ج
جدو سامى 🕊️ 𓁈
عنتيل زائر
غير متصل
قصــة خــوفــو والسحــرة
تعتبر قصة خوفو والسحرة أول تسلسل قصصى فى نظر العـديد من المؤرخين
حيث تجمع برديتها التى عـرفـت بـبـردية (وستكار) نسبةً إلى الآنسة وستكار،
وهذه البردية المحفوظة حالياً فى متحف برلين
الذى اشتراها من مقتنيات (لبسيوس)
الذى أخذها من صاحبتها الأنسة (وستكار) أثناء إقامته فى إنجلترا،
وهذه البردية تشبه إلى حد كبير سلسلة ألف ليلة وليلة التى ذاع صيتها
ابان الدولة العباسية وامتلأت بالعديد من القصص.
وتعود البردية إلى عصر الأسرة الثانية عشر
ولكن أحداث قصصها حدثت فى عهد الدولة القديمة
ونسبت إلى عصر ملوك ذاع صيتهم
وكانت آثارهم شاهدة على عظمة حكمهم،
ولم يحفظ من البردية سوى خاتمتها حيث أن جزء كبير من مقدمتها مفقود،
وفى هذه الخاتمة يأمر الملك (خوفو) إعترافاً منه بأعمال الملك (نثر خت) وساحره رئيس المرتلين والكاهن
الأعظم العالم بالكتب المقدسة، بأن تقدم القرابين وتوضع فى قبرهما.
وأهم ما جاء فى البردية قصة (الزوجة الخائنة)
ويحكى فيها أن الملك (خوفو) أمر مستشاره الذى يقف أمامه أن يجمع له
أبناءه الذين حضروا ووقفوا أمامه،
فقال لهم أيكم يستطيع أن يقص على قصصاً من أعمال السحر والسحرة؟،
فتقدم الأمير (خفرع) بانى الهرم الثانى بالجيزة إلى والده الملك (خوفو)
وقال له سأقص على جلالتك أعجوبة حدثت فى عهد والدك الملك (نب كا) الذى ذهب إلى معبد الإله (بتاح) فى منف وكان كبير الكهنة المرتلين فيه ويدعى (أوبا أونر)،
واستطرد الأمير (خفرع) فى سرد قصة الكاهن المرتل لمعبد الإله بتاح (أوبا أونر) وكيف أنه كان متزوجاً من إمرأة شابة أحبت أحد سكان المدينة وشرعت فى مراسلته عن طريق إحدى الخادمات لديها، وكيف أنها كانت تبعث له بالهدايا لإغرائه حتى إستسلم لها وقبل الإتصال بها والحضور إليها،
وذات يوم أخبر هذا العشيق زوجة أوبا أونر بأن زوجها يمتلك منزلاً فى ضاحية يمتلكها على حافة بحيرة، وعرض عليها أن يذهبا إلى ذلك المنزل على حافة البحيرة ليقضيا وقتاً يستمتعان فيه، فأرسلت الزوجة إلى مدير البيت تأمره بإعداد البيت تمهيداً لقدومها لقضاء بعض الوقت، وذهبت الزوجة وعشيقها وقضيا اليوم فى شرب ولذة حتى حل المساء،
وعندما حان الغروب ذهب العشيق إلى البحيرة ليستحم ووقفت الخادمة الخاصة بالزوجة لتخدمه كسائر خدم الحمام، وقد رأى مدير المنزل كل ما حدث،
وعندما أضاءت الأرض وحل اليوم الثانى، ذهب مدير البيت إلى سيده الكاهن (أوبا أونر) وأخبره بما حدث من الزوجة والعشيق، فصدم الكاهن وفكر قليلاً وأمر مدير البيت أن يأتيه بالصندوق المصنوع من الذهب والأبنوس واستطاع بما فى داخل الصندوق أن يصنع تمساحاً من الشمع طوله سبعة أشبار وتلا عليه تعويذة وأخبر التمساح أن يقبض على كل من يستحم فى بحيرته،
وأخبر مدير المنزل أن يضع التمساح فى البحيرة عقب أن ينزل إليها العشيق ليستحم، وأرسلت الزوجة كعادتها إلى مدير المنزل لإعداده، وذهبت الزوجة إلى البيت وكعادتها أخذت معها العشيق والخادمة وذهبت لقضاء يومها، وبعد أن قضوا اليوم فى مرح وشراب حان وقت الغروب واتجه العشيق كعادته إلى البحيرة ليستحم، وقام مدير المنزل بتنفيذ أمر (أوبا أونر) وأنزل التمساح المصنوع من الشمع إلى البحيرة،
وفى الحال تحول التمساح المصنوع من الشمع وطوله سبعة أشبار إلى تمساح حقيقى طوله سبعة أذرع فقبض على العشيق وغاص به إلى قاع البحيرة، وانتظرت الخادمة أن يخرج العشيق لتقوم كعادتها بخدمته ولكن دون جدوى، فعادت إلى الزوجة التى اندهشت لاختفاء العشيق ولكن ظنت أنه ربما يكون قد غافل الخادمة ورحل إلى المدينة، فعادت إلى المدينة مصطحبة الخادمة معها،
وكان (أوبا أونر) فى ذلك الوقت ملازماً للملك (نب كا) لمدة سبعة أيام، ظل خلالها العشيق قابعاً فى قاع البحيرة بلا تنفس،
أما مدير المنزل فقد ذهب إلى (أوبا أونر) وأخبره بأنه قد نفذ ما أمر به، وعندئذٍ إلتفت (أوبا أونر) إلى الملك (نب كا) قائلاً "هل لجلالتك أن تأتى وتشاهد عجيبة حدثت فى عهد جلالتك"، فتعجب الملك (نب كا) وذهب مع (أوبا أونر) إلى البحيرة حيث نادى الكاهن المرتل (أوبا أونر) على التمساح آمراً إياه بإحضار العشيق، فظهر على سطح الماء فارتاع الملك (نب كا) من منظر التمساح فمد (أوبا أونر) يده وأمسك بالتمساح فتحول فى يده إلى تمساح من الشمع مرة أخرى
وعند ذلك قص (أوبا أونر) على الملك (نب كا) ما كان من قصة الزوجة والعشيق، وطلب من الملك أن يقضى فيهما أمره، فقال الملك (نب كا) للتمساح خذه ( أى العشيق) فهو ملكك فعندئذٍ قام التمساح بأخذ الرجل وغاص به إلى البحيرة ولم يعرف عنه أى شخص إلى أين ذهب، أما الزوجة فقد قرر الملك (نب كا) معاقبتها بأن تؤخذ إلى إحدى الحقول شمال مقر الحكم وإشعال النار فيها وإلقاء رمادها فى النهر.
