ا
ابيقور
عنتيل زائر
غير متصل
يا ولدي الزمن مش زمنك ولا ليك في مكان ،
عودك في نبوتك شارد كمالحصان ،
عتريس يا ولد بهية ولا الهلالي وادي اللي حصل وكان ،
عقلك مش كامل بس الطيبة فيك تبني اوطان ،
الجزء الاول :
لكل قصة بداية وبدايتنا قديمة سالم ابن الحسب والنسب اتجوز بهية اللي مش قد القيمة ، فعيلته قامت كرشته وقلبت قصة في السيما .
المكان : في أحد قرى مصر.
يلتفون الناس حول بعض في حالة ذعر وارتباك ،
شخص (١): ما تروحو تقولو للعمدة يساعدني يا جماعة ، الجاموسة بتموت
شخص (٢) : وهو العمدة هيعمل ايه يعني ، هو قادر يشيل كرشه
الغفير: عيب يا واد يا مخيمر ، دا العمدة برضه
شخص (٣) : مفيش غيره هو اللي يقدر يطلعها
الغفير : مين يا ولا
شخص (٣) : عتريس ولد الهلالي
الغفير : قصدك عتريس ابن بهية، العبيط
مخيمر: تصدق هو اللي يقدر فعلا ، تعالو نروحله
واتجاه أهل القرية كلهم لبيت عتريس وكأنهم في مظاهرة وكلهم يا عتريس يا عتريس الحقنا يا عتريس الحقنا
فتحت بهية (ام عتريس ) الباب : في ايه يا جماعة
شخص (١) : يا ام عتريس الجاموسة وقعت في الساقية و مفيش الا عتريس اللي هيعرف يطلعها.
يا عتريس يا عتريس
بهية : يا نهار اسود بس عتريس مش هنا يا ابو مندور
ابو مندور : وايه العمل يا ام عتريس
بهية : يمكن يكون في الأرض
واتجه أهل القرية كلهم إلى أرض اللي بيشتغل فيها عتريس .
وكلهم على نفس واحد الحقنا يا عتريس والمفاجأة أن عتريس مش موجود وكلهم يا عتريس وفجاه يظهر صوت من فوق وكأنه من السماء.
في ايه يا رجاله
مندور : دا عتريس يا ابويا
ابو مندور: هو فين يا ولا
مندور : فوق النخلة الكبيرة
مخيمر : انت بتعمل ايه يا عتريس فوق النخلة
ينزل عتريس من النخلة بخفة وسرعة وكأنه طرازن.
عتريس : انتو عايزين ايه
ابو مندور : الحقني يا ابني يا عتريس ، الجاموسة وقعت في الساقية.
عتريس : يا خبر اسود ، طب أنا جاي واركم.
وجري عتريس بكل سرعته زي الحصان ووقف عند الساقية.
ابو مندور : مالك يا عتريس وقفت ليه .
عتريس : قبل ما احط ايدي في أي حاجة ، أنا اسمي ايه
مخيمر : عتريس
عتريس : انت جبت التايهه كده ، أنا قصدي عتريس ايه
ابو مندور : مش وقته يا عتريس يا ابني
عتريس : لا وقته
شيخ القرية : يا ابني الجاموسة بتموت
احد الاشخاص: دا عبيط بجد
عتريس : وانا مش هتحرك قبل ما تقولوا اسمي
ابو مندور : يا ابني الهلالية لو عرفوا هيموتونا كلنا.
عتريس : ماليش دعوة
تقدم واحد من الخلف وكان يرتدي لبس مختلف عن أهل القرية كان لابس زي أهل البندر وقال بأعلى صوته : اسمه عتريس الهلالي يا رجاله.
كل الحضور بصوا واراهم عشان يشوفه مين اللي بيتكلم وراح عتريس جري عليه وحضنه بكل قوة
عتريس : عصام ابن عمي
عصام : ايه يا عتريس مش عايز تساعد أهلك وناسك .
عتريس : معقولة يا ابن عمي ، دا أنا ولد الهلالي.
ونزل عتريس الساقية وبقى يرفع الجاموسة وأهل القرية بيشدوها بالحبال وعتريس رافع الجاموسة وكأنه في نزال مصارعه يابانيه وطلعت الجاموسة وكل أهل القرية التفو حول عتريس وكأنه جاب كاس العالم
عصام : قولوا ورايا يا جماعة ، عتريس اهو ابن الهلالي اهو
ورفعوا عتريس على أكتافهم وكلهم بيهتفوا ورا عصام .
عتريس اهو ابن الهلالي اهو ، وعتريس مش مصدق نفسه ولفو كل القرية وأمه سمعت الهتاف وبقت تعيط من الفرحة .
بهية : يا حبيبي يا ابني يا مسكين خدوا منك كل حاجة حتى اسمك.
__________________________________
( في بيت العمدة )
الغفير : يا حضرة العمدة ، يا حضرة العمدة
العمدة : في ايه يا اهبل يا ابن الهابلة
الغفير : عتريس
العمدة : طلع الجاموسة
الغفير : مش بس كده يا حضرة العمدة
العمده : امال ايه قول
الغفير : كل اهل البلد طالعين بيقولوا عتريس ابن الهلالي
العمدة : انت بتقول ايه يا ولا
الغفير : زي ما بقولك كده ، ومعهم الباشمهندس عصام الهلالي.
العمدة : لا دي حاجة ما يتسكتش عليها ، قوم حضر العربية
الغفير : انت خارج يا عمدة ولا ايه
العمدة : اسمع الكلام يا ولا ما تتكلمش كتير
دخل العمدة غرفته وكانت مراته بتتفرج عالتلفزيون.
العمدة : حضرلي العباية يا توحيدة
توحيدة : انت خارج يا ابو علي
العمدة : أيوة
توحيدة : رايح فين في الوقت دي
العمده : عند ابن اخوكي جاسم الهلالي
توحيدة : ورايح ليه بقى
العمده: عتريس
توحيدة : ابن بهية ماله
العمده: ما بقاش ابن بهية بس دا بقى ابن الهلالي
توحيدة : انت بتقول ايه يا راجل انت
العمدة : كل اهل البلد طالعين بيقولوا عتريس ابن الهلالي
توحيدة : يا لهوي انت بتقول ايه ، دا لو جاسم عرف هيموتهم كلهم
العمدة: واحنا قبلهم
توحيدة: طب أنا هروح معاك
العمدة : اقعدي يا وليه ، هو أنا ناقص
وخرج العمدة وركب عربيته وراح قصر الهلالية اللي زي قصور الملوك ودخل وطلب مقابلته جاسم الهلالي، وقعد يستنى ونزل جاسم من السلم وكأن القصر حصل فيه زلزال ،( جاسم طويل وعريض وعنده شنب يوقف عليه الصقر ولابس جلابيه وعمة وماسك نبوت العيلة ودا بيدل أنه بقى كبير العيلة مع أن أبوه لسه عايش )
جاسم : في ايه يا جوز عمتي
العمدة : خير يا جاسم بيه
جاسم: مش باين كده
قعد جاسم قصاد العمدة
جاسم : قول اللي عندك يا جوز عمتي
العمدة : اهل البلد عايزين قرصة ودن
جاسم : ليه بقى
العمدة : الحقيقة مش هما بس
جاسم : ومين كمان يا ابو علي
العمده: أنا مش عارف اقولها ازاي
جاسم : قول متخافش
العمدة : والباشمهندس عصام
جاسم : اخويا
العمدة : مانا قولتلك هتزعل يا جاسم بيه
جاسم : قول يا جوز عمتي بدل ما اخلي عمتي أرملة.
العمدة (ابتلع ريقه بصعوبة) : عتريس.
جاسم ( رجع برأسه وسند عالكرسي ) : عتريس مين.
العمدة : عتريس ابن سالم عمك
نظر جاسم له نظرة نمر
ارتعد العمدة : قصدي ابن بهية
جاسم : والجربوع دا عاوز ايه
العمده: كل اهل البلد شايلينو على كتافهم وقاعدين يقولوا عتريس ابن الهلالي والباشمهندس عصام معاهم.
جاسم : ههههههههه ، هو انت لازمتك ايه في البلد عمدة ولا طرطور
العمدة : عمدة يا جاسم بيه
جاسم: أنا شايف طرطور
العمده: اللي تشوفه سعادتك ، بس انا عملت ايه غلط
جاسم : هو أنت بتعمل حاجه صح
العمدة : أنا أول ما عرفت جيت قولتلك.
جاسم ( ماسك تفاحة ورايح يأكلها ) : وأهل البلد عاملين كل الدوشة دي ليه
العمده: عشان طلع جاموسه ابو مندور
جاسم : خلاص أنا هتصرف.
_____________________________________
( بيت عتريس )
عتريس : شفتي ياما اهل البلد قالوا ايه
عتريس : أنا ابن الهلالي ، أنا عتريس الهلالي
بهية : أيوة يبني انت ابن سالم الهلالي ولازم ترجع حق ابوك اللي عمك سرقه.
عتريس : صدقيني ياما أنا مش عاوز فلوس ولا اطيان ولا حاجة خالص
بهية : امال عاوز ايه يبني
عتريس : خوخة ياما
بهية : يخيبك ولا ، خوخة مرة واحدة بس اهلها
عتريس : مالهم ياما ، انتي هتعملي زي ما الهلالية عملوا معاكي.
بهية: مش قصدي يبني ، أنا قصدي أنه أهلها طماعين وبيحبوا الفلوس.
عتريس : بس انا بحبها ياما
بهية : انت طيب اوي يا عتريس
ونام عتريس على رجل أمه وهو بيحلم بمستقبله وبخوخة.
وفجأة اهل البلد كانوا رايحين يصلوا الفجر لقوا ابو مندور قاعد على الأرض وبيصرخ بأعلى صوت
ابو مندور: يا اهل البلد يا اهل البلد
راحو كل اهل البلد عنده وبقوا يسالوه في ايه يا ابو مندور.
ابو مندور : الهلالية قتلوا الجاموسة.
عتريس في بيت الاباليس:
https://anteel.xyz/attachments/istock_000000801527small-jpg.306524/
الدم صعيدى ما زال الوش الحامي والقول صادق من القلب، وعمره ما كان كذاب أو معمول، إذا حط ايديه فى مشروع لا بد يبوظ، صراحته بتفسد أيها موضوع، لكن الصدق ما بيتبعش بمال، ما دام الدم صعيدى ما زال ولا بيعرفش إلا الصدق، حتى لو هو وولاده يموتوا من الجوع . قلت لنفسي وبعدين! راح تفضل كده لامتى يا غلبان؟ ما لقتش الراحة في الموت، يمكن تلاقيها ورا القضبان، أطلعت على الشبابيك وعلى القضبان، على الموقف، على السجن وعلى السجان، ولقيتني طول عمري كنت كده، كلب، محاصر، متهان، منبوذ، جربان، وأنا يا ابنى الحلم اللى ما لهش أوان، معروف عشي في قلب البستان، معروف صوتي في زمن الأحزان.
الجزء الثاني :
عرفو اهل البلد الرسالة ، وان الهلالية مش هيسمحوا لحدا بأنه يختلف معهم وان موضوع عتريس خط احمر و عمرهم ما هيقبلوا بي في عيلتهم ، وعتريس اللي كان بطل امبارح بقى النهاردة منبوذ.
صحى عتريس على أصوات اهل البلد ومفيش حدا بيكلمه وكأنه هو اللي قتل الجاموسة ، حس عتريس بأنه كان سبب لانه طلب من أهل البلد حاجة هما مش قدها ، حس بالذنب مع أنه مش مذنب ومن امتى صاحب الحق مذنب ، وراح الارض عشان يشتغل وكان بيضرب فاسه بالأرض وكأنه بيضرب الزمن والظلم ، وبعد كل لحظات تعب لازم تعدي عليك نسمه حلوة وكانت النسمة دي خوخة ، عدت خوخة وعتريس مصدقش نفسه ، خوخة هي حلمه الوحيد ونفسه ياخدها ويهرب ، خوخة كانت في نظره اجمل واحدة في الكون ، عيونها وشفايفها ، دلعها وهي ماشية كان دايما بيبص عليها و ينسى الدنيا كلها لما تعدي من جنبه
https://anteel.xyz/attachments/20220623_204614-jpg.306531/
عتريس ساب الفاس من أيده ونسى كل أحزانه وهمومه وجرى باتجاه خوخة
عتريس : يا خوخة يا خوخة
خوخة : ايه ، عايز ايه يا عتريس
عتريس : طب قولي صباح الخير الاول
خوخة : صباح الخير ، حاجة تانية
ومشيت
عتريس : طب استني يا بنت الحلال ، دا الكلام اخد وعطاء
خوخه : قول عايز ايه يا عتريس وخلصني
عتريس : أنا قصدي شريف ، وعايز اقابل عم عوض.
خوخة : مينفعش يا عتريس
عتريس : ايه هو اللي مينفعش ( ومسك دراعها بقوة )
خوخة : سيب دراعي يا حيوان انت ومشيت
جرى وراها عتريس
عتريس : أنا آسف يا خوخة مكانش قصدي
خوخة : يا عتريس احنا مننفعش لبعض، احنا فقراء لا عندنا طين ولا فلوس ، وانا وحيدة ابويا وامي ، وانت حالك من حالنا
عتريس : لا ابن الهلالي وهرجع حق ابويا
خوخه: انت بتحلم
ورحلت خوخة والحزن بيزيد جوا عتريس ، وراح يقعد تحت شجرة ويداري حزنه بس الحزن مكانش عايز يسيبه وفجأة دخل الأرض احمد ابو عوف ودا صاحب الأرض اللي ماجرها لعتريس
ابو عوف : ازيك يا عتريس
عتريس : ازيك يا حج احمد
ابو عوف: يا ابني يا عتريس أنا عايزك في موضوع محرج
عتريس : اتفضل يا حج
ابو عوف : أنا عايزك تسيب الأرض وباقي حقك هتاخده
عتريس : ليه بقى يا عم الحج ، انا عملت ايه ، طب والعقد اللي بينا طب بلاش العقد والكلام اللي بينا
ابو عوف : غصب عني يبني ، أنا مش قد الهلالية
عتريس : بقى كده ، خلاص يا عم الحاج هسيب الارض.
ابو عوف: يبني أنا وشي منك في الأرض بس يشهد **** على انك جدع وراجل وبتصون الأمانة.
عتريس : مفيش فايده من الكلام يا حاج .
وقام عتريس ولبس جلابيته
عتريس : سوال يا حج احمد مين اللي طلب منك امشي
ابو عوف : العمدة يبني
واتجه عتريس لبيته وكان عايز يرمي نفسه في حضن أمه ويعيط ، بس عتريس قرر ميعيطش ويبقى هلالي بجد ، غير جلابيته ولبس جلابية أبوه البيضاء اللي لبسها يوم فرحه والعمة البيضاء بتاعة أبوه وبتاعة جده ونبوت أبوه وأمه بهيه بتبص لعتريس وهي مش مصدقها كأنها شايف جوزها يوم فرحهم كان ابنها بقى هلالي بجد عليه هيبة وكأنه كبير الهلالية.
بهية : مالك يا عتريس ، انت رايح فين
عتريس : أنا عايز حصان خالي عباس
بهية : ليه رايح فرح
عتريس : ايوه
بهية : فرح مين
عتريس : هتعرفي لما ارجع
وخد عتريس الحصان وركبه ، وأمه بتنادي عليه
بهية: يبني يا عتريس قولي رايح فين يا عتريس .
وعتريس طلع بالحصان وكأنه عنتر ابن شداد قرر ومفيش حاجة تقدر توقفه وكل أهل البلد شايفينه ومش مصدقين أن دا عتريس وعتريس طالع وكأنه راكب إعصار أو بركان زهق وتعب .
______________________________________
( بيت العمدة )
العمدة : عملت ايه يا واد في موضوع الواد ابن بهيه.
الغفير : قصدك عتريس يا عمدة ، خلاص كله في السليم ، هيسيب الأرض ومفيش حد في البلد هيتعامل معها ولا بيع ولا شراء هيبقى زي الكلب الجربان
العمدة : مش كفايه يا ولا
الغفير : طب هعمل ايه يا عمدة ، اقتله
العمدة : لا قتل ايه يا ابن العبيطة ، انا عايزه يسيب البلد كلها ويقول حقي برقبتي
واحد من الحرس : يا عمدة يا حضرة العمدة
العمدة : في ايه يا ولا
الغفير التاني : عتريس دخل البيت وبيكسر كل حاجة برا وعامل زي التور
العمدة : عتريس
وفجأة ضرب عتريس الباب برجله ودخل البيت
العمدة : انت بتعمل ايه يا واد انت ، دا أنا هوديك في ستين داهية .
وعتريس يقترب منه وكأنه مش سامع وعيونه كلها شر
العمدة : انتو واقفين بتعملوا ايه يا بهايم امسكوه.
وراحوا الغفر على عتريس وعتريس بنبوت أبوه بقى يضرب بكل قوة وثواني وقعوا كلهم عالارض والعمدة واقف مش مصدق وقرر يجري وطلع عالسلم يجري وفجاه لقى اللي نط عليه زي الفهد الاسود ومسكوا من رقبته وبقى يضربوا
العمده : أنا العمده يا عتريس
وعتريس بيضرب القلم ورا القلم وكأنه مش شايفة قدامه وكأنه مجنون والعمدة فاقد الوعي وفجأة نزلت توحيدة (مرات العمدة وعمة عتريس) وباقي أهل البيت وكانت مش مصدقه نفسها كأنها شايف اخوها قدامها ونزلت تمسك في عتريس وتقوله سيبه وعتريس مش شايف حد قدامه
توحيدة : الحقوني يا ناس الراجل هيموت.
وقام عتريس ضرب العمدة بالروسية وشده على الأرض. وراح عتريس نادى على واحد من الغفر .
عتريس : انت يا يالاه ، هات حمارك وركب سيدك عليه بالمقلوب
الغفير: مقدرش دا العمدة
نظر له عتريس نظرة كانت كفيلة بأن الغفير يسمع الكلام وركب العمدة عالحمار بالمقلوب وحصان عتريس قدامهم ولف بيهم البلد كلها وكان كل اهل البلد مش مصدقين حتى خوخة طلعت تتفرج عالعمده وعتريس طالع قدامه وفجاه اتجه على قصر الهلالية وكل نص اهل البلد راحو وراه والنص التاني راحو لام عتريس عشان تلحق ابنها اللي داخل الوكر برجله.
يا ام عتريس يا ام عتريس الحقي ابنك
بهيه : يا نهار اسود ابني هيروح مني .
وعتريس ماشي زي القطر مفيش حاجه توقفه ودخل قصر الهلالية ووقف في نص الأرض وضرب العمدة برجله فنزله من الحمار عالارض
عتريس : دا الكلب بتاعكم اهو عالارض ، بتحاربوني ليه ، خايفين مني ليه عشان صاحب حق وصاحب الحق سلطان ، واهو قدام بيتكم وقدام كل الناس وأهل البلد، أنا عتريس الهلالي ، عتريس الهلالي.
وفجأة من غير مقدمات التفوا حواليه كل رجالة الهلالية وابتدات المعركة وعتريس واقف عالساحة بيقاتل لوحده وجاسم واقف بيراقب المشهد من فوق بنظرة صقر ودخل عليه واحد من رجالته
يا سي جاسم دا خلص عالرجاله كلها نزله عرفان والدهشوري وهنداوي .
عتريس شجاع مفيش كلام بس الكترة دايما بتغلب الشجاعة اتكتروا عليه ووقع عالارض وبقى بياخد الضربات من كل مكان وكأنهم ما صدقوا أنه يقع شويه ووقع البطل والدياب بقت فوقه. وبعدين نزل جاسم وهو بينفخ في خاتمه ونزل ومسك وش عتريس اللي كان كله ددمم ، وعتريس بيبص على وش جاسم والاتنين بيبصوا في عيون بعض
جاسم : بقى يا جربوع يا ابن الحرام جاي تعمل راجل في ارضي ، انا هعلمك الادب يا ابن بهية ، اربطو ابن الحرام دا في الشجرة وهاتوا النبوت اللي كان معاها دا نبوت المعيلة ورجع للعيلة
ربطوا عتريس في الشجرة وهو مكانش قادر يقف وجاسم مسك الكرباج وبقى يضرب بكل قوة وبعدين وقف جاسم وقال سلموه للمركز ، دا عبرة لكل كلب يتجرأ على أسياده تاني.
المشهد دا شد اتنين وهما ابو جاسم (عم عتريس ) اللي كان واقف عالشباك وشايف كل حاجة والتانية كانت سعاد اخت جاسم وبنت عم عتريس. وفعلا سلموا عتريس للمركز بتهمة التعدي على الغير.
وام عتريس بتلف وتدور وعايزة تشوف ابنها اللي كانت حالته وحشة ودخل مستشفى المركز وقررت تاخد خطوة جريئة وتروح قصر الهلالية وكلمته اخوه عباس اللي كان شغال وعايش في الاسكندريه.
بهية: الحقني يا اخويا ، عتريس بيموت.
عباس : في ايه ، ايه اللي حصل
بهية: تعالى ضروري
عباس : طيب انا هاخد إجازة واجي .
______________________________________
( قصر الهلالية)
عصام: ايه اللي أنا سمعته دا يا جاسم
جاسم : ايه اللي أنت سمعته يا باشمهندس ، واحد هلفوت ضرب جوز عمتك وجي يتهجم علينا ، عايزني اخده بالحضن
عصام : هو عمل كده لانك مش سايبه في حاله
جاسم : انت اللي بقيت طري يا ابن الهلالي ونسيت احنا مين ، قعدة البندر خلتك خواجه ونستك ازاي تكلم اخوك الكبير
الخدام: في واحدة عايزة تقابلك يا جاسم بيه
جاسم : واحد مين يعني
بهيه : أنا جاسم بيه
جاسم : انتي مين يا وليه انتي.
عصام : ازيك يا ام عتريس
جاسم : اه بقى كده ، وانا اقول الواد دا طالع لمين قليل الادب لمين ، طلع طالع لامه
عصام : عيب يا جاسم
جاسم : عالعموم ابنك مش طالع من السجن ولو طلع هقتله
بهيه : أنا ماليش كلام معاك ، أنا عايزة اكلم ابوك سليم .
جاسم : اطلع برا يا وليه عشان متحصليش ابنك
سليم : سيبها يا جاسم
والتفوا كلهم وكان سليم الهلالي نازل بكل شموخ وهيبة
سليم : سيبونا يا ولاد
نظر جاسم لابوه باستغراب
سليم : أنا قلت سيبونا
ومشى جاسم وعصام
سليم : عايزة ايه يا بهية
بهية: ابني
سليم : ابنك قليل الادب
بهية: ابني يطلع من السجن ويرجعلي يا سليم و لا
سليم : ولا ايه يا بهية
بهية : هطلع كل الورق اللي عندي وعليا وعلى أعدائي يا ابو........ وسكتت
سليم : موافق بس بشرط ابنك يسيب البلد كلها لو ضل في البلد هيموت
بهية وعينها بتدمع: ماشي ، حسبي **** ونعم الوكيل ، انت سبب كل الخراب دا
وخرجت بهية ، بس الخادمة صبحية كانت واقفة ورا الباب وسامعة كل حاجة وكمان نرمين كانت واقفة عالدرج وسامعة وبقت تسال نفسها مين عتريس وليه المره دي بتدعي على ابوها كده.
سليم : يا جاسم يا جاسم
جاسم : نعم يا ابوي
سليم : كلم المركز وجوز عمتك واسحب الشكوى
جاسم : انت بتقول ايه يا ابوي
سليم : اسمع اللي بقوله
جاسم : بس جوز عمتي في المستشفى
سليم : خلي توحيدة تروح تسحب الشكوى
______________________________________
( المستشفى)
عباس : انتي كنتي فين يا بهية
بهية : عند الهلالية
عباس : انت اتجننتي ، ازاي تروحي لبيت الهلالية لوحدك ، انتي مش عارفة ممكن يعملوا فيكي ايه
بهية : هيعملوا ايه اكتر من كده، ابني بيروح مني يا عباس .
عباس : وايه اللي حصل
بهية: اتفقت معهم
عباس : على ايه
بهية : لازم عتريس يسيب البلد
عباس : بسيطة ، اخده يشتغل معايا
ومرت الايام ورجع عتريس لصحته وأمه وخاله اقنعوه بالسفر ، وهيقعد ليه خوخة رفضته والبلد كلها رافضها بس اكتر حاجة زعلته أنه خسر نبوت أبوه اللي كان هدية أبوه قبل ما يموت و وصه يحافظ عليه .
وحضر اغراضه ولبس هدومه وحضن امه ورمى ذكرياته وركب القطر وكان نفسه يشوف خوخة بتودعه وهو مش عارف ايه اللي مستنيه.
