متسلسلة فانتازيا وخيال رومانسية الانسية الذي احبت جني السلسلة الثانية (1 مشاهد)

م

مازن صقر

عنتيل زائر
غير متصل
شكل القصة معجبتش حد بس قلت أنزل بيقيتها علشان لو حد حب يقرها تكون كملة
الجزء الاول

اشعل ياحين كرةً من اللهب جمعها من اغصان الاشجار ولفها برداءه ووقف فوق فتحة الكهف
اشعلت عشتار عصى طويلة ووقفت عند سفح الجبل
وتدلى جلجامش بسيف ياحين من سفح الجبل منتظرًا إشارة عشتار

كانت الثقة تملأ قلب عشتار إذ أنها أيقنت أن ضعف زوجها أمام الذئب يجبرها على التحلي بالقوة هكذا تربت في كنف أمها العمياء التي كانت دائمًا تقول ” الزوجة الصالحة هي من تكون قوية عند ضعف زوجها أو مرضه لتوازن وتنقذ الأسرة من الضياع الزوجة الصالحة تمتلك قوة أربعين رجلًا عند غياب زوجها أو ضعفه”

أمسكت عشتار عصاها بقوة ورفعت يدها مشيرةً لياحين بإلقاء الكرة

ألقى ياحين كرته النارية داخل الكهف واختبأ
ماهي إلا لحظات حتى خرج ذلك الوحش
ذئبٌ ضخم جدًا لونه أحمر داكن ذو عينٍ واحدة وله نابان طويلان جدًا يصلان لمنتصف قدميه
مرعب جدًا لدرجة أن المكان أصيب بحالة سكونٍ غريبة من هيبة هذا الوحش الضاري الذي كان يمشي بهدوء وحذر

كادت أن تتجمد عشتار من البرد والخوف لكن داخل قلبها نبعت حرارة سرت في جميع أنحاء جسمها

أخذ الذئب يقترب بحذر من عشتار عاضًا على فكيه مزمجرًا بغضب ووحشية

إلى أن وصل إليها وهم أن ينقض عليها

بسرعة قفز ياحين كما خططوا متجهًا بسرعة لدفع الذئب
يركض بسرعة
ينظر تارةً لظهر الذئب
وتارةً لعين عشتار

كانت عينا عشتار متسعتين بثقة وغضب وتحدي
لدرجة أن ياحين كاد أن ينسا نفسه وهو ينظر لهذين البؤبؤين اللامعين وسط بياض وجهها الممتزج بهمسات الجليد

احست عشتار بعين ياحين فأعطته طرفة عين كانت كفيلة بإنذار الذئب بمن خلفه إذ أن للذئب ذكاء عجيب يستشعر به الخطر

التفت الذئب بسرعة حتى رأى ياحين الذي انصطدم من هول منظر الذئب المرعب وتسمر مكانه

انطلق الذئب لمهاجمة ياحين
لكن بسرعة اخذت عشتار تلوح بعصاها النارية في الهواء فالتفت لها الذئب مرةً أخرى

استطاع ياحين كبح خوفه بعد أن اشاح الذئب عينه عنه وبسرعة تحول لكلب ضخم لكن ضخامته لم تعادل ضخامة هذا الذئب إذ كان الكلب ثلث الذئب

اقترب الذئب من عشتار مرة أخرى فنبح عليه ياحين

حين سمع جلجامش النباح علم أن الخطة قد فشلت وأن ياحين تشكل بهيئة كلب قفز عاليًا جدًا في الهواء

كان الذئب يتجه لياحين بحذرٍ وغضب حين هوى عليه جلجامش بالسيف
لكن الذئب قفز مبتعدًا بسرعة متفاديًا ضربة جلجامش

أخيرًا اجتمع الثلاثة حول الذئب كمثلث متساوي الأضلاع

جلجامش بالسيف
عشتار بالنار
ياحين بهيئة كلب

علم الثلاث أن عليهم الابتعاد عن بعضهم قدر الامكان حتى لايكونوا صيدًا سهلًا لهذا الوحش

كان الذئب حين يتجه لجلجامش يتسمر جلجامش مكانه
فينبح ياحين وتلوح عشتار بعصاها في الهواء
فيتراجع الذئب للخلف

وحين يتجه لعشتار
يضرب جلجامش بسيفه على الأرض وينبح ياحين فيتراجع الذئب مرةً أخرى

ويتجه لياحين فيتسمر مكانه هو الآخر فيضطر كل من جلجامش وعشتار للاقتراب من الذئب لاخافته بأسلحتهم

إلى أن تقلصت المسافة بينهم وبين الذئب
ياحين أمامه
وعشتار وجلجامش من خلفه عن يمينٍ وشمال

فطنت عشتار للخطر الوشيك بانقضاض الذئب على احدهم إذ أنه أن استطاع فك هذا الحصار الثلاثي سيقضي عليهم جميعًا

صرخت عشتار: دعونا ندور حوله بسرعة

نظر جلجامش لها مستغربًا فأردفت: كما فعلت لياحين في المغارة الذئب له عين واحدة ناهيك أن الذئب من ذوات الأربع عمودها الفقري مستقيم متصلٌ برقبتها ولايسمح لها بالألتفاف إلا بزاويةٍ بسيطة لذا فالدوران حوله سيتعبه

