M
Mazen El-5dewy
عنتيل زائر
غير متصل
المقدمة ( صفقة مع الشيطان )
في احد المستودعات القديمة ...
كان يصرخ بفزع بينما يجرونه ....عينيه معصوبة تماما والخوف يغلف قلبه ....كان يشعر أن نهايته أتت لا محالة ...فالصياد لن يتركه يفلت بعملته بتلك السهولة ...سيقتله بأبشع طريقة ...هو يعرف جبروت هذا الرجل...الصياد لن يسامح في حقه ابدا ...صرخ بوجع بينما شعر بنفسه يندفع علي الأرض ...واحدهم يفك عصابة عينيه فتح عينيه واغمضها عدة مرات ليعتاد علي الضوء ...نظر إلي الرجل الضخم الذي أمامه والذي قال بوجه عابس :
-اي خدمة تاني يا صياد ...؟!
نظر رجب بفزع لاتجاه المتلقي ليدب الرعب بقلبه وهو يجده ...متربع علي عرشه ...ينظر إليه بسخرية بينما يحتجز سيجارة بين شفتيه وينفخ دخانها بإستمتاع تام...كان سعيد ...منتشي وهو يري رعب الرجل منه. ..فشعور انك الاقوي دائما ممتع ...انك المسيطر وان لا احد يستطيع أن يتحداك شعور لا يقاوم ...وهذا الرجل الماثل إمامه يكاد يموت من الرعب وهذا حقا يمتعه ...يمتعه كونه المتحكم المسيطر ...نظر إلي الرجل بسخرية ليحاول رجب الكلام ولكن الكلمات انحشرت في حلقه بينما ابتلع ريقة ...تساقطت دموع الخوف من عينيه وأخيرا خرجت الحروف من شفتيه وهو يقول:
-سامحني يا صياد ...سامحني ابوس ايديك ...مكنتش اعرف ان هيحصل كده و**** ...أنا ....
-لا...لا يا رجب متترجنيش كتير انت عارف عقوبة خيانة الصياد ...انت عارف انك في اليوم اللي هتخوني هتموت ابشع موته صح ...
هز رأسه وهو يبكي لينهض الصياد وهو يطفئ سيجارته في منفضه السجائر ويخرج سلاحه الناري ويهيئه ...
-لا يا صياد ابوس ايديك ...أنا آسف و**** العظيم ما اقصد متقتلنيش ...
وصل إليه الصياد وهو يمسك رأسه ويقول:
-ششش يا رجب ..متصعبش عليا الموضوع ...انت عارف غلاوتك عندي ...بس دي خيانة يا صاحبي والخاين مصيره الموت دي قوانين وانا بحب جدا أنفذ القوانين صدقني No think personal أنا بحبك صح بس انت خالفت قوانين الصياد ...هنا الخاين بيموت ....
وجه المسدس لراسه وقال:
-اي أمنية اخيرة قبل ما افجر دماغك ....
بكي رجب وقال:
-هرد فلوسك يا باشا بس متقتلنيش ...
-ترد تلاتة مليون جنية ..طب ازاي ومن فين يا رجب...بتضحك عليا ولا علي نفسك ...أنا عارف انك خسرتهم في القمار ...
ركع أمامه ولمعت عينيه البنية بغضب شيطاني :
-تختلس من الصياد فلوس وتخسرهم في القمار ومتوقع اني هسامحك ...احمد **** اني هقتلك بسرعة ...لانك عارف اني مبحبش العنف وبخلي رجالي يتولوا كل حاجة بس انت غالي علي قلبي عشان كده انا بنفسي هقتلك....
نهض مرة أخري وضغط السلاح علي جبهته وهو يقول بسخرية :
-Any last wish?!
بكي رجب وهو يقول :
-ابوس ايديك يا صياد ارحمني أنا غلطت وهحاول اصلح غلطي ...
زعق الصياد به وقال:
-يعني هترجعلي التلاتة مليون من فين ؟!!
-معييش المبلغ ده و****
قالها رجب وهو يبكي ...ثم فتح عينيه ونظر الي الصياد وقال بنبرة ذات مغزى :
-بس مستعد اديك حاجة تعوضك ..
-ايه هي
-اديك بنتي ...بنتي وعد هتكون ملكك !
يتبع ..
الفصل الاول
( فيه وكر ابليس )
-عامر النجار نفد تاني .... للمرة التانية نكون قريبين جدا منه بس هو يقدر يهرب ومنمسكش عليه دليل
هدر بها مفوض الشرطة وهو يدور حول نفسه ...
هز أحد الضباط رأسه وقال:
-الراجل ده فعلا داهية ده اكيد كشف المخبرين اللي جندتهم عشان كده معاد تسليم شحنة المخدرات مكانش مضبوط وروحنا علي الفاضي ...
ضرب المفوض مالك العمري كفه علي الطاولة بحده....سنة كاملة وهو مكرس وقته حياته لكي يقبض علي هذا الرجل ...هذا الرجل الذي دمر حياته قبل سنتين بالكامل ...ولكن كل محاولاته فشلت هل اتي الوقت للاستسلام ...هل سيترك ثأره ولن ينتقم من هذا الرجل ....اسئلة كثيرة كانت تدور بعقله ولكن فجأة أضاء عقله بفكرة ما ...هو لن يقبض علي عامر ...عدي من سيفعل ...عدي العمري!!!!هو زرع في قلب عدي رغبة الانتقام من عام ....رغبة الانتقام كبرت وأصبحت هوس بالنسبة لعدي ...أصبح يحلم باليوم الذي سيلقي فيه عامر في السجن ليتعفن به ...أن الاوان لإعطاء ابنه تلك الفرصة ....فرصة الانتقام !
...........
في مكان ما ..
مخبرين الشرطة مكبلين علي الأرض بإنتظار مصيرهم ....وجوههم جامدة رغم الرعب الذي تمكن من قلوبهم وهم يعرفون ان مصيرهم الموت لا محالة
امسك عامر السلاح الخاص به ثم هيأه وقال:
-زعلان اني هقتل رجالة شجعان زيكم...بس الشغل شغل ....
ثم دون انتظار أطلق عليهم النار حتي فاضت أرواحهم ....
نظر عامر لأحد رجاله وقال:
-اتخلص من الجثث دي واتصل بالصياد وقوله يحصلني علي البيت !
...........
-كانت مجرد خطوبة صالونات يا حياة واتفسخت وقولتلك الحقيقة أنا محبتكيش اعمل ايه ...الحب مش عافية
زعق بها يوسف وقد نفرت عروقه وهو ينظر الي تلك التي تبكي امامه...لقد مل من هذا الموضوع ...مل من ادعاءها الظلم ...مل من ملاحقتها له واهتمامها الذي ضايقه كثيرا ...يعلم انها لا تقصد ازعاجه ويعلم انها تعشقه ولكنه لا يحبها ولن يحبها ابدا ..
فقلبه ملك لواحدة فقط ...ملك لتلك التي من نظرة واحدة سلبت قلبه وعقله ...حياة لم تعني أكثر من شقيقة له تقدم لها لانه لم يجد الفتاة المناسبة وحتي يرتاح من إصرار والدته ...دامت خطبتهما شهرين فقط قبل أن تنقلب حياته بأكملها عندما رأي وعد ...عندها عرف أن تلك هي فتاة أحلامه ....المرأة التي يريدها لذلك انفصل عن حياة وبعدها بفترة قصيرة بدأ بالتقرب من وعد ...وعلي الرغم من مرور الوقت ما زالت حياة تعيش بالماضي...ما زالت تحملهما قسرا ذنبها ....لا تريد أن تنسي وتعيش حياتها كما هو عاشها ...
ضمت حياة شفتيها وهي تقول بإنهيار:
-هي اخدتك....
ولكنه قاطعها بحدة:
-انا حبيتها يا حياة افهمي محبتكيش ولا عمري هحبك ..انتِ بالنسبالي اختي الصغيرة وهتفضلي كده فبلاش ابوس ايديكي تحمليني فوق طاقتي ...
نكست رأسها وهي تمسح دموعها ... لينظر إليها هو بشفقة ويقترب منها ثم يحاوط وجهها بحنان اخوي ويقول:
-هيجيلك اللي احسن مني يا حياة ...هياجي اللي يقدرك ويسعدك ويحبك لانك تستاهلي الحب وساعتها هتعرفي أن مشاعرك دي مجرد أوهام وهتعرفي الحب الحقيقي
-بس أنا عاوزاك
قالتها بضعف مغروس فيها ...ضعف بسبب عشقها الشديد له ولكنه قطع أملها بكلمة إصابتها في مقتل :
-وانا مش عاوز غيرها ...اسف ...
نكست رأسها ودموعها تتساقط بينما تحاول السيطرة علي شهقاتها التي تعلو ...وقالت:
-اسفة اني بحرجك ...
نظر إليها بشفقة وقال:
-لا يا حياة متقوليش كده انا اخوكي وهكون جمبك دايما متتكسفيش مني ابدا ...أنا عارف اني غلطت في حقك ...
تنهد ناظرا إليها وهو يقر داخله أنه مذنب...وأكمل:
-ايوة غلطت اني خطبتك وانا معنديش اي مشاعر ليكِ عشان كده لما حسيت اني هظلمك سيبتك عشان تلاقي الاحسن مني ...صدقيني أنا عملت ده برضه عشانك ...
ابتسمت بسخرية ...أرادت أن تصدقه ولكنها تعرف أن الأمر ليس من أجلها ...هو عشق...تعلق قلبه بغيرها وخرجت هي من حياته خاسرة محطمة القلب ...
نظرت إليه وقالت :
-متضحكش علي نفسك يا يوسف ...أنا الوحيدة اللي خسرت في القصة دي اشبع بيها بس عمري ما هنسي ظلمك ليا ...
ثم ركضت من أمامه ودموعها تتسابق علي وجنتيها ...كانت تشعر بالاختناق ...لقد عراها اليوم ... دق مسمار في النعش الاخير لكرامتها ...ولكنها لن تسامح ...لن تسامحه ابدا لانها ولاول مرة تشعر بالنقص ...لقد استجدت حبه حرفيا ولن تسامحه ابدا ....جلست علي أحد الأرصفة وهي تبكي بقوة ...عينيها السوداء استحالت حمراء بسبب كثرة البكاء بينما عقلها يتذكر اول مرة حطمها به ...
.....
-انا بحب واحدة تاني يا حياة
قالها بتوتر ليرتج قلبها بعنف وهي تتطلع إليه ليكمل هو :
-معرفش امتي وازاي ...بس لقيت نفسي بحبها ...حاولت كتير انساها واحترم اني خاطب ...احترم وجودك في حياتي بس مقدرتش ...لقيت نفسي بالعافية بفكر فيها ...بقارن بينكم انتو الاتنين ..دايما بتمني تكون هي خطيبتي مش أنتِ ...وقتها اكتشفت اني بحبها هي وعمري ما حبيتك
اخذت تتنفس بعنف وهي تشعر بقلبها يتحطم ...لا تصدق أنه يفعل هذا بها ..انسابت دموعها وهي تقول بإختناق:
-انت خنتني ؟!
-لا مش خيانة أنا مفكرتش حتي اقرب منها لاني بحترمك ...أنا دلوقتي صريح معاكي وبقول اني عايز افسخ الخطوبة !!لاني مش قادر احبك مش قادر ...
هزت رأسها قائلة:
-لا مش بمزاجك ..أنا مش لعبة في ايديك تخطبني وقت ما تحب وتسيبني ...مش بمزاجك ...
نهض وقال ببرود:
-لا بمزاجي يا حياة ..أنا خلاص فسخت الخطوبة بتاعتنا والشبكة احتفظي بيها مش عايزها
خرجت من شرودها وهي تمسح دموعها بقوة ...لا لن تبكيه بعد الان ....لقد أهدرت كرامتها بما يكفي بسببه وهي ستحافظ علي الباقي منها ....ستنساه حتي لو كان هذا اخر شئ ستفعله قبل أن تموت ...نهضت وطلبت سيارة أجرة ثم ذهبت لبيتها ...
........
-ايه الشنطة دي يا بابا ؟!
قالتها وعد وهي تنظر للشنطة التي يحملها والدها...نظر إليها رجب بتوتر وقال :
-لا ده انا مسافر بس تبع الشغل في الشركة اللي بشتغل فيها ...الباشا صاحب الشركة ناوي يرقيني وهنعيش كويس أنا وأنتِ ...
تنهدت وعد وهي تستشعر كذب والدها ...هي لا تثق به وتعرف ان خلف سفره كارثة ...ولكنها لن تتدخل ...يكفيها ما حدث لها بسببه ...اضطرت أن توافق علي أول شخص يطلبها فقط كي لا تخضع لأوامر والدها المجحفة بحقها ...أراد يوما أن يزوجها بمعلم فتحي الذي يكبرها بخمسة عشر عاما ولولا أنها تمسكت برفضها وهددته أنها ستترك المنزل لذلك تراجع خوفا من الفضيحة ...منذ وفاة والدتها وهي تعيش مع والدها في جحيم لا ينتهي ابدا لذلك عندما أتاها يوسف ظنت أنها طوق النجاة ووافقت عليه بعض النظر عن مشاعرها ...
راقب رجب ابنته الغارقة في أفكارها بحزن ...لقد باع ابنته وقبض الثمن ...شعور بالمرارة يغلف روحه ...اقترب منها وقبلها علي رأسها وقال:
-لما ارجع اوعدك أن كل حاجة هتتغير ..
وثم دون أن تفهم اي شئ تركها وغادر ...هزت وعد رأسها وقالت:
-**** يهديك يا بابا ...
........
كانت تقف أمام المرأة وهي تبتسم بسعادة ...اخيرا ستتزوج من أحبته ...ستكون ملكه للابد وهو سيكون ملكها ويحبها بحرية دون قيود ...كانت عينيها تلمعان بسعادة وهي تنظر إلي جمالها المبهر ....بدت كأنها أميرة خرجت من احدي القصص الخرافية بفستانها الابيض البسيط الذي يضيق علي خصرها ثم ينسدل بإتساع ع ركبتيها ...فرشات فضية لامعة تلتصق بالفستان جعلتها كجنية خيالية من ارض الاحلام عينيها الرمادية التي ورثتها من والدتها تبرقان بسعادة بينما شعرها الأشقر مرفوع بتسريحة بسيطة للغاية ...بدت كالملاك مثل اسمها بالضبط وكأن والدتها كان لديها حق في تسميتها بهذا الاسم ...اخذت تدور حول نفسها وهي تفكر أن مجرد ساعات وتبقي ملكه ...بالاول سيكتبون الكتاب وبعده ستكون هناك حفلة كبيرة بالقصر احتفالا بالزفاف ثم ستبقي معه للأبد ...ضحكت بسعادة ولكنها فجأة توقفت بينما عينيها تلمعان بالدموع وهي تنظر لصورة والدتها علي طاولة الزينة ...امسكت الصورة وهي ترتعش ثم ضمتها اليها وقالت:
-ياريتك كنتِ معايا يا ماما في يوم زي ده ...ياريتك تعرفي قد ايه انا محتاجاكي ...محتاجة تفرحِ معايا تنصحيني وتحضنيني وتعيطي اني همشي واسيبك ...
ولجت ياسمين ابنة خالتها لتشهق بصدمة وتقول :
-فيه حد يبكي في يوم زي ده يا عبيطة؟!
نظرت إليها ملاك وهي تمسح دموعها وتقول:
-ماما ..
احتل الحزن ملامح ياسمين واقتربت من ملاك ثم ضمتها بقوة وهي تقول :
-يا عمري انتِ **** يرحمها ...
ثم أمسكت كفيها وقالت:
-بس يا ملاك مامتك مش هتكون سعيدة وهي شايفاكي بتبكي في يوم زي كده بالعكس هتكون زعلانة لأنها نفسها تكوني سعيدة صح ولا غلط ....
هزت ملاك رأسها وقالت:
-تمام ساعديني اضبط الميكب زمان عاصم جاي دلوقتي
-ايوة بقا
قالتها ياسمين وهي تغمز لها ثم بدأت بتعديل مكياجها ....
اخيرا انتهت ياسمين لتتطلع ملاك الي نفسها وهي تبتسم بسعادة ...نظرت إلي الساعة وقالت:
-زمان عاصم جاي ...
وما كادت أن تتم كلمتها حتي رن هاتفها معلنا عن قدوم رسالة ....
-اهو وصل ...
قالتها ملاك بسعادة ثم أمسكت هاتفها وهي تفتح الرسالة لتتجمد كليا وهي تري محتوي الرسالة الذي كان أكثر من كافي لهدم حياتها !!!!
.............
كانت تقف بذهول أمام منزل الزوجية الخاص بهم ...دموعها تتسابق علي وجنتيها وهي تنظر إلي خطيبها وحبيبها وهو عاري الصدر مرتبك بينما خلفه تقف خطيبته السابقة وهي ترتدي قميصه ...شعرت بالدوار وهي تراه في هذا الشكل ...هو يخونها ...يخونها !!غير معقول ...
-ملاك أنا
تكلم عاصم بصعوبة ولكنها لم تسمعه ...بدت وكأنها انفصلت عن الواقع تمام .. كانت تنظر إليه بذهول ...لا تصدق أن من سلمته قلبها يحطمه بكل تلك السهولة ...كيف فعل هذا ...وماذا فعلت هي ليقتلها بتلك الطريقة ...هل جريمتها أنها احبت...هل الحب جريمة ....ام جريمتها هي غباؤها ...أم تسليمه ثقتها كانت أكبر جريمة فعلتها بحق نفسها ...شعرت بالهواء ينحسر من رئتيها ...عندما رأت تلك الصور المقرفة لم تصدق أن هذا خطيبها ولكن عندما اتت الي هنا صُعقت بما رأت ...لقد ركضت كالمجنونة بفستان زفافها ...كانت تريد أن تقنع نفسها أن عاصم حبيبها لا يفعل هذا بها. ...تساقطت الدموع من عينيها الرمادية ....
-ملاك اسمعيني
اقترب اكثر وهو يمسك ذراعها ...يتوسلها لتعطيه فرصة ...اي فرصة ...دفعته بعيدا ثم مسحت دموعها واشتعل الرماد بعينيها وهي تقول :
-اللي بيننا انتهي يا عاصم ...
وبكلمتها تلك كتبت النهاية لعلاقة عشق دامت اربع سنوات !
..........
أمام منزل وعد كانا يقفا عده رجال ضخام الجثة يستعدان للدخول للمنزل ....
نظر عباس الي رفاقه وقال؛
-يالا يا شباب هناخد البنت مباشرة لبيت الصياد ...مش عايزين اي أخطاء مفهوم ..
-تمام يا بوص ...
ثم قام بكسر الباب واقتحم المنزل !!!
يتبع
الفصل الثاني
( عشيقة )
في مركز الشرطة كان يجلس مع والده ...عينيه الزرقاء تلمعان كشظايا مرعبة وهو يري صورة من دمر حياتهما وأقسم علي الانتقام منه ...ذلك الذي سلب منه اعز ما يملك ...كان يقرأ الملف بعناية ....يدرسه بإستفاضة ...يستنبض نقاط ضعفه
عينيه تلتهمان تفاصيله بجدية ...كان يبحث عن ثغرة أي ثغرة تساعده علي الدخول إليه ....هو الآن مصمم اكثر من ذي قبل ان يقبض عليه ولا يهمه الطريقة التي سيستخدمها ...المهم أن يدمره كما دمر حياته من قبل ...
نظر عدي الي والده وقال:
-المخبرين اللي ...
-انسي خلاص كشفهم ...
-يعني ماتوا
قالها عدي بجمود وداخله يغلي فرد والده:
-انت عارف الناس دي مبتهزرش ...للاسف هما طلعوا اذكي مننا
-ودي هتكون اخر مرة يا فندم عشان أنا هعمل المستحيل واحط الراجل ده وعصابته في السجن ...
نهض مالك وهو يمسك كتف ابنه ويقول :
-الناس دي مبتهزرش يا عدي ...عامر لحد.دلوقتي معلهوش أي حاجة ولا فيه اي دليل يدينه ...احنا لازم تكون اذكي منه ولو حبينا نزرع مخب...
هز عدي رأسه وقال:
-لا يا فندم الطريقة دي اتحرقت بالنسبة لعامر النجار ...احنا عايزين طريقة تاني ندخله بيها ...
عقد مالك حاجبيه وقال:
-يعني ايه ؟!
ابتسم عدي وهو يلتقط صورة ملاك ابنة مالك ويقول
-لكل انسان نقطة ضعف ...ونقطة ضعف عامر النجار هي بنته ملاك ...دي نقطة الضعف اللي هندخله منها ...
تنهد مالك بإحباط وقال:
-مش عايزة اصدمك بس فرح بنته النهاردة يعني انسي .. .
.........
كانت تركض بالشارع وهي تشعر بقلبها يتفتت من الألم ...صرخت وهي تضع يديها علي أذنها عندما كادت السيارة أن تصدمها ولكن توقف السائق قبلها بقليل وهو يطلق البوق بملل ...نظرت اليه ودموعها تهطل واكملت طريقها وهي تركض ....بينما خرج عاصم من البناية وهو يزرر قميصه جيدا ...كان قلبه ينبض بهلع خوفا عليها ..استطاع بجهد أن يصل إليها قبل أن تركب سيارتها ...
-ملاك ..
قالها بينما يمسك ذراعها ولكن صفعة قوية حطت علي وجهه بينما تنظر إليه بكره وتقول:
-اياك تجيب اسمي علي لسانك ...مش عايزة اشوف وشك تاني ...
-اسمعيني بس ...ابوس ايديكي.
قالها متوسلا وهو يمسك ذراعها جيدا حتي لا تهرب منه ولكنها حاولت أن تتحرر منه ودموعها تنساب بغزارة ليتلطخ وجهها الجميل بمساحيق التجميل ...بدا وجهها حزينا بشكل يمزق القلب ...بشكل مزق قلبه ...هو لم يخطط لهذا ...لم يخطط أن يخونها ولكنه ضعف امام رنيم ...هي استطاعت بخبثها السيطرة علي ضعفه كرجل ...ولكن قلبه ...قلبه لا ...قلبه ملك لملاك وحدها ...
-ملاك دي كانت غلطة أنا بحبك انتِ
دفعته بقوة وقالت:
-وغلطتك ملهاش مغفرة عندي ....روح للي كنت معاها...انتوا شبه بعض !
ثم تركته واتجهت الي سيارتها واستقلتها...
....
بعد نصف ساعة من القيادة ...وصلت للفيلا ...كان جاسر ينتظرها امام الباب بينما كان قد صرف جميع المدعووين لم يرغب ان يري أحدهم ابنة عمه العزيزة في تلك الحالة ...وهو حقا ما زال لا يفهم شيئا ...فهو قد اتي متأخرا كالعادة ليفاجئ بعمه يخبره ان ملاك خرجت من الفيلا منهارة واستقلت سيارتها ...خرج وبحث عنها ولكن لا فائدة ولكنه بالتأكيد استنبط ما حدث ...هذا الحقير عاصم لابد انه جرحها ...
خرجت من سيارتها وهي منهكة القوي ...كادت أن تسقط إلا أن جاسر ركض وامسكها حتي لا تسقط ثم ضعها وهو يقول بقلق:
-اهدي تمام
هزت ملاك رأسها وهي تشعر بالدوار ثم قام جاسر بحملها لتتمسك هي به وهي تشعر انها في عالم آخر تماما ...لم تسمع تمتمات جاسر المطمئنة ولا نظرات والدها الهلعة ...وكأنها انفصلت عن الواقع لا تري فقط الا خيانته ولا تشعر الا بالمرارة ...وسؤال يلح في عقلها ...هل تستحق هذة الخيانة؟!
وشيطانها يهتف بتشفي انها المخطئة ...يوهمها بالنقص ...فعاصم رجل وربما اشبعت رنيم احتياجاته التي تمنعت عنها ملاك ...ولكن العقل والمنطق اخبرها انها ليست مخطئة ...هي حافظت علي نفسها...علي الاخلاق التي تربت عليها ...رغم انها تعيش في بيئة منفتحة بسبب ثراء والدها الفاحش ولكنها حاولت بقدر الامكان الا تنساق لاهوائها وهذا ما جعلها تتصادم مع عاصم عدة مرات !!
استعادت اتزانها ...لا ...لن تبكي رجل مثله ...عاصم لا يستحق حتي ان تحزن عليه لثلاث دقائق ...وقفت بشموخ وقالت:
-هبقي كويسة يا جاسر متقلقش ...هبقي كويسة ...
ثم أمسكت فستانها وهي تدخل للفيلا ....
-انا خايف عليها يا جاسر
قالها عمه بقلق ليربت جاسر علي كتفه ويقول وهو يتطلع الي أثرها بإعجاب وقال:
-متقلقش يا عمي ...ملاك قوية ..
ثم ذهب لوجهته ..
......
في منزل عاصم ...
-اخرسي ...
صفعة حطت علي وجنتها لتقع رنيم علي الأرض ...شعرت لشئ ساخن ينسال جانب فمها ...مسحته لتجده دماء ....نظرت الي عاصم بكره وقالت بسخرية :
-ايه زعلان علي حبيبة القلب ...مقهور انها اكتشفت قد ايه انت واحد خاين بيتبع نزواته وبس ...عرفت أنك كنت زي الكلب بتجري ورايا ...
-اخرسي ...
زعق بها وهو ينحني ويشد شعرها بعنف حتي تمزقت خصلاته وقال:
-انتِ اللي بعتيلها الرسالة ...بتستغفليني
صفعها مرة اخري لتصرخ هي بألم عندما شعرت برأسها ترتج بقوة ....نظرت إليه بخوف وقد تبخرت شجاعتها ...عينيه السوداء كانت مخيفتين ..عروقه نافره وكانت تشعر بشياطين غضبه تتراقص من حولها ....
-عاصم أنا ...
نهض وهو يشد شعرها بغل وسحبها ورماها بالخارج قائلا:
- لو شوفتك هنا تاني هقتلك فاهمة !!!
ثم اغلق الباب بوجهها ...اتجه للاريكة وانهار عليها ...تصاعدت الدموع لعينيه...لقد خسرها ..خسرها للأبد ...ظل لدقائق متجمد مكانه يبكي علي ما خسره عندما انتفض وهو يشعر بضربات قوية علي الباب ..ذهب وفتح سريعا ليفاجئ بلكمة قوية جعلت توازنه يختل ويقع ارضا ...اتسعت عينيه وهو يري جاسر امامه...عينيه البنيتين تشتعلان بقوة ...اقترب جاسر منه واخد يضربه بقسوة وهو يصرخ:
-ازاي تعمل كده ...ازاي تتجرأ تكسر قلبها وتخونها ...
لم يستطع عاصم ان يقاومه من الاساس ...
بعد قليل ...
نهض جاسر وهو يلهث بقوة وقال:
-و**** لو شوفتك قريب منها هقتلك ...انت فاهم !!!
ثم ذهب تاركا اياه بوجه مكدوم وجسد منهك
......
-فيه عريس متقدملك
قالها حسين والد حياة وهو ينظر الي ابنته الصامتة علي غير عادتها ...توترت حياة وتركت ملعقتها واخذت تفرك كفها بتوتر ...
-مش وقت الكلام...
تدخلت حنان والدتها ولكن حسين اوقفها بإشارة من يده وهو يقول ؛
-لا يا حنان لحد امتي هتفضل حياة حابسة نفسها في الدايرة دي ؟!!يوسف خلاص شاف حياته وخطب وسعيد مع اللي خطبها وانا شايف ان الوحيدة اللي بتعاني هي حياة ...
امسك والدها كفها وقال:
-يا بنتي انا خايف عليكي هتفضلي قافلة علي نفسك في الدايرة دي لحد ما تفوقي وتلاقي نفسك وحيدة...
وكلامه تلك المرة كان صائب ...فالاخر قد القاها خارج حياته نهائيا ولم يفكر بها حتي ...نظرت الي والدها وقالت:
-موافقة يا بابا!
........
في اليوم التالي ..
تأوهت بألم وهي تفتح عينيها الزرقاء... للحظات كان الرؤية مشوشة للغاية... ولكن بعض لحظات استطاعت أن تري جيدا... وما عرفته للوهلة الأولي أن تلك ليست غرفتها!!! نهضت بفزع وهي تدير عينيها في المكان الغريب... كانت غرفة واسعة فاخرة للغاية باللون الأزرق... وضعت كفها علي رأسها وشعرت أنها سوف تجن.... ماذا أتي بها إلي هنا؟!!! حاولت عصر عقلها للتذكر وأخيرا لمع الادراك بعقلها عندما تذكرت!.
فلاش باك
نهضت بفزع من فراشها عندما سمعتهم يقتحمون المنزل ...... فتحت باب غرفتها بتردد لكي تري ما الذي حدث ليدفعها أحد الرجال للداخل :
كان طويل... قوي البنية... جامد الوجه... يبدو كأحد الحراس الخاصة
-انتوا مين؟!
صرخت وعد بفزع احتل ملامح وجهها الناعمة
لم يرد عليها الرجل بينما أخرج الرجل شيئا من جيبه تعرفه جيدا بحكم عملها كممرضة... كان منوم... اقترب منها لتصرخ مجددا ثم أمسكت السكين بجوارها وضربته بها في يده.. صرخ بقوة وهو يمسك ده لتستغل وعد الفرصة وتخرج من غرفتها وهي تصرخ بقوة متجهة إلي باب المنزل وما كادت تفتحه حتي شعرت بضربة قوية علي رأسها ثم سقطت فاقدة للوعي..
باك
وضعت كفها علي فمها وشهقت وهي تعود من ذكرياتها.... لقد تم اختطافها رسميا ولا تدري السبب... تجرؤا لإقتحام منزلها الصغير واختطفوها منه... ولكن ماذا يريدون منها... ماذا؟!!
-متفكريش كتير
اتاها صوت عميق من ركن ما مظلم بالغرفة.... شهقت بفزع وهي تري رجل جالس علي المقعد... لم تتبين ملامحه ولكن صوته لوحده اخافها وبقوة... فجأة نهض واقترب منها لكي تراه جيدا.. اتسعت عينيها بذهول هي تجد رجل حسن المظهر طويل وقوي البنية يمتلك شعر اسود كجناح الغراب.. عينيه بنية جذابة بشكل فطري والأهم من ذلك تبدو جليا مظاهر الثراء عليه.... فكرت قليلا.. رجل كهذا ماذا يريد من فتاة بسيطة مثلها.... ودون انتظار كان السؤال ينساب من شفتيها :
-أنت مين؟! وجايبني هنا ليه؟! وليه جيبتوني بالطريقة دي؟! عايزين ايه مني؟ رد فورا
-مزاجك ناري زي ما ابوكي قال واضح إني هعيش معاكي أوقات لطيفة
تطلعت إليه بذهول وقالت:
-أنت تعرف بابا
أبتسم وهو يمرر عينيها علي جسدها الأنثوي وقال بنبرة ايحائية :
-ده من حسن حظي
لم تعجبها نظراته ابتعدت قليلا ومئات الاسئلة تدور في عقلها...
كان يراقبها بتسلية.... وجهها المضطرب وعينيها القلقة.... أبتسم وقال :
-مستعدة تسمعي الإجابة يا وعد.... عايزة تعرفي أنا جيبتك هنا ليه وعشان ايه...
للحظات خافت وهي تري نظراته لشيطانية... ودعت ربها أن يكون ما بعقلها غير صحيح... هل يا تري والدها أوقع نفسه بمصيبة أخري.
-الأول أحب أعرفك بنفسي يا وعد... صاحب الشركة اللي ابوكي شغال فيها او كان شغال فيها
-بابا عمل مصيبة تاني في الشغل
قالتها بخوف شديد.. هي تعرف والدها جيدا... وتعرف أنه في بعض الأحيان يورط نفسه في المصائب عندما لا يكون في وعيه بسبب مقارعته للخمر.... ولكن أن يختطفها مديره هذا يعني أنه قد فعل كارثة مرة أخري.... يا إلهي لم يكمل شهرين حتي بالعمل.
كان يتابع اضطرابها برضا الأسد.. فالفريسة أمامه وكل ما عليه هو التهامها.... بينما هي غارقة في أفكارها استغل هو الفرصة للتمعن في فريسته جيدا.. كانت تمتلك أجمل عينين رأهم في حياته.. زرقاء داكنة تكشف عن عناد وإصرار تمتلكه... بالإضافة إلي شعرها الأسود المبعثر والجميل الذي يحيط بوجهها الأبيض الدائري... شفاه صغيرة وحمراء... وجسد مهلك مختفي تحت منامة قبيحة... ببساطة فريسة مثالية لأسد مثله!.
نظرت إليه لتجد نظراته تغيرت وهو ينظر إليها.... النظرات الساخرة اختفت وحلت نظرات شهوانية... نظرات اشعرتها أنها عارية أمامه لا يسترها شئ... ابتعدت قليلا وأصبح قلبها ينبض بخوف... فهي قد فهمت نوايا هذا الرجل... نواياه تقبع في عينيه.. تراجعت بخوف وهي تستل مزهرية وكادت أن تضربه بها إلا أنه أمسك المزهرية بسهولة ثم ألقاها بعيد حتي تهشمت كروحها تماما... فزعت وعد وحاولت الهروب من إمامه إلا أنه امسكها جيدا ثم دفعها بقوة إلي الفراش... ثم اعتلاها وثبتها جيدا ثم قرب شفتيه من شفتيها :
-شرسة اووي يا وعد... بس really I like it اصلي مبحبش الستات السهلة... لما تاخد حاجة بسهولة الموضوع بيبقا ممل... لكن أنا مضطر احاربك عشان اخد اللي أنا عايزة منك!
-وأنت عايز ايه
قالتها برعب
ليرد مبتسما :
-عايزك يا وعد
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت :
-م.. مش فاهمة
تأملها بنظرات راغبة وقال :
-عايزك تبقي عشيقتي !!!!
يتبع
الفصل الثالث
( كبرياء )
اتسعت عينيها وهي تنظر إليه بينما ما زالت كلماته ترن في اذنها...عشيقة ...عشيقة من يظن نفسه ...هل هي سلعة ليبيعها والدها بتلك الطريقة ويظن انها ستقبل ...لا والف لا ...ركلته بعنف علي قدمه....تأوه الصياد بألم ثم ابتعد عنها لتركض هي خارج الغرفة ...اخذت تركض بعشوائية وهي لا تعرف أين تذهب ...شعرت أنها في منزل ابليس وان لا فرار لها وداخلها تلعن والدها الذي وضعها في هذا الموقف ...تعرف انه حقير وسكير ولكن لم تتخيل في اتعس احلامها انه سوف يبيعها كأنها سلعة رخيصة ...وصلت لباب المنزل ثم حاولت فتحه دون جدوي ...حاولت مرة واثنان ولكنها توصلت الي انه مغلق بالمفتاح ...
-بتدوري علي ده ؟!!
قالها بخبث وهو يخرج المفتاح من جيبه ...ابتلعت وعد ريقها وقالت وهي تبكي :
-ابوس ايدك يا باشا خليني امشي من هنا...
-ابوكي باعك ليا !
القي الكلمات في وجهها بينما ترتاح علي شفتيه ابتسامة ساخرة لتصرخ هي بجنون بينما تلمع عينيها الزرقاء بشراسة:
-باعني ليك ...هو انا كيس مكرونة تبيعوا وتشتروا فيا ...فوق أنا إنسانة ومش هسمح تعاملوني بالطريقة دي وهخرج من هنا ورجلك فوق رقبتك ...
ثم أخذت المفتاح و اجتازته لتخرج إلا أنه امسك ذراعها ودفعها بقوة حتي سقطت ارضا ...اشتعلت عيناه وهو ينظر إليها ويقول:
-واضح ان كلامي مش واصلك...طيب ابوكي اختلس مني تلاتة مليون ...
اتسعت عينيها برعب وهي تردد؛
-تلاتة مليون؟!!يا وقعة مطينة ...يالهووي ...
راقبها بتسلية واقترب اكثر ثم ركع جوارها وهو يمسك ذقنها ويقول :
-وعشان كده يا حبيبتي ...انتِ اللي هتسدي الدين ده وتبقي عشيقتي....
فارت دماءها وهي تنظر إليه ثم دفعته بقوة حتي سقط استغلت لحظة سقوطة ثم حاولت تهرب الا انه نهض بسرعة وامسك شعرها وهو يقربها إليه ويصرخ بها:
-تصرف تاني متهور منك وهقتلك انتِ فاهمة ولا لا ...
صرخت بدورها :
-اقتلني ...الموت اهون من القرف اللي انت بتقوله ده ...مستحيل اوافق ...وخطيبي مش هيسكت علي اختفائي المفاجئ ده هيبلغ الشرطة وانت وابويا هتروحوا في ستين داهية ! ...
-شرسة اووي يا وعد بس كده افضل مبحبش الستات السهلة ...
قالها ضاحكا ثم اقترب ليقبلها ولكنها بيدها الحرة قامت بصفعه ...
تجمد وهو يدرك ما فعلته بينما هي شعرت بالرعب من ملامحه التي تغيرت ولكنها تمسكت بشجاعتها وهي ترفع رأسها وتقول:
-المرة الجاية اللي تحاول تلمسني فيها هقطع ايديك ...انت فاهم ...
شدها سريعا عليه ثم اخرج سلاحه وصوبه علي رأسها بينما اصابعه تضغط علي الزناد!
-انتِ ملكي أنا وبس ...اشتريتك بفلوسي ...ومضطرة تنفذي اللي انا اقولك عليه...والا و**** اقتلك
قالها بغضب وهو يوجه السلاح لرأسها لتصرخ به وتقول:
-قولتلك اقتلني ...اقتلني وريحني لكن اللي بتقول عليه ده مش هيحصل ...علي جثتي تلمسني ...هفضل اقاومك لحد ما اموت ...
ابتسم لها بإعجاب وأبعدها عنه ووضع المسدس في جيبه وقال:
-جدعة يا وعد عنادك ده عاجبني اووي ...هنبسط اووي وانا بكسر غرورك لما تجيلي بنفسك وتبقي عشيقتي وتترجيني المسك ...
-مستحيل .
رفعت رأسها وهي ترد عليه ليقول هو:
-للاسف يبقي كده مش هتخرجي من هنا ...عشان للاسف يا حلوة مش هطلعك من هنا الا لما تبقي عشيقتي ساعتها ممكن احررك !
حرقت الدموع عينيها بينما تداعت شجاعتها وهي تقول:
-ابوس ايديك يا باشا سيبني اروح .
.ابوس ايديك مستعدة اشتغل خدامة تحت رجليك بس متلمسنيش أنا مش كدة و**** أنا مخطوبة وفرحي قرب متدمرش حياتي .....
لمعت عينيه البنية وقال:
-لا لا يا وعد سلبيتك دي هتخليني اتضايق...أنا عايزك شرسة ...بس اي رأيك نجرب مدي شراستك في مكان احسن ...
ودون أن تفهم قصده حملها بسهولة وسط صراخها ليلقيها علي الفراش ...كادت أن تنهض ولكنه كتف ذراعيها وقال وهو ينظر إلي عينيها بعمق :
-عيوني اجمل عيون شوفتها في حياتي يا وعد ...هنبسط معاكِ اووي
ثم بدأ في تقبيلها لتصرخ وهي تشعر بروحها تنسحب منها ...
-أبعد ..ابعد
صرخت وهي تبكي بينما الصياد يكتف ذراعيها ويجثم فوقها بينما شفتيه تمر علي وجنتها ويقول بصوت خشن:
-انتِ جميلة يا وعد ...جميلة اووي..مش خسارة فيكي التلاتة مليون ...