وبهيه واقفة واول مرة تسيب ابنها وابنها يسيبها
الي غاب عن عيني متى يا ناس يجيني
بحنانه يغطيني يشوف الي حصلي
خد شاله الحرير وطاقيته الكشمير
راح يغيب كتير
ومين ياناس يقولي
لما يقوم من نومة من يناولة
هدومة راح يواسي
همومة ومين يا ناس يقلي
عتريس في بيت الاباليس
https://anteel.xyz/attachments/61fy-jgpscl-jpg.314025/
وبرغم ونس الديار حجر الطريشة قريب.. وبرغم ضى النهار حرص وخاف من الديب.. خليك حريص من الرزيا وعضة الأيام.. واعمل حساب الضلام بعد القمر مايغيب .
الجزء الثالث :
عتريس ركب القطر وعينه كلها دموع ساب أرضه وأرضه هيا امه ، وخوخة كانت حلمه ، كل حاجة راحت.
( فلاش باك وعتريس راكب القطر )
عتريس كان بيبص عالعيال كانت بتلعب وتاكل حلويات وهو واقف جنب أبوه في الغيط ، لمح أبوه في عينه نظرة حرمان وكان يتمنى الأرض تنشق وتبلعه ولا يشوف ابنه محروم . قعد سالم تحت الشجرة مكانش قادر يصلب طوله .
سالم : تعالى يا عتريس ، تعالى يا ولدي
عتريس: نعم يابا
سالم : خد دا ( وادله النبوت )
عتريس : ودا هعمل في ايه يابا ، دا مبيتاكلش
سالم : هههههه، واه يا ولد الهلالي ، غلباوي طالع لجدك.
سالم : انت عايز ايه ، قولي نفسك في ايه ، وانا اجيبه من تحت الارض، ومتخافش من حد واصل ، طول ما أنا جنبك.
عتريس : عايز بسبوسه
سالم : بس كده، دا أنا هجيبلك بسبوسه وكنافة وهريسة وتفاح وبرتقال وموز وكل اللي نفسك فيه وجلابيه جديدة كمان
عتريس : لا يابا كده كتير عليك
حضن سالم ابنه : يا ابن الغاليه ، قنوع زي امك .
سالم : اسمع يا ولدي الكلمتين دول من دهب، الفاس دا رزقك وعملك، والنبوت دا عزك وفخرك واصلك ، وامك بيتك وارضك وشرفك ، لو عايز تبقى هلالي صح ما تفرطش فيهم واوعى تطاطي واصل ، ولو على رقبتك .
(نرجع للأحداث)
و ادي عتريس خسر كل حاجة
عتريس : أنا دلوقتي ابن بهية وكيف اكون ولد هلالي ونبوتك ضاع مني يا ابوي ومش هاكون ابن الهلالي الا لما ارجع نبوتك واركب حصانك ، ايه يابا مش مصدقني وكيف ما تصدقني وانا صعيدي
صعيدي
أنا ليا عاداتى وتقاليدي..
أصلى صعيدي.
اللى يروح منى بالقوة..
إتعلمت إنجيبه...
بإيدي.
واللى يقدرنى بتقديري..
عمى وسيدي.
واللى يحس اللى جوايا..
يبقى حبيبي.
إتربيت وكبرت صعيدي.
عمرى منزعل م الأيام..
أصلى مآمن...
إن اللى يصيبني...
دا نصيبي.
أصلى صعيدي...
ويابخت اللى أساسه صعيدى
عتريس مسافر للمجهول وهو مهزوم
______________________________________
( قصر الهلالي )
سليم قاعد في غرفته وشريط حياته بيمر قدامه وبيكلم نفسه .
سليم : معقول لسه ضعيف قدامك يا بهية ، ياه عالزمن شفايفها لسه فيها الرعشة بتاعة زمان لسه حلوة ، انتي اللي خلتيني اكره اخويا خلتيني شيطان ، طب رفضتيني ليه وانا قاصدي خير ، نفس الوقفة دي وقفتيها قدامي زمان ، وانا ببقى زي العيل ، أنا كبير الهلالية اللي مفيش يقدر يقف قدامه كسرتني حرمه ، بس مش اي حرمه دي بهية ، عودها لسه عود بنت العشرين ومع الهم والحزن بقى عودها اقوى واحلى وعينها لسه بتنور وتلمع ولا كأني الزمن عدى وفات.
قصة هابيل وقابيل عمرها ما هتخلص طول مافي ناس بتحركهم الشهوة وتتحكم فيهم .
______________________________________
( غرفة عصام )
خبطت نرمين على غرفة اخوها عصام
نرمين : ممكن ادخل يا باشمهندس
عصام : اه طبعا يا دكتوره ، دا انتي تنوري
نرمين: شوف بقى أنا عايزة اعرف ايه اللي حصل ومين عتريس دا
عصام : عايزة تعرفي ايه بالزبط
نرمين : كل حاجة
عصام : سمعتي عن عمك سالم
نرمين : اه طبعا ، مش دا اللي صورته في الديوان جنب صورة بابا وجدو
عصام : ايوه هو دا ، عمرك ما سألتي نفسك هو فين ولا حتى ليه احنا منعرفش عنه حاجة.
نرمين : تعرف أنا مر سالت بابا عنه
عصام : وقالك ايه
نرمين : وشه اتشنج وكأنه كان هيقع وعينه احمرت وكأنه هيعيط وقالي أنه مات
عصام : عارفه ليه
نرمين : لا
عصام : ابوكي بيحس بالذنب ، طب أنا هقولك سر ، ابوكي بيتفزع كل يوم من نومه وهو بيقول أنا آسف يا سالم ، سامحني يا سالم
نرمين : وليه كل دا
عصام : دي قصة طويلة
نرمين : وانت عرفت منين
عصام : جدك ماهر قبل ما يموت قالي على كل حاجة وكان نفسه يشوف عمك ، وعم رضوان كبير الغفر اللي مات قالي على كل حاجة.
نرمين : طب أنا عايزة اعرف
عصام : عتريس دا يبقى ابن عمك سالم
نرمين : انت بتقول ايه
عصام : زي ما بقولك كده ، الحكاية أنه عمك سالم اتجوز الست اللي كانت بتكلم ابوكي اللي هيا بهية ، وجدك مكانش موافق وابوكي كان سبب في أن جدك يغضب على عمك ، وجدك كان بيحب عمك سالم اكتر من ابوكي ولما عرف أنه عمك بقى عنده ولد اللي هو عتريس ، كان جدك هيسامحه ويرجعه البيت تاني ، بس بعد ايه كان ابوكي بقى جبروت وسلطته اكبر من جدك زي جاسم دلوقتي كده، وابوكي حبس جدك في البيت ، وقفل كل السكك قدام عمك سالم اللي مات بحصرته ، وجدك بقى زي المجنون قاعد في غرفته يبكي لغاية لما المرض بقى يقطع في جسمه وهو رافض العلاج ، وكان نفسه يشوف ابن سالم فكان بيطلب من رضوان كبير الغفر أنه يساعده عشان يشوف ابن سالم، وكان رضوان بيطلعه من القصر لما ابوكي يكون مسافر ، ويروح قدام بيت عتريس ويشوفه ويبكي على حال ابن سالم حبيبه ، وهو شايف عتريس ابن سالم الهلالي بيجر البهايم ويشتغل في الأرض وهو لسه عيل والشقاء باين في عيونه والفقر باين عليه ويشوفنا احنا هنا في القصر بنسافر وبنلعب في العاب بتيجي لينا من مصر مخصوص ، جدك كان راجل عارف **** وحس بأنه ظلم ابنه سالم وعتريس .
الدموع بدأت تنزل من عيون نرمين
نرمين : احنا لازم نساعده يا عصام
عصام : ودا اللي أنا بحاول اعمله و جاسم واقف قدامي
نرمين : وانا معاك يا عصام وهعمل كل حاجة عشان اساعدك
____________________________________________
( غرفة جاسم )
صبحية : خلاص يا بيه مش قادره ، دخله
جاسم : اسكتي يا لبوة ، مفيش حد يقولي خلاص
صبحية: امرك يا سيدي يا تاج راسي ، أنا خدامتك
وجاسم بيستمتع بعظمته وساديته وصبحية بقت تصوت
جاسم: صوتك يا بنت الفرطوس
صبحية : هموت يا سيدي ارحمني
جاسم : أنا مين يا بت
صبحية : انت سيدي وسيد البلد والرجاله
جاسم : تعالى مصي لسيدك
وبعدين خلص جاسم ونزل لبنه على وش صبحية ونام وخد صبحية في حضنه
صبحية: يارتني ما جبتلك الفطار ، دا انت وحش
جاسم : قومي حضري الجلابيه والعبايه
صبحية : بس عايزة اقولك سر
جاسم : بخصوص ايه
صبحية: سيدي الحاج ، أنا سمعت حاجة وبهية ام عتريس بتكلمه
جاسم : بتقوله ايه
صبحية : طب والحلاوة
جاسم: مش لما اعرف الاول ايه هو السر
صبحية : سمعت بهية بتقوله أنه عندها ورق
جاسم : ورق ايه
صبحية : مش عارفة ، بس سيدي الحاج وشه جاب الوان ووقف ساكت
جاسم : انتي متاكده
صبحية : وعشان كده سيدي قالك تسيب عتريس
جاسم : طيب هات المحفظة ،خدي دول لو عرفتي حاجة تاني قوليلي وانا هبسطك ، يلا قومي اطلعي و اوعي حد يشوفك
صبحية: تؤمر يا سيدي يا اللي مغرقني في خيرك
ولبس جاسم جلابيته وركب حصانه وخد نبوت عمه سالم ومشي في البلد عشان الناس تشوفه وتعرف أن الساحة بتاعته ومحدش يقدر يقف قدامه.
الظلم ساح يا بداح في البلد وجاسم راكب حصانه وكأنه سلطان زمانه
عتمان : هنروح فين يا سعادة البيه
جاسم : نشوف اخبار المحصول ، ونروح نشوف العمدة ، هو رجع بيته ولا لسه
عتمان : اه رجع من يومين
راح جاسم لدوار العمدة
جاسم : ازيك يا عمتي.
توحيدة : أنا بخير يا كبير يا ابن الكبير
جاسم : جوزك عامل ايه دلوقتي
توحيدة : اهو راقد عالسرير ، **** ينتقم من عتريس ابن بهية
جاسم : حق جوزك عندي ، جوزك من رجالتي ومش هسيب حقه
توحيدة : **** يخليك لينا كبيرنا ونعيش في خيرك
جاسم : طب أنا هدخل اشوفه ، في حد عنده جو
توحيدة : لا اتفضل ، دا انت تنورنا ، شوف يا عمدة مين اللي جاي يشوفك بنفسه
العمدة ( كان بيحاول يقوم) : جاسم بيه بنفسه ، دا احنا زارنا النبي
جاسم : خليك نايم ، جتك خيبة ، بقى انت عمده انت
العمده ( بيحاول يحافظ على كرامته قدام مراته ) : الشاي يا توحيدة
جاسم : بقى واد يعمل فيك كده ، في دوارك وقدام اهلك ، يا عيب عليك وعلى الرجاله اللي من اشكالك.
العمده : اعمل ايه بس يا بيه ، الواد كان عامل زي التور ، دا حتى ضرب رجالتك
جاسم : هما دول رجاله ، أنا عايز رجاله تاكل الحديد مش البهايم اللي انت جايبهم ، تجيب رجاله جديده ، رجاله بجد
العمده : حاضر يا بيه
جاسم : عملت ايه في البضاعة
العمده : كله في السليم ، وصلت والأمور كلها تمام
جاسم : طب عال ، يلا أنا هقوم ، ولو عايز تكمل علاج في مصر قولي
العمده : دي كلها يومين وهبقى كويس
خرج جاسم من بيت العمد وراح وقف بحصانه في السوق وقدام كل اهل البلد وكل أهل سابوا اللي في ايديهم واللي كان قاعد وقف ، ومسك نبوت عتريس ورفعوا قدامهم وكأنه عايز يعرفهم أن دي أخرة اللي يقف قدامه وكانت خوخة واقفة في السوق ومبهورة بجاسم اللي كان زي السبع وكاسر عين البلد كلها ، وكمل جاسم طريقه وراجع على قصره وسمع صوت ناعم بينادي عليه وبص وراه لقى غزالة وجسم فاير ، وقف حصانه
خوخه: يا بيه يا جاسم بيه
جاسم : مين دي يا عتمان
عتمان : دي خوخة بنت عوض
خوخة : يا سعادة البيه
عتمان : عايزة ايه يا بت يا خوخة
وجاسم بيتفحص جسم خوخه بعين خبير ، وعارف أنه صبحية تبقى دكر جنب خوخة
جاسم : عايزه ايه
خوخة : شغل يا سعادة البيه ، أنا غلبانة واهل على قدهم
جاسم : عايزة تشتغلي ايه
خوخه : خدامتك يا باشا ، أي حاجة
جاسم : بكرا تجيبها يا عتمان وتشغلها في القصر
خوخه : **** يرزقك **** يا بيه يا كبيرنا
______________________________________
( بيت بهية )
اول مرة يكون البيت فاضي كده ، اتعودت على صوته وضحكته وطيبته ، وازاي كان بيشيل عنها كل حاجة ، شال الحزن والهم من وهو صغير ، عمره مكان *** اتولد راجل ولما أبوه مات مسك الفاس ومخلاش امه تشتغل في الأرض ، كانت أمه معززة مكرمة وهو راجل البيت .
عتريس يا ولدي قتلتك بايدي لما وافقت انك تروح والبعد عنك موت ، يا ترى بتاكل يا ترى بتشرب يا ترى كيف هيكون من غيرك النوم ، حزين من يومك وحزنك كله هموم ، طب تعالى ارجع ولو دقيقه وانا مش عايزة غير كده قوم تعالى قوم، كنت تحرم نفسك من الحلو عشاني ولا عمري شفت في عينيك شكوى ولا لوم .
( فلاش باك )
بهيه : يا سالم خلينا نمشي ونسافر من هنا ، أنا خايف عالواد
سالم : واه عاد يا بهيه ، أنا مش عايز اسمع الحديت دا واصل ، خايفة عالواد من ايه من أهله ، دول أهله ، أنا مسبش بلدي وابويا هيسامحني ابويا بيحبني .
( فلاش باك تاني )
رضوان : يا ست بهية
بهيه : ايه يا عم رضوان
رضوان : في حد عايز يشوفك ضروري
بهية : حد مين
رضوان : متخافيش يا بنتي ، أنا زي ابوكي
راحت بهية مع رضوان وكانت خايفة لأن رضوان كبير غفر الهلاليه بس هي عارفة أن رضوان راجل كويس وبتاع **** ، واتفاجئت لما شافت اللي قدامها كان ماهر الهلالي ابو جوزها ، كان قاعد تحت شجرة بعيدة وكأنه مستخبي وكأن الزمن كبره عشرين سنة والهم كسر هيبته ، ولما شافته كانت عايزة ترجع .
ماهر : استني يا بنتي استني
بهيه : عايز مني ايه
ماهر : أنا عايز اديكي حقك انتي وحفيدي ، حق سالم
بهية : جيت متاخر يا بيه ، ابنك كان نفسه في اللحظة دي ، بس اللحظة جات وابنك راح ، احنا مش عايزين حاجة منكم ، سيبونا نعيش
ماهر : أنا هعوضكوا عن اللي فات كله
بهية : هتعوضنا ازاي ، هترجع سالم اللي ظلمته ، احنا مش عايزين حاجة
ماهر : خدي الورق دا هيثبت حقك انتي وابنك في كل املاكي وهياخد حقه وحق أبوه بالورق دا
بهية : قولتلك مش عايزين حاجة
وكان المشهد قدامها ميتصدقش شافت كبير الهلالي بينزل عالارض ويعيط ويقولها
ماهر : ساعديني يا بنتي ، أنا مش عارف انام مش عارف انام ، عايز اقابل **** وانا مرتاح
صعب على بهية وخدت الورق اللي هيبقى سلاح في ايديها تحارب الهلالية بيه ويا ترى هتستعمله امتى.
عتريس في بيت الاباليس :
https://anteel.xyz/attachments/323f6c20dd0a908592cd450c89fb66af-jpg.376862/
خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف، والسجن دلوقتي يرد الكيف، مانتيش غريبة يا بلدي ومانيش ضيف، لو كان بتفهمي الأصول لتوقفي سير الشموس، وتعطلي الفصول، وتنشفي النيل في الضفاف السود، وتدودي العنقود، وتطرشي الرغيف، ما عدتي متمتعة وأنتِ في ناب الغول، بتندغي الذلة وتجتري الخمول، وتأني تحت الحمول، وتزيفي فى القول، وبأي صورة ماعادش شكلك ظريف.
الجزء الرابع:
نزل عتريس بلد العجايب ، مصر بيسموها كده في المحافظات ، وطبقة الهاي بيقول عنها كايرو ، بس هي القاهرة ، قاهرة المعز اللي ياما قهرت كتير ، هتقدر تقهر عتريس ، ويطلع ايه عتريس جنب اللي قهرتهم قبله .
عتريس : واه يا ابوي ، دا مصر زحمة اوي يا خال
عباس : انت لسه شفت حاجة ، دي ام الدنيا يا عتريس
عتريس : قولي يا خال ، هو أنا هشتغل ايه
عباس : هنشوف سيد الاسواني
عتريس : مين دا يا خال
عباس : دا كبيرنا ، زي ما تقول كده النقيب بتاعنا ، هو كان طالب مني واحد يكون صغير وقوي عشان يبقى بواب لفيلا كبيرة اوي
عتريس : بواب
عباس بسخرية: ايه مش عجبك ، قول **** يوافق عليك الاول ، دول رفضوا شباب كتير قوي
عتريس : مفيش شغل عيب ، يا خال بس على حد علمي ، البواب بيبقى قاعد ليل ونهار ، وانا عايز اشتغل
عباس : مين اللي قالك كده ، دا انت مش هتلحق شغل ، بس اهم حاجه ، تشوف شغلك بس ، يعني تبقى اعمى واطرش واخرس ، وملكش دعوة بحد واصل ، قوم دلوقتي نروح ناكلنا لقمة ، مرات خالك وعزة هيفرحوا بيك
عباس كان في البداية بواب بس مع السنين وخصوصا في فترة الشقق المفروشة ( للسياح مش دعارة ) بقى وضعه المالي مستقر وبدأ يشتغل شغل حر عنده محل بقالة ومع الوقت كبر المحل ، واشترى شقة كبيرة وبنته بتتعلم في الجامعة ، يعني دخله كويس
______________________________________
( شقة عباس )
عباس : اتفضل يا عتريس يبني
عتريس : ايه دي خال ، شقة مين دي
عباس : شقتي يبني
عتريس: ما شاء **** يا خال
عباس : ايه عجبتك ، شدي حيلك وهيبقى عندك احسن منها ، أنا لما جيت مصر ، كانت حالتي اسوء منك
عباس : يا ام عزة ، يا ام عزة ، انتو فين
تحية : انا اهو يا اخويا ، ازيك يا عتريس وازي الحاجة بهية
عتريس : بتسلم عليكي يا مرات خالي
عباس : امال البت عزة فين
تحية : عزة راحت تجيب كتب من الكليه
عباس : طب حضري الوكل
راحت تحية تحضر الاكل
عباس : اهي عزة دي احلى حاجه طلعت بيها من الدنيا ، عارف ليه
عتريس : عشان بنتك الوحيدة
عباس : مش بس كده ، عشان شبه بهية وهي صغيره ، بتفكرني بامك ، عناده وقوته وطيبتها
كانت الدموع هتنزل من عين عتريس الا عمره ما غاب عن أمه ، وازاي قدر يسيبها لوحدها في البلد ويهرب
وبعد لحظات دخلت عزة اللي كانت راجعة من كليتها
https://anteel.xyz/attachments/122456464_3378323758951439_1648109810958182168_n-jpg.377872/
عزة : ايه يا سي بابا ، كلت من غيري
عباس : وانا اقدر برضه ، تعالي سلمي على ابن عمتك عتريس
عزة : ازيك يا عتريس ، انا مشوفتكش من زمان
عتريس بخجل : ما انتو اللي بقيتوا من أهل البندر
عزة : وعمتي عامل ايه
عتريس : الحمد *** ، نفسها تشوفك
عباس : يلا يا عزة روحي ساعدي امك
عتريس بهمس : ازاي تسيبها تمشي لوحدها يا خال
عباس يضحك: لا هنا مش زي البلد ، متخافش
عتريس : مصر غيرتك يا خال
تحية : يلا يا جماعة الاكل جاهز
التفو حوالين السفرة وعتريس كان رايح يقعد عالارض زي ما اتعود ، ودا خلى عزة تضحك عليه وضحكتها خلت عتريس يبص عليها ودي كانت أول مرة يشوفها ، فأول ما دخلت كان باصص في الأرض ومشافش وشها ، دا حتى مرات خاله مشافهاش ، مش عارف ايه اللي حصله ضحكتها زلزلته حطمته ، اجمل ضحكة يشوفها في حياته وغمزاتها سحرته ، عينها جات في عينه ، اتكهرب وبقى يسأل نفسه ، هو امي كانت حلوة كده، هو كان يسمع ان امه في شبابها كانت احلى واحدة في البلد ، واكيد حلوة ، ما هو مش معقول سالم الهلالي هيهجر أهله ويقاطعهم ويسيب ملكه وكل حاجه وراه الا جمال بهية وسحر عينيها اللي بلون السماء وغموض البحر .
عباس : بتضحكي على ايه يا بنت تحية ، القعدة عالارض دا أنا اتربيت عليها وبالعند فيكي ، أنا هقعد عالارض جنب ابن اختي عتريس الهلالي
عزة بلكنه صعيدية جميلة : واه يا ابوي ، انت زعلت ولا ايه ، دا أنا بهزر مع ابن عمتي
تحية : فاكرة يا عزة لما كان عتريس يشيلك وانت صغيرة لما كنتي تروحي البلد ويجيبلك الحاجات الحلوة
عزة : طبعا فاكرة ، وفاكرة لما كان بيضربني كمان
كانت ليلة جديدة على عتريس وكأن القاهرة بتستقبله بحياة جديدة ، كانت شقاوة وخفة ددمم عزة واكله الجو ، وكان عتريس بيحاول يغتلس النظر ليها ، عجبته ساحرته . وبعد سهر واسئلة من عباس لعتريس عن اللي حصل في البلد ومشكلته مع أهله
عباس : يلا قوم يا عتريس يبني ، قوم ريح ونام زمانك تعبان من السفر ، يا ام عزة
تحية : ايه يا حاج
عباس : جهزت غرفة عتريس
تحية : كل حاجة جاهزة
دخل ينام ومعرفش ينام بقى يكلم نفسه
عتريس : مالك يا ابن الهلالي ، هو انت جيت مصر
عشان ترجع حقك ولا عشان الحب والخلاعة دي ، بس اعمل ايه ما البت اللي بقت قمر ، هو انت لحقت تنسى خوخة ، لو كنت ترجع حقك وحق ابوك لازم تنسى قلبك ، واللي زي يبقى عنده قلب ازاي ، ويحب كيف .
صح عتريس الفجر زي ما اتعود ، وطلع يشوف خاله عشان يروحوا يشوفوا الشغل ، طلع وسمع همس لاقى عزة ماسكة كتاب وقاعد بتقرا وكانت من غير **** ولابس بيجامه
عتريس : احم احم ، صباح الخير
ارتبكت عزة وحاولت تغطي شعرها
عزة : عتريس ، انت صاحي بدري ليه كده
عتريس : أنا متعود على كده ، هو خالي لسه نايم
عزة : خالك هيصح كمان شوي عشان يصلى الفجر
عتريس : وانتي بتعملي ايه
عزة : بدرس ، اصل الامتحانات قربت
وبعدين طلع عباس
عباس : دا انت صحيت يا عتريس
عتريس : متعود على كده يا خال
عباس : طب يلا قوم عشان نروح نصلى الفجر
عتريس : اه ونطلع نشوف الشغل بالمره
عباس : شغل ايه يبني دلوقتي ، هو في حد فاتح
عتريس : امال امتى يا خال
عباس : بعد ما عزة تحضر لينا الفطار وناكل لقمة ، وبعدين نطلع عالقهوة
عتريس : هو أنا جاي اقعد عالقهوة يا خال
عباس : يبني القهوة دي اللي بيقعد عليها سيد الاسواني اللي هيشوفلك شغل ، هو انتي عندك محاضرات الصبح يا عزة
عزة : لا، ليه يا بابا
عباس : عشان تقعدي مكاني في الدكان ، عشان اروح مع عتريس
عزة : انت تؤمر يا عسل
______________________________________
عزة : يلا يا ماما اصحي ، عشان تفطري
تحية : ابوكي رجع
عزة : لا لسه ، بس على وشك
تحية : وابن عمتك فين
عزة : راح مع بابا ، دا باين عبيط اوي ، وقال ايه عايز يروح يدور على شغل الفجر
تحية : اهو العبيط اللي بتقولي عليه دا عنده فلوس ما تاكلهاش النار
عزة : هو معقول قصته دي حقيقية
تحية : طبعا ، دول اكبر عيلة في البلد ، وشهادة حق الواد عنده عزة نفس وأدب ، ودايما باصص في الأرض.