بسرعة أخذ الثلاثة يدورون حول الذئب وهو يرجع تارةً ويتقدم أخرى

كانت عشتار مسيطرةً على الدوران حتى اقتربوا من سفح الجبل

إلى أن أصبح السفح وراءها والذئب امامها من خلفه جلجامش وياحين

توقفت عشتار عن الدوران وبسرعة انطلقت تجاه الذئب الذي انطلق تجاها بغضب ووحشية

صرخت عشتار: ادفعوه هياااااا

قفز جلجامش وياحين ودفعا الذئب بكل ما أوتيا من قوة

سقط من الجبل وسقط جلجامش وراءه
وكادت أن تسقط عشتار إلا أن ياحين أمسك بها من ردائها بفكه في اللحظة الأخيرة

كان الذئب يهوي وجلجامش من خلفه
مما اتاح له أن يتشجع إذ أن عين الذئب ليست مسمرةً عليه

اقترب جلجامش من ظهر الذئب وبكل قوة غرز السيف بظهره حتى أحس أنه وصل قلبه فقام بفر السيف مقطعًا ذلك القلب وسقط هو والذئب مرتطمين أرضًا

صعدت عشتار ظهر ياحين وقفز هو الآخر من سفح الجبل إلى وصلوا للأرض

ركضت عشتار تجاه جلجامش والذئب بسرعة

نهض جلجامش وهو يرتجف: اعتقد انه م١ت

عشتار: اقطع رأسه

امسك جلجامش بالسيف واخذ ينظر للذئب متفحصًا

صرخت عشتار: بسرعة

هوى جلجامش بالسيف وفصل رأسه

ياحين: لاوقت لدينا الذئاب باستطاعتها شم الدم من خمسة أميال علينا التحرك بسرعة

قام جلجامش بسلخ فرو الذئب وغطا به عشتار التي كانت ستتجمد من البرد

ثم خلع نابيه الكبيران ولفهما خلف ظهره

منظر جلجامش والنابان معلقان خلف ظهره ابهج قلب عشتار واحست انهم اقتربوا من تحقيق غايتهم المنشودة

عشتار: بسرعة انزع عينه

جلجامش وهو يرتجف: لا استطيع

اخذت عشتار السيف من يده قائلة: دعني اساعدك ياحبيبي لقد انتصرنا عليه وانتهى الامر

غرزت عشتار السيف في رأس الذئب وهي مشمئزة من هول ماتفعل لكن لم يكن لديها خيار آخر حتى نزعت عينه وبسرعة مسحت الدم من عليها ولفتها بخرقة وربطتها لخصرها

عشتار: انتهينا أخيرًا

ياحين: احس أن الذئاب قادمون هيا لنهرب

صعدت عشتار ظهر ياحين واخذ الجميع يركضون خلفهم مايقارب ثلاثمئة ذئب لاتعلم هل يريدون أكلهم أم يريدون الانتقام لأميرهم

كانت الذئاب تعوي بشراسة وتركض بسرعة وهي تخرج من جحورها من كل جانب وتزداد اعدادها الى ان كادت تحيط بهم

صرخت عشتار: افعل شيئًا ياجلجامش

بسرعة قبض جلجامش على عشتار وياحين وطار بهما وقطيع الذئاب يتبعهم جريًا

عشتار: أسرع لابد لنا أن نختفي عنهم

جلجامش:لافائدة سيقتفون أثرنا

عشتار بغضب: إن كان للذئاب مثل هذه القوة لماذا لم تدخل أرض الجن من قبل وتفنيكم

صرخ جلجامش وياحين بصوتٍ واحد: البركان

كان البركان هو مايخيف الذئاب من تجاوز حدود الجبل الجليدي لخوفها من النار

نبغت فكرة لجلجامش فأخذ يطير بسرعةٍ كبيرة
حتى اختفى الذئاب عنهم

أخيرًا وصل جلجامش للحدود بين الجبل الجليدي والبركان المكان الذي تتمزج فيه الحرارة بالبرودة

أنزل كل من عشتار وياحين

جلجامش: انتظراني هنا

الجزء الثاني
ياحين: ماتنوي أن تفعل

جلجامش: اختبئا داخل فرو الذئب لن أغيب طويلًا سأعود قبل أن تصل إليكم الذئاب إما الآن وإلا فلا

اختبأ كل من عشتار وياحين داخل فراء الذئب وانطلق جلجامش بإتجاه البركان بسرعةٍ رهيبة

وصل للفوهة ووجد حجر المغناطيس معلقًا في الهواء تدور حوله ستة سيوف عظيمة

قبض على الحجر محاولًا الطيران به عاليًا لكن الحجر لم يتزحزح إذ كان تجاذبه مع السيوف يعطيه ثقلًا عجيبًا

أمسك جلجامش الحجر بكلتا يديه وبكل ما أوتي من قوة أخذ يسحبه للأعلى

كان الوقت يسير بسرعة ليس بصالح جلجامش لاشك فزوجته وصديقه سيكونان فريسةً للذئاب إن فشل في قلع الحجر

حاول وحاول
اخذ يسحب ويسحب
عرق جبينه
غلى دم عروقه
ووجهه أصبح احمرًا ككتلة لهب
إلى أن قلعه وطار عاليًا بسرعة رهيبة

تساقطت السيوف الستة تحت أرجل الجن الحمر الذين كانوا قابعين حول البركان يحرسونه فانتفضوا جميعًا بسرعة نفضة واحدة وامسكوا بسيوفهم وانطلقوا محلقين خلف جلجامش
في حين بدأت الأرض بالاهتزاز معلنتًا ثوران البركان الرهيب

أحس ياحين وعشتار باهتزاز الأرض
فرفع كل منهما طرف الفراء

صرخت عشتار: يا إلهي لقد وصلت الذئاب

وصرخ ياحين: ياللهول جلجامش قادم من بعيد وخلفه الجن الحمر

نظرت عشتار للجهة الأخرى وأصيبت بهلعٍ شديد من عظمة هؤلاء الجن

إنهم وحوش كاسرة حمراء كبيرةٌ جدًا

اثنان منهم رؤسهم كرؤوس الأسود
واثنان كرؤوس الصقور
واحدهم رأس ثور
أما الأخير فرأس تنين وبدا عليه أنه زعيمهم