امتدت يده لمنامتها لتفزع هي وتقول:
-ابوس ايدي يا باشا سيبني امشي ...أنا مش كده
ولكنه لم يستمع إليها بل استمر في تقبيلها وهو يقول :
-انتِ بقيتي ملكي خلاص .
ثم ارتفع صوت صراخها بالتزامن مع صوت تمزيق المنامة بواسطة يديه !
حاولت بكل ما لديها من قوة أن تقاومه ولكنه كتف يديها جيدا وقال وهو يضحك:
-ايوة ..قاوميني كده أحسن ...
-انت مجنون .
صرخت بقوة ودموعها تنساب من عينيها ليرد:
-تقدرِ تقولِ مجنون بيكي يا جميل ....
مرت لحظات ثقيلة وهو لا يفعل شئ سوا تقبيلها ولكنها كانت تشعر أن روحها تتدنس شيئا فشئ ...فجأة ابتعد عنها ونهض لتضم هي ثيابها الممزقة لجسدها شبه العاري ...ابتسامة مدمرة ارتسمت علي شفتيه وقال:
-انا ضد ال****** يا وعد لو هتكوني عشيقتي هتكوني بمزاجك ..
-ولو رفضت
قالتها بنبرة مهتزة
هز كتفيه وقال:
-هتبقي هنا للأبد ...
ثم اتجه خارجا وقال:
-متقلقيش رجالتي هيجبولك اكل. .
ثم تركها وذهب لتنهار هي في البكاء وتتساءل ما تلك المصيبة التي وقعت بها !!!!
.........
-انسة ملاك استاذ عاصم مستنيكي تحت ..
قالتها الخادمة لتتجمد ملاك في مكانها وتشرد قليلا ..نظرت إليها الخادمة بإشفاق وقالت:
-تحب اقوله أنك مش موجودة عشان استاذ جاسر مش ...
اوقفتها ملاك بإشارة من كفها وقالت:
-خمس دقايق ونازلة شوفي استاذ عاصم هيشرب ايه ...
نظرت إليها الخادمة بحيرة ...فليس هذا ما توقعته ...توقعت ان تصيح بها وتخبرها ان تطرده شر طردة ولكن ردة فعلها كانت جد غريبة ...ولكنها لم تعلق بل غادرت الغرفة وهي تنوي أن تفعل ما امرتها به سيدتها ...
..
بعد ان غادرت الخادمة الغرفة نظرت ملاك الي المرأة ...كانت ملامحها باردة تناقض تلك الحروب التي تحدث داخلها ...حروب سوداء والضحية قلبها الذي أحب رجلا لا يستحق ...ما زال جرحها ينزف فلم تظن أن يخونها عاصم بتلك البساطة ...ولكي تكون صريحة خافت أن تراه الان فتنهار ...للأسف لا جاسر ولا والدها هنا ليدعمانها ...ولكن بالنهاية يجب أن تنزل ...ستواجه هذا بمفردها !!!!
............
وقف عاصم ونبض قلبه بخوف عندما راها تنزل ...ابتلع ريقة وجزء منه يشعر بخيبة الامل عندما راها علي غير توقعاته تماما ...كان تظهر عليها القوة ...ترفع رأسها بشموخ ...رماد عينيها متجمد تماما وهي تنظر داخل عينيه ببساطة وكأن تأثيره تلاشي تماما ...وصلت إليه وهي تمنحه ابتسامة باردة بدأ كصفعة لكبرياؤه الرجولي غير مهتمة بتلك الكدمات التي تملأ وجهه لأنها تعرف من فعل هذا ...جاسر بالطبع الذي لا يطيق أن يأذيها أحد ثم جلست واضعة ساق علي ساق وهي تبتسم وتقول بهدوء:
-اقعد يا عاصم واقف ليه؟!
جلس هو وتطلع إليها بذهول ولكنها تجاهلته وهي توجه حديثها للخادمة وتقول:
-سالي اعمليلي القهوة بتاعتي وشوفي استاذ عاصم هيشرب ايه تاني ...
-لا لا شكرا خلاص أنا شربت
قالها عاصم بتوتر لتهز الخادمة رأسها وتذهب للمطبخ
نظرت إليه بعلو وقالت:
-خير يا عاصم عايز ايه ؟!
شعر بقبضة باردة تعتصر قلبه ...هل حقا هي تتعامل معه بهذا البرود ام أن البرود مجرد حماية لتخفي انهيارها خلفه ...
-انا عايزك تسامحني....عايز فرصة تانية ..
تصاعدت الدموع لعينيها ...ثم نهضت وقد كانت علي حافة الانهيار ...
-انت خنتني يوم فرحنا ...وجاي بكل بحاجة بتقولي اديني فرصة ...
كانت تصرخ به ملاك بينما الدموع محتجزة في عيونها لا تسمح لها بالتحرر ...ابتلع عاصم ريقه وهو ينظر إلي انهيارها وكاد أن يتحدث إلا انها أوقفته وقالت :
-مش عايزة اي مبرر ...مش عايزة اسمع صوتك حتي ...أنا شوفتك بعيني معاها...مع خطيبتك القديمة في الشقة اللي مفروض هنتجوز فيها ...شوفت صوركم المقرفة مع بعض ...ايه ده كله كدب وتمثيل ...
نظر إليها بندم شديد وقال:
-اسف اديني فرصة تانية ...
حاول أن يمسك كفها ولكنها ابتعدت وهي تنظر إليه بكبرياء وقالت؛
-مستحيل ...
اقترب اكثر وهو يضمها إليه ويقول بهوس:
-انتِ مستحيل تتخلي عني بالسهولة دي يا ملاك ...أنا بحبك ...بحبك اووي ...
-سالي...سالي
صرخت ملاك لتأتي الخادمة وتري عاصم يمسك ملاك بقوة ...نظرت إليها ملاك وصرخت:
-جيبي الحراس خليه يطردوه من هنا وميدخلهوش تاني ...
ثم دفعته بقوة وقالت:
-عاصم رشدي ...انت انتهيت من حياتي للابد!
امسك هو ذراعها وقال بتصميم:
-مستحيل افلتك من أيدي ...وهترجعيلي ...
شهقت بعنف بينما تشعر بعاصم يبتعد عنها ويقع علي الأرض ...نظرت لتري جاسر بملامح غاضبة عاصفة وعينيه البنية تشتعل ببراكين الغضب ...
-انا مش قولتلك متقربش منها !!
زعق جاسر بعنف وكاد أن يهجم عليه إلا أن ملاك امسكته وهي تقول بهلع :
-خلاص يا جاسر ...سيبه ... سيبه
نظر إليه عاصم بكراهية وقال:
-عايز اعرف انت مهتم بيها كده ...ليه دايما لازق فيها وبتحميها ...
-اخرس ...اخرس ...
ابتسم عاصم بشر وقال :
-عارف ليه ...اقولك السبب
-قولت اخرس
قالها جاسر وقد انفجرت براكين غضبه ...ليطلق عاصم كلماته كالرصاص :
-لانك بتحبها...انت بتحبها يا جاسر بس للاسف هي مش شايفاك
يتبع
الفصل الرابع
(زفريسته )
-معقول مقالكيش أنه بيحبك يا ملاك ...وأنه كان بيتمناكي دايما ...مشوفتيش ده في نظراته ليكِ ولا غيرته عليكِ ..
قذف عاصم الكلمات في وجههما لتبهت ملاك بينما يتوتر جاسر ....شعر أنه يرغب في لكمه ...ابتلع جاسر ريقه وهو ينظر لملاك المصدومة ....كان شكلها مضحك للغاية وهي تفتح فاها بصدمة بينما لا تستوعب ما يقوله ...جاسر يحبها ؟!!لكن كيف ...ومتي أحبها؟! لطالما عاملها كأنها شقيقة له ...كان يحميها دوما وكأنه حارسها ...لقد رأت فيه الشقيق الأكبر ولم تفكر به بتلك الطريقة ابدا ... للحظات اقتنعت أن عاصم كاذب تماما لذلك وبكل برود صرخت برجال الأمن لكي يلقياه وبالخارج...
...
بعد أن أخذوه تنهدت ملاك وهي تنظر إلي جاسر المصدوم وقالت له:
-متقلقش مش هصدق المجنون ده .
ثم كادت أن تذهب سريعا...لم تتحمل أن تبقي أكثر من هذا فعيني جاسر كانت تحصرانها بعاطفة غريبة وكأن كلام عاصم جعلها تري الكثير ...رباه هذا لا يمكن ...لا يمكن أن يحبها جاسر ...هي ستؤذيه بتلك الطريقة...فهي لا يمكنها أن تحبه ابدا ...هي تراه كشقيق فقط ولن تراه أكثر من هذا ...تجمدت للحظات عندما شعرت بكف جاسر القوي يقبض عليها ...كان علي وجه جاسر ابتسامته المحبة كالعادة وقال:
-بس أنا عايزك تصدقِ الكلام ده يا ملاك ...لاني فعلا بحبك ...
ضحك بتوتر وأكمل بينما تسحب ذراعها :
-انا بحبك يا ملاك وده مش دلوقتي ولا من قريب ...بحبك من زمان من اول ما جيت وانا عندي ستاشر سنة هنا وشوفتك ...حسيتك شبه ماما **** يرحمها ومع كل يوم بتكبرِ قدامي حبي ليكِ كان بيزيد...
تراجعت بخوف وهي تنظر اليه..
-انا مش بحبك !
قالتها ملاك بينما قلبها يعتصر الما وهي تنظر إلي جاسر ...بهت جاسر وهو ينظر إليها وكافح ليحافظ علي ملامحه ثابته لتكمل ملاك :
-انا اسفة يا جاسر بس انت بالنسبالي مجرد اخ عمري ما فكرت فيك غير كده ...
تنهد جاسر وقال:
-انا مش بضغط عليكِ يا ملاك ومش بقولك هتجوزك فورا ...مستعد استناكِ لحد ما تنسي وتتخطي عاصم وصدقيني في كل خطوة هكون معاكي ...
صمتت بينما أحرقت الدموع عينيها ليبتسم هو بحب ويمسك كفها قائلا :
-ممكن استناك شهر او سنة حتي مش مهم المهم انك تديني فرصة ...
سحب كفها وهي تشعر بغصة في قلبها وقالت:
-اسفة يا جاسر ..أنا مقدرش احبك ولا عمري هحبك!
ثم هربت تاركة خلفها قلب محطم ...انسابت دموع جاسر وهو ينظر لأثرها بينما من بعيد كان يقف عامر الذي شاهد كل ما حدث ...هل يقول إنه صُددمم ؟!لا هو يعرف جيدا أن جاسر يعشق ملاك ولكن لا ...ملاك لن تكون له ...هذا مستحيل ..ملاك صغيره ستتزوج شخصا افضل منه وهو يجب أن يتأكد من هذا !
..........
كان عدي يمسك صورتها ...يتطلع الي ملامحها الجميلة ...شعرها الأشقر وعينيها الرمادية وابتسامتها الجذابة ....فريسته كانت رائعة الجمال ...هو سيستمتع وهو يطاردها ...ملاك هي التي ستكون مفتاحه ليقبض علي إبيها ...لم يكن يريد أن يصل لهذا الحد من الانحطاط لدرجة أنه يستغل فتاة لا ذنب لها إلا أنه تعلم أن في الحرب والحب كل شئ مباح وتلك هي حربه التي سيخوضها ضد اكبر تاجر مخدرات في مصر ...وهذا سيكون من أجل وطنه ...بتلك الكلمات اقنع ضميره المعترض ولكن هيهات ظل الضمير يصرخ به ...يحاول افاقته ولكنه رفض الاستماع فنيران الانتقام صعبة للغاية عندما تتملك منك وهو أصبح لا يريد الان إلا الانتقام ...لقد عرف أن زفافها قد تم الغاءه ...حسنا هذا سيحل مشكلته تماما ...اقترب منه والده وقال:
-بتعمل ايه؟!
-ببص علي فريستي يا بابا ...نقطة ضعف عامر النجار ..
نظر إليه مالك بدون فهم ليعطيه عدي الصورة
-بنته هي نقطة ضعفه .
قالها عدي بتقرير وهو ينظر لصورتها واكمل :
-عامر النجار صحيح تاجر مخدرات وقاتل معندوش قلب بس بيحب بنته ملاك اكتر من حياته ...وعشان نقدر نوقع عامر هندخل من طريق بنته ..
تنهد مالك وقال:
-يعني هتعمل ايه ؟!
-هخليها تحبني وتثق وبالتالي هي هتديني معلومات عن ابوها
اتسعت عيني مالك وقال:
-يعني هتستغل البنت .
ابتسم عدي ولمعت عينيه الزرقاء بقوة قائلا :
-في الحب والحرب كل شئ عادل يا بابا ....لو مضطر اكسر قلبها عشان اسجن عامر هكسره من غير تردد!بس الانسان اللي دمر حياتي وحياتك لازم يتعاقب !
..........
الهاتف الذي طلبته....
القي يوسف هاتفه علي الأرض ...منذ ساعات وهو يتصل بها ..
القلق ينهش قلبه عليها ومئات الأفكار السوداء تشغل عقله ...أنها المرة الأولي التي تغلق فيها وعد هاتفها بهذا الشكل ..تري ما حدث لها ...واين يذهب ليبحث عنها ..هو الآن يعرف انها في عطلة من العمل ولكنه لا يحبذ فكرة الذهاب لمنزلها ...والدها رجل نذل حقير وهو لا يريد أن يشتبك معه قبل زفافهما ...ولكنه لن يستطيع أن يبقي فريسة للقلق لهذا أخذ مفاتيحه وخرج من غرفته ...سيذهب الي منزله وليحدث ما يحدث ...
.......
في المساء كان جاسر يجلس بصالة المنزل مغمضا عينيه وهو يتذكر رفضها له ...
-جاسر ..
اقترب منه عنه لينظر إليه جاسر بعيون لا تحمل مشاعر ...ابتسم عمه وقال :
-تحب اجيبلك مشروب ..
هز جاسر رأسه بالإيجاب ولمعت عينيه بالدموع وهو يقول :
-انا بحبها يا عمي ...صدقني ملاك هي حياتي ..
ضحك عامر بقوة وهو يمد له كأس الخمر ويقول:
-خد اشرب عشان تهدي ...
امسك جاسر الكأس ثم تجرعه دفعة واحدة بينما أحرقت الدموع عينيه وهو يتذكر رفضها له ..كيف أخبرته أنها لا يمكن أن تحبه ابدا ...لقد شعر بقلبه يتحطم في تلك اللحظة .....
تنهد عامر وهو ينظر لجاسر...هو يعرف مقدار حب لملاك ويعرف أنه مستعد للموت من أجلها ولكن لا ...ليس جاسر الرجل المناسب لملاك ...هو يعرف ماضي جاسر ...يعرف أفعاله السيئة وليس من العدل أن تتزوج ابنته الرقيقة منه هو !
-ملاك مبتحبكش يا جاسر ...
قالها عامر وهو ينظر إليه بقوة ...ليرد جاسر عليه :
-هتحبني يا عمي ...بس اديني فرصة اقرب منها. ..اكيد هخليها تحبني ...
-بس أنا مش عاوزك تقرب منها يا جاسر ...انت مش مناسب لملاك ...
بهت جاسر وهو ينظر لعمه ...ليكمل هو :
-انا مش هجوز بنتي لتاجر مخدرات ورجل عصابات يا صياد ..
ابتسم جاسر بسخرية وقال:
-بس عادي ابوها يكون تاجر صح ؟!!
-محدش بيختار أهله بس انا اقدر اختار جوزها ...أنا مجرم صحيح لكن بنتي هتعيش حياة نضيفة مع واحد نضيف والحد ده مش انت يا جاسر ...انت متليقش ببنتي ...
صمت جاسر وهو ينظر إليه ليتنهد عامر ويربت علي كتفه قائلا:
-جاسر انت ابني وانا بحبك بس ملاك لا ...شاور علي اي بنت لكن بنتي لا ....بنتي خط احمر ...أنا نويت اسيب تجارة المخدرات عشانها فأكيد مش هرميها للنار برجليا ...انت صحيح قررت برضه تتوب عن الطريق ده بس انت ملكش امان ..تصبح علي خير يا بني ...
ثم تركه وذهب ليلقي جاسر الكوب لتتناثر شظاياه علي الأرض ...ثم ينهض ويخرج من البيت مسرعا !!!....
......
كان يقود سيارته بسرعة ...الدموع في عينيه تحجبان عنه الرؤية ...لقد ضاعت ملاك للأبد ...ضاعت النقطة الوحيدة المضيئة في روحه ...
.....
كان وعد تجلس علي الفراش ...امامها الطعام الذي احضراه رجال الصياد ولكنها رفضت ان تتذوق شئ ...كل ما تريده ان تخرج من هذا المكان ..كل ....
اخرجها من شرودها جلبة بالخارج نهضت بينما ينفتح الباب بقوة ...ابتلعت ريقها وهي تري امامها الصياد بوجه قاتم بينما عينيه لا تبشران بالخير ...
اخرج مسدسه وهو يقول :
-اقلعي
-نعم
اطلق النار علي الحائط خلفها لتصرخ هي بينما يقول هو بقوة :
-قولت اقلعي يا حبيبتي بتكلم هندي!!!!
يتبع
الفصل الخامس
( بداية الخطة )
-ابوس ايديك ارحمني وسيبني في حالي ...
قالتها وعد وهي تصرخ بينما طفرت الدموع من عينيها ولكن وجهه ظل متجمدا وهو ينظر إليها ...لهجته ثابته بينما يقول:
-قولت كلمة ومش هكررها ..اقلعي والا انا اللي هعمل كده ...أنا اشتريتك بفلوسي ...
ثار داخلها ...أرادت أن تقتله في تلك اللحظة ولكن هي الطرف الأضعف هنا ...هو من لديه سلاح ...هو اقوي منها وهي لا تستطيع أن تجاريه ...وحتي لو توسلت إليه سيفعل ما يريده ولن يردعه ذلك ...نظراته السوداء ووجهه الجامد أخبرها بهذا ...ولكن لا هي لن تخضع ابدا ولن تخضع له ...لذلك أمسكت المزهرية التي بجوارها والقتها عليه ودون أن تري ماذا حدث اصلا همت بالركض إلي الخارج ولكنها صرخت وهي تشعر به يمسك شعرها بعنف ثم دفعها علي الفراش بينما اسود وجهه من الغضب ...صفعها بقوة حتي انسال الدم من فمها وقال:
-انا هربيكي ...و**** لأخليكي تكرهي نفسك ...
ثم هجم عليها مكبل يديها وقد نوي أن يجعله له يوم حتي لو وصل الأمر للإغتصاب...فلن ينسي ملاك الا بتلك الطريقة ...لن يداوي قلبه المجروح بسبب امرأة الا عن طريق امرأة اخري ...ووعد كانت هي المرشحة المثالية ...فتاة جميلة وقوية ..سوف يستمتع بها ....كبلها جيدا وابتسم بشراسة وهو ينظر إليها ... كانت تبدو شرسة ...ما زالت تقاومه ...صحيح الدموع تغطي وجنتيها ولكن عينيها تلمعان بقوة وهو يحب هذا ...يحب أن تكون المرأة قوية فهو لا يحبذ المرأة سهلة المنال...لهذا عشق ملاك .....عشق قوتها وكبرياؤها والان هناك وعد صحيح أنه لن يحبها ابدا ولكنه سيستمتع كثيرا بصحبتها ...ابتسم بمكر وهو يشاهدها ما زالت تقاومه ..فأمسك كفيها بيد وثبت وجهها باليد الأخري ثم اقترب منها ليقبلها الا أنها هتفت بسرعة قائلة :
-انا عندي ظروف ..
تجمد وهو يبتعد عنها قائلا :
-نعم يعني اي ظروف !!!
-عندي ظروف ...ظروف زي اي واحدة اي انت خرجوك من المدرسة في ساتة ابتدائى ولا ايه !
قالتها بملل ..
نظر إليها بشك ...كان متيقن أنها تكذب ولكن لا بأس هي من ستتوسل إليه لكي يلمسها ...
فكر بتمرد ونهض عنها قائلا:
-وماله يا حلوة نستني كده كده هتفضلي هنا كتير ...أنا مش هخليكِ تبعدي عني الا لما اخد اللي أنا عايزة ...
اتسعت عينيها بخوف وقالت:
-اتقي **** أنا مخطوبة .. خطيبي زمانه قالب الدنيا عليا ...ممكن يبلغ البوليس وساعتها انت هتتضر ...أنا انصحك نصيحة ايه رأيك تسيبني واعتبر التلاتة مليون دي زكاه علي صحتك ...
ضحك الصياد بقوة وقال:
-وكمان بتقلشي ...
اقترب وقال :
-بمناسبة خطيبك ابقي فكريني بكرة هخليكِ تكلميه ...
نهضت بلهفة وقالت:
-هتسيبني اروح صح ...و**** كنت عارفة انك ابن حلال صحيح باين علي شكلك انك شمام ورد سجون بس طلعت ابن حلال ...
ضحك ورد الصياد عليها:
-لا هتكلميه وتقوليله انك بتحبِ واحد تاني وانك فسختي الخطوبة!!!
تراجعت وعد بخوف وقالت:
-مش هعمل كده ...
ضحك هو ورد:
-بسيطة يبقي هقتلك وفي اقرب مقلب زبالة هرمي جثتك!
ثم تركها مصدومة وذهب
وضعت كفها علي رأسها ...لقد أصبحت فريسة له وهو لن يتركها ابدا!! ....
........
في اليوم التالي ...
في دار الأيتام ....
ابتسمت وهي تري سعادة ******* بالهدايا التي احضرتها ...كلما شعرت بالحزن ملاك اتت الي هنا ...كثيرا ما تشعر بالراحة وسط هؤلاء الملائكة ...تشعر وكأنها عادت **** معهم عندما يلعبون ويغنون سويا ...على الرغم من الوقت العصيب الذي تعيشه الان بين خيانة من أحبته من كل قلبها وهو كسر قلبها ليلة زفافهما وخانها وبين جاسر المسكين الذي اكتشفت انه يحبها وللاسف هي لا تراه الا شقيق ..لقد تألم قلبها وهي ترى التحطم علي وجهه ولكنها لا تستطيع أن تخدعه...جاسر ابن عمها .. صديقها وبمثابة شقيقها .... ساعدها كثيرا ...كان دائما بجوارها وتقسم أنها لو كان لها سلطان علي قلبها لأحبته وتزوجت منه لأنها لن تجد ابدا شخصاً مثله...
تنهدت بيأس وهي تمسح الدموع من جانب عينيها لتنتبه عندما هتف بإسمها أحد الأطفال لتلعب معهم بالكرة ...
ضحكت ملاك بسعادة ونهضت بسعادة لتشاركهم الكرة...
قذفت الكرة بسعادة لتبتعد الكرة حتي اوقفتها ساق قوية ...نظرت ملاك الي ذلك الشاب الرياضي الذي أوقف الكرة لتنطلق صيحة من جانبها عندما قال أحد الأطفال:
-عمو عدي جه ...
ثم انطلقا جميع الأطفال من حولها يحيون هذا الشخص ...
عبست ملاك وهي تري هذا الشخص الغريب وحب ******* له ...هي لم تراه هنا من قبل ...غريبة ...هكذا فكرت ...اقتربت منها مشرفة الملجأ لتمسك ملاك ذراعها وتقول:
-مين ده يا استاذة هدي ...أنا أول مرة اشوفه هنا !
ابتسمت هدي وقالت:
-ده الاستاذ عدي العمري بقاله اسبوعين بيجي هنا ومتبرع مهم للملجأ والأطفال بيحبوه اووي ...
ابتسمت لها ملاك وقالت:
-واضح اوووي ...**** يباركله **** ...
تنهدت ملاك وهي تنظر إليه وكيف التف الأطفال حوله بل بعض العاملات بالميتم تجمعا أيضا ...كانت نظرات الفتيات تنطق بالوله له ولكي تكون منصفة فهن علي حق تماما ...فهذا الرجل يمتلك وسامة لا تقاوم ...شعر اسود يرتاح علي جبهته ...عينيه زرقاء كالمحيط ...ملامحه رجوليه تماما ..بدأ كأحد ابطال الروايات الذي خرج من قصة خيالية الي ارض الواقع ...
هزت ملاك رأسها وهي توبخ نفسها ...بما تفكر هي ...حقا هل تتغزل بآخر الان وهي التي تحطم قلبها منذ أيام ...ضحكت من سذاجتها ربما فقط انبهرت لجماله ...ولكن في قرارة نفسها عرفت أن هذا خاطئ تماما ...فجاسر وسيم للغاية ولكنه لم تنجذب إليه ابدا ....تنهدت وهي تحاول طرد تلك الأفكار من رأسها لتصدم بهذا الشاب الوسيم يقترب منها ...ابتلعت ريقها وشعرت بالارتباك ....رباه لما يقترب منها ...أصبح قلبها يقفز داخل صدرها بعنف وقد شعرت العالم يضيق بها ...كانت تعرف انها سخيفة في تلك اللحظة لأن الرجل لن يأكلها بالطبع ...ربما يريد فقط أن يتحدث معها ولكن رغم ذلك لم تستطع أن تمنع نفسها من الهلع وقد حاولت قصاري جهدها الا تهرب منه ..ولكنها لم تعرف لماذا فعلت هذا فلم تشعر بنفسها الا وهي تذهب مسرعة لخارج الميتم .....
....
كانت تركض فعليا ولا تعرف لماذا ...فجأة صرخت وهي تشعر بنفسها تصطدم بأحد...صرخت بألم لتجده عاصم ...نظرت إليه ملاك بكره وكادت أن تذهب من أمامه إلا أنه امسك ذراعها وقال:
-ملاك لازم نتكلم!
-مش عايزة اتكلم معاك ولا عايزة اسمع صوتك خلاص سيبني في حالي انت ايه معندكش كرامة!!!!
غضب عاصم وضغط علي ذراعها بعنف وقال:
-هنتكلم يعني هنتكلم ....بمزاجك أو غصب عنك ...
ثم جرها بعنف خلفه ...كانت تصرخ به:
-سيبني يا عاصم بتعمل ايه ؟!
فجأه شعرت بلكمة تبعد عاصم عنها ...نظرت ملاك الي صاحب اللكمة ...لتجده عدي ...جذبها عدي خلفه وقال:
-اظن الآنسة وضحت انها مش عايزة تيجي معاك...فمفروض تكون جنتل مان وتحترم رغبتها والا المرة الجاية مش هكتفي بالبوكس الخفيف ده ...وقتها أنا هكسر عضمك لدرجة الدكاترة مش هتعرف تجبسها!!!
............
القلق ينهش في قلبه.....لقد ذهب الي منزلها ليجده مغلقا وعندما سأل الجيران اخبروه أنهم لم يروها منذ يومين ...لا هي ولا والدها ...
أراد أن يطمئن نفسه ولكن دون جدوي ..لا يمكنه منع تلك الأفكار التي تراوده ...ماذا أن كان حدث لها شئ ...ماذا أن فعل ذلك السكير بها شئ ....
هز يوسف رأسه ...لا لا لن يفكر بهذا الأمر ...هذا والدها ...صحيح سكير وحقير ولكنه يظل والدها وبالطبع لن يفعل معها شئ سئ ...هو حقا يتمني هذا ...يتمني الا يكون والدها قام بأذيتها ...لكن ماذا يفعل ...هل يبلغ الشرطة عن اختفائها ام ماذا ؟!!شعر بالارتباك ولأول مرة يشعر أنه لا يعرف ماذا يفعل ...حب حياته الان اختفي وهو لا يعرف اين ؟!!!ويخاف ان يبلغ الشرطة ويتفاقم الأمر ...
تنهد بيأس ليخرجه من شروده صوت والدته وهي تقول:
-متقدم عريس لبنت خالتك يا يوسف
نظر إليها وقال بشئ من الضيق:
-نعم!!
.........
في منزل حسان...
كانت حياة تجلس بين الضيوف وهي تجاهد كي لا تبكي ..أو تصرخ ....تشعر ان قلبها يتمزق من الداخل فها هي سوف ترتبط بشخص آخر ...شخص غير يوسف فارس أحلامها الرجل الوحيد الذي احبته ليس ملكها بل ليس يحبها من الأساس هو غارق في حب امرأة متأكدة أنها لا تحبه ...تنهدت وهي تخبر نفسها أنها يجب أن تنساه نهائيا وتنظر لحياتها ...شوف تعمل وترتبط بآخر...ستفعل اي شئ كي تنساه ...
-حياة يا بنتي ...
انتشلها من شرودها والدها الذي ابتسم لها برقة وقال :
-هنسيبكم شوية أنتِ وعمر عشان تتعرفوا علي بعض اكتر ماشي ...
هزت رأسها بطاعة بينما شعرت بالتوتر يتصاعد داخلها ...نظرت هي الي الشاب وصدمت من النظرات الغريبة التي يرميها بها ...ابتلعت ريقها وشعرت بالخوف منه ...اقترب هو منها وهو يبتسم بسماجة ويقول :
-حابة تعرفِ اي حاجة عني ؟!
هزت حياة رأسها بالنفي لينظر هو الي شعرها دون رضى ويقول :
-شوفي يا آنسة حياة أنا مش هكدب عليكي ...بصراحة لما ماما رشحتك ليا افتكرت اني هشوف واحدة جميلة وفيها انوثة لكن للاسف أنتِ بتسريحة شعرك وجسمك الضعيف شبه الرجالة وانا للاسف الكلام ده مينفعش معايا ...
نظرت إليه بصدمة من وقاحته ...كيف يجرؤ علي هذا ...ليكمل هو استفزازي ويقول:
-عشان كده يا آنسة حياة لو عايزة تتجوزيني يبقي تغيرِ من نفسك شوية ...يعني تعملِ شوية عمليات تجميل كده ...تعملِ اكستنشن لشعرك ...يعني أنا عايز اشوف انسة قدامي مش جعفر ...
اغتاظت حياة ولم تشعر بنفسها الا وهي تمسك فنجان القهوة وتسكبه علي وجهه !!!
يتبع
ده فصل يعتبر بداية الأحداث ???هحاول اخلي بكرة فيه فصل كبير بإذن **** ايه رأيكم في ظهور عدي في حياة ملاك ...ووعد هتعمل ايه مع الصياد هل هو هيقدر يخليها تستلم
الـــــــــــــگـــــــــــــــوهينور
صل السادس
(فريسته)
-اه ...البنت دي مجنونة ...
صرخ الرجل عندما سكبت حياة القهوة علي رأسه وكم شعرت في تلك اللحظة بالارتياح لانه حقا قد اغضبها ...كلامه عنها ...وعن جسدها جعلها تغلي غضبا ولم ترتاح الا وهي تجده يصرخ من الالم بينما يغمض عينيه والقهوة الساخنة تنساب علي وجهه ...لم تفكر بعواقب الأمور فقط هي كانت غاضبة وافرغت غضبها جيدا به ...ابتسمت بشماتة بينما تجمعت العائلتان ....صدموا مما رأوه ...حياة تجلس بإرتياح بينما الشاب يصرخ بألم
-يا حبيبي يا ابني ...
قالتها السيدة بهلع ثم اقتربت منه وسحبته الي الحمام بسرعة ليغسل وجهه ...
نظر والد الشاب الي حسان وقال:
-ايه ده يا استاذ حسان انت جايبنا نتهان هنا ولا ايه ؟!!!ايه اللي عملته بنتك ده ؟
كان الرجل حقا غاضب ...ملامح وجهه كانت عاصفة من شدة الغضب ولكن حياة لم تخاف ...هي بالأساس لا تريد تلك الزيجة ولا تعرف من اين اتتها تلك الشجاعة وقالت:
-خد ابنك من هنا يا عمي معندناش بنات للجواز أنا مش هتجوز واحد تافه زيه !!! ...
-حياة احترمِ نفسك .
قالها حسان بغضب ولكن حياة لم تصمت بل قالت بقوة:
-الاستاذ جاي يقولي اني معنديش أنوثة ...جاي يهينني في بيتي يا بابا هو فاكر نفسه مين اومال لو كان حلو شوية كان عمل ايه ده شبه البغل ...ده كتر خير اللي هتتجوزه ...يعني هو انا عشان مرضتش احرجه هو يتكلم عني بالطريقة دي. ..لا مستحيل اسمح لحد يكلمني بالاسلوب ده !!
تنهد والدها وصمت كان يري أن كلام هذا الشاب قد جرح ابنته بشده وهو لن يسمح لأي شخص أن يجعلها تبكي لذلك عندما خرج الشاب ووالدته من المرحاض امسك حسان كف ابنته ...نظر إليهما الشاب ...ثم اشتعلت عينيه بالغضب وقال:
-انتِ واحدة ح. ...
-ولا كلمة !
قاطعه حسان بقوة وهو ينظر الي الشاب بنظرات اخافته ثم أكمل :
-مين أنت عشان تيجي هنا وتهين بنتي انت فاكر نفسك مين ....انت قبل ما تنتقدها مشوفتش عيوبك ...انت انسان وقح وسطحي و**** ومستحيل أخلي بنتي ترتبط بواحد زيك ...يالا اتفضل من غير مطرود ...
نظر والده الي حسان وقال:
-استاذ حسان بلاش تتهور .....عادي الولاد اختلفوا وبعدين بنتك ...
أوقفه حسان بإشارة من كفه وقال:
-لو سمحت يا استاذ خلاص انتهي الموضوع معنديش بنات للجواز ويالا اتفضلوا من هنا ...
ودون أي كلمة اخري غادرت عائلة العريس بغضب ...
تنهدت حياة براحة لتنتفض فجأة عندما صرخت والدتها بها وقالت:
-عملتِ اللي انتِ عايزاه يا حياة ...طفشتِ العريس وارتحتِ ...فاكرة أن يوسف بالطريقة دي هيبصلك ...يا بنتي ده خاطب وبيحب خطيبته بطلِ بقا الهبل ده ....يوسف مستحيل يبصلك ...
تألم قلب حياة وتصاعدت الدموع لعينيها ثم قالت:
-انا معملتش كده عشان يوسف...أنا عملت كده عشان الاستاذ ده اهانني وان كنتِ شايفة اني رخيصة وعادي اتهان أنا مش شايفة كده يا ماما ...
ثم سريعا ذهبت حياة لغرفتها وهي تبكي ...
..............
-دي هتكون زي ماتش الاعتزال يا جاسر ...اكبر صفقة نعملها في حياتنا وبعدين هنوقف ...
قالها عامر وهو يبتسم بينما يرتشف كأسه ببطء ..كان يفكر بصفقة العمر ...سوف يستقبل أكبر شحنة مخدرات من الخارج وسوف تباع بملايين الدولارات وعندها سوف يكون لديه مال لا يحصي وسيبقي مرتاح المتبقي من حياته ...حينها سوف يهتم بإبنته الصغيرة....
نظر إليه جاسر بتعب وقال:
-ايوة الصفقة دي مهمة عشان كده لازم نفتح عينيا كويس يا عمي ...خصوصا اني سمعت أن مالك كلف ضابط شاطر اووي بيدور ورانا بحاول اعرف هو مين بس للأسف مفيش أي معلومات لحد دلوقتي ...فيه تكتم غريب عن الضابط ده...مالك دلوقتي بيلعب بالطريقة الصح ولو مأخدناش بالنا هيتقبض علينا ...
تنهد عامر وقال :
-انا معتمد عليك يا صياد ....انت اكفأ واحد من رجالتي ...انت اكفأ مني شخصيا وهتعرف تتصرف معاه...
ابتسم جاسر بسخرية وقال:
-عندك حق ...
شرب كأسه مرة واحدة ثم نهض وقال:
-مضطر امشي دلوقتي
-رايح فين ...
نظر إليه جاسر وقال بنبرة باردة:
-فيه حاجة لازم اخلصها ...يالا سلام ....
ثم خرج من الغرفة متجها لباب القصر فتح الباب ليجد ان ملاك قد اتت من الخارج ..
-ازيك يا جاسر ..
قالتها ملاك بإبتسامة ...ليذهب جاسر دون ان يرد عليها ...
.....
بعد ساعة ...
كان يقف مبتسما وهو يراقبها بينما تنام هي بعمق وسكينة لطالما بحث عنهما!!
......
في اليوم التالي
فتحت عينيها لتصطدم عينيها الزرقاء بعيني بنية تنظر إليها بسخرية ...شهقت وعد ونهضت لتجد الصياد ينام علي الفراش بجوارها ...ابتسم بسخرية وقال:
-صباح الخير يا قمر ...بصراحة جيت امبارح متأخر لقيتك نايمة زي الملاك مقدرتش اصحيكِ خصوصا ان لسانك طويل وانا مكنتش في مزاج اجادلك امبارح فنمت جمبك وقعدت اراقبك وانتِ نايمة ....
ضحك قليلا واكمل :
-صحيح شخيرك زعجني بس شكلك الجميل وانتِ نايمة كان اجمل حاجة شوفتها من سنين ....
ابتلعت وعد ريقها وهي تنهض وتقول بعدوانية:
-انت عايز ايه ..؟!
ابتسم ونهض بدوره ثم اخرج هاتف صغير وقال:
-بسيطة يا قمر تتصلي بخطيبك المغفل وتقوليله زي ما هقولك بالضبط ..
-ده مستحيل !!!
قالتها وعد بعصبية ليخرج الصياد سلاحه ثم يوجهها لرأسها قائلا بنبرة ارعبتها:
-يبقي هضطر للأسف اقتل ست جميلة زيك يا وعد !!!
........
وقفت مصدومة وهي تجده يحطم لوحاته التي يضعها بمرسم صغير فوق السطح....كان يبدو غاضب محطم ويائس ...تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة وتصاعدت الدموع لعينيها بينما الخوف استبد بقلبها ...أرادت أن تذهب إليه وتواسيه قليلا ولكنها ارتعبت أن يؤذيها بكلمة من كلماته التي يلقيها بوجهها كلما رأها ...وهي لا تريده أن يظن أنها تلتصق به أو تلاحقه ولكن رغم هذا تسمرت قدماها في الأرض ..لم تستطع حتي التحرك لتذهب بعيدا عنه بل وقفت تراقب انهياره وهي تبكي علي حاله ...رغم أنها تركها بأسوأ طريقة من أجل اخري الا ان قلبها يتألم كثيرا لأجله ولا تعرف لماذا أيقنت أن خلف انهياره هي وعد ...لطالما شكت بحبها له ...والأمر ليس غيرة منها ولكن لا تري نظرات الهيام بعينيها ليوسف ... لا تشعر بإرتجافها كلما امسك يدها على عكسها هي تماما...وضعت كفها علي قلبها وهي تبكي لأجله...ليتها تستطيع أن تذهب وتواسيه ...ليتها لديها تلك الحق الذي يجعلها تربت علي كتفها وتمسك كفه كي يهدأ...ولكن للاسف كل ما تستطيع فعله أن تبقي هنا ...تراقبه وهي تبكي وتتألم وهي تدعو الا يصيبه اذي وان يهدأ ...
-اهدى ارجوك ...
