ا
ابيقور
عنتيل زائر
غير متصل
مساء الخير يا جماعة ، **** تكونوا بخير وسعاده.
في البداية حابب اعتذر عن التأخير في نشر الأجزاء الأخيرة من البرتيتا الأخيرة ، بس دا لعدة أسباب أنا كنت حابب انشر السلسلة كلها مع بعض ولجهلي بسياسة المنتدى وان السلسلة لازم ١٣ جزء بس ، الحقيقة أصبت بنوع من عدم التحمس أو الإحباط لاني ما بحبش قصصي تبقى اكتر من سلسلة وخصوصا أن كان فاضل جزئين بس وكان في مساهمات من العضو الرائع @مرحب اللي بحب أوجه له الشكر على تعاونه وتواصله مع المسؤولين اللي أبدو مرونة في التعاون ، بس لما راجعت نفسي شفت أن آخر جزئين فيهم احداث كتيرة عشان كده قررت افتح سلسلة جديدة هتبقى من اربع اجزاء أو خمسة بالكتير ، عارف اني طولت عليكم بس حبيت اوضح ليكم الأمور كافة وانشاء **** تعجبكم القصة وتكون عند حسن ظنكم ، اتمنى لكم متابعه طيبه .
تنويه هام: يجب قراءة السلسلة الاولى بكل أجزائها لانها متصلة باحداث السلسلة الثانية التي هي استكمال لها وشكرا.
البرتيتا الأخيرة:
عِقابُ الهَجرِ أَعقَبَ لي الوِصالاً
وَصِدقُ الصَبرِ أَظهَرَ لي المُحالا
وَلَولا حُبُّ عَبلَةَ في فُؤادي
مُقيمٌ ما رَعَيتُ لَهُم جِمالا
عَتَبتُ الدَهرَ كَيفَ يُذِلَّ مِثلي
وَلي عَزمٌ أَقُدُّ بِهِ الجِبالا
أَنا الرَجُلُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ
وَقَد عايَنتَ مِن خَبري الفِعالا
غَداةَ أَتَت بَنو طَيٍّ وَكَلبٍ
تَهُزُّ بِكَفِّها السُمرَ الطِوالا
بِجَيشٍ كُلَّما لاحَظتُ فيهِ
حَسِبتُ الأَرضَ قَد مُلِأَت رِجالا
وَداسوا أَرضَنا بِمُضَمَّراتٍ
فَكانَ صَهيلُها قيلاً وَقالا
تَوَلَّوا جُفَّلاً مِنّا حَيارى
وَفاتوا الظُعنَ مِنهُم وَالرِحالا
الجزء الاول:
لما سمعت أسم مايا انصعقت ولقيت نفسي بسال شيماء مين وكأني عايز اتاكد ، كانت مشاعر مختلطة ، حزن وفرح وكان حطيت سكر مع ملح ، مش عارف انا مبسوط ولا حزين، وأسئلة كتيرة بتدور في راسي ، طب هي كانت فين ورجعت ليه وعايزة ايه ، كنت عايز اضربها وابوسها وأقطع شفايفها ، مش عارف هعمل ايه اول ما اشوفها ، ثواني كانت سنوات
شيماء : ايه يا استاذ ، هقولها ايه
أنا : ايه
شيماء : لا دا انت مش معايا خالص
أنا : هي جايه عشان قضية
شيماء : مقالتيش بس طلبت مقابلتك، على فكرة كانت بتتصل وبتسال عنك كل يوم
أنا : طب خليها تدخل ، وروحي انتي
شيماء : اخليني موجودة يمكن تحتاجني
أنا : لا روحي عشان الوقت متاخر ، أنا هقفل المكتب
خرجت شيماء وبدأت اسمع دقات كعب مايا وكانت دقات قلبي بتدق بصوت اعلى وعلى نفس الايقاع ، دخلت مايا كانت لابسة فستان ابيض كتنت زي الملاك وعلى وشها ابتسامه بتشع نور وامل ، وقعدت قدامي وبدأت تتفحص وشي و أنا بداري وشي في الورق ، وكأني أنا المذنب أو أنا اللي غيبت الفترة اللي فاتت من غير مكالمات.
أنا : اتفضلي يا مدموزيل مايا
مايا بامتعاض : شو هيدي مدموزيل ، اه بتحب تكون رسمي بالشغل.
أنا : خير ، روي عامل ايه
مايا : روي كان هون بمصر كان ممكن تسال عنه، بس انا اللي كنت مسافرة ، ( وقامت من مقعدها واقتربت مني وشفايفها اقتربت من وجهي وكانت تريد طبع قبلة على وجهي ولكني نهضت بسرعه و حاولت تدارك الموقف )
قمت وفتحت البار الخاص اللي في المكتب
أنا : تحبي تشربي ايه
مايا : Surprendre ، عندك بار هون ، ( وقربت عليا وانا واقف عند البار ) احكيلي مع مين بتشرب
( ابتعد عنها مرة أخرى )
أنا : مع كتير
مايا ( كانت تلاحقني) : صبايا
انا : يعني احيانا
مايا : احلى مني
( وشفايفها قدام شفايفي بالزبط )
أنا : ما بركزش ، هنا مكان شغل
بدأت تحسس على صدري باظافرها ، بعد عنها و رجعت مكتبي ، كان واضح اني بهرب منها
مايا ( بامتعاض ) : شو مالك يا فارس، شو بيك
أنا ( بقيت ابص على نفسي باستغراب) : مانا كويس اهو مش ناقصني حاجة ايدي في مكانها و وشي زي ما هو و على ما اظن أني لسه بمشي يعني أنا كويس ، يمكن طول غيابك وسفرك ناسوكي أنا مين
مايا : لا مش انت ( وبدأت تشرب كاسها ) ، انت كتير سخيف اليوم ، اتوقعت تحضني تبوسني بعد الغياب اللي بتحكي عنه أو تسالني عن السبب ، بس شكلك سحبت كلامك
( وفجأة سمعت طرقات على الباب )
أنا : مش قولتلك تروحي يا شيماء
الطارق : أنا مش شيماء يا حبة عيني ، ( وفتحت الباب) أنا سوسو يا خاين
أنا : سونيا
سونيا : ايوه سونيا يا غدار يا وحش بقى كل دا ومتسالش عليا ( سونيا مكانتش شايفة مايا لأن إضاءة المكتب كانت خافتة وكانت سونيا واخدة راحتها في الكلام ومايا قاعدة مندهشة وبتبص عليا وانا بحاول اداري وشي ونظراتي ، وكانت سونيا تقريبا لابسه فستان اقرب لقميص نوم ولما قربت من المكتب شافت مايا )
سونيا : اه دا انت عندك ضيوف
أنا : اتفضلي يا مدام سونيا
سونيا بضحكة عاهرة : مدام ، حلوة مدام دي
( مايا كانت مصعوقة وبتبص عليا باحتقار )
سونيا : مش تعرفنا على ضيوفك يا فاروستي
أنا : دي مدموزيل مايا و دي مدام سونيا
سونيا : اتشرفنا يا مدموزيل ، قولي بقى يا ندل انت ما بتجيش ليه ، دا انت واحشنا اوي ، والبنات كلهم بيسالوا عليك ( وبتغمز بعينها) والقعدة من غيرك وحشة اوي
( قامت مايا وخدت شنطتها)
مايا : أنا عرفت ليش متغير يا متر ، شكرا كتير
أنا : استني يا مايا ، أنا هفهمك كل حاجة
( رحلت مايا وكاد أن ينفطر قلبي )
أنا : ينفع كده
سونيا : وانا هعرف ازاي أن في حد معاك ، أنا لقيت المكتب مفتوح ومفيش حد قاعد برا ، عرفت انك قاعد لوحدك ، قولت اخش ادلع عليك شويه
أنا : ولما شوفتيها كملتي كلام ليه
سونيا : لاني لو كنت سكت كانت هتشك فيك اكتر ، بس لما اكمل كلامي هتعرف أنه مفيش حاجه تتخبى
أنا : وحياة امك ، بقى كده يا سونيا ، ماشي عليكي واحد
سونيا : هو فين دا ، أنا مش شايفة حد
أنا : وبتهزري كمان يا شرموطة
( قعدت على حافة الكرسي وبدأت تلعب في شعري )
سونيا : هو البنت دي تهمك
أنا : ليه
سونيا : أنا مستعدة اروحلها واقولها اني كنت بهزر معاك
أنا : بجد
سونيا : طبعا ، هو أنا عندي كم فارس يعني ، قوم تعالى معايا ، انت واحشني اوي
أنا : وجوزك فين
سونيا بضحكة مزلزلة: هو انت متعرفش
أنا : ايه اللي حصل
سونيا : أطلقنا
أنا : معقول ، دا كان بيحبك
سونيا : مراته شكت وبقت تراقبه ، وفي يوم طلعت عالبيت وعاملتلي فضيحة وقالتله يا يطلقني يا تخعله
أنا : طب يطلق مراته
سونيا : معقول هيطلق بنت الحسب والنسب عشان واحدة زي
أنا ( بدأت اطبطب عليها واحسس على شعرها) : يلا هو الخسران
سونيا : مش كده وبس دا طلع الموكوس كاتب كل حاجة باسمها ، بس خدت مبلغ محترم وارتاحت منه
أنا : يعني سريرك فاضي دلوقتي
سونيا ( بمحن) : اه وعمره مكان لغيرك يا فاروستي
أنا : انتي ناويه على ايه
سونيا : تعالى معايا وانا اقولك
أنا : طب اسبقيني وانا هجيلك كمان نص ساعة
سونيا : تؤتؤ مش همشي الا وانت معايا
رحت معاها وركبنا العربية
أنا : عندك ويسكي
سونيا: كل اللي نفسك فيه موجود
أنا : واخبار اللعب ايه
سونيا : دا أنا وقعت على زبون سقع
أنا : ثري عربي
سونيا : لا ، عارف مدحت السكري
أنا : بتاع الحديد
سونيا : ايوه
أنا : يا نهار اسود ملقتيش غير دا
سونيا : مش هو ، ابنه
أنا : علاء
سونيا : انت تعرفه
أنا : اه دا شمام ، ونصيحة مني ابعدي عنه
سونيا : هو مالوش في اللعب ، هو بتاع حريم ، وعجبته البت بياضة وبكسب من وراه دهب
أنا : ابعدي عنه يا سونيا ، الواد دا المخدرات لاحست دماغه
سونيا : دا شغل يا فارس
أنا : انتي حرة ، افتكري اني حذرتك
رحنا البيت وكان الديكور متغير
أنا : ايه دا امال البنات فين وغيرتي الديكور كمان
سونيا : كله إجازة النهاردة ، أنا وأنت بس
بدأت بتقبيلي بنهم وشبق ، كنت أشعر بأنها تغتصبني ، كانت ليلة ماجنة مارسنا فيها كل الاوضاع، كنت أشعر باشتياق للعودة لحياتي ، انها حياة لعينة ولكني اعتدت عليها ، كان حلم حياتي أن اكون انسان بسيط او محامي عادي يعيد الحقوق إلى اصحابها ، لديه بيت دافئ وزوجة محبة و *** أو **** يكبرون أمام عيني ويقوموا بمناداتي بكلمة انحرمت من قولها بابا لم اقولها ابدا ولا اعرف طعمها ولكن أتمنى أن اسمعها، فجدي أخبرني أن لهذه الكلمة البسيطة مذاق جميل ، كان حلمي أنا وسلمى في البداية ، كان أهم حلم في حياتي حتى اهم من حلم الانتقام واسترداد ارض ابي ، كانت تخبرني بأننا سوف نعمل ونجتهد ونفتح مكتب خاص بنا نعمل فيه سويا ، كانت تخبرني بأنها سوف تصبح زميلتي وسكرترتي في المكتب ، و زوجتي وابنتي وامي في المنزل ، أخبرتني بأنها سوف تعوضني حنان الام الذي لا اعرفه ، وما اجمل الاحلام استقيظت نعم استيقظت فوجدت الواقع ، وكما قال العندليب عبد الحليم حافظ :
آه من الأيام آه لم
تعطِ من يهوى مناه
مالي أحس أنني روح غريب في الحياه
يا فاتناً عمري هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي
وحدي في ظلمة الأسر
تبخر الحلم واستقيظت على كابوس الواقع وأصبحت مرغم على مواجهة الحياة ، فلم يعد هنالك شي اخاف عليه ،كان علي الانتقام من كل الاحلام الواهمة وما ذنب الاحلام لا اعلم ، وبدأت رحلة النجاح والفساد ، حتى وجدتها ، مايا لمست قلبي أحيت بداخلي *** كاد أن يموت شعرت بأنها حلم جديد ، وكنت أخشى الاحلام وحاولت الابتعاد ولكنها اقتربت واقتربت أكثر واكثر ، تلامست شفايفنا ، كد أن أنسى طعم الحب والحياة ، انشغلت بالمال والمجد والنجاح والعلاقات ونسيت نفسي ، ولما اقتربت منها ابتعدت عني وكأنها كانت سراب، كالسراب الذي يظهر لمن يموت من العطش في الصحراء ومن يراى أمامه نهر عذب وعندما يقترب منه لا يجده ، ولكنها عادت إذا هناك امل عليا أن أجده لن ادع حلمي يضيع مرة أخرى .
انتفض من سرير سونيا وكان هناك زلزال في داخلي
سونيا : انت رايح فين يا مجنون
أنا : لازم امشي حالا
سونيا : حتروح فين ، دا احنا لسه الفجر
أنا : اللحظة دي يمكن ما تتكررش تاني يا سوسو
سونيا: لحظة ايه
أنا : ادور على نفسي
سونيا : لا دا انت لسه سكران ومش هخليك تنزل كده
أنا : صدقني أنا عمري ما كنت فائق زي دلوقتي
ونزلت جري زي ما اكون *** وبيجري فرحان بالعيد ، رحت عند بيت مايا وفضلت مستني ساعات وساعات والشمس طلعت ومايا بانت وكانت رايحة تركب عربيتها ، رحت عندها
أنا : اسمعيني يا مايا ، واديني فرصة
مايا : ما بدي اعرف اشي ، لو سمحت ابعد عني
أنا : دي حاجه قديمة ، وانا ما بفكرش الا فيكي ، صدقيني
مايا : بليز اتركني ، ما بدي اسمع اشي
وركبت عربيتها وراحت ، بس انا ما فقدتش الامل
شيماء: الو ،انت فين يا استاذ
أنا : اه يا شيماء أنا منمتش من امبارح ، ومش جاي النهارده
شيماء : مالك يا استاذ ، تعبان اكلمك دكتور
أنا : لا انا كويس بس مزاجي مش فاضي للشغل
شيماء: اذا عالمكتب مش مشكلة ، لانك لازم تروح الاسكندريه
أنا : ليه
شيماء : نبيل باشا عايزك ضروري
أنا : نبيل الفايد ، مقالش ليه
شيماء: لا ، بس قال ضروري وقال إنه كلمك على تلفونك الخاص بس مقفول
حاجه خارج الحسبان رحت الاسكندرية ورحت فيلاته
نبيل : ايه يا عم فارس ، محدش بقى يشوفك
أنا : أنا موجود يا باشا ، ايه خير
نبيل : ايه مالك مستعجل ليه
أنا : لا مش مستعجل ، بس خايف تكون في مشكلة
نبيل : لا متخفش ، الموضوع بسيط
أنا : خير يا باشا
نبيل : عايز اطلع فلوسي لسويسرا
أنا : ليه ، في مشكلة
نبيل : لا بس الوضع هنا مش مريح
أنا : ولا يهمك يا باشا
نبيل : بس محتاجك تقعد معانا شويه
أنا : شوية قد ايه يعني
نبيل : يعني اسبوع
أنا بامتعاض : اسبوع
نبيل : ايه كتير ، مالك يا فارس مش عادتك ، فيك حاجة متغيرة
أنا : لا بس انت عارف المكتب والقضايا
نبيل : خلي الشباب اللي عندك يمسكوا القضايا ، وهتاخد مبلغ محترم غير نسبتك طبعا ومعاك كارت بلانش
أنا : انت تومر يا باشا
نبيل : بس قانوني يا فارس
أنا : اي قانون فيهم يا باشا
نبيل بقهقهة : بتاعنا يا فارس
لم اكن سعيد بعرض نبيل لانه غير مخططاتي ، ولكن لم استطع الرفض وكيف ارفض ، فلم اعتاد أن أقول لا لهذا القوم ، المهم بدانا بعملية تحويل الاموال ، وقد يتساءل البعض ما دور المحامي فدور المحامي هو الأهم في هذه العملية ، كان اسبوع طويل وشاق كنا نعمل ليل ونهار و نرتب اوراقنا كي تصبح عملية التحويل سليمة وبدون إثارة الشكوك. حصلت على نسبتي والذي كان مبلغ بستة اصفار وعدت للمنزل لكي ارتاح قليلا ومن ثم اذهب لشركة الغطاس.