أما أجسادهم فكانت تتشابه حمراء ضخمة عملاقة جدًا يبدو عليها العظمة والقوة

بسرعة نزل جلجامش واختبأ داخل فراء الذئب منضمًا لعشتار وياحين

ونزل وراءه الجن الحمر الستة بسيوفهم المرعبة لكن في نفس الوقت كان قطيع الذئاب قد وصل أيضًا قرابة ستمائة ذئب بمختلف الأشكال والألوان والأحجام وانقضوا على الجن الستة بشراسة الذين تسمروا أماكنهم بسبب الذئاب فمهما كان الجن قويًا لايستطيع مجابهة الذئب

وسط هذه المعركة كان كل من جلجامش وياحين وعشتار يرتعشون ارتعاشًا شديدًا مع قوة اهتزاز الأرض

كان صوت الذئاب شرسًا جدًا وهي تقطع وتنهش في الجن الحمر

رفع جلجامش سيف ياحين وغرزه بقوة في حجر المغناطيس حتى كسر ثلثه ثم أخذ يفكر بحيرة
إلى بادره ياحين قائلًا: لن تستطيع إعادته إن خرجت ستقتل لكن دعني أحاول فهيئة الكلب ستساعدني لاشك على الهروب

جلجامش: أنت متشكل بهيئة كلب لاتستطيع الطيران أنا أسرع منك

ياحين: لن تنتبه لي الذئاب لكن أنت حتى وإن طرت مبتعدًا عنهم بسرعة قد ينفجر بك البركان

جلجامش: إن وصلت للفوهة فعودتي مضمونة لأنني اطير أما أنت فموتك مضمون لعدم قدرتك على الطيران ستقفز وتبتلعك النيران

ياحين: مoتي دفاعًا عنك هو هدفي أما موتك هونهاية كل شيء كان الشرف لي أن أحيا معك ياصديقي ومولاي

نظر جلجامش لعين ياحين بخوف

ياحين: الآن جاء دوري ياصديقي أنا الوحيد الذي باستطاعته إرجاع هذا الحجر عبر الذئاب المتوحشة ووصيتي لك أن لاتضيع حياتي سدىً عد لقلعتنا واستعد ملكك وحافظ على عشتار الوداع
الوداع ياعشتار

نظرت عشتار لعين ياحين فسالت دمعةٌ من عينيها

ياحين: لاتبكي ياعشتار أرجوك فمoتي أهون علـي من بكائك

همت عشتار أن تضع يدها على خد ياحين فأنزل رأسه بحزن قائلًا: الوداع

وقبض على الحجر وانطلق بسرعةٍ رهيبة خارج الفراء باتجاه البركان
كانت مجموعة من الذئاب ستتبعه لكن انشغالهم بقتل الجن الحمر وبدأ البركان بإلقاء الحمم البركانية وسرعة ياحين اتاحت له فرصة الهرب

اخذت الأرض تهتز بشدة لدرجة أن عشتار احست ان الارض قد بدأت تتشقق

في نفس الوقت كانت الجن الحمر قد قضت نحبها

وصل ياحين لفوهة البركان والحجر في فمه يشق طريقه بقفزات رشيقة حول جريان الحمم الذي بدت وكأنها ينابيع

وقف فوق الفوهة وأخذ ينظر للداخل ثم نظر باتجاه جلجامش وعشتار وهمس مبتسمًا والدمع ينهمر من عينيه: الوداع ياحبيبتي

وقفز في البركان الذي انفجر بقوة مع اقتراب حجر المغناطيس منه وكأن البركان رافضٌ الانصياع لهذا الحجر العجيب

تراكضت الذئاب هاربةً من غضب البركان حتى اختفوا في جليدهم
خرج جلجامش وهو ينظر للبركان الذي هدأ أخيرًا

صرخ بحزن: ياحييييييين
ودوى صدى صرخته في أرجاء المكان مع انقشاع الهزة الأرضية وهدوؤها شيئًا فشيئًا

أعاد النداء مرةً أخرى: ياحيييين

لكن لامجيب

هم أن يذهب للبركان لكن أمسكت عشتار بيده وهي تبكي: لقد م١ت ياحبيبي م١ت ياحين
فبكا جلجامش واحتضن عشتار واخذ الاثنان يجهشان بكاءً بحرقة

لحظات واستعاد جلجامش رباطة جأشه متماسكًا وقال وهو ينظر للبركان: شكرًا ياصديقي بل كان الشرف لي أن حظيت بصديقٍ مثلك ثم قام جلجامش بغرز سيف ياحين بأرض البركان وسرعان مالتفت حوله حمم بركانية لاحمةً إياه بالصخور وخمدت مخلدةً ذكرى البطل

جلجامش: هيا بنا نرحل بسرعة

هم الاثنان بالمغادرة ولكن فجأةً خرج جنيٌ أحمر من تحت الانقاض رأسه رأس الثور مثخنًا بالجراح ومضرجًا بدمائه وقبض على جلجامش من رقبته قائلًا والشرار يتطاير من عينيه: أنت أيها الوغد من تسبب في هذه المصيبة سأق@تلك شر قتل@ة