قالتها حياة وهي تبكي بينما تختبئ بعيدا حتي لا يراها ويوبخها ولكن ما زال مستمر في تحطيم كل شئ ...لقد جعل المكان خراب ...هي تعلم كم يحب الرسم وكم مغرم بلوحاته...هل فعلا اذته وعد الي هذا الحد الذي جعله ينهار بتلك الطريقة ....حقدت عليها حياة في تلك اللحظة كثيرا ...كيف تفعل هذا برجل عشقها حد الجنون كيف ....هي تعترف أجل أن يوسف عشق وعد ولم يحبها هي ...فما أن رآها واغرم بها حتي ترك حياة دون أن يفكر بمصيرها حتي ...وهذا ما جعلها تحقد عليه قليلا ولكن الآن كل حقدها اختفي وحل محله الشفقة والألم لحاله....ارتجف قلبها بقوة عندما صرخ يوسف بألم ...نظرت حياة بلهفة لتجده قد جرح نفسه عندما اصطدمت كفه بحاجز زجاجي ...أخذ قلبها يرتعش وهي تري الدماء التي تتساقط من كفه...شعرت بالاختناق ...لم تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل ...هل تذهب إليه وتداوي جرحه وتتحمل توبيخه أم تتجاهله ...ولكنها عرفت أن مستحيل تتجاهل يوسف ...للاسف هي ما زالت مغرمة به ولن تترك من تحبه ينزف بتلك الطريقة ...ستذهب إليه وليحدث ما يحدث ...بضع كلمات لن تقتلها..صحيح ...غير ذلك أن يوسف بالفعل قتلها عندما تركها وارتبط بآخري....بسرعة وبدون تفكير ذهبت إليه عبس يوسف وهو يجدها إمامه...فتح فمه ليوبخه ولكنها أمسكت كفه وقالت بقلق:
-تعالي نروح الدكتور الجرح كبير يا يوسف ...
سحب كفه بعنف وقال؛
-ملكيش دعوة ممكن ....سيبيني في حالي ...
إن ظن أن بكلماته تلك فسوف تبتعد فهو مخطئ كثيرا لانها تمسكت بكفه اكثر وقالت:
-تعالي معايا بس ...أنا ...
ابعدِ ايدك عني !!!!
صرخ يوسف بحياة وهو يدفعها بعيدا عنه ...عينيه حمراء من الغضب ثم أكمل وقال:
-ليه ميكونش عندك كرامة وتبعدِ عني..ليه ؟!!ليه بتلاحقيني قولتلك مش بحبك ...ولا عمري هحبك ...ايه هو عافية ؟!!
تصاعدت الدموع بعينيها وشعرت بقلبها ينزف بينما هو يقتلها بكلماته ونظراته المشمئزة ...ودت أن تهرب ولكن منظر يديه المخضبة بالدماء منعتها ...هو يحتاج لمساعدة طبية علي الفور ..
-يوسف اسمعني ..
-اخرسِ بقا مش عايز اسمع صوتك ..ومش عايز أشوفك ...دايما لازقالي ...ايه مفهمتيش كلامي قبل كده ...للدرجادي معندكيش اي كرامة قولتلك مستحيل نبقي سوا ...
هزت رأسها بعصبية وامسكت كفه بقوة وهي تصرخ به :
-مجيتش عشان بحبك يا استاذ يوسف ...انا نسيتك خلاص انت برة حياتي ...بس انت ابن خالتي اللي اتربيت معاه فعشان العيش والملح بقولك يالا نروح المستشفي وضع ايدك في خطر ...
عبس يوسف ونظر الي كفه التي تنزف ليدرك اخيرا أنه ينزف ...ثم قال بذهول:
-انتِ جيتِ بس عشان أيدي!!!
رفعت رأسها وقالت:
-ايوة عشان ايدك ...مخك ميروحش لبعيد لاني فعلا بطلت أحبك ...تقدر تقول إن مشاعري ناحيتك كانت مراهقة وتعلق اكتر منه حب !!!
وبهذة الكلمات سببت له ضيق غير متوقع
تنهدت حياة براحة وهي تجده قد هدأ قليلا ثم سحبته خلفها وهو لم يعارض ...
.......
في دار الأيتام قابلها والامر لم يكن صدفة بل خطط جيدا لهذا الأمر خاصة انها تقدر انه انقذها من خطيبها السابق من قبل ..كان يحاصراها بنظراته بينما يبدأ في الكلام
-انتِ بتيجي هنا كل يوم ؟!
قالها عدي وهو ينظر إليها مبتسما ...لم تستطع ملاك أن تنظر إليه أكثر من هذا لهذا وضعت عينيها في الأرض وأجابت بخجل :
-ايوة ...اتعودت دايما اجي هنا ...في المكان ده بحس بسلام نفسي غريب اووي مع ******* بحس اني رجعت **** من جديد ...
ابتسم عدي وهو ينظر اليها ...نظراته اربكتها وقد شعرت بسخونة في وجنتها ...حقا ما بها ...لماذا تشتغل خجلا كمراهقة لم تكمل الخامسة عشر بسبب نظرات رجل مثله ...ولكنها فعلا كانت مرتبكة...خجلة...نظراته كانت تخترقها بقوة ...تمس روحها ....روحها التي لم يستطع احد الوصول إليها الا والدتها ...حتي عاصم لم يصل لروحها بتلك الطريقة وهذا ما جعلها تنصدم ...هي تنساق بقوة الي طريق تجهله ...تشعر بالإعجاب نحو رجل لا تعرفه حتي وكل هذا من المرة الثانية لرؤيته ...الأمر حقا مريب ...هي تخاف ولكنها سعيدة في نفس الوقت
..سعيدة بطريقة تجهلها...
هزت رأسها وحاولت ان تطرد تلك الافكار السخيفة من راسها وقالت له بلطف:
-بس واضح ان الاولاد بيحبوك اووي ..
هز عدي رأسه وقال :
-هما قلبهم ابيض ...كفاية تكون حنين عليهم وهيحبوك ...
نظر إليها وأكمل قائلا:
-بس أكيد بيحبوكِ اكتر صح ؟!
ضحكت وقالت:
-لا شكلهم بيحبوك انت اكتر ...
هز رأسه وقال معترضا :
-لا أكيد انتِ اكتر ...لأنك فعلا جميلة وتتحبِ ..
ذابت خجلا وهو ترجع شعرها الخلف بينما تطرق بخجل ...هو يتغزل بها بصراحة ..
-مفيش داعي تتكسفِ يا ملاك انتِ فعلا جميلة اووي زي الملاك ...انتِ اسم علي مسمي ...
نظرت إليه ملاك وهي تضحك وقالت:
-انت بتعاكسني ؟!!
-بصراحة أه ...
قالها بصراحة تامة لتضحك هي ...
قاطع حديثهما ******* الذي طلبا منهما ان يلعبا سويا ..وقد وافقا بسرور ....
.....
بعد ساعتين ....
كانا يسيران سويا ...
قالت ملاك:
-دي عربيتي انا دلوقتي لازم اروح ...
كادت أن تذهب الا ان عدي اوقفها وقال بسرعة وهو يدعي الارتباك:
-أيه رايك نتقابل تاني ...
ابتسمت ملاك بحيرة وقالت:
-ما أكيد بكرة هنتقابل تاني في الملجأ....
هز عدي رأسه وقال:
-لا قصدي نتقابل برة الملجأ....لو معندكيش اعتراض ممكن تقبلي اني اعزمك علي الغدا بكرة بعد ما نطلع من الملجأ ...
ابتسمت له ملاك وقد هزت رأسها علي الفور بينما ابتسم عدي ...فها هي فريسته وقعت في الفخ !!!
يتبع
الفصل السابع
( لن أخضع )
كانت تبكي بعنف ...قلبها يعتصر ألما وهي تتذكر كيف حطمت قلب يوسف ...كيف اخبرته انها لا تحبه بأسوأ الطرق ...كيف انها تركته ولم تهتم به ....لقد شعرت بالقرف من نفسها ليس لانها انفصلت عنه تحت تهديد السلاح من هذا المجنون بل لان للأسف كل كلمة قالتها كانت صحيحة مائة بالمائة ..
هي لا تحب يوسف...يوسف كان اختيار العقل لا القلب ...هو لم يمر حتي بجوار قلبها وكم كان هذا يعذبها لانه حقا يحبها كثيرا..
هي رأيت هذا في عينيه ولكن الارتباط به كان الحل الوحيد حتي تتخلص من ظلم والدها ...كان الحل الوحيد حتي تتخلص من هذا السجن ولكن للاسف وقعت في سجن أسوأ بكثير وها هي خسرت كل شئ
...حياتها وخطيبها وحريتها يتبقي أن يفعل هذا المجنون ما يريده بها ليسلب شرفها ....
تسطحت علي الفراش وأغمضت عينيها وهي تتذكر ما حدث بالتفصيل !!!
....
-مش هعمل كده ...حرام عليك اتقي **** وسيبني اطلع!!
قالتها وعد وهي تنظر إلي السلاح بذعر ...كان قلبها ينبض بخوف ...ماذا إن قتلها هذا المجنون ...تصاعدت الدموع لعينيها وأخذت تتوسل:
-يا باشا سيبني اطلع من هنا حرام عليك...ابويا اللي سرق أنا مالي ليه أنا اتعاقب ...عاقبه هو ...
ابتسم الصياد بسخرية وقال:
-ذنبك انك بنته ...
اقترب منها ثم لمس وجهها بإفتتان قائلا:
-بس ذنبك الأكبر انك جميلة يا وعد ...عينيكي اجمل عيون شوفتها في حياتي ...
ابتلعت ريقها بينما يقترب أكثر منها ...اقترب بشفتيه من وجهها ثم قبل فكها برقة وقال :
-اعملِ اللي انا عايزه وصدقيني هعيشك أميرة ...هجيبلك اللي أنتِ عايزاه ...هتأكلِ احسن أكل وتشربِ احسن شرب ...وهسفرك بلاد عمرك ما شوفتيها ...هعيشك في الجنة حرفيا ...بس وافقِ ده الحل الوحيد اللي قدامك لاني انا ممكن حرفيا اعيشك في جحيم ..يعني اقدر اضربك ...اعتدي عليكِ واخلي كمان رجالتي يعتدوا عليكِ واصورك ...فالذوق احسن صح ؟!...
كانت ترتعش وهي تشعر بشفتيه تنتقل من وجنتيها لفكها ....صوته الهادئ جعلها ترتعب....تهديداته تلك حقا ارعبتها ...أنه يلقيها بين نارين ويطلب منها الاختيار وفي الحالتين ستحترق حتي الموت...ابتلعت ريقها وهي تشيح بوجهها ...كانت تشعر بالتقزز منه ...
ابتعد الصياد وهو يقول:
-ها يا وعد ناوية تسمعي الكلام ولا انفذ تهديدي...اعرفي اني ممكن اخليكي تتمني الموت فياريت بالادب كده تعملي اللي اطلبه منك ...
ابتلعت ريقها وهي تمسك الهاتف منه بينما تطلب رقم يوسف ....وجه هو السلاح لراسها وقال:
-اي محاولة منك مش هتردد افجر المسدس في رأسك يا حلوة تمام ...
هزت رأسها وهي تبكي بقهر ..تبكي من الظلم الآن هي ستخسر اخر شخص تبقي لها ...اخر شخص قد يحميها ...انتظرت وهي ترتجف رد يوسف وتجمدت للحظة عندما انفتح الخط وصوت يوسف الملهوف يظهر :
-وعد حبيبتي فينك ...قلقتيني عليكِ ...أنا هتجنن بقالي يومين...
-يوسف أنا سيبت البيت وسافرت مع بابا ...
قالتها وهي تكتم دموعها فرد هو دون تصديق:
-من غير ما اعرف ...من غير حتي اتصال او مبرر يا وعد ...هو باباكي أجبرك ولا ...
أغمضت عينيها وقالت :
-لا أنا سافرت معاه بمزاجي ...قرر يبدأ من جديد في بلد تانية ...
-طب وانا يا وعد ...
نظرت إلي الصياد بتوسل ولكن وجهه لم يحمل أي أثر للشفقة فاكملت وهي تضغط علي نفسها وقالت بنبرة صادقة تماما:
-انا محبتكش يا يوسف ...أنا اسفة حاولت كتير بس مقدرتش ...أنا...
-انتِ بتقولي ايه ...أنتِ بتكدبي عليا صح ...وعد أنا ...
-انا اسفة يا يوسف ...اسفة ..
قالتها وهي تبكي ثم أغلقت الهاتف ...
...
عادت من شرودها وهي تبكي بعنف ...تشعر بالقرف من نفسها لأنها استغلته وتركته بتلك الطريقة !!!
..................
-نظر الي كفه المضمدة بتفكير ثم تنهد ونظر الي حياة وقال بهدوء :
-شكرا ...
هزت رأسها وهي ترجع خصلات شعرها القصير للخلف وتقول :
-العفو..
تنهدت ثم أكملت وقالت:
-يالا نروح البيت ماما اتصلت واتضايقت اني خرجت من غير أذنها ...
هز رأسها وهو يسير بجوارها ...قام بإيقاف سيارة أجرة واستقلوها سويا ...
كان كل لحظة يرمقها بدهشة ...ليست تلك حياة التي يعرفها ...حياة التي كانت تطارده دون أي ملل ...تلك فتاة اخري لا تنظر إليه حتي ...عينيها التي كانتا تنظران إليه بحب جافة الان لا ترمقه الا بنظرات باردة تمزق قلبه ...وهو لا يدري السبب ...هو الآن يجب أن يغضب ويحزن لأن من احبها تركته دون أي سبب ولكن يجد نفسه يفكر بحياة ابنة خالته التي كانت تعشقه وهو للاسف لم يبادلها تلك المشاعر!!!
تنهد وحاول فتح الحوار قائلا :
-مش عايزة تسأليني ايه السبب اللي خلاني اعمل كده ...
-ما يهمنيش ...
وبتلك الكلمة الباردة قطعت الحديث تماما واخرسته شخصيا ....
وصلا الي المنزل اخيرا بصمت تام وصعدا سويا ..توقفت حياة وهي تري والدتها تنظر إليها بنظرات غير راضية تماما ثم تنظر إلي يوسف الذي توتر قليلا ...
نظرت والدة حياة الي كف يوسف وقالت:
-الف سلامة عليك يا حبيبي خير ؟!؟
-مفيش حاجة يا خالتي حاجة بسيطة ...
ثم بسرعة اتجه لمنزله ...
نظرت حياة الي والدتها وكادت أن تتكلم لتبرر إلا أن والدتها أمسكت ذراعها وأدخلتها للمنزل ...
دفعتها والدتها ثم صرخت بها :
-احنا مش هنخلص من يوسف ده ...أنا ما صدق انك قررتِ تشوفي حياتك يا حياة ...ليه بتعملي كده يا بنتي ...
-يا ماما أنا...
-اسكتي ولا كلمة ...يا بنتي ده مبيحبكيش ...بيحب خطيبته كفاية اللي عمله فيكي ...ما صدق انك بدأتِ تشوفي حياتك ايه اللي خلاكِ ترجعي لوجع القلب ده !!
تصاعدت الدموع لعيني حياة وقالت وهي ترفع رأسها :
-وانا يا ماما خلاص نسيته وصدقيني مش بفكر الاحقه ابدا ...أنا بس مقدرتش اشوفه بينزف ومساعدهوش ...كأبن خالتي بس...لكن أنا لا بلاحقه ولا حاجة اطمني خالص ومتقلقيش ..وعشان ترتاحي اكتر أنا موافقة اقابل ابن طنط مريم حددي الميعاد اللي يناسبك وانا موافقة علي اي حاجة ..تمام ..
هزت الام رأسها وهي تشعر بالراحة واخيرا ابنتها قررت التحرر من قيود عشق لا فائدة منه ...
تنهدت حياة وهي تنسحب الي غرفتها بينما تكتم دموعها ...وما أن أغلقت باب غرفتها حتي جلست تبكي بشكل يمزق القلب ...لما لم يحبها يوسف بتلك الطريقة التي أحب وعد بها ...تقسم أنه لو احبها بتلك الطريقة ما كانت لتتركه ابدا !!!
.....
في منزل يوسف ...
كان جالس وهو يمسك صور خطبته هو ووعد ...كم كان سعيد في ذلك اليوم ...كان يطير من السعادة ...فالفتاة التي سلبت لبه من اللحظة الأولي أصبحت ملكه ...لن ينسي كيف التقي بوعد ..عاد بذكرياته للخلف عندما أجرت والدته جراحة بسيطة في عينيها وكان هو يرافقها ...أخذ عطلة من عمله وقرر أن يبقي بجوارها بالمشفي...كان حينها خاطب حياة ...كانت مجرد خطبة تقليدية ليتخلص من الحاح والدته ولكن الحقيقة أن حياة لم تمر جوار قلبه حتي ...الي أن أتي اليوم الذي دخلت فيه وعد لغرفة والدته...لقد نسي أن يتنفس لدقائق وهو مسحور بعينيها الجميلة ...أنفها الشامخ وشعرها الذي يتأرجح بقوة ....بدت في تلك اللحظة كأمرأة أحلامه ...المرأة التي حلم بها طويلا ...ومن وقتها ألقت عليه لعنة الحب وأصبح هو الملعون بعشق محرم عليه ...ظل لأيام يلاحقها دون أن تدري غير مهتما كليا فمن هي خطيبته حتي اتخذ قراره وانفصل عن حياة تماما ليريح ضميره ...
فاق من شروده بينما دموعه سقطت علي صورتهما بينما يفكر أنه جرح أكثر شخص يحبه من أجل من لا يستحق !
.....
في اليوم التالي ...
كانت تقف أمام المرأة وقلبها يقذف داخل صدرها ...لا تدري لما تشعر بكل هذا التوتر من لقاء هذا الرجل ...ولا تدري بالأساس لما وافقت أن تخرج معه بتلك البساطة ...لا تعرف اي شئ فقط تعرف انها تشعر بسعادة غريبة ...وتشعر انها سخيفة جدا ... فهي هي خرجت من علاقة منهكة وتقابل اخر ....آخر لا تعرف إلا أنه سلب دقات قلبها من الوهلة الاولي... ابتسمت بخجل وهي تشعر بفراشات تداعب معدتها ...نظرت إلي فستانها الخريفي اللطيف التي تتناثر أزهاره في كل مكان بمختلف الألوان ...أمسكت احمر الشفاه ثم مررته علي شفتيها قلبت شفتيها برفق لتثبيته وكادت أن تربط شعرها إلا أنها تراجعت في آخر لحظة وقامت بتسريح خصلاتها الذهبية ثم تركتها ترتاح علي كتفها ... نظرت إلي نفسها نظرة أخيرة وهي تبتسم برضى ثم أمسكت حقيبتها وغادرت ....
.....
خرجت من غرفتها وهي تدندن بسعادة ولكن فجأة تجمدت وتوقفت الكلمات في حلقها وهي تنظر إلي جاسر الذي ظهر أمامها فجأة ...ابتلعت ملاك ريقها واطرقت برأسها للاسفل ....تجاهلها جاسر كليا وكاد أن يذهب إلا أنها قالت:
-انا عارف انك زعلان مني وده قاهرني يا جاسر ... مقهورة اني زعلتك أنت بالذات ...انت اغلي انسان علي قلبي ...اخويا اللي وعيت واتربيت معاه ...
اعتصر الالم قلبه ...شقيق؟!!هذة هي مكانته لديها ...الفتاة التي أحبها أكثر من حياتها كلها لا تراه الا شقيق عزيز ...أراد الضحك علي خيبته ولكنه استطاع السيطرة علي نفسه وقال:
-وأزعل ليه يا بنت عمي الحب مش عافية ...وانا أكيد مش هجبرك...
اقترب اكثر منها وقال بينما عينيه البنية تلمعان بقسوة:
-متقلقيش عليا أنتِ مش هتشكلي ضغط ابدا ...هنساكِ بسهولة عادي اصل اللي خلقك خلق غيرك عادي ...
ابتلعت ريقها وقالت:
-انا عارف انك مجروح و...
-لا مش مجروح ولا حاجة قولتلك أنتِ مش هتشكلي ضغط ولا تهديد حتي أنا مكنتش مجنون بيكي للدرجة ...أنا افتكرت اني بحبك ...بس لما قعدت مع نفسي عرفت أنه مجرد اعجاب وهيروح متقلقيش ..قلبي مش متورط للدرجة دي ...
أمسكت ملاك كفه وقالت:
-اتمني من قلبي أن قلبك فعلا ميكونش متورط معايا ...اتمني تحب واحدة تقدرك يا جاسر ...تحب واحد احسن مني بمليون مرة ...
فقط حينها صوابه تماما وهو يمسكها من ذراعها ويقول:
-مفيش حد احسن منك ولا هيكون يا ملاك ...
لمعت عينيه بالدموع وأكمل بتوسل:
-اديني فرصة واحدة ...واحدة بس و**** هسعدك...هعمل اللي أنتِ تطلبيه ..مش هضغط عليكِ ولا ...
تصاعدت الدموع لعينيها وهي تقول بعذاب:
-ابوس ايديك انت كفاية ...مقدرش ...مقدرش يا جاسر انت تستحق احسن من كده مش قادرة اشوفك الا اخويا ...سامحني ...
ابتعد سريعا كالملسوع وقال:
-وانا مش عايزك تشوفيني اي حاجة ...
اقتربت وكادت أن تلمسه الا انه ابتعد عنها وقال:
-كفاية كده ...ابعدي عني مش عايزك تكلميني ولا تحتكي بيا ...أنتِ من النهاردة بنت عمي وبس وعلاقتنا مش هتكون الا رسمية ...
-جاسر أنا ...
ولكنه لم يستمع إليها بل تركها وغادر ...
تساقطت دموعها وهي تشعر بالأسي عليه ...لم ترغب أن تحطمه لتلك الدرجة ولكن هي لا يمكن أن تحبه ...لا تستطيع ...لو كان بيدها لأعطته الحب الذي يريده ولكن للأسف نحن لا نملك سلطان علي قلوبنا ...
مسحت دموعها برفق وخرجت من المنزل ....
.......
بعد ساعات ....
كانت تخرج من الملجأ وهي تسير بجواره بينما ما زال قلبها مشبع بالحزن ...وقد اختفت أي رغبة لها بالسعادة ...فجاسر لديه مكانة مميزة لديها حتي وإن لم تكن تحبه كحبيب ...هي تحترمه وتقدره وتحبه كشقيق ...هو صديقها ...من وقف بجوارها في محنتها دوما ...كان دوما أقرب إليها من اي شخص ...عرفت أن لن أحد سوف يأذيها طالما هو موجود ...
الحزن علي وجهها الجميل جذب انتباه عدي ...نظر إليها وقال بنبرته المميزة :
-مش قولتلك أن الحزن مش لايق علي جمالك يا ملاك... وشك اتخلق عشان تضحكِ بس لان ضحكتك هي تاني اجمل حاجة في الدنيا بعدك ....
كل أفكارها تلاشت أمام هذا الغزل الصريح منه بينما تذوب خجلا وهي تنظر إلي عينيه التي ترمقها بنظرات خاصة اربكتها ...وهو لم يزيد من وقاحته با قام بتغيير الموضوع تماما وقال:
-يالا عشان نلحق اليوم من أوله ...
وضعت خصلات شعرها خلف أذنها وهي تقول بتوتر أنا...
-لا لا يا ملاك مفيش أعذار انتِ وعدتيني!
ودون أن يهتم بإعتراضاتها امسك كفها وهو يجرها خلفه ...
ومن بعيد كان يوجد من يراقبهما بينما عينيه تشتعلان بنيران الغيرة!....
......
في الملهي الليلي ....
كان جاسر يشرب بشره كبير ...وكلما تذكر كيف رفضته وكيف ذهبت مع اخر كان يشرب أكثر ...الالم في قلبه لا يتوقف ...يشعر أنه سيموت ...لما فعلت به هذا ...لما لم تحبه ...قلبه يتمزق من الغيرة وهو يري اخر يحقق أحلامه ...اخر يستولي علي امرأة حياته ...عجز تماما عن فهم فشله في الحصول عليها ...أنها المرأة الوحيدة الذي أعطاها كل هذا الحب والاهتمام ...هو مهووس بها ...مهووس بطريقة لا يستوعبها اي عقل بشري ...لو طلبت منه أن يموت ...سيموت وهو راضي تماما ....ولكن اليوم عرف أن بعد عاصم هناك اخر احتل قلبها وهو ليس لديه اي فرصة حتي...
صرخ وهو يلقي كأس الخمر ثم خرج من الملهي وهو يترنح بقوة ...خرج الي المرأة الوحيدة التي ستخفف تلك النيران التي تشتعل به !!!
........
انتفضت وعد عندما ولج الصياد فجأة ...عينيه حمراء يترنح بقوة ...والألم يتشكل بشكل بغيض علي وجهه...انكمشت بخوف بينما عينيها الزرقاء تزوغان بتوتر ...كان يبدو عليه الغضب والألم وقد شعرت أن هذا اليوم لن يمر علي خير ابدا ...
-انا مليت من الوضع ده !
قالها بنبرة ثقيلة غاضبة لتبتلع ريقها وتقول بتوجس:
-اي وضع مش فاهمة ؟!
اقترب منها وصرخ:
-انا دفعت فلوس ومن حقي اخد مقابل اللي دفعته ...مش هستني اكتر. ..الليلة هتكوني ليا يا وعد ....
هزت رأسها وهي تبكي وقالت؛
-ده مستحيل ...
ضحك ساخرا وهو يقترب أكثر ويقول بنبرة ثقيلة:
-للأسف يا حبيبة قلبي هيحصل ...أنا مشيت كل الحراس ...والليلة هتبقي بتاعتنا أنا وأنتِ وبس ...
ثم هجم عليها يكتفها بجسده ...
صرخت وعد وهي تحاول أن تبعده عنها ولكن دون جدوى ...كان كالثور الهائج بينما شفتيه تقبلها بهووس ...رباه يبدو أنه لن يتراجع الان ...
-انتِ الوحيدة اللي هتخففِ ألمي
قالها بنبرة غريبة ...بينما يديه تتجه الي ملابسها ...حاولت وعد بكل قوة أن تبعده وهي تبكي...لا ...لن تسمح له بهذا ...ستقتل نفسها ولن تسمح له أن يسلب شرفها ...نظرت بجانبها لتجد طبق الطعام الخاص به وسكين صغيرة ولكن حادة ... حاولت الوصول إليها ولكن الصياد كان يشل حركتها تماما ...فجأة هبط بشفتيه علي شفتيه وقد غاب تماما ...ادعت هي الاستجابة ووضعت كفه علي رأسه تقبله بالمقابل ليترك كفها الأخر بحرية ...وثم بسرعة دون أي تفكير استرق السكين وبأقصي قوة لديها طعنته في بطنه !!!
يتبع
الفصل الثامن
( عودة الماضي )
اتسعت عينيها بفزع وهي تشعر بسائل دافئ ينساب علي يديها بينما عيني الصياد جحظت بألم ...أبعدته وعد وهي تصرخ ليقع هو علي الأرض بينما يصرخ بألم ...رمت السكين من يدها وهي تصرخ .. ...للحظات ظلت باهتة وهي تنظر إلي ألمه الواضح ولا تعرف لماذا شعرت بالآسي عليه ...شعرت بثقل في ضميرها وهي تراه ينزف بتلك الطريقة ويتألم ...عرفت انها لو تركته سوف يموت ولكنها عرفت أيضا انها فرصتها الوحيدة للهرب من الشيطان ولذلك دون أي تفكير خرجت من الغرفة لتركض ...لم تفكر ابدا بالتوقف ...فتلك هي فرصتها الوحيدة ...الحراس ليسوا هنا والصياد مصاب بالداخل...تلك هي فرصتها الذهبية ...اخذت تتنفس بصعوبة وكادت أن تصل لباب المنزل إلا أنها توقفت فجأة وهي تلهث بعنف ونظرت بتوتر الي الغرفة ...هل ستتركه يموت بتلك البساطة ...هي من ستكون السبب لو مات وضميرها لن يحتمل هذا العذاب ...
نفخت بضيق وهي تشد خصلات شعرها وتقول:
-فوقي يا وعد ده مجرد مجرم بطلي هبل...يستحق اللي هيحصله ...أنتِ ملكيش دعوة ...دي فرصتك ...روحي ليوسف وبلغي عنه وارتاحِ....
صوت صراخ الصياد المتألم جذب انتباهها ...ارتجفت وهي تشعر بالرعب وللحظات توقف عقلها عن العمل تماما ...رباه ماذا تفعل ...هل تعود وتخاطر أن يحتجرها ...ام تهرب وتتركه لمصيره وتتحمل تأنيب الضمير ...شعرت حقا انها تائهة ولكن للحظة انتصر ضميرها المعذب علي عقلها وعادت إليه....
وقفت وعد وهي مصدومة تراقب الصياد الغارق في دمه بينما يصرخ من الالم وهو يتسطح علي الفراش بشق الأنفس وما أن لاحظ وجودها حتي اشتعلت عيناه البنية وهو ينظر إليها وقال بنبرة تقطر حقد:
-هقتلك يا وعد ...هقتلك بطريقة متتخيلهاش ..بطريقة أسوأ من اي فيلم رعب شوفتيه...
ابتسمت بسخرية وردت:
-انت الطرف الضعيف هنا فأحسنلك تحط لسانك جوا بوقك والا هسيبك تنزف لحد ما تموت...
-انتِ ...أنتِ
-ششش
قالتها بإستفزاز...ثم أكملت:
-احسنلك تخرس والا و**** اسيبك تموت عادي وابقي ريحت العالم من شرك ...انت دلوقتي صباعك تحت ضرسي فبالذوق كده تخليك مؤدب عشان اطهرلك الجرح وامشي من المكان الموبوء ده وابعد عن شخصية مريضة زيك ...
احمر وجهه من الغضب وهو ينظر اليها... ولكنه لم يتحدث ...هي محقة هو الآن الطرف الأضعف ...علي رغم شعوره بالغضب الشديد إلا جزء مجنون منه كان يشعر بالتسلية لأنها تهدده بتلك الطريقة دون خوف ..هذا جعله يشعر بحماس غريب ...حماس غريب يجعله يرغب في قتالها وإخضاعها له ...والصياد عرف في تلك اللحظة أن وعد ليست مجرد فتاة سوف يتخذها عشيقة ...بل هي امرأة ستغير حياته كثيرا ...تلك الشرارة بعينيها لم يراها بعيني أحد إلا عين والدته حتي ملاك لا تمتلك تلك الشرارة النادرة ....
-انت مبتسم ليه ؟!!
قالتها وعد بتوجس ليرد الصياد بألم:
-مستغرب أن واحدة زيك يدوب واصلة لكتفي تقف تهددني كده ...
ربعت ذراعيها وقالت بفظاظة:
-للاسف معندكش حل تاني ...انت دلوقتي هتنفذ اللي اقول عليه وبس ودلوقتي خليني اشوف الجرح ...
ثم اقتربت منه متوجسة حذرة وهي تقرر أنه لو فكر أن يفعل أي شئ ستضربه ...عاينت جرحه وتنهدت عندما وجدت أن جرحه سطحي ...
نظرت إليه وقالت:
-متقلقش الوحش لا بيروح ولا بيضيع جرحك سطحي ..
ثم بعنف ضربته علي الجرح ليصرخ بقوة وهو يسبها بألم ...رفعت وعد حاجبيها وقالت ببراءة مزيفة ؛
-مش انا دي أيدي .
نظر إليها وهو يكز علي أسنانه وقال:
-بس اقوم هربيكي كويس علي اللي بتعمليه ده ...
ضربته علي وجهه وقالت:
-لا قلة ادب هسيبك وامشي...لم لسانك لاقطعهولك انت فاهم !!!!!
ثم بمهارة ممرضة بدأت تحضر ما تريده من علبة الإسعافات الأولية الموجودة بالغرفة لتنظيف جرحه !!!
.........
كانت ملاك تتسطح علي الفراش ...خصلاتها الذهبية تنتشر علي وسادتها بينما ابتسامة حالمة تزين شفتيها ...وعقلها يستعيد يومها مع عدي ...لقد كان من اجمل ايام حياتها...كان عدي يمتلك حس دعابة مذهل لم تتوقف عن الضحك ابدا طيلة اليوم ...عاملها اليوم كشئ ثمين ...تجول معها في مركز التسوق واشتري لها دب هدية ...تجول معها كثيرا ...كان بسيطا جدا وهذا ما أحبته كثيرا وبالنهاية اخذها لمطعم للمأكولات البحرية ...ذُهلت عندما اخذها هناك ...كيف عرف انها تعشق المأكولات البحرية وعندما سألته أجابها ضاحكا أنه هو يحب ذلك الاكل أيضا ...تحدثا سويا لمدة طويلة ودهشت من كم التشابه بينهم ....هو يحب كل ما تحبه ... ذوقه يشبه ذوقها الي حد كبير ...يحب الفن والموسيقي مثلها ...مولع بالقراءة أيضا مثلها ..بحياتها لم تجد أحد يشاركها اهتمامها مثل عدي ...لتعترف أنها تسير في طريق تجهله ...تسلم قلبها لشخص لا تعرفه حتي ...لكن جل ما تعرفه حقا أنه ترك تأثيرا عميقا داخل قلبها وروحها ...بعد عاصم ظنت أنها ستنبذ الحب ولكن بطريقة لا تصدق وجدت نفسها تتعلق بآخر ولا تعرف السبب...تخاف أن يكون هذا مجرد احتياج وفراغ عاطفي بعد تجربتها المريرة مع عاصم ولكن لماذا لم تنجذب لجاسر ...هو أقرب لها من اي شخص ...وتثق به أكثر من نفسها ...لما تثق بغريب لا تعرفه جيدا من الأساس ولما تسلمه ثقتها بتلك السهولة ...هي منذ أيام خرجت من تجربة مريرة ...فالذي أحبته خانها في ليلة زفافهما وحطم قلبها ...يجب أن تتريث قليلا ولا تجعل عواطفها تتحكم فيها ...فهي تعرف كم أن القلب ضعيف متهور ...يجب أن تحكم عقلها...تجعل عقلها من يقودها ...والعقل يخبرها أن تنتظر فقلبها لن يتحمل اذي آخر ...هي لا تعرف الشاب جيدا ...يجب أن تتعرف عليه بصورة أوضح حتي تثق به ...تنهدت ملاك وقد اتخذت قرارها لن تخرج معه مرة أخري ...يجب أن يجعلها تثق به اولا .....وبهذة الفكرة أغمضت عينيها وقررت النوم ...وفعلا ما كادت أن تغرق في النوم حتي ايقظها صوت رسالة اتت علي تطبيق الواتس آب...فتحت التطبيق ليدق قلبها بقوة وهي تجد رسالة منه ...توقفت عن التنفس للحظات وابتسامة رائعة ارتسمت علي شفتيها وهي تقرأ رسالته المختصرة ...كان يطلب منها الخروج معه مجددا واخبرها أن الأمر مفاجأة ...وفجأة تطايرت كل وعودها لنفسها وهي ترد عليه بالموافقة ثم تغلق الهاتف وتنام بسعادة ...
.....
علي الجانب الآخر ..
كان عدي يبتسم بخبث هي تقع في حبه ...مهمته أصبحت اسهل مما توقع ....
-قدرت توقعها ؟!
قالها مالك لابنه الذي يشع وجهه من السعادة ...
رفع عدي رأسه بفخر ورد:
-عندك شك...كام يوم تاني وملاك هتقع تحت ايدي تماما وهسيطر عليها ساعتها هجيب عامر النجار راكع عند رجلي
-اللي بيلعب بالنار هو اللي بيتحرق بيها الاول يا عدي .
قالها والده فجأة ليعقد حاجبيه بقوة ويقول :
-مش فاهم ...
تنهد والده وهو ينظر إليه بتوتر ويقول :
-خايف اللعبة تنقلب عليك ...خايف الصياد يبقي فريسة ..
-بابا وضح كلامك مبحبش شغل الالغاز ده !
ربع مالك ذراعيه وقال:
-يعني يا حضرة الضابط خايف انك بدل ما تخلي ملاك تحبك وتستغلها انت اللي تحبها ...خايف انك تحبها وتنسي مهمتنا ...خايف الحب يسيطر عليك ...
انفجر عدي بالضحك ...كان يضحك بقوة وهو ينظر إلي وجه والده الغاضب ثم قال وهو يشير إلي نفسه...:
-انا احبها ...احب بنت عدوي !!
ثم أكمل ضحكه وقال :
-انت اكيد بتهزر ...
-انت ملكش سلطان علي قلبك يا عدي ..وانا خايف ...
قاطعه عدي وقال بنبرة باترة جافة:
-اطمن يا بابا انا عمري ما احب بنت عامر النجار ...عامر عدوي وهيفضل عدوي وبنته هي الطعم اللي هستخدمه عشان اقضي علي عامر نهائيا ..اطمن أنا عمري ما حياتي ما ارتكب الغلطة دي واحب بنت اكبر تاجر مخدرات في مصر!
تنهد عدي واقترب من صورة والدته التي معلقة علي الحائط وقال:
-مستحيل احب بنت المجرم اللي قتل أمي ...زي ما حرمني من امي هحرمه من بنته!
............
كان جالس بغرفته غارق في أفكاره ...الخيانة أحرقت روحه ...يتذكر كل ما فعله لأجلها ...يتذكر كم أحتمل اهانات والدها فقط لأجلها ...كان يعد الايام لتكون ببيته ...كان يحقق لها جميع أحلامها ...فكيف تفعل به هذا ...كيف تتركه بتلك الطريقة المهينة ...هو قبل بها رغم كل شئ وهي من تركته ... تركته تماما ولم تهتم بقلبه الذي انكسر ...لقد كسر قلب حياة من أجلها ...تحمل لوم عائلتها وتحدي الجميع كي تكون له ..فكيف تجازيه بتلك الطريقة..أن أن هذا عدالة **** الذي حطم قلبه بنفس الطريقة التي حطم بها قلب حياة...حياة ...
اغمض عينيه وهو يتذكر ابن خالته التي أحبته أكثر من الحياة نفسها وهو ببرود حطم قلبها وتركها من أجل اخري ...لن يكذب علي نفسه بعد الان هو خانها ...أجل كان يلاحق وعد عندما كانت خطيبته ..جعلها تتأمل أكثر لم يكن يريد افلاتها الا عندما يجد رد فعل من وعد ...وبعد فترة قرر بستجمع شجاعته ويكلم وعد حينها انفصل عن حياة ..لأن ضميره لم يتحمل أن يقترب من فتاة وهو مرتبط بآخري وهكذا ببساطة حطمها واخبرها أنه يحب اخري ...لقد رأي الالم بعينيها...بدموعها ...ولكن في تلك اللحظة لم يفكر الا بوعد ...كان مهووس بها وأصر أن يرتبط بها مهما حدث ..صحيح واجه اعتراض كبير من والدته ولكنه أصر عليها حارب الجميع من أجلها ...وللاسف هي لا تستحق هذا ...لا تستحقه ابدا ...
تنهد وهو يشعر بألم عظيم في قلبه ...نيران الخذلان تحرق روحه ...ومن بعيد كانت تقف والدته وهي تشعر بالشفقة عليه ..تعرف داخلها ان ما يحدث في ابنها بسبب تلك الفتاة ...هي لم تحبها منذ البداية عرفت أن تلك الفتاة لا تحب ابنها كما يحبها هو ...عرفت أنها سوف تحطم قلبه ولهذا رفضتها بإصرار ولكن يوسف تمسك بها وكأنها اخر امرأة بالعالم ...لم يسمح لأحد أن يبعده عنها ...تحدي الكل فقط لتكون ملكه ...وأمام إصراره رضخت هي...وهكذا حصل يوسف علي ما يريده وتم تحطيم قلب ابنة اختها المسكينة... تنهدت منار وهي تلج للغرفة وتجلس بجوار ابنها ...نهض يوسف عندما شعر بوجود والدته ...ابتسم لها بتعب فقالت:
-قلبي واجعني عليك ..أنا عارفة أن البنت دي اذتك ...
