ق
قيصر ميلفات
عنتيل زائر
غير متصل
تنويه
اصدقائي القراء ان كل ما سيرد في هذه القصة هو من نسج خيال الكاتب
واي تشابه بينها وبين الواقع هو محض صدفة لا اكثر
الحب والزب
اعتقد انه ليس صدفة هذا التشاه الوثيق بين هذين اللفظين (الحب والزب )من حيث الوزن والتشكيل والقافية
وهنا انا اتكلم من باب الظن والأعتقاد وليس من باب الجزم والتوكيد
لان من اطلق هذين اللفظين وعلى تناقض مدلولهما كان يعرف انه لهما نفس التأثير واليكم المقارنة
الزب هو عضو في جسم الأنسان معد ليدخل في عضو بجسم الأنسان ايضا فاذا دخل في مكانه الطبيعي في جسم الانسان اسفر عن لذة ما بعدها لذة
تملؤ قلبين الداخل والمدخول به
اما اذا دخل في ثغرة ليست مكانه الطبيعي فأقل ما يقال عنه انه خازوق لا يعرف المرء كيف يرأب تصدعاته
و الحب هو احساس يملؤ قلب الانسان فاذا احببت من يستحق حبك حظيت بسعادة ما بعدها سعادة
وان جاز لي القول تكون قد امسكة السعادة من قرونها
اما اذا احببت من لا يستحق حبك تكون قد حظيت بأكبر خازوق ممكن ان تأكله بحياتك
وهذا ما سنعرفه من خلال مجريات هذه القصة ..
................................... ................................... ......
بعد عشرة ايام من عزلته ايقظه رنين جرس البيت في ساعة مبكرة من ذاك الصباح او بالاحرى
لم يوقظه فانه طوال تلك الايام العشر لم يذق طعم النوم ولم يغمض له جفن
قام متثاقلا من فراشه ليفتح الباب
- هادا انتي ( اخته الصغرى نرمين )واستدار عائدا الى فراشه تبعته اخته واغلقت الباب وراءها
- افففففففففففف شوهادا ولك اخي فتحلك شي شباك هوي البيت شوي ريحة الدخان بتقتل
واتجهت الى الشبابيك لتفتحها
- هلأ جايتيني قبل الشحادة وبنتا مشان تفتحيلي الشبابيك
- لاء جاي قلك مشان تروح معنا بالرحلة وللاه حابينك تكون معنا ولك اخي
- اي ما بدي شو كام مرة لازم قول هالشغلة
- حتى لو عرفت انو ريم اخت عبير رايحة معنا ( عبير زوجة ابن عمه )
عندها التفت اليها بحركة سريعة وهو عاقد بين حاجبيه وقبل ان ينطق بحرف عاجلته بقولها
- اي بلا بلا بلا .....بس اعطيني الدهبات يلي جبتون من عند مقصوفة هالرقبة يلي ما بتتسمى
(هي تقصد منى خطيبته السابقة )
- و شو بدك فيون
- هيك حابة البسون بالرحلة عندك مانع
-لاء ماعندي مانع شوفيون عالتلفزيون بس على شرط
- بعرف بكرى بجي لعندك بظبتلك هالبيت حاجي عامل متل قن الجاج
- اي ها هادا الكلام يلي بينسمع
- على فكرة امك مشتاقتلك كتير ليش ما عم تروح لعندا
قالتها له وهي تهم بالخروج
- انشاللاه بهاليومين بمر لعندا بس قوليلون ل هالأوباش يلي معك بالرحلة يشربوا كاسي ها
(هو يقصد اخوته و أولاد عمه )
- اي بيصير وانا رح اشرب كاسك اولون بصحتك زياد
ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها عندها ذهب الى المطبخ يجهز لنفسه كاسة متة مشروبه الصباحي .
