تمكنتْ من التسلل خفية قاصدة ذلك المكان، كان إحدى الشقق السكنية الفارغة التي يمتلكها والدها وفي الشقة المقابلة سكنتْ عائلة حديثا ، كانت مختبئة خلف الباب تتصنت بإهتمام لكل حوار يدور في الشقة الاخرى تترقب تكرار المشهد الذي أوقد فيها ذلك الشعور الغريب ،
المُستأجر الجديد يُعنف ولده بالعصا عوضا من ان تهرب باكية كسائر الاطفال او ان تظهر اي تعاطف حبست انفاسها خشية ان يفتضح أمرها وتحرم هذه اللذة الغريبة وتمنت ان يطول المشهد وان يزيد شدة الضرب ..
في الحقيقة لم تكن المرة الأولى وتكرر هوسها الغريب عدة مرات بعدها ،
كانت تتابع بحماس كل شجار أختتم بالعنف بين والديها او اخوتها او صديقاتها وفي معضم الاوقات كانت محرضة متخفية ،
عندما يرى اي شخص من البالغين طفلا قد يُحرك عاطفته فيلاطفه ويظهر له الود لا إراديا اما هي كان من يراها يتوجس كانت من الاطفال الذين يصعب كسبهم أو ارضائهم وغالبا ما ارغمتهم ملامحها التي بدت أكبر من سنها ونظراتها الراكزة وبنيتها على معاملتها كالكبار..
في عام 2014 عندما كانت بسن السابعة عشر تدهورت الاوضاع الأمنية في البلاد وسيطرت دا..عش على مناطق واسعة شغلت هذه الاحداث جميع المواقع والقنوات الإخبارية الكل كانوا ينددون بوحشية التنظيم الارهابي ويرتعبون لمشاهد العنف والدمار التي خلفها
أما هي فبعد ان بهت ذلك الشعور عاد مرة أخرى ليستحوذ عليها أستغرب والديها سلوكها الغريب وجلوسها الطويل أمام التلفاز وربما استحسنوا روحها الوطنية كما ظنوا ،
أُثيرت الافكار الاجرامية بداخلها ومحاولة لإخمادها كانت تقضي ساعات في الاستحمام لتطهر نفسها في كل مرة فكرت في ان تن،حر احدهم…
2022-10-29
– الاسم والعمر والحالة الاجتماعية
– مارلين الياس العمر خمسة وعشرين عام ، عزباء
– الوظيفة
– اعمل في المجال الصحي
– حسنا سيدة مارلين يمكنك الان التحدث بأريحية ما الذي جعلك تقررين زيارة الطبيب النفسي؟
– كنت متيقنة باني لستُ طبيعية ، الامر يتفاقم ويزداد سوءا لم أستطع ان اتسامح من نفسي الافكار الشيطانية تستحوذ علي واعجز عن تخليص نفسي طالما كنت انادي بالانسانية ونبذ الظلم وجميع اشكال العنف لم اكن سوى متناقضة كنت مؤمنة بانه ما من انسان يولد بروح شريرة الا اني كنت **** غير صالحة اتذكر جيدا كيف كنت اسلط الأذى على حيوانات المنزل الأليفة ذات مرة كنت عائدة من المدرسة وبيدي قلم خشبي كان لدينا حوض اسماك كنت اشعر بالاستمتاع وانا اغرس القلم لأصنع ثقوب في السمك حتى كُسر القلم، وقطي المسكين لم يستطع ان يحتمل التعذيب مات عندما كنت أركله بوحشية فدفنته في باحة المنزل خشية ان يُفتضح أمري لقد بدأ من حولي يلاحظ سلوكي الغريب ولأول مرة أصرت عائلتي علي لمراجعة الطبيب كنت ألاحظ الارتعاب في عيونهم في الفترة الاخيرة بدوا حذرين وغالبا ما يتحاشون خوض جدال معي وفي الواقع رغبت انا كذلك ، كنت اخشى نفسي..
– كيف كان اثر ذلك على حياتك الاجتماعية والوظيفية ؟
– لم أستطع تكوين أية صداقات كنت دائما اكره البشر واكره تجمعاتهم طالما كنت اتمنى لو كان بمقدوري ايذائهم جميعا ان احول صخب ضحكاتهم الى بكاء ، كذلك كانت تنتهي علاقاتي العاطفية بالفشل او بالاحرى انا كنت أنهيها ،
كلما زاد انجذابي لرجل زادت معه رغبتي بكسره واذلاله وحتى ايذائه جسديا لم اعرف لغة اخرى للتعبير عن الحب سوى بالضرب والتعذيب ،
لم أستطع النوم بسبب فرط التفكير وهذا ما يزيد علي الامر تعقيدا كفائتي في العمل تتضائل هذا غير الافكار الاجرامية التي تراودني في كل مرة امسك مشرط جراحي او الة حادة ولا ادري كم من الوقت بمقدوري ان ابقي نفسي تحت السيطرة ..
كان الطبيب يصغي الها مظهرا اهتمام شديد ، يتفحص تعابير وجهها وايماءاتها كان يعي ان من اساسيات الطبيب النفسي الناجح ان يقرأ المريض ويكون قادرا على تحليله من اول نظرة ما يمكنه من معرفة نمط شخصيته او بعض سلوكه ومشاكله النفسية
لكنه وجد نفسها مضطرا للاعتراف بحضورها المهيب كانت ترتدي ملابس سوداء بالكامل استطاعت عينه التقاط وشم صغير يتوسط ذراعها للمرأة الالهة باجنحة فاردة ذراعيها كُتب تحته عشتار بخط عربي مزخرف
كان لون روجها وطلاء أظافر يديها بنفس الدرجة قرمزي غامق جذب نظره حذاء لوبوتان ذو الكعب العال الاسود الذي باطنه احمر من قد يأتي لمشفى بمظهر كهذا سوى امراة تشع تمردا وجموحا ونرجسية، ملامحها تدلل على قسوتها وطباعها الحادة
شعرها الطويل الذي تركته منسدلا بفوضوية على أكتافها بلون اسود وربما يكون باغمق درجات السواد حواجبها مرفوعة مع قوس حاد عند منتصفها تمتلك عيني مجرم لا يعرف الرحمة سوداء حادة ومسحوبة اذا ما ابتسمت تحركت احدى زوايا فمها محررة عن ابتسامة ماكرة وكإن جميع النساء السفاحات والخائنات والسيئات تجسدن فيها …
قرر ان يصنفها ضمن الاشخاص الذين لا يمكن التنبؤ بهم..
اطلعها على برنامج متكامل من العلاج ابتداءا من التداوي بالعقاقير وحتى جلسات العلاج المعرفي السلوكي الا ان نظراتها الغامضة المثبتة عليه جعلته متوترا يتحاشى ان يستمر بتواصل بصري معها
ف بعد عشر سنوات مضت على مزاولته المهنة كانت هي بمثابة تحدٍ جديد له أو لغز يصعب فك طلاسمه ..
لقراءة باقي القصة كاملة (أضغط هنا)