وما أن أنهى الأمير (خفرع) سرد قصته على الملك (خوفو)، حتى أمر الملك (خوفو) بأن يقدم قرباناً للملك (نب كا) مقداره ألف رغيف من الخبز ومائة إناء من الجعة وثوراً وكيلين من البخور، وأن يقدم إلى كبير الكهنة المرتلين (أوبا أونر) قرباناً مقداره رغيف من الخبز وإناء من الجعة وقطعة لحم كبيرة وكيلاً من البخور.
<<<<<<<<<<<<< قصة خوفو والسحرة وفقا لبردية ( وستكار ) .
بردية وستكار
===============
بقلم #خالد_فرحات
وهى محفوظة ألأن فى متحف برلين بألمانيا برقم (3033) تنسب إلى مالكها جامع الأثار الإنجليزى هنرى وستكار (1798-1868 ) وكانت قد أحضرتها الأنسه وستكار من مصر بعد أن ورثتها عن أبيها وسلمتها إلى العالم الألمانى (كارل ريتشارد لبسيوس ) (1810-1884) حينما كان مقيماً فى إنجلترا عام 1838/1839 م ثم أودعت فى متحف برلين بعد وفاة لبسيوس وعلى أية حال فقد عرفت البرديه بين علماء المصريات بإسم بردية وستكار وقد كتبت فى عهد الدوله الوسطى وإن كان هناك من ينسبها إلى عهد الهكسوس وكان أول من نشرها هو (أدولف أرمان ) و (كورت زيته) ثم ترجمها أرمان وجوستاف لوفيفر وأرك بييت وماكس بيير وجاستون ماسبيرو و بوزنر وغيرهم هذا فضلاً عن الترجمات العربيه للبرديه .
ولعل من الجدير بالإشاره إلى أن تلك القصص التى جاءت على بردية وستكار إنما يعدها علماء المصريات من أقدم القصص التى تتناول روايات عن السحر وأهله وبعض ما يأتون فتونه وأثر ذلك على كله فى حياة الناس وقيل أنها قصت على خوفو تصور له بعض أيام أسلافه وبالرغم من أن القصص كتبت بعد عهد الملك خوفو بعشرة قرون إلا أن أصله يرجع إلى أيامه على كل حال .
وهى قصص تصور لنا الترف واليسار الذى كان يشيع فى حياة القصور يومئذ ويصور سلوك الناس وتفكيرهم من عاداتهم وشرائعهم فى ذلك .
موضوع البرديه :-
أن أبناء خوفو صاحب الهرم الكبير أخذوا يقصون عليه واحداً بعد الأخر أحاديث عجيبة عن أعمال السحرة ما يمكنهم أن ياتوا به من معجزات وما يستطيعون من الانباء به من أخبار الغيب وما سيحدث فى المستقبل وأول البرديه مكسور ومن ثم فنحن لا نعرف كيف كانت بدايتها أو محتويات ما غاب عنها كما أننا لا نعرف أيضاَ من هو الأمير إبن الملك خوفو الذى قصى عليه تلك القصه التى حدثت فى عهد الملك زوسر أول ملوك الأسره الثالثه وذلك لأن الجزء المحفوظ إنما يتحدث فقط عن ترحم الملك خوفو على جده زوسر وتقديم القرابين له كما يتحدث عن ذلك الساحر الذى عاش فى عهده والذى وجد إسمه مكسوراً أيضاً فى البرديه وعلى اى حال فإن بردية وستكار إنما تروى قصصاً ثلاث ( الزوجه الخائنه – سنفرو وفتيات القصر – خوفو والسحره ).
1- قصة الزوجه الخائنه :-
حدثت هذه القصه طبقاً لما جاء فى البرديه على أيام الملك (نب كا ) من الأسره الثالثه وربما كان هو الملك ( سانخت ) وقد قصها الأمير (خع إف رع ) صاحب الهرم الثانى فى الجيزه وقد جاء فيها أنه عندما كان الملك (نب كا ) فى زياره لمعبد بتاح فى منف كان (أوبا أونر ) كبيراً للكهنه المرتلين فى المعبد وكان متزوجاً من إمرآه داعره كانت على علاقه جنسيه بشاب من أواسط الناس وأنهما كانا يلتقيان فى غياب زوجها فى منزل ريفى يملكه الزوج الكاهن على حافة بحيره حيث كانا يعاقران الخمر ويرتكبان الزنا ثم ينزل الفتى فى أخر النهار فيغتسل فى البحيره على أن حارس البيت وقد سدرت المرأه فى غيها ومضت فى ضلالها زمناً قد عمد فمشى بخبرها إلى زوجها الذى صنع من الشمع كهيئة التمساح فألقاه فى البحيره بعد أن قرأ عليه من عزائم السحر ما حوله إلى تمساح مفترس عظيم فلما نزل الفتى إلى الماء قبض التمساح عليه ونزل به إلى أسفل الماء ومكث تحته سبعة أيام كامله ثم تحدث الكاهن بخبر زوجته الخائنه إلى الملك ودعاه إلى بيته ليشهد العشيق بين فكى التمساح ، وهناك على حافة البحيره وقف الملك مع الكاهن الذى نادى التمساح فخرج إليها بفريسته فلما رأى الملك التمساح حتى إرتاع وفزع لما راه ، ولكن الكاهن ما كاد ينحنى عليه ليلتقطه حتى عاد سيرته الأولى دميه من الشمع ثم أمر الملك التمساح أن يفتك بالفتى الزانى جزاء جرمه وقضى على الزوجه الزانيه بالحرق وذر رمادها فى النهر ولعل ذلك إنما كان جزاء الزانى والزانيه عند القوم القتل حرقاً أو غرقاً .