في موقف آخر كان يوسف ليدافع عن وعد ولكن في تلك اللحظة صمت تماما..لأن للأسف لا يوجد شيئا ليقوله ....فوعد خذلته وتركته بأقسي طريقة ...لم تهتم لا به ولا بمشاعره واثبتت أنها فتاة لعوب كما أخبرته والدته ...
-**** يصلح حالها ويسعدها يا امي ...
تنهدت منار بحسرة وقالت:
-كان مالها بنت خالتك بس يا يوسف ..
اغمض عينيه وقال :
-كفاية يا امي لو سمحتي الموضوع انتهى...أنا محبتش حياة والحب مش عافية ومش معني اني انفصلت عن وعد اني هبص لحياة !
مطت منار شفتيها وقالت:
-وحتي لو عايز حياة دلوقتي مينفعش ..
نظر يوسف لوالدته بحيرة لتكمل بخبث:
-متقدملها واحد ميترفضش وهتقابله بكرة...
ابتلع ريقه وهو يشعر بضيق مفاجئ وقال:
-**** يوفقها يا امي ...يالا دلوقتي تصبحي علي خير !
............
-ابوس ايدك يا دكتور جيب العلاج دلوقتي وانا هديك الفلوس بعدين ...امي هتموت ابوس ايديك ...
قالها ذلك الطفل صاحب الثاني عشر عام وهو يبكي ...الخوف يستوطن قلبه ..حالة والدته أصبحت سيئة بسبب داء السكري والأدوية نفذت ...حتي النقود التي يكسبها من عمله كعامل بناء نفذت ...وهو الآن في ورطة لم يرضي أحد أن يسلفه اي فلس والان كل ما يستطيع فعله هو التوسل من أجل حياة والدته فهو ليس لديه غيرها ...
-مستعد اشتغلك هنا من غير اجر ..هعمل اللي انت عايزه بس ابوس ايديك اديني الحقن امي هتموت ...
-يالا يا واد انت غور من هنا وبلاش قرف مفيش دوا الا بفلوس مش فاتحينها جمعية خيرية يا حبيبي انت ...وبعدين النوع اللي طالبه مستورد ..خلي الدكتور يكتبلك نوع تاني تقدر تاخده من المستشفي ...
انسكبت دموعه وهو يشعر بالعجز بينما لم تحتل ملامح الرجل الا قسوة ...لم يجد ولا أثر ضةيل للشفقة ...لذلك قرر أن يأخذ ما يريده مهما حدث. ..ولهذا قام بدفع الرجل بقوة وهو يحاول أخذ الحقن ويركض بها ...
-حرامي ..حرامي.
صرخ الرجل وهو يحاول أن يمسك بالصبي...ولكنه كان يركض بقوة ...لم يفكر بشئ الا والدته ...فليموت هو ولكن تعيش هي ...فإن ماتت هي سوف يضيع للابد ...هي الخيط الضئيل الذي يجعله يتمسك بالنور وان خسرها سيغرق بالظلام ....
وصل الي المنزل المتهالك لاهثا وولج إليه وهو يقول:
- -جبت الحقن ياما ..
ولكن ابتسامته تجمدت وهو يجدها ساكنة ...اقترب منها وهو يبتلع ريقه وقال:
-امي ...امي اصحي جبت الدوا ...
ولكن لا رد ...
تساقطت دموعه أكثر وقد فقد الشعور لبضع لحظات ...امسك كفها البارد ثم قبله برفق وقال بصوت مختنق؛
-انا اسف ...اسف ...
فجأة اقتحم صاحب الصيدلية المنزل هو وبضعة رجال وقال بغلظة :
،-هو ده اضربوه ...
وهكذا أخذوه الرجال خارج المنزل بينما هو منفصل عن العالم وقاموا بضربه دون رحمة ....
.....
استيقظ الصياد من كابوسه المعتاد وهو يلهث بقوة ...كان يشعر بقلبه يقفز داخل صدره ...بينما دموعه تنساب علي وجهه ...وضع كفه علي وجهه بتعب وهو يفكر مني سينسي الماضي!!!!
ولكنه فجأة تجمد عندما أدرك أن وعد قد اختفت !!!!
يتبع
الفصل التاسع
( غيرة )
كانت تركض وهي تلهث اللعنة هي محاصرة هنا بين الأشجار الكثيفة. ..لم تعرف أن البيت المحبوسة به هو فيلا به حديقة واسعة لهذا الحد ...أنها تركض منذ نصف ساعة ...فبعد أن اطمئنت أنه سيكون بخير قررت الهروب واللجوء ليوسف كي تخبره الحقيقة ويساعدها ...اخذت تلهث وهي تشعر ان قلبها سوف يتوقف من شدة الركض ... ابتسمت بأمل وهي تري البوابة الخاصة بالفيلا من بعيد ودون تفكير ركضت إليها ولكن فجأة وجدت نفسها محاصرة بكلاب بوليسية ....ارتعبت وعد...وارتجف جسدها وهي تشعر أنها في كابوس مخيف ....رباه ما تلك المصيبة التي حلت علي رأسها ....بدأت الكللابب تكشر عن أسنانها وهي تقترب منها أكثر لتفقد وعد وعيها من الرعب !!!
......
أغمضت عينيها وهي تشعر بقطرات من الماء تسقط علي وجهها ...شقهت وهي تنهض لتجد رجل ضخم ينظر إليها بسخرية ....نظرت حولها لتتجمد وهي تجد الصياد يجلس علي المقعد الخاص به ...شكله متعب للغاية ولكن عينيه تحمل شر عظيم ...كان الغضب يتشكل علي وجهه بطريقة افزعتها ...لقد انتهت ..هكذا فكرت وعد ...الصياد لن يتركها علي قيد الحياة ....سيقتلها بسبب فعلتها تلك ...ازدردت ريقها بصعوبة وهي تنظر إليها ... ابتسم هو بسخرية لتتألق عينيه بنظرات شيطانية ويقول:
-مساء الخير يا وعد ...كويس انك صحيتِ افتكرت أنك لا قد **** موتِ وخلصت منك ...
صمتت مرعوبة ليكمل هو :
-اللي عملتيه ليه عقاب ...اوعي تفتكري اني هسيبك من غير ما تتحاسبي ...بس حسابك معايا هيكون عسير ...أنا همشي دلوقتي ..بس لو فكرتِ تهربِ تاني هقتلك فاهمة ؟!
انكمشت علي نفسها لينظر الصياد الي الحارس ويقول :
-لو فكرت تهرب متتردش تضرب النار علي رأسها وارمي جثتها في البحر ...
ارتعشت وعد وهي تسمع تلك النبرة من الصياد وقد عرفت أن الجحيم قد بدأ الان ...نهض هو بصعوبة متكئا علي الحارس وخرج ...
ضمت وعد ساقيها الي جسدها وقد تصاعدت الدموع لعينيها وما هي ثواني الا وقد انفجرت بالبكاء ...لقد انتهت ...يأست لن تستطيع الهرب من هنا سوف يستبيح هذا الحقير جسدها ويسلب شرفها ...وهي لن تستطيع فعل شئ....لقد ندمت أنها ساعدته ...ليتها تركته يموت ...علي الاقل تلك النيران التي في قلبها سوف تهدأ ...نامت علي فراشها وهي تبكي بعنف ...لقد وقعت أسيرة مرة آخري ظنت أنها يتهرب ولكن الصياد استطاع الامساك بها مجددا وهو لن يسامحها الان ....
...........
في غرفة اخري تسطح الصياد علي فراشه وقال:
-انا هنام النهاردة هنا يا مختار ...وانت خلي بالك من البنت دي .
-امرك يا صياد ...
اغمض عينيه وهو ما زال يشعر بالألم الجسدي ولكن الالم في روحه كان اعظم ...روحه ما زالت تنزف ...لم تلتئم جراحه بعد...بعد كل تلك السنوات ما زال اسير الماضي ...ما زال ذلك الصبي الصغير الذي فشل في إنقاذ والدته وما زال يحمل عبأ هذا الذنب ...يتذكر ما حدث كأنه حدث بالأمس ...كيف في لحظة خسرها والسبب كان فقره ...حينها كره الفقر وكره حياته بأكملها...حينها قرر أن يفعل أي شئ من أجل المال ...المال الذي تسبب في أن تموت والدته هو سيمتلكه مهما حدث ....لقد نبذه العالم حتي حرر الوحش بداخله ...حتي أضحي جاسر النجار شيطانا ...أصبح هو الصياد الذي لا يرحم فريسته ...عمه أخبره ذات اليوم أنه إذا امتلك المال سوف يمتلك العالم ...وعلي الرغم أنه يمتلك كل شىء إلا أنها ما زال حزين...ما زال يوجد به شيئا ناقص وقد ظن أن ملاك سوف تجعله سعيد ولكن حتي هي رفضته وذهبت لآخر ...والان هو يمتلك المال لا السعادة ...
...............
في اليوم التالي
-تفضلي..
قالها بإبتسامة بعد ما دخل الي المرسم الكبير الخاص به ...توترت ملاك قليلا ...رباه ماذا تفعل هي هنا؟!!كيف تأتي ومع رجل بالكاد تعرفه الي مكان يخصه ...لو والده عرف هذا سيقطع رأسها ...هي تتخلي عن مبادئها شيئا فشئ...ابتلعت ريقها وكادت أن ترفض وتهرب ولكن الابتسامة علي وجه عدي جمدتها تماما ...كانت ابتسامته أجمل ابتسامة رأتها في حياتها ...جعلت قلبها يخفق بسعادة .. تنهدت بيأس وهي تتساءل يا تري اين ذهب تحكمها بنفسها ...لقد عرف الجميع أنها أكثر شخص يستطيع التحكم في نفسه...هي ألقت عاصم خارج حياتها وهي تعشقه بقوة ولكن كرامتها كانت أهم ولكن الآن لما هي بهذا الضعف أمام عدي ؟! ...هذا السؤال جعلها تجن ...استجمعت شتات نفسها ورفعت راسها وهي تقرر الرفض بأدب ولكن اصطدمت عينيها الرمادية بعينيه الزرقاء التي تتأملانها بعمق ...تزلزلت الأرض تحت قدميها قليلا وهي تطرق بوجهها في الأرض بينما تشعر باللون الاحمر يزحف علي وجنتها ..ازدردت ريقها وهي تشعر به يقترب منها
-انتِ مش واثقة فيا ولا ايه ؟!
وسؤاله الناعم كان ماكر للغاية ...كان يحاصرها عاطفيا...يلعب علي نقاط ضعفها ...هزت رأسها بضعف ليبادر هو ويمسك كفها ويقول بنبرة قاطعة:
-يبقي خلاص ادخلِ عشان اوريكِ رسوماتي ..
وكالمسحورة دخلت اخيرا للمنطقة المحظورة والغت عقلها تماما متبعة أهواء قلبها وفي عرفها القلب لا يكذب وان كان متهور ...
.....
وقفت في منتصف المرسم واتسعت عينيها بإنبهار وهي تنظر إلي اللوحات مشدوهة ...
-عجبتك ؟
سألها وهو ينظر إليها مبتسما...رمشت وهي تنظر إليه وقالت:
-انت اللي رسمت دوول كلهم ...
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب وقال:
-انا بحب الرسم اووي ...تعالي هوريكي رسومات اكتر ..
وببساطة امسك كفها وهو يعرض عليها لوحاته ويخبرها بفخر متي رسمها ...
توقف قليلا وقال :
-ممكن تغمضي عينيك هوريكي حاجة ...
توترت قليلا ولكنها أغمضت عينيها ...سحبها هو الي غرفة ما ثم أزاح قطعة قماش كبيرة عن لوحة وقال :
-ودلوقتي تقدري تفتحِ عينيكِ ...
فتحت هي عينيها ببطء لتشهق بقوة وهي تري لوحة خاصة بها ...لقد رسمها عدي...نظرت إلي اللوحة الخاصة بها عينيها متسعة بذهول وإنبهار....هل هي جميلة لتلك الدرجة ...اقتربت من اللوحة وهو تتلمسها بكفها بينما ابتسامة مهتزة ترتسم علي شفتيها ...مباردته تلك سلبت قلبها .
.تصاعدت دموع التأثر بعينيها وقالت:
-مش عارفة اتكلم ...اللوحة مبهرة ...أنا ...
توقفت الكلمات في حلقها وانسابت دموعها ولكنها ابتسمت وهي تمسح دموعها التي تساقطت ثم استدارت وقالت:
-امتي رسمت اللوحة دي ؟!
-من اول يوم شوفتك فيها ...
واجابته صدمتها تماما ...اتسعت عينيها وقد شعرت بتصاعد التوتر بينهما ...اقترب منها وقال:
-من اول ما شوفتك يا ملاك وملامحك انطباعا في قلبي ...أنا ....
شعرت بالذعر لذلك غيرت مجري الحديث بسرعة وقالت:
-مش هتوريني باقي اللوحات أنا عايزة اشوفهم كلهم ...علي فكرة انت ممكن تعمل معرض و....
ولكنها لم يدعها تتم كلامها بل امسك كفها وقال؛
-ملاك بس اسمعيني أنا حابب اتكلم ...أنا ....
حررت كفها منه وهي تبتعد وتقول:
-حابة اشوف اللوحة دي ..
وأشارت إلي لوحة كبيرة مغطاه بقماش باللون الاسود ....توتر عدي ..وحاول تشتيتها ولكنها ذهبت وازاحت القماش لتقف مبهورة وهي تري لوحة لامرأة سمراء بعيون بنية واسعة وشعر مجعد...كانت تبدو جميلة للغاية ...هي لم ترى إمرأة بهذا الجمال من قبل ...في حياتها كلها لم تري وجه يمتلك كل تلك الجاذبية..
-مين دي؟!!
ابتلع عدي ريقه وقال؛
-دي ليالي ..تبقي خطيبتي القديمة ....
والحسرة في نبرته جعلتها تشتعل من الغيرة ....
-انت خاطب ؟!
قالتها بغيرة لم تستطع السيطرة عليها ...ابتسم بخبث وقال:
-كنت .
-بس انت مش قادر تنساها صح ...عشان كده رسمتها ...
-لا أنا ...
-متكدبش...انت لسه بتحبها ...لو مكنتش بتحبها مكنتش هتحتفظ برسمتها ...لسه بتفكر فيها و ...
قاطعها بينما عينيه تبرقان بقوة:
-حتى لو لسه بحبها ...أنتِ ايه مشكلتك ؟!
بهتت وهي تنظر إليه ليكمل وهو يقترب أكثر حتي اختلطت انفاسهما وقال:
-لتكوني بتغيري...
وها هو بمهارة يلقي شباكه علي فريسته!!!
.... .........
في اليوم التالي مساءا
وقفت أمام المرآة وهي تتطلع الي انعكاسها....بدت فعلا جميلة للغاية .بفستانها الازرق الرقيق ...والقلادة الزرقاء التي ترتاح علي نحرها ...شعرها القصير يعانق عنقها بينما التقطت احمر شفاه باهت ومررته علي شفتيها ..ابتعدت وهي تنظر للنتيجة برضا تام ...تعترف أن تلك المرة اهتمت كثيرا بمظهرها لأنها بالفعل قررت طرد يوسف خارج قلبها وحياتها ...تنهدت وهي تهز راسها ....لا لن تفكر به اليوم ...اليوم يومها هي ...خرجت من الغرفة وهي ترفع رأسها أمسكت بصينية العصائر ثم ذهبت الي صالة المنزل لتقديم الضيافة بينما علي شفتيها ابتسامة جميلة ...
بعد الترحيبات الحارة من أهل العريس جلست حياة وهي تطرق برأسها ...كان قلبها يقصف بقوة من شدة التوتر ...الآن هي تبدأ حياة من جديد ...قررت تمزيق ذكرياتها مع يوسف وصنع ذكريات اخري ...تتمني أن تكون جميلة ...زاد معدل التوتر عندما سمعت والدة العريس تقول :
-يالا نسيبهم لوحدهم ...
وما هي الا ثواني حتي اختفي الجميع وبقي هو فقط ...رفعت حياة عينيها وهي تتطلع إليه ...كان منظره حسنا ...يمتلك قدر من الوسامة والذكاء أيضا ...هذا يظهر في عينيه البنية اللامعة ...شعره طويل قليلا يغطي عنقه ...يرتدي حلة سوداء تزيده جاذبية بينما ابتسامة لطيفة ترتاح علي شفتيه ...ابتسم حسام وهو ينظر إلي خجلها وقال :
-متقلقيش مش هأكلك...احنا بس هنتعرف ولو اتفقنا يبقي بشرة خير ...
أنا حسام مختار ابن طنط مريم تعرفيها طبعا ..كنت بدرس طب برة مصر وجيت من ست شهور وفتحت عيادتي هنا وقررت أن آن الأوان أسس عيلة...أنا ميسور ماديا ومش بدخن ولا هخونك متقلقيش ...
ضحكت حياة ليبتسم ويقول:
-علي فكرة ضحكتك حلوة اووي ...
اطرقت برأسها بخجل ...فتنهد هو وأكمل:
-عايزة بس اطمن أن لو وافقتِ عليا ميكونش حد ضغط عليكِ ...حابب علاقتنا تكون مبنية علي الصراحة التامة ...لو موافقة عليا قولي ولو رافضة كمان قولي مش هزعل...
نظرت إليه حياة بعمق ...ملامحه اللطيفة وابتسامته المشجعة ...ابتسمت له في المقابل وهي تفكر هل تخبره الحقيقة ...هل تخبره أنها تحب آخر ...فهي لا تريد أن تخدعه ...
-عايزة تقولي حاجة ؟!
نبرته الهادئة جذبت انتباهها وشجعتها علي الاعتراف بكل ما في قلبها ...
اطرقت وهي تقول:
-انا خارجة من تجربة فاشلة ...الموضوع بقاله وقت بس لسه قلبي متعلق باللي كان خطيبي واللي هو
-ابن خالتك في نفس الوقت
قالها بهدوء لتهز رأسها ثم تكمل:
-بس انا قررت انساه للأبد ...قررت موقفش حياتي علي حد ...هقدر اتجاوزه بس من حقك تعرف إن مشاعري متحركتش ليك ...
كان ينظر إليها بإعجاب وتقدير وقال:
-تعرفي انك شبهي ...عشان كده انا متفائل بالعلاقة دي لو تمت...
-مش فاهمة
قالتها بارتباك ليتنهد هو ويقول:
-تقدري تقولي اني برضه خارج من علاقة فاشلة استنزفتني ماديا وعاطفيا وحسيت أن جه الوقت عشان أتجاوز اللي حصل وأنتِ اكتر من مثالية ليا يا حياة...الموضوع بسيط ...احنا هنساعد بعض عشان ننسي اللي خذلونا ونعمل خطوبة ونشوف لو هنقدر نكمل مع بعض ها ايه رايك ...
-اديني فرصة افكر ...
قالتها منهية الحديث.
.......
بعد أن ذهبوا أهل العريس تقدم والد حياة منها وقال:
-ها يا بنتي رايك ؟!
نظرت إلي والدها وهي تفكر أن تلك فرصتها الوحيدة لتنسي يوسف فقالت:
-موافقة عليه يا بابا
يتبع
الفصل العاشر والاخير من السلسله الاوله
( انفجار )
-يعني وافقتي يا حياة ،؟!
قالتها خالتها بعتاب لحياة التي تلتهم المعكرونة بنهم لتهز حياة كتفيها وتقول :
-الراجل محترم وكويس وظروفه كويسة ليه ارفض يا خالتي ...
احنا خالتها عينيها بحزن وقالت:
-طيب ويوسف يا حياة ؟!
-ماله يوسف يا خالتي ...
تنهدت خالتها وقالت:
-انا كنت اتمني ....
قاطعتها حياة وقالت :
-يوسف مبيحبنيش وانا بطلت افرض نفسي علي حد يا خالتي...أنا دلوقتي مرتاحة اوووي ...وخطوبتي بعد اسبوع وعايزة افكر في حياتي الجديدة اللي يوسف مش جزء منها ...
تجمدت خالتها وهي تطالع يوسف الذي كان واقفا يتابع الحديث وعلي وجهه تعبير الضيق والتوتر ...
تكلمت خالتها بإرتباك وقالت:
-يوسف حبيبي امتي جيت ...حياة جات عشان تبلغنا بخبر خطوبتها ...
توترت حياة قليلا بينما نظر إليها يوسف بجمود...التوتر تصاعد في الجو لتقول والدة يوسف بارتباك رايحة احضرلك الاكل...
ثم ذهبت بسرعة للمطبخ وهي تمسك طبق حياة
-وافقتي علي العريس!!!
لم يكن سؤال بل نبرته كانت أقرب للإستهجان...أرادت أن تلقي رد وقح في وجهه ولكن سيطرت علي نفسها وقالت:
-ايوة والخطوبة بعد اسبوع ...اكيد هتيجي طبعا
-اكيد ده أنا اخوكي..
سيطرت علي انفعالاتها وقالت ببرود ؛
-طبعا...انت اخويا ...
مسحت فمها بمحرمة ثم قالت بإبتسامة رسمية :
-ودلوقتي عن اذنك .
ثم قررت أن تتجاوزه إلا أنها فجأة امسك ذراعيها بقوة وقربها منه وهو يقول:
-دور البرود واللامبالاة اللي بتحاولي تقنعيني بيه مش لايق عليكي يا حياة ...
-بتعمل ايه يا يوسف سبني ...
ولكنه لم يتركها بل قال من بين أسنانه :
-وافقتِ ليه بالسهولة دي عايزة تهربِ مني!
دفعته وهي تحرر نفسها وقالت بقوة:
-بتدي نفسك أهمية كبيرة لو فاكر اني لسه ببكي علي اطلالك...أنا وافقت لانه انسان كويس واظن بطلت الاحقك ...فإيه مشكلتك!!!
ابتسمت قليلا وهي ترفع رأسها ..
-تحب اقولك ايه مشكلتك يا يوسف ؟!
قالتها حياة بجفاء واضح وهي تمشطه بنظراتها الباردة ...لهجتها الجليدية جرحت كبرياؤه ...ولم يصدق ان حياة من كانت تتمني نظرة منه تعامله بتلك الطريقة المهينة.!
ابتسمت حياة وهي تطالع صدمته واكملت بنبرة باترة:
-مشكلتك اني بطلت الاحقك...بطلت احبك فغرورك اتجرح ان ازاي حياة الهبلة بقا لها شخصية وقررت تنساك وتنسي حبها ليك...
اقتربت اكثر لتزداد ابتسامتها اتساعا وتردف:
-بس أنا خلاص اتحررت منك ومن حبك ومبقتش عايزاك ...أنا دلوقتي هتخطب للي احسن منك وانت اللي خسرت مش أنا ...
وابتسامة مستفزة كانت من نصيبها وحروفه الواثقة خرجت من شفتيه وقال،:
-كدابة انتِ لسه بتحبيني يا حياة ...حتي لو خطبتِ غيري هتفضلي تفكري فيا ...سميه غرور او ثقة بس متنكريش ان دي الحقيقة ...
رغم الخراب بداخلها الا ان قناع السخرية التي ترتديه لم يتحرك من مكانه بل زادت ابتسامتها وهي تقول:
-و**** يا يوسف زي ما في يوم حبيتك وخليتك تتكبر عليا هوريك الايام الجاية أنا ازاي نسيتك وانك بالنسبالي ولا حاجة ....
ابتسامتها ازدادت اتساعا وقالت:
-عموما هبعتلك دعوة خطوبتي ...انت مهما كان زي اخويا ...
ثم استدارت وهي تذهب من امامه وقلبها يقصف بقوة وهي غير مصدقة انها تفوهت بتلك الكلمات !....
نظر إلي أثرها بضيق وهو يشعر بغضب ...كيف تجرؤ علي الحديث معه بتلك النبرة ...حقا سيجن منها...والأهم من هذا أنه سوف يجن من نفسه ...ما تلك الأنانية التي به ...هو من تركها بالأول...تخلي عنها من أجل من لا يستحق والان هو غاضب لأنها قررت أن تستأنف حياتها ... تنهد يوسف وهو يحاول طرد تلك الأفكار من عقله ...حياة لا تهمه فهو لا يحبها ...لهذا عليه ألا يكون أنانيا ...بل يجب أن يفرح لأنها قررت المضي في حياتها ...ولكن مهما حاول إقناع نفسه لا يستطيع إزاحة الحمل الذي يجسم علي صدره....
خرجت والده من المطبخ وهي تحمل طبق الطعام ...عقدت حاجبيها وقالت:
-اومال فين حياة
-مشيت
قالها بهدوء وهو يخفي ضيقه ...
تنهدت والدته وهي تضع الطبق علي الطاولة وقالت:
-اهي ضاعت منك يا يوسف ...مكنتش هتلاقي احسن من حياة ..
تأفف وقال:
-هو اللي هنعيده هنزيده ...قولتلك مبحبش حياة ..مبحبهاش وهي تتخطب متتخطبش مليش دعوة **** يوفقها...ابوس ايديك اقفلي الموضوع
-طيب ليه متعصب ؟!
سألته والدته بخبث ليرد:
-لاني خلاص تعبت ...تعبت من انك كل شوية تفتحي الموضوع ده ...يا امي وعد سابتني من فترة وانا بجد تعبان فمتزوديش عليا التعب ...
قال كلماته الغاضبة ثم دخل غرفته ...
............
بعد اسبوع..
ولج جاسر الي المنزل وهو متعب لقد غاب لأسبوع كامل ..ترك كل شىء واراد أن ينعزل عن العالم ...أراد أن يجمع شتات نفسه ...تذكره لوالدته بعثر كيانه كليا ...جعله يدرك أنه ما زال سجين الماضي ...ما زال الظلام يقبع داخله ....كاد أن يصعد لغرفته عندما وجد عمه أمامه ...
-بقالك اسبوع مختفي ...ملاك قلقت عليك ...اضطريت اقولها انك سافرت تبع الشغل ...وقافل موبايلك ومش عارف اتواصل معاك قلقتنا عليك ..
وبخه عمه بحدة ليغير جاسر الموضوع بتعب ويقول:
-قدرت تتواصل معاهم وتتفق علي معاد الشحنة ..
امسك عمه ذراعه وقال:
-جاسر أنا بكلمك ...كنت فين ده كله ...قلقت الكل عليك ودلوقتي راجع ببرود تتكلم عن الشغل وسايبني اضرب أخماس في أسداس ...
تنهد جاسر وقال:
-حبيت ابعد شوية ...احتاجت ابعد يا عمي واهو رجعت ...ممكن بقا نشوف الشغل ...عشان نعرف هنتحرك ازاي ومالك العمري حاططنا في دماغه ...
-انت زعلان مني عشان موضوع ملاك يا جاسر ...
مط جاسر شفتيه وهو يدعي أن الأمر لا يهمه ابدا وقال:
-لا ليه ازعل ...ده حقك أنا مجرم ...تاجر مخدرات وملاك ...
تنهد وقال وهو يبتلع ريقه :
-ملاك هي ملاك ...وانا ...أنا شيطان والملايكة والشياطين مبيكونوش سوا ...في لحظة أنانية مني اتمنتها لنفسي وتجاهلت أن وجودها معايا ممكن يأذيها ...
تنهد ونظر لعمه وقال:
-انا بحب ملاك ...بحبها اكتر من اي حاجة في حياتي ...واللي بيحب مش بيأذي وعشان بحبها أنا اللي بقولك هي تستاهل حد احسن مني ...
ابتسم عمه بتأثر وقال ؛
-مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر ...شكرا لانك اتفهمتني ...شكرا يا بني ...انت غالي عليا ...انت ابني يا جاسر اللي ربيته ...أنا واياك مرينا بحاجات كتيرة عشان نوصل للمكانة دي ..حاربنا كتير واتداس علينا كتير عشان نكبر وكبرنا ...وبقا العالم كله تحت رجلينا ...
تنهد جاسر وقال:
-ياريته كان تحت رجلينا لما كانت أمي عايشة ممكن مكنتش ماتت ...ممكن كانت هتبقي معايا ...
نظر إليه عمه بحزن ثم أمسك كفه بقوة وقال:
-لا يا صياد ... انسي اللي حصل ...انسي الحاجة اللي تضعفك ..متبقاش أسير الماضي شوف أنا وأنت دلوقتي وصلنا لفين ..العالم كله نبذنا بس مستسلمناش عملنا المستحيل عشان نوصل للمكانة دي ومش هنتراجع عنها لا انا ولا انت ...الناس اللي ذلونا عشان لقمة العيش دلوقتي بقينا احنا أسيادهم ...صاحب الصيدلية اللي رفض يديك دوا والدتك وماتت بسببه أنا قتلته بإيدي...احنا انتقمنا من اللي ذلونا ...أنا واياك قوة عظمي أنا من غيرك ولا حاجة وانت كمان لكن احنا الاتنين مع بعض اقوي وهنبقي اقوي ...فهمتني ...
هز جاسر رأسه بالإيجاب ...ابتسم عمه وقال:
-ارتاح.دلوقتي ...مستر جاك اتواصل معايا وقال هيبعت حد تبعه النهاردة عشان الشغل !
هز جاسر رأسه وقال:
-لا أنا محتاج اروح مكان دلوقتي ...
ثم ذهب مسرعا وهو يتذكر وعد ...أخبره الحارس الخاص به أنها حاولت الهرب مرتين طوال هذا الأسبوع ...كما أنها رفضت أن تأكل ..
.......
فتح باب المرسم ليتوقف وهو يجد ملاك أمامه ...ملامحها متوترة للغاية ..وشفتيها متشنجة...تلبس ملامح الغضب والعتاب وهو يقول :
-اهلا بالهانم اللي يدوب افتكرتني دلوقتي ...أنا من أسبوع كنت هتجنن واوصلك ...أتصلت بيكِ كتير وجيت عند بيتك بس مرضتش اسببلك مشاكل ...
-ممكن ادخل ..
قالتها بصوت غريب ...ليتنهد بضيق ولكنه أفسح لها المجال ...ولجت هي بتوتر وهي تتلاعب بذراع حقيبتها ...تتذكر اول واخر مرة اتت فيها الي هنا ...كيف بكل غباء أظهرت غيرتها عليه لدرجة أشعرتها بالخجل ...لدرجة أنها هربت من المكان واختبأت بغرفتها كالجبانة ورفضت بإصرار الرد علي اتصالاته أو رسائله ...كانت حقا مشوشة من تلك المشاعر القوية التي تنتابها...هي حتي لم تشعر تجاه عاصم بتلك المشاعر القوية ...عدي شئ اخر ...عندما عرفت عن حبيبته القديمة شعرت بقلبها يتمزق من الحزن وفقدت أعصابها بشكل صدمه هو شخصيا ...ضمت ذراعيها إليها ...ثم استدارت ونظرت إلي عينيه التي تخترق روحها وقالت بخفوت:
-جيت اعتذر علي كلامي المرة اللي فاتت أنا مكنت ...
قاطعها بقوة وقال:
-جاية تعتذري عشان حسيتِ بالغيرة عليا من ليالي ...
بهت وجهها ولكن استعادت وعيها بسرعة وهي تقول بقوة :
-مكنتش غيرانة.
-كدابة
اتهمها بقوة لدرجة أن شجاعتها بدأت تتسرب وان لم تهرب الان سوف تنهار...رفعت رأسها بينما برقا عينيها الرمادية وهي تقول:
-مش مشكلتي صدق او متصدقش بس انا مكنتش غيرانة ابدا ...ومظنش فيه سبب عشان اغير عليك ...احنا اصحاب مش اكتر أو أقل ....
ثم وبنفس القوة تجاوزته وكادت أن تذهب ...فتحت الباب ولكن بسرعة اغلقه وحاصرها هناك وهي يخترق حصونها....
يقال خير وسيلة للدفاع هي الهجوم
-انا بحبك ليه مش قادرة تصدقي ده !!
والهجوم وسيلة فعالة في حالته فلكي يخضع فريسته عليه الهجوم علي نقاط ضعفها ...ونقطة ضعف اي امرأة هي عواطفها ...إن أحبتك امرأة فقد ملكتها ...
واتساع عينيها وتوترها كان مثال واضح انها تحبه أيضا ...وكاد أن يصرخ بسعادة لأول انتصار حققه في مهمته ...فها هي ابنة عدوه ملكه وبين يديه ...نقطة ضعف الرجل الذي دمر حياته منذ سنتين خاضعة له..فقط بقليل من المحاولة سيحصل عليها ...مد كفه ووضعها علي وجنتيها وهو يحاصرها بلا رحمة قائلا:
-انا بحبك يا ملاك ...أنا عمري ما حبيت حد كده في حياتي ابدا ...ايه الحاجة الصعبة اللي مش قادرة تصدقيها ...أنا بحبك وأنتِ بتحبيني
-لا أنا ...
-اياكِ تكدبي ..
حذرها مبتسما ثم قال :
-عيونك فضحاكِ ... غيرتك فضحاكِ ودقات قلبك كمان ...عارف مشاعرك ناحيتي وانا عندي نفس المشاعر من اول ما شوفتك وانتِ سرقتِ قلبي ومش عدل انك ترفضِ حبي ...
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت بتوسل:
-ابوس ايديك سبني امشي ...وانسي كل حاجة قولتها دلوقتي ...أنا مش عايزة...
-مش هكون زيه
أخبرها بقوة ...ثم حاصر وجهها ووضع جبينه علي جبينها وقال:
-مش هكون زي الانسان اللي جرحك ...وعد مني اني هحبك للأبد بس اديني فرصة ...
أبعدته ملاك فجأة وهي تبكي ثم فتحت الباب وخرجت مغلقة الباب خلفها ...
تنهد عدي بسخط ربما عليه أن يحاول أكثر حتي تنجح خطته ...فجأة دق أحد باب المرسم ليبتسم بانتصار ويفتحه ويجد ملاك أمامه ...وما هي الا ثواني حتي اندفعت بين ذراعيه !!
........
-ايه اخبارها دلوقتي ؟!
قالها الصياد بجدية ليرد الحارس:
-بقالها يومين مأكلتش يا صياد ...رافضة تماما تاكل اي حاجة وعلطول بتعيط ..
هز رأسه وقال:
-اطلع انت برة الفيلا وانا هتصرف معاها ...
هز الحارس رأسه بطاعة ثم خرج مسرعا ...تنهد الصياد ثم قرر الدخول إليها ...ولج الغرفة ليتوقف وهو يجدها باهتة ... عينيها حمراء وبشرتها جافة يبدو عليها الإعياء ...كتف ذراعيه وقال:
-متفتكريش أن قلة أكلك هتخليني أشفق عليكي واطلعك من هنا ...مش هتأكلِ يبقي هتموتِ وساعتها هتخلص من جثتك واعيش حياتي عادي ...
تصاعدت الدموع لعيني وعد وهي تنظر إليه وقالت:
-لحد امتي هفضل هنا ؟!!حرام عليك خرجني انت دمرت حياتي ..دمرت مستقبلي ...خلتني اكره نفسي وأكره اني ست !!
نظر إليها وقال:
-مش هتخرجِ الا لما أخد منك اللي انا عايزه .
اقترب اكثر وقال:
-انا عايزك يا وعد ...ليلة واحدة بس وبعدين أنتِ حرة ...
هزت راسها وهي تبكي وتقول:
-مستحيل ...مش هسلملك نفسي بإرادتي ...
هز كتفه وقال:
-خلاص افضلِ هنا لحد ما تموتِ ...
لمعت عينيه البنية وقال:
-لانك يا حلوة مش هتطلعي من هنا الا لما أخد منك اللي أنا عايزة ...الصياد متعودش يسيب حاجة ملكه ...وانتِ ملكي ...ملكي وبس ...
-انت مجنون...مريض نفسي وحيوان ...
ابتسم وأكمل:
-ومجرم كمان ...أنا الشيطان اللي ممكن اقلب حياتك جحيم ...هترضخي ليا هتبقي حرة ...هتعندي و**** هتفضلي هنا لحد ما تموتي فاهمة ولا لا ؟!
ثم استدار وكاد أن يذهب ولكنها قالت فجأة:
-ليها حق متحبكش !
نظر الصياد إليها بحيرة لتكمل بقوة :
-ملاك ...حبيبتك ...انت بتحبها صح ...كنت بتهلوس بإسمها وانت نائم وزعلان أنها رفضتك ...ليها حق ...مفيش واحدة متزنة عقليا تحب واحد مجنون زيك....
اشتعلت النيران بعينيه لتنهض هي وتقترب منه ثم تكمل :
-**** بيحبها عشان مزرعش في قلبها حب واحد مريض زيك ...اكيد هي بنت كويسة لأنها رفضت شيطان زيك ...واحد حيوان م....اه
صرخت بألم عندما صفعها بقوة ...نظرت إليه بصدمة ليصفعها مرة أخري حتي وقعت علي الأرض ...لقد فقد أعصابه تماما ...ركع بجوارها ثم أمسك شعرها بقوة ولم ينتبه لمسدسه الذي سقط بل رفع كفه وضربها مرة اخري وهو يقول بغيظ:
-ده عقاب انك تجرأتي تتكلمي عليها ...بس بسيطة أنا هوريكي أنا شيطان ازاي ...
خلع حزامه بسرعة ثم رفعه ليضربها ...صرخت وهي تغطي وجهها ولكنه توقف في آخر وذكري مماثلة تخترق مماثلة تخترق عقله ... ذكري لطفل يخبئ وجهه بتلك الطريقة بينما رجل الشرطة يضربه لانه تجرأ وسرق الدواء لوالدته ...رمي الصياد الحزام ...ثم تراجع ...كان يلهث وهو ينظر إليها ...يشعر أن قلبه سوف يخرج من مكانه ...ما خطبه ...لم يتذكر هذا ...لم يصبح اسير الماضي مرة آخري ...لقد تجاوز هذا ...تجاوز الإهانات التي كان يتلقاها بسبب فقره ...شعر أنه يضعف شيئا فشئ ...وشعر بالدموع تلسع عينيه لذلك قرر الهرب
..فهو لن يظهر بمظهر الضعيف أمام فريسته ...ثم استدار ليذهب ...
-استني ...
قالتها وعد بضعف ...
نظر إليها وبهت وهو يراها تمسك السلاح وتنهض وهي تتألم ..الم كبرياؤها فاق الم جسدها ...لقد انتهي الأمر وانتهت هي ...أن بقت معاه أكثر من هذا سوف تموت كل يوم ....
وجهت السلاح نحوه وقالت:
-انت دمرت حياتي ...خطفتني وضربتني ...جرحت كرامتي وبعدتني عن خطيبي ...خليته يفتكر اني خاينة...حستتني اني رخيصة ...انت أسوأ من الشيطان وموتك هو الحل لكل مشاكلي ...
ابتسم لها بسخرية وقال:
-فاكراني هخاف ..أنتِ أجبن من انك تقتلِ نملة كان عندك فرصة تموتيني ومقدرتيش ...
انسابت دموعها وقالت:
-عندك حق معنديش الجراءة اني اقتلك ..
رفعت عينيها إليه وقد برقت بجنون وقالت:
-بس عندي الجراءة اقتل نفسي ...
ثم بسرعة وجهت السلاح لصدرها وضغطت علي الزناد!!!!!