______________________________________
( القهوة )
بعد ما فكروا وعباس راح يفتح الدكان وساب عزة فيه ، خد عتريس وراح عالقهوة اللي بيقعد عليها سيد الاسواني ، وسيد كان قاعد في نص القهوة والشيشة في أيده ولابس جلابية صعيدي وعمة وحواليه رجالة وبيتكلموا معاه في الإيجارات والفلوس و النظام ، سيد كان ضخم الجثة ، شديد السمار ، تشوفه تقول فتوة من بتوع زمان .
دخل عباس وعتريس استنى برا
عباس : ازيك يا معلم سيد
سيد : ازيك يا عبس ، جبت الأمانة
وقام سيد وقعد مع عباس على طاولة لحالهم
عباس : عتريس اهو اللي واقف عالباب ، بس واد مجدع ويعجبك
سيد : هيته مش بطالة ، هو يهمك
عباس : ابن اختي
سيد : خليني اشوفه ، وهبقى اقولك ، أنا هعمله اختبار ولو نفع هعرضه عالهانم ، روح انت دلوقتي وخليه هنا
عباس : لا انا عايز اروح معاه
سيد : ما ينفعش يا عبس ، مانت عارف مش اي حد يخش البيت دا
عباس : بس انا خايف عالواد يا معلم
سيد : هو أنا هضرك يا عباس ، بدل ابن اختك يعني ابن اختي ، وشوف حالك دلوقتي بقيت عامل ازاي بعد ما أنا فتحتلك الطريق
عباس: هو أنا أقدر انسى يا معلم
خرج عباس و حضن ابن أخته
عباس : خد بالك على نفسك يا عتريس يبني
سيد بصوته المحشرج : تعال يا عتريس ، قرب
اقترب عتريس من طاولة سيد ، اللي بقى يسأله عن بلده وايه اللي جابه مصر واندهش لما عرف أن عتريس من عيلة الهلالي
سيد : أول مهمة ليك يا عتريس هتاخد الأمانة دي وتوصلها لصموئيل الجواهرجي ، وهو هيديك فلوس ترجع بيها ، ماشي
عتريس : ماشي
خد عتريس الأمانة وخرج من القهوة ، وبعد ما خرج نادى سيد على واحد من صبيانه
سيد : واد يا بندق ، جمع الرجاله وخد منه الامانه في الشارع المقطوع
بندق : علم وينفذ يا معلمي
وبعد ساعة رجع بندق وهو بيجري لمعلمه
سيد : مالك في ايه ياض
بندق : وحش يا معلمي ، خرشم الرجاله كلهم وعلم عليهم
ابتسم سيد : قولي ازاي
بندق : اقولك ايه ولا ايه ، دا كان بيضرب وكأنه عشرة رجاله في بعض ، ومحدش قدر عليه
حس سيد أنه وجد ضالته في عتريس ، وبعد دقايق دخل عتريس بعد ما أتم مهمته على أكمل وجه ، وقال لسيد على حصل وسيد عمل نفسه مستغرب وطلب منه يقوله اوصافهم.
سيد : شوف يا عتريس ، احنا هنروح دلوقتي عالمكان اللي هتشتغل فيه ، بس لازم تعرف البيت دا ليه خصوصية ونظام معين ، ولازم الست هانم تشوفك وتوافق عليك ، واللي تقولك عليه تعمله ، لأن اللي بيدخل البيت ما بيطلعش منه بالساهل .
راحو البيت اللي كان قصر أشبه بالمغارة اسواره كبيرة وفخم فتح ليهم البوابه الالكترونيه واحد قاعد على كرسي متحرك ، كان بيبص لعتريس بنظرات احتقار
سيد : ازيك يا عم زكي، اهو عم زكي دا الجندي المجهول والرجل البركة بتاع المكان
هز زكي رأسه من غير كلام ونظراته بتلاحق عتريس
قابلتهم واحدة كبيرة في السن اسمها علياء
سيد : دي بقى الست علياء ، كبيرة الخدم والمسؤولة عالقصر
سيد : دلوقتي هعرفك على ست سوزي ، صاحبة القصر ، ولو وافقت عليك هتتقبل وتبقى سعيد الحظ
دخلوا القصر اللي كان زي قصر الملوك ، فخم جدا وتصميمه غريب ومميز ، اول ما تدخل القصر بتحس بشعور غريب ، قعدوا في بهو الفيلا ، وبعد دقايق نزلت واحدة من السلم أقل ما يقال عليها أنه ملكة جمال كانت لابسه فستان أزرق قصير وماسكة كلب صغير ، عتريس عمره ما شاف الصنف دا من الستات. نزلت سوزي وبصت لعتريس من فوق لتحت وكأنه بتفحصه.
https://anteel.xyz/attachments/mv5bmju2m2e0mdetmgezni00nwvhlwi3ndctogezmzm4ngy3mtc4xkeyxkfqcgdeqxvynduzotq5mjy-_v1_uy1200_cr-jpg.377874/
سوزي : هو دا يا سيد
وفجأة سيد بصوته المحشرج بقى قدامها زي العيل خايف ومرتبك
سيد : اه يا ست هانم هو
وعتريس واقف ساكت وباصص عالارض
سوزي : اسمه ايه
سيد : عتريس يا ست هانم
سوزي وهو ما بيردش ليه
سيد : يمكن خايف من رهبة المكان
سوزي : يبقى مينفعش ، هو هيخاف من أوله ، أنا عايزة وحش يحميني أنا وبناتي من أعدائنا
سيد : جربي يا هانم وشوفي بنفسك
سوزي : طيب روح انت دلوقتي، وانا هشوف
غمزت سوزي لسيد ، اللي فهم عليها
سيد : حاضر يا هانم ، يا عتريس هات المحفظة اصلها وقعت مني ، اصل معايا ديسك ومش هعرف اوطي
وطى عتريس يجيب المحفظة وقام سيد بحركة مباغتة وعايز يضرب عتريس على رأسه من وراه ولكنه اتفاجى بأنه بقى متكوم قدام سوزي اللي بصت باندهاش ، سيد اللي زي الجبل ، عتريس شاله بحركة واحدة ولفه بجزء من الثانية
سيد بصوت ضعيف وهو عالارض : مش قولتلك يا هانم
اقتربت سوزي من عتريس وبدأت تحسس على كتافه وصدره ، وهو مش مستوعب بدا يبعد عنها.
سوزي : خلاص يا سيد ، done هو دا عينه ، وفهمه كل حاجة
قام سيد من عالارض
سيد : يخربيتك كنت هتكسر ظهري
وبدأ يفهم عتريس أن دي اختبارات كفاءة ، لانه البيت دا لي اسلوب خاص ، وسوزي هانم بتدور على حد يكون مسؤول عن أمنها هي وبناتها وأنه ممكن تجيب شركة أمن كبيرة ، بس هي عايزة تعيش بهدوء من غير لفت أنظار و يكون عدد موظفينه قليلين ، يعني علياء وطباخ وسفرجي وخدامتين و زكي اللي فتح الباب وهو ( عتريس ) و بس .
سيد : لازم بقى تعرف ولادها ، دا عاصم بيه ابنها الكبير بيشتغل في أعمال العيلة ،( عاصم كان واضح أن شاب رياضي متوسط الطول واشقر )
دي بقى ست شاهيناز بنتها الكبيرة وبيقولولها شاهي ( إعلامية مرموقة)
https://anteel.xyz/attachments/kayley-gunner_04-e1634852706350-768x491-jpg.377878/
ودي ست صافيناز بنتها الصغيرة وبيقولولها صافي .
https://anteel.xyz/attachments/kenzie_anne-jpg.377879/
خد بالك غير دول محدش يدخل بغير إذن حتى ولو أنا.
كانت الدنيا بتلف وتدور بعتريس اللي مكانش قادر يتكلم ومش مستوعب الأحداث ولا أي حاجة ، كان زي المتخدر ، وزاد تعجبه لما عرف راتبه اللي كان كبير جدا ، عمره ما مسك المبلغ دا في حياته .
وهنشوف هتخبي ايه لعتريس يا ام الدنيا
عتريس في بيت الاباليس:
كشف غطا وجهك ومزع القناع، بلا حكومة بلا حكومة بى بطولة بلا بتاع، يا أسمر يا أبو القلب الحديد يا للى واجهت الموت في كل اتساع، يا أسمر يا أبو الوجه العنيد، يا مصري ولحد النخاع كله طلع كلام يا اخال، والحال رجع تاني حال، أتاري الحرام. هو الحلال وأتاري الهدى هو الضلال، شموا نفسهم من جديد.
الجزء الخامس :
كان عتريس في حالة دهشة قلبه مقبوض وإحساس غريب جواه تشوفوا تقول يا ولده ، غريب في بلده او البلد غريبه عنه ، سرحان البيت في حاجة مريبة مش مريح ، كان قاعد في حديقة القصر بعد ما مشى سيد ، قربت منه علياء اللي كانت في بداية الخمسينات من العمر وجهي في حزم برغم من أنه في لمحة جمال وشعر احمر قصير وبشرة خمرية ، ولابسه قميص ابيض حريري و چيبة سوده
علياء : انت قولتلي اسمك ايه
عتريس : عتريس يا ست
علياء : قولي مدام علياء
عتريس : ايه
علياء : مدام علياء
عتريس : يعني هو انتي اسمك مدام بس الحاج سيد قالي اسمك علياء ، يبقى كده اسمك الحاج ابوكي علياء
معرفتش علياء تمسك نفسها وضحكت بصوت عالي ودا عكس طبيعتها القوية ، وخلى سوزي تتابع الموقف من ورا شباكها.
علياء : يخربيتك هو انت عمرك ما سبت بلدك
عتريس : لا ، كنت بروح المحافظة احيانا
علياء ( بنظرات طيبة غير معتادة منها ): طب قوم خليني اوريك غرفتك
راح عتريس مع علياء اللي بقت تشرحله المكان وهما ماشيين لحد ما وصلوا الغرفة .
علياء : دي بقى اوضتك يا عتريس
عتريس اندهش غرفته كانت صغيرة بس مترتبة وفيها كل حاجة ، لاحظت علياء اندهاش عتريس المكان وكملت كلامها
علياء : لازم تصحى بدري و أنا هعدي عليك بكرا افهمك الروتين اللي هتمشي عليه ، دلوقتي هبعتلك العشاء وتنام كويس
عتريس : لاموخذة يا مودام ، هو اللي انت قولتيه دي الروت......
علياء بابتسامة: يعني الحاجات اللي هتعملها كل يوم
دخل عتريس يستحم ولبس جلابيته ودخلتله العشاء الخدامة الفلبينية وكان العشاء اشكال والوان ، كان أول مرة يشوف كده بس مكانش قادر ياكل كان بيفكر في امه ويا ترى عايشة ازاي من غيره ، حط رأسه عالمخدة بس شاف عين بتبص عليه من الشباك ، جرى عالتريس يشوف مين اللي كان بيبص عليه بس لما فتح الباب وراح ورا الشباك ملاقش حد . حس عتريس بالحيرة هو متأكد أنه شاف حد بيبص عليه وحس بحركة حد بيجري لما قرب من الباب .
رجع اوضته و بقى يسأل نفسه
عتريس : هو أنا شفت حد ولا بتخيل ، معقول مش عارف ، بس البيت دا غريب ، ايو في حاجة مش صح .
رجع حط رأسه على مخدته ودماغه راحت لبلده
______________________________________
( بيت بهية )
عصام بيدق على باب بهية وكان معاه اخته نرمين
عصام : يا حاجة بهية ، يا ام عتريس
بهية : مين
عصام : أنا عصام يا حاجة
بهية : معقول الباشمهندس بنفسه ، دا احنا زارنا النبي ، اتفضل يا ابني
عصام : بس انا مش لوحدي
بهية : تشرفني انت وكل ضيوفك
دخلت نرمين مع عصام
بهية : انستونا ، تشربوا شاي ولا قهوة
عصام : ولا حاجة يا مرات عمي
بهية : مينفعش يا ابن الاصول
عصام : يبقى يا شاي
بهية : والامورة اللي معاك
نرمين : شاي برضه
راحت بهية تعمل الشاي، وكانت نرمين بتبص لأخوها بتعجب وقربت منه وبقت تهمسله
نرمين : ايه الست دي ، معقولة دا منظر واحدة ابنها الوحيد سابها
عصام بابتسامة : انتي متعرفيش الحاجة بهية ، دي قابلت ظروف اصعب من كده بكتير ، دي جبل .
نرمين : بس على فكره دي حلوة اوي
دخلت بهية بصنية الشاي وبعد لحظات بدأ الحوار بينهم.
عصام : أنا مش عارف اقولك ايه يا مرات عمي ، انتي وعتريس اتظلمتوا ، ومش عارف اعمل ايه عشان اساعدكوا ، خروج عتريس دا مش سهل عليا
بهية : كتر خيرك يبني ، وانت بايدك ايه بس
عصام : بايدي كتير يا مرات عمي ، ومتنسيش أن جدي قالي على كل حاجة وعتريس دا مش ابن عمي بس دا اخويا ، دا كفاية أنه انقذ حياتي مرتين.
بهية : يا ابني دا قضاء وقدر **** عتريس مجرد سبب، مش اكتر
عصام : اتفضلي يا مرات عمي المبلغ دا ، و كل شهر هديكي زيه عقبال ما عتريس يرجع ونعرف نرجع حقه
بهية بابتسامة: انت تعرف عني كده يا باشمهندس ، حط فلوسك في جيبك ، كفاية دخلتك عليا وسلم عني دا بفلوس الدنيا كلها ، يا ابو قلب ابيض
عصام : دا حقكم
بهية : حقنا عتريس هيرجعه
نرمين : واحنا معاه ، أنا دلوقتي ليه عمي ساب كل حاجة عشانك ، وفي الحقيقة كان معاه حق
( نرمين كانت بتبص بنظرات اعجاب لبهية ، كانت ساكتة بس مندهشة من قوة بهية اللي قادرة تقف قدام اكبر عيلة في البلد)
اندهشت بهية لما عرفت انها اخت عصام ،كانت فاكرها خطيبته
بهية : هي الاموره دي اختك يا باشمهندس
عصام : اه دي الدكتورة نرمين
بهية: حمد**** عالسلامة يا دكتوره ، كان نفسي اشوفك من زمان
نرمين ( قربت من بهية ): يا مرات عمي ، هو احنا مش عتريس برضه ، و زي ولادك ولا احنا مش قد المقام.
بهية ( باست راس نرمين) : معقول دا أنا اتشرف بيكم .
نرمين ( باست أيد بهية) : يبقى تاخدي الفلوس دي وتخلينا تساعدكم ، قضيتكم قضيتنا
بهية : أنا دلوقتي بقى عندي تلات ولاد مش واحد ( وحضنتهم) .
خرج عصام واخته من بيت بهية
نرمين : اه صحيح يا عصام انت مقولتليش ازاي عتريس انقذ حياتك مرتين.
عصام : ياه دي قصة طويلة ، أنا لولاه كان زماني ميت من زمان بس **** دايما بيبعته لي
______________________________________
(قصر سوزي )
صح عتريس بدري كالمعتاد وبقى يزبط في الأرض كان كل اللي في القصر نايمين ، وعتريس بما أنه فلاح بقى يشتغل في جنينة القصر وينظمها وينظف كانت همته عالية ، راح يعمل ابريق شاي ويستنى علياء تيجي تديله التعليمات وقعد قدام غرفته يشرب شاي كانت الشمس لسه بتشرق ، سمع حركة غريبة جنبه وفجأة لاقى زكي قاعد على الكرسي المتحرك بتاعه وبيلف بيه ، قام عتريس عشان يسلم عليه ، بس زكي تجاهله خالص ولا كانه شافه
عتريس : اتفضل شاي يا عم زكي
بص زكي لعتريس باحتقار وابتسامة سخرية ومشى من غير ما يرد عليه ، عتريس استغرب من ردة فعل زكي اللي من اول ما شافه وهو بيبصله نظرات غريبة. وبعد نص ساعة راحت علياء لعتريس ، واتفاجئت لما شافت الشغل اللي عمله عتريس
علياء : ايه دا ، انت اللي عملت دا عتريس
عتريس : اكيد أنا يا مودام ، هيكون مين يعني
علياء : طب امتى ، هو انت منمتش
عتريس : لا نمت كويس ، بس اول ما صحيت لقيت نفسي فاضي قولت احرك نفسي شويه
علياء: لا برافو يا عتريس ، بس بعد كده متعملش حاجة غير لما اقولك ، ماشي
عتريس : امرك يا مودام ، بس انتي مقولتليش الروتير بتاع النهاردة
علياء: دلوقتي هنزلك الفطار ، أفطر وبعد كده تحضر الحتة اللي جنب البيسين
عتريس : بس بعد اذنك يا مودام ، اللي هو ايه اللي بتقولي عنه
علياء : قصدي حوض المياه اللي هناك دا
عتريس : اه ، قصدك الترعة
علياء : ترعة ، **** يخربيتك يا سيد ، ترعة ،دا لو الست هانم سمعت الكلمة دي منك هتقتلك وترميك فيها.
علياء : اسمع اللي بقولك عليه ومتتكلمش كتير
عتريس : حاضر
علياء : كمان شويه الست هانم هتنزل حمام السباحه وبعد كده هتعقد هنا تشرب قهوتها وتفطر ، انت تقعد في الحتة اللي حواليه وتحاول تاخد بالك منها بس من غير ازعاج
عتريس : ممكن سؤال
علياء : اسال
عتريس : امال فين أهل البيت هو مفيش غير الست هانم
علياء : عاصم بيه ما بيجيش هنا كتير بس ست صافي وشاهي هيجوا قريب
عتريس : سوال تاني
علياء : قول
عتريس : هو مين عم زكي دا
علياء بفزع: ليه بتسال ليه ، هو انت كلمته
عتريس : كلمته ، دا كل ما يشوفني يبصلي بقرف
علياء : سيبك منه ومالكش دعوة بيه ، أنا لازم اروح احضر الفطار للست هانم .
بعد ساعة نزلت سوزي ومعاها كلبها كان عتريس رتب المكان ، كانت لابسه روب حرير فوق الركبة ، بقت تعمل شوية حركات رياضة وعتريس بيراقب زي ما علياء قالتله ، بس فجأة لاقى سوزي بتقلع الروب وبترميه عالارض وتنط في البيسين ، كان بيتهيله أنه بيحلم اول مرة يشوف كده ، سوزي كانت لابسه بيكيني قطعتين اسود مع لون بشرتها البيضاء كان عامل انعكاس جميل ليها ، الدم جرى في عروق عتريس وبقى وشه كله عرق ، وبعد شويه خرجت سوزي من البيسين وعلياء جابت فوطة وبدأت تنشف ستها بس هو استغرب من نظرات علياء لي ، كانت وهي بتنشف بتبص على عتريس وتبتسم بخبث أما سوزي كانت مدي ظهرها لعتريس وقعدت تفطر وهي لابسة البيكيني وتشرب قهوتها. نفذ عتريس الأوامر اليومية لحد ما جي الليل وطبعا وصل العشاء اللي كل يوم اشكال والوان ، كان مستغرب دي كانت أول مرة يشوف واحدة لابس كده هي بالنسبة لي مش لابسة ،بس هو افتكر نصيحة خاله ( تبقى اعمى واطرش واخرس وملكش دعوة بحد واصل) حط رأسه عالمخدة وبقى يسمع اصوات غريبة وهو مش فاهم الكلام اللي كان بيتقال بلغة غريبة وبقى يشوف شبورة على ازاز الشباك وعين حمرا بتبص عليه.
______________________________________
(قصر الهلالية)
دخلت خوخة قصر الهلالية اللي ياما سمعت عنه وعن العز اللي فيه
عتمان : خشي يا بت يا خوخة المطبخ ، يا صبحية
صبحية : ايه يا عتمان ، في ايه
عتمان : دي خوخة ، هتشتغل معاكي هنا ، علميها كل حاجة وفهميها
صبحية : وماله ، اتفضلي يا خوخة
خوخة وصبحية بقوا أصحاب وسرهم مع بعض بس صبحية كانت بتحس بالغيرة من خوخة لانها احلى منها وكانت تخلي خوخة بعيدة عن غرفة جاسم ، بس طموح خوخة مش سهل .
صبحية : أنا رايحة ازور امي يا خوخة اصلها تعبانة ، خدي بالك من البيت وزي ما فهمتك لو جاسم طلب حاجه ابعتيله ام عنايات
خوخة : واشمعنا جاسم يعني
صبحية : اقولك بس سر
خوخة : سرك في بير يا حبيبتي
صبحية: اصلي انتي زي اختي بالزبط ، جاسم هيتجوزني
خوخة : انتي اتخبلتي يا بت يا صبحية
صبحية : صدقيني و**** ، هو قالي كده ، بيحبني
خوخة: بت يا صبحية ، هو بينكم حاجة
صبحية بكسوف : خلاص بقى يا خوخة ، في بينا عشق ، هو راجلي
خوخة : يا مصيبتك السودة يا صبحية
صبحية : يخربيتك هتفضحيني
خوخة : طب أنا هعمل ايه دلوقتي
صبحية: ابعدي عنه ، وانا لما يتزوجني هبسطك.
خوخة : هتبسطيني ازاي يعني
صبحية: كل اللي نفسك فيه هتلاقيه عندك
حصل الاتفاق بين الاتنين وراحت صبحية تزور امها ، بس يا ترى خوخة هتعمل ايه
عتريس في بيت الاباليس
لا انا نقصان ولا ضعفان
ولا مسطول ولا سكران
ولا زايغ من عيني الضي
ولا حد احسن مني في شيّ
بس بغير
واللي قالولك غيرة الراجل قِلّة ثقة او قلة
فَهم خَلْق حمير
غيرة الراجل نار في مَرَاجِل نار بتنوّر مابتحرقش
واحنا صعايدة بنستحملش
شمسنا حامية وعِرْقنا حامي وطبعنا حامي
تخلّي صعيدي يحبها
يبقى يا غُلْبها
اصلنا ناس على قد الطيبة كلنا هيبة
و النسوان في بلادنا جواهر
طب لو عندك حتة ماس
حتخلّيها مداس للناس؟؟
ولا حتقفلي اوضة عليها بميت ترباس
يمكن حتى تأجري ليها جوزين حراس
الجزء السادس :
كان عتريس مندهش من حياة سوزي وطريقة لبسها وضيوفها والحفلات اللي كانوا بيعملوها ، عالم غريب بيتفتح قدامه، و كان لسه شعوره بالقلق وعدم الارتياح كان بيزيد برغم من معاملة علياء اللطيفة معاه و راتبه الكويس بس عتريس كان زي اللي بيتقطع من كل حته من اتجاه امه وبلده اللي مش عارف يشوفهم ومن اتجاه بنت خاله اللي بقى عايز يشوفها باي شكل من الأشكال .
___________________________________ ( قصر سوزي )
علياء: يا عتريس يا عتريس
عتريس : ايه يا مودام علياء
علياء : عملت اللي قولتلك عليه
عتريس : اه يا مودام ، كل حاجة تمام
علياء : ونطفت العربيات اللي في الجراچ
عتريس : كل حاجة تمام ، هو في حفلة النهاردة
علياء: وانت بتسال ليه
عتريس : ولا حاجة
علياء: لا مفيش حفلات بس بنات الست سوزي هيوصلوا النهاردة ولازم كل حاجة تبقى تمام ، دا لو معندكش مانع .
بقى عتريس يهز رأسه
علياء : اي اسئلة تانية يا عتريس بيه
عتريس : لا يا مودام
قربت علياء على عتريس
علياء بحدة : في شغلتنا دي مينفعش تسال ، تنفذ وبس ، فهمت
عتريس : مفهوم يا ست هانم
راحت علياء اللي كانت بتبتسم ابتسامة غريبة ، عتريس خلص كل حاجة وقعد كالمعتاد قدام غرفته وبعد دقايق نزلت سوزي اللي كانت لابسة فستان صيفي ولابسة برنيطة كبيرة ونظارة شمسيه بيضاء ، ركبت عربيتها عشان تروح تستقبل بناتها من المطار.
مرت الساعات و وصلت سوزي مع بناتها ، البنتين احلى من الصور بكتير ، الحياه الجديدة كانت بتشد عتريس لعالم جديد واسئلة كتيرة بتدور جوا دماغه ، وحفلاتهم كانت مريبة بمعنى الكلمة نوع موسيقى واغاني غريبة دا غير الاضواء القصر اللي بتبقى كلها احمر في اسود وتحس أن القصر بيتحرق ودا كان عامل أجواء غريبة والصبح ولا كان حاجة حصلت بيتحول لبيت عادي هادي ، عتريس اه مش متعلم بس نبيه.