2- قصة سنفرو وفتيات القصر :-
تروى بردية وستكار أن الملك سنفرو مؤسس الأسره الرابعه قد أحس ذات يوم ضيقاً فى الصدر وحزناً فى النفس فأشار عليه كاهنه (جاجا إم عنخ ) بأن يلتمس التسريه فى الخضره والماء والوجه الحسن وأن يستقل قارباً ويصطحب معه عدداً من العزارى ، ويطلق البصر فيما أفاءه النيل على جانبيه من خضره وخير عميم وعمل سنفرو بالنصيحه وإصطحب فى قاربه الكبير عشرين عزراء وعهد إليهن بالتجديف والغناء فإصطففن على جانبى القارب وجدفت كل من هن بمجداف من الأبنوس المرصع بالذهب كما تدعى القصه وإنطلقن فى التغريد والتجديف وكانت كل منهن تحلى جبينها بإكليل تزينه حليه على هيئة السمكه فتسربت إلى الملك البهجه وسرى إلى نفسه السرور بما شهد من فتيات ليس عليهن من الثياب إلا ثياب من شباك لا تكاد تستر شيئاً وبما سمع من غنائهن وهن يسرين به فى أمواه البحيره وسط الخمائل والأغصان لولا ما رأى من توقفهن عن التجديف ، وتهدل شعر رئيستهن على وجهها فأزاحته بيدها وعندئذ سقطت حليتها فى الماء فوعدها بأن يعوضها عنها بما هو خير منها ولكنها أبت إلا حليتها فأسقط فى يد سنفرو .
وسرعان ما إستدعى الكاهن ( جاجا إم عنخ ) على عجل فما أن علم بالخبر حتى قرأ من عزائم السحر الذى إنشقت له مياه البحيره حيث إنطوت نصف على نصف فأصبح إرتفاع الماء فى البحيره أربعة وعشرين زراعاً فى أحد الجانبين بعد أن كان إثنا عشر فقط ورأوا فى قاع البحيره تلك الحليه وقد إستقرت فوق قطعه مكسوره من فخار فأشار إليها الكاهن ثم سلمها إلى صاحبتها .
ولعل ما تجدر إليه الإشاره أن كاتب تلك القصه لم يتخيل مليكه رباً مطلقاً قادراً مقتدراً كما إعتادت النصوص الملكيه أن تصف ملوكها حيث صورته عاجزاً على أن يفعل ما يستطيع كاهناً من رعيته أن يفعله . ومن المعروف أن الملك سنفرو ترك وراءه شهره كبيره للحاكم المثالى فى الخير وحسن التصرف والحرص على أن يسود العدل رعيته حتى أنه إتخذ العداله شعاراً له فلقب نفسه (نب ماعت ) أى (سيد العداله ) .
3- قصة خوفو والساحر جدى :-
تروى بردية وستكار أن الساحر (جدى ) (ددى) الذى بلغ من سحره أن يلحم الرأس المقطوع ويزلل الأسد لإرادته أنه قد دعى إلى حضرة الملك خوفو حيث عرض سحره عليه وأوقعه باوزه ثم ثور فصل رأس كل منهما من الجسد ثم ما زال يقرأ عن عزائمه والرأس يقترب من الجسد حتى إلتحما وعادت الحياه إلى كل منهما ثم أعاد التجربه مره ثانيه فى بطه ثم فى ثور فنجح فى ذلك كله وذلك على النحو التالى :
جاء دور الأمير (حور ددف ) فقال لأبيه خوفو لقد سمعت حتى الآن امثله مما قالوا بأنه حدث قبل أيامنا ولا يعرف الإنسان إذا كان ذلك صحيحاً أم غير ذلك ولكن يوجد كاهن من عهدك بلغ من سحره أن يلحم الرأس المقطوع ويزلل الأسد لإرادته ويعيش فى بلده (دد-سنفرو ) ويبلغ من العمر مائة سنه وعشرا ويأكل فى اليوم خمسمائة رغيف وفخذ ثور من اللحم ويشرب مائة إناء من الجعه ويعرف سر مغاليق هيكل الإله تحوت وكان خوفو حريصاً على معرفة هذا السر ومن ثم أرسل ولده (حور ددف ) ليحضر هذا الساحر بنفسه وهكذا أخذ الأمير السفن ونزل فى النيل حتى وصل إلى القريه التى يعيش فيها الساحر العجوز وإنتقل هناك من سفينته إلى بيت الساحر فى محفه من الأبنوس عوارضها من خشب السسنم ومغلفه بالذهب وإستقبله الساحر بما يليق ومقام الأمراء ورد الأمير التحيه بأحسن منها وهنأه على تمام صحته وأعلمه أن الملك يدعوه إلى القصر ليتمتع بأطايب الطعام ولينال بركة الملك بعد وفاته ولبى الساحر الدعوة راضياً شاكراً وإن طلب أن تخصص سفينه لنقل عائلته وكتبه فخصص له الأمير سفينتين .