يتبع
نكمل في السلسلة القادمة و لا تقلقو لان كل اجزاء القصه مكتوبه انجوووي استمتعوا
التالية◀
في احد المستودعات القديمة ...
كان يصرخ بفزع بينما يجرونه ....عينيه معصوبة تماما والخوف يغلف قلبه ....كان يشعر أن نهايته أتت لا محالة ...فالصياد لن يتركه يفلت بعملته بتلك السهولة ...سيقتله بأبشع طريقة ...هو يعرف جبروت هذا الرجل...الصياد لن يسامح في حقه ابدا ...صرخ بوجع بينما شعر بنفسه يندفع علي الأرض ...واحدهم يفك عصابة عينيه فتح عينيه واغمضها عدة مرات ليعتاد علي الضوء ...نظر إلي الرجل الضخم الذي أمامه والذي قال بوجه عابس :
-اي خدمة تاني يا صياد ...؟!
نظر رجب بفزع لاتجاه المتلقي ليدب الرعب بقلبه وهو يجده ...متربع علي عرشه ...ينظر إليه بسخرية بينما يحتجز سيجارة بين شفتيه وينفخ دخانها بإستمتاع تام...كان سعيد ...منتشي وهو يري رعب الرجل منه. ..فشعور انك الاقوي دائما ممتع ...انك المسيطر وان لا احد يستطيع أن يتحداك شعور لا يقاوم ...وهذا الرجل الماثل إمامه يكاد يموت من الرعب وهذا حقا يمتعه ...يمتعه كونه المتحكم المسيطر ...نظر إلي الرجل بسخرية ليحاول رجب الكلام ولكن الكلمات انحشرت في حلقه بينما ابتلع ريقة ...تساقطت دموع الخوف من عينيه وأخيرا خرجت الحروف من شفتيه وهو يقول:
-سامحني يا صياد ...سامحني ابوس ايديك ...مكنتش اعرف ان هيحصل كده و**** ...أنا ....
-لا...لا يا رجب متترجنيش كتير انت عارف عقوبة خيانة الصياد ...انت عارف انك في اليوم اللي هتخوني هتموت ابشع موته صح ...
هز رأسه وهو يبكي لينهض الصياد وهو يطفئ سيجارته في منفضه السجائر ويخرج سلاحه الناري ويهيئه ...
-لا يا صياد ابوس ايديك ...أنا آسف و**** العظيم ما اقصد متقتلنيش ...
وصل إليه الصياد وهو يمسك رأسه ويقول:
-ششش يا رجب ..متصعبش عليا الموضوع ...انت عارف غلاوتك عندي ...بس دي خيانة يا صاحبي والخاين مصيره الموت دي قوانين وانا بحب جدا أنفذ القوانين صدقني No think personal أنا بحبك صح بس انت خالفت قوانين الصياد ...هنا الخاين بيموت ....
وجه المسدس لراسه وقال:
-اي أمنية اخيرة قبل ما افجر دماغك ....
بكي رجب وقال:
-هرد فلوسك يا باشا بس متقتلنيش ...
-ترد تلاتة مليون جنية ..طب ازاي ومن فين يا رجب...بتضحك عليا ولا علي نفسك ...أنا عارف انك خسرتهم في القمار ...
ركع أمامه ولمعت عينيه البنية بغضب شيطاني :
-تختلس من الصياد فلوس وتخسرهم في القمار ومتوقع اني هسامحك ...احمد **** اني هقتلك بسرعة ...لانك عارف اني مبحبش العنف وبخلي رجالي يتولوا كل حاجة بس انت غالي علي قلبي عشان كده انا بنفسي هقتلك....
نهض مرة أخري وضغط السلاح علي جبهته وهو يقول بسخرية :
-Any last wish?!
بكي رجب وهو يقول :
-ابوس ايديك يا صياد ارحمني أنا غلطت وهحاول اصلح غلطي ...
زعق الصياد به وقال:
-يعني هترجعلي التلاتة مليون من فين ؟!!
-معييش المبلغ ده و****
قالها رجب وهو يبكي ...ثم فتح عينيه ونظر الي الصياد وقال بنبرة ذات مغزى :
-بس مستعد اديك حاجة تعوضك ..
-ايه هي
-اديك بنتي ...بنتي وعد هتكون ملكك !
يتبع ..
الفصل الاول
( فيه وكر ابليس )
-عامر النجار نفد تاني .... للمرة التانية نكون قريبين جدا منه بس هو يقدر يهرب ومنمسكش عليه دليل
هدر بها مفوض الشرطة وهو يدور حول نفسه ...
هز أحد الضباط رأسه وقال:
-الراجل ده فعلا داهية ده اكيد كشف المخبرين اللي جندتهم عشان كده معاد تسليم شحنة المخدرات مكانش مضبوط وروحنا علي الفاضي ...
ضرب المفوض مالك العمري كفه علي الطاولة بحده....سنة كاملة وهو مكرس وقته حياته لكي يقبض علي هذا الرجل ...هذا الرجل الذي دمر حياته قبل سنتين بالكامل ...ولكن كل محاولاته فشلت هل اتي الوقت للاستسلام ...هل سيترك ثأره ولن ينتقم من هذا الرجل ....اسئلة كثيرة كانت تدور بعقله ولكن فجأة أضاء عقله بفكرة ما ...هو لن يقبض علي عامر ...عدي من سيفعل ...عدي العمري!!!!هو زرع في قلب عدي رغبة الانتقام من عام ....رغبة الانتقام كبرت وأصبحت هوس بالنسبة لعدي ...أصبح يحلم باليوم الذي سيلقي فيه عامر في السجن ليتعفن به ...أن الاوان لإعطاء ابنه تلك الفرصة ....فرصة الانتقام !
...........
في مكان ما ..
مخبرين الشرطة مكبلين علي الأرض بإنتظار مصيرهم ....وجوههم جامدة رغم الرعب الذي تمكن من قلوبهم وهم يعرفون ان مصيرهم الموت لا محالة
امسك عامر السلاح الخاص به ثم هيأه وقال:
-زعلان اني هقتل رجالة شجعان زيكم...بس الشغل شغل ....
ثم دون انتظار أطلق عليهم النار حتي فاضت أرواحهم ....
نظر عامر لأحد رجاله وقال:
-اتخلص من الجثث دي واتصل بالصياد وقوله يحصلني علي البيت !
...........
-كانت مجرد خطوبة صالونات يا حياة واتفسخت وقولتلك الحقيقة أنا محبتكيش اعمل ايه ...الحب مش عافية
زعق بها يوسف وقد نفرت عروقه وهو ينظر الي تلك التي تبكي امامه...لقد مل من هذا الموضوع ...مل من ادعاءها الظلم ...مل من ملاحقتها له واهتمامها الذي ضايقه كثيرا ...يعلم انها لا تقصد ازعاجه ويعلم انها تعشقه ولكنه لا يحبها ولن يحبها ابدا ..
فقلبه ملك لواحدة فقط ...ملك لتلك التي من نظرة واحدة سلبت قلبه وعقله ...حياة لم تعني أكثر من شقيقة له تقدم لها لانه لم يجد الفتاة المناسبة وحتي يرتاح من إصرار والدته ...دامت خطبتهما شهرين فقط قبل أن تنقلب حياته بأكملها عندما رأي وعد ...عندها عرف أن تلك هي فتاة أحلامه ....المرأة التي يريدها لذلك انفصل عن حياة وبعدها بفترة قصيرة بدأ بالتقرب من وعد ...وعلي الرغم من مرور الوقت ما زالت حياة تعيش بالماضي...ما زالت تحملهما قسرا ذنبها ....لا تريد أن تنسي وتعيش حياتها كما هو عاشها ...
ضمت حياة شفتيها وهي تقول بإنهيار:
-هي اخدتك....
ولكنه قاطعها بحدة:
-انا حبيتها يا حياة افهمي محبتكيش ولا عمري هحبك ..انتِ بالنسبالي اختي الصغيرة وهتفضلي كده فبلاش ابوس ايديكي تحمليني فوق طاقتي ...
نكست رأسها وهي تمسح دموعها ... لينظر إليها هو بشفقة ويقترب منها ثم يحاوط وجهها بحنان اخوي ويقول:
-هيجيلك اللي احسن مني يا حياة ...هياجي اللي يقدرك ويسعدك ويحبك لانك تستاهلي الحب وساعتها هتعرفي أن مشاعرك دي مجرد أوهام وهتعرفي الحب الحقيقي
-بس أنا عاوزاك
قالتها بضعف مغروس فيها ...ضعف بسبب عشقها الشديد له ولكنه قطع أملها بكلمة إصابتها في مقتل :
-وانا مش عاوز غيرها ...اسف ...
نكست رأسها ودموعها تتساقط بينما تحاول السيطرة علي شهقاتها التي تعلو ...وقالت:
-اسفة اني بحرجك ...
نظر إليها بشفقة وقال:
-لا يا حياة متقوليش كده انا اخوكي وهكون جمبك دايما متتكسفيش مني ابدا ...أنا عارف اني غلطت في حقك ...
تنهد ناظرا إليها وهو يقر داخله أنه مذنب...وأكمل:
-ايوة غلطت اني خطبتك وانا معنديش اي مشاعر ليكِ عشان كده لما حسيت اني هظلمك سيبتك عشان تلاقي الاحسن مني ...صدقيني أنا عملت ده برضه عشانك ...
ابتسمت بسخرية ...أرادت أن تصدقه ولكنها تعرف أن الأمر ليس من أجلها ...هو عشق...تعلق قلبه بغيرها وخرجت هي من حياته خاسرة محطمة القلب ...
نظرت إليه وقالت :
-متضحكش علي نفسك يا يوسف ...أنا الوحيدة اللي خسرت في القصة دي اشبع بيها بس عمري ما هنسي ظلمك ليا ...
ثم ركضت من أمامه ودموعها تتسابق علي وجنتيها ...كانت تشعر بالاختناق ...لقد عراها اليوم ... دق مسمار في النعش الاخير لكرامتها ...ولكنها لن تسامح ...لن تسامحه ابدا لانها ولاول مرة تشعر بالنقص ...لقد استجدت حبه حرفيا ولن تسامحه ابدا ....جلست علي أحد الأرصفة وهي تبكي بقوة ...عينيها السوداء استحالت حمراء بسبب كثرة البكاء بينما عقلها يتذكر اول مرة حطمها به ...
.....
-انا بحب واحدة تاني يا حياة
قالها بتوتر ليرتج قلبها بعنف وهي تتطلع إليه ليكمل هو :
-معرفش امتي وازاي ...بس لقيت نفسي بحبها ...حاولت كتير انساها واحترم اني خاطب ...احترم وجودك في حياتي بس مقدرتش ...لقيت نفسي بالعافية بفكر فيها ...بقارن بينكم انتو الاتنين ..دايما بتمني تكون هي خطيبتي مش أنتِ ...وقتها اكتشفت اني بحبها هي وعمري ما حبيتك
اخذت تتنفس بعنف وهي تشعر بقلبها يتحطم ...لا تصدق أنه يفعل هذا بها ..انسابت دموعها وهي تقول بإختناق:
-انت خنتني ؟!
-لا مش خيانة أنا مفكرتش حتي اقرب منها لاني بحترمك ...أنا دلوقتي صريح معاكي وبقول اني عايز افسخ الخطوبة !!لاني مش قادر احبك مش قادر ...
هزت رأسها قائلة:
-لا مش بمزاجك ..أنا مش لعبة في ايديك تخطبني وقت ما تحب وتسيبني ...مش بمزاجك ...
نهض وقال ببرود:
-لا بمزاجي يا حياة ..أنا خلاص فسخت الخطوبة بتاعتنا والشبكة احتفظي بيها مش عايزها
خرجت من شرودها وهي تمسح دموعها بقوة ...لا لن تبكيه بعد الان ....لقد أهدرت كرامتها بما يكفي بسببه وهي ستحافظ علي الباقي منها ....ستنساه حتي لو كان هذا اخر شئ ستفعله قبل أن تموت ...نهضت وطلبت سيارة أجرة ثم ذهبت لبيتها ...
........
-ايه الشنطة دي يا بابا ؟!
قالتها وعد وهي تنظر للشنطة التي يحملها والدها...نظر إليها رجب بتوتر وقال :
-لا ده انا مسافر بس تبع الشغل في الشركة اللي بشتغل فيها ...الباشا صاحب الشركة ناوي يرقيني وهنعيش كويس أنا وأنتِ ...
تنهدت وعد وهي تستشعر كذب والدها ...هي لا تثق به وتعرف ان خلف سفره كارثة ...ولكنها لن تتدخل ...يكفيها ما حدث لها بسببه ...اضطرت أن توافق علي أول شخص يطلبها فقط كي لا تخضع لأوامر والدها المجحفة بحقها ...أراد يوما أن يزوجها بمعلم فتحي الذي يكبرها بخمسة عشر عاما ولولا أنها تمسكت برفضها وهددته أنها ستترك المنزل لذلك تراجع خوفا من الفضيحة ...منذ وفاة والدتها وهي تعيش مع والدها في جحيم لا ينتهي ابدا لذلك عندما أتاها يوسف ظنت أنها طوق النجاة ووافقت عليه بعض النظر عن مشاعرها ...
راقب رجب ابنته الغارقة في أفكارها بحزن ...لقد باع ابنته وقبض الثمن ...شعور بالمرارة يغلف روحه ...اقترب منها وقبلها علي رأسها وقال:
-لما ارجع اوعدك أن كل حاجة هتتغير ..
وثم دون أن تفهم اي شئ تركها وغادر ...هزت وعد رأسها وقالت:
-**** يهديك يا بابا ...
........
كانت تقف أمام المرأة وهي تبتسم بسعادة ...اخيرا ستتزوج من أحبته ...ستكون ملكه للابد وهو سيكون ملكها ويحبها بحرية دون قيود ...كانت عينيها تلمعان بسعادة وهي تنظر إلي جمالها المبهر ....بدت كأنها أميرة خرجت من احدي القصص الخرافية بفستانها الابيض البسيط الذي يضيق علي خصرها ثم ينسدل بإتساع ع ركبتيها ...فرشات فضية لامعة تلتصق بالفستان جعلتها كجنية خيالية من ارض الاحلام عينيها الرمادية التي ورثتها من والدتها تبرقان بسعادة بينما شعرها الأشقر مرفوع بتسريحة بسيطة للغاية ...بدت كالملاك مثل اسمها بالضبط وكأن والدتها كان لديها حق في تسميتها بهذا الاسم ...اخذت تدور حول نفسها وهي تفكر أن مجرد ساعات وتبقي ملكه ...بالاول سيكتبون الكتاب وبعده ستكون هناك حفلة كبيرة بالقصر احتفالا بالزفاف ثم ستبقي معه للأبد ...ضحكت بسعادة ولكنها فجأة توقفت بينما عينيها تلمعان بالدموع وهي تنظر لصورة والدتها علي طاولة الزينة ...امسكت الصورة وهي ترتعش ثم ضمتها اليها وقالت:
-ياريتك كنتِ معايا يا ماما في يوم زي ده ...ياريتك تعرفي قد ايه انا محتاجاكي ...محتاجة تفرحِ معايا تنصحيني وتحضنيني وتعيطي اني همشي واسيبك ...
ولجت ياسمين ابنة خالتها لتشهق بصدمة وتقول :
-فيه حد يبكي في يوم زي ده يا عبيطة؟!
نظرت إليها ملاك وهي تمسح دموعها وتقول:
-ماما ..
احتل الحزن ملامح ياسمين واقتربت من ملاك ثم ضمتها بقوة وهي تقول :
-يا عمري انتِ **** يرحمها ...
ثم أمسكت كفيها وقالت:
-بس يا ملاك مامتك مش هتكون سعيدة وهي شايفاكي بتبكي في يوم زي كده بالعكس هتكون زعلانة لأنها نفسها تكوني سعيدة صح ولا غلط ....
هزت ملاك رأسها وقالت:
-تمام ساعديني اضبط الميكب زمان عاصم جاي دلوقتي
-ايوة بقا
قالتها ياسمين وهي تغمز لها ثم بدأت بتعديل مكياجها ....
اخيرا انتهت ياسمين لتتطلع ملاك الي نفسها وهي تبتسم بسعادة ...نظرت إلي الساعة وقالت:
-زمان عاصم جاي ...
وما كادت أن تتم كلمتها حتي رن هاتفها معلنا عن قدوم رسالة ....
-اهو وصل ...
قالتها ملاك بسعادة ثم أمسكت هاتفها وهي تفتح الرسالة لتتجمد كليا وهي تري محتوي الرسالة الذي كان أكثر من كافي لهدم حياتها !!!!
.............
كانت تقف بذهول أمام منزل الزوجية الخاص بهم ...دموعها تتسابق علي وجنتيها وهي تنظر إلي خطيبها وحبيبها وهو عاري الصدر مرتبك بينما خلفه تقف خطيبته السابقة وهي ترتدي قميصه ...شعرت بالدوار وهي تراه في هذا الشكل ...هو يخونها ...يخونها !!غير معقول ...
-ملاك أنا
تكلم عاصم بصعوبة ولكنها لم تسمعه ...بدت وكأنها انفصلت عن الواقع تمام .. كانت تنظر إليه بذهول ...لا تصدق أن من سلمته قلبها يحطمه بكل تلك السهولة ...كيف فعل هذا ...وماذا فعلت هي ليقتلها بتلك الطريقة ...هل جريمتها أنها احبت...هل الحب جريمة ....ام جريمتها هي غباؤها ...أم تسليمه ثقتها كانت أكبر جريمة فعلتها بحق نفسها ...شعرت بالهواء ينحسر من رئتيها ...عندما رأت تلك الصور المقرفة لم تصدق أن هذا خطيبها ولكن عندما اتت الي هنا صُعقت بما رأت ...لقد ركضت كالمجنونة بفستان زفافها ...كانت تريد أن تقنع نفسها أن عاصم حبيبها لا يفعل هذا بها. ...تساقطت الدموع من عينيها الرمادية ....
-ملاك اسمعيني
اقترب اكثر وهو يمسك ذراعها ...يتوسلها لتعطيه فرصة ...اي فرصة ...دفعته بعيدا ثم مسحت دموعها واشتعل الرماد بعينيها وهي تقول :
-اللي بيننا انتهي يا عاصم ...
وبكلمتها تلك كتبت النهاية لعلاقة عشق دامت اربع سنوات !
..........
أمام منزل وعد كانا يقفا عده رجال ضخام الجثة يستعدان للدخول للمنزل ....
نظر عباس الي رفاقه وقال؛
-يالا يا شباب هناخد البنت مباشرة لبيت الصياد ...مش عايزين اي أخطاء مفهوم ..
-تمام يا بوص ...
ثم قام بكسر الباب واقتحم المنزل !!!
يتبع
الفصل الثاني
( عشيقة )
في مركز الشرطة كان يجلس مع والده ...عينيه الزرقاء تلمعان كشظايا مرعبة وهو يري صورة من دمر حياتهما وأقسم علي الانتقام منه ...ذلك الذي سلب منه اعز ما يملك ...كان يقرأ الملف بعناية ....يدرسه بإستفاضة ...يستنبض نقاط ضعفه
عينيه تلتهمان تفاصيله بجدية ...كان يبحث عن ثغرة أي ثغرة تساعده علي الدخول إليه ....هو الآن مصمم اكثر من ذي قبل ان يقبض عليه ولا يهمه الطريقة التي سيستخدمها ...المهم أن يدمره كما دمر حياته من قبل ...
نظر عدي الي والده وقال:
-المخبرين اللي ...
-انسي خلاص كشفهم ...
-يعني ماتوا
قالها عدي بجمود وداخله يغلي فرد والده:
-انت عارف الناس دي مبتهزرش ...للاسف هما طلعوا اذكي مننا
-ودي هتكون اخر مرة يا فندم عشان أنا هعمل المستحيل واحط الراجل ده وعصابته في السجن ...
نهض مالك وهو يمسك كتف ابنه ويقول :
-الناس دي مبتهزرش يا عدي ...عامر لحد.دلوقتي معلهوش أي حاجة ولا فيه اي دليل يدينه ...احنا لازم تكون اذكي منه ولو حبينا نزرع مخب...
هز عدي رأسه وقال:
-لا يا فندم الطريقة دي اتحرقت بالنسبة لعامر النجار ...احنا عايزين طريقة تاني ندخله بيها ...
عقد مالك حاجبيه وقال:
-يعني ايه ؟!
ابتسم عدي وهو يلتقط صورة ملاك ابنة مالك ويقول
-لكل انسان نقطة ضعف ...ونقطة ضعف عامر النجار هي بنته ملاك ...دي نقطة الضعف اللي هندخله منها ...
تنهد مالك بإحباط وقال:
-مش عايزة اصدمك بس فرح بنته النهاردة يعني انسي .. .
.........
كانت تركض بالشارع وهي تشعر بقلبها يتفتت من الألم ...صرخت وهي تضع يديها علي أذنها عندما كادت السيارة أن تصدمها ولكن توقف السائق قبلها بقليل وهو يطلق البوق بملل ...نظرت اليه ودموعها تهطل واكملت طريقها وهي تركض ....بينما خرج عاصم من البناية وهو يزرر قميصه جيدا ...كان قلبه ينبض بهلع خوفا عليها ..استطاع بجهد أن يصل إليها قبل أن تركب سيارتها ...
-ملاك ..
قالها بينما يمسك ذراعها ولكن صفعة قوية حطت علي وجهه بينما تنظر إليه بكره وتقول:
-اياك تجيب اسمي علي لسانك ...مش عايزة اشوف وشك تاني ...
-اسمعيني بس ...ابوس ايديكي.
قالها متوسلا وهو يمسك ذراعها جيدا حتي لا تهرب منه ولكنها حاولت أن تتحرر منه ودموعها تنساب بغزارة ليتلطخ وجهها الجميل بمساحيق التجميل ...بدا وجهها حزينا بشكل يمزق القلب ...بشكل مزق قلبه ...هو لم يخطط لهذا ...لم يخطط أن يخونها ولكنه ضعف امام رنيم ...هي استطاعت بخبثها السيطرة علي ضعفه كرجل ...ولكن قلبه ...قلبه لا ...قلبه ملك لملاك وحدها ...
-ملاك دي كانت غلطة أنا بحبك انتِ
دفعته بقوة وقالت:
-وغلطتك ملهاش مغفرة عندي ....روح للي كنت معاها...انتوا شبه بعض !
ثم تركته واتجهت الي سيارتها واستقلتها...
....
بعد نصف ساعة من القيادة ...وصلت للفيلا ...كان جاسر ينتظرها امام الباب بينما كان قد صرف جميع المدعووين لم يرغب ان يري أحدهم ابنة عمه العزيزة في تلك الحالة ...وهو حقا ما زال لا يفهم شيئا ...فهو قد اتي متأخرا كالعادة ليفاجئ بعمه يخبره ان ملاك خرجت من الفيلا منهارة واستقلت سيارتها ...خرج وبحث عنها ولكن لا فائدة ولكنه بالتأكيد استنبط ما حدث ...هذا الحقير عاصم لابد انه جرحها ...
خرجت من سيارتها وهي منهكة القوي ...كادت أن تسقط إلا أن جاسر ركض وامسكها حتي لا تسقط ثم ضعها وهو يقول بقلق:
-اهدي تمام
هزت ملاك رأسها وهي تشعر بالدوار ثم قام جاسر بحملها لتتمسك هي به وهي تشعر انها في عالم آخر تماما ...لم تسمع تمتمات جاسر المطمئنة ولا نظرات والدها الهلعة ...وكأنها انفصلت عن الواقع لا تري فقط الا خيانته ولا تشعر الا بالمرارة ...وسؤال يلح في عقلها ...هل تستحق هذة الخيانة؟!
وشيطانها يهتف بتشفي انها المخطئة ...يوهمها بالنقص ...فعاصم رجل وربما اشبعت رنيم احتياجاته التي تمنعت عنها ملاك ...ولكن العقل والمنطق اخبرها انها ليست مخطئة ...هي حافظت علي نفسها...علي الاخلاق التي تربت عليها ...رغم انها تعيش في بيئة منفتحة بسبب ثراء والدها الفاحش ولكنها حاولت بقدر الامكان الا تنساق لاهوائها وهذا ما جعلها تتصادم مع عاصم عدة مرات !!
استعادت اتزانها ...لا ...لن تبكي رجل مثله ...عاصم لا يستحق حتي ان تحزن عليه لثلاث دقائق ...وقفت بشموخ وقالت:
-هبقي كويسة يا جاسر متقلقش ...هبقي كويسة ...
ثم أمسكت فستانها وهي تدخل للفيلا ....
-انا خايف عليها يا جاسر
قالها عمه بقلق ليربت جاسر علي كتفه ويقول وهو يتطلع الي أثرها بإعجاب وقال:
-متقلقش يا عمي ...ملاك قوية ..
ثم ذهب لوجهته ..
......
في منزل عاصم ...
-اخرسي ...
صفعة حطت علي وجنتها لتقع رنيم علي الأرض ...شعرت لشئ ساخن ينسال جانب فمها ...مسحته لتجده دماء ....نظرت الي عاصم بكره وقالت بسخرية :
-ايه زعلان علي حبيبة القلب ...مقهور انها اكتشفت قد ايه انت واحد خاين بيتبع نزواته وبس ...عرفت أنك كنت زي الكلب بتجري ورايا ...
-اخرسي ...
زعق بها وهو ينحني ويشد شعرها بعنف حتي تمزقت خصلاته وقال:
-انتِ اللي بعتيلها الرسالة ...بتستغفليني
صفعها مرة اخري لتصرخ هي بألم عندما شعرت برأسها ترتج بقوة ....نظرت إليه بخوف وقد تبخرت شجاعتها ...عينيه السوداء كانت مخيفتين ..عروقه نافره وكانت تشعر بشياطين غضبه تتراقص من حولها ....
-عاصم أنا ...
نهض وهو يشد شعرها بغل وسحبها ورماها بالخارج قائلا:
- لو شوفتك هنا تاني هقتلك فاهمة !!!
ثم اغلق الباب بوجهها ...اتجه للاريكة وانهار عليها ...تصاعدت الدموع لعينيه...لقد خسرها ..خسرها للأبد ...ظل لدقائق متجمد مكانه يبكي علي ما خسره عندما انتفض وهو يشعر بضربات قوية علي الباب ..ذهب وفتح سريعا ليفاجئ بلكمة قوية جعلت توازنه يختل ويقع ارضا ...اتسعت عينيه وهو يري جاسر امامه...عينيه البنيتين تشتعلان بقوة ...اقترب جاسر منه واخد يضربه بقسوة وهو يصرخ:
-ازاي تعمل كده ...ازاي تتجرأ تكسر قلبها وتخونها ...
لم يستطع عاصم ان يقاومه من الاساس ...
بعد قليل ...
نهض جاسر وهو يلهث بقوة وقال:
-و**** لو شوفتك قريب منها هقتلك ...انت فاهم !!!
ثم ذهب تاركا اياه بوجه مكدوم وجسد منهك
......
-فيه عريس متقدملك
قالها حسين والد حياة وهو ينظر الي ابنته الصامتة علي غير عادتها ...توترت حياة وتركت ملعقتها واخذت تفرك كفها بتوتر ...
-مش وقت الكلام...
تدخلت حنان والدتها ولكن حسين اوقفها بإشارة من يده وهو يقول ؛
-لا يا حنان لحد امتي هتفضل حياة حابسة نفسها في الدايرة دي ؟!!يوسف خلاص شاف حياته وخطب وسعيد مع اللي خطبها وانا شايف ان الوحيدة اللي بتعاني هي حياة ...
امسك والدها كفها وقال:
-يا بنتي انا خايف عليكي هتفضلي قافلة علي نفسك في الدايرة دي لحد ما تفوقي وتلاقي نفسك وحيدة...
وكلامه تلك المرة كان صائب ...فالاخر قد القاها خارج حياته نهائيا ولم يفكر بها حتي ...نظرت الي والدها وقالت:
-موافقة يا بابا!
........
في اليوم التالي ..
تأوهت بألم وهي تفتح عينيها الزرقاء... للحظات كان الرؤية مشوشة للغاية... ولكن بعض لحظات استطاعت أن تري جيدا... وما عرفته للوهلة الأولي أن تلك ليست غرفتها!!! نهضت بفزع وهي تدير عينيها في المكان الغريب... كانت غرفة واسعة فاخرة للغاية باللون الأزرق... وضعت كفها علي رأسها وشعرت أنها سوف تجن.... ماذا أتي بها إلي هنا؟!!! حاولت عصر عقلها للتذكر وأخيرا لمع الادراك بعقلها عندما تذكرت!.
فلاش باك
نهضت بفزع من فراشها عندما سمعتهم يقتحمون المنزل ...... فتحت باب غرفتها بتردد لكي تري ما الذي حدث ليدفعها أحد الرجال للداخل :
كان طويل... قوي البنية... جامد الوجه... يبدو كأحد الحراس الخاصة
-انتوا مين؟!
صرخت وعد بفزع احتل ملامح وجهها الناعمة
لم يرد عليها الرجل بينما أخرج الرجل شيئا من جيبه تعرفه جيدا بحكم عملها كممرضة... كان منوم... اقترب منها لتصرخ مجددا ثم أمسكت السكين بجوارها وضربته بها في يده.. صرخ بقوة وهو يمسك ده لتستغل وعد الفرصة وتخرج من غرفتها وهي تصرخ بقوة متجهة إلي باب المنزل وما كادت تفتحه حتي شعرت بضربة قوية علي رأسها ثم سقطت فاقدة للوعي..
باك
وضعت كفها علي فمها وشهقت وهي تعود من ذكرياتها.... لقد تم اختطافها رسميا ولا تدري السبب... تجرؤا لإقتحام منزلها الصغير واختطفوها منه... ولكن ماذا يريدون منها... ماذا؟!!
-متفكريش كتير
اتاها صوت عميق من ركن ما مظلم بالغرفة.... شهقت بفزع وهي تري رجل جالس علي المقعد... لم تتبين ملامحه ولكن صوته لوحده اخافها وبقوة... فجأة نهض واقترب منها لكي تراه جيدا.. اتسعت عينيها بذهول هي تجد رجل حسن المظهر طويل وقوي البنية يمتلك شعر اسود كجناح الغراب.. عينيه بنية جذابة بشكل فطري والأهم من ذلك تبدو جليا مظاهر الثراء عليه.... فكرت قليلا.. رجل كهذا ماذا يريد من فتاة بسيطة مثلها.... ودون انتظار كان السؤال ينساب من شفتيها :
-أنت مين؟! وجايبني هنا ليه؟! وليه جيبتوني بالطريقة دي؟! عايزين ايه مني؟ رد فورا
-مزاجك ناري زي ما ابوكي قال واضح إني هعيش معاكي أوقات لطيفة
تطلعت إليه بذهول وقالت:
-أنت تعرف بابا
أبتسم وهو يمرر عينيها علي جسدها الأنثوي وقال بنبرة ايحائية :
-ده من حسن حظي
لم تعجبها نظراته ابتعدت قليلا ومئات الاسئلة تدور في عقلها...
كان يراقبها بتسلية.... وجهها المضطرب وعينيها القلقة.... أبتسم وقال :
-مستعدة تسمعي الإجابة يا وعد.... عايزة تعرفي أنا جيبتك هنا ليه وعشان ايه...
للحظات خافت وهي تري نظراته لشيطانية... ودعت ربها أن يكون ما بعقلها غير صحيح... هل يا تري والدها أوقع نفسه بمصيبة أخري.
-الأول أحب أعرفك بنفسي يا وعد... صاحب الشركة اللي ابوكي شغال فيها او كان شغال فيها
-بابا عمل مصيبة تاني في الشغل
قالتها بخوف شديد.. هي تعرف والدها جيدا... وتعرف أنه في بعض الأحيان يورط نفسه في المصائب عندما لا يكون في وعيه بسبب مقارعته للخمر.... ولكن أن يختطفها مديره هذا يعني أنه قد فعل كارثة مرة أخري.... يا إلهي لم يكمل شهرين حتي بالعمل.
كان يتابع اضطرابها برضا الأسد.. فالفريسة أمامه وكل ما عليه هو التهامها.... بينما هي غارقة في أفكارها استغل هو الفرصة للتمعن في فريسته جيدا.. كانت تمتلك أجمل عينين رأهم في حياته.. زرقاء داكنة تكشف عن عناد وإصرار تمتلكه... بالإضافة إلي شعرها الأسود المبعثر والجميل الذي يحيط بوجهها الأبيض الدائري... شفاه صغيرة وحمراء... وجسد مهلك مختفي تحت منامة قبيحة... ببساطة فريسة مثالية لأسد مثله!.
نظرت إليه لتجد نظراته تغيرت وهو ينظر إليها.... النظرات الساخرة اختفت وحلت نظرات شهوانية... نظرات اشعرتها أنها عارية أمامه لا يسترها شئ... ابتعدت قليلا وأصبح قلبها ينبض بخوف... فهي قد فهمت نوايا هذا الرجل... نواياه تقبع في عينيه.. تراجعت بخوف وهي تستل مزهرية وكادت أن تضربه بها إلا أنه أمسك المزهرية بسهولة ثم ألقاها بعيد حتي تهشمت كروحها تماما... فزعت وعد وحاولت الهروب من إمامه إلا أنه امسكها جيدا ثم دفعها بقوة إلي الفراش... ثم اعتلاها وثبتها جيدا ثم قرب شفتيه من شفتيها :
-شرسة اووي يا وعد... بس really I like it اصلي مبحبش الستات السهلة... لما تاخد حاجة بسهولة الموضوع بيبقا ممل... لكن أنا مضطر احاربك عشان اخد اللي أنا عايزة منك!
-وأنت عايز ايه
قالتها برعب
ليرد مبتسما :
-عايزك يا وعد
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت :
-م.. مش فاهمة
تأملها بنظرات راغبة وقال :
-عايزك تبقي عشيقتي !!!!
يتبع
الفصل الثالث
( كبرياء )
اتسعت عينيها وهي تنظر إليه بينما ما زالت كلماته ترن في اذنها...عشيقة ...عشيقة من يظن نفسه ...هل هي سلعة ليبيعها والدها بتلك الطريقة ويظن انها ستقبل ...لا والف لا ...ركلته بعنف علي قدمه....تأوه الصياد بألم ثم ابتعد عنها لتركض هي خارج الغرفة ...اخذت تركض بعشوائية وهي لا تعرف أين تذهب ...شعرت أنها في منزل ابليس وان لا فرار لها وداخلها تلعن والدها الذي وضعها في هذا الموقف ...تعرف انه حقير وسكير ولكن لم تتخيل في اتعس احلامها انه سوف يبيعها كأنها سلعة رخيصة ...وصلت لباب المنزل ثم حاولت فتحه دون جدوي ...حاولت مرة واثنان ولكنها توصلت الي انه مغلق بالمفتاح ...
-بتدوري علي ده ؟!!
قالها بخبث وهو يخرج المفتاح من جيبه ...ابتلعت وعد ريقها وقالت وهي تبكي :
-ابوس ايدك يا باشا خليني امشي من هنا...
-ابوكي باعك ليا !
القي الكلمات في وجهها بينما ترتاح علي شفتيه ابتسامة ساخرة لتصرخ هي بجنون بينما تلمع عينيها الزرقاء بشراسة:
-باعني ليك ...هو انا كيس مكرونة تبيعوا وتشتروا فيا ...فوق أنا إنسانة ومش هسمح تعاملوني بالطريقة دي وهخرج من هنا ورجلك فوق رقبتك ...
ثم أخذت المفتاح و اجتازته لتخرج إلا أنه امسك ذراعها ودفعها بقوة حتي سقطت ارضا ...اشتعلت عيناه وهو ينظر إليها ويقول:
-واضح ان كلامي مش واصلك...طيب ابوكي اختلس مني تلاتة مليون ...
اتسعت عينيها برعب وهي تردد؛
-تلاتة مليون؟!!يا وقعة مطينة ...يالهووي ...
راقبها بتسلية واقترب اكثر ثم ركع جوارها وهو يمسك ذقنها ويقول :
-وعشان كده يا حبيبتي ...انتِ اللي هتسدي الدين ده وتبقي عشيقتي....
فارت دماءها وهي تنظر إليه ثم دفعته بقوة حتي سقط استغلت لحظة سقوطة ثم حاولت تهرب الا انه نهض بسرعة وامسك شعرها وهو يقربها إليه ويصرخ بها:
-تصرف تاني متهور منك وهقتلك انتِ فاهمة ولا لا ...
صرخت بدورها :
-اقتلني ...الموت اهون من القرف اللي انت بتقوله ده ...مستحيل اوافق ...وخطيبي مش هيسكت علي اختفائي المفاجئ ده هيبلغ الشرطة وانت وابويا هتروحوا في ستين داهية ! ...
-شرسة اووي يا وعد بس كده افضل مبحبش الستات السهلة ...
قالها ضاحكا ثم اقترب ليقبلها ولكنها بيدها الحرة قامت بصفعه ...
تجمد وهو يدرك ما فعلته بينما هي شعرت بالرعب من ملامحه التي تغيرت ولكنها تمسكت بشجاعتها وهي ترفع رأسها وتقول:
-المرة الجاية اللي تحاول تلمسني فيها هقطع ايديك ...انت فاهم ...
شدها سريعا عليه ثم اخرج سلاحه وصوبه علي رأسها بينما اصابعه تضغط علي الزناد!
-انتِ ملكي أنا وبس ...اشتريتك بفلوسي ...ومضطرة تنفذي اللي انا اقولك عليه...والا و**** اقتلك
قالها بغضب وهو يوجه السلاح لرأسها لتصرخ به وتقول:
-قولتلك اقتلني ...اقتلني وريحني لكن اللي بتقول عليه ده مش هيحصل ...علي جثتي تلمسني ...هفضل اقاومك لحد ما اموت ...
ابتسم لها بإعجاب وأبعدها عنه ووضع المسدس في جيبه وقال:
-جدعة يا وعد عنادك ده عاجبني اووي ...هنبسط اووي وانا بكسر غرورك لما تجيلي بنفسك وتبقي عشيقتي وتترجيني المسك ...
-مستحيل .
رفعت رأسها وهي ترد عليه ليقول هو:
-للاسف يبقي كده مش هتخرجي من هنا ...عشان للاسف يا حلوة مش هطلعك من هنا الا لما تبقي عشيقتي ساعتها ممكن احررك !
حرقت الدموع عينيها بينما تداعت شجاعتها وهي تقول:
-ابوس ايديك يا باشا سيبني اروح .
.ابوس ايديك مستعدة اشتغل خدامة تحت رجليك بس متلمسنيش أنا مش كدة و**** أنا مخطوبة وفرحي قرب متدمرش حياتي .....
لمعت عينيه البنية وقال:
-لا لا يا وعد سلبيتك دي هتخليني اتضايق...أنا عايزك شرسة ...بس اي رأيك نجرب مدي شراستك في مكان احسن ...
ودون أن تفهم قصده حملها بسهولة وسط صراخها ليلقيها علي الفراش ...كادت أن تنهض ولكنه كتف ذراعيها وقال وهو ينظر إلي عينيها بعمق :
-عيوني اجمل عيون شوفتها في حياتي يا وعد ...هنبسط معاكِ اووي
ثم بدأ في تقبيلها لتصرخ وهي تشعر بروحها تنسحب منها ...
-أبعد ..ابعد
صرخت وهي تبكي بينما الصياد يكتف ذراعيها ويجثم فوقها بينما شفتيه تمر علي وجنتها ويقول بصوت خشن:
-انتِ جميلة يا وعد ...جميلة اووي..مش خسارة فيكي التلاتة مليون ...