___________________________________
(قصر الهلالية)
خوخة مش سهله وفي هدف فدماغها دخلت قصر الهلالية عشانوا ، ومش هتقبل تكون وصيفه لصفية واي واحدة تانية. خرجت خوخة وبدأت تشتغل قدام القصر كانت عارفة أنه جاسم بيطلع يشرب الشيشة ويقعد في جنينة القصر هو ورجالته في الوقت دا ، كانت لابسه عباية فلاحي ضيقة ومقسمة جسمها اللي زي الكرباج وجاسم خد باله من رجالته اللي بلموا وبقو مش على بعضهم من المنظر اللي قدامهم ، خوخة احلى بت في البلد كلها وهي قاعدة قدامهم بالشكل دا، جاسم بص بنظرة لعتمان اللي فهم عليه، راح عتمان لخوخة
عتمان : بت يا خوخة ، قومي فزي يا بت
خوخة : ايه يا عتمان في ايه ، يعني منشتغلش
عتمان : مش وقته ( وقام عتمان شدها من ذراعها)
خوخة بلدلع يحرك الحجر : اه ايدي
دخلت خوخة وهي بتمشي بدلع ومياصة والرجالة نسيت أن جاسم قاعد وبقت تبص على خوخة.
جاسم : واه يا ولاد الرفضي ، اول مرة تشوفوا حرمة
الدهشوري : وهي دي حرمة يا جاسم بيه ، دي ملبن دي قشطة وعسل
جاسم : واه يا ابن الجاموسة ، بقى طول بعرض وزي التور وحرمة تعمل فيك كده
وبقوا كل الرجالة يضحكوا
جاسم كان قاعد بياكل مع ابوه وأخواته وكانت ام حسن اكبر خدامة في القصر بتخدم عليهم
جاسم : قوليلي يا ام حسن ، هو مش عتمان جاب بت جديدة
ام حسن : ايوه يا جاسم بيه ، خوخة بنت عوض
جاسم : وهي فين
ام حسن : في المطبخ يا سعادة البيه
جاسم : وهو مش عيب أن واحدة في سنك تقعد تخدم علينا وهي تقعد في المطبخ
ام حسن: اصل دي أوامر ..............
جاسم : مفيش أوامر ، من بكرا البت دي هي اللي تخدم علينا ، فهمتي
ام حسن: حاضر يا سعادة البيه
جاسم : انتي بتخدمينا بقالك فترة ونجي على اخر الزمن ونبهدلوكي
ام حسن : **** يزيد مقامك
جاسم : وهقول لعتمان يزيد يوميتك
ام حسن: تسلملي يا اصيل وابن الاصيل ، **** يزيدك من نعمته
راحت ام حسن تقول لخوخة وعتمان ، وعلى السفرة كانت في دهشة من سليم وعصام ونرمين اللي كانوا بيبصوا لبعض
سليم : ومن امتى الكرم دا يا جاسم بيه
( عصام ونرمين بدوا يضحكوا)
جاسم : انت عتتريق عليا يا حاج ولا ايه
سليم : لا بس مش بالعادة ، تبقى حنون كده
جاسم ( قام من عالسفرة) : واه لا كده عاجب ولا كده عاجب أنا قايم
نرمين : مالك يا حاج على جاسم ، مانت عارف أنه بيحب ام حسن عشان ماما ، وربتنا واحنا صغيرين
سليم بابتسامة: مليش يا دكتورة ، بس مشكلتي اني عارف ولادي كويس
راح جاسم مكتبه ونادى على عتمان
جاسم : يا عتمان يا زفت
عتمان : نعم حضرة جنابك
جاسم : ايه بتنام على ودانك
عتمان : أمرني يا سعادة البيه
جاسم : خد البت الجديدة وعرفها البار بتاعي اللي في جناحي ، هي تعرف تعمل مزة
عتمان : ما اظنش يا سعادة البيه
جاسم : واه يا بلد عتمان بقى عنده دماغه وبيظن وما يظنش ، وليه بقى يا عبقري زمانك
عتمان : اصل الحاجات دي من اختصاص صفية
جاسم : طيب عرفها وعلمها ، وخليها تزبط القعدة
عتمان : حاضر يا بيه
خرج عتمان لخوخة وبقى يعرفها ويعلمها ازاي تزبط القعدة لجاسم
عتمان : طلعهيم جناح جاسم بيه يا خوخة
خوخة : لا انا مقدرش اطلعهم
عتمان : وليه بقى يا ست خوخة
خوخة : كده مقدرش وخلاص
عتمان : انتي اتجننتي يا بت
خوخة: أنا قولتلك اللي عندي
عتمان : هقول لجاسم بيه وهيبقى يومك اغبر
خوخة: قوله
راح عتمان لجاسم
جاسم: ايه يا عتمان كل حاجة جاهزة
عتمان : مش عارف اقولك ايه جنابك
جاسم : قول ايه
عتمان : البت خوخه مش عايزة تطلع ، دي لازم تمشي
جاسم بابتسامة: واه يا بنت الفرطوس ، هتلعبني البت دي ، طيب سيبها دلوقتي
عتمان : معقول جنابك ، بقى تعصى اوامرك وتسيبها
جاسم : ومين قالك انها عصت اوامري ، اللي عصى اوامري هيتعاقب
عتمان : اللي هو مين
جاسم وهو بياكل التفاحه: انت يا عتمان ، أنا أمرتك انت ، وانت معرفتش تتصرف
عتمان : وانا ايه ذنبي جنابك ، هي اللي بت قليلة رباية .
في غرفة الباشمهندس عصام دخلت نرمين الدكتورة نرمين
نرمين : ايه يا عصام عملت ايه
عصام : مينفعش دلوقتي يا نرمين
نرمين : ايه هو اللي مينفعش
عصام : مينفعش نعمل أي حركة وجاسم في البلد ، هنخرب كل حاجة ، جاسم مش سهل
نرمين : طب امتى
عصام : الشهر الجاي جاسم هيروح مصر واحنا ممكن نتحرك ونستفيد من عدم وجوده .
___________________________________
( قصر سوزي)
سواد وظلام وكلب اسود بحجم الاسد عينه حمرا زي الدم بيجري وراه وعتريس بيهرب وفجاه يظهر قدامه خفافيش بتمسك في وشه وبتقطع فيه سحبت الجلد من وشه بقى مسخ بيحاول يجري وبيقع بيزحف عالارض ويسمع صوت مرا عجوزة بتضحك وتقوله هتروح فين انت وقعت في المصيدة يا مسكين.
قام عتريس مفزوع من سريره كان كابوس أشبه بحقيقة حس نفسه كان بيجري بجد وكأنه مش حلم .
قام عتريس وكان كله عرق وسريره مكسور ، صلح سريره واستحم وطلع يشوف شغله كانت لسه الدنيا الفجر . كالمعتاد خلص بدري وقعد قدام غرفته يشرب شاي ويستنى وكالمعتاد شاف زكي اللي كان ماشي قدامه بالكرسي المتحرك وكأنه جثة من غير روح ( زومبي ) بس المرة دي عتريس مسلمش عليه بس الغريب هو نظرة زكي اللي بص لعتريس ورغم أن الجو كان حلو إلا أن بعد النظرة حس عتريس بهواء أشبه بالعاصمة للدرجة أن ابريق الشاي وقع عالارض . مرت ساعات وجت علياء تشوف عتريس وتقوله على هيعمله النهاردة ، فطر عتريس وعمل اللي قالت عليه علياء ، وقعد وبعد لحظات لقى واحدة نازلة لابسة فستان أزرق قصير جدا وشقراء بشرتها برونزية حلوة جدا كانت لابسة وبتبص على عتريس اللي قام وقف لما شافها
البنت: انت
عتريس بقى يبص وراه مش عارف هي بتكلمه ولا بتكلم مين
البنت : ايوه انت ، نطفت العربية
بقى عتريس يهز رأسه
البنت : طب افتحلي الباب عشان عايزة أخرج
راح عتريس يفتح الباب وخرجت العربية وعتريس مقالش ولا كلمة ، مش متعود يشوف الجمال دا كله
علياء : حلوة مش كده
اتفزع عتريس لأن علياء ظهرت بشكل مفاجئ ، مكانتش موجودة أو حتى قريبة ، بصلها عتريس من غير ما يرد عليها
علياء : دي مدموزيل شاهي بنت مدام سوزي اكيد شفت صورتها
هز عتريس رأسه لعلياء وراح يكمل باقي يومه وكان قاعد تحت شجرة وممد لحتى ما نام ، ما هو يا عيني مبقاش ينام وهو نايم سمع صوت كلب وصوت ناعم ، قام مفزوع ما بقت كل حياته احلام فيها كلاب وأصوات ، وهو قعد جات قدامه واحدة وكانت برضه شقراء ولابسة هوت شورت وبلوزة كات وجمالها غير طبيعي بس الاختلاف بينهم انها كانت مبتسمة عكس الاولى اللي كانت جدية
البنت : انت ، hey
البنت : انت صاحي
عتريس قام : اه يا آنسة أنا صاحي
البنت : طب شفت مورجان
عتريس : ايه ، مورجان مين
البنت : مورجان my dog
عتريس ( وقف مبلم) : اللي هو ايه ، اعذريني يا آنسة اصل أنا مبفهمش عانجليزي
البنت بضحكة ساحرة : عالانجليزي ، دا انت نكتة مورجان دا يبقى كلبي
عتريس : واه يعني صوت الكلب دا مكانش حلم
البنت قربت على عتريس بقت شفايفها قريبة من شفايفه : هو انت بتحلم بكلاب
عتريس بتوتر : يعني احيانا
البنت : طب تدور معايا
عتريس : طبعا
البنت : انت الحارس الجديد مش كده
عتريس : ايوه يا ست هانم
البنت: هو انت اسمك ايه
عتريس : عتريس يا ست هانم
البنت بنظرة سخرية : ايه
عتريس : عتريس
البنت : ودا يعني ايه
عتريس بغضب : اسمي يا ست هانم اسمي عتريس
البنت : انت زعلت ، انا قصدي معناه ايه
عتريس : هو على حسب ما افتكر ، ابويا قالي أنه معناه الجبار الغضبان
البنت : وانت جبار وغضبان
عتريس : غضبان اه ، جبار دي لسه معرفش
البنت : أنا هبقى اقولك اذا جبار ولا لا ، أنا بقى صافي
عتريس : مانا عرفت كده برضه
صافي : ازاي
عتريس : اصل مفيش اي حد ممكن يدخل هنا
بقوا يدورا عالكلب في المزرعه الي كانت كبيرة جدا
صافي : هناك اهو يا عريس
عتريس : فين يا ست هانم
صافي : فوق الشجره ، حبيبي هيقع
عتريس : متخافيش يا ست هانم ، هطلع اجيبه
صافي : هتعرف
عتريس : طبعا يا ست هانم ، دا كنت بطلع النخلة في بلدنا ، اكبر من كده بكتير
صافي : طب وريني
طلع عتريس الشجرة ومسك الكلب اللي كان بيجري منه
صافي : برافو يا عريس
عتريس : عتريس يا ست هانم
صافي : طب يا عتريس هاتلي التفاحة اللي هناك دي
عتريس : اي واحدة يا ست هانم
صافي : اللي بعيدة اخر واحدة ، هتعرف تجيبها
عتريس : ولو عايزة الشجرة كلها اجيبهالك
صافي : يا واد يا جامد
نزل عتريس بخفة وهو ماسك الكلب وجايب التفاحة
صافي : واه دا انت جامد قوي يا عتريس
عتريس بابتسامة استغراب: يا ابويا انتي بتعرفي تتكلمي صعيدي
صافي : أنا بتعلم أي حاجة بثواني
عتريس : ودا معقول برضه
صافي : كل حاجة معقولة ومتاخدش ببالك ، هات التفاحة
عتريس : اتفضلي يا ست هانم
صافي : تاكل
عتريس : لا شكرا
سمعت صافي صوت علياء اللي كانت بتنادي عليها
علياء : يا مدموزيل صافي
صافي : ايه يا علياء ، دوشتيني
علياء : سوزي هانم مستنياكي عند pool عشان تفطروا
صافي : طيب تشاو يا ادريس
علياء بصت لعتريس بخبث
علياء : دي بقى مدموزيل صافي
عتريس : مانا اتعرفت عليها
علياء : كنتوا فين
عتريس : كنا بندور على مرجان
علياء : طيب روح دلوقتي اقعد جنب المسبح زي المرة اللي فاتت عشان لو احتاجوا حاجة
راح عتريس وقعد واندهش كانت سوزي وصافي قاعدين بالمايوهات ، عتريس لف وشه وبقى في غاية الكسوف
صافي : واقعة يا مامي موت
سوزي : طيب بالراحة شوي
صافي : بس فاتك شوية حاجات في السفرة دي
سوزي : اه سمعت بس اعمل ايه مكانش ينفع اطلع معاكم ، وشاهي لسه زعلانة
صافي : اه يعني فكت شوية بس نفسيتها مش اوي ، بفكر نروح الشاليه أنا وهي وصحابنا الاسبوع الجاي نغير جو
سوزي : good idea
صافي: هتيجي معانا ، مش كده
سوزي: لا مينفعش
صافي : يعني هتقعدي لوحدك
سوزي : لا علياء والولد الجديد هيقعد معانا وبقية الخدامات
صافي : علياء بس عتريس هيجي معانا ، احنا ممكن نحتاجه
سوزي ( بتقرص صافي من حلمتها ) : بقى كده
صافي : اه يا ماما بصوت عالي
عتريس التف عليهم لما سمع صوت صافي وشاف سوزي وهي بتهمس لصافي في ودانها وبعدين صافي بصت على عتريس وضحكت ، عتريس حس أنهم بيتكلموا عليه .
______________________________________
( قصر الهلالية)
تاني يوم بقت خوخة هي اللي بتخدم عليهم وكالعادة كانت لابسه عباية ضيقة ومحزقة ، كانت حركتها أشبه باللي بترقص وجاسم متابع وعارف الحركات دي ، خوخة كانت ملفتة جدا وبعد العشاء نادى على خوخة
جاسم: انتي يا بت
خوخة : نعم يا سعادة البيه
جاسم : اطلعي زبطي القعدة فوق
خوخة : بس
جاسم : بس ايه ، أنا مفيش عندي حاجه اسمها بس ، أنا كلامي أوامر يلا بسرعه
طلعت خوخة وجهزت القعدة وجاسم وصل خوخة كانت نازلة
خوخة : أنا خلصت كل حاجة يا بيه
جاسم : و رايحة فين ، أنا قولتلك روحي
خوخة: طب اعمل دلوقتي
جاسم : خليكي هنا ، يمكن احتاجك
سكتت خوخة وبقت قاعدة عالارض
جاسم : انتي قولتلي اسمك ايه
خوخة : خوخة يا سعادة البيه
جاسم : وابوكي مين
خوخة: عوض وهدان يا بيه
جاسم : بقى عوض حرامي البهايم يبقى عنده بنت زي المهلبيه كده ( بقى يحسس على رأسها ، خوخة بعدت عنه )
خوخة : **** يخليك يا بيه
جاسم : بتعرفي ترقصي يا بت
خوخة: ارقص انت فاكرني ايه يا بيه
جاسم : انتي تنفذي اوامري وبس
خوخة : مقدرش يا بيه ( وخرجت بهية من غرفة جاسم )
مر يوم واتنين وجاسم مكانش مهتم ببهية خالص اللي حسيت بحاجة غريبة ورغم لبسها اللي بقى أضيق ومثير اكتر إلا أنها حست بأنها خسرت المعركة الاولى وان جاسم قفل منها ، بعد الغدا راحت خوخة غرفتها اللي في القصر ولاقت ام حسن و عتمان بيخبطوا عالباب
عتمان : خدي يا خوخة ، دول اجر الشهر كامل و النهاردة اخر يوم ليكي في القصر ، لمي خلاقاتك واتوكلي
خوخة بفزع ( حست انها خسرت الحرب كلها مش بس معركة) : ليه هو أنا عملت يا ام حسن
ام حسن : دي أوامر يا بنتي واحنا ملناش دعوة ، احنا زينا زيك ، روحي وبكرا **** يرزقك
فرت الدموع من عينها كانت خشيمة وافتكرت نفسها بقت البريمو.
جاسم خلص شغل في المكتب وقعد مع رجالته شوية ورجع غرفته عشان ينام ، فتح الغرفة وكانت الغرفة مظلمة وبعدين سمع صوت ناعم وضوء احمر خفيف بيتفتح قدامه، واتفاجى بالمشهد اللي قدامه لاقى خوخة لابسة جلباية زي بتوع راقصات المولد والصعيد ماسكة جسمها وصدرها اللي زي السيلكون صدرها منور وطالع لفوق و وسطها زي وسط الكمان والجلباية مفتوح من عند رجليها اللي كانت زي الزبدة
خوخة : نورت يا جاسم بيه
جاسم : واه يا ابوي ، انتي بتعملي ايه هنا
خوخة : هس ( سحبته من شاله وفتحت اغنية قرب عالحلاوة وبقت ترقص ، جاسم مكانش قادر يمسك نفسه ، وزبره انتفض وقاعد متكيف ومش قادر ،خوخة كانت بترقص بكل إثارة وبتعمل كل الحركات المغريه والمثيرة وجاسم عايز يهجم على فريسته ، خوخة قربت من جاسم اللي كان قاعد ، بزازها بقت قدام وشه ، قربت شفايفها من شفايفه ، الشفايف بتقرب ، وفجأة قفلت خوخة الكاسيت وبعدت وحطت عباية عليها
خوخة : مينفعش يا جاسم بيه ، خلاص أنا بقيت مطرودة وكنت جايه اسلم عليك ، مع السلامة
خرجت خوخة وجاسم بقى يضحك من القهر
جاسم : اه يا بنت الشرموطة ، جامدة لازم اخليكي تركعي
______________________________________
(قصر سوزي )
علياء : جاهز يا عتريس ، خد بالك من الهوانم كويس ، وخلي عينك في نص راسك فاهم
عتريس : فاهم يا مودام
ركب عتريس مع صافي وشاهي عشان يروحوا الشاليه ، نزلت سوزي تسلم على بناتها ، عتريس كان ملاحظ أن عمرها سوزي ما بصتله وكأنه مش موجود، راحو الشاليه اللي كان في خدامات ومتجهزة وقدامه مسبح ومزرعة كبيرة ، عتريس رتب وزبط الأمور وملاقش نفسه، نام من تعب السفر وفجاه صح على صوت ضحكات وصريخ بناتي بص من شباك غرفته لاقى صافي وشاهي بالمايوهات وبيلعبوا مع بعض ، عتريس بقى مش قادر يمسك نفسه من المناظر اللي بيشوفها البنتين وأمهم يحلوا من على حبل المشنقة ، اول يومين كانوا قاعدين لحالهم بس تالت يوم جي اصحابهم اللي كانوا من الجنسين وحفلات ليل ونهار رقص وشرب وهدوم غريبة يلبسوها بالليل شاهي كانت لابسه طقم جلد احمر غريب بس مثير و متقسم عليها وصافي لابسه ممرضة وطالع شكلها حلو و اليوم اللي بعده عملوا حفلة مايوهات عالبيسين وكلهم ولابسين مايوهات وبيرقصوا ، عتريس كان بيحاول يتلاشى الموقف ويقعد بعيد ، والحفلة كانت ماشيه بشكل عادي لحد ما سمع صوت صريخ لاقى واحد ماسك شاهي وحاطط على دماغها مسدس والكل واقف مرعوب ، عتريس مكانش عارف يعمل ايه بس فكر في فكرة أنه يطلع على سطح الشاليه وبكده يقدر ينط فوقه ويضربه من ظهره
الراجل اللي معاه مسدس : لازم اموتك زي ما ضيعتني وضعيت مستقبلي
عمل عتريس الخطة وطلع فعلا وبقى فوق رأسه بالزبط ، نط عتريس وخطبه على دماغه ونزل ضرب فيه ، الكل كان واقف مندهش من المشهد وشاهي وقعت عالارض اخته صافي بقت تهدي فيها وعتريس بيضربه ، عتريس عمل اللازم وانقذ حياة شاهي وكل اصحابهم بقوا مسمينه نينجا
واحدة: ايه يا صافي ، الوحش دا جيبته منين
صافي : ملكيش دعوة يا ساندي
ساندي : طب هو اسمه ايه
صافي : عتريس
ساندي : ايه ، دا اسمه بجد
الكل بقى يشكر عتريس اللي كان عامل زي اللي فتح عكا
صافي : يا عتريس ، احنا لازم نرجع حالا
عتريس : حاضر يا ست هانم
صافي : شاهي حالتها وحشة ، رتب كل حاجة وارمي الحيوان دا برا
رجعوا كانت شاهي عاملة زي اللي فاقد الوعي وصلوه ولاقو سوزي بتستنهم ، خدت بنتها بالخصم اللي بقت تعيط في حضن امها ، دخل عتريس غرفته وبعد ساعة تقريبا جاتله علياء
علياء : يا عتريس ، سوزي هانم عايزاك
عتريس استغرب عمرها سوزي ما طلبته ، من ساعة ما اتعين وهي حتى ما بتبصش ولا كانه موجود ، كان ماشي ورا علياء ، عتريس كان ماشي وحاسس بحاجة غريبة عمره ما دخل وشاف القصر كله ، كان قصر مريب بمعنى للدرجة أنه كان بينسى الطريق اللي مشي منه
عتريس : هو احنا هنروح فين
علياء : قولتلك ممنوعه الاسئلة
دخلوا غرفة وكانت غرفة نوم سوزي كانت غرفة غريبة في كل حاجة بس الأغرب سوزي اللي كانت لابسه قميص نوم زهري قصير جدا ونايمة عالسرير وبتبتسم
سوزي : ادخل يا عتريس
دخل عتريس اللي عمره مكان متوقع أنه يدخل غرفة نوم سوزي هانم ويشوفها بالشكل دا
عتريس : امرك يا ست هانم
سوزي : أنا مش عارفه اقولك ايه يا عتريس ، انت أنقذت حياة بنتي ، مرسي بجد
عتريس : دا واجبي يا ست هانم
سوزي ( قربت على عتريس وبدأت تحسس على ذراعه ) : انت راجل بجد وأثبت نفسك ، يا علياء عتريس ياخد ضعف راتبه وتصرفيله تلات شهور مكافأة
علياء بابتسامة: أمر يا مدام سوزي
عتريس : أنا عندي طلب بعد اذنك يا ست هانم
قعدت سوزي وحطت رجل على رجل ودا خلى فخادها كله تبان: قول يا عتريس
عتريس : عايز ازور خالي ، بقالي فتره مشفتوش
سوزي بتحرك راسها وترجع تقف قدام عتريس : هو صعب بس عشانك هخليك تزوره لمدة يومين بس ، فاهم
عتريس : **** يجبر بخاطرك يا ست الكل
سوزي : مبسوط، زبطيه يا علياء
رجع عتريس غرفته ولاقى اكل اشكال والوان
عتريس : ايه دا كله ، دا لمين
علياء بابتسامة: ليك طبعا ، كل واتغذى اصل انت هتتعب اوي الايام الجايه
خرج عتريس وهو مبسوط عشان هيبعت المبلغ الكبير دا لامه وهيشوف بنت خاله عزة
_______________________________________
( الكلية)
عزة : انت عارف ان أنا مش هقبل بكده يا نادر
نادر : انتي عارفه أن نيتي خير وقصدك في الحلال
عزة : ولو قصدك خير يبقى تجيب مامتك واخوك وتقابلوا بابا
نادر : يا حبيبتي مانا هعمل كده ، بس لازم اتخرج الاول
عزة : يبقى تستنى لما نتخرج
نادر : يبقى تعالي اوصلك
عزة : لا هاخد مواصلات
نادر: يا بنتي الدنيا بقت ظلمة ومينفعش تمشي كده لوحدك
ركبت عزة مع نادر اللي وقف في حتة مقطوع قبل العمارة اللي ساكنة فيها عزة
عزة : انت وقفت هنا ليه
نادر مسك صدر عزة بقوة وحاول يتهجم عليها ، حاولت تخرج من العربية بس هو كان قافل الباب ، وبدأ يبوس فيها وقلعها ال**** وهي بتصرخ وهو بيحاول يمسك كسها ، الصدف بتبقى زي المعجزة يعني الغرقان ممكن قشة تنقذه ، كان عتريس ماشي من نفس الحتة وكان القدر بعته ليها ، عتريس سمع صوت واحدة بتصرخ وتعيط ومكانش يعرف انها بنت خاله راح و وقف قدام العربية
نادر : انت واقف كده ليه ياض انت
عتريس : سبب البت وامشي من هنا
نادر : ولو ممشيتش
عتريس : هنمشي يا روح امك
خرج نادر عشان يتخانق مع عتريس ، عزة عرفت عتريس من صوته وبدأت تلبس حجابها وهمومها اللي حاول نادر يفتحهم ، بدأت الخناقة وخلصت بروسية من عتريس خلت نادر يتكوم عالارض ، راح عتريس عشان يطلع البنت اللي في العربية وكانت عزة بتبص عالارض عشان عتريس ما يشوفهاش بس عتريس .
عتريس : اطلعي يا بنت الناس، مش عيب ( ملحقش يكمل الكلمة جات عينها في عينه ، عتريس اتصدم و وقف مبلم)
عزة بتعيط : مليش ذنب و**** يا عتريس، أنا هفهمك الحكاية كلها
عتريس: مش عايز افهم حاجة، استري نفسك
عزة : والنبي ما تقول حاجة لبابا
كان عتريس ماشي وهي ماشيه وراه ، لحظات صمت طويلة ، وصلوا قدام بيتهم
عتريس : يلا اطلعي
عزة : طب انت مش نتطلع معايا
عتريس : لا ، هروح لعمي في المحل
عودك في نبوتك شارد كمالحصان ،
عتريس يا ولد بهية ولا الهلالي وادي اللي حصل وكان ،
عقلك مش كامل بس الطيبة فيك تبني اوطان ،
الجزء الاول :
لكل قصة بداية وبدايتنا قديمة سالم ابن الحسب والنسب اتجوز بهية اللي مش قد القيمة ، فعيلته قامت كرشته وقلبت قصة في السيما .