ولما وصل الساحر (جدى ) إلى القصر الملكى قال له (خوفو ) ما هذا يا جدى وكيف لم نرك حتى الآن ؟ فأجاب جدى مولاى من دعى أجاب ولما دعوتنى لبيت ومعنى هذا أن الرجل لم يكن يجد ما يلزمه بأن يتمسح ببلاط الملك من تلقاء نفسه أو يقصد أعتابه رجاء فضله وعلى أية حال وعلى أية حال فقد طلب خوفو جدى أن يجرى معجزاته وسحره على سجين فاعتذر الرجل وأجاب فى عناد: "ولكن ليس على إنسان يا مولاى الحاكم وحسبك أن أحداً لم يطلب أداء شىء من ذلك على هذا الشعب النبيل". وهكذا لم يأب أن يعتبر السجين المصرى فرداً من شعب نبيل على الرغم من جرمه الذى دخل السجن بسببه وفضل أن يجرى تجاربه على حيوان أو طير ، وهكذا أحضروا له أوزة وقطعوا راسها ووضعوا جسدها فى الناحيه الغربيه من القاعه وراسها فى الناحيه الشرقيه منها وقرأ جدى من عزائم السحر مما جعل جسد الأوزة يتحرك كما تحرك راسها حتى تلاقيا فركب الرأس فى مكانه فوق الجسد وبعثت الأوزة حية مرة أخرى وأخذت تصيح ثم أعادوا التجربة مرة ثانية فى بطة ثم ثالثة فى ثور فنجح فى ذلك كله .
ثم سأله خوفو عن سر مغاليق هيكل تحوت فأجاب أنه لا يعرف سرها ولكنه يعرف مكانها وأنها فى صندوق من حجر الظران فى إحدى قاعات معبد هليوبوليس وأنه لا يستطيع إحضارها وإنما الذى يستطيع ذلك هو أكبر ***** ثلاثه تحمل بهن ( رد-ددت) وهكذا ظل خوفو على جهل بسر مغاليق هيكل الإله تحوت على الرغم من أن النصوص الملكيه والنصوص الرسميه ونصوص رجال حاشيته كانت تلقبه بلقب ( نثر عا ) أى ( الإله العظيم ) .ولسنا نشك فى أن ذكر السحر فى القصه إختلاق وخيال وإن كنا لا ننكر على المصريين معرفتهم بالسحر وبراعتهم فيه وأن إعتذار الحكيم عن أدائه لا يزيد عن مجرد تخلص لبق حكيم ، وإن دلت القصه على عجز خوفو عن أداء ما يؤديه رعاياه .
ثم يكمل الساحر قصته عن أنباء (رد-ددت) فيقول فى مدينه (سا خبو) وتقع على الضفه الغربيه للنيل قريباً من منطقة هليوبوليس كاهن يدعى (وسر رع ) وأن زوجته ( رد- ددت) سوف ترزق بثلاثه أولاد من صلب الإله (رع ) نفسه وأن الإله رع قد بشرها بأن أولادها الثلاثه سوف يجلسون على عرش مصر الواحد تلو الأخر وأن أكبرهم سوف يكون كبير الكهان فى مدينة (أون) (هليوبوليس ) فحزن قلب خوفو لتلك الأنباء ولكن الساحر طمأنه على عرشه بل وسيخلفه من بعده ولده ثم حفيده ثم يأتى بعد ذلك أبناء (رد-ددت) (رود-جدت ) من رع .
وتستمر القصه فى وصف أيام الحمل وما إقترن به من معجزات حتى تأتى ساعة الولاده وتحضر ألهات الولاده متنكرات فى زى راقصات وموسيقيات بغية تقديم العون للسيده الحامل إبان وضعها لحملها المبارك فأودعت القصه أو قل الأسطوره أن (رود – جدت) حين أتاها المخاض لم يكن عندها من يعينها عليه وأن الإله الأكبر رع أراد أن يعينها على الوضع فأرسل إليها أربع أرباب على هيئة البشر قابله وهى الربه ( إيزه ) او ايزيس وثلاث ( مساعدات وهى نفتيس وحقت ومسخنت ) فضلاً عن تابع عجوز حمى كرسى الرايه وحاجيات التوليد وهو المعبود (خنوم ) .
وإسترسلت الأسطوره فى وصف ساعة الوضع وما ظهر خلالها من الكرامات فذكرت أن المولدات إنفردن بالحامل فى غرفتها وأوصدن الباب عليهن وجلست إيزه أمامها تقوم بعملية التوليد بينما جلست نفتيس خلفها لتشد عليها بزراعها ولتكون سنداً لها على المخاض وعوناً عن دفع المولود وجلست حقت تتعجل الوضع أو تحمى الطلق كما تقول نسوة اليوم وإكتفت مسخنت بالتشجيع والهمهمه شأن العجائز المجربات المباركات وكلما ولدت الوالده توأماً بشرته مسخنت بما قدر له من حظ سعيد وقالت ( ملك يتولى الحكم فى هذه الأرض كلها ) وغسلت المولدات الأطفال وقطعن لكل منهم حبله السرى وأرقدته فوق مهد متواضع صغير غطته بغطاء كتانى بسيط ، وطمأن خنوم الوالده على سلامة أبنائها الثلاثه وزودهم بدعائه المبرور .
ويقدم والد الأطفال الثلاثه المكافئات للربات على عونهن لزوجته فى وضعها مكاييل الشعير الذى تضعه الربات فى مخازنه ثم ينصرفن سراً سرعان ما تصدر من الغرف أصوات موسيقيه ضعيفه ويقال أن التيجان الملكيه وجدت مخبأه فى الشعير وتضيف أن الخادمه كادت أن تفشى السر كله للملك خوفو لولا أن تمساحاً إنقض عليها وهى تملأ جرة ماء من النهر .
والقصه تمثل الناحيه الشعبيه من قصة إستيلاء كهنة رع على الملك فى نهاية الأسره الرابعه وتبين الوسائل التى يلجأ إليها الفراعين لتثبيت عروشهم حيث أعوزهم الحق الشرعى فيه .