سكرتيرة مايا : مدموزيل مايا في واحد طالب مقابلتك
مايا : واحد شو ، ما اله اسم يعني
سكرتيرة مايا : اله بس طلب مني ما اخبرك
مايا : شو ، كيف يعني
أنا ( فتحت الباب ) : ما اظنش انه من الذوق أن أفضل واقف برا كده
مايا باستغراب: أنت شو بتعمل هون
أنا : لو سمحت يا مدموزيل بعد اذنك قهوة ساده
السكرتيرة : أنا مدام
أنا : بجد مش باين عليكي خالص
السكرتيرة : ميرسي كتير
مايا : تاخدوا ارقام بعض احسن
السكرتيرة: آسفة يا مدموزيل مايا
خرجت السكرتيرة
مايا : انت عنجد كتير وقح
أنا : أنا عارف اني وحشتك
مايا : لا و**** ما بدي اشوفك ، أنا ما بحب الخائنين
أنا : معقول بس عينيكي بتقول غير كده خالص ، وغيرتك عليا من السكرتيرة بتأكد اللي أنا عارفه
مايا : لا طبعا مو غيرة وانت بالنسبة لي ولا اشي ،شو بدك وياريت بسرعه
أنا : عايزك تعرفي الحقيقة
مايا : وانا ما بدي اعرف اشي
مايا : اللي بيخون مرة بيخون عشرة ، وانا حكتلك أنه اكتر شي بكرهه الخيانة
أنا : طب اعرفي الحكايه الاول
مايا : مش راح اقدر اثق فيك بعد هيك
أنا : يعني دا اخر كلام عندك ، يعني امشي
مايا بتهز راسها والدموع في عينها ، عينها بتقول ما تمشيش
مكنتش ناوي استسلم ومش عايز اعمل زي التجربة الأولى وطلعت من مكتبها وناديت بصوت عالي
انا : يا جماعه يا روي يا روي
كل اللي في الشركة سابوا اللي في ايديهم وبقوا يتفرجوا عليا
أنا : يا جماعه زي ما بعضكوا يعرف أنا محامي ، واتعلمت في كلية الحقوق أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وحتى لو ثبتت ممكن يعمل نقض أو استناف ، وانا اتحكم عليا بالاعدام من غير حتى ما ادافع عن نفسي ، طب أنا عايز رايكم ينفع كده
علامات الدهشة والذهول على وشوشهم وهما بيقول بين نفسهم دا اكيد مجنون أو شارب زي ما كان شارب لما قابل شانتال ، ومش عارفين يقولوا ايه
أنا : انتو ساكتين ليه ، ينفع كده يا جماعه
سمعت اول صوت بيقول لا ما ينفع وكانت جيجي وبعدين الكل اتشجع وقالوا ما ينفعش
قعدت على الأرض وقولت : اشكركم وانا مش همشي من هنا قبل ما اخد حقي وادافع عن نفسي ، ( وبقيت أردد وكأني في مظاهرة) أنا برئ أنا برئ أنا برئ
وكل الموظفين بيقولوا ورايا : هو برئ هو برئ
كانت مايا واقفة ورا ازاز مكتبها وبتشوف المشهد ، مكانش باين وشها بسبب الستائر
وفجأة طلع روي من مكتبه و وقف وهو مش فاهم حاجه
روي : شو في ، شو هالازعاج
أنا : الازعاج دا مني أنا يا روي
روي : يخربيتك ، شو مالك انت ليش قاعد عالارض هيك
أنا : أنا طالب ايد اختك
روي : شو ( وقعد عالارض قصادي )
روي : انت مجنون ، و حتى تطلب تتزوج اختي تعمل مظاهرة
أنا : اختك جننتني
روي : وشو المطلوب مني
وفتحت مايا باب مكتبها وخرجت
مايا : وانا مو موافقة يا روي
روي بضحكة بلهاء : وشو كمان حدا عنده راي من الموجودين احكوا ما تخافوا احنا عيلة ، انتو مجانين صح
أنا : شوف يا روي ، أنا مش همشي من هنا غير لما اختك تعرف الحقيقة، ولو مش برضاها هيبقى غصب عنها
قربت مايا مني : و**** شو ، شو مفكر حالك انت
أنا : حبيبك ولازم تديني فرصة
الكل بدأ يصقف ويصفر وكأننا في استاد كرة والمنتخب جاب جول ، ويقولوا اديه فرصة يا مدموزيل مايا ، حاولت مايا أن تداري ابتسامتها
كان مشهد عبثي ملئ بالغرابة وكأنه مشهد سينمائي
روي : اوكي ، بناءً على ما طلبه المشاهدون ، مدموزيل مايا راح تعطي مسيو فارس فرصة ، وهيك تكون خلصت حلقة اليوم من هالمسلسل الهابط ، **** تكون عجبتكم ، و رب السماء راح اسكر عيني وافتحها واذا لقيت حدا مو قاعد على مكتبه راح اقوصه .
البرتيتا الأخيرة:
أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر أما للهوى نهـي عليـك و لا أمـر
بلى أنـا مشتـاق و عنـدي لوعـة ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه ســر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهـوى و أذللت دمعا مـن خلائقـه الكبـر
تكاد تضيء النـار بيـن جوانحـي إذاهـي أذكتهـا الصبابـة والفكـر
تسائلني مـن أنـت و هـي عليمـة و هل بفتى مثلي علـى حالـه نكـر
معللتي بالوصـل و المـوت دونـه إذا مت ظمآنـا فـلا نـزل القطـر
فقالت لقد أزرى بـك الدهـر بعدنـا فقلت معاذ **** بـل أنـت لا الدهـر
و قلبت أمـري لا أرى لـي راحـة إذا البين اضناني الح بي الهجر
الجزء الثاني:
دخلنا لمكتب مايا وكان معانا روي
روي : اتفهموا مع بعض ، وبعد ما تخلصوا راح يكون الي معاكم حكي تاني وخصوصا انت يا سيد فارس يا صديقي
خرج روي وقعدت أنا ومايا اللي كانت لفة وشها عالجهة التانية.
سادت لحظات صمت ، كانت مايا بتحرك قدميها بتوتر وعصبية وانا قاعد بحاول افتح الموضوع ، كنت عامل زي اول يوم اترافع فيه ، مكنتش عارف اتكلم
مايا زهقت وقامت كانت عايزة تخرج ، مسكتها من أيدها
أنا : رايحة فين
ما ردتش عليا
أنا : ارجوكي اسمعيني يا مايا
مايا : انت ما بتحكي وقاعد ساكت
أنا : أنا مستني تهدي واتكلم ، وبعدين اكلمك ازاي وانت لفة وشك ومش راضية تبصيلي ، أنا عاوز اشوف عينكي اللي خلتني زي الطفل اللي خايف من امه
( كانت هناك بوادر ابتسامه على شفايفها ولكنها حاولت تداريها وهي بتتكلم بعصبية ، كان شكلها حلو اوي وهي عاملة نفسها غضبانة)
مايا بعصبية مصطنعة: اتفضل ، شو بدك تحكي
أنا : شوفي يا ستي ، أنا إنسان عازب وكان ليا علاقات ، مقدرش أنكر كده و الاغراءت كانت كتيرة قدامي.
بدأت اقولها عن علاقتي بسونيا واني كنت بروح العب في بيتها واتوسعت علاقتنا ودا طبيعي ، وهي طبيعتها بتحب الهزار والدلع ، كنت مش عارف ليه بقول دا كله ، حسيت حالي ما صدقت وقولت اللي عندي ، مكانش مفروض اقول كده ، كان ممكن اوعدها اني معملش علاقات وخلاص ، كلنا عندنا علاقات وخصوصا في فترة العزوبيه ، كانت واقع كلماتي ظاهر على لغة جسد مايا اللي كانت عاملة نفسها غير مهتمة .
انا : دلوقتي انتي عرفتي كل حاجة عني ، وليكي الحرية في الاختيار ، لو حابة تكملي معايا وقولتي اه ، هتكوني أحييت بن آدم من جديد يمكن يكون مات من زمان أو أنا فقدت الامل في أنه يرجع ، كانت كل الظروف ضده وكان مش مهتمة بحاجة خالص لحد ما انتي ظهرتي في حياته ، من أول نظرة خليتي عنده امل ، غيرتي كل حاجة في حياته ولما قربتي منه حبك اكتر ، تصدقي لو قولتلك اني حاولت في الاول حاولت ابعد عنك ، خوفت احبك ومتكونيش بتحبيني أو مرتبطة ( كنت ببتسم) ، وطريقة معاملتك ليا في الاول كانت بتقولي يا فارس دي مش عايزة تشوفك ، ولما شككتي فقدراتي على حل القضية ، وانك بتدوري على محامي جديد ، كل ده خلاني احس انك بتكرهيني ، لحد ما جت الفرصة والغريبة انها في نفس المكتب دا ، لما شفايفك قالت على كل اللي جواكي ( بصت مايا عالارض وكأنها بتحاول تداري كسوفها) ، كان طعمها غريب ، طعمه محستش بيه من سنين، حاولت ابعد عنك تاني بس انتي كنتي بتقربي اكتر ، اتعودت عليكي وحبيتك ، اه حبيتك لما اختفيت فجاه ، حسيت ان حياتي كلها اتلخبطت مبقتش عارف اعمل حاجة ، قفلت مكتبي ، سافرت ، عرفت وقتها اني بحبك .
أنا ( ولعت سيجارة جديد) : ولو قولتي لا ، مش هضايقك تاني وهتمنى لك السعاده وانك تلاقي حد احسن مني .
خيم الصمت لحظات حتى قاطعته مايا
مايا : أنا بعرف أنه كل شاب بيكون عنده علاقات ومغامرات وخصوصا بفترة العزوبيه ، بس لما يكون مرتبط وعنده علاقة مع واحدة ، المفروض أنه يحترمها ، متل ما هي راح تحترمه ، ما بحب الخيانة والكذب
صمتت قليلا
مايا : مش عارفه شو احكيلك
أنا : وانا مش هضغط عليكي اكتر من كده
فعلا قمت وكنت مغادر باتجاه الباب ، حاولت ما بصش عليها كانت نظرتها فيها لهفة، كنت رايح افتح الباب ، سمعت صوتها
مايا : أنا عندي شروط
التفت ليها وكانت تغمر وجهي السعادة
أنا : وانا موافق على كل شروطك
مايا : نو ، بدك تسمعها الاول
أنا : اتفضلي يا ستي ، كلي اذان صاغية
مايا : لازم كل مواعيدك اعرفها ، ومين عملائك وخصوصا عميلاتك وكل واحدة شو بدها وشو قضيته ، وما تتأخر ، وانا اولا بعدين الشغل
أنا بابتسامة: بسيطة ، موافق
مايا : هيدا اول شرط ، الشرط الثاني مافي لعب ،يعني البرتيتا ممنوعة
أنا : لا كده كتير ، طب العب مرة واحدة في الأسبوع عالاقل.
هزت مايا راسها بعدم الموافقة
أنا : طب مرة في الشهر
مايا : لا يعني لا
معرفتش اقول ايه ، الطاولة الخضراء بقت روحي و صوت الكروت كانت بتدق اجراس الحياة في داخلي ، كانت السبب في اني ابقى اكبر محامي في مصر وارجع حق اهلي ، بس انا نفسي ارجع لحياتي الطبيعية. لحظات صراع داخلي تلخص صراع في داخلي من سنين.
مايا : شكلك مش موافق
أنا ( علامات انكسار على وجهي ) : انت عايزة تعجزني
مايا : ابدا ، أنا بدي اياك تكون احسن انسان ، وعمرك ما راح ترتاح طول ما انت في البيئة هاي ، اسالني أنا الطاولة هاي دمرت حياتي
أنا : وانا موافق
مايا : ضل اخر شرط
( اقتربت مايا مني وقعدت على نفس الكنبة اللي أنا قاعد عليها ، بدأ قلبي يدق لما اقتربت انفاسها مني وبدأت تتكلم بهمس وانا الشهوة تقتلني)
أنا بصوت مبحوح : ايه هو
مايا : أنا (بدأت شفايفها تلامس اذني بطريقة مغرية)
أنا : مالك
مايا : اكون الوحيدة بحياتك وما تعرف حدن غيري ( وشفايفها بتنزل على وجهي لحد ما قربت على شفايفي وبدأت تقبل قبلات متقطعة ، انتفض عضوي احتراما لهذه اللحظة وانقبض قلبي وهو يتمزق بهذه القبلات الأشبه بسكين تطعن في مشاعري وتثبت لي اني اعشقها)
مايا ( وهي لسه بتختلس قبلاتها من شفايفي): ما حكيتلي موافق ولا لا عالشرط الاخير .
أنا ( بشير ليها براسي على العضو المنتصب ) : كل ده ومعرفتيش
( كانت هناك ابتسامه على شفتيها لا ادري ان كانت ابتسامة انتصار أو غرور ممزوجة بكسوف عذراء )
مايا : لا هيدا راح يستنى لبعد الزواج
(دخلنا في قبلة عميقة بعد القبلات الخاطفة وكانت قبلة الاتفاق، غبي من قال إن الرجل يفهم في السياسة ، بعد المناورة اللي قامت بيها مايا اكتشفت اني محامي اي كلام كل شروطها وافقت عليها ، كنت غاضب منها بسبب غيابها المفاجى والغير مبرر ومن ثم هي حولت الموقف لصالحها واصبحت هي اللي التي تضع الشروط، وتتحكم بالموقف ، ما اجمل المرأة ، اجمل نعم الحياة إن لم تكن اجملها بالفعل ، وتملك عقل يعلم الشيطان)
كانت نايمة على صدري وانا بلعب في خصلات شعرها الذهبية ، كنت حاسس اني مالك الكون كله .