المكان : في أحد قرى مصر.
يلتفون الناس حول بعض في حالة ذعر وارتباك ،
شخص (١): ما تروحو تقولو للعمدة يساعدني يا جماعة ، الجاموسة بتموت
شخص (٢) : وهو العمدة هيعمل ايه يعني ، هو قادر يشيل كرشه
الغفير: عيب يا واد يا مخيمر ، دا العمدة برضه
شخص (٣) : مفيش غيره هو اللي يقدر يطلعها
الغفير : مين يا ولا
شخص (٣) : عتريس ولد الهلالي
الغفير : قصدك عتريس ابن بهية، العبيط
مخيمر: تصدق هو اللي يقدر فعلا ، تعالو نروحله
واتجاه أهل القرية كلهم لبيت عتريس وكأنهم في مظاهرة وكلهم يا عتريس يا عتريس الحقنا يا عتريس الحقنا
فتحت بهية (ام عتريس ) الباب : في ايه يا جماعة
شخص (١) : يا ام عتريس الجاموسة وقعت في الساقية و مفيش الا عتريس اللي هيعرف يطلعها.
يا عتريس يا عتريس
بهية : يا نهار اسود بس عتريس مش هنا يا ابو مندور
ابو مندور : وايه العمل يا ام عتريس
بهية : يمكن يكون في الأرض
واتجه أهل القرية كلهم إلى أرض اللي بيشتغل فيها عتريس .
وكلهم على نفس واحد الحقنا يا عتريس والمفاجأة أن عتريس مش موجود وكلهم يا عتريس وفجاه يظهر صوت من فوق وكأنه من السماء.
في ايه يا رجاله
مندور : دا عتريس يا ابويا
ابو مندور: هو فين يا ولا
مندور : فوق النخلة الكبيرة
مخيمر : انت بتعمل ايه يا عتريس فوق النخلة
ينزل عتريس من النخلة بخفة وسرعة وكأنه طرازن.
عتريس : انتو عايزين ايه
ابو مندور : الحقني يا ابني يا عتريس ، الجاموسة وقعت في الساقية.
عتريس : يا خبر اسود ، طب أنا جاي واركم.
وجري عتريس بكل سرعته زي الحصان ووقف عند الساقية.
ابو مندور : مالك يا عتريس وقفت ليه .
عتريس : قبل ما احط ايدي في أي حاجة ، أنا اسمي ايه
مخيمر : عتريس
عتريس : انت جبت التايهه كده ، أنا قصدي عتريس ايه
ابو مندور : مش وقته يا عتريس يا ابني
عتريس : لا وقته
شيخ القرية : يا ابني الجاموسة بتموت
احد الاشخاص: دا عبيط بجد
عتريس : وانا مش هتحرك قبل ما تقولوا اسمي
ابو مندور : يا ابني الهلالية لو عرفوا هيموتونا كلنا.
عتريس : ماليش دعوة
تقدم واحد من الخلف وكان يرتدي لبس مختلف عن أهل القرية كان لابس زي أهل البندر وقال بأعلى صوته : اسمه عتريس الهلالي يا رجاله.
كل الحضور بصوا واراهم عشان يشوفه مين اللي بيتكلم وراح عتريس جري عليه وحضنه بكل قوة
عتريس : عصام ابن عمي
عصام : ايه يا عتريس مش عايز تساعد أهلك وناسك .
عتريس : معقولة يا ابن عمي ، دا أنا ولد الهلالي.
ونزل عتريس الساقية وبقى يرفع الجاموسة وأهل القرية بيشدوها بالحبال وعتريس رافع الجاموسة وكأنه في نزال مصارعه يابانيه وطلعت الجاموسة وكل أهل القرية التفو حول عتريس وكأنه جاب كاس العالم
عصام : قولوا ورايا يا جماعة ، عتريس اهو ابن الهلالي اهو
ورفعوا عتريس على أكتافهم وكلهم بيهتفوا ورا عصام .
عتريس اهو ابن الهلالي اهو ، وعتريس مش مصدق نفسه ولفو كل القرية وأمه سمعت الهتاف وبقت تعيط من الفرحة .
بهية : يا حبيبي يا ابني يا مسكين خدوا منك كل حاجة حتى اسمك.
__________________________________
( في بيت العمدة )
الغفير : يا حضرة العمدة ، يا حضرة العمدة
العمدة : في ايه يا اهبل يا ابن الهابلة
الغفير : عتريس
العمدة : طلع الجاموسة
الغفير : مش بس كده يا حضرة العمدة
العمده : امال ايه قول
الغفير : كل اهل البلد طالعين بيقولوا عتريس ابن الهلالي
العمدة : انت بتقول ايه يا ولا
الغفير : زي ما بقولك كده ، ومعهم الباشمهندس عصام الهلالي.
العمدة : لا دي حاجة ما يتسكتش عليها ، قوم حضر العربية
الغفير : انت خارج يا عمدة ولا ايه
العمدة : اسمع الكلام يا ولا ما تتكلمش كتير
دخل العمدة غرفته وكانت مراته بتتفرج عالتلفزيون.
العمدة : حضرلي العباية يا توحيدة
توحيدة : انت خارج يا ابو علي
العمدة : أيوة
توحيدة : رايح فين في الوقت دي
العمده : عند ابن اخوكي جاسم الهلالي
توحيدة : ورايح ليه بقى
العمده: عتريس
توحيدة : ابن بهية ماله
العمده: ما بقاش ابن بهية بس دا بقى ابن الهلالي
توحيدة : انت بتقول ايه يا راجل انت
العمدة : كل اهل البلد طالعين بيقولوا عتريس ابن الهلالي
توحيدة : يا لهوي انت بتقول ايه ، دا لو جاسم عرف هيموتهم كلهم
العمدة: واحنا قبلهم
توحيدة: طب أنا هروح معاك
العمدة : اقعدي يا وليه ، هو أنا ناقص
وخرج العمدة وركب عربيته وراح قصر الهلالية اللي زي قصور الملوك ودخل وطلب مقابلته جاسم الهلالي، وقعد يستنى ونزل جاسم من السلم وكأن القصر حصل فيه زلزال ،( جاسم طويل وعريض وعنده شنب يوقف عليه الصقر ولابس جلابيه وعمة وماسك نبوت العيلة ودا بيدل أنه بقى كبير العيلة مع أن أبوه لسه عايش )
جاسم : في ايه يا جوز عمتي
العمدة : خير يا جاسم بيه
جاسم: مش باين كده
قعد جاسم قصاد العمدة
جاسم : قول اللي عندك يا جوز عمتي
العمدة : اهل البلد عايزين قرصة ودن
جاسم : ليه بقى
العمدة : الحقيقة مش هما بس
جاسم : ومين كمان يا ابو علي
العمده: أنا مش عارف اقولها ازاي
جاسم : قول متخافش
العمدة : والباشمهندس عصام
جاسم : اخويا
العمدة : مانا قولتلك هتزعل يا جاسم بيه
جاسم : قول يا جوز عمتي بدل ما اخلي عمتي أرملة.
العمدة (ابتلع ريقه بصعوبة) : عتريس.
جاسم ( رجع برأسه وسند عالكرسي ) : عتريس مين.
العمدة : عتريس ابن سالم عمك
نظر جاسم له نظرة نمر
ارتعد العمدة : قصدي ابن بهية
جاسم : والجربوع دا عاوز ايه
العمده: كل اهل البلد شايلينو على كتافهم وقاعدين يقولوا عتريس ابن الهلالي والباشمهندس عصام معاهم.
جاسم : ههههههههه ، هو انت لازمتك ايه في البلد عمدة ولا طرطور
العمدة : عمدة يا جاسم بيه
جاسم: أنا شايف طرطور
العمده: اللي تشوفه سعادتك ، بس انا عملت ايه غلط
جاسم : هو أنت بتعمل حاجه صح
العمدة : أنا أول ما عرفت جيت قولتلك.
جاسم ( ماسك تفاحة ورايح يأكلها ) : وأهل البلد عاملين كل الدوشة دي ليه
العمده: عشان طلع جاموسه ابو مندور
جاسم : خلاص أنا هتصرف.
_____________________________________
( بيت عتريس )
عتريس : شفتي ياما اهل البلد قالوا ايه
عتريس : أنا ابن الهلالي ، أنا عتريس الهلالي
بهية : أيوة يبني انت ابن سالم الهلالي ولازم ترجع حق ابوك اللي عمك سرقه.
عتريس : صدقيني ياما أنا مش عاوز فلوس ولا اطيان ولا حاجة خالص
بهية : امال عاوز ايه يبني
عتريس : خوخة ياما
بهية : يخيبك ولا ، خوخة مرة واحدة بس اهلها
عتريس : مالهم ياما ، انتي هتعملي زي ما الهلالية عملوا معاكي.
بهية: مش قصدي يبني ، أنا قصدي أنه أهلها طماعين وبيحبوا الفلوس.
عتريس : بس انا بحبها ياما
بهية : انت طيب اوي يا عتريس
ونام عتريس على رجل أمه وهو بيحلم بمستقبله وبخوخة.
وفجأة اهل البلد كانوا رايحين يصلوا الفجر لقوا ابو مندور قاعد على الأرض وبيصرخ بأعلى صوت
ابو مندور: يا اهل البلد يا اهل البلد
راحو كل اهل البلد عنده وبقوا يسالوه في ايه يا ابو مندور.
ابو مندور : الهلالية قتلوا الجاموسة.
عتريس في بيت الاباليس:
https://anteel.xyz/attachments/istock_000000801527small-jpg.306524/
الدم صعيدى ما زال الوش الحامي والقول صادق من القلب، وعمره ما كان كذاب أو معمول، إذا حط ايديه فى مشروع لا بد يبوظ، صراحته بتفسد أيها موضوع، لكن الصدق ما بيتبعش بمال، ما دام الدم صعيدى ما زال ولا بيعرفش إلا الصدق، حتى لو هو وولاده يموتوا من الجوع . قلت لنفسي وبعدين! راح تفضل كده لامتى يا غلبان؟ ما لقتش الراحة في الموت، يمكن تلاقيها ورا القضبان، أطلعت على الشبابيك وعلى القضبان، على الموقف، على السجن وعلى السجان، ولقيتني طول عمري كنت كده، كلب، محاصر، متهان، منبوذ، جربان، وأنا يا ابنى الحلم اللى ما لهش أوان، معروف عشي في قلب البستان، معروف صوتي في زمن الأحزان.
الجزء الثاني :
عرفو اهل البلد الرسالة ، وان الهلالية مش هيسمحوا لحدا بأنه يختلف معهم وان موضوع عتريس خط احمر و عمرهم ما هيقبلوا بي في عيلتهم ، وعتريس اللي كان بطل امبارح بقى النهاردة منبوذ.
صحى عتريس على أصوات اهل البلد ومفيش حدا بيكلمه وكأنه هو اللي قتل الجاموسة ، حس عتريس بأنه كان سبب لانه طلب من أهل البلد حاجة هما مش قدها ، حس بالذنب مع أنه مش مذنب ومن امتى صاحب الحق مذنب ، وراح الارض عشان يشتغل وكان بيضرب فاسه بالأرض وكأنه بيضرب الزمن والظلم ، وبعد كل لحظات تعب لازم تعدي عليك نسمه حلوة وكانت النسمة دي خوخة ، عدت خوخة وعتريس مصدقش نفسه ، خوخة هي حلمه الوحيد ونفسه ياخدها ويهرب ، خوخة كانت في نظره اجمل واحدة في الكون ، عيونها وشفايفها ، دلعها وهي ماشية كان دايما بيبص عليها و ينسى الدنيا كلها لما تعدي من جنبه
https://anteel.xyz/attachments/20220623_204614-jpg.306531/
عتريس ساب الفاس من أيده ونسى كل أحزانه وهمومه وجرى باتجاه خوخة
عتريس : يا خوخة يا خوخة
خوخة : ايه ، عايز ايه يا عتريس
عتريس : طب قولي صباح الخير الاول
خوخة : صباح الخير ، حاجة تانية
ومشيت
عتريس : طب استني يا بنت الحلال ، دا الكلام اخد وعطاء
خوخه : قول عايز ايه يا عتريس وخلصني
عتريس : أنا قصدي شريف ، وعايز اقابل عم عوض.
خوخة : مينفعش يا عتريس
عتريس : ايه هو اللي مينفعش ( ومسك دراعها بقوة )
خوخة : سيب دراعي يا حيوان انت ومشيت
جرى وراها عتريس
عتريس : أنا آسف يا خوخة مكانش قصدي
خوخة : يا عتريس احنا مننفعش لبعض، احنا فقراء لا عندنا طين ولا فلوس ، وانا وحيدة ابويا وامي ، وانت حالك من حالنا
عتريس : لا ابن الهلالي وهرجع حق ابويا
خوخه: انت بتحلم
ورحلت خوخة والحزن بيزيد جوا عتريس ، وراح يقعد تحت شجرة ويداري حزنه بس الحزن مكانش عايز يسيبه وفجأة دخل الأرض احمد ابو عوف ودا صاحب الأرض اللي ماجرها لعتريس
ابو عوف : ازيك يا عتريس
عتريس : ازيك يا حج احمد
ابو عوف: يا ابني يا عتريس أنا عايزك في موضوع محرج
عتريس : اتفضل يا حج
ابو عوف : أنا عايزك تسيب الأرض وباقي حقك هتاخده
عتريس : ليه بقى يا عم الحج ، انا عملت ايه ، طب والعقد اللي بينا طب بلاش العقد والكلام اللي بينا
ابو عوف : غصب عني يبني ، أنا مش قد الهلالية
عتريس : بقى كده ، خلاص يا عم الحاج هسيب الارض.
ابو عوف: يبني أنا وشي منك في الأرض بس يشهد **** على انك جدع وراجل وبتصون الأمانة.
عتريس : مفيش فايده من الكلام يا حاج .
وقام عتريس ولبس جلابيته
عتريس : سوال يا حج احمد مين اللي طلب منك امشي
ابو عوف : العمدة يبني
واتجه عتريس لبيته وكان عايز يرمي نفسه في حضن أمه ويعيط ، بس عتريس قرر ميعيطش ويبقى هلالي بجد ، غير جلابيته ولبس جلابية أبوه البيضاء اللي لبسها يوم فرحه والعمة البيضاء بتاعة أبوه وبتاعة جده ونبوت أبوه وأمه بهيه بتبص لعتريس وهي مش مصدقها كأنها شايف جوزها يوم فرحهم كان ابنها بقى هلالي بجد عليه هيبة وكأنه كبير الهلالية.
بهية : مالك يا عتريس ، انت رايح فين
عتريس : أنا عايز حصان خالي عباس
بهية : ليه رايح فرح
عتريس : ايوه
بهية : فرح مين
عتريس : هتعرفي لما ارجع
وخد عتريس الحصان وركبه ، وأمه بتنادي عليه
بهية: يبني يا عتريس قولي رايح فين يا عتريس .
وعتريس طلع بالحصان وكأنه عنتر ابن شداد قرر ومفيش حاجة تقدر توقفه وكل أهل البلد شايفينه ومش مصدقين أن دا عتريس وعتريس طالع وكأنه راكب إعصار أو بركان زهق وتعب .
______________________________________
( بيت العمدة )
العمدة : عملت ايه يا واد في موضوع الواد ابن بهيه.
الغفير : قصدك عتريس يا عمدة ، خلاص كله في السليم ، هيسيب الأرض ومفيش حد في البلد هيتعامل معها ولا بيع ولا شراء هيبقى زي الكلب الجربان
العمدة : مش كفايه يا ولا
الغفير : طب هعمل ايه يا عمدة ، اقتله
العمدة : لا قتل ايه يا ابن العبيطة ، انا عايزه يسيب البلد كلها ويقول حقي برقبتي
واحد من الحرس : يا عمدة يا حضرة العمدة
العمدة : في ايه يا ولا
الغفير التاني : عتريس دخل البيت وبيكسر كل حاجة برا وعامل زي التور
العمدة : عتريس
وفجأة ضرب عتريس الباب برجله ودخل البيت
العمدة : انت بتعمل ايه يا واد انت ، دا أنا هوديك في ستين داهية .
وعتريس يقترب منه وكأنه مش سامع وعيونه كلها شر
العمدة : انتو واقفين بتعملوا ايه يا بهايم امسكوه.
وراحوا الغفر على عتريس وعتريس بنبوت أبوه بقى يضرب بكل قوة وثواني وقعوا كلهم عالارض والعمدة واقف مش مصدق وقرر يجري وطلع عالسلم يجري وفجاه لقى اللي نط عليه زي الفهد الاسود ومسكوا من رقبته وبقى يضربوا
العمده : أنا العمده يا عتريس
وعتريس بيضرب القلم ورا القلم وكأنه مش شايفة قدامه وكأنه مجنون والعمدة فاقد الوعي وفجأة نزلت توحيدة (مرات العمدة وعمة عتريس) وباقي أهل البيت وكانت مش مصدقه نفسها كأنها شايف اخوها قدامها ونزلت تمسك في عتريس وتقوله سيبه وعتريس مش شايف حد قدامه
توحيدة : الحقوني يا ناس الراجل هيموت.
وقام عتريس ضرب العمدة بالروسية وشده على الأرض. وراح عتريس نادى على واحد من الغفر .
عتريس : انت يا يالاه ، هات حمارك وركب سيدك عليه بالمقلوب
الغفير: مقدرش دا العمدة
نظر له عتريس نظرة كانت كفيلة بأن الغفير يسمع الكلام وركب العمدة عالحمار بالمقلوب وحصان عتريس قدامهم ولف بيهم البلد كلها وكان كل اهل البلد مش مصدقين حتى خوخة طلعت تتفرج عالعمده وعتريس طالع قدامه وفجاه اتجه على قصر الهلالية وكل نص اهل البلد راحو وراه والنص التاني راحو لام عتريس عشان تلحق ابنها اللي داخل الوكر برجله.
يا ام عتريس يا ام عتريس الحقي ابنك
بهيه : يا نهار اسود ابني هيروح مني .
وعتريس ماشي زي القطر مفيش حاجه توقفه ودخل قصر الهلالية ووقف في نص الأرض وضرب العمدة برجله فنزله من الحمار عالارض
عتريس : دا الكلب بتاعكم اهو عالارض ، بتحاربوني ليه ، خايفين مني ليه عشان صاحب حق وصاحب الحق سلطان ، واهو قدام بيتكم وقدام كل الناس وأهل البلد، أنا عتريس الهلالي ، عتريس الهلالي.
وفجأة من غير مقدمات التفوا حواليه كل رجالة الهلالية وابتدات المعركة وعتريس واقف عالساحة بيقاتل لوحده وجاسم واقف بيراقب المشهد من فوق بنظرة صقر ودخل عليه واحد من رجالته
يا سي جاسم دا خلص عالرجاله كلها نزله عرفان والدهشوري وهنداوي .
عتريس شجاع مفيش كلام بس الكترة دايما بتغلب الشجاعة اتكتروا عليه ووقع عالارض وبقى بياخد الضربات من كل مكان وكأنهم ما صدقوا أنه يقع شويه ووقع البطل والدياب بقت فوقه. وبعدين نزل جاسم وهو بينفخ في خاتمه ونزل ومسك وش عتريس اللي كان كله ددمم ، وعتريس بيبص على وش جاسم والاتنين بيبصوا في عيون بعض
جاسم : بقى يا جربوع يا ابن الحرام جاي تعمل راجل في ارضي ، انا هعلمك الادب يا ابن بهية ، اربطو ابن الحرام دا في الشجرة وهاتوا النبوت اللي كان معاها دا نبوت المعيلة ورجع للعيلة
ربطوا عتريس في الشجرة وهو مكانش قادر يقف وجاسم مسك الكرباج وبقى يضرب بكل قوة وبعدين وقف جاسم وقال سلموه للمركز ، دا عبرة لكل كلب يتجرأ على أسياده تاني.
المشهد دا شد اتنين وهما ابو جاسم (عم عتريس ) اللي كان واقف عالشباك وشايف كل حاجة والتانية كانت سعاد اخت جاسم وبنت عم عتريس. وفعلا سلموا عتريس للمركز بتهمة التعدي على الغير.
وام عتريس بتلف وتدور وعايزة تشوف ابنها اللي كانت حالته وحشة ودخل مستشفى المركز وقررت تاخد خطوة جريئة وتروح قصر الهلالية وكلمته اخوه عباس اللي كان شغال وعايش في الاسكندريه.
بهية: الحقني يا اخويا ، عتريس بيموت.
عباس : في ايه ، ايه اللي حصل
بهية: تعالى ضروري
عباس : طيب انا هاخد إجازة واجي .
______________________________________
( قصر الهلالية)
عصام: ايه اللي أنا سمعته دا يا جاسم
جاسم : ايه اللي أنت سمعته يا باشمهندس ، واحد هلفوت ضرب جوز عمتك وجي يتهجم علينا ، عايزني اخده بالحضن
عصام : هو عمل كده لانك مش سايبه في حاله
جاسم : انت اللي بقيت طري يا ابن الهلالي ونسيت احنا مين ، قعدة البندر خلتك خواجه ونستك ازاي تكلم اخوك الكبير
الخدام: في واحدة عايزة تقابلك يا جاسم بيه
جاسم : واحد مين يعني
بهيه : أنا جاسم بيه
جاسم : انتي مين يا وليه انتي.
عصام : ازيك يا ام عتريس
جاسم : اه بقى كده ، وانا اقول الواد دا طالع لمين قليل الادب لمين ، طلع طالع لامه
عصام : عيب يا جاسم
جاسم : عالعموم ابنك مش طالع من السجن ولو طلع هقتله
بهيه : أنا ماليش كلام معاك ، أنا عايزة اكلم ابوك سليم .
جاسم : اطلع برا يا وليه عشان متحصليش ابنك
سليم : سيبها يا جاسم
والتفوا كلهم وكان سليم الهلالي نازل بكل شموخ وهيبة
سليم : سيبونا يا ولاد
نظر جاسم لابوه باستغراب
سليم : أنا قلت سيبونا
ومشى جاسم وعصام
سليم : عايزة ايه يا بهية
بهية: ابني
سليم : ابنك قليل الادب
بهية: ابني يطلع من السجن ويرجعلي يا سليم و لا
سليم : ولا ايه يا بهية
بهية : هطلع كل الورق اللي عندي وعليا وعلى أعدائي يا ابو........ وسكتت
سليم : موافق بس بشرط ابنك يسيب البلد كلها لو ضل في البلد هيموت
بهية وعينها بتدمع: ماشي ، حسبي **** ونعم الوكيل ، انت سبب كل الخراب دا
وخرجت بهية ، بس الخادمة صبحية كانت واقفة ورا الباب وسامعة كل حاجة وكمان نرمين كانت واقفة عالدرج وسامعة وبقت تسال نفسها مين عتريس وليه المره دي بتدعي على ابوها كده.
سليم : يا جاسم يا جاسم
جاسم : نعم يا ابوي
سليم : كلم المركز وجوز عمتك واسحب الشكوى
جاسم : انت بتقول ايه يا ابوي
سليم : اسمع اللي بقوله
جاسم : بس جوز عمتي في المستشفى
سليم : خلي توحيدة تروح تسحب الشكوى
______________________________________
( المستشفى)
عباس : انتي كنتي فين يا بهية
بهية : عند الهلالية
عباس : انت اتجننتي ، ازاي تروحي لبيت الهلالية لوحدك ، انتي مش عارفة ممكن يعملوا فيكي ايه
بهية : هيعملوا ايه اكتر من كده، ابني بيروح مني يا عباس .
عباس : وايه اللي حصل
بهية: اتفقت معهم
عباس : على ايه
بهية : لازم عتريس يسيب البلد
عباس : بسيطة ، اخده يشتغل معايا
ومرت الايام ورجع عتريس لصحته وأمه وخاله اقنعوه بالسفر ، وهيقعد ليه خوخة رفضته والبلد كلها رافضها بس اكتر حاجة زعلته أنه خسر نبوت أبوه اللي كان هدية أبوه قبل ما يموت و وصه يحافظ عليه .
وحضر اغراضه ولبس هدومه وحضن امه ورمى ذكرياته وركب القطر وكان نفسه يشوف خوخة بتودعه وهو مش عارف ايه اللي مستنيه.
وبهيه واقفة واول مرة تسيب ابنها وابنها يسيبها
الي غاب عن عيني متى يا ناس يجيني
بحنانه يغطيني يشوف الي حصلي
خد شاله الحرير وطاقيته الكشمير
راح يغيب كتير
ومين ياناس يقولي
لما يقوم من نومة من يناولة
هدومة راح يواسي
همومة ومين يا ناس يقلي
عتريس في بيت الاباليس
https://anteel.xyz/attachments/61fy-jgpscl-jpg.314025/
وبرغم ونس الديار حجر الطريشة قريب.. وبرغم ضى النهار حرص وخاف من الديب.. خليك حريص من الرزيا وعضة الأيام.. واعمل حساب الضلام بعد القمر مايغيب .
