M
Mazen El-5dewy
عنتيل زائر
غير متصل
في الصباح الباكر بينما كانت تمشي “رهف” في هدوء تام وخطوات ثابتة تجاه مدرستها الثانوية، شعرت وكأن أحدا يتبعها ويسير خلفها ويرقبها.
توقفت فجأة والتفتت يمينا ويسارا، ولكنها لم تجد أحدا على الإطلاق كعادتها
وما إن وصلت مدرستها حتى طبعت على خدها الأيمن قبلة شعرت بها ولكنها لم تجد فاعلها!
“رهف” فتاة أيقونة في الجمال، ومثال صاخب في الأناقة، وعلى الرغم من كل ذلك إلا إنها تتميز بالهدوء التام.
تملك صديقة وحيدة، وهي “رفيف” وهي فتاة تتمتع بخفة الدم وخفة الظل، وكاتمة لجميع أسرار صديقتها “رهف”.
أما عن “رهف” فهي فتاة عقلانية للغاية، ولا تصدق بتاتا قصص مصاصي الدماء، إذ تعتبرها أساطير مختلقة.
“جيمين” من أقوى مصاصي الدماء، وهو الحاكم المنتظر للمملكة، مهووس بحب بشرية، لا يمكنه الاقتراب منها إلا بقوانين.
لذلك فإنه يراقبها من بعيد طوال يومه من شدة هوسه بها.
“جيمين” والده مصاص دماء، ولكنه تزوج ببشرية فأنجباه، ووفقا لقوانين مملكة مصاصي الدماء فلابد لجيمين أن يتزوج من بشرية كوالده.
حوار صديقتين:
كانت تشعر “رهف” بالحيرة الشديدة والخوف في نفس الوقت، ولكنها تحاول جاهدة أن تخفي كلا الشعورين، دخلت المدرسة قبل موعد بدء الدراسة، وشرعت في البحث الجاد عن صديقتها الوحيدة.
رفيف: “لماذا تأخرتِ هكذا، ألا تعلمين أني أنتظركِ كل يوم باكرا لأتحدث معكِ عن اليوم الماضي قبل الدراسة؟!”
رهف: “كنت أشعر أن أحدا يراقبني طوال الطريق من منزلنا وحتى المدرسة.
لقد كنت أشعر بالتوتر فكنت أخطو خطوة وأتوقف، لذا لم أصل باكرا”.
رفيف: “يا لهذه الفتاة، ألم أخبركِ مرارا وتكرارا أنكِ تتوهمين؟!”
رهف: “رفيف ولكنني لا أتوهم.
(صمتت قليلا، وظهرت على وجهها علامات الخوف)، إنني دائما أشعر بلمسات على جسدي، وعندما أكون نائمة أشعر بأنفاس وسخونة وكأن أحدا نائم بجواري ويحتضنني، وعندما أفتح عيني لا أجد أحدا!
أيعقل أن يكون كل ما أشعر به مجرد أوهام؟!”
رفيف بصدمة: “أيعقل أن يكون مصاص دماء؟!”
رهف: “اصمتي، إنهم غير موجودين بعالمنا الواقعي.
إنها مجرد خرافات يا صديقتي العزيزة”.
رفيف: “أنتِ لا تعلمين شيئا، إنه مصاص دماء، وهو أيضا يحبك.
والمصيبة أنه إذا أحب مصاص دماء بشرية صار مهووسا بها، ولابد أن تصير ملكا له وللأبد.
حبيبتي إنني قلقة للغاية عليكِ، ويجب علينا أن نجد حلا”.
رهف بسخرة: “إذاً أرسلي له حبي الخالص”.
لم تدري حيها “رهف” أنه بالفعل هناك مصاص دماء مفتون بجمالها ومهووس بشخصيتها، وقد وقع أسيرا في حبها، وقد سمع حديثها عن إرسال حبها الخالص له.
فهمس في أذنها قائلا: “لقد وصلني حبيبتي”!