سرقت الحجر
أثرت البركان
أتيت بالذئاب
وقتلت إخوتي
لاعتقد أني سأقتل أحدًا كقتلك

حاول جلجامش التخلص من قبضة هذا الثور الهائج لكن دون جدوى كان الثور الأحمر أضخم وأقوى من جلجامش بكثير لاعجب في ذلك فمن يحرس نارًا يمنعها من الخروج من بركانها لابد له أن يمتلك مثل هذه القوة الجبارة

رفع الجني الأحمر جلجامش عاليا ورماه راطما إياه بصخرة كبيرة من قوة الصد@مة اهتز جلجامش هزا عنيفا وسقط على الأرض فانتزع الثور الأحمر سيفه الثقيل واتجه لجلجامش ببطء وهو يزمجر وينفث البخار الحار من منخاره


صرخت عشتاربثقة: أيها اجني المتوحش

لكنه لم يعر لها بالًا فامسكت بحجر والقته عليه أصاب قرنه

أدار الجني وجهه نحوها وكأنه ينتبه لها لتوه وقال: أيتها الإنسية الذئب لابد أنك من أتى بالذئاب إلينا سأقتلك أنت أيضا لابد من معاقبة المتطاولين وجزاء من يتجرأ على اقتراف المحظور أن يدفع حياته ثمنا لذلك

واتجه لها مسرعا شاهرا سيفه الثقيل
كانت عشتار ترتعد خوفا لاسيما أن جلجامش كان جالسا على الارض وهو يترنح

وصل الجني الاحمر فوق رأس عشتار ورفع سيفه عاليا وهو يصرخ وهوى به فوق رأس عشتار

اغمضت عشتار عينيها مستسلمة واضعتا يدها فوق رأسها وكانت المفاجأة بأن انفلت السيف من يد الجني وانطلق طائرا للخلف

استغرب الجني مما حدث وكذلك عشتار لكنها حين نظرت في يديها رأت حجر المغناطيس الذي كانت ممسكة به لابد أنه تنافر مع السيف ودفعه بعيدًا إن كان هذا فعلا ماحدث فيوجد أمل لاشك في التغلب على هذا الغول

قفز الجني الاحمر على سيفه ولكن عشتار تبعته موجهةً المغناطيس تجاه السيف فابتعد السيف بعيدا مرة أخرى

غضب الجني غضبا شديدا فاتجه لعشتار بسرعة لكنه حين أبصر عينيها انسحر بهما وتوقف ينظر لها بنشوة

فطنت عشتار أنها قد سحرت هذا الوحش وأحست بثقة أكبر فالجني أعزل ولديها سحر عينيها والمغناطيس في مواجهته ويبدو أنها قد سلبت قلبه لكن مالم تكن تعلمه عشتار أن هذا الجني كانت طبيعته الحيوانية غالبة عليه خصوصا في التعبير عن حبه

نظر إليها الثور الاحمر قائلًا: يالك من جميلة أيتها الذئبة لاشك أنك ستكونين لذيذة جدا

اتجه الثور الاحمر تجاه عشتار ببطء وهو ينظر له نظرة مريبة بابتسامة مكر وتلذذ

خافت عشتار على نفسها من هذا الجني الحيواني إذ بدت نواياه واضحةً جدًا من نظراته الشهوانية واللعاب يسيل من فمه الأسود بنهم شديد

أخذت عشتار تتراجع للوراء خائفة وهي تنظر تارة لهذا الجني الخبيث وتارة لجلجامش الذي مازال يترنح من قوة ارتطامه بتلك الصخرة وكلما وقف سقط مرة أخرى

الثور الأحمر: اقتربي أيتها الإنسية الجميلة لن أؤذيك فقط اخلعي رداء الذئاب عنك فهو يصيبني بقشعريرة ولايليق بهذا الجمال فبشاعة الذئب التي تغطيكي من الخارج لاتستطيع إخفاء الحمل الوديع بداخلك أيتها الحلوة

أحست عشتار بغضب شديد لاسيما أنها أدركت أنها في موقع قوة وليس ضعف

وصل الثور الأحمر إليها وهم أن يمسك بها لكن وبسرعة أخرجت عشتار عين الذئب أمام الثور الهائج فتسمر مكانه وأخذ يرتجف متراجعا للوراء

فأحست عشتار بقوة وثقة أكبر وتبعته وهي تنظر لجلجامش الذي لم يزل على حاله

أخذت عشتار تفكر في هذا الوضع الخطير فهي بكل أسلحتها مسيطرة على الثور ولكن كيف ستقتله وتتخلص منه

كانت تفكر بسرعة وتنظر هنا وهناك إلى أن لمع في عقلها حل ليس هنالك غيره

تقدمت عشتار من الثور مشيرة له بعين الذئب وهو يرجع للخلف مزمجرا وخائفا

كانت تدفعه باتجاه البركان

كان هذا هو الحل الوحيد أن تلقيه في البركان أخذت تتقدم وتتقدم وهو يرجع للخلف بغضب لكن مالم تنتبه له عشتار أنها لم تكن تدفع الثور فقط بل كانت تدفع السيف أيضا_ًوتبعده بفضل قوة حجر المغناطيس إلى أن ابتعد السيف كثيرا وتقدمت عشتار بالثور إلى أن أصبح السيف خلفها مما قلب عملية تنافر المغناطيس إلى تجاذب نظرًا لتغير القطب فانطلق السيف بسرعة رهيبة تجاه عشتار وهي لاتدري إذ كانت مركزةً بكل جوراحها على الثور الاحمر

