمكن العديد منا من قتله لكنه يعاود في الظهور مجددا بعد وقت قصير ..
قال فواز بحيرة : ماذا تقصد ؟
قال ياسين بصرامة : هذا الوحش الذي أمامك ليس الصورة
الحقيقة للوحش ... بل الوحش الحقيقي يقبع بالأسفل ما تراه أمامك ليس مجرد أداة لألتقاط الفرائس ..
مانقتله ليس مجرد الا تلك الأداة التي يعوضها الوحش الذي بالأسفل بوقت قصير يبلغ ساعة تقريبا ..
قالت فيجي و هي تخرج
شيء من حقيبتها : ماذا لو ختمناه ؟
أخرجت بطاقة حمراء اللون فقالت ندون بحيرة : بطاقة مرافق ؟
كان أوحـــش يدور حول أبطالنا
قالت فيجي : علومنا
لم تتطور إلى علوم النظام نحن لا نستطيع ترويض مثل هذه الوحوش و السيطرة عليها لكن نستطيع حبسها
في مثل هذه البطاقات الخاصة للوحوش القوية ثم نستفيد من خصائص البطاقة بوضعها في الحزام الخاص .
قال ياسين و هو يتأهب للقتال : علينا التخلص
من رأس التنين هذا ثم نفكر بالجسد المدفون بين الصخور ..
كان أوحـــش ينتظر مثل هذه الحركة ليهجم بكتل نارية
اندفعت من فمه نحو أبطالنا الذي احتموا بالصخور ثم قامت فيجي بإخراج مطرقة الرجل الصقر
و أنطلقت نحو أوحـــش لكن رائحة نفاذة غمرت المكان
وشعور غريب إعترى فيجي
وشعرت بثاقل حركتها وضعف جسدها كان هذا الشعور قد اعترى أبطالنا جميعا من كانوا في قلب المعركة
فقال ياسين بقلق : معادلة الظلام ...!
أطلق أوحـــش كلتة لهب نحو فيجي التي كانت تعاني من تلك المهارة المخدرة لكنها استجمعت قوتها
لتلمع بطاقة أخرى في حزامها فختفت المطرقة الضخمة و يظهر درع أحمر في اللحظة التي أصطدمت فيها
كتلة اللهب بالدرع الأحمر الضخم ليلقي الأصطدام فيجي متر كامل للخلف و هي تقول في نفسها بتعب : من الجيد إني أستطعت أن أستدعي
درع الضرغام في الوقت المناسب ...
قفز فواز في الهواء يطلق وابل من السهام
نحو أوحـــش الذي إنزعج بكثرة السهام فأنقض على فواز محاولا إلتهامه بفكيه القويين
كانت رشاقة و سرعة فواز كبيرة
للغاية مما شتت انتباه الوحش ليعطي زعيم الثوار ياسين
فرصة لكي يتقدم نحو أوحـــش , على الرغم من
الضعف الذي يشعر به بسبب معادلة الظلام
و الحرارة الكبيرة الناتجة من اللهب المشتعل في كل مكان اقترب ياسين
من الوحش وفرد سيفيه ليطعن أوحـــش بعمق فأطلق أوحـــش صراخ مخيف ثم أطلق خيط من اللهب نحو زعيم الثوار و أصاب اللهب زعيم الثوار
لكن كان جروحه تتشافى بسرعة عجيبة نتيجة إسعاف ندون
له كان ياسين يشق بسيفيه جسد الوحش و على الرغم من
العلاج المكثف الذي يدعمه من قبل ندون الا أن الم الحروق
كان ينهش جسده لكنه استطاع أن يقطع جسد الوحش أوحـــش
كاملا ليسقط على الأرض محطما جدار صخري بكل عنف ..
التقط أبطالنا أنفاسهم بصعوبة ثم قال ياسين بحزم : يجب
أن أهبط لكي أقتل الوحش الحقيقي ...
هتفت فيجي بإستنكار : لما عليك هذا ؟
قال ياسين بحزم على الرغم من تعبه : زملائنا
سعد و فادي و وليد سوف يأتوا من هذا الطريق و لو حدث أن هذا الوحش أعترض طريقهم
سوف يهلكوا بالتاكيدة لا سيما أنهم لا يملكوا الدعم الطبي مثلنا ..
قالت فيجي بقلق : لكن الذهاب
هناك خطر شديد لم يسبق لأحد أن قابل ذلك الوحش ...
قال ياسين بحزم : سوف أختم ذلك الوحش في البطاقة
أنت قومي بتفعيل البطاقة و أنا سوف أقوم بالباقي ...