الجزء الثالث :
عتريس ركب القطر وعينه كلها دموع ساب أرضه وأرضه هيا امه ، وخوخة كانت حلمه ، كل حاجة راحت.
( فلاش باك وعتريس راكب القطر )
عتريس كان بيبص عالعيال كانت بتلعب وتاكل حلويات وهو واقف جنب أبوه في الغيط ، لمح أبوه في عينه نظرة حرمان وكان يتمنى الأرض تنشق وتبلعه ولا يشوف ابنه محروم . قعد سالم تحت الشجرة مكانش قادر يصلب طوله .
سالم : تعالى يا عتريس ، تعالى يا ولدي
عتريس: نعم يابا
سالم : خد دا ( وادله النبوت )
عتريس : ودا هعمل في ايه يابا ، دا مبيتاكلش
سالم : هههههه، واه يا ولد الهلالي ، غلباوي طالع لجدك.
سالم : انت عايز ايه ، قولي نفسك في ايه ، وانا اجيبه من تحت الارض، ومتخافش من حد واصل ، طول ما أنا جنبك.
عتريس : عايز بسبوسه
سالم : بس كده، دا أنا هجيبلك بسبوسه وكنافة وهريسة وتفاح وبرتقال وموز وكل اللي نفسك فيه وجلابيه جديدة كمان
عتريس : لا يابا كده كتير عليك
حضن سالم ابنه : يا ابن الغاليه ، قنوع زي امك .
سالم : اسمع يا ولدي الكلمتين دول من دهب، الفاس دا رزقك وعملك، والنبوت دا عزك وفخرك واصلك ، وامك بيتك وارضك وشرفك ، لو عايز تبقى هلالي صح ما تفرطش فيهم واوعى تطاطي واصل ، ولو على رقبتك .
(نرجع للأحداث)
و ادي عتريس خسر كل حاجة
عتريس : أنا دلوقتي ابن بهية وكيف اكون ولد هلالي ونبوتك ضاع مني يا ابوي ومش هاكون ابن الهلالي الا لما ارجع نبوتك واركب حصانك ، ايه يابا مش مصدقني وكيف ما تصدقني وانا صعيدي
صعيدي
أنا ليا عاداتى وتقاليدي..
أصلى صعيدي.
اللى يروح منى بالقوة..
إتعلمت إنجيبه...
بإيدي.
واللى يقدرنى بتقديري..
عمى وسيدي.
واللى يحس اللى جوايا..
يبقى حبيبي.
إتربيت وكبرت صعيدي.
عمرى منزعل م الأيام..
أصلى مآمن...
إن اللى يصيبني...
دا نصيبي.
أصلى صعيدي...
ويابخت اللى أساسه صعيدى
عتريس مسافر للمجهول وهو مهزوم
______________________________________
( قصر الهلالي )
سليم قاعد في غرفته وشريط حياته بيمر قدامه وبيكلم نفسه .
سليم : معقول لسه ضعيف قدامك يا بهية ، ياه عالزمن شفايفها لسه فيها الرعشة بتاعة زمان لسه حلوة ، انتي اللي خلتيني اكره اخويا خلتيني شيطان ، طب رفضتيني ليه وانا قاصدي خير ، نفس الوقفة دي وقفتيها قدامي زمان ، وانا ببقى زي العيل ، أنا كبير الهلالية اللي مفيش يقدر يقف قدامه كسرتني حرمه ، بس مش اي حرمه دي بهية ، عودها لسه عود بنت العشرين ومع الهم والحزن بقى عودها اقوى واحلى وعينها لسه بتنور وتلمع ولا كأني الزمن عدى وفات.
قصة هابيل وقابيل عمرها ما هتخلص طول مافي ناس بتحركهم الشهوة وتتحكم فيهم .
______________________________________
( غرفة عصام )
خبطت نرمين على غرفة اخوها عصام
نرمين : ممكن ادخل يا باشمهندس
عصام : اه طبعا يا دكتوره ، دا انتي تنوري
نرمين: شوف بقى أنا عايزة اعرف ايه اللي حصل ومين عتريس دا
عصام : عايزة تعرفي ايه بالزبط
نرمين : كل حاجة
عصام : سمعتي عن عمك سالم
نرمين : اه طبعا ، مش دا اللي صورته في الديوان جنب صورة بابا وجدو
عصام : ايوه هو دا ، عمرك ما سألتي نفسك هو فين ولا حتى ليه احنا منعرفش عنه حاجة.
نرمين : تعرف أنا مر سالت بابا عنه
عصام : وقالك ايه
نرمين : وشه اتشنج وكأنه كان هيقع وعينه احمرت وكأنه هيعيط وقالي أنه مات
عصام : عارفه ليه
نرمين : لا
عصام : ابوكي بيحس بالذنب ، طب أنا هقولك سر ، ابوكي بيتفزع كل يوم من نومه وهو بيقول أنا آسف يا سالم ، سامحني يا سالم
نرمين : وليه كل دا
عصام : دي قصة طويلة
نرمين : وانت عرفت منين
عصام : جدك ماهر قبل ما يموت قالي على كل حاجة وكان نفسه يشوف عمك ، وعم رضوان كبير الغفر اللي مات قالي على كل حاجة.
نرمين : طب أنا عايزة اعرف
عصام : عتريس دا يبقى ابن عمك سالم
نرمين : انت بتقول ايه
عصام : زي ما بقولك كده ، الحكاية أنه عمك سالم اتجوز الست اللي كانت بتكلم ابوكي اللي هيا بهية ، وجدك مكانش موافق وابوكي كان سبب في أن جدك يغضب على عمك ، وجدك كان بيحب عمك سالم اكتر من ابوكي ولما عرف أنه عمك بقى عنده ولد اللي هو عتريس ، كان جدك هيسامحه ويرجعه البيت تاني ، بس بعد ايه كان ابوكي بقى جبروت وسلطته اكبر من جدك زي جاسم دلوقتي كده، وابوكي حبس جدك في البيت ، وقفل كل السكك قدام عمك سالم اللي مات بحصرته ، وجدك بقى زي المجنون قاعد في غرفته يبكي لغاية لما المرض بقى يقطع في جسمه وهو رافض العلاج ، وكان نفسه يشوف ابن سالم فكان بيطلب من رضوان كبير الغفر أنه يساعده عشان يشوف ابن سالم، وكان رضوان بيطلعه من القصر لما ابوكي يكون مسافر ، ويروح قدام بيت عتريس ويشوفه ويبكي على حال ابن سالم حبيبه ، وهو شايف عتريس ابن سالم الهلالي بيجر البهايم ويشتغل في الأرض وهو لسه عيل والشقاء باين في عيونه والفقر باين عليه ويشوفنا احنا هنا في القصر بنسافر وبنلعب في العاب بتيجي لينا من مصر مخصوص ، جدك كان راجل عارف **** وحس بأنه ظلم ابنه سالم وعتريس .
الدموع بدأت تنزل من عيون نرمين
نرمين : احنا لازم نساعده يا عصام
عصام : ودا اللي أنا بحاول اعمله و جاسم واقف قدامي
نرمين : وانا معاك يا عصام وهعمل كل حاجة عشان اساعدك
____________________________________________
( غرفة جاسم )
صبحية : خلاص يا بيه مش قادره ، دخله
جاسم : اسكتي يا لبوة ، مفيش حد يقولي خلاص
صبحية: امرك يا سيدي يا تاج راسي ، أنا خدامتك
وجاسم بيستمتع بعظمته وساديته وصبحية بقت تصوت
جاسم: صوتك يا بنت الفرطوس
صبحية : هموت يا سيدي ارحمني
جاسم : أنا مين يا بت
صبحية : انت سيدي وسيد البلد والرجاله
جاسم : تعالى مصي لسيدك
وبعدين خلص جاسم ونزل لبنه على وش صبحية ونام وخد صبحية في حضنه
صبحية: يارتني ما جبتلك الفطار ، دا انت وحش
جاسم : قومي حضري الجلابيه والعبايه
صبحية : بس عايزة اقولك سر
جاسم : بخصوص ايه
صبحية: سيدي الحاج ، أنا سمعت حاجة وبهية ام عتريس بتكلمه
جاسم : بتقوله ايه
صبحية : طب والحلاوة
جاسم: مش لما اعرف الاول ايه هو السر
صبحية : سمعت بهية بتقوله أنه عندها ورق
جاسم : ورق ايه
صبحية : مش عارفة ، بس سيدي الحاج وشه جاب الوان ووقف ساكت
جاسم : انتي متاكده
صبحية : وعشان كده سيدي قالك تسيب عتريس
جاسم : طيب هات المحفظة ،خدي دول لو عرفتي حاجة تاني قوليلي وانا هبسطك ، يلا قومي اطلعي و اوعي حد يشوفك
صبحية: تؤمر يا سيدي يا اللي مغرقني في خيرك
ولبس جاسم جلابيته وركب حصانه وخد نبوت عمه سالم ومشي في البلد عشان الناس تشوفه وتعرف أن الساحة بتاعته ومحدش يقدر يقف قدامه.
الظلم ساح يا بداح في البلد وجاسم راكب حصانه وكأنه سلطان زمانه
عتمان : هنروح فين يا سعادة البيه
جاسم : نشوف اخبار المحصول ، ونروح نشوف العمدة ، هو رجع بيته ولا لسه
عتمان : اه رجع من يومين
راح جاسم لدوار العمدة
جاسم : ازيك يا عمتي.
توحيدة : أنا بخير يا كبير يا ابن الكبير
جاسم : جوزك عامل ايه دلوقتي
توحيدة : اهو راقد عالسرير ، **** ينتقم من عتريس ابن بهية
جاسم : حق جوزك عندي ، جوزك من رجالتي ومش هسيب حقه
توحيدة : **** يخليك لينا كبيرنا ونعيش في خيرك
جاسم : طب أنا هدخل اشوفه ، في حد عنده جو
توحيدة : لا اتفضل ، دا انت تنورنا ، شوف يا عمدة مين اللي جاي يشوفك بنفسه
العمدة ( كان بيحاول يقوم) : جاسم بيه بنفسه ، دا احنا زارنا النبي
جاسم : خليك نايم ، جتك خيبة ، بقى انت عمده انت
العمده ( بيحاول يحافظ على كرامته قدام مراته ) : الشاي يا توحيدة
جاسم : بقى واد يعمل فيك كده ، في دوارك وقدام اهلك ، يا عيب عليك وعلى الرجاله اللي من اشكالك.
العمده : اعمل ايه بس يا بيه ، الواد كان عامل زي التور ، دا حتى ضرب رجالتك
جاسم : هما دول رجاله ، أنا عايز رجاله تاكل الحديد مش البهايم اللي انت جايبهم ، تجيب رجاله جديده ، رجاله بجد
العمده : حاضر يا بيه
جاسم : عملت ايه في البضاعة
العمده : كله في السليم ، وصلت والأمور كلها تمام
جاسم : طب عال ، يلا أنا هقوم ، ولو عايز تكمل علاج في مصر قولي
العمده : دي كلها يومين وهبقى كويس
خرج جاسم من بيت العمد وراح وقف بحصانه في السوق وقدام كل اهل البلد وكل أهل سابوا اللي في ايديهم واللي كان قاعد وقف ، ومسك نبوت عتريس ورفعوا قدامهم وكأنه عايز يعرفهم أن دي أخرة اللي يقف قدامه وكانت خوخة واقفة في السوق ومبهورة بجاسم اللي كان زي السبع وكاسر عين البلد كلها ، وكمل جاسم طريقه وراجع على قصره وسمع صوت ناعم بينادي عليه وبص وراه لقى غزالة وجسم فاير ، وقف حصانه
خوخه: يا بيه يا جاسم بيه
جاسم : مين دي يا عتمان
عتمان : دي خوخة بنت عوض
خوخة : يا سعادة البيه
عتمان : عايزة ايه يا بت يا خوخة
وجاسم بيتفحص جسم خوخه بعين خبير ، وعارف أنه صبحية تبقى دكر جنب خوخة
جاسم : عايزه ايه
خوخة : شغل يا سعادة البيه ، أنا غلبانة واهل على قدهم
جاسم : عايزة تشتغلي ايه
خوخه : خدامتك يا باشا ، أي حاجة
جاسم : بكرا تجيبها يا عتمان وتشغلها في القصر
خوخه : **** يرزقك **** يا بيه يا كبيرنا
______________________________________
( بيت بهية )
اول مرة يكون البيت فاضي كده ، اتعودت على صوته وضحكته وطيبته ، وازاي كان بيشيل عنها كل حاجة ، شال الحزن والهم من وهو صغير ، عمره مكان *** اتولد راجل ولما أبوه مات مسك الفاس ومخلاش امه تشتغل في الأرض ، كانت أمه معززة مكرمة وهو راجل البيت .
عتريس يا ولدي قتلتك بايدي لما وافقت انك تروح والبعد عنك موت ، يا ترى بتاكل يا ترى بتشرب يا ترى كيف هيكون من غيرك النوم ، حزين من يومك وحزنك كله هموم ، طب تعالى ارجع ولو دقيقه وانا مش عايزة غير كده قوم تعالى قوم، كنت تحرم نفسك من الحلو عشاني ولا عمري شفت في عينيك شكوى ولا لوم .
( فلاش باك )
بهيه : يا سالم خلينا نمشي ونسافر من هنا ، أنا خايف عالواد
سالم : واه عاد يا بهيه ، أنا مش عايز اسمع الحديت دا واصل ، خايفة عالواد من ايه من أهله ، دول أهله ، أنا مسبش بلدي وابويا هيسامحني ابويا بيحبني .
( فلاش باك تاني )
رضوان : يا ست بهية
بهيه : ايه يا عم رضوان
رضوان : في حد عايز يشوفك ضروري
بهية : حد مين
رضوان : متخافيش يا بنتي ، أنا زي ابوكي
راحت بهية مع رضوان وكانت خايفة لأن رضوان كبير غفر الهلاليه بس هي عارفة أن رضوان راجل كويس وبتاع **** ، واتفاجئت لما شافت اللي قدامها كان ماهر الهلالي ابو جوزها ، كان قاعد تحت شجرة بعيدة وكأنه مستخبي وكأن الزمن كبره عشرين سنة والهم كسر هيبته ، ولما شافته كانت عايزة ترجع .
ماهر : استني يا بنتي استني
بهيه : عايز مني ايه
ماهر : أنا عايز اديكي حقك انتي وحفيدي ، حق سالم
بهية : جيت متاخر يا بيه ، ابنك كان نفسه في اللحظة دي ، بس اللحظة جات وابنك راح ، احنا مش عايزين حاجة منكم ، سيبونا نعيش
ماهر : أنا هعوضكوا عن اللي فات كله
بهية : هتعوضنا ازاي ، هترجع سالم اللي ظلمته ، احنا مش عايزين حاجة
ماهر : خدي الورق دا هيثبت حقك انتي وابنك في كل املاكي وهياخد حقه وحق أبوه بالورق دا
بهية : قولتلك مش عايزين حاجة
وكان المشهد قدامها ميتصدقش شافت كبير الهلالي بينزل عالارض ويعيط ويقولها
ماهر : ساعديني يا بنتي ، أنا مش عارف انام مش عارف انام ، عايز اقابل **** وانا مرتاح
صعب على بهية وخدت الورق اللي هيبقى سلاح في ايديها تحارب الهلالية بيه ويا ترى هتستعمله امتى.
عتريس في بيت الاباليس :
https://anteel.xyz/attachments/323f6c20dd0a908592cd450c89fb66af-jpg.376862/
خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف، والسجن دلوقتي يرد الكيف، مانتيش غريبة يا بلدي ومانيش ضيف، لو كان بتفهمي الأصول لتوقفي سير الشموس، وتعطلي الفصول، وتنشفي النيل في الضفاف السود، وتدودي العنقود، وتطرشي الرغيف، ما عدتي متمتعة وأنتِ في ناب الغول، بتندغي الذلة وتجتري الخمول، وتأني تحت الحمول، وتزيفي فى القول، وبأي صورة ماعادش شكلك ظريف.
الجزء الرابع:
نزل عتريس بلد العجايب ، مصر بيسموها كده في المحافظات ، وطبقة الهاي بيقول عنها كايرو ، بس هي القاهرة ، قاهرة المعز اللي ياما قهرت كتير ، هتقدر تقهر عتريس ، ويطلع ايه عتريس جنب اللي قهرتهم قبله .
عتريس : واه يا ابوي ، دا مصر زحمة اوي يا خال
عباس : انت لسه شفت حاجة ، دي ام الدنيا يا عتريس
عتريس : قولي يا خال ، هو أنا هشتغل ايه
عباس : هنشوف سيد الاسواني
عتريس : مين دا يا خال
عباس : دا كبيرنا ، زي ما تقول كده النقيب بتاعنا ، هو كان طالب مني واحد يكون صغير وقوي عشان يبقى بواب لفيلا كبيرة اوي
عتريس : بواب
عباس بسخرية: ايه مش عجبك ، قول **** يوافق عليك الاول ، دول رفضوا شباب كتير قوي
عتريس : مفيش شغل عيب ، يا خال بس على حد علمي ، البواب بيبقى قاعد ليل ونهار ، وانا عايز اشتغل
عباس : مين اللي قالك كده ، دا انت مش هتلحق شغل ، بس اهم حاجه ، تشوف شغلك بس ، يعني تبقى اعمى واطرش واخرس ، وملكش دعوة بحد واصل ، قوم دلوقتي نروح ناكلنا لقمة ، مرات خالك وعزة هيفرحوا بيك
عباس كان في البداية بواب بس مع السنين وخصوصا في فترة الشقق المفروشة ( للسياح مش دعارة ) بقى وضعه المالي مستقر وبدأ يشتغل شغل حر عنده محل بقالة ومع الوقت كبر المحل ، واشترى شقة كبيرة وبنته بتتعلم في الجامعة ، يعني دخله كويس
______________________________________
( شقة عباس )
عباس : اتفضل يا عتريس يبني
عتريس : ايه دي خال ، شقة مين دي
عباس : شقتي يبني
عتريس: ما شاء **** يا خال
عباس : ايه عجبتك ، شدي حيلك وهيبقى عندك احسن منها ، أنا لما جيت مصر ، كانت حالتي اسوء منك
عباس : يا ام عزة ، يا ام عزة ، انتو فين
تحية : انا اهو يا اخويا ، ازيك يا عتريس وازي الحاجة بهية
عتريس : بتسلم عليكي يا مرات خالي
عباس : امال البت عزة فين
تحية : عزة راحت تجيب كتب من الكليه
عباس : طب حضري الوكل
راحت تحية تحضر الاكل
عباس : اهي عزة دي احلى حاجه طلعت بيها من الدنيا ، عارف ليه
عتريس : عشان بنتك الوحيدة
عباس : مش بس كده ، عشان شبه بهية وهي صغيره ، بتفكرني بامك ، عناده وقوته وطيبتها
كانت الدموع هتنزل من عين عتريس الا عمره ما غاب عن أمه ، وازاي قدر يسيبها لوحدها في البلد ويهرب
وبعد لحظات دخلت عزة اللي كانت راجعة من كليتها
https://anteel.xyz/attachments/122456464_3378323758951439_1648109810958182168_n-jpg.377872/
عزة : ايه يا سي بابا ، كلت من غيري
عباس : وانا اقدر برضه ، تعالي سلمي على ابن عمتك عتريس
عزة : ازيك يا عتريس ، انا مشوفتكش من زمان
عتريس بخجل : ما انتو اللي بقيتوا من أهل البندر
عزة : وعمتي عامل ايه
عتريس : الحمد *** ، نفسها تشوفك
عباس : يلا يا عزة روحي ساعدي امك
عتريس بهمس : ازاي تسيبها تمشي لوحدها يا خال
عباس يضحك: لا هنا مش زي البلد ، متخافش
عتريس : مصر غيرتك يا خال
تحية : يلا يا جماعة الاكل جاهز
التفو حوالين السفرة وعتريس كان رايح يقعد عالارض زي ما اتعود ، ودا خلى عزة تضحك عليه وضحكتها خلت عتريس يبص عليها ودي كانت أول مرة يشوفها ، فأول ما دخلت كان باصص في الأرض ومشافش وشها ، دا حتى مرات خاله مشافهاش ، مش عارف ايه اللي حصله ضحكتها زلزلته حطمته ، اجمل ضحكة يشوفها في حياته وغمزاتها سحرته ، عينها جات في عينه ، اتكهرب وبقى يسأل نفسه ، هو امي كانت حلوة كده، هو كان يسمع ان امه في شبابها كانت احلى واحدة في البلد ، واكيد حلوة ، ما هو مش معقول سالم الهلالي هيهجر أهله ويقاطعهم ويسيب ملكه وكل حاجه وراه الا جمال بهية وسحر عينيها اللي بلون السماء وغموض البحر .
عباس : بتضحكي على ايه يا بنت تحية ، القعدة عالارض دا أنا اتربيت عليها وبالعند فيكي ، أنا هقعد عالارض جنب ابن اختي عتريس الهلالي
عزة بلكنه صعيدية جميلة : واه يا ابوي ، انت زعلت ولا ايه ، دا أنا بهزر مع ابن عمتي
تحية : فاكرة يا عزة لما كان عتريس يشيلك وانت صغيرة لما كنتي تروحي البلد ويجيبلك الحاجات الحلوة
عزة : طبعا فاكرة ، وفاكرة لما كان بيضربني كمان
كانت ليلة جديدة على عتريس وكأن القاهرة بتستقبله بحياة جديدة ، كانت شقاوة وخفة ددمم عزة واكله الجو ، وكان عتريس بيحاول يغتلس النظر ليها ، عجبته ساحرته . وبعد سهر واسئلة من عباس لعتريس عن اللي حصل في البلد ومشكلته مع أهله
عباس : يلا قوم يا عتريس يبني ، قوم ريح ونام زمانك تعبان من السفر ، يا ام عزة
تحية : ايه يا حاج
عباس : جهزت غرفة عتريس
تحية : كل حاجة جاهزة
دخل ينام ومعرفش ينام بقى يكلم نفسه
عتريس : مالك يا ابن الهلالي ، هو انت جيت مصر
عشان ترجع حقك ولا عشان الحب والخلاعة دي ، بس اعمل ايه ما البت اللي بقت قمر ، هو انت لحقت تنسى خوخة ، لو كنت ترجع حقك وحق ابوك لازم تنسى قلبك ، واللي زي يبقى عنده قلب ازاي ، ويحب كيف .
صح عتريس الفجر زي ما اتعود ، وطلع يشوف خاله عشان يروحوا يشوفوا الشغل ، طلع وسمع همس لاقى عزة ماسكة كتاب وقاعد بتقرا وكانت من غير **** ولابس بيجامه
عتريس : احم احم ، صباح الخير
ارتبكت عزة وحاولت تغطي شعرها
عزة : عتريس ، انت صاحي بدري ليه كده
عتريس : أنا متعود على كده ، هو خالي لسه نايم
عزة : خالك هيصح كمان شوي عشان يصلى الفجر
عتريس : وانتي بتعملي ايه
عزة : بدرس ، اصل الامتحانات قربت
وبعدين طلع عباس
عباس : دا انت صحيت يا عتريس
عتريس : متعود على كده يا خال
عباس : طب يلا قوم عشان نروح نصلى الفجر
عتريس : اه ونطلع نشوف الشغل بالمره
عباس : شغل ايه يبني دلوقتي ، هو في حد فاتح
عتريس : امال امتى يا خال
عباس : بعد ما عزة تحضر لينا الفطار وناكل لقمة ، وبعدين نطلع عالقهوة
عتريس : هو أنا جاي اقعد عالقهوة يا خال
عباس : يبني القهوة دي اللي بيقعد عليها سيد الاسواني اللي هيشوفلك شغل ، هو انتي عندك محاضرات الصبح يا عزة
عزة : لا، ليه يا بابا
عباس : عشان تقعدي مكاني في الدكان ، عشان اروح مع عتريس
عزة : انت تؤمر يا عسل
______________________________________
عزة : يلا يا ماما اصحي ، عشان تفطري
تحية : ابوكي رجع
عزة : لا لسه ، بس على وشك
تحية : وابن عمتك فين
عزة : راح مع بابا ، دا باين عبيط اوي ، وقال ايه عايز يروح يدور على شغل الفجر
تحية : اهو العبيط اللي بتقولي عليه دا عنده فلوس ما تاكلهاش النار
عزة : هو معقول قصته دي حقيقية
تحية : طبعا ، دول اكبر عيلة في البلد ، وشهادة حق الواد عنده عزة نفس وأدب ، ودايما باصص في الأرض.