أنا : مقولتليش كنتي فين الفترة اللي فاتت دي .
مايا : يعني انت كنت مهتم
أنا : طبعا مهتم
مايا : طب ليش ما سالت عني
أنا : هسال مين
مايا : خليني اقوم ، بدل ما روي يفتح الباب ويشوفنا هيك
أنا : وايه المشكلة ، ما انتي هتبقي مراتي
مايا : و**** شو ، خلص قررت هيك ، ( قامت من على صدري ونظرت لي نظرة تحدي ) طب أنا مو موافقة.
أنا : مش بمزاجك يا قطة
مايا : وليش هيك واثق
أنا : روي و هيوافق ، وعمك جوني هيوافق ، وانتي موافقة ، فاضل مدام هيلدا.
( بدأت تظهر علامات الحزن على وجه مايا وبدأت تحاول تغير اتجاه وشها عشان ما اشوفش ملامحها ، والدموع بدأت تظهر على عيونها )
أنا : مالك يا مايا ، في ايه
مايا : ماما
أنا : في حاجة
مايا : أنا ما بدي اتركك ، أنا بحبك يا فارس ( وحضنتني وهي بتعيط ، الدموع تنهمر من عينيها كالشلال)
أنا : في ايه يا حبيبتي
مايا : مش عارفه شو احكيلك
أنا : امك مش موافقة على جوازنا
مايا : انت بدك تعرف سبب غيابي عنك ، بس انا مش عارفه شو احكيلك
أنا : قولي لو عايزة تتكلمي ، ولو مش عايزة متقوليش حاجة ، وعمري ما هكون سبب في اني اعمل مشاكل بينك وبين والدتك.
مايا : يعني شو
أنا : يعني الناس ممكن يتجوزو ويطلقوا كل يوم بس بيتخلق عنده ام واحدة ، وانا مش هسامح نفسي لو اني هبقى سبب في انك تخسري امك ، هنسحب بهدوء
( مايا حضنتي بقوة اكتر من الاول )
مايا : انت كل يوم بتخليني اتمسك بيك اكتر ، بس مش انت المشكلة صدقني ، اي ماما ما كانت موافقة عليك بالاول بسبب الاختلافات اللي بينا بس انا و رولا اقنعنها ، و وافقت وبعدين احنا عنا حرية وانا من حقي اختار زوجي ، احنا عيلة سبور ، بس المشكلة ( كانت مترددة وشفايفها بترتعش)
مايا ( بتولع سيجارة) : أنا محرجة ، مافي حدن بيعرف هالموضوع
أنا : قولي يا مايا ، متخافيش
مايا : الشهر اللي أنا غبته عنك ، لأن ماما كانت بمصحة.
( حركات جسدها وملامح وشها ، كانت بتدل أن الحالة دي بتجرح كبريائها)
مايا : اي يا فارس ، ماما كانت بتتعالج من الادمان ، شو خايف تكون حماتك مدمنة ( كان صوتها بقى أعلى )
اقتربت منها وبدأت اطبطب عليها
أنا : يا حبيبتي عمره ما كان المرض عيب ، ودا بيحصل لكل الناس
مايا : ما بدك تعرف مدمنة شو
أنا : مش مهم ، المهم أن احنا نساعدها ونوقف معاها
مايا : ماما مدمنة قمار وكحول ، القمار هو السبب في موت بيي
أنا : ازاي
مايا : ماما كانت بتلعب على خفيف مع الملعون شانتال ، وكانت بتكسب كتير ، صارت تحب اللعب كتير لانها كانت تحس بفراغ لانه بابا كان بيسافر على منجم العيلة بجنوب افريقيا ، ماما صارت تلعب بشراهة وصارت تخسر مبالغ كبيرة وهاد كان سبب في انها تخسر ثروتها وبلشت تلعب بأسهم من شركة العيلة وصارت شركتنا تخسر مصاري كتير وكان بيي محتاج حتى يشتري منجم بنيجيريا وللاسف ما كان معه وانصدم لما عرف أن امي خسرت المصاري اللي كانت راح تساعده وخصوصا اللي اشترى المنجم هو منافسنا بالسوق ، وهاد كان سبب بموت بيي بس احنا وعمي قدرنا نرجع الشركة بشكل قوي ورجعنا عالسوق بس عمي تقريبا حط وصاية على امي ، وطبعا اللي كان بيساعدها عاللعب شانتال ولما انكشف قدامنا ،ماما حالتها بقت اسوء وخاصة أنها كانت بتعتبره متل اخوها ،عرفت ليش ما بحب اللعب لانه دمر عيلتي .
( أنا كنت بسمع أن هيلدا بتلعب وسمعت المعلومة دي من سونيا بس مكنتش متخيل كده، صحيح الكرت بيرفع وينزل )
أنا : يا حبيبتي مفيش مشكلة ، والدتك مش الوحيدة اللي حصل معاها كده
مايا : عرفت ليش أنا غبت الفترة الماضية ، ما كنت بقدر اتركها لحالها هيك
أنا : ودلوقتي حالتها ازاي
مايا : رجعت على بيتنا ببيروت وحالتها احسن
وبعدين دق الباب ودخل روي
روي : شو صار معكم
مايا : خلص احنا اتفقنا
( قعدت مع روي اللي عاتبني في البداية عشان خبيت عنه علاقتي بأخته ، بس اتفقنا عشان أقابله هو وعمه ونتفق عالتفاصيل ، ونستنى رجوع امه من لبنان )
لبرتيتا الأخيرة:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِينَا * وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا * إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا
تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ * إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِينَا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذَا أُمِرَّتْ * عَلَيْهِ لِمَالِهِ فِيهَا مُهِينَا
أَبَا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا * وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّرْكَ اليَقِينَا
بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَاتِ بِيضَا * وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْرَاً قَدْ رَوِينَا
وَأَيَّامٍ لَنَا غُرٍّ طِوَالٍ * عَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَدْ تَوَّجُوهُ * بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا
الجزء الثالث:
الحياة بدأت تحلو ، دا احساسي دنيتي بتتغير ، رجعت مراهق بقيت بكلم مايا كل لحظة وكل ثانية وهي مبسوطة ولازم كل يوم اشوفها نتغدى أو نتعشى المهم اشوفها ، رجعت العب رياضة ، وعلى رأي السندريلا سعاد حسني الحياة بقى لونها بمبي ، طبعا مايا حطت عليا مخبر وهي شيماء بقت صاحبتها وتقولها كل اخباري واخبار المكتب ، الغيرة الزايدة وحشة بس انا بقيت سعيد بكده بقيت بحس باهتمام وأنه في واحدة بتحبك بجد، مهتمة بكل حاجة ، بتبعتلي واحدة من اللي عندها في الفيلا بتنظف شقتي أو بتفتشها وانا مبسوط باهتمامها دا ، كانت متسلطة بس بشقاوة حلوة ، عاملة زي ما تاخد بنتك مشوار وانت فاكر نفسك انك اللي واخدها بس بيتضح بعدين انها هي اللي واخدك وتوديك قسم الالعاب وتقولك أنا عايزة اللعبة دي وتقولها لا بس هتبصلك بصة كافية انك تجيبلها اللعبة دي وكمان واحدة فوقها ، كنت بحس كده معاها كانت ممكن تعمل موقف يخليني متضايق منها يعني اكون في اجتماع مع عميلة ( من عينة انجي أو ممثلة ) عندي في المكتب وتقعد معانا ودا بيسبب حرج للعميلة وليا وببقى عايزة اضربها واطردها واقولها سيبيني اشوف شغلي ، بس بحركة واحدة منها أو بوسة بنسى كل حاجة ، ستي قالتلي زمان أن اوحش نقطة ضعف للراجل هي المرأة . مرت عدة شهور كنا طبعا بنرتب للجواز ، الفيلا اللي أنا عملتها في ارض ابويا ومايا طبعا شافتها، جيبنا مهندس ديكور وبقت على وشك انها تخلص.
وقعدت مع روي وعمها جوني اتفقنا على كل حاجة، والطريقة اللي هيتم بيها الجواز .
كنت قاعد في المكتب لوقت متأخر عشان اخلص شوية ورق ، ورن تلفوني وانا كنت عارف انها مايا
مايا : شو يا فرفوري ، ليش سهران
أنا : ايه فرفوري دي
مايا : دلعك يا حياتي ، شو معجبك
أنا : لا بس جديدة يعني
مايا : شو بتسوي
أنا : شوية شغل يا حبيبتي
مايا : اه شغل ، قاعد لحالك
أنا : اه و**** لحالي ، ما المخبر بتاعك روح
مايا : اوكي ، الطريق من بيتك للشغل كم دقيقه
أنا : نص ساعة تقريبا
مايا : حلو كتير ، بعد نص ساعة تلفن لي من البيت
أنا : ليه بقى
مايا : بدي اطمن عليك يا Chérie
أنا : لسه عندي شغل يا روحي
مايا : شكلك راح تتعبني معك ، وبعدين انت ليه مكركب ( فوضوي يعني)
أنا: طيب هروح وهاغسل سناني واشرب اللبن
مايا : يا **** ، شو سئيل
أنا: وانتي مهضومة كتير
مايا : شو هيدا صاير تحكي لبناني
أنا: كرمالك بصير لبناني
مايا : طب شو انا بشبه بلبنان
أنا: انتي متل التبولة وفتوش والكبة النية
مايا بامتعاض: أنا تبولة وفتوش ، احنا نترك بعض من هلا احسن
أنا: وانا بقول كده برضه
مايا بصوت عالي: شو عم تحكي
أنا: عم امزح معك
مايا بقت تضحك بصوت عالي: اسمع ماما راح تصل مصر بكرا
أنا: تنور مصر
مايا : راح تيجي معي عالمطار تستقبلها وتتعرف عليها
أنا: امرك يا فندم ، حاجة تانية
مايا : لهلا لا بس بلكي كمان شوي اطلب منك
أنا: بس عايز اقولك أن النص الساعة اللي كنت هروح فيها خلصت ، يبقى انام في المكتب النهاردة
مايا بعصبية : روح عالبيت يا فارس.
تاني يوم رحنا عالمطار نستقبل ام مايا وكان معانا روي و رولا مراته ، وصلت امها شبه مايا بس امها اطول رشيقة ، كانت لابسة نظاره شمسيه وفستان قصير ، هانم بمعنى الكلمة.
سلمت عليا ببرود ، دي كانت أول مرة يحصل بينا تواصل مباشر ، أنا شفتها يوم المحكمة بس ما حصلش بينا تواصل ، والغريب انها رفضت تركب عربيتي وركبت مع روي ، برغم من أن مايا الحت عليها ، مش عارف علاقتي ليه وحشة مع الحموات ، كانت أم سلمى بتكرهني كره مش طبيعي وكانت هي السبب الرئيسي في تمرد سلمى عليا ، من اول لمسة بيني وبين هيلدا حسيت اني برجع لنفس الذكريات وصلنا لقصرهم ، مايا كانت راكبة معايا وصلتها لعند الباب وقولتلها
أنا: طب انا هسيبك دلوقتي عشان تاخدوا راحتكم
مايا : وين رايح
أنا: هرجع المكتب ، انتوا عيلة وعايزين تاخدوا راحتكم ، واكيد والدتك واحشتك
مايا : وانت شو ، مانت من العيلة يلا قوم حتى تتعرف عالماما وهي تتعرف عليك
أنا: اصل حاسسها متضايقه من وجودي
مايا : ما تعتل هم ، هي لانها لسه ما اخدت عليك
دخلنا وكانت هيلدا بتحضن احفادها وبتلعب معاهم ، قعدنا شويه كنت ساكت وبسمع حوارهم وبشرب كاس براندي وبعدين مايا بصنعة لطافة خدت روي ورولا عشان يحضروا العشاء والمقصود أنهم يخلوني اقعد مع هيلدا عشان نتعرف على بعض، كانت لحظات مملة كنت بحاول افتح معاها اي موضوع وكانت إجاباتها مقتضبة وقصيرة ، باختصار مكانتش عايزة ترد ، وفي فترة العشاء كانت نفس النظرات منها وكأني خطفت بنتها منها ، نظرات فيها تعالي وكراهية ، انتهت الليلة بعدة اسئلة في داخلي واتصال من مايا اللي حاولت تلطف الجو وأن امها لسه خارجة من العلاج ونفسيتها لسه تعبانة وطبعا أنا قولتلها مفيش مشكلة.
تاني يوم كان عندي محكمة ورحت المكتب بعد الظهر لقيت شيماء بتقولي
شيماء : يا استاذ
أنا: أنا اتاخرت ربع ساعة عشان الأزمة ، عشان تقولي لمايا
شيماء : مش كده يا استاذ ، في واحدة مستنية جو
أنا: جو في مكتبي
شيماء : اه
أنا: مين
شيماء: المدام اللي دخلت قبل كده من غير معاد ، اسمها مدام سلمى
أنا: سلمى
دخلت مكتبي وكانت سلمى قاعدة وبتشرب سيجارة بتوتر
سلمى : ازيك يا افوكاتو
أنا: مدام سلمى ، ازيك وازي هيثم
سلمى بلهجة حادة : احنا كويسين اوي
أنا: تشربي ايه
سلمى: شربات
أنا: يلا يا شيماء وهاتلي القهوة بتاعتي
شيماء : بس مفيش شربات يا استاذ
أنا: هاتي عصير فراوله
خرجت شيماء وانا متاكد انها قالت لمايا أن سلمى في مكتبي ومايا عارفة سلمى لأن جوزها هيثم اللي كان ماسك قضيتهم قبلي ، وطبعا عارفة حكايتي مع سلمى.
انا : ايه اللي جابك يا سلمى
سلمى: اباركلك يا افوكاتو ، بقى تهون عليك العشرة واعرف الخبر من الغرب
أنا: اسمعي احنا مكان شغل مش ركن العشاق والذكريات ، فاهمة
سلمى: بجد وايه كمان
أنا: وانتي ست متجوزة وزيارتك ليا هنا غير مبررة ، اللي كان بينا انتهى وانتي عندك حياة وانا هيبقى عندي حياة .