أقترب ياسين من الحفرة التي سببها أوحـــش و هبط داخلها ليجد ممر ضخم مظلم يمتد لمسافة بعيدة
ثم ظهر لهب مر مرور سريع نهاية الممر فقال ياسين : إذن
لم تبتعد كثيرا أيها الوحش ..
و أنطلق ياسين مسرعا يلحق بالوحش ثم توقف و هو ينظر مبهوتا
للمنظر الذي شاهده , كان هناك جسد يشبه السمكة رمادي اللون وبدل الزعانف كان لديه ما يشبه الحفار لكي
بحفر أسفل الأرض ..
كان في جسد أوحـــش ما يشبه العين الواحدة أخذت تنظر إلى زعيم الثوار
الذي هجم بسيفيه بكل شجاعة لكن جسد أوحـــش انتفض فجأة لتظهر خيوط
نارية من جسده ثم تشكلت تلك الخيوط على شكل دوامات نارية تمكن من حرق جسد زعيم الثوار , تراجع ياسين خطوتين للخلف و هو يشعر بألم حاد في مكان الحرق
فقتال في نفسه : ليس بعد ... علي تجاوز هذه النيران قبل أن يعود رأسه بالظهور مجددا ...
ثم شد على سيفيه و هو يقول بأسى حازم : لقد تم تسميم جسدي بتلك الرقاقات الدقيقة و هذا يعني أن مهاراتي
تضعف مع مرور الوقت ومع الأستخدام ...أنا مضطر أن أستخدم مهاراتي في هذا القتال حتى لو كلفني
ذلك أن أصبح إنسان عجوز عادي بدون مهارات أو قدرات ...
ثم لوح ياسين بسيفيه و هو يقول : التصادم البراق !
لتنطلق طاقة على شكل متقاطع شقت طريقا في دوامات اللهب لينطلق ياسين
عبر اللهب الحارق الذي يلهب المكان و الوحش أوحـــش يكثف
من اللهب المنطلق من جسده و ياسين يستخدم
الموجة المغرقة التي تشق طريقا بالطاقة عبر اللهب
حتى وصل إلى عين أوحـــش و بدون تردد غرس ياسين سيفيه في عين الوحش الذي اهتز كامل جسده بشكل عنيف فقام ياسين بوضع تلك البطاقة الحمراء على جسد الوحش وقال بصرخة تحمل كل مايشعر
به من ألم و تعب : ختـــــم !!
و ختفى الوحش بعد أن غمر المكان ضوء لامع لتسقط البطاقة الحمراء في كف ياسين الذي سقط على الأرض منهارا و هو يلهث بسرعة كان يدور في رأسه أفكار عديدة
يا ترى كم من الطاقة التي تحررت من جسده على شكل أطياف
مضعفا جسده و مهاراته ؟ وكم بقى لديه من الوقت و القدرة حتى يتحول إلى أنسان عادي ؟
لكن هذا كله لم يذهب سدى فقد إستطاع ختم أوحـــش
و الفضل يعود لقدرة فيجي
الخاصة على تفعيل بطاقات الحبس عن بعد ..
تناول ياسين حقيبته بألم يبحث عن ترياق طبي يخفف
من جروحه لكن يده عثرت على لفافة غريبة أول مرة يشعر بها في حقيبته
فأخرج اللفافة ليشاهد تلك العبارة مكتوبة ( لقد تغير شكلك يا صديقي القديم
لكن عينيك لم تتغير )
وبهلع نظر ياسين للحقيبة التي كانت تحوي على ترياق
غريب الشكل .... ثم حدث الأنفجار ...
اهتزت الأرض تحت أقدام أبطالنا ثم خرجت أطياف جميلة اللون و الشكل من الفتحة في الأرض
ثم سقطت البطاقة الحمراء تحت قدمي فيجي
التي سقطت على ركبتيها و الدموع تغزو عينيها وقالت بذهول باكي : لا ... سيد ....
ثم صرخت بكل قوتها : لا !!!!!!!!!!!!!
نظر البقية لوجه بعضهم البعض بذهول و أسى غير مصدقين أن زعيم الثوار قضى نحبه بهذا الشكل المفاجى
و الأنفجار المخيف ... ماعدا شخص واحد ظهرت ملامح السعادة و الرضى خلف قناع الحزن والذهول
شخص واحد فقط كان المخطط لقتل زعيم الثوار ... الصديق القديم ...
تمت السلسلة الاولي