وضع كوعه على الوسادة و اتكئ عليها اشعل سيجارته نظر الى السقف ونفث دخانها
صحيح انه كان ينظر الى السقف لكن عقله كان ينظر الى ذكريات سنة وبضعة اشهر الماضية
ليشعر بحرقة في عينيه من جراء رغرغة الدمع فيها وها هي اول الدموع تفر هاربة من محجرها يعتصر
جفونه كي لا تفر دموع اخرى بالأنسلال من عينيه ثم يقول ل منى التي تخيلها امامه
- يا اخت الشرموطة بحياتي ما نزلت دموعي على شي هلاء انتي خليتيني ابكي متل النسوان
كس اختك .......كس اختك ........كس اختك
وانهمرت دموعه بغزارة
الى اللقاء في الجزء الثاني
زياد و منى
كانت له بمثابة قلبه الذي يضخ ماء الحياة في شرايينه كانت زهرته التي يخاف عليه حتى من لمسة يده
يبدؤون لقائهم بعناق العاشقين يضمها الى صدره جزء منه يريد ان يعتصرها ليضعها مكان القلب و جزء
آخر يقول له تفق بها فهي من الرقة بحيث لا تحتمل عصرك لها
وكان لها ذلك الفارس الذي يحررها من حبسها في اعلى برج من القلعة
بدأت قصتهم في بيت صديق طفولته فارس وزجته منال اخت منى نظرة وابتسامة واعجاب ثم سهام كيوبيد
يبدأ لقاؤهم بعناق ثم رحلة في الأحلام عن المستقبل وما هم مزمعون غلى فعله تطلعوا الى خمسين سنة قادمة
ولونوها بأزهى الوان الأحلام وأحيانا كان حلمهم يتوهج ليجعل الأرض كلها غير كافية لحلمهم فيركبون جناح العنقاء
مسافرين الى القمر بنوا قصورا على سطحه وزرعوا حدائق غناء بالفل والياسمين والريحان هكذا كانت امالهم واحلامهم
الى ان جاء اليوم الذي يخطون اولى خطواتهم باتجاه مستقبلهم وذلك بعد ان انهى كساء بيته الذي اشتراه على الهيكل
في بيت زياد
دخل مساءا الى بيت اهله وكالعادة كانت امه واختيه (نرمين و سوزان )يجلسون في مواجهة التلفاز
جلس معهم ليخبرهم عما هو مزمع على فعله لكنه تمهل قليلا لانه وجدهم في حالة اندماج مع فلم (عقل جميل )
بطولة راسل كرو انتظر تلك الفترة الدعائية ليستهل الكلام قائلا
- امي !!!!!! جهزيلنا حالك انتي وابي لتخطبيلي بنت الحلال
نظروا له الثلاثة باندهاش
- اي اللاه يسمعنا الأخبار الطيبة (قالت امه )و مين هية هالبنت الحلال
- منى اختا ل منال مرت فارس
- ييييييييييييييي صيحة استهجان صدرت من الثلاثة معا
شعر بالغبن والصدجمة من هذه الصيحة
قالت امه
- ما عرفت تختار غير هاي
- ليش شو بها
- زوقك كتير متضحدر ولك اخي ( قالتها سوزان )
- يعني صومت صومت و فطرت على بصلة
كان كلامهم وكأنه سياط تسلخ جلده عن عظمه فما كان منه الا ان زجر اختيه بكلام قاسي جدا وهر امه بكلام
اخف وطأة ثم اخذ فرشة اسفنج و وسادة و بطانية ذهب الى بيته الذي لم يكن فيه اي قطعة اثاث
بعد اربعة ايام جاءت اخته نرمين الى بيته تقول له
- بتقلك امك مشان تاخد من اهل منى للطلبة .......
في بيت منى
منى - ابي !!!!!!!!!
- شو بدك (ابو رامي والد منى )قالها وهو يرتشف قهوته المسائية
- في عالم بدون يجو لعنا مشان يطلبوني منك
- هاااااا هه ( قالها وهو يبتسم )خير انشاللاه ومين هدول العالم
- اهلو ل زياد رفيق فارس
- اي والنعم من هيك عالم بالفعل عالم سمعتها متل الليرة الدهب
- ايمت قلون يجو
- قوليلون يجو الجمعة الجاي ..........