سلمى: قولي الاول ، الخبر دا حقيقي
أنا: خبر ايه
سلمى: انت هتتجوز مايا اخت روي
أنا: وانتي مالك ، اه هتجوزها
سلمى ( بابتسامة والدموع في عينها) : بس الجوازة دي مش هتم ،فاهم
أنا: ههههههههه ليه بقى
سلمى ( بصوت عالي): لانك بتاعي ، فاهم بتاعي ، ولو اتجوزت هخرب حياتك زي ما خربت حياتي
أنا: انتي مريضه ومجنونة
سلمى (بدأت تقرب مني ) : مجنونة بيك يا فارس ، أنا لسه بحبك
بدأت تبوس في رقبتي وتقرب مني وفجأة اتفتح الباب وقلبي وقف، دخلت شيماء وبدأت تبص لينا نظرات استهجان وسلمى رجعت مكانها وهي بتبتسم
شيماء : القهوة والفراولة يا استاذ ، في موعد كمان شويه
أنا: حاضر يا شيماء
خرجت شيماء
أنا: ينفع كده ، انتي اتجننتي خالص
سلمى: كل دا بسببك انت ، أنا مصدقتش انك ممكن تتجوز غيري
أنا: ليه بقى ، طب ما انتي اتجوزتي
سلمى: هطلق ونتجوز أنا وأنت
أنا: احا ، أنا ما بحبش الحاجة المستعمله ولا الرخيصة
سلمى: بقى أنا رخيصه يا فارس عشان بحبك
أنا: انتي شايفه ايه ، بعتيني في الاول وبعدين خنتي جوزك وعايزة تبيعي ابنك ، انتي ما بتحبيش الا نفسك بس عمرك ما حبتيني ، ولو اخر واحدة في الدنيا عمري ما هتجوزك ، جاتلك الفرصة زمان وانتي خسرتيها ، محاولتك معايا مش هتنفع ،ارجعي لبيتك وابنك
سلمى: دا اخر كلام عندك ، وفاكر اني هسيبك ترتاح، انت مش حاسس بالنار اللي جوايا ، أنا محستش بنفسي الا وانا بحضنك ، كنت كل يوم بتخيلك معايا ، وكانت الحاجة الوحيدة اللي مصبراني هو اني مكنتش بشوفك وكنت بنبسط لما اعرف انك نجحت وأشوف غيظ هيثم وهو بيتكلم عنك ، ولما هيثم قالي انك جاي عندنا كان قلبي بيدق مبسوطة وخايفة ، خايفة نظراتي ليك تفضحني ، أو اجري عليك وارمي نفسي في حضنك ، رجعت ليه يا فارس ، ياريتك فضلت بعيد عني
بدأت سلمى بالبكاء و أنا قاعد مش عارف اعمل ايه
وبعد لحظات انفتح الباب ودخلت مايا
مايا : بونسوار حبيبي ، شو عندك ضيوف
أنا: لا دي مدام سلمى مرات ( ولم اكمل كلامي)
مايا : طبعا بعرفها ، كيفك مدام سلمى وكيف زوجك
سلمى: كويسين
مايا : مش عارفه حبيبي ، وانا طالعة عالدرج سكربينتي انكسرت بيصير تشوف اجري يا روحي
قعدت مايا ومدت رجليها اللي كانت أشبه بالمرمر قدامي عشاني ادلكها ومايا بتتوجع وتبص عليا بنظرات اثارة وسلمى كانت قاعدة بس الموقف استفزها وقامت عشان تمشي
سلمى : طب أنا هستاذن
مايا ( قامت وهي حافية) : اتفضلي يا مدام سلمى هاي دعوة العرس ، بتمنى تشرفيني انت و زوجك وابنك
سلمى: مش عارفه هحاول ، والف مبروك
خرجت سلمى ومايا وقفت بتحرك شفايفها بسخرية وجات في حضني
أنا: بس سكربينتك مش مكسورة يعني ، كيدهن عظيم
ضحكت أنا ومايا .
أنا: أنا عندي مشوار لبيت سونيا يا حبيبتي
مايا : ليش
أنا: ليها عندي حساب يا حبيبتي وهتبقى اخر مرة
مايا : بدون لعب
أنا: أنا وعدتك
مايا: طب انا راح اروح معك
أنا: لا طبعا تروحي فين ، مراتي متدخلش الاماكن دي
مايا : راح استناك بالسيارة تحت
أنا: طيب
رحنا ومايا استنتي تحت ، خبطت عالبابا وفتحتلي بنت فاتنة دا أقل ما يقال عليها ، دي كانت أول مرة اشوفها ، جمالها ساحر كلها انوثة.
البنت : اتفضل ( عينها في عيني وبتعض شفايفها )
أنا: سونيا هنا
البنت : اه ، مين حضرتك
سونيا : مين يا كهرمانة
أنا : أنا يا سوسو
سونيا: فاروستي ، اخيرا افتكرتنا
أنا: وهتبقى اخر مرة
دخلت وقعدت معاها وكانت كهرمانة بتلف وتدور حولينا
سونيا : روحي يا بت اعملي كاسين
كهرمانة: حاضر يا ابلتي
أنا: مين دي ، وجه جديد مش كده
سونيا بابتسامة: حلوة ، عجبتك مش كده ، دي كهرمانة بس ايه كلت الجو كله
أنا: يا خسارة ، كنت فين يا خشب واحنا نجارين
سونيا: ايه يا حبيبي هو انت حصلك حاجة
أنا: فشر يا بت ، دا أنا انيكك انتي وحريميك كلهم
سونيا: اه في نفسي في كده ، أنا وأنت وكهرمانة ، دي هتبقى ليلة ولا كل ليلة
انا: مش هينفع يا حبيبتي، أنا هتجوز
سونيا : يا نهارك اسود ، ومين اللي شار عليك بكده
أنا: اهو اللي حصل
سونيا: طيب واللعب
انا: مانا جاي عشان كده ، أنا اعتزلت ، مفيش لعب تاني.
سونيا : يخربيتك ويخربيت الجواز
أنا: أنا جاي عشان اديكي نسبتك في اخر برتيتا
سونيا: أنا مش عايزة حاجة ومش عايزة اشوف وشك تاني وافتكر أن البرتيتا هي اللي عملتك
أنا: أنا عارف ان الموضوع صعب بس انتي تكرهي اني اكون مبسوط ، أنا عايز ابقى نضيف يا سونيا ، يبقالي عيلة وبيت زهقت من الوحدة
( كانت سونيا بتلف وشها ، وعينها بتدمع ، حطيت الفلوس عالطاولة وبوست راسها وقمت عشان أمشي ، وخد الكاس من كهرمانة وشربته مرة واحدة، نظرات كهرمانة كانت غريبة، وسونيا جات ورايا )
سونيا : استنى يا فارس
وقفت وكهرمانة راحت
سونيا والدموع في عينها: يعني مش هشوفك تاني
أنا: هيبقى صعب
سونيا : طب ما تنسانيش ، واسال عليا
حضنتها
أنا: اكيد ، عمري ما هنساكي
خرجت من عندها وانا محمل بالهموم ، والايام بقت تمر والفرح قرب اللي هيتعمل عالطريقة اللبنانية ، وطبعا حصل مشاكل عشان شهر العسل مايا اختارت بالي وسنغافورة والنمساء انا اخترت ايطاليا وفرنسا ولاس فيجاس ، كان لازم اروح لاس فيغاس مدينة الرذيلة والقمار ومايا كانت معترضة عشان عارفة أنا رايح عشان القمار ودا خلى رولا وروي يدخلوا .
مايا : لاس فيغاس لا
انا: أنا وافقت على سنغافورة وبالي وانتي عارفه اني مبحبش أجواء اسيا ومع ذلك وافقت
مايا : اختار اي بلد غير لاس فيغاس
روي : طب ليش لاس فيغاس
مايا: لانه بدو يروح يلعب ، عرفت ليش
رولا: بلكي لا يا مايا ، لاس فيغاس مش بس قمار ، هاي مدينة كبيرة وفيها كل شي .
وبعد شد وجذب وافقت مايا بشرط منروحش اي مكان فيه لعب
يوم الفرح :
احساس كانك بتنولد من جديد ، دا كان شعوري .
روي : شو يا عريس وينك
أنا: أنا في الاوتيل
روي: طب ظبط حالك ، أنا راح أمر عليك ، مايا حايصة
أنا: ليه
روي: متوترة ، بتحكي انك اكيد ناسي اشي
أنا: أنا كل ورقي جاهز
روي : أنا خايف تكون هي ناسية اشي
كان يوم متلخبط وهو فعلا يوم مالوش لازمة ، رحت اوضة مايا عشان اشوفها بس مرات اخوها رولا منعتني وقالتلي أنه فال وحش ، الفرح كان هيتعمل في حديقة والبيسين بتوع الاوتيل وبدأت الزغاريد والزفة اللبنانية ، كان أغلب اهلها كانوا موجودين ، وكبار البلد جيش، قضاء ، رجال اعمال وسياسة ونجوم المجتمع وعملائي وعزمت اشرف صاحبي وهيثم اللي زي ما كنت عارف جي لوحده من غير سلمى بداعي أن ابنه عيان، نزلت مايا من السلم وكان معاها عمها اللي سلمها ليا ، بدأت طقوس الفرح الاعتيادية وجات الرقصة الافتتاحية.
مايا : لسه خايف
أنا: اكتر من الاول
مايا: ليش
أنا: خايف متكونيش سعيدة معايا أو مقدرش اوفي بوعدي ليكي
مايا: متخاف طول مانت معي ، فاكر اول مرة رقصنا هيك
أنا: طبعا فاكر ودا يوم يتنسي
مايا : بتحبني يا فارس
أنا: انت شايفة ايه
مايا :بس انا بحبك اكتر
بعدين بدوا أهل وصحابتها مايا يغنوا باللبناني كلهم كبرت البنوت، كبرت ست الكل
صار بدّا تتجوز تتركني وتفل
ربيت بدموع العينين ربيت بالنقدي وبالدين
بيجي واحد مدري منين بيخادها وبيفل
شو غنيتلا لتنام بليالي الشتوية
وعديتن عدّ الايام تصارت صبية
تقهقرت تعذبت سنين كرمال عيونا الحلوين
ولما صارت بالعشرين عريس الغفلة طل ياخدها ويفل
معو الليلة رح بتروح وهيدي كل القصة
اللي كانت واقفة عالاستيدج والدموع في عينها وخصوصا لما شافت امها بتعيط وحضنت امها ، كان مشهد مؤثر .
وكل المعازيم سلموا علينا وكانت في غمزة غريبة من جيجي صاحبة مايا ليا ، طلعنا جناح العرسان ، اللحظة اللي كنت مستنيها من زمان .
أنا: معقول يا مايا ، في واحدة تعيط يوم فرحها، مالك يا حبيبتي
مايا: ماما ، خايفة عليها كتير
أنا : متخافيش بكرا هتبقى كويسة
مايا : هيك انت شايف
أنا : أنا مش شايف غير القمر اللي قاعد قدامي
مايا : بحبك
أنا : طب ايه مش يلا
مايا: يلا شو
أنا : هنستهبل يلا نتجوز
مايا : طب ما احنا اتزوجنا
أنا : قصدي نلعب عريس وعروسه
مايا : امممممم ، طيب اقعد هون بملابسك
أنا : ليه
مايا: اسمع اللي بحكيلك اياه
أنا : طيب خلينا نشوف اخرتها
دخلت مايا تغير هدومها وانا بهدومي قاعد اشرب سيجاره.
أنا : ايه يا مايا ، أنتي لسه عايشة
مايا: يلا شوي ، استعد
طلعت لابسة بيبي دول اسود
انا : اوف ايه دا كله ( وقمت احضنها)
مايا: خليك مكانك ما تتحرك
أنا : طيب
مايا : بتعرف فيلم ieri, oggi, domani
( على فكرة لقطة حلوة جدا ياريت تشوفها)
أنا : اه بتاع صوفيا لورين
مايا : اي ، أنا صوفيا لورين
أنا : أنا شكلي اتجوزت مجنونة
مايا : شو بتحكي
أنا : ولا حاجة يا حبيبتي
مايا : أنا راح اعمل متل صوفيا لورين وانت متل مارسيلو
أنا : يلا يا مايا ، أنا زهقت
بدأت فعلا تقلع قطعه قطعة زي ما صوفيا كانت بتعمل وانا بتفاعل معاها لحد ما وصلت للممنوع وهي بتقلع ببطء
انا : سامحيني يا صوفيا ، أنا مش قادر استحمل اكتر من كده ( رحت اشيلها وبدأت ابوس فيها وهي بتحاول تبعد شفايفها عني )
مايا : استنى يا همجي
أنا : نكمل الفيلم بعدين يا حبيبتي
بدأت ابوس فيها وهي اندمجت معايا كانت شفايفها الشهد الحقيقي، مشهد النحل وهو بيسحب الرحق من الزهور نفس المشهد تقريبا ، مغمضه عينها وماسكة رقبتي وبتبوس بشغف وحب ، الجواز غير شعور مختلف عن أي واحدة تانية وخصوصا لو في حب ( والمتجوزين عارفين قصدي ليلة بكل الليالي) كانت احلى ليلة واحلى لذة مارسنا كل الطرق فيها وهي كانت مطيعة في كل اللي بطلبه منها ، بقيت أنا المسيطر سبتها تاخد راحتها في الاول ودلوقتي جي دوري عشان تعرف راجلها وصوتها وتاوهات كافية انها تصحي الاوتيل كله . وبعدين نامت في حضني واحنا عراي وبنشرب نفس السيجارة
مايا : اه ، ارحمني شوي
أنا : ارحمك ايه ، دا لسه فيه شوط واكسترا تايم
مايا :يخربيتك ، صاحباتي خبروني أنه بالكتير مرتين أو تلاته باول يوم ، وانت لهلا خمس مرات ولسه بدك
أنا : طبيعي يا حبيبتي ، صاحباتك مش حلوين زيك
مايا : طب ليش كنت تطلع على جيجي
أنا : أنا ، لا طبعا
مايا : يعني ما حصل
أنا : محصلش ، إنشاء**** انشك في نظرك لو حصل
مايا : و**** شو بتدعي عليا من اول يوم ، طب أنا زعلان منك وبدي اروح عند ماما
أنا : هي من اولها كده ، طب خليني اصالحك.
بدأت تجري مني في الاوضة ونرمي بعض بالمخدات وبعد لعب كتير وجري قررنا نرتاح
مايا : خليني نقوم ناكل ، راح اموت من الجوع
أنا : طيب بس لسه الماتش ما خلصش ، افتحي الشامبنيا
مايا : صحيح بدك تخفف شرب ، يعني تشرب بالمناسبات بس
أنا : يا حبيتي احنا في شهر عسل ، ويلا عشان عندنا بكرا سفر
كانت ايامنا كلها سعادة وحب وشهر العسل بقى تلاتة
وكل دولة وليها ذكرياتها لحد ما وصلنا لاس فيغاس ، كان لازم اروح لاس فيغاس مدينة المحترفين، بس انا وعدت مايا اني ملعبش تاني ، نزلنا اوتيل سيزار بالاس اللي فيه كازينو ، كنت عامل زي الطفل اللي عايز ياخد إذن من امه
أنا : يا حبيبتي ، ننزل نتفرج بس ، عشان خاطري
مايا : اوكي
لبست بدلة سموكن زي جيمس بوند واستنيت في البار، مايا اللي كانت لابسة فستان خمري مثير جدا.
أنا: ايه اللي انتي لابسه دا
مايا: شو متل مانت جيمس بوند ، أنا bond girl
أنا : اسمعي يا بنت الناس ، أنا راجل فلاح وماحبش مراتي تلبس كده ، فاهمة
مايا : خلص اخر مرة
لما نزلت الصالة كان شكلها رهيب احلى من الأفلام مئة مرة كنت بتفرج عالروليت والبوكر ، وصوت الكروت عاملي رعشة والمرض بدأ ، ايدي بقت تتحرك لحالها ، كنت هاموت والعب
مايا : شو اتفقنا
أنا : مانا قاعد ساكت اهو
مايا : بس شكلك مو طبيعي
كنا واقفين حوالين الطاولة
أنا : مايا
مايا : شو
أنا : خليني العب مرة واحدة بس دا حلمي
مايا : مستحيل
أنا : هتبقى البرتيتا الأخيرة صدقيني.