كادت تجن حينها، ولكنها تظاهرت بالقوة وذهبت لدراستها، لحقت بها صديقتها “رفيف” والتي أيقنت أن صديقتها هناك خطب بها، ولا تريد الحديث عنه.
لحقت بصديقتها، وشرعت الدراسة والحصص الحصة تلو الأخرى، وإذا بمدرس يأتي إليهم ليفك الممل الذي لحق بهم جميعا قائلا: “جهزوا أنفسكم للذهاب في رحلة تخييم بالغابة، لاستكشاف الغابة وإنهاء كل طالب منكم تقريره حول نوع مخصص من الأشجار بها.
ستأتون للمدرسة صباحا وفي تمام الساعة التاسعة سنذهب.
جهزوا أنفسكم جيدا، وكل منكم عليه بأن يأتي بكل ما يلزمه خلالها”.
سألت رفيف قائلة: “وكم سنمكث بهذه الرحلة؟!”
فأجابها قائلا: “أسبوع كامل”.
تهللت أسارير “رفيف”، ولكن “رهف” قالت لها: “سندرس بها، إنها ليست برحلة ترفيه”!
استاءت “رفيف” والتي تحب أن تلهو وتمرح بالحياة على خلاف شخصية صديقتها “رهف” التي تعشق الجد والاجتهاد ولاسيما بدراستها.
وبعد انتهاء اليوم الدراسي ودعت الصديقتان بعضهما البعض، وكلا منهما عادت لمنزلها.
عودة الفتاة لمنزلها:
عادت “رهف” للمنزل، وألقت التحية على والديها وذهبت للعلوية حيث حجرتها الخاصة.
خلعت ملابسها ودخلت حمامها لتأخذ حماما دافئا، ومن ثم نزلت لتتناول طعام الغداء مع والديها.
قامت بأداء كل الواجبات الدراسية، وبعدها استلقت على سريرها لتستيقظ باكرا بعدما جهزت كل ما ستحتاج إليه خلال رحلتها.
غاصت في نوم عميق، لم يوقظها منه إلا إحساسها بيد شخص موضوعة على خصرها، ودفء تام خلفها وكأن شخصا ينام بجوارها ويحتضنها بشدة.
فزعت من هذا الإحساس واستدارت لترى طبيعة ما تشعر به، ولكنها لم تجد شيئا.
أضاءت المصابيح ولكنها لم تجد شيئا على الإطلاق.
جلست على السرير تحاول أن تهدأ من ورعها، وتردد قائلة: “رهف إنها أوهام وتخيلات، رهف لابد من أنه كابوس”.
وجدت صعوبة في عودتها للنوم مجددا، ظلت تفكر كثيرا وتحاول التغلب على شعورها بالخوف حتى ذهبت للنوم.
وفي تمام الساعة الثامنة صباحا صرعت على صوت صديقتها “رفيف”: “ألا زلتِ نائمة حتى الآن؟!”
حتى من كان بجوارها رحل بعدما صدم من صوتها المزعج، واختفى ولكنه غير مرئي بالنسبة إليهم جميعا من البداية.
هلعت “رهف” ونهضت على الفور صارخة: “من قتل؟!”
ضحكت “رفيف” قائلة: “لم يقتل أحد، ولكننا تأخرنا عن موعد ذهابنا للمدرسة”.
استعدت في وقت قصير للذهاب للمدرسة وذهبتا، ومن المدرسة بدأت الرحلة.
رحلة التخييم والدراسة:
وأول ما وصل الطلاب تم توزيعهم، وكل اثنين نصبا الخيمة سويا، واجتهدا في اكتشاف الأشجار من أنواعها وخصائصها وهكذا.
وعندما حل المساء أشعلوا النيران والتف كل مجموعة حول شعلة، وكانت “رهف” و”رفيف” وثلاثة من زملائهم بالفصل في مجموعة واحدة، لعبوا لعبة التحدي.