يوم الجمعة مساءا في بيت منى
تجمع في صالة البيت كل من اهل زياد واخوته مع اهل منى واخوتها
جرت الأحاديث في بادئ الأمر عن غلاء الأسعار ثم عن الحرب وأوضاعها و الأنحطاط الأخلاقي الذي اصبح
حالة عامة في البلد. الى ان دخلت منى تحمل في يده صينية القهوة لتقدمها للضيوف
بدأت عند والد زياد قربت منه الصينية وابتسامة الخجل واضحة على وجهها
اخذ ابو زياد فنجانه وصحنه وتابعت منى تقديم القهو الى باقي الافراد لكن ابو زياد بعد ان اخذ فنجانه وضعه على
الطاولة ووضع الصحن فوق الفنجان اشارة انه لا يريد ان يشرب القهوة وانتظرالى ان فرغت منى من تقديم القهوة
ليستهل الحديث قائلا
- قبل ما نشرب قهوتكن يا ابو رامي نحنا جيناكم طالبين وأملنا ما تردونا خايبين
- ما عاش يلي بردكون خايبين يا ابو زياد شربوا قهوتنا وبأذن اللاه كل طلباتكن مجابة
- طالما هيك قالها وهو يعدل وضعية الفنجان والصحن مع اخذ رشفة من القهوة انا بشرفني اطلب ايد كريمتكن
منى لأبني زياد على نية الخير والمحبة والتوفيق
- البنت بنتك يا ابو زياد ويلي بتفصلوه انتو نحنا منلبسو
- لكن بعد اذنك يا ابو رامي سمحلنا نقدم هالحابس لبنتك واخرج علبة صغيرة من جيبه وقدمها الى زياد
فما كان من زياد الا ان اخذ العلبة واخرج الخاتم منها والبسه في بنصر اليمين ليد منى وهنا علت الزغاريد
وصار الاتفاق على يوم تتم فيه خطبة زياد ومنى
يوم خطبة زياد ومنى
اجتمعت عائلة زياد واصدقاءه مع عائلة منى وصديقاتها في منزل والد منى وكان المشهد العام مليئا بالفرح وعلت
نغمات الاغاني الراقصة ليتمايل في ساحة الرقص كل شاب دعا فتاة الى رقصة على غنية محددة وعند انتهائها
يشكر الشاب الفتاة التي لبت دعوته الى الرقص ويقول لها انه استمتع بالرقص معها لا يلبث ان يتحول الرقص الى دبكة
ليشابك مجموعة من الشباب والفتيات ايديهم ببضهم البعض و يدبكون باقدامهم على الأرض تناغما مع ايقاع الأغنية
الا ابو زياد وابو رامي فقد اتخذوا لهم زاوية محايدة بعض الشيئ واترعوا لكل منهما كأس من العرق بجانب صحن تبولة
وصحن من الفواكه المقطعة وصحن من البزورات كمازا مع العرق يرتشفون من كؤوسهم و هم يراقبون ابناءهم
في حالة من الفرح العارم بهذه المناسبة وما بين الحين والآخر يخرج تعليق من احدهم ينم عن فارق الزمن
الذي تغير بينهم وبين ابنائهم الى ان حان وقت تلبيس المحابس اتتهم دعوة لكي يباركوا هذا الطقس المتبع منذ القدم
اخرج ابو زياد المحابس من جيبه وأعطى المحبس الذي يخص بنصر زياد الى ابو رامي والبس هو المحبس في بنصر منى اما ابو رامي فالبس المحبس الذي معه لزياد ثم بارك له متمنيا له ولأبنته التوفيق ومثله فعل ابو زياد
وبعد هذه المباركة احضروا امام الخطيبين قالب حلوة من ثلاث طبقات مع زجاجة شمبانيا
وجعلوا بيدهم سيف ليقطعوا قالب الحلوة وكان ذلك ثم اعطوا لزياد زجاجة الشمبانيا
خضها قليلا زياد قبل ان يفتحها ثم وضع ابهامه بين السدادة و الزجاجة ........طق ........خرج السائل من الزجاجة
فائرا علت الزغاريد و الأهازيج الشعبية التي تعلي من شان الخطيبان
وزع قالب الحلوة المقطع للجميع ثم صبوا للخطيبان كاسين من الشمبانيا
شبكت منى قطعة حلوى والقمتها لزياد ثم فعل الأخير مثلها امسك كل منهم بكأسه ولفه من خلف ذراع الآخر
ورشفوا رشفتهم ..........كل هذا ليصنعوا ذكرة بالصور من أجل حياتهم المقبلين لها
وهكذا تمت الخطبة
كانت خططهم في تلك الآونة ان يلتقوا كل يوم مساءا بعد عودة زياد من عمله ويذهبوا الى السوق لتختار منى
فرش و اثاث المنزل الذي سوف يصبح منزلها فيما بعد وخلال اسبوع كانوا قد اشتروا تلفاز و الفيترينا التي
يوضع عليها التلفاز بالاضافة الى ثلاث كنبيات الى ان جاء يوم العطلة ...