وصل السيف العملاق لعشتار لكن وبسرعة البرق قفز عليها جلجامش وامسك بالمغناطيس وأداره دورة كاملة كان من شأن هذه الدورة أن أدارت السيف معها فوق جلجامش وعشتارثم قذفت به بعيدا إذ أن جلجامش كان موجهًا قطب التنافر تجاه السيف ودفعه تجاه الثور الأحمر بسرعة وكاد أن يقطع رأسه إلا أن الثور استطاع في اللحظة الأخيرة تفاديه لكنه خسر قرناه اللذان قطعهما السيف مبتعدًا

انتهز الثور الفرصة حيث أن سقوط عشتار أدى إلى انفلات عين الذئب وتدحرجها بعيدًا فاحكم قبضته على جلجامش واخذ يوجه له لكمات عنيفة وسريعة جدا مما أدى لسقوط حجر المغناطيس من يده تحت قدم عشتار فقامت عشتار برفس حجر المغناطيس وانقلب قطبه مرة أخرى ساحبًا السيف من جديد بسرعة تجاههم إلى أن اخترق صدرالثور فسقط جلجامش من يده وقفزت عشتار على الحجر وأدارت قطبه لتدفع السيف بالثور بعيدًا

ابتعد السيف بسرعة وهو يدور بالثور إلى أن انغرز في صخر البركان بشدة وزهقت روح الثور وهو فاغر فمه والدماء تسيل منه كينبوع ساخن

اخذت عشتار تبتعد شيئا فشيئا الى ان تأكدت أنها خرجت عن المجال المغناطيسي بين السيف والحجر فوضعت الحجر أرضا وركضت باتجاه جلجامش الذي كان قد نهض وهو يترنح قليلًا والدماء تسيل من فمه وفوق جبهته

احتضنت عشتار جلجامش وهو يترنح قائلة: لقد م١ت ياحبيبي نحن بخير الآن انتهى الخطر

أجاب جلجامش وهو متعب من هول المعركة: خذيني لضفة النهر بسرعة

اسندت عشتار جلجامش على كتفها بعد أن حملت العين والحجر واخذت تمشي متجهةً للنهر الذي كان قريبا لم تدري لماذا تذكرت بداية هذه المغامرة الرهيبة حين كان جلجامش نسرًا مغشيًا عليه لكن ماكان مطمئنًا لها أنها أصبحت أقوى من ذي قبل واكتسبت خبرة وأسلحة تستطيع من خلالها مواجهة وحوش هذا العالم المخيف

قالت في نفسها ” لاخوف بعد اليوم هو الصراع من أجل البقاء فقط لاغير”

أخيرا وصلت لضفة النهر وكان الليل قد حل وأسدل ستاره الحالك في ظلام ساكن

جمعت عشتار بعض أغصان الشجر فقال لها جلجامش: ماتنوين أن تفعلي

عشتار: سننام هنا إلى أن تطلع الشمس

جلجامش: تحركنا في ظلام الليل أفضل من ضوء النهار كي لانلفت الانتباه علاوة على ذلك الوقت ليس من صالحنا

عشتار: مازال لدينا يومان وأنت متعب جدًا سنرتاح هنا الليلة ونكمل مسيرتنا عند بزوغ الفجر ولاتخف فالجزء الصعب قد أنجزناه بالفعل بقي أمامنا شجرة المطاط فقط

جلجامش: لاتستهيني بهيڤيا فهي خطرة وسامة

عشتار: لايوجد شيء ليس بخطر في عالمكم ولكنها ليست أخطر من حجر المغناطيس والذئب الأحمر لاشك

لم يشأ جلجامش معارضة عشتار حين لاحظ أن معنوياتها مرتفعة جدًا فكل هذا الأمل هو ماكان يحتاجه، وجودها بجانبه كان كالبلسم بجانب جريان ماء النهر وهبوب نسيم هواء الليل

أشعلت عشتار نارا وسوت فرو الذئب بأغصان الأشجار حتى غدا وكأنه خيمة صغيرة

عشتار: سننام داخلها أمام النار لن يجرؤ أي جني بالاقتراب من فرو الذئب لاشك وأيضا اشعلت النار احتياطًا من أي ذئب ينفذ من البركان

نظر ججامش لعشتار ورسم على وجهه ابتسامة رقيقة: تعالي يامنقذتي الشجاعة

وسحبها تجاهه فتمنعت قائلة وهي تضحك: عليك أن تغتسل في النهر فرائحة الثور طاغية على أرجاء جسمك

ضحك جلجامش وحمل عشتار متجها للنهر: وأنت أيضا فرائحة دم الذئب مازالت تصيبني بقشعريرة

عشتار: لا لا استطيع فالماء باررررد أرجوك ياحبيبي لا

لكن جلجامش لم يصغي لها وقفز في النهر بها واخذ الاثنان يسحبان في عذوبة ماء النهر متناسين كل مامروا به من أهوال ومخاطر تحت ضوء القمر

اسندت عشتار ظهرها بصدر جلجامش واخذت تتأمل ضوء القمر بسكون

عشتار: لطالما ظننت أن الجن تعيش تحت الأرض لاشمس لديهم ولاقمر ولاسماء

جلجامش: نحن تحت الأرض ولكن لنا بعد آخر غير أبعاد عالم الإنس

عشتار: أليست هي ذات السماء وذات الشمس وذات القمر

جلجامش: بلى لكن البعد الذي نعيش فيه هو غير البعد الذي تعيشون فيه أنتم هو تحت الأرض فعلا لكن ينفذ له ضوء الشمس والقمر ونرى فيه السماء واضحة جلية لكنه كسجن أيضا وقد قال البعض أن سمائنا هي محض خيال فكثير من الجن يهربون من هذا العالم لعالم الإنس كي يروا الحقيقة
عشتار: هه نفس حالنا في عالم الأنس نبحث عن الحقيقة دومًا في كل مكان تحت الأرض وفوق الجبال وفي السماء وتحت البحار