تعتبر قصة خوفو والسحرة أول تسلسل قصصى فى نظر العـديد من المؤرخين
حيث تجمع برديتها التى عـرفـت بـبـردية (وستكار) نسبةً إلى الآنسة وستكار،
وهذه البردية المحفوظة حالياً فى متحف برلين
الذى اشتراها من مقتنيات (لبسيوس)
الذى أخذها من صاحبتها الأنسة (وستكار) أثناء إقامته فى إنجلترا،
وهذه البردية تشبه إلى حد كبير سلسلة ألف ليلة وليلة التى ذاع صيتها
ابان الدولة العباسية وامتلأت بالعديد من القصص.
وتعود البردية إلى عصر الأسرة الثانية عشر
ولكن أحداث قصصها حدثت فى عهد الدولة القديمة
ونسبت إلى عصر ملوك ذاع صيتهم
وكانت آثارهم شاهدة على عظمة حكمهم،
ولم يحفظ من البردية سوى خاتمتها حيث أن جزء كبير من مقدمتها مفقود،
وفى هذه الخاتمة يأمر الملك (خوفو) إعترافاً منه بأعمال الملك (نثر خت) وساحره رئيس المرتلين والكاهن
الأعظم العالم بالكتب المقدسة، بأن تقدم القرابين وتوضع فى قبرهما.
وأهم ما جاء فى البردية قصة (الزوجة الخائنة)
ويحكى فيها أن الملك (خوفو) أمر مستشاره الذى يقف أمامه أن يجمع له
أبناءه الذين حضروا ووقفوا أمامه،
فقال لهم أيكم يستطيع أن يقص على قصصاً من أعمال السحر والسحرة؟،
فتقدم الأمير (خفرع) بانى الهرم الثانى بالجيزة إلى والده الملك (خوفو)
وقال له سأقص على جلالتك أعجوبة حدثت فى عهد والدك الملك (نب كا) الذى ذهب إلى معبد الإله (بتاح) فى منف وكان كبير الكهنة المرتلين فيه ويدعى (أوبا أونر)،
واستطرد الأمير (خفرع) فى سرد قصة الكاهن المرتل لمعبد الإله بتاح (أوبا أونر) وكيف أنه كان متزوجاً من إمرأة شابة أحبت أحد سكان المدينة وشرعت فى مراسلته عن طريق إحدى الخادمات لديها، وكيف أنها كانت تبعث له بالهدايا لإغرائه حتى إستسلم لها وقبل الإتصال بها والحضور إليها،
وذات يوم أخبر هذا العشيق زوجة أوبا أونر بأن زوجها يمتلك منزلاً فى ضاحية يمتلكها على حافة بحيرة، وعرض عليها أن يذهبا إلى ذلك المنزل على حافة البحيرة ليقضيا وقتاً يستمتعان فيه، فأرسلت الزوجة إلى مدير البيت تأمره بإعداد البيت تمهيداً لقدومها لقضاء بعض الوقت، وذهبت الزوجة وعشيقها وقضيا اليوم فى شرب ولذة حتى حل المساء،
وعندما حان الغروب ذهب العشيق إلى البحيرة ليستحم ووقفت الخادمة الخاصة بالزوجة لتخدمه كسائر خدم الحمام، وقد رأى مدير المنزل كل ما حدث،
وعندما أضاءت الأرض وحل اليوم الثانى، ذهب مدير البيت إلى سيده الكاهن (أوبا أونر) وأخبره بما حدث من الزوجة والعشيق، فصدم الكاهن وفكر قليلاً وأمر مدير البيت أن يأتيه بالصندوق المصنوع من الذهب والأبنوس واستطاع بما فى داخل الصندوق أن يصنع تمساحاً من الشمع طوله سبعة أشبار وتلا عليه تعويذة وأخبر التمساح أن يقبض على كل من يستحم فى بحيرته،
وأخبر مدير المنزل أن يضع التمساح فى البحيرة عقب أن ينزل إليها العشيق ليستحم، وأرسلت الزوجة كعادتها إلى مدير المنزل لإعداده، وذهبت الزوجة إلى البيت وكعادتها أخذت معها العشيق والخادمة وذهبت لقضاء يومها، وبعد أن قضوا اليوم فى مرح وشراب حان وقت الغروب واتجه العشيق كعادته إلى البحيرة ليستحم، وقام مدير المنزل بتنفيذ أمر (أوبا أونر) وأنزل التمساح المصنوع من الشمع إلى البحيرة،
وفى الحال تحول التمساح المصنوع من الشمع وطوله سبعة أشبار إلى تمساح حقيقى طوله سبعة أذرع فقبض على العشيق وغاص به إلى قاع البحيرة، وانتظرت الخادمة أن يخرج العشيق لتقوم كعادتها بخدمته ولكن دون جدوى، فعادت إلى الزوجة التى اندهشت لاختفاء العشيق ولكن ظنت أنه ربما يكون قد غافل الخادمة ورحل إلى المدينة، فعادت إلى المدينة مصطحبة الخادمة معها،
وكان (أوبا أونر) فى ذلك الوقت ملازماً للملك (نب كا) لمدة سبعة أيام، ظل خلالها العشيق قابعاً فى قاع البحيرة بلا تنفس،
أما مدير المنزل فقد ذهب إلى (أوبا أونر) وأخبره بأنه قد نفذ ما أمر به، وعندئذٍ إلتفت (أوبا أونر) إلى الملك (نب كا) قائلاً "هل لجلالتك أن تأتى وتشاهد عجيبة حدثت فى عهد جلالتك"، فتعجب الملك (نب كا) وذهب مع (أوبا أونر) إلى البحيرة حيث نادى الكاهن المرتل (أوبا أونر) على التمساح آمراً إياه بإحضار العشيق، فظهر على سطح الماء فارتاع الملك (نب كا) من منظر التمساح فمد (أوبا أونر) يده وأمسك بالتمساح فتحول فى يده إلى تمساح من الشمع مرة أخرى
وعند ذلك قص (أوبا أونر) على الملك (نب كا) ما كان من قصة الزوجة والعشيق، وطلب من الملك أن يقضى فيهما أمره، فقال الملك (نب كا) للتمساح خذه ( أى العشيق) فهو ملكك فعندئذٍ قام التمساح بأخذ الرجل وغاص به إلى البحيرة ولم يعرف عنه أى شخص إلى أين ذهب، أما الزوجة فقد قرر الملك (نب كا) معاقبتها بأن تؤخذ إلى إحدى الحقول شمال مقر الحكم وإشعال النار فيها وإلقاء رمادها فى النهر.