في بيت اهل زياد
استيقظ زياد صباحا ليجد امه قد اعدت له ابريق مسخنا و كاسة متة ( مشروبه الصباحي )
- صباح الخير قالها زياد
- صباح النور ( امه )
جلس يرتشف من متته الصباحية ويفكر بمشاريعه لهذا اليوم الى ان عاجلته امه قائلة
- شو اليوم بدك تروح لعند بيت حماك
- اي بدي روح بس قبل ما روح بدنا ننزل انا ومنى عالسوق
- اي بس شفت بيت حماك قولن انو اليوم المسا رح يجوا نسوان عمامك و نسوان خوالك ل يباركوا
ل منى و اهلا
- طيب بس شوفون بقولن
خرج زياد ليقابل منى في بيت صديقه فارس على حسب ما اتفقوا ليلة امس
بعد السلام والتراحيب الصباحية راوده شعور بأن منى ليس على ما يرام اختصر زيارته لصديقه بحجة ذهابهم
الى السوق وفي طريقهم الى هذا الأخير سألها
- منى فيكي شي
- لاء
- ليش حاسك انو مانك على بعضك
- ما فيني شي خلص زياد
- طيب
واكملوا طريقهم كان يستوقفها امام بعض المحال التجارية لسألها ما رأيها بهذا الشيئ أو ذاك
وكانت ترد عليه بطريقة غير مبالية ابدا و في النهاية اقترح عليها ان يشربوا فنجان قهوة في كافتريا او كافيه
وافقته بدون اهتمام
في الكافيه
طلبوا فنجانين من القهوة وطوال فترة ما بين طلبهم و احضار القهوة لم تنبس بأية كلمة
اتت قهوتهم التي طلبوها رشفوا رشفتين كل منهما ثم استهلت الحديث قائلة
- زياد !!!!!!!!
نظر لها زياد جحظت عينيه من صدمة ما رأى او بالأحرى اصابته طعنة شلت تفكيره و شلته عن القيام بأي ردة فعل
حيث رآها تنزع المحبس من بنصرها
وضعت منى المحبس على الطاولة ثم وقفت تهم بالخروج من المقهى وهو يلاحقها بنظره غير قادر على القيام بأي شيئ
انتظر لحظات .....دقائق كانت منى قد خرجت ذاهبة ولم ترجع
حالة من الصدمة والذهول اصابته الى ان سمع صوت من خلفه قائلا
- تعيش وتاكل غيرو
نظر الى الخلف ليجد شاب من عمره تقريبا يبتسم يضع يده على اكتاف فتاة بجانبه له ثم يستطرد قائلا
- هالمقلب محسوبك أكلو مرتين قبلك
ابتسم زياد ابتسامة حزينة و اومئ برأسه الى الأسفل اشارة الى قبول ما قاله هذا الشاب
ثم اردفت الفتاة التي بجانبه قائلة
- ولا يهمك بتلاقي احلا منا بالف مرة
ونفس الايماءة مع الأبتسامة الحزينة بادرها زياد لها ايضا
اخذ المحبس من على الطاولة دفع حسابه وخرج
الى اللقاء في فصل آخر
خرج زياد من الكافيه بعد ان وضع خاتم منى في جيبه وصار يحدث نفسه
