قائمة
الرئيسية
ما الجديد
الأعضاء
الـتــيـــوب
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
سجل عضوية لنشر مواضيع ومشاركات ومحادثة الأعضاء بدون إزعاج الإعلانات
تم فتح باب الاشرف تقدم لطلب الاشراف علي اقسام المنتدي
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
عصر الأهوال (للكاتبYukio_HTM) | السلسلة الثانية | ـ حتى الجزء الثالث
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="صبرى فخرى" data-source="post: 71623"><p><h2><strong>عصر الاهوال نهاية السلسلة الأولى (الجزء العاشر) </strong></h2><p></p><p><strong>ما الذي يحدث في هذا العالم؟ في هذه المدينة، في قصر عائلة هويز، كيف يمكن لتلك العائلة أن تسقط بكل هذه السهولة؟ من هو العدو؟ لماذا هاجم؟ ما المفعول الآن؟ ما الذي سيحدث لنا؟ أسيكون مصيرنا الموت أيضا؟ أنا لا أريد هذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي أهل المدينة يتساءلون في مكانهم بينما يرتعدون و يخافون أن يأتي دورهم، هذا العدو أباد عائلة كاملة تعتبر الرابعة من ناحية القوة في كامل الإمبراطورية في مدة قصيرة جدا، هل هو بشر حتى؟ أ الشياطين عادوا مرة أخرى؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووش</em> <em>وووووش</em> <em>وووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عدة ظلال جاءت من جهة القصر و في لحظة اختفوا بالكامل من دون ترك أي أثر، لقد اختفوا حرفيا من أنظار الجميع، لذا حتى عندما قدمت التعزيزات كان كل شيء قد انتهى بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(أيها المعلم تشارلي، لقد انتهينا هنا، ماذا عنك؟) تكلم الجنرال براون عن طريق خاتم التخاطر مع الرئيس تشارلي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في جهة الرئيس تشارلي، تحت قدميه يوجد رأس مقطوع بينما عدة جنود يقفون في الجانب يرتعدون، للدقة، هم لم يكونوا واقفين، لكن راكعين خائفين مرتعدين كما لو أنهم يواجهون الآن وحشا أمامهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس تشارلي عبر خاتم التخاطر (أيها الفتى براون، أتعتقد أنك ستكون قد انتهيت و أنا لم أفعل؟ رأس عائلة غين 'سيلفر' تحت قدمي الآن، ما أخرني و أخذ مني الوقت هو التحدث مع أتباعه و جنوده، لقد مات سيدهم، لذا أفكر فيما سأفعله بهم)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الجنرال براون (أيها المعلم، هذا لوقت لاحق، فلنذهب لنلحق بالرئيس أكاغي)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(آه، أنا آت) و بعد أن قال هذا بنظرة قاتلة وجهها للأتباع الراكعين قال "كما ترون أنا ليس لدي وقت، لذا سأذهب، ما رأيكم؟ لما لا تخدموني من الآن فصاعدا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الأتباع و لم يستطيعوا إخراج أي كلمة أخرى، لكن واحد منهم وقف و قال "أيها العجوز، لقد قتلت سيدنا، لا تعتقد أنك ستفل..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>قطع</em></strong></p><p><strong><em></em></strong></p><p><strong><em>سقوط</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سقط رأس الرجل الذي تكلم أمام الأتباع و عندما رأوا هذا الشيء أمام أعينهم لم يستطيعوا التحمل أكثر فقالوا بسرعة "مرنا يا سيدنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الرئيس تشارلي ثم قال "همم، هذا جيد، فلتجمعوا بقايا جنودكم و سوف أعطيكم مهمتكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس تشارلي عبر خاتم التخاطر مرة أخرى (أيها الفتى نبيل، نحن عائدون)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(حاضر يا والدي)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في جهة الرئيس أكاغي الذي كان بداخل عربة مع باسل و الرئيسة فايوليت و أنمار بينما يتجهون نحو العاصمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت الرئيسة فايوليت بعد مدة من الصمت و التحديق في باسل "هل أنت من عشيرة النار القرمزية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أمم" تعجب باسل و حدق الرئيس أكاغي في الرئيسة فايوليت فتكلمت هذه الأخيرة "عشيرة النار القرمزية، العشيرة الأسطورية التي كانت تختبئ في ظل عائلة كريمزون، لقد ظننت أنها انقرضت في 'انقلاب الليلة الواحدة'، لقد أخبرني أبي عنها، كانت القوة المخفية لعائلة كريمزون و التي لم يتوقعها أحد، فكانت السبب في فقدان العديد من العائلات لعشرات الآلاف من جنودهم النخبة، فهم لم يتوقعوا أن يكون لعائلة كريمزون مثل هذه الورقة الرابحة، لكن كما قلت، اعتقدت أنها انقرضت، لكن..." وحدقت في باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الكبير اكاغي "لم تُبَد عشيرة النار القرمزية بالكامل، فلقد كان هناك صبي نجى، و عندما كبر مات مع ابني الأول مسموما، في الحقيقة لم يكن ابني الأول هو المستهدف الوحيد قبل 35 سنة، بل حتى سليل عشيرة النار القرمزية كان مستهدفا، يمكنك حتى قول أنه السبب الرئيسي و ابني الأول كان الإضافة، عندما اخترق ابني الأول المستوى الرابع جذب أنظار الأعداء، و بسبب هذا كانت المراقبة عليه شديدة مما أدى إلى كشف سليل عشيرة النار القرمزية الناجي، كان هذا الناجي أكبر من ابني الأول بسنتين فقط، لكنه كان يفوق ابني الأول موهبة بكثير، و كانا كما لو أن المؤسسين العظيمين قد تجسدا من جديد، لكن برؤية هذا الخطر الذي ينمو شيئا فشيء، خاف الأعداء و كيدوا ما كيدوا، فتم تسميمهما فماتا، و الذي كان وراء هذا هو عائلة غرين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدمت الرئيسة فايوليت من هذا الخبر فسألت "إن كان قد مات، فكيف ولد هذا الطفل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد كانت زوجته حاملا في ذلك الحين، ولد الطفل و كبر ثم تزوج و ولد الفتى الذي أمام عينيك، هذا كل ما عليك معرفته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت الرئيسة فايوليت في باسل مطولا و بتعجب بينما تتذكر الألم من الضربة سابقا، فقالت مع نفسها "عشيرة النار القرمزية، هاه؟ إنها حقا عشيرة مرعبة إن كان سليل واحد منها بكل هذه القوة و في هذا العمر فقط" ثم غيرت نظرها في اتجاه أنمار و سألت "و من أنت؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملقت أنمار بها و لم ترد عليها و جلست بهدوء تاركة الرئيسة فايوليت تحاول تخمين هويتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقدم جندي يركب على حصان لجانب العربة "سيدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "ماذا هناك يا تورتش؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو أن الجنرال منصف و الجنرال رعد قد لحقانا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هوه، هذا جيد، لم يتبقى سوى الرئيسين براون و تشارلي اللذين قالا أنهما اقتربا" تكلم الرئيس أكاغي ثم قام بأمر سائق العربة بالتوقف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج فتبعه باسل، ركب هذا الأخير فوق العربة و بقي الكبير أكاغي على الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح الكبير أكاغي بالمنظر أمامه -وراء العربة- و تنفس الصعداء، و أحس براحة كبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "أيها الكبير أكاغي، لقد كنت قد وعدتك برد حقك، انظر الآن و تمعن جيدا، هذا الجيش القوي يتقدم في سبيل إرجاعك أنت و عائلتك لموضعكم السابق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان أمامهم جيش يتكون من الآلاف و كل واحد منهم يركب حصانا، كلهم سحرة، ليس هناك و لو جندي واحد عادي، جيش من عشرات الآلاف كله يتكون من السحرة، لكن المثير في الأمر هو أن كل هؤلاء السحرة لا يوجد هناك منهم من هو أقل من المستوى الرابع سوى شخص واحد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الجندي تورتش "سيدي، سنحتاج منك القيام بخطاب تشجيع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "خطاب تشجيع؟ ما هذا؟ أنا لا أريد، إنه مزعج و ألم في المؤخرة فقط، فلتقم به أنت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم تورتش و قال "هيا هيا، ألم تفعل هذا في لقائنا أول مرة؟ و أنا ليست لدي جاذبية مثل الخاصة بك، أظن أنك بمجرد ظهورك و إعلانك عن هويتك فسوف تجذب الحضور بالكامل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل في وجهه و قال بعد أن حك رأسه "آه؟ أظن أنه ليس هناك خيار آخر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج أداة غريبة على شكل دائرة و وضعها أمام فمه ثم صرخ بصوت مرتفع [انتباااااااااه]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الصوت مرتفعا جدا و يصل للقلوب، تحس أنه يتوغل بجسدك، فجعل هذا الجميع ينتبه لجهة باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[أيها الجنود، لقد دُمِّرت عائلتي هويز و غين و العديد من العائلات الصغيرة، هذا لأنهم قرروا الوقوف في جانب عدونا، من اختار الجانب الخطأ فليتحمل مسؤوليته، و لم يتبقى الآن سوى العدو الرئيسي و القليل من العائلات الصغيرة التي تدعمه. اعلموا أن هذا الانقلاب سيكون البداية فقط لتقدم عائلة كريمزون، أنا هو القائد العام للجيش و اسمي باسل، أنا حليف عائلة كريمزون الذي سمعتم به مؤخرا، أنا من سيقودكم في هذه الحرب، و أنا من سيقودكم إلى المجد، مجد لم تتخيلوا أنفسكم أنكم في يوم من الأيام سوف تكسبونه، أنا هنا و الآن أعلن عن بداية غزو عائلة كريمزون للعالم و جعل إمبراطوريتنا الإمبراطورية الوحيدة في هذا العالم، و كبداية سوف تعود عائلة كريمزون لحكمها]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تغلغل الصوت و شق طريقه بين الحضور، انصدم هذا الأخير من هذا التصريح و لم يجدوا أي كلمات للتعليق عن هذا، فهم صدموا من حقيقة أن حليف عائلة كريمزون السري الذي كانت هناك إشاعات تدور حوله في الأيام الأخيرة كان في الحقيقة عبارة عن هذا الفتى أمامهم، لكن، بسبب التصريح الذي قاله باسل فقد نسوا هذا الأمر و جعلهم يركزون على كلامه أكثر و نسيان حقيقة أنه فتى، فكل واحد منهم هنا يعلم بشكل جيد، العمر في عالم السحر لا يقرر مدى قوة الشخص، و خصوصا بعد ظهور هذه الإكسيرات الغريبة، و لاسيما أن مبتكرها هو هذا الفتى الذي يقف أمامهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا أكمل باسل [كل واحد منكم هنا أصبح أقوى، و بالطبع بما أنكم أصبحتم أقوى في هذه المدة القصيرة، فكذلك فعل الجنرالات الذين في صفنا، و بهذا أنتم تعلمون، لدينا القادة 'الأقوى'، و الجنود 'الأقوى'، لذا نحن هم 'الأقوى'، فلنجعلها مجزرة كاملة مكتملة يرتعد منها السامع البصير العاقل و الغير العاقل، فلنجعلها إعلانا لقوتنا التي لن يستطيع أن يقف في وجهها أي أحد، فلنجعلها خطوتنا الأولى في سبيل الوصول لهدفنا]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحمس الجميع، اقشعرت أبدانهم، فتحوا أفواههم، أحكموا قبضاتهم، رفعوا أذرعهم للأعلى مع رفع باسل خاصته أيضا محكما قبضته و قال [هدفنا توحيد العالم أجمع]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هوووااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحمس الجنود كثيرا و صرخوا بصوت مرتفع جدا اهتزت له الأرض، وصل هذا الصوت لعدة أميال، كانت نبرة باسل في الكلام حازمة، و بدى كملك يلقي خطابا، و مع قوله الجملة الأخيرة صارت معنويات الجيش في قمة الارتفاع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الكبير أكاغي الذي رأى هذا المنظر، كان قلبه يكاد يتحطم من مشاعر الفرح، و هنا تذكر كلام باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(...... و بهذا سأجعل عائلتك الأقوى في الإمبراطورية أولا ثم في العالم ثانيا )</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق في باسل و كادت الدموع تنهمر من عينيه، جسده اقشعر و شعر جسده وقف، إنه حقا ينوي القيام بما قاله حرفيا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نزل باسل و قال لتورتش "حسنا كيف كان هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق تورتش في باسل بنظرة احترام فائق و قال "أفضل خطاب مشجع قد سمعته يا سيدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاها" ضحك باسل و قال "حقا؟ إذا هذا جيد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجنرال منصف و الجنرال رعد اللذان كانا بمؤخرة الجيش صدما من كلام باسل، غزو العالم؟ يا له من تصريح جريء، لا، كلمة جريء لا توافيه حقه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الجنرال منصف "السيد الصغير يعرف حقا كيف يحمس الجنود، هاهاها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال رعد الذي كان في جانبه "يبدو أن خطوته الأولى في جعل هذا العالم مستعدا كما قال قد بدأت للتو" ابتسم الجنرال رعد و تهجن "همف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل الجيش المسير متجه نحو العاصمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء كانت العاصمة في حالة فوضى كبيرة جدا، وصل خبر بداية انقلاب عائلة كريمزون، لذا نادت عائلة غرين العائلات التي تسيطر عليها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن الغريب في الأمر هو 'و لو عائلة واحدة من خارج العاصمة قد أتت'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'لماذا؟' هذا التساؤل حير عائلة غرين لمدة طويلة قبل أن تعرف السبب الرئيسي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>العاصمة التي تمتد لمئات الأميال كان شكلها دائري، كان السور هو محيط الدائرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خارج هذا السور المحيط، بعيدا بآلاف الأمتار عنه، كان يتمركز هناك جيش على طول محيط الدائرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و ما الذي كانوا يفعلونه؟ حسنا، هذا واضح، يقتلون أي شخص يقترب من العاصمة بهدف مساعدة عائلة غرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا الجيش ينقسم لخمس، كل جيش يتمركز عند بوابة من بوابات العاصمة الخمس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بالقرب من البوابة الأمامية الرئيسية يوجد هناك جيش يترأسه جنرال، نعم إنه الرئيس 'كورو هِيْ'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان لكل شخص دور يقوم به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الكبير أكاغي و باسل لعائلة 'موراساكي'، الجنرال رعد لعائلة 'آو'، الجنرال منصف لعائلة 'كِيِرو'، الجنرال براون لعائلة 'هويز'، الرئيس تشارلي لعائلة 'غين'، و في الأخير تبقى الرئيس 'كورو هِيْ' الذي كلف بحراسة العاصمة. لا يجب أن يدخل لها أي شخص مهما كان، و إن حاول أي شخص الهروب من العاصمة غير الناس العامة أو له أي علاقة بعائلة غرين يجب أن يذبح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(قبل الاجتماع الذي أقامته عائلة كريمزون)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في قصر عائلة كورو)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"سيدي، 'الرئيس مارون براون' قد أتى لرؤيتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الرئيس هِيْ "و ماذا تنتظر، فلتدخله الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هكذا إذا، عائلتي و عائلتك هما الوحيدتان من العائلات الكبرى اللتان لم يتدخلا في الانقلاب قبل خمسين سنة، لكن والدي قد أخبرني عما حدث بكل تفصيل، فلقد كان له مصدر معلومات جيد، و الآن أنا أشهد بعيني ما تقوم به عائلة غرين بامتلاكها الحكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الرئيس هِيْ ثم قال للجنرال براون الذي كان يقف أمامه "أنا معكم، لا يعجبني الوضع الحالي، و كما قلت، عائلة كريمزون ستكون حاكما جيدا، لاسيما إن كانت ستقوم بجعل عالمنا مستعدا لأي هجوم قد يأتي مستقبلا من الشياطين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الجنرال براون ثم قال "أنا أشكرك يا صديقي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس هِيْ "هيا لا تكن هكذا، و فوق كل شيء، أنا سأنضم لكم لأنه طلب منك يا صديقي المقرب، لقد كبرنا مع بعضنا البعض منذ الصغر، فكيف يمكنني تجاهل طلب مصيري كهذا منك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاها" ضحك الجنرال براون ثم قال "حسنا إذا بشأن الاجتماع، كل ما عليك فعله هو..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(بالرجوع للوقت الحالي)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الرئيس هِيْ يجلس في دائرة مع أعضاء من عائلته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم أحد منهم "يا والدي، نحن هنا لأيام الآن، ماذا سنفعل بعد القيام بهذه المهمة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الرئيس هِيْ "أمم، يبدو أنك متحمس يا هِيْسي، سننتظر الجيش القادم و ننضم له في المعركة الكبرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع هِيْسي يديه على جنبيه و رفع رأسه للأعلى "أوووه، إنني أشتعل، و أخيرا سيرون عظمة السيد هِيْسي، كآااكاكاكاكا، انتظروا فقط أيها الأوغاد، كاكاكاك..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>طن</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أتت ضربة لرأس هِيْسي من امرأة بشعر أسود طويل جدا يصل لأسفل الركبتين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال هيسي بينما يمسك رأسه "ماذا تفعلين يا عمتي يامي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همف" تهجنت يامي ثم قالت "أنا أحاول تجريب إيقاظ القليل من الذكاء في عقلك فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس هيسي و قال "همم، الذكاء أمام القوة الغاشمة لا شيء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسمت كورو يامي ثم قالت "هوه، إذا أنت تعترف بأنك تفتقر للذكاء، حسنا لما لا نجرب ضربة أخرى أو عدة ضربات، فمن يعلم، ربما تكون عبقريا في الحقيقة، و هناك شيء في دماغك يجب إصلاحه فقط من أجل تحرير هذه العبقرية الكامنة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحب وجه هيسي ثم قال "إييه؟ لا، لا أظن، أنت تعرفين، إنهم يقولون ذلك المثل، آه، ماذا كان؟ آه، صحيح صحيح، 'ليس هناك دواء للغباء'، لذا لا يهم ما تفعلين فلن أصبح عبقريا كما قلت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أمم، هيا هيا، من يعرف، قد أكون مستكشفة هذا الدواء" قالت يامي المبتسمة بينما تقترب من هيسي الذي يتراجع للوراء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في الأخير هرب ثم تبعته يامي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاهاهاهاهاها" ضحك الجميع الذين في الدائرة مما حدث و قال أحد منهم "علاقتهما لا تتغير أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الرئيس كورو هي و نظر في اتجاه ابنه الذي يتعرض للضرب من قبل عمته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مدة عادت يامي بينما تقول باستهتار "حسنا، أظن أنه كان محقا بعد كل شيء، لم تظهر عليه أي علامات للعبقرية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هيسي كان منشورا على الأرض و العديد من الكدمات على رأسه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أممم" لاحظ الرئيس 'هي' شيئا فوقف ثم نظر للبعيد و ابتسم ثم قال "افرح يا هِيْسي، لقد حان الموعد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نهض هيسي من مكانه بسرعة و اتجه نحو حجر مرتفع و وقف فوقه ثم نظر في الاتجاه الذي أشار إليه أبوه "أوووووه، إنهم قادمون، إنهم قادمون، لقد انتظرت طويلا، و أخيرا أتى هذا الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الجميع و استعدوا ثم تكلم الرئيس 'هي' عبر خاتم التخاطر "إلى كل الوحدات، فلتجتمع أمام البوابة الرئيسية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر أيها الرئيس" أتى الكلام من أربع أصوات مختلفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في العاصمة، بالقصر الإمبراطوري الذي كان في فوضى عارمة)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الإمبراطور "لقد فعلتها عائلة كريمزون اللعينة، لم أكن أظن أنهم سيتحركون بهذه السرعة؟ عائلتي هويز و غين قد دمرتا بالفعل، و ليست هناك أي عائلة من خارج العاصمة قد أتت مستجيبة طلبنا بسبب اعتراض ما، اجمعوا كل القوات و اجعلوهم يحيطون بالقصر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان جميع الشيوخ حاضرين في الغرفة الرئيسية و العديد من رؤساء العائلات الصغيرة، و بالطبع جميع الأمراء و الأميرات كذلك، كان يقف الأمير الثاني بالجانب محكما قبضتيه و يصر أسنانه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم مع نفسه (اللعنة، لم تظهر عائلة كريمزون أي تحركات غريبة، لقد أرخينا دفاعنا بما أنها لم تفعل أي شيء لمدة خمسين سنة، أنا أعرف أن عائلتنا هي التي ظلمت أولا، لكن...انتظر، ظلمت أولا؟ أليس الخطأ يقع على عاتق مؤسس عائلة كريمزون لخيانته عائلتنا في المقام الأول؟ إن رأينا هذا من منظور آخر، فكما يقول أبي، نحن لم نسلب شيئا و إنما استرجعنا حقنا فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقد الأمير الثاني هدوءه و بقي يفكر في الكثير من الأشياء من دون توقف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هناك أميرين آخرين، لكنهما لم يكونا سوى ساحرين في المستوى الثاني مثل الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' التي كانت ترتعد خوفا و رعبا في مكانها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فبعد كل شيء، بما أن عائلة كريمزون قادمة فمن المؤكد أن ذلك الشخص قادم أيضا، ماذا يجب أن تفعل؟ هل تهرب؟ لكن الإمبراطور أمر بقتل أي شخص يحاول الهروب، و أيضا هناك قوة ما تحرس العاصمة، سيكون من الصعب الانسلال من بين أيديهم، ماذا تفعل بالضبط؟ ليس هناك مهرب، سوف تلتقي بذلك الفتى مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما هربت منه المرة الماضية شاهدت في طريقها كل الجثث المرمية على الأرض التي تخص السحرة من المستوى الرابع، لقد كانت هناك حوالي مئة جثة، هذا الأمر جعلها تغرق في العرق البارد و فهمت لماذا قال لها الساحر وايد أن تهرب، عادت للمعقل بعد أيام من رحيل باسل و صدمت مرة أخرى مما رأت، لم يتبقى من الساحر وايد سوى الرماد، و كذلك الحال مع الوحش الغريب، و المتعقبون من المستوى الخامس الذين وضعوا لمراقبة تحركات باسل كلهم لم يعودوا يستجيبوا بعد الآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من يستطيع هزيمة هؤلاء و محوهم من الوجود بكل هذه البساطة، فهو بكل تأكيد ليس ببشر. لقد ندمت لأنها اقتربت من باسل، لكن الندم لن ينفعها الآن، يجب عليها إيجاد طريقة لتنجو بها، أو على الأقل كي لا تتلاقى بذلك الفتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غرقت غرين شارلوت في العرق البارد لتتكلم معها أختها الكبرى "ما بك يا شارلوت؟ إنك ترتعدين بغرابة، ليست عادتك أن تخافين من أي شخص، هل عائلة كريمزون تسبب لك في كل هذا الرعب؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجبت غرين شارلوت و عند إدراكها بالأمر وجدت نفسها ترتعد من دون أن تشعر، عائلة كريمزون؟ هذا لا يهم، بل ذلك الوحش الذي يقترب هو الذي يجب أن تخافوا منه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الإمبراطور بصوت مرتفع "إن العدو يقترب، أريد من الجميع هنا أن يستعد استعدادا كاملا للدخول في المعركة، هنا و الآن سوف ننهي الحقد المستمر لآلاف السنين بأيدينا و نمحو عائلة كريمزون من التاريخ للأبد، الأمراء الثلاث و الأميرات الخمس سيترأسون جيشا، كذلك الحال مع الأمير الثاني و أخي الصغير، أنا سوف آخذ نخبة الجنود و أكون الدفاع الأخير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انحنى الجميع و كذلك فعلت الأميرة الخامسة لكنها كانت تقول مع نفسها "ننهي الحقد؟ أنا لا أهتم لشيء كهذا، سوف أجد طريقي هروبي عندما تبدأ المعركة، هل أعينهم أصبحت لا ترى الواقع، عائلتين من المرتبة الرفيعة كعائلتي هويز و غين دمرتا في ليلة واحدة، فكيف لنا أن نصمد أمامهم؟ لن أشارك في حرب خاسرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الإمبراطور "مع أن عائلتي هويز و غين قد دمرتا، إلى أنه لا زالت اليد الكبرى في يدنا، على الأغلب أنهم قد استخدموا العدد لهزيمتهما، لكن لسوء حظهم، عددهم لن ينفع هذه المرة، فنحن لدينا الأفضلية من هذه الناحية لأننا استعددنا جيدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغربت الأميرة الخامسة، إن كان كلام الإمبراطور صحيحا، فقد لا تكون بحاجة للهرب، يكفيها أن تختبئ لحين نهاية الحرب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>دووو</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتحت الباب بقوة و دخل جندي يحمل تقريرا عاجلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"جيش الانقلاب وصل للعاصمة" صدم الجميع من هذا الخبر ليكمل الجندي "يقدر العدد ب50 ألف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ما..ذا؟" تعجب الجميع فقال أخ الإمبراطور الصغير "هل أنت متأكد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ن-نعم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال أخ الإمبراطور "يا أخي الأكبر المحترم، إن كان هذا العدد فقط فسوف يكون من السهل علينا صدهم، لا، بل حتى تدميرهم، عائلتنا لوحدها تملك 150 ألف جندي، و عند إضافة عدد جنود العائلات الصغيرة التي أعطتنا جنودها يصبح العدد 250 ألف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أووووه" تحمس الجميع فقال الإمبراطور "إنها نهاية عائلة كريمزون، يبدو أن هزيمة عائلتي هويز و غين قد كان لها ثمن باهض، انظروا، كما قلت لكم، لم يتبقى لهم الآن إلا القليل من الجنود، أحيطوا بالقصر بتقسيم الجيش لثلاث، بالجانب الشمالي سيكون هناك جيش يترأسه الأمير الثاني، و الجانب الجنوبي الشرقي سيترأسه أخي الصغير، و الجانب الجنوبي الغربي سيترأسه بقية الأمراء و الأميرات، بهذا سنكون قد أمّنا جميع الجوانب من كل الجهات"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أمرك يا سيادة الإمبراطور"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفرق الجميع فبقي الإمبراطور في مكانه و أحكم قبضته بينما يبتسم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الأميرة الخامسة التي غادرت مع الأمراء الاثنين و الأميرات الأربع كانت قد وضعت على وجهها نظرة حازمة و يبدو أنها قررت ما ستفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء كان أمام بوابة العاصمة -المدينة المورقة- الرئيسية جيش ضخم، كل حراس البوابات تراجعوا بأمر من القصر الإمبراطوري لينضموا للجيش، لذا لم تكن هناك أي مقاومة أمام البوابات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فوق السور العالي كان يجلس باسل جلسة تربيعة و داخل في حالة تأمل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد قليل وقف ثم فتح عينيه على العاصمة، القصر لا يزال يبعد أكثر من مئة ميل، لكنه بسبب كبره يبدو واضحا خصوصا من العلو الذي يقف عليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل عبر خاتم التخاطر (أمر لجميع القوات، هجوم شامل)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[أتى الموت المخادع، فاندفع المتهور، كُشِفت الحقيقة، فجلبت معها يأسا، نتج عنه عذاب، تسبب في التخلي عن الإرادة في الحياة، فسُلِبت الأرواح]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ما ردة فعل الشخص عندما يدق الموت على بابه؟ هناك أشياء معدودة يمكنه فعلها، أن يرحب به بكل سرور، أن يحاول الهرب منه، أن يقاتله، لكن ليس الكل لديه الشجاعة ليرحب بالموت بفرح، أو الشجاعة لقتاله، فأغلبهم يطغى على قلبه الخوف، و الرعب من فكرة 'نهاية حياته'، الفزع الذي ينتج من هذه الفكرة لا يترك لهم أي مجال للتفكير في أي شيء سوى شيء واحد لا غير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'الهرب'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، وا أسفاه، عندما يحضر الموت و يكون مؤكدا فليس هناك مهرب، بالتأكيد سيحاول، لكنه لن ينجح، لأن الموت عندما يطرق بابه، فإنه لا يطلب الإذن ليسمح له بالدخول، بل يُعْلِمه و يحذره فقط بقدومه ليحزم قراره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>إن كان قد تخلى عن حياته، أو وجد أن موته أفضل من عيشه، فبالتأكيد سيكون من المرحبين، و إن كان شجاعا، و لديه هدف لا زال عليه تحقيقه في هذا العالم، فسيكون من المقاتلين، لكن إن كان جبانا و أعطى ظهره، فسوف يكون من الهاربين الميتين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الناس أنواع و أشكال، و قد يبدو من اللمحة الأولى أن عائلة غرين من المقاتلين، لكن هيهات هيهات، الموت الذي يدق على الباب في بعض الأحيان قد يكون مخادعا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قد يرى الشخص أنه سهل و في متناول اليد، يمكنه قتاله و التغلب عليه بسهولة، لكنه يفاجئه بالحقيقة القاسية، ثم بعدها سيقول، آه، لقد كنت من ذلك النوع، إنه 'المتهور'، الذي ليس مقاتلا شجاعا، و لا مُرحِّبا متخليا عن الحياة، و لا هاربا جبانا، و إنما ليس سوى متهورا لم يكن يعرف أن الموت الذي دق على بابه لم يكن سوى 'مُوفَد'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الموت الحقيقي كان ينتظره ليأتي برجليه لعنده، فهو أرسل له مجرد مُوفَد ليغريه للخروج و من ثم يقتله ببطء، هذا النوع من الموت يكون دوما الأقسى من بين الكل، لأنه بخداعه يتسبب في يأس المتهور عندما يكتشف الحقيقة، و من ثم يقتله ببطء شديد. يخدعه و يجعله يقع في هاوية اليأس و يعذبه و عندما تختفي الإرادة في الحياة من على محياه، عندها يسلب منه الشيء الذي تهور و لم يحميه جيدا، يأخذ منه حياته التي لم يحافظ عليها جيدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عائلة غرين خدعت بعدد الجيش الذي يهاجمها، و يبدو أن هذا كان هدف باسل، كان بإمكانه حشد جيش ضخم جدا، لن يهتم بنوعية الجنود، سوف يقوم فقط بزيادة العدد، لكنه لم يفعل، لأنه أراد أن يجعل من عائلة غرين 'المتهور'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل من فوق السور العالي و قال "أيها المتهور، لقد طرق الطارق المخادع على بابك، فهيا أسرع و ابتلع الطعم، و سأنصحك أن تتلذذ به جيدا، لأنه سيكون آخر ما ستأكل في حياتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[أتى الموت المخادع، فاندفع المتهور، كُشِفت الحقيقة، فجلبت معها يأسا، نتج عنه عذاب، تسبب في التخلي عن الإرادة في الحياة، فسُلِبت الأرواح]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووش</em> <em>وووووووووش</em> <em>وووووووووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظلال تزحف، جالبة معها نذير شؤم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خارج القصر الإمبراطوري الذي كان مركز العاصمة، كان الأمير الثاني الذي يتمركز بالجانب الشمالي جالسا فوق كرسي في حالة تأهب قصوى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد قليل من الوقت أحس بالأرض تهتز، فنظر بعيدا، ليرى المنظر المهول، وقف على رجليه فاتحا عينيه على مصراعيهما آمرا بصوت مرتفع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[أمر لجميع الجنود، العدو قادم، تأهبوا، اجعلوا من أنفسكم وحوشا لا رحمة لها]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>اقتراب صوت جري</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[كونوا أصحاب إرادة فولاذية، نحن أصحاب اليد العليا، ليس هناك جيش لا يمكننا دحره، نحن الأقوى هنا، و من يعادينا سنكون له بالمرصاد]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>اقتراب صوت جري</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[إنهم ليسو سوى 50 ألف، نحن هنا بنا 80 ألف، ليسو حتى بخصوم لنا، سندافع بأرواحنا عن مُلكنا و لن يكون هناك من يخترقنا، سوف نقوم بإبادتهم عن بكرة أبيهم]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هوووووووووووووووووووووووووووواه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وصول مسبب الصوت</em></strong></p><p><strong><em></em></strong></p><p><strong><em>التقاء</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصل جيش الانقلاب و أخيرا اصطدم بالعدو، و في الحال قتل جنود من جهة العدو بسرعة خيالية، حدث الأمر بسرعة كبيرة جدا، لم يكن لدى جنود الأمير الثاني أي فرصة لرد الهجوم لأنه ببساطة كان فوق طاقتهم، كان يتقدم هذا الجيش ذلك الجنرال الأسود، لقد كان الرئيس 'كورو هِيْ'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الأمير الثاني لم يعرف ما حدث له، لكن الواجهة التي أمامه قد أصبحت ظلاما فجأة و اختفى العدو من ناظريه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>قطع</em> <em>حرق</em> <em>تجميد</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جميع الهجمات نزلت على جيش الأمير الثاني، و في لحظات و من دون أن يدري، و بعد أن اختفى الظلام، وجد جيشه قد دُمِّر ربعه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ما.........ذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجد الأمير الثاني ما يقوله، لم يكن لديه الوقت ليفكر، كيف حدث هذا؟ و أثناء صدمته ظهر أمامه الرئيس 'كورو هِيْ' بينما يهمس بشيء ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحقيقة الرئيس 'هي' لم يكن يهمس، و إنما الأمير الثاني هو الذي لم يكن مركزا سمعه على ما يقوله، لأن المنظر الذي أمامه لا يصدق ببساطة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>".......ماذا تقول أيها الأمير الثاني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه هي الجملة الوحيدة التي وصلت لأذان الأمير الثاني، فالتفت أخيرا ليرى الشخص الذي نطق اسمه، فوجد الرئيس 'هي'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"الرئيس كورو هي؟ أنت أيضا انضممت لعائلة كريمزون؟ ظننت أنك و عائلتك في موقف محايد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ الأمير الثاني يتحدث مع الرئيس 'كورو هي' بادئا بتساؤل بينما معركة طاحنة بين الجيشين تدور حولهما، لكن الغريب في الأمر أن هذه المعركة كانت من جانب واحد، لقد كانت مجزرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس 'هي' "معك حق، نحن كنا في موقف محايد دائما، لكن، سأقول لك شيئا، عندما يأتي صديق لك يطلبك، هل سترفضه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"صديق؟" تعجب الأمير الثاني و قال سائلا "أتقصد الرئيس مارون؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همف" تهجن الرئيس 'هي' و قال "حسنا، نهاية الكلام عني، فلتجبني عن سؤالي السابق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الأمير الثاني و قال "أي سؤال؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حك الرئيس هي رأسه و قال "ألم تستمع لما كنت أقول؟ حسنا، في هذا الموقف أنا أعذرك، سأعيد كلامي، الرئيس كريمزون أكاغي طلب مني توصيل رسالته لك، و التي هي كالتالي 'أيها الأمير الثاني، إنك الشخص الوحيد المستقيم في عائلة غرين، و لم أرى من جهتك أي عداوة، لذا قررت منحك فرصة، ستنضم لي و تنجو، أم تقوم أخيرا بمعاداتي عن طريق الوقوف في جانب عائلتك و تفنى، ماذا تقول أيها الأمير الثاني؟' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقد الأمير الثاني أخيرا هدوءه و قال "أنا أتعرض للتهديد؟ أنا أحاصر في الزاوية؟ سأجيب عن سؤالك أيها الرئيس 'هي'، و أتمنى أن تبقى حيا لتوصل رسالتي التي هي كالتالي 'ددمم غرين يمر في عروقي، تهديد كان أم حصار، لن أتخلى عن دمي أبدا، لقد هددت الشخص الخطأ أيها الرئيس أكاغي، و الآن سوف تواجه عاقبة أعمالك'، أما أنت أيها الرئيس 'هي' فسوف أحرص على أن تموت بعد أن توصل رسالتي على أكمل وجه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حك الرئيس هي و قال "آه، بشأن هذا لا تقلق، فعندما كنت تقول الرسالة كنت أنقلها للرئيس أكاغي، و الآن فلنرى مدى قدراتك التي تعتبرها قادرة على قتلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غضب الأمير الثاني بشدة فاستل سيفه و صرخ "هاوية الأرض المدببة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد صراخه و تلويحه بالسيف، انقسمت الأرض من تحت الرئيس 'هي'، فوجد نفسه في الهواء و تحته جرف عميق مليء بأنياب عملاقة حجرية، كانت تغلق و تفتح، و لو سقط في داخلها سوف يصبح لحما مفروما لا محالة، كانت الأرض أسفله تغلق و تفتح، كانت كفم لوحش لا يتوقف عن إغلاق فمه و فتحه لأنه لا يستطيع انتظار الفريسة ليأكلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل أن يسقط الرئيس هي صرخ قائلا بينما يلتف حول يده بخار أسود "رمح الظلام"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر من يده سحر الظلام، و عندما وجه يده على شكل رمح تمدد البخار الأسود ليخترق الأرض و يدمر الجرف العميق الذي كان أسفله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الرئيس 'هي' و قال "يبدو أنك استهنت بي حقا أيها الأمير الثاني، سوف أوقظك من نومك و أحلامك، أنت يسيطر عليك الغضب و لست هادئا لذا لم تلاحظ، لكن أنظر حولك جيدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فعل الأمير الثاني كما طلب منه الرئيس 'هي' و إذا به يرتعد من المنظر الذي يشاهده، نصف جيشه انمحى من الوجود بالفعل، كان في صدمة كبيرة لذا تحدث بارتعاب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ما هذا؟ كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ أنا متأكد من أن جيشكم لا يتجاوز ال50 ألف، انتظر لحظة، لماذا الـ50 ألف كلها هاجمت جهتي أنا؟ و مع ذلك، أنا جيشي كان قدره 80 ألف، فكيف لجيشكم المكون من 50 ألف أن يهزم نصف جيشي بالفعل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هنا ظهر فتى قرمزي من الظلال و تكلم بصوت حاد "أيها الأمير الثاني، كل هذا لا يهم حاليا، فأنت لا تحتاج لمعرفة الجواب، و السبب بسيط، لأنك ستموت هنا و الآن لا محالة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج باسل وتكلم على حين غرة، نظر الأمير الثاني له بتعجب ثم التفت للرئيس هي و قال "يبدو أنكم واثقون كثيرا، لكن أن تترك غرا كهذا يتدخل في حديث بيننا نحن الكبار، أظن أنك أهنتني حقا، لا يهم إن كنتم تظنون أنكم فزتم، لأنكم ستموتون هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بدون اهتمام بينما يغادر "أيها العم هي، سأتركك تكمل عملك، أما أنا فسوف أذهب لمكان آخر، هناك عمل تركته غير مكتمل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الأمير الثاني غاضبا من تصرف باسل، لكن تركيزه كان موجها نحو الرئيس هي و جنوده الذين يقتلون واحدا تلو الآخر من دون توقف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جيشه كان متكونا من 80 ألف، 5 آلاف منهم من المستوى الخامس، 15 ألف من المستوى الرابع، 20 ألف من المستوى الثالث، و 20 ألف مختلطة من المستوى الأول و الثاني و 20 ألف من الجنود العاديين. و هذه التشكيلة كانت الأقوى من بين كل الجيوش الثلاثة الخاصة بهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بهذا العدد و هذه التشكيلة كان واثقا أنه سيفوز، لأنه كان يظن أن الـ50 ألف التي أحضرها العدو، على الأكثر سيكون منها 5 آلاف من المستوى الخامس و 10 آلاف من المستوى الرابع، و 20 ألفا من الأول حتى الثالث و 15 ألفا من الجنود العاديين، سبب اعتقاده هذا هو قتال عائلة كريمزون لعائلتي هويز و غين، بما أنها قاتلت هاتين العائلتين فلابد من أنها قد خسرت الكثير من جنودها، لذا ظن أن الأفضلية له كيفما رأيت الاتجاه الذي ستأخذه المعركة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن ما الذي يحدث في هذا العالم بالضبط؟ نصف عدد جيشه قد اختفى بالفعل؟ لم يتبقى إلا أصحاب المستوى الخامس و الرابع و ثلث أصحاب المستوى الثالث، أ هذا حلم يا ترى؟ إمكانية أن يحدث هذا هي أن يكون العدو يملك بجيش الـ50 ألف هذا فقط أصحاب المستوى الرابع و الخامس، لكن انتظر أ هذا ممكن حتى؟ لو كان الجميع يستطيع أن يصبح بهذه القوة فالمستوى السادس لن يكون بالشيء الكبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تشوش الأمير الثاني بالكامل و لم يعرف ما الذي يحدث، و لا زال أصحاب المستوى الثالث يقتلون بسرعة، بينما أصحاب المستوى الرابع يقاومون، و أصحاب المستوى الخامس هم الوحيدون الذين يستطيعون مجابهة العدو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس هي "أيها الأمير الثاني، نظرتك توحي أنك لا تفهم ما يحدث، لكن لا تقلق، سأفصل دماغك عن جسدك و لن تكون قادرا على التفكير حتى، و أرسلك لتنام للأبد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاه؟" قال الأمير الثاني 'كانديد' "أنا لا أعرف حقا ما الذي يحدث هنا، لكن هذا يعني أن كل ما علي فعله هو التكفل بالأمر لوحدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الرئيس كورو "أممم، إنك تغتر بنفسك و تقدرها أكثر مما يجب، الشخص الذي أمامك في المستوى السادس، و الأكثر أنه اخترقه له قبلك بعدة سنين، فكيف تظن أنك قادر على مقاتلتي و من ثم محاربة هذا الجيش الضخم لوحدك؟ إنك تتجه نحو موت سريع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أخرس" صرخ الأمير الثاني و قال "سأريك الجحيم" شحذ الأمير الثاني طاقته و صرخ مع اختراق سيفه للأرض "أرض الموتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر من الأرض عدة أعمدة مدببة، كلها ظهرت مرة واحدة، فقام الرئيس هي بالقفز للأعلى لتجنب العامود لكنه تفاجأ بتمدد الأعمدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من العامود ظهر عامود آخر، إنها ليست تقنية سهلة، و لا يمكن لأي شخص تحت المستوى الخامس القيام بها، لأنه عندما يستخدم سحره ليخرج عامودا، فسوف يجب عليه الانتظار لمدة قليلة على حسب الطاقة السحرية التي يملكها، من أجل إعادة الشحن، لكن الأمير الثاني أخرج كل هذه الأعمدة المدببة، و في الحال قام بإظهار أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس هي "أمم، إن هذه التقنية عالية المستوى، يبدو أنك لم تكن تتكلم من فراغ، يبدو أنك اخترقت للقسم الثاني من المستوى السادس، بالأحرى لقد وصلت لقمته، و لديك تحكم جيد في الطاقة، فكل عامود يظهر يكون قاس و كامل من جميع النواحي، لكن.."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الرئيس هي عندما ابتعد من مدى هجوم الأمير الثاني و قال "كما قلت لك، لا تغتر بنفسك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ الرئيس هي طاقته السحرية أكثر و بدا كما لو أنه ينوي استخدام تقنية كبيرة، في هذه اللحظة صدم الأمير الثاني و قال "وصلت للقسم النهائي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الرئيس هي "لهذا قلت لك لا تغتر بنفسك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر بخار أسود حول الرئيس هي و كان يتحرك في استمرار بشكل دائري حوله، رفع الرئيس هي سيفه و نزل به بينما يقول "كل و ابتلع ثم انطلق لتلتهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تجمع البخار الأسود حول السيف أثناء التلويح و انطلق كعدة شفرات سوداء بينما الأعشاب من تحتها تتآكل بغرابة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الأرض التي مرت عليها الشفرات السوداء أصبحت ميتة بالكامل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصلت الشفرات للأمير الثاني الذي أخرج حائطا ليصد الهجمة، لكن الشفرات السوداء اخترقت الحائط، لكن ليس بفعل الحد أو القوة، و إنما بسبب تآكل الحائط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قوة سحر الظلام، بالمستوى السادس قوة التآكل تصل لمستوى كبير، يكون التآكل سريعا و ينتشر في الشيء الذي يلمسه في الحال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه الهجمة تسببت للأمير الثاني في المعاناة قليلا، لأنه استمر في صنع الحوائط قبل أن يهرب لتجنب الشفرات السوداء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هرب الأمير الثاني بينما يلهث، مجرد صد هجوم واحد تطلب منه الكثير من الطاقة السحرية، سحر الظلام حقا خطير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الرئيس كورو في القسم النهائي من المستوى السادس، عندما عرف الأمير الثاني هذه الحقيقة عرف أنه كان حقا مغترا بنفسه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد وجد كنزا غريبا بداخل 'قارة الأصل و النهاية' و عندما استعمله ازدادت قوته بشكل ملاحظ، لكن لا زال متخلفا عن العدو الذي أمامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتحرك الرئيس كورو و انتظر ردة فعل الأمير الثاني، هذا الأخير عرف أن الأساليب البسيطة لن تنفع لذا قرر و استجمع عزيمته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج مطرقة كبيرة من مكعب التخزين، كانت كبيرة بشكل ملاحظ، طول المقبض يصل للمترين، كانت ممتلئة بالنقوش الغريبة، و كذلك كان الحال مع الرأس، هذه النقوش توهجت بقوة بمجرد ما أن أطلق الأمير الثاني طاقته السحرية نحوها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها لاحظ الرئيس كورو وجود خطب ما، تلك المطرقة بالتأكيد خاصة بالمستوى السادس، لكن هناك شيء ما غريب بها، تلك النقوش التي لم يري مثلها من قبل، و على ما يبدو أن المواد التي صنعت منها هذه المطرقة ليست عادية أيضا، حيره أمر هذه المطرقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في لحظة، قفز الأمير الثاني للسماء ثم استعد مع نزوله للضرب بالمطرقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"نيازك الأرض العميقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>اهتزاز</em> <em>اهتزاز</em> <em>اهتزاز</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اهتزت الأرض بشدة ثم بدأت تنهار و مع انهيارها طارت عدة أحجار للسماء من الأعماق، وصل الانهيار لجهة الجنود، و عندما حدث هذا تحكم الأمير الثاني في طاقته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بسبب تحكمه لم يصب أي شخص من جنوده، و بدل ذلك العديد من جنود جيش الانقلاب قد تلقوا ضررا فادحا أدى بهم إلى الموت، و هناك من أصيب بإصابات بالغة، فقط سحرة المستوى الخامس من استطاعوا الخروج بإصابات بليغة، أما سحرة المستوى الرابع، كل من أصيب منهم بالأحجار التي خرجت من الأرض بسرعة كبيرة صنع له ثقب في المكان الذي ضربه الحجر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و إن كان الحجر كبيرا كفاية، يسحق الجسم بالكامل، و بالطبع هناك أحجار عملاقة قامت بأخذ معها الكثير في آن واحد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الرئيس كورو من قوة هذه الهجمة التي أخذت معها العشرات من جيش الانقلاب في الحال، و هو أيضا ليس باستثناء، قام درعه بحمايته قليلا، لكن لولا هروبه السريع من مدى الانهيار لكان أصيب بجروح بليغة ستقلب المعركة رأسا على عقب و يصبح في موقف الخاسر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فكر الرئيس كورو مع نفسه "لماذا كان بمقدوره القيام بتقنية من هذا المستوى و هو فقط في المستوى السادس؟ انتظر، أ يمكن أنه استخدم إكسير التعزيز؟ لكن السيد الصغير لم يعطي هذه الإكسيرات لأي شخص آخر غيرنا نحن الرؤساء الذين حرصنا على اختيار أفضل الجنود عندنا و أكثرهم إخلاصا و ثقة، لذا لا يمكن أن يكون إكسير التعزيز، إذا ما........إنها المطرقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بمجرد اكتشافه للأمر و ظهور الأمر على تعبيراته تكلم الأمير الثاني "رحلتي لقارة الأصل و النهاية انتهت بفائدة أكبر من الآخرين، تلك القارة الغامضة تحمل الكثير من الكنوز الغريبة، لكن الكل يخاف من التوغل و التعمق للداخل أكثر، لكنني لا ألومهم، أنا وصلت لمكان ممتلئ بالوحوش من المستوى السابع، لو أنك دخلت لمثل ذلك المكان، سواء كنت جنرالا أم ساحرا في المستوى السابع حتى، فسوف تكون معرضا للقتل في أي لحظة، كدت أفقد حياتي هناك، لكن بالنظر للفائدة التي تحصلت عليها، فلا أظن أنه كان من السيء المخاطرة بحياتي، انظر الآن، شخص يسبقني في المستويات لا يمكنه فعل أي شيء أمامي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الرئيس كورو و هدأ ثم رتب دورة تنفسه، و قال "يبدو أنك فرح بالكنز الذي تحمله معك، و أتفق معك، إنه مذهل حقا، لكن لا تظن أنك الوحيد في هذا العالم الذي يملك كنوزا جيدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج الرئيس تلك القنينة و شربها، فبدأت طاقته السحرية تزداد بشكل ملحوظ، و <em>بووووم</em> اخترق المستوى السابع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ الأمير الثاني كثيرا من ازدياد طاقة الرئيس 'كورو هي' الكبير فجأة، لم يعرف ما الذي حدث، لكن من كلام الرئيس كورو، فلابد من أن ذلك الشيء الذي شربه قبل قليل عبارة عن كنز ما، أيمكن أنه أيضا توغل في قارة الأصل و النهاية كما فعل؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت طاقة الرئيس كورو في الازدياد حتى وصلت للقسم المتوسط من المستوى السابع، هذا الأمر ترك الأمير الثاني فاتحا فمه من الصدمة لبعض الوقت قبل أن يستجمع أفكاره و يستعد للمواجهة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الرئيس كورو باعتدال و أمسك سيفه بيديه الاثنين ثم استجمع كل طاقته السحرية الخاصة بعنصر الظلام في سلاحه السحري، ثم قام باختراق الأرض بذلك الأخير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>اهتزااااااااااااااااااز</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"جرف الظلام الملتهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الرئيس كورو بهذه الجملة، فانفجرت الأرض و انهارت من تحت الأمير الثاني، لكن هذا الانهيار لم يكن كالخاص بسحر الأرض، فهذا الانهيار كان بسبب قوة عنصر الظلام الذي انتشر من تحت الأرض، و كان تآكله هذه المرة لا يقارن مع تلك الشفرات السوداء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في لحظة أصبحت الأرض من تحته كالظلام الدامس، عنصر الظلام الخاص بالرئيس 'هي' هذه المرة توغل من تحت الأرض و التهم كل شيء في طريقه نحو الأمير الثاني</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا الظلام كان ببساطة كـ'الموت الأسود'، لو لمسه فسوف يموت لا محالة من سرعة التآكل، تقنية من هذا المستوى، من المستوى السابع، لو أنها لمست درعه الذي هو من المستوى السادس فلن يتحمل كثيرا حتى يتحطم، لا، حتى يختفي، لذا أسرع الأمير الثاني في قراءته للوضع، و قرر أنه لا مجال للهرب، و يجب عليه الدفاع بكل ما لديه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا الارتفاع السريع في قوته، لابد من أنه أيضا حصل على ذلك الكنز النادر مثل الخاص بعائلتنا، اللعنة سيكون هذا شاقا، ظننت أن لدي الأفضلية بما أنني لدي هذه المطرقة، لكن يبدو أنني كنت مخطئا، حسنا، هذا لا يهم، مما أرى، فهو قد وصل للقسم المتوسط من المستوى السابع، لا زالت لدي الأفضلية على ما أعتقد" كان الأمير الثاني يفكر في سبب ازدياد قوة الرئيس كورو المفاجئ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الأمير الثاني "البناء السريع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و ضرب بالمطرقة على الأرض في آخر لحظة قبل وصول الظلام إليه، و إذا بالأرض تتمدد و تصلح بشكل غريب، كما لو أن الزمن يرجع للوراء إلى ما قبل أن تتآكل هذه الأرض، لكن ذلك ليس ما يحدث في الحقيقة، فالأرض التي اختفت بفعل عنصر الظلام لا يمكنها أن تعود، لذا قرر الأمير الثاني أن يعيد بناء هذه الأرض فقط، و هذا البناء كان سريعا جدا، لذا بدا الأمر كما لو أن الأرض التي اختفت تعود من جديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بنيت الأرض من جديد و عاد كل شيء إلى ما كان عليه قبل تنفيذ تقنية 'جرف الظلام الملتهم'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن الأمير الثاني يعرف أن هذا مؤقت فقط، فعنصر الظلام لن يختفي حتى و لو أعاد بناء الأرض من جديد، لأن عنصر الظلام سيبدأ في الالتهام من جديد فقط، لكن هو قام بهذا الأمر و لديه كل العلم بهذا، فهو اختار القيام بهذه التقنية مع أنها تحتاج للكثير من الطاقة السحرية، لكن أيضا المطرقة توفر عليه الكثير من العناء، فمن دونها لم يكن ليستطيع تنفيذ مثل هذه التقنية من الأول، لذا فسوف تمنحه هذه التقنية الوقت الكافي لشن هجوم مضاد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هذا ما حدث، بعد أن قام الأمير الثاني باستخدام تقنية 'البناء السريع' سارع في اتجاه الرئيس كورو و عندما وصل إليه لوح بمطرقته في اتجاهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضربت المطرقة الرئيس كورو، أو هذا ما اعتقده الأمير الثاني، لأن الرئيس كورو قد توقع هجومه و صده بسحر الظلام، كان هذا الأخير متكون حول يد الرئيس كورو التي يوقف المطرقة، لكن هذه الأخيرة لم تتأثر بقوة عنصر الظلام، لذا استغرب الرئيس كورو من هذا الأمر، فقفز للوراء ثم شحذ طاقته السحرية من جديد و ضرب بسيفه على الأرض، و إذا بالتآكل يسرع من وتيرته السابقة و يخرج هذه المرة من الأرض بشكل سريع جدا و استهدف الأمير الثاني</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الأمير الثاني سارع بالقفز للسماء، لكن الظلام الدامس تبعه من دون توقف حتى لحقه، و عندها وصل لدرعه السحري، ثم بدأ هذا الأخير يتآكل، حتى لو لم يكن التآكل سريعا بسبب مقاومة الدرع السحري، فسوف يتآكل هذا الأخير حتى النهاية في الأخير، و يصل التآكل عندها لجسم الأمير الثاني، و سوف سيموت بلا شك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سارع الأمير الثاني في إزالة الدرع بينما لا يزال بالسماء، و بمجرد ما أن فعل، لم يترك الرئيس كورو هذه الفرصة تضيع منه و سارع في اتجاه الأمير الثاني، كان يجري فوق الظلام الدامس، لكن هذا الأخير كان لا يؤثر به، لأن عنصره الخاص به لا يؤثر به، و هذا الظلام الدامس كان كموطئ بالنسبة له فقط، و عندما وصل أسفل الأمير الثاني، قال بعدما وجه سيفه نحوه "جرف يصبح سيف، و السيف يلتهم ليخترق" ثم أكمل بصوت مرتفع "سيف الظلام"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تجمع الظلام الدامس من حوله و بقي الظلام تحت قدميه فقط ليقف عليه، هذا الظلام الذي تجمع من حوله، حدث له مثلما حدث سابقا عندما أراد تنفيذ تقنية 'الشفرات السوداء'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تجمع عندها البخار الأسود الذي هو عنصر الظلام و الذي كان يدور حوله بالسيف و انطلق على شكل شفرات سوداء، لكن هذه المرة كمية عنصر الظلام مختلفة بالكامل، و المرعب في الأمر، هو أن أي شيء يمر عليه عنصر الظلام و يلتهمه يصبح جزءا من عنصر الظلام، أي أن هذا الأخير تزداد كميته كلما التهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و لهذا قام الرئيس كورو بخدعة كبيرة، عندما استخدم الأمير الثاني تقنية 'البناء السريع'، لم يترك عنصر الظلام يلتهم في اتجاه الأمير الثاني، لكنه بدل ذلك وجهه طريق التهامه نحو الأسفل، و عندما هاجمه الأمير الثاني و دافع عنه ثم تراجع للوراء و ضرب بسيفه على الأرض مرة أخرى، عندها قام بتغيير وجهة الظلام من جديد نحو الأعلى، فظهر كما لو أن الأمر كما حدث في المرة الأولى عندما استخدم تقنية 'جرف الظلام الملتهم'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، الحقيقة هي أن عنصر الظلام توغل كثيرا في أعماق الأرض و التهم كل المعادن و كل شيء في طريقه ثم ارتفع للأعلى من جديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن أصبحت كميته لا تصدق، اجتمع عنصر الظلام حول سيف الرئيس كورو و عندما صرخ بـ'سيف الظلام'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توجه كل عنصر الظلام الذي تجمع مرة واحدة عبر السيف نحو الأمير الثاني. هذا الأخير قام بسرعة بتلويح مطرقته بكل قوته، وجه كل ما تبقى من طاقته السحرية نحو المطرقة و لوح مستخدما كل قوته البدنية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عرف عندما رأى عنصر الظلام الهائل يتجمع حول سيف الرئيس كورو أنه إن لم يسرع و يدافع بكل ما لديه سيموت لا محالة، لذا قرر إخراج كل ما لديه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن الأمير الثاني ليس غبيا، لن يدافع فقط و يقف ليتفرج بعدها، أثناء تلويحه تحكم عن بعد في الأرض من تحت الرئيس كورو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه التقنية لن يستخدمها إلا من وصل إلى المستوى السابع، لكنه استطاع القيام بها بفضل تلك المطرقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما قام الرئيس كورو بالهجوم، صعد من باطن الأرض عدة أنياب، كانت آتية من الأعماق بسرعة كبيرة، لكن الرئيس 'هي' لم يترك أيضا نفسه بلا دفاع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الظلام الدامس الذي كان من تحت رجليه تمدد و انتشر في اتجاه الأنياب الحجرية الصاعدة، لذا أصبحت معركة قوة و طاقة سحرية و سرعة، إذا من الأسرع؟ هل هو التآكل الخاص بعنصر الظلام؟ أم إنتاج الأنياب المستمر الذي يتوجه نحو الأعلى؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا استمر عنصر الظلام في تآكله و استمر عنصر الأرض في الإنتاج، لكن ليس هذا ما سيحدد الفائز بالمعركة، لأن الرئيس كورو قام بالتركيز أكثر على الهجوم، من نجح في دحض الآخر سوف يكون الفائز، إن نجح هجوم الرئيس كورو فسوف يُلغى هجوم الأمير الثاني من الأسفل و يكون هو الرابح، و من جهة أخرى، إن استطاع الأمير الثاني إيقاف هجمة الرئيس كورو فسوف يكون بمقدوره التركيز على هجومه من الأسفل، و جعل الإنتاج يفوق سرعة التآكل و يهزم الرئيس كورو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن وا أسفاه، لم يسري الأمر كما أراد الأمير الثاني، عندما لوح بالمطرقة، قام بضرب سيف الظلام الذي يستهدفه، و بقي على ذلك الحال لقليل من الوقت يصارع قوة سيف الظلام، استمر في توجيه طاقته السحرية نحو المطرقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عنصر الظلام الهائل لم يتوقف و بدل ذلك بدأت آثاره تظهر، المطرقة بدأت تتآكل، و بمجرد أن حدث هذا، فقد الأمير الثاني السيطرة على و التحكم في سحره للحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغل الرئيس كورو هذه اللحظة و وجه عنصر الظلام عبر الثغرات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>فسسسسس</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اخترق سيف الظلام الأمير الثاني في نقطة واحدة، هذه الأخيرة كانت قلبه، لذا صُنِع ثقبا في مكان قلب الأمير الثاني الذي سقط من السماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان سيف الظلام يعتمد على جعل قوة التآكل كلها تتوجه نحو نقطة واحدة، لذا بتركيز كامل قوته في نقطة واحدة، اخترق قلب الأمير الثاني في لحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد هُزم الأمير الثاني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الرئيس 'كورو هي' بهذه الجملة ليرفع من معنويات جيش الانقلاب، و تدمير معنويات جيش العدو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هذا ما حدث، صرخ جنود جيش الانقلاب بقوة " هوااااااااااه "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم انطلقوا بسرعة مع ارتفاع معنوياتهم و أبادوا سحرة المستوى الثالث الخاصين بالعدو، و سحرة المستوى الرابع الذين كانوا يواجهون معهم معضلة خفيفة، لم تعد هناك أي مشكلة لهم، فبسبب ارتفاع معنوياتهم، و انخفاض معنويات العدو، حتى سحرة المستوى الرابع أبيدوا عن بكرة أبيهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن لم يتبقى سوى حوالي 3 آلاف من سحرة المستوى الخامس، لذا انقض جيش الانقلاب الذي صار عدده حولي الـ45 ألف على الـ3 آلاف الباقية و أبادوهم أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بهذا انتهت المعركة ضد الأمير الثاني و جيشه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر الكبير أكاغي بينما يقول "للأسف، الأمير الثاني الذي كان الوحيد المستقيم في العائلة كان هو الأول من قتل، يا لها من مسخرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد الكبير أكاغي فظهر الجنرال رعد و الرئيسة موراساكي، ثم الرئيس تشارلي بجانبه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الرئيس تشارلي "لا تتحسر على موته، لقد أعطيته فرصة، و لم يعرف كيف يستغلها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الجنرال رعد "لقد كنت قد وعدتني بمحاولة الكلام أولا، و هذا ما فعلت، لكن الأمر لم ينجح، فلا خيار آخر غير القتال، قد يكون هذا غريبا مني أن أقوله الآن بعد كل هذا الوقت، لكن بما أن الأمير الثاني الذي كان مستقيما لم يستمع لك، فلا أظن أن الآخرين سوف يعطون لك وجها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت الرئيسة موراساكي في جثة الأمير الثاني، و مرة أخرى تنفست الصعداء لأنها انضمت لعائلة كريمزون، فلقد اختارت الجانب الصحيح، كما فعل والدها قبل 50 سنة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي سائلا "آه، أين حليفنا باسل بالمناسبة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الرئيس كورو "آه لقد قال أن لديه عمل ما غير مكتمل يجب عليه إكماله و غادر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الكبير أكاغي و تذكر كلام الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(لقد ناداني السيد الصغير باسل، أنا ذاهب للجانب الجنوبي الغربي)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الجانب الجنوبي الغربي للقصر، حيث يوجد بقية الأمراء و الأميرات، يترأسون جيشا مقداره 80 ألفا، لكن هذا العدد قد انخفض للثلثين، حسنا هذا ليس غريبا كفاية بما أننا رأينا قوة جيش الانقلاب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو 'من هزم ثلثا كاملا من جيش الأمراء و الأميرات إن كان جيش الانقلاب كله متمركز في الجانب الشمالي؟'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن أحدا آخر غير أولئك الأشخاص الأربعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نعم أربعة فقط هزموا الآلاف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد كانوا 'الجنرال منصف، التاجر ناصر، باسل و أنمار'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الأكثر غرابة في الأمر هو أنه من بين الآلاف الذين هزموهم، يوجد أميران و أميرتان مقتولين بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الذي تبقى كان ثلاث أميرات يحاولن الصمود، مع أن واحدة منهن كانت قريبة من الموت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كل هذا بسبب واحد من أولئك الأربعة، ذلك الشخص الذي كان الكابوس الأكبر بالنسبة لها</strong></p><p></p><p>(نعم، أنا متجه نحو الجانب الجنوبي الغربي، فلتلحقني) تكلم باسل عبر خاتم التخاطر بينما أنمار ترافقه</p><p></p><p>أجاب الشخص من الطرف الآخر (آه حسنا، سأبلغ الأمر لأب زوجتي و ألحقك)</p><p></p><p>عند مغادرة باسل لساحة قتال الرئيس كورو و الأمير الثاني، اتجه نحو الجانب الجنوبي الغربي، و في هذه الأثناء، كان الكبير أكاغي، الجنرال منصف، الرئيس تشارلي، الجنرال رعد، الرئيسة موراساكي، و التاجر ناصر يتقدمون ببطء نحو ساحة القتال</p><p></p><p>تكلم الجنرال منصف موجها كلامه للكبير أكاغي "لقد ناداني السيد الصغير باسل، أنا ذاهب للجانب الجنوبي الغربي"</p><p></p><p>أماء الكبير رأسه بالموافقة</p><p></p><p>تكلم التاجر ناصر "آه، أيها الجنرال منصف، أريد الذهاب معك"</p><p></p><p>أجاب الجنرال منصف بالموافقة، فغادر الاثنان متجهان نحو الجانب الجنوبي الغربي، كان بعيدا عن الواجهة الشمالية بأميال بسبب كبر القصر</p><p></p><p>و في هذه الأثناء كان باسل و أنمار قد اقتربا من وجهتهما</p><p></p><p>تكلمت أنمار "ستكون تلك الأميرة أيضا في المكان الذي سنذهب إليه؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "أليس هذا هو سبب ذهابنا إلى هناك من الأول؟"</p><p></p><p>خرجت نية قتل مخيفة جدا من عيني أنمار ثم قالت "و أخيرا أتت فرصتي لمقابلة تلك العاهرة، لو أنك لم توقفني في الشهور الأخيرة لكنت بالفعل قد نلت منها"</p><p></p><p>تنهد باسل و قال "عندها سنكون قد وقعنا في مشاكل أخرى و قد تتسببين في ضياع الخطة كلها"</p><p></p><p></p><p>عبست أنمار و قالت "حسنا، معك حق" و لم تختفي تلك النظرة القاتلة من على محياها</p><p></p><p>قال باسل مع نفسه "هل أخيرا سنرى وجهها الحقيقي؟ آخر مرة رأيت حقيقتها كانت قبل حوالي 5 سنين، أنا الذي عشت بالقرب منها لـ10 سنوات كاملة، لم أتخيل أبدا و مطلقا، أن تلك الأنمار اللطيفة التي تتبعني في كل مكان و لا تتركني، تلاحق ظلي بتلك الابتسامة اللطيفة على محياها، ستكون في الحقيقة....، و فوق ذلك بلا خجل تجيبُني دائما على سؤالي بنفس الجواب"</p><p></p><p>'لماذا؟'</p><p></p><p>'لأنني أحبك'</p><p></p><p>"حتى أتى ذلك اليوم الذي تقربت مني فيه تلك الفتاة اليائسة، ذلك اليوم المأساوي الذي كاد أن يكون آخر يوم تعيشه تلك الفتاة اليائسة، ذلك اليوم الذي صدمت فيه أكبر صدمة في حياتي حتى الآن. تلك الأميرة أزعجتني حقا، لذا لست آسفا على مصيرها القادم، لكن، أشفق حقا عليها، لأنها ستواجه ذلك الوحش الذي لم أراه أنا بنفسي سوى مرة واحدة في حياتي، قد لا يكون لدي دور لأقوم به، حسنا يقولون أنه لا يجب عليك التدخل في 'أمور النساء'، مع أن هذا مختلف قليلا، لكنني أظن أن هذا أيضا من أمور النساء التي يجب الابتعاد عنها"</p><p></p><p>تقدم باسل و أنمار ذات المزاج المعكر نحو الجانب الجنوبي الغربي</p><p></p><p>(الجانب الجنوبي الغربي)</p><p></p><p>"تقرير، تقرير"</p><p></p><p>أتي جندي مسرع ليوصل التقرير الذي يقول "جيش الانقلاب اندفع نحو الواجهة الشمالية كما توقعنا، لكن، و كما لم نتوقع، لم يتفرق الجيش و هاجم الجانب الشمالي بعدده الكلي"</p><p></p><p>صدم الأمراء و الأميرات الذين كانوا يجلسون على الكراسي باصطفاف، لكن هذه الصدمة لم تكن تحمل معها تعبيرات الخوف، و إنما تعبيرات السرور بدل ذلك</p><p></p><p>تكلم الأمير الثالث "أخي الكبير كانديد هو الذي يتمركز في الواجهة الشمالية، نحن محظوظون، الآن حتى لو خسر أخانا، فسوف نواجه بقية جيش الانقلاب فقط الذين سيقل عددهم كثيرا بما أنهم سيكونون قد واجهوا 80 ألفا بالفعل من جيش أخي، كيكيكيكي، نحن محظوظون حقا، فلتمت يا أخي كانديد بهناء، سأعتني بالعرش جيدا في محلك"</p><p></p><p>تكلم الأمير الرابع "لا تقرر الأمر لوحدك، من قال أنك الشخص الذي سيرث العرش إن مات أخي كانديد؟"</p><p></p><p>"همم" تهجن الامير الثالث و لم يجب</p><p></p><p></p><p>تكلمت الأميرة الرابعة "هذان التوأمان لا يكفان عن التخاصم، يا له من أمر مخز"</p><p></p><p>تكلم الأمراء و الأميرات فيما بينهم، و كل ما يشغل بالهم هو متى سيموت الأخ الأكبر، و القضاء على بقايا جيش الانقلاب إن أتى لجهتهم، لأنه سيكون عليهم كسب المجد للاقتراب من العرش أكثر</p><p></p><p>إلا شخص واحد منهم، الأميرة الخامسة شارلوت التي تضرب بقدمهما على الأرض بشكل متواصل، كانت لا تستطيع أن تهدأ أبدا، إنها تفكر في شيء مخالف تماما على عكس الأمراء و الأميرات، فهي تفكر في خطوتها القادمة بوضع احتمال هزيمة أخيها الأكبر كانديد و دخول جيش الانقلاب لقلب القصر، عندها سيكون عليهم الذهاب لاعتراضه، لذا بالتأكيد سيكون ذلك الوحش من بينهم، و بما أنه أتى بحثا عنها في المرة الماضية، فلا يمكن له يفوت فرصته بعد لقائها هذه المرة</p><p></p><p>كل ما يشغل بالها هو البحث عن طريقة للهرب</p><p></p><p>و في هذه الأثناء وصل خبر للأمراء و الأميرات سيجعلها أخيرا تسرع من تفكيرها لأقصى درجة في البحث عن طريق للهروب</p><p></p><p>"تقرير، تقرير" أتى الجندي من السابق مرة أخرى بينما يصرخ باستعجال</p><p></p><p>تكلم الأمير الثالث بغضب "ما بالك؟ أنت تأتي في كل مرة تصرخ في وجهنا، فلتتحدث بهدوء، إنك في حضرة العائلة الإمبراطورية أيها الجندي الوضيع"</p><p></p><p>تأسف الجندي و انحنى ثم قال "أنا أعتذر حقا يا سيادة الأمير الثالث، لكن الأمر مستعجل نوعا ما"</p><p></p><p>أمر الأمير الثالث "كفانا كفانا، هيا أخرج ما تريد قوله بسرعة"</p><p></p><p>"حاضر" قال الجندي "هناك شخصان يتقدمان نحو مقدمة الجيش، و مما بلغنا، فإنهما من الأعداء، لقد شوهدا يهاجمان مراقبيننا"</p><p></p><p>"هاه؟" تعجب الامير الثالث و قال "هل تمزح معي أيها الوغد؟"</p><p></p><p>استغرب الجندي فتفاجأ بنفسه يُركل عبر ذقنه</p><p></p><p>"هل أتيت و عكرت مزاجي بصراخك لتخبرني أن هناك شخصين قادمين يهاجمان جيشنا؟"</p><p></p><p></p><p>"لا، في الحقي..."</p><p></p><p><em>دووو</em></p><p></p><p>ركلة أخرى لبطن الجندي يتبعها صوت الأمير الثالث المتغطرس "ماذا؟ هل تحاول إعطاء عذر ما؟ أم ماذا؟ تأتي صارخا فقط لتخبرني أن اثنين قادمين؟ هذا لا يهمنا، فبما أنهما اثنان فقط فسوف يموتان قبل بلوغ نصف الطريق، كيكيكي"</p><p></p><p>"لا، في الحقيقة" عبس الأمير الثالث لأن الجندي تكلم من جديد، لكنه تركه يكمل كلامه "الشخصان اللذان يتقدمان عبارة عن فتى و فتاة"</p><p></p><p>"ها؟" أخرج الأمير الثالث هذا الصوت لأنه استغرب، و في الحال استل سيفه و</p><p></p><p><em>فسسسسس</em></p><p><em></em></p><p><em>سقوط</em></p><p></p><p>قطع رأس الجندي ليسقط ثم قال "غبي كفاية ليأتي صارخا معكرا مزاجي، و غبي أكثر لمحاولته إعطاء عذر، و غبي بالكامل لأنه حقا غبي، تأتي لتخبرني أن طفلين يتقدمان نحو الجيش؟ هل هذه مزحة"</p><p></p><p>صدم الحضور من الجيش و في المقابل لم يفعل الأمراء و الأميرات أي شيء، كانوا معتادين على هذه الأمور، ليس لأنهم يرونها، بل لأنهم يقومون بها، و لم يقوموا بأي تحرك الآن فقط لأن الأمير الثالث قرر التعامل مع هذا الوضع</p><p></p><p>صرخ الأمير الثالث في وجه الجنود من حوله "اسمعوا أيتها الحثالة، لا يأتي أي شخص ليعكر مزاجي بتقارير غبية، تجعل صاحبها غبيا ميتا كهذا الغبي الذي مات قبل قليل، ما لم يكن التقرير يحمل أخبار هزيمة أخي كانديد أمام أو فوزه على جيش الانقلاب، أو خبر دخول هذا الأخير للقصر، فلا يأتي أي أحد، كي لا يكون غبيا، أنا لا أتحمل الأغبياء، و أنا أقتل من لا أتحمل، لذا خذوا حذركم و طبقوا الأمر جيدا"</p><p></p><p>عم الصمت بين الحضور</p><p></p><p>و بعد مرور القليل من الوقت، أتى جندي مسرع "الاثنان من السابق قد قتلا 200 من جنودنا و كلهم كانوا من المستوى الثالث بالفعل، أرج...."</p><p></p><p><em>فسسسس</em></p><p><em></em></p><p><em></em></p><p><em>سقوط</em></p><p></p><p>قطع رأسه و سقط كما حدث مع الجندي السابق، تكلم الأمير الثالث "ها هو ذا غبي آخر"</p><p></p><p>بلع الجميع لعابهم و التفوا ثم سكتوا و لم ينطقوا بكلمة لمدة طويلة</p><p></p><p>بعد مرور هذه المدة الطويلة أتى جندي آخر مرة أخرى، و عندما انحنى و أراد أن يتكلم قطع رأسه قبل أن ينطق بحرف واحد</p><p></p><p>و من بعدها لم يأتي أي جندي ليتكلم أبدا، و في هذه الأثناء كانت الأميرة الخامسة تفكر في أمر يجعلها ترتعد بجنون</p><p></p><p>"لقد قال فتى و فتاة، بالمناسبة ذلك الوحش قيل لي أن هناك فتاة ما ترافقه، هل يمكن أنه هو قد أتى إلى هنا؟ بالحكم على الأخبار التي كانت تأتي، فيبدو أن هذين الفتى و الفتاة يتقدمان بينما يهزمان جنودنا، ماذا لو كان هو حقا؟ هل يجب أن أصطنع عذرا ما و أهرب الآن؟ ماذا أفعل إن التقيت به الآن؟ هاه؟ ماذا أفعل إن التقيت به أقول؟ ها؟ هل أنا مجنونة؟ يجب أن أهرب الآن، موتي مؤكد إن التقيت به"</p><p></p><p>وقفت الأميرة الخامسة و قالت "أنا سأذهب للتكلم مع أبي في موضوع مهم و أعود"</p><p></p><p>تكلم الأمير الرابع "هاه؟ أي موضوع؟ لقد أمرنا والدنا بعدم التحرك من مواقعنا و مواجهة العدو عندما يأتي، لا يهم ما يكون عندك، سوف تنتظرين إلى أن تنتهي مهمتنا، عندها أنت حرة بما تفعلين"</p><p></p><p>"هاه؟" صرخت الأميرة الخامسة بجنون "أنا ليس لدي الوقت لأتناقش معك هنا، أنا ذاهبة"</p><p></p><p>وقف الأمير الرابع و صرخ "انتظ__*بووووم*</p><p></p><p><em>بوووووووووووووووووووووم</em></p><p></p><p>انفجار مفاجئ قريب جدا من الأمراء و الأميرات جعلهم يقفون في مكانهم، أما الأميرة الخامسة، فتحت عينيها على مصراعيهما و فشلت ركبتيها، ذلك الشخص الذي ظهر من بين الغبار لم يكن أي أحد آخر غير الوحش الذي كانت تخشى قدومه</p><p></p><p>و الآن، ما المعمول؟ ذلك الوحش قد أتى، هل تستغل فرصة التوتر الموجود حاليا و تهرب؟ نعم هذا هو الحل الأمثل حاليا</p><p></p><p>و بهذا قررت الأميرة الخامسة غرين شارلوت الوقوف بسرعة و تجميع شجاعتها و من ثم الهرب بأقصى سرعة لديها، لأنه بمجرد ما أن يراها ذلك الوحش، فستكون النهاية بالنسبة لها</p><p></p><p>فعلت كما قررت و بسرعة أخذت الاتجاه نحو قلب القصر، لكن لسوء حظها كانت هناك أعين تراقبها</p><p></p><p>تكلم الأمير الرابع "لقد قلت لك انتظري يا شارلوت"</p><p></p><p>جري ثم لحقها و وقف في طريقها ثم قال "يبدو أنك تحاولين الهرب كما اعتقدت، لقد كنت تتصرفين بغرابة طوال الوقت، لكن لسوء حظك، عيني لم تترك مراقبتك منذ أن كنا في القصر"</p><p></p><p>"اللعنة" صرخت الأميرة الخامسة "ابتعد عن طريقي أيها الحثالة، أنا لا أهتم بثرثرتك، إنه قادم، ابتعد، يجب أن أذهب بسرعة قبل أن يلاحظني، فإن فعل ستكون النهاية، ابتعد"</p><p></p><p>ضربته بيدها على جنبه لتزيحه عن الطريق ثم أرادت أن تسرع مرة أخرى، لكن الأمير الرابع كان ملحا فأمسك بيدها مرة أخرى</p><p></p><p>"أنا لا أعرف لماذا تريدين الهرب لهذه الدرجة، لكن طالما أبانا أمر بقتل من يحاول الهرب، فسيكون مصيرك الموت هنا و الآن، ما الذي ستفعلينه؟"</p><p></p><p>"ها؟" صرخت الأميرة الخامسة و أجابت "اللعنة، أتركني أيها الوغد، أنا ليس لدي الوقت لتفاهتك، تهديدك لا يساوي شيئا أمام ذلك الوحش القادم"</p><p></p><p>استغرب الأمير الرابع "الوحش القادم؟ أي وحش تتكلمين عنه؟ ألم يقولوا أنهما فتى و فتاة فقط؟"</p><p></p><p>ضربت الأميرة الخامسة يد أخيها الأكبر ثم سارعت في الهروب</p><p></p><p></p><p>الأمير الرابع قال بعينين باردتين "لم تتركي خيارا آخر، أمر الوالد لا يُخالف" استل سيفه و انطلق مستهدفا عنق الأميرة الخامسة</p><p></p><p><em>فسسسسسس</em></p><p></p><p>ظل يزحف يحمل معه صوت <em>قطع</em></p><p><em></em></p><p><em>سقوط</em></p><p></p><p>سقط رأس شخص ما، لكن، الرأس الذي سقط لم يكن يعود للأميرة الخامسة التي كانت مستهدفة، و إنما رأس الشخص الذي كان يستهدفها، لقد كان رأس الأمير الرابع</p><p></p><p>و بجانب هذا الرأس يقف فتى بشعر قرمزي يلتهب و عينين حمراوين بحمرة الدم، وجهه عليه ذلك السائل الأحمر الذي يخرج من الإنسان عندما يجرح، و يحمل سيفا أبيضا معه تلونت أجزاؤه بالأحمر في اليد اليمنى، و في اليد اليسرى كان يحمل مكعب التخزين الخاص بالأمير الرابع الذي قتل</p><p></p><p>عندما رأت الأميرة الخامسة هذا المخلوق القرمزي، بللت نفسها، ببساطة تامة، بصورة واضحة، و بفكرة واحدة، عرفت مصيرها القادم بعد قليل، و كل ما شغل عقلها في هذه الأثناء هو كلمة واحدة</p><p></p><p>"الموت"</p><p></p><p>لقد أتى الوحش أخيرا، ذلك الغبي الذي أخرها قد مات بكل تلك البساطة، لقد كان ساحرا في المستوى الثاني، مثلها تماما، لذا عندما رأت الوحش القرمزي أمامها، عرفت أن مصيرها كمصير الذي سبقها</p><p></p><p>تكلم الوحش القرمزي "لقد التقينا أيتها العاهرة، هل استمتعتِ بالأيام الماضية الهانئة؟"</p><p></p><p>كل كلمة كان يقولها ذلك الوحش كانت تتوغل لجسمها، لقد بللت نفسها بالفعل، و الآن سقطت في مكانها بسبب فشل رجليها في حملها، و فرغت عينيها من الإرادة في الحياة</p><p></p><p>قال الوحش القرمزي مرة أخرى "أمم، لقد كنت أتوقع أنك سوف تهربين بجنون لكنك بشكل مفاجئ ثابتة في مكانك"</p><p></p><p>اقترب الوحش القرمزي ثم قال "آه، ليس أنك لم تهربي، لكنك لم تعودي قادرة حتى على الوقوف"</p><p></p><p>حدق الوحش القرمزي في بولها و اشمأز منها "همم، لقد كنت أتوقع رؤية بعض المقاومة منك، لكن يبدو أنك ستكونين كوجبة خفيفة فقط للوحش"</p><p></p><p>كانت ردة فعل الأميرة الخامسة عبارة عن الغرق في اليأس التام، لكن على عكسها الأمراء و الأميرات لا يعرفون من هذا الوحش القرمزي، لذا لم يصدموا مثل الأميرة الخامسة، لكنهم لم يصدقوا أن فتى مثل هذا قد قتل أخاهم</p><p></p><p></p><p>صرخ الأمير الثالث بينما يتقدم بسرعة مستلا سيفه في اتجاه الوحش القرمزي "أيها الوغد، لقد قتلت شخصا من العائلة الإمبراطورية، هل تعرف ما معنى هذا؟ سوف أقتلك"</p><p></p><p>حدق الوحش القرمزي بهدوء في اتجاه الأمير الثالث، ثم غير اتجاه نظره للأميرة الخامسة مهملا و متجاهلا الأمير الثالث. هذا الأخير أحس بالإهانة كثيرا فتقدم بسرعة مندفعا نحو 'الغبي' الذي تجرأ على تجاهله</p><p></p><p>و عندما اقترب قليلا صرخ "كرات الضوء الحارقة"</p><p></p><p>رافق صراخه تلويحه بالسيف، فتوهج هذا الأخير و خرجت منه كرات ضوء صغيرة جدا، لكنها كانت كثيرة جدا</p><p></p><p>"هاهاها" ضحك الأمير الثالث و قال "فلتتذوق تقنيتي التي طورتها، أنا لدي تحكم جيد في السحر، لذا أنا قادر على صنع مثل هذا العدد من الكرات الصغيرة و التحكم بكل واحدة منها على حدة، أنت ميت أيها الوغد، أنا لا أهتم لقتلك ذلك التوأم الغبي، بالأحرى، أنا أشكرك لأنك أنقصت منافسا علي، لكني للأسف لا أتحمل الأغبياء، و أنا أقتل من لا أتحمل، لذا فلتمت"</p><p></p><p>نظر الوحش القرمزي مرة أخرى في جهة الأمير الثالث، هذا الأخير كان يضحك بينما يوجه كرات الضوء الحارقة نحو العدو، لكن هذا الأخير اختفى فجأة من أمام ناظريه</p><p></p><p>حرك الأمير الثالث رأسه يمينا و شمالا بحثا عن العدو لكنه لم يجده، ثم عندها سمع صوتا يهمس من وراءه، و عندما التف</p><p></p><p><em>بوووووف</em> <em>اختراق</em></p><p></p><p>بمجرد ما أن التف الأمير الثالث للخلف حتى وجد يدا مخترقة قلبه بينما صاحبها يقول "يا لها من مصادفة، لم أتوقع أن يكون حثالة مثلك لديه نفس رأيي، أنا أيضا لا أتحمل الأغبياء، و أقوم بقتل من لا أتحمل، و بالخصوص الحثالة الغبية مثلك"</p><p></p><p>في هذه الأثناء عندما كان الوحش القرمزي يتكلم كان الأمير الثالث قد مات بالفعل، لقد اخترق قلبه تماما</p><p></p><p>أخذ باسل مكعب التخزين الذي سقط منه</p><p></p><p>شحبت الأميرات الأربع، في غضون دقائق قليلة مات أخويهن بكل بساطة، لم يحتج العدو ليزعج نفسه بأكثر من ضربة. هذا الأمر جعلهن أخيرا يتفهمن سبب خوف و رعب أختهن شارلوت كل هذه المدة</p><p></p><p>"أيها الجنووووووود" صرخت الأميرة الثالثة بجنون ثم قالت "ماذا تفعلون أيها اللعناء، أميرين قد ماتا بالفعل و أنتم تتفرجون؟ فلتهجموا على ذلك الوغد بسرعة"</p><p></p><p>لكن بغرابة لم يستجب أي أحد لطلبها، كان الجنود كما لو أنهم يهلوسون، كانوا يحومون في مكانهم بغرابة، و من بينهم بدأت صورة شخص ما تنجلي ببطء</p><p></p><p>شاهدت الأميرة الثالثة الشخص الذي يتقدم نحوها ببطء، لقد مر من وسط الجنود بكل أريحية، لقد كان هذا غريبا جدا</p><p></p><p></p><p>اقترب منها هذا الشخص الذي تفاجأت أنه كان عبارة عن هذه الحسناء الفاتنة التي وصلت و وقفت أمامها</p><p></p><p>"أين هي الأميرة الخامسة غرين شارلوت؟" تكلمت الحسناء</p><p></p><p>نزل العرق البارد من على وجه الأميرة الثالثة و لم تعرف لماذا، لكنها كان لها فخر بنفسها فصرخت "لم علي إخبارك؟"</p><p></p><p>"إذا لم تخبريني فأنت أنت غير مهمة" قالت الحسناء هذا الكلام ثم وجهت يدها على وجه الأميرة الثالثة التي سقطت في مكانها و بقيت عينيها مفتوحتين على مصراعيهما مع اختفاء الضوء منهما</p><p></p><p>"ما...ذا؟ صدمت الأميرات الثلاث فنهضت الأميرة الرابعة بسرعة بينما تصرخ "أيتها المنحطة، ماذا فعلتي بأخ....؟"</p><p></p><p>"أين هي الأميرة الخامسة غرين شارلوت؟" تكلمت الحسناء</p><p></p><p>"كما لو أنني سأجيبك أيتها المنحطة، أجيبيني، ماذا فعلت بأختي؟" صرخت الأميرة الرابعة</p><p></p><p>تكلم الوحش القرمزي من قبل "أنمار، إن تلك العاهرة هناك" أشار بيده لمكان تواجد الأميرة الخامسة</p><p></p><p>نظرت أنمار بعينيها الفارغتين في اتجاه الأميرة الرابعة التي بدأت تشحذ سحرها محاولة الهجوم، كانت عيني أنمار تحملان نية قتل غير طبيعية، كيف لفتاة في هذا العمر أن يكون لديها نية قتل مثل هذه؟ كانت كما لو أنها قد مرت بالجحيم، و قاتلت في معارك غير محدودة، نية القتل التي تخرج من عينيها تجعل الشخص يرتعد و يرتعب فقط لا غير</p><p></p><p>تكلمت أنمار "إذا أنت غير مهمة أيضا"</p><p></p><p>و مرة أخرى بإشارة من يدها جعلت الأميرة الرابعة تسقط في مكانها و حدث لها كأختها، كانت عينيها كما لو أنهما فرغتا من الإرادة في الحياة، البريق المعتاد الموجود في عينيها اختفى تماما</p><p></p><p>بعدها اتجهت أنمار نحو الأميرة الخامسة التي كانت تنظر للسماء</p><p></p><p>"يا لها من ليلة قرمزية، هل نهايتي قد حانت، همم، يا لها من حياة قصيرة المدى، تسعة عشر عاما، هاه؟ لقد كانت مدة قصيرة حقا"</p><p></p><p>بدا على الأميرة الخامسة التخلي عن الحياة تماما، لم تعد تقوى على الوقوف بعد الآن</p><p></p><p>لكن تلك الحسناء التي ظهرت تقدمت نحوها، ثم عندما وصلت إليها وقفت أمامها</p><p></p><p></p><p>في هذه اللحظة حاولت الأميرتين المتبقيتين التحرك لكن الوحش القرمزي وقف في طريقهما، مما جعلهما يفكران مرتين قبل الإقدام على خطوة أخرى</p><p></p><p>قالت واحدة منهما سائلة "ماذا حدث لأختينا؟ ماذا فعلت تلك المنحطة؟"</p><p></p><p>تكلم الوحش القرمزي "آه، إنهما الآن تمران بأسوء كوابيسهما، و سيستمر هذا الأمر حتى يتم تكسير عقلهما، و بالطبع عند حدوث ذلك ستموتان"</p><p></p><p>لم تستطع الأميرتين القيام بأي شيء سوى التحسر في مكانهما و مشاهدة أختيهما تموتان أمام أعينهما</p><p></p><p>تكلمت أنمار "إذا أنت هي العاهرة التي كانت تلاحق باسل"</p><p></p><p>'العاهرة' و 'باسل'، عندما سمعت الأميرة الخامسة هاتين الكلمتين فتحت عينيها على مصراعيهما ثم وقفت بسرعة قائلة "اللعنة، أنا لن أموت هنا، سوف أنجو مهما كلف الأمر"</p><p></p><p>شحذت طاقتها السحرية و استعدت للقيام بهجمتها</p><p></p><p><em>طاااااااااق</em></p><p><em></em></p><p><em>صفعة</em></p><p></p><p>صُفِعت الأميرة الخامسة غرين شارلوت من قبل أنمار، لكنها لم تكن صفعة عادية، فلقد كانت تحمل معها قوة بدنية كبيرة جدا، فبسبها، الطاقة السحرية التي كانت تشحذها الأميرة الخامسة خمدت</p><p></p><p>نظرت غرين شارلوت للشخص الذي قام بصفعها</p><p></p><p>فتكلمت أنمار "لديك حساب طويل معي علينا تصفيته، سأعملك جيدا معنى عواقب العبث مع رجل يخصني"</p><p></p><p>"حساب؟ أي حساب تتكلمي عنه أيتها المنحطة، تقومين بصفعي أنا؟ حثالة من أسفل المجتمع تقوم بصفعي أنا من في قمته؟"</p><p></p><p><em>طاااااااااااق</em></p><p><em></em></p><p><em>صفعة</em></p><p></p><p>صُفِعت الأميرة الخامسة مرة أخرى من طرف أنمار على وجنتها الأخرى فسقطت على الأرض</p><p></p><p>تكلمت أنمار "اصمتي أيتها العاهرة، منحطة؟ لقد سمعت بما تقومين به، يبدو أن لك علاقة بالسوق السوداء، تقومين بالتجارب على البشر و تتاجرين بهم، أليس هذا هو الأكثر انحطاطا؟" خرجت نية قتل مخيفة من عيني أنمار لتكمل "لكن، أتعلمين شيئا؟ أنا لست بنبيلة كفاية لأقوم بمحاسبتك على أعمالك هذه، لكني في القابل لست لطيفة و لا ذات قلب منفتح لتركك تفرين بجلدك بعد أن حاولت لمس رجلي"</p><p></p><p>"سوف أريك الجحيم، سوف أجعلك تمرين بأشنع عذاب، سوف تطلبين العفو لكنك لن تحصلي عليه، سوف تطلبين فرصة أخرى لكنك لن تحصلي عليها، سوف تلعقين أصابع رجلي، سوف تريدين أن تصبحي عبدتي كي أخفف عذابي عنك و لو قليلا، لكن هذا لن يحصل، لن يكون هناك من ينقذك، و كبداية سوف أجعلك تمرين بالجحيم الذي تحدثت عنه"</p><p></p><p>شحذت أنمار طاقتها السحرية ثم وجهت ذراعها نحو الأميرة الخامسة و قالت "كابوس الحياة الأكبر"</p><p></p><p><em>وووووووووش</em></p><p></p><p>اتجهت طاقتها السحرية و أحاطت بالأميرة الخامسة ثم في الحال، وجدت تلك الأخيرة نفسها في مكان هادئ جدا، كان محاطا بالزهور، الرياح هادئة، يمكنها التنفس بكل أريحية هناك، 'آه، يا لها من سكينة، إنني أتمنى العيش هنا للأبد'</p><p></p><p>بمجرد ما اعتقدت الأميرة الخامسة بهذا مع نفسها حتى تحولت الأرض الخضراء من تحتها إلى بحر أحمر بالكامل، بينما تقف هي فوق حجر، و من تحتها –من البحر الأحمر- بدأت تظهر عدة أيدي تتعلق برجليها، تصعد شيئا فشيء، حتى ظهر أصحابها، لقد كانوا عبارة عن رجال و نساء و *****، أعينهم و أفواههم سوداء، يسحبون الأميرة الخامسة للأسفل بينما يهمسون</p><p></p><p></p><p>"إنها أنتِ" "أنتِ من سلبنا حياتنا" "لقد جعلت ابني يتيما" "أنت من تسبب في آلامنا" "أنت من قام بكل تلك التجارب علينا" "سوف نسحبك معنا" "يجب عليك تجربة ذلك الألم أيضا" "أنا كنت لا زلت في عمر 8 سنوات فقط" "لقد سلبت مني حياتي" "كنت أريد أن أصبح ساحرا عظيما" "إنها أنت" "أنت" "سوف تأتي معنا"</p><p></p><p>بدأ أولئك الأشخاص يجذبونها للأعماق ببطء بينما الأميرة الخامسة تعاني "لست المخطئة، لست أنا"</p><p></p><p>تحاول محاولات عقيمة في الانسلال من أيديهم، لكن هذه الأخيرة كانت تلتصق بلحمها، حاولت كثيرا لتزيلها لكن كل محاولاتها باءت بالفشل</p><p></p><p>"اتركوني، كلٌ بمصير، لأنكم ولدتم من الطبقات السفلى كنتم معرضين لتلك المعاملة، إنه خطأكم، خطأكم لأنكم ولدتم في عائلات منحطة، ابتعدوا عني، إنني من العائلة الإمبراطورية، ابتعدوا أيها الأوغاد"</p><p></p><p>لكن مهما فعلت لا زالت تغرق في البحر الأحمر، وصل ذلك السائل الأحمر لرجليها، فأحست عندها بالكثير من الأفكار تتوغل لوعيها دفعة واحدة</p><p></p><p>"يااااااااه" "اتركوني، لا، لا، إنه مؤلم، توقف" "لا للمزيد، سوف أموت، سوف أموت" "لاااااااا"</p><p></p><p>صرخات كل الأشخاص الذين تمت عليهم التجارب، و الذين تم قتلهم في سبيل أخذ أعضائهم من أجل تجربة ما، و الأشخاص الذين سلب منهم أطفالهم ثم قتلوا</p><p></p><p>كل صرخات هؤلاء الأشخاص، آلامهم، معاناتهم، كل المشاعر السلبية الخاصة بهم توغلت لوعيها، و في الحال صرخت الأميرة الخامسة بجنون "لاااااااااااااااااا، توقفوا، لااااااااااااااااا، لا تقتربوا مني"</p><p></p><p>لكن تلك الأفكار لم تتوقف عن التوغل لوعيها، و لا الأيدي عن جرها للأسفل، و استمرت معاناتها بالازدياد فقط، حتى غرقت بالكامل</p><p></p><p>لا زالت الأفكار السلبية تتوغل لوعيها باستمرار، مع أنها تحت البحر الأحمر، إلى أن معاناتها تزداد فقط، بدأت عندها تطلب الموت بسرعة، لكن الغريب هو أنها لا زالت تغرق للأسفل فقط من دون أن تموت، آلام الموت غرقا لا زالت مستمرة، لا تتوقف أبدا</p><p></p><p>و في هذه الأثناء أنمار لا زالت واقفة في مكانها لكنها تتحكم في طاقتها، و في المقابل كانت الأميرة الخامسة تتقلب في الأرض و تبدو كما لو أنها تموت، كانت تمسك عنقها و الرغوة تخرج من فمها</p><p></p><p>لاحظت أنمار أمرا غريبا، فجعلت تقنيتها تتوقف ثم قالت "أنت بدأت تحاولين الموت بالفعل؟ لن أتركك تموتين بهذه السرعة، أولا لقد جربتِ الموت غرقا بينما آلام نفسية تعذبك، أنا لم أكن أعرف عن تلك الآلام، لكني درستها من أجلك فقط، قرأت جميع الكتب التي تتخصص في التعذيب، هناك وجدت التعذيب بالغرق، قررت تجربته في وهمي"</p><p></p><p></p><p>"ألم يكن رائعا؟ لقد جربت أن أتنفس تحت الماء، لذا أصبحت أعرف ما هو شعور الغرق نوعا ما، لذا كل ما كان علي فعله هو تقويته لمئات المرات، و بالطبع بما أنه وهمي الخاص، جعلت الغرق لا يقتل، لكن آلام الغرق ليست نفسها و حسب، لكنها مضاعفة مئات المرات كما قلت، و أضفت إليها قليلا من المتعة، إنها الوقت، ما مر هنا ليس إلا دقيقة واحدة، لكن بالنسبة لك كانت عبارة عن أيام من الغرق المتواصل"</p><p></p><p>"أمم، لقد أصبح عقلك في حالة متدهورة أكثر مما توقعت، مع أننا بدأنا للتو فقط"</p><p></p><p><em>دووووو</em></p><p></p><p>ركلت أنمار الأميرة الخامسة على بطنها فجعلها هذا تحلق لعدة أمتار</p><p></p><p>لحقتها أنمار بينما تقول "هيا استيقظي، لا متعة في تعذيبك إن كنت نصف ميتة"</p><p></p><p>الجميع الذي يشاهد هذا المشهد بقي مصدوما من هذا المشهد أمامه، هل هذا شيطان؟ الغرق بآلام مضاعفة مئات المرات من دون الموت؟</p><p></p><p>تقدمت أنمار ثم وقفت أمام الاميرة الخامسة، حملتها من عنقها ثم بدأت تصفعها بينما تقول بنفس النظرة الفارغة "هيا، هيا، استيقظي، جحيمك قد بدأ للتو"</p><p></p><p>"باااااااااام*</p><p></p><p>"و أخيرا وصلنا، أوووي، أيها السيد الصغير باسل" جاء صوت من بعيد</p><p></p><p>"أمم؟ أوه، أخيرا أتيت أيها العم منصف، آه و التاجر ناصر أتى أيضا" تكلم باسل مع الشخصين اللذين ظهرا من بين الجنود</p><p></p><p>"آه، لقد كان شق الطريق إلى هنا صعبا نوعا ما، لكن مع قدرة التاجر ناصر كنا قادرين على اختصار الوقت و الحضور بشكل أسرع" أجاب الجنرال منصف</p><p></p><p>تكلمت الأميرة الأولى "ما الذي يحدث هنا؟ العم منصف؟ هل يمكن أنه الجنرال منصف؟ كيف يمكن له أن يتواجد هنا؟ هل هُزِم أخي كانديد بالفعل أم ماذا؟"</p><p></p><p></p><p>أكملت الأميرة الثانية "اللعنة، نحن الآن محاصرات تماما، ماذا يجب أن نفعل؟"</p><p></p><p>نظرتا الأختين إلى أختهما الصغرى التي كانت تتعذب ذهنيا و جسديا من قبل تلك الشيطان، أرادتا أن تفعلا شيء ما، لكن هما بدورهما في موقف لا يحسد عليه</p><p></p><p>تكلم باسل "أيها الجنرال منصف، كم من الجنود قضيتما عليهم في طريقكما؟"</p><p></p><p>أجاب الجنرال منصف "آه، حوالي 10000 مع أن غالبهم كانوا من الجنود العاديين، لذا عندما حوصرنا من الجنود السحرة قمنا بالاعتماد على قدرة التاجر ناصر للوصول بسرعة"</p><p></p><p>قال باسل مع نفسه 10000، هاه، مع الـ15 ألفا التي قضينا عليها أنا و أنمار يصبح العدد 25 ألفا، الثلث تقريبا، لكن كل من قتلناهم نحن كانوا جنودا عاديين و القليل من سحرة المستوى الثاني و الثالث، و عندما اقتربنا صادفنا بعض سحرة المستوى الرابع، لكن أنمار أسقطتهم كلهم في الوهم بسهولة، لذا القوة الرئيسية لا زالت نظيفة، لكن أين هم؟"</p><p></p><p>في هذه الأثناء كانت الأميرتان تفكران في نفس الشيء "اللعنة، ليس في جهتنا أي ساحر من المستوى الخامس، لدينا القليل من المستوى الرابع فقط، و غالبهم تحت سحر الوهم الخاص بتلك المنحطة، ما نفعل؟ اللعنة"</p><p></p><p>تكلم باسل "حسنا هذا لا يهم، أيها العم منصف، التاجر ناصر، اقمعا الجنود القادمين مؤقتا ريثما ننتهي من أعمالنا هنا"</p><p></p><p>أجاب الجنرال منصف و التاجر بالموافقة ليكمل باسل "حسنا، لما لا نكمل إبادتنا لعائلة غرين، لقد بقي أنتما الاثنتين فقط اللتين تتواجدان هنا"</p><p></p><p>في هذه الأثناء، بدأ وعي الأميرة الخامسة يرجع قليلا، كانت عينيها مفتوحتان طوال الوقت، لذا عندما عاد لها وعيها، لم تفتح عينيها لأنهما كانتا مفتوحتين بالفعل، و في المقابل نظرت بهما للشيطان الذي يحملها</p><p></p><p>عندها شاهدت ابتسامة و وجها لا يوصف، هنا فكرت الأميرة الخامسة "آه، لقد كنت خائفة من الوحش طوال الوقت، لكن من كان يتوقع أنني سأواجه الشيطان في الحقيقة، يا لي من شخص ذو حظ سيء"</p><p></p><p>لم تعد الأميرة الخامسة تستطيع التفكير إيجابيا بعد الآن، كل ما تفكر به هو ميعاد مماتها و خلاصها</p><p></p><p></p><p>تكلم الشيطان ذو الابتسامة معها "حسنا فلنكمل"</p><p></p><p>ارتعدت الاميرة الخامسة بينما تحاول ضرب أنمار، لكن هذه الأخيرة راوغت هجماتها اليائسة بكل بساطة، لقد كانت تقاوم بغرابة كبيرة</p><p></p><p>"اتركيني، اتركيني أيتها المجنونة، اتركيني أذهب، كل هذا بسبب مجرد فتى واحد، اتركيني أيتها المنحطة المجنونة"</p><p></p><p>حملقت أنمار في وجهها و قالت "مجرد فتى واحد؟ لست فقط لا زلت تفكرين في رجلي لكنك تحطين من شأنه، كما توقعت، لن أتركك تموتين بسلام أبدا، لا، لن أتركك تموتين أبدا، سوف تتعذبين طوال حياتك، لأنك اقتربت من ذلك الشخص الذي تعتبرينه مجرد فتى واحد"</p><p></p><p>شحذت أنمار طاقتها من جديد ثم وجهتها نحو الاميرة الخامسة التي كمقاومة أخيرة لها فعلت سحرها هي الأخرى</p><p></p><p><em>بووووم</em></p><p></p><p>"موتي أيتها المجنونة" خرج من الأرض عمودا حجريا و اتجه نحو ظهر أنمار ثم اصطدم به، لكن الغريب في الأمر هو عدم حدوث أي شيء لأنمار</p><p></p><p>تكلمت أنمار "هل تعتقدين أن عاهرة مثلك قادرة على إحداث أي ضرر لي، أنا ساحرة في المستوى السابع، بنيتي لا يمكنها أن تتأثر من مجرد هجوم من القسم الثاني من المستوى الثاني، فلتعرفي مكانتك أيتها العاهرة"</p><p></p><p>رمتها أنمار بعيدا و وجهت سحرها نحو الاميرة الخامسة التي يئست تماما، و استعدت للجحيم الثاني، لكن، حتى لو استعدت له، لا يعني أنها قادرة على تحمله، فبالنظر للجحيم الأول، فلابد من أن الثاني سيكون أسوء</p><p></p><p>"كلما كان تحكمك في السحر جيدا، و كلما كانت مخيلتك جيدة، و كلما كنت تفهم الحالة التي تريد تجسيدها جيدا، فسوف يكون وهمك جيدا"</p><p></p><p>"أنمار ذات موهبة خارقة، بالطبع أنها سبقتني في التدريب على السحر بحوالي 8 أشهر، لكن، مع ذلك، لقد وصلت للمستوى السابع بسرعة، لم يكن لديها ما تفعله طول الأشهر الماضية، لذا ركزت على تدريبها، النتيجة هي التي أمامنا، أثناء تدريبنا مع المعلم، لم يقتصر الأمر فقط على تنمية قوتنا، و إنما أساليبنا و مهاراتنا القتالية، ثم معرفتنا التي هي الأهم، لذا، هذه الستة أشهر الماضية كانت كافية لها أن ترتفع بثلاث مستويات مرة واحدة"</p><p></p><p>"تكلم المعلم فيما سبق معي عنها، هو بنفسه صدم من الوهم الذي تخلقه، ببساطة ذلك لم يكن وهما، لقد كان حقيقة، أن تكون في مثل هذا العمر و تستطيع خلق وهم كالحقيقة، ببساطة إنها فاقت العبقرية بمستويات"</p><p></p><p>كان باسل يتحدث مع نفسه</p><p></p><p>و في هذه الأثناء كانت الأميرة الخامسة لا زالت تتعذب، كل مرة تمر بعذاب مختلف، كل الوهم الذي تجربه يكون بالنسبة لها حقيقيا، لذا أنمار كلما رأتها تقترب من الموت، تعطيها استراحة قليلة</p><p></p><p>استمرت أنمار في تعذيبها باستمرار، مرة تكون تغرق في حمم بركانية، و مرة تتجمد حتى تقترب من الموت، و مرة أخرى تتعذب بالقطع البطيء</p><p></p><p>و في هذه الأثناء نادت الأميرتين على بعض التعزيزات من عمهما، و يبدو أن الأمر نجح معهما</p><p></p><p>تكلمت الأميرة الأولى "يجب أن نصمد قليلا فقط، ريثما يصل أبناء عمنا و جنودهم"</p><p></p><p>أكملت الثانية "أنت تجعلين الأمر سهلا، نحن حيَّتان فقط لأن ذلك الفتى لم يقم بأي تحرك حتى الآن"</p><p></p><p></p><p>قالت الأميرة الأولى "لا تقلقي، عندما يحين الوقت سأقوم باستعمال كنز العائلة"</p><p></p><p>صدمت الأميرة الثانية لتقول "ها؟ هل أنت مجنونة، و كيف لك أن تملكيه على أي حال، والدنا سيقتلك عندما يعلم بهذا"</p><p></p><p>عبست الأميرة الأولى "لا خيار آخر، أو ماذا؟ تريدين الموت ها هنا؟"</p><p></p><p>عقدت الأميرة الثانية حاجبيها ثم أجابت بحزم "لا خيار آخر"</p><p></p><p>و في هذه الأثناء هناك شخص آخر كان يتكلم عبر خاتم التخاطر</p><p></p><p>(ماذا هناك أيها العم هي؟) تكلم باسل</p><p></p><p>(آه، أولا لقد هزم الأمير الثاني و نحن نستعد للدخول لقلب القصر، و ثانيا أردت فقط سؤالك عن شيء ما، أثناء قتالي للأمير الثاني، كان يملك مطرقة بنقوش لم أرى مثلها في حياتي، و قد عززت من قوة الأمير الثاني كثيرا بشكل مخيف، لقد قاتل تقريبا بالتساوي معي حتى و أنا في القسم المتوسط من المستوى السابع، أتعلم شيئا عنها؟)</p><p></p><p>صدم باسل من كلام الرئيس هي، نقوش غريبة؟ هل يمكن أن الأمير الثاني حصل على مطرقة بنقوش أثرية؟ لكن، كيف؟</p><p></p><p>أكمل الرئيس هي (آه، لقد قال أنه قد توغل في قارة الأصل و النهاية فوجدها)</p><p></p><p>فكر باسل "هكذا إذا، معلمي حدثني عن تلك القارة، هو بنفسه لم يدخل لها من قبل، لذا قال لي أنه سيبحث في أمرها، سلاح بنقوش أثرية في قارة الأصل و النهاية، هاه، يبدو أنني سأحتاج للذهاب إلى هناك"</p><p></p><p>تكلم باسل (أيها العم هي، سوف نتكلم بشأن هذا لاحقا، أما الآن فتدخلوا القصر، و استعدوا لهجوم أخ الإمبراطور، فلا بد أن خبر هزيمة الأمير الثاني قد وصله بحلول هذا الوقت)</p><p></p><p></p><p>(آه، حسنا) أجاب الرئيس هي</p><p></p><p>"يبدو أن أخانا كنديد قم هُزم" تكلمت الأميرة الأولى</p><p></p><p>صدمت الأميرة الثانية التي قالت "يبدو أننا حقا سنحتاج استخدام كنز العائلة، انتظري، ألن تنفع حواجز الحماية الأرضية؟"</p><p></p><p>فكرت الأميرة الاولى ثم أجابت "يستحق الأمر المحاولة، من الجيد أننا نحمل بعضا منها، شارلوت أيضا تملكها، لكن بما أننا لسنا معتادين عليها، و أيضا سيطرة الخوف و الرعب عليها قد أنسوها أن تستخدمهم، لكن..."</p><p></p><p>فكرت الأميرة الأولى "حتى لو استخدمتهم، ضد ساحر في المستوى السابع، لن تنفع جميع الحواجز التي سوف تستخدمها"</p><p></p><p>لقد صدم الجميع بالفعل من مستوى أنمار الحقيقي، فتاة في مثل هذا العمر في المستوى السابع؟ أهذه مزحة من النوع السيء، لكن للأسف لا، فكلهم شاهدوا قوة المستوى السابع أمام أعينهم، فإن لم يصدقوا، عندها يجب عليهم استبدال أعينهم</p><p></p><p>هنا تذكرت الأميرة الأولى أمرا جعلها تفتح عينيها على مصراعيهما "انتظر، إن كانت تلك الفتاة في المستوى السابع بالفعل، فما مستوى ذلك الفتى هنا؟"</p><p></p><p>صعدت قشعريرة مع جسدها، و غرقت في العرق البارد، و مع ظهور ابتسامة عريضة واضحة على وجه ذلك الفتى، عندها تذكرت، 'عشيرة النار القرمزية'</p><p></p><p>تكلمت موجهة كلامها لأختها بسرعة "سوف نستخدم كنز العائلة بمجرد ما أن يتحرك ذلك الفتى، يبدو أننا استخففنا بالعدو كثيرا، أنا لا أعلم كيف لتلك الفتاة أن تكون بهذه القوة في هذا العمر، لكن ذلك الفتى موضوع آخر" استغربت الأميرة الثانية لتكمل أختها الكبرى "إنه من عشيرة النار القرمزية"</p><p></p><p>فتحت الأميرة الثانية عينيها على مصراعيهما، تفاجأت بهذه الحقيقة، فهي تتذكر كلام أبيها جيدا عن عودتهم منتصرين في الانقلاب قبل خمسين سنة، جدها الذي كان في القسم الأولي من المستوى السابع، لكنه هزم على يد رئيس عشيرة النار القرمزية</p><p></p><p>هذه الحقيقة جعلتها تفهم لما قررت أختها الكبرى استخدام كنز العائلة، يجب عليهما ألاّ تستخفا بالعدو أبدا، و إلا سيحدث لهما ما حدث لجدهما</p><p></p><p></p><p>في هذه الأثناء تكلم باسل "يبدو أن عضوا آخر قد سقط من عائلتكم التي تعظمونها، و حسب توقعي سوف تكونان أنتما الاثنتين التاليتين، و بالتفصيل، الأميرة الأولى، و بعدها الثانية"</p><p></p><p>شحذ باسل طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، و استعد للهجوم</p><p></p><p>و في هذه الأثناء استعدت الأميرتين كذلك</p><p></p><p>و باندفاع باسل</p><p></p><p>أخرجا قنينتين و شربتاها</p><p></p><p>و عندها توقف باسل، و شاهد ذلك الأمر يحدث مرة أخرى أمام عينيه، تلك المرة الأشخاص السود و الساحر وايد، لكن هذه المرة الأميرتين؟</p><p></p><p>تكلم باسل بينما يشاهد طاقة الأميرتين ترتفع بسرعة "من أين لكما بذلك المشروب؟"</p><p></p><p>تعجبت الأميرتين فقالت الأولى "إنه كنز عائلتنا، توارث عبر الأجيال باستمرار، في ليلة الانقلاب كان له سبب في هزيمة 'عشيرة النار القرمزية'، لكن عندها قد استهلكناه كله تقريبا، و لم يتبقى سوى 4 قنينات"</p><p></p><p>تكلم باسل مع نفسه "يبدو أن ليس لهم علاقة بالأشخاص السود، قال الساحر وايد أن لتلك العاهرة دور مهم في نجاح خطتهم، يعني أنهم كانوا ينوون استغلالها، الأمير الثاني كان له أيضا كنز من قارة الأصل و النهاية، أظن أن تلك الإكسيرات التي شربها الأميرتين قد حصلت عليها عائلة غرين من قارة الأصل و النهاية، بما أن هذه الأخيرة بها كنوز بنقوش أثرية فليس من الغريب أن تشمل الإكسيرات، و أيضا قالت الأميرتين أنهما لم يتبقى لهما سوى 4 قنينات، لكن أتنويان استخدامها كلها؟ إذا فهما لا تعرفان أن الإكسيرات لا يجب أن تشرب بتتابع، سوف يتكسر بحر روحهما من شدة الإرهاق بسبب الارتفاع الكبير و المفاجئ في القوة و يتدمر في النهاية"</p><p></p><p>"لكن بالنسبة للأشخاص السود فلا، فهم كانوا يعرفون بأمر خواتم التخاطر و الإكسيرات جيدا، لم يستخدم الساحر وايد أكثر من إكسير من كل نوع، هذا يعني أنه يعرف جيدا القوانين، هذا يشغل البال كثيرا، من أولئك السود؟ اللعنة، هل حقا قد دخل شيطان ما إلى هنا؟ إذا متى؟"</p><p></p><p>و في هذه الأثناء استعدت الأميرتين للهجوم، فمع شربهما لإكسير التعزيز، الأولى التي كانت في المستوى الرابع أصبحت في المستوى الخامس، و الثانية التي كانت في المستوى الثالث أصبحت في المستوى الرابع</p><p></p><p></p><p>لذا قامتا بالاستعداد جيدا و انتظرتا العدو يقوم بالحركة الأولى و من ثم يقرران كيف يهاجمان</p><p></p><p>هاتان الأختان متفاهمتان جدا، مع أنهما من بطنين مختلفتين إلى أنهما كبرتا معا، و السبب الأكبر في أنهما متفاهمتان، هو كونهما لديهما نفس السحر</p><p></p><p>تقدم باسل مندفعا و إذا به يتعرض لهجوم مزدوج من الأميرتين "النجم الساطع"</p><p></p><p>تكونت كرة ضوئية بقطر يصل لثلاث أمتار، و في الحال وجهت الاميرتين الكرة الضوئية نحو باسل "فلتمت"</p><p></p><p>باسل الذي كان مندفعا لم يتوقف مما جعلهما تستغربان، لكنهما علمتا لماذا هذا الفتى تقدم من دون توقف، ببساطة لأنه كان قادرا على تشتيت و تدمير هجمتهما بسهولة كما حدث أمام أعينهما</p><p></p><p>قام باسل بكل بساطة بتغليف ذراعه اليمنى بعنصر التعزيز و لكم الكرة الضوئية، و حينها كل ما حدث كان تدمير الكرة الضوئية ببساطة</p><p></p><p>هذا ما بدا للحضور، لكن تلك الهجمة سيعاني منها حتى ساحر في المستوى السادس، بالطبع ساحر التعزيز يعتبر استثناء، لكن حتى و لو، أن يكون قادرا على سحق هجومهم بكل هذه البساطة، ماذا يعني هذا؟</p><p></p><p>تكلم باسل "أنتما اعتقدتما أنكما بازديادكما في القوة مستوى أو اثنين سوف تكونان قادرتان على قتالي، لكن، ها قد وضحت لكما وضعيتكما، أنتما في وضع ميئوس منه، لم يكن هناك أي أمل لكما منذ البداية، و الآن ماذا ستفعلان؟ هل ستموتان ببساطة؟ أم تقاتلان حتى النهاية؟"</p><p></p><p>"همم، كما لو أننا سنرضخ لشخص من الطبقة السفلى مثلك، لدينا فخرنا كأفراد من العائلة الإمبراطورية، نحن من عائلة غرين الفخورة، كيف لنا أن نستسلم هنا، منحط مثلك ليس بإمكانه إخافتنا أو جعلنا نتخلى عن شرفنا و كرامتنا و فخرنا"</p><p></p><p>صرخت الأميرة الأولى في وجه باسل الذي وضع خنصره بأذنه و حكها مع نظرة انزعاج على وجهه و قال "آه، حسنا حسنا، كلكم تقولون هذا الكلام، لقد مللت من مثل هذا السيناريو"</p><p></p><p>اندفع باسل بينما تتجه نحوه العديد من الهجمات الضوئية، ارتفعت قوة الأميرتين، لكنهما لا زالتا لا تستطيعان إصابة باسل، أو حتى تضييق الحصار عليه و لو قليلا</p><p></p><p><em>ووووووش</em></p><p><em></em></p><p><em>بوووم</em></p><p></p><p>اندفع باسل و لكم جانب الأميرة الأولى الأيمن فأرسلها محلقة، هذه اللكمة تسببت في تحطيم أضلاعها اليمنى بأكملها</p><p></p><p>و في الحال أتى دور الأميرة الثانية، هذه المرة ركلها باسل برجله اليمنى على شكل ركلة جانبية تستهدف البطن</p><p></p><p>جعلها تحلق حتى اصطدمت بأختها</p><p></p><p>تكلم باسل "سأنهي الأمر حالا، الكلام مجرد مضيعة للوقت"</p><p></p><p>تقدم باسل في اتجاه الأميرتين اللتين تقفان معا بصعوبة بالغة، الأولى تحطمت أضلاعها اليمنى، و الثانية تحطمت عضلات بطنها حتى وصل الضرر لأعضائها الداخلية فحطمها تماما</p><p></p><p></p><p>الدم كان يغطي فمهما معا بسبب تقيئهما الدماء، لكنهما وقفتا و شحذتا طاقتهما السحرية كاملة و استعدتا لتنفيذ تقنية ضخمة</p><p></p><p>باسل كان يتقدم خطوة بخطوة، ببطء، فهو لم يكن بحاجة للإسراع، ليس عليه واجب لوضع حد لمعاناة هاتين الاثنتين بهذه السرعة</p><p></p><p>قامتا الأميرتان بإخراج آلاف الإبر من مكعب التخزين، و كل واحدة قامت بغمر هذه الإبر بطاقتها السحرية، طفت الإبر بينما تتوهج بسحر الضوء</p><p></p><p>كان هناك الآلاف من هذه الإبر تطفو فوقهما، ثم انقسمت الإبر لقسمين، واحد على اليمين من جهة الأميرة الأولى، و آخر على اليسار من جهة الأميرة الثانية</p><p></p><p>و بتلويح يديهما بدأت الإبر تتحرك، اتجهت إبر الأميرة الأولى نحو باسل بسرعة كبيرة جدا، هذه السرعة كانت مساوية لسرعة تحرك باسل، فهذا الأخير عندما راوغها لحقته بسرعة من دون أن تفقده، هذه يعني أن الأميرة الأولى التي تتحكم في هذه الإبر قادرة على تتبع سرعة باسل بعينيها</p><p></p><p>و عندما راوغ باسل و هرب من الإبر التي تتبعه، وجد نفسه في موقف المحاصر من جهتين، حيث قامت الأميرة الثانية بتوجيه إبرها في الاتجاه الذي هرب إليه معترضة طريق هروبه</p><p></p><p>و بعد لحظات وجد باسل نفسه محاطا من جميع الجهات بالإبر، و بإشارة من أيديهما، اتجهت جميع الإبر مستهدفة باسل بسرعة خيالية</p><p></p><p>في هذه اللحظة ابتسمت الأميرتين، لقد تأكد فوزهما، تلك التقنية قد تبدو من الوهلة الأولى بسيطة لكنها ليست كذلك</p><p></p><p>فهذه التقنية نتيجة لتدريبهما القاسي للتحكم في الآلاف من أوعية السحر مرة واحدة، كل إبرة كانت وعاء سحريا، لأنها إن لم تكن كذلك فلا يمكن شحنها بالطاقة السحرية</p><p></p><p>و بما أنها وعاء سحري، فمعناه أنها تضخم الطاقة التي تستقبلها و تجعلها أكثر استقرارا، فالقوة التي يخرجها ساحر بوعاء سحري تكون أقوى بكثير من الذي ليس بوعاء سحري</p><p></p><p>آلاف الإبر هذه كلها أوعية سحرية، مما يعني أن كل واحدة منها كافية لتسبب ضررا إلى حد ما، لكن إن اجتمعت كلها و هاجمت في نفس الوقت كما هو الحال الآن، فسوف تصبح سلاحا قاتلا، يستطيع قتل حتى ساحر بالمستوى السادس</p><p></p><p>و بالطبع هذا سيكون ممكنا فقط في مثل هذه الحالة، حيث الأميرة الأولى الآن بالمستوى الخامس و الأميرة الثاني بالمستوى الرابع، و قد استخدمتا كل ما تبقى لهما من الطاقة السحرية، بجانب أن العدو لا يرتدي درعا سحريا</p><p></p><p>لكن الخطأ الوحيد الذي قامتا به الأميرتين هو عدم معرفة قوة العدو الحقيقية، لكن هذا ليس بسبب عدم خبرتهما أو خطئهما، ببساطة هذا الأمر لم يكن في الحسبان أبدا</p><p></p><p></p><p>اقتربت الإبر بشدة من باسل و تقرر أمر موته بالنسبة للأميرتين، لكنهما صدما مما حدث</p><p></p><p><em>بووووووووووم</em></p><p></p><p>انفجار ناري ضخم جدا أحرق كل الإبر في لحظة واحدة</p><p></p><p>"لم أكن أتوقع أن تجعلاني أكشف عن واحدة من أوراقي الخفية، لكن بما أنكما ستموتان هنا، فلن يعلم أي أحد آخر"</p><p></p><p>اندفع باسل بسرعة و أخرج سيفه السحري مرة أخرى، وجه إليه طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، ثم ترك فقط رجليه و ذراعه اليمنى التي يحمل بها السيف مغطين بسحر التعزيز</p><p></p><p>الأميرتان لم يصدقا ما حدث للتو، لقد عرفتا أن هذا الشخص الذي تقاتلانه ساحر بعنصر التعزيز، لكن قبل قليل استخدم ذلك الشخص سحرا النار</p><p></p><p>تكلمت الأميرة الأولى "ما الذي يحدث بالضب...."</p><p></p><p><em>فسسسسسسسسسسسس</em></p><p><em></em></p><p><em>قطع</em> ثم <em>سقوط</em></p><p></p><p>قطع باسل الأميرة الأولى لنصفين من دون رحمة ثم قال "حسنا، الأمر يسير كما توقعت، ها هي ذي الأميرة الأولى كانت الأولى، حان دورك أيتها الثانية"</p><p></p><p>بقتل الأميرة الأولى سقط منها مكعب التخزين كما حدث مع الآخرين، حمله باسل بينما يفكر مع نفسه "يجب أن أرى ذلك الإكسير الذي شربتاه قبل قليل"</p><p></p><p>شاهدت الأميرة الثانية جثة أختها المقطوعة على اثنين، فارتعبت بشدة و زحفت خلفيا بينما جسدها يرتعد بالكامل</p><p></p><p>و عندما شاهدت مكعب التخزين تذكرت أمرا ما فأخرجت تلك القنينة التي أعطتها لها أختها</p><p></p><p>"همم؟" تعجب باسل عندما رأى الاميرة الثانية تحاول شرب إكسير التعزيز مرة أخرى ثم قال مع نفسه "كما توقعت إنهما لا تعرفان القوانين، اللعنة، لكن سيكون من السيء تركها تشربه، لا أود إزعاج نفسي يهيجانها و انفجار بحر روحها لاحقا"</p><p></p><p>أسرع باسل ليمنعها من شربها، لكنه تأخر للأسف</p><p></p><p><em>بوووووووووووم</em></p><p></p><p>انفجرت الطاقة من جسد الأميرة الثانية و توهجت بشكل كبير، ما كل هذه الطاقة؟ كيف يمكن حدوث هذا؟</p><p></p><p>تساءلت الأميرة الثانية بينما تحدق في كل الطاقة التي تحيط بها، شعرت بالنشوة من القوة التي تغمرها، فأحست أنها لا تهزم</p><p></p><p>"هاهاهاها" ضحكت الأميرة الثانية بصوت مرتفع جديد من دون توقف لقليل من الوقت ثم نظرت في اتجاه باسل و قالت "يبدو أنك كنت تحاول منعي من شرب هذا المحلول لأنك كنت خائفا من كل هذه القوة التي سأحصل عليها، لكن للأسف، يبدو أنك أصبحت في الموقف الضعيف هنا"</p><p></p><p>عبس باسل، هذا الأخير تراجع للخلف قليلا بسبب الانفجار، و شاهد قوة الأميرة الثانية ترتفع، قال مع نفسه "إذا هذه المرحلة الأولى 'ارتفاع القوة' من 'انكسار بحر الروح'، سوف تشعر أنك في أفضل حالاتك، القوة تغمرك، أنت لا تهزم، لكن، أن تصل قوتها لقمة المستوى السابع، هذا مرعب، يجب أن آخذ حذري من أي شخص في المستقبل قد ينوي استخدامها كتقنية أخيرة ليجرني معه نحو الموت"</p><p></p><p>قاطع تفكير باسل شحذ الأميرة الثانية لطاقتها السحرية و تكوين كرة ضخمة للغاية من الضوء، ثم أطلقتها نحوه</p><p></p><p>هذه الكرة كانت هذه المرة بقطر يصل للخمسة أمتار، لكن الغريب هو ما بدأت الأميرة الثانية تفعل، لقد بدأت تكون كرة ثانية، ثالثة، رابعة....و عاشرة</p><p></p><p>أخرج باسل سيفيه معا و ضخ طاقته السحرية الخاصة بعنصر النار، فتوهج السيفين، غطى جسمه كله بعنصر التعزيز</p><p></p><p>استعد للهجوم القادم من الأميرة الثانية</p><p></p><p>و ها هو ذا قادم، الكرة الأولى، مع حجمها الكبير ذاك، اتجهت بسرعة كبيرة نحوه</p><p></p><p>اتخذ باسل وضعية الاستعداد، و شحذ السيفين بسحر النار ثم عززهما بسحر التعزيز، أصبحت النار أكثر حرارة، و الأرض التي كانت أسفل السيفين قد احترقت مع أنها بعيدة عنهما، ميزة سحر التعزيز، لا يسمى بأقوى سحر من لا شيء، فهو يستطيع تعزيز أي شيء، السرعة، قدرة الاحتمال و العلاج، صلابة الجسد، الحواس، و بالطبع حتى السحر</p><p></p><p>يستخدم باسل سحر النار و يعززه بسحر التعزيز، مما يجعل الهجوم مكون من سحرين اثنين، و الهجمة التي تنتج منهما بالطبع لا تصدق</p><p></p><p>لم يتحرك باسل و انتظر الكرة الضوئية حتى اقتربت منه ثم قام بقطعها <em>فسسس</em> على شكل ( X )، فانقسمت الكرة لأربع، لكنه بمجرد قطعها ظهرت كرة أخرى وراءها</p><p></p><p>قطها باسل للنصف و إذا بكرتين أخريين تهاجمانه من الجانبين في نفس الوقت</p><p></p><p>وجه باسل سيفيه نحوهما، ثم شحذ سحره أكثر، و من مقدمة السيفين انطلق انفجار، كل على حدى، متصديا للكرتين</p><p></p><p>تكلم باسل مع نفسه "اللعنة، إني أستخدم سحر النار أكثر من اللازم، لهذا كان علي قتلها قبل أن تشرب إكسير التعزيز مرة أخرى"</p><p></p><p>"يجب أن أماطل حتى تدخل للمرحلة الثانية 'هيجان القوة'، بسبب الارتفاع المفاجئ في القوة، بالأول سيكون الشخص قادرا على استخدام مثل هذه التقنيات الكبيرة مرة واحدة، لكن بعد قليل بحر روحه سيبدأ في الاضطراب، و يبدأ تكسره مما سيجعل الشخص غير قادرا على التحكم في قوته، يجب أن أستغل تلك اللحظة"</p><p></p><p>استمر باسل في الهروب من كرات الضوء الواحدة تلو الأخرى، لكنه أحيانا لا يجد مهربا فيضطر لاستخدام سحره لصد الهجوم</p><p></p><p>حتى أتت تلك اللحظة التي انتظرها</p><p></p><p>بدأت الأميرة تفقد السيطرة و تصرخ بقوة، حتى فقدت وعيها لكنها لازالت هائجة، و في الحال انفجرت قوة سحر الضوء من جسدها في جميع الأنحاء، عدة جنود قد أصيبوا بهذا الهجوم</p><p></p><p>وصل الضوء لأنمار فجرحها قليلا بذراعها، فقامت بالحذر من الهجوم الغير متوقع</p><p></p><p>الجنرال منصف حمى التاجر ناصر و قررا الابتعاد قليلا</p><p></p><p>سحر الضوء الحارق انتشر في جميع النواحي، لذا قرر باسل إنهاء هذا الأمر بسرعة قبل فوات الأوان، فبعد هذه المرحلة تأتي المرحلة الاخيرة 'انفجار القوة'، ينفجر بحر الروح بسبب الطاقة التي لم يستحملها و يخرجها مرة واحدة مدمرا الجسد و الأشخاص المحيطين</p><p></p><p>بحث باسل عن ثغرة ما حتى وجدها فاندفع بسرعة ليقتل الأميرة الثانية قبل أن ينفجر بحر الروح، لكنه عندما اقترب، انفجر ضوء حارق في جهته</p><p></p><p>"اللعنة، إنها فاقدة للوعي، لكن جسدها يدافع غريزيا" تكلم باسل بعد أن احترق قليلا بيديه لأنه دافع بهما</p><p></p><p>عندها لاحظ أن الأوان قد فات، فصرخ "أنمار، العم منصف، التاجر ناصر، فلتهربوا إلى أقصى مسافة يمكنكم إياها، الآآآآن"</p><p></p><p>أسرع باسل أيضا في الهروب و كذلك فعل الآخرون</p><p></p><p>أنمار كانت تلعن بينما تجعل جنديا ما يحمل الأميرة الخامسة و يهربون</p><p></p><p>و بينما يهربون، جسد الأميرة الثانية توهج بقوة و سطع كثيرا ثم في الأخير انفجر</p><p></p><p><em>بوووووووووووووووووم</em></p><p></p><p>انفجرت الأميرة الثانية بقوة فانتشر الدمار الناتج عن انفجارها ليشمل دائرة قطرها يصل 100 متر، لقد كان دمارا هائلا حقا، المئات من الجنود ماتوا في لحظة واحدة، ذلك الضوء الحارق جعل كل ما يمر عليه رمادا</p><p></p><p>ابتعد باسل و البقية كفاية</p><p></p><p>تكلم باسل بينما يحدق في الحفرة العملاقة التي خلفها الانفجار "حتى بسحر التعزيز في كامل قوته، لا أعلم إن كنت سأنجو من مثل هذا الانفجار، كما توقعت يجب أن آخذ حذري مستقبلا من أي انتحاري قد يستعمل هذا ضدي"</p><p></p><p>أرجع سيفيه لمكعب التخزين، ثم تنفس ببطء. بحث عن أنمار و البقية، فوجد أنمار أولا و اتجه إليها</p><p></p><p>"ألا زلت تعذبينها؟" سأل باسل</p><p></p><p>أجابت أنمار بانزعاج "هذا صحيح"</p><p></p><p>قال باسل "لا تبالغين في الأمر كثيرا، إن كسرت عقلها تماما فلن يكون هناك أي فائدة منها بعد الآن، أنا لا زلت أحتاجها بعد انتهائنا"</p><p></p><p>قالت أنمار "أنا أعلم"</p><p></p><p>الأميرة الخامسة كان لسانها متدليا من فمها و لعابها يسقط، دموعها تملأ وجهها، و أنفها يسيل، كانت حالتها مزرية بالكامل</p><p></p><p>لقد مرت بعشرات أنواع العذاب، كل الوهم الذي تريها إياه أنمار يكون كما لو أنه حقيقة، لذا كان العذاب حقيقيا بالنسبة لها</p><p></p><p>قال باسل "يبدو أن الانفجار السابق قد حول جثث الأمراء و الأميرات إلى رماد، حسنا هذا لا يهم، يجب علينا إنهاء الأمر هنا بسرعة و الاتجاه إلى قلب القصر، فيبدو أن المعركة هناك قد بدأت سلفا"</p><p></p><p>أماءت أنمار رأسها، ثم قام باسل بالتكلم عبر خاتم التخاطر لإخبار الجنرال منصف بنفس الأمر، لكن عندها لاحظ ظلالا تقترب من بعيد، و لا يبدو أنها تعود لحلفاء</p><p></p><p>و في هذه الأثناء، بقلب القصر، الذي كان امتداده يصل لأميال، كما لو أنه مدينة صغيرة بحد ذاته، هنا يعيش جميع أقرباء العائلة الإمبراطورية، الإمبراطور و أخوه و الأبناء و الأحفاد، و جميع الأقرباء بالدم</p><p></p><p>و في هذه اللحظة كان هذا الجيش بقيادة أخ الإمبراطور ليواجهوا جيش الانقلاب</p><p></p><p>عندما هُزم الأمير الثاني، وصل الخبر لأخ الإمبراطور، فسارع في الدخول لقلب القصر من أجل اعتراض العدو</p><p></p><p>و الآن، قد نشب القتال بين الطرفين بالفعل، لكن هذه المرة لم يلتقي القادة الكبار ببعضهما البعض بعد، و في المقابل كان جيش الانقلاب يتقدم بسلاسة بينما يقودهم أشخاصا مميزين بسبب قوتهم و أساليبهم</p><p></p><p>هؤلاء الأشخاص كانوا ورثة العائلات التي انضمت لجيش الانقلاب، مع الخمسة الذين دربهم باسل على يده شخصيا</p><p></p><p>"كاكاكاكا، فلتذوقوا عذاب السيد العظيم هيسي، لم يكن لدي دور فعال في المعركة السابقة لكن الآن سوف ترون الجحيم الأسود"</p><p></p><p>كان هيسي لديه نفس سحر أبيه 'هِيْ'، لذا قام بإبادة العدو تلو الآخر بكل سهولة بينما يتقدم، مع أنه غبي إلى أن قوته معترف بها، فبسببها أحكم القبض على مركزه كالمرشح الأول لوراثة رئاسة العائلة</p><p></p><p>من جهة أخرى يوجد ابن الرئيس تشارلي 'كين نبيل شفرة الجليد'، هذا الشخص معروف بقوته في كامل الإمبراطورية بالفعل، و من دون شك، هو الرئيس التالي لعائلة كين، لا يوجد مرشح آخر ينافسه بما أنه أثبت نفسه بجدارة، كان الأفضل على مستوى العقل و القوة، لكن ليس هناك شخص كامل، فحتى هذا الوريث الذي يبدو مثاليا من الوهلة الأولى، ستجد أن به عيب ما</p><p></p><p>تكلم كين نبيل "تقدمي أيتها السيدة يامي، أنا فارسك الذي سيحمي ظهرك، لا داعي للقلق بشأن الأعداء من خلفك، ففارسك هذا سيقوم بإبادة أي شخص يقترب منك، و كهدية لإخلاصه المتواصل لما تمنحيه قبلة كمكافأة"</p><p></p><p>كان 'كين نبيل' يتبع 'كورو يامي' بينما يطلب منها تقبيله مقابل حمايته لها</p><p></p><p>تكلمت كورو يامي "ابتعد عني أيها الغبي، إنني محاطة بأغبياء كفاية"</p><p></p><p>"غيه" أخرج كورو هيسي صوتا غريبا</p><p></p><p>اقترب كين نبيل نحو وجهها بينما يوجه شفتيه نحوها "هيا هيا، فارس و أميرة سوداء، يمران بالمصاعب، و أثناء حمايتهما لبعضهما البعض تتقوى علاقتهما، و يولد حب نقي خالص"</p><p></p><p>تكلمت كورو يامي بينما تبعد وجه كين نبيل الذي يقترب منها "أي حب نقي تتكلم عنه، ألست تتبع رغباتك و شهواتك علانية فقط، ابتعد أيها المنحرف، همم؟"</p><p></p><p>بينما تحاول مقاومة كين نبيل لاحظت تقدم عدة أعداء من المستوى الرابع، كانوا يحاولون استغلال الفرصة لمهاجمتهم</p><p></p><p>تكلمت كورو يامي "هيا ابتعد بسرعة، إننا في خطر"</p><p></p><p>قال كين نبيل "هيا هيا، لقد قلت أنني سأحميك مهما حدث، لذا دعينا ننمي حبنا و نصل به إلى مرحلة صعود الجبل"</p><p></p><p>صرخت كورو يامي "ابتعد أيها المنحرف، أي جبل تتحدث عنه، سنموت هنا" عندها لاحظت كورو يامي أن العدو قد وصل بالفعل إليهم</p><p></p><p><em>فسسسسسسس</em></p><p></p><p>قطع الأعداء كلهم مرة واحدة، فبقيت كورو يامي مندهشة قليلا ليقول كين نبيل "تحاولون مقاطعة نمو حبنا، ما هذا الغباء، يا للعجب" ثم التفت لـ'كورو يامي' فوجدها مندهشة، قال "ماذا؟ هل عرفت أخيرا مشاعرك الحقيقية تجاهي، لهذا قلت لك من البداية، حبن....."</p><p></p><p><em>دوووو</em></p><p></p><p>ركلت يامي وجه نبيل ثم قالت "لقد قلت لك ابتعد أيها الغبي المنحرف"</p><p></p><p>نهض نبيل مع نزيف ددمم على وجهه بسبب الركلة بينما يبستم "آه، يا للعجب، لا تقولي هذا، لم أنت لست صريحة مع نفسك، لكن حتى خجلك الذي يجعلك تكذبين على نفسك يجعلك جميلة أكثر فقط، يا للعجب"</p><p></p><p>صعدت قشعريرة مع جسد كورو يامي، يبدو أنها علقت مع شخص صعب التعامل معه</p><p></p><p>في هذه الأثناء كان الكبار يضحكون فيما بينهم، تكلم الرئيس تشارلي "لو أنه فقط لا يملك هذا الجانب منه، لكان مناسبا بشكل كامل لرئاسة العائلة"</p><p></p><p>ضحك الكبير أكاغي و قال "هاهاها، إن ابنك ممتع حقا"</p><p></p><p>حملقت الرئيسة موراساكي في كين نبيل ثم فكرت مع نفسها "أظن أن الرئيس تشارلي لم يتبقى له الكثير حتى يتقاعد و يترك منصبه لابنه، يجب أن أرى مدى مهارته"</p><p></p><p>قال الرئيس كورو "ابنك لا بأس به أيها الرئيس تشارلي، انظر لابني، و ستعرف عما أتكلم"</p><p></p><p>في هذه الأثناء لا زال هيسي يقوم بجعل الأعداء يموتون بكل سهولة، ميزة سحر الظلام تنفع كثيرا، خصوصا ضد الكثير من الاعداء الضعفاء</p><p></p><p>لذا قام هيسي بالمرور و الانسلال من بين الأعداء بسرعة بينما يقوم بتغطية يديه بسحر الظلام و توجيهه نحو أعناق و رؤوس الأعداء، و كلما هزم عددا كبيرا وقف و ضحك بينما يفتخر بنفسه "السيد العظيم هيسي، يمكنكم مناداتي بسيد الظلام العظيم إن أردتم، ليس لدي غريم، من تجرأ فليتقدم"</p><p></p><p>و في هذه الأثناء، في مقدمة الجيش، كان هناك أربعة أشخاص يقودون أربع تشكيلات تبيد العدو بكل سهولة، عملهم كان متناسق جدا، و الأكثر من هذا هو أن قوتهم كانت مدمرة</p><p></p><p>في الأمام كان هناك شخص يلتهب، النار تحيط به، العدو الذي يقترب منه يحترق حتى يصبح رمادا</p><p></p><p>و وراءه عدة سحرة لديهم نفس السحر يقومون بدعمه، و بالجانب هناك عدة سحرة جليد و ثلج و وهم</p><p></p><p>كان عددهم الكلي يتكون من ألف، كانت هذه هي الوحدة التي يقودها تورتش، و وراءه يوجد وحدة أخرى يقودها شينشي التي كانت تدعم وحدة تورتش بالدفاع عن ظهرها</p><p></p><p>وحدة تورتش تتقدم بينما تمحي الأعداء، و وحدة شينشي تتبعها بينما تحمي ظهرها من الأعداء، و بهذا كان من الصعب إيقافهم</p><p></p><p>فهاتان الوحدتان تشمل فقط سحرة من القسم النهائي من المستوى الرابع حتى القسم المتوسط من المستوى الخامس، لذا كانتا قوة مدمرة في وجه العدو</p><p></p><p>و بينما هاتان الوحدتان تتقدمان، هناك وحدتان تقومان بالعكس، وحدة فانسي التي تركز على الهجوم من المدى البعيد و مساعدة وحدة تورتش على التقدم بسرعة أكبر، ثم وحدة برودي التي تدعم وحدة فانسي عبر حمايتها من الأعداء للتركيز أكثر على دعم وحدة تورتش</p><p></p><p>و في الأخير هناك وحدة شي يو المعالجة التي تقوم بالإسراع نحو المصابين و نقلهم للخلف لتلقي العلاج المناسب بسرعة للعودة من جديد للمعركة</p><p></p><p>تكلم تورتش "اقتلوا كل الأعداء في الطريق، يجب أن نكون نحن من يحصل على شرف قتل قائد العدو، نحن التشكيل الذي أنشأه سيدنا باسل"</p><p></p><p>"هوااااه" صرخ الجنود و اتباعا لأمره الذي زادهم من حماسهم، قاموا بالاندفاع بقوة، التحموا في معركة ملحمية مع العدو، بما أنهم كانوا واجهة الجيش، فقد كانوا الأكثر تعرضا لتصديات العدو</p><p></p><p>لكن العدو قد يكون يملك العدد، لكنه لا يملك الجودة، قامت وحدة تورتش بالتقدم بثبات و قتل كل الأعداء في الطريق، إن كان من يعترضهم سحرة من المستوى الثالث، ينتصرون بسهولة، و إن كان سحرة من المستوى الرابع، فيتم الانقضاض عليه من سحرة المستوى الخامس، و نادرا ما يلاحظ سحرة من المستوى الخامس من جهة العدو، لأنهم يتمركزون كالخط الدفاعي الأخير، لذا كان تقدم وحدة تورتش يمر بسلاسة بينما وحدة شينشي تدعمهم من الخلف، فبسبب هذا لم يكن عليهم القلق أبدا من أي هجوم قد يأتي من خلفهم بينما يتوغلون في صفوف العدو</p><p></p><p>فانسي من يقود وحدة المدى البعيد كان يستغل سحر الوهم الخاص به في نشب صراعات بين صفوف العدو، و بالطبع لم يكن يقوم بهذا لوحده، فحتى وحدته كانت تضم المئات من مستخدمي سحر الوهم، لذا قاموا بمساعدته</p><p></p><p>كانوا يركزون على إخلاء طريق وحدة تورتش قدر الإمكان، و بالطبع لم يكونوا يملكون فقط سحرة الوهم، هناك سحرة الجليد و الثلج و الظلام و االرياح، و كلهم مدربون على القيام بهجمات بعيدة المدى، فهذا كان دور وحدة فانسي</p><p></p><p>و هناك وحدة برودي التي تحمي وحدة فانسي، لذا كان بإمكان وحدة فانسي التركيز بشكل كامل على دعم وحدة تورتش</p><p></p><p>وحدة شي يو انقسمت لخمس فرق، كانوا كلهم سحرة علاج، يسارعون في علاج الحلفاء قبل موتهم، و بهذا كانوا قادرين على توفير القوى قدر المستطاع</p><p></p><p>كان هذا التشكيل متكامل جدا، كل وحدة تدعم الأخرى بشكل مترابط، لا يمكن لوحدة أن تبرز إمكانياتها من دون الأخريات، لذا عندما اختبر القادة الخمس الذين اختارهم باسل لقيادة هذا التشكيل القتال في معركة حقيقية، فهموا أخيرا قصده بأنهم فرق، لكنهم جيش واحد</p><p></p><p>لكن هذا التشكيل الذي قام بصنعه كنزوة منه ليقوم بمواجهة عائلة غرين، كانت قوته أكبر مما يُتوقع، و قوتهم لا زالت في بدايتها فقط، و في يوم من الأيام، سوف يعرف في كل بقاع العالم، و سيخشى أي جيش مجابهته وجها لوجه</p><p></p><p>و على ما يبدو، فذلك اليوم قد لا يكون بعيدا، فبعد هذه الحادثة فقط، سينتشر اسمهم بشكل غير معقول</p><p></p><p>تقدم جيش الانقلاب بثبات و لم يكن باستطاعة العدو إيقافه</p><p></p><p>جيش أخ الإمبراطور كان يحتوي على أكثر من 80 ألف جندي، لكن بسبب قيادة الورثة و التشكيل، كل الجنود العاديين و سحرة المستوى الثالث ماتوا، و سحرة المستوى الرابع لم يكن لديهم خيار آخر سوى المقاومة منتظرين التعزيزات، لكن هذه الأخيرة لم تأتي مهما انتظروا، و كل هذا بسبب حرص أخ الإمبراطور على إبقاء سحرة المستوى الخامس بجانبه ليضمن نجاته</p><p></p><p>و بينما يقاتلون كانوا يُدفعون للوراء بسبب تقدم جيش الانقلاب، عددهم الذي كان يصل لـ20 ألف قد تقلص ليصبح 5 آلاف فقط</p><p></p><p>في مكان قيادة جيش أخ الإمبراطور</p><p></p><p>"أيها الجنرال الأعلى، لو لم نرسل التعزيزات حالا فسوف يمحى كل سحرة المستوى الرابع"</p><p></p><p>أتى جندي مسرع يحمل تقريرا لأخ الإمبراطور الذي تكلم بعدما حملق في الجندي "كفاك إعطائي تقريرا في كل مرة يتم هزيمة ألف من الجنود، عندما يصل العدو أخبرني، هذا هو التقرير الذي سأنتظره منك، و الآن أغرب من أمامي"</p><p></p><p>ضحك أخ الإمبراطور و قال "الحرب تحتاج لتضحيات، موت كل أولئك الجنود لن يكون بلا فائدة، فبسببهم سأكون قادرا على هزيمة العدو باسترخاء، كيكيكيكي"</p><p></p><p>مكان قيادة جيش الانقلاب</p><p></p><p></p><p>كان يجلس الكبار بينما يتحدثون و يحللون وضعية المعركة</p><p></p><p>تكلم الرئيس تشارلي "إذا لقد قرر المغامرة بالتضحية بجنوده ليستنزف قوتنا الهجومية، ثم عندها يقوم بهجوم مضاد"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "آه، هذا ما يبدو، ذلك الغبي، يظن أن خطته ستنجح بما أننا قاتلنا ضد الأمير الثاني و جيشه"</p><p></p><p>أكمل الرئيس كورو "النصر أصبح مؤكدا في هذه المعركة أيضا، هاه"</p><p></p><p>جلس الجنرال رعد بينما يفكر في شيء ما "يبدو أنني سأحتاج للتكلم مع يين يينغ"</p><p></p><p>حدقت الرئيسة موراساكي في الثلاثة و فكرت مع نفسها "خطة أخ الإمبراطور ليست سيئة، لا، إنها جيدة جدا، بما أنه يملك عددا كبيرا قرر إنهاك العدو بهذا العدد، مع العلم أن العدو قد سبق و واجه جيشا قبل ساعات فقط، لكن هؤلاء الأشخاص لا تبدو عليهم ذرة من القلق، لماذا؟ أيملكون ورقة رابحة؟"</p><p></p><p>استغربت الرئيسة موراساكي ثم تذكرت ذلك الشيء الذي حدث قبل أيام عندما أتى ذلك الفتى لقصرها مع الكبير أكاغي، عندها قد منحها مشروبا غريبا كان له الفضل في علاج إصابتها بسرعة كبيرة، ففتحت عينيها بشدة "هل يمكن أنهم ينوون استخدام ذلك المشروب على كامل الجيش؟ لكن حتى و لو فعلوا، فذلك المشروب سيأخذ وقتا طويلا من أجل شفاءهم، و أيضا، هل لهم ما يكفي للجيش بأكمله؟ ظننت أنه شيء نادر جدا، أو كنز ما، لكن إن لم يكن كذلك..."</p><p></p><p>بقيت الرئيسة موراساكي تفكر في طريقة رد جيش الانقلاب على جيش أخ الإمبراطور الذي سوف ينفذ ضربته عما قريب "هل يمكن أنهم ينوون استدعاء الجيش الذي تركناه وراءنا لحراسة العاصمة من قدوم أي عدو من وراءنا؟ لكن حتى لو فعلوا سيكون الوقت متأخرا عندها، اللعنة، أنا أريد أن أعرف بشدة"</p><p></p><p>لاحظ الكبير أكاغي تشوش الرئيسة موراساكي، فابتسم و قال "في بعض الأحيان يمكننا معرفة الإجابة عن طريق السؤال فقط"</p><p></p><p>حدقت الرئيسة موراساكي به ثم بلعت ريقها و استعدت للتكلم "إذن..."</p><p></p><p>بالعودة لمكان باسل و البقية</p><p></p><p></p><p>عندما قرر باسل أن ينهي الأمر سريعا من أجل التوجه نحو قلب القصر، واجه عرقلة صغيرة، لكنها كانت غير متوقعة</p><p></p><p>فجأة من جهة قلب القصر أتت تعزيزات لجيش الجانب الجنوبي، هذه التعزيزات كانت حوالي ألفين، هناك 1500 من المستوى الرابع و 500 من المستوى الخامس، مع قادتهم الذين كانوا أبناء أخ الإمبراطور</p><p></p><p>قد يكونوا الجنود الذين يأتون بهم في المستوى الرابع و الخامس، لكن هؤلاء يكونون طاعنين في السن، فليس هناك من يصل للمستوى الرابع أو الخامس بكل سهولة، فهؤلاء وصلوا لهذه المرحلة بعد قضائهم حياتهم كلها في التدريب، و عندما وصلوا للمستوى الخامس، كانوا قد كبروا في السن بالفعل و لم يعد باستطاعتهم التقدم و الارتفاع في المستويات أكثر</p><p></p><p>لقد أتى طلب مساعدة من الأميرات، لذا أسرع أبناء أخ الإمبراطور في أخذ بعض الجنود من والدهم و اتجهوا قاصدين هذا المكان</p><p></p><p>أبناء أخ الإمبراطور، كانت لديهم مكانة مرتفعة أيضا، مع أن والدهم لم يستقل لوحده، لكنه كان لديه عدة أراضي خارج العاصمة، كان لديه عدة مدن تحت إمرته، و كذلك الحال مع أبناءه، كان لديهم نفوذ كبير في الإمبراطورية، لم يكونوا في مثل قوة الأمراء و الأميرات، لكن كانت لديهم سمعتهم كحاملي ددمم غرين</p><p></p><p>عندما رأى باسل شعار أبناء أخ الإمبراطور لم تظهر عليه تعبيرات الصدمة، و إنما تعبيرات الفرح</p><p></p><p>تكلم باسل "هؤلاء الحشرات، إنهم يقومون بأفضل عمل، يقومون بتسهيل عملي أكثر فحسب بتجمعهم كلهم في مكان واحد، أنهيت أمر الأمراء و الأميرات، و ظننت أنني سأضطر للبحث عن أبناء عمهم واحدا تلو الآخر، لكن، من كان يظن أنهم سيأتون لموتهم مسرعين هكذا، إنهم حقا يقومون بعمل جيد"</p><p></p><p>تكلم التاجر ناصر "أمن الضروري قتلهم؟"</p><p></p><p>حدق باسل في التاجر ناصر و قال "يبدو أنك تظن أنني جزار مجنون ما أو شيء كهذا، أنا فقط لا أرحم من لا يجب أن يرحم، لقد بحثت في أمر عائلة غرين جيدا، و وجدت أنها كلها، من صغيرها لكبيرها مجرد حثالة. حثالة هذا العالم يجب أن يختفوا إن أردنا تحقيق هدفنا الأكبر، أنا لا أريد الانزعاج بمثل هؤلاء الحثالة عندما يأتي وقت مواجهة العدو الحقيقي، يجب علينا تصفيتهم تماما، الرحمة لا يجب أن نظهرها، فإن تركتهم الآن، لا أظن أنهم فقط سيجلسون في الجانب بعد نهاية هذا الأمر و التفرج من دون محاولة الانتقام، أي شرارة مثل هذه يجب ليس فقط إطفاؤها، بل و إغراقها في الأعماق من أجل ضمان عدم اشتعالها للأبد"</p><p></p><p>بلع التاجر ناصر ريقه فتكلم باسل سائلا "هل حزمت قرارك؟"</p><p></p><p>أجاب التاجر ناصر "ليس كما لو أنني لم أحزم قراري، فهذا فعلته منذ زمن، منذ أن قررت اتباعك أيها السيد الصغير، فقط يبدو أنني كنت أحمل رحمة لا داعي لها كما قلت"</p><p></p><p></p><p>قال باسل بابتسام "من الجيد أنك فهمت"</p><p></p><p>بالعودة لميدان المعركة بقلب القصر</p><p></p><p>تكلم كورو هيسي "أليس غريبا أن قائد العدو لم يتحرك حتى الآن؟ ليس هذا فقط، لكنه لم يقم بإرسال أي سحرة من المستوى الخامس حتى"</p><p></p><p>تكلمت كورو يامي بينما تقترب منه "أوه، هيسي يقول شيئا معقولا"</p><p></p><p>عبس هيسي ثم قال "حتى أنا يمكنني ملاحظة هذا"</p><p></p><p>"هوهوهو" ضحكت يامي و قالت "حسنا حسنا" ثم أكملت مع نفسها "حتى ذلك الهيسي لاحظ هذا الأمر، كما توقعت من الغريب عدم رد الهجوم من جهتهم، يجب أن أتواصل مع هي"</p><p></p><p>(يامي، العدو ينوي القيام بحركته عندما تنهك قوة جيشنا) أتى صوت يخاطب يامي تخاطريا</p><p></p><p>أجابت يامي (إذا هذا هو السبب، إذا ما المعمول يا هي؟)</p><p></p><p>قال الرئيس هي (بالطبع عندما يحين الوقت، سوف نأمر الجنود باستخدام إكسير التعزيز)</p><p></p><p>(حسنا، هذا هو الخيار الوحيد المرجح، لك هذا، سأنتظر إشارتك) أجابت يامي ثم نادت على ابن أخيها لتبلغه بالأمر</p><p></p><p></p><p>و في هذه الأثناء كان كين نبيل يتحدث مع أبيه حول نفس الأمر</p><p></p><p>قال الرئيس تشارلي متسائلا (ما بك؟ مزاجك يبدو معكرا من نبرة صوتك)</p><p></p><p>أجاب كين نبيل (شيء واحد يمكنه أن يعكر مزاجي في هذه الأثناء يا أبي، أن يؤخذ ما يخصني)</p><p></p><p>قال الرئيس تشارلي (هكذا إذا، حظا موفقا في استرجاعه)</p><p></p><p>تنهد كين نبيل ثم التفت للأشخاص الواقفين أمامه، كان عددهم كبيرا جدا، حوالي المئتين، أكثرهم من المستوى الرابع</p><p></p><p>عبس كين نبيل و قال "اللعنة، لقد تعكر مزاجي حقا، أنتم أيتها الحثالة، لقد فعلتم المحرم تجاهي، أخذتم ما يخصني، لا تظنوا أنكم ستموتون موتة رحيمة، أن تسلبوا مني متعتي مع محبوبتي يامي، كيف تجرؤون، سوف أمزقكم لقطع، لن تكون هناك رحمة"</p><p></p><p>أشهر سيفه ثم شحذ طاقته السحرية و شرع في قطع الأعداء واحدا تلو الآخر بشفراته الجليدية</p><p></p><p>غضب كين نبيل كثيرا، فيبدو أنه كان ينوي البقاء إلى جانب محبوبته 'بالادعاء'، لكن أتى هؤلاء و تسببوا في فراقهم، لكن في الحقيقة، كانت 'يامي' هي من استغلت هذا الوضع و هربت من ه</p><p></p><p>و مع تقدم الجيش بثبات، في هذه الأثناء كان الإمبراطور يغلي في مكانه، ظن أنه عندما يهاجمه العدو، سوف يكون قادرا على مواجهته، لكن وصله نبأ موت أبناءه و بناته، لقد ظن أنه إن قام بتأخير العدو و لو قليلا، فسوف يأتي جيش كبير من خارج العاصمة –من أقرب مدن- ليدعمه، لكن هذا لم يحدث، مما تسبب في ازدياد الطين بلة، تحسر في مكانه، و حقد أكثر على عائلة كريمزون، حقده بالفعل كان في أقصى الدرجات، لكن الآن بعد موت أبناءه و بناته، لا يمكن تصور درجة غضبه</p><p></p><p>حتى المحكمة المركزية لم تتدخل، و عندما أتاها أمر الإمبراطور بالانضمام للمعركة، قامت فقط بعصيانه، لكن، لم يكن للإمبراطور أي قوة عليهم في هذه الأثناء، فإن حاول مقاتلتهم، سوف يخسر جنودا من دون فائدة فقط مما قد يتسبب له في خسارة الحرب ضد عائلة كريمزون، لذا قرر التعامل معهم بعد انتهاءه من هذا الانقلاب</p><p></p><p></p><p>في طليعة المعركة</p><p></p><p>و أخيرا بعد مدة من الالتحام، كان أول من وصل لمقر العدو ليس أي أحد غير تورتش، مما يعني التشكيل</p><p></p><p>صرخ تورتش بقوة و قال "لقد حان الوقت ليرى العالم مدى مهارتنا، أمر سيدنا الصغير باسل واضح تماما، يا أيها الجنود افتحوا آذانكم و ركزوا على هذا الأمر جيدا، لا يجب أن يخالفه أي أحد"</p><p></p><p>استمع الجميع بحذر و ركزوا جيدا كما أُمِروا، كل هؤلاء الأشخاص يؤمنون أن الشخص الذي سينقد عالمهم سيكون سيدهم باسل لا غير، شاهدوا قوته و حكمته في عمره الصغير، لم يكن هناك معترض، لكن كان هناك فقط مؤيد</p><p></p><p>صرخ تورتش "لن تكون هناك رحمة"</p><p></p><p>اشتعل الجنود حماسا و صرخوا بقوة "هوااااااااااااه"</p><p></p><p>لقد فهموا المعنى وراء هذا الكلام تماما، لن تكون هناك رحمة، أي أبيدوا العدو بكرة عن أبيه، لا تتركوا أي شخص حي، و لا واحد يجب أن ينزلق من أصابعكم، كان هذا هو الأمر الأول الذي يأتي من سيدهم خلال معركة ما، و لهذا كانوا في قمة معنوياتهم</p><p></p><p>انطلق التشكيل في اتجاه المقر و هدفه أخذ رأس العدو، قطعوا كل ما في طريقهم</p><p></p><p>و في هذه الأثناء، في مقر العدو</p><p></p><p>"أخيرا أتوا، حسنا حان وقت ظهورنا" تكلم أخ الإمبراطور</p><p></p><p>مع تقدم التشكيل و إبادته للعدو في الطريق، كانوا قد استخدموا بالفعل الكثير من قوتهم، و الآن طاقتهم السحرية قد اقتربت من الفراغ، و الأمر سيان مع باقي جيش الانقلاب</p><p></p><p>انتظر أخ الإمبراطور هذه اللحظة بكل استرخاء، و ضحى بكل جنوده، و الآن لم يتبقى بجانبه سوى سحرة المستوى الخامس، عددهم الإجمالي بلغ 7 ألاف، و بهذا العدد، ليس هناك شك في أنه قادر على هزيمة جيش الانقلاب المرهق</p><p></p><p>و بالفعل سار مخططه كما توقع، لكن للأسف حصل هذا لمدة صغيرة جدا، و مع ذلك هذه المدة الصغيرة كانت كافية لتسبيب ضرر كبير، فعندما رأى أخ الإمبراطور هذا الضرر الذي سببه للعدو في هذه المدة الصغيرة، ضحك بجنون</p><p></p><p>قال أخ الإمبراطور "الجنود وجدوا ليموتوا في الحرب، لا أن ينجوا منها، دورهم هو التضحية بأنفسهم من أجل قائدهم، هذا فقط لا غير، انظر الآن، ها أنا ذا أنتصر بفضل تلك التضحية"</p><p></p><p>عندما ظهر العدو، تفاجأ التشكيل، فقُتِل البعض منهم، و البعض من جيش الانقلاب، و عندها توقف تقدمهم، لكن ليس بسبب الخوف أو أي شيء مشابه له، لكنهم وقفوا لأنهم قد تلقوا كلهم رسالة عبر خاتم التخاطر في آن واحد</p><p></p><p>"إكسير التعزيز"</p><p></p><p>أخرج كل واحد من الـ40 ألف المتبقية من جيش الانقلاب إكسير التعزيز ثم شربه</p><p></p><p><em>بووووووووووووم</em></p><p></p><p></p><p>انفجر المكان بأكمله بطاقاتهم، و شقت الأرض من كل القوة التي اجتمعت فوقها، و الآن أصبحوا عبارة عن جيش خارق يصل البعض منهم لمستوى الجنرال، و الباقي كله في مستوى عقيد</p><p></p><p>ترتيب القوى في الإمبراطورية على حسب مستوى الشخص كان كالتالي</p><p></p><p>جنرال "المستوى السادس"</p><p></p><p>عقيد "المستوى الخامس"</p><p></p><p>نقيب "المستوى الرابع"</p><p></p><p>قائد وحدة "المستوى الثالث"</p><p></p><p>رقيب "المستوى الثاني"</p><p></p><p>جندي أول "المستوى الأول"</p><p></p><p>جندي "غير ساحر"</p><p></p><p>جيش الدفاع عن القصر امتلك كل المستويات من الأول إلى الخامس مع قائد في المستوى السادس، و أخ الإمبراطور ضحى بكل أولئك الجنود، و ترك العقداء فقط بجانبه، و هذا بسبب خطئه الذي كان شيئا طبيعيا الوقوع فيه</p><p></p><p>أولا، العدد المتبقي من المعركة الأولى، فهو ظن أن الأمير الثاني المنهزم سيكون قد أخفض عدد جيش العدو كثيرا، لكنه كان مخطئا</p><p></p><p>ثانيا، قوة العدو الغير متوقعة، لم يكن يظن أن جيش العدو سوف يشمل كله على سحرة من المستوى الرابع و الخامس</p><p></p><p>ثالثا و أخيرا، و السبب الأكبر، عدم معرفته بامتلاك العدو هذا النوع من الكنز الذي سوف يقلب المعركة رأسا على عقب في لحظة واحدة</p><p></p><p>شاهد أخ الإمبراطور قوة جيش العدو ترتفع باستمرار، و في لحظة، أصبح هناك الكثير من ذوي المستوى السادس أمام عينيه اللتين كادتا تخرجان من مكانهما</p><p></p><p>فهذا شيء غير معقول بتاتا، لا يمكن حدوث مثل هذا الأمر أبدا، و عندها كان أخ الإمبراطور قد وقع في يأس عميق، و عرف أنه قد خدع، عرف أنه كان فقط 'المتهور'</p><p></p><p></p><p>و في أثناء غرقه في أعماق اليأس، أتاه اتصال عبر خاتم تخاطر (والدييييي، أنقذنا، نحن نُباد واحدا تلو الآخر، إنه وحش، أنقذنا أرجوك، إن لم تأتي حالا فسو.....)</p><p></p><p>انقطع الاتصال الذي أتاه فجأة من ابنه، فعرف أن السبب كان الموت</p><p></p><p>و الآن، فهو يشاهد عقداءه يُجزرون واحدا تلو الآخر كما حدث مع سحرة المستوى الرابع تقريبا. في ذلك الوقت، قام جيش الانقلاب بهزيمة سحرة المستوى الرابع باستعمال سحرة المستوى الخامس، باقي سحرة المستوى الثالث و ما أسفلهم، قتلوا بواسطة سحرة المستوى الرابع</p><p></p><p>و الآن، كان الوضع متشابه كثيرا، فسحرة المستوى الخامس (العقداء) الذين حرص أخ الإمبراطور على إبقاءهم بجانبه طيلة الوقت، أبيدوا من طرف سحرة المستوى السادس و سحرة المستوى الخامس الذين شربوا إكسير التعزيز و ارتفعت قوتهم لهذه الدرجة، لذا الاختلاف الوحيد الذي كان موجودا هو عدم وجود أي شخص ضعيف من جيش الانقلاب أمام جيش الدفاع عن القصر المتبقي كما في السابق، كانوا إما يعادلونهم قوة، أو يفوقونهم بها</p><p></p><p>و بالطبع أخ الإمبراطور ليس غبيا، فهو اشهر باستراتيجياته الحربية، مع أنها كانت حقيرة و ليس بها شرف، لكنها كانت فعالة كثيرا</p><p></p><p>لذا، فقد لاحظ في الحال مدى سوء وضعيته، و الآن بينما كانوا عقداءه يُبادون واحدا تلو الآخر، استغل هو هذه الفرصة ليهرب</p><p></p><p>التفت للخلف و جرى، يا له من حقير، يبدو أن الاستراتيجي الغير شريف لم يكن مخططا عبقريا، و إنما كان فقط جبانا لا يستطيع مواجهة أي احتمالات خاسرة</p><p></p><p>لكن هيهات هيهات، هناك أعين كثيرة كانت تراقبه بكل حرص، و في الحال وجد أخ الإمبراطور نفسه مطاردا من قبل ثلاث أشخاص</p><p></p><p>هؤلاء الثلاث أشخاص اقتربوا من بعضهم البعض ثم تكلموا فيما بينهم بينما يلاحقون الجبان الهارب</p><p></p><p>"إنه فريستي، ابتعدوا من هنا" تكلم ذلك الشخص المظلم</p><p></p><p>أجاب الذي بجانبه "من أنت على أي حال؟ أنا هيسي العظيم، و أخذ رأس قائد العدو يكون فقط من حق العظماء"</p><p></p><p>"إن تحدثنا عن العظمة، فسيدي قائدك و قائده و قائد هذا الجيش هو الذي يستحق أن يُنسب له شرف أخذ رأس قائد العدو، أنا تورتش و بأمر من سيدي باسل سوف آخذ رأس العدو"</p><p></p><p>تكلم الشخص المظلم من السابق "إذن أنت تابع لذلك الفتى القرمزي، قد يكون قائدا للجيش حاليا، لكن قائدي الوحيد الذي أعترف به هو سيدي الجنرال رعد، أنا يين يينغ من سينتزع رأس ذلك الجبان"</p><p></p><p></p><p>كان يين يينغ هو الشخص الذي أمره الجنرال رعد سابقا بمراقبة باسل بعد التقائهما</p><p></p><p>تكلم هيسي "يبدو أننا لن نتفاهم هنا" ابتسم ثم أكمل "إذن، الرابح هو الأسرع"</p><p></p><p>ابتسم تورتش "يبدو الأمر كذلك"</p><p></p><p>تهجن يين يينغ "همف، يا له من غباء"</p><p></p><p>تقدم الثلاثة بسرعة كبيرة جدا، إنهم الآن في المستوى الخامس بدنيا و يستطيعون الجري بسرعة تصل لمئات الأميال في الساعة، فهذا واحد من الأسباب التي جعلت باسل يقرر الهجوم فقط بسحرة المستوى الرابع و الخامس، فهم سيقطعون المسافة من السور المحيط بالعاصمة ليصلوا للعدو بسرعة، و كل هذا كان من أجل عنصر المفاجأة، فهذا الأخير له دور كبير، و أيضا، كان أسلوب باسل المفضل</p><p></p><p>و بالطبع أخ الأمبراطور لم يكن يقل عنهم قوة، فهو في القسم المتوسط من المستوى السادس، أما هم كانوا فقط من القسم الأولي، و هذا من ناحية الطاقة السحرية، أما من ناحية البنية الجسدية فهو يفوقهم بكثير، فبنيته في المستوى السادس، و هم بنيتهم في المستوى الخامس، فإكسير التعزيز يقوم برفع الطاقة السحرية فقط مؤقتا، أما البنية الجسدية تبقى في وضعها الطبيعي، لذا كانت المطاردة صعبة</p><p></p><p>فجأة وقف تورتش عن الجري، فاستغرب الاثنان الآخران لكنهما لم يتوقفا و أكملا الجري</p><p></p><p>أخرج تورتش من مكعب تخزينه قوسا طويلا للغاية، و كما كان طوله كبيرا، كذلك كان عرضه الذي يناسب مركزه قبضة اليد تماما</p><p></p><p>شكله كان راقيا، و به نقوش توهجت بشكل قوي بمجرد ما أن أرسل تورتش طاقته السحرية للقوس، هذا الأخير قام بضخ الطاقة السحرية باستمرار و تعزيزها</p><p></p><p>أخرج تورتش هذه المرة سهما، هذا الأخير كان سهما حديديا بالكامل، و كان عريضا و ضخما، و رأسه كان أسطوانيا، و أيضا كان يحتوي على نقوش</p><p></p><p>قام تورتش بوضع السهم على القوس، هذا الأخير توهج كثيرا و تفاعل مع السهم، فمرر إليه الطاقة السحرية التي عززها، و عندها قام تورتش بسحب السهم، و عند فعله لذلك، مرت بعض الطاقة لوتر القوس، هذا الوتر صنع من خيوط ملك العناكب الدامي ذو المستوى السادس</p><p></p><p>سحب تورتش السهم بينما يقوم الوتر بالتمدد أكثر فأكثر، و الطاقة السحرية لا زالت تزداد باستمرار، و عندها لاحظ يين يينغ و هيسي القوة المخيفة وراءهما، نظرا خلفهما ليريا ما يحصل</p><p></p><p></p><p>و في لحظة</p><p></p><p><em>إطلاق</em></p><p><em></em></p><p><em>وووووووووووووووووووووش</em></p><p></p><p>مر من وسطهما سهم ملتهب، كانت ناره حارقة جدا، تلك الأخيرة كانت حرارتها كبيرة جدا فابتعد الاثنان بسرعة، بنيتهما الجسدية في المستوى الخامس، لكنهما تأثرا بحرارة هذه النار</p><p></p><p>أخ الإمبراطور الذي كان يهرب، كانت المسافة بينه و بين ملاحقيه تمتد لأميال، و في أثناء هربه، أحس بشيء يستهدفه، فالتف و إذا به يجب سهما مشتعلا يتجه نحوه بسرعة كبيرة جدا، فأسرع بإخراج العديد من حاجز الحماية الأرضية</p><p></p><p>كان شكلها دائري، و كانت كما لو أنها حجر أصل ضغط ليصبح على ذلك الشكل، و في الوسط يوجد نقش يشبه زهرة اللوتس و يتكرر لخمس مرات، هذه النقوش الخمس المتماثلة كانت متداخلة فيما بينها متخذة شكلا خماسيا</p><p></p><p>رماها حوله بعد أن فعلها، فظهر حاجز شفاف حوله من كل الجهات، هذا الحاجز كان مشابه كثيرا لحاجز الحماية السماوية، لكن المختلف هو صده لأي شيء خارجه، أما حاجز الحماية السماوية فيبقي على الوحوش السحرية في الداخل</p><p></p><p>قطع السهم الأميال في ثوان و وصل لوجهته و هدفه، لكن عندها اعترضه الحاجز</p><p></p><p><em>ووووووووووش</em></p><p></p><p>تجمد هيسي و يين يينغ، ذلك السهم الذي انطلق قبل ثوان من جانبهما وصل بسرعة كبيرة للحاجز، و عندما فعل، تكسر الحاجز مع صوت <em>بااانغ</em></p><p></p><p>أخرج أخ الإمبراطور درعا دائريا و وضعه أمامه مدافعا به عن نفسه</p><p></p><p><em>بوووووووم</em></p><p></p><p></p><p>وصل السهم للعدو و انفجر بقوة بمجرد التقاءه بالدرع الدائري</p><p></p><p>انفجار ضخم للغاية حدث، هذا الانفجار كان لا يصدق، ترك هيسي و يين يينغ فاتحين فمهما، فاتحين أعينهما على مصراعيهما و تكاد تخرج من مكانهما</p><p></p><p><em>سعل</em> <em>سعل</em> <em>سعل</em></p><p></p><p>بعد انقشاع الدخان و الغبار، ظهر أخ الإمبراطور من وسط النيران بينما يسعل الكثير من الدماء، درعه الدائري اختفى و درعه السحري قد تضرر كثيرا، و الدماء تغطي وجهه و حروق مختلطة معها</p><p></p><p>وقف ثم نظر للبعيد نحو العدو الذي أطلق عليه هذا الهجوم، و عندها لاحظ ذلك الشيء الغير معقول يحدث</p><p></p><p>إنه يستعد ليقوم بهجوم آخر، ليس فقط أخ الإمبراطور من صدم، لكن حتى هيسي و يين يينغ لم يجدا ما يقولا، هل بإمكانه استخدام مثل هذا الهجوم أكثر من مرة؟</p><p></p><p>و في هذه الأثناء بينما يقوم تورتش بسحب السهم الثاني، كان يحس بنشوة لا توصف، قبل مدة ليس بالطويلة كان مجرد قائد وحدة، موهبته كانت تقارن بالجنرال رعد، فهو بعمر الـ27 و كان قائد وحدة يُتوقع منه الكثير</p><p></p><p>لكن عندما ظهر سيده باسل، تغيرت حياته تماما، و ها هو ذا الآن يقاتل جنرالا بكل فخر، ضد شخص بذلك المستوى الذي ظن أنه سيصل له بعد مدة طويلة جدا، و قد لا يفلح الأمر معه، فهناك أشخاص أظهروا موهبة غير معقولة بالأول، لكنهم علقوا في قمة المستوى الخامس</p><p></p><p>ابتسم و قال "نقوش أثرية، هاه، إنها حقا مذهلة"</p><p></p><p>أخ الإمبراطور أخرج حواجز حماية أرضية، لكنه تحسر بداخله، تلك كانت حواجز من المستوى السادس، لكنها اخترقت من طرف ذلك السهم، و الآن لم يتبقى له سوى حاجز واحد</p><p></p><p>سابقا استعمل خمسة منها لتحيطه من جميع الجهات، لكن كان هذا خطئا منه، فعندما اخترق السهم الحاجز الأول و انفجر، دمرت جميع الحواجز الأخرى</p><p></p><p>و الآن لم يعد يقوى على الحركة بينما السهم الثاني سيأتي</p><p></p><p>شحذ تورتش طاقته السحرية أكثر، ثم قال بداخله "سيكون بإمكاني استخدام هذه التقنية ثلاث مرات فقط، و هذا يكون ممكنا فقط عندما أصل للمستوى السادس عن طريق شرب إكسير التعزيز، بالنظر للضرر الناتج عن السهم الأول، فآخريْن اثنين كافيين لإنهاء أمره"</p><p></p><p>و الآن ها هو قد انتهى من الشحن</p><p></p><p><em>إطلاق</em></p><p><em></em></p><p><em>ووووووش</em></p><p></p><p>سهم ملتهب آخر يتجه بسرعة كبيرة جدا و وصل إليه قبل أن يستطيع التحرك للمراوغة</p><p></p><p><em>بووووم</em></p><p></p><p>انفجار آخر دمر هذه المرة درعه السحري بالكامل</p><p></p><p>هيسي و يين يينغ توقفا و شاهدا ما يحدث أمامهما باندهاش فقط</p><p></p><p>و الآن تورتش يستعد لإلقاء السهم الثالث مرة أخرى، هذا السهم الذي سيكون الأخير له و الذي سينهي حياة أخ الإمبراطور</p><p></p><p></p><p>لكن للأسف حدث ما لم يخطر على البال</p><p></p><p><em>ووووووووووووش</em></p><p></p><p>قطع*</p><p></p><p>رياح قطعت ظهر تورتش من الوراء بشدة، لولا درعه السحري ذو المستوى الخامس لتلقى أضرارا لا تحمد عقباها</p><p></p><p>التف تورتش ليرى الشخص الذي هاجمه، ثم عندها لاحظ شخصا بسيف رقيق طويل برياح تدور حوله، هذا الشخص كانت عيناه تحمل معها نية قتل مخيفة و باردة تجعل شعر الجسد يقف</p><p></p><p>أخ الإمبراطور النصف ميت شاهد ذلك الشخص الذي أنقذه من الموت ثم ابتسم و فرح، قال بداخله "على ما أذكر، إنه تابع هيملر 'شاهين'، لقد نجوت، سوف أستغل هذه الفرصة للهرب"</p><p></p><p>التف أخ الإمبراطور و أكمل الهرب بأقصى ما لديه من قوة، الآن جسده يعاني من إصابات بليغة، يجب عليه استغلال كل لحظة ممكنة للهرب</p><p></p><p>هيسي و يين يينغ اللذين وقفا لينتظرا هجوم تورتش الأخير، لكن هذا لم يحدث بسبب الشخص الذي ظهر، لذا عندما ريا أخ الإمبراطور يهرب أكملا اللحاق به، و بسبب تورتش، سيكون إمساكه الآن ممكنا بسهولة</p><p></p><p>تورتش وجد نفسه في وضع حرج نوعا ما، هذا الشخص الذي ظهر في المستوى الخامس، لن يشكل له مشكلة في الحالات العادية، لكنه قد استنزف طاقته بسبب الهجمتين السابقتين، فعندما يستخدم الشخص إكسير التعزيز، سترتفع طاقته مؤقتا، لكن عندما ينفذ مفعول إكسير التعزيز، سوف تفرغ طاقته السحرية أكثر مما كانت عليه</p><p></p><p>الآن هو لديه اليد العليا، لكن بعد دقائق قليلة، سوف تفرغ طاقته و يصبح في الموقف الأضعف</p><p></p><p>تكلم تورتش عبر خاتم التخاطر (شينشي، برودي، فانسي، اتركا القيادة لنائبيكم، أنا أحتاجكم بأقصى سرعة)</p><p></p><p>تقدم شاهين بينما يشحذ سحره في سيفه الرقيق الطويل، قال "أنت تابع لذلك الفتى القرمزي، أليس كذلك؟ من هو ذلك الفتى؟ أخبرني، كيف له أن يعرف عن الإكسيرات و استعمالات أحجار الأصل؟"</p><p></p><p>"هاه؟" تعجب تورتش في داخله "عن ماذا يتحدث هذا الشخص؟ من كلامه يبدو أنه يعرف عن الإكسيرات، إذن أنا الذي يجب أن أطرح عليه هذا السؤال و ليس هو، أليس سيدي و السيدة أنمار هما الوحيدان اللذان يعرفان عن الإكسيرات؟"</p><p></p><p>قال شاهين "لا تنوي الإجابة إذن، هاه، حسنا سأجبرك على ذلك فقط"</p><p></p><p></p><p>أسرع تورتش في شحذ السهم الأخير و تقدم شاهين بسرعة كبيرة</p><p></p><p><em>إطلاق</em></p><p></p><p>بوووم*</p><p></p><p>أطلق تورتش السهم الأخير في اتجاه شاهين و انفجر</p><p></p><p>بدأت طاقة تورتش تنخفض مع إطلاقه للسهم الأخير. عندما أطلق السهم الاخير ابتعد للخلف احتياطا من أي شيء قد يحدث</p><p></p><p>ذلك السهم يجب ان يكون كافيا لقتل ساحر من المستوى الخامس، لكن...</p><p></p><p>كما توقع تورتش، ذلك الشخص تكلم عن الإكسيرات بطريقة توحي أنه يعلم عنها، لذا لم يمحو احتمال امتلاكه أيضا للإكسيرات، فتراجع للخلف مبتعدا</p><p></p><p>و يبدو أن خياره كان حكيما، فها هو ذا شاهين يخرج من الدخان بجروح قليلة فقط، و طاقته السحرية مرتفعة كثيرا عما سبق، يبدو أنه الآن في القسم النهائي من المستوى السادس، فشاهين استغل ازدياد الطاقة المفاجئ و دافع بها مرة واحدة</p><p></p><p>لعن تورتش حظه السيء ثم استعد لهجوم شاهين القادم، لكنه و في هذه الأثناء لم ينسى أن يبلغ هذا الأمر لسيده باسل، أسرع في التكلم عبر خاتم التخاطر (سيدي، هناك شخص اسمه شاهين يعرف عن الإكسيرات، و الآن قد استخدم إكسير التعزيز أمام عيني)</p><p></p><p>(شاهين؟ أيمكن أنه الشخص الذي كان يرافق الأمير الأول؟) أجاب باسل</p><p></p><p>في هذه الأثناء باسل كان يقف يمسك بسيف ساحر من المستوى الثاني بينما يتحدث عبر خاتم التخاطر</p><p></p><p>فكر باسل بداخله "الساحر وايد الذي كان يرافق العاهرة كان يعرف عن الإكسيرات، و الآن الشخص الذي كان يرافق الأمير الأول يعرف أيضا عن الإكسيرات، لابد من وجود علاقة بينهما"</p><p></p><p>تكلم باسل (تورتش، لا تقتله، أنا أريده حيا)</p><p></p><p>أجاب تورتش (آسف يا سيدي، لكن الخيارات ليست في صالحي أبدا، أنا في الموقف الضعيف هنا، و يبدو أنني سأموت إن لم تأتي المساعدة قريبا)</p><p></p><p>عبس باسل ثم قال (اصمد مكانك ريثما تأتي المساعدة، للأسف أنا لا زلت بعيدا و لا يمكنني القدوم باكرا، لا تمت، هذا أمر)</p><p></p><p>ابتسم تورتش ثم قال (إن كان هذا أمر منك فلا أظن أنني يمكنني الموت، هاهاها)</p><p></p><p>انتهى باسل من التحدث مع تورتش تخاطريا ثم تكلم محدثا الساحر ذو المستوى الثاني الذي يمسك سيفه "على ما أذكر فاسمك جون، أليس كذلك؟"</p><p></p><p>"همم؟" تعجب الساحر ذو المستوى الثاني جون، فقال "كيف لك أن تعلم اسمي؟"</p><p></p><p>ابتسم باسل ثم قال "ماذا؟ هل نسيتني بهذه السرعة؟"</p><p></p><p>حدق جون في باسل مطولا ثم تذكر ذلك الفتى و الفتاة اللذين التقى بهما أثناء حراسته لبوابة العاصمة، قبل حوالي نصف سنة أتيا بكمية كبيرة من أحجار الأصل بالمستوى الثاني، عندها قد وجد الأمر غريبا جدا، فكيف لذلك الطفلين أن يملكا كل تلك الأحجار؟</p><p></p><p>لكنه اقتنع بكلام مرافقه في الحراسة أنهما فقط يقومان ببيع الأحجار بناء على طلب شخص آخر، لكن الآن صدم أكثر من السابق، هذه المرة وجده يجزر عائلة غرين</p><p></p><p>تكلم باسل "أنا قررت عدم رحمة أي شخص، لكن سأمنحك فرصة بسبب إخلاصك في عملك، عندما أتيت إلى هنا أول مرة، أنت قمت بطلب الثمن الحقيقي لضريبة الدخول، قد يبدو الأمر سخيفا، لكن بالنسبة هذا شيء مهم، أنت لم تخدعني، مع أنك إن حاولت فعل ذلك كنت ستتلقى عاقبة أعمالك، خلاصة، هل سترمي سيفك الذي تجعله مخلصا لعائلة غرين الآن و تقف بالجانب، أم تنضم لتكون جزءا من المجزرة؟"</p><p></p><p>تردد جون كثيرا، هو انضم لجنود عائلة غرين في سبيل الحصول على نفوذ أكبر، إن عمل بجد فقد يكون بإمكانه الوصول لمكانة رفيعة، و بهذا سيكون بإمكانه تغيير حياته و حياة عائلته الفقيرة بالكامل</p><p></p><p>لكن، وقف جون ثم أحكم القبض على سيفه و حاول جره من قبضة باسل، لكن هذا لم ينفع، فقال "قد يكون لدي هدف أريد تحقيقه، لكنني لا أنوي التخلي عن شرفي في سبيل تحقيقه"</p><p></p><p>تكلم باسل "هدف؟ شرف؟ إن مت هنا بسبب شرفك فكل شيء سينتهي، يجب أن تخزن شرفك هذا لوقت و شخص أفضل، فلتتبعني، و لن تموت هنا، هذا أولا، و سوف تحقق هدفك أيا كان، هذا ثانيا، و ستبلغ يداك مدى لم يكن بإمكانك تخيله، هذا ثالثا"</p><p></p><p>عبس جون ثم صرخ "ماذا تعلم عني أنت؟ ماذا تعلم عن هدفي أو شرفي؟"</p><p></p><p>أخرج باسل نية قتل مخيفة ثم قال بنبرة حادة و بنظرة خالية من الرحمة "اصمت، لا ترفع صوتك مرة أخرى، هدفك على الأكثر سيكون إنقاذ، أو حلم أم طموح، أو المال، أو ربما عائلتك، و كما قلت من قبل، شرفك هذا فلتخزنه لشخص أفضل، أن يضيع شخص مخلص مثلك في سبيل حثالة أمر لا يمكنني تقبله، يجب أن تشكرني على عدم قتلك حتى الآن، و هذا حدث فقط لأن لدي مبادئي الخاصة، قد لا تكون مثل الشرف الذي تحدثت عنه، لكنها شيء لا يمكنني العدول عنه مهما حدث، و من بينها عدم نسيان الإحسان تجاهي"</p><p></p><p>حدق جون في باسل بغرابة، عن ماذا يتحدث هذا الشخص بالضبط؟ هل بسبب أنه فقط قال له الثمن الحقيقي للضريبة سوف يقوم بالعفو عن حياته هنا؟ هل هذه مزحة أم ماذا؟</p><p></p><p></p><p>أكمل باسل "أنا لا أمزح هنا، أنا أعرف أن أي شخص في هذا الوجود سوف يرى الأمر غبيا، لكن، و لحسن حظك، فهذا الأمر يتوافق مع مبادئي، أحسنت تجاهي، و الآن دوري في فعل نفس الأمر تجاهك، فأي حارس آخر كان سيحاول خداعي"</p><p></p><p>"أنا...." تمتم جون، فشاهد ثلاث سحرة من المستوى الثالث متوجهون نحو ظهر باسل، و بسرعة وصلوا و لوحوا بسيوفهم في آن واحد</p><p></p><p>"انتب..." صرخ جون محاولا تحذير باسل لكن هذا الأخير قام ببساطة بقطع الثلاثة ليصبحوا ست</p><p></p><p>لوح باسل بسيفه من أجل إزاحة الدم، ثم نظر لجون مرة أخرى و قال "آخر تحذير لك، فقط إعطائي فرصة لك يمكنني اعتباره كافيا كرد إحسانك تجاهي، إن رفضت عرضي مرة أخرى سأقتلك حالا"</p><p></p><p>حدق جون في الجثث الثلاثة ثم بلع ريقه، لقد كانوا من المستوى الثالث</p><p></p><p>و بعد قليل اقترب الجنرال منصف بينما يوجه كلامه لذلك الفتى "أيها السيد الصغير باسل، لقد اقتربنا من الانتهاء هنا، يجب أن نسرع للذهاب نحو قلب القصر، فأب زوجتني يحتاجنا هناك، يبدو أن المعركة قد شارفت على الانتهاء ضد أخ الإمبراطور"</p><p></p><p>"آه، حسنا أيها العم منصف" أجاب باسل</p><p></p><p>فكر جون بداخله "العم منصف؟ منصف؟" ثم رأى أن ذلك الشخص يرتدي درعا سحريا فضيا، صرخ و عينيه تكاد تخرج من مكانهما "الجنرال منصف؟"</p><p></p><p>نظر الجنرال منصف في جهة جون ثم استدار لباسل و قال "ماذا ستفعل بهذا الشخص؟"</p><p></p><p>ابتسم باسل في وجه جون و قال "حسنا، هذا يعتمد على إجابته" أغمض عينيه مع إبقاءه على الابتسامة و قال "أليس كذلك يا جون الشريف؟"</p><p></p><p>حدق جون في ابتسامة باسل التي كانت كالخاصة بالشيطان مع أنها تبدو لطيفة، خصوصا عندما شاهد ما فعله قبل قليل بأولئك الثلاثة</p><p></p><p>بلع ريقه و نطق بصعوبة "أنا تابعك من الآن فصاعدا"</p><p></p><p>"سلامات عليك، هاهاهاها" ضحك باسل بينما جون يلعن حظه</p><p></p><p>أكمل باسل كلامه بجدية "حسنا فلنكمل عملنا، لم يتبقى سوى القليل من سحرة المستوى الثالث، لقد كان خيارا صائبا الاعتناء بتلك التعزيزات التي قدمت، أبناء أخ الإمبراطور لم يكونوا سوى ضعفاء غير قادرين على فعل شيء لوحدهم، فقط أخاهم الأكبر الذي كان يقودهم كان بالمستوى الخامس، لكنه كان أول من مات"</p><p></p><p></p><p>نظر جون لباسل المتوجه نحو حشد السحرة المتجمع في البعيد ثم قال "ماذا أفعل الآن؟"</p><p></p><p>قال له باسل "انج، إن مت هنا فكل شيء سيضيع هباء، و الطريقة المثلى لفعل هذا تكون بالبقاء بجانبي"</p><p></p><p>و مع انتهاءه فعل سحر التعزيز بقدميه و انطلق بسرعة كبيرة، و لم يبقى سوى الغبار، نهض جون من مكانه و لحقه "البقاء بجانبك؟ هل تمزح معي، كيف لي أن أفعل هذا بالضبط؟"</p><p></p><p>وصل باسل للحشد الذي كان يعاني من شخص كان يطير في السماء، أو للدقة يطير على مخلوق ما</p><p></p><p>هاجمه الجميع من فوق، لكن و لا هجمة واحدة قد وصلت إليه، سواء بالنار أو الجليد، كان عاليا جدا بحيث يستطيع مراوغة أي هجوم قبل أن يصل إليه</p><p></p><p>هذا الشخص كان التاجر ناصر الراكب فوق طائر يشبه النسر، له أربعة أجنحة و يطلق من هذه الأجنحة ريشه الذي يتحول لضوء و يخترق أجساد الأعداء</p><p></p><p>ليس هذا فقط، هناك العديد من نسور الضوء المشابهة له مع أنها أصغر منه قليلا تقوم بنفس الهجوم، لذا كان حشد سحرة المستوى الثالث يعاني، فالنسر الذي يركب عليه التاجر ناصر هو وحش من المستوى الثالث</p><p></p><p>تكلم أشخاص من الحشود "اللعنة، لدينا هنا سحرة استدعاء، لكن و لا وحد منهم لديه وحش له القدرة على الطيران"</p><p></p><p>لعن الحشد التاجر ناصر الذي كان يقاتل من بعيد فقط بينما يحسب عدد الأشخاص الذين يهزمهم "أمم، 150 هاه، لا يزال الكثير، لقد قال لي السيد الصغير أنه سيمنحني جائزة ما إن هزمت 500 شخص منهم، أمم؟"</p><p></p><p>لمح التاجر ناصر قدوم شخص ما بسرعة كبيرة، و لم يكن شخصا آخر غير سيده الصغير باسل، لكن ردة فعله كانت غريبة</p><p></p><p>"اللعنة، لما هو قادم إلى هنا، أمم؟" نظر التاجر ناصر للجهة التي كان بها باسل فوجد أن جميع الأعداء الذين هناك قد ماتوا بالفعل</p><p></p><p>"اللعنة، لقد هزمهم بالفعل؟ يجب أن أسرع"</p><p></p><p><em>وووووووووووووش</em></p><p></p><p>اصطدم باسل مع الحشد و قطع واحدا تلو الآخر، أو عشرة تلو الأخرى، كل تلويح من سيفه قام بقطع معه أعدادا كبيرة، و في ثواني كان قد قتل المئات</p><p></p><p>حاول بعض الأشخاص شحذ سحرهم و القيام ببعض الهجمات ذات المدى البعيد، لكن باسل سارع في قتلهم أولا، في وسط المئات كان كزوبعة تأخذ معها كل ما في طريقها من دون توقف</p><p></p><p>حتى ظهر فجأة اثنان هاجماه بهجوم ثنائي "سيف الحكم"</p><p></p><p>ظهر سيف ضخم مكون من الرياح و نزل عليه بقوة</p><p></p><p>لكمه باسل و جعله يختفي</p><p></p><p>تكلم باسل "ألم تفهما من آخر مرة التقينا بها أن هذا الهجوم لا ينفع معي؟"</p><p></p><p>تكلم واحد من الاثنان "و أنت أيضا لا زال أسلوبك في الكلام متعاليا و لم يتغير"</p><p></p><p>تكلم باسل "يا إخوة القطع، كنت قد قدمت عرضي سابقا لكما، و سأفتحه لكما من جديد، انضما لي، و مهما كان الهدف من قتالكما سأحرص على تحقيقه لكما"</p><p></p><p>تكلم الثاني "و كيف لشخص مثلك أن يفعل هذا؟"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "هذا بسيط، بسيط جدا، على ما أذكر، كان يقوم بأمركما ذلك الحثالة الذي كان ينفذ أوامر العاهرة هو الآخر"</p><p></p><p>استغرب الاثنان، لكنهما فهما ما قصده باسل، الحثالة عنى به النبيل جورج و العاهرة عنى بها الأميرة الخامسة، لكنه لا زال لم يوضح سبب ثقته بنفسه في تحقيق هدفهما</p><p></p><p>أكمل باسل "العاهرة التي كانت تأمره في قبضتي الآن، و كل ما عليكما فعله هو الطلب مني و سوف أحضر لكما ما تريدان"</p><p></p><p>نظر الأخوان لبعضهما البعض ثم قالا "أنت لا تخدعنا؟"</p><p></p><p>حدق باسل في الاثنين و تركهما يقرران من دون أن يتكلم</p><p></p><p>تكلم الأول "أولا فلتحضر الأميرة الخامسة هنا حتى نعرف أنك تتكلم بجدية و تعرف أنت ما هدفنا"</p><p></p><p>تكلم باسل عبر خاتم التخاطر ثم ابتسم في وجه الاثنان و قال "انتظرا قليلا و سوف تأتي، و الآن لم لا نتكلم في شيء آخر أريد سؤالكما عنه، ما عمركما و اسمكما؟"</p><p></p><p>أجاب الأول "أنا خمسة و عشرون و اسمي غايرو"</p><p></p><p>أجاب الثاني "أنا أربعة و عشرون و اسمي كاي"</p><p></p><p>صدم باسل، 25 و 24؟ و في المستوى الثالث بالفعل؟ الجنرال رعد كان في مثل هذا العمر عندما اخترق للمستوى الثالث</p><p></p><p>فكر باسل بداخله "كما توقعت، عندما قابلتهما أول مرة أردتهما أن يكونا حلفائي، و الآن أنا أريدهما أكثر"</p><p></p><p>قام باسل بقتل جميع الأعداء الذين حاولوا مهاجمته، و بعد قليل من الوقت، أتت أنمار و الأميرة الخامسة المحمولة من طرف جندي تحت مفعول وهم أنمار</p><p></p><p>"أنمار، أيقظي العاهرة" تكلم باسل</p><p></p><p>أجابت أنمار "حسنا"</p><p></p><p>"آآآآآآآآآآآآآآآآه" نهضت الأميرة الخامسة مع صرخة مدوية</p><p></p><p>و بمجرد ما أن فعلت حتى وجدت الوحش القرمزي أمامها و الشيطان وراءها، هلعت كثيرا، فاقترب منها باسل و حمل رأسها من شعرها، ثم وجهه نحو أخوا القطع و قال "أيتها العاهرة، اسمعي لما يريدان قوله"</p><p></p><p>اندهش أخوا القطع من حالة الأميرة الخامسة المزرية، لكنهما حاولا التفكير في سبب هذا لاحقا و اقتربا منها</p><p></p><p>تكلم الاثنان في نفس الوقت "أين أختنا الصغيرة؟"</p><p></p><p>تعجب باسل لكنه كان قد سبق و توقع أن هذا هو السبب في أول مرة التقى بهما</p><p></p><p>نظرت الأميرة الخامسة للاثنان و حاولت التذكر عما يتحدثان، و بعد لحظات أشارت برأسها و عينيها لباسل</p><p></p><p>"همم؟" استغرب باسل ثم قال "لماذا تشيرين لي؟ ما علاقتي بهذا الأمر؟"</p><p></p><p>أجابت الأميرة الخامسة بصعوبة بالغة "إنها الفتاة التي كانت بمعقلي الذي دمرته"</p><p></p><p>تعجب باسل كثيرا ثم نظر للأخوين اللذين لم يفهما ما يحدث ثم قال بعد أن ضحك "هاهاها، أختكما في أمان الآن، لا تقلقا"</p><p></p><p>"ها؟ ماذا تعني؟" سأل غايرو</p><p></p><p>أجاب باسل "إنها في مكان آمن خارج العاصمة مع أشخاص آمنين، لا تقلق، لقد وجدتها في معقل هذه العاهرة بينما تحاول القيام بتجارب ما عليها"</p><p></p><p>"تجارب؟" عبس الاثنان "أي تجارب؟" صرخا و تقدما نحو الأميرة الخامسة "أيتها اللعينة، ماذا فعلتي بأختنا الصغيرة، أيتها العاهرة الملعونة أجيبي، سنقتلك"</p><p></p><p>فعل الاثنان سحرهما فتدخل باسل "فلتتوقفا عند هذا الحد، لقد قلت لكما بأن أختكما بخير، و الآن فلتهدآ، لقد تعذبت كفاية لليوم، أنا لا أحاول الدفاع عنها، لكن لا زالت هناك فائدة يمكننا استخلاصها منها"</p><p></p><p>هدأ الاثنان ثم رجعا لصوابهما و انحنيا لباسل "مرنا بما تريد، منقذ أختنا الصغيرة يستحق أن نقوم باتباعه"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "جيد، فلننهي أعمالنا هنا لنتوجه إلى قلب القصر"</p><p></p><p>أجاب الاثنان مع ضمهما لقبضتيهما "سمعا و طاعة سيدي"</p><p></p><p></p><p><em>سعل</em> <em>سعل</em> <em>سعل</em></p><p></p><p>تقيؤ للدماء بشدة من طرف تورتش الذي يمسك بطنه بشدة بيديه الاثنتين، درعه قد دمر بالفعل و الآن أصبح يصد الهجمات الخاصة بشاهين بجسده الخاص</p><p></p><p>استمر على هذه الحال لدقائق بالفعل، و هذه الدقائق فقط كانت كافية لجعله في وضع النصف ميت، فشاهين الآن في المستوى السادس من ناحية الطاقة السحرية، أما تورتش في المستوى الخامس لكن الأسوء هو فراغ طاقته السحرية بالكامل</p><p></p><p>لم يعد يقوى على الحركة أكثر و بدأ وعيه يتلاشى، فعندما تصبح الكرات الأربعة عشر أي الطاقة السحرية في بحر الروح قادرة على ملء جميع نقط الأصل، فهذا يعني أن الطاقة السحرية قد استهلكت بالكامل</p><p></p><p>تتوقف الكرات الأربعة عشر عن تزويد نقط الأصل بالطاقة السحرية مؤقتا ريثما يصبح بإمكانها تزويد نقط الأصل كلها بالطاقة السحرية، و في هذه الأثناء يحدث الإغماء على الساحر</p><p></p><p>لا يمكن للساحر استخدام آخر قطرة من طاقته السحرية، فقبل ما أن يحدث هذا تتوقف الكرات الأربعة عشر عن تزويده بها، فيكون الأمر كالتفعيل التلقائي، و يغمى عليه كي لا يخسر ما تبقى من طاقته السحرية كلها، فإن حدث هذا، فإنه يخاطر بحياته فقط، فبحر روح من دون الكرات الأربعة عشر بالنسبة للساحر أمر غير اعتيادي أبدا</p><p></p><p>عيناه بدأت تنغلق شيئا فشيء، شاهين يتقدم نحوه، و عندما وصل رفع سيفه مستعدا للتلويح به</p><p></p><p><em>ووووش</em> <em>ووووش</em> <em>ووووش</em></p><p><em></em></p><p><em>بانغ</em> <em>بانغ</em> <em>بانغ</em></p><p></p><p>ثلاث ظلال قامت بسرعة بضرب شاهين من الخلف و قفز واحد منها حمل تورتش ثم أخذوا مشافة بينهم و بين شاهين</p><p></p><p>تكلم تورتش بينما ينظر للشخص الذي يحمله "تأخرتم يا شباب"</p><p></p><p>أجاب الذي يحمله و الذي كان فانسي "لا تكن أنانيا، فلقد قطعنا كل الأعداء في الطريق وصولا غلى هنا، لكن، ألست في حالة مزرية حقا؟"</p><p></p><p></p><p>تكلم شينشي "حسنا، أظن أن السبب واضح، كيف لذلك الشخص أن يكون في المستوى السادس؟"</p><p></p><p>أكمل برودي "معك حق، هذا غريب"</p><p></p><p>أجاب تورتش "لقد استخدم إكسير التعزيز"</p><p></p><p>"هااه؟" صرخ الثلاثة في آن واحد، لكن الآن قرروا ماذا سيفعلون و التفكير في هذا سيتركونه لوقت لاحق</p><p></p><p>صرخ شينشي "فانسي"</p><p></p><p>أجاب فانسي "آه، كونوا على استعداد"</p><p></p><p>شحذ فانسي طاقته السحرية ثم أخرج سيفه السحري و مرر إليه كل الطاقة التي شحذها مرة واحدة، توهج السيف و بتلويح من فانسي انطلقت طاقته السحرية نحو شاهين و أحاطته من كل مكان</p><p></p><p><em>وووووش</em></p><p></p><p>انطلقت الطاقة السحرية التي تحيطه و توغلت إليه كلها في آن واحد، أراد شاهين أن يتخلص منها قبل أن تلتصق به، لكن شينشي و برودي هاجماه بالجليد و الثلج على التوالي</p><p></p><p>لذا لم يكن هناك خيار آخر متاح له غير تقبل الهجوم، الآن فانسي و البقية في المستوى السادس، لكن هم أيضا قد استعملوا طاقتهم السحرية قليلا خلال المعركة قبل أن يأتوا، لكن لا زال بإمكانهم الاستمرار لعدة دقائق أخرى</p><p></p><p>لذا قرروا ما سيفعلون، لقد تدربوا فيما بينهم كثيرا، فهم متفاهمون من دون أن يحتاجوا لاستخدام الإشارات حتى، ينقصهم تورتش لكن لا زال بإمكانهم استخدام قوتهم الجماعية من دونه مع أنها ستنقص</p><p></p><p>تكلم فانسي مع تورتش "سأنادي شي يو، ليس هناك شخص أفضل منها هنا لمساعدتك، أولا أشرب إكسير العلاج، و عندما تأتي سوف تسرع من الأمر، سوف تشفى قريبا لذا تحمل الآن"</p><p></p><p>عندما انتهى فانسي من عمله ركز أكثر على الآخر، قام بإدخال شاهين في وهم مؤقتا، تجمد العدو في مكانه خلال هذه الفترة، لكنها لن تصمد لوقت طويل، فالعدو في المستوى السادس أيضا</p><p></p><p>أخرج شينشي و برودي سيفيهما السحريين ثم شحذا طاقتهما إلى أقصى درجة، قاما بتوجيه سيفهما نحو شاهين أفقيا و جعل رأسي السيف يلتقيان</p><p></p><p></p><p>الطاقة التي شحذاها توجهت للسيفين و ببطء استمرت في الارتفاع أكثر و أكثر، و عندما وصلا للدرجو التي يريدانها، قاما أخيرا بتفعيل التقنية</p><p></p><p>"حفار الجليد و الثلج"</p><p></p><p><em>بووووووم</em></p><p></p><p>خرج من السيف جليد على شكل حفار أسطواني مثلثي و اتجه نحو شاهين، هذا الحفار لحقه الثلج في شكل دائري و قام بالدوران حوله باستمرار مع الحفاظ على الاحتكاك حتى اندمج الاثنان و التصق الثلج بالحفار الجليدي و أصبح هذا الأخير أكبر مما سبق</p><p></p><p>الثلج الخارجي كان كالغلاف، هذا الأخير كان قاس جدا، فبعد كل ذلك الدوران و الاحتكاك المستمر اندمج بالجليد تماما</p><p></p><p>و الآن هناك حفار جليدي ثلجي يتوجه نحو شاهين بسرعة كبيرة جدا</p><p></p><p>شاهين في هذه الأثناء لا يزال تحت وهم فانسي لذا لا يمكنه فعل أي شيء سوى التعرض لذلك الهجوم</p><p></p><p>و هذا ما حدث بالضبط</p><p></p><p><em>بوووووووووم</em></p><p></p><p>استمر الحفار بالدوران من دون توقف بينما يحاول اختراق درع شاهين، استمر جسد شاهين في التواني و تراجع للخلف كثيرا بينما الحفار هو الذي كان السبب في دفعه</p><p></p><p>وصل جسد شاهين لمئات الأمتار بعدا بسبب هذه الهجمة</p><p></p><p>و في هذه الأثناء استفاق أخيرا من الوهم الذي كان تحت سيطرته طوال هذه المدة، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه أبدا، سوف يموت إن لم يقم بحل في أسرع وقت</p><p></p><p>أرجع السيف الرقيق الطويل لمكعب التخزين ثم أخرج واحدا مشابها له تماما، المختلف كان النقوش التي تحيط بالسيف، السيف السابق كانت نقوشه تمتد على وسطه، و هذا الشكل الاعتيادي لجميع السيوف الأخرى</p><p></p><p>لكن هذا السيف الرقيق الطويل كان مختلفا تماما، النقوش غلفت بالكامل، تورتش الذي بدأ وعيه يرجع قليلا، شاهد هذا السيف من بعيد فراودته شكوك</p><p></p><p></p><p>قام شاهين برفع السيف للأعلى و صرخ بجنون "واااااااااااااه" ثم نزل بقوة على الحفار الذي يحاول حفر ثقب في درعه ثم جسده</p><p></p><p>التقى السيف بالحفار و في لحظة <em>ووووش</em> قطِع الحفار لاثنين، كان كما لو أنه قطع الخبز، ما جعل برودي و شينشي يُصدمان مما حدث</p><p></p><p>ظنا أن السيف على الأقل سوف يستمر في الاحتكاك مع الحفار قبل أن يقطعه، هذا إن كان قادرا على قطعه أصلا، لكن ما الذي يحدث هنا؟</p><p></p><p>تكلم تورتش "شخص يعلم بالإكسيرات من المستحيل ألا يعلم بالنقوش الأثرية، لكن ظننت أن النقوش الأثرية صعب جدا تعلم نقشها، فحتى سيدنا لا زال في مرحلة المبتدئ، لم يرد الإفصاح لي عن مصدر ذلك القوس بما أنه ليس الشخص الذي صنعه، لذا توقفت عن السؤال، لكن لم شخص من المستوى الخامس لديه سيف بنقوش أثرية؟"</p><p></p><p>وقف شاهين على الأرض و درعه كان محطما تقريبا، تكلم باستهتار "آه، آه، لقد كاد ذلك الهجوم أن يقتلني، نجوت بإعجوبة، لكن كما يقولون العجائب و المعجزات لا تحدث واحدة تلو الأخرى، لن تنجوا من القادم أيها اللعناء"</p><p></p><p>تقدم شاهين بسرعة فقطع مئات الأمتار في ثواني</p><p></p><p>صرخ تورتش على الآخرين "تراجعوا بسرعة"</p><p></p><p>تراجع الثلاثة بينما فانسي يحمل تورتش، تكلم فانسي "نقوش أثرية؟ هل يملك سلاحا مثل ذلك القوس الخارق الخاص بك؟"</p><p></p><p>عبس تورتش ثم قال "هذا صحيح، يجب أن أخبر سيدنا"</p><p></p><p>تكلم تورتش عبر خاتم التخاطر، فصدم من كلام باسل</p><p></p><p>سأل فانسي عن إجابة باسل فقال تورتش "لقد قال أنه قد سبق و التقى بمرافق العاهرة الذي كان ساحرا في المستوى السادس، هذا الأخير قد استخدم إكسير التعزيز، و الأكثر من هذا استخدم ضده أداة بنقوش أثرية، اسمها مرآة الانعكاس"</p><p></p><p>سأل فانسي "اللعنة، ما المعمول الآن؟"</p><p></p><p>أجاب تورتش "لقد قال سيدنا أنه شارف على الانتهاء، يجب علينا المماطلة إلى أن يأتي إن لم نكن قادرين على هزيمته من دون قتله"</p><p></p><p>"ها؟" تعجب فانسي "من دون قتله؟"</p><p></p><p></p><p>قال تورتش "يبدو أن سيدنا يحتاجه حيا، من الطبيعي أن يريده كذلك، فهو أيضا مشوش من أن هناك أشخاص آخرون يعملون بكل هذه الأشياء، إنه يريد استجوابه"</p><p></p><p>تكلم فانسي بابتسامة مريرة "لن يكون لنا وجه إن انتظرناه يأتي لمساعدتنا، نحن وُجِدنا لتخفيف الأمر عليه و ليس لتصعيبه"</p><p></p><p>ابتسم الاثنان ثم توقف فانسي عن الجري و كذلك فعل شينشي و برودي، قام فانسي بإنزال تورتش و نصحه بالابتعاد قليلا</p><p></p><p>هنا و الآن هو الوقت المناسب لإظهار فائدتهم، إن هربوا الآن فقط من دون فعل أي شيء فسوف يلحقهم العار طوال حياتهم، لن يرضوا أبدا بهذا، وقفوا و واجهوا العدو</p><p></p><p>تكلم فانسي "حواجز الحماية الأرضية"</p><p></p><p>أخرج الثلاثة عدة قطع من حاحز الحماية الأرضية ثم استعدو للقيام بشيء ما</p><p></p><p>شاهين تقدم ببطء بينما يحاول إدراك نية العدو، يجب عليه الحرص جيدا، فأي ثغرة منه ستتحول لتصبح سبب موته</p><p></p><p>تفرق الثلاثة و أحاطوا بشاهين بشكل مثلثي</p><p></p><p>قاموا بتفعيل حواجز الحماية الأرضية و رموها أمامهم، هذه الحواجز التي كانت من المفترض أن تكون كدفاع يحمي صاحبها، قد استغلها الثلاثة في طريقة أخرى و هي سجن العدو</p><p></p><p>قاموا بإلقاء الحواجز فأحاطت بشاهين من جميع الجوانب، حاجز الحماية الأرضية يقوم باتخاذ شكل دائري عند تفعيله، و عندما يلتقي حاجز بآخر يندمجان معا ليكونا حاجزا أكبر، و الآن الثلاثة بدى كما لو أنهم يحمون أنفسهم لكنهم اقتربوا مسافة كافية ستجعل جميع حواجزهم تلتقي ببعضها و تندمج تاركة شاهين في الوسط محجوزا من دون أي قدرة على التحرك</p><p></p><p>بعد إحاطة العدو و إغلاق جميع طرق هربه، استعد ثلاثتهم لإطلاق سحرهم</p><p></p><p>فإذا بشاهين يشحذ سحره بسيفه الرقيق الطويل ذو النقوش الأثرية ثم استعد للدفاع عن نفسه</p><p></p><p>الهجمات الثلاثة أتت مرة واحدة، الأولى كانت عبارة عن رماح جليدية وصل عددها للمئات، هذا من جانب، و من جانب آخر هوجم بسهم ملتهب كالسابق</p><p></p><p>هل تعافى تورتش ذاك بالفعل؟ إن تم إرداؤه بمثل هذا السهم مرة أخرى فسوف يصبح في الموقف الخاسر لا محالة، و بهذه الأفكار و في هذا الموقف الذي لم يسمح له بالتفكير لوقت أطول، أسرع في الهروب تجاه الجانب الثالث الذي أتى منه هجوم ثلجي اتخذ شكل سهم قاسية يمكنها اختراق جسد ساحر من المستوى الخامس بما أنها هجوم من ساحر في المستوى السادس (قصدي هو تأثر جسد من المستوى الخامس بهجمة من الطاقة السحرية من المستوى السادس)</p><p></p><p>عندها وجد شاهين نفسه محصورا من جميع الجهات، و في هذه الحالة لم يعد لديه خيار آخر سوى مواجهة هجوم من بين الثلاث، و بالطبع هو لن يختار مواجهة السهم الملتهب، لكن ذلك السهم ينفجر بمجرد التقاءه بالهدف، أيفعل نفس الشيء إن التقى بأي شيء آخر، أ هذا يعني أنه يقوم بالانفجار بناء على مشيئة مطلقه</p><p></p><p>لعن شاهين حظه و اندفع نحو الهجوم الثلجي، يبدو أنه اختار هذا الجانب كأضعف جانب</p><p></p><p>شحذ سحره أكثر ثم <em>ووووش</em> لوح بسيفه بكامل قوته</p><p></p><p>و هو ذا ينفتح أمامه الطريق، لكن مما لاحظ، فالهجوم الثلجي الذي كان يستهدفه اختفى تماما، ليس أنه ددممِّر بسبب قوة الرياح، و إنما اختفى كما لو أنه كان غير حقيقي</p><p></p><p>غير حقيقي؟ بهذه الفكرة في رأسه ارتعد و عرف أنه قد خدع تماما، لقد استخدم الكثير من طاقته السحرية في الهجوم الأخير من أجل حماية نفسه من الهجوم الثلجي و من أجل تكسير الحاجز الذي أصبح كبيرا بسبب كثرة الحواجز التي ألقاها الثلاثة و اندمجت</p><p></p><p>لقد أصبح ذو مسافة تتسع لمئات الأمتار مربع، فالحاجز الواحد يمكنه تغطية حوالي عشرة متر مربع</p><p></p><p>و الآن قد علم بأن هجومه هذا، لا، بل تحركاته كلها منذ إنشاء الحاجز الكبير كانت ضمن توقعات ذلك الشخص، فانسي المتلاعب</p><p></p><p>و ها هو ذا ليس لديه وقت ليشحن قوته أو يقوم بالرد على الهجوم الحقيقي القادم من خلفه</p><p></p><p></p><p>فليس فقط الهجوم الثلجي الذي كان هجوما وهميا، بل الآخرَيْن أيضا، لذا أثناء شحذ شاهين لطاقته السحرية، كان في تلك الأثناء يقوم شينشي و برودي يقومان بشحذ طاقتهما أيضا، فبسبب تركيزه بالكامل على المشكل الذي أمامه و كيفية التخلص منه، لم يستطع الشعور بأي طاقة أخرى</p><p></p><p>فكان شينشي و برودي موفقين في شحذ سحرهما بالكامل من دون أن يُكشفا</p><p></p><p>الآن هناك هجوم موحد من الاثنين معا، في السابق قد استطاع النجاة من هجومهما، لكن الآن بالتأكيد ليست هناك أي فرصة له</p><p></p><p>"حفار الجليد و الثلج"</p><p></p><p>نفس الهجوم السابق، لكن المختلف كان الكبر و سرعة الدوران الخاصة بالحفار، ببساطة هذا الهجوم كان ثلاث أضعاف السابق</p><p></p><p>إنه هجوم تدرب عليه شينشي و برودي من أجل إدهاش سيدهم، لذا هذه أول مرة يستخدمونه في معركة حقيقية</p><p></p><p>كي تقوم بدمج هجومك الخاص مع الخاص بأحد آخر، يجب أن يكون لك فهم كامل بسحره و شخصيته، فالشخصية تلعب دورا كبيرا أيضا، إن كان مثلا شخصا يغضب بسهولة فسوف يكون سحره مضطرب بسهولة، مما يجعل دمج سحرك الخاص مع الخاص به شبه مستحيل، فعندها سيكون عليك فهم سحره المضطرب ذاك</p><p></p><p>هذان الاثنان صديقان من أكاديمية السحر، لذا كان بإمكانهما تطوير مهارتهما الثنائية حتى بلغت هذا المستوى، كذلك الحال نفسه مع إخوة القطع، فبسبب أنهما أخوان متفاهمان كان بإمكانهما القتال معا كثنائي طوال مسيرتهما، و الآن كل واحدة من هجماتهما تبدو كما لو أنها تأتي من شخص واحد لا اثنين، لكمالها</p><p></p><p>و الآن، هذا الحفار الذي يدور بسرعة خارقة اتجه نحو شاهين من دون أي عقبات، و في لحظة</p><p></p><p><em>بوووووووووووم</em></p><p><em></em></p><p><em>صريييييييير</em></p><p></p><p>التقى الحفار مع الدرع السحري و استمر في الدوران و بعد لحظات دمر الدرع السحري تماما كقطعة بسكويت، ثم استمر في الدوران ليخترق جسد شاهين</p><p></p><p>و في هذه الأثناء صرخ فانسي "لا تنسيا، أبقياه حيا"</p><p></p><p>أجاب الاثنان معا "نعلم، لكن سيجب عليه تذوق القليل من العذاب، فلقد آذى أخانا"</p><p></p><p></p><p>تحكم الاثنان في سحرهما و جعلا قمة الحفار تنعدم ليصبح الحفار مجرد كتلة جليدية ثلجية تدور بسرعة كبيرة، لكنها كانت كافية بالطبع لتحطيم جسد شاهين بالكامل و إسقاطه بعيدا مئات الأمتار مغمى عليه</p><p></p><p>تنفس الثلاثة الصعداء ثم ذهب فانسي ليقيد شاهين بأصفاد السحر</p><p></p><p>نظر تورتش إليهم من بعيد ثم ابتسم "يا له نابغة فانسي ذاك في التلاعب بالناس، شخص لا أوده أن يكون من بين أعدائي أبدا"</p><p></p><p>"إييييه، إنن-إنك مصاب كثيرا يا س-سيد تورتش" ظهر من ورائه شي يو</p><p></p><p>تفاجأ تورتش "واااه"</p><p></p><p>"كيف أتت خلفي من دون أن ألاحظها أبدا" فكر تورتش بهذا مع نفسه ثم أجاب شي يو "آه، لا تقلقي، إنها مجرد جروح بسيطة"</p><p></p><p>جلست شي يو ثم قالت "أرجوك لا تبالغ في اندفاعك، فأنت تبقى قائد و ركيزة تشكيلنا"</p><p></p><p>"همم؟" استغرب تورتش في شي يو، لقد تكلمت بشكل طبيعي من دون تمتمة، ثم نظر إليها تبدأ في علاجه بنظرة حنونة قد بدأت تتحول لتصبح نظرة خجل يغطي الوجه</p><p></p><p>تكلم تورتش "عذرا، لكن أ يمكنك الابتعاد قليلا؟"</p><p></p><p>"إييه؟" تفاجأت شي يو و فقدت هدوءها بالكامل بعد أن وجدت صدرها يلامس كتف تورتش، قالت بتلعثم كالعادة لكن هذه المرة أكثر توترا "أ-أ-أ-أ-أنا آسفة أيها القائد، اعذرني على وقاحتي، لقد تجاوزت حدودي"</p><p></p><p>"هاه" استغرب تورتش ثم قال "نحن في نفس المستوى هنا، لا تناديني بالقائد، أنت أيضا قائدة، و أي وقاحة تتكلمين عنها؟ على العكس لقد كانت مكافأة جميلة، شكرا لك"</p><p></p><p>احمرت شي يو و حنت رأسها للأسفل من شدة الخجل، و في الجهة الأخرى كان تورتش يحمر خجلا هو الآخر بينما يفكر بداخله "آه، لقد كنت على وشك الانفجار، إذن هذا هو ملمس صدر المرأة، لقد كان ناعما نوعا ما..."</p><p></p><p>غرق تورتش في خيالاته ثم استأنفت شي يو علاجه من جديد</p><p></p><p>كان الثلاثة الآخرين يضعون أيديهم على أفواههم و يكبتون ضحكاتهم، ذلك التورتش البكر، يبدو أن الأمر كان أكثر مما استحمل حتى طلب منها الابتعاد قليلا</p><p></p><p></p><p>استمروا في الضحك عليه و يبدو أنهم وجدوا شيئا ليقوموا باستغلاله في السخرية من و الضحك على تورتش لقليل من الوقت</p><p></p><p>"همم؟ إنه اتصال من سيدنا" تكلم فانسي</p><p></p><p>(آه، ها أنت ذا تجيب، لقد حاولت مع تورتش لكن يبدو أن تركيزه ليس في حالة يسمح له بالتخاطر، ماذا حدث له؟)</p><p></p><p>(هيهيهيهي) ضحك فانسي بشيطانية ثم قال (يبدو أن الربيع أتى أخيرا لتورتش الذي همه الوحيد أن يصبح أقوى)</p><p></p><p>(هاهاهاها) بادله باسل الضحك ثم قال (هذا جيد بالنسبة له، سوف يعرف الآن كيف يعطي لنفسه القليل من الراحة بدل إشغال نفسه في التدريبات فقط)</p><p></p><p>(هيهيهيهي، هذا صحيح، إذن ما سبب اتصالك يا سيدي باسل) سأل فانسي</p><p></p><p>أجاب باسل (أولا، أردت معرفة ماذا حدث مع شاهين، لكن مهما أن تورتش لديه الوقت لقطف الزهور و أنتم للضحك عليه فيبدو أن الأمر سار على ما يرام)</p><p></p><p>فكر في هذه الأثناء فانسي مع نفسه "كما هو متوقع من سيدنا"</p><p></p><p>أكمل باسل (أما الموضوع الأساسي، فهو أنني قد اجتمعت الآن مع القادة الكبار و نحن على استعداد للدخول في المعركة النهائية بالغرفة الرئيسية للقصر، لا يمكننا أن نجعل العدو ينتظرنا أكثر، فقد لا يكون له صبر مثل الخاص بنا، فلتأتوا حالا و بالطبع اجلبوا معكم ذاك الشاهين)</p><p></p><p>(حسنا، نحن قادمون) أجاب فانسي ثم التف للبقية و أخبرهم بالأمر</p><p></p><p>و في هذه الأثناء بالقاعة الرئيسية للقصر</p><p></p><p>كان يحيط بها حوالي عشرة آلاف ساحر، و كلهم كانوا من المستوى الخامس، إنهم النخبة التي اختارهم الإمبراطور ليقاتلوا معه في حالة وصل العدو لهذه المرحلة</p><p></p><p>و أثناء حراسة بعض الحراس للإبلاغ عن قدوم العدو و جلب التقارير الأخرى، لاحظوا شخصا ما يقترب بسرعة، يبدو أنه هارب من شيء ما، و عند التحقيق في وجهه، وجدوا أنه أخ الإمبراطور</p><p></p><p>استغرب الحراس من حالته المزرية، فنظروا للاتجاه الذي يهرب منه، و إذا بهم يجدون ظلين ينقضان معا على أخ الإمبراطور</p><p></p><p></p><p><em>ووووووووووووش</em></p><p></p><p>هجوم من كلا الجانبين، و الغريب هو أن هذين الهجمتين معا كانا يتخذان نفس الشكل و نفس العنصر</p><p></p><p>شفرات سوداء أمطرت على أخ الإمبراطور جاعلة إياه يتوقف عن الحركة</p><p></p><p>انجلت صورة الاثنين فظهر هيسي و يين يينغ بينما يفكران في نفس الأمر "لما مثل هذا اللعين يجب أن يكون لديه مثل سحري، و ليس هذا فقط، بل حتى طريقة قتاله مشابهة لي، اللعنة أنا لا أحب هذا"</p><p></p><p>و بمجرد انتهائهما من التفكير صرخا "النهر الأسود" "بحيرة السواد"</p><p></p><p>و مع أن الاسم كان مختلف إلى أن الهجوم كان نفسه تماما</p><p></p><p>"اللعنة، مرة أخرى"</p><p></p><p>"اللعنة، مرة أخرى"</p><p></p><p>"لا تنسخ تقنياتي أيها اللعين"</p><p></p><p>"لا تنسخ تقنياتي أيها اللعين"</p><p></p><p>"همم؟"</p><p></p><p>"همم؟"</p><p></p><p>لاحظ الاثنان معا، هيسي و يين يينغ، أن أخ الإمبراطور قد أخرج مكبر الصوت و يحاول التكلم من خلاله</p><p></p><p>بعد أن تلقى هجماتهم طوال الطريق إلى هنا، كانت طاقته قد نفذت من كثرة استخدامه لسحر الأرض للدفاع عن نفسه من ميزة سحر الظلام، ثم أيضا كان جسمه في أقصى حدوده بالفعل، فهجمتي تورتش قد كادتا تسلبان حياته لكنهما تركتاه على شفا الموت فقط</p><p></p><p>لم يعد لديه أي قوة ليقاتل بها، لذا عندما اقترب من القاعة الرئيسية، صرخ بجنون "أنقذوووووني، أنا أخ الإمبراطور 'ويليام غرين'، يجب عليكم إنقاذي"</p><p></p><p>قام مكبر الصوت بتضخيم صوت أخ الإمبراطور فوصل للحراس كلهم، هؤلاء الآخرين سارعوا في التفرق، اثنان ذهبا لتبليغ الأمر للإمبراطور عن وصول العدو و حالة أخيه</p><p></p><p>و الباقي تفرقوا على شكل مجموعات صغيرة و اتجهوا نحو أخ الإمبراطور لينقذوه</p><p></p><p>تكلم يين يينغ في هذه الأثناء "اسمع أيها المقلد، يجب أن نترك خلافنا للآن، الأكثر أهمية هو قتل ذلك الخسيس حالا قبل وصول المساعدة"</p><p></p><p>نظر هيسي ليين يينغ ثم أرجع نظره للإمبراطور الذي أصبح يزحف الآن بسبب تآكل قدمه اليمنى بفعل سحر الظلام</p><p></p><p>قال هيسي "لا يعجبني أخذ الأوامر منك لكن معك حق أيها المقلد، سوف نسوي حساباتنا بعد انتهاءنا من هذه المعركة"</p><p></p><p>شحذ الاثنان طاقتهما و لوحا بسيفيهما معا في نفس الوقت</p><p></p><p><em>وووووش</em></p><p></p><p></p><p>خرج من السيفين شفرتين طويلتين جدا، لا يمكن الهرب منهما أبدا، ليس بقدم مفقودة على الأقل</p><p></p><p>شفرة عمودية و أخرى أفقية، انطلقتا و التقتا قبل وصولهما للهدف فاخترقتا هذا الأخير، قَطَعَ سحرُ الظلام، أو الأصح قول عَبَر سحرُ الظلام عبْر جسد أخ الإمبراطور بينما يلتهم كل ما يلمسه و في لحظات كان أخ الإمبراطور قد أصبح عبارة عن أربع قطع على الأرض</p><p></p><p>انتشر سحر الظلام في الأربع قطع حتى تآكل بقية الجثة بالكامل</p><p></p><p>وصل الحراس متأخرين، لكن ليس عن موت أخ الإمبراطور لكن عن إنقاذه، فشاهدوا جثته تختفي أمام ناظر أعينهم</p><p></p><p>هم كلهم من المستوى الخامس، و كلهم بعمر يتجاوز التسعين سنة، لن يرضوا أن يهربوا من أشقياء كهؤلاء، لديهم فخر كسحرة من مستوى مرتفع</p><p></p><p>شحذوا طاقاتهم و توجهوا بعددهم الذي يصل لحوالي العشرين شخصا</p><p></p><p>استعد هيسي و يين يينغ ثم شحذا سحرهما أيضا و أطلقا هجوما آخر ذو مدى واسع، كان بإمكانه شمل العشرين كلهم مرة واحدة</p><p></p><p>كانت الهجمة عبارة عن كرتين سوداوين ضخمتين جدا انطلقتا نحو الأعداء و عند الاقتراب منهم انفجرت الكرتين لتصبح عبارة عن وابل من السهم السوداء</p><p></p><p>أصيب الكثير لكن مع ذلك هرب البعض، ثمانية أشخاص نجوا من هذا الهجوم المدمر</p><p></p><p>اخترقت الأسهم دروع الحراس وصولا للجسد، كل واحد منهم أصيب بما يقارب 100 سهم أسود، عندما تتجه نحوك كل هذه الأعداد مرة واحدة، فليس هناك خيار آخر للنجاة سوى أن تكون تملك وسيلة دفاع، لكن للأسف لهم هم لم يكن لديهم مثل هذه الأدوات القيمة</p><p></p><p>في جهة هيسي و يين يينغ بدأ يحدث أمر غير سار بتاتا لهما، إن مفعول إكسير التعزيز قد نفذ و ها هي طاقتهما السحرية تعود للمستوى الخامس، و بعد عودتها فرغت لتنقص كثيرا</p><p></p><p></p><p>حملق الاثنان في بعضهما و قررا ما سيفعلان</p><p></p><p>ضد ثمانية من نفس المستوى مع فراغ طاقتهما السحرية، ليست هناك أي فرصة لهما للفوز</p><p></p><p>أماءا رأسيهما و التفا ثم هربا عائدين نحو مقر جيش الانقلاب</p><p></p><p>لحقهم الحراس لكنهم لم يمسكوا بهم</p><p></p><p>في هذه الأثناء في القاعة الرئيسية للقصر الإمبراطوري</p><p></p><p>"كم عدد العدو الذي وصل؟" تكلم الإمبراطور بصوت فخم تقشعر له الأبدان</p><p></p><p>استغرب الجنديان اللذان قدما و أعطيا التقرير، فهما قد حرصا على ذكر أخيه و وصف حالته العصيبة التي يمر بها، لكنه قام فقط بتجاهل هذا و سأل عن العدو، لكنه يبقى الإمبراطور، ليس شخصا يمكنك القول له ما يجول في خاطرك كما تشاء، لذا لم يكن هناك خيار آخر أمامهما سوى إكمال تقريرهما</p><p></p><p>تكلم أحدهما "عدد العدو اثنين" قالها و العرق البارد ينزلق من وجنته، إنه سيموت لا محالة لجلبه تقرير عن قدوم شخصين فقط</p><p></p><p>"همم؟" تعجب الإمبراطور فارتعد جسم الجندي الذي تكلم</p><p></p><p>لم يبقى له الآن سوى انتظار موته، و في هذه الأثناء تلقى الجندي الذي بجانبه رسالة عبر خاتم التخاطر (لقد مات سيادته ويليام غرين، قتل من طرف ذلكما الاثنين)</p><p></p><p>أسرع الجندي في دعم كلام صديقه "لقد تلقيت رسالة تحمل خبر موت سيادته أخيك ويليام غرين يا جلالتك"</p><p></p><p>و أخيرا بدى القليل من الاهتمام على وجه الإمبراطور، يبدو أنه في السابق كان فقط يحاول إخفاء قلقه، لكن بعد سماعه موت أخيه الأصغر قد فقد رباطة جأشه أخيرا و وقف بسرعة</p><p></p><p></p><p>ضرب بسيفه العملاق على الأرض بين رجليه ثم صرخ "عائلة كريمزون الخسيسة، أنا لن أسامحهم أبدا، سأعذبهم كلهم من دون قتلهم، سأحرص على مشاهدة كريمزون أكاغي لأحبابه يتذوقون طعم العذاب بينما يشاهد و يتعذب على حالتهم و يتعذب من طرفي شخصيا"</p><p></p><p>ظهرت العروق كثيرا على وجه الإمبراطور، صرخ بجنون، لم يستخدم أي مكبر صوت، لكن صوته بلغ مئات الأمتار بسهولة "قتلوا أبنائي و أخي و أبناءه، إنهم عزموا على إبادة عائلة غرين بالكامل، لم يعد لدي ما أخسره، سوف نقوم بمحو جنودهم من على الوجود و نترك رؤساءهم فقط على قيد الحياة ليتحملوا شنيعة أعمالهم"</p><p></p><p>"لقد قتلوا ددمم غرين، و أنا 'لايت غرين' أقسم أنني لن أرحم ددمم كريمزون و أي ددمم شاركها في هاته المجزرة تجاه عائلتي"</p><p></p><p>جن جنون الإمبراطور 'لايت غرين'، آلاف السحرة المتمركزين بالقاعة الرئيسية للقصر دخلوا في حالة صمت عميقة، لم يتجرأ أي أحد على نطق حرف واحد أو تشتيت انتباهه و لو قليلا عن كلام الإمبراطور</p><p></p><p>"اسمعوا يا جنودي المخلصين، أنتم النخبة التي اخترتها بنفسي، أنتم جنود من عائلتي غرين و عائلات تبعتها منذ تأسيسها، تشاركوا المحن و السرور، أنتم هم المختارين من قبلي الذين سوف يقومون بتدمير جميع العراقيل الموجودة في طريقي"</p><p></p><p>"من يقوم بإحضار فرد واحد من القادة الانقلابيين سوف أحقق له كل ما تمنى أن يحصل عليه في حياته، السلطة، المال...، أي شيء سوف يكون محققا له"</p><p></p><p>"و من يأتي لي بقاتل ددمم غرين سوف يتلقى شرف مشاركة دمه مع بنات أختى الكبرى، مما يعني أنه سوف يصبح من عائلة غرين العتيقة"</p><p></p><p>احمرت عيون جميع السحرة، كلهم في المستوى الخامس و كبروا بالفعل من دون تحقيق شيء خيالي، لكن قد أتتهم الفرصة ليعوضوا سنواتهم التي أفنوها في السحر و التطلع للقمة</p><p></p><p>حان الوقت أخيرا ليحصلوا على مرادهم، أصبحوا كلهم كالوحوش الجائعة و بدوا غير قابلين للانهزام، كل ما سيقف في طريقهم سيلتهمونه كالأموات الأحياء في الأساطير</p><p></p><p>صرخ الإمبراطور لايت غرين مع رفعه لسيفه العملاق للفوق "وواااااااه"</p><p></p><p>انتقل صوته عبر أجساد السحرة الوحوش و بغرابة وصلت نيته لهم و صرخوا كلهم مع صراخه "وواااااااااااااااااه"</p><p></p><p></p><p>و في هذه الاثناء في مقر جيش الانقلاب</p><p></p><p>تكلم باسل "يبدو أننا وصلنا لقمة حربنا أيها الكبير أكاغي"</p><p></p><p>أحكم الكبير أكاغي قبضته ثم قال "يا حليفنا، لك كل الفضل في وصولي لهذه المرحلة"</p><p></p><p>أغمض باسل عينيه ثم قال "لا تمدحني كثيرا أيها الكبير و تنسى معروف الآخرين، أنا فقط أعطيت الفرصة، و من أحسن استغلالها كان أنت، و من ساعدك في ذلك كان كل أولئك الكبار، يجب عليك شكرهم هم و ليس أنا"</p><p></p><p>ابتسم الكبير أكاغي و قال "معك حق" تنهد ثم نظر للنجوم الساطعة في السماء المظلمة، قال "لقد كانت ليلة كهذه تماما، الليلة التي أخذ مني و من عائلتي كل شيء ملكناه يوما، الشرف و المكانة، أريقت دماء عائلتي كثيرا أمام عيني من دون قدرتي على فعل أي شيء، و في هذه الليلة سأرد كل ما سلب مني، أولا قد استرددت الدم، و الآن لم يتبقى سوف الشرف و المكانة، و سوف أستردهما بكل تأكيد" أرجع الكبير نظره من السماء المظلمة و المتزينة بالنجوم ثم أكمل "فإن كان بإمكانه إيقاف هذا الجيش، عندها سوف أتخلى عن فكرة عودة عائلتي للحكم و أقدم له كل ما يشاء"</p><p></p><p>أمام مرأى عيون باسل و الكبير أكاغي يوجد جيش يمتد على طول مدى أعينهم، بنهاية المعركة ضد أخ الإمبراطور صار عدد جيش الانقلاب 40 ألف، و عندها كانت خدعتهم قد اكتملت، العدو سوف يجمع قواته بالكامل و ينتظر الـ40 ألف المنهكة لتأتي و يحاربها</p><p></p><p>لكن الجيش الذي أمام الكبير و باسل عدده لا يمكن القول أنه 40 ألف، إنه قليل جدا على أن يكون 40 ألف</p><p></p><p>تكلم باسل بعد أن ضحك "هاهاها، حس الفكاهة لديك أيها الكبير خطير حقا، كيف له أن يهزم جيشا يتكون من 300 ألف ساحر بـ10 ألاف ساحر من المستوى الخامس؟"</p><p></p><p>"معك حق" قالها الكبير أكاغي و تنهد، أكمل كلامه "إذا هذه الليلة سيتقرر كل شيء"</p><p></p><p>تكلم باسل مجيبا "نعم، لقد انتظرنا بالفعل ثلاثة أيام من أجل استعادة الـ40 ألف لطاقتهم، هم قوتنا الرئيسية لذا لا يجب علينا الهجوم بالـ260 ألف التي تشمل فقط سحرة من المستوى الأول للثالث و الجنود العاديين، سوف يموتون بدون فائدة فقط"</p><p></p><p>"ثلاثة أيام، هاه؟ لقد مرت ثلاثة أيام بهذه السرعة بالفعل، و يبدو أنني لا يمكنني سوى مقارنة هذه الليلة مع تلك الليلة، فقط الأدوار معكوسة، لأنني لست الشخص الذي يفقد و يخسر الكثير هنا" قالها الكبير و توجه نحو القادة الكبار المجتمعين</p><p></p><p>أما باسل، أخذ الاتجاه المعاكس و ذهب ليلتقي بأنمار و أتباعه، و في طريقه شاهد شي يو و تذكر أمرها و أمر تورتش، ذهب إليها و تكلم معها في شيء ما و أكمل طريقه</p><p></p><p>عندما وصل باسل وقف أخوا القطع و ألقيا التحية باحترام عليه، شاهد تورتش و البقية هذا الأمر فكبتوا ضحكتهم، هذين الشخصين، بجدية، هل هما حقا يعاملان سيدنا بهذه الطريقة؟</p><p></p><p>جون شاهد هذا المنظر فسارع أيضا بالوقوف و ضم يديه معطيا التحية، فلم يعد باستطاعة تورتش و الآخرين منع نفسهم من الضحك أكثر و انفجروا في آن واحد مما جعل جون متوترا كثيرا و لا يعرف ما يحدث "لم هؤلاء الأشخاص يضحكون هكذا، هل فعلت شيئا ما خاطئا؟"</p><p></p><p>وقف باسل أمام جون و وضع يده على كتفه فارتعد في مكانه، شاهد تلك الابتسامة مرة أخرى على وجه باسل الذي بدأ يحرك شفتيه ليتكلم تاركا جون يتجمد في مكانه و يقوم بوضع أسوء السيناريوهات في عقله عما سيحدث بالرغم أنه لم يعرف ما حدث حتى الآن</p><p></p><p>"فلتسترخي، أنتم الآن في وقت راحة، لستم بحاجة للوقوف و تحيتي هكذا"</p><p></p><p></p><p>ارتاح جون أخيرا، و عرف أنه يجب عليه الاعتياد على سيده الجديد، فعندما رأى مدى وحشيته في القتال و محوه لمئات من سحرة المستوى الثالث بكل سهولة أصبح من الصعب عليه التفكير بـباسل بشكل طبيعي أو معاملته كذلك</p><p></p><p>لم يجلس أخوا القطع بعد فقال لهم باسل "لقد قصدتكما بكلامي أيضا، في وقت راحتكم أنا لست سيدكم، أنا لا أريد إزعاج أي شخص في وقت راحته كما أريد نفس الأمر لنفسي، ارتاحوا جيدا، فسوف يكون عليكم العمل بكد بعد قليل من الساعات من الآن"</p><p></p><p>"حسنا" استرخى الأخوان و جلسا ليتمَّا طعامهما، نظر باسل لتورتش و قال "تورتش، سمعت أن وقتك الوردي قد أتى، حسنا، لما لا نتحدث قليلا عن هذا الموضوع، سيكون جيدا لقتل الوقت"</p><p></p><p>"ها؟" صرخ تورتش "عما تتكلم يا سيدي؟"</p><p></p><p>أجابه فانسي "هيا هيا يا تورتش، نحن نعرف كلنا بالأمر، آه، أظن أن المستجدين هنا لا يعرفون، المهم، حدثنا، و نحن كإخوة لك سوف نقوم بمساعدتك في ما تحتاجه و تريده"</p><p></p><p>عبس تورتش بشدة، يبدو أنه حوصر في الزاوية و لم يعد له أي مهرب، فبعد كل شيء، لقد رأوا ما حصل سابقا بينه و بين شي يو</p><p></p><p>دعم الثلاثة الآخرين كلام فانسي "هيا هيا، فلتتكلم بسرعة، قل لنا، هل و كيف وقعت في حب شي يو؟"</p><p></p><p>و في هذه الأثناء كان هناك شخص ما يتصنت عليهم من الظلال، و يبدو أنه قد تأثر بالكلام الأخير</p><p></p><p>"اللعنة، أنتم حقا ملحون" تكلم تورتش</p><p></p><p>تدخل باسل و قال "هيا حدثنا بسرعة، ليس و كأنك ستقولها للمعني بالأمر"</p><p></p><p></p><p>عبس تورتش و حدق في باسل مطولا، باسل لم يزح الابتسامة من على وجهه مع الإبقاء على عينيه مغمضتين، توتر تورتش و عرف أنه لن يتخلص من هذا الموقف حتى يقوم بالاعتراف</p><p></p><p>تكلم تورتش "حسنا، أنا لدي اهتمام قليل بها" فقاطعه باسل "قليل؟"</p><p></p><p>لا زالت تعابير باسل كما هي، تلك 'الابتسامة' لم تُزَح من على وجهه، لذا أحس تورتش بالضيق أكثر فقط، فلم يكن لديه أي خيار سوى التعديل على رأيه "حسنا، ليس قليلا، إنها تعجبني" قالها بينما يكاد ينفجر فأسرع بتعزيز كلامه "حسنا، لقد عرفتم، فلتكفوا الآن عن سؤالي"</p><p></p><p>تكلم باسل "لكنك لا زلت لم تجب سوى على نصف السؤال، لا يزال عليك الإجابة عن 'كيف' "</p><p></p><p>"هاه؟ لما علي التحدث عن هذا أيضا؟ كفوا كفوا، لقد انتهى وقت السخرية مني" انزعج تورتش و جلس مرة أخرى بعدما وقف من الانزعاج</p><p></p><p>اقترب شينشي منه و رمى له بعض الكلمات هو الآخر "هيه، ماذا ماذا؟ هل الأخ الأصغر تورتش يشعر بالخجل هنا، هيا فلتكن صريحا فقط و أخرج ما في قلبك"</p><p></p><p>أكمل فانسي بعد الضحك بشيطانية "هيهيهي، هل أعجبك صدرها المنتفخ؟" توتر تورتش كثيرا</p><p></p><p>و في هذه الأثناء، ذلك الشخص الذي في الظلال قد بدى كما لو أن الكلام الأخير قد أثر فيه أيضا</p><p></p><p>صرخ تورتش بقوة بعد كلام فانسي "ليس صدرها فقط____آه"</p><p></p><p>بعدما صرخ تورتش بذلك الكلام عرف أنه قد وقع في فخ المتلاعب الذي ابتسم بشدة و قال "هيه، إذا صدرها يعجبك، و يبدو أنك قد أضفت تلك الـ'فقط'، حسنا، لما لا تخبرنا عن الباقي"</p><p></p><p></p><p>لم يعد تورتش يتحمل بعد الآن و انقض على فانسي "أيها الوغد، هل تتحايل على أخيك، هاه؟"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال بادئا كلامه مناديا "تورتش" فتوقف المعني بالأمر عن ضرب فانسي و أعطى أذنه لباسل</p><p></p><p>لكن باسل أكمل كلامه هذه المرة بتوجيهه لشخص آخر "شي يو، فلتأتي"</p><p></p><p>خرجت شي يو من الظلال بينما تدخل أصابع اليد في الأخرى، اقتربت بينما تورتش وقف و رأسه موجه نحوها من دون القدرة على التحرك، لبث في مكانه، تجمدت تعابيره، لم يصدق ما حدث، بما أن باسل قد ناداها و خرجت من الظلال، فلا شك أنها قد كانت مختبئة و سمعت كل ما تكلموا عنه</p><p></p><p>ماذا يجب أن يقول الآن؟ ليس هناك أي مجال للمراوغة، ليس بإمكانه وصف الأمر على أنه مجرد سوء فهم فقط، سوف يجب عليه الاستعداد فقط لردة فعلها سواء جيدة كانت أم سيئة، هو رجل، و الرجل يجب عليه حزم نفسه، خصوصا في مواقف كهذه</p><p></p><p>همست شي يو بشيء ما "هذا ........ قت .... رْب الآن"</p><p></p><p>"همم؟" اخرج الجميع نفس الصوت لكنهم لم يستغربوا بما أنها شي يو التي تتكلم، لكن باسل كان الوحيد الذي سمع الأمر بشكل واضح بسبب قربه منها بما أنها خلفه، ابتسم ثم قال "شي يو، فلتكرري نفس كلامك بصوت أعلى قليلا"</p><p></p><p>توترت شي يو أكثر ثم فتحت فمها و تكلمت "هذا ليس الوقت المناسب لهذا، نحن في حرب الآن"</p><p></p><p>صرخت شي يو، تكلمت أول مرة بصوت مرتفع كهذا أمام الناس، حتى هي قد تفاجأت من نفسها، فكيف ستكون ردة فعل الآخرين، بالطبع سيكونون متفاجئين أكثر فقط</p><p></p><p>قامت شي يو بالجري بعيدا عنهم من كثرة الخجل، لم تتكلم مع أي أحد بهذا الشكل لمدة طويلة جدا، فقط ما سمعته كان كافيا ليجعلها في قمة توترها بالفعل، لكن الآن تصرفها الغير متوقع حتى بالنسبة لها صدمها فأسرعت بالهرب لمكان خال من الناس</p><p></p><p></p><p>لكن الغريب في الأمر هو أن تفاجؤ تورتش كان مختلفا قليلا عن الآخرين مع أنه كان من نفس السبب، فبعد سماع رد شي يو احمرت وجنتيه ثم قال "إذا هذا هو صوتها و هو مرتفع، إنه جميل"</p><p></p><p>"هيهيهي" ضحك فانسي ثم ضحك البقية بعده، يبدو أن تورتش من النوع البريء الذي يصبح أعمى تماما عند الوقوع في الحب و حضور الشخص الذي يكن له هذه المشاعر</p><p></p><p>ألم يلاحظ أن شي يو قد رفضته تقريبا؟</p><p></p><p>و بعد قليل من الوقت، فتح تورتش عينيه اللتين كانتا مفتوحتين أصلا، ثم تذكر كلام شي يو ببطء، و بنفس سرعة تذكره، كانت كذلك سرعة ظهور الأمر على تعابيره</p><p></p><p>أحبط كثيرا و شحب وجهه، و بدى كما لو أن روحه قد خرجت من مكانها، لقد انتهى كل شيء</p><p></p><p>شاهد باسل هذا الأمر و ضحك مع البقية، قال "حسنا، يبدو أننا قد ضحكنا قليلا" نظر لتورتش ثم قال له "تورتش، لا تحبط، فأنا لم أسمع أي كلمة منها توحي عن الرفض، لقد ذكرت فقط عدم مناسبة هذا الأشياء لهذا الوقت، و بما أنها لم ترفضك نهائيا، فهذا يعني أن هناك فرصة متبقية لك، فلتحسن استغلالها"</p><p></p><p>فرح تورتش و رجعت روحه بعدما كادت تفارق جسده، وقف باسل ثم قال "حسنا أنا ذاهب الآن لمكان أنمار، يجب علي التحدث مع تلك العاهرة حول شيء ما"</p><p></p><p>تحرك حاجب فانسي مع كلام باسل، فوقف و قال "ماذا عنك يا سيدي؟"</p><p></p><p>"همم؟" التف باسل ثم قال "يبدو أن سؤالك مربوط و مرتبط بموضوعنا الذي انتهى"</p><p></p><p>قال فانسي "ليس عادلا أن يكون تورتش فقط من يكشف لنا حقيقة مشاعره، أنا و شينشي و برودي لدينا بالفعل زوجاتنا، لذا نحن مستثنون من الموضوع، أما المستجدين فلا يبدو أن ربيعهم قد حان، لم يتبقى سوى أنت يا سيدي، أليس كذلك يا رفاق؟" ركز فانسي نظره على تورتش مع قوله الجملة الأخيرة</p><p></p><p></p><p>نظر الجميع لباسل و حدقوا به منتظرين إجابته، تورتش أراد أن يرد الدين فوقف و حاول الضغط على باسل بكلامه كما فعل له سابقا "معه حق يا سيدي، أوَ لست الرجل العادل بيننا؟"</p><p></p><p>أجاب باسل تورتش "أولا، ما دخل العدل هنا؟ ثانيا، لما علي أن أجيب؟ ثالثا، أنا ذاهب الآن"</p><p></p><p>"ها؟" صرخ تورتش ثم قال "إذا لما ضغطت علي للإجابة؟"</p><p></p><p>ابتسم باسل و أغمض عينيه و قام بصنع نفس الوجه الذي كان يضعه عندما سأل تورتش سابقا ثم قال "هل فعلت؟ ألم أقم فقط بسؤالك؟"</p><p></p><p>"همم؟" استغرب تورتش و رأى أن باسل محق تماما، فهو لم يقم بأمره أو إجباره على الإجابة، لكن تلك 'الابتسامة'، كانت تكفي لجعله يتكلم، بدى الأمر كما لو أن تورتش قد تحدث من تلقاء نفسه</p><p></p><p>لعن تورتش نفسه، لقد أراد رد الدين، لكنه قد أكد أمرا فقط، تلك الحقيقة المرة، أنه لا يمكنه هزيمة سيده في الكلام</p><p></p><p>تمتم تورتش مع نفسه بصوت غير مسموع "كما لو أن أي شخص سيرى تلك الابتسامة لن يقوم بالإجابة"</p><p></p><p>أكمل باسل طريقه، لكن هذه المرة فانسي أوقفه بكلامه "سيدي، إن السيدة أنمار تحبك، هذا الأمر يعلم به الجميع، لكن ماذا عنك أنت؟ أتنوي تركها تلاحقك طوال حياتها فقط من دون أن تبادلها شعورها؟"</p><p></p><p>عبس باسل قليلا ثم قال "ماذا ماذا؟ هل كسبت تعاطفها معكم لهذه الدرجة بالفعل؟ إنها حقا مخيفة، أنا لم أطلب منها الوقوع في حبي، و إن أرادت ملاحقتي فذلك خيارها، ليس لدي أية نية في التكلم معها بهذا الشأن، فلقد حاولت لمدة 14 عشر سنة و كان الأمر من دون فائدة، لذا فلتفعل ما تشاء، و أخيرا، أنا أيضا سأفعل ما أشاء، هذا كل شيء"</p><p></p><p>تكلم فانسي بسرعة قبل أن يذهب باسل "إذن أنت لا تكن لها أية مشاعر؟"</p><p></p><p>عبس باسل و قال "أظن أنني قد سبق و أجبت تورتش عن هذا السؤال برفض الجواب، لكني سأقول لك شيئا جميلا قد يريح عقلك من التفكير كثيرا يا فانسي"</p><p></p><p>استمع فانسي بحذر لم سيقوله باسل</p><p></p><p>"علاقتي بها لن تفهمها حتى و إن شاهدتنا معا ليل نهار، و مشاعري نحوها لن تستوعبها أبدا لأنك لا تعرفها (أنمار)، و أخيرا، فلتنسى الموضوع لأنني لست بمجيب على سؤالك، فهذا حقا سيريح عقلك بدل إشغاله كثيرا بالتفكير في هذا الموضوع"</p><p></p><p>تركهم باسل و غادر هذه المرة من دون أن يوقفه أي أحد، و في طريقه كان يفكر بكلام فانسي بجدية على عكس أسلوبه في الكلام سابقا "مشاعري تجاهها، هاه؟" تذكر باسل فجأة ابتسامة أنمار فقام بتشتيت تلك الصورة بسرعة عن طريق تفكيره بداخله "تلك الابتسامة ليس سوى ابتسامة مزيفة، إنها كلها مزيفة، لقد عاشت بتزييف حقيقتها علي طوال عشر سنوات و قامت بخداعي، إنها الشخص الوحيد الذي كان قادرا على خداعي في حياتي بالكامل، لذا عندما تسأل عن مشاعري نحوها، فلا يمكنني أنا بنفسي أن أعرف، فكيف لي أن أجيبك؟"</p><p></p><p>ذات مرة باسل قد كان مخدوعا بلطف الفتاة التي تلحقه في جميع الأوقات و الأماكن، مع تلك الابتسامة التي كان قد وقع لها في وقت ما، لكنه بعدها علم أن تلك الابتسامة كانت مزيفة، لذا حتى وقوعه لها كان مزيفا فقط</p><p></p><p>فعندما اقتربت منه تلك الفتاة اليائسة و قضت معه العديد من الأيام حتى اقتربت من جعله يقع في حبها، عندها ظهرت حقيقة تلك الابتسامة، تلك الابتسامة التي كانت تبدو مشرقة جدا، فجأة تحولت لتصبح كضحكة لشيطان متنكر في صفة فتاة بعمر 10 سنوات كاد أن يقتل فتاة بنفس العمر لمجرد أنها اقتربت من الشخص الذي يكن له المحبة</p><p></p><p>لا زال جيش الانقلاب لم يتحرك لمدة ثلاثة أيام متتابعة، مما ترك الإمبراطور يغلي في مكانه، متى سيهاجمون بالضبط؟</p><p></p><p>كان الإمبراطور يظن أن الجيش سوف يقوم بالهجوم مباشرة على القاعة الرئيسية بعد هزيمة أخيه، لكن بالتفكير جيدا، لما عليهم فعل مثل هذا الأمر؟ ستكون لديهم اليد العليا عندما يقومون بأخذ راحة، فالأمر هكذا منطقي أكثر، لكن بسبب غضبه و اندفاع جيش الانقلاب المخيف في المعارك السابقة، نسي الإمبراطور هذا الاحتمال تماما</p><p></p><p>وضع الإمبراطور رقابة شديدة على جيش الانقلاب بعد مرور هذه الثلاث أيام، فعدم تحركهم أثار الريبة في قلبه، فبعد الراحة ليومين فقط سيكون كافيا لتنتعش طاقات جنودهم، لكنهم لا زالوا لم يقوموا بأي تحرك، هناك الآن مراقبون من بعيد يقومون بعملهم، سوف يقدمون تقريرا عن أبسط تحرك قد يحدث بين جيش الانقلاب</p><p></p><p><em>بلاغ</em> <em>بلاغ</em></p><p></p><p>"لا زال الـ40 ألف الخاصة بجيش الانقلاب تأخذ راحة، ليس هناك أي تغير قد حدث"</p><p></p><p>40 ألف؟ نعم كل ما يراه المراقبيين الآن عبارة عن 40 ألف جندي فقط متمركزين حول المقر</p><p></p><p>أثناء مراقبة جيش الانقلاب، كان يتحدث مجموعة من المراقبين فيما بينهم</p><p></p><p>"أليست هذه الـ40 ألف تشمل فقط سحرة المستوى الرابع و الخامس، كيف ينوي جلالته أن يهزم مثل هذا الجيش بـ10 آلاف ساحر من المستوى الخامس؟"</p><p></p><p></p><p>أجابه آخر "لقد تأكدت أخبارنا عن وجود فقط 5000 آلاف من المستوى الخامس، أما الباقي، فكلهم من المستوى الرابع، لكن يبقى معك حق، 35 آلاف من المستوى الرابع خطيرة جدا حتى لو كانت لوحدها على 10 آلاف من المستوى الخامس، أتساءل أيضا عما سيفعله الإمبراطور، حسنا، هو لوحده باستطاعته هزيمة الكثير من ذلك الجيش، على الأقل 10 آلاف"</p><p></p><p>تكلم الثالث "10 آلاف؟ إن هذا قليل، ألست تحاول قول 15 ألف على الأقل؟ نحن نتكلم عن الإمبراطور هنا، أقوى شخص في العالم كله، لقد وصل لقمة المستوى السابع بالفعل منذ القدم، قد يكون كبيرا في العمر، لكن هذا لا يغير حقيقة أنه لا يزال الأقوى"</p><p></p><p>تكلم الأول من جديد "الأقوى، هاه؟"</p><p></p><p>سأل الثاني "ماذا؟ هل تشك بهذا الأمر؟"</p><p></p><p>أجاب الأول "لا، أنا فقط فكرت في إمبراطور إمبراطورية الرياح العاتية 'غلاديوس'، تلك الإمبراطورية تتخذ منهج الأقوى هو الأجدر بالحكم، ألم يقم ببلوغ المستوى السابع و دحض جميع منافسيه ثم اعتلى العرش بكل جدارة، فإن تكلمنا عن الأقوى، فلا يمكننا نسيانه، خصوصا و أنه لا يزال أصغر من جلالة الإمبراطور بكثير، فذلك الشخص في التسعين و قد بلغ المستوى السابع قبل 15 عشر سنة، بعد الدمار الشامل، ظهر فجأة في القصر و تحدى الإمبراطور السابق، و شتمه بعديم الفائدة أمام الجميع"</p><p></p><p>أكمل "تعرف إمبراطورية الرياح العاتية في تقاليد حكمها بما يسمى 'مبارزة التسوية'، إن قام شخص ما بتحدي الآخر بهذا التحدي فلا يمكنه الرفض، و يجب عليه قبول التحدي و مواجهة الخصم، إن ربح يعدم الشخص الذي طلب التحدي، و إن خسر يعدم، و هذا الأمر ينطبق على أي مخلوق داخل حدود إمبراطورية الرياح العاتية، حتى الإمبراطور لا يمكنه الرفض"</p><p></p><p>تكلم الثاني "مع ذلك، من يصل للمستوى السابع قوته تكون طاغية تماما على المستويات الأخرى، فهو أعلى مستوى بالوجود، و إمبراطورنا قد دخل لهذا المستوى قبل 40 سنة بالفعل، و الآن إنه في قمته، حتى الإمبراطور 'غلاديوس' لا يمكن أن يقارن به"</p><p></p><p>تكلم الثالث مرة أخرى "حسنا كفانا كلاما، فلتركزوا على عمل...."</p><p></p><p><em>كاااهخ</em></p><p></p><p>تقيأ الثالث الدماء فجأة، فلم يعرف الاثنين ماذا حدث حتى ظهر صاحب السيف الذي طعن ظهر الثالث و اخترق درعه السحري حتى بلغ اللحم ثم مر عبره</p><p></p><p></p><p>حاول الاثنين رد الهجوم بسرعة لكن العدو غير مرئي، سبقهما ذلك الشخص الغير مرئي و طعن الأول ثم الثاني بسرعة كبيرة، قتل ثلاث سحرة من المستوى الخامس بسرعة كبيرة</p><p></p><p>خرج من الظلال و اغتال هؤلاء الثلاثة الي كانوا ينقلون أخبارهم إلى القاعة الرئيسية. تكلم ذلك الشخص بعد أن ظهرت صورته بوضوح، فكان يين يينغ "عدم تركيزكم على عملكم هو السبب الأكبر في مقتلكم، لكن عباءة الشفاف هذه حقا مفيدة جدا، ذلك الفتى القرمزي، أتساءل كيف له أن يحوز على مثل هذه الأشياء و يعلم عنها، حسنا، لننتقل للمجموعة الثانية"</p><p></p><p>(حسنا، عمل جيد يين يينغ، فلتكمل عملك، سنقوم بالتحرك بعد قليل) تكلم الجنرال رعد عبر خاتم التخاطر مع يين يينغ</p><p></p><p>التف بعد الانتهاء من التخاطر و تكلم مع الشخص الذي خلفه "أيها الفتى القرمزي، إن الأمر يسير بشكل جيد"</p><p></p><p>تكلم باسل بوجه جدي "حسنا، لقد حان الوقت، لكن قبل هذا، أيها الرجل الأشقر، سأطلب منك فعل شيء ما"</p><p></p><p>بعد قليل من إخبار باسل بهذا الأمر لرعد، تفاجأ هذا الأخير كثيرا، فقال "ها؟ لما يجب أن يكون أنا؟ و لما من الأول يجب أن نحتاج للقلق بشأن هذا؟"</p><p></p><p>تكلم باسل "هذا لأنك الشخص المثالي لهذا الأمر، أنت لست بحاجة لوضع بصمتك في هذه الحرب، يكفي أنك قد مددتنا بأفضل رجالك، أما الآن فأنا أحتاجك للقيام بهذا الأمر، فأنت كنت الحامي للعاصمة لمدة طويلة، لذا هذا مناسب لك تماما"</p><p></p><p>تكلم رعد "هذا نصف الجواب فقط"</p><p></p><p>أكمل باسل "هذا لأنني أحس بذلك الشعور، ذلك الإحساس بظهري يخِزني، ذلك الشعور بأن شيء ما مفقود، شيء ما لا ليس في مجال توقعاتي، شيء لا أريد منه أن يفاجئني من الوراء، ببساطة إنه حدسي"</p><p></p><p>عبس رعد ثم قال "أيها الفتى القرمزي، هل تريد إبقائي في الخلف فقط لأن حدسك يخبرك بهذا؟"