في البداية حابب اعتذر عن التأخير في نشر الأجزاء الأخيرة من البرتيتا الأخيرة ، بس دا لعدة أسباب أنا كنت حابب انشر السلسلة كلها مع بعض ولجهلي بسياسة المنتدى وان السلسلة لازم ١٣ جزء بس ، الحقيقة أصبت بنوع من عدم التحمس أو الإحباط لاني ما بحبش قصصي تبقى اكتر من سلسلة وخصوصا أن كان فاضل جزئين بس وكان في مساهمات من العضو الرائع @مرحب اللي بحب أوجه له الشكر على تعاونه وتواصله مع المسؤولين اللي أبدو مرونة في التعاون ، بس لما راجعت نفسي شفت أن آخر جزئين فيهم احداث كتيرة عشان كده قررت افتح سلسلة جديدة هتبقى من اربع اجزاء أو خمسة بالكتير ، عارف اني طولت عليكم بس حبيت اوضح ليكم الأمور كافة وانشاء **** تعجبكم القصة وتكون عند حسن ظنكم ، اتمنى لكم متابعه طيبه .
تنويه هام: يجب قراءة السلسلة الاولى بكل أجزائها لانها متصلة باحداث السلسلة الثانية التي هي استكمال لها وشكرا.
البرتيتا الأخيرة:
عِقابُ الهَجرِ أَعقَبَ لي الوِصالاً
وَصِدقُ الصَبرِ أَظهَرَ لي المُحالا
وَلَولا حُبُّ عَبلَةَ في فُؤادي
مُقيمٌ ما رَعَيتُ لَهُم جِمالا
عَتَبتُ الدَهرَ كَيفَ يُذِلَّ مِثلي
وَلي عَزمٌ أَقُدُّ بِهِ الجِبالا
أَنا الرَجُلُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ
وَقَد عايَنتَ مِن خَبري الفِعالا
غَداةَ أَتَت بَنو طَيٍّ وَكَلبٍ
تَهُزُّ بِكَفِّها السُمرَ الطِوالا
بِجَيشٍ كُلَّما لاحَظتُ فيهِ
حَسِبتُ الأَرضَ قَد مُلِأَت رِجالا
وَداسوا أَرضَنا بِمُضَمَّراتٍ
فَكانَ صَهيلُها قيلاً وَقالا
تَوَلَّوا جُفَّلاً مِنّا حَيارى
وَفاتوا الظُعنَ مِنهُم وَالرِحالا
الجزء الاول:
لما سمعت أسم مايا انصعقت ولقيت نفسي بسال شيماء مين وكأني عايز اتاكد ، كانت مشاعر مختلطة ، حزن وفرح وكان حطيت سكر مع ملح ، مش عارف انا مبسوط ولا حزين، وأسئلة كتيرة بتدور في راسي ، طب هي كانت فين ورجعت ليه وعايزة ايه ، كنت عايز اضربها وابوسها وأقطع شفايفها ، مش عارف هعمل ايه اول ما اشوفها ، ثواني كانت سنوات
شيماء : ايه يا استاذ ، هقولها ايه
أنا : ايه
شيماء : لا دا انت مش معايا خالص
أنا : هي جايه عشان قضية
شيماء : مقالتيش بس طلبت مقابلتك، على فكرة كانت بتتصل وبتسال عنك كل يوم
أنا : طب خليها تدخل ، وروحي انتي
شيماء : اخليني موجودة يمكن تحتاجني
أنا : لا روحي عشان الوقت متاخر ، أنا هقفل المكتب
خرجت شيماء وبدأت اسمع دقات كعب مايا وكانت دقات قلبي بتدق بصوت اعلى وعلى نفس الايقاع ، دخلت مايا كانت لابسة فستان ابيض كتنت زي الملاك وعلى وشها ابتسامه بتشع نور وامل ، وقعدت قدامي وبدأت تتفحص وشي و أنا بداري وشي في الورق ، وكأني أنا المذنب أو أنا اللي غيبت الفترة اللي فاتت من غير مكالمات.
أنا : اتفضلي يا مدموزيل مايا
مايا بامتعاض : شو هيدي مدموزيل ، اه بتحب تكون رسمي بالشغل.
أنا : خير ، روي عامل ايه
مايا : روي كان هون بمصر كان ممكن تسال عنه، بس انا اللي كنت مسافرة ، ( وقامت من مقعدها واقتربت مني وشفايفها اقتربت من وجهي وكانت تريد طبع قبلة على وجهي ولكني نهضت بسرعه و حاولت تدارك الموقف )
قمت وفتحت البار الخاص اللي في المكتب
أنا : تحبي تشربي ايه
مايا : Surprendre ، عندك بار هون ، ( وقربت عليا وانا واقف عند البار ) احكيلي مع مين بتشرب
( ابتعد عنها مرة أخرى )
أنا : مع كتير
مايا ( كانت تلاحقني) : صبايا
انا : يعني احيانا
مايا : احلى مني
( وشفايفها قدام شفايفي بالزبط )
أنا : ما بركزش ، هنا مكان شغل
بدأت تحسس على صدري باظافرها ، بعد عنها و رجعت مكتبي ، كان واضح اني بهرب منها
مايا ( بامتعاض ) : شو مالك يا فارس، شو بيك
أنا ( بقيت ابص على نفسي باستغراب) : مانا كويس اهو مش ناقصني حاجة ايدي في مكانها و وشي زي ما هو و على ما اظن أني لسه بمشي يعني أنا كويس ، يمكن طول غيابك وسفرك ناسوكي أنا مين
مايا : لا مش انت ( وبدأت تشرب كاسها ) ، انت كتير سخيف اليوم ، اتوقعت تحضني تبوسني بعد الغياب اللي بتحكي عنه أو تسالني عن السبب ، بس شكلك سحبت كلامك
( وفجأة سمعت طرقات على الباب )
أنا : مش قولتلك تروحي يا شيماء
الطارق : أنا مش شيماء يا حبة عيني ، ( وفتحت الباب) أنا سوسو يا خاين
أنا : سونيا
سونيا : ايوه سونيا يا غدار يا وحش بقى كل دا ومتسالش عليا ( سونيا مكانتش شايفة مايا لأن إضاءة المكتب كانت خافتة وكانت سونيا واخدة راحتها في الكلام ومايا قاعدة مندهشة وبتبص عليا وانا بحاول اداري وشي ونظراتي ، وكانت سونيا تقريبا لابسه فستان اقرب لقميص نوم ولما قربت من المكتب شافت مايا )
سونيا : اه دا انت عندك ضيوف
أنا : اتفضلي يا مدام سونيا
سونيا بضحكة عاهرة : مدام ، حلوة مدام دي
( مايا كانت مصعوقة وبتبص عليا باحتقار )
سونيا : مش تعرفنا على ضيوفك يا فاروستي
أنا : دي مدموزيل مايا و دي مدام سونيا
سونيا : اتشرفنا يا مدموزيل ، قولي بقى يا ندل انت ما بتجيش ليه ، دا انت واحشنا اوي ، والبنات كلهم بيسالوا عليك ( وبتغمز بعينها) والقعدة من غيرك وحشة اوي
( قامت مايا وخدت شنطتها)
مايا : أنا عرفت ليش متغير يا متر ، شكرا كتير
أنا : استني يا مايا ، أنا هفهمك كل حاجة
( رحلت مايا وكاد أن ينفطر قلبي )
أنا : ينفع كده
سونيا : وانا هعرف ازاي أن في حد معاك ، أنا لقيت المكتب مفتوح ومفيش حد قاعد برا ، عرفت انك قاعد لوحدك ، قولت اخش ادلع عليك شويه
أنا : ولما شوفتيها كملتي كلام ليه
سونيا : لاني لو كنت سكت كانت هتشك فيك اكتر ، بس لما اكمل كلامي هتعرف أنه مفيش حاجه تتخبى
أنا : وحياة امك ، بقى كده يا سونيا ، ماشي عليكي واحد
سونيا : هو فين دا ، أنا مش شايفة حد
أنا : وبتهزري كمان يا شرموطة
( قعدت على حافة الكرسي وبدأت تلعب في شعري )
سونيا : هو البنت دي تهمك
أنا : ليه
سونيا : أنا مستعدة اروحلها واقولها اني كنت بهزر معاك
أنا : بجد
سونيا : طبعا ، هو أنا عندي كم فارس يعني ، قوم تعالى معايا ، انت واحشني اوي
أنا : وجوزك فين
سونيا بضحكة مزلزلة: هو انت متعرفش
أنا : ايه اللي حصل
سونيا : أطلقنا
أنا : معقول ، دا كان بيحبك
سونيا : مراته شكت وبقت تراقبه ، وفي يوم طلعت عالبيت وعاملتلي فضيحة وقالتله يا يطلقني يا تخعله
أنا : طب يطلق مراته
سونيا : معقول هيطلق بنت الحسب والنسب عشان واحدة زي
أنا ( بدأت اطبطب عليها واحسس على شعرها) : يلا هو الخسران
سونيا : مش كده وبس دا طلع الموكوس كاتب كل حاجة باسمها ، بس خدت مبلغ محترم وارتاحت منه
أنا : يعني سريرك فاضي دلوقتي
سونيا ( بمحن) : اه وعمره مكان لغيرك يا فاروستي
أنا : انتي ناويه على ايه
سونيا : تعالى معايا وانا اقولك
أنا : طب اسبقيني وانا هجيلك كمان نص ساعة
سونيا : تؤتؤ مش همشي الا وانت معايا
رحت معاها وركبنا العربية
أنا : عندك ويسكي
سونيا: كل اللي نفسك فيه موجود
أنا : واخبار اللعب ايه
سونيا : دا أنا وقعت على زبون سقع
أنا : ثري عربي
سونيا : لا ، عارف مدحت السكري
أنا : بتاع الحديد
سونيا : ايوه
أنا : يا نهار اسود ملقتيش غير دا
سونيا : مش هو ، ابنه
أنا : علاء
سونيا : انت تعرفه
أنا : اه دا شمام ، ونصيحة مني ابعدي عنه
سونيا : هو مالوش في اللعب ، هو بتاع حريم ، وعجبته البت بياضة وبكسب من وراه دهب
أنا : ابعدي عنه يا سونيا ، الواد دا المخدرات لاحست دماغه
سونيا : دا شغل يا فارس
أنا : انتي حرة ، افتكري اني حذرتك
رحنا البيت وكان الديكور متغير
أنا : ايه دا امال البنات فين وغيرتي الديكور كمان
سونيا : كله إجازة النهاردة ، أنا وأنت بس
بدأت بتقبيلي بنهم وشبق ، كنت أشعر بأنها تغتصبني ، كانت ليلة ماجنة مارسنا فيها كل الاوضاع، كنت أشعر باشتياق للعودة لحياتي ، انها حياة لعينة ولكني اعتدت عليها ، كان حلم حياتي أن اكون انسان بسيط او محامي عادي يعيد الحقوق إلى اصحابها ، لديه بيت دافئ وزوجة محبة و *** أو **** يكبرون أمام عيني ويقوموا بمناداتي بكلمة انحرمت من قولها بابا لم اقولها ابدا ولا اعرف طعمها ولكن أتمنى أن اسمعها، فجدي أخبرني أن لهذه الكلمة البسيطة مذاق جميل ، كان حلمي أنا وسلمى في البداية ، كان أهم حلم في حياتي حتى اهم من حلم الانتقام واسترداد ارض ابي ، كانت تخبرني بأننا سوف نعمل ونجتهد ونفتح مكتب خاص بنا نعمل فيه سويا ، كانت تخبرني بأنها سوف تصبح زميلتي وسكرترتي في المكتب ، و زوجتي وابنتي وامي في المنزل ، أخبرتني بأنها سوف تعوضني حنان الام الذي لا اعرفه ، وما اجمل الاحلام استقيظت نعم استيقظت فوجدت الواقع ، وكما قال العندليب عبد الحليم حافظ :
آه من الأيام آه لم
تعطِ من يهوى مناه
مالي أحس أنني روح غريب في الحياه
يا فاتناً عمري هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي
وحدي في ظلمة الأسر
تبخر الحلم واستقيظت على كابوس الواقع وأصبحت مرغم على مواجهة الحياة ، فلم يعد هنالك شي اخاف عليه ،كان علي الانتقام من كل الاحلام الواهمة وما ذنب الاحلام لا اعلم ، وبدأت رحلة النجاح والفساد ، حتى وجدتها ، مايا لمست قلبي أحيت بداخلي *** كاد أن يموت شعرت بأنها حلم جديد ، وكنت أخشى الاحلام وحاولت الابتعاد ولكنها اقتربت واقتربت أكثر واكثر ، تلامست شفايفنا ، كد أن أنسى طعم الحب والحياة ، انشغلت بالمال والمجد والنجاح والعلاقات ونسيت نفسي ، ولما اقتربت منها ابتعدت عني وكأنها كانت سراب، كالسراب الذي يظهر لمن يموت من العطش في الصحراء ومن يراى أمامه نهر عذب وعندما يقترب منه لا يجده ، ولكنها عادت إذا هناك امل عليا أن أجده لن ادع حلمي يضيع مرة أخرى .
انتفض من سرير سونيا وكان هناك زلزال في داخلي
سونيا : انت رايح فين يا مجنون
أنا : لازم امشي حالا
سونيا : حتروح فين ، دا احنا لسه الفجر
أنا : اللحظة دي يمكن ما تتكررش تاني يا سوسو
سونيا: لحظة ايه
أنا : ادور على نفسي
سونيا : لا دا انت لسه سكران ومش هخليك تنزل كده
أنا : صدقني أنا عمري ما كنت فائق زي دلوقتي
ونزلت جري زي ما اكون *** وبيجري فرحان بالعيد ، رحت عند بيت مايا وفضلت مستني ساعات وساعات والشمس طلعت ومايا بانت وكانت رايحة تركب عربيتها ، رحت عندها
أنا : اسمعيني يا مايا ، واديني فرصة
مايا : ما بدي اعرف اشي ، لو سمحت ابعد عني
أنا : دي حاجه قديمة ، وانا ما بفكرش الا فيكي ، صدقيني
مايا : بليز اتركني ، ما بدي اسمع اشي
وركبت عربيتها وراحت ، بس انا ما فقدتش الامل
شيماء: الو ،انت فين يا استاذ
أنا : اه يا شيماء أنا منمتش من امبارح ، ومش جاي النهارده
شيماء : مالك يا استاذ ، تعبان اكلمك دكتور
أنا : لا انا كويس بس مزاجي مش فاضي للشغل
شيماء: اذا عالمكتب مش مشكلة ، لانك لازم تروح الاسكندريه
أنا : ليه
شيماء : نبيل باشا عايزك ضروري
أنا : نبيل الفايد ، مقالش ليه
شيماء: لا ، بس قال ضروري وقال إنه كلمك على تلفونك الخاص بس مقفول
حاجه خارج الحسبان رحت الاسكندرية ورحت فيلاته
نبيل : ايه يا عم فارس ، محدش بقى يشوفك
أنا : أنا موجود يا باشا ، ايه خير
نبيل : ايه مالك مستعجل ليه
أنا : لا مش مستعجل ، بس خايف تكون في مشكلة
نبيل : لا متخفش ، الموضوع بسيط
أنا : خير يا باشا
نبيل : عايز اطلع فلوسي لسويسرا
أنا : ليه ، في مشكلة
نبيل : لا بس الوضع هنا مش مريح
أنا : ولا يهمك يا باشا
نبيل : بس محتاجك تقعد معانا شويه
أنا : شوية قد ايه يعني
نبيل : يعني اسبوع
أنا بامتعاض : اسبوع
نبيل : ايه كتير ، مالك يا فارس مش عادتك ، فيك حاجة متغيرة
أنا : لا بس انت عارف المكتب والقضايا
نبيل : خلي الشباب اللي عندك يمسكوا القضايا ، وهتاخد مبلغ محترم غير نسبتك طبعا ومعاك كارت بلانش
أنا : انت تومر يا باشا
نبيل : بس قانوني يا فارس
أنا : اي قانون فيهم يا باشا
نبيل بقهقهة : بتاعنا يا فارس
لم اكن سعيد بعرض نبيل لانه غير مخططاتي ، ولكن لم استطع الرفض وكيف ارفض ، فلم اعتاد أن أقول لا لهذا القوم ، المهم بدانا بعملية تحويل الاموال ، وقد يتساءل البعض ما دور المحامي فدور المحامي هو الأهم في هذه العملية ، كان اسبوع طويل وشاق كنا نعمل ليل ونهار و نرتب اوراقنا كي تصبح عملية التحويل سليمة وبدون إثارة الشكوك. حصلت على نسبتي والذي كان مبلغ بستة اصفار وعدت للمنزل لكي ارتاح قليلا ومن ثم اذهب لشركة الغطاس.