- يلي ما عم اقدر افهمو هو كيف قدرت تضرب سنة من الحب والأحلام والغزل والأشعار بعرض الحيط
هيك بكل بساطة بسحبة خاتم وكان شيئا لم يكن لاء وشو ...من غير ما تقدم اي تفسير او تبرير
معقول كانت عم تضحك عليي
- واللاه عند جنس حوا ما في شي ما معقول (هو اجاب على سؤاله )
ثم اردف قائلا
- هاي هية يلي زجرت اخواتك التنتين ونهرت امك مشانا وهلاء بدك تروح تقولهم انو الست منى فسخت الخطبة
- العمى ......العمى يا بهدلة البهادل مشان تطلع قدامهم متل الولد يعنى ما بكفي انك انطعنت بكبرياءك
اسا بدك تطلع ولد قدام اهلك يلي قاتلتهم مشان ........شو الواحد بدو يحكي عنها مانو عرفان
- لاء وشيلك عن كل هالقصص هاي شو بدك تقول لنسوان عمامك و خولك يلي عأساس اليوم المسا جايين يباركولها
- هون البهدلة الحقيقية مشان تصير مسخرة تحت لسانهم
هز برأسه اسفا على نفسه وانفجر بركان الغضب في صدره
- كس اختا ........كس اختا .......لحظة اختا ؟؟؟؟؟؟؟؟
- صحيح ليش ...........
اخرج جواله متصلا ب منال
- الو ( منال قالت )
- مرحبا منال
- اهلين زياد
- منال ؟؟ شو صاير مع اختك منى
- ما صاير شي شو بدو يكون صاير يعني بس ليش عم تسأل هالسؤال
- لانو شلحت المحبس
- شوووووووو( بلهجة الدهشة و الأستغراب ) شلحت المحبس ؟؟؟؟؟؟؟ شو هاي جنت اختي يعني ثم اردفت قائلة
انتو صاير شي بيناتكم
- لاء ما صاير شي ...ليش اسا لحق يصير شي ما ألنا بالقصر من مبارح العصر ( مثل شعبي )
مالنا كام يوم خاطبين اسا ما لحق يصير شي بيناتنا
بكل الأحوال شوفيلي شو قصتها وخبريني لأنو اليوم المسا عأساس يجو نسوان عمامي و خوالي يباركو لأهلك
ويباركولها مشان اذا كان قرارها نهائي نعتذر من قرايبيني ونخبرهم انو فسخنا الخطبة
- طيب ...طيب هلاء انا بشوفها وبخبرك
تتصل منال ب منى
- الو
- منى انتي وينك
- عالطريق راجعة عالبيت
- اي قبل ما تفوتي عالبيت تعي لعندي من كل بد هاااا
- ليش شو بدك
- ما بدي شي بس هلاء كان زياد معي عالخط وخبرني كل شي
ضروري تجي لعندي قبل ما تفوتي عالبيت
- اي طيب طيب جاي واغلقو الخط
كل هذه الأتصالات والمكالمات وفارس جالس على الأريكة يستمع بأمتعاض وبعد ان اغلقت منال الخط مع منى قال
- هاي اختك جحشي و بتنربط بجلال
- هاي اكيد جنت
هنا رنت منى جرس البيت
- مرحبا ( قالت منى )
- اهلين ( بصوت فارس و منال في آن معا )
منال - تعي اقعدي وخبريني شو صاير بينك وبين زياد
- شلحت المحبس وفكيت الخطبة