أمسكوا بزجاجة وقام أحدهم بلفها ووقع الدور على “رهف” لتتخير بين التحدي أم الجرأة، فخشيت من الجرأة لذلك اختارت التحدي.
تحدي وكشف الأهوال:
كان هناك منزلا مهجورا بالغابة، فكان التحدي أن تذهب إليه “رهف” بمفردها، أعلمتها “رفيف” بأن المنزل يذاع حوله بأنه ملك لمصاصي دماء، وحذرتها من الذهاب إليه.
تشجعت وعلى الرغم من خوفها الشديد إلا إنها تظاهرت بالقوة أمامهم جميعا، وبالفعل حملت نفسها وذهبت للمنزل المهجور، ودخلت به لتنفذ التحدي بأن تتصور بجانب كل حائط بداخله.
وما إن فتحت الباب ودخلت حتى وجدته قصرا من الداخل، على الرغم من أنه لا يبدو هكذا من الخارج.
ظهر أمامها شاب وسيم للغاية طويل القامة ممشوق القوام مفتول العضلات، بعينين زرقاء وبشرة بيضاء وشعر أسود شديد السواد.
تلعثمت “رهف” في الحديث: “آسفة لم أعتقد أنه منزل به أحد، آسفة مرة أخرى، أرجو أن تعذرني فإنه تحدي طلبه مني أصدقائي”.
الشاب: “لا عليكِ، إنكِ جميلة للغاية ولم أرى في جمالكِ مثيل”.
رهف: “لا أدري كيف أشكرك”، وهمت بفتح الباب ولكنها لم تستطع، فطلبت منه أن يفتح لها الباب.
ولكنه قال: “لقد بتِ أسيرة لي، وملكا لي للأبد”.
تفاجأت “رهف” من رده، تراجعت بضعة خطوات للخلف، وقالت: “من أنت؟!”
فقال: “إنني من أكون بجانبكِ دوما، وأمام عينيه ليل نهار”.
فقالت: “وما هي كنيتك؟!”
فقال: “إنني جيمين مصاص دماء”.
رهف: “وهل علي أن أصدقك، وهل لمصاص دماء أن يكون بهيئتك هذه؟!”
جيمين: “ولكني لم أرد أن أريكِ هيئتي الثانية”.
رهف: “وكيف لي أن أصدقك إذاً؟!”
وعلى الفور ازداد بياضا وتوهجت عينياه فصارتا حمراء، وخرجت أنيابه من فمه، لم تتحمل “رهف” هيئته الجديدة فطاحت على الأرض مغشيا عليها.
صدمة وذهول:
حملها بين ذراعيه وصعدا بها للعلوية حيث حجرته، وهناك وضعها على السرير الذي أعده لأجلها.
وعندما استفاقت وجدته يحتضنها وينظر إليها في انتظار استيقاظها، وأخيرا وجدت إجابة لكل أسألتها الفترة الماضية البعيدة.
لقد كان نفسه من يرقبها، ويحتضنها أثناء نومها، أيقنت حينها مدى خطورة ما تواجهه.
دفعته بعيدا عنها، وبالكاد استطاعت تقف على قدميها من شدة الخوف الذي لحق بها.
لقد كان جسدها بالكامل يرتعد..
رهف: “أخرجني من هنا والآن”.
جيمين: “لقد محوت ذكراكِ من الحياة بأكملها، ألم أخبركِ بأنكِ صرتِ ملكا لي وللأبد؟!”
رهف: “أصدقائي بالخارج، ووالداي؟!”
جيمين: “لن يتعرف عليكِ أحد، يمكنكِ الخروج والتأكد من ذلك بنفسك”.
حاولت الهرب، ولكن كيف لها أن تهرب من مصاص دماء؟!
وفي النهاية لم تجد سبيلا إلا موافقتها على ما يدعوها إليه.
تزوج بها، وكانت والدته مثلها بشرية ساعدتها على التأقلم على الوضع شيئا فشيئا.
كانت تنام طوال الليل بينما يمكث بجوارها يطالعا وينظر إليها.