امتدت يده لمنامتها لتفزع هي وتقول:
-ابوس ايدي يا باشا سيبني امشي ...أنا مش كده
ولكنه لم يستمع إليها بل استمر في تقبيلها وهو يقول :
-انتِ بقيتي ملكي خلاص .
ثم ارتفع صوت صراخها بالتزامن مع صوت تمزيق المنامة بواسطة يديه !
حاولت بكل ما لديها من قوة أن تقاومه ولكنه كتف يديها جيدا وقال وهو يضحك:
-ايوة ..قاوميني كده أحسن ...
-انت مجنون .
صرخت بقوة ودموعها تنساب من عينيها ليرد:
-تقدرِ تقولِ مجنون بيكي يا جميل ....
مرت لحظات ثقيلة وهو لا يفعل شئ سوا تقبيلها ولكنها كانت تشعر أن روحها تتدنس شيئا فشئ ...فجأة ابتعد عنها ونهض لتضم هي ثيابها الممزقة لجسدها شبه العاري ...ابتسامة مدمرة ارتسمت علي شفتيه وقال:
-انا ضد ال****** يا وعد لو هتكوني عشيقتي هتكوني بمزاجك ..
-ولو رفضت
قالتها بنبرة مهتزة
هز كتفيه وقال:
-هتبقي هنا للأبد ...
ثم اتجه خارجا وقال:
-متقلقيش رجالتي هيجبولك اكل. .
ثم تركها وذهب لتنهار هي في البكاء وتتساءل ما تلك المصيبة التي وقعت بها !!!!
.........
-انسة ملاك استاذ عاصم مستنيكي تحت ..
قالتها الخادمة لتتجمد ملاك في مكانها وتشرد قليلا ..نظرت إليها الخادمة بإشفاق وقالت:
-تحب اقوله أنك مش موجودة عشان استاذ جاسر مش ...
اوقفتها ملاك بإشارة من كفها وقالت:
-خمس دقايق ونازلة شوفي استاذ عاصم هيشرب ايه ...
نظرت إليها الخادمة بحيرة ...فليس هذا ما توقعته ...توقعت ان تصيح بها وتخبرها ان تطرده شر طردة ولكن ردة فعلها كانت جد غريبة ...ولكنها لم تعلق بل غادرت الغرفة وهي تنوي أن تفعل ما امرتها به سيدتها ...
..
بعد ان غادرت الخادمة الغرفة نظرت ملاك الي المرأة ...كانت ملامحها باردة تناقض تلك الحروب التي تحدث داخلها ...حروب سوداء والضحية قلبها الذي أحب رجلا لا يستحق ...ما زال جرحها ينزف فلم تظن أن يخونها عاصم بتلك البساطة ...ولكي تكون صريحة خافت أن تراه الان فتنهار ...للأسف لا جاسر ولا والدها هنا ليدعمانها ...ولكن بالنهاية يجب أن تنزل ...ستواجه هذا بمفردها !!!!
............
وقف عاصم ونبض قلبه بخوف عندما راها تنزل ...ابتلع ريقة وجزء منه يشعر بخيبة الامل عندما راها علي غير توقعاته تماما ...كان تظهر عليها القوة ...ترفع رأسها بشموخ ...رماد عينيها متجمد تماما وهي تنظر داخل عينيه ببساطة وكأن تأثيره تلاشي تماما ...وصلت إليه وهي تمنحه ابتسامة باردة بدأ كصفعة لكبرياؤه الرجولي غير مهتمة بتلك الكدمات التي تملأ وجهه لأنها تعرف من فعل هذا ...جاسر بالطبع الذي لا يطيق أن يأذيها أحد ثم جلست واضعة ساق علي ساق وهي تبتسم وتقول بهدوء:
-اقعد يا عاصم واقف ليه؟!
جلس هو وتطلع إليها بذهول ولكنها تجاهلته وهي توجه حديثها للخادمة وتقول:
-سالي اعمليلي القهوة بتاعتي وشوفي استاذ عاصم هيشرب ايه تاني ...
-لا لا شكرا خلاص أنا شربت
قالها عاصم بتوتر لتهز الخادمة رأسها وتذهب للمطبخ
نظرت إليه بعلو وقالت:
-خير يا عاصم عايز ايه ؟!
شعر بقبضة باردة تعتصر قلبه ...هل حقا هي تتعامل معه بهذا البرود ام أن البرود مجرد حماية لتخفي انهيارها خلفه ...
-انا عايزك تسامحني....عايز فرصة تانية ..
تصاعدت الدموع لعينيها ...ثم نهضت وقد كانت علي حافة الانهيار ...
-انت خنتني يوم فرحنا ...وجاي بكل بحاجة بتقولي اديني فرصة ...
كانت تصرخ به ملاك بينما الدموع محتجزة في عيونها لا تسمح لها بالتحرر ...ابتلع عاصم ريقه وهو ينظر إلي انهيارها وكاد أن يتحدث إلا انها أوقفته وقالت :
-مش عايزة اي مبرر ...مش عايزة اسمع صوتك حتي ...أنا شوفتك بعيني معاها...مع خطيبتك القديمة في الشقة اللي مفروض هنتجوز فيها ...شوفت صوركم المقرفة مع بعض ...ايه ده كله كدب وتمثيل ...
نظر إليها بندم شديد وقال:
-اسف اديني فرصة تانية ...
حاول أن يمسك كفها ولكنها ابتعدت وهي تنظر إليه بكبرياء وقالت؛
-مستحيل ...
اقترب اكثر وهو يضمها إليه ويقول بهوس:
-انتِ مستحيل تتخلي عني بالسهولة دي يا ملاك ...أنا بحبك ...بحبك اووي ...
-سالي...سالي
صرخت ملاك لتأتي الخادمة وتري عاصم يمسك ملاك بقوة ...نظرت إليها ملاك وصرخت:
-جيبي الحراس خليه يطردوه من هنا وميدخلهوش تاني ...
ثم دفعته بقوة وقالت:
-عاصم رشدي ...انت انتهيت من حياتي للابد!
امسك هو ذراعها وقال بتصميم:
-مستحيل افلتك من أيدي ...وهترجعيلي ...
شهقت بعنف بينما تشعر بعاصم يبتعد عنها ويقع علي الأرض ...نظرت لتري جاسر بملامح غاضبة عاصفة وعينيه البنية تشتعل ببراكين الغضب ...
-انا مش قولتلك متقربش منها !!
زعق جاسر بعنف وكاد أن يهجم عليه إلا أن ملاك امسكته وهي تقول بهلع :
-خلاص يا جاسر ...سيبه ... سيبه
نظر إليه عاصم بكراهية وقال:
-عايز اعرف انت مهتم بيها كده ...ليه دايما لازق فيها وبتحميها ...
-اخرس ...اخرس ...
ابتسم عاصم بشر وقال :
-عارف ليه ...اقولك السبب
-قولت اخرس
قالها جاسر وقد انفجرت براكين غضبه ...ليطلق عاصم كلماته كالرصاص :
-لانك بتحبها...انت بتحبها يا جاسر بس للاسف هي مش شايفاك
يتبع
الفصل الرابع
(زفريسته )
-معقول مقالكيش أنه بيحبك يا ملاك ...وأنه كان بيتمناكي دايما ...مشوفتيش ده في نظراته ليكِ ولا غيرته عليكِ ..
قذف عاصم الكلمات في وجههما لتبهت ملاك بينما يتوتر جاسر ....شعر أنه يرغب في لكمه ...ابتلع جاسر ريقه وهو ينظر لملاك المصدومة ....كان شكلها مضحك للغاية وهي تفتح فاها بصدمة بينما لا تستوعب ما يقوله ...جاسر يحبها ؟!!لكن كيف ...ومتي أحبها؟! لطالما عاملها كأنها شقيقة له ...كان يحميها دوما وكأنه حارسها ...لقد رأت فيه الشقيق الأكبر ولم تفكر به بتلك الطريقة ابدا ... للحظات اقتنعت أن عاصم كاذب تماما لذلك وبكل برود صرخت برجال الأمن لكي يلقياه وبالخارج...
...
بعد أن أخذوه تنهدت ملاك وهي تنظر إلي جاسر المصدوم وقالت له:
-متقلقش مش هصدق المجنون ده .
ثم كادت أن تذهب سريعا...لم تتحمل أن تبقي أكثر من هذا فعيني جاسر كانت تحصرانها بعاطفة غريبة وكأن كلام عاصم جعلها تري الكثير ...رباه هذا لا يمكن ...لا يمكن أن يحبها جاسر ...هي ستؤذيه بتلك الطريقة...فهي لا يمكنها أن تحبه ابدا ...هي تراه كشقيق فقط ولن تراه أكثر من هذا ...تجمدت للحظات عندما شعرت بكف جاسر القوي يقبض عليها ...كان علي وجه جاسر ابتسامته المحبة كالعادة وقال:
-بس أنا عايزك تصدقِ الكلام ده يا ملاك ...لاني فعلا بحبك ...
ضحك بتوتر وأكمل بينما تسحب ذراعها :
-انا بحبك يا ملاك وده مش دلوقتي ولا من قريب ...بحبك من زمان من اول ما جيت وانا عندي ستاشر سنة هنا وشوفتك ...حسيتك شبه ماما **** يرحمها ومع كل يوم بتكبرِ قدامي حبي ليكِ كان بيزيد...
تراجعت بخوف وهي تنظر اليه..
-انا مش بحبك !
قالتها ملاك بينما قلبها يعتصر الما وهي تنظر إلي جاسر ...بهت جاسر وهو ينظر إليها وكافح ليحافظ علي ملامحه ثابته لتكمل ملاك :
-انا اسفة يا جاسر بس انت بالنسبالي مجرد اخ عمري ما فكرت فيك غير كده ...
تنهد جاسر وقال:
-انا مش بضغط عليكِ يا ملاك ومش بقولك هتجوزك فورا ...مستعد استناكِ لحد ما تنسي وتتخطي عاصم وصدقيني في كل خطوة هكون معاكي ...
صمتت بينما أحرقت الدموع عينيها ليبتسم هو بحب ويمسك كفها قائلا :
-ممكن استناك شهر او سنة حتي مش مهم المهم انك تديني فرصة ...
سحب كفها وهي تشعر بغصة في قلبها وقالت:
-اسفة يا جاسر ..أنا مقدرش احبك ولا عمري هحبك!
ثم هربت تاركة خلفها قلب محطم ...انسابت دموع جاسر وهو ينظر لأثرها بينما من بعيد كان يقف عامر الذي شاهد كل ما حدث ...هل يقول إنه صُددمم ؟!لا هو يعرف جيدا أن جاسر يعشق ملاك ولكن لا ...ملاك لن تكون له ...هذا مستحيل ..ملاك صغيره ستتزوج شخصا افضل منه وهو يجب أن يتأكد من هذا !
..........
كان عدي يمسك صورتها ...يتطلع الي ملامحها الجميلة ...شعرها الأشقر وعينيها الرمادية وابتسامتها الجذابة ....فريسته كانت رائعة الجمال ...هو سيستمتع وهو يطاردها ...ملاك هي التي ستكون مفتاحه ليقبض علي إبيها ...لم يكن يريد أن يصل لهذا الحد من الانحطاط لدرجة أنه يستغل فتاة لا ذنب لها إلا أنه تعلم أن في الحرب والحب كل شئ مباح وتلك هي حربه التي سيخوضها ضد اكبر تاجر مخدرات في مصر ...وهذا سيكون من أجل وطنه ...بتلك الكلمات اقنع ضميره المعترض ولكن هيهات ظل الضمير يصرخ به ...يحاول افاقته ولكنه رفض الاستماع فنيران الانتقام صعبة للغاية عندما تتملك منك وهو أصبح لا يريد الان إلا الانتقام ...لقد عرف أن زفافها قد تم الغاءه ...حسنا هذا سيحل مشكلته تماما ...اقترب منه والده وقال:
-بتعمل ايه؟!
-ببص علي فريستي يا بابا ...نقطة ضعف عامر النجار ..
نظر إليه مالك بدون فهم ليعطيه عدي الصورة
-بنته هي نقطة ضعفه .
قالها عدي بتقرير وهو ينظر لصورتها واكمل :
-عامر النجار صحيح تاجر مخدرات وقاتل معندوش قلب بس بيحب بنته ملاك اكتر من حياته ...وعشان نقدر نوقع عامر هندخل من طريق بنته ..
تنهد مالك وقال:
-يعني هتعمل ايه ؟!
-هخليها تحبني وتثق وبالتالي هي هتديني معلومات عن ابوها
اتسعت عيني مالك وقال:
-يعني هتستغل البنت .
ابتسم عدي ولمعت عينيه الزرقاء بقوة قائلا :
-في الحب والحرب كل شئ عادل يا بابا ....لو مضطر اكسر قلبها عشان اسجن عامر هكسره من غير تردد!بس الانسان اللي دمر حياتي وحياتك لازم يتعاقب !
..........
الهاتف الذي طلبته....
القي يوسف هاتفه علي الأرض ...منذ ساعات وهو يتصل بها ..
القلق ينهش قلبه عليها ومئات الأفكار السوداء تشغل عقله ...أنها المرة الأولي التي تغلق فيها وعد هاتفها بهذا الشكل ..تري ما حدث لها ...واين يذهب ليبحث عنها ..هو الآن يعرف انها في عطلة من العمل ولكنه لا يحبذ فكرة الذهاب لمنزلها ...والدها رجل نذل حقير وهو لا يريد أن يشتبك معه قبل زفافهما ...ولكنه لن يستطيع أن يبقي فريسة للقلق لهذا أخذ مفاتيحه وخرج من غرفته ...سيذهب الي منزله وليحدث ما يحدث ...
.......
في المساء كان جاسر يجلس بصالة المنزل مغمضا عينيه وهو يتذكر رفضها له ...
-جاسر ..
اقترب منه عنه لينظر إليه جاسر بعيون لا تحمل مشاعر ...ابتسم عمه وقال :
-تحب اجيبلك مشروب ..
هز جاسر رأسه بالإيجاب ولمعت عينيه بالدموع وهو يقول :
-انا بحبها يا عمي ...صدقني ملاك هي حياتي ..
ضحك عامر بقوة وهو يمد له كأس الخمر ويقول:
-خد اشرب عشان تهدي ...
امسك جاسر الكأس ثم تجرعه دفعة واحدة بينما أحرقت الدموع عينيه وهو يتذكر رفضها له ..كيف أخبرته أنها لا يمكن أن تحبه ابدا ...لقد شعر بقلبه يتحطم في تلك اللحظة .....
تنهد عامر وهو ينظر لجاسر...هو يعرف مقدار حب لملاك ويعرف أنه مستعد للموت من أجلها ولكن لا ...ليس جاسر الرجل المناسب لملاك ...هو يعرف ماضي جاسر ...يعرف أفعاله السيئة وليس من العدل أن تتزوج ابنته الرقيقة منه هو !
-ملاك مبتحبكش يا جاسر ...
قالها عامر وهو ينظر إليه بقوة ...ليرد جاسر عليه :
-هتحبني يا عمي ...بس اديني فرصة اقرب منها. ..اكيد هخليها تحبني ...
-بس أنا مش عاوزك تقرب منها يا جاسر ...انت مش مناسب لملاك ...
بهت جاسر وهو ينظر لعمه ...ليكمل هو :
-انا مش هجوز بنتي لتاجر مخدرات ورجل عصابات يا صياد ..
ابتسم جاسر بسخرية وقال:
-بس عادي ابوها يكون تاجر صح ؟!!
-محدش بيختار أهله بس انا اقدر اختار جوزها ...أنا مجرم صحيح لكن بنتي هتعيش حياة نضيفة مع واحد نضيف والحد ده مش انت يا جاسر ...انت متليقش ببنتي ...
صمت جاسر وهو ينظر إليه ليتنهد عامر ويربت علي كتفه قائلا:
-جاسر انت ابني وانا بحبك بس ملاك لا ...شاور علي اي بنت لكن بنتي لا ....بنتي خط احمر ...أنا نويت اسيب تجارة المخدرات عشانها فأكيد مش هرميها للنار برجليا ...انت صحيح قررت برضه تتوب عن الطريق ده بس انت ملكش امان ..تصبح علي خير يا بني ...
ثم تركه وذهب ليلقي جاسر الكوب لتتناثر شظاياه علي الأرض ...ثم ينهض ويخرج من البيت مسرعا !!!....
......
كان يقود سيارته بسرعة ...الدموع في عينيه تحجبان عنه الرؤية ...لقد ضاعت ملاك للأبد ...ضاعت النقطة الوحيدة المضيئة في روحه ...
.....
كان وعد تجلس علي الفراش ...امامها الطعام الذي احضراه رجال الصياد ولكنها رفضت ان تتذوق شئ ...كل ما تريده ان تخرج من هذا المكان ..كل ....
اخرجها من شرودها جلبة بالخارج نهضت بينما ينفتح الباب بقوة ...ابتلعت ريقها وهي تري امامها الصياد بوجه قاتم بينما عينيه لا تبشران بالخير ...
اخرج مسدسه وهو يقول :
-اقلعي
-نعم
اطلق النار علي الحائط خلفها لتصرخ هي بينما يقول هو بقوة :
-قولت اقلعي يا حبيبتي بتكلم هندي!!!!
يتبع
الفصل الخامس
( بداية الخطة )
-ابوس ايديك ارحمني وسيبني في حالي ...
قالتها وعد وهي تصرخ بينما طفرت الدموع من عينيها ولكن وجهه ظل متجمدا وهو ينظر إليها ...لهجته ثابته بينما يقول:
-قولت كلمة ومش هكررها ..اقلعي والا انا اللي هعمل كده ...أنا اشتريتك بفلوسي ...
ثار داخلها ...أرادت أن تقتله في تلك اللحظة ولكن هي الطرف الأضعف هنا ...هو من لديه سلاح ...هو اقوي منها وهي لا تستطيع أن تجاريه ...وحتي لو توسلت إليه سيفعل ما يريده ولن يردعه ذلك ...نظراته السوداء ووجهه الجامد أخبرها بهذا ...ولكن لا هي لن تخضع ابدا ولن تخضع له ...لذلك أمسكت المزهرية التي بجوارها والقتها عليه ودون أن تري ماذا حدث اصلا همت بالركض إلي الخارج ولكنها صرخت وهي تشعر به يمسك شعرها بعنف ثم دفعها علي الفراش بينما اسود وجهه من الغضب ...صفعها بقوة حتي انسال الدم من فمها وقال:
-انا هربيكي ...و**** لأخليكي تكرهي نفسك ...
ثم هجم عليها مكبل يديها وقد نوي أن يجعله له يوم حتي لو وصل الأمر للإغتصاب...فلن ينسي ملاك الا بتلك الطريقة ...لن يداوي قلبه المجروح بسبب امرأة الا عن طريق امرأة اخري ...ووعد كانت هي المرشحة المثالية ...فتاة جميلة وقوية ..سوف يستمتع بها ....كبلها جيدا وابتسم بشراسة وهو ينظر إليها ... كانت تبدو شرسة ...ما زالت تقاومه ...صحيح الدموع تغطي وجنتيها ولكن عينيها تلمعان بقوة وهو يحب هذا ...يحب أن تكون المرأة قوية فهو لا يحبذ المرأة سهلة المنال...لهذا عشق ملاك .....عشق قوتها وكبرياؤها والان هناك وعد صحيح أنه لن يحبها ابدا ولكنه سيستمتع كثيرا بصحبتها ...ابتسم بمكر وهو يشاهدها ما زالت تقاومه ..فأمسك كفيها بيد وثبت وجهها باليد الأخري ثم اقترب منها ليقبلها الا أنها هتفت بسرعة قائلة :
-انا عندي ظروف ..
تجمد وهو يبتعد عنها قائلا :
-نعم يعني اي ظروف !!!
-عندي ظروف ...ظروف زي اي واحدة اي انت خرجوك من المدرسة في ساتة ابتدائى ولا ايه !
قالتها بملل ..
نظر إليها بشك ...كان متيقن أنها تكذب ولكن لا بأس هي من ستتوسل إليه لكي يلمسها ...
فكر بتمرد ونهض عنها قائلا:
-وماله يا حلوة نستني كده كده هتفضلي هنا كتير ...أنا مش هخليكِ تبعدي عني الا لما اخد اللي أنا عايزة ...
اتسعت عينيها بخوف وقالت:
-اتقي **** أنا مخطوبة .. خطيبي زمانه قالب الدنيا عليا ...ممكن يبلغ البوليس وساعتها انت هتتضر ...أنا انصحك نصيحة ايه رأيك تسيبني واعتبر التلاتة مليون دي زكاه علي صحتك ...
ضحك الصياد بقوة وقال:
-وكمان بتقلشي ...
اقترب وقال :
-بمناسبة خطيبك ابقي فكريني بكرة هخليكِ تكلميه ...
نهضت بلهفة وقالت:
-هتسيبني اروح صح ...و**** كنت عارفة انك ابن حلال صحيح باين علي شكلك انك شمام ورد سجون بس طلعت ابن حلال ...
ضحك ورد الصياد عليها:
-لا هتكلميه وتقوليله انك بتحبِ واحد تاني وانك فسختي الخطوبة!!!
تراجعت وعد بخوف وقالت:
-مش هعمل كده ...
ضحك هو ورد:
-بسيطة يبقي هقتلك وفي اقرب مقلب زبالة هرمي جثتك!
ثم تركها مصدومة وذهب
وضعت كفها علي رأسها ...لقد أصبحت فريسة له وهو لن يتركها ابدا!! ....
........
في اليوم التالي ...
في دار الأيتام ....
ابتسمت وهي تري سعادة ******* بالهدايا التي احضرتها ...كلما شعرت بالحزن ملاك اتت الي هنا ...كثيرا ما تشعر بالراحة وسط هؤلاء الملائكة ...تشعر وكأنها عادت **** معهم عندما يلعبون ويغنون سويا ...على الرغم من الوقت العصيب الذي تعيشه الان بين خيانة من أحبته من كل قلبها وهو كسر قلبها ليلة زفافهما وخانها وبين جاسر المسكين الذي اكتشفت انه يحبها وللاسف هي لا تراه الا شقيق ..لقد تألم قلبها وهي ترى التحطم علي وجهه ولكنها لا تستطيع أن تخدعه...جاسر ابن عمها .. صديقها وبمثابة شقيقها .... ساعدها كثيرا ...كان دائما بجوارها وتقسم أنها لو كان لها سلطان علي قلبها لأحبته وتزوجت منه لأنها لن تجد ابدا شخصاً مثله...
تنهدت بيأس وهي تمسح الدموع من جانب عينيها لتنتبه عندما هتف بإسمها أحد الأطفال لتلعب معهم بالكرة ...
ضحكت ملاك بسعادة ونهضت بسعادة لتشاركهم الكرة...
قذفت الكرة بسعادة لتبتعد الكرة حتي اوقفتها ساق قوية ...نظرت ملاك الي ذلك الشاب الرياضي الذي أوقف الكرة لتنطلق صيحة من جانبها عندما قال أحد الأطفال:
-عمو عدي جه ...
ثم انطلقا جميع الأطفال من حولها يحيون هذا الشخص ...
عبست ملاك وهي تري هذا الشخص الغريب وحب ******* له ...هي لم تراه هنا من قبل ...غريبة ...هكذا فكرت ...اقتربت منها مشرفة الملجأ لتمسك ملاك ذراعها وتقول:
-مين ده يا استاذة هدي ...أنا أول مرة اشوفه هنا !
ابتسمت هدي وقالت:
-ده الاستاذ عدي العمري بقاله اسبوعين بيجي هنا ومتبرع مهم للملجأ والأطفال بيحبوه اووي ...
ابتسمت لها ملاك وقالت:
-واضح اوووي ...**** يباركله **** ...
تنهدت ملاك وهي تنظر إليه وكيف التف الأطفال حوله بل بعض العاملات بالميتم تجمعا أيضا ...كانت نظرات الفتيات تنطق بالوله له ولكي تكون منصفة فهن علي حق تماما ...فهذا الرجل يمتلك وسامة لا تقاوم ...شعر اسود يرتاح علي جبهته ...عينيه زرقاء كالمحيط ...ملامحه رجوليه تماما ..بدأ كأحد ابطال الروايات الذي خرج من قصة خيالية الي ارض الواقع ...
هزت ملاك رأسها وهي توبخ نفسها ...بما تفكر هي ...حقا هل تتغزل بآخر الان وهي التي تحطم قلبها منذ أيام ...ضحكت من سذاجتها ربما فقط انبهرت لجماله ...ولكن في قرارة نفسها عرفت أن هذا خاطئ تماما ...فجاسر وسيم للغاية ولكنه لم تنجذب إليه ابدا ....تنهدت وهي تحاول طرد تلك الأفكار من رأسها لتصدم بهذا الشاب الوسيم يقترب منها ...ابتلعت ريقها وشعرت بالارتباك ....رباه لما يقترب منها ...أصبح قلبها يقفز داخل صدرها بعنف وقد شعرت العالم يضيق بها ...كانت تعرف انها سخيفة في تلك اللحظة لأن الرجل لن يأكلها بالطبع ...ربما يريد فقط أن يتحدث معها ولكن رغم ذلك لم تستطع أن تمنع نفسها من الهلع وقد حاولت قصاري جهدها الا تهرب منه ..ولكنها لم تعرف لماذا فعلت هذا فلم تشعر بنفسها الا وهي تذهب مسرعة لخارج الميتم .....
....
كانت تركض فعليا ولا تعرف لماذا ...فجأة صرخت وهي تشعر بنفسها تصطدم بأحد...صرخت بألم لتجده عاصم ...نظرت إليه ملاك بكره وكادت أن تذهب من أمامه إلا أنه امسك ذراعها وقال:
-ملاك لازم نتكلم!
-مش عايزة اتكلم معاك ولا عايزة اسمع صوتك خلاص سيبني في حالي انت ايه معندكش كرامة!!!!
غضب عاصم وضغط علي ذراعها بعنف وقال:
-هنتكلم يعني هنتكلم ....بمزاجك أو غصب عنك ...
ثم جرها بعنف خلفه ...كانت تصرخ به:
-سيبني يا عاصم بتعمل ايه ؟!
فجأه شعرت بلكمة تبعد عاصم عنها ...نظرت ملاك الي صاحب اللكمة ...لتجده عدي ...جذبها عدي خلفه وقال:
-اظن الآنسة وضحت انها مش عايزة تيجي معاك...فمفروض تكون جنتل مان وتحترم رغبتها والا المرة الجاية مش هكتفي بالبوكس الخفيف ده ...وقتها أنا هكسر عضمك لدرجة الدكاترة مش هتعرف تجبسها!!!
............
القلق ينهش في قلبه.....لقد ذهب الي منزلها ليجده مغلقا وعندما سأل الجيران اخبروه أنهم لم يروها منذ يومين ...لا هي ولا والدها ...
أراد أن يطمئن نفسه ولكن دون جدوي ..لا يمكنه منع تلك الأفكار التي تراوده ...ماذا أن كان حدث لها شئ ...ماذا أن فعل ذلك السكير بها شئ ....
هز يوسف رأسه ...لا لا لن يفكر بهذا الأمر ...هذا والدها ...صحيح سكير وحقير ولكنه يظل والدها وبالطبع لن يفعل معها شئ سئ ...هو حقا يتمني هذا ...يتمني الا يكون والدها قام بأذيتها ...لكن ماذا يفعل ...هل يبلغ الشرطة عن اختفائها ام ماذا ؟!!شعر بالارتباك ولأول مرة يشعر أنه لا يعرف ماذا يفعل ...حب حياته الان اختفي وهو لا يعرف اين ؟!!!ويخاف ان يبلغ الشرطة ويتفاقم الأمر ...
تنهد بيأس ليخرجه من شروده صوت والدته وهي تقول:
-متقدم عريس لبنت خالتك يا يوسف
نظر إليها وقال بشئ من الضيق:
-نعم!!
.........
في منزل حسان...
كانت حياة تجلس بين الضيوف وهي تجاهد كي لا تبكي ..أو تصرخ ....تشعر ان قلبها يتمزق من الداخل فها هي سوف ترتبط بشخص آخر ...شخص غير يوسف فارس أحلامها الرجل الوحيد الذي احبته ليس ملكها بل ليس يحبها من الأساس هو غارق في حب امرأة متأكدة أنها لا تحبه ...تنهدت وهي تخبر نفسها أنها يجب أن تنساه نهائيا وتنظر لحياتها ...شوف تعمل وترتبط بآخر...ستفعل اي شئ كي تنساه ...
-حياة يا بنتي ...
انتشلها من شرودها والدها الذي ابتسم لها برقة وقال :
-هنسيبكم شوية أنتِ وعمر عشان تتعرفوا علي بعض اكتر ماشي ...
هزت رأسها بطاعة بينما شعرت بالتوتر يتصاعد داخلها ...نظرت هي الي الشاب وصدمت من النظرات الغريبة التي يرميها بها ...ابتلعت ريقها وشعرت بالخوف منه ...اقترب هو منها وهو يبتسم بسماجة ويقول :
-حابة تعرفِ اي حاجة عني ؟!
هزت حياة رأسها بالنفي لينظر هو الي شعرها دون رضى ويقول :
-شوفي يا آنسة حياة أنا مش هكدب عليكي ...بصراحة لما ماما رشحتك ليا افتكرت اني هشوف واحدة جميلة وفيها انوثة لكن للاسف أنتِ بتسريحة شعرك وجسمك الضعيف شبه الرجالة وانا للاسف الكلام ده مينفعش معايا ...
نظرت إليه بصدمة من وقاحته ...كيف يجرؤ علي هذا ...ليكمل هو استفزازي ويقول:
-عشان كده يا آنسة حياة لو عايزة تتجوزيني يبقي تغيرِ من نفسك شوية ...يعني تعملِ شوية عمليات تجميل كده ...تعملِ اكستنشن لشعرك ...يعني أنا عايز اشوف انسة قدامي مش جعفر ...
اغتاظت حياة ولم تشعر بنفسها الا وهي تمسك فنجان القهوة وتسكبه علي وجهه !!!
يتبع
ده فصل يعتبر بداية الأحداث ???هحاول اخلي بكرة فيه فصل كبير بإذن **** ايه رأيكم في ظهور عدي في حياة ملاك ...ووعد هتعمل ايه مع الصياد هل هو هيقدر يخليها تستلم
الـــــــــــــگـــــــــــــــوهينور
صل السادس
(فريسته)
-اه ...البنت دي مجنونة ...
صرخ الرجل عندما سكبت حياة القهوة علي رأسه وكم شعرت في تلك اللحظة بالارتياح لانه حقا قد اغضبها ...كلامه عنها ...وعن جسدها جعلها تغلي غضبا ولم ترتاح الا وهي تجده يصرخ من الالم بينما يغمض عينيه والقهوة الساخنة تنساب علي وجهه ...لم تفكر بعواقب الأمور فقط هي كانت غاضبة وافرغت غضبها جيدا به ...ابتسمت بشماتة بينما تجمعت العائلتان ....صدموا مما رأوه ...حياة تجلس بإرتياح بينما الشاب يصرخ بألم
-يا حبيبي يا ابني ...
قالتها السيدة بهلع ثم اقتربت منه وسحبته الي الحمام بسرعة ليغسل وجهه ...
نظر والد الشاب الي حسان وقال:
-ايه ده يا استاذ حسان انت جايبنا نتهان هنا ولا ايه ؟!!!ايه اللي عملته بنتك ده ؟
كان الرجل حقا غاضب ...ملامح وجهه كانت عاصفة من شدة الغضب ولكن حياة لم تخاف ...هي بالأساس لا تريد تلك الزيجة ولا تعرف من اين اتتها تلك الشجاعة وقالت:
-خد ابنك من هنا يا عمي معندناش بنات للجواز أنا مش هتجوز واحد تافه زيه !!! ...
-حياة احترمِ نفسك .
قالها حسان بغضب ولكن حياة لم تصمت بل قالت بقوة:
-الاستاذ جاي يقولي اني معنديش أنوثة ...جاي يهينني في بيتي يا بابا هو فاكر نفسه مين اومال لو كان حلو شوية كان عمل ايه ده شبه البغل ...ده كتر خير اللي هتتجوزه ...يعني هو انا عشان مرضتش احرجه هو يتكلم عني بالطريقة دي. ..لا مستحيل اسمح لحد يكلمني بالاسلوب ده !!
تنهد والدها وصمت كان يري أن كلام هذا الشاب قد جرح ابنته بشده وهو لن يسمح لأي شخص أن يجعلها تبكي لذلك عندما خرج الشاب ووالدته من المرحاض امسك حسان كف ابنته ...نظر إليهما الشاب ...ثم اشتعلت عينيه بالغضب وقال:
-انتِ واحدة ح. ...
-ولا كلمة !
قاطعه حسان بقوة وهو ينظر الي الشاب بنظرات اخافته ثم أكمل :
-مين أنت عشان تيجي هنا وتهين بنتي انت فاكر نفسك مين ....انت قبل ما تنتقدها مشوفتش عيوبك ...انت انسان وقح وسطحي و**** ومستحيل أخلي بنتي ترتبط بواحد زيك ...يالا اتفضل من غير مطرود ...
نظر والده الي حسان وقال:
-استاذ حسان بلاش تتهور .....عادي الولاد اختلفوا وبعدين بنتك ...
أوقفه حسان بإشارة من كفه وقال:
-لو سمحت يا استاذ خلاص انتهي الموضوع معنديش بنات للجواز ويالا اتفضلوا من هنا ...
ودون أي كلمة اخري غادرت عائلة العريس بغضب ...
تنهدت حياة براحة لتنتفض فجأة عندما صرخت والدتها بها وقالت:
-عملتِ اللي انتِ عايزاه يا حياة ...طفشتِ العريس وارتحتِ ...فاكرة أن يوسف بالطريقة دي هيبصلك ...يا بنتي ده خاطب وبيحب خطيبته بطلِ بقا الهبل ده ....يوسف مستحيل يبصلك ...
تألم قلب حياة وتصاعدت الدموع لعينيها ثم قالت:
-انا معملتش كده عشان يوسف...أنا عملت كده عشان الاستاذ ده اهانني وان كنتِ شايفة اني رخيصة وعادي اتهان أنا مش شايفة كده يا ماما ...
ثم سريعا ذهبت حياة لغرفتها وهي تبكي ...
..............
-دي هتكون زي ماتش الاعتزال يا جاسر ...اكبر صفقة نعملها في حياتنا وبعدين هنوقف ...
قالها عامر وهو يبتسم بينما يرتشف كأسه ببطء ..كان يفكر بصفقة العمر ...سوف يستقبل أكبر شحنة مخدرات من الخارج وسوف تباع بملايين الدولارات وعندها سوف يكون لديه مال لا يحصي وسيبقي مرتاح المتبقي من حياته ...حينها سوف يهتم بإبنته الصغيرة....
نظر إليه جاسر بتعب وقال:
-ايوة الصفقة دي مهمة عشان كده لازم نفتح عينيا كويس يا عمي ...خصوصا اني سمعت أن مالك كلف ضابط شاطر اووي بيدور ورانا بحاول اعرف هو مين بس للأسف مفيش أي معلومات لحد دلوقتي ...فيه تكتم غريب عن الضابط ده...مالك دلوقتي بيلعب بالطريقة الصح ولو مأخدناش بالنا هيتقبض علينا ...
تنهد عامر وقال :
-انا معتمد عليك يا صياد ....انت اكفأ واحد من رجالتي ...انت اكفأ مني شخصيا وهتعرف تتصرف معاه...
ابتسم جاسر بسخرية وقال:
-عندك حق ...
شرب كأسه مرة واحدة ثم نهض وقال:
-مضطر امشي دلوقتي
-رايح فين ...
نظر إليه جاسر وقال بنبرة باردة:
-فيه حاجة لازم اخلصها ...يالا سلام ....
ثم خرج من الغرفة متجها لباب القصر فتح الباب ليجد ان ملاك قد اتت من الخارج ..
-ازيك يا جاسر ..
قالتها ملاك بإبتسامة ...ليذهب جاسر دون ان يرد عليها ...
.....
بعد ساعة ...
كان يقف مبتسما وهو يراقبها بينما تنام هي بعمق وسكينة لطالما بحث عنهما!!
......
في اليوم التالي
فتحت عينيها لتصطدم عينيها الزرقاء بعيني بنية تنظر إليها بسخرية ...شهقت وعد ونهضت لتجد الصياد ينام علي الفراش بجوارها ...ابتسم بسخرية وقال:
-صباح الخير يا قمر ...بصراحة جيت امبارح متأخر لقيتك نايمة زي الملاك مقدرتش اصحيكِ خصوصا ان لسانك طويل وانا مكنتش في مزاج اجادلك امبارح فنمت جمبك وقعدت اراقبك وانتِ نايمة ....
ضحك قليلا واكمل :
-صحيح شخيرك زعجني بس شكلك الجميل وانتِ نايمة كان اجمل حاجة شوفتها من سنين ....
ابتلعت وعد ريقها وهي تنهض وتقول بعدوانية:
-انت عايز ايه ..؟!
ابتسم ونهض بدوره ثم اخرج هاتف صغير وقال:
-بسيطة يا قمر تتصلي بخطيبك المغفل وتقوليله زي ما هقولك بالضبط ..
-ده مستحيل !!!
قالتها وعد بعصبية ليخرج الصياد سلاحه ثم يوجهها لرأسها قائلا بنبرة ارعبتها:
-يبقي هضطر للأسف اقتل ست جميلة زيك يا وعد !!!
........
وقفت مصدومة وهي تجده يحطم لوحاته التي يضعها بمرسم صغير فوق السطح....كان يبدو غاضب محطم ويائس ...تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة وتصاعدت الدموع لعينيها بينما الخوف استبد بقلبها ...أرادت أن تذهب إليه وتواسيه قليلا ولكنها ارتعبت أن يؤذيها بكلمة من كلماته التي يلقيها بوجهها كلما رأها ...وهي لا تريده أن يظن أنها تلتصق به أو تلاحقه ولكن رغم هذا تسمرت قدماها في الأرض ..لم تستطع حتي التحرك لتذهب بعيدا عنه بل وقفت تراقب انهياره وهي تبكي علي حاله ...رغم أنها تركها بأسوأ طريقة من أجل اخري الا ان قلبها يتألم كثيرا لأجله ولا تعرف لماذا أيقنت أن خلف انهياره هي وعد ...لطالما شكت بحبها له ...والأمر ليس غيرة منها ولكن لا تري نظرات الهيام بعينيها ليوسف ... لا تشعر بإرتجافها كلما امسك يدها على عكسها هي تماما...وضعت كفها علي قلبها وهي تبكي لأجله...ليتها تستطيع أن تذهب وتواسيه ...ليتها لديها تلك الحق الذي يجعلها تربت علي كتفها وتمسك كفه كي يهدأ...ولكن للاسف كل ما تستطيع فعله أن تبقي هنا ...تراقبه وهي تبكي وتتألم وهي تدعو الا يصيبه اذي وان يهدأ ...
-اهدى ارجوك ...