وما أن أنهى الأمير (خفرع) سرد قصته على الملك (خوفو)، حتى أمر الملك (خوفو) بأن يقدم قرباناً للملك (نب كا) مقداره ألف رغيف من الخبز ومائة إناء من الجعة وثوراً وكيلين من البخور، وأن يقدم إلى كبير الكهنة المرتلين (أوبا أونر) قرباناً مقداره رغيف من الخبز وإناء من الجعة وقطعة لحم كبيرة وكيلاً من البخور.
<<<<<<<<<<<<< قصة خوفو والسحرة وفقا لبردية ( وستكار ) .
بردية وستكار
===============
بقلم #خالد_فرحات
وهى محفوظة ألأن فى متحف برلين بألمانيا برقم (3033) تنسب إلى مالكها جامع الأثار الإنجليزى هنرى وستكار (1798-1868 ) وكانت قد أحضرتها الأنسه وستكار من مصر بعد أن ورثتها عن أبيها وسلمتها إلى العالم الألمانى (كارل ريتشارد لبسيوس ) (1810-1884) حينما كان مقيماً فى إنجلترا عام 1838/1839 م ثم أودعت فى متحف برلين بعد وفاة لبسيوس وعلى أية حال فقد عرفت البرديه بين علماء المصريات بإسم بردية وستكار وقد كتبت فى عهد الدوله الوسطى وإن كان هناك من ينسبها إلى عهد الهكسوس وكان أول من نشرها هو (أدولف أرمان ) و (كورت زيته) ثم ترجمها أرمان وجوستاف لوفيفر وأرك بييت وماكس بيير وجاستون ماسبيرو و بوزنر وغيرهم هذا فضلاً عن الترجمات العربيه للبرديه .
ولعل من الجدير بالإشاره إلى أن تلك القصص التى جاءت على بردية وستكار إنما يعدها علماء المصريات من أقدم القصص التى تتناول روايات عن السحر وأهله وبعض ما يأتون فتونه وأثر ذلك على كله فى حياة الناس وقيل أنها قصت على خوفو تصور له بعض أيام أسلافه وبالرغم من أن القصص كتبت بعد عهد الملك خوفو بعشرة قرون إلا أن أصله يرجع إلى أيامه على كل حال .
وهى قصص تصور لنا الترف واليسار الذى كان يشيع فى حياة القصور يومئذ ويصور سلوك الناس وتفكيرهم من عاداتهم وشرائعهم فى ذلك .
موضوع البرديه :-
أن أبناء خوفو صاحب الهرم الكبير أخذوا يقصون عليه واحداً بعد الأخر أحاديث عجيبة عن أعمال السحرة ما يمكنهم أن ياتوا به من معجزات وما يستطيعون من الانباء به من أخبار الغيب وما سيحدث فى المستقبل وأول البرديه مكسور ومن ثم فنحن لا نعرف كيف كانت بدايتها أو محتويات ما غاب عنها كما أننا لا نعرف أيضاَ من هو الأمير إبن الملك خوفو الذى قصى عليه تلك القصه التى حدثت فى عهد الملك زوسر أول ملوك الأسره الثالثه وذلك لأن الجزء المحفوظ إنما يتحدث فقط عن ترحم الملك خوفو على جده زوسر وتقديم القرابين له كما يتحدث عن ذلك الساحر الذى عاش فى عهده والذى وجد إسمه مكسوراً أيضاً فى البرديه وعلى اى حال فإن بردية وستكار إنما تروى قصصاً ثلاث ( الزوجه الخائنه – سنفرو وفتيات القصر – خوفو والسحره ).
1- قصة الزوجه الخائنه :-
حدثت هذه القصه طبقاً لما جاء فى البرديه على أيام الملك (نب كا ) من الأسره الثالثه وربما كان هو الملك ( سانخت ) وقد قصها الأمير (خع إف رع ) صاحب الهرم الثانى فى الجيزه وقد جاء فيها أنه عندما كان الملك (نب كا ) فى زياره لمعبد بتاح فى منف كان (أوبا أونر ) كبيراً للكهنه المرتلين فى المعبد وكان متزوجاً من إمرآه داعره كانت على علاقه جنسيه بشاب من أواسط الناس وأنهما كانا يلتقيان فى غياب زوجها فى منزل ريفى يملكه الزوج الكاهن على حافة بحيره حيث كانا يعاقران الخمر ويرتكبان الزنا ثم ينزل الفتى فى أخر النهار فيغتسل فى البحيره على أن حارس البيت وقد سدرت المرأه فى غيها ومضت فى ضلالها زمناً قد عمد فمشى بخبرها إلى زوجها الذى صنع من الشمع كهيئة التمساح فألقاه فى البحيره بعد أن قرأ عليه من عزائم السحر ما حوله إلى تمساح مفترس عظيم فلما نزل الفتى إلى الماء قبض التمساح عليه ونزل به إلى أسفل الماء ومكث تحته سبعة أيام كامله ثم تحدث الكاهن بخبر زوجته الخائنه إلى الملك ودعاه إلى بيته ليشهد العشيق بين فكى التمساح ، وهناك على حافة البحيره وقف الملك مع الكاهن الذى نادى التمساح فخرج إليها بفريسته فلما رأى الملك التمساح حتى إرتاع وفزع لما راه ، ولكن الكاهن ما كاد ينحنى عليه ليلتقطه حتى عاد سيرته الأولى دميه من الشمع ثم أمر الملك التمساح أن يفتك بالفتى الزانى جزاء جرمه وقضى على الزوجه الزانيه بالحرق وذر رمادها فى النهر ولعل ذلك إنما كان جزاء الزانى والزانيه عند القوم القتل حرقاً أو غرقاً .