وضع جلجماش يده على قلب عشتار وقال: هنا فقط تكمن الحقيقة

عشتار بتحاذق: إن كانت الحقيقة في قلبك عن ماذا جئت تبحث في عالم الإنس وابتليت بعشقك

جلجامش: جئت ابحث عن الحب

عشتار: وهل وجدته

الجزء الثالث
جلجامش: بل وجدني

نظرت عشتار لجلجامش بحزن ثم أشاحت بوجهها تجاه القمر

فسألها جلجامش بقلق: مابك ياحبيبتي

عشتار: أخاف أن لايكون عشقك لي حقيقيا فقد تكون سحرت من عيناي كما حدث مع طنطل وياحين وذاك الثور

جلجامش: لاأخفي عليك أن سحر عينيك جعلني أعشقك بجنون وأتعلق بك ياحبيبتي ولكن عليك أن تعلمي أني أحببتك قبل أن أرى عينيك

عشتار بتعجب: صحيح وكيف حدث ذلك؟!

فماكان من جلجامش إلا أن حملها وخرج من النهر ووضعها عند مدخل الخيمة قرب النار حتى لاتصاب بالبرد وجلس بجانبها يهمس

جلجامش: لقد قلت لك من قبل أن الجن مقيدون بالنظر خصوصا حين نذهب لعالم الإنس أو نتشكل بهيئة نتحاشى أن ننظر لأحد في عينيه وهذا ماكنت أفعله كنت دائما أراقبك فوق شجرة التفاح في حديقتكم وانت تكبرين وتزدادين جمالا
أعجبني حنانك على إخوتك وخوفك عليهم إذ كنتم أيتامًا وكنتي أحن عليهم من أمهم لو كانت على قيد الحياة
أعجبني فيك صدقك وبراءتك حتى صرت آتي لعالمكم لأراقبك طوال يومي وأنت تمشطين شعرك الطويل عند تلك الشجرة وتغنين بصوتك العذب أو تبكين حين تكوني حزينة وتبوحين بأسرارك وآلامك ومخاوفك للنجوم والأزهار والعصافير

أتذكر مرة كان أبوك يهم بضرب أحد أخوتك فرميتي بنفسك بينهما وتلقيتي تلك الضربة كي تحمي أخاك مع أنه يكبرك سنًا غضبت غضبًا شديدًا إذ أنني أرى تلك البنت الجميلة ضربت أمامي وأنا عاجز عن فعل أي شيء وكنت قد نويت أن أتدخل أو أتلبس أباك لأعاقبه على فعلته لكني خفت أن تصابي بحزن فالتزمت الصمت وكبحت جماح نفسي،
تعلقت بك وأحببتك
وغدوت احلم بك
واتخيلك
اتخيلك معي
اتخيلك في حضني
صنعت لنا عالمًا خاص في مخيلتي
وحين أمرني أهلي أن أتزوج بحثت عنك في عالم الجن ولم أجد لك مثيلة
بحثت عنك وأنا أعلم أين أنتي
فقد تسلل حبك لقلبي شيئا فشيئا إلى أن سلبتي عقلي وروحي حاولت كثيرا أن أتغلب على عشقك لكن لم استطع إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تشكلت به بشكل فراشة ووقفت على طرف أصبعك والتقت عيناي بعيناك لأول مرة وكان ماكان

سقطت دمعة دافئة من عين عشتار واحتضنت جلجامش بشدة والسعادة تغمر قلبها إذ تأكدت أن حب زوجها لها صادق وليس بسبب السحر الذي في عينيها

فأخمد جلجامش النار ودخل بها الخيمة ووضعت عشتار رأسها على صدره وسط الظلام والهدوء والسكون

همست عشتار: إن عالمكم غريب جدا فهو ميت في الليل لاحياة فيه لكن هدوءه مريح للأعصاب

جلجامش: هل تودين أن أقوم بتديلك كتفاك لأريحهما من عناء هذا اليوم الشاق

لكن كانت عشتار قد دخلت في سبات عميق بعد كل الأهوال التي مروا بها لابد أنها متعبة جدا ابتسم جلجامش واحتضن عشتار ونام هو الآخر

بعد بزوغ ضوء الفجر أفاقت عشتار بصوت شجرة تسقط على الماء

خرجت من خيمتها لترى جلجامش أسقط شجرة على النهر كما فعل من قبل

جلجامش: هيا ياحبيبتي علينا أن نقصد البحر في نهاية هذا النهر الطويل

قامت عشتار بجمع أسلحتها وارتدت فرو الذئب من جديد وصعدت على الشجرة وانطلق الاثنان يدفعها جريان النهر وكلما تقدموا كان النهر يتسع ووالمسافة بين الضفتين تكبر

كانت الشجرة التي اسقطها جلجامش لها أوراق كثيفة فتمددت عشتار على تلك الاوراق مستمتعةً بنسيم الصباح كمن لم يشبع نومًا ويتمسك بغفوةٍ جميلة سرعان ماتنتهي فهي تعلم لاشك أنه لابد من تحدٍ قريب هنا أو هناك