لقد عشقها عشق الجنون، وبمعاملته لها أحبته شيئا فشيئا حتى صار بالنسبة لها الكون بما حوى
توقفت فجأة والتفتت يمينا ويسارا، ولكنها لم تجد أحدا على الإطلاق كعادتها
وما إن وصلت مدرستها حتى طبعت على خدها الأيمن قبلة شعرت بها ولكنها لم تجد فاعلها!
“رهف” فتاة أيقونة في الجمال، ومثال صاخب في الأناقة، وعلى الرغم من كل ذلك إلا إنها تتميز بالهدوء التام.
تملك صديقة وحيدة، وهي “رفيف” وهي فتاة تتمتع بخفة الدم وخفة الظل، وكاتمة لجميع أسرار صديقتها “رهف”.
أما عن “رهف” فهي فتاة عقلانية للغاية، ولا تصدق بتاتا قصص مصاصي الدماء، إذ تعتبرها أساطير مختلقة.
“جيمين” من أقوى مصاصي الدماء، وهو الحاكم المنتظر للمملكة، مهووس بحب بشرية، لا يمكنه الاقتراب منها إلا بقوانين.
لذلك فإنه يراقبها من بعيد طوال يومه من شدة هوسه بها.
“جيمين” والده مصاص دماء، ولكنه تزوج ببشرية فأنجباه، ووفقا لقوانين مملكة مصاصي الدماء فلابد لجيمين أن يتزوج من بشرية كوالده.
حوار صديقتين:
كانت تشعر “رهف” بالحيرة الشديدة والخوف في نفس الوقت، ولكنها تحاول جاهدة أن تخفي كلا الشعورين، دخلت المدرسة قبل موعد بدء الدراسة، وشرعت في البحث الجاد عن صديقتها الوحيدة.
رفيف: “لماذا تأخرتِ هكذا، ألا تعلمين أني أنتظركِ كل يوم باكرا لأتحدث معكِ عن اليوم الماضي قبل الدراسة؟!”
رهف: “كنت أشعر أن أحدا يراقبني طوال الطريق من منزلنا وحتى المدرسة.
لقد كنت أشعر بالتوتر فكنت أخطو خطوة وأتوقف، لذا لم أصل باكرا”.
رفيف: “يا لهذه الفتاة، ألم أخبركِ مرارا وتكرارا أنكِ تتوهمين؟!”
رهف: “رفيف ولكنني لا أتوهم.
(صمتت قليلا، وظهرت على وجهها علامات الخوف)، إنني دائما أشعر بلمسات على جسدي، وعندما أكون نائمة أشعر بأنفاس وسخونة وكأن أحدا نائم بجواري ويحتضنني، وعندما أفتح عيني لا أجد أحدا!
أيعقل أن يكون كل ما أشعر به مجرد أوهام؟!”
رفيف بصدمة: “أيعقل أن يكون مصاص دماء؟!”
رهف: “اصمتي، إنهم غير موجودين بعالمنا الواقعي.
إنها مجرد خرافات يا صديقتي العزيزة”.
رفيف: “أنتِ لا تعلمين شيئا، إنه مصاص دماء، وهو أيضا يحبك.
والمصيبة أنه إذا أحب مصاص دماء بشرية صار مهووسا بها، ولابد أن تصير ملكا له وللأبد.
حبيبتي إنني قلقة للغاية عليكِ، ويجب علينا أن نجد حلا”.
رهف بسخرة: “إذاً أرسلي له حبي الخالص”.
لم تدري حيها “رهف” أنه بالفعل هناك مصاص دماء مفتون بجمالها ومهووس بشخصيتها، وقد وقع أسيرا في حبها، وقد سمع حديثها عن إرسال حبها الخالص له.
فهمس في أذنها قائلا: “لقد وصلني حبيبتي”!
كادت تجن حينها، ولكنها تظاهرت بالقوة وذهبت لدراستها، لحقت بها صديقتها “رفيف” والتي أيقنت أن صديقتها هناك خطب بها، ولا تريد الحديث عنه.