______________________________________
( القهوة )
بعد ما فكروا وعباس راح يفتح الدكان وساب عزة فيه ، خد عتريس وراح عالقهوة اللي بيقعد عليها سيد الاسواني ، وسيد كان قاعد في نص القهوة والشيشة في أيده ولابس جلابية صعيدي وعمة وحواليه رجالة وبيتكلموا معاه في الإيجارات والفلوس و النظام ، سيد كان ضخم الجثة ، شديد السمار ، تشوفه تقول فتوة من بتوع زمان .
دخل عباس وعتريس استنى برا
عباس : ازيك يا معلم سيد
سيد : ازيك يا عبس ، جبت الأمانة
وقام سيد وقعد مع عباس على طاولة لحالهم
عباس : عتريس اهو اللي واقف عالباب ، بس واد مجدع ويعجبك
سيد : هيته مش بطالة ، هو يهمك
عباس : ابن اختي
سيد : خليني اشوفه ، وهبقى اقولك ، أنا هعمله اختبار ولو نفع هعرضه عالهانم ، روح انت دلوقتي وخليه هنا
عباس : لا انا عايز اروح معاه
سيد : ما ينفعش يا عبس ، مانت عارف مش اي حد يخش البيت دا
عباس : بس انا خايف عالواد يا معلم
سيد : هو أنا هضرك يا عباس ، بدل ابن اختك يعني ابن اختي ، وشوف حالك دلوقتي بقيت عامل ازاي بعد ما أنا فتحتلك الطريق
عباس: هو أنا أقدر انسى يا معلم
خرج عباس و حضن ابن أخته
عباس : خد بالك على نفسك يا عتريس يبني
سيد بصوته المحشرج : تعال يا عتريس ، قرب
اقترب عتريس من طاولة سيد ، اللي بقى يسأله عن بلده وايه اللي جابه مصر واندهش لما عرف أن عتريس من عيلة الهلالي
سيد : أول مهمة ليك يا عتريس هتاخد الأمانة دي وتوصلها لصموئيل الجواهرجي ، وهو هيديك فلوس ترجع بيها ، ماشي
عتريس : ماشي
خد عتريس الأمانة وخرج من القهوة ، وبعد ما خرج نادى سيد على واحد من صبيانه
سيد : واد يا بندق ، جمع الرجاله وخد منه الامانه في الشارع المقطوع
بندق : علم وينفذ يا معلمي
وبعد ساعة رجع بندق وهو بيجري لمعلمه
سيد : مالك في ايه ياض
بندق : وحش يا معلمي ، خرشم الرجاله كلهم وعلم عليهم
ابتسم سيد : قولي ازاي
بندق : اقولك ايه ولا ايه ، دا كان بيضرب وكأنه عشرة رجاله في بعض ، ومحدش قدر عليه
حس سيد أنه وجد ضالته في عتريس ، وبعد دقايق دخل عتريس بعد ما أتم مهمته على أكمل وجه ، وقال لسيد على حصل وسيد عمل نفسه مستغرب وطلب منه يقوله اوصافهم.
سيد : شوف يا عتريس ، احنا هنروح دلوقتي عالمكان اللي هتشتغل فيه ، بس لازم تعرف البيت دا ليه خصوصية ونظام معين ، ولازم الست هانم تشوفك وتوافق عليك ، واللي تقولك عليه تعمله ، لأن اللي بيدخل البيت ما بيطلعش منه بالساهل .
راحو البيت اللي كان قصر أشبه بالمغارة اسواره كبيرة وفخم فتح ليهم البوابه الالكترونيه واحد قاعد على كرسي متحرك ، كان بيبص لعتريس بنظرات احتقار
سيد : ازيك يا عم زكي، اهو عم زكي دا الجندي المجهول والرجل البركة بتاع المكان
هز زكي رأسه من غير كلام ونظراته بتلاحق عتريس
قابلتهم واحدة كبيرة في السن اسمها علياء
سيد : دي بقى الست علياء ، كبيرة الخدم والمسؤولة عالقصر
سيد : دلوقتي هعرفك على ست سوزي ، صاحبة القصر ، ولو وافقت عليك هتتقبل وتبقى سعيد الحظ
دخلوا القصر اللي كان زي قصر الملوك ، فخم جدا وتصميمه غريب ومميز ، اول ما تدخل القصر بتحس بشعور غريب ، قعدوا في بهو الفيلا ، وبعد دقايق نزلت واحدة من السلم أقل ما يقال عليها أنه ملكة جمال كانت لابسه فستان أزرق قصير وماسكة كلب صغير ، عتريس عمره ما شاف الصنف دا من الستات. نزلت سوزي وبصت لعتريس من فوق لتحت وكأنه بتفحصه.
https://anteel.xyz/attachments/mv5bmju2m2e0mdetmgezni00nwvhlwi3ndctogezmzm4ngy3mtc4xkeyxkfqcgdeqxvynduzotq5mjy-_v1_uy1200_cr-jpg.377874/
سوزي : هو دا يا سيد
وفجأة سيد بصوته المحشرج بقى قدامها زي العيل خايف ومرتبك
سيد : اه يا ست هانم هو
وعتريس واقف ساكت وباصص عالارض
سوزي : اسمه ايه
سيد : عتريس يا ست هانم
سوزي وهو ما بيردش ليه
سيد : يمكن خايف من رهبة المكان
سوزي : يبقى مينفعش ، هو هيخاف من أوله ، أنا عايزة وحش يحميني أنا وبناتي من أعدائنا
سيد : جربي يا هانم وشوفي بنفسك
سوزي : طيب روح انت دلوقتي، وانا هشوف
غمزت سوزي لسيد ، اللي فهم عليها
سيد : حاضر يا هانم ، يا عتريس هات المحفظة اصلها وقعت مني ، اصل معايا ديسك ومش هعرف اوطي
وطى عتريس يجيب المحفظة وقام سيد بحركة مباغتة وعايز يضرب عتريس على رأسه من وراه ولكنه اتفاجى بأنه بقى متكوم قدام سوزي اللي بصت باندهاش ، سيد اللي زي الجبل ، عتريس شاله بحركة واحدة ولفه بجزء من الثانية
سيد بصوت ضعيف وهو عالارض : مش قولتلك يا هانم
اقتربت سوزي من عتريس وبدأت تحسس على كتافه وصدره ، وهو مش مستوعب بدا يبعد عنها.
سوزي : خلاص يا سيد ، done هو دا عينه ، وفهمه كل حاجة
قام سيد من عالارض
سيد : يخربيتك كنت هتكسر ظهري
وبدأ يفهم عتريس أن دي اختبارات كفاءة ، لانه البيت دا لي اسلوب خاص ، وسوزي هانم بتدور على حد يكون مسؤول عن أمنها هي وبناتها وأنه ممكن تجيب شركة أمن كبيرة ، بس هي عايزة تعيش بهدوء من غير لفت أنظار و يكون عدد موظفينه قليلين ، يعني علياء وطباخ وسفرجي وخدامتين و زكي اللي فتح الباب وهو ( عتريس ) و بس .
سيد : لازم بقى تعرف ولادها ، دا عاصم بيه ابنها الكبير بيشتغل في أعمال العيلة ،( عاصم كان واضح أن شاب رياضي متوسط الطول واشقر )
دي بقى ست شاهيناز بنتها الكبيرة وبيقولولها شاهي ( إعلامية مرموقة)
https://anteel.xyz/attachments/kayley-gunner_04-e1634852706350-768x491-jpg.377878/
ودي ست صافيناز بنتها الصغيرة وبيقولولها صافي .
https://anteel.xyz/attachments/kenzie_anne-jpg.377879/
خد بالك غير دول محدش يدخل بغير إذن حتى ولو أنا.
كانت الدنيا بتلف وتدور بعتريس اللي مكانش قادر يتكلم ومش مستوعب الأحداث ولا أي حاجة ، كان زي المتخدر ، وزاد تعجبه لما عرف راتبه اللي كان كبير جدا ، عمره ما مسك المبلغ دا في حياته .
وهنشوف هتخبي ايه لعتريس يا ام الدنيا
عتريس في بيت الاباليس:
كشف غطا وجهك ومزع القناع، بلا حكومة بلا حكومة بى بطولة بلا بتاع، يا أسمر يا أبو القلب الحديد يا للى واجهت الموت في كل اتساع، يا أسمر يا أبو الوجه العنيد، يا مصري ولحد النخاع كله طلع كلام يا اخال، والحال رجع تاني حال، أتاري الحرام. هو الحلال وأتاري الهدى هو الضلال، شموا نفسهم من جديد.
الجزء الخامس :
كان عتريس في حالة دهشة قلبه مقبوض وإحساس غريب جواه تشوفوا تقول يا ولده ، غريب في بلده او البلد غريبه عنه ، سرحان البيت في حاجة مريبة مش مريح ، كان قاعد في حديقة القصر بعد ما مشى سيد ، قربت منه علياء اللي كانت في بداية الخمسينات من العمر وجهي في حزم برغم من أنه في لمحة جمال وشعر احمر قصير وبشرة خمرية ، ولابسه قميص ابيض حريري و چيبة سوده
علياء : انت قولتلي اسمك ايه
عتريس : عتريس يا ست
علياء : قولي مدام علياء
عتريس : ايه
علياء : مدام علياء
عتريس : يعني هو انتي اسمك مدام بس الحاج سيد قالي اسمك علياء ، يبقى كده اسمك الحاج ابوكي علياء
معرفتش علياء تمسك نفسها وضحكت بصوت عالي ودا عكس طبيعتها القوية ، وخلى سوزي تتابع الموقف من ورا شباكها.
علياء : يخربيتك هو انت عمرك ما سبت بلدك
عتريس : لا ، كنت بروح المحافظة احيانا
علياء ( بنظرات طيبة غير معتادة منها ): طب قوم خليني اوريك غرفتك
راح عتريس مع علياء اللي بقت تشرحله المكان وهما ماشيين لحد ما وصلوا الغرفة .
علياء : دي بقى اوضتك يا عتريس
عتريس اندهش غرفته كانت صغيرة بس مترتبة وفيها كل حاجة ، لاحظت علياء اندهاش عتريس المكان وكملت كلامها
علياء : لازم تصحى بدري و أنا هعدي عليك بكرا افهمك الروتين اللي هتمشي عليه ، دلوقتي هبعتلك العشاء وتنام كويس
عتريس : لاموخذة يا مودام ، هو اللي انت قولتيه دي الروت......
علياء بابتسامة: يعني الحاجات اللي هتعملها كل يوم
دخل عتريس يستحم ولبس جلابيته ودخلتله العشاء الخدامة الفلبينية وكان العشاء اشكال والوان ، كان أول مرة يشوف كده بس مكانش قادر ياكل كان بيفكر في امه ويا ترى عايشة ازاي من غيره ، حط رأسه عالمخدة بس شاف عين بتبص عليه من الشباك ، جرى عالتريس يشوف مين اللي كان بيبص عليه بس لما فتح الباب وراح ورا الشباك ملاقش حد . حس عتريس بالحيرة هو متأكد أنه شاف حد بيبص عليه وحس بحركة حد بيجري لما قرب من الباب .
رجع اوضته و بقى يسأل نفسه
عتريس : هو أنا شفت حد ولا بتخيل ، معقول مش عارف ، بس البيت دا غريب ، ايو في حاجة مش صح .
رجع حط رأسه على مخدته ودماغه راحت لبلده
______________________________________
( بيت بهية )
عصام بيدق على باب بهية وكان معاه اخته نرمين
عصام : يا حاجة بهية ، يا ام عتريس
بهية : مين
عصام : أنا عصام يا حاجة
بهية : معقول الباشمهندس بنفسه ، دا احنا زارنا النبي ، اتفضل يا ابني
عصام : بس انا مش لوحدي
بهية : تشرفني انت وكل ضيوفك
دخلت نرمين مع عصام
بهية : انستونا ، تشربوا شاي ولا قهوة
عصام : ولا حاجة يا مرات عمي
بهية : مينفعش يا ابن الاصول
عصام : يبقى يا شاي
بهية : والامورة اللي معاك
نرمين : شاي برضه
راحت بهية تعمل الشاي، وكانت نرمين بتبص لأخوها بتعجب وقربت منه وبقت تهمسله
نرمين : ايه الست دي ، معقولة دا منظر واحدة ابنها الوحيد سابها
عصام بابتسامة : انتي متعرفيش الحاجة بهية ، دي قابلت ظروف اصعب من كده بكتير ، دي جبل .
نرمين : بس على فكره دي حلوة اوي
دخلت بهية بصنية الشاي وبعد لحظات بدأ الحوار بينهم.
عصام : أنا مش عارف اقولك ايه يا مرات عمي ، انتي وعتريس اتظلمتوا ، ومش عارف اعمل ايه عشان اساعدكوا ، خروج عتريس دا مش سهل عليا
بهية : كتر خيرك يبني ، وانت بايدك ايه بس
عصام : بايدي كتير يا مرات عمي ، ومتنسيش أن جدي قالي على كل حاجة وعتريس دا مش ابن عمي بس دا اخويا ، دا كفاية أنه انقذ حياتي مرتين.
بهية : يا ابني دا قضاء وقدر **** عتريس مجرد سبب، مش اكتر
عصام : اتفضلي يا مرات عمي المبلغ دا ، و كل شهر هديكي زيه عقبال ما عتريس يرجع ونعرف نرجع حقه
بهية بابتسامة: انت تعرف عني كده يا باشمهندس ، حط فلوسك في جيبك ، كفاية دخلتك عليا وسلم عني دا بفلوس الدنيا كلها ، يا ابو قلب ابيض
عصام : دا حقكم
بهية : حقنا عتريس هيرجعه
نرمين : واحنا معاه ، أنا دلوقتي ليه عمي ساب كل حاجة عشانك ، وفي الحقيقة كان معاه حق
( نرمين كانت بتبص بنظرات اعجاب لبهية ، كانت ساكتة بس مندهشة من قوة بهية اللي قادرة تقف قدام اكبر عيلة في البلد)
اندهشت بهية لما عرفت انها اخت عصام ،كانت فاكرها خطيبته
بهية : هي الاموره دي اختك يا باشمهندس
عصام : اه دي الدكتورة نرمين
بهية: حمد**** عالسلامة يا دكتوره ، كان نفسي اشوفك من زمان
نرمين ( قربت من بهية ): يا مرات عمي ، هو احنا مش عتريس برضه ، و زي ولادك ولا احنا مش قد المقام.
بهية ( باست راس نرمين) : معقول دا أنا اتشرف بيكم .
نرمين ( باست أيد بهية) : يبقى تاخدي الفلوس دي وتخلينا تساعدكم ، قضيتكم قضيتنا
بهية : أنا دلوقتي بقى عندي تلات ولاد مش واحد ( وحضنتهم) .
خرج عصام واخته من بيت بهية
نرمين : اه صحيح يا عصام انت مقولتليش ازاي عتريس انقذ حياتك مرتين.
عصام : ياه دي قصة طويلة ، أنا لولاه كان زماني ميت من زمان بس **** دايما بيبعته لي
______________________________________
(قصر سوزي )
صح عتريس بدري كالمعتاد وبقى يزبط في الأرض كان كل اللي في القصر نايمين ، وعتريس بما أنه فلاح بقى يشتغل في جنينة القصر وينظمها وينظف كانت همته عالية ، راح يعمل ابريق شاي ويستنى علياء تيجي تديله التعليمات وقعد قدام غرفته يشرب شاي كانت الشمس لسه بتشرق ، سمع حركة غريبة جنبه وفجأة لاقى زكي قاعد على الكرسي المتحرك بتاعه وبيلف بيه ، قام عتريس عشان يسلم عليه ، بس زكي تجاهله خالص ولا كانه شافه
عتريس : اتفضل شاي يا عم زكي
بص زكي لعتريس باحتقار وابتسامة سخرية ومشى من غير ما يرد عليه ، عتريس استغرب من ردة فعل زكي اللي من اول ما شافه وهو بيبصله نظرات غريبة. وبعد نص ساعة راحت علياء لعتريس ، واتفاجئت لما شافت الشغل اللي عمله عتريس
علياء : ايه دا ، انت اللي عملت دا عتريس
عتريس : اكيد أنا يا مودام ، هيكون مين يعني
علياء : طب امتى ، هو انت منمتش
عتريس : لا نمت كويس ، بس اول ما صحيت لقيت نفسي فاضي قولت احرك نفسي شويه
علياء: لا برافو يا عتريس ، بس بعد كده متعملش حاجة غير لما اقولك ، ماشي
عتريس : امرك يا مودام ، بس انتي مقولتليش الروتير بتاع النهاردة
علياء: دلوقتي هنزلك الفطار ، أفطر وبعد كده تحضر الحتة اللي جنب البيسين
عتريس : بس بعد اذنك يا مودام ، اللي هو ايه اللي بتقولي عنه
علياء : قصدي حوض المياه اللي هناك دا
عتريس : اه ، قصدك الترعة
علياء : ترعة ، **** يخربيتك يا سيد ، ترعة ،دا لو الست هانم سمعت الكلمة دي منك هتقتلك وترميك فيها.
علياء : اسمع اللي بقولك عليه ومتتكلمش كتير
عتريس : حاضر
علياء : كمان شويه الست هانم هتنزل حمام السباحه وبعد كده هتعقد هنا تشرب قهوتها وتفطر ، انت تقعد في الحتة اللي حواليه وتحاول تاخد بالك منها بس من غير ازعاج
عتريس : ممكن سؤال
علياء : اسال
عتريس : امال فين أهل البيت هو مفيش غير الست هانم
علياء : عاصم بيه ما بيجيش هنا كتير بس ست صافي وشاهي هيجوا قريب
عتريس : سوال تاني
علياء : قول
عتريس : هو مين عم زكي دا
علياء بفزع: ليه بتسال ليه ، هو انت كلمته
عتريس : كلمته ، دا كل ما يشوفني يبصلي بقرف
علياء : سيبك منه ومالكش دعوة بيه ، أنا لازم اروح احضر الفطار للست هانم .
بعد ساعة نزلت سوزي ومعاها كلبها كان عتريس رتب المكان ، كانت لابسه روب حرير فوق الركبة ، بقت تعمل شوية حركات رياضة وعتريس بيراقب زي ما علياء قالتله ، بس فجأة لاقى سوزي بتقلع الروب وبترميه عالارض وتنط في البيسين ، كان بيتهيله أنه بيحلم اول مرة يشوف كده ، سوزي كانت لابسه بيكيني قطعتين اسود مع لون بشرتها البيضاء كان عامل انعكاس جميل ليها ، الدم جرى في عروق عتريس وبقى وشه كله عرق ، وبعد شويه خرجت سوزي من البيسين وعلياء جابت فوطة وبدأت تنشف ستها بس هو استغرب من نظرات علياء لي ، كانت وهي بتنشف بتبص على عتريس وتبتسم بخبث أما سوزي كانت مدي ظهرها لعتريس وقعدت تفطر وهي لابسة البيكيني وتشرب قهوتها. نفذ عتريس الأوامر اليومية لحد ما جي الليل وطبعا وصل العشاء اللي كل يوم اشكال والوان ، كان مستغرب دي كانت أول مرة يشوف واحدة لابس كده هي بالنسبة لي مش لابسة ،بس هو افتكر نصيحة خاله ( تبقى اعمى واطرش واخرس وملكش دعوة بحد واصل) حط رأسه عالمخدة وبقى يسمع اصوات غريبة وهو مش فاهم الكلام اللي كان بيتقال بلغة غريبة وبقى يشوف شبورة على ازاز الشباك وعين حمرا بتبص عليه.
______________________________________
(قصر الهلالية)
دخلت خوخة قصر الهلالية اللي ياما سمعت عنه وعن العز اللي فيه
عتمان : خشي يا بت يا خوخة المطبخ ، يا صبحية
صبحية : ايه يا عتمان ، في ايه
عتمان : دي خوخة ، هتشتغل معاكي هنا ، علميها كل حاجة وفهميها
صبحية : وماله ، اتفضلي يا خوخة
خوخة وصبحية بقوا أصحاب وسرهم مع بعض بس صبحية كانت بتحس بالغيرة من خوخة لانها احلى منها وكانت تخلي خوخة بعيدة عن غرفة جاسم ، بس طموح خوخة مش سهل .
صبحية : أنا رايحة ازور امي يا خوخة اصلها تعبانة ، خدي بالك من البيت وزي ما فهمتك لو جاسم طلب حاجه ابعتيله ام عنايات
خوخة : واشمعنا جاسم يعني
صبحية : اقولك بس سر
خوخة : سرك في بير يا حبيبتي
صبحية: اصلي انتي زي اختي بالزبط ، جاسم هيتجوزني
خوخة : انتي اتخبلتي يا بت يا صبحية
صبحية : صدقيني و**** ، هو قالي كده ، بيحبني
خوخة: بت يا صبحية ، هو بينكم حاجة
صبحية بكسوف : خلاص بقى يا خوخة ، في بينا عشق ، هو راجلي
خوخة : يا مصيبتك السودة يا صبحية
صبحية : يخربيتك هتفضحيني
خوخة : طب أنا هعمل ايه دلوقتي
صبحية: ابعدي عنه ، وانا لما يتزوجني هبسطك.
خوخة : هتبسطيني ازاي يعني
صبحية: كل اللي نفسك فيه هتلاقيه عندك
حصل الاتفاق بين الاتنين وراحت صبحية تزور امها ، بس يا ترى خوخة هتعمل ايه
عتريس في بيت الاباليس
لا انا نقصان ولا ضعفان
ولا مسطول ولا سكران
ولا زايغ من عيني الضي
ولا حد احسن مني في شيّ
بس بغير
واللي قالولك غيرة الراجل قِلّة ثقة او قلة
فَهم خَلْق حمير
غيرة الراجل نار في مَرَاجِل نار بتنوّر مابتحرقش
واحنا صعايدة بنستحملش
شمسنا حامية وعِرْقنا حامي وطبعنا حامي
تخلّي صعيدي يحبها
يبقى يا غُلْبها
اصلنا ناس على قد الطيبة كلنا هيبة
و النسوان في بلادنا جواهر
طب لو عندك حتة ماس
حتخلّيها مداس للناس؟؟
ولا حتقفلي اوضة عليها بميت ترباس
يمكن حتى تأجري ليها جوزين حراس
الجزء السادس :
كان عتريس مندهش من حياة سوزي وطريقة لبسها وضيوفها والحفلات اللي كانوا بيعملوها ، عالم غريب بيتفتح قدامه، و كان لسه شعوره بالقلق وعدم الارتياح كان بيزيد برغم من معاملة علياء اللطيفة معاه و راتبه الكويس بس عتريس كان زي اللي بيتقطع من كل حته من اتجاه امه وبلده اللي مش عارف يشوفهم ومن اتجاه بنت خاله اللي بقى عايز يشوفها باي شكل من الأشكال .
___________________________________ ( قصر سوزي )
علياء: يا عتريس يا عتريس
عتريس : ايه يا مودام علياء
علياء : عملت اللي قولتلك عليه
عتريس : اه يا مودام ، كل حاجة تمام
علياء : ونطفت العربيات اللي في الجراچ
عتريس : كل حاجة تمام ، هو في حفلة النهاردة
علياء: وانت بتسال ليه
عتريس : ولا حاجة
علياء: لا مفيش حفلات بس بنات الست سوزي هيوصلوا النهاردة ولازم كل حاجة تبقى تمام ، دا لو معندكش مانع .
بقى عتريس يهز رأسه
علياء : اي اسئلة تانية يا عتريس بيه
عتريس : لا يا مودام
قربت علياء على عتريس
علياء بحدة : في شغلتنا دي مينفعش تسال ، تنفذ وبس ، فهمت
عتريس : مفهوم يا ست هانم
راحت علياء اللي كانت بتبتسم ابتسامة غريبة ، عتريس خلص كل حاجة وقعد كالمعتاد قدام غرفته وبعد دقايق نزلت سوزي اللي كانت لابسة فستان صيفي ولابسة برنيطة كبيرة ونظارة شمسيه بيضاء ، ركبت عربيتها عشان تروح تستقبل بناتها من المطار.
مرت الساعات و وصلت سوزي مع بناتها ، البنتين احلى من الصور بكتير ، الحياه الجديدة كانت بتشد عتريس لعالم جديد واسئلة كتيرة بتدور جوا دماغه ، وحفلاتهم كانت مريبة بمعنى الكلمة نوع موسيقى واغاني غريبة دا غير الاضواء القصر اللي بتبقى كلها احمر في اسود وتحس أن القصر بيتحرق ودا كان عامل أجواء غريبة والصبح ولا كان حاجة حصلت بيتحول لبيت عادي هادي ، عتريس اه مش متعلم بس نبيه.
___________________________________
(قصر الهلالية)
خوخة مش سهله وفي هدف فدماغها دخلت قصر الهلالية عشانوا ، ومش هتقبل تكون وصيفه لصفية واي واحدة تانية. خرجت خوخة وبدأت تشتغل قدام القصر كانت عارفة أنه جاسم بيطلع يشرب الشيشة ويقعد في جنينة القصر هو ورجالته في الوقت دا ، كانت لابسه عباية فلاحي ضيقة ومقسمة جسمها اللي زي الكرباج وجاسم خد باله من رجالته اللي بلموا وبقو مش على بعضهم من المنظر اللي قدامهم ، خوخة احلى بت في البلد كلها وهي قاعدة قدامهم بالشكل دا، جاسم بص بنظرة لعتمان اللي فهم عليه، راح عتمان لخوخة
عتمان : بت يا خوخة ، قومي فزي يا بت
خوخة : ايه يا عتمان في ايه ، يعني منشتغلش
عتمان : مش وقته ( وقام عتمان شدها من ذراعها)
خوخة بلدلع يحرك الحجر : اه ايدي
دخلت خوخة وهي بتمشي بدلع ومياصة والرجالة نسيت أن جاسم قاعد وبقت تبص على خوخة.