2- قصة سنفرو وفتيات القصر :-
تروى بردية وستكار أن الملك سنفرو مؤسس الأسره الرابعه قد أحس ذات يوم ضيقاً فى الصدر وحزناً فى النفس فأشار عليه كاهنه (جاجا إم عنخ ) بأن يلتمس التسريه فى الخضره والماء والوجه الحسن وأن يستقل قارباً ويصطحب معه عدداً من العزارى ، ويطلق البصر فيما أفاءه النيل على جانبيه من خضره وخير عميم وعمل سنفرو بالنصيحه وإصطحب فى قاربه الكبير عشرين عزراء وعهد إليهن بالتجديف والغناء فإصطففن على جانبى القارب وجدفت كل من هن بمجداف من الأبنوس المرصع بالذهب كما تدعى القصه وإنطلقن فى التغريد والتجديف وكانت كل منهن تحلى جبينها بإكليل تزينه حليه على هيئة السمكه فتسربت إلى الملك البهجه وسرى إلى نفسه السرور بما شهد من فتيات ليس عليهن من الثياب إلا ثياب من شباك لا تكاد تستر شيئاً وبما سمع من غنائهن وهن يسرين به فى أمواه البحيره وسط الخمائل والأغصان لولا ما رأى من توقفهن عن التجديف ، وتهدل شعر رئيستهن على وجهها فأزاحته بيدها وعندئذ سقطت حليتها فى الماء فوعدها بأن يعوضها عنها بما هو خير منها ولكنها أبت إلا حليتها فأسقط فى يد سنفرو .
وسرعان ما إستدعى الكاهن ( جاجا إم عنخ ) على عجل فما أن علم بالخبر حتى قرأ من عزائم السحر الذى إنشقت له مياه البحيره حيث إنطوت نصف على نصف فأصبح إرتفاع الماء فى البحيره أربعة وعشرين زراعاً فى أحد الجانبين بعد أن كان إثنا عشر فقط ورأوا فى قاع البحيره تلك الحليه وقد إستقرت فوق قطعه مكسوره من فخار فأشار إليها الكاهن ثم سلمها إلى صاحبتها .
ولعل ما تجدر إليه الإشاره أن كاتب تلك القصه لم يتخيل مليكه رباً مطلقاً قادراً مقتدراً كما إعتادت النصوص الملكيه أن تصف ملوكها حيث صورته عاجزاً على أن يفعل ما يستطيع كاهناً من رعيته أن يفعله . ومن المعروف أن الملك سنفرو ترك وراءه شهره كبيره للحاكم المثالى فى الخير وحسن التصرف والحرص على أن يسود العدل رعيته حتى أنه إتخذ العداله شعاراً له فلقب نفسه (نب ماعت ) أى (سيد العداله ) .
3- قصة خوفو والساحر جدى :-
تروى بردية وستكار أن الساحر (جدى ) (ددى) الذى بلغ من سحره أن يلحم الرأس المقطوع ويزلل الأسد لإرادته أنه قد دعى إلى حضرة الملك خوفو حيث عرض سحره عليه وأوقعه باوزه ثم ثور فصل رأس كل منهما من الجسد ثم ما زال يقرأ عن عزائمه والرأس يقترب من الجسد حتى إلتحما وعادت الحياه إلى كل منهما ثم أعاد التجربه مره ثانيه فى بطه ثم فى ثور فنجح فى ذلك كله وذلك على النحو التالى :
جاء دور الأمير (حور ددف ) فقال لأبيه خوفو لقد سمعت حتى الآن امثله مما قالوا بأنه حدث قبل أيامنا ولا يعرف الإنسان إذا كان ذلك صحيحاً أم غير ذلك ولكن يوجد كاهن من عهدك بلغ من سحره أن يلحم الرأس المقطوع ويزلل الأسد لإرادته ويعيش فى بلده (دد-سنفرو ) ويبلغ من العمر مائة سنه وعشرا ويأكل فى اليوم خمسمائة رغيف وفخذ ثور من اللحم ويشرب مائة إناء من الجعه ويعرف سر مغاليق هيكل الإله تحوت وكان خوفو حريصاً على معرفة هذا السر ومن ثم أرسل ولده (حور ددف ) ليحضر هذا الساحر بنفسه وهكذا أخذ الأمير السفن ونزل فى النيل حتى وصل إلى القريه التى يعيش فيها الساحر العجوز وإنتقل هناك من سفينته إلى بيت الساحر فى محفه من الأبنوس عوارضها من خشب السسنم ومغلفه بالذهب وإستقبله الساحر بما يليق ومقام الأمراء ورد الأمير التحيه بأحسن منها وهنأه على تمام صحته وأعلمه أن الملك يدعوه إلى القصر ليتمتع بأطايب الطعام ولينال بركة الملك بعد وفاته ولبى الساحر الدعوة راضياً شاكراً وإن طلب أن تخصص سفينه لنقل عائلته وكتبه فخصص له الأمير سفينتين .