سكرتيرة مايا : مدموزيل مايا في واحد طالب مقابلتك
مايا : واحد شو ، ما اله اسم يعني
سكرتيرة مايا : اله بس طلب مني ما اخبرك
مايا : شو ، كيف يعني
أنا ( فتحت الباب ) : ما اظنش انه من الذوق أن أفضل واقف برا كده
مايا باستغراب: أنت شو بتعمل هون
أنا : لو سمحت يا مدموزيل بعد اذنك قهوة ساده
السكرتيرة : أنا مدام
أنا : بجد مش باين عليكي خالص
السكرتيرة : ميرسي كتير
مايا : تاخدوا ارقام بعض احسن
السكرتيرة: آسفة يا مدموزيل مايا
خرجت السكرتيرة
مايا : انت عنجد كتير وقح
أنا : أنا عارف اني وحشتك
مايا : لا و**** ما بدي اشوفك ، أنا ما بحب الخائنين
أنا : معقول بس عينيكي بتقول غير كده خالص ، وغيرتك عليا من السكرتيرة بتأكد اللي أنا عارفه
مايا : لا طبعا مو غيرة وانت بالنسبة لي ولا اشي ،شو بدك وياريت بسرعه
أنا : عايزك تعرفي الحقيقة
مايا : وانا ما بدي اعرف اشي
مايا : اللي بيخون مرة بيخون عشرة ، وانا حكتلك أنه اكتر شي بكرهه الخيانة
أنا : طب اعرفي الحكايه الاول
مايا : مش راح اقدر اثق فيك بعد هيك
أنا : يعني دا اخر كلام عندك ، يعني امشي
مايا بتهز راسها والدموع في عينها ، عينها بتقول ما تمشيش
مكنتش ناوي استسلم ومش عايز اعمل زي التجربة الأولى وطلعت من مكتبها وناديت بصوت عالي
انا : يا جماعه يا روي يا روي
كل اللي في الشركة سابوا اللي في ايديهم وبقوا يتفرجوا عليا
أنا : يا جماعه زي ما بعضكوا يعرف أنا محامي ، واتعلمت في كلية الحقوق أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وحتى لو ثبتت ممكن يعمل نقض أو استناف ، وانا اتحكم عليا بالاعدام من غير حتى ما ادافع عن نفسي ، طب أنا عايز رايكم ينفع كده
علامات الدهشة والذهول على وشوشهم وهما بيقول بين نفسهم دا اكيد مجنون أو شارب زي ما كان شارب لما قابل شانتال ، ومش عارفين يقولوا ايه
أنا : انتو ساكتين ليه ، ينفع كده يا جماعه
سمعت اول صوت بيقول لا ما ينفع وكانت جيجي وبعدين الكل اتشجع وقالوا ما ينفعش
قعدت على الأرض وقولت : اشكركم وانا مش همشي من هنا قبل ما اخد حقي وادافع عن نفسي ، ( وبقيت أردد وكأني في مظاهرة) أنا برئ أنا برئ أنا برئ
وكل الموظفين بيقولوا ورايا : هو برئ هو برئ
كانت مايا واقفة ورا ازاز مكتبها وبتشوف المشهد ، مكانش باين وشها بسبب الستائر
وفجأة طلع روي من مكتبه و وقف وهو مش فاهم حاجه
روي : شو في ، شو هالازعاج
أنا : الازعاج دا مني أنا يا روي
روي : يخربيتك ، شو مالك انت ليش قاعد عالارض هيك
أنا : أنا طالب ايد اختك
روي : شو ( وقعد عالارض قصادي )
روي : انت مجنون ، و حتى تطلب تتزوج اختي تعمل مظاهرة
أنا : اختك جننتني
روي : وشو المطلوب مني
وفتحت مايا باب مكتبها وخرجت
مايا : وانا مو موافقة يا روي
روي بضحكة بلهاء : وشو كمان حدا عنده راي من الموجودين احكوا ما تخافوا احنا عيلة ، انتو مجانين صح
أنا : شوف يا روي ، أنا مش همشي من هنا غير لما اختك تعرف الحقيقة، ولو مش برضاها هيبقى غصب عنها
قربت مايا مني : و**** شو ، شو مفكر حالك انت
أنا : حبيبك ولازم تديني فرصة
الكل بدأ يصقف ويصفر وكأننا في استاد كرة والمنتخب جاب جول ، ويقولوا اديه فرصة يا مدموزيل مايا ، حاولت مايا أن تداري ابتسامتها
كان مشهد عبثي ملئ بالغرابة وكأنه مشهد سينمائي
روي : اوكي ، بناءً على ما طلبه المشاهدون ، مدموزيل مايا راح تعطي مسيو فارس فرصة ، وهيك تكون خلصت حلقة اليوم من هالمسلسل الهابط ، **** تكون عجبتكم ، و رب السماء راح اسكر عيني وافتحها واذا لقيت حدا مو قاعد على مكتبه راح اقوصه .
البرتيتا الأخيرة:
أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر أما للهوى نهـي عليـك و لا أمـر
بلى أنـا مشتـاق و عنـدي لوعـة ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه ســر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهـوى و أذللت دمعا مـن خلائقـه الكبـر
تكاد تضيء النـار بيـن جوانحـي إذاهـي أذكتهـا الصبابـة والفكـر
تسائلني مـن أنـت و هـي عليمـة و هل بفتى مثلي علـى حالـه نكـر
معللتي بالوصـل و المـوت دونـه إذا مت ظمآنـا فـلا نـزل القطـر
فقالت لقد أزرى بـك الدهـر بعدنـا فقلت معاذ **** بـل أنـت لا الدهـر
و قلبت أمـري لا أرى لـي راحـة إذا البين اضناني الح بي الهجر
الجزء الثاني:
دخلنا لمكتب مايا وكان معانا روي
روي : اتفهموا مع بعض ، وبعد ما تخلصوا راح يكون الي معاكم حكي تاني وخصوصا انت يا سيد فارس يا صديقي
خرج روي وقعدت أنا ومايا اللي كانت لفة وشها عالجهة التانية.
سادت لحظات صمت ، كانت مايا بتحرك قدميها بتوتر وعصبية وانا قاعد بحاول افتح الموضوع ، كنت عامل زي اول يوم اترافع فيه ، مكنتش عارف اتكلم
مايا زهقت وقامت كانت عايزة تخرج ، مسكتها من أيدها
أنا : رايحة فين
ما ردتش عليا
أنا : ارجوكي اسمعيني يا مايا
مايا : انت ما بتحكي وقاعد ساكت
أنا : أنا مستني تهدي واتكلم ، وبعدين اكلمك ازاي وانت لفة وشك ومش راضية تبصيلي ، أنا عاوز اشوف عينكي اللي خلتني زي الطفل اللي خايف من امه
( كانت هناك بوادر ابتسامه على شفايفها ولكنها حاولت تداريها وهي بتتكلم بعصبية ، كان شكلها حلو اوي وهي عاملة نفسها غضبانة)
مايا بعصبية مصطنعة: اتفضل ، شو بدك تحكي
أنا : شوفي يا ستي ، أنا إنسان عازب وكان ليا علاقات ، مقدرش أنكر كده و الاغراءت كانت كتيرة قدامي.
بدأت اقولها عن علاقتي بسونيا واني كنت بروح العب في بيتها واتوسعت علاقتنا ودا طبيعي ، وهي طبيعتها بتحب الهزار والدلع ، كنت مش عارف ليه بقول دا كله ، حسيت حالي ما صدقت وقولت اللي عندي ، مكانش مفروض اقول كده ، كان ممكن اوعدها اني معملش علاقات وخلاص ، كلنا عندنا علاقات وخصوصا في فترة العزوبيه ، كانت واقع كلماتي ظاهر على لغة جسد مايا اللي كانت عاملة نفسها غير مهتمة .
انا : دلوقتي انتي عرفتي كل حاجة عني ، وليكي الحرية في الاختيار ، لو حابة تكملي معايا وقولتي اه ، هتكوني أحييت بن آدم من جديد يمكن يكون مات من زمان أو أنا فقدت الامل في أنه يرجع ، كانت كل الظروف ضده وكان مش مهتمة بحاجة خالص لحد ما انتي ظهرتي في حياته ، من أول نظرة خليتي عنده امل ، غيرتي كل حاجة في حياته ولما قربتي منه حبك اكتر ، تصدقي لو قولتلك اني حاولت في الاول حاولت ابعد عنك ، خوفت احبك ومتكونيش بتحبيني أو مرتبطة ( كنت ببتسم) ، وطريقة معاملتك ليا في الاول كانت بتقولي يا فارس دي مش عايزة تشوفك ، ولما شككتي فقدراتي على حل القضية ، وانك بتدوري على محامي جديد ، كل ده خلاني احس انك بتكرهيني ، لحد ما جت الفرصة والغريبة انها في نفس المكتب دا ، لما شفايفك قالت على كل اللي جواكي ( بصت مايا عالارض وكأنها بتحاول تداري كسوفها) ، كان طعمها غريب ، طعمه محستش بيه من سنين، حاولت ابعد عنك تاني بس انتي كنتي بتقربي اكتر ، اتعودت عليكي وحبيتك ، اه حبيتك لما اختفيت فجاه ، حسيت ان حياتي كلها اتلخبطت مبقتش عارف اعمل حاجة ، قفلت مكتبي ، سافرت ، عرفت وقتها اني بحبك .
أنا ( ولعت سيجارة جديد) : ولو قولتي لا ، مش هضايقك تاني وهتمنى لك السعاده وانك تلاقي حد احسن مني .
خيم الصمت لحظات حتى قاطعته مايا
مايا : أنا بعرف أنه كل شاب بيكون عنده علاقات ومغامرات وخصوصا بفترة العزوبيه ، بس لما يكون مرتبط وعنده علاقة مع واحدة ، المفروض أنه يحترمها ، متل ما هي راح تحترمه ، ما بحب الخيانة والكذب
صمتت قليلا
مايا : مش عارفه شو احكيلك
أنا : وانا مش هضغط عليكي اكتر من كده
فعلا قمت وكنت مغادر باتجاه الباب ، حاولت ما بصش عليها كانت نظرتها فيها لهفة، كنت رايح افتح الباب ، سمعت صوتها
مايا : أنا عندي شروط
التفت ليها وكانت تغمر وجهي السعادة
أنا : وانا موافق على كل شروطك
مايا : نو ، بدك تسمعها الاول
أنا : اتفضلي يا ستي ، كلي اذان صاغية
مايا : لازم كل مواعيدك اعرفها ، ومين عملائك وخصوصا عميلاتك وكل واحدة شو بدها وشو قضيته ، وما تتأخر ، وانا اولا بعدين الشغل
أنا بابتسامة: بسيطة ، موافق
مايا : هيدا اول شرط ، الشرط الثاني مافي لعب ،يعني البرتيتا ممنوعة
أنا : لا كده كتير ، طب العب مرة واحدة في الأسبوع عالاقل.
هزت مايا راسها بعدم الموافقة
أنا : طب مرة في الشهر
مايا : لا يعني لا
معرفتش اقول ايه ، الطاولة الخضراء بقت روحي و صوت الكروت كانت بتدق اجراس الحياة في داخلي ، كانت السبب في اني ابقى اكبر محامي في مصر وارجع حق اهلي ، بس انا نفسي ارجع لحياتي الطبيعية. لحظات صراع داخلي تلخص صراع في داخلي من سنين.
مايا : شكلك مش موافق
أنا ( علامات انكسار على وجهي ) : انت عايزة تعجزني
مايا : ابدا ، أنا بدي اياك تكون احسن انسان ، وعمرك ما راح ترتاح طول ما انت في البيئة هاي ، اسالني أنا الطاولة هاي دمرت حياتي
أنا : وانا موافق
مايا : ضل اخر شرط
( اقتربت مايا مني وقعدت على نفس الكنبة اللي أنا قاعد عليها ، بدأ قلبي يدق لما اقتربت انفاسها مني وبدأت تتكلم بهمس وانا الشهوة تقتلني)
أنا بصوت مبحوح : ايه هو
مايا : أنا (بدأت شفايفها تلامس اذني بطريقة مغرية)
أنا : مالك
مايا : اكون الوحيدة بحياتك وما تعرف حدن غيري ( وشفايفها بتنزل على وجهي لحد ما قربت على شفايفي وبدأت تقبل قبلات متقطعة ، انتفض عضوي احتراما لهذه اللحظة وانقبض قلبي وهو يتمزق بهذه القبلات الأشبه بسكين تطعن في مشاعري وتثبت لي اني اعشقها)
مايا ( وهي لسه بتختلس قبلاتها من شفايفي): ما حكيتلي موافق ولا لا عالشرط الاخير .
أنا ( بشير ليها براسي على العضو المنتصب ) : كل ده ومعرفتيش
( كانت هناك ابتسامه على شفتيها لا ادري ان كانت ابتسامة انتصار أو غرور ممزوجة بكسوف عذراء )
مايا : لا هيدا راح يستنى لبعد الزواج
(دخلنا في قبلة عميقة بعد القبلات الخاطفة وكانت قبلة الاتفاق، غبي من قال إن الرجل يفهم في السياسة ، بعد المناورة اللي قامت بيها مايا اكتشفت اني محامي اي كلام كل شروطها وافقت عليها ، كنت غاضب منها بسبب غيابها المفاجى والغير مبرر ومن ثم هي حولت الموقف لصالحها واصبحت هي اللي التي تضع الشروط، وتتحكم بالموقف ، ما اجمل المرأة ، اجمل نعم الحياة إن لم تكن اجملها بالفعل ، وتملك عقل يعلم الشيطان)
كانت نايمة على صدري وانا بلعب في خصلات شعرها الذهبية ، كنت حاسس اني مالك الكون كله .