فجأة وإذ لاح لهم جمع جن كثر

جلجامش: عشتار بسرعة نختبأ بين أوراق الشجرة

عشتار: ماذا يحدث من هؤلاء الجن

جلجامش بغضب: إنهم جنود عيقم لابد أنهم متجهون لقلعتي استعدادًا لتتويج ملكهم

عشتار: علينا أن نلتزم الهدوء ونظل مختبئين بين أوراق الشجرة حتى نتجاوزهم

ولكن لم يحدث ذلك فقد امتلأت ضفة النهر بجيش عيقم الذين كانوا يمشون في خط طويل

عشتار: يبدو أننا سنقضي رحلتنا مختبئين

أجاب جلجامش بقلق: إنها مشكلة

عشتار: وكيف ذلك

أشار جلجامش بإصبعه للأمام وكانت المفاجأة إذ اقتربوا من نهاية النهر

شلال عظيم عميق جدًا يصب في البحر من سفح جبل شاهق

عشتار: وأين المشكلة في ذلك فقد قفزت بي من الجبل الأزرق وتستطيع أن تقفز بي مرة أخرى

جلجامش: سقوطنا في الشلال على الصخور الحادة هو المشكلة علاوة على ذلك فقد تفلتين من يدي من قوة السقوط أو تصابين بضربة حجر أو قد نفقد أسلحتنا من سرعة الموج

عشتار: لاأظن أن تطير بي خيار متاح أيضًا فقد تلفت انتباه جيش كامل بوجودنا مالعمل إذن

أخذ جلجامش يفكر وكانت الشجرة قد اقتربت من الحافة كثيرًا

جلجامش: حسنا لقد جائتني فكرة لكن عليكي أن تتمسكي بي جيدًا

عشتار: لاتخف لن تجد امرأة في الدنيا تمسكت بزوجها مثلي هه

وصلت الشجرة أخيرًا للشلال الشاهق فخرج جلجامش من بين أوراق الشجرة مرتديًا فرو الذئب وأخذ يعوي بصوت مماثل لصوت الذئب

أثار عواءه لخبطة وتوتر في الجيش كله وعشتار تراقب بانتباه وترقب شديدين ولهفة لمعرفة ماهي خطة زوجها التي استدعت إثارة انتباه الجيش لهم

ماهي إلا لحظات وإذا برماة السهام قد تقدموا وصفوا صفا طويلا على ضفة النهر واستلوا سهامهم ورموا بها عاليا تجاه الشجرة مايقارب عشرة آلاف سهم

بسرعة دخل جلجامش بين أوراق الشجرة وربط عشتار بفرو الذئب لصدره التي فقط اغمضت عينيها ثم امسك الشجرة بيد واليد الأخرى امسك بها حجر المغناطيس

سقطت الشجرة من الشلال ورائها السهام المثلثة

رفع جلجامش اليد التي تحمل حجر المغناطيس تجاه السهام التي وراءه
يجذبها إليه مما ابطئ من سقوط الشجرة لكن سرع من سقوط السهام عليهم

أخذت السهام واحدًا تلو الآخر تتساقط على الشجرة وأصيب جلجامش بثلاثة سهام في ظهره وواحد في خاصرته إلى أن اقتربت السهام كثيرا جدًا فعكس جلجامش قطب المغناطيس بسرعة وتنافرت السهام مبتعدة للاعلى أما الشجرة فأخذت تسقط بسرعة لكنها كانت قد اقتربت من الصخور وسقطت الشجرة أخيرًا


كان السقوط شديدًا جدًا لكن لحسن الحظ قفز جلجامش من الشجرة بسرعة واستطاع السيطرة على توازنه وتثبيت قدماه على صخرتين متقاربتين ثم قفز للضفة حاملًا عشتار واختفا بين الأشجار

فكت عشتار رباطها بسرعة قائلةً: دعني أرى جراحك اخلع ردائك

خلع جلجامش رداءه وقامت عشتار بنزع الأسهم واحدًا تلو الآخر
كانت الأسهم الثلاثة التي أصابت ظهره لم تنغرس عميقًا نظرًا لسماكة فرو الذئب لكن السهم الذي أصاب خاصرته هو الذي قد غرز عميقًا لدرجة أن عشتار حاولت نزعه مرارًا لكنها لم تستطع فانتزعه جلجامش بقوة وشق رداءه وقامت عشتار بلفه حول خاصرته

نظرت عشتار إليه بقلق والدمع في عينيها قائلة: هل يؤلمك

ضحك جلجامش وقال: لاعليك أصبت بجروحٍ أعظم من هذا سيلتأم قريبًا دعينا نذهب لطقسوس

عشتار باستغراب: من طقسوس!

جلجامش: شجرة المطاط هيڤيا تدعى بطقسوس أيضًا حين نجدها خاطبيها بالسدرة هيڤيا

عشتار: ولما سدرة وليس شجرة

جلجامش: يطلق مصطلح سدرة عادةً على الشجرة الطيبة ومع أن هيڤيا شجرة خبيثة لكن تسميتها بسدرة هو نوع من الاحترام وعلو الشأن عند الأشجار

عشتار: وهل تهتم الأشجار بالمسميات أيضًا ياللعجب

جلجامش: لكل شيء عالمه الخاص

عشتار: ألا تستطيع قطعها وقتلها واستخراج المطاط منها بسهولة

جلجامش: لا فيجب أن يكون المطاط حيويًا وخالٍ من السم فإن قتلتها يفقد حيويته وينتشر به سمها علاوة على ذلك هي شجرةٌ قوية جدًا

مشى جلجامش وعشتار كثيرًا في هذه الغابة الممتدة على طول الشاطئ بحثا عن شجرة المطاط هيڤيا

إلى أن وصلوا أخيرًا لشجرة عظيمةٍ جدا ضخمة ويابسة

أرجع جلجامش عشتار وراءه وتقدم أمام الشجرة

جلجامش: أيتها السدرة هيڤيا جئناك بسلام نطلب قليلًا من مطاطك النقي

بدأت أغصان الشجرة بالاهتزاز والتحرك ببطء حتى أحاطت بهم من كل جانب

هيڤيا: ما أنتم

جلجامش: أنا أمير جنٍ مظلوم بغا علي ملك جائر واحتل قلعتي وقد قطعت وعدًا على نفسي أن أدفع ظلمه وهذه زوجتي الإنسية

