M
Moaz El.Zoz
عنتيل زائر
غير متصل
الطفولة منجم الذكريات يحتفظ الأهل بكثير من تفاصيل أبنائهم وهم *****، مثل الملابس والألعاب والصور والتفاصيل التي تجعلهم في اتصال قوي دائمًا، وتجعل قلب الأهل يلين تجاه أولادهم مهما أخطؤوا أو أساؤوا عندما يكبرون، وهي من ناحية أخرى ذكريات عندما يراها الشاب وينظر إلى تصرفاته في طفولته، ويرى كم تعب الأهل وانشغلوا به وبتفاصيله والاهتمام به، سيشعر بالمزيد من الإجلال والاحترام لهم، وسيزداد حبًا لهم، ويسعى جاهدًا لإكرامهم ورد ذلك الجميل العظيم لهم، والذي مهما حاول لن يوفيهم جزءًا صغيرًا منه، لأنه يقوم بذلك ردًا على المعروف، بينما هم قاموا بذلك دون انتظار أي مقابل أو أجر أو حتى كلمة شكر. إنّ منجم ذكريات الطفولة هو القادر على التذكير بكل هذه الأمور، وهو بالفعل منجم لأن الذكريات الموجودة فيه أغلى من كل كنوز الدنيا على قلب الأهل وقلب الأولاد، وما أحلاها من ذكريات عندما تكون مملوءة بالحب والصدق والنقاء، وعندما تكون بعيدة عن أساليب التربية الخاطئة والمدمرة لشخصية الطفل، وعندما يكون الأهل بالفعل هم خير قدوة وخير مربٍّ لابنهم أو ابنتهم منذ نعومة أظفارهم، يهتمون براحتهم وصحتهم وطعامهم ونومهم، ويهيئون لهم الأجواء المناسبة لهم، ويعطونهم حقهم من الوقت للنقاش والحوار والتعلم والتعليم، وهذا الكلام ليس قليل الشأن في مرحلة الطفولة كما يظن البعض، فلا بد من طرح نقاشات مع الطفل وإن كان غير قادر على الكلام، وهذا كله سيجد الأهل نتيجته عندا يبدأ الطفل بنطق كلماته ويحاول عرض رأيه وأفكاره. سيكون للطفولة منجمًا حقيقيًا بهذه التفاصيل والطرق الصحيحة للتربية لا يمكن الاسغناء عنه أو التفريط به ولو بكنوز الدنيا كلها، بل لعله سيكون إرثًا عظيمًا يتوراثه الأبناء من جيل إلى جيل، ويضيفون إليه ما يتناسب مع عصرهم وزمانهم في تربيتهم لأطفالهم، ويحتفظون به كي تبقى تلك الذكريات نورًأ يضيء قلوبهم، وأملًا يشع في حياتهم، فكم من موقف يذكره الأهل لأولادهم عن طفولتهم فتملأ البسمات أرجاء المنزل وهم يضحكون على تلك البراءة، وهذا هو الكنز الحقيقي الذي ينشر البهجة والسعادة في قلب الجميع.