لحقت بصديقتها، وشرعت الدراسة والحصص الحصة تلو الأخرى، وإذا بمدرس يأتي إليهم ليفك الممل الذي لحق بهم جميعا قائلا: “جهزوا أنفسكم للذهاب في رحلة تخييم بالغابة، لاستكشاف الغابة وإنهاء كل طالب منكم تقريره حول نوع مخصص من الأشجار بها.
ستأتون للمدرسة صباحا وفي تمام الساعة التاسعة سنذهب.
جهزوا أنفسكم جيدا، وكل منكم عليه بأن يأتي بكل ما يلزمه خلالها”.
سألت رفيف قائلة: “وكم سنمكث بهذه الرحلة؟!”
فأجابها قائلا: “أسبوع كامل”.
تهللت أسارير “رفيف”، ولكن “رهف” قالت لها: “سندرس بها، إنها ليست برحلة ترفيه”!
استاءت “رفيف” والتي تحب أن تلهو وتمرح بالحياة على خلاف شخصية صديقتها “رهف” التي تعشق الجد والاجتهاد ولاسيما بدراستها.
وبعد انتهاء اليوم الدراسي ودعت الصديقتان بعضهما البعض، وكلا منهما عادت لمنزلها.
عودة الفتاة لمنزلها:
عادت “رهف” للمنزل، وألقت التحية على والديها وذهبت للعلوية حيث حجرتها الخاصة.
خلعت ملابسها ودخلت حمامها لتأخذ حماما دافئا، ومن ثم نزلت لتتناول طعام الغداء مع والديها.
قامت بأداء كل الواجبات الدراسية، وبعدها استلقت على سريرها لتستيقظ باكرا بعدما جهزت كل ما ستحتاج إليه خلال رحلتها.
غاصت في نوم عميق، لم يوقظها منه إلا إحساسها بيد شخص موضوعة على خصرها، ودفء تام خلفها وكأن شخصا ينام بجوارها ويحتضنها بشدة.
فزعت من هذا الإحساس واستدارت لترى طبيعة ما تشعر به، ولكنها لم تجد شيئا.
أضاءت المصابيح ولكنها لم تجد شيئا على الإطلاق.
جلست على السرير تحاول أن تهدأ من ورعها، وتردد قائلة: “رهف إنها أوهام وتخيلات، رهف لابد من أنه كابوس”.
وجدت صعوبة في عودتها للنوم مجددا، ظلت تفكر كثيرا وتحاول التغلب على شعورها بالخوف حتى ذهبت للنوم.
وفي تمام الساعة الثامنة صباحا صرعت على صوت صديقتها “رفيف”: “ألا زلتِ نائمة حتى الآن؟!”
حتى من كان بجوارها رحل بعدما صدم من صوتها المزعج، واختفى ولكنه غير مرئي بالنسبة إليهم جميعا من البداية.
هلعت “رهف” ونهضت على الفور صارخة: “من قتل؟!”
ضحكت “رفيف” قائلة: “لم يقتل أحد، ولكننا تأخرنا عن موعد ذهابنا للمدرسة”.
استعدت في وقت قصير للذهاب للمدرسة وذهبتا، ومن المدرسة بدأت الرحلة.
رحلة التخييم والدراسة:
وأول ما وصل الطلاب تم توزيعهم، وكل اثنين نصبا الخيمة سويا، واجتهدا في اكتشاف الأشجار من أنواعها وخصائصها وهكذا.
وعندما حل المساء أشعلوا النيران والتف كل مجموعة حول شعلة، وكانت “رهف” و”رفيف” وثلاثة من زملائهم بالفصل في مجموعة واحدة، لعبوا لعبة التحدي.
أمسكوا بزجاجة وقام أحدهم بلفها ووقع الدور على “رهف” لتتخير بين التحدي أم الجرأة، فخشيت من الجرأة لذلك اختارت التحدي.