تعالت ضحكات من الشجرة هيڤيا بصدىً مرعب وقالت: جنيٌ متزوج بإنسية ها
لقد سمعت عنك اقتربي أيتها الإنسية دعيني أرى مالذي جعل هذا الجني البائس يعشقك

أومأ جلجامش لعشتار أن تتقدم

اقتربت عشتار من الشجرة العملاقة وقالت: أيتها السدرة العظيمة هلا تساعدينا أرجوك

هيڤيا: هه إنك جميلة فعلًا قولي لي هل سقيتي شجرةً ظمئ من قبل

عشتار بحماس: نعم لدينا شجرة تفاح في عالم الإنس كنت أعتني بها دومًا

هيڤيا: اعرفها اسمها أبالا هي باب أرض الإنس لعالم الجن وهل مازالت شابة وجميلة

نظرت عشتار لجلجامش لاتعلم ماتقول

جلجامش: نعم مازالت مثمرةً وخضراء

هيڤيا: إن كنت تريد المطاط عليك أن تجتاز الامتحان

جلجامش: وماهو امتحانك

هيڤيا: أنا أسأل
وأنت تجيب

أحجية إن استطعت حلها حصلت على المطاط
وإن لم تستطع حلها تموت أنت وعشيقتك
ومهلتك لتعامد الشمس فوق رأسي

نظر جلجامش لعشتار ثم قال: حسنًا هاتي أحجيتك

هيڤيا:ماتقول في شيءٍ نصفه أكبر منه
ذاك الشيء يحتاج سر الحياة لكي يعيش
ونصفه يمنعه عنه؟

نظر جلجامش لعشتار والحيرة تملأ عينيهما
ماهو الشيء الذي نصفه أكبر منه
ويحتاج لسر الحياة كي يعيش
وماهو سر الحياة
وكيف نصفه الذي أكبر منه يمنع سر الحياة عنه


نظر جلجامش لعشتار التي كانت تبتسم له

قال جلجامش محدثًا نفسه” لماذا هذه الابتسامة المرتسمة على وجه عشتار ترى هل توصلت لحل الأحجية، للأسف ليس بمقدورها مساعدتي فلأستحق المطاط لابد لي من حل الأحجية بنفسي لكن كيف توصلت عشتار للحل بهذه السرعة”

أخذ جلجامش يحدق في عين عشتار عله يستشف تلميحًا منها لكن لافائدة حتى أحس أنه يضيع وقته ويشوش تفكيره في هذه العينان الجميلتان

ثم عاد يفكر مرةً أخرى ” ماهو الشيء الذي نصفه أكبر منه... قد يوجد أكثر من شيءً واحد لكن هذا الشيء مرتبطٌ بسر الحياة … وماهو سر الحياة… لابد أن سر الحياة واحد فهي لم تقل من أسرار الحياة بل قالت سر
مالشيء الذي لانستطيع العيش بدونه هل هو الهواء!!.. قد يكون كذلك لكن الأسماك لاتتنفس إذًا هو الماء.. لا شك هو الماء أكيييد الماء هو سر الحياة لايوجد شيءٌ باستطاعته العيش دون ماء
حسنًا
سأعيد صياغة الأحجية
من جديد
ماتقول في شيءٍ نصفه أكبر منه
ذاك الشيء يحتاج الماء لكي يعيش
ونصفه يمنعه عنه؟

احتار جلجامش فقد غدا اللغز اصعب من ذي قبل لاسيما أن الوقت غدا يمضي بسرعةٍ أيضًا

كان السكون مهيمنًا عدا صوت الأمواج ونعيق بعض الغربان مما أعطى المكان طابعا شؤم

أخذ جلجامش يتأمل هيڤيا التي بدت شجرةً شاحبة وعجوز
“مع أنها لازالت على قيد الحياة إلا أنها لاحياة فيها هل هي بحاجة للماء.. كيف ذلك وهي بجانب البحر”

تفاجأ جلجامش من هذه الفكرة”قد يوجد شيءٌ يمنع وصول الماء إليها.. ماهو ذلك الشيء الذي هو نصفها وأكبر منها.. هل هي جذورها.. لا اعتقد فالجذور وظيفتها الوصول للماء وجلبه.. إذًا لابد من وجود شيءٍ يمنع جذور هيڤيا من الوصول للماء.. لكن ماهو ياترى.. شيء هو أكبر منها
مالذي يمنع وصول الماء للأشجار وحجمه كبير.. عرفته إنه السد… فالسد وظيفته حجز الماء وحبسه وهو أكبر من الشجرة لكن كيف يكون نصفها؟؟ … امممم قد يكون الجواب لغويًا ترى هل تلعب هيڤيا بالكلمات والأسماء

الأسماء نعم الأسماء يالها من شجرةٍ خبيثة وماكرة لقد فطنت أننا سميناها بسدرة مجاملة وتملق لا أكثر لذلك أعطتني سؤالًا لغويًا”

نظر جلجامش لهيڤيا بمكر وقال: طقسوس.. لقد توصلت لحل أحجيتك

هيڤيا: لديك محاولةٌ واحدة إن خسرتها خسرت حياتك وحياة زوجتك
 
M

Mazen El-5dewy

عنتيل زائر
غير متصل
تم دمج الجزء الثاني و الجزء الثالث .
 

الميلفاوية الذين يشاهدون هذا الموضوع

مواضيع متشابهه

أعلى أسفل