قالتها حياة وهي تبكي بينما تختبئ بعيدا حتي لا يراها ويوبخها ولكن ما زال مستمر في تحطيم كل شئ ...لقد جعل المكان خراب ...هي تعلم كم يحب الرسم وكم مغرم بلوحاته...هل فعلا اذته وعد الي هذا الحد الذي جعله ينهار بتلك الطريقة ....حقدت عليها حياة في تلك اللحظة كثيرا ...كيف تفعل هذا برجل عشقها حد الجنون كيف ....هي تعترف أجل أن يوسف عشق وعد ولم يحبها هي ...فما أن رآها واغرم بها حتي ترك حياة دون أن يفكر بمصيرها حتي ...وهذا ما جعلها تحقد عليه قليلا ولكن الآن كل حقدها اختفي وحل محله الشفقة والألم لحاله....ارتجف قلبها بقوة عندما صرخ يوسف بألم ...نظرت حياة بلهفة لتجده قد جرح نفسه عندما اصطدمت كفه بحاجز زجاجي ...أخذ قلبها يرتعش وهي تري الدماء التي تتساقط من كفه...شعرت بالاختناق ...لم تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل ...هل تذهب إليه وتداوي جرحه وتتحمل توبيخه أم تتجاهله ...ولكنها عرفت أن مستحيل تتجاهل يوسف ...للاسف هي ما زالت مغرمة به ولن تترك من تحبه ينزف بتلك الطريقة ...ستذهب إليه وليحدث ما يحدث ...بضع كلمات لن تقتلها..صحيح ...غير ذلك أن يوسف بالفعل قتلها عندما تركها وارتبط بآخري....بسرعة وبدون تفكير ذهبت إليه عبس يوسف وهو يجدها إمامه...فتح فمه ليوبخه ولكنها أمسكت كفه وقالت بقلق:
-تعالي نروح الدكتور الجرح كبير يا يوسف ...
سحب كفه بعنف وقال؛
-ملكيش دعوة ممكن ....سيبيني في حالي ...
إن ظن أن بكلماته تلك فسوف تبتعد فهو مخطئ كثيرا لانها تمسكت بكفه اكثر وقالت:
-تعالي معايا بس ...أنا ...
ابعدِ ايدك عني !!!!
صرخ يوسف بحياة وهو يدفعها بعيدا عنه ...عينيه حمراء من الغضب ثم أكمل وقال:
-ليه ميكونش عندك كرامة وتبعدِ عني..ليه ؟!!ليه بتلاحقيني قولتلك مش بحبك ...ولا عمري هحبك ...ايه هو عافية ؟!!
تصاعدت الدموع بعينيها وشعرت بقلبها ينزف بينما هو يقتلها بكلماته ونظراته المشمئزة ...ودت أن تهرب ولكن منظر يديه المخضبة بالدماء منعتها ...هو يحتاج لمساعدة طبية علي الفور ..
-يوسف اسمعني ..
-اخرسِ بقا مش عايز اسمع صوتك ..ومش عايز أشوفك ...دايما لازقالي ...ايه مفهمتيش كلامي قبل كده ...للدرجادي معندكيش اي كرامة قولتلك مستحيل نبقي سوا ...
هزت رأسها بعصبية وامسكت كفه بقوة وهي تصرخ به :
-مجيتش عشان بحبك يا استاذ يوسف ...انا نسيتك خلاص انت برة حياتي ...بس انت ابن خالتي اللي اتربيت معاه فعشان العيش والملح بقولك يالا نروح المستشفي وضع ايدك في خطر ...
عبس يوسف ونظر الي كفه التي تنزف ليدرك اخيرا أنه ينزف ...ثم قال بذهول:
-انتِ جيتِ بس عشان أيدي!!!
رفعت رأسها وقالت:
-ايوة عشان ايدك ...مخك ميروحش لبعيد لاني فعلا بطلت أحبك ...تقدر تقول إن مشاعري ناحيتك كانت مراهقة وتعلق اكتر منه حب !!!
وبهذة الكلمات سببت له ضيق غير متوقع
تنهدت حياة براحة وهي تجده قد هدأ قليلا ثم سحبته خلفها وهو لم يعارض ...
.......
في دار الأيتام قابلها والامر لم يكن صدفة بل خطط جيدا لهذا الأمر خاصة انها تقدر انه انقذها من خطيبها السابق من قبل ..كان يحاصراها بنظراته بينما يبدأ في الكلام
-انتِ بتيجي هنا كل يوم ؟!
قالها عدي وهو ينظر إليها مبتسما ...لم تستطع ملاك أن تنظر إليه أكثر من هذا لهذا وضعت عينيها في الأرض وأجابت بخجل :
-ايوة ...اتعودت دايما اجي هنا ...في المكان ده بحس بسلام نفسي غريب اووي مع ******* بحس اني رجعت **** من جديد ...
ابتسم عدي وهو ينظر اليها ...نظراته اربكتها وقد شعرت بسخونة في وجنتها ...حقا ما بها ...لماذا تشتغل خجلا كمراهقة لم تكمل الخامسة عشر بسبب نظرات رجل مثله ...ولكنها فعلا كانت مرتبكة...خجلة...نظراته كانت تخترقها بقوة ...تمس روحها ....روحها التي لم يستطع احد الوصول إليها الا والدتها ...حتي عاصم لم يصل لروحها بتلك الطريقة وهذا ما جعلها تنصدم ...هي تنساق بقوة الي طريق تجهله ...تشعر بالإعجاب نحو رجل لا تعرفه حتي وكل هذا من المرة الثانية لرؤيته ...الأمر حقا مريب ...هي تخاف ولكنها سعيدة في نفس الوقت
..سعيدة بطريقة تجهلها...
هزت رأسها وحاولت ان تطرد تلك الافكار السخيفة من راسها وقالت له بلطف:
-بس واضح ان الاولاد بيحبوك اووي ..
هز عدي رأسه وقال :
-هما قلبهم ابيض ...كفاية تكون حنين عليهم وهيحبوك ...
نظر إليها وأكمل قائلا:
-بس أكيد بيحبوكِ اكتر صح ؟!
ضحكت وقالت:
-لا شكلهم بيحبوك انت اكتر ...
هز رأسه وقال معترضا :
-لا أكيد انتِ اكتر ...لأنك فعلا جميلة وتتحبِ ..
ذابت خجلا وهو ترجع شعرها الخلف بينما تطرق بخجل ...هو يتغزل بها بصراحة ..
-مفيش داعي تتكسفِ يا ملاك انتِ فعلا جميلة اووي زي الملاك ...انتِ اسم علي مسمي ...
نظرت إليه ملاك وهي تضحك وقالت:
-انت بتعاكسني ؟!!
-بصراحة أه ...
قالها بصراحة تامة لتضحك هي ...
قاطع حديثهما ******* الذي طلبا منهما ان يلعبا سويا ..وقد وافقا بسرور ....
.....
بعد ساعتين ....
كانا يسيران سويا ...
قالت ملاك:
-دي عربيتي انا دلوقتي لازم اروح ...
كادت أن تذهب الا ان عدي اوقفها وقال بسرعة وهو يدعي الارتباك:
-أيه رايك نتقابل تاني ...
ابتسمت ملاك بحيرة وقالت:
-ما أكيد بكرة هنتقابل تاني في الملجأ....
هز عدي رأسه وقال:
-لا قصدي نتقابل برة الملجأ....لو معندكيش اعتراض ممكن تقبلي اني اعزمك علي الغدا بكرة بعد ما نطلع من الملجأ ...
ابتسمت له ملاك وقد هزت رأسها علي الفور بينما ابتسم عدي ...فها هي فريسته وقعت في الفخ !!!
يتبع
الفصل السابع
( لن أخضع )
كانت تبكي بعنف ...قلبها يعتصر ألما وهي تتذكر كيف حطمت قلب يوسف ...كيف اخبرته انها لا تحبه بأسوأ الطرق ...كيف انها تركته ولم تهتم به ....لقد شعرت بالقرف من نفسها ليس لانها انفصلت عنه تحت تهديد السلاح من هذا المجنون بل لان للأسف كل كلمة قالتها كانت صحيحة مائة بالمائة ..
هي لا تحب يوسف...يوسف كان اختيار العقل لا القلب ...هو لم يمر حتي بجوار قلبها وكم كان هذا يعذبها لانه حقا يحبها كثيرا..
هي رأيت هذا في عينيه ولكن الارتباط به كان الحل الوحيد حتي تتخلص من ظلم والدها ...كان الحل الوحيد حتي تتخلص من هذا السجن ولكن للاسف وقعت في سجن أسوأ بكثير وها هي خسرت كل شئ
...حياتها وخطيبها وحريتها يتبقي أن يفعل هذا المجنون ما يريده بها ليسلب شرفها ....
تسطحت علي الفراش وأغمضت عينيها وهي تتذكر ما حدث بالتفصيل !!!
....
-مش هعمل كده ...حرام عليك اتقي **** وسيبني اطلع!!
قالتها وعد وهي تنظر إلي السلاح بذعر ...كان قلبها ينبض بخوف ...ماذا إن قتلها هذا المجنون ...تصاعدت الدموع لعينيها وأخذت تتوسل:
-يا باشا سيبني اطلع من هنا حرام عليك...ابويا اللي سرق أنا مالي ليه أنا اتعاقب ...عاقبه هو ...
ابتسم الصياد بسخرية وقال:
-ذنبك انك بنته ...
اقترب منها ثم لمس وجهها بإفتتان قائلا:
-بس ذنبك الأكبر انك جميلة يا وعد ...عينيكي اجمل عيون شوفتها في حياتي ...
ابتلعت ريقها بينما يقترب أكثر منها ...اقترب بشفتيه من وجهها ثم قبل فكها برقة وقال :
-اعملِ اللي انا عايزه وصدقيني هعيشك أميرة ...هجيبلك اللي أنتِ عايزاه ...هتأكلِ احسن أكل وتشربِ احسن شرب ...وهسفرك بلاد عمرك ما شوفتيها ...هعيشك في الجنة حرفيا ...بس وافقِ ده الحل الوحيد اللي قدامك لاني انا ممكن حرفيا اعيشك في جحيم ..يعني اقدر اضربك ...اعتدي عليكِ واخلي كمان رجالتي يعتدوا عليكِ واصورك ...فالذوق احسن صح ؟!...
كانت ترتعش وهي تشعر بشفتيه تنتقل من وجنتيها لفكها ....صوته الهادئ جعلها ترتعب....تهديداته تلك حقا ارعبتها ...أنه يلقيها بين نارين ويطلب منها الاختيار وفي الحالتين ستحترق حتي الموت...ابتلعت ريقها وهي تشيح بوجهها ...كانت تشعر بالتقزز منه ...
ابتعد الصياد وهو يقول:
-ها يا وعد ناوية تسمعي الكلام ولا انفذ تهديدي...اعرفي اني ممكن اخليكي تتمني الموت فياريت بالادب كده تعملي اللي اطلبه منك ...
ابتلعت ريقها وهي تمسك الهاتف منه بينما تطلب رقم يوسف ....وجه هو السلاح لراسها وقال:
-اي محاولة منك مش هتردد افجر المسدس في رأسك يا حلوة تمام ...
هزت رأسها وهي تبكي بقهر ..تبكي من الظلم الآن هي ستخسر اخر شخص تبقي لها ...اخر شخص قد يحميها ...انتظرت وهي ترتجف رد يوسف وتجمدت للحظة عندما انفتح الخط وصوت يوسف الملهوف يظهر :
-وعد حبيبتي فينك ...قلقتيني عليكِ ...أنا هتجنن بقالي يومين...
-يوسف أنا سيبت البيت وسافرت مع بابا ...
قالتها وهي تكتم دموعها فرد هو دون تصديق:
-من غير ما اعرف ...من غير حتي اتصال او مبرر يا وعد ...هو باباكي أجبرك ولا ...
أغمضت عينيها وقالت :
-لا أنا سافرت معاه بمزاجي ...قرر يبدأ من جديد في بلد تانية ...
-طب وانا يا وعد ...
نظرت إلي الصياد بتوسل ولكن وجهه لم يحمل أي أثر للشفقة فاكملت وهي تضغط علي نفسها وقالت بنبرة صادقة تماما:
-انا محبتكش يا يوسف ...أنا اسفة حاولت كتير بس مقدرتش ...أنا...
-انتِ بتقولي ايه ...أنتِ بتكدبي عليا صح ...وعد أنا ...
-انا اسفة يا يوسف ...اسفة ..
قالتها وهي تبكي ثم أغلقت الهاتف ...
...
عادت من شرودها وهي تبكي بعنف ...تشعر بالقرف من نفسها لأنها استغلته وتركته بتلك الطريقة !!!
..................
-نظر الي كفه المضمدة بتفكير ثم تنهد ونظر الي حياة وقال بهدوء :
-شكرا ...
هزت رأسها وهي ترجع خصلات شعرها القصير للخلف وتقول :
-العفو..
تنهدت ثم أكملت وقالت:
-يالا نروح البيت ماما اتصلت واتضايقت اني خرجت من غير أذنها ...
هز رأسها وهو يسير بجوارها ...قام بإيقاف سيارة أجرة واستقلوها سويا ...
كان كل لحظة يرمقها بدهشة ...ليست تلك حياة التي يعرفها ...حياة التي كانت تطارده دون أي ملل ...تلك فتاة اخري لا تنظر إليه حتي ...عينيها التي كانتا تنظران إليه بحب جافة الان لا ترمقه الا بنظرات باردة تمزق قلبه ...وهو لا يدري السبب ...هو الآن يجب أن يغضب ويحزن لأن من احبها تركته دون أي سبب ولكن يجد نفسه يفكر بحياة ابنة خالته التي كانت تعشقه وهو للاسف لم يبادلها تلك المشاعر!!!
تنهد وحاول فتح الحوار قائلا :
-مش عايزة تسأليني ايه السبب اللي خلاني اعمل كده ...
-ما يهمنيش ...
وبتلك الكلمة الباردة قطعت الحديث تماما واخرسته شخصيا ....
وصلا الي المنزل اخيرا بصمت تام وصعدا سويا ..توقفت حياة وهي تري والدتها تنظر إليها بنظرات غير راضية تماما ثم تنظر إلي يوسف الذي توتر قليلا ...
نظرت والدة حياة الي كف يوسف وقالت:
-الف سلامة عليك يا حبيبي خير ؟!؟
-مفيش حاجة يا خالتي حاجة بسيطة ...
ثم بسرعة اتجه لمنزله ...
نظرت حياة الي والدتها وكادت أن تتكلم لتبرر إلا أن والدتها أمسكت ذراعها وأدخلتها للمنزل ...
دفعتها والدتها ثم صرخت بها :
-احنا مش هنخلص من يوسف ده ...أنا ما صدق انك قررتِ تشوفي حياتك يا حياة ...ليه بتعملي كده يا بنتي ...
-يا ماما أنا...
-اسكتي ولا كلمة ...يا بنتي ده مبيحبكيش ...بيحب خطيبته كفاية اللي عمله فيكي ...ما صدق انك بدأتِ تشوفي حياتك ايه اللي خلاكِ ترجعي لوجع القلب ده !!
تصاعدت الدموع لعيني حياة وقالت وهي ترفع رأسها :
-وانا يا ماما خلاص نسيته وصدقيني مش بفكر الاحقه ابدا ...أنا بس مقدرتش اشوفه بينزف ومساعدهوش ...كأبن خالتي بس...لكن أنا لا بلاحقه ولا حاجة اطمني خالص ومتقلقيش ..وعشان ترتاحي اكتر أنا موافقة اقابل ابن طنط مريم حددي الميعاد اللي يناسبك وانا موافقة علي اي حاجة ..تمام ..
هزت الام رأسها وهي تشعر بالراحة واخيرا ابنتها قررت التحرر من قيود عشق لا فائدة منه ...
تنهدت حياة وهي تنسحب الي غرفتها بينما تكتم دموعها ...وما أن أغلقت باب غرفتها حتي جلست تبكي بشكل يمزق القلب ...لما لم يحبها يوسف بتلك الطريقة التي أحب وعد بها ...تقسم أنه لو احبها بتلك الطريقة ما كانت لتتركه ابدا !!!
.....
في منزل يوسف ...
كان جالس وهو يمسك صور خطبته هو ووعد ...كم كان سعيد في ذلك اليوم ...كان يطير من السعادة ...فالفتاة التي سلبت لبه من اللحظة الأولي أصبحت ملكه ...لن ينسي كيف التقي بوعد ..عاد بذكرياته للخلف عندما أجرت والدته جراحة بسيطة في عينيها وكان هو يرافقها ...أخذ عطلة من عمله وقرر أن يبقي بجوارها بالمشفي...كان حينها خاطب حياة ...كانت مجرد خطبة تقليدية ليتخلص من الحاح والدته ولكن الحقيقة أن حياة لم تمر جوار قلبه حتي ...الي أن أتي اليوم الذي دخلت فيه وعد لغرفة والدته...لقد نسي أن يتنفس لدقائق وهو مسحور بعينيها الجميلة ...أنفها الشامخ وشعرها الذي يتأرجح بقوة ....بدت في تلك اللحظة كأمرأة أحلامه ...المرأة التي حلم بها طويلا ...ومن وقتها ألقت عليه لعنة الحب وأصبح هو الملعون بعشق محرم عليه ...ظل لأيام يلاحقها دون أن تدري غير مهتما كليا فمن هي خطيبته حتي اتخذ قراره وانفصل عن حياة تماما ليريح ضميره ...
فاق من شروده بينما دموعه سقطت علي صورتهما بينما يفكر أنه جرح أكثر شخص يحبه من أجل من لا يستحق !
.....
في اليوم التالي ...
كانت تقف أمام المرأة وقلبها يقذف داخل صدرها ...لا تدري لما تشعر بكل هذا التوتر من لقاء هذا الرجل ...ولا تدري بالأساس لما وافقت أن تخرج معه بتلك البساطة ...لا تعرف اي شئ فقط تعرف انها تشعر بسعادة غريبة ...وتشعر انها سخيفة جدا ... فهي هي خرجت من علاقة منهكة وتقابل اخر ....آخر لا تعرف إلا أنه سلب دقات قلبها من الوهلة الاولي... ابتسمت بخجل وهي تشعر بفراشات تداعب معدتها ...نظرت إلي فستانها الخريفي اللطيف التي تتناثر أزهاره في كل مكان بمختلف الألوان ...أمسكت احمر الشفاه ثم مررته علي شفتيها قلبت شفتيها برفق لتثبيته وكادت أن تربط شعرها إلا أنها تراجعت في آخر لحظة وقامت بتسريح خصلاتها الذهبية ثم تركتها ترتاح علي كتفها ... نظرت إلي نفسها نظرة أخيرة وهي تبتسم برضى ثم أمسكت حقيبتها وغادرت ....
.....
خرجت من غرفتها وهي تدندن بسعادة ولكن فجأة تجمدت وتوقفت الكلمات في حلقها وهي تنظر إلي جاسر الذي ظهر أمامها فجأة ...ابتلعت ملاك ريقها واطرقت برأسها للاسفل ....تجاهلها جاسر كليا وكاد أن يذهب إلا أنها قالت:
-انا عارف انك زعلان مني وده قاهرني يا جاسر ... مقهورة اني زعلتك أنت بالذات ...انت اغلي انسان علي قلبي ...اخويا اللي وعيت واتربيت معاه ...
اعتصر الالم قلبه ...شقيق؟!!هذة هي مكانته لديها ...الفتاة التي أحبها أكثر من حياتها كلها لا تراه الا شقيق عزيز ...أراد الضحك علي خيبته ولكنه استطاع السيطرة علي نفسه وقال:
-وأزعل ليه يا بنت عمي الحب مش عافية ...وانا أكيد مش هجبرك...
اقترب اكثر منها وقال بينما عينيه البنية تلمعان بقسوة:
-متقلقيش عليا أنتِ مش هتشكلي ضغط ابدا ...هنساكِ بسهولة عادي اصل اللي خلقك خلق غيرك عادي ...
ابتلعت ريقها وقالت:
-انا عارف انك مجروح و...
-لا مش مجروح ولا حاجة قولتلك أنتِ مش هتشكلي ضغط ولا تهديد حتي أنا مكنتش مجنون بيكي للدرجة ...أنا افتكرت اني بحبك ...بس لما قعدت مع نفسي عرفت أنه مجرد اعجاب وهيروح متقلقيش ..قلبي مش متورط للدرجة دي ...
أمسكت ملاك كفه وقالت:
-اتمني من قلبي أن قلبك فعلا ميكونش متورط معايا ...اتمني تحب واحدة تقدرك يا جاسر ...تحب واحد احسن مني بمليون مرة ...
فقط حينها صوابه تماما وهو يمسكها من ذراعها ويقول:
-مفيش حد احسن منك ولا هيكون يا ملاك ...
لمعت عينيه بالدموع وأكمل بتوسل:
-اديني فرصة واحدة ...واحدة بس و**** هسعدك...هعمل اللي أنتِ تطلبيه ..مش هضغط عليكِ ولا ...
تصاعدت الدموع لعينيها وهي تقول بعذاب:
-ابوس ايديك انت كفاية ...مقدرش ...مقدرش يا جاسر انت تستحق احسن من كده مش قادرة اشوفك الا اخويا ...سامحني ...
ابتعد سريعا كالملسوع وقال:
-وانا مش عايزك تشوفيني اي حاجة ...
اقتربت وكادت أن تلمسه الا انه ابتعد عنها وقال:
-كفاية كده ...ابعدي عني مش عايزك تكلميني ولا تحتكي بيا ...أنتِ من النهاردة بنت عمي وبس وعلاقتنا مش هتكون الا رسمية ...
-جاسر أنا ...
ولكنه لم يستمع إليها بل تركها وغادر ...
تساقطت دموعها وهي تشعر بالأسي عليه ...لم ترغب أن تحطمه لتلك الدرجة ولكن هي لا يمكن أن تحبه ...لا تستطيع ...لو كان بيدها لأعطته الحب الذي يريده ولكن للأسف نحن لا نملك سلطان علي قلوبنا ...
مسحت دموعها برفق وخرجت من المنزل ....
.......
بعد ساعات ....
كانت تخرج من الملجأ وهي تسير بجواره بينما ما زال قلبها مشبع بالحزن ...وقد اختفت أي رغبة لها بالسعادة ...فجاسر لديه مكانة مميزة لديها حتي وإن لم تكن تحبه كحبيب ...هي تحترمه وتقدره وتحبه كشقيق ...هو صديقها ...من وقف بجوارها في محنتها دوما ...كان دوما أقرب إليها من اي شخص ...عرفت أن لن أحد سوف يأذيها طالما هو موجود ...
الحزن علي وجهها الجميل جذب انتباه عدي ...نظر إليها وقال بنبرته المميزة :
-مش قولتلك أن الحزن مش لايق علي جمالك يا ملاك... وشك اتخلق عشان تضحكِ بس لان ضحكتك هي تاني اجمل حاجة في الدنيا بعدك ....
كل أفكارها تلاشت أمام هذا الغزل الصريح منه بينما تذوب خجلا وهي تنظر إلي عينيه التي ترمقها بنظرات خاصة اربكتها ...وهو لم يزيد من وقاحته با قام بتغيير الموضوع تماما وقال:
-يالا عشان نلحق اليوم من أوله ...
وضعت خصلات شعرها خلف أذنها وهي تقول بتوتر أنا...
-لا لا يا ملاك مفيش أعذار انتِ وعدتيني!
ودون أن يهتم بإعتراضاتها امسك كفها وهو يجرها خلفه ...
ومن بعيد كان يوجد من يراقبهما بينما عينيه تشتعلان بنيران الغيرة!....
......
في الملهي الليلي ....
كان جاسر يشرب بشره كبير ...وكلما تذكر كيف رفضته وكيف ذهبت مع اخر كان يشرب أكثر ...الالم في قلبه لا يتوقف ...يشعر أنه سيموت ...لما فعلت به هذا ...لما لم تحبه ...قلبه يتمزق من الغيرة وهو يري اخر يحقق أحلامه ...اخر يستولي علي امرأة حياته ...عجز تماما عن فهم فشله في الحصول عليها ...أنها المرأة الوحيدة الذي أعطاها كل هذا الحب والاهتمام ...هو مهووس بها ...مهووس بطريقة لا يستوعبها اي عقل بشري ...لو طلبت منه أن يموت ...سيموت وهو راضي تماما ....ولكن اليوم عرف أن بعد عاصم هناك اخر احتل قلبها وهو ليس لديه اي فرصة حتي...
صرخ وهو يلقي كأس الخمر ثم خرج من الملهي وهو يترنح بقوة ...خرج الي المرأة الوحيدة التي ستخفف تلك النيران التي تشتعل به !!!
........
انتفضت وعد عندما ولج الصياد فجأة ...عينيه حمراء يترنح بقوة ...والألم يتشكل بشكل بغيض علي وجهه...انكمشت بخوف بينما عينيها الزرقاء تزوغان بتوتر ...كان يبدو عليه الغضب والألم وقد شعرت أن هذا اليوم لن يمر علي خير ابدا ...
-انا مليت من الوضع ده !
قالها بنبرة ثقيلة غاضبة لتبتلع ريقها وتقول بتوجس:
-اي وضع مش فاهمة ؟!
اقترب منها وصرخ:
-انا دفعت فلوس ومن حقي اخد مقابل اللي دفعته ...مش هستني اكتر. ..الليلة هتكوني ليا يا وعد ....
هزت رأسها وهي تبكي وقالت؛
-ده مستحيل ...
ضحك ساخرا وهو يقترب أكثر ويقول بنبرة ثقيلة:
-للأسف يا حبيبة قلبي هيحصل ...أنا مشيت كل الحراس ...والليلة هتبقي بتاعتنا أنا وأنتِ وبس ...
ثم هجم عليها يكتفها بجسده ...
صرخت وعد وهي تحاول أن تبعده عنها ولكن دون جدوى ...كان كالثور الهائج بينما شفتيه تقبلها بهووس ...رباه يبدو أنه لن يتراجع الان ...
-انتِ الوحيدة اللي هتخففِ ألمي
قالها بنبرة غريبة ...بينما يديه تتجه الي ملابسها ...حاولت وعد بكل قوة أن تبعده وهي تبكي...لا ...لن تسمح له بهذا ...ستقتل نفسها ولن تسمح له أن يسلب شرفها ...نظرت بجانبها لتجد طبق الطعام الخاص به وسكين صغيرة ولكن حادة ... حاولت الوصول إليها ولكن الصياد كان يشل حركتها تماما ...فجأة هبط بشفتيه علي شفتيه وقد غاب تماما ...ادعت هي الاستجابة ووضعت كفه علي رأسه تقبله بالمقابل ليترك كفها الأخر بحرية ...وثم بسرعة دون أي تفكير استرق السكين وبأقصي قوة لديها طعنته في بطنه !!!
يتبع
الفصل الثامن
( عودة الماضي )
اتسعت عينيها بفزع وهي تشعر بسائل دافئ ينساب علي يديها بينما عيني الصياد جحظت بألم ...أبعدته وعد وهي تصرخ ليقع هو علي الأرض بينما يصرخ بألم ...رمت السكين من يدها وهي تصرخ .. ...للحظات ظلت باهتة وهي تنظر إلي ألمه الواضح ولا تعرف لماذا شعرت بالآسي عليه ...شعرت بثقل في ضميرها وهي تراه ينزف بتلك الطريقة ويتألم ...عرفت انها لو تركته سوف يموت ولكنها عرفت أيضا انها فرصتها الوحيدة للهرب من الشيطان ولذلك دون أي تفكير خرجت من الغرفة لتركض ...لم تفكر ابدا بالتوقف ...فتلك هي فرصتها الوحيدة ...الحراس ليسوا هنا والصياد مصاب بالداخل...تلك هي فرصتها الذهبية ...اخذت تتنفس بصعوبة وكادت أن تصل لباب المنزل إلا أنها توقفت فجأة وهي تلهث بعنف ونظرت بتوتر الي الغرفة ...هل ستتركه يموت بتلك البساطة ...هي من ستكون السبب لو مات وضميرها لن يحتمل هذا العذاب ...
نفخت بضيق وهي تشد خصلات شعرها وتقول:
-فوقي يا وعد ده مجرد مجرم بطلي هبل...يستحق اللي هيحصله ...أنتِ ملكيش دعوة ...دي فرصتك ...روحي ليوسف وبلغي عنه وارتاحِ....
صوت صراخ الصياد المتألم جذب انتباهها ...ارتجفت وهي تشعر بالرعب وللحظات توقف عقلها عن العمل تماما ...رباه ماذا تفعل ...هل تعود وتخاطر أن يحتجرها ...ام تهرب وتتركه لمصيره وتتحمل تأنيب الضمير ...شعرت حقا انها تائهة ولكن للحظة انتصر ضميرها المعذب علي عقلها وعادت إليه....
وقفت وعد وهي مصدومة تراقب الصياد الغارق في دمه بينما يصرخ من الالم وهو يتسطح علي الفراش بشق الأنفس وما أن لاحظ وجودها حتي اشتعلت عيناه البنية وهو ينظر إليها وقال بنبرة تقطر حقد:
-هقتلك يا وعد ...هقتلك بطريقة متتخيلهاش ..بطريقة أسوأ من اي فيلم رعب شوفتيه...
ابتسمت بسخرية وردت:
-انت الطرف الضعيف هنا فأحسنلك تحط لسانك جوا بوقك والا هسيبك تنزف لحد ما تموت...
-انتِ ...أنتِ
-ششش
قالتها بإستفزاز...ثم أكملت:
-احسنلك تخرس والا و**** اسيبك تموت عادي وابقي ريحت العالم من شرك ...انت دلوقتي صباعك تحت ضرسي فبالذوق كده تخليك مؤدب عشان اطهرلك الجرح وامشي من المكان الموبوء ده وابعد عن شخصية مريضة زيك ...
احمر وجهه من الغضب وهو ينظر اليها... ولكنه لم يتحدث ...هي محقة هو الآن الطرف الأضعف ...علي رغم شعوره بالغضب الشديد إلا جزء مجنون منه كان يشعر بالتسلية لأنها تهدده بتلك الطريقة دون خوف ..هذا جعله يشعر بحماس غريب ...حماس غريب يجعله يرغب في قتالها وإخضاعها له ...والصياد عرف في تلك اللحظة أن وعد ليست مجرد فتاة سوف يتخذها عشيقة ...بل هي امرأة ستغير حياته كثيرا ...تلك الشرارة بعينيها لم يراها بعيني أحد إلا عين والدته حتي ملاك لا تمتلك تلك الشرارة النادرة ....
-انت مبتسم ليه ؟!!
قالتها وعد بتوجس ليرد الصياد بألم:
-مستغرب أن واحدة زيك يدوب واصلة لكتفي تقف تهددني كده ...
ربعت ذراعيها وقالت بفظاظة:
-للاسف معندكش حل تاني ...انت دلوقتي هتنفذ اللي اقول عليه وبس ودلوقتي خليني اشوف الجرح ...
ثم اقتربت منه متوجسة حذرة وهي تقرر أنه لو فكر أن يفعل أي شئ ستضربه ...عاينت جرحه وتنهدت عندما وجدت أن جرحه سطحي ...
نظرت إليه وقالت:
-متقلقش الوحش لا بيروح ولا بيضيع جرحك سطحي ..
ثم بعنف ضربته علي الجرح ليصرخ بقوة وهو يسبها بألم ...رفعت وعد حاجبيها وقالت ببراءة مزيفة ؛
-مش انا دي أيدي .
نظر إليها وهو يكز علي أسنانه وقال:
-بس اقوم هربيكي كويس علي اللي بتعمليه ده ...
ضربته علي وجهه وقالت:
-لا قلة ادب هسيبك وامشي...لم لسانك لاقطعهولك انت فاهم !!!!!
ثم بمهارة ممرضة بدأت تحضر ما تريده من علبة الإسعافات الأولية الموجودة بالغرفة لتنظيف جرحه !!!
.........
كانت ملاك تتسطح علي الفراش ...خصلاتها الذهبية تنتشر علي وسادتها بينما ابتسامة حالمة تزين شفتيها ...وعقلها يستعيد يومها مع عدي ...لقد كان من اجمل ايام حياتها...كان عدي يمتلك حس دعابة مذهل لم تتوقف عن الضحك ابدا طيلة اليوم ...عاملها اليوم كشئ ثمين ...تجول معها في مركز التسوق واشتري لها دب هدية ...تجول معها كثيرا ...كان بسيطا جدا وهذا ما أحبته كثيرا وبالنهاية اخذها لمطعم للمأكولات البحرية ...ذُهلت عندما اخذها هناك ...كيف عرف انها تعشق المأكولات البحرية وعندما سألته أجابها ضاحكا أنه هو يحب ذلك الاكل أيضا ...تحدثا سويا لمدة طويلة ودهشت من كم التشابه بينهم ....هو يحب كل ما تحبه ... ذوقه يشبه ذوقها الي حد كبير ...يحب الفن والموسيقي مثلها ...مولع بالقراءة أيضا مثلها ..بحياتها لم تجد أحد يشاركها اهتمامها مثل عدي ...لتعترف أنها تسير في طريق تجهله ...تسلم قلبها لشخص لا تعرفه حتي ...لكن جل ما تعرفه حقا أنه ترك تأثيرا عميقا داخل قلبها وروحها ...بعد عاصم ظنت أنها ستنبذ الحب ولكن بطريقة لا تصدق وجدت نفسها تتعلق بآخر ولا تعرف السبب...تخاف أن يكون هذا مجرد احتياج وفراغ عاطفي بعد تجربتها المريرة مع عاصم ولكن لماذا لم تنجذب لجاسر ...هو أقرب لها من اي شخص ...وتثق به أكثر من نفسها ...لما تثق بغريب لا تعرفه جيدا من الأساس ولما تسلمه ثقتها بتلك السهولة ...هي منذ أيام خرجت من تجربة مريرة ...فالذي أحبته خانها في ليلة زفافهما وحطم قلبها ...يجب أن تتريث قليلا ولا تجعل عواطفها تتحكم فيها ...فهي تعرف كم أن القلب ضعيف متهور ...يجب أن تحكم عقلها...تجعل عقلها من يقودها ...والعقل يخبرها أن تنتظر فقلبها لن يتحمل اذي آخر ...هي لا تعرف الشاب جيدا ...يجب أن تتعرف عليه بصورة أوضح حتي تثق به ...تنهدت ملاك وقد اتخذت قرارها لن تخرج معه مرة أخري ...يجب أن يجعلها تثق به اولا .....وبهذة الفكرة أغمضت عينيها وقررت النوم ...وفعلا ما كادت أن تغرق في النوم حتي ايقظها صوت رسالة اتت علي تطبيق الواتس آب...فتحت التطبيق ليدق قلبها بقوة وهي تجد رسالة منه ...توقفت عن التنفس للحظات وابتسامة رائعة ارتسمت علي شفتيها وهي تقرأ رسالته المختصرة ...كان يطلب منها الخروج معه مجددا واخبرها أن الأمر مفاجأة ...وفجأة تطايرت كل وعودها لنفسها وهي ترد عليه بالموافقة ثم تغلق الهاتف وتنام بسعادة ...
.....
علي الجانب الآخر ..
كان عدي يبتسم بخبث هي تقع في حبه ...مهمته أصبحت اسهل مما توقع ....
-قدرت توقعها ؟!
قالها مالك لابنه الذي يشع وجهه من السعادة ...
رفع عدي رأسه بفخر ورد:
-عندك شك...كام يوم تاني وملاك هتقع تحت ايدي تماما وهسيطر عليها ساعتها هجيب عامر النجار راكع عند رجلي
-اللي بيلعب بالنار هو اللي بيتحرق بيها الاول يا عدي .
قالها والده فجأة ليعقد حاجبيه بقوة ويقول :
-مش فاهم ...
تنهد والده وهو ينظر إليه بتوتر ويقول :
-خايف اللعبة تنقلب عليك ...خايف الصياد يبقي فريسة ..
-بابا وضح كلامك مبحبش شغل الالغاز ده !
ربع مالك ذراعيه وقال:
-يعني يا حضرة الضابط خايف انك بدل ما تخلي ملاك تحبك وتستغلها انت اللي تحبها ...خايف انك تحبها وتنسي مهمتنا ...خايف الحب يسيطر عليك ...
انفجر عدي بالضحك ...كان يضحك بقوة وهو ينظر إلي وجه والده الغاضب ثم قال وهو يشير إلي نفسه...:
-انا احبها ...احب بنت عدوي !!
ثم أكمل ضحكه وقال :
-انت اكيد بتهزر ...
-انت ملكش سلطان علي قلبك يا عدي ..وانا خايف ...
قاطعه عدي وقال بنبرة باترة جافة:
-اطمن يا بابا انا عمري ما احب بنت عامر النجار ...عامر عدوي وهيفضل عدوي وبنته هي الطعم اللي هستخدمه عشان اقضي علي عامر نهائيا ..اطمن أنا عمري ما حياتي ما ارتكب الغلطة دي واحب بنت اكبر تاجر مخدرات في مصر!
تنهد عدي واقترب من صورة والدته التي معلقة علي الحائط وقال:
-مستحيل احب بنت المجرم اللي قتل أمي ...زي ما حرمني من امي هحرمه من بنته!
............
كان جالس بغرفته غارق في أفكاره ...الخيانة أحرقت روحه ...يتذكر كل ما فعله لأجلها ...يتذكر كم أحتمل اهانات والدها فقط لأجلها ...كان يعد الايام لتكون ببيته ...كان يحقق لها جميع أحلامها ...فكيف تفعل به هذا ...كيف تتركه بتلك الطريقة المهينة ...هو قبل بها رغم كل شئ وهي من تركته ... تركته تماما ولم تهتم بقلبه الذي انكسر ...لقد كسر قلب حياة من أجلها ...تحمل لوم عائلتها وتحدي الجميع كي تكون له ..فكيف تجازيه بتلك الطريقة..أن أن هذا عدالة **** الذي حطم قلبه بنفس الطريقة التي حطم بها قلب حياة...حياة ...
اغمض عينيه وهو يتذكر ابن خالته التي أحبته أكثر من الحياة نفسها وهو ببرود حطم قلبها وتركها من أجل اخري ...لن يكذب علي نفسه بعد الان هو خانها ...أجل كان يلاحق وعد عندما كانت خطيبته ..جعلها تتأمل أكثر لم يكن يريد افلاتها الا عندما يجد رد فعل من وعد ...وبعد فترة قرر بستجمع شجاعته ويكلم وعد حينها انفصل عن حياة ..لأن ضميره لم يتحمل أن يقترب من فتاة وهو مرتبط بآخري وهكذا ببساطة حطمها واخبرها أنه يحب اخري ...لقد رأي الالم بعينيها...بدموعها ...ولكن في تلك اللحظة لم يفكر الا بوعد ...كان مهووس بها وأصر أن يرتبط بها مهما حدث ..صحيح واجه اعتراض كبير من والدته ولكنه أصر عليها حارب الجميع من أجلها ...وللاسف هي لا تستحق هذا ...لا تستحقه ابدا ...
تنهد وهو يشعر بألم عظيم في قلبه ...نيران الخذلان تحرق روحه ...ومن بعيد كانت تقف والدته وهي تشعر بالشفقة عليه ..تعرف داخلها ان ما يحدث في ابنها بسبب تلك الفتاة ...هي لم تحبها منذ البداية عرفت أن تلك الفتاة لا تحب ابنها كما يحبها هو ...عرفت أنها سوف تحطم قلبه ولهذا رفضتها بإصرار ولكن يوسف تمسك بها وكأنها اخر امرأة بالعالم ...لم يسمح لأحد أن يبعده عنها ...تحدي الكل فقط لتكون ملكه ...وأمام إصراره رضخت هي...وهكذا حصل يوسف علي ما يريده وتم تحطيم قلب ابنة اختها المسكينة... تنهدت منار وهي تلج للغرفة وتجلس بجوار ابنها ...نهض يوسف عندما شعر بوجود والدته ...ابتسم لها بتعب فقالت:
-قلبي واجعني عليك ..أنا عارفة أن البنت دي اذتك ...