- ليش شو عمل معك الزلمي لتقومي بهيك خطوة
- ما عمل شي
- لكن لشو فسختي الخطبة
- .............لم ترد منى بشي
هنا قام فارس من جلسته وقال
- انا رايح لأنو هالقلة العقل انا ما عاد فيني اتحملها بس قبل ما روح سمعي مني هالكلمتين يا منى
بفكة الخطبة هاي انتي الخسراني ما زياد الخسران لأنو الف بنت بتتمنى انو يكون من نصيبها هالشب
واذا ما بتصدقي هالحكي روحي سألي نيرمين وسوزان وهو يشير بسبابته الى الأعلى و سأليهن عن رفقاتهم البنات يلي بيتمنو انو زياد يحاكيهن
ولا تفكري انو انا عم بحكي هالحكي لأنو زياد رفيقي لاء ...ولاء كمان
انا عم بحكي هالحكي لأنك انتي بنت حمايي واشار بأصبعه الى وجه منى
وهلا بخاطركن
وخرج من صافقا الباب من ورائه
وبعد محادثات مطولة بين منى ومنال لم تخرج منال بسبب مقنع يدعو الى هذه الخطوة
وفي اثناء هذا الوقت كان زياد في بيته يغلي ويفور غضبا عما ألم به من هذه الطعنة وبعد ساعتين من الأنتظار
ذاق فيهما الأمرين
ورده مكالمة من منال
- الو
- اهلين منال
- زياد ...انتي خبرت حدا بهالقصة
- لاء ما خبرت حدا
- اي ليك مشي الحال لا تخبر حدا و أهلي ناطرين قرايبينك عالمسا بس مشان الخاتم بتقدر تجبلي اياه
قبل المسا
- اي بقدر هلاء رح جبلك اياه
واخذ زياد الخاتم الى منال في الحال
والى اللقاء في فصل آخر
في المساء التم شمل اقارب زياد من نساء عمومه واخواله و اخذوا طريقهم الى بيت ابو رامي
سلام .......... كلام ...........مباركة ........كل هذه الأمور لم تكن تعني لزياد بشيئ
وكان مضطرا لرسم الأبتسامة على وجهه لكن داخله كا يتمزق من طعنة منى له
انقضت السهرة ورجع كل الى بيته ما عدا زياد فهناك شيئ ما بداخله يغلي اراد ان يتخلص منه
سنحت له الفرصة عندما افسح اهل البيت له المجال بالانفراد بخطيبته على كاسة متة
وبعد صمت خيم بينهم استهل الحديث زياد قائلا
- شوفي يا بنت الحلال ماني من النوع يلي بيفرض حالو على غيرو
بس انتي يلي ساويتيه مانو مظبوط ابدا عالقليل كنتي اعطيني سبب واحد ل هالخطوة يلي
قمتي فيها بكل الاحوال خلينا هلاء نبعد عن بعض شي كام يوم و بعدين منقرر شو رح يكون بيناتنا .
كل هذا الكلام الذي قاله زياد ومنى مطرقة الرأس تنظر الى الأرض بين قدميها وزياد يراقبها يريد ان يرى ما هي ردة فعلها على كلامه ولم يصله منها اي شيئ يشفي غليله من ذاك السؤال الحارق ....لماذا .....