تحدي وكشف الأهوال:
كان هناك منزلا مهجورا بالغابة، فكان التحدي أن تذهب إليه “رهف” بمفردها، أعلمتها “رفيف” بأن المنزل يذاع حوله بأنه ملك لمصاصي دماء، وحذرتها من الذهاب إليه.
تشجعت وعلى الرغم من خوفها الشديد إلا إنها تظاهرت بالقوة أمامهم جميعا، وبالفعل حملت نفسها وذهبت للمنزل المهجور، ودخلت به لتنفذ التحدي بأن تتصور بجانب كل حائط بداخله.
وما إن فتحت الباب ودخلت حتى وجدته قصرا من الداخل، على الرغم من أنه لا يبدو هكذا من الخارج.
ظهر أمامها شاب وسيم للغاية طويل القامة ممشوق القوام مفتول العضلات، بعينين زرقاء وبشرة بيضاء وشعر أسود شديد السواد.
تلعثمت “رهف” في الحديث: “آسفة لم أعتقد أنه منزل به أحد، آسفة مرة أخرى، أرجو أن تعذرني فإنه تحدي طلبه مني أصدقائي”.
الشاب: “لا عليكِ، إنكِ جميلة للغاية ولم أرى في جمالكِ مثيل”.
رهف: “لا أدري كيف أشكرك”، وهمت بفتح الباب ولكنها لم تستطع، فطلبت منه أن يفتح لها الباب.
ولكنه قال: “لقد بتِ أسيرة لي، وملكا لي للأبد”.
تفاجأت “رهف” من رده، تراجعت بضعة خطوات للخلف، وقالت: “من أنت؟!”
فقال: “إنني من أكون بجانبكِ دوما، وأمام عينيه ليل نهار”.
فقالت: “وما هي كنيتك؟!”
فقال: “إنني جيمين مصاص دماء”.
رهف: “وهل علي أن أصدقك، وهل لمصاص دماء أن يكون بهيئتك هذه؟!”
جيمين: “ولكني لم أرد أن أريكِ هيئتي الثانية”.
رهف: “وكيف لي أن أصدقك إذاً؟!”
وعلى الفور ازداد بياضا وتوهجت عينياه فصارتا حمراء، وخرجت أنيابه من فمه، لم تتحمل “رهف” هيئته الجديدة فطاحت على الأرض مغشيا عليها.
صدمة وذهول:
حملها بين ذراعيه وصعدا بها للعلوية حيث حجرته، وهناك وضعها على السرير الذي أعده لأجلها.
وعندما استفاقت وجدته يحتضنها وينظر إليها في انتظار استيقاظها، وأخيرا وجدت إجابة لكل أسألتها الفترة الماضية البعيدة.
لقد كان نفسه من يرقبها، ويحتضنها أثناء نومها، أيقنت حينها مدى خطورة ما تواجهه.
دفعته بعيدا عنها، وبالكاد استطاعت تقف على قدميها من شدة الخوف الذي لحق بها.
لقد كان جسدها بالكامل يرتعد..
رهف: “أخرجني من هنا والآن”.
جيمين: “لقد محوت ذكراكِ من الحياة بأكملها، ألم أخبركِ بأنكِ صرتِ ملكا لي وللأبد؟!”
رهف: “أصدقائي بالخارج، ووالداي؟!”
جيمين: “لن يتعرف عليكِ أحد، يمكنكِ الخروج والتأكد من ذلك بنفسك”.
حاولت الهرب، ولكن كيف لها أن تهرب من مصاص دماء؟!
وفي النهاية لم تجد سبيلا إلا موافقتها على ما يدعوها إليه.
تزوج بها، وكانت والدته مثلها بشرية ساعدتها على التأقلم على الوضع شيئا فشيئا.
كانت تنام طوال الليل بينما يمكث بجوارها يطالعا وينظر إليها.
لقد عشقها عشق الجنون، وبمعاملته لها أحبته شيئا فشيئا حتى صار بالنسبة لها الكون بما حوى