جاسم : واه يا ولاد الرفضي ، اول مرة تشوفوا حرمة
الدهشوري : وهي دي حرمة يا جاسم بيه ، دي ملبن دي قشطة وعسل
جاسم : واه يا ابن الجاموسة ، بقى طول بعرض وزي التور وحرمة تعمل فيك كده
وبقوا كل الرجالة يضحكوا
جاسم كان قاعد بياكل مع ابوه وأخواته وكانت ام حسن اكبر خدامة في القصر بتخدم عليهم
جاسم : قوليلي يا ام حسن ، هو مش عتمان جاب بت جديدة
ام حسن : ايوه يا جاسم بيه ، خوخة بنت عوض
جاسم : وهي فين
ام حسن : في المطبخ يا سعادة البيه
جاسم : وهو مش عيب أن واحدة في سنك تقعد تخدم علينا وهي تقعد في المطبخ
ام حسن: اصل دي أوامر ..............
جاسم : مفيش أوامر ، من بكرا البت دي هي اللي تخدم علينا ، فهمتي
ام حسن: حاضر يا سعادة البيه
جاسم : انتي بتخدمينا بقالك فترة ونجي على اخر الزمن ونبهدلوكي
ام حسن : **** يزيد مقامك
جاسم : وهقول لعتمان يزيد يوميتك
ام حسن: تسلملي يا اصيل وابن الاصيل ، **** يزيدك من نعمته
راحت ام حسن تقول لخوخة وعتمان ، وعلى السفرة كانت في دهشة من سليم وعصام ونرمين اللي كانوا بيبصوا لبعض
سليم : ومن امتى الكرم دا يا جاسم بيه
( عصام ونرمين بدوا يضحكوا)
جاسم : انت عتتريق عليا يا حاج ولا ايه
سليم : لا بس مش بالعادة ، تبقى حنون كده
جاسم ( قام من عالسفرة) : واه لا كده عاجب ولا كده عاجب أنا قايم
نرمين : مالك يا حاج على جاسم ، مانت عارف أنه بيحب ام حسن عشان ماما ، وربتنا واحنا صغيرين
سليم بابتسامة: مليش يا دكتورة ، بس مشكلتي اني عارف ولادي كويس
راح جاسم مكتبه ونادى على عتمان
جاسم : يا عتمان يا زفت
عتمان : نعم حضرة جنابك
جاسم : ايه بتنام على ودانك
عتمان : أمرني يا سعادة البيه
جاسم : خد البت الجديدة وعرفها البار بتاعي اللي في جناحي ، هي تعرف تعمل مزة
عتمان : ما اظنش يا سعادة البيه
جاسم : واه يا بلد عتمان بقى عنده دماغه وبيظن وما يظنش ، وليه بقى يا عبقري زمانك
عتمان : اصل الحاجات دي من اختصاص صفية
جاسم : طيب عرفها وعلمها ، وخليها تزبط القعدة
عتمان : حاضر يا بيه
خرج عتمان لخوخة وبقى يعرفها ويعلمها ازاي تزبط القعدة لجاسم
عتمان : طلعهيم جناح جاسم بيه يا خوخة
خوخة : لا انا مقدرش اطلعهم
عتمان : وليه بقى يا ست خوخة
خوخة : كده مقدرش وخلاص
عتمان : انتي اتجننتي يا بت
خوخة: أنا قولتلك اللي عندي
عتمان : هقول لجاسم بيه وهيبقى يومك اغبر
خوخة: قوله
راح عتمان لجاسم
جاسم: ايه يا عتمان كل حاجة جاهزة
عتمان : مش عارف اقولك ايه جنابك
جاسم : قول ايه
عتمان : البت خوخه مش عايزة تطلع ، دي لازم تمشي
جاسم بابتسامة: واه يا بنت الفرطوس ، هتلعبني البت دي ، طيب سيبها دلوقتي
عتمان : معقول جنابك ، بقى تعصى اوامرك وتسيبها
جاسم : ومين قالك انها عصت اوامري ، اللي عصى اوامري هيتعاقب
عتمان : اللي هو مين
جاسم وهو بياكل التفاحه: انت يا عتمان ، أنا أمرتك انت ، وانت معرفتش تتصرف
عتمان : وانا ايه ذنبي جنابك ، هي اللي بت قليلة رباية .
في غرفة الباشمهندس عصام دخلت نرمين الدكتورة نرمين
نرمين : ايه يا عصام عملت ايه
عصام : مينفعش دلوقتي يا نرمين
نرمين : ايه هو اللي مينفعش
عصام : مينفعش نعمل أي حركة وجاسم في البلد ، هنخرب كل حاجة ، جاسم مش سهل
نرمين : طب امتى
عصام : الشهر الجاي جاسم هيروح مصر واحنا ممكن نتحرك ونستفيد من عدم وجوده .
___________________________________
( قصر سوزي)
سواد وظلام وكلب اسود بحجم الاسد عينه حمرا زي الدم بيجري وراه وعتريس بيهرب وفجاه يظهر قدامه خفافيش بتمسك في وشه وبتقطع فيه سحبت الجلد من وشه بقى مسخ بيحاول يجري وبيقع بيزحف عالارض ويسمع صوت مرا عجوزة بتضحك وتقوله هتروح فين انت وقعت في المصيدة يا مسكين.
قام عتريس مفزوع من سريره كان كابوس أشبه بحقيقة حس نفسه كان بيجري بجد وكأنه مش حلم .
قام عتريس وكان كله عرق وسريره مكسور ، صلح سريره واستحم وطلع يشوف شغله كانت لسه الدنيا الفجر . كالمعتاد خلص بدري وقعد قدام غرفته يشرب شاي ويستنى وكالمعتاد شاف زكي اللي كان ماشي قدامه بالكرسي المتحرك وكأنه جثة من غير روح ( زومبي ) بس المرة دي عتريس مسلمش عليه بس الغريب هو نظرة زكي اللي بص لعتريس ورغم أن الجو كان حلو إلا أن بعد النظرة حس عتريس بهواء أشبه بالعاصمة للدرجة أن ابريق الشاي وقع عالارض . مرت ساعات وجت علياء تشوف عتريس وتقوله على هيعمله النهاردة ، فطر عتريس وعمل اللي قالت عليه علياء ، وقعد وبعد لحظات لقى واحدة نازلة لابسة فستان أزرق قصير جدا وشقراء بشرتها برونزية حلوة جدا كانت لابسة وبتبص على عتريس اللي قام وقف لما شافها
البنت: انت
عتريس بقى يبص وراه مش عارف هي بتكلمه ولا بتكلم مين
البنت : ايوه انت ، نطفت العربية
بقى عتريس يهز رأسه
البنت : طب افتحلي الباب عشان عايزة أخرج
راح عتريس يفتح الباب وخرجت العربية وعتريس مقالش ولا كلمة ، مش متعود يشوف الجمال دا كله
علياء : حلوة مش كده
اتفزع عتريس لأن علياء ظهرت بشكل مفاجئ ، مكانتش موجودة أو حتى قريبة ، بصلها عتريس من غير ما يرد عليها
علياء : دي مدموزيل شاهي بنت مدام سوزي اكيد شفت صورتها
هز عتريس رأسه لعلياء وراح يكمل باقي يومه وكان قاعد تحت شجرة وممد لحتى ما نام ، ما هو يا عيني مبقاش ينام وهو نايم سمع صوت كلب وصوت ناعم ، قام مفزوع ما بقت كل حياته احلام فيها كلاب وأصوات ، وهو قعد جات قدامه واحدة وكانت برضه شقراء ولابسة هوت شورت وبلوزة كات وجمالها غير طبيعي بس الاختلاف بينهم انها كانت مبتسمة عكس الاولى اللي كانت جدية
البنت : انت ، hey
البنت : انت صاحي
عتريس قام : اه يا آنسة أنا صاحي
البنت : طب شفت مورجان
عتريس : ايه ، مورجان مين
البنت : مورجان my dog
عتريس ( وقف مبلم) : اللي هو ايه ، اعذريني يا آنسة اصل أنا مبفهمش عانجليزي
البنت بضحكة ساحرة : عالانجليزي ، دا انت نكتة مورجان دا يبقى كلبي
عتريس : واه يعني صوت الكلب دا مكانش حلم
البنت قربت على عتريس بقت شفايفها قريبة من شفايفه : هو انت بتحلم بكلاب
عتريس بتوتر : يعني احيانا
البنت : طب تدور معايا
عتريس : طبعا
البنت : انت الحارس الجديد مش كده
عتريس : ايوه يا ست هانم
البنت: هو انت اسمك ايه
عتريس : عتريس يا ست هانم
البنت بنظرة سخرية : ايه
عتريس : عتريس
البنت : ودا يعني ايه
عتريس بغضب : اسمي يا ست هانم اسمي عتريس
البنت : انت زعلت ، انا قصدي معناه ايه
عتريس : هو على حسب ما افتكر ، ابويا قالي أنه معناه الجبار الغضبان
البنت : وانت جبار وغضبان
عتريس : غضبان اه ، جبار دي لسه معرفش
البنت : أنا هبقى اقولك اذا جبار ولا لا ، أنا بقى صافي
عتريس : مانا عرفت كده برضه
صافي : ازاي
عتريس : اصل مفيش اي حد ممكن يدخل هنا
بقوا يدورا عالكلب في المزرعه الي كانت كبيرة جدا
صافي : هناك اهو يا عريس
عتريس : فين يا ست هانم
صافي : فوق الشجره ، حبيبي هيقع
عتريس : متخافيش يا ست هانم ، هطلع اجيبه
صافي : هتعرف
عتريس : طبعا يا ست هانم ، دا كنت بطلع النخلة في بلدنا ، اكبر من كده بكتير
صافي : طب وريني
طلع عتريس الشجرة ومسك الكلب اللي كان بيجري منه
صافي : برافو يا عريس
عتريس : عتريس يا ست هانم
صافي : طب يا عتريس هاتلي التفاحة اللي هناك دي
عتريس : اي واحدة يا ست هانم
صافي : اللي بعيدة اخر واحدة ، هتعرف تجيبها
عتريس : ولو عايزة الشجرة كلها اجيبهالك
صافي : يا واد يا جامد
نزل عتريس بخفة وهو ماسك الكلب وجايب التفاحة
صافي : واه دا انت جامد قوي يا عتريس
عتريس بابتسامة استغراب: يا ابويا انتي بتعرفي تتكلمي صعيدي
صافي : أنا بتعلم أي حاجة بثواني
عتريس : ودا معقول برضه
صافي : كل حاجة معقولة ومتاخدش ببالك ، هات التفاحة
عتريس : اتفضلي يا ست هانم
صافي : تاكل
عتريس : لا شكرا
سمعت صافي صوت علياء اللي كانت بتنادي عليها
علياء : يا مدموزيل صافي
صافي : ايه يا علياء ، دوشتيني
علياء : سوزي هانم مستنياكي عند pool عشان تفطروا
صافي : طيب تشاو يا ادريس
علياء بصت لعتريس بخبث
علياء : دي بقى مدموزيل صافي
عتريس : مانا اتعرفت عليها
علياء : كنتوا فين
عتريس : كنا بندور على مرجان
علياء : طيب روح دلوقتي اقعد جنب المسبح زي المرة اللي فاتت عشان لو احتاجوا حاجة
راح عتريس وقعد واندهش كانت سوزي وصافي قاعدين بالمايوهات ، عتريس لف وشه وبقى في غاية الكسوف
صافي : واقعة يا مامي موت
سوزي : طيب بالراحة شوي
صافي : بس فاتك شوية حاجات في السفرة دي
سوزي : اه سمعت بس اعمل ايه مكانش ينفع اطلع معاكم ، وشاهي لسه زعلانة
صافي : اه يعني فكت شوية بس نفسيتها مش اوي ، بفكر نروح الشاليه أنا وهي وصحابنا الاسبوع الجاي نغير جو
سوزي : good idea
صافي: هتيجي معانا ، مش كده
سوزي: لا مينفعش
صافي : يعني هتقعدي لوحدك
سوزي : لا علياء والولد الجديد هيقعد معانا وبقية الخدامات
صافي : علياء بس عتريس هيجي معانا ، احنا ممكن نحتاجه
سوزي ( بتقرص صافي من حلمتها ) : بقى كده
صافي : اه يا ماما بصوت عالي
عتريس التف عليهم لما سمع صوت صافي وشاف سوزي وهي بتهمس لصافي في ودانها وبعدين صافي بصت على عتريس وضحكت ، عتريس حس أنهم بيتكلموا عليه .
______________________________________
( قصر الهلالية)
تاني يوم بقت خوخة هي اللي بتخدم عليهم وكالعادة كانت لابسه عباية ضيقة ومحزقة ، كانت حركتها أشبه باللي بترقص وجاسم متابع وعارف الحركات دي ، خوخة كانت ملفتة جدا وبعد العشاء نادى على خوخة
جاسم: انتي يا بت
خوخة : نعم يا سعادة البيه
جاسم : اطلعي زبطي القعدة فوق
خوخة : بس
جاسم : بس ايه ، أنا مفيش عندي حاجه اسمها بس ، أنا كلامي أوامر يلا بسرعه
طلعت خوخة وجهزت القعدة وجاسم وصل خوخة كانت نازلة
خوخة : أنا خلصت كل حاجة يا بيه
جاسم : و رايحة فين ، أنا قولتلك روحي
خوخة: طب اعمل دلوقتي
جاسم : خليكي هنا ، يمكن احتاجك
سكتت خوخة وبقت قاعدة عالارض
جاسم : انتي قولتلي اسمك ايه
خوخة : خوخة يا سعادة البيه
جاسم : وابوكي مين
خوخة: عوض وهدان يا بيه
جاسم : بقى عوض حرامي البهايم يبقى عنده بنت زي المهلبيه كده ( بقى يحسس على رأسها ، خوخة بعدت عنه )
خوخة : **** يخليك يا بيه
جاسم : بتعرفي ترقصي يا بت
خوخة: ارقص انت فاكرني ايه يا بيه
جاسم : انتي تنفذي اوامري وبس
خوخة : مقدرش يا بيه ( وخرجت بهية من غرفة جاسم )
مر يوم واتنين وجاسم مكانش مهتم ببهية خالص اللي حسيت بحاجة غريبة ورغم لبسها اللي بقى أضيق ومثير اكتر إلا أنها حست بأنها خسرت المعركة الاولى وان جاسم قفل منها ، بعد الغدا راحت خوخة غرفتها اللي في القصر ولاقت ام حسن و عتمان بيخبطوا عالباب
عتمان : خدي يا خوخة ، دول اجر الشهر كامل و النهاردة اخر يوم ليكي في القصر ، لمي خلاقاتك واتوكلي
خوخة بفزع ( حست انها خسرت الحرب كلها مش بس معركة) : ليه هو أنا عملت يا ام حسن
ام حسن : دي أوامر يا بنتي واحنا ملناش دعوة ، احنا زينا زيك ، روحي وبكرا **** يرزقك
فرت الدموع من عينها كانت خشيمة وافتكرت نفسها بقت البريمو.
جاسم خلص شغل في المكتب وقعد مع رجالته شوية ورجع غرفته عشان ينام ، فتح الغرفة وكانت الغرفة مظلمة وبعدين سمع صوت ناعم وضوء احمر خفيف بيتفتح قدامه، واتفاجى بالمشهد اللي قدامه لاقى خوخة لابسة جلباية زي بتوع راقصات المولد والصعيد ماسكة جسمها وصدرها اللي زي السيلكون صدرها منور وطالع لفوق و وسطها زي وسط الكمان والجلباية مفتوح من عند رجليها اللي كانت زي الزبدة
خوخة : نورت يا جاسم بيه
جاسم : واه يا ابوي ، انتي بتعملي ايه هنا
خوخة : هس ( سحبته من شاله وفتحت اغنية قرب عالحلاوة وبقت ترقص ، جاسم مكانش قادر يمسك نفسه ، وزبره انتفض وقاعد متكيف ومش قادر ،خوخة كانت بترقص بكل إثارة وبتعمل كل الحركات المغريه والمثيرة وجاسم عايز يهجم على فريسته ، خوخة قربت من جاسم اللي كان قاعد ، بزازها بقت قدام وشه ، قربت شفايفها من شفايفه ، الشفايف بتقرب ، وفجأة قفلت خوخة الكاسيت وبعدت وحطت عباية عليها
خوخة : مينفعش يا جاسم بيه ، خلاص أنا بقيت مطرودة وكنت جايه اسلم عليك ، مع السلامة
خرجت خوخة وجاسم بقى يضحك من القهر
جاسم : اه يا بنت الشرموطة ، جامدة لازم اخليكي تركعي
______________________________________
(قصر سوزي )
علياء : جاهز يا عتريس ، خد بالك من الهوانم كويس ، وخلي عينك في نص راسك فاهم
عتريس : فاهم يا مودام
ركب عتريس مع صافي وشاهي عشان يروحوا الشاليه ، نزلت سوزي تسلم على بناتها ، عتريس كان ملاحظ أن عمرها سوزي ما بصتله وكأنه مش موجود، راحو الشاليه اللي كان في خدامات ومتجهزة وقدامه مسبح ومزرعة كبيرة ، عتريس رتب وزبط الأمور وملاقش نفسه، نام من تعب السفر وفجاه صح على صوت ضحكات وصريخ بناتي بص من شباك غرفته لاقى صافي وشاهي بالمايوهات وبيلعبوا مع بعض ، عتريس بقى مش قادر يمسك نفسه من المناظر اللي بيشوفها البنتين وأمهم يحلوا من على حبل المشنقة ، اول يومين كانوا قاعدين لحالهم بس تالت يوم جي اصحابهم اللي كانوا من الجنسين وحفلات ليل ونهار رقص وشرب وهدوم غريبة يلبسوها بالليل شاهي كانت لابسه طقم جلد احمر غريب بس مثير و متقسم عليها وصافي لابسه ممرضة وطالع شكلها حلو و اليوم اللي بعده عملوا حفلة مايوهات عالبيسين وكلهم ولابسين مايوهات وبيرقصوا ، عتريس كان بيحاول يتلاشى الموقف ويقعد بعيد ، والحفلة كانت ماشيه بشكل عادي لحد ما سمع صوت صريخ لاقى واحد ماسك شاهي وحاطط على دماغها مسدس والكل واقف مرعوب ، عتريس مكانش عارف يعمل ايه بس فكر في فكرة أنه يطلع على سطح الشاليه وبكده يقدر ينط فوقه ويضربه من ظهره
الراجل اللي معاه مسدس : لازم اموتك زي ما ضيعتني وضعيت مستقبلي
عمل عتريس الخطة وطلع فعلا وبقى فوق رأسه بالزبط ، نط عتريس وخطبه على دماغه ونزل ضرب فيه ، الكل كان واقف مندهش من المشهد وشاهي وقعت عالارض اخته صافي بقت تهدي فيها وعتريس بيضربه ، عتريس عمل اللازم وانقذ حياة شاهي وكل اصحابهم بقوا مسمينه نينجا
واحدة: ايه يا صافي ، الوحش دا جيبته منين
صافي : ملكيش دعوة يا ساندي
ساندي : طب هو اسمه ايه
صافي : عتريس
ساندي : ايه ، دا اسمه بجد
الكل بقى يشكر عتريس اللي كان عامل زي اللي فتح عكا
صافي : يا عتريس ، احنا لازم نرجع حالا
عتريس : حاضر يا ست هانم
صافي : شاهي حالتها وحشة ، رتب كل حاجة وارمي الحيوان دا برا
رجعوا كانت شاهي عاملة زي اللي فاقد الوعي وصلوه ولاقو سوزي بتستنهم ، خدت بنتها بالخصم اللي بقت تعيط في حضن امها ، دخل عتريس غرفته وبعد ساعة تقريبا جاتله علياء
علياء : يا عتريس ، سوزي هانم عايزاك
عتريس استغرب عمرها سوزي ما طلبته ، من ساعة ما اتعين وهي حتى ما بتبصش ولا كانه موجود ، كان ماشي ورا علياء ، عتريس كان ماشي وحاسس بحاجة غريبة عمره ما دخل وشاف القصر كله ، كان قصر مريب بمعنى للدرجة أنه كان بينسى الطريق اللي مشي منه
عتريس : هو احنا هنروح فين
علياء : قولتلك ممنوعه الاسئلة
دخلوا غرفة وكانت غرفة نوم سوزي كانت غرفة غريبة في كل حاجة بس الأغرب سوزي اللي كانت لابسه قميص نوم زهري قصير جدا ونايمة عالسرير وبتبتسم
سوزي : ادخل يا عتريس
دخل عتريس اللي عمره مكان متوقع أنه يدخل غرفة نوم سوزي هانم ويشوفها بالشكل دا
عتريس : امرك يا ست هانم
سوزي : أنا مش عارفه اقولك ايه يا عتريس ، انت أنقذت حياة بنتي ، مرسي بجد
عتريس : دا واجبي يا ست هانم
سوزي ( قربت على عتريس وبدأت تحسس على ذراعه ) : انت راجل بجد وأثبت نفسك ، يا علياء عتريس ياخد ضعف راتبه وتصرفيله تلات شهور مكافأة
علياء بابتسامة: أمر يا مدام سوزي
عتريس : أنا عندي طلب بعد اذنك يا ست هانم
قعدت سوزي وحطت رجل على رجل ودا خلى فخادها كله تبان: قول يا عتريس
عتريس : عايز ازور خالي ، بقالي فتره مشفتوش
سوزي بتحرك راسها وترجع تقف قدام عتريس : هو صعب بس عشانك هخليك تزوره لمدة يومين بس ، فاهم
عتريس : **** يجبر بخاطرك يا ست الكل
سوزي : مبسوط، زبطيه يا علياء
رجع عتريس غرفته ولاقى اكل اشكال والوان
عتريس : ايه دا كله ، دا لمين
علياء بابتسامة: ليك طبعا ، كل واتغذى اصل انت هتتعب اوي الايام الجايه
خرج عتريس وهو مبسوط عشان هيبعت المبلغ الكبير دا لامه وهيشوف بنت خاله عزة
_______________________________________
( الكلية)
عزة : انت عارف ان أنا مش هقبل بكده يا نادر
نادر : انتي عارفه أن نيتي خير وقصدك في الحلال
عزة : ولو قصدك خير يبقى تجيب مامتك واخوك وتقابلوا بابا
نادر : يا حبيبتي مانا هعمل كده ، بس لازم اتخرج الاول
عزة : يبقى تستنى لما نتخرج
نادر : يبقى تعالي اوصلك
عزة : لا هاخد مواصلات
نادر: يا بنتي الدنيا بقت ظلمة ومينفعش تمشي كده لوحدك
ركبت عزة مع نادر اللي وقف في حتة مقطوع قبل العمارة اللي ساكنة فيها عزة
عزة : انت وقفت هنا ليه
نادر مسك صدر عزة بقوة وحاول يتهجم عليها ، حاولت تخرج من العربية بس هو كان قافل الباب ، وبدأ يبوس فيها وقلعها ال**** وهي بتصرخ وهو بيحاول يمسك كسها ، الصدف بتبقى زي المعجزة يعني الغرقان ممكن قشة تنقذه ، كان عتريس ماشي من نفس الحتة وكان القدر بعته ليها ، عتريس سمع صوت واحدة بتصرخ وتعيط ومكانش يعرف انها بنت خاله راح و وقف قدام العربية
نادر : انت واقف كده ليه ياض انت
عتريس : سبب البت وامشي من هنا
نادر : ولو ممشيتش
عتريس : هنمشي يا روح امك
خرج نادر عشان يتخانق مع عتريس ، عزة عرفت عتريس من صوته وبدأت تلبس حجابها وهمومها اللي حاول نادر يفتحهم ، بدأت الخناقة وخلصت بروسية من عتريس خلت نادر يتكوم عالارض ، راح عتريس عشان يطلع البنت اللي في العربية وكانت عزة بتبص عالارض عشان عتريس ما يشوفهاش بس عتريس .
عتريس : اطلعي يا بنت الناس، مش عيب ( ملحقش يكمل الكلمة جات عينها في عينه ، عتريس اتصدم و وقف مبلم)
عزة بتعيط : مليش ذنب و**** يا عتريس، أنا هفهمك الحكاية كلها
عتريس: مش عايز افهم حاجة، استري نفسك
عزة : والنبي ما تقول حاجة لبابا
كان عتريس ماشي وهي ماشيه وراه ، لحظات صمت طويلة ، وصلوا قدام بيتهم
عتريس : يلا اطلعي
عزة : طب انت مش نتطلع معايا
عتريس : لا ، هروح لعمي في المحل