أنا : مقولتليش كنتي فين الفترة اللي فاتت دي .
مايا : يعني انت كنت مهتم
أنا : طبعا مهتم
مايا : طب ليش ما سالت عني
أنا : هسال مين
مايا : خليني اقوم ، بدل ما روي يفتح الباب ويشوفنا هيك
أنا : وايه المشكلة ، ما انتي هتبقي مراتي
مايا : و**** شو ، خلص قررت هيك ، ( قامت من على صدري ونظرت لي نظرة تحدي ) طب أنا مو موافقة.
أنا : مش بمزاجك يا قطة
مايا : وليش هيك واثق
أنا : روي و هيوافق ، وعمك جوني هيوافق ، وانتي موافقة ، فاضل مدام هيلدا.
( بدأت تظهر علامات الحزن على وجه مايا وبدأت تحاول تغير اتجاه وشها عشان ما اشوفش ملامحها ، والدموع بدأت تظهر على عيونها )
أنا : مالك يا مايا ، في ايه
مايا : ماما
أنا : في حاجة
مايا : أنا ما بدي اتركك ، أنا بحبك يا فارس ( وحضنتني وهي بتعيط ، الدموع تنهمر من عينيها كالشلال)
أنا : في ايه يا حبيبتي
مايا : مش عارفه شو احكيلك
أنا : امك مش موافقة على جوازنا
مايا : انت بدك تعرف سبب غيابي عنك ، بس انا مش عارفه شو احكيلك
أنا : قولي لو عايزة تتكلمي ، ولو مش عايزة متقوليش حاجة ، وعمري ما هكون سبب في اني اعمل مشاكل بينك وبين والدتك.
مايا : يعني شو
أنا : يعني الناس ممكن يتجوزو ويطلقوا كل يوم بس بيتخلق عنده ام واحدة ، وانا مش هسامح نفسي لو اني هبقى سبب في انك تخسري امك ، هنسحب بهدوء
( مايا حضنتي بقوة اكتر من الاول )
مايا : انت كل يوم بتخليني اتمسك بيك اكتر ، بس مش انت المشكلة صدقني ، اي ماما ما كانت موافقة عليك بالاول بسبب الاختلافات اللي بينا بس انا و رولا اقنعنها ، و وافقت وبعدين احنا عنا حرية وانا من حقي اختار زوجي ، احنا عيلة سبور ، بس المشكلة ( كانت مترددة وشفايفها بترتعش)
مايا ( بتولع سيجارة) : أنا محرجة ، مافي حدن بيعرف هالموضوع
أنا : قولي يا مايا ، متخافيش
مايا : الشهر اللي أنا غبته عنك ، لأن ماما كانت بمصحة.
( حركات جسدها وملامح وشها ، كانت بتدل أن الحالة دي بتجرح كبريائها)
مايا : اي يا فارس ، ماما كانت بتتعالج من الادمان ، شو خايف تكون حماتك مدمنة ( كان صوتها بقى أعلى )
اقتربت منها وبدأت اطبطب عليها
أنا : يا حبيبتي عمره ما كان المرض عيب ، ودا بيحصل لكل الناس
مايا : ما بدك تعرف مدمنة شو
أنا : مش مهم ، المهم أن احنا نساعدها ونوقف معاها
مايا : ماما مدمنة قمار وكحول ، القمار هو السبب في موت بيي
أنا : ازاي
مايا : ماما كانت بتلعب على خفيف مع الملعون شانتال ، وكانت بتكسب كتير ، صارت تحب اللعب كتير لانها كانت تحس بفراغ لانه بابا كان بيسافر على منجم العيلة بجنوب افريقيا ، ماما صارت تلعب بشراهة وصارت تخسر مبالغ كبيرة وهاد كان سبب في انها تخسر ثروتها وبلشت تلعب بأسهم من شركة العيلة وصارت شركتنا تخسر مصاري كتير وكان بيي محتاج حتى يشتري منجم بنيجيريا وللاسف ما كان معه وانصدم لما عرف أن امي خسرت المصاري اللي كانت راح تساعده وخصوصا اللي اشترى المنجم هو منافسنا بالسوق ، وهاد كان سبب بموت بيي بس احنا وعمي قدرنا نرجع الشركة بشكل قوي ورجعنا عالسوق بس عمي تقريبا حط وصاية على امي ، وطبعا اللي كان بيساعدها عاللعب شانتال ولما انكشف قدامنا ،ماما حالتها بقت اسوء وخاصة أنها كانت بتعتبره متل اخوها ،عرفت ليش ما بحب اللعب لانه دمر عيلتي .
( أنا كنت بسمع أن هيلدا بتلعب وسمعت المعلومة دي من سونيا بس مكنتش متخيل كده، صحيح الكرت بيرفع وينزل )
أنا : يا حبيبتي مفيش مشكلة ، والدتك مش الوحيدة اللي حصل معاها كده
مايا : عرفت ليش أنا غبت الفترة الماضية ، ما كنت بقدر اتركها لحالها هيك
أنا : ودلوقتي حالتها ازاي
مايا : رجعت على بيتنا ببيروت وحالتها احسن
وبعدين دق الباب ودخل روي
روي : شو صار معكم
مايا : خلص احنا اتفقنا
( قعدت مع روي اللي عاتبني في البداية عشان خبيت عنه علاقتي بأخته ، بس اتفقنا عشان أقابله هو وعمه ونتفق عالتفاصيل ، ونستنى رجوع امه من لبنان )
لبرتيتا الأخيرة:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِينَا * وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا * إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا
تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ * إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِينَا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذَا أُمِرَّتْ * عَلَيْهِ لِمَالِهِ فِيهَا مُهِينَا
أَبَا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا * وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّرْكَ اليَقِينَا
بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَاتِ بِيضَا * وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْرَاً قَدْ رَوِينَا
وَأَيَّامٍ لَنَا غُرٍّ طِوَالٍ * عَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَدْ تَوَّجُوهُ * بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا
الجزء الثالث:
الحياة بدأت تحلو ، دا احساسي دنيتي بتتغير ، رجعت مراهق بقيت بكلم مايا كل لحظة وكل ثانية وهي مبسوطة ولازم كل يوم اشوفها نتغدى أو نتعشى المهم اشوفها ، رجعت العب رياضة ، وعلى رأي السندريلا سعاد حسني الحياة بقى لونها بمبي ، طبعا مايا حطت عليا مخبر وهي شيماء بقت صاحبتها وتقولها كل اخباري واخبار المكتب ، الغيرة الزايدة وحشة بس انا بقيت سعيد بكده بقيت بحس باهتمام وأنه في واحدة بتحبك بجد، مهتمة بكل حاجة ، بتبعتلي واحدة من اللي عندها في الفيلا بتنظف شقتي أو بتفتشها وانا مبسوط باهتمامها دا ، كانت متسلطة بس بشقاوة حلوة ، عاملة زي ما تاخد بنتك مشوار وانت فاكر نفسك انك اللي واخدها بس بيتضح بعدين انها هي اللي واخدك وتوديك قسم الالعاب وتقولك أنا عايزة اللعبة دي وتقولها لا بس هتبصلك بصة كافية انك تجيبلها اللعبة دي وكمان واحدة فوقها ، كنت بحس كده معاها كانت ممكن تعمل موقف يخليني متضايق منها يعني اكون في اجتماع مع عميلة ( من عينة انجي أو ممثلة ) عندي في المكتب وتقعد معانا ودا بيسبب حرج للعميلة وليا وببقى عايزة اضربها واطردها واقولها سيبيني اشوف شغلي ، بس بحركة واحدة منها أو بوسة بنسى كل حاجة ، ستي قالتلي زمان أن اوحش نقطة ضعف للراجل هي المرأة . مرت عدة شهور كنا طبعا بنرتب للجواز ، الفيلا اللي أنا عملتها في ارض ابويا ومايا طبعا شافتها، جيبنا مهندس ديكور وبقت على وشك انها تخلص.
وقعدت مع روي وعمها جوني اتفقنا على كل حاجة، والطريقة اللي هيتم بيها الجواز .
كنت قاعد في المكتب لوقت متأخر عشان اخلص شوية ورق ، ورن تلفوني وانا كنت عارف انها مايا
مايا : شو يا فرفوري ، ليش سهران
أنا : ايه فرفوري دي
مايا : دلعك يا حياتي ، شو معجبك
أنا : لا بس جديدة يعني
مايا : شو بتسوي
أنا : شوية شغل يا حبيبتي
مايا : اه شغل ، قاعد لحالك
أنا : اه و**** لحالي ، ما المخبر بتاعك روح
مايا : اوكي ، الطريق من بيتك للشغل كم دقيقه
أنا : نص ساعة تقريبا
مايا : حلو كتير ، بعد نص ساعة تلفن لي من البيت
أنا : ليه بقى
مايا : بدي اطمن عليك يا Chérie
أنا : لسه عندي شغل يا روحي
مايا : شكلك راح تتعبني معك ، وبعدين انت ليه مكركب ( فوضوي يعني)
أنا: طيب هروح وهاغسل سناني واشرب اللبن
مايا : يا **** ، شو سئيل
أنا: وانتي مهضومة كتير
مايا : شو هيدا صاير تحكي لبناني
أنا: كرمالك بصير لبناني
مايا : طب شو انا بشبه بلبنان
أنا: انتي متل التبولة وفتوش والكبة النية
مايا بامتعاض: أنا تبولة وفتوش ، احنا نترك بعض من هلا احسن
أنا: وانا بقول كده برضه
مايا بصوت عالي: شو عم تحكي
أنا: عم امزح معك
مايا بقت تضحك بصوت عالي: اسمع ماما راح تصل مصر بكرا
أنا: تنور مصر
مايا : راح تيجي معي عالمطار تستقبلها وتتعرف عليها
أنا: امرك يا فندم ، حاجة تانية
مايا : لهلا لا بس بلكي كمان شوي اطلب منك
أنا: بس عايز اقولك أن النص الساعة اللي كنت هروح فيها خلصت ، يبقى انام في المكتب النهاردة
مايا بعصبية : روح عالبيت يا فارس.
تاني يوم رحنا عالمطار نستقبل ام مايا وكان معانا روي و رولا مراته ، وصلت امها شبه مايا بس امها اطول رشيقة ، كانت لابسة نظاره شمسيه وفستان قصير ، هانم بمعنى الكلمة.
سلمت عليا ببرود ، دي كانت أول مرة يحصل بينا تواصل مباشر ، أنا شفتها يوم المحكمة بس ما حصلش بينا تواصل ، والغريب انها رفضت تركب عربيتي وركبت مع روي ، برغم من أن مايا الحت عليها ، مش عارف علاقتي ليه وحشة مع الحموات ، كانت أم سلمى بتكرهني كره مش طبيعي وكانت هي السبب الرئيسي في تمرد سلمى عليا ، من اول لمسة بيني وبين هيلدا حسيت اني برجع لنفس الذكريات وصلنا لقصرهم ، مايا كانت راكبة معايا وصلتها لعند الباب وقولتلها
أنا: طب انا هسيبك دلوقتي عشان تاخدوا راحتكم
مايا : وين رايح
أنا: هرجع المكتب ، انتوا عيلة وعايزين تاخدوا راحتكم ، واكيد والدتك واحشتك
مايا : وانت شو ، مانت من العيلة يلا قوم حتى تتعرف عالماما وهي تتعرف عليك
أنا: اصل حاسسها متضايقه من وجودي
مايا : ما تعتل هم ، هي لانها لسه ما اخدت عليك
دخلنا وكانت هيلدا بتحضن احفادها وبتلعب معاهم ، قعدنا شويه كنت ساكت وبسمع حوارهم وبشرب كاس براندي وبعدين مايا بصنعة لطافة خدت روي ورولا عشان يحضروا العشاء والمقصود أنهم يخلوني اقعد مع هيلدا عشان نتعرف على بعض، كانت لحظات مملة كنت بحاول افتح معاها اي موضوع وكانت إجاباتها مقتضبة وقصيرة ، باختصار مكانتش عايزة ترد ، وفي فترة العشاء كانت نفس النظرات منها وكأني خطفت بنتها منها ، نظرات فيها تعالي وكراهية ، انتهت الليلة بعدة اسئلة في داخلي واتصال من مايا اللي حاولت تلطف الجو وأن امها لسه خارجة من العلاج ونفسيتها لسه تعبانة وطبعا أنا قولتلها مفيش مشكلة.
تاني يوم كان عندي محكمة ورحت المكتب بعد الظهر لقيت شيماء بتقولي
شيماء : يا استاذ
أنا: أنا اتاخرت ربع ساعة عشان الأزمة ، عشان تقولي لمايا
شيماء : مش كده يا استاذ ، في واحدة مستنية جو
أنا: جو في مكتبي
شيماء : اه
أنا: مين
شيماء: المدام اللي دخلت قبل كده من غير معاد ، اسمها مدام سلمى
أنا: سلمى
دخلت مكتبي وكانت سلمى قاعدة وبتشرب سيجارة بتوتر
سلمى : ازيك يا افوكاتو
أنا: مدام سلمى ، ازيك وازي هيثم
سلمى بلهجة حادة : احنا كويسين اوي
أنا: تشربي ايه
سلمى: شربات
أنا: يلا يا شيماء وهاتلي القهوة بتاعتي
شيماء : بس مفيش شربات يا استاذ
أنا: هاتي عصير فراوله
خرجت شيماء وانا متاكد انها قالت لمايا أن سلمى في مكتبي ومايا عارفة سلمى لأن جوزها هيثم اللي كان ماسك قضيتهم قبلي ، وطبعا عارفة حكايتي مع سلمى.
انا : ايه اللي جابك يا سلمى
سلمى: اباركلك يا افوكاتو ، بقى تهون عليك العشرة واعرف الخبر من الغرب
أنا: اسمعي احنا مكان شغل مش ركن العشاق والذكريات ، فاهمة
سلمى: بجد وايه كمان
أنا: وانتي ست متجوزة وزيارتك ليا هنا غير مبررة ، اللي كان بينا انتهى وانتي عندك حياة وانا هيبقى عندي حياة .