في موقف آخر كان يوسف ليدافع عن وعد ولكن في تلك اللحظة صمت تماما..لأن للأسف لا يوجد شيئا ليقوله ....فوعد خذلته وتركته بأقسي طريقة ...لم تهتم لا به ولا بمشاعره واثبتت أنها فتاة لعوب كما أخبرته والدته ...
-**** يصلح حالها ويسعدها يا امي ...
تنهدت منار بحسرة وقالت:
-كان مالها بنت خالتك بس يا يوسف ..
اغمض عينيه وقال :
-كفاية يا امي لو سمحتي الموضوع انتهى...أنا محبتش حياة والحب مش عافية ومش معني اني انفصلت عن وعد اني هبص لحياة !
مطت منار شفتيها وقالت:
-وحتي لو عايز حياة دلوقتي مينفعش ..
نظر يوسف لوالدته بحيرة لتكمل بخبث:
-متقدملها واحد ميترفضش وهتقابله بكرة...
ابتلع ريقه وهو يشعر بضيق مفاجئ وقال:
-**** يوفقها يا امي ...يالا دلوقتي تصبحي علي خير !
............
-ابوس ايدك يا دكتور جيب العلاج دلوقتي وانا هديك الفلوس بعدين ...امي هتموت ابوس ايديك ...
قالها ذلك الطفل صاحب الثاني عشر عام وهو يبكي ...الخوف يستوطن قلبه ..حالة والدته أصبحت سيئة بسبب داء السكري والأدوية نفذت ...حتي النقود التي يكسبها من عمله كعامل بناء نفذت ...وهو الآن في ورطة لم يرضي أحد أن يسلفه اي فلس والان كل ما يستطيع فعله هو التوسل من أجل حياة والدته فهو ليس لديه غيرها ...
-مستعد اشتغلك هنا من غير اجر ..هعمل اللي انت عايزه بس ابوس ايديك اديني الحقن امي هتموت ...
-يالا يا واد انت غور من هنا وبلاش قرف مفيش دوا الا بفلوس مش فاتحينها جمعية خيرية يا حبيبي انت ...وبعدين النوع اللي طالبه مستورد ..خلي الدكتور يكتبلك نوع تاني تقدر تاخده من المستشفي ...
انسكبت دموعه وهو يشعر بالعجز بينما لم تحتل ملامح الرجل الا قسوة ...لم يجد ولا أثر ضةيل للشفقة ...لذلك قرر أن يأخذ ما يريده مهما حدث. ..ولهذا قام بدفع الرجل بقوة وهو يحاول أخذ الحقن ويركض بها ...
-حرامي ..حرامي.
صرخ الرجل وهو يحاول أن يمسك بالصبي...ولكنه كان يركض بقوة ...لم يفكر بشئ الا والدته ...فليموت هو ولكن تعيش هي ...فإن ماتت هي سوف يضيع للابد ...هي الخيط الضئيل الذي يجعله يتمسك بالنور وان خسرها سيغرق بالظلام ....
وصل الي المنزل المتهالك لاهثا وولج إليه وهو يقول:
- -جبت الحقن ياما ..
ولكن ابتسامته تجمدت وهو يجدها ساكنة ...اقترب منها وهو يبتلع ريقه وقال:
-امي ...امي اصحي جبت الدوا ...
ولكن لا رد ...
تساقطت دموعه أكثر وقد فقد الشعور لبضع لحظات ...امسك كفها البارد ثم قبله برفق وقال بصوت مختنق؛
-انا اسف ...اسف ...
فجأة اقتحم صاحب الصيدلية المنزل هو وبضعة رجال وقال بغلظة :
،-هو ده اضربوه ...
وهكذا أخذوه الرجال خارج المنزل بينما هو منفصل عن العالم وقاموا بضربه دون رحمة ....
.....
استيقظ الصياد من كابوسه المعتاد وهو يلهث بقوة ...كان يشعر بقلبه يقفز داخل صدره ...بينما دموعه تنساب علي وجهه ...وضع كفه علي وجهه بتعب وهو يفكر مني سينسي الماضي!!!!
ولكنه فجأة تجمد عندما أدرك أن وعد قد اختفت !!!!
يتبع
الفصل التاسع
( غيرة )
كانت تركض وهي تلهث اللعنة هي محاصرة هنا بين الأشجار الكثيفة. ..لم تعرف أن البيت المحبوسة به هو فيلا به حديقة واسعة لهذا الحد ...أنها تركض منذ نصف ساعة ...فبعد أن اطمئنت أنه سيكون بخير قررت الهروب واللجوء ليوسف كي تخبره الحقيقة ويساعدها ...اخذت تلهث وهي تشعر ان قلبها سوف يتوقف من شدة الركض ... ابتسمت بأمل وهي تري البوابة الخاصة بالفيلا من بعيد ودون تفكير ركضت إليها ولكن فجأة وجدت نفسها محاصرة بكلاب بوليسية ....ارتعبت وعد...وارتجف جسدها وهي تشعر أنها في كابوس مخيف ....رباه ما تلك المصيبة التي حلت علي رأسها ....بدأت الكللابب تكشر عن أسنانها وهي تقترب منها أكثر لتفقد وعد وعيها من الرعب !!!
......
أغمضت عينيها وهي تشعر بقطرات من الماء تسقط علي وجهها ...شقهت وهي تنهض لتجد رجل ضخم ينظر إليها بسخرية ....نظرت حولها لتتجمد وهي تجد الصياد يجلس علي المقعد الخاص به ...شكله متعب للغاية ولكن عينيه تحمل شر عظيم ...كان الغضب يتشكل علي وجهه بطريقة افزعتها ...لقد انتهت ..هكذا فكرت وعد ...الصياد لن يتركها علي قيد الحياة ....سيقتلها بسبب فعلتها تلك ...ازدردت ريقها بصعوبة وهي تنظر إليها ... ابتسم هو بسخرية لتتألق عينيه بنظرات شيطانية ويقول:
-مساء الخير يا وعد ...كويس انك صحيتِ افتكرت أنك لا قد **** موتِ وخلصت منك ...
صمتت مرعوبة ليكمل هو :
-اللي عملتيه ليه عقاب ...اوعي تفتكري اني هسيبك من غير ما تتحاسبي ...بس حسابك معايا هيكون عسير ...أنا همشي دلوقتي ..بس لو فكرتِ تهربِ تاني هقتلك فاهمة ؟!
انكمشت علي نفسها لينظر الصياد الي الحارس ويقول :
-لو فكرت تهرب متتردش تضرب النار علي رأسها وارمي جثتها في البحر ...
ارتعشت وعد وهي تسمع تلك النبرة من الصياد وقد عرفت أن الجحيم قد بدأ الان ...نهض هو بصعوبة متكئا علي الحارس وخرج ...
ضمت وعد ساقيها الي جسدها وقد تصاعدت الدموع لعينيها وما هي ثواني الا وقد انفجرت بالبكاء ...لقد انتهت ...يأست لن تستطيع الهرب من هنا سوف يستبيح هذا الحقير جسدها ويسلب شرفها ...وهي لن تستطيع فعل شئ....لقد ندمت أنها ساعدته ...ليتها تركته يموت ...علي الاقل تلك النيران التي في قلبها سوف تهدأ ...نامت علي فراشها وهي تبكي بعنف ...لقد وقعت أسيرة مرة آخري ظنت أنها يتهرب ولكن الصياد استطاع الامساك بها مجددا وهو لن يسامحها الان ....
...........
في غرفة اخري تسطح الصياد علي فراشه وقال:
-انا هنام النهاردة هنا يا مختار ...وانت خلي بالك من البنت دي .
-امرك يا صياد ...
اغمض عينيه وهو ما زال يشعر بالألم الجسدي ولكن الالم في روحه كان اعظم ...روحه ما زالت تنزف ...لم تلتئم جراحه بعد...بعد كل تلك السنوات ما زال اسير الماضي ...ما زال ذلك الصبي الصغير الذي فشل في إنقاذ والدته وما زال يحمل عبأ هذا الذنب ...يتذكر ما حدث كأنه حدث بالأمس ...كيف في لحظة خسرها والسبب كان فقره ...حينها كره الفقر وكره حياته بأكملها...حينها قرر أن يفعل أي شئ من أجل المال ...المال الذي تسبب في أن تموت والدته هو سيمتلكه مهما حدث ....لقد نبذه العالم حتي حرر الوحش بداخله ...حتي أضحي جاسر النجار شيطانا ...أصبح هو الصياد الذي لا يرحم فريسته ...عمه أخبره ذات اليوم أنه إذا امتلك المال سوف يمتلك العالم ...وعلي الرغم أنه يمتلك كل شىء إلا أنها ما زال حزين...ما زال يوجد به شيئا ناقص وقد ظن أن ملاك سوف تجعله سعيد ولكن حتي هي رفضته وذهبت لآخر ...والان هو يمتلك المال لا السعادة ...
...............
في اليوم التالي
-تفضلي..
قالها بإبتسامة بعد ما دخل الي المرسم الكبير الخاص به ...توترت ملاك قليلا ...رباه ماذا تفعل هي هنا؟!!كيف تأتي ومع رجل بالكاد تعرفه الي مكان يخصه ...لو والده عرف هذا سيقطع رأسها ...هي تتخلي عن مبادئها شيئا فشئ...ابتلعت ريقها وكادت أن ترفض وتهرب ولكن الابتسامة علي وجه عدي جمدتها تماما ...كانت ابتسامته أجمل ابتسامة رأتها في حياتها ...جعلت قلبها يخفق بسعادة .. تنهدت بيأس وهي تتساءل يا تري اين ذهب تحكمها بنفسها ...لقد عرف الجميع أنها أكثر شخص يستطيع التحكم في نفسه...هي ألقت عاصم خارج حياتها وهي تعشقه بقوة ولكن كرامتها كانت أهم ولكن الآن لما هي بهذا الضعف أمام عدي ؟! ...هذا السؤال جعلها تجن ...استجمعت شتات نفسها ورفعت راسها وهي تقرر الرفض بأدب ولكن اصطدمت عينيها الرمادية بعينيه الزرقاء التي تتأملانها بعمق ...تزلزلت الأرض تحت قدميها قليلا وهي تطرق بوجهها في الأرض بينما تشعر باللون الاحمر يزحف علي وجنتها ..ازدردت ريقها وهي تشعر به يقترب منها
-انتِ مش واثقة فيا ولا ايه ؟!
وسؤاله الناعم كان ماكر للغاية ...كان يحاصرها عاطفيا...يلعب علي نقاط ضعفها ...هزت رأسها بضعف ليبادر هو ويمسك كفها ويقول بنبرة قاطعة:
-يبقي خلاص ادخلِ عشان اوريكِ رسوماتي ..
وكالمسحورة دخلت اخيرا للمنطقة المحظورة والغت عقلها تماما متبعة أهواء قلبها وفي عرفها القلب لا يكذب وان كان متهور ...
.....
وقفت في منتصف المرسم واتسعت عينيها بإنبهار وهي تنظر إلي اللوحات مشدوهة ...
-عجبتك ؟
سألها وهو ينظر إليها مبتسما...رمشت وهي تنظر إليه وقالت:
-انت اللي رسمت دوول كلهم ...
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب وقال:
-انا بحب الرسم اووي ...تعالي هوريكي رسومات اكتر ..
وببساطة امسك كفها وهو يعرض عليها لوحاته ويخبرها بفخر متي رسمها ...
توقف قليلا وقال :
-ممكن تغمضي عينيك هوريكي حاجة ...
توترت قليلا ولكنها أغمضت عينيها ...سحبها هو الي غرفة ما ثم أزاح قطعة قماش كبيرة عن لوحة وقال :
-ودلوقتي تقدري تفتحِ عينيكِ ...
فتحت هي عينيها ببطء لتشهق بقوة وهي تري لوحة خاصة بها ...لقد رسمها عدي...نظرت إلي اللوحة الخاصة بها عينيها متسعة بذهول وإنبهار....هل هي جميلة لتلك الدرجة ...اقتربت من اللوحة وهو تتلمسها بكفها بينما ابتسامة مهتزة ترتسم علي شفتيها ...مباردته تلك سلبت قلبها .
.تصاعدت دموع التأثر بعينيها وقالت:
-مش عارفة اتكلم ...اللوحة مبهرة ...أنا ...
توقفت الكلمات في حلقها وانسابت دموعها ولكنها ابتسمت وهي تمسح دموعها التي تساقطت ثم استدارت وقالت:
-امتي رسمت اللوحة دي ؟!
-من اول يوم شوفتك فيها ...
واجابته صدمتها تماما ...اتسعت عينيها وقد شعرت بتصاعد التوتر بينهما ...اقترب منها وقال:
-من اول ما شوفتك يا ملاك وملامحك انطباعا في قلبي ...أنا ....
شعرت بالذعر لذلك غيرت مجري الحديث بسرعة وقالت:
-مش هتوريني باقي اللوحات أنا عايزة اشوفهم كلهم ...علي فكرة انت ممكن تعمل معرض و....
ولكنها لم يدعها تتم كلامها بل امسك كفها وقال؛
-ملاك بس اسمعيني أنا حابب اتكلم ...أنا ....
حررت كفها منه وهي تبتعد وتقول:
-حابة اشوف اللوحة دي ..
وأشارت إلي لوحة كبيرة مغطاه بقماش باللون الاسود ....توتر عدي ..وحاول تشتيتها ولكنها ذهبت وازاحت القماش لتقف مبهورة وهي تري لوحة لامرأة سمراء بعيون بنية واسعة وشعر مجعد...كانت تبدو جميلة للغاية ...هي لم ترى إمرأة بهذا الجمال من قبل ...في حياتها كلها لم تري وجه يمتلك كل تلك الجاذبية..
-مين دي؟!!
ابتلع عدي ريقه وقال؛
-دي ليالي ..تبقي خطيبتي القديمة ....
والحسرة في نبرته جعلتها تشتعل من الغيرة ....
-انت خاطب ؟!
قالتها بغيرة لم تستطع السيطرة عليها ...ابتسم بخبث وقال:
-كنت .
-بس انت مش قادر تنساها صح ...عشان كده رسمتها ...
-لا أنا ...
-متكدبش...انت لسه بتحبها ...لو مكنتش بتحبها مكنتش هتحتفظ برسمتها ...لسه بتفكر فيها و ...
قاطعها بينما عينيه تبرقان بقوة:
-حتى لو لسه بحبها ...أنتِ ايه مشكلتك ؟!
بهتت وهي تنظر إليه ليكمل وهو يقترب أكثر حتي اختلطت انفاسهما وقال:
-لتكوني بتغيري...
وها هو بمهارة يلقي شباكه علي فريسته!!!
.... .........
في اليوم التالي مساءا
وقفت أمام المرآة وهي تتطلع الي انعكاسها....بدت فعلا جميلة للغاية .بفستانها الازرق الرقيق ...والقلادة الزرقاء التي ترتاح علي نحرها ...شعرها القصير يعانق عنقها بينما التقطت احمر شفاه باهت ومررته علي شفتيها ..ابتعدت وهي تنظر للنتيجة برضا تام ...تعترف أن تلك المرة اهتمت كثيرا بمظهرها لأنها بالفعل قررت طرد يوسف خارج قلبها وحياتها ...تنهدت وهي تهز راسها ....لا لن تفكر به اليوم ...اليوم يومها هي ...خرجت من الغرفة وهي ترفع رأسها أمسكت بصينية العصائر ثم ذهبت الي صالة المنزل لتقديم الضيافة بينما علي شفتيها ابتسامة جميلة ...
بعد الترحيبات الحارة من أهل العريس جلست حياة وهي تطرق برأسها ...كان قلبها يقصف بقوة من شدة التوتر ...الآن هي تبدأ حياة من جديد ...قررت تمزيق ذكرياتها مع يوسف وصنع ذكريات اخري ...تتمني أن تكون جميلة ...زاد معدل التوتر عندما سمعت والدة العريس تقول :
-يالا نسيبهم لوحدهم ...
وما هي الا ثواني حتي اختفي الجميع وبقي هو فقط ...رفعت حياة عينيها وهي تتطلع إليه ...كان منظره حسنا ...يمتلك قدر من الوسامة والذكاء أيضا ...هذا يظهر في عينيه البنية اللامعة ...شعره طويل قليلا يغطي عنقه ...يرتدي حلة سوداء تزيده جاذبية بينما ابتسامة لطيفة ترتاح علي شفتيه ...ابتسم حسام وهو ينظر إلي خجلها وقال :
-متقلقيش مش هأكلك...احنا بس هنتعرف ولو اتفقنا يبقي بشرة خير ...
أنا حسام مختار ابن طنط مريم تعرفيها طبعا ..كنت بدرس طب برة مصر وجيت من ست شهور وفتحت عيادتي هنا وقررت أن آن الأوان أسس عيلة...أنا ميسور ماديا ومش بدخن ولا هخونك متقلقيش ...
ضحكت حياة ليبتسم ويقول:
-علي فكرة ضحكتك حلوة اووي ...
اطرقت برأسها بخجل ...فتنهد هو وأكمل:
-عايزة بس اطمن أن لو وافقتِ عليا ميكونش حد ضغط عليكِ ...حابب علاقتنا تكون مبنية علي الصراحة التامة ...لو موافقة عليا قولي ولو رافضة كمان قولي مش هزعل...
نظرت إليه حياة بعمق ...ملامحه اللطيفة وابتسامته المشجعة ...ابتسمت له في المقابل وهي تفكر هل تخبره الحقيقة ...هل تخبره أنها تحب آخر ...فهي لا تريد أن تخدعه ...
-عايزة تقولي حاجة ؟!
نبرته الهادئة جذبت انتباهها وشجعتها علي الاعتراف بكل ما في قلبها ...
اطرقت وهي تقول:
-انا خارجة من تجربة فاشلة ...الموضوع بقاله وقت بس لسه قلبي متعلق باللي كان خطيبي واللي هو
-ابن خالتك في نفس الوقت
قالها بهدوء لتهز رأسها ثم تكمل:
-بس انا قررت انساه للأبد ...قررت موقفش حياتي علي حد ...هقدر اتجاوزه بس من حقك تعرف إن مشاعري متحركتش ليك ...
كان ينظر إليها بإعجاب وتقدير وقال:
-تعرفي انك شبهي ...عشان كده انا متفائل بالعلاقة دي لو تمت...
-مش فاهمة
قالتها بارتباك ليتنهد هو ويقول:
-تقدري تقولي اني برضه خارج من علاقة فاشلة استنزفتني ماديا وعاطفيا وحسيت أن جه الوقت عشان أتجاوز اللي حصل وأنتِ اكتر من مثالية ليا يا حياة...الموضوع بسيط ...احنا هنساعد بعض عشان ننسي اللي خذلونا ونعمل خطوبة ونشوف لو هنقدر نكمل مع بعض ها ايه رايك ...
-اديني فرصة افكر ...
قالتها منهية الحديث.
.......
بعد أن ذهبوا أهل العريس تقدم والد حياة منها وقال:
-ها يا بنتي رايك ؟!
نظرت إلي والدها وهي تفكر أن تلك فرصتها الوحيدة لتنسي يوسف فقالت:
-موافقة عليه يا بابا
يتبع
الفصل العاشر والاخير من السلسله الاوله
( انفجار )
-يعني وافقتي يا حياة ،؟!
قالتها خالتها بعتاب لحياة التي تلتهم المعكرونة بنهم لتهز حياة كتفيها وتقول :
-الراجل محترم وكويس وظروفه كويسة ليه ارفض يا خالتي ...
احنا خالتها عينيها بحزن وقالت:
-طيب ويوسف يا حياة ؟!
-ماله يوسف يا خالتي ...
تنهدت خالتها وقالت:
-انا كنت اتمني ....
قاطعتها حياة وقالت :
-يوسف مبيحبنيش وانا بطلت افرض نفسي علي حد يا خالتي...أنا دلوقتي مرتاحة اوووي ...وخطوبتي بعد اسبوع وعايزة افكر في حياتي الجديدة اللي يوسف مش جزء منها ...
تجمدت خالتها وهي تطالع يوسف الذي كان واقفا يتابع الحديث وعلي وجهه تعبير الضيق والتوتر ...
تكلمت خالتها بإرتباك وقالت:
-يوسف حبيبي امتي جيت ...حياة جات عشان تبلغنا بخبر خطوبتها ...
توترت حياة قليلا بينما نظر إليها يوسف بجمود...التوتر تصاعد في الجو لتقول والدة يوسف بارتباك رايحة احضرلك الاكل...
ثم ذهبت بسرعة للمطبخ وهي تمسك طبق حياة
-وافقتي علي العريس!!!
لم يكن سؤال بل نبرته كانت أقرب للإستهجان...أرادت أن تلقي رد وقح في وجهه ولكن سيطرت علي نفسها وقالت:
-ايوة والخطوبة بعد اسبوع ...اكيد هتيجي طبعا
-اكيد ده أنا اخوكي..
سيطرت علي انفعالاتها وقالت ببرود ؛
-طبعا...انت اخويا ...
مسحت فمها بمحرمة ثم قالت بإبتسامة رسمية :
-ودلوقتي عن اذنك .
ثم قررت أن تتجاوزه إلا أنها فجأة امسك ذراعيها بقوة وقربها منه وهو يقول:
-دور البرود واللامبالاة اللي بتحاولي تقنعيني بيه مش لايق عليكي يا حياة ...
-بتعمل ايه يا يوسف سبني ...
ولكنه لم يتركها بل قال من بين أسنانه :
-وافقتِ ليه بالسهولة دي عايزة تهربِ مني!
دفعته وهي تحرر نفسها وقالت بقوة:
-بتدي نفسك أهمية كبيرة لو فاكر اني لسه ببكي علي اطلالك...أنا وافقت لانه انسان كويس واظن بطلت الاحقك ...فإيه مشكلتك!!!
ابتسمت قليلا وهي ترفع رأسها ..
-تحب اقولك ايه مشكلتك يا يوسف ؟!
قالتها حياة بجفاء واضح وهي تمشطه بنظراتها الباردة ...لهجتها الجليدية جرحت كبرياؤه ...ولم يصدق ان حياة من كانت تتمني نظرة منه تعامله بتلك الطريقة المهينة.!
ابتسمت حياة وهي تطالع صدمته واكملت بنبرة باترة:
-مشكلتك اني بطلت الاحقك...بطلت احبك فغرورك اتجرح ان ازاي حياة الهبلة بقا لها شخصية وقررت تنساك وتنسي حبها ليك...
اقتربت اكثر لتزداد ابتسامتها اتساعا وتردف:
-بس أنا خلاص اتحررت منك ومن حبك ومبقتش عايزاك ...أنا دلوقتي هتخطب للي احسن منك وانت اللي خسرت مش أنا ...
وابتسامة مستفزة كانت من نصيبها وحروفه الواثقة خرجت من شفتيه وقال،:
-كدابة انتِ لسه بتحبيني يا حياة ...حتي لو خطبتِ غيري هتفضلي تفكري فيا ...سميه غرور او ثقة بس متنكريش ان دي الحقيقة ...
رغم الخراب بداخلها الا ان قناع السخرية التي ترتديه لم يتحرك من مكانه بل زادت ابتسامتها وهي تقول:
-و**** يا يوسف زي ما في يوم حبيتك وخليتك تتكبر عليا هوريك الايام الجاية أنا ازاي نسيتك وانك بالنسبالي ولا حاجة ....
ابتسامتها ازدادت اتساعا وقالت:
-عموما هبعتلك دعوة خطوبتي ...انت مهما كان زي اخويا ...
ثم استدارت وهي تذهب من امامه وقلبها يقصف بقوة وهي غير مصدقة انها تفوهت بتلك الكلمات !....
نظر إلي أثرها بضيق وهو يشعر بغضب ...كيف تجرؤ علي الحديث معه بتلك النبرة ...حقا سيجن منها...والأهم من هذا أنه سوف يجن من نفسه ...ما تلك الأنانية التي به ...هو من تركها بالأول...تخلي عنها من أجل من لا يستحق والان هو غاضب لأنها قررت أن تستأنف حياتها ... تنهد يوسف وهو يحاول طرد تلك الأفكار من عقله ...حياة لا تهمه فهو لا يحبها ...لهذا عليه ألا يكون أنانيا ...بل يجب أن يفرح لأنها قررت المضي في حياتها ...ولكن مهما حاول إقناع نفسه لا يستطيع إزاحة الحمل الذي يجسم علي صدره....
خرجت والده من المطبخ وهي تحمل طبق الطعام ...عقدت حاجبيها وقالت:
-اومال فين حياة
-مشيت
قالها بهدوء وهو يخفي ضيقه ...
تنهدت والدته وهي تضع الطبق علي الطاولة وقالت:
-اهي ضاعت منك يا يوسف ...مكنتش هتلاقي احسن من حياة ..
تأفف وقال:
-هو اللي هنعيده هنزيده ...قولتلك مبحبش حياة ..مبحبهاش وهي تتخطب متتخطبش مليش دعوة **** يوفقها...ابوس ايديك اقفلي الموضوع
-طيب ليه متعصب ؟!
سألته والدته بخبث ليرد:
-لاني خلاص تعبت ...تعبت من انك كل شوية تفتحي الموضوع ده ...يا امي وعد سابتني من فترة وانا بجد تعبان فمتزوديش عليا التعب ...
قال كلماته الغاضبة ثم دخل غرفته ...
............
بعد اسبوع..
ولج جاسر الي المنزل وهو متعب لقد غاب لأسبوع كامل ..ترك كل شىء واراد أن ينعزل عن العالم ...أراد أن يجمع شتات نفسه ...تذكره لوالدته بعثر كيانه كليا ...جعله يدرك أنه ما زال سجين الماضي ...ما زال الظلام يقبع داخله ....كاد أن يصعد لغرفته عندما وجد عمه أمامه ...
-بقالك اسبوع مختفي ...ملاك قلقت عليك ...اضطريت اقولها انك سافرت تبع الشغل ...وقافل موبايلك ومش عارف اتواصل معاك قلقتنا عليك ..
وبخه عمه بحدة ليغير جاسر الموضوع بتعب ويقول:
-قدرت تتواصل معاهم وتتفق علي معاد الشحنة ..
امسك عمه ذراعه وقال:
-جاسر أنا بكلمك ...كنت فين ده كله ...قلقت الكل عليك ودلوقتي راجع ببرود تتكلم عن الشغل وسايبني اضرب أخماس في أسداس ...
تنهد جاسر وقال:
-حبيت ابعد شوية ...احتاجت ابعد يا عمي واهو رجعت ...ممكن بقا نشوف الشغل ...عشان نعرف هنتحرك ازاي ومالك العمري حاططنا في دماغه ...
-انت زعلان مني عشان موضوع ملاك يا جاسر ...
مط جاسر شفتيه وهو يدعي أن الأمر لا يهمه ابدا وقال:
-لا ليه ازعل ...ده حقك أنا مجرم ...تاجر مخدرات وملاك ...
تنهد وقال وهو يبتلع ريقه :
-ملاك هي ملاك ...وانا ...أنا شيطان والملايكة والشياطين مبيكونوش سوا ...في لحظة أنانية مني اتمنتها لنفسي وتجاهلت أن وجودها معايا ممكن يأذيها ...
تنهد ونظر لعمه وقال:
-انا بحب ملاك ...بحبها اكتر من اي حاجة في حياتي ...واللي بيحب مش بيأذي وعشان بحبها أنا اللي بقولك هي تستاهل حد احسن مني ...
ابتسم عمه بتأثر وقال ؛
-مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر ...شكرا لانك اتفهمتني ...شكرا يا بني ...انت غالي عليا ...انت ابني يا جاسر اللي ربيته ...أنا واياك مرينا بحاجات كتيرة عشان نوصل للمكانة دي ..حاربنا كتير واتداس علينا كتير عشان نكبر وكبرنا ...وبقا العالم كله تحت رجلينا ...
تنهد جاسر وقال:
-ياريته كان تحت رجلينا لما كانت أمي عايشة ممكن مكنتش ماتت ...ممكن كانت هتبقي معايا ...
نظر إليه عمه بحزن ثم أمسك كفه بقوة وقال:
-لا يا صياد ... انسي اللي حصل ...انسي الحاجة اللي تضعفك ..متبقاش أسير الماضي شوف أنا وأنت دلوقتي وصلنا لفين ..العالم كله نبذنا بس مستسلمناش عملنا المستحيل عشان نوصل للمكانة دي ومش هنتراجع عنها لا انا ولا انت ...الناس اللي ذلونا عشان لقمة العيش دلوقتي بقينا احنا أسيادهم ...صاحب الصيدلية اللي رفض يديك دوا والدتك وماتت بسببه أنا قتلته بإيدي...احنا انتقمنا من اللي ذلونا ...أنا واياك قوة عظمي أنا من غيرك ولا حاجة وانت كمان لكن احنا الاتنين مع بعض اقوي وهنبقي اقوي ...فهمتني ...
هز جاسر رأسه بالإيجاب ...ابتسم عمه وقال:
-ارتاح.دلوقتي ...مستر جاك اتواصل معايا وقال هيبعت حد تبعه النهاردة عشان الشغل !
هز جاسر رأسه وقال:
-لا أنا محتاج اروح مكان دلوقتي ...
ثم ذهب مسرعا وهو يتذكر وعد ...أخبره الحارس الخاص به أنها حاولت الهرب مرتين طوال هذا الأسبوع ...كما أنها رفضت أن تأكل ..
.......
فتح باب المرسم ليتوقف وهو يجد ملاك أمامه ...ملامحها متوترة للغاية ..وشفتيها متشنجة...تلبس ملامح الغضب والعتاب وهو يقول :
-اهلا بالهانم اللي يدوب افتكرتني دلوقتي ...أنا من أسبوع كنت هتجنن واوصلك ...أتصلت بيكِ كتير وجيت عند بيتك بس مرضتش اسببلك مشاكل ...
-ممكن ادخل ..
قالتها بصوت غريب ...ليتنهد بضيق ولكنه أفسح لها المجال ...ولجت هي بتوتر وهي تتلاعب بذراع حقيبتها ...تتذكر اول واخر مرة اتت فيها الي هنا ...كيف بكل غباء أظهرت غيرتها عليه لدرجة أشعرتها بالخجل ...لدرجة أنها هربت من المكان واختبأت بغرفتها كالجبانة ورفضت بإصرار الرد علي اتصالاته أو رسائله ...كانت حقا مشوشة من تلك المشاعر القوية التي تنتابها...هي حتي لم تشعر تجاه عاصم بتلك المشاعر القوية ...عدي شئ اخر ...عندما عرفت عن حبيبته القديمة شعرت بقلبها يتمزق من الحزن وفقدت أعصابها بشكل صدمه هو شخصيا ...ضمت ذراعيها إليها ...ثم استدارت ونظرت إلي عينيه التي تخترق روحها وقالت بخفوت:
-جيت اعتذر علي كلامي المرة اللي فاتت أنا مكنت ...
قاطعها بقوة وقال:
-جاية تعتذري عشان حسيتِ بالغيرة عليا من ليالي ...
بهت وجهها ولكن استعادت وعيها بسرعة وهي تقول بقوة :
-مكنتش غيرانة.
-كدابة
اتهمها بقوة لدرجة أن شجاعتها بدأت تتسرب وان لم تهرب الان سوف تنهار...رفعت رأسها بينما برقا عينيها الرمادية وهي تقول:
-مش مشكلتي صدق او متصدقش بس انا مكنتش غيرانة ابدا ...ومظنش فيه سبب عشان اغير عليك ...احنا اصحاب مش اكتر أو أقل ....
ثم وبنفس القوة تجاوزته وكادت أن تذهب ...فتحت الباب ولكن بسرعة اغلقه وحاصرها هناك وهي يخترق حصونها....
يقال خير وسيلة للدفاع هي الهجوم
-انا بحبك ليه مش قادرة تصدقي ده !!
والهجوم وسيلة فعالة في حالته فلكي يخضع فريسته عليه الهجوم علي نقاط ضعفها ...ونقطة ضعف اي امرأة هي عواطفها ...إن أحبتك امرأة فقد ملكتها ...
واتساع عينيها وتوترها كان مثال واضح انها تحبه أيضا ...وكاد أن يصرخ بسعادة لأول انتصار حققه في مهمته ...فها هي ابنة عدوه ملكه وبين يديه ...نقطة ضعف الرجل الذي دمر حياته منذ سنتين خاضعة له..فقط بقليل من المحاولة سيحصل عليها ...مد كفه ووضعها علي وجنتيها وهو يحاصرها بلا رحمة قائلا:
-انا بحبك يا ملاك ...أنا عمري ما حبيت حد كده في حياتي ابدا ...ايه الحاجة الصعبة اللي مش قادرة تصدقيها ...أنا بحبك وأنتِ بتحبيني
-لا أنا ...
-اياكِ تكدبي ..
حذرها مبتسما ثم قال :
-عيونك فضحاكِ ... غيرتك فضحاكِ ودقات قلبك كمان ...عارف مشاعرك ناحيتي وانا عندي نفس المشاعر من اول ما شوفتك وانتِ سرقتِ قلبي ومش عدل انك ترفضِ حبي ...
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت بتوسل:
-ابوس ايديك سبني امشي ...وانسي كل حاجة قولتها دلوقتي ...أنا مش عايزة...
-مش هكون زيه
أخبرها بقوة ...ثم حاصر وجهها ووضع جبينه علي جبينها وقال:
-مش هكون زي الانسان اللي جرحك ...وعد مني اني هحبك للأبد بس اديني فرصة ...
أبعدته ملاك فجأة وهي تبكي ثم فتحت الباب وخرجت مغلقة الباب خلفها ...
تنهد عدي بسخط ربما عليه أن يحاول أكثر حتي تنجح خطته ...فجأة دق أحد باب المرسم ليبتسم بانتصار ويفتحه ويجد ملاك أمامه ...وما هي الا ثواني حتي اندفعت بين ذراعيه !!
........
-ايه اخبارها دلوقتي ؟!
قالها الصياد بجدية ليرد الحارس:
-بقالها يومين مأكلتش يا صياد ...رافضة تماما تاكل اي حاجة وعلطول بتعيط ..
هز رأسه وقال:
-اطلع انت برة الفيلا وانا هتصرف معاها ...
هز الحارس رأسه بطاعة ثم خرج مسرعا ...تنهد الصياد ثم قرر الدخول إليها ...ولج الغرفة ليتوقف وهو يجدها باهتة ... عينيها حمراء وبشرتها جافة يبدو عليها الإعياء ...كتف ذراعيه وقال:
-متفتكريش أن قلة أكلك هتخليني أشفق عليكي واطلعك من هنا ...مش هتأكلِ يبقي هتموتِ وساعتها هتخلص من جثتك واعيش حياتي عادي ...
تصاعدت الدموع لعيني وعد وهي تنظر إليه وقالت:
-لحد امتي هفضل هنا ؟!!حرام عليك خرجني انت دمرت حياتي ..دمرت مستقبلي ...خلتني اكره نفسي وأكره اني ست !!
نظر إليها وقال:
-مش هتخرجِ الا لما أخد منك اللي انا عايزه .
اقترب اكثر وقال:
-انا عايزك يا وعد ...ليلة واحدة بس وبعدين أنتِ حرة ...
هزت راسها وهي تبكي وتقول:
-مستحيل ...مش هسلملك نفسي بإرادتي ...
هز كتفه وقال:
-خلاص افضلِ هنا لحد ما تموتِ ...
لمعت عينيه البنية وقال:
-لانك يا حلوة مش هتطلعي من هنا الا لما أخد منك اللي أنا عايزة ...الصياد متعودش يسيب حاجة ملكه ...وانتِ ملكي ...ملكي وبس ...
-انت مجنون...مريض نفسي وحيوان ...
ابتسم وأكمل:
-ومجرم كمان ...أنا الشيطان اللي ممكن اقلب حياتك جحيم ...هترضخي ليا هتبقي حرة ...هتعندي و**** هتفضلي هنا لحد ما تموتي فاهمة ولا لا ؟!
ثم استدار وكاد أن يذهب ولكنها قالت فجأة:
-ليها حق متحبكش !
نظر الصياد إليها بحيرة لتكمل بقوة :
-ملاك ...حبيبتك ...انت بتحبها صح ...كنت بتهلوس بإسمها وانت نائم وزعلان أنها رفضتك ...ليها حق ...مفيش واحدة متزنة عقليا تحب واحد مجنون زيك....
اشتعلت النيران بعينيه لتنهض هي وتقترب منه ثم تكمل :
-**** بيحبها عشان مزرعش في قلبها حب واحد مريض زيك ...اكيد هي بنت كويسة لأنها رفضت شيطان زيك ...واحد حيوان م....اه
صرخت بألم عندما صفعها بقوة ...نظرت إليه بصدمة ليصفعها مرة أخري حتي وقعت علي الأرض ...لقد فقد أعصابه تماما ...ركع بجوارها ثم أمسك شعرها بقوة ولم ينتبه لمسدسه الذي سقط بل رفع كفه وضربها مرة اخري وهو يقول بغيظ:
-ده عقاب انك تجرأتي تتكلمي عليها ...بس بسيطة أنا هوريكي أنا شيطان ازاي ...
خلع حزامه بسرعة ثم رفعه ليضربها ...صرخت وهي تغطي وجهها ولكنه توقف في آخر وذكري مماثلة تخترق مماثلة تخترق عقله ... ذكري لطفل يخبئ وجهه بتلك الطريقة بينما رجل الشرطة يضربه لانه تجرأ وسرق الدواء لوالدته ...رمي الصياد الحزام ...ثم تراجع ...كان يلهث وهو ينظر إليها ...يشعر أن قلبه سوف يخرج من مكانه ...ما خطبه ...لم يتذكر هذا ...لم يصبح اسير الماضي مرة آخري ...لقد تجاوز هذا ...تجاوز الإهانات التي كان يتلقاها بسبب فقره ...شعر أنه يضعف شيئا فشئ ...وشعر بالدموع تلسع عينيه لذلك قرر الهرب
..فهو لن يظهر بمظهر الضعيف أمام فريسته ...ثم استدار ليذهب ...
-استني ...
قالتها وعد بضعف ...
نظر إليها وبهت وهو يراها تمسك السلاح وتنهض وهي تتألم ..الم كبرياؤها فاق الم جسدها ...لقد انتهي الأمر وانتهت هي ...أن بقت معاه أكثر من هذا سوف تموت كل يوم ....
وجهت السلاح نحوه وقالت:
-انت دمرت حياتي ...خطفتني وضربتني ...جرحت كرامتي وبعدتني عن خطيبي ...خليته يفتكر اني خاينة...حستتني اني رخيصة ...انت أسوأ من الشيطان وموتك هو الحل لكل مشاكلي ...
ابتسم لها بسخرية وقال:
-فاكراني هخاف ..أنتِ أجبن من انك تقتلِ نملة كان عندك فرصة تموتيني ومقدرتيش ...
انسابت دموعها وقالت:
-عندك حق معنديش الجراءة اني اقتلك ..
رفعت عينيها إليه وقد برقت بجنون وقالت:
-بس عندي الجراءة اقتل نفسي ...
ثم بسرعة وجهت السلاح لصدرها وضغطت علي الزناد!!!!!
يتبع
نكمل في السلسلة القادمة و لا تقلقو لان كل اجزاء القصه مكتوبه انجوووي استمتعوا
التالية◀