عندا قام زياد مودعا من دون ان يلتفت الى الوراء
ومنى حتى انها لم ترد على وداعه
بعد اربعة ايام جاءه اتصال من صديقه فارس
- الو (قالها زياد )
- مرحبا يا وغد
- اهلين بالوبش
- و ليش ما عم يبين دنبك ولى
- ليش ما بتعرف يا عرصا انو مشغول بتاسيس حياتي المستقبلية
- اي صحيح نسيان انو بدك تنضم لحزب الحمير ههههههههههه.......ليك انا هلاء رادد ابريق المتة
وناطرك ....وراك شي تاني
- لاء ما ورايي شي ....شوي وبكون عندك
- اي يللا ....باي
- باي
دخل زياد لبيت صديقه ليتفاجئ ب منى في انتظاره وهي مبتسة ما ادخل لقلبه قليلا من البهجة
شربوا متتهم ومن ثم قهوتهم وانقضت الجلسة على اتفاق ان يعاود زياد ومنى الخروج معا لاختيار
اثاث منزله لكن الشرخ الذي احدثته منى لم يكن بلا ثمن
فكان عنوان فترتهم القادمة مشاحنات وشجار واحتقان بسبب وبلا سبب وبعد شهرين ونصف من هذه
المشاحنات ضاق صدر زياد ذرعا بهذه المهاترات لدرجة انه وصل لقناعة ان حياته القادمة لن تكون سعيدة
لكنه ظل على التزامه لسبب انه يريد ان يتحمل مسؤولية اختياره وفي النهاية وبعد شجار بينهم
على سبب تافه صارحها قائلا
- شو بك يا منى ما هيك كنا ولا هيك بكونو المتزوجين على هالحال لا رح تكوني سعيدة ولا رح كون
سعيد بقى خدي شوية وقت وفكري بمسقبلنا اذا رح نضل هيك لاء ننفصل احسن الي و الك
- لا بدا وقت ولا بدا اي شي خلينا ننفصل احسن للكل
جواب صاعق جعل بركان الغضب ينفجر في صدر زياد
- طيب قومي لننفصل
ذهبوا الى بيت ابو رامي وطلب زياد الأنفراد معه بحضور منى
قال زياد لأبو رامي
- يا عميم انا كان بشرفني نسبكم بس على ما يبدو انو ما صار في اتفاق بيني وبين بنتك
مشان هيك انا بعتذر وبتاسف شديد الأسف انو وصلت الأمور ل هالمواصيل
وخلع الخاتم من اصبعه
- طيب يا زياد ما كان بتقدرو تحلو هالأمر بغير هالطريقة
- يا عميم انا بالنسبة لألي احب على قلبي بس الأمر بأيد منى و اشار بيده الى منى التي
كانت تجلس تنظر لهم بنظرات باردة خالية من اية تعابير
- حتى لو طلبنا من فارس ومنال انو يدخلو بهالموضوع
هنا تكلمت منى قائلة
- خلص ابي خلص الشغلي لا بدا فارس ولا منال انا ما عاد بدي هالشب .
كلمات و كأنها رصاص اخترقت قلب وصدر زياد ولولا حياؤه لذرف الدموع من هذا الألم الذي
احاق به فجاء رد ابو رامي
- طيب اذا هيك الشغلة قومي جيبي لزياد كل غرض جاب لك اياه من اول ما خطبتو
هنا لاتكلم زياد
- عميم انا ما بدي شي مسامحة بكل شي وهلاء سمحولي استاذن منكم
- وقف ما بتروح الا ما تاخود كل اغراضك
- خلص عمي ما بدي شي و ما حلوي بحقي انو اطلع من بيتك حامل هالأغراض
- طيب اقل شي خود الدهبات يلي جابوهم اهلك ل منى
- اذا كان هيك ما في مشكلة
- روحي يا بنت جيبي كل الدهب يلي جابولك اياه
وهكذا خرج زياد من بيت ابو رامي
والدموع تكاد تفر من عيني
والى اللقاء في فصل آخر
خرج زياد من بيت ابو رامي حاملا كيس من الورق المقوى وبداخله عدة قطع من الذهب التي لم تكن تعني له شيئا
في ظل ما كان يعتلج بداخله هل هو غضب ام هو حزن ام شفقة على نفسه هو نفسه لا يعرف ما كان
وبعد عدد من الخطى المتثاقلة هدأت حدة تلك الأحاسيس التي كانت تغلي في داخله وبدأحوار مع نفسه
- سنة وكام شهرمن الحب والأحلام ةالعواطف طلعت كلا كذب بكذب يعني معقول كل هالسنة
ما كانت منى صادقة معي بالمرة معقول كانت عم تضحك عليي
ثم اجاب نفسه