سلمى: قولي الاول ، الخبر دا حقيقي
أنا: خبر ايه
سلمى: انت هتتجوز مايا اخت روي
أنا: وانتي مالك ، اه هتجوزها
سلمى ( بابتسامة والدموع في عينها) : بس الجوازة دي مش هتم ،فاهم
أنا: ههههههههه ليه بقى
سلمى ( بصوت عالي): لانك بتاعي ، فاهم بتاعي ، ولو اتجوزت هخرب حياتك زي ما خربت حياتي
أنا: انتي مريضه ومجنونة
سلمى (بدأت تقرب مني ) : مجنونة بيك يا فارس ، أنا لسه بحبك
بدأت تبوس في رقبتي وتقرب مني وفجأة اتفتح الباب وقلبي وقف، دخلت شيماء وبدأت تبص لينا نظرات استهجان وسلمى رجعت مكانها وهي بتبتسم
شيماء : القهوة والفراولة يا استاذ ، في موعد كمان شويه
أنا: حاضر يا شيماء
خرجت شيماء
أنا: ينفع كده ، انتي اتجننتي خالص
سلمى: كل دا بسببك انت ، أنا مصدقتش انك ممكن تتجوز غيري
أنا: ليه بقى ، طب ما انتي اتجوزتي
سلمى: هطلق ونتجوز أنا وأنت
أنا: احا ، أنا ما بحبش الحاجة المستعمله ولا الرخيصة
سلمى: بقى أنا رخيصه يا فارس عشان بحبك
أنا: انتي شايفه ايه ، بعتيني في الاول وبعدين خنتي جوزك وعايزة تبيعي ابنك ، انتي ما بتحبيش الا نفسك بس عمرك ما حبتيني ، ولو اخر واحدة في الدنيا عمري ما هتجوزك ، جاتلك الفرصة زمان وانتي خسرتيها ، محاولتك معايا مش هتنفع ،ارجعي لبيتك وابنك
سلمى: دا اخر كلام عندك ، وفاكر اني هسيبك ترتاح، انت مش حاسس بالنار اللي جوايا ، أنا محستش بنفسي الا وانا بحضنك ، كنت كل يوم بتخيلك معايا ، وكانت الحاجة الوحيدة اللي مصبراني هو اني مكنتش بشوفك وكنت بنبسط لما اعرف انك نجحت وأشوف غيظ هيثم وهو بيتكلم عنك ، ولما هيثم قالي انك جاي عندنا كان قلبي بيدق مبسوطة وخايفة ، خايفة نظراتي ليك تفضحني ، أو اجري عليك وارمي نفسي في حضنك ، رجعت ليه يا فارس ، ياريتك فضلت بعيد عني
بدأت سلمى بالبكاء و أنا قاعد مش عارف اعمل ايه
وبعد لحظات انفتح الباب ودخلت مايا
مايا : بونسوار حبيبي ، شو عندك ضيوف
أنا: لا دي مدام سلمى مرات ( ولم اكمل كلامي)
مايا : طبعا بعرفها ، كيفك مدام سلمى وكيف زوجك
سلمى: كويسين
مايا : مش عارفه حبيبي ، وانا طالعة عالدرج سكربينتي انكسرت بيصير تشوف اجري يا روحي
قعدت مايا ومدت رجليها اللي كانت أشبه بالمرمر قدامي عشاني ادلكها ومايا بتتوجع وتبص عليا بنظرات اثارة وسلمى كانت قاعدة بس الموقف استفزها وقامت عشان تمشي
سلمى : طب أنا هستاذن
مايا ( قامت وهي حافية) : اتفضلي يا مدام سلمى هاي دعوة العرس ، بتمنى تشرفيني انت و زوجك وابنك
سلمى: مش عارفه هحاول ، والف مبروك
خرجت سلمى ومايا وقفت بتحرك شفايفها بسخرية وجات في حضني
أنا: بس سكربينتك مش مكسورة يعني ، كيدهن عظيم
ضحكت أنا ومايا .
أنا: أنا عندي مشوار لبيت سونيا يا حبيبتي
مايا : ليش
أنا: ليها عندي حساب يا حبيبتي وهتبقى اخر مرة
مايا : بدون لعب
أنا: أنا وعدتك
مايا: طب انا راح اروح معك
أنا: لا طبعا تروحي فين ، مراتي متدخلش الاماكن دي
مايا : راح استناك بالسيارة تحت
أنا: طيب
رحنا ومايا استنتي تحت ، خبطت عالبابا وفتحتلي بنت فاتنة دا أقل ما يقال عليها ، دي كانت أول مرة اشوفها ، جمالها ساحر كلها انوثة.
البنت : اتفضل ( عينها في عيني وبتعض شفايفها )
أنا: سونيا هنا
البنت : اه ، مين حضرتك
سونيا : مين يا كهرمانة
أنا : أنا يا سوسو
سونيا: فاروستي ، اخيرا افتكرتنا
أنا: وهتبقى اخر مرة
دخلت وقعدت معاها وكانت كهرمانة بتلف وتدور حولينا
سونيا : روحي يا بت اعملي كاسين
كهرمانة: حاضر يا ابلتي
أنا: مين دي ، وجه جديد مش كده
سونيا بابتسامة: حلوة ، عجبتك مش كده ، دي كهرمانة بس ايه كلت الجو كله
أنا: يا خسارة ، كنت فين يا خشب واحنا نجارين
سونيا: ايه يا حبيبي هو انت حصلك حاجة
أنا: فشر يا بت ، دا أنا انيكك انتي وحريميك كلهم
سونيا: اه في نفسي في كده ، أنا وأنت وكهرمانة ، دي هتبقى ليلة ولا كل ليلة
انا: مش هينفع يا حبيبتي، أنا هتجوز
سونيا : يا نهارك اسود ، ومين اللي شار عليك بكده
أنا: اهو اللي حصل
سونيا: طيب واللعب
انا: مانا جاي عشان كده ، أنا اعتزلت ، مفيش لعب تاني.
سونيا : يخربيتك ويخربيت الجواز
أنا: أنا جاي عشان اديكي نسبتك في اخر برتيتا
سونيا: أنا مش عايزة حاجة ومش عايزة اشوف وشك تاني وافتكر أن البرتيتا هي اللي عملتك
أنا: أنا عارف ان الموضوع صعب بس انتي تكرهي اني اكون مبسوط ، أنا عايز ابقى نضيف يا سونيا ، يبقالي عيلة وبيت زهقت من الوحدة
( كانت سونيا بتلف وشها ، وعينها بتدمع ، حطيت الفلوس عالطاولة وبوست راسها وقمت عشان أمشي ، وخد الكاس من كهرمانة وشربته مرة واحدة، نظرات كهرمانة كانت غريبة، وسونيا جات ورايا )
سونيا : استنى يا فارس
وقفت وكهرمانة راحت
سونيا والدموع في عينها: يعني مش هشوفك تاني
أنا: هيبقى صعب
سونيا : طب ما تنسانيش ، واسال عليا
حضنتها
أنا: اكيد ، عمري ما هنساكي
خرجت من عندها وانا محمل بالهموم ، والايام بقت تمر والفرح قرب اللي هيتعمل عالطريقة اللبنانية ، وطبعا حصل مشاكل عشان شهر العسل مايا اختارت بالي وسنغافورة والنمساء انا اخترت ايطاليا وفرنسا ولاس فيجاس ، كان لازم اروح لاس فيغاس مدينة الرذيلة والقمار ومايا كانت معترضة عشان عارفة أنا رايح عشان القمار ودا خلى رولا وروي يدخلوا .
مايا : لاس فيغاس لا
انا: أنا وافقت على سنغافورة وبالي وانتي عارفه اني مبحبش أجواء اسيا ومع ذلك وافقت
مايا : اختار اي بلد غير لاس فيغاس
روي : طب ليش لاس فيغاس
مايا: لانه بدو يروح يلعب ، عرفت ليش
رولا: بلكي لا يا مايا ، لاس فيغاس مش بس قمار ، هاي مدينة كبيرة وفيها كل شي .
وبعد شد وجذب وافقت مايا بشرط منروحش اي مكان فيه لعب
يوم الفرح :
احساس كانك بتنولد من جديد ، دا كان شعوري .
روي : شو يا عريس وينك
أنا: أنا في الاوتيل
روي: طب ظبط حالك ، أنا راح أمر عليك ، مايا حايصة
أنا: ليه
روي: متوترة ، بتحكي انك اكيد ناسي اشي
أنا: أنا كل ورقي جاهز
روي : أنا خايف تكون هي ناسية اشي
كان يوم متلخبط وهو فعلا يوم مالوش لازمة ، رحت اوضة مايا عشان اشوفها بس مرات اخوها رولا منعتني وقالتلي أنه فال وحش ، الفرح كان هيتعمل في حديقة والبيسين بتوع الاوتيل وبدأت الزغاريد والزفة اللبنانية ، كان أغلب اهلها كانوا موجودين ، وكبار البلد جيش، قضاء ، رجال اعمال وسياسة ونجوم المجتمع وعملائي وعزمت اشرف صاحبي وهيثم اللي زي ما كنت عارف جي لوحده من غير سلمى بداعي أن ابنه عيان، نزلت مايا من السلم وكان معاها عمها اللي سلمها ليا ، بدأت طقوس الفرح الاعتيادية وجات الرقصة الافتتاحية.
مايا : لسه خايف
أنا: اكتر من الاول
مايا: ليش
أنا: خايف متكونيش سعيدة معايا أو مقدرش اوفي بوعدي ليكي
مايا: متخاف طول مانت معي ، فاكر اول مرة رقصنا هيك
أنا: طبعا فاكر ودا يوم يتنسي
مايا : بتحبني يا فارس
أنا: انت شايفة ايه
مايا :بس انا بحبك اكتر
بعدين بدوا أهل وصحابتها مايا يغنوا باللبناني كلهم كبرت البنوت، كبرت ست الكل
صار بدّا تتجوز تتركني وتفل
ربيت بدموع العينين ربيت بالنقدي وبالدين
بيجي واحد مدري منين بيخادها وبيفل
شو غنيتلا لتنام بليالي الشتوية
وعديتن عدّ الايام تصارت صبية
تقهقرت تعذبت سنين كرمال عيونا الحلوين
ولما صارت بالعشرين عريس الغفلة طل ياخدها ويفل
معو الليلة رح بتروح وهيدي كل القصة
اللي كانت واقفة عالاستيدج والدموع في عينها وخصوصا لما شافت امها بتعيط وحضنت امها ، كان مشهد مؤثر .
وكل المعازيم سلموا علينا وكانت في غمزة غريبة من جيجي صاحبة مايا ليا ، طلعنا جناح العرسان ، اللحظة اللي كنت مستنيها من زمان .
أنا: معقول يا مايا ، في واحدة تعيط يوم فرحها، مالك يا حبيبتي
مايا: ماما ، خايفة عليها كتير
أنا : متخافيش بكرا هتبقى كويسة
مايا : هيك انت شايف
أنا : أنا مش شايف غير القمر اللي قاعد قدامي
مايا : بحبك
أنا : طب ايه مش يلا
مايا: يلا شو
أنا : هنستهبل يلا نتجوز
مايا : طب ما احنا اتزوجنا
أنا : قصدي نلعب عريس وعروسه
مايا : امممممم ، طيب اقعد هون بملابسك
أنا : ليه
مايا: اسمع اللي بحكيلك اياه
أنا : طيب خلينا نشوف اخرتها
دخلت مايا تغير هدومها وانا بهدومي قاعد اشرب سيجاره.
أنا : ايه يا مايا ، أنتي لسه عايشة
مايا: يلا شوي ، استعد
طلعت لابسة بيبي دول اسود
انا : اوف ايه دا كله ( وقمت احضنها)
مايا: خليك مكانك ما تتحرك
أنا : طيب
مايا : بتعرف فيلم ieri, oggi, domani
( على فكرة لقطة حلوة جدا ياريت تشوفها)
أنا : اه بتاع صوفيا لورين
مايا : اي ، أنا صوفيا لورين
أنا : أنا شكلي اتجوزت مجنونة
مايا : شو بتحكي
أنا : ولا حاجة يا حبيبتي
مايا : أنا راح اعمل متل صوفيا لورين وانت متل مارسيلو
أنا : يلا يا مايا ، أنا زهقت
بدأت فعلا تقلع قطعه قطعة زي ما صوفيا كانت بتعمل وانا بتفاعل معاها لحد ما وصلت للممنوع وهي بتقلع ببطء
انا : سامحيني يا صوفيا ، أنا مش قادر استحمل اكتر من كده ( رحت اشيلها وبدأت ابوس فيها وهي بتحاول تبعد شفايفها عني )
مايا : استنى يا همجي
أنا : نكمل الفيلم بعدين يا حبيبتي
بدأت ابوس فيها وهي اندمجت معايا كانت شفايفها الشهد الحقيقي، مشهد النحل وهو بيسحب الرحق من الزهور نفس المشهد تقريبا ، مغمضه عينها وماسكة رقبتي وبتبوس بشغف وحب ، الجواز غير شعور مختلف عن أي واحدة تانية وخصوصا لو في حب ( والمتجوزين عارفين قصدي ليلة بكل الليالي) كانت احلى ليلة واحلى لذة مارسنا كل الطرق فيها وهي كانت مطيعة في كل اللي بطلبه منها ، بقيت أنا المسيطر سبتها تاخد راحتها في الاول ودلوقتي جي دوري عشان تعرف راجلها وصوتها وتاوهات كافية انها تصحي الاوتيل كله . وبعدين نامت في حضني واحنا عراي وبنشرب نفس السيجارة
مايا : اه ، ارحمني شوي
أنا : ارحمك ايه ، دا لسه فيه شوط واكسترا تايم
مايا :يخربيتك ، صاحباتي خبروني أنه بالكتير مرتين أو تلاته باول يوم ، وانت لهلا خمس مرات ولسه بدك
أنا : طبيعي يا حبيبتي ، صاحباتك مش حلوين زيك
مايا : طب ليش كنت تطلع على جيجي
أنا : أنا ، لا طبعا
مايا : يعني ما حصل
أنا : محصلش ، إنشاء**** انشك في نظرك لو حصل
مايا : و**** شو بتدعي عليا من اول يوم ، طب أنا زعلان منك وبدي اروح عند ماما
أنا : هي من اولها كده ، طب خليني اصالحك.
بدأت تجري مني في الاوضة ونرمي بعض بالمخدات وبعد لعب كتير وجري قررنا نرتاح
مايا : خليني نقوم ناكل ، راح اموت من الجوع
أنا : طيب بس لسه الماتش ما خلصش ، افتحي الشامبنيا
مايا : صحيح بدك تخفف شرب ، يعني تشرب بالمناسبات بس
أنا : يا حبيتي احنا في شهر عسل ، ويلا عشان عندنا بكرا سفر
كانت ايامنا كلها سعادة وحب وشهر العسل بقى تلاتة
وكل دولة وليها ذكرياتها لحد ما وصلنا لاس فيغاس ، كان لازم اروح لاس فيغاس مدينة المحترفين، بس انا وعدت مايا اني ملعبش تاني ، نزلنا اوتيل سيزار بالاس اللي فيه كازينو ، كنت عامل زي الطفل اللي عايز ياخد إذن من امه
أنا : يا حبيبتي ، ننزل نتفرج بس ، عشان خاطري
مايا : اوكي
لبست بدلة سموكن زي جيمس بوند واستنيت في البار، مايا اللي كانت لابسة فستان خمري مثير جدا.
أنا: ايه اللي انتي لابسه دا
مايا: شو متل مانت جيمس بوند ، أنا bond girl
أنا : اسمعي يا بنت الناس ، أنا راجل فلاح وماحبش مراتي تلبس كده ، فاهمة
مايا : خلص اخر مرة
لما نزلت الصالة كان شكلها رهيب احلى من الأفلام مئة مرة كنت بتفرج عالروليت والبوكر ، وصوت الكروت عاملي رعشة والمرض بدأ ، ايدي بقت تتحرك لحالها ، كنت هاموت والعب
مايا : شو اتفقنا
أنا : مانا قاعد ساكت اهو
مايا : بس شكلك مو طبيعي
كنا واقفين حوالين الطاولة
أنا : مايا
مايا : شو
أنا : خليني العب مرة واحدة بس دا حلمي
مايا : مستحيل
أنا : هتبقى البرتيتا الأخيرة صدقيني.