ولما وصل الساحر (جدى ) إلى القصر الملكى قال له (خوفو ) ما هذا يا جدى وكيف لم نرك حتى الآن ؟ فأجاب جدى مولاى من دعى أجاب ولما دعوتنى لبيت ومعنى هذا أن الرجل لم يكن يجد ما يلزمه بأن يتمسح ببلاط الملك من تلقاء نفسه أو يقصد أعتابه رجاء فضله وعلى أية حال وعلى أية حال فقد طلب خوفو جدى أن يجرى معجزاته وسحره على سجين فاعتذر الرجل وأجاب فى عناد: "ولكن ليس على إنسان يا مولاى الحاكم وحسبك أن أحداً لم يطلب أداء شىء من ذلك على هذا الشعب النبيل". وهكذا لم يأب أن يعتبر السجين المصرى فرداً من شعب نبيل على الرغم من جرمه الذى دخل السجن بسببه وفضل أن يجرى تجاربه على حيوان أو طير ، وهكذا أحضروا له أوزة وقطعوا راسها ووضعوا جسدها فى الناحيه الغربيه من القاعه وراسها فى الناحيه الشرقيه منها وقرأ جدى من عزائم السحر مما جعل جسد الأوزة يتحرك كما تحرك راسها حتى تلاقيا فركب الرأس فى مكانه فوق الجسد وبعثت الأوزة حية مرة أخرى وأخذت تصيح ثم أعادوا التجربة مرة ثانية فى بطة ثم ثالثة فى ثور فنجح فى ذلك كله .
ثم سأله خوفو عن سر مغاليق هيكل تحوت فأجاب أنه لا يعرف سرها ولكنه يعرف مكانها وأنها فى صندوق من حجر الظران فى إحدى قاعات معبد هليوبوليس وأنه لا يستطيع إحضارها وإنما الذى يستطيع ذلك هو أكبر ***** ثلاثه تحمل بهن ( رد-ددت) وهكذا ظل خوفو على جهل بسر مغاليق هيكل الإله تحوت على الرغم من أن النصوص الملكيه والنصوص الرسميه ونصوص رجال حاشيته كانت تلقبه بلقب ( نثر عا ) أى ( الإله العظيم ) .ولسنا نشك فى أن ذكر السحر فى القصه إختلاق وخيال وإن كنا لا ننكر على المصريين معرفتهم بالسحر وبراعتهم فيه وأن إعتذار الحكيم عن أدائه لا يزيد عن مجرد تخلص لبق حكيم ، وإن دلت القصه على عجز خوفو عن أداء ما يؤديه رعاياه .
ثم يكمل الساحر قصته عن أنباء (رد-ددت) فيقول فى مدينه (سا خبو) وتقع على الضفه الغربيه للنيل قريباً من منطقة هليوبوليس كاهن يدعى (وسر رع ) وأن زوجته ( رد- ددت) سوف ترزق بثلاثه أولاد من صلب الإله (رع ) نفسه وأن الإله رع قد بشرها بأن أولادها الثلاثه سوف يجلسون على عرش مصر الواحد تلو الأخر وأن أكبرهم سوف يكون كبير الكهان فى مدينة (أون) (هليوبوليس ) فحزن قلب خوفو لتلك الأنباء ولكن الساحر طمأنه على عرشه بل وسيخلفه من بعده ولده ثم حفيده ثم يأتى بعد ذلك أبناء (رد-ددت) (رود-جدت ) من رع .
وتستمر القصه فى وصف أيام الحمل وما إقترن به من معجزات حتى تأتى ساعة الولاده وتحضر ألهات الولاده متنكرات فى زى راقصات وموسيقيات بغية تقديم العون للسيده الحامل إبان وضعها لحملها المبارك فأودعت القصه أو قل الأسطوره أن (رود – جدت) حين أتاها المخاض لم يكن عندها من يعينها عليه وأن الإله الأكبر رع أراد أن يعينها على الوضع فأرسل إليها أربع أرباب على هيئة البشر قابله وهى الربه ( إيزه ) او ايزيس وثلاث ( مساعدات وهى نفتيس وحقت ومسخنت ) فضلاً عن تابع عجوز حمى كرسى الرايه وحاجيات التوليد وهو المعبود (خنوم ) .
وإسترسلت الأسطوره فى وصف ساعة الوضع وما ظهر خلالها من الكرامات فذكرت أن المولدات إنفردن بالحامل فى غرفتها وأوصدن الباب عليهن وجلست إيزه أمامها تقوم بعملية التوليد بينما جلست نفتيس خلفها لتشد عليها بزراعها ولتكون سنداً لها على المخاض وعوناً عن دفع المولود وجلست حقت تتعجل الوضع أو تحمى الطلق كما تقول نسوة اليوم وإكتفت مسخنت بالتشجيع والهمهمه شأن العجائز المجربات المباركات وكلما ولدت الوالده توأماً بشرته مسخنت بما قدر له من حظ سعيد وقالت ( ملك يتولى الحكم فى هذه الأرض كلها ) وغسلت المولدات الأطفال وقطعن لكل منهم حبله السرى وأرقدته فوق مهد متواضع صغير غطته بغطاء كتانى بسيط ، وطمأن خنوم الوالده على سلامة أبنائها الثلاثه وزودهم بدعائه المبرور .
ويقدم والد الأطفال الثلاثه المكافئات للربات على عونهن لزوجته فى وضعها مكاييل الشعير الذى تضعه الربات فى مخازنه ثم ينصرفن سراً سرعان ما تصدر من الغرف أصوات موسيقيه ضعيفه ويقال أن التيجان الملكيه وجدت مخبأه فى الشعير وتضيف أن الخادمه كادت أن تفشى السر كله للملك خوفو لولا أن تمساحاً إنقض عليها وهى تملأ جرة ماء من النهر .
والقصه تمثل الناحيه الشعبيه من قصة إستيلاء كهنة رع على الملك فى نهاية الأسره الرابعه وتبين الوسائل التى يلجأ إليها الفراعين لتثبيت عروشهم حيث أعوزهم الحق الشرعى فيه .