- لاء ما معقول انها ما صدقت معي بالمرة وأكبر دليل على انها كانت صادقة هوي
خلص ابي خلص انا ما عاد بدي هالشب
- شوفت هون الزبدة وهادا اكبر دليل على صدقها
خلص ابي خلاااااااااااااااص انا ما عاااااااااااااااد بدي هالشاااااااااااااااب ........ههه (ابتسامة مؤلمة )
قالها وهو يتمايل بمؤخرته ويلوي فكه السفلي مرة الى اليمين و اخرى الى الشمال
- لاء واضح انو كانت بتحبني لأنو لو ما كانت بتحبني كانت قالت
خلص ابي خلص انا ما عاد بدي هالكلب
- ههه شوفت انو كانت بتحبك يا زياد
وصل زياد الى بيت اهله ليجد امه واخوته كالعادة يتابعون احدى الأفلام الأجنبية دخل البيت وعلامات التجهم بادية على وجهه ولحظة دخله من الباب بادرهم قائلا
- فسخنا الخطبة ثم اتجه الى التلفاز و وضع الكيس عليه واستلقى على الكنبة بعد ان اشار لاخته نرمين ان تبتعد عنها
وجميع من كان بالغرفة انظرهم مشدودة له
- خير انشا*** ( قالتها امه )
ثم تابعت اخته سوزان
- يللا احسن لك ولك اخي قلنالك من الأول انو هالبنت ما لابقة لألك
نظر زياد بحدة على اخته سوزان واجابها
- اى مظبوط قلتولي وانتصب على قوائمه واخذ كيس الذهب وخرج متجها الى بيته
ودخل في عزلة مع نفسه دامت اثنا عشر يوما يراجع نفسه مرارا وتكرارا عله يجد سبب مقنعا للذي الم به
ثم اعاد ذكرياته لسنة وعدة اشهر عله يجد موقفا اخطأ فيه يحمله سبب فشل هذه العلاقة
لكن عبثا فلم يجد اي شيئ خاطئ من ناحيته ما زاد من حيرته حدة توتره
- اي ما معقول ما في سبب ل هالفشل لازم يكون في سبب
ثم اعاد مراجعة نفسه ونفس النتيجة وصل لها انه لم يخطئ بأي موقف
- معقول كانت عم تتلاعب بعواطفي ومشاعري كل هالسنة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان هذا السبب الوحيد اللذي حمله سبب هذا الفشل ما جعله يدخل بحالة من الجمود الخارجي
والغليان الداخلي
- ااااااااااااااااااه يا اخت الشرموطة كنتي عم تضحكي عليي كل هالسنة اااااااااااااااااه
ثم دخل بحالة سكون اخرى
استلقى على فراشه و وضع السبابة على صدغه والأبهام على فكه السفلي واصبعه الوسطى على أنفه
وبعد فترة من الوقت على هذه الحال تذكر تلك الأبيات من الشعر وسردها بصوت مسموع
لا تأمن الأنثى حياتك فأنها...........كالأفعوان يراع منه الأنيب
لا تأمن الأنثى زمانك كله .........يوما لو حلفت يمينا تكذب
تغري بطيب حديثها وكلامها ......فاذا سطت فهي الثقيل الأشطب
و بلا شعور التفت الى باب البلكون استوقفته انعكاس صورته على الزجاج الباب وكأنه يرى شخصا غريبا عنه
وصار يحدثه قائلا
- رحت طلعتللي على القمر وعمرتللي قصور وزرعتللي فل وياسمين و ريحان
لو زارع فصة و شعير وبرسيم ما كان اشرفلك من كل هالأشيا هاي
بعد هذا الحوار مع الذات دخل بنوبة ضحك هستيرية هو نفسه لا يعلم على ماذا يضحك
هل يضحك على هذا الساذج الذي صعد الى القمر وعمر و زرع ام يضحك على ذاك الغبي التي انعكست صورته
امامه الذي تلاعبت فتاة تصغره اقل تقدير بسبع سنين انتهت هذه النوبة الهستيرية من الضحك المؤلم بسبب
دمعة كانت تصارع اجفانه المغلقة تريد الفرار من معقلعا وتنجح في ذلك ليتبعها شقيقاتها بالفرار
وعى الى نفسه على بكائه لكنه ايضا لم يكن يعلم على ماذا يبكي
هل يبكي على احلامه وآماله التي دمرتها تلك الفتاة
ام يبكي على كبريائه المطعون ام يبكي على مشاعره التي تلاعبت بها تلك الفتاة