</p><p></p><p></p><p>تكلم باسل "الأمر بيدك، افعله أو لا تفعل، لكن لأخبرك بشيء ما، حدسي لا يخطئ، أو على الأقل هو لم يخطئ حتى الآن، إن حدث شيء غير متوقع، فقد يكون ضربة قوية لنا ستجعل من هذا الوضع الذي فوزنا محقق به يتحول إلى خسارة شنيعة لم نكن نتخيلها"</p><p></p><p>حدق رعد لدقائق في باسل، استمر باسل في التحديق كذلك به، قرر رعد ما سيفعل، لذا أجاب "عندما نلتقي مرة أخرى سوف نصفي حساباتنا، و إن كان حدسك هذا الذي تحدثت عنه مخطئا، فلن أثق مرة أخرى به"</p><p></p><p>تكلم باسل "في هذه الحالة، يبدو أنني سوف أتمنى لأول مرة في حياتي أن يكون حدسي مخطئا"</p><p></p><p>تكلم رعد "سأترك يين يينغ هنا، سوف يقوم بقيادة القليل من سحرة المستوى الخامس الذين سأتركهم، أما أنا فسآخذ معي 50 ألف"</p><p></p><p>أماء باسل رأسه ثم قال "حسنا، لك هذا، مع أنه سينقص من عددنا، لكنه يبقى أفضل"</p><p></p><p>ذهب رعد و كذلك فعل باسل متوجها نحو القادة الكبار</p><p></p><p>تكلم الرئيس كورو "حسنا، لقد كان خيارا حكيما لفعله، صحيح أنه لم يعد هناك أي خطر محدق من خلفنا قد يأتي لمساعدة الإمبراطور بما أننا نشرنا أخبار نتائج المعارك السابقة، لكن لا حرج في أخذ الحيطة و الحذر"</p><p></p><p>تكلم الرئيس تشارلي "معه حق، أما الآن، فيجب أن يظهر القائد الأعلى ليتكلم مع الجيش الذي سوف يقوده"</p><p></p><p>نظر الجميع لباسل، هذا الأخير تكلم "أنا لن أقوم بهذا هذه المرة، من يجب عليه فعلها هو الكبير أكاغي، إنه المعني بالأمر هنا، لن ينتظر الجنود قائد الجيش الذي لا يعرفونه حتى، لكنهم سوف يكونون بقمة حماسهم عند سماعهم لنية سيدهم الذي يقاتلون من أجله"</p><p></p><p>أغمض الكبير أكاغي عينيه ثم تكلم بعد لحظات من الهدوء "أنا ذاهب، لقد مر وقت طويل جدا منذ أن قمت بهذا النوع من الأشياء"</p><p></p><p></p><p>وقف الكبير أكاغي و اتجه نحو الـ40 ألف، صرخ عبر مكبر الصوت [انتباااه]</p><p></p><p>كان الجنود في استعداد للتحرك في أي وقت بالفعل، و بمجرد سماعهم لكلام الكبير أكاغي، استقاموا مع أنهم كانوا في استقامة بالفعل</p><p></p><p>[لن أقول لكم أنني سوف أسترد حقي و حق عائلتي، لأن هذا الشيء معلوم بالفعل و معروف عند كل شخص منكم، لقد أتيتم من أجل القتال لصالحي، هذا كل شيء ببساطة، و كل ما علي فعله هو الإجابة عن معروفكم ببساطة، لذا سوف أعدكم بأشياء]</p><p></p><p>[عندما أجلس على العرش، أؤكد لكم أنني لن أجعل بطنا فارغة في كامل الإمبراطورية، لن يكون هناك نظام عبودية بعد الآن، لن يُدمر حلم الصغار في أن يصبحوا سحرة، أي شخص من أي طبقة سيكون قادرا على الدخول لأكاديمية السحر، و أخيرا، سوف أمنح حق التلقيب، لن يكون النبلاء فقط من يحملون ألقابا تميز عائلاتهم، لذا أي شخص سيصبح قادرا على صنع اسم له و لعائلته، و من أجل تحقيق هذا الأمر، يجب علينا الفوز في هذه المعركة مهما حدث]</p><p></p><p>صدم الجميع من نية الكبير أكاغي، ليس فقط الجنود، لكن حتى القادة الكبار صدموا من هذه الأشياء التي وعد بها الكبير، إعطاء حق التلقيب لأي شخص سيكون كإهانة لقيمة الألقاب، العائلات النبيلة فقط من تستحق أن تلقب، هذا الأمر شيء طبيعي في العالم كله، لذا ستعتبر العائلات النبيلة هذا الأمر كاحتقار لهم و تقليل من شأنهم</p><p></p><p>لكن الكبير أكاغي لا يمكن أن لا يكون لا يعلم بهذا الشيء، فهذا يعني أنه قام به فوق علمه بكل النتائج التي ستأتي من بعد</p><p></p><p>[كل هذا من أجل تقدمنا و تقدم العالم، كل هذا من أجل إنقاذ عائلاتكم و أحبابكم]</p><p></p><p>صرخ الكبير بهذا الأمر فجعل الجيش ينفجر صراخا، لكن بغرابة هذا الصوت لم يأتي فقط من الـ40 ألف التي أمامه، لكنه أتى من المكان البعيد الذي يبدو مكانا خاليا</p><p></p><p>أتى صوت تخاطريا لباسل (لقد مات جميع المراقبين)</p><p></p><p></p><p>أماء باسل رأسه للكبير أكاغي بعد أن ناداه، فقام الكبير أكاغي بالاستعداد جيدا قبل أن يتكلم [كشروا عن أنيابكم، إنها المعركة الأخيرة في هذه الحرب، و الآن انطلقوا]</p><p></p><p>و بمجرد ما أن انتهى الكبير أكاغي من كلامه حتى ظهر عشرات آلاف الأشخاص في المكان الذي كان خاليا وراء الـ40 ألف، و على حين غرة أصبح الجيش الذي كان يصل عدده لـ40 ألف يصل لـ250 ألف</p><p></p><p>بعد تلك الثلاثة أيام، و استغلال الجواسيس داخل القاعة الرئيسية للقصر، عرف باسل أن الإمبراطور أمر بمراقبة جيش الانقلاب، لذا أسرع في أمر جميع الجنود الـ260 بوضع عباءة الشفاف</p><p></p><p>هذه الـ260 شملت حتى القوات التي هاجمت عائلات غين و هويز، و القوات التي كانت متمركزة في استعداد لأمر من الجنرال رعد و الجنرال منصف و الكبير أكاغي بالهجوم على عائلات 'آو'، 'كيِرو'، 'فايوليت'</p><p></p><p>لكن بسبب أن هذه العائلات الأخيرة انضمت لهم قد نجو من الدمار، كل هذه القوات قد كانت تملك بالفعل عباءة الشفاف، فهذا كان السبب الرئيسي في اختفاء القوات التي هاجمت عائلة 'هويز' كما لو أنها أصبحت هواء و عندما أتت التعزيزات لم تجدها</p><p></p><p>لذا لم يتبقى سوى إعطاء عباءة الشفاف لمن لا يملكها قبل أن يأتي المراقبون، و الآن بعد موت المراقبين، ظهروا كلهم مرة واحدة، فلا يمكنهم الهجوم مرتدين عباءة الشفاف، فبهذا لن يكون بإمكانهم رؤية حلفائهم أيضا</p><p></p><p>[أمر لجميع القوات، هجوم شامل]</p><p></p><p>تحركت القوات فكانت كالزلزال</p><p></p><p>250 ألف كاملة توجهت نحو القاعة الرئيسية، تقدمتها الـ40 ألف التي تعتبر القوة الرئيسية لهذا الجيش الضخم</p><p></p><p>تحركت الـ40 ألف بسرعة كبيرة جدا، فأخذت المقدمة و تركت بينها و بين الـ210 ألف مسافة كبيرة، فهذه الـ210 ألف لا تحتوي إلا على الأشخاص العاديين و سحرة من المستوى الأول للثالث، و هؤلاء كلهم لا يمكنهم مجاراة سحرة من المستوى الرابع و الخامس</p><p></p><p>فسرعة جريهم مختلفة، لذا أسرعت الـ40 ألف في تقدمها و تركت بينها و بين الـ210 ألف عدة أميال</p><p></p><p>و بعد دقائق قليلة فقط، أخيرا اقتربت الـ40 ألف هدفها</p><p></p><p>كانت القاعة الرئيسية ضخمة للغاية، فهي البلاط الملكي الذي يعيش به أي شخص يحمل ددمم غرين، و خارجها يعيش العائلات المقربة من عائلة غرين</p><p></p><p>هذه القاعة الرئيسية لوحدها كانت بالفعل تمتد لآلاف الأمتار، أما ساحتها الخارجية فتتعداها بمئات آلاف الأمتار</p><p></p><p><em>وووش</em> <em>وووش</em> <em>وووش</em></p><p></p><p></p><p>انطلقت الـ40 ألف كما فعلت في المعركتين السابقتين، لكن المختلف هذه المرة هو وجود العدو وراء حائط الساحة الخارجية للقاعة الرئيسية، لذا يجب تخطي ذلك الحائط أولا قبل الدخول</p><p></p><p>لذا أمر باسل الـ40 ألف بالإسراع بجنون من دون الالتفاف للخلف، و بالطبع هذه المرة ليس كالسابق، هذه المرة لم يأمر الجيش و بقي في الخلف حتى أتى لاحقا، لكن هذه المرة كان هو الشخص الذي يقود هذه الـ40 ألف، هذه المعركة الأخيرة، لذا يجب عليه قيادة تشكيله الخاص الذي يقوم بقيادة هذا الجيش مع يين يينغ، هيسي، شفرة الجليد نبيل و مارون زونغ</p><p></p><p>أخيرا اقتربت الـ40 ألف للحائط، لذا ردة فعل الحراس الذين هناك كانت متوقعة، يمكنك القول أنها طبيعية في مثل هذا الوضع</p><p></p><p>"ها؟" ما هذا الصوت؟" تكلم حارس فوق الحائط، فنظر بعيدا، و إذا بتعبيراته تتغير للأسوء شيئا فشيء، ارتعد كثيرا، و كذلك كان الحال مع الحراس الذين بجانبه و الذين يمتدون على طول الحائط</p><p></p><p>لقد قاموا بوضع المراقبين قبل ساعات من الآن، أتاهم تقرير عن عدم وجود أي تحرك في صفوف العدو، لكنهم الآن قد صدموا صدمة كبيرة، كيف للعدو أن يكون هنا؟ هناك احتمال واحد لا غير، لقد اكتشف العدو المراقبين و قتلهم، لذا كان بإمكانه التقدم لكل هذه المسافة من دون أن يلاحظ</p><p></p><p>لم يبقى سوى مسافة صغيرة جدا قبل بلوغهم الحائط، لا تصل حتى لمئات الأمتار، و هذه المسافة يمكن لسحرة من المستوى الرابع و الخامس قطعها في ثوان، مما يعني أن الحراس قد تأخروا كثيرا حتى لو أرادوا الاستعداد لمواجهة العدو</p><p></p><p>صرخ الحراس بشدة و قرعوا الأجراس و تكلموا بمكبرات الصوت</p><p></p><p><em>العدو</em> العدو* <em>العدو</em></p><p><em></em></p><p><em>تجهزوا بسرعة، سيصل العدو بعد ثوان من الآن، خذوا مراكزكم و ليقم الرماة بإطلاق أسهمهم، لا يجب علين.....</em></p><p></p><p>انقطع صوت الجندي الذي يصرخ بشدة في مكبر الصوت، و ما تسبب في هذا كان تفاجؤه بالشخص الذي يقف أمامه، كيف وصل إلى هنا هذا الفتى؟ إن الحائط بطول 15 عشر متر، كيف لفتى مثل هذا أن يكون موجود هنا حتى؟</p><p></p><p></p><p>هذه الأسئلة راودت ذهن الجندي، بالطبع ستفعل، فلا يمكن أن يتواجد هنا فتى في مثل عمره، و إن حدث هذا، فليس هناك أي احتمال آخر غير أنه من الأعداء، لم يتخيل أبدا الجندي الكبير هنا أن الفتى الذي أمامه في الحقيقة هو قائد هذا الجيش الذي يهاجمهم الآن</p><p></p><p>لذا بعد إدراكه للاحتمال الوحيد لسبب وجود ذلك الفتى هناك، كان رأسه قد طار بالفعل من مكانه، فكان هذا أول رأس يقطع في هذه المعركة التي تعتبر الثالثة من طرف سيف باسل، كما أنه كان افتتاحية بدء المجزرة الثالثة</p><p></p><p>فور طيران رأس الجندي من مكانه حتى التف جميع الجنود الآخرين لباسل و هاجموه كلهم مرة واحدة، بلغ عددهم حوالي الـ100</p><p></p><p>شحذ باسل طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، ثم مررها لسيفيه السحريين و شرع في قطع الأعداء</p><p></p><p>في لحظات مر من بينهم كالبرق و قطع عشرات الرؤوس في كل تلويح بالسيفين منه، تراقص سيفيه معا بحركات كان أشبه بالبهلوانية و انطلقت الشرارات من التقائهما بسيوف الأعداء و دروعهم</p><p></p><p>لكن المنتصر و الطاغي كان سيفي باسل، فبعد كل شيء هذين السيفين الأبيضين بنقوش أثرية من الدرجة الثالثة، ذلك القوس الذي استخدمه تورتش كان بنقوش أثرية من الدرجة الثانية، و كانت قوته جبارة أمام ساحر من المستوى السادس</p><p></p><p>كان تورتش بإمكانه إطلاق فقط ثلاث طلقات، و السبب الأكبر في هذا يعود لمدى تحكمه في الطاقة السحرية التي يستنزفها منه القوس الأثري</p><p></p><p>لكن باسل يستخدم سيفين أثريين من الدرجة الثالثة، و مع ذلك بإمكانه استخدامهم لوقت أطول بكثير من تورتش، السبب أو الأسباب بسيطة، باسل موهوب أكثر، فهو بإمكانه التحكم في سيفيه الأثرين كي لا يستنزفا طاقته السحرية أكثر مما يجب، فإن لم تكن قادرا على التحكم جيدا بسلاحك أو درعك الأثري فسوف يأخذ الكثير من طاقتك السحرية، لكنه لن يستفيد منها شيئا، لأنه سيقوم بإفراغ كل الطاقة السحرية لأنها فاقت حدود قدرته الاستيعابية</p><p></p><p>ليس أي شخص قادر على استخدام الأسلحة أو الدروع الأثرية، فلا يكون بإمكانهم فعل ذلك إلا بعد وصولهم المستوى الرابع على الأقل، لأن الأسلحة الأثرية تؤثر على بحر الروح و ترهقه، فإن استخدم أي ساحر أقل من المستوى الرابع سلاحا أو درعا أثريا فسوف يغمى عليه في الحال، و كلما ارتفع في المستوى ارتفعت قدرة تحمل بحر روحه، لأن هذا الأخير يصبح أكثر استقرارا و كمالا، مما يتيح له القدرة على استخدام أسلحة أو دروع أثرية من درجة أكثر ارتفاعا</p><p></p><p>و من الأسباب الأخرى التي تجعل باسل يتميز بها عن تورتش و كل من يستخدم الأسلحة أو الدروع الأثرية، فهو امتلاكه عنصر سحر ثان</p><p></p><p></p><p>امتلاكه للعنصر الثاني من الطاقة السحرية الخارجية أعطاه ميزة كبيرة، ميزة امتلاكه لبحر روح أكثر استقرارا و كمالا، فعندما فُتِح شق في الختم الذي وضع عليه لمنع ولوج الطاقة الخارجية لبحر روحه، هذا الأخير اضطر لاكتساب قدرة تحمل أكثر عما كانت لديه عبر محاولته الاعتياد على الطاقة الخارجية التي تدخل باستمرار حتى تتوقف بسبب الختم</p><p></p><p>الختم قد ضعف فقط و لم يُفتح بالكامل، لذا تتوقف الطاقة الخارجية عن التوغل لجسم باسل بعد بلوغ حد ما، لكن بمجرد ما أن تفرغ قليلا، حتى تنجذب إليه مرة أخرى لتملأ الفراغ الذي حدث، لكن إن حدث هذا لوقت كبير فبحر روحه سيرهق كثيرا، لذا سيكون عليه التوقف عن استخدام عنصر التعزيز حتى لا تتوغل الطاقة الخارجية أكثر لبحر روحه و استخدام عنصر النار محدود الإنتاجية بدل ذلك</p><p></p><p>و بهذا يكون باسل له طاقة غير محدودة الأنتاج من عنصر التعزيز بشكل مؤقت، فكان بإمكانه استخدام ليس فقط سلاح أثري، بل و اثنين منه</p><p></p><p>و الآن عندما التقى سيفيه الأثريين بالأعداء أو دروعهم، انطلقت شرارات الالتقاء، لكن السيفين تغلبا بسهولة و قطعا كل شيء بناء على رغبة باسل في ذلك</p><p></p><p>و في لحظات كان باسل قد أنهى أمر نصف الأعداء الذي توجهوا نحوه، النصف الآخر وقف و شاهد تلويح هذا الوحش المتنكر في صفة فتى سيفه من أجل إزاحة ددمم رفقاءهم عنه</p><p></p><p>ارتعد الكثير منهم من هذا المنظر إن لم يكونوا كلهم، فقط قبل لحظات كان هناك منهم 100 لكنهم أصبحوا 50، و حتى لو هاجموا الآن، ألن يكون مصيرهم هم الذي يبلغ عددهم 50 كالـ50 الذين سبقوهم؟</p><p></p><p>توقف هؤلاء الأشخاص فجأة عن التحرك فتقدم باسل بينما يقول "الخوف من العدو الأقوى منك في المعركة شيء طبيعي، لكن التوقف في المعركة عن الحركة سيؤدي بك للتهلكة"</p><p></p><p>و بمجرد ما أن انتهى باسل من كلامه حتى مر من النصف الثاني و محاهم بسرعة أكبر من قبل</p><p></p><p>تكلم باسل مرة أخرى "التردد كان سببا في مقتل الشجعان"</p><p></p><p>و بعده بقليل</p><p></p><p></p><p><em>وووووش</em> <em>ووووووش</em> <em>ووووووش</em></p><p></p><p>ظهر العديد من السحرة خلفه يتقدمهم قادة التشكيل إلا شي يو، مع هيسي و يين يينغ، إضافة لكين نبيل و مارون زونغ</p><p></p><p>هؤلاء كانوا أول من وضع رجلهم فوق الحائط، فشرعوا في محو الأعداء واحدا تلو الآخر تابعين خطى باسل، أنهوا أمر الرماة الذين كانوا قد بدؤوا يستهدفون حلفاءهم الذين في الأسفل</p><p></p><p>تكلم كين نبيل "بالنظر للأعداد التي كنا سنفقدها إن هاجمنا العدو مع اطلاعه على قدومنا، فقد تصل للآلاف قبل أن نستطيع المرور"</p><p></p><p>قال كين نبيل هذا الكلام بينما يقطع و يجمد الأعداء كأنه يمدح الشخص الذي فكر بهذه الخطة، بينما مارون زونغ يسمع كلامه أثناء قطعه للأعداء بسحر الرياح</p><p></p><p>"لقد مدح والدي هذا الشخص باسل كثيرا، لذا هذا أقل ما أتوقعه منه" تكلم مارون زونغ بداخله ثم أكمل "لكن، يجب علي الإشادة به لتفكيره المميز"</p><p></p><p>بينما هؤلاء الأشخاص الذين قادوا الجيش إلى هنا يقومون بتمزيق الأعداء، استغل بقية الجيش هذه الفرصة و صعدوا إلى فوق الحائط</p><p></p><p>الحائط كان يتميز بعرض كبير جدا، و مدعم كله بداعمات سحرية، و له بوابة سحرية من المستوى السابع، حتى السجن المركزي لا يملك سوى القليل من الغرف التي تعتبر كزنزانة يمكنها سجن سحرة من المستوى السادس، لكن بما أن هذا الحائط يعتبر النقطة الأخيرة قبل الولوج للساحة الخارجية للقاعة الرئيسية، فقد كانت بوابته لا يمكن اختراقها إلا من قبل العديد من الأشخاص من المستوى السابع، و إن كان بإمكانك إيجاد أشخاص من المستوى السابع و إحضارهم، فسيكون من المرحب فتح البوابة لك</p><p></p><p>كان التشكيل أول من صعد الحائط بعد التسعة، بأوامر من شي يو التي ركزت على ملاحظة الثغرات في صفوف العدو التي يصنعها الذين سبقوهم، مهارتها القيادية كانت جيدة للغاية على عكس شخصيتها المتوترة</p><p></p><p></p><p>مع أنها لا تزال تتلعثم و تتوتر حتى في قيادتها، إلى أن هذا لم يمنع سطوع موهبتها التي يمكنها كشف نقط الضعف الخاصة بالأعداء مرة تلو الأخرى، حتى صعد التشكيل بأكمله، فحتى لو كانوا ضد خصوم أقوى بمستوى منهم، كانوا قادرين على اختراقهم فقط عن طريق اتباع أوامرها</p><p></p><p>فالتشكيل يحتوي على القليل فقط من ذوي المستوى الخامس بسبب اختيار باسل للمواهب الصاعدة فقط من أجل تدريبها و التي كانت فقط من المستوى الثاني حتى الثالث، و حتى عندما اختار القادة باقي الجيش، اتبعوا نهج باسل و قاموا باختيار أصغر الأشخاص عمرا و موهبة في السحر</p><p></p><p>لذا بعد تدريبهم لهذه المدة الطويلة، استطاع فقط الأشخاص الذين اختيروا بالأول لأنهم ذوي موهبة عالية من بلوغ المستوى الخامس في هذه الفترة الوجيزة</p><p></p><p>شاهد باسل هذا المنظر بابتسام ثم تذكر كيف كانت شي يو تحاول بكل جهد منها أن تقوم بنصح الأشخاص الذين كانوا يهاجمون باسل في أول التقاء لهم</p><p></p><p>عندما أراد أن يهاجم شخص ما كانت تحاول إيقافه، لأنها تعرف أن هجومه ذاك لن ينفع، و عندما ترى تراجع شخص ما كانت تحاول حثه على الهجوم، و كل هذا فقط لأنه سيكون أفضل لو قاموا به، لأنه سيكون أكثر فعالية، و عندما شاهدها باسل أثناء لقاءهم الأول، اعتقد بهذا مع نفسه 'لو أنها امتلكت الشجاعة الكافية و الصوت المرتفع ليستمع لها الآخرون، لكان احتمال هزيمته أكبر من الخاص بفوزه'، لكن هذا يبقى فقط في حالة استخدامه لسحر التعزيز فقط في ذلك الوقت الذي لم يكن عنصر التعزيز الخاص به يتخطى المستوى الرابع في القسم النهائي</p><p></p><p>لكن بسبب شخصيتها تلك، وقفت فقط في مكانها حتى قضى باسل عليهم كلهم و أتى في الأخير و أسقطها أيضا</p><p></p><p>لذا قد فرح قليلا بمشاهدتها تحاول التغلب على نفسها القديمة. أصبحت ابتسامة باسل أكثر عرضا ثم قال "لقد استولينا على جزء كبير من الحائط في دقائق فقط، لهذا أحب عنصر المفاجأة، فهو يزيح عنك الكثير من الأعمال التي تعتبر ألما في المؤخرة فقط"</p><p></p><p>عندما صعد التشكيل فوق الحائط، التهم كل ما في طريقه بسرعة كبيرة، عددهم الكلي وصل لـ5000 آلاف، كل وحدة بألف ساحر، و كل وحدة تشمل حوالي 100 ساحر من المستوى الخامس</p><p></p><p>انقض التشكيل على جنود العدو الذين تلاقوا معهم عندما صعدوا الحائط، ثم مروا فوق الحائط تابعين قائدهم و سيدهم الذي يقوم بإبادة الأعداء و يخترقهم كالسهم الذي لا يتوقف</p><p></p><p>اخترق باسل جيش العدو من الوسط، لذا الجانبين كانا ينجوان من سيفيه، لكن التشكيل لا يتركهم أحياء ليقوموا بمباغتة سيدهم من الوراء</p><p></p><p>و بهذا تقدم باسل هذه المرة من دون أي حاجة للالتفاف للخلف، و بسرعة كان قد أنهى هو و التشكيل و الآخرين الذين صعدوا معهم إلى الحائط نصف الجنود</p><p></p><p>الحائط اتخذ شكلا دائريا، لذا عندما يهزمون الجنود الذين أمامهم، يأتي الجنود الذي على طول الحائط بسرعة كبيرة و باستمرار</p><p></p><p>التف باسل و أمر بصوت مرتفع "الباقي عليكم هنا يا تورتش، سوف أقوم بالنزول للداخل، يا كين نبيل، مارون زونغ، كورو هيسي، و أنت أيضا يا يين يينغ، فلتلحقوني"</p><p></p><p>تبع الأربعة باسل الذي قفز للأسفل</p><p></p><p><em>وووووووش</em></p><p><em></em></p><p><em>بووووم</em></p><p></p><p>انفجار كبير يتبع نزول باسل على الأرض، خلف وراءه حفرة جراء اصطدامه القوي بالأرض، و ها هو ذا قد أصبح في الساحة الخارجية</p><p></p><p></p><p>بمجرد ما أن نزل باسل حتى هاجمه حوالي عشرة جنود مرة واحدة، فقام باسل بإطلاق موجة عبر قوة تلويحه مرسلا إياهم كلهم بعيدا عنه</p><p></p><p>نزل الأربعة تابعين باسل، ثم في الحال قاموا بقتل الجنود الذين أرسلهم باسل محلقين، هؤلاء الجنود كانوا يحرسون البوابة السحرية، لكن بما أنها منيعة، لم يزعج العدو نفسه بوضع أكثر من 10 سحرة لحراستها من الداخل</p><p></p><p>بعيدا هناك يتمركز جيش الإمبراطور البالغ 9000 آلاف ساحر من المستوى الخامس، الألف الأخرى كلها كانت فوق الحائط من أجل إنهاء أكبر قدر من الأعداء، لكن خطتهم هذه للأسف كانت السبب في إلقاءهم لهذه الألف لتموت من دون تحصيل أي فائدة منها</p><p></p><p>ركز باسل سحر التعزيز على عينيه ثم نظر للجنود الـ9000 آلاف الذين كانوا متراصين و متخذين تشكيلة تشبه القوس</p><p></p><p>اقترب الأربعة من باسل فتكلم كين نبيل "ما الذي ستفعله أيها القائد الصغير"</p><p></p><p>حملق باسل به، ثم تصرف كما لو أنه لم يستمع للكلمة الأخيرة، أجاب "قبل هذا، يبدو أنك في المستوى السادس بالفعل يا كين نبيل، يبدو أن إكسيراتي قد نفعتك جيدا"</p><p></p><p>عندما استمع كين نبيل جملة باسل الأخيرة عبس و عرف أنه قد رد له الدين، ابتسم مارون زونغ قليلا، أما هيسي فكان يصنع تعبيرات غريبة تعبر عن عدم التصديق، ثم أغمض يين يينغ عينيه كما لو أنه يعلم ما هي شخصية باسل</p><p></p><p>تسخر منه يرد الأمر لك ضعفين، و هذا لا ينطبق على السخرية فقط، سواء عاملته بحسن أو بِشرّ، فسوف يرد لك معاملتك له كما تلقاها أو سيضيف عليها حسب مزاجه</p><p></p><p>تكلم كين نبيل بعبوس "الشكر لك أيها القائد"</p><p></p><p>في الحقيقة، كين نبيل أراد اختبار شخصية باسل فقط، أراد أن يعرف كيف سيتعامل مع شخص يسخر منه، لكنه تلقى صفعة جيدة جعلته يفهم أن هذا الفتى ليس معه اللعب، لذا حرص على إزالة 'الصغير' في المرة الثانية لمخاطبته باسل</p><p></p><p>تقدم مارون زونغ و مد يده لباسل "أنا مارون زونغ، ناديني زونغ، تشرفت بمعرفتك أيها القائد باسل"</p><p></p><p></p><p>قالها زونغ بابتسام فقام باسل بمصافحته</p><p></p><p>تقدم هذه المرة يين يينغ، تكلم منزعجا "أنا يين يي...."</p><p></p><p>"أنا أعرف"</p><p></p><p>أراد يين يينغ أن يقدم نفسه لكن باسل قاطعه، استغرب يين يينغ لأنه لم يعطي له وجها من قبل فكيف له أن يعرفه؟ بقي متعجبا في مكانه حتى تكلم باسل مرة أخرى</p><p></p><p>"أنت من كان يتبعني في كل مكان بناء على أوامر الرجل الأشقر، أظن أنني قد اعتدت عليك كفاية، فلا تحاول تصنع وجه لا يليق بك، أنا أعرف أنك لا تطيقني، لكن سوف يجب عليك اتباع أوامري حاليا بما أنني قائدك الآن و ليس الرجل الأشقر"</p><p></p><p>اسود وجه يين يينغ، لكنه لا يملك أي خيار آخر الآن سوى الصموت و الاستماع لتنفيذ ما يقوله قائده بكل طاعة</p><p></p><p>مد باسل يده ليين يينغ الذي التف ثم قال "انتظر، ألن تصافحني؟"</p><p></p><p>إنه حقا يلعب على أعصابه، يعرف أنه سيكره مصافحته، لو لم يكن القائد الحالي الآن لحاول بالفعل قتاله، لكن وا أسفاه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن</p><p></p><p>مد يين يينغ يده بينما يلعن حظه، لن يتفق أبدا مع هذا الشخص مهما حدث، قام باسل بهذا الأمر متعمدا لإغاظته، و السبب بسيط، لأنه كان ألما في المؤخرة طيلة الشهور السابقة، فكيف لا يرد له مثل هذا الدين</p><p></p><p>لحقه في كل مكان من دون كلل أو ملل، و هذا تسبب حقا في انزعاج باسل كثيرا، لدرجة أنه فكر كم من مرة في قتله. باسل لا يريد أن يكون مقيدا بأي شيء، و إن كانت تحركاته ستصبح مقيدة بسبب شخص ما، فسوف يقتله فقط ليتحرك بكل أريحية</p><p></p><p>ابتسم باسل بينما يصافح يين يينغ، تكلم باسل "هيا هيا، لا تصنع مثل هذا الوجه، قد نكون في حرب الآن، لكن ليس من الضروري أن تعبس هكذا، فلتحاول الابتسام، سوف أبقى ممسكا بيدك حتى تبتسم"</p><p></p><p>ألم تكفيه تلك الإهانة السابقة؟ لا زال يحاول السخرية منه أكثر؟ بالطبع، فهو يجب عليه أن يريح نفسيته من كل الازعاج الذي تسبب له فيه</p><p></p><p></p><p>عبس يين يينغ و حاول إبعاد يده، لكنه لم يستطع، حاول المرة تلو الأخرى، لكن يد باسل تحكم إمساك الخاصة به جيدا، تكلم باسل من جديد "لا تحاول، لأنك لن تنجح، و الآن، لما لا تحاول الابتسام و سوف أطلق سراح يدك"</p><p></p><p>إنه يتحدث معه كما لو أنه سجنه، حدق الثلاثة بهم، لذا لم يعد ليين يينغ أي خيار غير اثنين، إما أن يعصى قائده و يقاتله، أم يطيعه و يجعل هذا الأمر يمر للآن. و بالطبع هو اختار الخيار الثاني، فلا يمكنه إحداث أي ضجة هنا قد تتسبب في خسارتهم</p><p></p><p>حرك يين يينغ شفتيه بصعوبة نحو الجانبين محاولا الابتسام حتى نجح في ذلك</p><p></p><p>"نحن على وفاق الآن" تكلم باسل</p><p></p><p>و أخيرا لم يتبقى سوى هيسي، هذا الأخير شاهد باسل كيف عامل يين يينغ، لقد صدم بحقيقة أن قائدهم عبارة عن هذا الفتى الصغير أمامه، لكن حتى غبي مثله سيعرف أنه ليس بفتى عادي بعد أن شاهد قوته سابقا</p><p></p><p>تقدم هيسي بينما يضحك "كاكاكاكا، سوف أقبل بك كقائد لي حاليا، لكن إن لم تكن كفؤا فسوف يأخذ مكانك هذا السيد العظيم هيسي"</p><p></p><p>اقترب هيسي بينما يضحك، حتى اقترب من باسل فهمس له بعدما أشار له بإبهامه مشيدا به "أحسنت في قمع ذلك المقلد"</p><p></p><p>لم يعرف باسل عما تحدث هيسي، لكنه عرف أنهما غير متفاهمين بما أنه فرح بما حصل ليين يينغ قبل قليل</p><p></p><p>تكلم باسل "حسنا، ها قد انتهينا من تقديم أنفسنا، أنا أعرف بالفعل ما هو سحركم لذا لستم بحاجة لقوله لي" فلاحظ عندها باسل أن هيسي و يين يينغ يملكان نفس السحر، فربط هذا الأمر بكلام هيسي سابقا، ابتسم ثم أكمل "لذا سوف أقوم بصنع خطة الآن لنتبعها، بعد قليل ستصل كامل قواتنا إلى هنا، لكن الآن لما لا نجعل قواتنا خلف البوابة تدخل إلى هنا أولا و لا نتركهم ينتظرون أكثر"</p><p></p><p>استغرب الكل من كلام باسل، معنى هذا الكلام أنه سيفتح البوابة السحرية، لكن هذه البوابة منيعة من الخارج، لذا مستحيل اختراقها، أما من الداخل، فهي تفتح عبر فك شفرة النقوش الغريبة التي لم يفهم أي أحد ما هي</p><p></p><p>تقدم باسل نحو البوابة العملاقة، وصل فوقف أمامهما من دون أن يتحرك، بقي على تلك الحال لمدة طويلة</p><p></p><p></p><p>و في هذه الأثناء فوق الحائط، تكلم تورتش "لقد شارفنا على الانتهاء هنا، فلنترك الباقي على الذين صعدوا مؤخرا، أما نحن فلننزل لحاق بسيدنا"</p><p></p><p><em>وووووووووش</em> <em>ووووووووش</em> <em>وووووووووش</em></p><p></p><p>انطلق التشكيل بأكمله حتى وصل للأرض، وقف تورتش و القادة الأربع في مكانهم بينما يبحثون يمينا و شمالا عن سيدهم، حتى وجدوا أولئك الأربعة مصدومون في مكانهم مما يحدث أمامهم</p><p></p><p>عرف تورتش أن سيده يقوم بشيء ما جعل أولئك الأربعة يصنعون مثل ذلك الوجه المندهش</p><p></p><p>اقترب تورتش و القادة الأربع، فلاحظوا توهجا كبيرا يأتي من جهة البوابة، اقتربوا أكثر و أكثر، حتى وصلوا أخيرا، عندها أصبحت نظرتهم مثل الخاصة بأولئك الأربعة</p><p></p><p>كان باسل يقوم بنقش خطوط تتخذ شكلا غير مفهوم لهم مع ضخ طاقته السحرية الخاصة ليتحكم بها و بمسارات النقوش على البوابة، التقت الخطوط ببعضها البعض، ثم تشكل منها أشكال، كانت عبارة عن نقوش تشبه نوعا ما تلك التي على البوابة</p><p></p><p>استمر في التعديل على تلك النقوش التي على البوابة و قام بالتلاعب بها كما شاء</p><p></p><p>"حسنا، هذه الخطوة قبل الأخيرة"</p><p></p><p>قالها باسل ثم كان كون نقشا ضخما على البوابة من عدة نقوش، و في وسطه يوجد شكل دائري، يبدو كمفتاح البوابة، لكن هذا المفتاح لن يعمل حتى تقوم بفك الشفرة التي على البوابة</p><p></p><p>"و ها هي ذي الخطوة الأخيرة"</p><p></p><p>قال باسل هذه الجملة مع تحريكه للشكل الدائري في وسط البوابة، حرك الشكل الدائري لليمين نصف دورة، و عندها مر التوهج الذي كان يأتي من النقوش على البوابة حتى وصل للشكل الدائري</p><p></p><p>الشكل الدائري كان به نقشا يشبه ورقة الشجر، لكنها كانت متكررة لست مرات و متداخلة في بعضها البعض، و عندما دوّر باسل الشكل الدائري التقى هذا النقش بالنقش الذي قام بالتعديل عليه على البوابة</p><p></p><p></p><p>فمر التوهج إلى الشكل الدائري، ثم دار هذا الأخير لليسار بشكل غير متوقف حتى توقف في الأخير على الشكل الذي كان عليه بعد أن حركه باسل نصف دورة لليمين</p><p></p><p>و عندها تحركت البوابة ببطء، شيئا فشيء حتى فتحت بالكامل</p><p></p><p>كل من شاهد هذا الأمر فتح فمه من شدة الصدمة، هذا النقوش التي وضعت كختم على البوابة عبارة عن ختم خاص بعائلة غرين، و لا يعرفها سواهم، فكيف له أن يفتحه بكل هذه السهولة</p><p></p><p>تركهم باسل مصدومون جميعا، حتى قادة التشكيل قد صدموا مما حدث، الجنود فوق الحائط لم يصدقوا أن البوابة فتحت، لقد أهملوها لأنهم ظنوا أنها من المستحيل أن تفتح</p><p></p><p>مقدمة جيش الانقلاب التي كانت خارج الحائط، قد رأت البوابة تفتح أمامهم بكل سهولة، لذا لم يعد هنا حاجة ليقوموا بالصعود عبر الحائط</p><p></p><p>أسرعوا كلهم مرة واحدة و دخلوا عبرها عندما قام باسل بالإشارة لهم بالدخول</p><p></p><p>و في لحظات كانوا كلهم داخل الساحة الخارجية</p><p></p><p>أولئك الأربعة الذين قفزوا مع باسل، عرفوا أخيرا و تأكدوا أن هذا الفتى ليس بطبيعي أبدا، فأشادوا به</p><p></p><p>كل عائلة لديها نقوش ختم خاصة بها، و لا أحد يعرفها سوى من يحملون دمها من العائلة الرئيسية، لذا عندما يأتي فتى مجهول الأصل، من قرية ما غير معروفة، و يقوم بفتح مثل ذلك الختم، فلا خيار آخر أمام أي شخص آخر سوى الاندهاش و الإشادة به</p><p></p><p>دخل جميع الجنود بشكل متسلسل حتى أصبحوا كلهم داخل الساحة الخارجية</p><p></p><p>أما الجنود الذين فوق الحائط، فعندما شاهدوا البوابة قد فتحت و حلفاؤهم قد دخلوا بالفعل، انقضوا على ما تبقى من الألف التي كانت تحمي الحائط، كان عددهم قد أصبح حوالي المئة فقط، لذا عندما توقفوا و اندهشوا مما فعله باسل، أتت فرصة للجنود من جيش الانقلاب فوق الحائط لاستغلال توقف العدو، و بسرعة كبيرة أنهوا أمرهم ثم لحقوا حلفاءهم إلى الساحة الخارجية</p><p></p><p>وقف باسل في مكانه بينما يضع يده على ذقنه و يفكر في شيء ما، و بينما هو على تلك الحالة، كان أولئك الأربعة و قادة التشكيل يحدقون فيه بغرابة، لاحظ باسل هذا الأمر، فسأل "ما بالكم تصنعون كلكم نفس الوجه؟"</p><p></p><p>لم يتكلم أي أحد آخر، لذا تكلم باسل "آه، فكي للختم، لقد كنت مولعا بفك الألغاز منذ صغري"</p><p></p><p>أصبحت نظرة الاندهاش على وجوههم أكثر اندهاشا، يحب الألغاز؟ أيقارن فك ختم يصد سحرة من المستوى السابع بحل للغز؟</p><p></p><p>تقدم باسل و قال "حسنا، لقد أتممت الخطة، فلنبدأ عملنا"</p><p></p><p>لم يعد يتحمل كين نبيل فسأله "كيف لك أن تعرف عن ختم عائلة غرين؟ و هل قلت أنك انتهيت من وضع خطة؟ متى فعلت هذا؟"</p><p></p><p>وضع باسل على وجهه نظرة تعجب ثم أجاب "أنا لم أعرف عن ختم عائلة غرين، لقد قلت لك، أنا فقط أحببت حل الألغاز منذ صغري، و أما عن الخطة، ألم تراني واقف هناك أفكر بها قبل قليل؟"</p><p></p><p></p><p>"ها؟" استغرب كين نبيل، لا ليس هو فقط، بل كل من سمع حوارهما، إذن هو قام بحل ذلك الختم بهذه السرعة من دون أن يعلم عنه أي شيء، و هل حقا قام بصنع خطة بالفعل؟ ألم يتجمد هناك لثواني عديدة فقط؟</p><p></p><p>تكلم باسل "كفانا أسئلة الآن، أنا أريد الانتهاء من هذا الأمر بأسرع وقت ممكن للانتقال للمرحلة التالية، أنتم الأربعة، و قادة التشكيل، فلتأتوا معي، سأشرح لكم ما سنقدم على فعله"</p><p></p><p>تبع التسعة باسل ثم جلسوا في دائرة، و بعد قليل بعد أن شرح لهم باسل خطته، صدموا فوقف يينغ يينغ و تكلم "لا يمكنني القول على هذه الخطة سوى أنها متهورة، أيمكننا حتى تسميتها خطة؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "أنا فقط قمت بالبحث عن أسرع طريقة للتخلص من العدو، سميها ما تريد، لكنها الخطة التي سننفذها، مع عددنا هذا، سيموت الكثير منهم لو هاجمت تلك 9 آلاف التي تنتظرنا هناك، أنا أريد فقط إنقاص عدد الجنود الذين سيموتون من جهتنا"</p><p></p><p>"فكما رأيت في المعركتين السابقتين قد خسرنا 10 آلاف شخص، و ذلك كان العدد الأقصى الذي أمكننا خسارته. و ألم نتبع خطتي و كنا قادرين على اختراق الحائط بأقل الخسائر التي وصلت إلى 200 ساحر من المستوى الرابع فقط؟"</p><p></p><p>عقد يين يينغ حاجبيه ليكمل باسل "أولئك الـ200 ساحر الذين ماتوا كانوا كلهم في أواخر العشرينات حتى منتصف الثلاثينيات، أي إنهم لا يزالون صغار كثيرا بالنسبة للمستوى الرابع الذي وصلوا إليه، و كذلك كانت الـ10 آلاف التي خسرناها"</p><p></p><p>"لا يجب أن نضحي بمثل هؤلاء الأشخاص، فهم ذوي مواهب جيدة، و بعد سنين قليلة من الآن فقط سيصبحون قوة مرعبة لن تقف في وجهها أي قوة أخرى، لكن إن لم نتبع خطتي الآن سنفقد الكثير منهم، و أعدك أننا لن نخرج بعدد بسيط من الخسائر، إن كنت تفكر في الفوز فقط فأنا لا، أنا أفكر للمستقبل، كل واحد من هؤلاء الجنود سيكون تعزيزا لقواتنا"</p><p></p><p>لم يجد يين يينغ ما يقوله فجلس في مكانه من دون التحرك، و كذلك فعل مارون زونغ و كورو هيسي و كين نبيل، أما قادة التكشيل، فلم يكن لديهم أي اعتراض على أو شك في كلام سيدهم</p><p></p><p>لا وقف باسل و تكلم "حسنا، فلنتحرك الآن"</p><p></p><p>نظر باسل للبعيد، لا يزال جيش العدو لم يتحرك بعد، حسنا، سيكون من التهور فعلهم لذلك فقط، إنهم يتخذون تشكيلة دفاعية لا تخلوا من نقاط الضعف، فلما عليهم أن يغامروا و يخاطروا بتشكيلتهم تلك؟</p><p></p><p>وقف باسل و وراءه أولئك التسعة، و مع خطوة باسل الأولى كذلك فعل التسعة الذين وراءه، ثم تبعهم الجيش الذي وراءهم، و بمجرد ما أن قاموا بالخطوة الأولى حتى أسرعوا في الثانية كما فعل الذين يأخذون القيادة</p><p></p><p></p><p><em>تزلزل</em> <em>تزلزل</em></p><p></p><p>في جهة العدو</p><p></p><p><em>العدو تحرك</em> <em>العدو تحرك</em></p><p><em></em></p><p><em>استعدوا للالتحام</em></p><p></p><p>انطلقت مقدمة جيش الانقلاب، فاستعد جيش الدفاع الأخير</p><p></p><p>اقتربت مقدمة جيش الانقلاب شيئا فشيء، لكن هناك شيء غريب يحدث، هذه المقدمة تبطئ سرعتها مع تقدمها على عكس العشرة الذين يتقدمون بالأمام</p><p></p><p>قامت مقدمة الجيش بالانقسام لمجموعتين، مجموعة تشمل فقط سحرة المستوى الخامس الذي عددهم 5000، و هؤلاء كانوا يلحقون بالعشرة بترك مسافة تصل إلى أكثر من 100 متر بينهم، أما سحرة المستوى الرابع الذين يصل عددهم لحوالي 35 ألف، فقد أخذوا مسافة تبعد عن العشرة بألف متر</p><p></p><p>و بينما العشرة يتقدمون تكلم يينغ يينغ "هل حقا ينوي القيام بذلك؟ ألن يجني على نفسه و يجرنا معه فقط؟"</p><p></p><p>رد عليه هيسي "ما بك؟ إنك تثرثر كجدتي، أنا يروق لي أسلوبه، إنه بسيط و سهل الاستيعاب"</p><p></p><p>"همف" تهجن يين يينغ و قال "قد يكون مثل هذا الأمر شيء جميل لك، لأن حتى غبي مثلك يستطيع فهمه، لكن الشخص الذكي لن يقوم بمثل هذه الخطة التي لا يمكننا حتى ضمان نجاحها"</p><p></p><p>غضب هيسي منه و أراد الصراخ في وجهه، لكن مارون زونغ تدخل و قال "إنه القائد الذي حصل على موافقة كل الكبار، و قد رأينا خططه عبر كل طريقنا إلى هنا، حتى أننا رأيناه يفتح ذلك الختم الذي لم أفهم حتى كيف فعلها، و الآن، لا يمكنني سوى تخيل أن هناك شيء ما في جعبته، لما نسكت و نرى ما سيحدث؟"</p><p></p><p>"و لكن.." حاول يين يينغ التكلم</p><p></p><p></p><p>لكن هذه المرة تدخل كين نبيل و قال "كفانا من 'و لكن'، كثرة الـ'لكن' ستجعلك غير شعبي فقط بين النساء"</p><p></p><p>"ها؟ ما دخل شعبيتي بين النساء هنا؟" انفعل يين يينغ</p><p></p><p>تكلم هيسي بعد أن ضحك "كاكاكا، يبدو أنه ضرب على الوتر الحساس"</p><p></p><p>استمر هؤلاء الأربعة في التكلم فيما بينهم، علاقتهم تتوطد مع مرور الوقت، أما قادة التشكيل الخمسة، فكان همهم الوحيد هو اكتشاف نية سيدهم، و كل ما يشغل عقلهم كان "ماذا سيفعل سيدنا بعد أن يقوم بما ينوى فعله؟"</p><p></p><p>كانت التسعة آلاف كلها متمركزة أمام القاعة الرئيسية</p><p></p><p>استعد العدو جيدا، قام الرماة بسحب أوتار أقواسهم و شحذوا طاقاتهم السحرية، ثم أطلقوا</p><p></p><p><em>ووووش</em></p><p></p><p>انطلقت الأسهم السحرية في اتجاه عدوهم، قطعت آلاف الأمتار و وصلت لمقدمة جيش العدو</p><p></p><p>عندها تكلم باسل "حسنا، فلنتوقف هنا"</p><p></p><p>توقف و كذلك فعل التسعة ثم تبعهم مجموعة سحرة المستوى الخامس و مجموعة سحرة المستوى الرابع</p><p></p><p>صد التسعة و باسل الأسهم بأسلحتهم</p><p></p><p></p><p>تقدم باسل للأمام بينما يقول "يبدو أن هذا هو أقصى مدى يمكن لأسهمهم بلوغه"</p><p></p><p>ابتسم و أكمل "حسنا، و الآن لما نجعل العدو يفقد أعصابه"</p><p></p><p>أخرج باسل مكبر الصوت ثم وضعه أمام فمه و تكلم</p><p></p><p>[أيها الإمبراطور غرين لايت، أنا القائد الأعلى للجيش الذي تغلب على قواتك وصولا إلى هنا، أنا من قام بإبادة أبناءك و بناتك، لو أنك رأيت كيف قتلتهم فقط، التحفة الحقيقية كانت ابنتك الثانية، لو أنك شاهدت فقط كيف انفجر جسمها و لم يتبقى منه شيئا، حتى أن ابنتك الصغرى الآن تحت قبضتي، و هي حية فقط لأن هناك فائدة لا زالت ترجى منها، و بعد الانتهاء منها سأنهي معاناتها، أنا من محى أبناء أخيك من الوجود، لقد تذللوا إلي أثناء قتلهم للإفصاح عن حياتهم، لم يكن موتهم شريفا كما ادعوا في حياتهم، و الآن أنا هنا لأن دورك قد حان، و بالطبع بعد الانتهاء منك سأحرص على تصفية أختك الكبرى و نجلها، و بهذا سأكون قد تخلصت من ددمم غرين بصفة نهائية"</p><p></p><p>[ما رأيك؟ أليست إنجازاتي مذهلة؟ ألا أستحق لقبا لائقا؟] قالها باسل بكل سخرية</p><p></p><p>لقد قال كل هذا الكلام من دون ظهور أي ردة فعل في صفوف العدو، ثم بعد لحظات بدأت تلك الأخيرة بفتح طريق لشخص ما، هذا الشخص كان الإمبراطور الذي تقدم ببطء بينما هالته تضغط حتى على سحرة المستوى الخامس من حوله</p><p></p><p>في مثل هذا الحضور لم يكن هناك أي شيء بإمكانهم فعله سوى الانحناء له تقديرا له، ظهر أخيرا الإمبراطور، فاستخدم باسل سحر التعزيز على عينيه ليرى صورته بوضوح</p><p></p><p>"إذن هذا هو الإمبراطور، أليس عجوز قد مر عليه الزمان فقط؟" تكلم باسل ساخرا منه</p><p></p><p>لم يعد التسعة الذين وراءه يندهشون أكثر بعدما كل ما مروا به من صدمات قوية</p><p></p><p>تكلم الإمبراطور هو الآخر عبر مكبر الصوت</p><p></p><p>[أيها الصعلوك، ما الذي تحاول فعله؟ مهما كانت نيتك، فبمجرد ما ان نطقت اسمي موجها كلامك إلي، سواء كان كلامك حقيقة أو كذبا، فلقد جنيت على نفسك أيها الغر، كبار العالم يخافون مواجهتي و أنا هنا أمام صعلوك يحاول مواجهتي كما لو أنه في نفس مرتبتي، كنت أتوقع ظهور ذلك اللعين كريمزون، لكن يبدو أنه مجرد جبان لا يسعه سوى ترك *** مثلك ينوب عنه، لكن كما قلت، لا يهم من أنت أو ما عمرك أو أي شيء، لا شيء يهم، فقط ادعاؤك قتلك لدمي، كاف لجعلي أمحوك من الوجود، سو...]</p><p></p><p></p><p>قاطع باسل كلامه فجأة [أيها العجوز الخرف، لقد تكلمت كثيرا، هل ستهاجمني أم لا؟]</p><p></p><p>ظهرت العروق على و اسود وجه الإمبراطور، لقد قاطعه و أهانه و ادعى قتل دمه، طوال هذه الحرب كان يغلي من الأعصاب، و كل لحظة تمر كانت تزيد من غضبه فقط، و الآن قد وصل لحدوده بالفعل</p><p></p><p>تكلم باسل مرة أخرى [أنا أيضا لا يهمني إن صدقت كلامي أم لا، فهذا لا يغير حقيقة أني محوت عائلتك من الوجود بيدي، لذا سأقول لك كلاما قد يوضح لك الصورة أكثر و يجعلك تعرف أنني لا أمزح هنا. أنا من العشيرة القرمزية التي جعلتكم قبل 50 سنة ترتعدون، و يبدو أن القدر قد جمعنا مرة أخرى، فقط، الشخص الذي يباد هذه المرة هو أنتم]</p><p></p><p>العشيرة القرمزية؟ بسماع الإمبراطور لهذا الاسم رجعت له العديد من الذكريات، و في الحال قام برفع يده و أشار بها</p><p></p><p>[القوات الجانبية، هجوم، اجلبوا لي الصعلوك حيا]</p><p></p><p>و بسماعه ابتسم باسل ابتسامة عريضة، فابتلع التسعة الين وراءه ريقهم، لقد جعل حقا الإمبراطور يلعب في راحة يده، و الآن قد أمر بذلك الأمر الذي انتظره باسل</p><p></p><p>تكلم باسل "ظننت أنه سيهجم أيضا معهم، لكن هكذا أفضل، فبهذا سيتيح لي الفرصة لأبيد أكبر عدد منهم، و يبدو أنني سأتركه للشخص الذي يجب أن يقتله و يحق له حقا فعل ذلك"</p><p></p><p>و في هذه الأثناء بدأت الـ210 ألف تدخل عبر الحائط، مع القادة الكبار كلهم في الأمام، بينما أنمار ترافقهم</p><p></p><p></p><p>التف باسل للتسعة و تكلم "استعدوا جيدا و تراجعوا كلكم بمائة متر عن المكان الذي تقفون عليه، سأعطيكم فرصة ليس لها مثيل لإبادة أكبر عدد من العدو بكل سهولة و من دون فقدان أي عضو من جنودنا، عندها سيكون بإمكاننا هزيمة الباقي منهم بأقل الخسائر الممكنة"</p><p></p><p>تراجع التسعة للخلف لينضموا إلى الـ5 آلاف التي كانت تبعد بمائة متر عنهم، ثم استلوا أسلحتهم و استعدوا جيدا كما قال لهم باسل أن يفعلوا، و الآن كل ما ينتظرونه هو ما سيفعله باسل، كيف له أن يواجه كل هذه الأعداد من سحرة المستوى الخامس لوحده؟ و كيف له أن يعطيهم هذه الفرصة التي تحدث عنها حتى، بينما هو في هذا الموقف الذي يبدو يائسا مهما نظرت للأمر</p><p></p><p>حدق يين يينغ في باسل الذي بدأ يشحذ طاقته السحرية كثيرا، ارتفعت طاقته شيئا فشيء، لاحظ التسعة و الـ5 آلاف طاقته هذه، و لم يكن بوسعهم سوى التحسر في مكانهم و فتح أعينهم و أفواههم صانعين وجها غير مصدق للهالة التي تحيط بباسل</p><p></p><p>تلك الهالة كانت غير معقولة أبدا، خصوصا و أنها تأتي من فتى لا زال لم يبلغ الخامسة عشر حتى. وصل ضغط هالته لجهتهم و عندها أحسوا بتلك القوة التي جعلتهم يفهموا لما كان باسل واثقا جدا، تلك القوة التي لا يشعرون بها دائما</p><p></p><p>تكلم يين يينغ بينما لا يصدق الكلام الذي يخرج من فمه "المستوى السا...بع"</p><p></p><p><em>بوووووم</em></p><p></p><p>انفجرت الطاقة حول جسم باسل، حتى أن الأرض تحته قد سحقت من ثقل هالته، تعرق القليل من الأشخاص البعيدين عنه بالخلف، لا زالوا حتى الآن لم يصدقوا هذه الطاقة التي ارتفعت حتى وصلت للقسم المتوسط بالمستوى السابع، و لا زالت تزداد في كل لحظة</p><p></p><p>تكلم باسل بينما لا يزال يشحذ طاقته باستمرار "لا تنسوا القيام بمهمتكم على أكمل وجه، يجب عليكم التنظيف من بعدي جيدا"</p><p></p><p>حدق باسل في العدو جيدا ثم وضع قدمه على الأرض في استعداد للاندفاع، و عندما كان سينطلق تذكر أمرا "آه، قد تتفاجؤون أكثر من القادم، لذا فلتستعدوا جيدا لهذا الأمر، فأنا لا أريد من اندهاشكم أن يكون مثل الخاص بالعدو و تضيعون الفرصة الذهبية"</p><p></p><p></p><p>استغرب التسعة، بماذا سيفاجئهم؟ هل هناك أي شيء سيفاجئهم أكثر من بلوغه المستوى السابع؟ لم يعرفوا أي تعبير يجب أن يصنعوا بعد كلامه</p><p></p><p><em>بوووووووم</em></p><p></p><p>انطلق باسل فخلف وراءه حفرة عميقة بسبب ضغط رجله، ازدادت طاقته باستمرار حتى وصلت للقسم النهائي من المستوى السابع، و هذا كان الصدمة الكبيرة لأي أحد تواجد هنا، كبار العالم الأقوياء قد أفنوا حياتهم في التدرب ثم بعد عقود من العذاب أخيرا و أخيرا وصلوا لهذا المستوى</p><p></p><p>لكن الآن فتى في مثل هذا العمر أخرج قوة تضاهيهم، كيف لهذا الشيء الغير معقول أن يحدث؟ ما الذي يحدث في هذا العالم بالضبط؟</p><p></p><p><em>دوو</em> <em>دوو</em> <em>دوو</em></p><p></p><p>كل خطوة من باسل كانت ثقيلة جدا و تخلف آثارا عميقة في المكان الذي وقعت عليه، و انطلق بسرعة غير ملحوظة من قبل أي شخص سوى شخص واحد، الشخص الذي كان في نفس المستوى الذي بلغه باسل قبل قليل</p><p></p><p>الإمبراطور لوحده من رأى ذلك الفتى ينطلق كما لو أنه شعاع من البرق، انصدم كثيرا من قوته، عض على شفتيه و لعن العشيرة القرمزية، لقد ظن أنه قد أنهى آخر ددمم منهم قبل 35 سنة، لكنه كان مخطئا، لقد عرف أن نجل تلك العشيرة سيكون خطرا كبيرا عليه، لذا قرر إبادته قبل أن يلد و تكبر عائلته من جديد و يظهر الكثير من أولئك اللعناء القرمزيين الذين سببوا له المعاناة كثيرا في 'انقلاب الليلة الواحدة'، حتى أن زعيم تلك العشيرة قد قتل والده</p><p></p><p>لم يظن و لو في أحلامه أن واحدا منهم سيعود مرة أخرى، على الأقل ليس كفتى، ليس كفتى وصل للقسم الأخير من المستوى السابع</p><p></p><p>شاهد الإمبراطور باسل يقترب من القوات الجانبية التي اجتمعت كلها و صارت قوة واحدة، عددهم كمجموعتين كان 3 آلاف في الواحدة، و الآن قد أصبح عددهم مجتمعا 6 آلاف ساحر من المستوى الخامس</p><p></p><p>حتى ساحر من المستوى السابع سيواجه مشكلة عويصة مع كل هذا العدد مرة واحدة، لكن ذلك الفتى قادم نحوهم بكل ثقة</p><p></p><p></p><p>عندها ارتعد الإمبراطور و صعدت معه قشعريرة رسمت على وجهه كنظرة رعب من الفكرة التي أتت لرأسه فجأة، فعرف أنه قد خدع من ذلك الفتى قبل قليل، لقد قام باستفزازه عمدا فقط ليجعله يرسل قواته لتلقى حتفها</p><p></p><p>صرخ الإمبراطور بشدة "أيتها القوات، تراجعي بسرعة"</p><p></p><p>حدث تردد في الـ6 آلاف، فابتسم باسل و نطق "اكتشفت هذا متأخرا"</p><p></p><p>جعل الإمبراطور جنوده لا يعرفون ما يفعلون، أمرهم سابقا بالهجوم و الآن بالتراجع قبل أن يتموا هجومهم، و هذا بالطبع سوف يخلق توقفا عن الحركة مؤقتا، فهم قد سمعوا أمرا معاكسا للذي سمعوه قبل ثوان عديدة فقط، لذا سيكون عليهم التأكد من الأمر الي سمعوه قبل أن ينفذوه</p><p></p><p><em>وووووووووش</em></p><p><em></em></p><p><em>بوووووووم</em></p><p></p><p>التقى باسل بالـ6 آلاف و مر من بينهم بينما يسحق كل ما في طريقه، استغل باسل توقف الـ6 آلاف و قتل العديد منهم قبل أن يقوموا بأي حركة. لعن الإمبراطور كثيرا و مرارا و تكرارا، لقد وقع في شباك غر قد بدأ الحياة للتو، هو الإمبراطور الذي يخشاه كبار هذا العالم قد خدع من فتى كهذا؟</p><p></p><p>أمر الإمبراطور مرة أخرى "فلتسحقوا الغر، اقطعوا جلده و لحمه ثم اسحقوا عظامه و اجلبوه لي نصف ميت"</p><p></p><p>أمر الإمبراطور مرة أخرى أمرا معاكسا للذي سبقه، لقد جعل الجنود مشوشين تماما، لم يخرج باسل سيفيه الأثريين، و قام فقط بسحق الجنود باللكم و الركل</p><p></p><p>هؤلاء الجنود كانوا سحرة من المستوى الخامس مدرعين، لكن باسل قام باختراق دروعهم ثم أجسادهم ساحقا إياهم منهيا بذلك حياتهم</p><p></p><p>كل لكمة منه جعلت العديد منهم يرمون بعيدا عنه كقطع، سحق أجسادهم واحدا تلو الآخر إلى أشلاء، حتى سحرة من المستوى الخامس لم هناك ما بيدهم ليفعلوه</p><p></p><p></p><p>مر باسل من بينهم بينما يستمر على هذه الحال، وقف التسعة و مقدمة جيش الانقلاب بعيدا بينما يشاهدون المجزرة التي تحدث أمامهم، قائدهم كان كوحش يسحق كل ما يلمسه، لم يكن هناك أي شيء قادر على إيقافه</p><p></p><p>و في ثوان عديدة كان باسل قد وصل لوسط الـ6 آلاف التي تقلص عددها، ففي طريقه لمركز هذه القوات، كان باسل قد أنهى المئات منهم، فقط قوة لكمه تولد ضغطا كافيا ليجعل الدرع السحري من المستوى يتصدع، كان يلكم عدة جنود في آن واحد مخترقا أجسادهم</p><p></p><p>لم يكن هناك أي شخص قادر على التسبب في أي أذى له، كل الهجمات من كل الأنواع استهدفته، لكنها كلها تكون بلا فائدة، فإما يصدها باسل أو يراوغها</p><p></p><p>و لأول مرة جرب هؤلاء الجنود قوة ساحر من المستوى السابع في قمته، لكن الأمر لم ينتهي بعد، فعندما بلغ باسل مركز قواتهم، تنفس بعمق و صرخ "أيتها القوات، كونوا على استعداد تام، لقد اقترب دوركم"</p><p></p><p>صرخ باسل بهذا الأمر من دون استخدام أي مكبر صوت، فجعل حتى الأعداء يرتجفون، فلما لا يفعلون؟ بعدما شاهدوه يقتل حلفاءهم بكل سهولة حتى أنه قد محى المئات منهم في ثوان عديدة فقط</p><p></p><p>سمع التسعة صوت باسل، فبدؤوا هم و مقدمة جيش الانقلاب يشحذون طاقاتهم بينما عدة أفكار تراود أذهانهم، لقد شاهدوا قوة قائدهم المرعبة، و لا واحد منهم ظن أنها كبيرة لهذا الحد، حتى قادة التشكيل لم يكن في بالهم أبدا أن قوة سيدهم قد بلغت هذا المستوى</p><p></p><p>صدم الكل، أي شخص موجود في ساحة المعركة ارتعد من قوة هذا الفتى، حليف كان أو عدو، لا يهم، الذي يهم هو أنهم كلهم قد شهدوا شيئا تاريخيا، و عندها التسعة كلهم عرفوا، أنه بما أن فتى في هذا العمر قد وصل لقمة المستوى السابع بالفعل، فلابد من أن قوته ستزداد حتما، إذن لا شك في هذا، هناك شيء ما يقبع وراء المستوى السابع</p><p></p><p>لذا لم يكن هناك أي شخص آخر غير أولئك التسعة من عرفوا حقا أنهم قد حضروا على و شهدوا تحولا تاريخيا</p><p></p><p>شحذ باسل طاقته، لكن الغريب في الأمر هو أن طاقته كانت بالفعل في قمته شحذها، إذا ما هذه الطاقة التي يقوم بجعلها ترتفع؟ إنها مختلفة عن الطاقة التي استخدمها قبل قليل، نعم، الطاقة التي استخدمها قبل قليل كانت خاصة بعنصر التعزيز، لكن الآن هناك طاقة مختلفة تتشكل في هالته، نعم، كما لو أنها عنصر آخر</p><p></p><p>هذا ما دار في أذهان المحيطين به، و بعد قليل نطق شخص منهم كانت النار تحيط بسيفه، تلك الكلمات التي خرجت من فمه خرجت متقاطعة من شدة الشيء الغير معقول الذي تحمله من معنى "إنه يشحذ عنصر النار"</p><p></p><p></p><p>عندها ظهرت ابتسامة عريضة على وجه باسل</p><p></p><p>و في هذه الأثناء، الـ210 ألف التي كانت قد دخلت للساحة الخارجية قد اقتربت من مقدمة الجيش التي سبقتها بالفعل</p><p></p><p>كان القادة الكبار كلهم متراصين بالأمام راكبين على الخيل، و كذلك كانت أنمار و التاجر ناصر الذي كان خلفهم</p><p></p><p>اقترب الكبير أكاغي من أنمار و تحدث لها "أنمار الصغيرة، هل أنت قلقة على حليفنا باسل؟"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي هذا الكلام بعد أن لاحظ عبوس وجه أنمار، و بدى عليها التفكير في شيء ما</p><p></p><p>أجابت أنمار "لا، لما سأفعل هذا؟"</p><p></p><p>"هذا" استغرب الكبير أكاغي من جوابها و سؤالها، قال "ألا يجب أن تكوني قلقة عليه بما أنه ذهب للقتال في الصفوف الأمامية؟"</p><p></p><p>أجابت أنمار مرة أخرى "سوف أقلق إن كان هناك شيء يستحق القلق من أجله"</p><p></p><p>سأل الكبير أكاغي "و لما تعتقدين أن هذا الأمر لا يستحق القلق من أجله؟"</p><p></p><p>تحركت شفتي أنمار و ظهرت ابتسامة خفيفة "لأن رجُلي هو الأقوى، و إن لم يكن الأقوى سيصبح الأقوى"</p><p></p><p></p><p>"همم؟" اندهش الكبير أكاغي كثيرا من كلامها، حدق بها مطولا ثم ضحك بشدة "هاهاهاهاهاهاها"</p><p></p><p>نظرت أنمار لهذا الأمر و لم تعطه الكثير من الأهمية، لكنها أكملت كلامها "لكن على الأقل هذا شيء مؤكد، باسل هو الأقوى هنا"</p><p></p><p>حدق مرة أخرى الكبير بها، سابقا لم يضحك على كلامها لأنه حاول السخرية منها، لكنه فعل ذلك فقط لأنه لم يكن هناك أي شيء ليقلق عليه، لقد أراد التخفيف عن حفيدته فقط، لكنه وجد نفسه هو القلق هنا</p><p></p><p>أنمار فهمت هذا الأمر، لذا لم تسأل عن سبب ضحكه أو انزعجت من ردة فعله</p><p></p><p>تكلم الكبير أكاغي هذه المرة بعدما صنع وجها جديا "أريد سؤالك عن شيء ما" أماءت أنمار رأسها ليكمل كلامه "العشيرة القرمزية تتميز بسحر النار، لم يظهر أي شخص منها أبدا بعنصر سحر آخر غير النار، فكيف لحليفنا باسل أن يملك عنصر التعزيز و ليس النار"</p><p></p><p>حدقت أنمار فيه بعمق "هذا..." توقفت عند هذه الكلمة ليفتح الكبير أكاغي أذنيه جيدا ثم أكملت "هذا ستعرفه في القريب العاجل يا جدي"</p><p></p><p>نسي الكبير أكاغي سؤاله، و هذا بسبب تلك الكلمة التي نطقتها أنمار، لقد مرت أسابيع منذ معرفتهم لعلاقتهم ببعض، لكن أنمار لم تناديه باسم القرابة بينهما أبدا حتى الآن، لذا فقد غمرته السعادة كثيرا عندما سمعها تقول 'جدي'</p><p></p><p><em>اهتزاز</em> <em>اهتزاز</em> <em>اهتزاز</em></p><p></p><p>اهتزت الأرض تحتهم بشدة، كما لو أن هناك زلزال قد حدث، جعلهم هذا الأمر يتساءلون عما حدث، لذا أمر الكبير أكاغي "كل القوات، فلتنطلق بالسرعة القصوى"</p><p></p><p>بالعودة لساحة القتال</p><p></p><p>قبل ثوان</p><p></p><p>عنصر النار؟ كيف لهذا أن يكون ممكنا، يجب أن يكون هناك خطأ ما فقط، فهذا شيء غير منطقي، لكن دعم رأي الجندي الذي نطق أشخاص مستخدمون لسحر النار أيضا</p><p></p><p>لم يفهم الجنود ما الذي يحدث بالضبط</p><p></p><p>شحذ باسل طاقته باستمرار، حتى شعر الجميع بعنصر النار الذي بدأ ينسل من جسده ليتشكل بهالته</p><p></p><p>لم تتوقف طاقته من الارتفاع، وقف الجنود هناك بلا أي قدرة على الحركة بسبب صدمتهم من قوة باسل سابقا و عنصر النار الذي بدأ يظهر الآن</p><p></p><p>ارتفعت قوة باسل كثيرا و عندما استعد أخرج كلمات كانت آخر ما سمعها أولئك الجنود "كلي و التهمي، الانفجار الملتهم"</p><p></p><p><em>بووووووووووووووووووووووم</em></p><p></p><p>انفجار ناري غير معقول أتى من باسل و شمل كل الجنود في دائرة قطرها مائتي متر. كل الجنود الذين كانوا يحيطون به اختفوا من الوجود كما لو أنهم لم يوجدوا أصلا</p><p></p><p>هذا الانفجار الذي أطلقه باسل كان أقوى بعدة مرات من الذي استخدمه ضد الساحر وايد، عندها لم يستخدم الكثير من قوته لأنه لم يحتج لذلك، لكن الآن الوضع مختلف تماما، و إن أراد ليس فقط ان يفاجئ العدو، بل يجعله متجمدا عن الحركة من الصدمة، فعليه القيام بشيء كبير مناسب لذلك، عليه إطلاق هجوم ضخم غير متوقع يجعل العدو مترددا كثيرا</p><p></p><p>و في لحظة، انمحى أكثر من ألف جندي كان محيطا به، هذا غير معقول أبدا حتى بالنسبة لساحر من المستوى السابع، مثل هذا الوحش موجود في الوجود؟</p><p></p><p>ليس فقط الأعداء من تجمدوا في مكانهم، بل حتى الحلفاء، هؤلاء الآخرين لم يصدقوا أعينهم أبدا، لم يعرفوا ما الذي حدث كيفما حاولوا تفسير هذا الأمر، قبل قليل قائدهم استخدم انفجار ناري لا يصدق، ألم يكن لديه سحر التعزيز؟ فكيف له أن يملك سحر النار؟</p><p></p><p>تجمدت الساحة بأكملها، الإمبراطور كاد أن يتقيأ الدماء، فبعد كل شيء، قد تذكر بسبب ما حدث قبل قليل أمام عينيه حقيقة أن العشيرة القرمزية تمتاز بسحر النار، لكن غضبه أنساه هذا الأمر، لكن مع ذلك، هو لا يعلم الكثير عنهم، لقد لاحظ فقط أنهم كلهم يستخدمون سحر النار أثناء انقلاب الليلة الواحدة، لذا عندما رأى ذلك الغر بسحر التعزيز، قال ربما أنه ليس بالضرورة أن يكونوا كلهم مستخدمي سحر النار</p><p></p><p>و في هذا الجمود، لاحظ تورتش أن الفرصة التي تحدث عنها سيده هي هذا الجمود الحالي من دون أي شك، إنها الفرصة الذهبية التي تحدث عنها، لا يمكن لهم أن يضيعوها هباء، صرخ تورتش بصوت عال "قوات الـ5 آلاف، اتبعينا و أبيدوا الأعداء الناجين من هجوم قائدنا الأعلى"</p><p></p><p></p><p>انطلق تورتش بسرعة كبيرة ثم تبعه الثمانية، لم يصدق أي أحد منهم ما حدث للتو، لكن كما قال تورتش، إنها الفرصة الذهبية التي لا يجب تضييعها، لذا لا يهم تصديقهم لما حدث أو لا، ما يهم هو التعامل و التكيف مع الوضع الحالي بشكل جيد</p><p></p><p>العدو الآن لا زال مصدوما مما حدث، إنهم يحاولون فهم ما حدث قبل قليل، فقط حقيقة أن ذلك الفتى هناك كان ساحرا في القسم النهائي من المستوى السابع كانت كافية لتجعلهم يرتعدون، لكن بعد ذلك الانفجار الذي التهم كل شيء في دائرة قطرها 200 متر من دون أن يخلف وراءه أي شيء، فلا خيار أمامهم سوى فشل سيقانهم، و لا يسعهم سوى رفع حذرهم لأقصى الدرجات من ذلك الوحش القرمزي الذي أباد ألفا منهم في لحظة واحدة</p><p></p><p>هذا الأمر كان مقصد باسل من هذا الهجوم، عندما ترى تهديدا أكبر، فلا شك أنك ستنسى أو تهمل الأصغر</p><p></p><p>لذا في هذه اللحظات القليلة، لم يكن و لا واحد منهم يركز على أي شيء غير الفتى الذي بدأت صورته تنجلي شيئا فشيء من الغبار، لم يكن بإمكانهم إزاحة نظرهم عنه و لو للحظات، فلحظة واحدة ستكون كافية له ليمحوهم كما فعل بالذين سبقوهم</p><p></p><p>ظهر باسل من الغبار، ابتسم ثم قال "شيء واحد لا أحبه في هذه الهجمة، إنه يملأ المكان غبارا" ثم نفض الغبار من على جسمه و ترك الأعداء يحدقون به بكل صدمة</p><p></p><p>تكلم باسل مرة أخرى بعدما نظر في الأرجاء "أمم، لكن بهذه النتيجة فأنا راض نوعا ما، لا بأس إن اتسخت قليلا"</p><p></p><p>إنه يتكلم بكل برودة، مما زاد الطينة بلة فقط بالنسبة لشعور أعداءه، تكلم باسل في هذه اللحظة مرة أخرى "حسنا، يبدو أنني جلبت الأنظار بشكل جيد، و يبدو أنني سأكرر هذه العبارة للمرة الثانية في هذا اليوم" حملق بهم باسل و أطلق نية قتل مرعبة جعلت أجساد كل الحاضرين تقشعر كما لو أن هناك آلاف الإبر توخز ظهورهم "الخوف من العدو الأقوى منك في المعركة شيء طبيعي، لكن التوقف في المعركة عن الحركة سيؤدي بك للتهلكة"</p><p></p><p>و بمجرد ما أن انتهى من الكلمة الأخيرة حتى صرخ واحد من الأعداء، و في الحال تبع الصرخة الأولى الثانية، و استمرت الصرخات بالازدياد حتى وصل صوت الصراخ لمسامع الجنود المحيطين بباسل</p><p></p><p>عندها التفوا كلهم ليروا ما الذي يحدث، فوجدوا أن الـ5 آلاف التي كانت بعيدة عنهم قد بدأت تجزر في الـ4600 المتبقين منهم</p><p></p><p></p><p>و بمجرد ما أن التفوا و عرفوا السبب، حتى طارت رؤوسهم من مكانها قبل أن يدورونها لجهة باسل</p><p></p><p>أخرج باسل سيفيه الأثريين و شرع في قتل الأعداء المحيطين به، لم يعرف الأعداء ما الذي قد حدث، حتى أن تشكيلتهم قد تفرقت و قواتهم انقسمت للعديد من المجموعات، و هذا أمر ليس بجيد على الإطلاق</p><p></p><p>فألفين من الـ5 آلاف من مقدمة جيش الانقلاب، اتباعا لأوامر شي يو، قاموا باستهداف المجموعات الصغيرة واحدة تلو الأخرى</p><p></p><p>هذه الـ5 آلاف انقسمت لثلاث مجموعات، ألفان تبعت شي يو، و 1500 تبعت قادة التشكيل الأربع، و 1500 تبعت الأربعة الآخرين مع كين نبيل يأخذ القيادة و يقطع كل ما في طريقه</p><p></p><p>قامت مجموعة شي يو بمهاجمة الأعداء بناء على اختيار شي يو المناسب، و بإتباع أوامرها أنهوا أمر كل المجموعات الصغيرة التي انفصلت عن قوتها الرئيسية</p><p></p><p>كانت مجموعتها تحوم في وسط الساحة كلها باحثة عن نقط الضعف و ضربها، أما مجموعة تورتش، فقد هاجمت مباشرة متجهة نحو باسل، و بالطبع الأعداء كانوا في حالة صدمة و لم يستجيبوا بسرعة، حتى أنهم عندما عرفوا أنهم تحت الهجوم كانوا قد فقدوا المئات بالفعل</p><p></p><p>أما مجموعة كين نبيل، فقد أخذت طريقا طويلا دائريا حول جيش العدو ثم هاجمت من الجهة المقابلة للتي هاجمت منها مجموعة تورتش، كانوا قادرين على المرور من كل هذه المسافة من دون التعرض لأي ازعاج، و هذا بفضل صدمة العدو مما حدث بسبب ما فعله باسل، هذا أولا، أما ثانيا، فكان السبب هو مجموعة تورتش التي أبادت أكبر عدد حتى الآن</p><p></p><p>فعندما أدرك العدو أنه يهاجم، ركز على الجهة التي تلقت أكبر ضرر و التي كانت الجهة التي هاجمتها مجموعة تورتش، لذا لم يكن باستطاعتهم ملاحظة تلك الـ1500 التي انسلت خلفهم ثم انقضت عليهم بادئة عملها في إبادتهم هي الأخرى</p><p></p><p></p><p>باسل بالمركز، و مجموعتي تورتش و كين نبيل تتوجهان نحوه، بينما تقوم مجموعة شي يو بتنظيف الشوائب</p><p></p><p>و في دقائق قليلة كانت الـ4600 التي بقيت بعد هجوم باسل قد أبيدت بكرة عن أبيها بالفعل، بينما كانت الخسارة التي تلقتها الـ5 آلاف هي 0 خسارة، كل ما تلقوه كانت جنودا مجروحين، قد يكون البعض منهم على شفا الموت، لكن بواسطة شي يو و فرقتها الخاصة للعلاجات كانوا قادرين على إنقاذهم من الموت</p><p></p><p>و بالطبع السبب الأكبر في أنهم لم يفقدوا أي شخص هو الأمر الذي أتى من باسل قبل القدوم إلى هنا، الخطة كانت جلب باسل اهتمام العدو إليه كليا، و استغلال الـ5 آلاف لهذه الفرصة جيدا، و لاستغلال هذه الفرصة جيدا، لم يكن هناك أي خيار آخر غير استخدام طاقتهم السحرية بجنون، أمر باسل بهذا لأنه يعلم، أنه عندما ينتهزون تلك الفرصة، سيكونون قد أنهوا مهمتهم، و عندها سيحين دور القادة الكبار و جيشهم في القضاء على المتبقين من الأعداء</p><p></p><p>و بعد انتهاء هذه المعركة، أو يجب القول المجزرة بما أنها كانت من جانب واحد، فلا زال ذلك الحدث من قبل الذي كان سببه باسل يشغل بال كل شخص موجود</p><p></p><p>و خصوصا أولئك التسعة، تقدم تورتش و أراد التكلم، لكن باسل قاطعه و قال "أنا أعرف سؤالك، سؤالكم جميعا، لكن الآن ليس الوقت المناسب، فيبدو أن ذلك العجوز الخرف قد قرر التحرك أخيرا"</p><p></p><p>نظر تورتش لجهة العدو فوجد الإمبراطور بواجهة الـ3 آلاف التي تبقيت من جيشه يقوم بشحذ طاقته السحرية، مما يعني أنه في استعداد كامل للهجوم</p><p></p><p>حدق باسل فيه باستخدام سحر التعزيز، فابتسم ثم قال بسخرية "إنه يغلي إنه يغلي"</p><p></p><p>بلع تورتش ريقه، و كذلك فعل كل من خلفه، فحتى لو أنهم قد شاهدوا باسل بقوة في القسم النهائي من المستوى السابع، إلى أنهم لا زالوا يشعرون بالخوف من الإمبراطور، فهيبته التي نمت كل هذه العقود لم تنسى من عقولهم</p><p></p><p>نظر باسل لهم ثم صرخ باستخدام سحر التعزيز على صوته [انتباه]</p><p></p><p></p><p>خرج هذا الصوت منه كما لو أنه صوت رجل بالغ، سابقا عندما كان يستخدم مكبر الصوت، هذا الأخير كان فقط يضخم صوته من دون التعديل عليه، و باستخدام سحر التعزيز بإمكانه فعل هذا أيضا، لكنه ركز أيضا على جعل صوته حادا مما أيقظ الجنود من رعبهم</p><p></p><p>[إنه ليس إلا عجوز قد عفى عليه الزمن، كلكم رأيتم قوتي، يجب أن يكون لكم علم كاف الآن أن العصر يتغير، قد يكون في القسم النهائي من المستوى السابع، لكن ماذا في هذا؟ فأنتم لديكم أنا و القادة الكبار، هذه المعركة قد حسمت، و للتأكد من هذا التفوا للخلف و اجعلوا من هذا الأمر يرفع معنوياتكم، بهذه القوة ليس هناك أي شخص بإمكانه إيقافنا]</p><p></p><p>بناء على أمر باسل، التف الجميع من مقدمة جيش الانقلاب ليروا ما المقصود بكلامه، و عندها رأوا القادة الكبار آتين في مقدمة الجيش الذي بلغ عدده 210 ألف</p><p></p><p>تكلم باسل [الـ5 آلاف المرهقة، فلتعودوا للمؤخرة و ارتاحوا، لقد انتهت مهمتكم الآن، أما الـ35 آلاف فسوف تتقدم الجيش الآتي خلفها، لم يتبقى للعدو سوى 3 آلاف من المستوى الخامس مع قائدهم الخرف، فوزنا محقق، لذا كل ما يجب عليكم فعله هو أن تكونوا على قيد الحياة عندما نفوز]</p><p></p><p>تحمس الجنود و ارتفعت معنوياتهم كثيرا، نسوا أمر الإمبراطور بالفعل، لذا تحمسوا مع كلام باسل الذي صرخ منهيا كلامه [فجرا، سنكون بإمبراطورية الشعلة القرمزية من جديد]</p><p></p><p>"هووااااااااااااااااااااااه"</p><p></p><p>و في هذه الأثناء انتهى الإمبراطور من شحذ قواته بالفعل كما فعل جنوده كلهم، و بأمر منه</p><p></p><p>"هجووووووووووووم"</p><p></p><p></p><p>تبعه كل الجنود مستهدفين العدو</p><p></p><p>و بنفس الوقت تراجعت الـ5 آلاف</p><p></p><p>و تقدم الجيش الذي أصبح عدده 245 ألف بانضمام الـ210 ألف لـ35 ألف، و في مقدمتهم يقف القادة الكبار و باسل و أنمار بشموخ</p><p></p><p>و بأمر من باسل مرة أخرى</p><p></p><p>"هجووووووم"</p><p></p><p>انطلقت القوات لتبيد آخر ما تبقى من قوات الأعداء</p><p></p><p><em>وووووش</em> <em>وووووش</em></p><p></p><p>انطلقت كلتا القوتين</p><p></p><p>باسل الذي في المقدمة تكلم مع أنمار في شيء ما ثم وافقت هي الأخرى</p><p></p><p>بينما الكبير أكاغي يشحذ طاقته السحرية باستمرار، لم يزح نظره عن غرين لايت للحظة واحدة، عدوه اللدود أمام عينيه، كيف له أن يزيح نظره عنه؟</p><p></p><p>احترقت مشاعره و تذكر تلك الليلة، هو لم ينسى أبدا آلامه لخسارته أبوه و إخوانه و أخواته، أعمامه و أبناءهم، عائلة غرين اتفقت مع العديد مع العائلات، و في تلك الليلة، باغتوا عائلة كريمزون الحاكمة التي لم تكن مستعدة جيدا و عزموا على إبادتها، الشيء الوحيد الذي كان سببا في صمود عائلة كريمزون لليلة كاملة كان وجود العشيرة القرمزية بجانبها، و السبب الذي جعلها تنجو من المحو الكلي كان تدخل الرئيس تشارلي</p><p></p><p>الرئيس تشارلي غمرته المشاعر، في هذه اللحظة تذكر صديقه كريمزون هونغ، لقد أنقذه من حياة كان سيصير بها عبدا فقط لا غير، علمه السحر و زوده بكل ما يحتاجه، أدخله أكاديمية السحر، و هذا كان قبل أكثر من مائة سنة بالفعل، قبل 50 سنة عض على شفتيه و كادت رئتيه تحترق، لكنه مع ذلك، بناء على أمنية صديقه الأخيرة، قام بإخماد غضبه و انتظر الوقت المناسب</p><p></p><p>و ها هو ذا ذلك الوقت قد أتى، لذا النار التي أخمدت طوال هذه المدة ستنفجر كلها مرة واحدة</p><p></p><p>كريمزون أكاغي و كين تشارلي كان لهما حقد كبير تجاه الإمبراطور غرين لايت، و أخيرا قد أتت فرصتهم للانتقام</p><p></p><p>انفجرت الطاقة حول جسد الكبير أكاغي و هالته ضغطت على سحرة المستوى الرابع الذين خلفه، إنها طاقة ساحر بالقسم المتوسط من المستوى السابع، بالطبع فوجئ الجميع من قوته هذه، لكن بالتفكير في الأمر جيدا، لقد كان بالقسم المتوسط من المستوى السادس قبل خمسين سنة بالفعل، فكيف لا يمكن أن يكون قد دخل للمستوى السابع، لكن السبب في تفاجئهم كان ابتعاد الكبير أكاغي عن الأنظار لكل هذه المدة، لذا فقد نُسي مع مرور الوقت</p><p></p><p></p><p>كذلك قوة الرئيس تشارلي ارتفعت بجنون و اخترقت المستوى السابع، ارتفعت معنويات الكل في هذه اللحظة، لديهم في جانبهم ساحرين في المستوى السابع، لا، بل ثلاثة عند إضافة باسل إليهم، فهموا أخيرا مقصد باسل، و عرفوا أنهم هم الفائزون بهذه المعركة</p><p></p><p>في الحقيقة، الكل كان يعلم بالفعل أنهم الفائزون بهذه المعركة، لكن بقي قلقهم بخروجهم على قيد الحياة أم لا يشغل بالهم، لكن بعد رؤيتهم لقوة قادتهم، ارتفعت معنوياتهم كثيرا، و عرفوا أن فرصة بقائهم على قيد الحياة قد ارتفعت كثيرا</p><p></p><p>كل القادة الكبار، كريمزون أكاغي، كين تشارلي، كريمزون منصف، مارون براون، كورو هي و موراساكي فايوليت</p><p></p><p>هؤلاء كانوا كل القادة الكبار حاليا هنا، أما عن رئيسي العائلتين اللتين انضمتا لهما، رئيس عائلة كِيِرو 'هوانغ' و رئيس عائلة آوْ 'لان'، هذان الاثنان كلفا بالبقاء بالخلف و حراسة العاصمة، كانا معهما أيضا غير جنودهم جنود عائلة غين الذين أجبرهم الرئيس تشارلي على اتباعه، هذان الاثنان كانا في صف عائلة غرين، لكنهما انضما لعائلة كريمزون</p><p></p><p>شحذ كل القادة الكبار تباعا للكبير اكاغي و الرئيس تشارلي طاقاتهم السحرية و كذلك فعل الجيش خلفهم</p><p></p><p>و في هذه الأثناء رمى باسل كلمات للكبير أكاغي "أنا ذاهب لقلب القاعة الرئيسية، يجب أن أجد الأخت الكبرى"</p><p></p><p>أماء الكبير رأسه من دون أن يزيح نظره عن غرين لايت، لم يتبقى قبل الاصطدام سوى مئات الأمتار، و هالة كلا الطرفين بدأت تضغط على قوات عدوه</p><p></p><p>خرج باسل من المسار ثم تبعه قادة التشكيل، مع أنهم أرهقوا لكن كان لا زال بإمكانهم القتال أكثر، لذا وافق باسل على مرافقتهم له</p><p></p><p>الإمبراطور شاهد ذلك الفتى من العشيرة القرمزية يبتعد آخذا طريقا آخر، عبس و عض على شفتيه، لكنه لا يملك لا الوقت و لا الجنود الكافيين للتعامل معه حاليا</p><p></p><p>فبعد ظهور القادة الكبار مع الـ210 ألف، سخط الإمبراطور على الوضعية، كل ما يمكنه تمنيه هو قدرة هذه الـ3 آلاف التي يجرها معه على قتل ذلك الجيش المكون من 245 ألف</p><p></p><p></p><p>و في اللحظات الأخيرة قبل التقاء الطرفين ببعضهما، شعر الإمبراطور بهاجس خطير، أحس بشعور أسود يلتف حول قلبه، هذا الشعور لم يكن غريبا عنه أو غير معروف بالنسبة له، فهو قد جربه في العديد من المناسبات، فقط يبقى أنه لم يشعر به لمدة طويلة</p><p></p><p>خطر الموت</p><p></p><p><em>بوووووووم</em></p><p></p><p>التقى الجيشان و انطلقت الشرارات من التقاء سيوفهم، و في الحال تقابل سيفي العدوين اللدودين</p><p></p><p><em>زززززززنغ</em></p><p></p><p>التقاء سيفيهما أطلق عدة موجات جعلت الجنود يحلقون بعيدا عنهم، لقد صنعوا حلبة قتال خاصة بهما عن طريق تلاقي سيفيهما فقط</p><p></p><p>انطلق القادة الكبار و شرعوا في قتل الأعداء، الجنرال منصف سحق الأعداء بسحر التعزيز، و بعد شحذ طاقته السحرية فاجأ الجميع هو الآخر باختراقه المستوى السابع، لم يعد هناك من يستطيع الوقوف في وجهه</p><p></p><p>الرئيس براون عن طريق رمحه الأسطواني البرقي شوى و اخترق الأعداء، كما التهم ظلام الرئيس كورو العديد من الجنود، أما الرئيس تشارلي، فقطع الرؤوس بالعشرات في كل تلويح من سيفه البرقي، و أخيرا شحذت الرئيسة موراساكي فايوليت طاقتها السحرية ثم بدأ شكلها يتغير، ظهر بعض الريش على يديها و ظهرها ثم تزايد مع الوقت، تحولت رجليها لرجلي طائر مع التهاب أزرق يحيط بهما، هذا اللهب الأزرق جعل كل ما يلمسه يحترق بسرعة كبيرة، ناره كانت كما لو انها شبيهة بميزة سحر الظلام</p><p></p><p><em>طائر الشهاب الساقط</em></p><p></p><p>تمتم جندي وراء الرئيسة موراساكي بهذا الاسم بعد أن شاهد تحولها، ثم أكمل جندي آخر "إذا هذا هو سحر التحول الخاص بالرئيسة موراساكي"</p><p></p><p>طائر الشهاب الساقط يعتبر وحشا سحريا من المستوى السادس، لذا عندما تحولت إليه الرئيسة موراساكي، تفاجأ الجميع من هذا، هذا الطائر لا يتواجد إلا في قارة الأصل و النهاية، لكن ليس هذا هو المفاجئ فقط، فبعد كل شيء هذا الطائر يعيش في آخر مكان يقدر السحرة على بلوغه من قارة الأصل و النهاية، لقد كان من أقوى الوحوش الموجودة بالمستوى السادس</p><p></p><p></p><p>انطلقت نحو السماء ثم نزلت مرة أخرى منطلقة كشهاب ساقط و اخترقت العشرات من الجنود بمخالبها النارية</p><p></p><p>أما أنمار فكانت تقوم بجعل العديد من الجنود الأعداء يمرون بأسوء كوابيسهم، ثم تمر بأجسادهم عن طريق سيفها الأثري</p><p></p><p>تكلم الكبير أكاغي "لقد خسرتَ يا غرين لايت، حقي استرددته كله تقريبا، لم يتبقى سوى رأسك ليطير من مكانه و يكتمل"</p><p></p><p>استهجن غرين لايت ثم صرخ "اصمت أيها اللعين، أي حق تتكلم عنه، ألم يكن مؤسس عائلتكم هو الذي قام بخيانة عائلتنا في المقام الأول، لذا كل ما قمنا به لم يكن سوى استرداد لحقنا"</p><p></p><p>ضاقت عيني الكبير أكاغي "أي خيانة تتكلم عنها؟"</p><p></p><p>"همف، كريمزون باسل قام بالتخلي عن زوجته التي كانت من دمنا، بعد أن كانت عائلة غرين السبب في ارتفاعه للقمة، لم يكلف نفسه حتى القليل من العناء للإبقاء على القليل من شكره لأجدادنا، بكل سهولة ارتبط بمملكتين أخريين و ولد منهما، أما عائلة غرين، فقد تخلى عنها كما لو أنها كانت وسيلة فقط ليرتفع بها، أجدادنا لم يستحملوا مثل هذه الإهانة العظيمة في حقهم، أرادوا أن يردوا حقهم حالا، لكن بسبب أن كريمزون باسل كان قد جعل كل الممالك تتوحد تحت اسم واحد، لم يكن لدى أجدادنا خيار آخر سوى الانتظار حتى يحين الوقت المناسب"</p><p></p><p>عبس الكبير أكاغي و ظهرت العروق على جبهته، عصر يديه و أحكم القبض على سيفه بكل ما يملك من قوة، صرخ في وجه غرين لايت "بسبب هذا الغباء، بسبب هذا الغباء قتلتم أمي، أبي، إخواني، دمي و لحمي"</p><p></p><p>بادله غرين لايت الصراخ "غباء؟ أتقول عن الخيانة غباء أيها اللعين؟"</p><p></p><p>تكلم كريمزون أكاغي "أقول عنه غباء لأنه غباء، لو أن أجدادك الحمقى لم يكونوا أغبياء لما وصلنا لهذه المرحلة، السبب في تخلي مؤسس عائلتنا عن زوجته من دمكم هو لأن ذلك كل ما كان بإمكانه فعله مقابل ألا يقتل و يبيد و يمحو أجدادك من الوجود، فبعد أن كانوا السبب الأكبر و الرئيسي في موت أعز صديق له، كان هدفه هو قتلهم، و لولا توسل زوجته من دمكم على حياة أجدادكم لكنتم غير موجودين الآن، كيف له أن يتشارك دمه مع عائلة قتلت ددمم أخيه؟ كل ما كان بإمكانه فعله هو عدم التقرب منكم و الابتعاد عنكم فقط بسبب طلب تلك الزوجة من دمكم التي أحبها، لكن حتى لو كان أحبها لم يستطع فقط المرور فوق جثة صديقه و رفيقه و الارتباط بالعائلة التي قتلته"</p><p></p><p>"أجدادك الأغبياء كانوا يتعاملون مع المنظمات السوداء، و تعاونوا على وضع فخ للشخص الذي كان يتعقبهم، هذا الشخص كان صديق و رفيق مؤسس عائلتنا"</p><p></p><p></p><p>بقي غرين لايت متجمدا في مكانه، هذه القصة يسمعها لأول مرة، لكنه صرخ رافضا كلام الكبير أكاغي "كما لو أنني سأصدق هذه القصة السخيفة"</p><p></p><p>أجاب الكبير أكاغي "تصديقك لها أم لا لن يغير شيئا، لأنك ستموت مهما حدث"</p><p></p><p>أخرج الكبير إكسير التعزيز ثم شربه، فارتفعت قوته لقمة المستوى السابع، لكن طاقته ازدادت أكثر و أكثر، مع أنه في نفس المستوى الآن مثل الإمبراطور، إلى أن طاقته السحرية مرتفعة جدا أكثر من الإمبراطور</p><p></p><p>شحذ الكبير أكاغي طاقته السحرية بسيفه و كذلك فعل غرين لايت، ثم أطلقا معا هجوما عبر تلويح سيفيهما</p><p></p><p>سحرهما كان نفسه، سحر الضوء، التقت هجمتهما و التحمتا معا حتى ألغتا بعضهما البعض، و في الحال تبع هذه الهجمة هجمات متسلسلة من كلا الطرفين</p><p></p><p>ساحران في قمة المستوى السابع يتقاتلان الآن، كل شخص اضطر ليبتعد عنهما، فقط بقايا هجماتهما كافية لقتلهم</p><p></p><p>يطلق الاثنان هجمات بعيدة المدى و يناوران بعضهما البعض ثم يلتقي سيفيهما، لكن عند الالتقاء، كان من الواضح أن سيف الكبير أكاغي هو الطاغي، فبعد كل شيء ذلك سيف بنقوش أثرية من الدرجة الثالثة</p><p></p><p>سيف سحري عادي ليس بإمكانه مواجهته، ابتعد الكبير أكاغي للخلف قليلا ثم صرخ مع شحذه لطاقته في سيفه الأثري "الليلة، سأسترد حقي، مت يا غرين لايت"</p><p></p><p><em>وووووش</em></p><p></p><p>لوح بسيفه بأقصى ما يملك من قوة، حمل تلويحه طاقته السحرية كاملة ثم أطلقها من خلال سيفه الأثري على شكل موجة ضوء حارقة كان بإمكانها اختراق و حرق كل شيء في طريقها</p><p></p><p>الإمبراطور أصبح في موقف يائس تماما، لكنه لا زال لم يستسلم، فكيف له أن يفعل، صرخ "لن أخون ثقة أجدادي، لن أموت هنا أيها اللعين"</p><p></p><p></p><p>لوح بسيفه هو الآخر بكل ما يملك من قوة، جفت طاقته السحرية مع إلقاءه لهذا الهجوم، وضع كل ما يملك من قوة في هذه الهجمة</p><p></p><p><em>باااااااااااانغ</em></p><p></p><p>اصطدمت الهجمتين مع بعضهما، تلاحم الضوءين و لم يظهر أي واحد منهما ضعفا تجاه الآخر، ثم انفجرا في الأخير من دون فوز أي أحد منهما، و في هذه الأثناء سقط الإمبراطور على ركبة واحدة من شدة الإرهاق</p><p></p><p><em>وووووش</em></p><p></p><p>انطلق الكبير أكاغي و وقف أمام الإمبراطور الذي تفاجأ من هذا الأمر، بعد رفعه لرأسه أراد أن يهرب لكن رأسه قد طار من مكانه</p><p></p><p>و في هذه اللحظة، دمعت عيني الكبير أكاغي مع عودة العديد من الذكريات إليه، صور أحبابه الميتين مرت أمام عينيه، رفع رأسه للسماء ثم تنفس الصعداء، أحس بشعور لا يوصف في هذه اللحظة</p><p></p><p>رفع سيفه و صرخ "لقد مات غرين لايت، و أنا أعلن الآن عن عودة إمبراطورية الشعلة القرمزية من جديد"</p><p></p><p>سمع كل من في الساحة هذا الصراخ</p><p></p><p>تحمس الجنود و صرخوا "هوواااااااه"</p><p></p><p>فقد ما تبقى من جنود العدو إرادتهم في القتال بعد موت سيدهم، و في الحال انقض عليهم جيش الانقلاب منهيا إياهم</p><p></p><p>باسل و قادة التشكيل كانوا في هذه الأثناء أمام غرفة بباب سحري يحمل ختما عليه، و بآخر حركة من باسل انفتح الباب</p><p></p><p>و في الحال قفز ظل استهدف باسل</p><p></p><p>و بالرجوع لساحة القتال، فرح الكل بفوزهم، غمرتهم السعادة، لم يكن هناك أي شخص هنا أكثر فرحا من الرئيس تشارلي و الكبير أكاغي، هذان الاثنان كانا يحترقان من أجل قتل عدوهم، و أخيرا قد انجزوا هذا العمل</p><p></p><p>لكن في هذه الأثناء، خلال هذه الفرحة، حدث ما لم يكن يتوقعه أي شخص</p><p></p><p><em>ووووووووووش</em></p><p></p><p>ظهر ظل بسرعة خاطفة من وراء الكبير أكاغي، و اخترق ظهره بسيف يحمل نقوشا أثرية....معلن بذالك موت الكبير كريمزون أكاغي......... يتبع!!!!!</p><p></p><p>ن</p><p><span style="font-size: 26px"><strong><u>وبهذا تنتهي السلسلة الاولى وتبدأ السلسلة الثانية من عصر الاهوال </u></strong></span></p><p></p><p><strong>اهلا ومرحبا بكم مره أخري في قصه عصر الأهوال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شاهدنا معا ماحدث علي طول السلسلة الاولي من احداث</strong></p><p><strong>مشوقه ورائعه من حب باسل لتعلم السحر لالتقائه بمعلمه ادريس الحكيم</strong></p><p><strong>وبدايه مسيره التدريبات الشاقه الي عرفنا بعد ذالك سبب هذه التدريبات ولماذا لم يبدأ</strong></p><p><strong>في تعلم السحر من الوهله الاولي مثل انماار و من ثم ذهاب باسل و انمار الي العاصمه وبدايه مسيره</strong></p><p><strong>تحصين العالم ضد هجوم الشياطين القادم وبدأ هذا التحصين بأنقلاب عائله كريمزون صاحبه المركز الثاني</strong></p><p><strong>علي العائله الحاكمه عائله غرين صاحبه المركز الاول والعائله الحاكمه الامبراطوريه والذي شاهدنا فيه</strong></p><p><strong>المعركه الكبيره و الحماسيه التي اسفرت عن مقتل الامبراطور غرين لايت علي يد الكبير أكاغي</strong></p><p><strong>والتي اسفرت عن سعاده عامره للكل بفوز عائله كريمزون في الحرب واسترداد حقها المسلوب منها منذ 55 عام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ولاكن كمااا قيل دوام الحال من المحال</strong></p><p><strong>فلم تستمر سعاده الجميع لوقت طويل فقد حدث امر صدم الجميع</strong></p><p><strong>.</strong></p><p><strong>.</strong></p><p><strong>.</strong></p><p><strong>فتابعوا معنا السلسله الثانيه لنعرف ماحدث بالضبط</strong></p><p></p><p></p><h2>(الجزء الاول)</h2><p></p><p><strong>ظهر ظل بسرعه خاطفه من وراء الكبير أكاغي، واخترق ظهره بسيف يحمل نقوش أثريه</strong></p><p><strong>.</strong></p><p><strong>.</strong></p><p><strong>.</strong></p><p><strong>من كان ليتوقع حدوث مثل هذا الأمر؟ خصوصا بعد نهاية المعركة، من يمكنه أن يعتقد أن الكبير أكاغي سيتعرض للطعن في الظهر من عدو مجهول بسيف أثري؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقيأ الكبير أكاغي الدماء، و حدق في السيف الذي خرج من بطنه، كيف لهذا أن يحدث؟ ألم يفز ضد عدوه اللدود بالفعل؟ هذه الأسئلة اتخذت شكل تعبيرات بوجهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل من يوجد في الساحة بقي فاتحا فاهه من شدة الصدمة، هذا حقا غير موضوع في قائمة الاحتمالات حتى، بالطبع لا، فكيف يمكنهم حتى أن يتخيلوا وجود عدو بسيف أثري مثل هذا؟ و من خلال طاقته السحرية، فلا شك أنه في قمة المستوى السابع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل القادة الكبار شحبت أوجههم، الجنرال منصف كادت الدموع تنزل من عينيه، لكنها لم تفعل و بقيت عالقة لأنه لم يرمش أبدا من المشهد المروع الذي أمامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الجميع في صاحب السيف الأثري، فظهرت صورته ليكون عبارة عن شاب في منتصف العشرينات، لم يستطع أي أحد التعرف عليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن هذا الشاب ظهرت تعبيرات غريبة على وجهه مع إبقائه على إمساكه لسيفه الأثري، ثم بدأت الأفكار تراود ذهنه، ما هذا الشعور بالضبط؟ ثم عندها فهم ما حدث له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تراجع للخلف عدة خطوات ثم ضحك بجنون "هاهاهاهاهاهاهاهاها" وضع يده على جبهته ثم تكلم "لقد خدعت تماما" وجه نظره لجهة محددة ثم حدق بعينيه من بين أصابعه، أخرج نية قتل جعلت كل شخص موجود يرتعد منه، لا يهم إن كان جنديا أو واحد من القادة الكبار، كلهم ارتعبوا منه، بعد أن نظر لتلك الجهة، تكلم بصوت منزعج يحمل معه نية قتل مستهدفة الشخص الذي وجه إليه الكلام "إنها أنت أيتها الغرة، لم أتوقع وجود شخص مثلك هنا، بصراحة لم أكن أظن أو وضعت حتى احتمالية وجود شخص بسحر الوهم في من المستوى السابع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم؟" استغرب الجميع و خصوصا القادة الكبار، ما الذي يتحدث عنه؟ التفوا جميعا نحو الشخص الذي وجه إليه نظره سابقا ثم حدقوا به، كلهم وجهوا نظرهم نحو أنمار منتظرين الإجابة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال منصف "ما الذي يعنيه بكلامه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن صوت حنين على مسامع الجنرال منصف قد أجاب على حين غرة "لقد أنقذتني حفيدتي يا زوج ابنتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها ظهر الكبير أكاغي وسط الجموع، لكن ما الذي يحدث هنا؟ لما هناك اثنين منه؟ واحد يقف أمامهم و صحته جيدة، أما الآخر فهو ساقط على الأرض و أصبح جثة بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ما..." حاول الجنرال منصف التكلم لكن الرئيس تشارلي قال بارتعاب بينما يحدق في أنمار بعمق "ابن صديقي أكاغي لم يمت، لقد كان ذلك وهما، السيدة الصغيرة خدعتنا كلنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان أول من اكتشف وهم أنمار بعد العدو الرئيس تشارلي، في هذه الأزمة التي حدثت أمام أعينهم، لم يستطع و لا واحد منهم التركيز بشكل مناسب ليكتشف وهم أنمار غير العدو الذي لا يبالي بهذه الأزمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الأصل هم لم يروا ساحر وهم من المستوى السابع في حياتهم، مما يعني أنهم لم يجربوا قوته أو وقعوا تحت وهمه من قبل، لذا لا يعلمون مدى تأثيره عليهم، و بسبب الأزمة، كان القادة الكبار قد خدعوا أيضا، فبغض النظر عن الجنود الذين لم يكن مخولا لهم اكتشاف هذا الأمر أصلا، يبقى أمر عدم اكتشاف القادة الكبار لوهمها أمرا في غاية اللاعقلانية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى إن أزحنا الرئيس كورو، الرئيس براون و الرئيسة موراساكي، فيبقى الرئيس تشارلي و الجنرال منصف اللذين اخترقا المستوى السابع بالفعل، الجنرال منصف في القسم الأولي و الرئيس تشارلي في القسم المتوسط، لكنهما مع ذلك لم يكتشفا أمر هذه الخدعة، و عندما فعل أحدهما، كان ذلك بعد انكشافها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حركت أنمار يدها بهدوء فاختفى الجسد الميت الخاص بالكبير أكاغي مع كل الدماء المحيطة به، و عند مشاهدة هذا الأمر، فهم كل شخص موجود بالساحة ما حدث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، بكل جدية؟ أكان ذلك وهما، تلك التعبيرات التي رسمت على الكبير أكاغي، أو يجب أن نقول وهمه، كانت حقيقية، كل شيء كان حقيقي، صراخه، تقيؤه الدماء، تعبيراته، أيمكن لشخص أن يستطيع صنع وهم كهذا؟ لا يمكنك مفارقته عن الواقع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتعد الكل من أنمار، مثل هذه الفتاة في مثل هذا العمر، لا يمكن لأي شخص صنع وهم بهذه التفاصيل بعبقريته فقط، نعم العبقرية هي العامل الأساسي و المهم في هذا كله، لكنه إن لم يكن يفهم الحالة التي يريد تجسيدها فهما كاملا و شاملا، فلن يكون باستطاعته صنع مثل هذا الوهم الواقعي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يعرف غالب الأشخاص هنا عن أنمار، لم يعلم أحد عن قوتها الحقيقية سوى التاجر ناصر و الجنرال منصف، لكن هذا الاثنين لم يشهدا وهمها مباشرة، فبعد حضورهما سابقا، كانا قد وجداها تعذب الأميرة الخامسة فقط، لذا حتى لو كانا قد علما أنها من المستوى السابع، لم يكن لديهم الوعي بهذا بما أنهما لم يجربا قوتها مباشرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ببساطة، كل شخص موجود هنا قد خدع من قبل أنمار، هذه الأخيرة جعلت طاقتها السحرية تهدأ قليلا، فبعد كل شيء، لقد اضطرت لاستخدام طاقة سحرية كبيرة من أجل تشكيل وهم قادر على خداع كل الموجودين هنا، خداع أكثر من مائتي ألف وحده كان عملا شاقا، و عند إضافة إليه القادة يزداد الأمر صعوبة، أما عند إضافة ذلك العدو ذو الحواس القاتلة، فكان الأمر مرهقا لخداعه ريثما يتخذ الكبير أكاغي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>موقعا آمنا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع، الكبير أكاغي قد اختفى من الوجود بالنسبة للآخرين، لكنه كان الوحيد غير أنمار الذي عرف ما الذي يحدث أثناء تنفيذ الوهم، لذا أسرع في الهروب، فنية القتل التي يحملها ذلك الشاب الذي حاول قتله، جعلته يبتعد عنه في أقرب أمكن له، لم يستطع تحمل ضغطه لوقت أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بمجرد ما أن ابتعد الكبير أكاغي، حتى شعر الشاب الذي هاجمه باختفاء حضوره، عندها شعر بأن شيئا ما غير صحيح، فرأى من خلال وهم أنمار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي "صغيرتي أنمار...أنا..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قاطعته أنمار ثم قالت "نصف شكرك يجب أن يذهب لباسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل بداية المعركة الأخيرة و مغادرة باسل، كان قد ترك ذلك الأخير بعض الكلمات قبل مغادرته "أنمار، أريد منك الحفاظ على قوتك قدر المستطاع، حاولي عدم التوغل في جو المعركة بالكامل، و حتى بعد نهاية المعركة لا ترخي دفاعاتك و لو للحظة واحدة، و إن حدث أي شيء غريب قومي بالتعامل معه بما هو مناسب لك، و لا يجب عليك إيقاف حواسك الخارقة حتى أرجع و ننتهي كليا من هذا الأمر، ليس حتى يطمئن قلبي، و يذهب عني هذا الوخز من ظهري"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجبت أنمار "هل هو حدسك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل ثم قال "نعم، في مثل هذه الأوضاع، عندما تكون هناك قطعة مفقودة، قد لا يكون بإمكاني إيجادها، لكني على الأقل أكون أعلم بأنها مفقودة، و كل ما أحتاج لفعله هو الاستعداد لها، أنا سأترك لك هذا الأمر هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماءت رأسها فذهب و اقترب من الكبير أكاغي ليخبره أنه ذاهب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالعودة للأحداث الحالية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا يمكنني سوى الشعور بأنني لا يمكنني رد دينكما بما تبقى لي من العمر" تكلم الكبير أكاغي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ردت عليه أنمار "أنا لا أهتم بأي شيء موجود في هذا العالم عدا اثنين، أولهما باسل، و ثانيهما العائلة، لا تقل مثل هذا الكلام، نحن لا ننتظر منك رد دينك لنا يا جدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غمرت الكبير أكاغي السعادة و كادت الدموع تنهمر من عينيه، و في هذه الأثناء، لم يسع الجنرال منصف سوى تذكر صورة باسل المشتعلة أثناء تدربهم بشهر الانعزال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما الآخرين، فقد أصبحوا يقدرون قيمة باسل و أنمار أكثر، الأمر لا يقتصر فقط على القادة، و إنما على كل الجنود هنا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن مع فرحتهم هذه نسي الجميع ذلك الشاب من قبل، ذلك الشاب الذي في قمة المستوى السابع تحدث بنبرة حادة "أمم، يا له من لم شمل رائع، لكن يبدو أنه سيتشتت مرة أخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ طاقته إلى أقصاها، جعل كل الموجودين في الساحة يرتعدون من قوته، حاليا، قد لا يكون هناك أي شخص موجود هنا لمجابهته، شحبت وجوه كل الموجودين، و بسرعة كبيرة، عن طريق حواسهم الحادة التي أخبرتهم بالخطر المحدق قام القادة الكبار بشحذ طاقاتهم كذلك، قامت أنمار بإشهار سيفها مع تمرير طاقتها إليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدثت حالة سكون لثوان، انكسر هذا الصمت العميق بجملة من ذلك الشاب "حسنا، لما لا نبدأ بك أيتها الغرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استعد للانطلاق، و عندما أراد أن يفعل، فجأة، في السماء ظهر حضور أجبر كل من يقع أسفله يشعر كما لو أن هناك جبلا يضغط عليهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شخص بعربة يسوقها وحشين هائلين، فقط بمجرد وقوفهما في السماء جعلا كل شيء تحتهما يخضع لهما، أجنحتهما جلبت معها عواصف مع رفرفتها، بجسد كالأسد، إلا أن القدمين الأماميين و الرأس كانوا مأخوذين من الصقر الملكي، التفت حولهما هالة قاتلة، و لم يكن هناك أي شخص يستطيع القول أنه قادر على ترويضهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنهما كانا يجران معهما عربة يركبها شخص ما، هذا الشخص كان صاحب ذلك الحضور سابقا، فبمجرد ما أن وصل، حتى توقف الشاب عن محاولته الهجوم، حدق في السماء و تمتم "لقد وصل الأقدم الكبير أخيرا، لكن، كما هو متوقع منه، دخوله غير اعتيادي، أن يجعل وحشي الفَتْخاء ('غرفين'، إن لم تعرفه، ابحث عن هذه الكلمة في غوغل) يقودانه إلى هنا، كما هي طبيعته، مبهرج في كل الأحوال"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تلونت وجوه جميع الموجودين هنا غير أنمار فأصبحت زرقاء، تحت هذا الضغط المهيب، لم يكن بإمكانهم التحرك قيد نملة حتى، ما هو هذا الشخص الموجود بالضبط هنا؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعرق القادة الكبار، و بعض الجنود فشلت أرجلهم فسقطوا على الأرض من شدة ضغط هذا الوجود الذي فوقهم، فقط القادة من كانوا قادرين على الحفاظ على رباطة جأشهم، لكنهم مع ذلك، ارتجفت و اهتزت أجسادهم، غرقوا في العرق، أرادوا فقط أن يبتعدوا قدر المستطاع من هذا المكان لكنهم لم يستطيعوا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الشاب الذي استهدف الكبير أكاغي سابقا للعربة التي بالسماء "أيها الأقدم الكبير، هل أكمل عملي أم أنك ستتفضل و تخرج إلينا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت العربة تقف في السماء، كما لو أنها تقف على الأرض، كذلك كان وحشي الفتخاء، وقفا في السماء، مع هالة تجعل كل من يشعر بها يرتعد، ما هما هذان الوحشان بالضبط؟ كيف لمخلوقين مثل هذين أن يكونا يجران عربة؟ ألا يعني أن صاحب ذلك الحضور سابقا و الذي يوجد داخل تلك العربة هو من روضهما و جعلهما يطيعانه؟ أم ماذا؟ هل استدعاهما؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي الكل يتساءل، و بعدما تكلم ذلك الشاب، لم يتكلم أي أحد حتى خرجت كلمة واحدة من داخل العربة مع حملها لهيبة و نية قائلها "انزل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك وحشي الفتخاء و نزلا للأسفل، أثناء نزولهما فقط اصطحبا معهما رياحا عاصفة، في كل رفرفة من أجنحتهما الصقرية كانوا قادرين على تحريك الرياح في ساحة القتال بالكامل، مع وقوفهما على الأرض، كانا حجمهما لا يصدق، علوهما فقط يصل لخمسة أمتار، رأسهما ضخم للغاية مع عينين شرستان، قدميهما الأماميتين اللتين تبدوان قادرتين على تمزيق أقوى السحرة بتلك المخالب، و بقية جسدهما الآخذ شكل الأسد و الذي يبدو كما لو أنه لا يمكن جرحه من شدة قساوته، و فقط بوصولهما للأرض جعلوا الكثير من الجنود يغمى عليهم من شدة الضغط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول القادة الكبار بلع ريقهم لكنهم لم يستطيعوا حتى أن يفعلوا، و بعد أن ارتعبوا بما فيه الكفاية من هذين الوحشين، ظهر عندها صاحب ذلك الحضور، خرج من العربة ببطء شديد، و بمجرد ما أن نزلت قدمه على الأرض حتى جعل القادة الكبار يريدون الركوع له من الضغط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم ذلك الشاب من قبل "إذا ما نحن بفاعلين أيها الأقدم الكبير؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهرت صورة صاحب ذلك الحضور للجميع، و إذا به يكون عبارة عن رجل في الثلاثينيات، عينيه كانتا عميقتين، و فقط بنظرة منه، استطاع القادة الكبار الشعور بقوة نيته الخارقة، فقط بنِيّته كان يستطيع جعلهم يستسلمون عن قتاله و الرضوخ لطلباته مهما كانت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم هذا الأقدم الكبير أخيرا "كازيمارو، لا تتعجل، فلنسألهم أولا، و نظرا لإجابتهم سوف نقرر خطوتنا القادمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الأقدم الكبير بشكل طبيعي، و أخيرا حتى ذلك الضغط من السابق قد اختفى، تنفس القادة الكبار بأريحية أكثر من السابق، لكنهم بعد أن جربوا ذلك الحضور، لم يكن من السهل عليهم نسيانه بسرعة، فلا زالت أجسادهم تهتز من الرعب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث كازيمارو موجها كلامه للقادة الكبار "لقد سمعتم الأقدم الكبير، ما نريده منكم هو القيام بتسليم شخصين اثنين فقط، أولهما، أخي شاهين، ثانيهما، الشخص الذي يدعى بباسل، غير هذا، كلكم ستموتون"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صعدت القشعريرة مع أجسادهم، و كذلك فعل جسد أنمار هذه المرة، لقد سمعت اسم باسل من العدو، فكيف لها أن تبقى هادئة؟ حتى أن نية قتلها قد تسربت منها من دون أن تشعر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن نية قتلها هذه قد صُدَّت من قبل الأقدم الكبير، فقط بمجرد ما أن حدق في جهتها و أطلق القليل من هالته و نيته، حتى جعل نيتها عديمة الفائدة، كانا كما لو أن هناك قط يحاول التنافس مع نمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الأقدم الكبير "يبدو أنك تعلمين شيئا أيتها الفتاة" أخرج هالته و وجهها نحو أنمار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضغط عليها بشدة، كم كان قويا ! فقط هالته كانت كافية لتجعل أنمار بعبقريتها تتنفس بصعوبة و لا تقدر على التحرك كما شاءت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها تكلم الكبير أكاغي متدخلا بسرعة "انتظر من فضلك، سنستجيب لطلبك، لذا أرجوك فلتتوقف فقط، إنها فتاة لا زالت لا تعرف حدودها و اغترت بنفسها فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما شاهد الكبير أكاغي حفيدته تتألم لم يستطع أن يصبر أكثر، أسرع في التدخل و التكلم، إنه يعرف ماذا يفعل في مثل هذه المواقف، لا يجب أن تغضب أبدا مثل هؤلاء الأشخاص</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أرجع الأقدم الكبير هالته بعدما حدق في أنمار لوقت طويل، فتنفست أنمار الصعداء أخيرا، لقد كادت أن تختنق حتى الموت فقط من تطبيقه حضوره الهائل عليها عن طريق هالته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الأقدم الكبير بكل وقار محدثا الكبير أكاغي "إذا يجب أن تسرع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماء الكبير أكاغي رأسه بسرعة و تكلم عبر خاتم التخاطر، كل ما يهتم به حاليا هو نجاة حفيدته و حلفائه، يجب عليه أن يعرف كيف يجعل هذا الأمر يمر على خير، لا يمكنه أن يخسر أي أحد، ليس بعد أن رد حقه أخيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>القادة الكبار بكل عزة أنفسهم لم يستطيعوا التحرك قيد نملة من دون أخذ إذن الأقدم الكبير، فكيف لهم؟ إنهم يشعرون أنهم لو حاولوا القيام بأي حركة بسيطة، فرؤوسهم ستطير من مكانها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتهى الكبير أكاغي من التحدث عبر خاتم التخاطر ثم قال "شاهين الخاص بكم سوف يأتي بعد قليل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق كازيمارو في الكبير أكاغي ثم تكلم "حسنا، هذا الأول، ماذا عن الثاني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلع الكبير أكاغي ريقه و تحدث "هذا..." حملق الأقدم الكبير به ليكمل كلامه "في الحقيقة نحن لم نرى ذلك الباسل لمدة طويلة، لقد فقدنا الاتصال به و لا نعرف أين هو الآن؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووووووش</em></strong></p><p><strong><em></em></strong></p><p><strong><em>زززززززززنغ</em></strong></p><p><strong><em></em></strong></p><p><strong><em>بااااااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضرب الكبير أكاغي من طرف رياح حادة في لحظة واحدة و أرسل محلقا لمئات الأمتار، فقط عن طريق تلويحه لسيفه الأثري من كل هذا البعد، قام كازيمارو بجعل درع الكبير أكاغي عديم الفائدة مع تسببه لبعض الجروح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حلق جسد الكبير أكاغي بسرعة فائقة حتى اصطدم مع حائط القاعة الرئيسية مع صوت <em>باااااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتعب الكل من قوة هجمة ذلك الكازيمارو، فقط بتلويح واحد كان قادرا على صنع مثل هذا الهجوم القاتل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم كازيمارو مع إطلاقه لنية قتله في اتجاه الجميع "أي شخص يحاول العبث معنا سوف يموت، و الآن، لما لا تخبرونا أين هذا الشخص باسل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عم الصمت بعد نهايته كلامه، و لا أحد استطاع الرد عن مثل هذا السؤال، كيف لهم أن يبيعوا صديقهم؟ و في هذه الأثناء، قام الكبير أكاغي بالتكلم عبر خاتم التخاطر بأسرع ما يمكن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سابقا عندما كان تحت أنظار ذلكما الاثنين، لم يستطع إيجاد أي ثغرة ليستطيع التحدث فيها مع باسل، لأنه كان يعرف أن أبسط تعبير يظهر على وجهه سيُعرف من قبل ذلك الأقدم الكبير، لكن بما أنه الآن قد أصيب و ابتعد جسده لكل هذه المسافة، فقد وجد تلك الثغرة التي انتظرها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(ماذا هناك أيها الكبير أكاغي؟) تكلم باسل مجيبا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث الكبير أكاغي بسرعة، قبل أن يشعر به الأقدم الكبير (حليفنا باسل، هناك وجود عظيم يبحث عنك، يجب عليك الهروب من هنا و لا تعد، إن وجدك سوف تموت)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مع إنهاءه لكلامه أوقف خاتم التخاطر عن العمل و وقف بصعوبة، درعه قد دمر تماما بهجمة واحدة من قبل ذلك الكازيمارو، لقد عرف مدى قوته الهائلة، و ذلك الكازيمارو ينادي الشخص الآخر و يتكلم معه بكل احترام، مما يلمح إلى قوته الغير معقولة، الخيار الصحيح هو جعل باسل يبتعد عنهم قدر المستطاع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بهذا الاستنتاج قرر الكبير أكاغي ذلك الاختيار. بعد أن وقف ارتاح قلب القادة الكبار أخيرا، على الأقل لا زال بإمكانه التحرك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الأقدم الكبير "كازيمارو، لقد سألناهم و لم يعطونا سوى نصف الإجابة، يبدو أن النصف الآخر سيكون بإمكاننا سماعه عن طريق العدوانية، أحضر لي الفتاة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرجت ابتسامة خبيثة من كازيمارو، و مرر سيفه الأثري على لسانه، ثم قال "تلك الفتاة قد تجرأت على خداعي، ليس هناك مانع من اللعب معها قليلا، أليس كذلك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الأقدم الكبير "افعل ما شئت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحال انطلق كازيمارو كالسهم و وصل أمام أنمار في لحظة، ابتسم كالطفل الصغير بفرح و لوح بسيفه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقى سيفه مع هراوة حملها الجنرال منصف، هذه الهراوة كانت عبارة عن سلاح أثري من الدرجة الثالثة، و لحق التقاؤها بالسيف الأثري الخاص بكازيمارو شرارات و موجات قوية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قوة تصادم سلاحيهما قد أنتجت ضغطا كبيرا على الجنود من حولهما، أنمار التي في نفس مستواهما قد أحست بضراوة الطرفين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لو أنه كان شخص آخر غير الجنرال منصف الذي تلقى ضربة كازيمارو لما استطاع صدها، استطاع الجنرال منصف فعل ذلك فقط لأنه كان ساحر تعزيز من المستوى السابع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تراجع كازيمارو للخلف قليلا و تحدث "ساحر تعزيز هاه؟ يا له من ألم في المؤخرة، أتعرف شيئا؟" حملق كازيمارو في الجنرال منصف و صرخ في وجهه "إنني أكره سحرة التعزيز" ثم اندفع في اتجاهه بكل قوته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أسرع الجنرال منصف في التكلم "سيدتي الصغيرة، تراجعي للخلف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قامت أنمار بما قاله بكل سرعة، الوحيد هنا الذي يمكنه أن يصد مثل تلك الهجمات و يشتري لهم بعض الوقت هو الجنرال منصف، كساحر تعزيز، له ميزة جيدة عنهم، فحتى لو كان أضعف بقسمين من العدو، لا زال بإمكانه مجابهته قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تبادل الاثنان ثلاث ضربات متتالية جعلت حتى أسلحتهما الأثرية تهتز من شدة التصادم، هالتهما طغت في الساحة، قام كازيمارو بشحذ طاقته السحرية و إطلاق موجات من الرياح القاطعة، واحدة منها سابقا كانت كافية لإرسال الكبير أكاغي محلقا، و الآن، هناك العديد منها واحدة تلو الأخرى تستهدف الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجنرال منصف لوح بهراوته مع استخدامه لسحره و تدمير موجة بعد الأخرى، لكن مع مرور الوقت بدأ يشعر بالتعب، و بدأ يظهر الفارق بينهما، هجمات كازيمارو تزداد قوة، أما دفاع الجنرال منصف ينقص شدة فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انصدم الجميع من هذا القتال، ليس فقط من قوة العدو الهائلة، لكن حتى من قوة الجنرال منصف، في مثل هذا الموقف اليائس أخرج قوته الحقيقية أخيرا و وصل لحدوده، فقط عند مواجهة خصم أقوى منك بمراحل يمكنك بلوغ حدودك و اختراقها حتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت قوة الجنرال منصف تخور مع مرور الوقت، هو لم يعتد جيدا على سلاحه الأثري، على عكس العدو الذي يبدو معتادا بشكل كلي على سيفه الأثري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و عندما وصل الجنرال منصف للمرحلة الحرجة، لم يعد الرئيس تشارلي يستطيع التحمل أكثر فتدخل مهاجما، و عند مشاهدته، كذلك فعل الرئيس براون، عندما شاهد معلمه يتحرك قرر هو الآخر التدخل، و تباعا له، تحرك الرئيس كورو، مع قرار صديقه بالتحرك، قرر أيضا التحرك، فحتى هو لم يعد يستطيع تحمل مشاهدة طغيان هؤلاء أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مدت الرئيسة موراساكي يدها محاولة إيقافهم، لكنها قد تأخرت بالفعل، و كذلك حاولت أنمار، هذه الأخيرة صرخت "انتظروا..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن الآوان قد فات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استهدف الثلاثة العدو كازيمارو، و في لحظة قبل بلوغهم هدفهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أرسل الثلاثة محلقين بينما دروعهم قد تكسرت و الدماء تسيل كالشلال منهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك الأقدم الكبير أخيرا، و بحركة واحدة منه كان قادرا إخراج ثلاثة قادة كبار من الحدث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فشلت أرجل الجميع في هذه اللحظة، المنظر المرعب الذي شاهدوه و لا زالوا يفعلون غير معقول بصفة نهائية، لقد تحرك ذلك الأقدم الكبير أخيرا، و بحركة واحدة منه قد جعل ثلاث قادة كبار قريبين من الموت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و السبب الأكبر في فشلهم في الوقوف على أرجلهم كانت الهالة التي ضغطت عليهم، عند تحركه أطلق بعضا من طاقته السحرية، و بمجرد الإحساس بها جعلتهم يريدون الخضوع له، يريدون فقط أن يصبحوا عبيدا له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>طاقته قد طغت على الساحة الخارجية بأكملها، و جعل كل شخص هنا يعرف مقامه، جعل كل شخص هنا يعرف الفارق بينهم، جعلهم يعرفون أنهم لم يتبقى لهم أي أمل، الآن بعد تدخله، فبالتأكيد سوف يمحوهم من الوجود</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>علم الجميع أن هذا الشخص هنا قد تغلب على سحرة من المستوى السابع و السادس بحركة واحدة منه فقط، بمجرد ما أن أطلق القليل من طاقته السحرية حتى جعل القادة الكبار يحدقون بالموت، شخص مثل هذا لا يمكن أن يكون بالمستوى السابع، شخص مثل هذا قوته أكبر بكثير من المستوى السابع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها علم الجميع في هذا الوقت الحرج بأن هناك شيء ما وراء المستوى السابع، مستوى لم يعلموا عنه أبدا، مستوى خيالي يتجاوز كل كل معرفتهم السابقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل الجنود تحت المستوى الثالث لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر فأغمي عليهم، طاقة الأقدم الكبير تغلغلت وسطهم كلهم، أحسوا بها مباشرة، سحرة المستوى الثالث أنفسهم كادوا يغيبوا، لا زالوا قادرين على الوقوف فقط لأن الأقدم الكبير لا يستخدم ضغطا أكبر، سحرة المستوى الرابع لا يستطيعون الوقوف بشكل مستقيم، كما لو أن هناك أوزانا هائلة تضغط عليهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الآن كل من تبقى واقفا كان الرئيسة موراساكي و الجنرال منصف الذي بالكاد يستطيع أن يقف، و الكبير أكاغي الذي كان لا يزال بعيدا عنهم قليلا قد أحس بتلك الطاقة و تلك الهالة المستبدتين، و أنمار التي حملت تعبيراتها نظرات تخرج نية قتل مخيفة تجاه الأقدم الكبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد حاولت الرئيسة موراساكي و أنمار تحذير الثلاثة. في ذلك الوقت كانتا تركزان بالكامل على الأقدم الكبير، مع أن الجنرال منصف كان يقاتل كازيمارو، إلى أنهما لم تكونا قلقتين عليه كما كانتا قلقتين من ذلك الشخص المرعب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و عندما أقدم الثلاثة على حركة، شاهدتا تغيرا في تعبيرات الأقدم الكبير، وجهه كان غير راض أبدا عما كان الثلاثة يحاولون فعله، عندها حاولت الرئيسة موراساكي و أنمار إيقاف الثلاثة، لكن بما أنهما ركزتا فقط على الأقدم الكبير، لم تدريا بتحركات الثلاثة –الرئيس تشارلي، الرئيس براون، الرئيس كورو- حتى لاحظتا تغيرا في تعبيرات الأقدم الكبير، عندها تساءلتا لماذا تعبيراته تغيرت للأسوء، فقامتا فالالتفاف لرؤية ما يحدث فوجدتا الثلاثة يهاجمون كازيمارو، لذا حاولتا إيقافهم لكنهما كانا قد تأخرتا بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، أصبحوا في وضع لا يحسد عليه، أحسوا أنهم لو قاموا بأبسط تحرك آخر، فسوف تطير رؤوسهم من مكانها، تجمد الجميع في هذه الأثناء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعدها حدث أمر كسر هذا الهدوء الذي استمر للحظات بالنسبة للعدو و أيام بالنسبة لأنمار و البقية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم كازيمارو بعد مشاهدته لأشخاص يقتربون "أيها الأقدم الكبير، إنه شاهين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الأقدم الكبير في الاتجاه الذي أشار إليه كازيمارو و الذي كان نفس الاتجاه نحو بوابة الحائط المحيط بالساحة الخارجية التي اخترقها باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها شاهد ثلاثة أشخاص يقتربون بينما شاهين مكبل بقيود السحر من المستوى السادس، هو ساحر بالمستوى الخامس فقط، لذا لا يمكنه شحذ و لو القليل من طاقته السحرية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هؤلاء الثلاثة الذين كانوا يرافقونه كانوا بالترتيب من اليمين لليسار، غايرو، كاي (أخوا القطع) و جون (حراس بوابة العاصمة)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هؤلاء الثلاثة كلفوا بحراسة شاهين ريثما تنتهي الحرب ليستغرق باسل وقته في استجوابه، فحتى عندما حاول معه في الثلاثة الأيام السابقة التي اخذوها كراحة، لم يتكلم و لو بحرف واحد، لكن باسل لديه طرقه الخاصة، و التي كان ينوي تنفيذها بعد انتهاءهم من المسألة الكبرى حاليا أولا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هؤلاء الثلاثة في الحقيقة لم يكلفوا فقط بحراسة شاهين، بل حراسة الأميرة الخامسة غرين شارلوت أيضا، لكن بسبب أهمية شاهين لباسل، ترك الثلاثة الأميرة الخامسة في رعاية نبيل و الآخرين و رافقوا شاهين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما وصلوا، صدموا من المشهد أمامهم كما هو متوقع، لكن في الجهة الأخرى –جهة شاهين- ، هذا الأخير ارتسمت على وجهه ابتسامة طوال الطريق إلى هنا، و عندما وصلوا لوجهتهم، تحولت الابتسامة لضحكة مجنونة يرافقها بعض الكلام "لقد جنيتم على أنفسكم، أولئك اللعناء، سوف أحرص على رد لهم هذا الدين بكل تأكيد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم كازيمارو "أنتم، حرروه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى الآن، لم يستطع الثلاثة فهم ما يحدث هنا بالضبط، لم يسعهم سوى تخمين وضع الآخرين، حدقوا في أنمار و الآخرين، فقرروا القيام بما أمروا به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبر مفتاح الختم، قام الثلاثة بتحرير شاهين، هذا الأخير قام بحك معصميه و تمديد ذراعيه، و في لحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركل الثلاثة مرة واحدة جاعلا إياهم يحلقون لعشرات الأمتار مع سعلهم للدماء بشدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم شاهين موجها كلامه للأقدم الكبير "يا أخي الكبير 'فالتشر'، لم تأخرتم لكل هذه المدة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد الأقدم الكبير فالتشر ثم تكلم بصوته الوقور "إنه خطؤك من الأول أن يقبض عليك، لو أنك لم تقم بالتواصل معنا في آخر لحظاتك بالقتال لما كان باستطاعتنا معرفة وضعك هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حك شاهين رأسه ثم تكلم "حسنا، معك حق، لكن حتى أنا لم أتوقع أن أخسر، لكن هذا من الماضي، المهم، لما أتيت بنفسك إلى هنا؟ كان بإمكانك أمر بعض جواسيسنا فقط ليأتوا لإنقاذي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همف" استهجن كازيمارو و قال "بما أنك ناديتنا فلابد من أنك كنت بوضع خطير، لو كنت تحتاج لمساعدة من الجواسيس لكنت اتصلت بهم مباشرة فقط، أم أنا مخطئ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، معك حق" وافق شاهين كلامه ثم حدق بالآخرين و سأل "إذن، ما نحن بفاعلين؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الأقدم الكبير فالتشر "أنا أريد ذلك المدعو باسل، هل تعرف شيئا ما عنه؟ لقد قالوا أنهم لا يعرفون مكانه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق شاهين في الجميع و تكلم "ها؟ لا يعرفون مكانه؟ أو لم يكن الشخص الذي قاد جيوشهم طوال الوقت؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قاد الجيوش، بسماع هذا الكلام تأكد فقط ظن الأقدم الكبير فالتشر و كازيمارو بكذب الكبير أكاغي سابقا عليهما، لذا تحدث الأقدم الكبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إن لم تتحدث و تخرج ما أريد سماعه..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن بقية الكلام خرج من مكان آخر و الأقدم الكبير قد اختفى من مكانه، و عند استيعاب ما حدث، تجد أن الصوت لم يخرج من مكان آخر، و لم يختفي الأقدم الكبير، بل هذا الأخير هو الذي انتقل بسرعة خاطفة، و المكان الذي وصل إليه كان يقع وراء أنمار بالضبط من حيث جاء الصوت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحكم القبض على يدي أنمار من الخلف قاصدا تقييدها ثم أكمل الكلام "أو أنني سوف أقوم بقتل هذه الفتاة الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تأخر الجميع في فهم ما حدث، حتى أنهم لم يعرفوا مكان الأقدم الكبير فالتشر حتى أكمل كلامه، كيف وصل إلى هناك بالضبط؟ لكن الأهم الآن هو ما تطورت إليه الأمور</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ما هم بفاعلين، لقد وقعوا في موقف حيث يجب أن يقرروا و يختاروا بين أنمار و باسل، هذا شيء مستحيل عليهم تقريره، إن هذا الأمر كما لو أنك تختار من تنقذ من الغرق، أمك أم ابنتك، لكن في النهاية سيكون عليك الاختيار، و إن لم تفعل، فبالتأكيد ستكون النتيجة أسوء، و التي هي واضحة تماما، 'موت الاثنين'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذا الوقت، لم يكن هناك أي خيار آخر غير وضع الكبير أكاغي ثقته في أن باسل سيكون قد أخذ بكلامه و هرب، لذا بناء على هذا قد أخذ قراره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حالة وحيدة يمكنك إنقاذ فيها الاثنين معا من الغرق، و هي أن يكون لديك سترة نجاة من الغرق تمنحها لأحدهما، و من الأفضل للشخص الذي تثق بأنه سيكون أهلا لتحمل هذا الأمر، و إنقاذ الثاني بنفسك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا ما فعله الكبير أكاغي، في هذه الحالة قد منح باسل خيط نجاة، و كل ما يمكنه فعله هو التركيز على الآخر الذي لا يملك أي خيط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي "أرجوك، من فضلك، سأتكلم، انتظر..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضغط الأقدم الكبير على يدي أنمار حتى كسرهما مع صوت تحطم "طررق"، أنمار لم تقدر على فعل أي شيء ضده، الأقدم الكبير فالتشر يقمعها كليا، و الآن قد قام بكسر عظام أيديها مما جعل حتى أنمار تطلق صوت "آآه" صارخة من الألم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى طريقة كسره ليديها كانت مروعة، لم يقم بكسر العظام فقط عن طريق ثنيها حتى تتكسر، لكنه قام بالضغط على يديها مما أضاف آلاما مضاعفة أكثر بكثير قبل بلوغ ذروة الألم عن طريق تحطم العظام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الكبير أكاغي في هذه الحالة شحب وجهه و تكلم بسرعة "إنه داخل القاعة الرئيسية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد حاول سابقا أن يهدئ العدو، لكن هذا عاد عليه بآثار عكسية، العدو سأل و كان ينتظر جوابا، و الدوران حول الكلام كان فقط له أثارا سيئة على أنمار بدل تحقيق أثار جيدة و التي كانت المقصد الأساسي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا عندما تلقت أنمار أضرارا وخيمة، فهم الكبير أكاغي أن عليه الإجابة في أسرع وقت قبل فوات الأوان و إلا خرجت أنمار بعظامها كلها مكسورة إن لم يكن مصيرها الموت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق الأقدم الكبير فالتشر في الكبير أكاغي ثم قال بنبرة مسترخية "يبدو أنك تقول الحقيقة، لكن القاعة الرئيسية؟ أكان قريبا كل هذه المسافة ! ؟ حسنا، و الآن، فلننهي هذا الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رفع الأقدم الكبير يده اليمنى مع إبقاءه لليسرى لتقيد أنمار. عند مشاهدة هذا الأمر، فشلت رجلي الكبير أكاغي، انهمرت الدموع من عينيه، حتى أنه لم يعد يستطيع أن يخرج الكلام بشكل مناسب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الجنرال منصف "لقد قلنا لك ما تحتاجه، فلتفلت السيدة الصغيرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذا الوضع لم يكن باستطاعة أي شخص القيام بأي شيء، سوى شيء واحد، ألا هو انتظار يد الأقدم الكبير فالتشر اليمنى لتقتل أنمار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الكبير أكاغي بجنون "توققققققف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الأقدم الكبير فالتشر "حثالة مثلكم يجب تطهيرهم، فحتى إن لم تموتوا الآن، كنتم ستموتون عما قريب على أية حال، لذا كل ما سأفعله هو تسريع هذا الأمر، و على العكس، يجب أن تكون شاكرا لي، فأنا سأعطيها موتة سريعة كما سيحدث معكم بعدها بالطبع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد إنهاءه لكلامه نزل بيده مع صوت <em>وووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن هذا الصوت توقف بسبب صوت آخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووووووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكمة نارية مشتعلة آتية من جسم مشتعل محترق جاعلة الأقدم الكبير فالتشر يطير لمئات الأمتار حتى اخترقت الألف متر ثم الميل و لا زال جسده يطير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر صاحب الجسم المشتعل بينما شعره القرمزي و عينيه الحمراوين يلتهبان مع لون اللهب و كان هذا الشخص هو باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر لأنمار فشاهد ما أصابها، حدق في جسم الأقدم الكبير فالتشر الطائر ثم أطلق نية قتله التي جعلت الحلفاء و الأعداء –كل سواء- يرتعدون منه، في حالته هذه، بدى كملك نار قرمزي، لا يمكن لأي شخص المساس به أو الاقتراب منه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم بنبرة قاتلة "مسست المقربين مني بسوء، و أنا أقسم لك، إني لست بتارك منك لحما و لا عظما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تجمد كازيمارو و شاهين مما حدث، الأقدم الكبير أُرسِل محلقا من قبل هذا الفتى لأكثر من ميل؟ و أيضا ما كل تلك القوة؟ بعد التركيز قليلا، تجد أن هناك عنصر آخر ممزوج مع عنصر النار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان شاهين يعرف أن باسل له عنصر التعزيز، و لم يعلم عن النار، لذا لما شاهد باسل يستخدم عنصر النار فقد ألوانه، هذا الفتى اخترق المستوى السابع؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما كازيمارو في الجهة الأخرى، فكان متفاجئا تماما مما حدث قبل قليل، لقد ظهر ذلك الفتى بسرعة كبيرة جدا، و الآن هناك عنصرين ممزوجين، لقد دعّم عنصر النار بعنصر التعزيز، قبل بعض شهور سمعوا عن هذا الفتى، و عرفوا أنه في المستوى الخامس، و الآن ها هو ذا أمامهم يستخدم عنصرين، إذن فقد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند هذه النقطة، ليس فقط الأعداء من صدموا، بل حتى الحلفاء، خصوصا الكبير أكاغي، فبعد رؤية باسل في حالته تلك، فهم ما يحدث، على الأقل عرف أن لباسل عنصر النار أيضا كسائر أعضاء العشيرة القرمزية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، هذا غير مهم في هذه النقطة، المهم هو وجود باسل هنا، فباسل لم يقم بما أخبره به الكبير أكاغي، هذا الأخير قد أراد فقط أن ينجوا الجميع من هذه المحنة و الخروج من هذا الوقت الحرج بسلام، لكن باسل قد أتى عكس ما أخبره أن يفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن في هذه الحالة، لم يعرف الكبير أكاغي أي ردة فعل يجب يقوم بها، بالطبع هو خائف على باسل لأنه أتى للخطر، لكنه شاكر له لأنه أتى أيضا، فلو لم يفعل لكانت حفيدته قد ماتت في هذه الأثناء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا اختار ردة الفعل الثانية، فبعد كل شيء، لقد كانت ستموت أنمار لا محالة، و بعدها سيحين دورهم، لكن مع باسل هنا، و انطلاقا من لكمته السابقة، و امتلاكه لعنصرين، فالقيام بردة الفعل الثانية و التي هي الشكر على قدوم باسل في الوقت المناسب هي ردة الفعل المناسبة هنا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء، جسد الأقدم الكبير فالتشر الطائر توقف عبر رياح أحاطت به، حتى أنه كان قادرا على التحكم في سحر الرياح بشكل جيد للغاية لدرجة أنه جعله يحمله في الهواء و يجعله يطير و يحلق كما يشاء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الأقدم الكبير فالتشر في وسط السماء و حدق في باسل من بعيد، نظر للخدش على وجهه و عبس، تكلم بكل هدوء كما لو لم يحدث أي شيء "أمم، بالفعل لديه عنصرين، لكن لم تكن الضربة قوية نظرا لغضبه، أكبح نفسه أم ماذا؟ على كل، هو بالفعل لديه عنصرين، أي لا شك في أنه اخترق القسم الأول و دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، لكن مع غضبه ذاك كان يجب أن تكون لكمته تحمل قوة أكبر كساحر من القسم الثاني من مستويات الربط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهم بالضبط الأقدم الكبير فالتشر ما الذي يحدث، بالطبع باسل لم يدخل للقسم الثاني من مستويات الربط بعد، لكن أي شخص سيعتقد هذا بعد رؤيته يمتلك عنصري سحر، و الذي لم يفهمه الأقدم الكبير، هو أن شخصا في القسم الثاني من مستويات الربط يجب أن تكون قوته أكبر مما أخرج باسل و خصوصا في حالة من الغضب كتلك التي بها باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في الأقدم الكبير الذي يتواجد بالسماء، عبس و أحكم قبضتيه، تلك اللكمة قبل قليل كانت تحمل معها كل قوته بالفعل، لكن ذلك الأقدم الكبير فالتشر لم يتضرر كثيرا و بدى كما لو أن هناك شخصا عاديا لكم شخصا عاديا مثله، يعني أنها كانت كتلقي ضربة جعلت وجنته تُخدش و تحمرّ قليلا فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقترب الكبير أكاغي من باسل و تكلم "ظننت أنني قد أخبرتك بعدم المجيء، فلما فعلت؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجب باسل مباشرة و حدق به، استرجع بعض الذكريات قبل دقائق من الآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل تكلم الكبير أكاغي مع باسل عبر خاتم التخاطر بقليل من الوقت، في الوقت الذي كانت المعركة الأخيرة قد انتهت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل في تلك الأثناء كان جاعلا شخصا ضخما راكعا على ركبتيه بينما يمسك رقبته و يضغط عليها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أثناء تشديده الخناق على ذلك الشخص تكلم باسل "أيها المبعوث رضا (الذي أرسلته الأميرة الخامسة لباسل عندما أتى هذا الأخير لأول مرة للعاصمة)، لقد علمتك درسا جيدا ظننت أنك سوف تتذكره لبقية حياتك و تبتعد قدر إمكانك عن طريقي، لكن ما الذي يحدث هنا؟ لم أنت هنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق المبعوث رضا بيأس في باسل، فبعد كل شيء، حتى هو لم يكن يريد الالتقاء به مرة أخرى، لكنه فقط كان يرافق أخت الإمبراطور و بناتها لحمايتهم في الطريق هو و العديد من الجنود الآخرين، فهو ليس بخادم للأميرة الخامسة، لكنه خادم لعائلة غرين، و في كل مرة و أين يكون، و هذه المرة كان يرافق أخت الإمبراطور</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و عندما كانوا في غرفة الكنز مختبئون، فجأة كسر الختم و فتحت البوابة، لذا لم يكن له أي خيار آخر سوى مهاجمة الشخص الذي يقبع وراء هذه البوابة، لكنه لم يظن أبدا أنه سيكون ذلك الوحش الصغير من ذلك الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل إليه فقال مع زفيره متنهدا "يبدو أنني يجب أن أعدل على دروسي قليلا، فلا يبدو أنها قد كان لها مفعول كبير" ثم لوح بقبضته كاسرا عنق المبعوث رضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>كرررك</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سقطت جثته على الأرض، و هذا الأمر جعل كل الجنود الذين كانوا يحمون أخت الإمبراطور يرتعدون، و في حالة الرعب هذه انقضوا كلهم على باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قفزت أربع ظلال بسرعة خاطفة من وراء باسل و قطعوا الجنود الذين وصل عددهم للعشرة بسرعة خاطفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد كانوا قادة التشكيل، فقط شي يو التي لم تتحرك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقدم باسل للأمام ثم وجد أخت الإمبراطور ترتعد في مكانها بينما تتمتم "أنا أخت الإمبراطور، هل تريد المال؟ إن هذا هو الأمر فيمكنني جعلك أغنى شخص في هذا العالم؟ نعم يمكنك أخذ ما تشاء من هذه الغرفة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هذه الغرفة التي كانت تختبئ فيها أخت الإمبراطور إلى جانب بناتها و الجنود الذين يرافقونهم كانت في الواقع غرفة كنز عائلة غرين، فبعد كل شيء هم أتوا إلى هنا آملين في الاختباء، لأن بوابة هذه الغرفة يمكن مقارنتها مع بوابة الحائط المحيط بالساحة الخارجية، بمعنى أنها لا تخترق بالنسبة لهم، لذا أتوا إلى هنا للاختباء ريثما تهدأ الأمور، فعندما كانوا بداخل القلعة الرئيسية، سمعوا أن ستة أشخاص أقوياء يقتربون، لذا هربوا لهذه الغرفة بسرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "أظن أنني بالفعل من أغنياء هذا العالم، هذا لا يثير اهتمامي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتعبت أخت الإمبراطور، فلا زال باسل يتقدم، لذا حاولت إقناعه بشيء آخر "إذا أنت تريد المكانة، سأجعل أخي الصغير لايت يقوم بجعلك قائد الحرس الإمبراطوري و حتى القائد العام لجيوش إمبراطوريتنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مرة أخرى بكل هدوء "أنا بالفعل القائد العام لجيوش الإمبراطورية، إمبراطورية الشعلة القرمزية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم ينفع مع باسل أي شيء، لذا لم يتبقى لها أي خيار آخر سوى الانقلاب للتهديد، تكلمت بصوت مرتفع و مرتعب "أنا أخت الإمبراطور، إن مسستني فلن يغفر لك الإمبراطور، ابتعد، لا تقترب مني أيها الوحش"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخت أخت الإمبراطور بجنون، و كذلك بدأ يفعل بناتها الثلاث الكبيرات، و هناك اثنتين صغيرتين، لم تقوما بأي تحرك أو حاولتا التكلم، فقط انكمشتا في مكانهما و عانقتا بعضهما البعض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "لن يكون هناك هذا الإمبراطور الذي تتحدثين عنه موجودا في ذلك الوقت أصلا، لكن أنا متفق معك في شيء مما قلته، نعم أنا وحش، لكن لحثالة مثلكم فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها فهمت أخت الإمبراطور أن نهايتها قد حانت، لكنها لن تستسلم بهذه السهولة، شحذت طاقتها السحرية و كذلك فعلن بناتها الثلاث الكبيرات، ثم انقضن كلهن على باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اختفى باسل من أمام ناظر أعينهم و في لحظة طارت رؤوسهم من مكانها في آن واحد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها وجد باسل تلكما الاثنتين الصغيرتين تنكمشان بينما ترتعدان من شدة الخوف، حدق فيهما بعمق، و كذلك فعل قادة التشكيل به من الخلف، أحس باسل بنظراتهم الغريبة و خصوصا شي يو، لذلك تنهد ثم قال "كما قلت أنا وحش للحثالة التي لا أطيقها، لكن هاتين فتاتين صغيرتين لا ذنب لهما، لا تقلقي يا شي يو، لن أقوم بأي شيء سيضرهما، اعتني بهما ريثما ننتهي من الحرب، عندها سيكون من الأفضل لهما لو نسيتا أنهما من عائلة غرين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في الأنحاء، فهذه الغرفة غرفة كنز بعد كل شيء، قد لا يكون هناك أي شيء قد يثير اهتمام باسل، لكن لا بأس من أخذ نظرة، فبعد كل شيء، لقد سمع من الرئيس كورو أن الأمير الثاني قد استخدم سلاحا أثريا، لذا أراد أن يعرف إن كان هناك أي شيء هنا قد يكون له فائدة ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام قادة التشكيل بالبحث في الأرجاء مع باسل، بالنسبة لهم، كل هذه الأسلحة النادرة و خرائط لمناطق محظورة، معلومات مفيدة عن أندر الوحوش، استعمالات عديدة لبعض أعضاء الوحوش السحرية، أحجار الأصل من المستوى السادس، و كل هذه القطع الأصلية الذهبية المتراكمة، شيء لأول مرة يرونه مجتمعا هكذا و بكل هذه الكمية في مكان واحد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا كان هذا مثيرا لهم بشكل كبير، لم يكن باستطاعتهم الصبر و تحمل مثل هذا الإغراء، لذا تكلم باسل عندما رأى لعابهم يسيل "خذوا ما شئتم، اعتبروها غنيمة حربكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقض قادة التشكيل على الكنوز إلا شي يو التي لم تفعل، و بدل ذلك ذهبت لتعتني بالصغيرتين، أما الأربعة الآخرين، فقد أُعمِيَت عيونهم، و خصوصا شينشي، فعلى ما يبدو، لقد كان محبا للمال كثيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل على حالهم و نظر في الأرجاء، لم يجد أي شيء يثير اهتمامه كما توقع، لكن في جزء مظلم من الغرفة، كان هناك أشياء مهملة، و من بينها كان يوجد أشياء كأوراق ملفوفة، كانت هناك ثلاث مخطوطات رق، و الجلد الذي صنع منه هذا الرق يبدو غير مألوف، لكن باسل يذكر أنه رأى جلدا مشابها لهذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد التحديق لوقت طويل بها، عرف باسل ماهيتها، لقد استغرق منه هذا الوقت الطويل لاكتشافها لأنه لم ير واحدة تشبهها سوى مرة واحدة لمدة لا تزيد عن ثوان من معلمه، فالتي أراها له معلمه لم تكن بهذا التعقيد، و حتى الرق الذي كتب عليه كان مختلفا، لا شك في أن الجلد المصنوع منه هذا الرق مختلف عن الذي صنع منه الخاص بمعلمه، هذا يبدو كما لو أنه أكثر رقيا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بصوت مرتفع من دون أن يشعر "مخطوطات روحية ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف الجميع و اقتربوا من باسل ليروا هذا الشيء الذي صدم حتى قائدهم، و عندما وصلوا، لاحظوا أنها مجرد أوراق بكتابة تشمل بعض التعاويذ الغريبة، لذا استغربوا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل تورتش "لما أنت متفاجئ هكذا يا سيدي؟ هل هذه الأوراق الغريبة لها أهمية؟ فبعد كل شيء فقد وضعت في الجانب المظلم و أهملت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مع نظرة متوهجة "لها أهمية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في يوم من الأيام، عندما كان باسل مع معلمه يشرح له عن بعض التقنيات الفريدة، ذكر له أمر المخطوطات الروحية هذه، لكن بما أنه لا زال بعيدا عن هذه المستويات، فقد ترك معلمه هذا الشرح معلقا، لكن الشيء الوحيد الذي عَلِمه باسل، كان أن هذه المخطوطات الروحية تحمل قوة روح ساحر روحي و يمكنها إطلاق هجمات من نفس مستوى ذلك الساحر الروحي، و فقط لصناعة واحدة منها يجب أن يصرف الساحر الروحي وقتا طويلا جدا و إرهاق روحه لدرجة لا توصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في هذه الأثناء، عندما كان باسل سارحا بأفكاره، أتاه اتصال عبر خاتم التخاطر، لذا أجاب (ماذا هناك أيها الكبير أكاغي؟)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد الاستماع لما قاله الكبير أكاغي، تغيرت نظرة باسل كثيرا، ما الذي قصده الكبير أكاغي بوجود عظيم؟ لما عليه أن يهرب؟ هذين السؤالين اللذين شغلا ذهنه كانا كافيين ليفهم أن أنمار و البقية يواجهون عدوا أقوى منهم بكثير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحال توقف عن التفكير في أمر المخطوطات الروحية و وضعها في مكعب التخزين، لكن عندما كان يريد الخروج تفعّل ختم البوابة من جديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا كان سببا في تأخره أكثر، أسرع بكل ما يملك في فتحه، ثم فعل سحر التعزيز في كامل طاقته مما فاجأ قادة التشكيل أكثر، فهم قد فوجئوا بالفعل من تصرفات قائدهم بعد انتهاءه من الكلام عبر خاتم التخاطر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل بينما طاقته جعلتهم يتعرقون، تكلم بنبرة حادة "أنتم الأربعة لا يمكنكم استخدام إكسير التعزيز، بحر روحكم لا زال مرهقا و غير مستقر، لكن الأمر مختلف مع شي يو، هذه الأخيرة فلتشربه و أنتم الأربعة أحموها و الحقوني، سنحتاج لسحرها في كامل قوته، قد تكون هناك إصابات سيكون علينا الاعتناء بها سريعا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلق باسل كالرياح، و عندما اقترب من العدو فعل سحر النار في كامل قوته أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، إنه يستخدم لأول مرة السحرين معا في كامل قوتهما مع الإبقاء عليهما، لم تكن هناك أي مناسبة ليفعل بها هذا أو احتاج لذلك، ففي هذه الحرب، كان يحافظ على طاقته قدر المستطاع، فبعد كل شيء، لم يكن بإمكانه تجاهل تلك القطعة المفقودة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء، أسرع قادة التشكيل بكل ما أملكوا من قوة لاحقين باسل، و عندما وصلوا صدموا من الوضع الحالي، تقريبا جميع القادة الكبار و السيدة الصغيرة كانوا في حالة مزرية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أسرعت شي يو نحو أنمار و أرادت أن تعالجها، لكن أنمار وقفت كما لو أن ذلك الألم قد ذهب عنها و تشافت، تكلمت "أنا بخير، سارعي و عالجي الرئيس تشارلي و الاثنين الآخرين، فإصابتهما خطيرة جدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا...لكن..." تمتمت شي يو و حدقت في باسل، هذا الأخير بقي مركزا فقط على ذلك الأقدم الكبير، لاحظت أنمار هذا الأمر ثم قالت "أسرعي، لا تهتمي بإصابتي الخفيفة، حتى باسل سيقول لك هذا، أسرعي و ابدئي في معالجة القادة الثلاث"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقفت شي يو و أسرعت بينما يحيط بها قادة التشكيل من جميع الجوانب لحمايتها من أي خطر محتمل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حلق الأقدم الكبير فالتشر بسرعة خيالية و وصل في ثوان، وقف في السماء بينما يحتقر بنظراته باسل، تكلم بنبرة تهديد "أيها الفتى، أتستخف بي؟ لماذا لم تستعمل كامل قوتك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضاقت عيني باسل، هذا الوغد، يبدو أنه يعتقد أن باسل يوفر قوته، عبس باسل و استعمل سحر النار من تحت قدميه فكون عاصفة صغيرة حملته للسماء، فوقف أعلى من الأقدم الكبير بالسماء "حثالة مثلك لا يستحق استخدامي لقوتي الكاملة عليه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الأقدم الكبير، حملق في باسل ثم ارتفع للسماء أعلى منه "حثالة؟ إن نادى الحثالة شخصا آخر بالـ'حثالة'، فلا تحمل الكلمة المعنى الحقيقي لها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتفع باسل أكثر منه، لقد ارتفعا لأكثر من 500 متر في السماء حتى الآن، تكلم باسل بينما يوجه نظره محتقرا الأقدم الكبير "أتتكلم عن نفسك يا أيها الحثالة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم ! " ظهرت العروق على وجه الأقدم الكبير فالتشر، بدأ يشحذ طاقته السحرية ثم تكلم بينما يرتفع في السماء "على الأقل يبدو أنك جيد في الكلام، لكن ماذا عن القتال الفعلي؟ لنرى إن كان يصل لمستواك في الجدال"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ها" صرخ الأقدم الكبير و أطلق طاقته السحرية، لقد كانت تفوق طاقة المستوى السابع بأضعاف كثيرة، حتى باسل تفاجأ من هذا الشخص الذي ارتفع حتى تساوى معه في المستوى بالسماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل و أنمار هما الوحيدين غير حلفاء العدو اللذين كانا قادرين على معرفة قوة هذا العدو بالضبط، فأثناء تدريبهما، ركز المعلم على تحسين إحساسهما لأقصى الدرجات، لذا عندما احتاج لفعل هذا، كل ما كان فعله هو جعلهم يجربون مستويات مختلفة، و هذا كان عن طريق استخدامه لقوة تصل للمستوى المنشود و جعل باسل و أنمار يقاتلانه باستمرار حتى حفرت قوة كل مستوى في أذهانهما و أجسادهما و أرواحهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذين الاثنين ولدا بأفضل المواهب وجودا، لذا كان لهما إحساس قوي من الأول، و لم يمر وقت طويل حتى استطاعا صقل إحساسهما لأقصى الدرجات الممكنة في مستواهما الحالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن باسل لا يزال يفوق حتى أنمار، فبامتلاكه لعنصر التعزيز الذي يأتي من الطاقة الخارجية، كان قادرا على تقوية إحساسه عبر الشعور بالطاقة التي تدخل لبحر روحه عبر جسمه كلما فرغت قليلا، لذا أصبحت حواسه حادة أكثر و أكثر مع مرور الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ازدادت طاقة الأقدم الكبير مع مرور الوقت حتى أن باسل قد نزل بعض العرق من على وجنته، هذا الوضع غير جيد أبدا، لقد خدع العدو بأنه لم يستخدم طاقته الكاملة ريثما تأتي المساعدة، لكنه لا يعلم لمتى سيتسمر العدو في الانخداع هكذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلغت قوة العدو ذروتها ثم قال "على عكسك، أنا سوف أستخدم قوتي الكاملة، لنرى إن كنت ستبقى مشددا على رأيك في عدم استخدامك لقوتك الكاملة عندها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل و ضاقت عينيه أكثر، الآن يجب عليه الحرص على تضييع الوقت، لذا تكلم "كل ما فعلته هو رفع عنصرك الأول لأقصى الدرجات، هكذا لن يكون بإمكانك حتى منافستي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هممف !! " استهجن الأقدم الكبير فالتشر، إن كنت تريد الموت بهذه السرعة، فلما لا أحقق لك رغبتك بما أنها ستكون الأخيرة، اعتبرها مني كشفقة على حثالة مثلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في الأقدم الكبير و لم يتكلم، فقط ركز على الوضع الحالي، رأى ما خياراته و ما الذي يمكنه فعله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في نفس الوقت، شحذ الأقدم الكبير فالتشر عنصره الثاني، ثم صرخ "وحشي الفتخاء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها شوهدت ردة فعل على الوحشين اللذين لم يقوما بأي تحرك حتى الآن يرفعان أجنحتهما، خاف الكثير من الجنود، هل سيقوم باستخدام ذانك الوحشين المرعبين؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى القادة الكبار المتبقين قد صدموا، لماذا يحاول باسل استفزاز العدو هكذا؟ لماذا يحاول جعل العدو يستخدم طاقته الكاملة؟ لم يعرف أي أحد المغزى وراء هذا الفعل، غير شخص واحد الذي بدأت الشكوك تراوده بالفعل حول أفعال باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا الشخص لم يكن شخصا آخر غير أنمار التي تفهم باسل أكثر من أي شخص، فكرت في هذه الأثناء بداخلها "لماذا يحاول كسب الوقت؟ أينتظر مساعدة من شخص ما؟ الوحيد القادر على حل هذا المشكل بشكل مؤكد هو المعلم فقط، لكن المعلم لن يظهر نفسه أبدا، فإن أنقدنا الآن سيعرضنا لخطر أكبر فقط على حسب ما قاله، أنا لا أعلم لماذا بالضبط لا يريد من أي أحد أن يكتشف أنه معلم باسل، لكن يبدو أن هذا الأمر مفروغ منه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها تذكرت أنمار أمر باسل و امتلاكه لعنصرين و بنيته الغريبة خلاف الأشخاص العاديين، لذا بالطبع ربطت هذا مع ذاك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء حدق باسل بالأقدم الكبير ثم تكلم "إذا عنصرك الثاني هو الاستدعاء، وحشي الفتخاء من القسم الأولي من المستوى الثامن، و أنت من المستوى التاسع، و بالضبط في القسم المتوسط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هوه ! إنك تعرف أمورك جيدا" قالها الأقدم الكبير مع حملها لنبرة سخرية من باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا بالتأكيد شيء مذهل معرفته لمستوى وحشي الفتخاء بالضبط، فبالنسبة لمستوى الأقدم الكبير، كان عاديا بالنسبة لشخص دخل للقسم الثاني من مستويات الربط أن يعلم مستواه عندما يشحذ الأقدم الكبير طاقته، لكن معرفة حتى مستوى الوحشين اللذين لم يقوما بشحذ طاقتهما بعد كان مذهلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن ما لا يعلمه الأقدم الكبير هو أن باسل حتى من دون أن يكون قد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، فقد كان قادرا على الجزم و المعرفة بإحساسه الخارق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووش-رفرفة</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك جناحي وحشي الفتخاء فجلبوا معهما العواصف، و أثناء محاولتهما الطيران، أطلقا صراخا جعل كل من يتواجد في الساحة يصبح أصما للحظات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>*إيييييييييييييييك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صوت رقيق لكن مرتفع جدا، و مع ارتفاع هالتهما ضغطا على كل الموجودين أثناء محاولتهما الطيران، بمجرد ما أن ارتفعا في السماء حتى صنعا طريقا غير مرئي في كل ضربة من أقدامهم، كانا يرفرفان للارتفاع، و الضرب بقدميهما لصنع الطريق، و بهذا شقا طريقهما نحو السماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانا مظهرهما راقيا كثيرا، ذلك المنظر الخلاب الذي يخلفانه وراءهما في كل رفرفة و ضرب بأقدامهما على الطريق الغير مرئي كان جميلا بشكل لا يوصف، في الحقيقة، فقط عند ضربهما بقدميهما يتكون الطريق الغير المرئي، أما قبل ذلك فلا يكون موجودا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت العربة مملوءة بالنقوش الغريبة، هذه النقوش كانت تشبه صقورا تركب أسودا، مما أعطى شكلا خلابا لرمز حكم الأرض و السماء معا، و كانت العربة موصولة بالوحشين برباط منقوش بنقوش أثرية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا حلقت العربة بعد أن توهجت النقوش التي عليها، بعد أن مرت الطاقة من خلال الرباط و وصلت لنقطة الالتقاء بالنقوش على العربة، هذه الأخيرة تشكل من تحتها طريق كالذي صنعه وحشي الفتخاء و حلقت تبعا لإرادتهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعث شكل هذين الوحشين على اتحاد حاكمي السماء و الأرض الطبيعيين، رفرفا و استخدما عنصر الرياح لزيادة سرعتهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلقا بسرعة كبيرة و وقفا وراء الأقدم الكبير، هذا الأخير استهجن و قال "أيها الحثالة، سأجعلك تعرف مقامك، و هذا سيكون عن طريق موتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها فكر باسل في قوتي الوحشين، لقد كان لديهما سحر الرياح كالعنصر الأول الخاص بالأقدم الكبير، لذا كان هذا إضافة كبيرة، فهما سيعززون قوى بعضهم البعض و ينتجون هجمات ذات مدى أوسع و قوة أكبر، بكثير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما يكون لأي شخص عنصر الاستدعاء، فهذا الأخير يكون باستطاعته استعداء نوع واحد من الوحوش السحرية بعد أن يقوم بعقد الاستدعاء معها، فمثلا قد يكون بإمكانه استدعاء الوحوش السحرية التي تستخدم النار، أو التي تستخدم سحر التعزيز، لكن المهم هو أن سحر الاستدعاء الخاص به يكون قادرا على استدعاء وحوشا سحرية بعنصر واحد محدد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الوحوش السحرية عندما تخترق المستوى السابع و تدخل للقسم الثاني من مستويات الربط، لا تمتلك عنصرا ثانيا، لكن في المقابل تمتلك قدرة (ميزة) إضافية تستخدم عن طريق الطاقة الخالصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل لاحظ قدرة وحشي الفتخاء على صنع طريق لهما في السماء، لكن لا يجب أن تكون هذه هي كل قوتهما فقط، لابد من أن هناك امتداد لهذه القدرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بالنظر إليه نظرة احتقار "همف، لا زلت لم تصل للمستوى المطلوب يا أيها الحثالة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و لا زال باسل يحاول كسب الوقت، لكن يبدو أن هذا هو أقصى ما يستطيع كسبه عن طريق الكلام، و الآن حان وقت القبضات لتدخل الحدث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قفز الأقدم الكبير فالتشر للخلف ففتحت العربة من الفوق و دخل إليها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف و بإشارة من يديه، رفرف وحشي الفتخاء و صرخا ثم استخدما سحر الرياح مرة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>فووو</em> <em>فووو</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكون إعصارين بجانبي باسل، ضغطهما لم يتيحا له أي فرصة للهرب، و قوة دورانهما جعلت بعض الجنود يطيرون، مع أنهم مرتفعون في السماء إلى أن قوة هذين الإعصارين قد جعلتهم يركزون على أقدامهم ليستطيعوا الوقوف، و منهم من لم يستطع و قذف لعشرات الأمتار، و آخرين قد جذبوا للإعصار، و قبل أن يفعل باسل أي شيء حتى تناثرت قطع أجسادهم في كل اتجاه و مكان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هؤلاء الجنود كانوا من المستوى الأول فقط، و بعد أن استيقظوا من غيبوبتهم التي سببها ضغط الأقدم الكبير سابقا، واجهوا مصيرا بائسا كهذا، و بسببهم عرف الجميع هنا قوة ذانك الإعصارين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غايرو و كاي اللذان يعرفان بأخوا القطع خجلا من اسمهما، أي قطع كانا يقومان به؟ إن كانا يسميا بثمل هذا الاسم، فما الذي يجب أن يسمى به الشخص أو الوحش القادر على القيام بمثل هذا الهجوم الشنيع ! ؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل في الحال، تشتَّتَت أجساد حلفائه لقطع من دون أن يكون قادرا على فعل أي شيء، لكن وقت الأسف ليس الآن، فالإعصارين ليسا فقط يستمران في التقدم نحوه، لكنهما يزدادان قوة مع الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فكر باسل لقليل من الوقت، إن نزل للأرض الآن سينجو، لكنه سيعرض الكثير للخطر معه، مع أن اعتماده على سحر النار في الطيران يكلفه طاقته السحرية المهمة، لكنه يتجنب فقدانها كثيرا بسبب استخدامه للقليل من عنصر النار و تعزيزه بعنصر التعزيز الغير محدود مؤقتا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا خياره الوحيد هو الطيران للأعلى، زاد باسل من سرعة عاصفة النار الصغيرة فحلق للأعلى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الأقدم الكبير الذي لاحظ هذا الأمر، ابتسم و سخر "همف، لقد جنيت على نفسك فقط بظنك أنك قمت بالخيار الصحيح"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخطر شيء في سحر الاستدعاء، ليس أنه يمكنه استدعاء كمية من الوحوش لتساعده، و إنما قدرته على التحكم في سحرهم حتى، و كما لو أنه سحره الخاص</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقط بنيَّته، و حركة واحدة منه تشكلت في التقاء راحتي يديه مطلقتان صوت تصفيق، حتى كان الأقدم الكبير قادرا على التحكم في الإعصارين و جعلهما يندمجان و يشكلان معا إعصارا يبدو أصغر في الشكل و أنحف، لكن قوة دورانه كانت لا تصدق، حتى أنه بدأ يتكهرب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الأقدم الكبير فالتشر "حسنا، و الآن، لما لا نضيف بعض النكهات، هااا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ بتلك الكلمة الأخيرة فتكون حول الإعصار حاجز غير مرئي، هذا الحاجز كان يشبه الطريق الذي صنعاه وحشي الفتخاء سابقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل و تكلم بداخله "اللعين، لقد تدرب حتى على التحكم في قدرة وحشيه جيدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عرف باسل أنه إن أصيب بهذا الهجوم فسوف يتلقى أضرارا لا تحمد عقباها، لكن حتى و لو عرف هذا، فلا يعني أنه قادر على فعل شيء أمامه، حتى باسل في هذه المرحلة قد انتهت خياراته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اخترق و اقتل" صرخ الأقدم الكبير فانطلق الإعصار بسرعة جنونية، باسل الذي في السماء لم يكن باستطاعته مراوغة مثل هذا الهجوم السريع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>زززززززك</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تلاقى الإعصار بسيفي باسل الذي أخرجهما في آخر لحظة عندما وجد نفسه محاصرا، لكن حتى هذين السيفي الأثريين من الدرجة الثالثة بدأ يظهر عليهما عدم القدرة على التحمل. مع استمرار صوت الاحتكاك، استمر الإعصار في محاولة اختراق باسل الذي حلق لمئات الأمتار حتى الآن و لا زال يُدفع من قبل الإعصار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ باسل بجنون و رفع عنصر التعزيز لحده الأقصى، عنصر التعزيز الذي كان في المستوى السابع، أصبحت طاقته تفوق ذلك المستوى بكثير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن مع أنه رفع عنصر التعزيز لأقصى حد، فلا زال غير كاف، دمج عنصر النار، توهج السيفين الأثريين و انفجرت النيران مرة واحدة منهما، لقد كان باسل يدافع بهما على شكل X ارتفع كذلك عنصر النار لأقصى درجة، و بتعزيزه بعنصر التعزيز الذي كان طاقته كبيرة و غير محدودة، أصبح السيفين الأثريين نفسهما النار، وصل تحكم باسل في سيفيه الأثريين لدرجة مخيفة، هدأت النيران و بدت كما لو أنها اندمجت مع السيفين و ليست تخرج منهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مع هدوء النيران حتى أصبح السيفين الأثريين عبارة عن لهبين (من لهب) أصفرين مائلين للأحمر في شكل سيفين و التف حولهما خيط طاقة رفيع باللون الأزرق الفاتح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ باسل و استخدم كل طاقته الجسدية مع إبقاءه تركيزه على سيفيه، ثم لوح حتى وصلت يداه خلف ظهره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بششششش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تبدد الإعصار، في هذه اللحظة، كل شخص قد صدم، حلفاء كانوا أم أعداء، لكن الشخص الذي تلقى الصدمة الأكبر كان الأقدم الكبير فالتشر، لم يعلم أي أحد غيره عن مدى قوة الهجوم الذي نفذه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد كان ذلك في الأول هجوما من وحشي الفتخاء، لكنه بتحكمه في سحرهما و قدرتهما، كان قادرا على تعزيزه بسحره ذو المستوى التاسع، لقد كانت هجمة لا يمكن حتى لساحر من المستوى التاسع أن يصدها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن فتى مثل هذا كان قادرا على صده، ببساطة كان هذا غير معقول، و ما الذي يحدث بالضبط؟ ما تلك القدرة الجنونية على التحكم في السلاح الأثري؟ يقال أن الكمال في التحكم بالسلاح أو الدرع الأثري، تكون في دمج العنصر معهما، لكن هذا الفتى لم يقم فقط بدمج عنصر واحد مع سلاح أثري واحد، و إنما عنصرين مع سلاحين أثريين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دمج العنصرين معا وحده عمل صعب، و دمج عنصر واحد مع سلاح أثري أصعب، و دمج عنصرين مع سلاح أثري أكثر صعوبة، أما دمج عنصرين بسلاحين أثريين، فلا يمكن القول عنه سوى أنه شيء في متناهى الاستعصاء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دهش الأقدم الكبير فالتشر من هذا الأمر كثيرا، لكن الغريب في الأمر هو تفاجؤ باسل أيضا، فهو في مثل هذا الموقف الصعب و الشاق، كان قادرا على تطوير مهارته لهذا الحد، عندها لسبب ما تذكر كلام معلمه أثناء تدريبه بوادي الظلام العميق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(لديك ذكاء يجعلك عبقريا في المعارك)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(إنك حقا عبقري في المعارك)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد قال له معلمه هذا الكلام أكثر من مرة، لكن كونه عبقري في المعارك لا يقتصر فقط على استراتيجياته و خططه و كيفية تعامله و استجابته أثناء المعركة، بل أيضا التطور، سواء من ناحية العقل أو من ناحية القوة، و هذا كان سببا في جعله ينمي تحكمه في سيفيه الأثريين لهذه الدرجة من الكمال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تمكنه من التطور أثناء المعارك، فكر باسل في أن مثل هذه الموهبة التي يملكها، قد تكون أفضل شيء يملكه حتى لو كان يمتاز عن الآخرين بعنصر إضافي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد قليل من الوقت، استعاد الأقدم الكبير رشده، لقد اندهش كثيرا، لكنه فجأة صنع وجها يعبر عن اكتشافه لأمر ما أو ظهور فكرة ما في عقله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس و حملق في باسل ثم تكلم "أيها الفتى، ليس أنك لا تستخدم طاقتك الكاملة، لكن تلك هي حدودك، بمشاهدتك تستخدم أسلحة من الدرجة الثالثة فقط، قد أكدت شكوكي، لا أعرف بالضبط ما السبب في انخفاض طاقتك و هالتك و ضغطك و ضعف حضورك بالنسبة لشخص دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، لكن بما أنك ضعيف لهذه الدرجة، فلست بحاجة للتراجع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الأقدم الكبير فالتشر في الحقيقة يقمع نفسه و يحاول الإبقاء على طاقته السحرية قدر المستطاع، فمعركة بين ساحرين ترتكز غالبا على الطاقة السحرية، من يمتلك القدر الأكبر، غالبا ما يكون الفائز، لكنه الآن قد اكتشف أن طاقة باسل قليلة، لذا لن يتراجع بعد الآن و سوف يستخدم الطاقة الغاشمة لإبادة عدوه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضاقت عيني باسل، لقد اكتشف ذلك الوغد هذا الأمر، لو أن العدو لم يكتشف، كانت المعركة لتطول أكثر، لأن الأقدم الكبير سوف يدخر طاقته و يستعمل القليل فقط، و في المقابل سوف يستخدم باسل طاقته الكاملة، و بهذا ستكون المعركة متساوية لبعض من الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن العدو كانت حواسه حادة و اكتشف هذا الأمر بسرعة، لكن هناك شيء واحد لا زال لا يفارق ذهنه أبدا، ذلك الفتى عندما ظهر أمامه لم يظهر عليه أي علامات من الإرهاق، إذا لما طاقته منخفضة لهذه الدرجة؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهم الأقدم الكبير مهما حاول، فهو لن يتخيل أبدا أن هناك شخص بعنصرين بالقسم الأول من مستويات الربط، هذا الأمر غير موضوع في قائمة الاحتمالات حتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في سيفيه الأثريين، و ركز على عنصر النار، هذا الأخير لم يتبقى منه الكثير، و في الجهة الأخرى، لا يمكنه استخدام عنصر التعزيز لمدة أطول، ففي كل مرة تتوغل الطاقة الخارجية لجسده، يتسبب له هذا في إرهاق روحه و جسده أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"المستوى السادس من عنصر النار غير كاف، هاه ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل و عبس، عنصر النار الخاص به في المستوى السادس فقط على عكس عنصر التعزيز، فهذا الأخير لم يزدد عن طريق تنميته بالتدريب الشاق كعنصر النار، عنصر التعزيز كان ينمو عبر إكسير التقوية، هذا السبب الأصغر، أما السبب الأكبر، فهو ضعف الختم الموضوع عليه مع مرور الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>للدقة، ليس مع مرور الوقت، و لكن مع تقدم باسل في المستويات، كل ما ارتفع باسل بمستوى، أو حتى بقسم، فالختم الموضوع عليه لمنع انجذاب الطاقة الخارجية إليه يضعف، مما يتسبب في ازدياد الكمية التي تتوغل لجسده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وُضِع هذا الختم عليه بهذه الطريقة لأنه لا يمكنه تحمل موجة الطاقة الخارجية الضخمة و الغير محدودة للأبد، فبالختم، كانت تتوغل لجسده القليل من الطاقة الخارجية، و كلما فرغت، امتلأت مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الأمر كما لو أن الختم يمنح للطاقة الخارجية مكانا لتسكن به فقط، و بهذا نجى باسل، لكن، في كل مرة ترتفع فيها قوة باسل، في كل مرة تزداد طاقة عنصر النار الخاص به، كلما كبر سكن الطاقة الخارجية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، عنصر النار الخاص به في القسم النهائي من المستوى السادس، و بهذا كان سكن الطاقة الخارجية واسع لتحمل طاقة تفوق المستوى السابع، مما يعني أن الختم قد ضعف كثيرا بالفعل، و يبدو أن عنصر النار الخاص به كلما اقترب من المستوى السابع كلما ضعف الختم بشكل أكبر، حتى أنه بدأ يرى اقتراب انكسار الختم كليا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن عندما يحدث مثل هذا الأمر، فسوف يتعرض باسل لموجة من الطاقة الخارجية غير محدودة، و لوقت غير محدود من الوقت، و في ذلك الوقت، إن لم يكن قادرا أو مكتسبا القدرة على التحكم في الطاقة الخارجية، فسوف يهلك عبر انكسار بحر الروح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاا" صرخ الأقدم الكبير ثم توجه نحو باسل بالعربة بأقصى سرعة يملك، سرعة العربة على الطريق الغير المرئي مدعمة بسحر الرياح، كانت لا تصدق، و كان بإمكانها قطع الأميال في ثواني</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ وحشي الفتخاء ثم رفع الأقدم الكبير يده للأعلى و رفرف الوحشين تباعا له، ثم أنزل يده مع صراخه "ألف رمح"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحال تكون فوق باسل آلاف الرماح الضخمة التي وصل طولها للمترين، و كلها كانت عبارة عن رياح تتكهرب من شدة احتكاكها بنفسها، رمح واحد منها كاف ليجعل ساحر من المستوى السادس يرتعد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل، لكنه لم يتراجع، و عوض ذلك استخدم عنصر التعزيز بجنون، السيفان اللذان على شكل لهبين و يحيط بهما خيط طاقة رفيع، اهتزا و لمعا، و الخيط الرفيع الأزرق الفاتح أصبح أكثر وضوحا من قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أنزل الأقدم الكبير يده نحو الأسفل، فتوجهت الرماح كلها في نفس الوقت نحو باسل، كل من شاهد هذا المنظر بقي منتظرا موت باسل فقط، لكن ذلك الأخير حرك سيفيه المتوهجين و شرع في الهجوم هو الآخر كدفاع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ززن</em> <em>ززن</em> <em>ززن</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحركت يدي باسل بسرعة خارقة، طاقة عنصر التعزيز فاقت المستوى السابع بالفعل و وصل لمرحلة لا تصدق، أصبح باسل يتحرك حتى بدأ يظهر كما لو أن له العديد من الأذرع، آلاف الرماح توجهت إليه مرة واحدة، لكنه قام بصد رمحا تلو الآخر بسرعة غير معقولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مع ذلك، مع مرور الوقت كانت تظهر عليه علامات التعب، لكنه مع ذلك لا زال يستخدم عنصر التعزيز و يزيد من قدرة تحمله، لكن في المقابل كان بحر روحه يُرهق أكثر و أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>آلاف التلويحات من أجل إيقاف آلاف الرماح القادرة على قتل سحرة من المستوى السادس، هذا الأمر لا يمكن لشخص حتى من المستوى الثامن فعله، فبعد المئات و الألف و الألفين سيتعب و سيتعرض للإصابة للعديد من الرماح، لكن هذا في حالة عدم قيام هذا الساحر من المستوى الثامن بهجمة مضادة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مثل هذا الأمر كان ناجحا بالنسبة لباسل فقط لسببين، كونه يمتلك سحر التعزيز الغير محدود مؤقتا، و امتلاكه لسيفيه الأثريين، هذا السبب الأخير لا يمكنه التأثير بشكل كبير في مثل هذه الحالات، لكن في حالة كان الشخص يمكنه التحكم في السلاح الأثري لدرجة الكمال، فحتى هذا السلاح الأثري من الدرجة الثالثة سيكون كسلاح أثري من الدرجة الخامسة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقسمت الأسلحة الأثرية لسبع درجات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>- الدرجة الأولى، و التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى الرابع و الخامس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>- الدرجة الثانية، التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى السادس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>- الدرجة الثالثة، التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى السابع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>- الدرجة الرابع، هنا لا يمكن لشخص استخدام مثل هذا السلاح الأثري أبدا ما لم يكن قد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، و يستطيع استخدامه سحرة المستوى الثامن و التاسع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>- الدرجة الخامسة، التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى العاشر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>- الدرجة السادسة، التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى الحادي عشر و الثاني عشر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>- الدرجة السابعة و الأخيرة، و التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى الثالث عشر و الرابع عشر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سمع ذات مرة باسل من معلمه، أن الشخص لو وصل للكمال في التحكم بسلاح أثري من الدرجة السابعة سيكون قادرا على مواجهة سلاح خاص بـ'سيد روحي' لبعض الوقت، أي يمكنه أن يجابه سلاحا من نطاق 'الأرض الواسعة' لبعض الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن 'السيد الروحي' الذي يعتبر خبيرا من نطاق 'الأرض الواسعة'، سيكون هو الرابح في نهاية المطاف، فساحر من مستويات الربط لا يمكن مقارنته بساحر روحي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تزداد درجة تحكم الساحر في سلاحه الأثري كلما ارتفع في المستوى، فمثلا بالنسبة لسلاح من الدرجة الرابعة، سيكون لِساحر من المستوى الخامس الأفضلية في التحكم فيه من ساحر من المستوى الرابع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع أنهما باستطاعتهما استخدام نفس الدرجة، إلى أن الشخص الذي يكون بمستوى أكبر تكون له الأفضلية في درجة التحكم، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن من بالمستويات العليا يكونون دائما أفضل في التحكم، ارتفاعهم في المستوى فقط يزيد من قدرتهم على التحكم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فمثلا، هناك ساحر من المستوى الخامس، لكنه أضعف في التحكم من ساحر بالمستوى الرابع، مع أن ارتفاعه بالمستوى يمنحه أفضلية، لكن إن كان أقل موهبة من ساحر المستوى الرابع في التحكم أصلا، فحتى أفضليته (مستواه أعلى) لن تكون كافية ليتغلب على ساحر المستوى الرابع في التحكم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و من يصل للكمال بالتحكم في السلاح الأثري، يكون بإمكانه مواجهة أسلحة من درجة أكبر، كحال باسل الآن، سلاحه من الدرجة الثالثة، لكنه مع ذلك يمكنه مجابهة سلاح أثري من الدرجة الخامسة، بشرط ألاّ يكون تحكم صاحب السلاح الأثري من الدرجة الخامسة قد وصل للكمال أو اقترب منه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الآن يستخدم سلاحا أثريا من الدرجة الثالثة، هذا الأمر مستحيل بالنسبة له في الأحوال الطبيعية كساحر من المستوى السادس، لكن بامتلاكه عنصر التعزيز الذي فاق حتى المستوى السابع، كان بإمكانه استخدام عنصر التعزيز أولا على السيفين الأثريين و من تعزيز عنصر النار دائما ليكون قابلا لاستخدام سلاح أثري من الدرجة الثالثة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن معنى أنه يقوم بتعزيز عنصر النار، ليس أنه يجعله يرتفع في المستوى، فهو يعزز عنصر النار بعد أن يستخدمه، فلا يمكن لعنصر أن يتداخل مع الآخر بداخل بحر الروح أبدا، فإن حدث هذا، عندها سيكون هناك عدم استقرار قد يؤدي لانكسار بحر الروح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب بالفعل الأقدم الكبير مما فعله باسل، لكنه استل سيفه السحري و صرخ بينما يلوح به "قطع الهواء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بتلويحه بدا كما لو أنه يقطع الهواء حقا، لكن ما حدث بالضبط كان تجمع الرياح حول سيفه و انطلاقها على شكل موجة حادة ضخمة للغاية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى باسل عندما شاهد هذا الهجوم قد فوجئ قليلا، لكن مع ذلك، هو لديه سلاحين أثريين على عكس العدو، و سيفيه في هذه الأثناء يفوقان قوة سيف عدوه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقدم باسل و قطع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>زبام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قطع الموجة الضخمة و توجه نحو الأقدم الكبير الذي تحكم في وحشيه و اللذين بدورهما تبعا إرادته و ضربوا بأقدامهم في السماء فكونوا الطريق الغير مرئي، و بعدها قاموا بالضرب مرة تلو الأخرى، فصنعوا عدة طرق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تبعا لإرادتهم، تحركت الطرق و تشكلت ثم كونت رمحا غير مرئي، وصل طول الرمح للعشرة أمتار، كانت مقدمته أسطوانية، كان الطريق الغير مرئي كما لو أنه حاجز يتشكل طبقا لإرادة مستخدمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الرمح الغير مرئي في السماء من دون تحرك، ثم عندها ابتسم الأقدم الكبير و صرخ "إنها لحظات موتك أيها اللعين، ذق عذاب أقوى هجوم أملكه، حتى لو جلبت ساحر من المستوى العاشر فسوف يصبح نصف ميت بتلقيه مثل هذا الهجوم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الأقدم الكبير واثقا جدا، وضع سيفه السحري في مكعب التخزين و أخرج سيفا أثريا، هذا السيف الأثري كان شكله متعرجا و نقوشه كانت أكثير توهجا عندما شحذ الأقدم الكبير فالتشر طاقته به، أخذ وضعية أفقية لسيفه الأثري و شحذ طاقته لآخرها، و كذلك فعل وحشي الفتخاء، و في نفس الوقت، قام بتوجيه سيفه للأمام نحو مؤخرة الرمح الغير مرئي بقوة خارقة مع تكوين الوحشين لرياح توجهت نحو مؤخرة الرمح الغير مرئي كذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فانفجرت الرياح خلف الرمح الغير مرئي و انطلق بسرعة هائلة كما لو أنه عبارة عن رمح برقي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الذي شاهد اندفاع تلك الطاقة الغير معقولة نحوه لم يعرف كيف يتعامل بعد الآن، قد يكون الرمح غير مرئي، لكن لا زال بإمكان الساحر الشعور به، فهو مكون من الطاقة السحرية الخاصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في لحظة قطع مئات الأمتار و وصل لباسل الذي دافع بكل ما يملك من قوة، استخدم سيفيه الأثريين من الدرجة الثالثة بتحكم في مرحلة الكمال، و مع ذلك لا زال الأمر بلا فائدة، استخدم سحر التعزيز بجنون و مع ذلك كان هذا بلا فائدة، نفذت خياراته حقا هذه المرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قاوم السيفين تحت تحكم باسل بجنون و دفعا مع مالكهما لمئات، لا، آلاف الأمتار، حلق باسل في السماء بغير إرادته بينما يعاني، عضلاته تقترب من الانفجار و بدأ يسمع بعض الأصوات من تحطم عظامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بااااااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تناثرت الدماء في السماء، كان باسل قادرا على صد الرمح، لكنه لم يكن قادرا على منعه من تسببه له في جراح بالغة، عظام ذراعيه تحطمت، و قبل أن تتحطم العظام انفجرت العضلات، فخرج الدم كالشلال من دون توقف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحطمت أكثر من ست ضلوع، و تمزق لحمه، هذه الهجمة كانت مروعة للغاية، كلام الأقدم الكبير لم يكن من فراغ، فهذه الهجمة الآن جعلت باسل في الموقف الأضعف نهائيا من دون شك، استخدم الأقدم الكبير بالفعل الكثير من طاقته، التحكم بعنصر الاستدعاء في الوحوش التي استدعاها لكل هذا الوقت لوحده مرهق، لكن التحكم في سحرهم و قدرتهم، هو أمر شاق كثيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى هو لهث كثيرا بعد هذا الهجوم، فقط عنصر الرياح الخاص به الذي لا زال مرتفعا قليلا، لكن الإجهاد من انخفاض عنصره السحري بسبب استخدامه الجنوني له كان كبيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحب الجميع من المشهد أمامهم عندما تناثرت الدماء الخاصة بباسل في كل مكان، بالكاد يحافظ على وعيه، كل تلك الآلام و لا زال واعيا لأمر مذهل بالفعل، لكنه لم يعد باستطاعته الإبقاء على عاصفة النار الصغيرة لتحمله بالسماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فعندما كان يدفع للوراء لآلاف الأمتار كان تركيزه بالكامل على صد الرمح، لذا كان يحتاج لأي قطرة يملكها من السحر، جمع كل ما يملك من طاقة و استخدمها لمقاومة تلك الهجمة الخارقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح الكل أفواههم من الصدمة، ما هذه اللعنة التي نزلت عليهم؟ ما كان ذلك الهجوم قبل قليل؟ أذلك ممكن القيام به من طرف البشر؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الأقدم الكبير فالتشر كان من بين المصدومين أيضا، إن كانت هذه الهجمة ستجعل من ساحر بالمستوى العاشر نصف ميت، فمن المؤكد أنها ستقتل هذا الفتى، لكن هذا الأخير مع ذلك خرج من هذه الهجمة نصف ميت فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء سقط جسم باسل من السماء، كان وعيه مشتتا، بالكاد يستطيع فتح عينيه، لكنه لو نزل من هذا الارتفاع، فلا شك أنه سيتلقى أضرارا بالغة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووووووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر ضوء أزرق من بين الجميع بسرعة كبيرة جدا، كازيمارو الذي كان يتمتع بقتال الأقدم الكبير لاحظ هذا الشخص، أراد أن يفعل شيئا ما لكن أحجارا مدببة من جميع الجهات وصل عددها للعشرات استهدفته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شاهين حدق في الجهة التي أتت منها الأحجار فلاحظ عندها شخصا ما بدرع ذهبي بندبة على طول جبهته، تغيرت الابتسامة على وجهه لتصبح عبارة عن تعبير قلق، تكلم بعبوس "إمبراطور إمبراطورية الرياح العاتية 'غلاديوس'، لقد وصل ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أنمار كانت متوجهة للمنطقة التي سيسقط فيها باسل، كانت نظراتها مرتعبة للغاية، لم يكن بإمكانها سوى الشعور بالقلق على أن يموت باسل، لكنها في الحال نفت هذه الأفكار و وضعت تعبيرا حازما على وجهها، مع يديها المتحطمتين استمرت في الجري، و مع ذلك لاحظت أنها لن تصل في الوقت المناسب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر من جانبها ضوء أزرق مكهرب، وقفت متفاجئة في مكانها ثم تمتمت "الجنرال رعد ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت هوية الضوء الأزرق المكهرب الجنرال رعد، كان شكله هذه المرة راقيا كثيرا، كان سحر البرق يحيط بجسده و يتكهرب، مما عزز قدراته الجسمانية و جعله ينطلق كالبرق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بسرعة كبيرة جدا وصل في الوقت المناسب و أمسك بباسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق في باسل و تكلم "لسوء الحظ، يبدو أن حدسك هذا كان صائبا بعد كل شيء أيها الفتى القرمزي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بعدما حدق في صاحب ذلك الصوت "همف، لقد تأخرت أيها الرجل الأشقر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"مع أنني أتيت بكل ما أملك من سرعة؟" قالها الجنرال رعد و تنهد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "إن كانت هذه سرعتك القصوى، فأنصحك بالتدرب أكثر على تحسينها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق الجنرال رعد في باسل ثم غير الموضوع بقوله "إذا ما نحن بفاعلين؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل وصول باسل لساحة المعركة، في طريقه قام باستخدام خاتم التخاطر و تكلم مع الجنرال رعد مخبرا إياه كي يأتي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر تعبير غريب على باسل بينما يتكلم عبر خاتم التخاطر (الإمبراطوران قد وصلا ! ؟)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل، لقد وصله هذا الخبر قبل حوالي شهرين، سمع من الكبير أكاغي بقدومهما، لذا حاول إنهاء هذا الأمر قبل وصولهما، لكن مثل هذا العائق لم يكن متوقعا، و الاستقبال الذي كان ينوي إعداده للإمبراطورين بصفتهم في إمبراطورية الشعلة القرمزية قد ألغي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه عندها ابتسم، و تكلم مع الجنرال رعد (أيها الرجل الأشقر، اجلبهما معك، قلت أنهما قد جلبا معهما بعض المحاربين الأشداء، سيكونون ذوي عون، فلتأتي بسرعة)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالعودة للحاضر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد سؤال الجنرال رعد، حدق باسل الأقدم الكبير ثم عبس، فوجه الجنرال رعد نظره للاتجاه الذي وجهه إليه باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجار من الرياح جعل عشرات الكرات الحجرية تحلق في كل مكان، هرب الجنود منهم بكل ما يستطيعون، الكرة الحجرية الواحدة كانت كبيرة كفاية لتسحق خمسة جنود مرة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد كانت هذه الكرات الحجرية هي الهجمة التي استخدمها الإمبراطور غلاديوس سابقا ضد كازيمارو، هذا الأخير كان ينوي اللحاق بالجنرال رعد، لكنه في هذا الموقف السيء أسرع بالدفاع عن نفسه بكل ما يملك منتجا إعصارا جعل كل الكرات التي توجهت نحوه تحلق في كل مكان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر كازيمارو من بين الغبار و صرخ "أيها الوغد، ستموت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم شاهين "احذر، ذلك الوغد، لقد وصل للقسم النهائي من المستوى السابع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق كازيمارو به و قال "ها؟ هل تظن أنني لم ألاحظ؟ لقد لاحظت و مع ذلك سأسحقه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندفع كازيمارو بسرعة كبيرة متجها نحو الإمبراطور غلاديوس، لكن هذا الأخير لم يتحرك، و بدل ذلك ظهر من خلفه ظلين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووووش</em> <em>زززززن</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تلاقى سيفان بسيف، فنتجت موجة كبيرة جعلت الكثير من الجنود الضعفاء يطيرون بعيدا، حدق كازيمارو في مالكيْ السيفين اللذين قاما بإيقاف سيفه، فوجد شخصين بدرع فضي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"جنرالان؟" تفاجأ كازيمارو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ الجميع كذلك، في جهة باسل، هذا الأخير تحدث "إذا المحاربين الأقوياء قد عنيت بهم الجنرالات، هذا جيد، و الآن اسمع قبل أن يتحرك ذلك الوغد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمع الجنرال رعد لم قاله باسل ثم أطلق صوتا غريبا "هاا؟ حسنا إنهم يملكون معهم ساحر علاج، لكن هذا..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إذن أسرع" قالها باسل مع نظرة جدية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أغمض الجنرال رعد عينيه ثم فعل تنهد، قال "لا تلومني إن لم يسر الأمر على خير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلق الجنرال رعد بكل سرعته في اتجاه واحد بعد أن بدى كما لو أنه قد قرر وجهته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في لحظة وصل لوجهته، وقف الجنرال رعد أمام شي يو و تكلم "هل انتهيتِ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابت شي يو "لقد أنقذت حياتهم على الأقل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "حسنا هذا يكفي، فلتتبعيني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تركت شي يو القادة الثلاث الذين كانت تعالجهم في رعاية تورتش و البقية كما فعلت مع الفتاتين الصغيرتين و لحقت بالجنرال رعد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الأقدم الكبير يقف في السماء بينما يلهث، و عندما رتب دورته التنفسية حدق في الساحة محللا الوضع، شاهد باسل المنقول من طرف الجنرال رعد فعبس و بدأ يشحذ طاقته السحرية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووش</em> <em>ووش</em> <em>ووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلقت عشرات الشفرات المكونة من الرياح مستهدفة الجنرال رعد، فظهر الكبير أكاغي و الجنرال منصف، و أيضا شفرة الجليد كين نبيل، يين يينغ، مارون زونغ، و كورو هيسي، هؤلاء الأربعة كانوا يأخذون استراحة، لكنهم قد أتوا مع الجنرال رعد الذي التقى بهم في طريقه إلى هنا. استخدموا أنفسهم كدرع من أجل حماية الجنرال رعد الذي يحمل باسل، عبس الأقدم الكبير و أراد أن يتبع الجنرال رعد، لكنه فوجئ بنفسه يقف في وسط بركان بينما نصف جسده قد غرق بالفعل، فزع للحظات ثم عرف أنه وهم، لذا ركز و هرب منه، و بمجرد ما أن فعل حتى هوجم بهجمات مختلفة من جميع الاتجاهات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهرت أنمار بجانب الجنرال رعد و حدقت في باسل قليلا بنظرة متألمة ثم تكلمت "باسل، ما الذي تنوي فعله؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل مرة أخرى في إصابتها و عبس، ضاقت عينيه، لقد أقسم على قتل ذلك الوغد، لكنه لم يملك القوى الكافية لذلك، نظر لحالة ذراعيه ثم قال "لا شيء، سآخذ مغامرة خطيرة قليلا فقط" ابتسم ثم ترك أنمار تفكر بالأمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد الجري لمدة، وصل الجنرال رعد لوجهته فتوقف أخيرا، تكلم مع الشخص الذي أمامه "أيها الإمبراطور شيرو، أين ساحر العلاج الخاص بكم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق الإمبراطور شيرو بالجنرال رعد، ثم في الشخص الذي يحمله، فإذا به يجد فتى لم يصل للخامسة عشر بعد و في مثل هذه الحالة المزرية، ما الذي يمكن أن يحدث حتى يكون فتى في مثل عمره بهذه الإصابات المروعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال رعد "أسرع من فضلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استيقظ الإمبراطور شيرو من أحلامه ثم قال "آه، إنه أفضل ساحر علاج في إمبراطوريتي، إنه ساحر بالمستوى السادس بالقسم الأخير، هيل، أسرع إلى هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "إذا هذا جيد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أتى هذا الشخص هيل، فجعل أنمار و باسل متجمدين في الصدمة، ساحر علاج في المستوى السادس، و يتصرف بتوتر فائق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أ-أنا هنا يا سيدي" تكلم هيل مخاطبا الإمبراطور شيرو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يقدر باسل و أنمار أن يتحكما في أنفسهما حتى خرجت الضحكة بالرغم عنهما، نظرا لـشي يو ثم لـهيل، هذا الأخير يبدو كما لو أنه النسخة الذكرية من شي يو، هذا الأمر كان مضحكا حقا في وسط هذه الأزمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهم الجنرال رعد و الآخرون ما يحدث، تحدث باسل "أعتذر أعتذر، أيها الرجل الأشقر، فلتنزلني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل بعدما استلقى على الأرض "أنمار، فلتخرجي قنينتي من إكسير العلاج و اشربيني إياهما، و اعطي قنينة من إكسير التعزيز لـهيل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبست أنمار ثم فهمت ما يحاول باسل فعله "ليس كما لو أنك لا تعلم ما الذي سيحدث لك بعد هذا ! لما ستخاطر هكذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد باسل و قال "هل تحتاجين لطرح هذا السؤال؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت أنمار به و قامت بما أخبرها به، شاهد الإمبراطور شيرو هذه القنينات فأحس بتلك الطاقة المركزة بغرابة بتلك المحاليل، اقترب من هيل و شاهد ذلك المحلول بكل اهتمام، عندها شاهد أنمار تقوم برفع رأس باسل قليلا كما لو أنها تحاول أن تجعله يشرب تلك المحاليل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "هيل، اشرب ذلك المحلول"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب هيل و الإمبراطور شيرو، حاول هذا الأخير طرح سؤال ما، لكن الجنرال رعد تدخل "أسرعوا من فضلكم، نحن لا نملك الوقت الكافي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق هيل بالقنينة، و بكل توتر قام بشربها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت طاقته و هالته، حدق الإمبراطور شيرو بـهيل بتعجب كبير، ثم قال جملة خرجت من فمه بكل صعوبة "لقد اخترق المستوى السابع !!! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكد يصدق الإمبراطور شيرو ما حدث، أما هيل، فبقي يحدق بيديه و شعر بنشوة لا تصدق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الإمبراطور شيرو "ما..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه بعد أن حاول الاستفسار تكلم باسل "عندما أشرب هذين المحلولين، ستقوم أنت و شي يو بعلاجي بكل ما تملكون من قوة، سأريد منكم التركيز على علاجي كما لو أن حياتكم على المحك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب هيل، لقد وصل للقسم النهائي من المستوى السابع، حتى الإمبراطور شيرو تجمد في مكانه و كاد لا يصدق أن ذلك الشخص هو هيل الذي يعرفه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "أيها الرجل الأشقر، فلتأخذ هذه و أعطها للإمبراطور غلاديوس" التف بعد أن أعطى الجنرال رعد المطرقة الضخمة التي قد سبق و استخدمها الأمير الثاني، ثم قال "حسنا" أماء رأسه لأنمار التي همت لتشربه الإكسيرين، لكن بسبب ذراعيها المكسورتين، قام الجنرال رعد بأخذ هذا الدور عنها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، تكلم الجنرال رعد قبل أن يشرب باسل الإكسيرين و بعد أن حدق في المطرقة التي حملها "ما الذي ستفعله؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "لا شيء قد يسمى بالكبير، أنا فقط لا أخطط التعرض للضرب من دون الرد، فهذا ليس من شيمي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>شرب</em> <em>شرب</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آآآآه" صرخ فجأة باسل متألما بشدة كبيرة بينما أنمار تحدق به بنظرات القلق، ليش هناك شخص عاقل يعرف ماهية الإكسيرات و سيشرب إكسيرا علاج بنفس الوقت، فبحر الروح نفسه سيبدأ بالتمزق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ باسل من دون توقف، تجمد الجميع فصرخت أنمار "أسرعا أنتما الاثنين و ابدآ في معالجته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بتصرفاتهما المتوترة اقترب الاثنان من باسل و شحذا طاقتهما السحرية لأوجها ثم أطلقاها نحو باسل بادئين في علاجه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت عظامه تلتصق ببعضها مما سبب آلاما لا توصف، فقط آلام بحر روحه كافية لتجعله يطلب الموت، مع أنه يصرخ إلى أنه بقي صبورا، التأمت عظامه و جراحه بسرعة ملحوظة بينما يهتز جسده بالكامل من الآلام، كما لو أنه سينفجر من الداخل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الجنرال رعد و الإمبراطور شيرو في هذا المنظر المروع، من منظر باسل الذي كان يبدو بخير حتى بتلك الإصابات البالغة سابقا لكنه الآن يصرخ بجنون، كان بإمكانهما الجزم بشدة الألم الذي يشعر به الآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام هيل و شي يو بشد عزيمتهما و ركزا أكثر على العلاج على الرغم من أنهما عندما بدآ بمعالجته قد ازدادت معاناته فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم بعدها أسرع الجنرال رعد و اتجه نحو الإمبراطور غلاديوس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في تلك الأثناء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استهدف ظل ما مجموعة تورتش، هذا الأخير أسرع في إطلاق هجوم نار مستهدفا الظل و أمر الجميع بالتراجع، تكلم تورتش "يبدو أنك قد أنقذت مؤخرتك أيها الوغد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همف" استهجن شاهين و تكلم "ستكون مؤخرتك التي ستركل هذه المرة، و بشدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم تورتش "سنرى بشأن هذا، فمما أرى، يبدو أن آثار قمع السحر الخاص بأصفاد السحر لا زال مؤثرا بمؤخرتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس شاهين و قال "إنني أفضل حالا من مؤخرتك المرهقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندلع قتال بينهما أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في جهة الإمبراطور غلاديوس، تحدث أحد جنراليه "سيدي، هذا الوغد في قمة المستوى السابع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الإمبراطور غلاديوس و حدق في سيف كازيمارو، تكلم بداخله "مع ذلك، تبدو قوته أكبر مما يملك، ما الذي يحدث؟ أظن أن السبب هو ذلك السيف الغريب الذي يملكه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر الجنرال رعد بسرعة بجانب الإمبراطور غلاديوس الذي استل هراوته مستعدا، لكنه توقف بعد أن عرف أن الجنرال رعد من أتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال رعد "خذ لك هذه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رمى له المطرقة الضخمة، فاستغرب الإمبراطور غلاديوس كثيرا، حدق بالمطرقة مطولا، هذه المطرقة كانت خاصة بساحر من المستوى السادس فقط، لكن هناك شيء ما غريب بها، أثارت اهتمامه تلك النقوش و مرر يديه عليها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال رعد "استخدمها و ستعرف لما أعطيتها لك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ الإمبراطور غلاديوس طاقته السحرية فتفاجأ بطاقته تتضخم لأضعاف، توهجت النقوش بشدة حتى أنها جعلته يصدم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في جهة الكبير أكاغي و الآخرين، كانوا يمرون بوقت عصيب، تكلم الأقدم الكبير من السماء "حثالة مثلكم يجتمعون علي، إن أضفت الحثالة على الحثالة، فستبقى مجرد حثالة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ طاقته السحرية و لوح بسيفه عشرات المرات مرة واحدة صانعا عدة أعاصير قاطعة استهدفت مجموعة الكبير أكاغي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في هذه الأثناء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت تظهر علامات تحسن على جسد باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر العلاج لمدة أطول، و مع مرور الوقت، العظام التي كانت متحطمة تماما التأمت من جديد كما لو أنها لم تصب أصلا، رجع لحمه لما كان عليه من دون أن يخلف العلاج وراءه أي أثر للجراح العميقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، مع أن جسده قد شوفي تماما إلى أنه لا يزال يتقطع متألما بسبب عدم استقرار بحر روحه، من تجرأ و شرب إكسيري علاج مرة واحدة، غالبا ما سيتعرض لآثار جانبية تتمثل في عدم استقرار بحر روحه لمدة طويلة قد تصل لشهور، و يصطحب عدم الاستقرار هذا معه آلاما فظيعة تجعل الشخص يطلب الموت على تحملها، و بالطبع بما أن بحر الروح يكون غير مستقر، فكذلك تكون حالة سحره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا شرب باسل لإكسيري علاج مرة واحدة كان شيئا في غاية الجنون</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اتخذ باسل وضعة القرفصاء و جلس ثم دخل في حالة الصفاء الذهني و الروحي، يجب عليه تهدئة بحر روحه إن أراد أن يقاتل كيف يشاء، غير هذا، لن يكون بإمكانه حتى استخدام السحر بشكل لائق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الإمبراطور شيرو و البقية في هذا الفتى بغرابة، أما أنمار فجلست بجانب باسل بينما تحدق بوجهه من دون أن ترمش للحظة، كانت تراقب أبسط التعبيرات التي تظهر عليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما باسل، فانتقل بوعيه لداخل بحر الروح، هذا الأخير الذي كان دائما هادئا، لم يكن كذالك هذه المرة، عنصري السحر كانا مضربان كثيرا، الأربعة عشر كرة من كل عنصر بدأت تفقد شكلها، كما لو أنها تتشكل في شكل سحابة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه السحابة التي كانت تتشكل تكهربت و انتقل هذا التكهرب نحو نقاط الأصل بالجسم الأبيض الذي يتخذ شكل باسل، المسار الذي يربط نقط الأصل ببعضها كان يتقطع و يتصل مرة تلو الأخرى، مما يوضح عدم استقراره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا، الفضاء الأزرق اللانهائي ظهرت عليه تشققات من كل مكان، و اهتز بشدة كبيرة، كما لو أن هناك عدة زلازل تحدث مرة واحدة، بدا كما لو أنه غاضب، غاضب من عدم الاعتناء به و جعله يمر بمثل هذه المعاناة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس باسل فقط و حدق في الجسم الأبيض الذي يتخذ شكل جسمه، أولا، عليه إصلاح المسار المتضرر، ثانيا، عليه تهدئة الكرات الأربعة عشر من كل جهة، أي تهدئة العنصرين، ثالثا، عليه استخدام العنصرين في إصلاح تشققات بحر الروح و تصفيته من الطاقة الشائبة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ما جعل بحر الروح يتزلزل هكذا كانت الطاقة التي غمرته فجأة، هذا الطاقة هي الخاصة بالإكسيرين، فحتى لو كانت الإكسيرات تصنع من مسحوق الأصل المصنوع من أحجار الأصل و التي لها طاقة تشبه الخاصة ببحر الروح، فهذا يسمح للساحر أن يزود بحر روحه بطاقة محدودة من الإكسيرات، إن فات الحدود، فحتى لو كانت طاقة الإكسيرات تشبه طاقة بحر الروح، فهذا الأخير سيبدأ برفضها، لأنها في النهاية تبقى تشبه طاقته فقط و ليست نفسها، مما يُوجِد حدودا لما يمكن للساحر أخذه من الإكسيرات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركز باسل على الجسم الأبيض، هذا الأخير كان في الحقيقة جسم باسل، هذا الأخير يجد كل ما يتعلق به في بحر الروح عندما يدخل إليه بوعيه، و بالطبع جسده أيضا يكون هناك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا يكون بإمكانه التحكم في الجسم الأبيض بالتركيز عليه فقط، و عندما فعل هذا هذه المرة، ضاقت عينيه بشدة، و بدأ يصلح المسار المتضرر، إنه الآن يقوم بعملية تطابق المرحلة الثالثة من حالة الصفاء الذهني و الروحي، مرحلة 'العقل و نقط الأصل'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه المرحلة يقوم المتدرب بإيصال نقط الأصل أولا بعقله، ثم يقوم بإيصال نقط الأصل ببعضها. هذه المرة لن يوصل نقط الأصل ببعضها، لكنه سيصلح المسار الذي يربطها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و القيام بهذا أصعب بكثير من إيصال نقط الأصل ببعضها، فسيكون عليه إزالة الطاقة الشائبة من المسار و إزالة الاضرابات ثم إصلاح التشققات لإيصال نقط الأصل ببعضها البعض بشكل جيد كما كانت في الأول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركز باسل على المسار و بدأ في التنقية، هذا الأمر كان صعبا، فطاقة الإكسيرات الزائدة قد تحولت لطاقة شائبة و مرت بالمسار، لذا الآن قد شرع في تنقيتها، خطأ بسيط و يجعل هذه الطاقة الشائبة تهيج مما قد يسبب في تدمير المسار نهائيا، لذا كان عليه التركيز بشكل كلي و القيام بالعملية بحذر شديد، و كل هذا يجب عليه القيام به أثناء معاناته من الآلام التي يسببها بحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مدة قصيرة بدأ المسار يخلو من التكهرب، لكن هذا الأمر لم يكن سهلا حقا، أحس باسل كما لو أنه يواجه خطر الموت في كل مرة يحاول بها إصلاح و إزالة الشوائب، خطأ واحد و يدمر المسار تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه مع ذلك، في حالته المزرية، استطاع النجاح بهذا، و الآن وصل لمرحلة إزالة الاضطرابات، بعد إزالة الطاقة الشائبة، تبقى الاضرابات التي سببتها، و الآن كل ما عليه فعله هو جعل الطاقة النقية تجد طريقها عبر إزالة الاضطراب من المسار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الطاقة النقية تتداخل مع بعضها و تضرب بجوانب المسار من دون الاتجاه في مسار محدد، لذا الآن بدأ باسل في التحكم بطاقته السحرية من أجل جعلها موحدة لتتخذ كلها طريقا و مسار واحدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التضارب بدأ يقل مع الوقت، هذا الأمر يثبت قدرة الشخص في التحكم بطاقته السحرية، لو أنه قد امتلك تحكما سيئا في الطاقة السحرية، انسى أمر الطاقة النقية، لأنه لن يتجاوز حتى مرحلة إزالة الطاقة الشائبة و سيرتكب خطأ فادحا مدمرا بذلك مسار نقط الأصل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحكم باسل في السحر كان جيدا للغاية، فشخص مثله قد وصل للكمال في التحكم بالأسلحة الأثرية، شيء مثل التحكم في طاقته السحرية كان أمرا في غاية السهولة بالنسبة له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن وصل لمرحلة إصلاح التشققات، أزال الطاقة الشائبة، و جعل الطاقة النقية تتخذ مسارا موحدا، مما يُبقِي له عملا واحدا، إصلاح تشققات المسار من أجل تحصينه، فتعرضه لطاقة شائبة من كلا العنصرين و لطاقة نقية مضطربة قد جعله يتضرر كثيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه المرحلة لم تكن بتلك الصعوبة، لأن كل ما كان على باسل فعله هو تمديد المسار بالطاقة النقية قصد الإصلاح، لكن جودة الإصلاح تعتمد على المتدرب، فهنا يلعب التحكم الدور الرئيسي أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا، انتهى باسل من جعل نقط الأصل تتصل جيدا كما كانت قبلا، و الآن، مع احتفاظه بتركيزه على تحصين المسار، يجب عليه تهدئة العنصرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لحسن الحظ، باسل قد مر من مثل هذه المرحلة سابقا، عندما توغلت الطاقة الخارجية لجسده، كانت عبارة عن سحابة من الطاقة الهائجة قبل أن يوصلها بنقط الأصل، ساحر آخر لن يمر بها إلا عند اكتسابه عنصر الثاني، لذا فقد كانت له أفضلية هنا نوعا ما، حتى أن تجربته مع تلك السحابة في الحقيقة هي أصعب من التجربة التي سيخوضها الساحر أثناء اكتسابه العنصر الثاني، لأن الساحر الطبيعي يكون قد اكتسب التحكم في الطاقة الخارجية و امتص هذه الأخيرة بنفسه، أما باسل، فكان عليه التعامل معها من دون اكتساب القدرة على التحكم بها لأنها قد دخلت لجسده وصولا لبحر روحه من دون إرادته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بسرعة قام باسل بتهدئة عنصر النار بما أنه العنصر الأساسي، و في الحال انتقل لعنصر التعزيز، عند إنهاءه هذه المرحلة، انتقل للمرحلة الأخيرة و التي قد سبق و مر بها أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فعند توغل سحابة الطاقة الخارجية سابقا لجسده عنوة، تسبب هذا له في جعل بحر الروح يتصدع و يهتز، مع أنه لم يكن بمثل هذه الشدة كالآن، لكن يبقى أمر مروره بها و تجربته إياها مع أنها كانت بشدة أقل أمرا جيدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شدة تصدع بحر الروح كبيرة عن المرة السابقة، لكن في المقابل، قوة باسل كبيرة بكثير عما كانت عليه عندها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الآن، تحكم في عنصريه الاثنين و وجه طاقته السحرية نحو التشققات التي ظهرت في بحر الروح، أصلحها كلها واحدة تلو الأخرى، هذا الأمر قد استنزف منه طاقة سحرية وفيرة، لكنه لا يملك خيارا آخر، أصلح جميع التشققات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، تزلزل بحر الروح لم يتوقف حتى الآن، آلامه لم تتوقف حتى الآن، فكر باسل بهذا لمدة طويلة بتركيز كبير. في الخارج، كانت أنمار تحمل نظرات قلق على تعبيرات باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان من الظاهر أن باسل يعاني كثيرا، لم يسع أنمار سوى أن تشعر بالقلق أكثر و أكثر كلما مر الوقت، أثناء انتظاره، تغيرت تعبيراته من الجيد للأسوء، ثم من الأسوء للجيد، تقلبت طاقته السحرية بجنون، لكن كل ما كان بإمكانها فعله هو إمساك يده بإحكام عبر لف يديها المكسورتين حولها و الدعوة له بالأفضل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الإمبراطور شيرو طويلا في باسل، و الآن ما يفكر به ليس معاناة و حالة باسل السيئة، و إنما طاقة هذا الفتى الصغير المرعبة، مثل هذا الوحش موجود حقا، لقد شاهد قوة الأقدم الكبير، و بالطبع عرف أنها تفوق المستوى السابع بكثير، فحتى كل أولئك الأشخاص الأقوياء من المستوى الخامس و السادس و السابع لا يزالون غير قادرين على مواجهته أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع قوة باسل الكبيرة في مثل هذا العمر، و قوة الأقدم الكبير المخيفة، فهم أخيرا أن المستوى السابع الذي كان يعتقد أنه أعلى مستوى في الوجود، هو في الحقيقة مجرد مستوى وسط مستويات أعلى و أقل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد مرت مدة طويلة حتى الآن، و حالة باسل لم تتغير طوال هذه المدة، طاقته و هالته توقفت عن التغير و ثبتت، تعبيراته لا زالت سيئة، لا زال يتألم بشكل كبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعدها بقليل، اختفت تعبيرات الألم تماما و أصبحت طاقة باسل هادئة بشكل مخيف، ظهرت تعبيرات الفرح على وجه أنمار و تلهفت لرؤية باسل يفتح عينيه، و الآن، إنها تنتظره بفارغ الصبر، و مع ذلك، لا زال باسل لم يخرج</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>داخل بحر الروح، ابتسم باسل و قال "يبدو أن المعلم قد أخفى عني مثل هذا الأمر المهم، لا، أظن أن حتى المعلم نفسه لم يتوقع أن مثل هذا الأمر سيحدث لي، لهذا لم يخبرني، حتى لو أخبرني لم أكن سأفهم على أي حال، من كان يعلم أن لبحر الروح في الحقيقة إرادة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لكن..." استغرب باسل، حدق في الجسم الأبيض، و رأى أن هناك قطعة أرضية صغيرة قد ظهرت تحت قدميه، قطعة أرضية مكونة من التراب فقط، كانت صغيرة لدرجة أنها كانت كافية فقط للقدمين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لما ظهرت مثل هذه القطعة الأرضية في بحر روحي؟" تساءل باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهم باسل كيف لقطعة أرضية أن تظهر في بحر روحه، ما يعرفه أن بحر الروح خاص بالطاقة فقط لا غير. ركز على الجسم الأبيض ثم تحسس هذه القطعة الأرضية عبره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و إذا به يحس بطاقة نقية جدا تأتي من تلك القطعة الأرضية، نقية لدرجة تجعل فيها الطاقة السحرية النقية تظهر كطاقة شائبة مقارنة بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول التحكم بهذه الطاقة و جعلها تحت سيطرته، لكنها قاومته و صدت نيته مما جعل وعيه يتشتت و يفتح عينيه ليجد أنمارا تحدق به عن قرب شديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق في عينيها الزرقاوين ثم خفق قلبه قليلا، وجه أنمار كان قريبا، لدرجة أن نفسها كان يسمع بأذنيه، حتى أن شفتيها كادت تتلاقى بشفتيه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قفزت أنمار من الفرحة و انقضت على باسل معانقة إياه، غمرته رائحتها العطرة، و بما أن يديها مكسرتان لم يكن بإمكانها إيقاف نفسها حتى لمس صدرها صدره مما جعله يخجل من هذا الوضع و يخفق قلبه أكثر، لقد كان دائما يأخذ مسافة عنها لعدة أسباب، و أحدها كان تشبثها به كلما رأته، بسبب أنه قد وقع في حبها سابقا عندما صغيرا، هذا الأمر كان صعبا قليلا عليه ليتحمله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف بعدما أزاح عنه أنمار ثم تكلم "شي يو، هيل، شكرا لكما، لقد كنتما ذوا نفع حقا" التف ناحية الإمبراطور شيرو و حدق به مطولا، في البداية باسل كان يهدف لجعل هذا العالم كله قوة واحدة، و من أجل هذا خطط لكسب سلطة كافية في إمبراطورية النضير الوهاج، و عندما ينجح في ذلك، سوف يقوم بجعل الإمبراطوريتين الأخريين تخضعان له، فكر باسل لوقت طويل و كان هذا هو الخيار الوحيد الذي كان يمكنه تحقيق 'اتحاد العالم' كله بشكل أسرع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، بشكل غير متوقع، ظهر عدو من حيث لا يدري، في هذا الوقت، بدأ باسل بالفعل يفكر في خطة بديلة، قد لا يكون من الضروري قتال الإمبراطوريتين من أجل كسب ولائهما، أو على الأقل كسب مساعدتهما الكاملة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووم</em> <em>بووم</em> <em>بووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت عدة أعاصير مرة واحدة جاعلة الكبير أكاغي و من كان يقاتل معه ضد الأقدم الكبير يحلقون لمئات الأمتار بينما الدماء تسيل منهم بغزارة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل عندما شاهد هذا المنظر ثم أسرع و تحدث "أنمار، اشربي إكسير العلاج بسرعة، شي يو، هيل، قوما بعلاج أنمار، أنت يا شي يو متعبة بالفعل، لذا إن كنت لا تقدرين فاتركي الأمر لـهيل ليتعامل معه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك الاثنان في الحال، بالرغم من أن شي يو متعبة جدا، حتى أن مفعول إكسير التعزيز الذي شربته قد انتهى، فلا زالت تريد القيام بأمر مفيد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت أنمار بنبرة مشوشة "ما الذي تنوي فعله؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف باسل و حدق بها مطولا، أجاب بعد أن حدق في الأقدم الكبير و عبس "لقد أخذت قبل قليل مخاطرة صعبة و نجوت، لكن كما تعلمين هذا هو ما عشت عليه منذ نعومة أظافري، و المغامرة كانت أفضل شيء بالنسبة لي في حياتي اليومية المملة" أخرج باسل قنينة إكسير تعزيز مما جعل أنمار تشحب و تتكلم بسرعة "لا تقل لي... لا تفعل، لقد منعك المعلم من القيام بهذا، إن قمت بهذا فسوف..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقفت أنمار بعد أن شاهدت ابتسامة باسل، هذا الأخير تكلم "ليس كما لو أننا نملك خيارا آخر على أي حال، و أيضا المعلم لم يمنعني من استخدامه، و إنما أخبرني بالحرص على عدم استخدامه قدر المستطاع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لكن..." قالتها أنمار و تحسرت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن بإمكانها إيقاف باسل من القيام بهذا الأمر، فبعد كل شيء، حتى عندما لاحقته طوال حياتها، لم يكن بإمكانها و لو لمرة واحدة إيقافه عن أخذ مغامرة يريدها، أو عن ملاحقة شيء ما كسب اهتمامه، لم يكن باستطاعتها يوما منع فضوله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مع تحريك باسل لذراعه اليمنى التي تحمل إكسير التعزيز، خفق قلب أنمار بشدة، مرت هذه اللحظات عليها ببطء شديد، حتى وصلت القنينة لفم باسل و شربها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت هالة باسل، و ارتفعت طاقته السحرية الخاصة بعنصر النار بجنون، و في الحال ارتقى عنصر النار من القسم النهائي من المستوى السادس للقسم النهائي من المستوى السابع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بمجرد حدوث هذا الأمر، حتى أحس باسل بذلك الأمر، بارتفاع عنصر النار و الذي هو العنصر الأساسي في المستوى، ضعُف الختم مما كان عليه، و هذه المرة ضعف كثيرا لدرجة أنه كاد أن يتكسر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم فورا، صرخ باسل بشدة و بغرابة سعل الدم و عضلاته التي شفيت قبلا قد نزفت، لكن هذه المرة لم يقتصر نزيفه على ذراعيه فقط، و إنما نزف من كل مكان، و أثناء تعذُبِه هذا، ارتفعت طاقة عنصر التعزيز بجنون</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتفعت هذه الطاقة حتى جعلت كل من يوجد في الساحة يلتف و يرى من أين تأتي كل هذه الطاقة المرعبة التي ضغطت عليهم و جعلتهم يتوقفون عن أيٍّ كانوا يقومون به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سواء أعداء أم حلفاء كانوا، لم يسعهم سوى مشاهدة هذا المنظر المرعب من بعيد و التحسر في أماكنهم، لم يفهم أي أحد ما الذي يحدث بالضبط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كيف يمكن لطاقته هذه أن ترتفع هكذا؟ حتى لو شرب شخص ما إكسير التعزيز لن يكون قادرا على اكتساب مثل هذه الطاقة المخيفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الأقدم الكبير في باسل بعدما أزاح عن طريقه الكبير أكاغي و معاونيه الذين لم يعودوا يقتصرون فقط على الجنرال منصف و كين نبيل و البقية، و إنما حتى الجنود الموجودين الذين تغلبوا على خوفهم و ساعدوا قادتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها شاهد الأقدم الكبير فالتشر قوة باسل ترتفع من دون توقف، تكلم من دون أن يشعر "القسم الأولي، و لا زالت ترتفع" تغيرت نظرته كثيرا و ارتعب مما يحدث "القسم النهائي من المستوى التاسع؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صُدِم تماما، قبل مدة فقط كان ذلك الشقي على وشك الموت، مع أنه شرب إكسير العلاج و تم علاجه من قبل السحرة، إلا أن أمر تماثله للشفاء بالكامل كان كافيا ليجعل الأقدم الكبير يعض على شفتيه، لكن ارتفاع طاقته السحرية لهذا المدى أمر غير قابل للتصديق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن في هذه الأثناء التي كان الكل حينها مصدوما من قوة باسل، هذا الأخير كان يعاني بشدة، فبعد أن ضعُف الختم بسبب ارتفاع عنصر النار في المستوى، تسبب له هذا في توغل قدر أكبر من الطاقة الخارجية بشكل مفاجئ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في يوم من الأيام، واجه باسل الأسد الأحمر ذو الرأسين و الذي يعتبر وحشا سحريا من المستوى الثالث بينما كان هو حينها في المستوى الثاني، عندها كان عنصريه الاثنين في نفس المستوى، لكنه اضطر خلال قتاله أن يشرب إكسير التعزيز، و عندما فعل، تسبب له هذا في تعرض جسمه لصدمة كبيرة من الطاقة الخارجية و التي لا زال جسده لم يتطور ليكون قادرا على تحملها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها تدخل المعلم و أنقده، ثم أخبره بتجنب استخدام إكسير التعزيز قدر المستطاع و شرح له السبب. درب المعلم جسد باسل من أجل تحمل موجة الطاقة الخارجية الأولى عندما سيكتسب باسل سحره، و عندها سيتطور جسده مع تقدمه في المستويات، مما سيتيح له القدرة على تحمل موجات الطاقة الخارجية التي ستتضخم مع ارتفاع المستويات كذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه عندما شرب إكسير التعزيز، جعل عنصر النار يرتفع في لحظة و تسبب في إضعاف الختم أكثر و توغل الطاقة الخارجية بشكل مفاجئ عبر جسده الذي لم يتطور بعد ليتحمل كل تلك الطاقة، و هذا كان كافيا ليجعل باسل طريح الفراش لأيام ليُشفى، و لم يستخدم سحر التعزيز حتى درب جسده ليتحمل موجة الطاقة الخارجية التي ستتوغل لجسده عندما يفرغ عنصر التعزيز من الطاقة باستخدامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، بما أنه قد عالج جسده قبل قليل فقط، فلا يمكن لجسده استقبال المزيد من الطاقة الخاصة بسحرة آخرين و لن يكون بإمكانه شرب إكسير العلاج أيضا، مما يعني أنه سيضطر لترك جسده يتعالج من تلقاء نفسه و تحمل كل تلك الآلام لأيام قبل أن يكون مستعدا للحصول على علاج من طرف سحرة مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قلقت أنمار بشدة، تلك المرة لم يضعُف الختم كثيرا و لم يؤثر بشكل كبير على بحر روحه، لكن هذه المرة لا يمكن أن تكون كالسابقة، ففي كل مستوى ارتفع به باسل، ضعُف الختم بشكل أكبر، و الآن عندما ارتفع للمستوى السابع، فقد اقترب الختم من التكسر، مما يعني أنه يكاد يترك الطاقة الخارجية تدخل لبحر روح باسل من دون توقف، و إن استمر هذا الأمر، سيتحطم بحر روح باسل في النهاية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت طاقة عنصر التعزيز في الارتفاع أكثر، شحُب الأقدم الكبير و تكلم "القسم المتوسط من المستوى العاشر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما باسل، كانت حالته قاسية للغاية، موجة الطاقة الخارجية الكبير تسببت في الكثير من الضرر لجسده، و الآن يجب عليه أن يتعامل مع الطاقة الخارجية التي بدأت تجعل بحر روحه يهتز بشدة و يتصدع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هاته الأثناء، بشكل غير اعتيادي، وسط كل هذه الفوضى، بينما يتقطع بالآلام، دخل باسل لبحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كبرت الكرات الأربعة عشر الخاصة بعنصر التعزيز كثيرا، حتى أنه بدأ يفقد السيطرة عليهن مما جعلهن يبدأن في فقدان شكلهن و التحول لسحابة من الطاقة الشائبة و الهائجة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر باسل في محاولته التحكم بعنصر التعزيز، لكن لسوء الحظ كانت كل تلك الطاقة فوق قدرته، هو في الحقيقة مجرد ساحر بالقسم الأخير من المستوى السادس، و مع موهبته، بإمكانه التحكم في الطاقة السحرية بشكل جيد جدا، حتى أنه كان قادرا على التحكم في عنصر التعزيز الذي يفوق مستواه الأصلي بمستوى أو أكثر، لكن طاقة سحرية من المستوى العاشر كثيرة عليه حتى بتحكمه الجيد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الأمر أشبه بمحاولته إمساك كرة كبيرة للغاية بيد واحدة، حتى لو كانت قوة قبضته كبيرة جدا، فلن يكون باستطاعته إمساك كرة لا يمكن لأصابعه الالتفاف حولها أو بجزء كاف منها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه ليس في موقف حيث يمكنه الاستسلام بكل سهولة، فإن فعل، ستكون عندها النهاية بالنسبة له، حاول بكل ما امتلك من قوة، لكن لا زال الأمر لم ينفع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها تزلزل بحر الروح بشدة كبيرة و إذا بالقطعة الأرضية تحت قدمي الجسم الأبيض تتوهج بضوء ساطع جدا، مر هذا الضوء من نقطتي الأصل بالقدمين و صعد للتين بالركبتين، ثم للتي بالصدر، ثم للاتي باليدين و الكوعين و الكتفين مرة واحدة، و من اللتين بالكتفين للتين بالجبهة و الرقبة، و من التي بالرقبة إلى النقطة الأخيرة أسفل الظهر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توهجت النقط كلها بالضوء الساطع، هذا الأخير توجه عبر نقطة الأصل التي بالجبهة و المتصلة بالعنصرين إلى هذين الأخيرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توهجت الكرات الأربعة عشر الخاصة بعنصر النار و هدأت كثيرا بعدما كانت مضطربة قليلا بسبب الارتفاع المؤقت في المستوى. بعد ذلك، توقف فقدان شكل الكرات الأربعة عشر الخاصة بعنصر التعزيز و رجعت لشكلها الطبيعي، ثم توهجت كلها و توقفت عن الاضطراب و الازدياد في الضخامة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في الحقيقة لم يتوقف عنصر التعزيز عن الازدياد في الضخامة، و إنما الطاقة التي يوجهها نحو الجسم الأبيض قد كبُرت، و ما سبَّبَ حدوث هذا، هو قيام القطعة الأرضية بامتصاص الطاقة السحرية من عنصر التعزيز، لكن نقط الأصل لن تتحمل كل هذه الطاقة السحرية مرة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، مرت الطاقة الفائضة عبر نقط الأصل وصولا للنقطتين اللتين في القدمين و قامت القطعة الأرضية بشفطها كلها مرة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت الطاقة الخارجية في التوغل، و استمرت القطعة الأرضية في شفط الطاقة الزائدة و التي لا يقدر باسل على التحكم بها. و بما أن طاقة عنصر التعزيز تنقص، فالطاقة الخارجية سوف تستمر في التوغل بما أن هناك مكان يتسع لها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن امتصاص القطعة الأرضية للطاقة من عنصر التعزيز كان قويا و كافيا ليتراجع مستوى عنصر التعزيز للمستوى التاسع بالقسم النهائي و يهدأ أخيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن مع أن طاقة عنصر التعزيز قد هدأت، إلى أن باسل لو استخدمها و فرغت أكثر، فسيتعرض لموجة من الطاقة الخارجية مرة أخرى، لذا إن كان هناك شيء يجب عليه القيام به، فهو الإسراع بكل ما أمكنه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فجسده لن يتحمل طويلا، فبعد كل شيء لا زالت طاقة مرتفعة المستوى تتوغل لجسده باستمرار، لكن القطعة الأرضية تقوم بشفطها من دون توقف، مما جعل عنصر التعزيز يبدو كما لو أنه متوقف في قمة المستوى التاسع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل ما فعلته القطعة الأرضية كان حماية بحر روحه من هيجان طاقة عنصر التعزيز، أما جسده، فلا زال لم يصل للمستوى المطلوب بعد ليتحمل مثل هذه الطاقة الخارجية، تدرب باسل بجنون مقويا جسده، فعندما انتهى تدريبه الأول، عندما لم يكن يعرف حالته جيدا، ظن أنه لن يكون بحاجة لتدريب جسده بعد ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن المعلم قد أخبره أن البنية الجسدية التي تتطور مع المستويات غير كافية، و سيجب عليه الحرص دائما و في كل الأوقات على تقوية بنيته. لكن هذا سيكون واجبا عليه فعله إلى أن يجيد التحكم في الطاقة الخارجية عن طريق الاختراق للقسم الثاني من مستويات الربط، بعد ذلك سيكون قادرا على التحكم في الطاقة التي يريد منها التوغل لجسده كيفما شاء، لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة، فهذا الأمر سيكون أصعب بكثير من التحكم في الطاقة الخارجية لامتصاصها كما يفعل السحرة العاديين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهم باسل شرح معلمه آنذاك، لكن هذا الشرح ترك سؤالا في باله و الذي لم يستطع منع نفسه من طرحه على معلمه، باختراقه للقسم الثاني من مستويات الربط سيكون قادرا على إيقاف الطاقة الخارجية من التوغل لجسده لكي لا تدمر جسده، لكن، من ناحية أخرى، ألا يعني هذا أنه فقط عليه تقوية بنيته الجسدية؟ و كلما أصبحت أقوى كلما كان بإمكانه استخدام قدر أكبر من الطاقة الخارجية، بمعنى أنه سيكون قادرا على ترك قدر كبير جدا من الطاقة الخارجية تتوغل لجسده بشرط أن يكون ذلك الأخير قادرا على تحملها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، مع أن جسد باسل لا زال يتضرر إلى أنه لم يعد يتضرر كالسابق، لديه وقت محدود يجب عليه استغلاله بشكل جيد، هدأ باسل و تحمل كل تلك الآلام، بتوقف آلام بحر روحه، عندها كل شيء جيد بالنسبة له، إن كان عليه تحمل آلام جسده فقط، فهذا أمر بسيط بالنسبة له، فالتدريبات الشاقة و الآلام التي مر منها لا تختلف كثيرا عن الحالية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر الأقدم الكبير بسرعة خاطفة و لوح بسيفه الأثري من الدرجة الرابعة مع جلبه الأعاصير معه و العواصف، التف حول السيف سحر الرياح من المستوى التاسع و تضخم بفعل السيف الأثري ثم صُقِل و أصبح قادرا على قطع سحرة من المستوى السابع بكل سهولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>زبااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تلاقى سيفه بسيف باسل، هذا الأخير لم يبدو عليه ذرة قلق أو خوف، كل ما فعله هو إمداد أحد سيفيه الأثريين بطاقته و التحكم به لدرجة الكمال ثم إطلاق العنان للمستوى التاسع من عنصر التعزيز</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالتقاء السيفين تموج الهواء المحيط و انطلقت الشرارات في كل مكان، لكن، و بشكل واضح، لم يكن هناك أي شك، حتى أن تعبيرات الأقدم الكبير يمكنها أن تخبرك بالأمر بكل وضوح. سيف باسل تفوق على سيف الأقدم الكبير فأُرسِل هذا الأخير محلقا لمئات الأمتار من حيث أتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الآن في القسم النهائي من المستوى التاسع، مع سلاح بالدرجة الثالثة بكمال في التحكم، مما يتيح له إمكانية منافسة سلاح أثري من الدرجة الخامسة، أما بالجهة الأخرى، فالأقدم الكبير ساحر بالقسم المتوسط من المستوى التاسع بسيف أثري من الدرجة الرابعة، ليس هناك حاجة للتفكير مرتين، هنا و الآن، باسل هو صاحب اليد العليا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قذف الأقدم الكبير لمئات الأمتار قبل أن يدرك ما يحدث، أراد أن يباغت باسل و يحصد بعض النتائج التي ستمنحه الأفضلية، لكنه لم يتوقع أن ذلك الفتى سيكون متيقظا لما حوله هكذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همف" استهجن باسل و تكلم "إرخائي للدفاع في هذه المرحلة سيكون شيئا في أوج الغباء، حرص معلمي على تدريبي على قتل الثغرات في دفاعي مرارا و تكرارا، من أول يوم بدأت فيه تدريبي استمر في نصحي عن عدم إرخاء دفاعي حتى لو أنهيت عدوي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الأقدم الكبير بشدة، و في نفس الوقت فعل باسل، بمجرد ما أن استخدم عنصر التعزيز حتى توغلت الطاقة الخارجية لجسده مسببة له بعض الأضرار، حدق باسل في الأرجاء و صرخ "أيها الرجل الأشقر، أعتمد عليك في التكفل بذلك الشخص" أماء الجنرال رعد رأسه له، إنه الآن يقاتل كازيمارو بمساعدة الإمبراطور غلاديوس و أتباعه، لا شك في أن لهم اليد العليا هنا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم وجه نظره لجهة تورتش و تكلم "يا تورتش، لا أريد أن أرى جثتك" ابتسم تورتش و تكلم بصوت ليس بمرتفع "هاهاها، يا له من أمر سهل تحقيقه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في طريق باسل إلى هنا من القاعة الرئيسية سابقا، نادى الجنرال رعد ليأتي للمساعدة، و بالطبع أخبره أن يجلب معه رئيس عائلة آو 'لان' و رئيس عائلة كيِرو 'هوانغ' بما أنه كان يحتاج لأي مساعدة يمكنها أن توجد، لكنه علم عندها بقدوم الإمبراطورين فأخبر الجنرال رعد أن يخبر 'آو لان' و 'كيِرو هوانغ' أن يأتيا مع جلبهما لجنود من المستوى الخامس، و يقوم هو الإمبراطورين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالإسراع بكل ما أمكنهم، فهم لا يمكنهم انتظار وصول الرئيسين لان و هوانغ البعيدين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يريدهم أن يساعدوه في مواجهة الأقدم الكبير، و يركز الآخرين على مواجهة كازيمارو شاهين، لكن الأحداث قد تطورت، و بشكل غير متوقع كان بإمكانه التطور لمستوى حيث بإمكانه به مواجهة الأقدم الكبير بمساواة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقف الأقدم الكبير في السماء و عبس بشدة في باسل ثم صرخ "أيها الصعلوك، سأجعلك حياتك جحيما" في هذه الأثناء بدأ الأقدم الكبير يفكر في قوة باسل الغير مفهومة كليا، كانت منخفضة بالنسبة لساحر بالقسم الثاني من مستويات الربط، ثم ارتفعت بشكل جنوني و غير معقول حتى وصلت للمستوى العاشر، ثم انخفضت مرة أخرى، و الأكثر غرابة هو كمية الطاقة الخارجية التي تدخل لجسمه مرارا و تكرارا من دون توقف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد أتى إلى هنا آملا إمساك باسل، لكن هذا الأخير أظهر قوة غير متوقعة، و إبّان هذه الأحداث، مع أنه أتى بأمر إمساكه حيا، بدأ يشعر أنه يجب عليه قتل هذا الوحش الصغير قبل أن ينمو، إن سمع شخص في هذا العالم أن فتى لم يبلغ الخامسة عشر بعد قد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، بل حتى أنه قد وصل لقمة المستوى التاسع، فسيخرج من فمه استهزاء و ضحك فقط على الذي أخبره بهذا الكلام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الذي لا يملك وقتا ليضيعه انطلق متوجها نحو الأقدم الكبير مستخدما عنصر التعزيز بينما يتحمل آلام توغل الطاقة الخارجية مرارا و تكرارا، و في لحظة كان قد قطع مئات الأمتار و اقترب من الأقدم الكبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت عاصفة تحت قدمي باسل و أرسلته مندفعا بالسماء متوجها بسرعة كبيرة جدا نحو الأقدم الكبير الذي صفق بيده و صرخ "وحشي الفتخاء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك وحشي الفتخاء و ركبا السماء نفسها ثم حركوا أجنحتهم التي جلبت معها العواصف و الأعاصير المدمرة، هذه الأخيرة قامت بمحو الأعداء في طريقها نحو باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الذي كان متوجها نحو الأقدم الكبير لم يلقي بالا لوحشي الفتخاء و استمر فقط في الاندفاع عبر زيادة قوة العاصفة النارية أكثر و أكثر، استخدم عنصر التعزيز و عزز سحر النار و تحكم به حتى أصبح يتحرك في السماء كما يشاء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لن يصل وحشي الفتخاء في الوقت المناسب، لذا أسرع الأقدم الكبير في إخراج إكسير التعزيز و شربه بسرعة كبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت هالته و غطت الساحة بأكملها جاعلة كل الموجودين يرتجفون و يُضغطون من هالة ساحر بالمستوى العاشر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حرك الأقدم الكبير سيفه الأثري، بعدما ارتفع مستوى آخر أصبح تحكمه في سيفه الأثري من الدرجة الرابعة أكبر مما كان عليه، و توجه نحو باسل منطلقا كالرياح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بااام</em> <em>بااام</em> <em>بااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تلاقى سيفيهما مع بعض و انطلقت الشرارات و ارتدت الأعاصير التي استهدفت باسل، و حمت العواصف جسد الأقدم الكبير من سيف باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ باسل يتعود أكثر و أكثر على المستوى التاسع و بدأ يجيد التحكم فيه مع مرور الوقت، مهارته تتطور مع الوقت. أخرج سيفه الثاني و شحذ طاقة عنصر التعزيز أكثر، و كذلك عنصر النار، و في الحال كوّن اللهبين اللذين على شكل سيفين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بتلويحه، امتد اللهبين على شكل سيفين و قطعا الهواء نفسه، عندها، أحس باسل بقوة عنصر التعزيز التي أصبح يتحكم بها بشكل جيد أكثر و أكثر، أحس بإمكانياتها بالمستوى التاسع في قمته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما لوح، امتدت طاقة عنصر التعزيز مصطحبة معها طاقة عنصر النار المعززة كل الطريق نحو الأقدم الكبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دافعت العواصف الناتجة من تلويح السيف الأثري عن الأقدم الكبير و قاومت تلك الطاقة التي بدا كما لو أنها تشكلت في لحظة أمامه، و في الأخير ربحت الطاقة التي بدا كما لو أنها تشكلت على حين غرة و اخترقت العواصف و قطعت من خلال الأقدم الكبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قطعت الطاقة من خلال الدرع السحري من المستوى التاسع وصولا للجسد، لكنها بعدما مرت من كل تلك العقبات، لم تترك آثارا كبيرة على جسد الأقدم الكبير سوى بعض الجراح، حدق باسل في سيفيه و ابتسم، أحكم القبض عليهما ثم تكلم "لهذا أحب السحر، دائما ما أجد به أشياء جديدة تثير اهتمامي، حسنا، سأطلق على هذا الهجوم 'الامتداد الكلي'، و الآن كل ما علي فعله هو استخدامه لمرات قليلة أكثر ليكون قدرا و أهلا للاسم الممنوح له"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ باسل طاقته من جديد، جسده بدأ يقترب من الحدود بالفعل، لكنه مع ذلك لم يهتم و استمر، جراح الجسد سهلة الشفاء، جراح بحر الروح هي الصعبة، لذا لم يلقي بالا لأمر جسده و استمر فقط في استخدام عنصر التعزيز بجنون</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الأقدم الكبير، لكن ابتسامة ظهرت حينها على وجهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووش</em> <em>بااااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر وحشي الفتخاء و استخدما قدرتهما لصنع حاجز غير مرئي ثم ضربا باسل حتى أرسلوه محلقا من دون توقف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن هذا كان ما ظنه الأقدم الكبير فقط، فباسل الذي قام بتفجير عاصفة نار جعلته يتوقف من الطيران، دافع في آخر لحظة عن نفسه عبر سيفيه الأثريين، هذين الأخيرين قاما بتشكيل طاقة متموجة في الهواء مشكلين حاجزا تبعا لإرادة باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "الامتداد الكلي في الدفاع، جيد حقا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الامتداد الكلي الذي اكتشفه باسل عبارة عن امتداد لطاقة عنصر التعزيز، هذا الأخير بإمكانه الإحاطة بجسد مستخدمه مثلا و تعزيزه، لكن عند بلوغ المستوى المطلوب، سيكون بإمكان هذا المستخدم أن يجعل عنصر التعزيز يمتد خارج جسده و ينطلق كامتداد لجسده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فيكون باستطاعته حتى لكم شخص بعيد عنه بعشرات الأمتار عبر هذا الامتداد، و هذا ما فعله باسل أول مرة نفذ فيها 'الامتداد الكلي'، عندها، بسبب تفاجؤ الأقدم الكبير، ظن أن تلك الطاقة قد تشكلت أمامه على حين غرة، لكن في الحقيقة، لقد كانت تلك امتداد لتلويح سيفي باسل، لكن المثير في هذا الأمر، هو تحكم باسل في السحر الذي كان قادرا على جعله يجعل عنصر التعزيز يصطحب معه عنصر النار في هذا الامتداد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ما يجعل عنصر التعزيز أقوى سحر من بين الأربعة عشر سحر أساسي في هذا العالم حقا هو إمكانياته الكبيرة، فإمكانيات عناصر السحر الأخرى لا تقارن به أبدا، فمثلا إمكانيات عنصر الرياح الجديدة ليست بالشيء الكبير مقارنة بإمكانيات عنصر التعزيز، بما أنها تقوم بجعل ساحر الرياح يطير في السماء بحرية كبيرة و تزداد درجة تحكم في الرياح لدرجة مخيفة، مع كل هذه الإمكانيات المذهلة، على الأقل في حالة باسل و الأقدم الكبير، فـ'الامتداد الكلي الخاص بباسل يتفوق على تحكم الأقدم الكبير في رياح هذا العالم كأنها رياحه الخاصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الأقدم الكبير بشدة ثم حدق في باسل بحقد شديد، مثل هذا الغر، يا لها من موهبة لا تصدق يملكها، فكر الأقدم الكبير أنه عليه حقا قتل هذا الوحش الصغير هنا قبل فوات الأوان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فجأة، سعل باسل الكثير من الدماء، ملابسه البيضاء المتمزقة أصحبت حمراء كليا بدمه و ددمم الأعداء، مما أعطى لباسل شعورا غير مريح قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند سعله لتلك الدماء، أحس باسل باقتراب حدوده حقا، حدق في الأقدم الكبير و تكلم بعدما ضيق عينيه "من أنتم؟ ما هدفكم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الأقدم الكبير في باسل بعدما سمع كلامه و تحدث "من نحن؟ ما هدفنا؟ حسنا، هذا شيء ستعلمونه عما قريب على أي حال، لذا ليس هناك مانع من إخبارك، نحن الأشخاص الذي وكلت لهم مهمة من قبل الأسياد، نحن الذين سنحكم هذا العالم عما قريب، سنحكم هذا العالم من أجل الأسياد، أي شخص سيعلم باسمنا و وجودنا عما قريب، هذا الاسم الذي سيجعل أي شخص في هذا العالم يرتعب عند سماعه، هذا الاسم الذي سيتربع على عرش هذا العالم من أجل الأسياد، نحن 'حلف ظل الشيطان'، نحن خليفة الأسياد في سيادة هذا العالم، كل شخص عليه طاعتنا، كل شخص عليه خوفنا و رهبنا، فزعنا سيجلب الكارثة التي ستفتح الطريق إلى السيادة العظمى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في لحظة، عم الهدوء في كامل الساحة، ما الذي يتحدث عنه هذا الشخص؟ سيادة هذا العالم؟ كارثة؟ الطريق إلى السيادة العظمى؟ لم يفهم أي شخص هنا ما الذي يحدث حقا أو ما الذي يقصده ذلك الشخص بكلامه غير باسل و أنمار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حلف ظل الشيطان، تردد هذا الاسم في مسامع باسل مرارا و تكرارا، لم يسعه سوى أن تستغرقه الأفكار، هذا الاسم أكد شيئا واحدا لا غير، الشياطين لديهم يد في هذا الأمر كما كان متوقعا، و انطلاقا من هذه الفكرة، عرف باسل مَن الأسياد الذين تحدث عنهم الأقدم الكبير، لكن ما لم يفهمه هو أيضا، هو 'الكارثة التي ستفتح الطريق للسيادة العظمى'، هل عنى به أنهم سيقومون بحرب من أجل سيادة هذا العالم أم شيء أكثر من ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث باسل بعدما أحكم قبضتيه على سيفيه "حثالة باعت روحها للشيطان، ليس هناك مجال لتبقى على قيد الحياة في حضوري بعدما عادتني، تبيع روحك من أجل العظمة و القوة، هذا أحقر شيء قد يفعله أي شخص في الوجود، يجب أن تقدر روحك التي منحت لك، لكنك لم تفعل ذلك، بل و أيضا بعتها، لمن؟ للروح الشريرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...يجب تصفيتكم من هذا العالم أيتها الآفة، لا يهمني ما الذي تنون فعله بعد الآن، لكن الشيء المؤكد و الواضح تماما هو أنكم عدو لي، أنتم عقبة في طريقي فقط، مجرد حجر يجب علي إزاحته من رحلتي في 'المسار الروحي'، بمجرد ما أن تقوم بإهداء روحك للشيطان، فعندها تلك نهايتك، 'المسار الروحي' يجب أن يخلو من الشوائب، و لن يستطيع السير فيه سوى من يُبقي على روحه سليمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همف" استهجن الأقدم الكبير و شحذ طاقته ثم صرخ "ما الذي يعلمه *** صغير مثلك ! ؟ نحن نخدم الأسياد الذين سيقومون بأخذنا معهم للسيادة العظمى، بيع روحي؟ و ماذا في ذلك ! ؟ إن كان سيحقق لي رغباتي و أهدافي، فذلك شيء سهل للقيام به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"في الأخير هذا هو حدكم" تكلم باسل بنبرة خطيرة "أن تتبعوا و تعبدوا من سلمتم روحكم إليه، أشخاص مثلكم لا يستحقون حتى أن يقفوا في مساري الروحي، إن أردت العظمة و القوة، إن أردت تحقيق رغباتك و أهدافك، فاحفظ روحك من أجل ثباتها بالمسار الروحي، و اتبع طريق الأقوياء، لاحق أحلامك و حققها بيدك، عندها، ستحس بالإنجاز الحقيقي عندما تحققها، أما إن حققت أهدافك و روحك لم تعد تنتمي لك، فما الغاية إذا؟ ما الغاية إن لم تكن لك روح لتتمتع بالإنجاز الذي قمت به؟ هذا إن كنت قادرا على الاستمرار في رحلتك بالمسار الروحي بروح ضعيفة و لا تملك أنت مالكها السيطرة عليها، في النهاية، ليست سوى كلمات روح فقيرة، الشفقة عليك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الأقدم الكبير "هاا" و شحذ طاقته السحرية كما تحكم في وحشي الفتخاء و انطلق راكبا العربة، استخدم سحره و سحر الوحشين ثم صنع أعدادا هائلة من الرماح و السيوف من الرياح و التي لف حولها حاجزا بقدرة وحشي الفتخاء ثم أضاف مرة أخرى رياح قاطعة تكهربت من شدة دورانها و تداخلها في بعضها، في الحال كان قد كون آلاف الرماح و السيوف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توجهت الرماح و السيوف كلها مرة واحدة تجاه باسل، هذا الأخير استعد و جمع كل ما يملك من طاقة، شحذ عنصر التعزيز و عنصر النار، دمجهما ببعضهما ثم بالسيفين الأثريين. التفت النار الحارقة حول باسل و أصبح كملك نار يقف في السماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ باسل "الامتداد الكلي" و لوح عدة مرات بسيفيه اللذين امتدا و قطعا كل ما استهدفه باسل على بعد شاسع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما باسل يدافع عن نفسه، ظهر وحشي الفتخاء أمامه و ركلاه مع صراخهما الذي يصم الآذان "إييييييك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حمل ركلتاهما قوة قدرتهما و أرسلتا باسل محلقا لمئات الأمتار، لاحقه الأقدم الكبير بعربته بسرعة و وجه نحوه الرماح و السيوف صارخا "فلتمت أيها الصعلوك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووش</em> <em>ووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دافع باسل بكل ما يملك، أصيب بعدة جروح إضافة لجراحه التي تسببها الطاقة الخارجية و مع ذلك استمر في استخدام عنصر التعزيز بجنون، شحذ طاقته إلى أوجها بكل ما يملك و لوح نحو الأقدم الكبير فالتشر مكونا عدة موجات من عنصر التعزيز و عنصر النار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام الأقدم الكبير بتلويح بسيفه عدة مرات مكونا عدة عواصف، لكنه يعلم أنها لن تعمل، لذا تحكم في قدرة وحشيه و كون عدة حواجز مرة تلو الأخرى حتى استطاع قتل قوة تلك الطاقة التي استهدفته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصلت المعركة لقمتها و كذلك قوة الطرفين، كلاهما بدأ يبلغ حده، توقف الأقدم الكبير عن استخدام قوة الوحشين، لم يعد بإمكانه استخدامها أكثر، فكل ما كان بإمكانه فعله للآن هو المحافظة على وجودهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما باسل فكان جسده محطما، لقد صبر و تحمل كثيرا، لكنه لم يعد يستطيع الاستمرار بنفس المردودية التي كان يعطيها قبلا، أصبح مرهقا كثيرا و غير قادر على استخدام طاقته بشكل صحيح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كذلك الأقدم الكبير، أرهق كثيرا و لم يتوقع أن باسل سيستمر في مواجهته بمساواة هكذا، و كخيار أخير أخرج كنزا و ابتسم ثم قال بداخله "إن لم تمت بالطريقة العادية، فليس هناك خيار آخر سوى تدمير بحر روحك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الكنز الذي أخرجه عبارة كرة صغيرة زرقاء يحيط بها خطوط عريضة أكثر زرقة تشبه الأفاعي، بداخلها توهجت طاقة تشبه الخاصة بأحجار الأصل، طاقة بلون أزرق فاتح، لكن هذه الطاقة لم تكن هادئة كالخاصة بأحجار الأصل، و على العكس كانت تتكهرب و تبدو كما لو أنها ستنفجر في أي لحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الأقدم الكبير في تلك الكرة و تكلم بداخله "قد يكون خسارة إضاعة مثل هذا الكنز على مثل هذا الصعلوك، لكن لا يوجد خيار آخر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ الأقدم الكبير طاقته و حلق نحو باسل، هذا الأخير استعد له و شحذ طاقته كذلك، لقد وصل لحدود حدوده بالفعل، كل ما يحركه الآن هو إرادته، يجب عليه التحمل لوقت أطول قليلا فقط و إنهاء كل شيء في هذه الهجمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توغلت الطاقة الخارجية لجسد باسل بسرعة كبيرة مدمرة إياه، مما دل على الكمية التي بدأ باسل يستهلكها من طاقة عنصر التعزيز، إنه عازم على تنفيذ هجمة أخيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح اللهبين على شكل سيفين أكثر إشراقا، و الضوء الأزرق المحيط بهما أصبح عريضا و بدأ يصبح أكثر سمكا كلما شحذ باسل طاقته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في النهاية أصبح اللهبين محاطين بطاقة زرقاء بنفس حجمهما مما جعلهما يبدوان كسيفين ضخمين بطبقتين مختلفتين، وضع باسل كل ما يملك من طاقة بهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صفق الأقدم الكبير بيديه و صرخ بينما يستجمع آخر قطرات طاقته ثم كون ثلاث أعاصير مرة واحدة، كانوا كبارا كفاية لتحريك الساحة بأكملها معهم، بإشارة منه وجههم نحو باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حُوصر باسل من جميع الجهات بالأعاصير، فاستجمع كل ما امتلك من قوة و لوح بسيفه نحو الأقدم الكبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت الأعاصير مرة واحدة و ثُقِب الهواء نفسه من شدة الضغط حتى وصلت طاقة اللهبين على شكل سيفين بسبب الامتداد الكلي للأقدم الكبير الذي دافع عن نفسه بشدة، و بينما يدافع لوح بسيفه تجاه باسل الذي لم يعد يقوى على الدفاع عن نفسه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مزق الامتداد الكلي الخاص بباسل الأقدم الكبير، ثم انطلقت موجة من الرياح نحو باسل الذي دافع بسيفيه مع أنه لم يكن لديه قدرة تحمل كافية للدفاع بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قعطت الرياح من خلاله، ثم من حيث لا يدري، ظهر بالرياح تلك الكرة الزرقاء، و عندما شاهدها باسل، شحُب وجهه كثيرا و تكلم بصوت مرتفع من شدة الصدمة "كرة الروح الهائجة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لمست الكرة جسد باسل و تحولت لضوء ثم اخترقت جسده مرورا لبحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، ضحك الأقدم الكبير بينما يدافع في آخر لحظاته "تأكدت نهايتك أيها الغر الصغي..." و لم يكمل كلامه حتى سالت منه الدماء كالشلال فصرخ بشكل مزري "غااااااه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك وحشي الفتخاء فاستخدما عنصر الرياح الخاص بهما و دمجاه بقدرتهما مما جعل سرعتهما كبيرة جدا و وصلا في لحظة تحت الأقدم الكبير و حملاه بالعربة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد ما أن دخلت الكرة التي تحولت لضوء إلى بحر روح باسل حتى صرخ هذا الأخير بشكل مزري "آآآآآه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يصرخ هكذا من قبل، اهتاجت طاقته و لم تعد مستقرة بعد الآن، بحر روحه كان يتزلزل بشدة و أوشك على الانكسار كليا. الأقدم الكبير الذي كان يشاهد هذا الأمر ضحك بينما كانت حالته مثل حالة النصف ميت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقف الجميع عن أيّ كانوا يفعلونه و ركزوا على مشاهدة باسل، صرخت أنمار بشدة "باااسل" و كذلك فعل الكبير أكاغي و البقية الذين كانت حالتهم مزرية بعد قتالهم للأقدم الكبير، لم يسع تورتش و بقية قادة التشكيل سوى التحسر في مكانهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما تسيل منه الدماء بغزارة، ضحك الأقدم الكبير بجنون "كياهاهاها" ثم تكلم "كازيمارو، شاهين، فلنتحرك، سيكون هناك انكسار بحر روح كبير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أسرع شاهين و كازيمارو بالتحرك و انطلقا نحو العربة ثم ركباها، تحدث الأقدم الكبير آمرا الوحشين "تحركا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أنشأ الوحشين الطريق الغير مرئي و حلقا في السماء مبتعدين، استمرت طاقة باسل في الهيجان، لكن في لحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هدأت طاقة باسل تماما، كما لو أنه لم يحدث أي شيء، فتح الثلاثة الذين يركبون العربة أفواههم من شدة الصدمة، خرجت كلمة واحدة من فم كازيمارو "مستحي..." لكن هذه الكلمة لم تكتمل حتى طار رأسه من مكانه، طاقة ملكية امتدت من جهة باسل و تشكلت كـيد ضخمة كافية لحمل سبعة أشخاص مرة واحدة ثم قطعت رأس كازيمارو مع صوت <em>سسسسش</em> ثم اختفت اليد التي جلبت معها أحكام ملكية و بدا كما لو أنها يد ملكية يمكنها أن تهيمن على كل شيء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يعرف أي شخص ما حدث، باسل لا زال بعيدا عنهم، إنه يقف في السماء من دون أن يتحرك سنتمتر واحد، لكن الشيء الذي تغير به، كانت تلك الطاقة الملكية النقية للغاية التي التفت بجسده، و القطعة الأرضية الصغيرة التي ظهرت أسفل قدميه كما لو أنها تحمله، في ذلك الحضور، لم يستطع أي شخص الوقوف على قدمه بشكل صحيح و فشلت أركبهم فجثوا على الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقد الأقدم الكبير و شاهين ألوانهما، صرخ الأقدم الكبير بعدما شاهد رأس كازيمارو يطير من مكانه "انطلقااا" صرخ بجنون، لا يعرف ما الذي حدث بالضبط، لكن كرة الروح الهائجة لم تنفع، لماذا ! ؟ هذا الفتى استمر في القيام بالعجائب حتى النهاية، تحرك وحشي الفتخاء بسرعة كبيرة هاربين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن من دون أن يلاحظ أحد حتى كان باسل أمام وحشي الفتخاء، ظهر كما لو أنه انتقل آنيا، لكن الحقيقة هي أنه تنقل بسرعة ضوئية جعلت من سرعة العربة التي يقودها وحشي الفتخاء اللذان كانا يطيران بسرعة تصل لآلاف الأميال في الساعة تبدو بطيئة، توهجت عيني باسل بضوء أبيض لامع، سيفيه الأثريين قد سقطا منه بالفعل أثناء هيجان طاقته، فرفع ذراعه للسماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل أن ينزل بذراعه، توهجت القطعة الأرضية و صعدت الطاقة مع جسم باسل و توجهت لذراعه اليمنى التي رفعها و عندها نزل بها للأسفل مع صوت <em>زباااام</em> ظهرت طاقة ملكية حملت معها عنصري التعزيز و النار معا و دمجتهما ثم عدلتهما ليصبحا طاقة أنقى، امتدت الطاقة الملكية من يد باسل و نزلت على العربة في لحظة، تخطت الطاقة الملكية الوحشين وصولا للأقدم الكبير ثم قطعته لنصفين قبل أن يدري، ثم قطعت بقايا جسده لأجزاء صغيرة جدا حتى أصبحت جثته كالرمال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اختفى الوحشين كما لو أنهما تبخرا بموت سيدهما، فنزلت العربة من السماء بينما يحاول شاهين إيجاد طريقة لإنقاذ نفسه من السقوط من هذا الارتفاع الشاهق و من هذا الوحش المرعب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، خمدت طاقة باسل و اختفت القطعة الأرضية الصغيرة من تحت قدميه ثم سقط من السماء هو الآخر متوجها نحو الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلع الجميع ريقهم و استعادوا أنفسهم التي هربت مع اصطحابها للروح معها من شدة الارتعاد من تلك الطاقة الملكية التي طغت على كل شيء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما هدأت تلك الطاقة التي أطلقها باسل على حين غرة، تنفس الجميع الصعداء أخيرا بعد أن كانوا يشعرون بالاختناق من ذلك الوجود الذي أصبح عليه باسل سابقا، في مثل ذلك الحضور لم يكن بإمكانهم التحرك لإنش واحد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رأوا تلك القوة العظيمة التي أظهرها باسل، لقد محى الاثنين القويين من الأعداء بتلك السرعة الخيالية، أنْهاهُم كما لو أنهم حشرة، قطع رأس ذلك الكازيمارو الذي وجد الجنرال رعد و الإمبراطور غلاديوس بمعاونيه صعوبة بالغة في مواجهته في لحظة كما لو أنه لا شيء تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم بعدها تحرك بسرعة خيالية و استخدم قوة مهيمنة حولت ذلك الأقدم الكبير لرمال، لم يترك منه لحما و لا عظما، كلهم جربوا قوة ذلك الأقدم الكبير و شاهدوها بأعينهم، لكنه قتل بمثل هذه الطريقة التي لا يتمناها أي أحد، لم يبقى من جثته أي شيء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا الأمر جعل الجميع يفرحون، لكنهم في نفس الوقت أحسوا بالرعب الشديد من ذلك الفتى الصغير، لا، هل يجب حتى مناداته بفتى بعد ما شاهدوه يفعل؟ ذلك ليس من عمل البشر، لا يمكن لذلك الفتى أن يكون فتى، إنه وجود غير طبيعي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شعر الجميع بغرابة كبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما يتساقط باسل من السماء، كان شاهين في مثل حالته تقريبا، الفرق الوحيد هو أن باسل غائب عن الوعي، أما شاهين فلا زال واعيا بالكامل، لا زال واعيا كفاية ليدرك أن عليه التخلص من هذا الوحش الصغير قبل أن ينمو أكثر مما هو عليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لا يمكنه استخدام سحر الرياح بحرية كبيرة و يتحكم فيه بشكل جيد حتى يكون باستطاعته الطيران في السماء بأريحية بواسطته مثل الأقدم الكبير، لكنه مع ذلك لا زال بإمكانه استخدامه لخلق قوة دفع كما فعل باسل عن طريق العاصفة النارية التي كان يكونها لترفعه للسماء، لا يمكنه التحكم في السحر مثل باسل و تكوين مثل تلك العاصفة و التحكم فيها باستمرار لمدة طويلة، لكنه بإمكانه استخدام قوة الرياح لتدفعه بقوة كافية ليصل لباسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تذكر مقتل كازيمارو و الأقدم الكبير و أصبحت عينيه حمراوين، لن يسمح لهذا الغر أن يهرب أبدا، كازيمارو كان مثل أخيه، فهما كبرا معا، أما الأقدم الكبير، فكان أخاه الأكبر، لقد قتل هذا الوحش الصغير أخويه الاثنين مرة واحدة أمام عينيه، فكيف له أن يضيع مثل هذه الفرصة المواتية بعد أن ظهرت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ طاقته السحرية بسرعة و بدأ يكون رياحا وراءه، مر وقت طويل منذ أن تم إزالة أصفاد السحر عن يديه، لذا قوته رجعت لحالتها الطبيعية، خصوصا بعد تحفيزها بالقتال ضد تورتش، استل سيفه و شحن به طاقته باستمرار، لقد شرب قبل مدة ليست بطويلة إكسير التعزيز، بحر روحه لا يزال غير مستقر لكي يغامر بشرب إكسير تعزيز آخر ليكون قادرا على استخدام سيفه الأثري من الدرجة الثانية، لكنه لا يحتاج لذلك، فسيفه السحري من المستوى الخامس لوحده كاف ليقتل ذلك الوحش الصغير النائم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد بلوغ طاقته السحرية أوجها، انكمش في مكانه - بينما يتساقط من السماء - بتقريب ركبتيه لذقنه، ثم ركز سحر الرياح الذي شحذه سابقا و فجره مرة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>باام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجر الضغط مرة واحدة ثم انطلق بعد إطلاقه لصوت كقنبلة صوتية، كان سرعته كبيرة جدا، لم تصل لسرعة الأقدم الكبير عندما يطير باستخدامه سحر الرياح، لكن مع ذلك سرعته كانت كافية ليصل لباسل و يخترقه بسيفه السحري المشحون بالطاقة السحرية في كامل قوته، ضربة من هذا السيف في حالة باسل الحالية، ستكون موتا مؤكدا بلا شك، جسد باسل كله مهشم من جميع النواحي، مجرد ساحر من المستوى الأول سيكون قادرا على قتله في الوقت الحالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"فلتمت أيها الوغد، الدم بالدم، بعد قتلك سأحرص على الرجوع إلى هنا و قتل تلك اللقيطة الصغيرة التي تهتم بها، و أبحث عن عائلتك ثم أمحوها من الوجود، سوف أقتل كل من تعتز به و أجعل كل شيء بَنيته يوما غير موجود" صرخ شاهين بينما يقترب من باسل موجها سيفه على شكل أفقي مخترقا الهواء بسرعته الكبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضمن شاهين قتله لباسل و ارتاح قليلا، ثم بدأ يفكر في طريقة للهرب بعد أن يقتل هذا الوحش الصغير النائم، لكن في هذه اللحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>زززشش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر من جانبه صعق برقي كاد أن يشويه تماما، راوغه في آخر لحظة عن طريق تحريف مساره الشخصي بانفجار من الرياح، لو أنه قد أصيب بهذا الهجوم لمات من دون شك، التف ليجد الجنرال رعد يشحذ طاقته من أجل الهجوم مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها عرف أنه يجب عليه الإسراع أكثر مما هو عليه، انطلق مع صوت <em>باااام</em> ينفجر من وراءه بسبب الرياح و لم يبقى بينه و بين باسل سوى أمتار قليلة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم و أرجع سيفه للخلف مستعدا للطعن، صرخ من شدة غضبه "مت أيها الوحش الصغير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>تشششششش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قطع شاهين من خلال باسل الذي انقسم لاثنين و انتشرت دماؤه في السماء بغزارة............... يتبع!!!!!!!!!</strong></p><p></p><h2>(الجزء الثاني)</h2><p></p><p><strong>فأحس شاهين بشعور لا يوصف من السعادة و السرور، لقد انتقم لأخويه، لذا فقد نفذ واجبه تجاههما، و الآن عليه الهرب بسرعة من هذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه أدرك شيئا ما في آخر اللحظات، لقد كان قتل ذلك الوحش الصغير سهلا للغاية بالنسبة للحالة التي هو فيها، لماذا لم يتحرك أي أحد آخر غير الجنرال رعد؟ لو أنهم فعلوا لما كان بإمكانه النجاح في مهمته و سيضطر للتركيز على الهرب بكل ما يملك متخليا عن فكرة الانتقام للوقت الحالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها تذكر أمرا و شحُب وجهه كثيرا، كيف لهم أن لا يتحركوا؟ لن يفعلوا إلا إن كان لهم هدف وراء ذلك، و في لحظة، وجد شاهين نفسه محاصر من جميع الجهات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع أنهم كانوا بالأرض و هو لا يزال بالسماء محلقا بسبب قوة الدفع الكبيرة، إلى أنه لا يمكنه البقاء في السماء لكل هذا الوقت، و الأكثر من ذلك، لا يمكنه مراوغة كل هؤلاء الشخصيات العظيمة مرة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من جميع الجهات أحاط به الإمبراطور غلاديوس من الأمام، و مساعديه من اليسار و الإمبراطور شيرو من اليمين، و بالخلف يوجد الجنرال رعد و البقية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم..." استغرب شاهين ثم لاحظ أن الجنرال رعد الذي كان يشحذ طاقته السحرية غير موجود، بحث في كل مكان، أين ذهب؟ اللعنة عليه، أين اختفى؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه اللحظات التي كان محاصرا بها و لا يعرف ما الذي يحدث هنا؟ تكلمت أنمار "ألا زلت لا تعرف ما يحدث؟ سأنيرك لجعلك تغرق في ظلام أكبر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لوحت بسيفها الأثري من الدرجة الثالثة ثم بدا كما لو أنها قد اخترقت الفضاء نفسه و قطعته، كما لو أنها قد شوهت الفضاء، لكن مع انتهاء تلويحها حتى ظهرت الصورة الحقيقية، باسل الذي كان مقطوعا لنصفين اختفى، و الجنرال رعد الذي اختفى من أمام عينيه كان يحمل باسل في الأسفل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت أنمار "هل تعتقد أن حثالة مثلك يمكنه إيذاء رجلي؟ ذلك لن يحدث سوى في أحلامك أو في أوهامي التي أمتعك بها قبل أن أجعلك تدرك الحقيقة القاسية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس شاهين و لاحظ أن سرعته في السماء قد قلت كثيرا حتى أن قوة الدفع من السابق لم تعد كافية للإبقاء عليه محلقا و بدأ يسقط من السماء، لكن ليس هناك ما يفعل، أمامه الموت و خلفه ابن عمه، سواء أ قام بدفع نفسه للأمام أو ترك نفسه يسقط للأسفل أو تراجع، لا يهم ما يفعله، سوف يكون مصيره نفس مصير أخويه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد حوصر من جميع الجهات تماما، في هذه المرحلة ضحك الإمبراطور غلاديوس "أنا لا زلت أتعجب حتى النهاية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل قليل من الوقت، عندما بدأ باسل و شاهين يسقطان من السماء، تكلم الإمبراطور غلاديوس بسرعة "هذا سيء، الفتى سيكون في خطر، يجب علينا إنقاذه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها ظهرت أنمار و أوقفته قائلة "لا، لا تفعل، سأريد من باسل أن يلعب دور الفريسة لقليل من الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الإمبراطور غلاديوس "ها؟ هل تعلمين ما تقولين يا فتاة؟ الفتى سيموت إن انتظرنا أكثر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تدخل الجنرال رعد "ما الذي يدور في خلدك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، أريد منكما..." أعطتهم أنمار تعليمات الخطة بكل سرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالعودة للحاضر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال رعد الذي يحمل باسل "لقد خُدِعت يا رجل من طرف الفتاة الشقراء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم...؟" عبس شاهين، فهم ما حدث أخيرا، كل تحرك حتى الآن كان من مخطط تلك اللقيطة، عض على شفتيه حتى سال الدم منهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى هجوم الجنرال رعد سابقا كان من الخطة، أولا، تركوه يعتقد أن بإمكانه حقا قتل باسل، ثم عندما يقترب من فعلها، هاجمه الجنرال رعد باستماتة، أو بدا كما لو أنه كان مستميتا، ففي الحقيقة كان ذلك مجرد فعل لصرف انتباهه للحظات، في تلك اللحظة، تفعّلت خدعة أنمار، تلك اللحظات القليلة كانت كافية لتخلق وهما على مدى واسع كهذا، و بما أن شاهين مجرد ساحر في المستوى الخامس، فلا يمكنه الكشف من خلال وهمها إلا بعد مرور مدة طويلة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا عندما راوغ هجوم الجنرال رعد، و رأى أنه قد اقترب من باسل، ارتاح و اعتقد أنه نجح، و بالنسبة له، فقد فعل، لكن حتى تصرفه هذا كان متوقعا، سابقا قالت أنمار للإمبراطور أنها ستجعل من باسل 'الفريسة'، لكن حتى أنمار لن تقوم أبدا بمثل هذا الشيء في حق باسل، و ما قصدته فعلا، هو وهم يكون باسل فيه هو الفريسة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كل هذا من أجل شيء واحد، كل هذا التخطيط من أجل محاصرة شاهين، فأثناء انشغاله بقتل باسل الوهمي، أثناء ذلك، تحرك الإمبراطورين و الاثنين الآخرين ثم أغلقوا طريق هروبه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما الجنرال رعد الذي شحذ طاقته مرة أخرى ليهاجمه بعد أن هاجمه في المرة الأولى، فقد كانت تلك خدعة فقط، ففي الحقيقة هو كان يشحذ طاقته من أجل الانطلاق بسرعة و إمساك باسل الذي سيكون قريبا من الاصطدام بالأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في النهاية، كان يلعب في راحة يد أنمار، و قامت بجعله يتحرك على هواها و كيفما شاءت، قامت بهذه المسرحية كلها حتى تضمن القبض على شاهين، لو أنها سمحت للإمبراطور غلاديوس و البقية بالدفاع عن باسل، للاحظ شاهين عدم امتلاكه أي فرصة و ركز على الهروب بكل ما يملك، قد يكون بإمكانهم إمساكه عبر اللحاق به، لكن أنمار لا تريد أخذ مثل هذه المراهنة، امتلاك الأقدم الكبير 'كرة الروح الهائجة' جعلها حذرة أكثر مما تكون عليه بكثير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت أنمار بعبوس "لقد كان أصدقاؤك السبب في معاناة باسل، لا تظن أنك ستهرب من دون الإفصاح عن بعض المعلومات"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حوصر شاهين تماما، و احمرت عينيه ناحية أنمار و لعن كثيرا، فجر الرياح ثم انطلق متوجها نحوها "أنت السبب أيتها الغرة اللقيطة، سأقتلك أنت على الأقل لأترك ذلك الوحش الصغير يتعذب، لن أخرج فارغ اليدين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توجه نحوها بسرعة كبيرة، أراد الإمبراطور غلاديوس أن يتحرك فرفع الجنرال رعد يده موقفا إياه. اقترب شاهين من أنمار و صرخ بينما يندفع بكل طاقته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>أوووووه</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اجتمعت حوله الرياح و وضع سيفه أفقيا في المقدمة أصبح كسهم بشري خارق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اخترق أنمار، أو هذا ما اعتقده، و في لحظة وجد نفسه مخترقا الأرض، و أنمار الحقيقية كانت خلفه رافعة سيفها بالسماء مستعدة للنزول به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال رعد بداخله "كما هو متوقع من شريكة الفتى القرمزي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهرت نظرات الرعب على وجه شاهين بعد أن علم الحقيقة، في النهاية، اكتشف أنه خدع حتى النهاية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خداع أنمار لم يتوقف عند النقطة التي حوصر فيها، و المقصد الكامل من هذه الخدعة هو الوصول لهذه المرحلة، عرف بأن تلك الأنمار التي كانت تكلمه كانت نفسها مجرد وهم آخر كان يستفزه ليتحرك كما يريد منه أن يفعل، و أنمار الحقيقية كانت مختفية عن أنظاره تنتظره ليبتلع الطعم للمرة الثانية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتحرك في راحة يدها فقط، بل جعلته يتحرك في منطقة محدودة من راحة يدها، مما جعله أكثر توقعا في تحركاته بالنسبة لها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>زبااااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نزلت على قدميه قاطعة إياهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ شاهين بجنون من الآلام، شاهد قدميه أمامه، فقط في هذه اللحظة، تمنى لو أنه لا يزال يُخادع من طرف هذه الفتاة، لكن للأسف، هذه المرة كان كل شيء حقيقي، انتشرت دماؤه في كل مكان و نزف بشكل غير متوقف حتى غاب عن الوعي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت أنمار بينما تحدق به باحتقار "فليوقف أحدكم نزيفه، لا يزال باسل في حاجة إليه" و بعد انتهاءها اتجهت نحو الجنرال رعد الذي أنزل باسل للأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك بعض الجنود، و كان من بينهم 'هيل' الذي قام تقريبا بكل العمل، استخدم سحره ليعالج شاهين مؤقتا لإيقاف النزيف و إبقائه على قيد الحياة للآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>دو، دو، دو، دو</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصوات تقترب و ترتفع حدتها مع الوقت، اتخذ الجنود ذوي المستوى الضعيف احتياطهم، لكن الجنرال رعد تكلم "لا تقلقوا، إنها مجرد قوات كان يفترض بها تعزيز صفوفنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يترأس هذه القوات رئيسي عائلتي 'آو' و 'كيِرو'، 'آو لان' و 'كيِرو هوانغ'، بعد وصولهما صدما بعد معرفتهما بما حدث، مثل هذا الشيء معقول؟ فكروا في أنهم محظوظين لكونهم كانوا بعيدين، فلو أنهم كانوا هنا، من كان ليضمن نجاتهم؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الليلة شهد جميع الشخصيات العظيمة التي قدر لها أن تكون هنا قوة جديدة، قوة ستغير هذا العالم، لن يطول الأمر حتى يصبح سحرة المستوى السابع شيئا من الماضي، سحرة المستوى السابع الذين مُجدوا كأقوى وجود في هذا العالم سوف يتكاثرون بسرعة خيالية، عندها، الألقاب ستتغير، الجنرال لن يكون ساحرا بالمستوى السادس بعد الآن، و كذلك الحال مع بقية الألقاب الحربية و النبيلة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضعت أنمار باسل على فخذيها و تحسرت لرؤيته لا يزال يعاني، بحر روحه تعرض لــ'كرة الروح الهائجة'، حذرهم معلمهم منها مرارا و تكرارا، فهي شيء سيجعل من الساحر في خبر كان، لسبب ما، كان باسل قادرا على تجاوز محنتها، لكن بحر روحه غير مستقر الآن بتاتا، و يبدو كما لو أنه في حالة اهتياج مما جعل عنصريه الاثنين كذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جسده محطم تماما، بحر روحه مرهق لدرجة لا توصف، إنه يتعذب بواحد من أقسى أشكال التعذيب التي يمكن أن يتعرض لها الساحر، لكن و مع ذلك، لم تدمع عيني أنمار، عينيها شملت كل التعبيرات الحزينة التي يمكن أن تظهر على الشخص، لكنها لم تترك دمعة واحدة تهرب من جفنيها، و استمرت في تمرير يدها على رأس باسل بحنان، هذا المنظر جعلهما في صورة خلابة جدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مع بزوغ الفجر، امتدت أنظار الجميع للسماء، فإذا بأشعة الجرم السماوي ترمى عليهم مانحة إياهم شعورا لا يوصف بالدفء، معلنة بذلك عن نهاية ليل طويل كان سببا في برودة قلوبهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في تلك اللحظة، لم يستطع أي شخص منع نفسه من التفكير في المنظر الذي شاهدوه، ذلك المشهد الذي جعل قلوبهم تُسلب من شدة جماله، كلهم حدقوا في جهة باسل و أنمار، و ببساطة، غمرتهم المشاعر، هذان الطفلان، في هذه اللحظة، لم يكونا سوى مجرد فتاة و فتى، لا أقل و لا أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد كل ما شهدوه منهما، بعد كل ما شعروا به أثناء المعركة من خوف و رعب منهما، كل ذلك قد ذهب مع انبثاق الضوء الذي أعلن عن دخول يوم جديد، و الذي انسل من بين السحب متوجها نحو مكان واحد، نحو أنمار التي بدت كـملاك أتى للاعتناء ببطل من البشر جعلها تعرف ماهية المشاعر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في تلك اللحظة، كل شخص موجود ركز نظره عليهما، أنمار التي تمرر يدها بحنان، و باسل الذي يتعذب، كم كان هذا المنظر عاطفيا يا ترى؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقترب منهما شخص ما و تكلم "أيها السيدة الصغيرة، ما الذي سيحدث للسيد الصغير الآن؟" كان صاحب الصوت التاجر ناصر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التاجر ناصر قاتل مع الكبير أكاغي بكل ما يملك، لكن أحكم قبضته و لعن نفسه لعدم امتلاكه القوة الكافية، لم يستطع في النهاية المساعدة بأي شيء مفيد، بشعور كهذا، تقدم نحو أنمار ليسألها عن حالة باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعينيها الزرقاوين، التي تجعلك تظن أنك تحدق في السماء الواسعة، و تجرك معها بعيدا، تجعلك تنغمس في أفكارك عميقا، حدقت في التاجر ناصر، و ببطء غيرت مسار نظرها لباسل و لم تتكلم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عرف التاجر ناصر ما المقصد من هذا الفعل، لو أنها عرفت لسارعت بكل ما تملك في البدء بعلاج باسل، لكنها لم تفعل، أحس التاجر ناصر بالعجز أكثر و أكثر، و وقف متجمدا في مكانه بينما يحدق في باسل لوقت غير معروف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أتى العديد من الأشخاص و أحاطوا بأنمار و باسل، الكبير أكاغي، الجنرال منصف، جميع القادة الذين شاركوا في هذه الحرب، وقف الرئيس 'آو لان'، الرئيس 'كيِرو هوانغ' و الرئيسة 'موراساكي فايوليت' بعيدا عنهم، شعروا أنهم لا ينتمون لذلك المكان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال رعد بعد مدة من الصمت الطويل "أيتها الفتاة الشقراء، للوقت الحالي، فلنذهب به لمكان مريح للاعتناء به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت أنمار به، و مع موافقتها، تحرك قادة التشكيل و حملوا سيدهم بحرص شديد، ثم اتجهوا به لعربة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كنهاية للحرب التي بدت كما لو أنها طويلة مع أنها لم تأخذ سوى بضعة أيام، تنفس الجميع الصعداء و تحدث الكبير أكاغي صارخا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[في هذه الحرب كلنا شاهدنا العجائب و الغرائب، لكن كل ذلك قد انتهى، و من الآن فصاعدا سنجعل من عالمنا مكانا أفضل، مكانا آمنا لعائلاتنا، أنا، كريمزون أكاغي، أعلن عن عودة 'إمبراطورية الشعلة القرمزية'، و كإمبراطور لها، سأحرص على بث الطمأنينة و السكينة في قلوب ساكنيها، أما الآن، النصر لنا في هذه الحرب]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رفع يده و صرخ [هووااااه]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كذلك تبعه الجنود بحماس [هوواااااااه]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توجه القادة الكبار و الإمبراطورين مع الكبير أكاغي في المقدمة نحو القاعة الرئيسية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فور دخولها حتى أحس الكبير أكاغي بقلبه سينفجر، يا لها من سعادة شعر بها، خمسين عاما لم تكن سهلة على الإطلاق، كلها كانت معاناة و عدم قدرة على أخذ الثأر من العدو الذي وجب عليه طاعته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اتجه نحو عرش الإمبراطور و حدق به، غمرته المشاعر، و من دو أن ينطق بكلمة واحدة، جلس عليه فقط مع دموع تسقط من جفنيه ببطء كما لو أنها تسحب معها كل الآلام التي عاناها طوال هذه السنين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>____</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مرور بعض الأيام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"متى سنقيم الاجتماع؟" تحدث الرئيس تشارلي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الكبير أكاغي الذي كان يجلس على عرش الإمبراطور "يا صديق والدي، نحن لن نقوم بأي تحرك و لن نقوم بأي اجتماع حاليا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد الرئيس تشارلي و قال "أنا أعلم أنك تريد انتظار الفتى باسل حتى يستيقظ، لكننا لا يمكننا إطالة انتظار الإمبراطورين بسبب هذا الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اعذرني" تأسف الكبير أكاغي و تحدث بنبرة جدية "أنا لا أنتظر حليفنا باسل بسبب عاطفتي فقط، لكنه يجب أن يحضر هذا الاجتماع مهما حصل، فكما رأينا في الحرب، فهو بدا كما لو أنه يعرف من حلف ظل الشيطان الذي تحدث عنه ذلك الأقدم الكبير، حتى لو أقمنا اجتماعا، فلن نصل لنتيجة مرضية به، و سيتحول لاجتماع يتمحور حول الإكسيرات و الأدوات التي ظهرت مؤخرا، أنا أريد جعل من هذا شيئا ثانويا بجانب الموضوع الرئيسي الذي هو كيفية تعاملنا مع هذه القوة الغير معروفة التي ظهرت في عالمنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد الرئيس تشارلي مرة أخرى و قال "لديك وجهة نظر، حسنا فلننتظر، لكن، ألم يمر حوالي عشرة أيام حتى الآن و لا زال الفتى باسل في نفس حالته؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الكبير أكاغي و تحسر على هذا الأمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأيام، نُقِل باسل للمنزل الذي اشتراه بناء على طلب أنمار، هذه الأخيرة اعتنت به كل هذه الفترة من دون كلل أو ملل، حتى أنها لم تنم و أخذتها بضع غفوات فقط، لكنها كانت مستيقظة تماما، لم يكن بإمكانها النوم أبدا بينما باسل لا زال يتعذب في حالته تلك، جسمه بدأ يتماثل للشفاء، لكن سرعة شفاءه كانت بطيئة، لقد كان ذلك آثار أخذه لإكسيري علاج مرة واحدة، لكن هذا سبب واحد من عدة أسباب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دعت أنمار بكل ما استطاعت، و لسبب ما، لم يكن بإمكانها التواصل مع معلمها عبر خاتم التخاطر مهما حاولت، مما زاد حسرتها و جعل خوفها على باسل أكبر مع كل ثانية تمر، وجه باسل كان شاحبا كثيرا كوجه الميت، رؤيته في مثل هذه الحالة جعل أنمار تشحب مثله من القلق عليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مرة كل فترة يأتي قادة التشكيل و التاجر ناصر، الجنرال منصف، العديد من الأشخاص قد أتوا، كل من لهم علاقة قريبة بباسل أتوا لزيارته، لكنهم كلهم يذهبون، و في النهاية تبقى أنمار لوحدها بينما تصنع جميع أنواع الأعشاب و الأدوية التي تعلمتها لتحسين حالة باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن مع ذلك، حالته لا زالت سيئة كما هي من دون أن تتغير و لو بقليل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في مكان لا يريد بشر هذا العالم الاقتراب منه أبدا، مكان يعرف بأكبر منطقة محظورة في العالم، مكان منعزل تماما جعلته الوحوش السحرية عالما خاصا بها، كان هناك عجوز بمثل هذا المكان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا المكان الذي عرف على مر الأزمان كــ'قارة الأصل و النهاية'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شملت قارة الأصل و النهاية كل أنواع الوحوش السحرية، من أضعفها لأقواها، ترسَل بعثات لهذه القارة مرة كل سنوات من جميع القوات في العالم لتحصيل بعض الكنوز، خلالها، يكون القتال فيما بينهم حول من يستطيع جني الأرباح أكثر من هذه الرحلة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لو أن قوة ما قامت بالتحرك نحو هذه القارة، فلن تبقى القوات الأخرى ساكنة في مكانها، و سوف يشدون الرحال أيضا لذلك المكان الذي يشاع عليه امتلاؤه بالعجائب و الغرائب، يقال أن هناك أشياء ليست من هذا العالم، أشياء تجعل لعاب كل الوجود في هذا العالم يسيل، لذا دائما ما تكون هناك منافسة قاسية على الكنوز</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خلال هذه الخمسة عشر سنة الماضية، لم يقم أي أحد بالذهاب لقارة الأصل و النهاية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن في هذه اللحظة، كان هناك عجوز يقف في أعمق جزء من هذه القارة، وقف فقط و حدق في التماثيل الهائلة التي اتخذت شكل محاربين أشداء، هذه التماثيل بدت كما لو أنها حية، فقط بجمودها هناك، كانت كافية لإبعاد أي ساحر من شدة هيبتها، عددها وصل للمائة، بالمنطقة المحيطة، بغرابة، لم يكن هناك أي وحش سحري، و كانت الجبال تحيط بالمكان و الأنهار التي تمر من بينها بينما تنتج شلالات بسقوطها، و أشجار الغابات تتحرك بنسيم الرياح، كان المكان هادئا بشكل مخيف جدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا الرجل العجوز هو إدريس الحكيم. لقد زار جميع العوالم الرئيسية و اخترق الكثير من العوالم الثانوية، اكتسب الحكمة السيادية، استطاع فهم جميع أنواع النقوش و المخطوطات القديمة، ليس هناك كتاب لم يقرأه، يمكنك القول أنه كان الشخص الأكثر اكتسابا للمعرفة في شتى العوالم كلها، و لم يكن هناك أي شخص يستطيع القول 'أعرف' في حضوره، عندما كان يتكلم، كان يجب على الجميع الإنصات إليه، لا يمكن لأي شخص اكتساب الحكمة السيادية، فقط واحد في كل آلاف السنين من يبارك بهذه الهدية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>إدريس الحكيم، لُقب من الناس بهذا الاسم و انتشر هذا الأخير في جميع بقاع العوالم الروحية، و كل من سمع اسمه، وجب عليه إحناء رأسه احتراما له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن إدريس الحكيم بنفسه كان يقف أمام هذه التماثيل و عبس بشدة كبيرة كما لو أنه يجد صعوبة ما في شيء ما ثم تكلم "لم أكن أظن في يوم من الأيام أن العالم الوهن سيكون به عالم ثانوي تحكمه نية سامية مثل هذه، أن لا أستطيع أنا بحكمتي و معرفتي فك هذه المصفوفة، ماهيتها؟ و ماهية صانعها؟ أنا هنا إلى أن أكتشف هذا الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمضى إدريس الحكيم أياما عديدة في دراسة هذه التماثيل التي تمثل المصفوفة نفسها، و بعد مدة غير معروفة من الوقت، أخيرا كان قادرا على رؤية نمط واحد من بين الآلاف من النقوش الروحية التي تمتد عبر التماثيل و التي تكون فضاء حاجزا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بمجرد ما أن وضع نيته بهذا النمط من أجل التحكم به و الانطلاق للنمط التالي، حتى تحرك تمثال من بين المائة تمثال، كان لعذراء تحمل قوسا، هذا التمثال الشاهق الذي وصل علوه لأكثر من ثلاثين متر تحرك فجأة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتحرك من مكانه، لكنه حرك يديه، واحدة تحمل القوس و الأخرى تسحب سهما مكونا من طاقة روحية خالصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء، ظهر القلق على وجه إدريس الحكيم، و بسرعة حرك يديه بشكل دائري و استخدم طاقته الروحية، كون دائرة من الضوء و ركز عليها لقليل من الوقت ثم صرخ "هاا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلق من الدائرة التي بلغ قطرها عشرة أمتار ضوء سامي، و في الجهة الأخرى انطلق السهم المكون من الطاقة الروحية الخالصة و توجه مستهدفا إدريس الحكيم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>السهم حمل معه قوة كبيرة جدا جعلت هجمة إدريس الحكيم عديمة النفع، هذا السهم جلب معه أحكام سامية كما لو أنه كان يريد الطغيان على كل الوجود</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اخترق السهم ضوء إدريس الحكيم و انطلق إليه مستهدفا إياه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه اللحظة، فهم إدريس الحكيم شيئا واحدا، أنه لن يكون بإمكانه الدخول لهذا العالم الثانوي مهما حاول، لقد اخترق المئات من العوالم الثانوية و جعل نية البعض منها تحت إمرته، لكن نية هذا العالم كانت تبدو فوق قدر مستطاعه بكثير، برؤية ذلك السهم، فهم إدريس الحكيم أخيرا مدى قوة تلك النية، ذلك السهم مجرد جزء بسيط جدا من قوة هذه المصفوفة، قوتها الكاملة لا يمكن تصورها، جعل هذا الأمر إدريس الحكيم يفهم لما وجد صعوبة مع هذه المصفوفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج رمحا خشبيا، و بمجرد ما أن فعل حتى التفت حول هذا الرمح طاقة ملكية، و في الحال ظهرت أرض واسعة تحت قدمي إدريس الحكيم، كانت تمتد لآلاف الأمتار، هذه الأرض الواسعة توهجت كلها و بدأ شكلها يتغير، بدت كما لو أنها تُضغط لتصبح أصغر أكثر و أكثر مع الوقت، و بعد قليل، كانت قد أصبحت عبارة عن رمح ضوئي ضخم للغاية، كان هذا الرمح هو نفسه الرمح الذي أخرجه إدريس الحكيم سابقا، يبدو كما لو أنه اندمج بتلك الأرض الواسعة التي تحولت مما كون مثل هذا الرمح الضوئي الهائل، التف حول الرمح رياح عاصفة و أعاصير مدمرة، بينما كان الرمح نفسه يتشكل من الضوء و به نقط صغيرة متوهجة كالنجوم التي بالسماء المظلمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه النجوم الصغيرة انفجرت كلها مرة واحدة و انطلق الرمح بسرعة خارقة و التقى بالسهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووووووووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجر المكان كله و خلف آثارا مهولة، كما لو أن هناك نيازك قد أصابت المنطقة، اهتز المكان كله على بعد آلاف الأميال و جعل كل الوحوش السحرية بجميع مستوياتها تبتعد بعيدا قدر استطاعتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تلك الهالة التي أنتجها تصادم قوة إدريس الحكيم بقوة التمثال جعلت كل الوجود في المنطقة على بعد آلاف الأميال ترتعد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فجأة، الغابات و الجبال و الشلالات كانوا قد أصبحوا غبارا، توقف إدريس الحكيم و عاد رمحه لطبيعته الأصلية ثم تكلم "أنت لا تريدني أن أدخل مهما حدث ! لا يبدو أنه باستطاعتي الدخول عنوة، أنا أعرف أنك تسمعني، أجب يا أيها الخبير السامي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يحدث أي شيء، و بعد مدة من الوقت، تكلم صوت و الذي كان كصوت الرعد "عد يا أيها الحكيم المبتدئ، هذا ليس بمكان يمكنك الدخول إليه، فقط سكان العالم الواهن لهم الحق بذلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همف" تهجن إدريس الحكيم و قال "يا لها من نبرة متعجرفة التي تملكها، لقد امتلكت الحكمة السيادية منذ 1000 سنة، و أنا في المرحلة الثالثة، و مع ذلك تناديني بالمبتدئ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الصوت مرة أخرى كما لو أنه صوت الصاعقة "المرحلة الثالثة تترجم لمبتدئ، عد أدراجك و سأغفر لك أفعالك التي عكرت مزاجي الهادئ، إن حاولت المساس بالمصفوفة مرة أخرى فسوف تلقى عقابا شديدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس إدريس الحكيم و تنهد بعد مدة، قد يكون هذا الصوت متعجرفا، لكن تعجرفه هذا ليس من فراغ، تكلم إدريس الحكيم "قلت أن سكان العالم الواهن من لهم الحق في الولوج، لك هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حظا موفقا في ذلك، لكن لا تظن أن الأمر بهذه البساطة" تكلم الصوت و بدا كما لو أنه يبتعد في كل كلمة يقولها حتى اختفى تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم إدريس الحكيم "نية سامية، هاه؟" التف ثم قال "يجب علي الخروج الآن من هذا النطاق و العودة للفتى باسل، سيكون على تلقينه دروسا غير منتهية ليكون باستطاعته الدخول لهذا العالم الثانوي، لو أنه نجح، فلا أعلم ما المكاسب التي قد يتحصل عليها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك إدريس الحكيم و بإشارة دائرية من يده ظهرت دائرة ضوئية، اخترقها بجسده فالتفت حوله و حلق بعيدا حتى استطاع الخروج من حاجز غير مرئي أكد خروجه من نطاق ما، لقد كان قد كسر مصفوفة أولية جعلته في نطاق آخر تحت سيطرة هذه النية السامية، هذا النطاق لوحده امتد لآلاف الأميال، و بمركز هذا النطاق كانت توجد المصفوفة الرئيسية التي أساسها تلك التماثيل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، أتاه اتصال بخاتم التخاطر مباشرة، بما أنه كان في نطاق آخر، لم يكن باستطاعة أي أحد آخر التواصل معه عبر خاتم التخاطر، بسرعة أجاب (ما بك أيتها الصغيرة أنمار؟)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(معلمي، أسرع من فضلك، أنا لا أعرف ما الذي يجب علي فعله، لقد مر شهرين و باسل لا زال غائبا عن الوعي نتيجة لمعركة) أجابت انمار بأسرع ما أمكنها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس إدريس الحكيم ثم تكونت أمامه عدة دوائر ضوئية مثل التي صنعها قبلا مرة أخرى بإشارة من يديه، تكلم (أنا آت، انتظري لقليل من الوقت فقط) ثم اخترق تلك الدوائر الضوئية واحدة تلو الأخرى، و في كل مرة فعل ذلك، كانت سرعته تزداد بشكل خارق، في الأخير أصبح عبارة عن ضوء و حلق في اتجاه باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أيام قليلة، وصل المعلم و ظهر أمام باسل الغائب عن الوعي، و أنمار التي كانت تأخذها غفوة استيقظت و تكلمت بفزع "معلمي، باسل، إن باسل..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع إدريس الحكيم يده على رأسها و جعلها تهدأ ثم قال بعد التحديق في باسل بعبوس شديد "بقايا استخدام طاقة روحية ! ؟ ما الذي يحدث هنا ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهم إدريس الحكيم لما هناك آثار لطاقة روحية متبقية على باسل، في لحظة، استجمع أفكاره و قام بوضع جميع الاحتمالات، لكنه مع ذلك لم يعلم و لم يفهم لماذا؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق إدريس الحكيم في باسل بعمق و فكر لقليل من الوقت، وضع يده على ذقنه ثم جلس متقاطع القدمين أشار لأنمار بفعل المثل، عندها تحدث بادئا كلامه بجدية "أرى أن عنصر التعزيز الخاص به قد بلغ المستوى التاسع، إذا لقد شرب إكسير التعزيز مرة أخرى، يضعف الختم في كل مرة يرتفع بها في المستوى، وضع الختم على هذه الطريقة لأن جسده سيصبح أقوى في كل مستوى يرتفع به و يستطيع تحمل الطاقة الخارجية التي سيزداد حجمها مع كل مستوى يرتفع به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...هكذا كان يجب أن يسير الأمر، و عندما سيدخل للقسم الثاني من مستويات الربط و يكتسب القدرة على التحكم في الطاقة الخارجية، سينكسر الختم نهائيا و سيكون عليه التحكم في الطاقة الخارجية من أجل إيقافها، من المفترض أن تسير الأمور على هذا المسار، لكن شربه لإكسير التعزيز لمرتين تسبب في جعل عنصر التعزيز الآتي من الطاقة الخارجية يفوق مستوى عنصر النار مما تسبب له في جعل جسده الذي لا زال كجسد ساحر من المستوى السادس يواجه طاقة أكبر من مستواه بكثير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحقيقة، جسد باسل أقوى من مستواه الفعلي، فهو دربه قبل حتى أن يصبح ساحرا، و حتى عندما أصبح ساحرا استمر في تدريبه من أجل تسهيل الأمر عليه كي لا يشعر بأي شيء من الطاقة السحرية الخارجية التي تتوغل لجسمه، و عندما شرب إكسير التعزيز، اضطر لعدم استخدامه حتى أصبح جسده مؤهلا لذلك عن طريق تدريبه بطريقة أقسى، لأنه بمجرد ما أن يستخدم عنصر التعزيز حتى تقوم الطاقة الخارجية بالدخول لبحر روحه عبر جسده. و في الأخير، أصبح جسده قادرا على استيعاب طاقة خارجية من المستوى السابع، لكن المستوى التاسع كان شيئا فوق قدر المستطاع بكثير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث إدريس الحكيم بعد أن تنهد "سيجب عليه تدريب جسده مرة أخرى و الامتناع عن استخدام عنصر التعزيز مؤقتا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل إدريس الحكيم أنمار عما حدث بالتفصيل ليرى إن كان بإمكانه وضع تفسير لهذا الأمر الغريب الذي يحدث لباسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حكت أنمار لمعلمها ما حدث قبل شهرين مع ذكر كل التفاصيل، مما جعل إدريس الحكيم في حيرة أكبر، بقايا الطاقة الروحية هذه ناتجة من استخدام لها (الطاقة الروحية) من طرف باسل أثناء نهاية معركته ضد الأقدم الكبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول إدريس الحكيم تفسير هذا الأمر بكونه له علاقة بـكرة الروح الهائجة، لكنه نفى هذا الاحتمال، لا يمكن لـكرة الروح الهائجة أن تتسبب في هذا، فالسبب في عدم تأثيرها على باسل هو استخدامه للطاقة الروحية، بمعنى أنه اكتسب الطاقة الروحية قبل أن يصاب بكرة الروح الهائجة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مهما و كيفما رأيت، ستجد أن باسل لا زال في مستويات الربط، لا زال لم يضع إصبعا واحدا داخل المستويات الروحية، شيء مثل هذا غير مألوف على الإطلاق، حتى بالنسبة لإدريس الحكيم نفسه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت أنمار بقلق "أيها المعلم، ماذا قصدت سابقا بـبقايا طاقة روحية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وجه إدريس الحكيم نظره لأنمار و تحدث بنبرة واضحة "أيتها الصغيرة أنمار، لقد سبق و حدثتكما عن مستويات الربط و فصلت لكما ما تحتاجانه من معلومات، لكني لم أعطكما معلومات كافية عن المستويات الروحية، هذا من أجل جعلكما تركزان على الأهداف القريبة من أجل تحقيقها بشكل أسرع بدل محاولة اللحاق بأهداف بعيدة عنكما قد تكون سببا في ركود نموكما بعد بلوغها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماءت أنمار رأسها، بعد باسل، ليس هناك من هو أكثر ثقة بالنسبة لها من المعلم، لكن من ناحية التعليم، كان الأكثر ثقة بالنسبة لها و الأكثر حكمة بإرشاده، فلا يمكنها أن تجادله أبدا فيما يقول لها، كان يجب عليها هي و باسل الاستماع و التعلم، إن لم يتحدث معلمهما عن شيء ما، فهذا يكون من أجلهما، بالطبع كانت المستويات الروحية دائما تشغل بالهما، لكنهما لم يسألا عنها طالما معلمهما لم يبدأ الكلام حولها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، أخيرا أتى المعلم بهذا الموضوع للحديث حوله، تكلمت أنمار سائلة معلمها "ما علاقة هذا بحالة باسل الآن يا معلمي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب إدريس الحكيم "حسنا، مما رأيت و لازلت أفعل، فالفتى باسل قد استخدم طاقة روحية سابقا ضد ذلك الشخص الذي تحدثت عنه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم؟" استغربت أنمار و سألت مرة ثانية "ألم تقل أننا لا يمكننا إدراك الطاقة الروحية إلا بعد بلوغنا المستويات الروحية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد إدريس الحكيم و أجاب "نعم هذا صحيح، و هذا ما حيرني طيلة هذا الوقت، حتى أنا لا زلت لم أفهم لما كان الفتى باسل قادرا على استخدام طاقة روحية، لكن هناك شيء أشك به مع أنه لم يحدث على مر الأزمان أبدا، ليس على حد علمي على الأقل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استفسرت أنمار حول هذا الأمر، فاستأنف المعلم شرحه "قد يكون قد حان وقت معرفتكما بهذا الأمر، قبل هذا سيكون على شرح بعض الأمور أولا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...كما تعلمين، كل شخص يولد بنقط أصل، و من أجل البدء في رحلة المسار الروحي، سيكون عليه فتح هذه النقط، لقد حدثتكما سابقا عن هذا الأمر، كل شخص قادر على أن يصبح ساحر، سواء كانت موهبته ضعيفة أم لا، الذكاء يكون له دور فعال، و العزيمة لها نفس الأهمية، لكن مع ذلك، ليس الكل يكون باستطاعته الاختراق للمستويات الروحية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغربت أنمار فسألت عن السبب منتظرة جواب معلمها الذي كان كالتالي "لأنهم لا يكملون ربط نقط الأصل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تفهم أنمار الأمر بعد، لكن إدريس الحكيم بدأ تفسيره بشكل مبسط أكثر "ربط نقط الأصل مختلف عن فتحها، تسمى المستويات الأربعة عشر مستويات الربط لأن خلالها يتم ربط كل نقطة أصل بالأخرى بينما يتكون حاجز روحي حولها (نقطة الأصل) و حول بحر الروح عند انتهاء الربط بالكامل. عادة، يتم ربط نقط الأصل الأربعة عشر كلها عند بلوغ قمة المستوى الرابع عشر، يتم ربط نقطة أصل الشخص الطبيعي ذو الموهبة الطبيعية بأخرى في كل مستوى يرتفع به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...عند بلوغه لقمة كل مستوى، يتم تشكيل حاجز روحي حول نقطة الأصل و بهذا يكون قادرا على المرور للبدء في تشكيل حاجز حول نقطة الأصل التالية، و هذا ما يسمى بـ'ربط نقط الأصل'، هذا ما يكون عليه الوضع غالبا بالنسبة لشخص طبيعي و موهبة طبيعية، لكن ليس الكل سواء، فهناك أشخاص طبيعيين بموهبة ضعيفة و آخرين بموهبة مرتفعة، لذا تجد بعض الأشخاص قد بلغوا قمة المستوى الرابع عشر و مع ذلك لم يُتِمُّوا ربط نقط الأصل، و في الجهة الأخرى، تجد أشخاصا قد أتموا ربط نقط الأصل قبل بلوغ المستوى الرابع عشر حتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...هؤلاء، يعتبرون ذوي موهبة كبيرة جدا، ما ينادى عليهم بالعباقرة، فهناك من منهم قد بلغ قمة المستوى الأول فقط، و مع ذلك كان قد ربط ثلاث نقط أصل بالفعل، لأنه عندما كان قد اكتسب سحره لأول مرة، بمعنى عندما اخترق للمستوى الأول و أصبح ساحرا، استطاع ربط نقطتي أصل مرة واحدة، هؤلاء يكونون لهم شأن عظيم، فهذا يدل على موهبتهم العظيمة و المستقبل المشرق الذي ينتظرهم، غالبا ما أصبحوا شخصيات عظيمة في التاريخ. و عند إتمام الساحر لربط نقط أصله، يكتسب بحر روحه إرادة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تفهم أنمار ما قصده المعلم مرة أخرى، لكنه و من دون أن يترك لها المجال لتسأل، أكمل شرحه "إرادة بحر الروح شيء يكون موجود دائما، فقط تكون مجزَّأة، و عند إنهاء ربط نقط الأصل و تشكيل الحاجز على كل واحدة منهن، يتكون الحاجز أيضا حول بحر الروح نفسه و يكتسب إرادته الخاصة، إرادته تتبع إرادة مالكه، إرادته ليست مستقلة بتاتا، لكنها متصلة مع إرادة المالك، عند اكتساب بحر الروح لهذه الإرادة، سيكون عندها قادرا على التحكم في روح الوحش الروحي التي سيستحوذ عليها الساحر من أجل الاختراق للمستويات الروحية، هذه الإرادة ستكون كالختم الروحي على إرادة الروح المستحوذ عليها، و عند الاختراق، يتحول بحر الروح ليصبح روحا كاملة مكتملة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"انتظر من فضلك أيها المعلم، ماذا تقصد بالاستحواذ على روح وحش روحي؟" سألته أنمار مستغربة و متفاجئة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم إدريس الحكيم "سأشرح لك هذا الأمر جانبا إلى باسل عندما يستيقظ"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأت أنمار و وقفت من دون أن تشعر، تكلمت بسرعة كبيرة "هل هناك وسيلة لجعله يستيقظ أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اهدئي أيتها الصغيرة أنمار، كل ما يحدث لباسل الآن مجرد إرهاق غير طبيعي لبحر روحه الذي استخدم طاقة روحية قبل أن يتحول لروح كاملة مكتملة، الطاقة الروحية نقية للغاية، بحر الروح الذي يستطيع التعامل مع الطاقة السحرية لا يمكنه تحمل نقاوة الطاقة الروحية و قوتها المركزة بشكل لا يوصف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلست أنمار مرة أخرى و هدأت كما طلب منها معلمها الذي أكمل قائلا "كل ما نحتاج لفعله الآن هو إخماد و تبديد بقايا الطاقة الروحية التي خلّفها استعمالها (الطاقة الروحية)، عندها سيهدأ بحر روحه مرة أخرى، لكن هذه العملية ستأخذ بضعة أيام من أجل إنهاءها، لذا فلتصبري لذلك الحين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنفست أنمار الصعداء و فرحت كثيرا، خبر سلامة باسل أكثر من كاف ليجعل مزاجها عظيما و تقفز من الفرح، إن اختفى باسل من حياتها، فلن يكون هناك سبب لعيشها، عندها سألت معلمها "آه، إذا ما سبب اكتساب باسل لطاقة روحية؟ قلت أنك تشك في أمر ما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف المعلم و اقترب من باسل، حدق فيه بعمق و تحسر بداخله ثم قال " أعرف عن أشخاص اكتسب بحر روحهم إرادة قبل بلوغ قمة المستوى الرابع عشر بسبب كونهم قد أكملوا ربط نقط الأصل بالفعل، لكن هذا يكون بعد دخولهم للقسم الثاني من مستويات الربط، أسرع شخص يمكنه إتمام ربطها كلها يكون بالمستوى الثامن، لكني لم أسمع بشخص قد أكمل ربط نقط الأصل في حين لا يزال بالمستوى السادس و اكتسب بحر روحه إرادة، و ليس هذا فقط، بل و تجسدت به قليل من قوة نطاق الأرض الواسعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...حالة باسل مختلفة بامتلاكه عنصر التعزيز الذي بلغ المستوى التاسع، فهو شخص غير طبيعي ذو موهبة مرتفعة، لذا أظن أنه يتفوق على الأشخاص الطبيعيين ذي الموهبة المرتفعة الذين قد أكملوا ربط نقط الأصل مع أنهم في القسم الثاني من مستويات الربط فقط، عبقري بين العباقرة، حتى أنا ليس بإمكاني تحليل بحر روحه الذي لا زال لم يتطور ليتشكل كــروح"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...ما يمكنني الشك به هو أن إرادة بحر روحه كانت قادرة لمس الدرج الأول من المستويات الروحية و اكتساب القليل من قوتها، و ما سبب هذا كان المغامرتين اللتين خاضهما بشربه لإكسيري علاج و إكسير تعزيز، على ما أظن، بسببهما كان قادرا على ربط نقط الأصل جميعها و اكتساب بحر روحه لإرادة استطاعت بلوغ جزء من قوة من نطاق الأرض الواسعة، مع أن هذا يبقى أمر لا يمكنني فهمه على الإطلاق. سيجب على درس هذه الحالة جيدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث إدريس الحكيم بداخله "إرادة بحر روح استطاعت استخدام طاقة روحية قبل أن تتطور لتصبح روح، كيف ستكون إذا عندما تصبح روحا كاملة مكتملة ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس إدريس الحكيم بجانب باسل و وضع يده فوق جبهته، و انطلاقا من نقطة الأصل التي بها بدأ يتحكم في مجرى سيران طاقة باسل، مثل هذا الأمر لن يقدر على فعله سوى المخضرمين و الذين لهم تحكم مثالي في طاقتهم سواء السحرية كانت أم الروحية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهو سيقوم بإدخال طاقته الروحية عبر نقط أصل باسل، و هذا سيسبب ألما كبيرا له بسبب مقاومة مسار نقط أصله و بحر روحه للطاقة الخاصة بشخص آخر، لكن سيكون عليه التحمل، فبمستوى باسل الحالي بغض النظر عن حالته، لن يكون بإمكانه إخماد و تبديد بقايا الطاقة الروحية، لذا يجب عليه ترك الأمر بيد شخص آخر و تحمل الآلام الناتجة عن ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و ليس هناك من هو أفضل من إدريس الحكيم في القيام بهذا العمل، قد تكون حالة باسل هذه غريبة، لكنها لا تختلف كثيرا عن الكثير من الحالات التي رآها إدريس الحكيم طيلة حياته، هناك من فقد السيطرة حتى على طاقته الروحية، و هناك من أصيب بلعنة روحية، مر بالكثير من هذه الحالات و كان قادرا على النجاح في علاجها كلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مجرد إخماد و تبديد لبقايا طاقة روحية أمر في غاية البساطة بالنسبة له مقارنة بما جربه من قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد ما أن توهجت يد إدريس الحكيم و توغلت طاقته الروحية عبر نقطة الأصل التي بالجبهة حتى اهتز جسد باسل و ارتفع ثم نزل من شدة الآلام و الصدمة التي أحس بها، هو بالفعل يمر بتجربة قاسية من التعذيب، و مع ذلك، لم يتغير تعبير وجه إدريس الحكيم و ظل هادئا كما كان و أكمل عمله في التنقية بطاقته الروحية النقية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قد يبدو من الوهلة الأولى أن علاج باسل الذي سيأخذ بضعة أيام طويلا، لكن الأمر ليس كذلك، تنقية بحر روح أو روح شخص ما، تعني التوغل بطاقتك الروحية لبحر روحه أو روحه، و أبسط خطأ يمكنه أن يزيد الحالة سوءا و يتسبب في تدمير الشخص بدل علاجه، الآن يجري إدريس الحكيم عملية التنقية حيث يقوم بإخماد كل جزيْء من الطاقة الروحية الخاصة بباسل، و بعد جعله يهدأ يقمعه بطاقته الروحية و يمحوه، و هكذا ينتقل من الجزيء للآخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مرت ثلاثة أيام و لم يتوقف إدريس الحكيم عن عمله، أراد أن ينتهي من هذا الأمر بأسرع ما أمكنه، و كذلك أنمار التي بقيت حريصة على مشاهدة التغيرات التي تطرأ على باسل طيلة هذه المدة، و بنهاية اليوم الثالث، ذهب الشحوب الذي كان يظهر على جسم باسل كله و ليس فقط وجهه، كما وقف المعلم و تحدث "حسنا لقد انتهيت، الآن سيعود بحر روحه للاستقرار تدريجيا، طاقته الروحية هي التي ساعدته في النجاة من الطاقة الهائلة الخاصة بعنصر التعزيز، فهي تمتصها لجعلها قابلة للتحكم بالنسبة لباسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرحت أنمار كثيرا و أزيل الثقل من على صدرها الذي كان يجعل تنفسها صعبا طيلة الشهرين الماضيين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم إدريس الحكيم "أيتها الصغيرة أنمار، الآن بما أنك اطمأننت على صحته، ارتاحي أنت أيضا، بالنظر إليك، يمكن للشخص أن يعرف أنك لم تأخذين قسطا للراحة طيلة هذه الشهرين، لا تقلقي على الفتى باسل، سوف يكون واعيا بالغد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمعت أنمار لكلام معلمها و نامت بوضع رأسها فقط على السرير الذي ينام عليه باسل بينما جسدها على الكرسي، و بعد أن ارتاحت نفسيتها، لم يهم الوضعية التي كانت عليها، غطت في نومها بأريحية و بنظرة هنيئة على وجهها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رآهما إدريس الحكيم و فكر بداخله "رأيت الكثير من أنواع الحب، لكنني لم أرى في حياتي شخصا يعز أحدا آخر لهذه الدرجة، لقد كان خياري صائبا في جعلها تأخذ جانبه، غير ذلك، سيكون الفتى باسل وحيدا في مساره الروحي من دون أن يجد أي أحد ليرافقه قدما بقدم و يثق به بشكل أعمى، قد تكون لا زالت صغيرة، لكن عشقها له يستطيع تجاوز آلاف السنين و اختراق العوالم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم ثم التف و اختفى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الصباح التالي، أشرقت الشمس و نزلت بأشعتها على غرفة باسل، فإذا بهذا الأخير يفتح عينيه و يجلس في مكانه، عندها رأى أنمار المنهكة تماما، حدق فيها بحنان و لم يدري حتى كانت يده متوجهة نحو شعرها، عندها استيقظت أنمار فجأة مما جعله يرجع يده بسرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أنمار التي شاهدت باسل جالسا فاتحا عينيه، طارت من الفرح و قفزت عليه بينما تصرخ "باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقضت عليه و عانقته بشدة، احمر وجه باسل قليلا، صدرها يلامس وجهه، بينما ساقيها تلتف حول جسده، لقد أمسكته بجسدها كله مما جعل باسل لا يعرف ماذا يفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>آآآه</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ باسل قليلا من الألم، فأزاحت أنمار نفسها عنه و مدت يدها عليه خائفة عليه "ما بك؟ ألا زلت تعاني؟ ألم تشفى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد باسل ثم تكلم بعد أن أزاح يده عن صدره الذي كان يمسكه بإحكام "لا، لا شيء، فقط بعض الآلام الجسدية، لا زال جسمي لم يتعافى كليا فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع لا زال لم يفعل، فحتى الآن لا زالت الطاقة الخارجية تتوغل لجسمه بسبب إيجادها لمكان فارغ، هذا يحدث لأن القطعة الأرضية الصغيرة تقوم بامتصاص طاقة عنصر التعزيز لجعله قابلا للتحكم و لا يدمر بحر الروح، و في المقابل، تتوغل الطاقة الخارجية لتعوض الطاقة التي فقدت، و هكذا تستمر الدورة اللانهائية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهدت أنمار و ارتاحت، عندها سألها باسل "أين المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم؟" استغربت أنمار ثم قالت "كيف علمت عن قدومه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "البارحة عندما تماثلت للشفاء استطعت الشعور به، لم أكن قادرا على الاستيقاظ لكني كنت قادرا على الشعور بما حولي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظرت أنمار في الأرجاء و لم تجد معلمهما فاستغربت قائلة "لقد كان هنا قبل نومي، يبدو أنه ذهب مرة أخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا" قالها باسل و نهض عن مكانه ثم لبس سترته و سرواله الأبيضين، ارتدى حذائه الأحمر ثم تكلم "كم مر من الوقت و أنا فاقد للوعي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابته أنمار، فوضع باسل يديه على ذقنه "شهرين، هاه ! لقد غبت طويلا، هيا، يجب أن نذهب للقصر الإمبراطوري، لقد تنقلت عائلة كريمزون إلى هناك، أليس كذلك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"نعم" أجابت أنمار و أكملت "لقد انتظرك جدي لتستيقظ طوال هذا الوقت من أجل إقامة الاجتماع، جعل حتى الإمبراطوريين ينتظران طيلة هذه المدة من أجلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "هكذا إذا، حسنا، سأذهب لملاقاة شخص ما أولا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم؟" استغربت أنمار و أرادت أن تسأل باسل، لكنها وجدته قد خرج من باب منزلهما بالفعل، بمجرد ما أن خرج باسل حتى رأى بعض الجنود المخضرمين من المستوى الخامس يقومون بحراسة منزله، و عند ظهوره انحنوا احتراما له، و في الحال، ظهر أمامه أخوا القطع 'غايرو و كاي' و 'جون' (حارس بوابة العاصمة سابقا) و ركعوا على ركبة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"سيدي، إلى أين تريد الذهاب" قالها الأخ الأكبر غايرو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل الأخ الأصغر كاي وراءه "سنجهز لك عربة لتنقلك يا سيدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم تكلم جون "هناك الكثير من المراقبين كانوا ينتظرونك لتستيقظ، يجب أن يكونوا قد علموا بالأمر و ذهبوا لإعلام أسيادهم، ماذا نفعل يا سيدي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع باسل يده على ذقنه ثم فكر بداخله "لا زلت لا أريد الالتقاء بأشخاص مزعجين الآن، أريد وقتا خاصا، حسنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل باسل "أين هي العربة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أشار كاي بيده فأتت العربة مسرعة، كان يقودها خيل ملكي، الخيل الملكي كان عبارة عن وجود أشبه بالوحوش لكنه ليس منهم، مما جعله يقف في المنتصف، بين الحيوانات و الوحوش، يعتبر الخيل الملكي وجودا نادرا كثيرا، و لا يملكه سوى الملوك و كبار شخصيات هذا العالم، سرعتهم كبيرة جدا و يمكنها أن تجعل الخيل الطبيعي يظهر كالقط مقارنة به إن شبهناه بالنمر، كان الخيل الملكي يتميز بحوافره الحادة و القاسية و جسده الضخم أكثر من الخيل الطبيعي، مع الشعر الملون بسبع ألوان قوس قزح على عنقه، كان خلابا جدا، و هذا جعل قيمتهم كبيرة جدا في العالم، و لا يمكن مقارنتهم إلا مع خيل البحر الملكي، لذا لا تجد سوى الشخصيات العظيمة من تمتلكهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركب الأربعة العربة إضافة لأنمار التي لحقت بباسل و بأمر من هذا الأخير الذي كان كالتالي "توجه نحو الجنوب" انطلقت العربة بأقصى سرعة لها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها تكلم باسل "أنمار، سنستخدم عباءة الشفاف، ارتدي واحدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فعلت أنمار كما طلب منها باسل الذي قال قبل أن يرتدي واحدة هو الآخر "احرصوا أنتم الثلاثة على تضليل أولئك المطاردين المزعجين، نحن سنذهب، أنمار، قومي بها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدمت أنمار طاقتها السحرية قبل فتح بوابة العربة ثم انطلقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر الكثير من الوقت على اتجاه العربة نحو الجنوب، و هذا تسبب في جعل المطاردين يشكون، انقضوا كلهم و أوقفوا العربة ثم صرخوا "سعادة 'قاتل الدم القرمزي'، نحن مبعوثي جلالته الإمبراطور شيرو، أرجوك رافقنا، جلالته بحاجة للتكلم معك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في الحال ظهر أشخاص آخرون و صرخوا "نحن مبعوثي جلالة الإمبراطور غلاديوس، أرجوا من فخامته 'قاتل الدم القرمزي' أن يرافقنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت المجموعتين في بعضهما بينما الشرارات تتلاقى من أعينهما، إنها منافسة فيما بينهما لمن يستطيع إحضار باسل لسيده، لقد حرصوا على انتظار هذه اللحظة طيلة الشهرين الماضيين، لا أحد من الطرفين مستعد للتراجع، و بالتأكيد سيقنعون باسل للذهاب معهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج جون من العربة ثم قال "لا يوجد سيدي هنا، انقلعوا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاه؟" استغرب الجميع و صرخوا "لا تمزح معنا لقد رأيناه بكل تأكيد يدخل للعربة و لم يخرج منها أبدا، لا شك في هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"نصف كلامكم صحيح" استعجب المطاردون ليكمل جون "لقد دخل سيدي لهذه العربة، لكنه خرج منها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاه؟" لم يفهم أي أحد ما حدث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في هذه الأثناء، كان باسل و أنمار متوجهان نحو المكان المقصود، في طريقهما، مرا على قادة التشكيل الذين كانوا يتدربون بقصر عائلة كريمزون السابق، لقد جعلوا من ذلك المكان كمعقل للتدرب بالكامل، قوتهم في هذه الشهريين الماضيين ارتفعت كثيرا، و عددهم ازداد عما كان عليه بكثير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقى باسل بقادة التشكيل الذي فرحوا كثيرا برؤية سيدهم، لم يسعهم سوى أن يشعروا بالقلق عليه طيلة هذا الوقت، لكن هذا جعلهم يريدون أن يصبحوا أقوى من أجل تسهيل الأمر على سيدهم، و كذلك كان الحال مع التاجر ناصر، هذا الأخير انضم للتدريب بجانب قادة التشكيل طيلة الشهرين الماضيين من أجل رفع قوته أكثر، ما شاهدوه قبل شهرين تسبب لهم في الشعور بالعجز كثيرا، لذا قرروا تقوية أنفسهم أكثر من أجل عدم الشعور بمثل ذلك الشعور مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذ باسل عربة منهم و اتجه نحو القصر الإمبراطوري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها تكلمت أنمار "أنت تريد اللقاء بجدتك التي تكلم عنها جدي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "هذا صحيح"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهدت أنمار و قالت "كان بإمكانك القيام بهذا من دون اللجوء لهذه الألاعيب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أنت تعرفينني، وقتي الخاص، وقت راحتي، لا أريد أي إزعاج به، ملاقاة جدتي التي لم أراها في حياتي يعتبر أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لي، تدخل طرف ثالث لا علاقة له بالأمر سيكون فعلا لا تحمد عقباه بالنسبة لفاعله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أغمضت أنمار عينيها بأريحية، هذه طبيعة باسل دائما، سؤالها كان من دون فائدة، ففي النهاية، لقد كانت تعرف الجواب بالفعل قبل أن تطرح السؤال حتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمام بوابة الساحة الخارجية المحيطة بالقاعة الرئيسية للقصر الإمبراطوري، أصلحت من جديد، مع طاقة سحرية خالصة خاصة بعدة سحرة من المستوى السابع، كان ترميمها سريعا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتربت عربة ببطء مما جعل أحد الحارسين اللذين أمام البوابة يسرع لإيقافها، صرخ متكلما بطريقة رسمية "من أنت؟ بعد هذه المنطقة لا يحق لأي شخص الاقتراب سوى العائلة الحاكمة أو الذين لهم رخصة بالمرور</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان يقود العربة جندي من التشكيل، لذا أراد أن يتحدث، لكن صوت شخص آخر من داخل العربة قد منعه من القيام بذلك، صاحب هذا الصوت كان التاجر ناصر الذي جعله باسل يرافقهم، باسل لا يمكنه إظهار نفسه، و أنمار إن ظهرت هنا، فسيشك الكثير في احتمال وجود باسل معها، هي الفتاة التي لم تتركه و لو لثانية لوحده طيلة الشهرين الماضيين، سيكون من الغريب أن تفارق جانب باسل بعد استيقاظه من غيبوبته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نزل التاجر ناصر ببطء من العربة، و بمجرد ما أن ظهر حتى انحنى له الحارس بسرعة ثم قال "اعتذاراتي، لم أعلم أنه أنت يا سيدي" التف بسرعة و صرخ "إنه الأمير ناصر، افتحوا البوابة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن أصبحت عائلة كريمزون العائلة الحاكمة من جديد، التاجر ناصر الذي أخذ اسمها من قبل، أخذ لقب الأمير مع عدة أراضي داخل العاصمة الكبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ختم البوابة عادة يكون في حيازة أعضاء العائلة الحاكمة، لكن، يكون هناك ختم معطى لحراس البوابة، في الحرب لم يكن مثل هذا الختم الاحتياطي في حيازة الحراس من أجل الحرص على عدم فقدانه و سقوطه في يد العدو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتحت البوابة ببطء و كذلك كان تحرك العربة التي أكملت طريقها نحو القاعة الرئيسية، هذه الأخيرة محاطة بعدة قاعات جانبية، لذا العربة اتجهت نحو الموجودة باليمين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما كانوا أمام البوابة، قام التاجر ناصر بالنزول شخصيا كي يبدد شكوك المراقبين كلها، لو أن الجندي الذي يقود العربة من تحدث، و حتى لو أرى الحارس رخصة المرور الخاصة بالأمير ناصر، فالمراقبين الذين ينتظرون بفارغ الصبر ظهور باسل سيشكون في هذا الأمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كما أراد باسل، مر كل شيء بسلاسة و هدوء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا وصلت العربة، و مع فتح البوابة، نزل التاجر ناصر، أو هذا ما بدا للآخرين، و في الحقيقة، كان يرافق باسل و أنمار المختفيين بعباءة الشفاف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخلوا قاعة جانبية، عندها أخيرا أزال باسل و أنمار عباءة الشفاف و ذهبا براحة أكبر، بعد مرورهم في ممر طويل، وصلوا لبوابة، بعد التعرف عليهم و إبلاغ الأمر للشخص الذي في الداخل، فتحت لهم البوابة بكل احترام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مع فتح البوابة، حتى قفزت فتاة بالغة على أنمار بكل فرح "ابنة أخي أنمار" عانقت الأميرة 'كريمزون سكارليت' أنمار بشدة و لم تتركها لثوان عديدة، و في الجانب، ظهر الجنرال منصف الذي ابتهج برؤية باسل، لقد ارتعبت قلوبهم كثيرا، ظنوا أن باسل سيموت، فهم لم يروا مثل حالته من قبل أبدا، جميع الأطباء المشهورين، حتى الأطباء السحرة لم يستطيعوا فهم حالته أو علاجها، و حالة يائسة، قامت أنمار بإحضار العالم الجنون الذي أمسكه باسل سابقا و أمرته بفعل شيء ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن هو أيضا لم يعرف ما الذي يجب عليه فعله بالضبط، لم يرد أن يخاطر بالإقدام على فعل قد يكون سببا في موته عندما يفشل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحقيقة، عندما كانت أنمار تنصت لمعلمها عن حالة باسل و عرفت السبب، تفاجأت كثيرا، فذلك العالم الجنون قد أعطى شرحا قريبا لذلك مع أنه كان مبهم، هو لم يعرف عن الطاقة الروحية، لكنه فهم أن السبب هو طاقة غريبة تجعل باسل يعاني هكذا، حتى أن عينيه أظهرت إشراقا غريبا يبعث القشعريرة في الجسم عندما شاهد حالة باسل، من يعلم؟ ربما إن لم تكن أنمار هناك أو كان المريض شخصا آخر غير باسل، لا أحد سيكون قادرا على الجزم بقدرة ذلك العالم المجنون على منع فضوله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه قمع فضوله بسبب النظرة القاتلة التي أتت بعدما صنع نظرته المشرقة، تلك النظرة جعلته يفكر ألف مرة في الفكرة التي أتته بعقله و يحذفها بعد ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما شبعت الأميرة كريمزون سكارليت من أنمار، قفزت على باسل و عانقته مع ظهور بعض الدموع قليلا على عينيها ثم تحدثت "لم يرد أي شخص إخبارنا عن حالك، لكن حرصهم هذا كان دليلا فقط على الحالة التي كنت بها، حمدا على سلامتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الذي تفاجأ بسبب قفزها عليه، هدأ و حدق فيها بحنان ثم قال "لم يكن هناك شيء لتقلقين عليه، لذا لم يخبرك الآخرون، أنا بخير كما ترين أيتها الأميرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أزاحت الأميرة سكارليت نفسها عن باسل و تقدم الجنرال منصف بينما يقول "عودتك شيء عظيم، لقد انتظرناك بفارغ الصبر أيها السيد الصغير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابستم باسل فقط من دون الإجابة، جلسوا جميعهم في غرفة حول طاولة واحدة و تكموا لبعض الوقت كعائلة واحدة، التاجر ناصر أيضا انضم لهم في الحديث، بعد التعرف عليه من طرف الأميرة سكارليت و أمها، تقبلوه بكل سرور مما جعله في قمة السعادة، تحدث الجنرال منصف "إذا ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ظننت أنك ستتوجه للقاعة الرئيسية أولا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في الجنرال منصف و شرب الشاي ببطء ثم قال بهدوء "أريد لقاء جدتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت الأميرة سكارليت فجأة "أوه ! هذا جيد، إنها معزومة عندنا بالغداء، يمكنك انتظارها لذلك الحين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لا زالت الظهيرة بعيدة قليلا، لذا اقترحت الأميرة سكارليت على باسل و أنمار الخروج للفناء و التمتع بنسيم الصباح الهادئ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في طريقهم، أتى صبي صغير عمره حوالي الخامسة مسرعا نحوهم و تعلق بقدم أنمار ثم تكلم "أختي الكبرى أنمار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ربتت أنمار على رأسه ثم انحنت قليلا لتصبح في نفس مستوى طوله و قالت "أوه، كيف حالك أيها الملك الصغير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت أنمار تعامله بشكل جيد، فبعد كل شيء، ذلك الفتى يعتبر ابن عمتها، أنمار تعز باسل بشكل كبير، بعده تأتي عائلتها، لا تهتم بأي شيء آخر في هذا العالم غير هذين الاثنين فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق به باسل، فبادله الطفل الصغير التحديق، حاول باسل التكلم معه "أوه، ما اسم الملك الصغير؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق الطفل الصغير به بعدائية نوعا ما، ثم أدار رأسه منزعجا من باسل كما لو أنه فعل شيئا سيئا بحقه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهم باسل ما يحدث، لكن الطفل الصغير تحدث "أختى الكبرى أنمار ستتزوج 'كارماين'، أليس كذلك؟" و بعد أن قالها حدق في باسل ثم أدار رأسه منزعجا مع صوت "همم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يبدو أن الشقي الصغير لا يطيق باسل، لكن السبب واضح على ما يبدو، ربتت أنمار على رأسه و ابتسمت ثم قالت "كارماين، أختك الكبرى ستتزوج من أخيك الأكبر باسل، لكنك ستبقى أخي الصغير للأبد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس 'كارماين' و حدق في باسل، هذا الأخير لم يستطع منع نفسه حتى صنع ابتسامة خبيثة في وجه الفتى الصغير، كانت ابتسامة تعلن فوزه، مما جعل كارماين الصغير يدمع و يضرب باسل بقدمه التي تألمت بدل أن تسبب الألم لباسل، أحس كارماين الصغير بالهزيمة فغادر مسرعا بينما يقول "أختى الكبرى أنمار الخائنة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك الجنرال منصف و البقية على هذا الأمر و أكملوا طريقهم بعدها، لكن أنمار بقيت متجمدة في وضعيتها من دون أن تتحرك مما جعل باسل يستغرب و يناديها، لكنها قامت من مكانها و تبعتهم بهدوء شديد كما لو أنها أصبحت في عالم آخر، لم يفهم باسل ما الذي حدث لها و أكمل طريقه فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء بالقاعة الرئيسية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أوه، لقد أتى حليفنا باسل، هذا جيد، فلنذهب لرؤيته" تحدث الكبير أكاغي بعدما سمع الخبر من التاجر ناصر الذي أتى ليبلغه بالأمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا" تكلم التاجر ناصر "في الحقيقة، لقد أخبرني السيد الصغير أنه سيأتي بنفسه إليك، أنت لست بحاجة للذهاب عنده، تحركك هذا سيتسبب في شك بعض المراقبين، إنه يريد تمضية هذا اليوم بهدوء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحبِط الكبير أكاغي قليلا، لكنه يريد تلبية طلب باسل، لذا مكث في مكانه منتظرا قدوم باسل فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في القاعات الجانبية باليسار، هناك كان يمكث الإمبراطورين، كل واحد منهما أخذ قاعة كمبيت له مؤقتا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في جهة الإمبراطور شيرو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث الإمبراطور شيرو عبر خاتم التخاطر (فلتجدوه بسرعة، لا أريد سماع أي خبر آخر منكم غير إحضاركم إياه، مما رأيت في تلك الحرب، ذلك الفتى هو ركيزة هذه الإمبراطورية، كسبه يعني كسب تلك الإكسيرات و الأدوات، مع معرفة كيفية بلوغ تلك المستويات الخارقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهاءه اقتربت منه فتاة بيضاء، شعرا و عينا و جسدا، كما لو أنها منحوتة ثلجية تتحرك على قدميها، جمالها يجعل أي رجل يراها يسقط في غرامها، بدت كما لو أنها أميرة الثلج من الأساطير، فقط برؤيتها تجعلك تريد الموت من أجلها و تجعل روحك تخضع لها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدثت بصوت هادئ جدا "أبي، هل سيأتي 'قاتل الدم القرمزي' الذي تحدثت عنه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق فيها أبوها و طرأت فكرة في باله جعلته يطرح سؤالا على ابنته "ماذا هناك؟ هل لديك اهتمام به يا شيرايوكي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضيقت الأميرة شيرايوكي عينيها و جعلتهما نصف مغمضتين ثم قالت بهدوء كبير "أنا فقط أريد أن أعلم، عندها سأحرص على عدم التواجد في حضوره"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الإمبراطور شيرو فسأل "لماذا؟ إنه البطل الذي أرجع عائلة كريمزون لحكمها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تتغير تعابير الأميرة شيرايوكي و قالت "بطل؟ لقبه فقط يعطيك الخبر، أليس مجرد قاتل متعطش للدماء، شخص مثله قام بذبح عائلة كلها، كيف له أن يكون بطل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد الإمبراطور شيرو و قال "ابنتي الصغيرة، لقد كان في وسط حرب، إن لم يَقتل سيُقتل، ماذا تتوقعين؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التفت الأميرة شيرايوكي و تكلمت "أنا لا أهتم في الدوافع، قتل الناس كالحشرات شيء لا أطيقه فقط، لا يهمني إن ناداه الناس ببطل أو مجدوه كمنقذهم، في النهاية سيبقى مجرد قاتل بارد الدم بالنسبة لي، هناك الكثير يشبهونه في هذا العالم، من يبررون قتلهم بالعدالة، كلهم سيان بالنسبة لي، مجرد قتلة تحت قناع منقوش عليه اسم بطل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد الإمبراطور شيرو مرة أخرى ثم تكلم بداخله "شخصيتها هذه جعلت من الصعب قبولها بخطوبة أي شخص تقدم إليها، و أنا الذي كنت أظن أنني سأجعلها سببا في كسبنا لذلك الفتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بجهة الإمبراطور غلاديوس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو أن الفتى لا يريد مقابلة أي أحد حاليا، لكن في النهاية سيظهر نفسه لعائلة كريمزون، ضعوا أعينكم بحرص شديد هناك، محادثة صغيرة مع ذلك الفتى ستكون بمثابة كنز لا يضاهى، و مبارزة معه ستكون أكثر قيمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمرهم الإمبراطور غلاديوس، فأجاب الجنرالين الراكعين على ركبة واحدة باحترام كبير "سمعا و طاعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر الوقت، و ارتفعت الشمس فوق رؤوسهم، مما أعلن عن اقتراب موعد مجيء جدة باسل، هذا الأخير بدأ قلبه يتسارع قليلا، لا يعرف كيف عليه أن يواجه جدته هذه، و بينما يفكر في هذا الأمر، حتى تكلم صوت من بعيد مناديا باسمه "باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يعرف باسل لمن هذا الصوت، كان لأول مرة يسمعه، لكن الصدى الناتج عن الصوت الذي ناداه تردد في قلبه مرارا و تكرارا، و أحس بشعور حنين جميل، أحس كما لو أن أمه قد نادته، صوت جديد على المسامع، مألوف للقلب، وقف باسل في مكانه بسرعة و تكلم "جدتي ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يلحظ باسل حتى وجد نفسه بذراعي تلك المرأة التي ظهرت، شعر بجسده يهتز، أحس بدفء لا يوصف في تلك اللحظة، لأول مرة في حياته، أحس باسل بدفء العائلة من شخص آخر غير أمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت به جدته التي لم تكن كبيرة كثيرا نظرا لعمرها، نظرت لوجه باسل من جميع الزوايا فدمعت عينيها ثم قالت "إنك تشبه أباك جاسر تماما" ثم عانقته من جديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحس باسل برجليه تفشلان، إنه يملك صلة ددمم أخرى، لقد استسلم عن هذا الأمر، في الحقيقة، كان قد اقتنع كليا أن أمه لوحدها كافية له كشخص يرتبط به بالدم، لكن بعد ملاقاته لجدته، علم عندها دفءً آخر مختلف عن الذي يستشعره من أمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و من دون أن يدري حتى انسلت دمعة من جفنه جاعلة إياه يدرك أنه في الحقيقة لطالما تمنى في أعماق قلبه الالتقاء بشخص آخر يرتبط به بالدم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بادل باسل العناق مع جدته، فحدق بهما الجنرال منصف و أنمار بتعجب، و كذلك كان حال الأميرة سكارليت، لكن تعجبها هذا لم يطل حتى تحول لدموع متأثرة من لم الشمل هذا، أمّ الأميرة سكارليت و زوجة الكبير أكاغي التي رافقت جدة باسل كل الطريق إلى هنا، لم تستطع هي أيضا منع دموعها من النزول بغزارة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>امرأة فقدت زوجا تاركا إياها مع ابن وحيد و والديها العجوزين، في يوم من الأيام اختفى الابن، و بعدها مات والديها الطاعنين في السن، انتظرت ابنها آملة رجوعه يوما ما، مرت سنين و لا زال لم يعد، حتى أتاها خبر موته، لكن الخبر الجيد المصاحب للخبر السيء كان الشيء الوحيد الذي جعلها لا تفقد إرادتها في الحياة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خبر موت ابنها قد حطم آمالها، لكن خبر وجود حفيد من ابنها الميت جعل تلك الآمال تُنعش من جديد، و الآن، التقى الحفيد و الجدة، الاثنين معا كانا يشعران بسعادة غامرة، و أحس كل واحد منهما بالقرب الشديد من الطرف الآخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>*****</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في سلسلة جبلية امتدت لآلاف الأميال و اتخذت شكل حلزونيا، ظهر هناك إدريس الحكيم، كان يقف بالسماء في مركز هذه السلسلة الجبلية التي تعتبر كلها منطقة محظورة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق بالأسفل و تكلم "حسنا، هذا المكان مناسب، سيكون جيدا لتدريب الفتى باسل القادم، و الآن، فلنبني بعض المصفوفات الروحية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نزل إدريس الحكيم من السماء، و بمجرد ما أن اقترب من الأرض حتى ظهرت الآلاف من الوحوش السحرية مرة واحدة، كانت تشمل ثلاث أنواع مختلفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق إدريس الحكيم بها و تمتم "كما توقعت، لقد تطورت الوحوش السحرية أيضا، اقتراب شخص ما من اختراق المستويات الروحية يجعل هذا العالم قريبا من التحول من عالم سحري لعالم روحي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الوحوش تمتلك نية قتل مخيفة تجاه إدريس الحكيم، بدت كما لو أنهت اجتمعت لتصد المحتل و تقتله أو تخرجه من منطقتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حصان مخالب الظلام ، الأسد الشيطاني، الكوبرا المجنحة، كلها وحوش يعلم عنها إدريس الحكيم جيدا، قبل سنين قليلة، لم تكن قوية كالآن، حصان المخالب الظلام الذي ازدادت هالته و حجمه أيضا، بدا كما لو أنه يتعرض لتغير تطوري، و كذلك الحال مع النوعين الآخرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تكن هذه الوحوش تفوق حتى المستوى الخامس بالعالم الواهن، لكن إدريس الحكيم لاحظ هذا التغير الكبير في قوتها مؤخرا، هذه الوحوش ازدادت قوتها بكثير عما سبق و اخترقت للقسم الثاني من مستويات الاكتساب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مستويات الوحوش تختلف قليلا عن مستويات السحرة، فالوحوش يملكون حجر الأصل، بينما السحرة يملكون نقط الأصل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن بعدما كانت هذه الوحوش في المستوى الخامس فقط، أصبحت الآن في المستوى التاسع و العاشر، تطورها هذا سريع للغاية، فكر إدريس الحكيم لقليل من الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لابد من أن السبب يعود لاختراق أحدهم من العالم الواهن للقسم الثاني من مستويات الربط قبل فترة طويلة، و إلا لن تتطور هذه الوحوش لهذه الدرجة أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحاطت الوحوش السحرية بإدريس الحكيم من كل الجهات و هاجمته مرة واحدة، أحصنة مخالب الظلام استخدمت سحر الظلام و أحاطت به مخالبها و قرونها الأمامية ثم انقضت على إدريس الحكيم، و كذلك فعلت الأسود الشيطانية التي توهجت قرونها الرقيقة و ذيلها الثعباني ثم التهبت أجسادها، و أخيرا حلقت أفاعي الكوبرا المجنحة و رفرفت بأجنحتها مطلقة ريشها الغير منتهي و القاسي و المدعم بسحر الماء بحيث يمكنه اختراق الدروع السحرية الأقل منه مستوى من الهجمة الأولى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كلها انقضت على إدريس الحكيم مرة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف إدريس الحكيم مغلقا عينيه بثبات من دون تحرك، و في لحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح عينيه مطلقا نية قتل مرعبة جعلت كل الوحوش السحرية تتجمد في مكانها من الخوف و لم تستطع التحرك أبدا حتى خرجت كلمة واحدة من إدريس الحكيم "انصرفي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووش</em> <em>ووووش</em> <em>وووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هربت الوحوش كلها في جميع الاتجاهات من شدة الفزع، نية القتل التي أخرجها إدريس الحكيم لوحدها كانت كافية لجعلها تقطع مئات الأميال مبتعدة عن مكانه، و في لحظات، كل الوحوش المحيطة بالمنطقة هرعت هاربة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح المحيط المقدر بحوالي ألف ميل كله خال من أي وحش سحري تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق إدريس الحكيم في المكان بعناية ثم أغمض عينيه بعد التوقف في مكان محدد و جلس في الهواء متقاطع القدمين ثم صفق بيديه، فإذا بثلاث كرات بحجم رأس الإنسان ظهرت فوق رأسه بينما تحمل معها قوانين ملكية و تجعل الهواء ثقيلا بتحركها الدائري السريع، التفت حول الكرات حروف رونية تغيرت من دون توقف و بشكل لانهائي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بينما تحيط به تلك الكرات ذات الهالة الملكية بينما يحلق في السماء، رفع يده اليمنى و ترك اليسرى في نفس الوضعية التي اتخذتها من التصفيق ثم أنزل اليمنى مرة أخرى فرسم خطّا روحيا على الأرض، و بعد ذلك استمر في فعل نفس الأمر مرارا و تكرارا و باتجاهات مختلفة مكونا نقوشا روحية بادئا عمله في بناء المصفوفات الروحية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>*****</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء، انفرد باسل بجدته في غرفة بمنزل الجنرال منصف و زوجته الأميرة سكارليت. تحدثوا حول الكثير من الأمور، و تمحور غالبها على باسل و أبيه جاسر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحس باسل بالقرب من جدته 'رقية'، و أمضى بقية النهار معها، بعد أكلهما للغذاء، ذهبا للتحرك قليلا بينما يكملان حديثهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أوه، إذا ماذا حدث بعد ذلك؟" سأل باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابت جدته رقية "هوهوهو، هذا يثير اهتمامك إذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حك باسل رأسه ثم قال بابتسامة "حسنا، هذا صحيح، فهذه أول مرة أسمع فيها كلاما كثيرا عن أبي هكذا، لم يكن بإمكاني تذكير أمي بهذا الأمر، لذا دائما ما تحاشيته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت رقية في حفيدها بحنان ثم أجابت "أقيمت مبارزة بينهما لتحديد الأقوى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاها، هكذا إذا، من فاز بالأخير؟ العم أكاي أم أبي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا..." قالتها الجدة فأوقفها هرع جندي ما بينما يصرخ "سيدي، سيدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق به باسل و تكلم بنبرة حادة "ما الذي تريده؟ ألا ترى أنني مشغول؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أرجوا المعذرة" نزل الجندي على ركبة واحدة و تكلم بينما يلهث "مبعوثين من الإمبراطورين شيرو و غلاديوس قد أتوا و لا يريدون المغادرة إلا بعد اللقاء بك، يبدو أنهم متأكدين من وجودك هنا، و الآن الجنرال منصف يوقفهم بينما يزداد الموقف سوءا مع مرور الوقت بما أن الجنرال منصف يخبرهم بالذهاب و هم لا يريدون"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضاقت عيني باسل فقلقت جدته، تكلم مع الجندي "أين الموقع؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخبره الجندي فالتف باسل لجدته ثم ابتسم لها و قال "يبدو أن كلامنا سيتأجل لبعض الوقت، آسف يا جدتي، سأحاول الاعتناء بهذا الأمر بسرعة و أعود لنكمل حديثنا" و بعدما انتهى قبل رأس جدته ثم ذهب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمام البوابة الخلفية لمنزل الجنرال منصف، كان هذا الأخير يحملق في أشخاص يرتدون زيا غريبا أسودا ملتصقا على أجسادهم و يلفون حول رؤوسهم ضمادات سوداء و بدوا كالمومياء، هؤلاء كانوا الذين على اليمين، أما الذين باليسار، فكانوا يرتدون قمصانا بيضاء تصل لأسفل الركبة مع سراويل بنفس اللون، و هم كذلك كانوا يخفون وجوههم بأقنعة اتخذت شكل النمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال منصف بغضب "سأكرر كلامي لمرة أخيرة، إن لم تنصتوا، سأستخدم العنف عندها. السيد الصغير باسل مشغول حاليا و لا يمكنه المجيء، انقلعوا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق السود و البيض بالجنرال منصف و لم يتكلموا، كان الجنرال منصف شخصا عاقلا و لم يرد إحداث ضجة لا فائدة منها، هؤلاء مبعوثين من الإمبراطورين نفسهما، رفضهما فقط يمكن تسميته بالفعل الشائن تجاه الإمبراطورين، لذا لم يرد استخدام العنف، عندها سيكون يتحدى الإمبراطورين بفعله هذا، هذا الوقت مهم لهم و يجب عليهم الاتحاد فيما بينهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول الجنرال منصف تهديدهم، لكنه لم ينجح، يبدو أنهم يعرفون ما يفعلون بالضبط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الجنرال منصف من الموقف الذي أصبح فيه، عندها، تكلم صوت مألوف على مسامعه "أيها العم منصف، أحيانا سيكون عليك ألا تفكر في العواقب كثيرا، فعادة تكون مجرد وهم ينشأ من تجاربك السابقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الجميع في الفتى القادم، و بمجرد ما أن شاهده السود و البيض حتى أدركوا هويته عبر الوصف الذي تلقوه ثم قالوا "قاتل الدم القرمزي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال منصف بينما يحدق في باسل الذي يقترب "ما الذي تقصده يا سيدي الصغير؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضيق باسل عينيه ثم قال "هذا ما أقصده"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووش</em></strong></p><p><strong><em></em></strong></p><p><strong><em>بووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اختفى باسل في لحظة و ظهر أمام الشخص الأمامي من السود و الذي بدا كقائدهم و لكمه على بطنه مسقطا إياه على الأرض مغميا عليه بينما تخرج الدماء من فمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ الجميع، لكنهم لم يدروا ما حدث حتى كان باسل قد اختفى من مكانه السابق و ظهر أمام قائد البِيض و لكمه جاعلا حالته مثل قائد السود</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح الكل فمه من شدة الصدمة، تكلم واحد من السود "هل تعلم ما الذي تفعله؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل بعده واحد من البيض "ستكون هناك عواقب وخيمة لما فعلته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق فيهما باسل مما جعل جسدهما يقشعر ثم قال "عواقب وخيمة؟ ما هي يا ترى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا..." لم يكن أحد قادر على إجابته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بنبرة حادة "سأقول شيئا واحدا لكم و بلغوه لمن أرسلكم، 'أنا مشغول حاليا، عندما يصبح لدي وقت فراغ، سأفكر في منح القليل منه لك'، و الآن انقلعوا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيُّه..." حاول واحد من السود الصراخ لكنه توقف بعدما وضع شخص يرتدي درعا فضيا يده على كتفه، ثم تمتم باسم من أوقفه "الجنرال أصيل ! " كان هذا الشخص واحد من الجنرالين اللذين كانا مع الإمبراطور غلاديوس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال أصيل بهدوء "آسف على الإزعاج، لكن ألا تظن أنك تماديت في الأمر قليلا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق به باسل و أجاب "لا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد الجنرال أصيل ثم قال "متى سيكون بإمكانك لقاء سيدي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "عندما أقرر أنا ذلك، أنا أتذكر ديني تجاه الإمبراطورين شيرو و غلاديوس، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمنعني من التمادي في الأمر، لذا سأريد منكم التوقف عن إزعاجكم هذا في المقابل، غير ذلك، سأتمادى عندها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هكذا إذا" تكلم الجنرال أصيل ثم التف و قال "سننتظرك إذا بفارغ الصبر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غادر فتبعه السود أيضا بعد حملهم لقائدهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في البيض ثم سألهم "ما هي خطوتكم القادمة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلع البيض ريقهم ثم حملوا قائدهم و قال واحدا منهم "نحن متأسفين على الإزعاج، سنبلغ رسالتك لسيدنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سارَعوا في الذهاب أيضا، فتنهد الجنرال منصف و قال "أخيرا ذهبوا" ثم أكمل سائلا باسل "سيدي الصغير، متى تنوي الذهاب للقائهم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "لا زالت لدي بعض الأعمال الغير مكتملة يجب علي إنهاؤها، بعدما أقضي بعض الوقت مع جدتي، سأذهب للسجن المركزي لاستجواب شاهين و تلك العاهرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هكذا إذا" فهم الجنرال منصف ما تحدث عنه باسل، هذا الأخير سيستجوب شاهين بخصوص حلف ظل الشيطان، يجب عليه استخراج بعض المعلومات منه، فحتى الآن، بعد كل التعذيب الذي مر منه بالسجن المركزي، لا زال شاهين لم يفصح عن أي معلومة، و لم يقل أي حرف واحد، لكن في المقابل، لا زال لم يعرف حتى الآن لم يحتاج باسل لـغرين شارلوت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عرف باسل الأحداث التي مرت خلال غيابه عن الوعي من أنمار أثناء طريقهم إلى هنا، و أول ما سأل عنه كان شاهين و غرين شارلوت، فهذان يعتبران وسيلة مهمة له لقضاء بعض الأعمال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>علم أيضا عن التغيرات التي حدثت برجوع عائلة كريمزون للحكم، و كما وعد الكبير أكاغي، أصبح كل شخص بإمكانه تلقيب نفسه، مما جعل النبلاء يثورون كثيرا و يزعجونه، لكن الكبير أكاغي تجاهلهم فقط حتى الآن، و لا زال لم يقم بالاعتناء بهذا الأمر، و خلال هذين الشهرين، بدأت تظهر بعض العلامات على عدم رضى بعض العائلات بالوضع الذي أصبحت عليه الإمبراطورية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح أبناؤهم يدرسون في أكاديمية السحر مع القرويين و الناس العامة من دون التفرقة بينهم أبدا، أصبح كل شخص يمكنه أن يتلقى الدروس من نفس معلمي التلاميذ من العائلات النبيلة، مثل هذا الأمر لم يكن له سابق في التاريخ، حتى أثناء حكم عائلة كريمزون سابقا لم يكن مثل هذا الأمر موجودا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اعتزاز النبلاء بأنفسهم و معاملة الطبقى السفلى من المجتمع كالحشرات كان شيئا طبيعيا في هذا العالم، و بما أنه الشيء الطبيعي، محاولة تغييره ستجعل الكثير لا يقبل ذلك، مما سيتسبب في ثورة كبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مع الجنرال منصف "غدا سأتكلم مع الكبير أكاغي حول وضع الإمبراطورية الحالي، يجب عليه معالجة هذا الأمر بسرعة من أجل التركيز على حلف ظل الشيطان"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماء الجنرال منصف رأسه ثم ذهب نحو الفناء الذي تجلس به زوجته و أمها، و أنمار و الصغير كارماين. كما اتجه باسل نحو مكان جدته بينما يفكر في شيء ما "قاتل الدم القرمزي ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قضى باسل بقية اليوم مع جدته بعد العودة إليها، و بحلول صباح اليوم الجديد، تلقى رسالة عبر خاتم التخاطر من معلمه بعد استيقاظه من النوم بقليل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(كيف تشعر أيها الفتى باسل؟) سأله المعلم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل (لا زال جسدي متضرر قليلا، لكن يبدو أن قدرة شفائي أصبحت تسبق الضرر الذي يحدث لي، جسدي تطور قليلا ليتحمل الطاقة الخارجية)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(معك حق) أكمل المعلم (أنا حاليا مشغول ببناء شيء ما سيكون محور تدريبك القادم، انتهائي سيكون في بضعة أسابيع، حينها سيكون عليك القدوم إلى هنا)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب باسل فسأل (أين أنت الآن أيها المعلم؟)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم (إنني في السلاسل الجبلية الحلزونية)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل قليلا، بعد قارة الأصل و النهاية، يأتي 'أرخبيل البحر العميق' كثاني أكبر منطقة محظورة، ثم تأتي السلاسل الجبلية الحلزونية في المرتبة الثالثة، ليس هناك شخص لا يعرف هذه الأماكن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقسم هذا العالم لثلاث قارات و آلاف الجزر، فقط 'أرخبيل البحر العميق' يمكن اعتباره قارة ضئيلة في حد ذاته. هناك ثاني أكبر قارة و التي بها إمبراطوريتي 'الشعلة القرمزية' و 'الأمواج الهائجة'، و هناك القارة الأصغر التي سيطرت عليها إمبراطورية 'الرياح العاتية' صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، مع أنها فقدت ربع سكانها في الدمار الشامل، إلى أنها لا تزال تحتوي على أكبر عدد من البشر، بما أنها في قارة منعزلة عن الإمبراطوريتين الأخريين، جعلها تكون بعيدة عن الحروب الطويلة التي تكون سببا في تقليل عدد البشر، و هناك أكبر قارة، قارة الأصل و النهاية، إنها كعالم منفصل خاص بالوحوش السحرية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(حسنا) أكمل باسل (لكن أيها المعلم، هناك بعض الأعمال التي يجب علي إنهاءها أولا)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجب المعلم حالا، لكنه فعل بعد فترة قصيرة (لا بأس بهذا، لكن مهما كانت هذه الأعمال، يجب أن تنهيها بسرعة، بعدها سيكون عليك المجيء إلى هنا، لقد ذهبت إلى قارة الأصل و النهاية و وجدت شيئا مثيرا للاهتمام، و حدسي يقول أنه سيكون مفيدا لك كثيرا)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل، هناك شيء في هذا العالم يمكن لمعلمه أن يقول عنه مثير للاهتمام ! عندما وجد باسل مطرقة بنقوش أثرية في حوزة غرين كانديد و إكسيرات بحوزة أختيه خلال الحرب، فكر في زيارة قارة الأصل و النهاية، العالم الواهن الذي لم يكتسب المعرفة و لا القوة، كانت قارة الأصل و النهاية التي هي جزء منه تحتوي على أسلحة بنقوش أثرية و إكسيرات ! مما يعني أنها قد حصلت على زيارات من أشخاص من عالم آخر من قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فكر باسل في احتمال وجود أسلحة روحية أيضا، بما أن هناك أشخاص في مستويات الربط قد سبق لهم و أن أتوا لهذا العالم، فلا شك أن هناك أشخاص بالمستويات الروحية قد أتوا أيضا، و على ما يبدو، فإنهم قد ذهبوا لقارة الأصل و النهاية من دون الاهتمام في بقية العالم، فلو أنهم ظهروا في هذا العالم و رأوهم الناس و لو قليلا، لكان العالم الواهن قد اكتسب القليل من معرفتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، السؤال يبقى هو 'ما سبب قدومهم إلى العالم الواهن؟' أو بالأحرى، 'ما سبب قدومهم إلى قارة الأصل و النهاية؟' دارت العديد من الأفكار في ذهن باسل قبل أن يستنتج شيئا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هل يمكن أنه شيء مرتبط بالشيء الذي أثار اهتمام المعلم الذي تحدث عنه؟ شيء أثار اهتمام المعلم، لن يكون غريبا أن يثير اهتمام سحرة و سحرة روحيين آخرين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل كلامه مع المعلم (معلمي، في الحقيقة لقد كان بعض الأشخاص من عائلة غرين في الحرب يملكون سلاحا بنقوش أثرية و الإكسيرات أيضا و التي لا أزال لم أنشرها بعد في العالم، و على حسب كلامهم، فهم قد اكتسبوها من قارة الأصل و النهاية)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(هوه، هكذا إذا) بعد كلام باسل، بدا على إدريس الحكيم كما لو أنه قد ربط عدة نقط مكونا شكلا واضحا في عقله، أكمل (لم أهتم بأي شيء آخر عدا شيء واحد في تلك القارة، لذا لم أبحث في أمرها كثيرا، لكن بالنظر لكلامك، فهذا يعني أن هناك أشخاصا ليسوا من هذا العالم قد أتوا إلى قارة الأصل و النهاية، مما يشير لشيء واحد، لقد تتبعوا آثار الشيء الذي أثار اهتمامي، لكن 'لم سحرة من مستويات الربط فقط كانوا قادرين على الدخول لهذا العالم؟' يبقى أمرا غامضا)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"كما توقعت" قالها باسل بداخله ثم قال لمعلمه (أيها المعلم، هناك شيء مثير للاهتمام أكثر. لقد وجدت مخطوطات روحية بقاعة الكنز في القصر الإمبراطوري، إنها ثلاث)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(ماذا ! ؟) حتى إدريس الحكيم نفسه قد تفاجأ، فكر لقليل من الوقت، بالطبع لا يمكن لسحرة من مستويات الربط أن يأتوا لهذا العالم، لكن الأمر مختلف إن كانوا يرافقون ساحرا روحيا، لابد من أنهم كانوا جنودا أو تلاميذ ذلك الساحر الروحي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لا يزال إدريس الحكيم لا يعلم ما مستوى هذا الساحر الروحي الذي أتى إلى قارة الأصل و النهاية متتبعا ذلك العالم الثانوي، لكن النية التي تحكم هذا الأخير منعت إدريس الحكيم من الدخول عبر استخدامها للقوة الغاشمة. حتى بالحكمة السيادية، كان إدريس الحكيم سيأخذ وقتا طويلا جدا في فك أنماط النقوش الروحية من أجل الدخول لذلك العالم، لكن تلك النية لن تسمح له بهذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن إدريس الحكيم يعلم عن وجود هذا العالم الثانوي هنا، لا يمكن لأي ساحر روحي أن يأتي لمثل هذا العالم الواهن الذي يعتبر أضعف عالم على الإطلاق، لا توجد به أي أسلحة ملكية أو كنوز سيادية، لكن في الحقيقة هناك ساحر روحي قد فعل، لا، قد يكونون سحرة روحيون، مما يشير لوجود كنز خيالي جعل سحرة روحيين يأتون إلى هنا متتبعين أثره، مثل هذه الأفكار تركت إدريس الحكيم يفكر عميقا في ذلك العالم الثانوي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم إدريس الحكيم محدثا باسل بجدية (أيها الفتى باسل، أسرع في إنهاء أعمالك، أنا لا يمكنني ترك ما بيدي الآن، لكن عندما أنتهي، سآتي لأعود بك إلى هنا، سيكون عليك تعلم الكثير من الأشياء، أما تلك المخطوطات الروحية، فسوف أنظر في أمرها بعد لقاءنا)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(حاضر) لم يزد باسل كلمة أخرى عنها، من نبرة معلمه، لابد و أن الأمر في غاية الأهمية، يجب عليه إنهاء أعماله بسرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم (درب في الوقت الحالي جسدك، يجب أن تجعله يصل للمستوى المطلوب ليستطيع تحمل المستوى التاسع من عنصر التعزيز لتستخدمه بحرية، لا يجب عليك استخدام عنصر التعزيز لذلك الحين أبدا، حاول تأجيل اختراق عنصر النار للمستوى السابع، فذلك سيزيد الطين بلة فقط، مما رأيت البارحة، عنصر النار يقف في قمة القسم النهائي من المستوى السادس، حاول قمعه جيدا كي لا يخترق)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(نعم، أعلم أيها المعلم، لا تقلق) أجابه باسل ثم أكمل بعد تذكره لأمر ما (آه، بالمناسبة، يبدو أن العدو الذي كنت أجهله قد علمت البعض عنه، لا زلت لا أعرف حتى الآن التفاصيل، لكن الشيء المهم هو أنهم قد اكتسبوا معرفتهم من شيطان ما، اسمهم 'حلف ظل الشيطان'، قال واحد منهم عندما كنت أقاتله أنهم وُعِدوا ببلوغ السيادة العظمى أو شيء كهذا)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهاء باسل من الكلام، لم يجبه المعلم لوقت طويل حتى بدأ يناديه (أيها المعلم ! أيها المعلم ! )</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(آه، لقد سهوت قليلا فقط في عملي، المهم، لقد وصلت لمرحلة مهمة في العمل و يجب علي التركيز أكثر، حاليا، ركز على الإسراع في الانتهاء من أعمالك فقط، سأتواصل معك عندما أنتهي) أنهى المعلم الاتصال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في جهة إدريس الحكيم الذي كان يحلق في السماء بينما تشع أضواء من تحته، نزلت بعض قطرات العرق البارد على وجهه بينما يكرر كلمتين غير مصدق لما سمعه "السيادة العظمى ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما في جهة باسل، شعر هذا الأخير بغرابة في تصرف معلمه، لكنه تناسى هذا الموضوع للآن و نهض من سريره بعدما كان يجلس عليه ثم توجه خارجا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد ما أن فتح الباب حتى وجد أنمار تنتظره، حدق بها ثم فكر في توقيتها المثالي في كل مرة، ذهب الاثنان معا متوجهين نحو قاعة القصر الإمبراطوري الرئيسية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في طريقهم، تلقى باسل اتصالا عبر خاتم التخاطر ثم تكلم من خلاله، فتكلم بصوت مسموع من دون أن يشعر "شكرا لك على المعلومات القيمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لاحظ باسل عندما دخلوا للقصر الإمبراطوري همس بعض الجنود فيما بينهم، و مرة أخرى سمع ذلك الاسم الغريب بينما تتجه نظراتهم إليه حتى وصلا للقاعة الرئيسية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تلقى ترحيبا حارا من الكبير أكاغي ثم ذهبوا لتناول الفطور بينما يتحدثون، انضم إليهم الجنرال منصف و التاجر ناصر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بينما يشرب كوبا من الشاي على مهل "كم عدد العائلات النبيلة الغير راضية بالوضع الحالي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الكبير أكاغي بعد أن تنهد "حوالي الـ50، بسبب القوانين الجديدة التي فرضتها عليهم، يحاولون جعلي أغير رأيي، و على ما يبدو أن هناك أشخاص بينهم يحاولون جعل هذا الأمر كعذر لإثارة الفوضى و الثورة و جني الربح من الظلال، لقد مسست بالقانون الطبيعي في هذا العالم، كنت أعلم أنني سأتلقى مثل هذه الردود"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع باسل كوب الشاي على الصحن الصغير ثم تكلم مغمض العينين و بهدوء "القانون الطبيعي هاه ! العصر يتغير، العالم يتطور، حضارات تُهدم و أخرى ترقى، لكن مع ذلك طبيعة الإنسان لا تتغير بتلك السهولة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق به الجميع متسائلين عن الذي يقصده، شرب باسل آخر رشفة من الشاي ثم أكمل قائلا "ليس العصر ما يجعل القانون قانونا طبيعيا، و لا العالم، و لا الحضارات كذلك، لكنها طبيعة الإنسان، و عند النظر لذلك من هذه الناحية، فستجد الجواب أمام عينيك، إن لم تكن قادرا على تغيير القانون الطبيعي، فيجب عليك ببساطة تغيير طبيعة الإنسان، عندها، ستكون قد حققت مرادك، إن أردت علاج مشكلة ما، فابحث عن جذرها و استأصله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...طبيعة الإنسان تعمل بشكل غريب، لكن الشيء الواضح هو أنها دائما ما تتبع الطريق الذي سيجعل الإنسان ينجو، قد لا تكون تتغير بسهولة، لكن إن حدث تغير ضخم كاف لتغيير كافة المعايير التي جعلت من طبيعة الإنسان تقرر ما هو الصحيح و ما هو الخاطئ، عندها، طبيعة الإنسان نفسها ستحاول التكيف مع هذا التغير الضخم الذي حدث، ثم سيتغير القانون الطبيعي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب الكبير أكاغي و البقية غير أنمار من كلام باسل، سأل الكبير أكاغي "كيف سنفعل هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها نهض التاجر ناصر من مكانه فقال له باسل "يبدو أنك فهمت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الكبير أكاغي و الجنرال منصف في التاجر ناصر الذي قال "حان الوقت لبدئنا في بيع الإكسيرات ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "هذا صحيح، لكن ليس هذا فقط، سنبدأ في بيع الأسلحة بالنقوش الأثرية أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهم الكبير أكاغي و الجنرال منصف أخيرا ما عناه باسل، لكن الكبير أكاغي تساءل "أليس هذا الأمر غير كاف لتغيير طبيعتهم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتربت خادمة ثم ملأت كوب باسل بالشاي مرة أخرى ليبدأ في أخذ رشفة أخرى، قال بعد إعادته الكوب إلى الصحن مجيبا عن سؤال الكبير أكاغي "هذا صحيح، كما قلتُ، إنها لا تتغير بسهولة، لكن ماذا إن حدث نفس الأمر في العالم كله؟ ماذا إن تم المساس بالقانون الطبيعي في العالم كله إضافة للتغير الملحوظ الذي سيحدث في الشهور القليلة القادمة بعد كشف الإكسيرات؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المساس بالقانون الطبيعي في العالم كله؟ هذا السؤال حير الكبير أكاغي قبل أن يدرك مقصد باسل، وقف ثم قال "الإمبراطوران شيرو و غلاديوس"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل فسأله الكبير أكاغي مرة أخرى "كيف ستقنعهما؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم التاجر ناصر مرة أخرى "طريقة الصنع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ الكبير أكاغي و الجنرال منصف، هذا صحيح، بطريقة صنع الأدوات و الإكسيرات، إضافة لتلك النقوش الأثرية، لن يكون بوسع الإمبراطوران سوى القبول، عند مساسهما أيضا بالقانون الطبيعي، سيضطر الناس للنظر في طبيعتهم، و عندما يشهدون الإكسيرات، الأدوات و النقوش الاثرية، سيقبلون بالأمر تماما، عندها سيفهمون أن عليهم تغيير طبيعتهم من أجل التأقلم مع العالم الجديد، و بذلك سيقبلون بالقانون الطبيعي الجديد عبر قبولهم بتغيير طبيعتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي سائلا باسل "يبدو أن الإمبراطورين يريدان لقاءك، لما لا تريد إعطاءهما وجها؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "السبب الأكبر هو أنني مشغول، و بافتراض أنني كنت متفرغا فلن أعطيهما وجها بتلك السرعة، لو أنني فعلت ذلك بتلك السهولة، ألن يبدو أمر الإكسيرات و النقوش الأثرية ذا أهمية قليلة، سأتحدث معهما بعد جعلهما يدركان أهمية الموضوع الذي سنتحدث عنه، بذلك، سيكونان قابلان للإنصات للكثير من شروطي تعويضا لطريقة الصنع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هكذا إذا" فهم الكبير أكاغي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في تلك الأثناء، كان باسل يفكر بداخله "مع أن ذلك في الواقع ليس سوى عذر لأتهرب به من إزعاجهم، لكنه يبقى حقيقة بالرغم من أنني أستغله كعذر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتهى باسل من شرب الشاي ثم وقف. سأله الكبير أكاغي عن وجهته التالية فأجابه باسل "أولا سأذهب لزيارة شخص ما، ثم بعد ذلك سأذهب للسجن المركزي، أريد من العم منصف مرافقتي، فهو الشخص الذي تعامل مع المحكمة المركزية كي لا تتدخل في حربنا، أريد التكلم مع قاضتها حول هذا الأمر، و أيضا حول شيء آخر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الجنرال منصف ثم رافق باسل و أنمار</strong></p><p><strong>بعد الخروج من القاعة الرئيسية و الركوب بعربة راقية يجرها خيل ملكي، سأل الجنرال منصف عن وجهتهم التي حددها باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بينما يفكر في شيء ما "سنذهب لمبيت أخوا القطع، هناك يوجد أختهما الصغيرة، يبدو أنها لم تستيقظ حتى الآن، لا يبدو عليها أي علامات تشير لمعاناتها، لكن في المقابل، لا يبدو عليها أي علامات تشير لاستيقاظها، بغرابة، لم يحدث عليها أي تغير طيلة الشهور الماضية، مثل هذا الأمر غريب جدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهم الجنرال منصف كلام باسل جيدا، فهو قد شاهد العديد من الأطباء المشهورين عالميا يأتون مرارا و تكرارا للنظر في حالة باسل، و بجانبه، كانوا ينظرون في حالة أخت أخوَيْ القطع الصغيرة، و أيضا، كما حدث لهم مع باسل، استعصى عليهم أمرها كذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي باسل يفكر في العديد من الأشياء، هناك الكثير من الأمور التي يجب عليه حلها، و في قمتها، يأتي 'حلف ظل الشيطان'، بطريقة أو بأخرى، سيجعل شاهين يتكلم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلق الخيل الملكي بسرعة كبيرة و قطع عشرات الأميال في مدة قصيرة جدا، دخلوا لوسط العاصمة التي عاد لها اسمها القديم عندما كانت عائلة كريمزون تحكم، 'مدينة السيف القرمزي'، بعد تولي عائلة غرين الحكم، أزالت هذا الاسم و بدلته بـ'المدينة المورقة'، لم يقتصر الأمر على الاسم فقط، بل حتى العلامات التي كانت تتميز بها مدينة السيف القرمزي قد اختفت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنها عادت الآن، ليست كاملة، لكنها تعود رويدا رويدا مع مرور الوقت، في مركز العاصمة، كان هناك القصر الإمبراطوري الذي اعتاد أن يحاط بشعار عائلة كريمزون و أعمدة نارية مشتعلة على طول الحائط المحيط بالقاعة الخارجية، و الآن بعد عودة عائلة كريمزون للحكم، عاد شعارها ليُزَخرَف على طول الحائط و التهبت الأعمدة بينما تطلق انفجارات بين الحين و الآخر كما لو أنها تحتفل بعودتها لمكانها القديم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان شعار عائلة غرين عبارة عن شجيرة خضراء تقطر دما، و كان شعار عائلة كريمزون عبارة عن سيف قرمزي محاط بنار ملتهبة، شعار عائلة كريمزون أحاط العاصمة كلها من جديد، رفرفت الأعلام الحاملة لشعار عائلة كريمزون معلنة بذلك عن العودة الكبرى، تحولت المدينة المورقة لتصبح مدينة السيف القرمزي شيئا فشيء، و اللون الأخضر الذي كان يطغى بالمدينة المورقة، اختفى في مدينة السيف القرمزي و تحول للون القرمزي الملتهب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أثناء تحركهم، تحدث باسل مع الجنرال منصف "أيها العم منصف، أنا ألاحظ وجوها سعيدة هنا، إنها أكثر إشراقا عن قبل، عندما أتيت أول مرة إلى هنا، لم تكن هناك سوى الابتسامات المزيفة و بدا على الكل كما لو أنهم مقموعين، لذا لم يكن هناك أي خيار آخر لهم سوى التظاهر بالرضى بالرغم من شعورهم بالعكس لذلك تماما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الجنرال منصف "هذا صحيح، فبعد كل شيء، لم يعد هناك أي شخص يأخذ منهم ضرائب غير معقولة، صار بإمكانهم صنع لقبهم الخاص، و التجارة أصبحت عادلة، ليس هناك أي شخص يحتكر الأسواق لنفسه فقط، و ليس هناك اختفاء غريب للناس و خصوصا الأطفال بعد الآن، قلت الجرائم مع حرص فرقة السنبلة الخضراء على أداء مهامها جيدا بقيادة الجنرال رعد، هناك تغير إيجابي ملحوظ، فكيف للشعب ألّا يكون راضيا؟ قد يكونوا فوجِئوا بالحرب السابقة، لكن رؤيتهم لطريقة حكم عائلة كريمزون جعلتهم يتقبلون عودتها بكل سرور"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و أغمض عينيه ثم استمع لضحكات الناس الغير متصنعة و النشاط الذي أصبح يتخلل العاصمة، بدا كما لو أنها قد ولدت من جديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذت عائلة غرين، عائلة غين، عائلة هويز، و عائلات أخرى تابعة لعائلة غرين الضرائب من القرويين الفلاحين، كذلك فعلوا مع التجار، هيمنوا عليهم و لم يتركوا أي أحد يتنفس الصعداء. احتقروهم و عاملوهم بعلو كعائلات نبيلة بلقب عظيم. كان هناك تحكم بأثمنة السلع و ليس هناك أي شخص قادر على معارضة الثمن المقرر من طرف غرين هيملر (الأمير الأول سابقا). كان هناك اختفاء للناس و خصوصا الأطفال، مثل هذه الجرائم لم تعد توجد أبدا بغياب مسببها 'غرين شارلوت'، و مع حرص فرقة السنبلة الخضراء على عدم ظهور شخص آخر مثلها، كانوا قد نجحوا في بث الأمان في قلوب الناس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أثناء تصنت باسل على الأجواء الهنيئة بمدينة السيف القرمزي، سمع بعض الهمسات بين الناس و من الواضح أنهم يتكلمون بخفاء، حواس باسل أصحبت حادة جدا كفاية ليسمع همساتهم بوضوح، هذه الهمسات جعلته يأمر سائق العربة بالإبطاء من السرعة كفاية ليستطيع سماعهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم رجل في منتصف العمر بينما يحيط به عدة أشخاص من أعمار مختلفة "هل سمعتم؟ يبدو أن قاتل الدم القرمزي قد ظهر مرة أخرى، يقال أنه رفض مقابلة الإمبراطورين شيرو و غلاديوس"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ أحد منهم "ماذا؟ لقد كان متخفيا لأكثر من شهرين، هل ظهر أخيرا؟ هل يمكن أنه ينوي على شيء خطير؟ كيف له أن يرفض اقتراح الإمبراطورين؟ هل جُن؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تمتم واحد آخر منهم "لكن، يقال أنه في المستوى السابع، و كان قادرا على هزيمة الآلاف من جيش العدو في الحرب سابقا، و ليس هذا فقط، بل حتى أنه قد قتل ددمم عائلة غرين بالكامل من دون ترك أي واحد منهم حي على الإطلاق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شخص بجانبه دعم كلامه "نعم نعم، لقد سمعت بهذا أيضا، يقال أنه شخص لا يرحم أبدا و يقتل كل من يقف في طريقه و يعارضه من دون النظر إلى وجهه حتى، إنه القائد الأعلى لجيوشنا الحالية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم شاب في مقتبل العمر بارتعاد "الرحمة الرحمة، مثل هذا الشخص الخطير هو القائد الأعلى لجيوشنا، لنتمنى ألّا يجلب بلاء عظيما علينا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرجل الذي تحدث بالبداية "هذا صحيح، حتى أنه الآن يرفض اقتراح إمبراطورين للقائه، مثل هذا الشخص الخطير يجعلني فقط أخاف إن كان سيتسبب في جلب كارثة علينا بأفعاله هذه، ماذا لو أنه قام بشيء وقح تجاه الإمبراطورين مرة أخرى؟ ألن يكون سببا في اندلاع حرب عظيمة كالتي انتهت قبل 150 سنة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تمتم الشاب الذي في مقتبل العمر مرة أخرى "الرحمة الرحمة، يجب أن نصلي لسلامتنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تساءل واحد منهم "لكن، ما هو أصل قاتل الدم القرمزي هذا على أي حال؟ ما اسمه الحقيقي؟ و لماذا ينادوه بقاتل الدم القرمزي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت الهمسات على طول طريقهم، و عندما سمع باسل هذه الأسئلة، أمر سائق العربة بالتوقف ثم تصنت لهمساتهم بعناية، و بدا عليه كما لو أنه رأى شيئا مثيرا للاهتمام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أصله غير معروف حتى الآن" أجاب الرجل الذي تحدث بالبداية "لكن يقال أن اسمه الحقيقي هو باسل، لقد قام بقتل ددمم عائلة غرين بالكامل، لم يهتم بالصغير أو الكبير، لذا لقبوه بـ'قاتل الدم القرمزي'، فقط لقبه يجعلك ترى مدى قسوته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>همس الشاب الذي في مقتبل العمر خائفا "الرحمة الرحمة، فلنتوقف عن الحديث عنه، من يعلم؟ قد يسمعنا أحد توابعه و نقع في مشكلة كبيرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دعم رأيه واحد آخر "هذا صحيح هذا صحيح، لنتوقف عند هذا الحد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا، لما لا تكملوا؟ أريد معرفة بعض التفاصيل حول هذا الشأن" عندها اقترب منهم فتى يبدو في عمر يناهز الخامسة عشر. حدقوا كلهم به بغرابة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الشاب الذي أراد إنهاء الموضوع لخوفه بلهجة تعاطفية "هيا هيا، أيها الفتى، من الأفضل لك أن تتوقف عن البحث أكثر في هذا الأمر، من المؤسف أن يكون هذا سببا في موت شخص في مثل سنك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الفتى و تحدث بهدوء "لما سأموت فقط لأنني سألت؟ أليس هذا شيء غير طبيعي؟ هيا لا تكن هكذا أيها الأخ الأكبر و نور أخاك الأصغر الجاهل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرجل الذي بدأ هذا الموضوع من الأول "معه حق أيها الفتى، أنا أيضا لا أريد الحديث في هذا الأمر أكثر، لا أريد أن أجد رأسي غير موجود بمكانه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الفتى و تكلم مع الحفاظ على هدوءه "لا تقلق، أنا لا أظن أن قاتل الدم القرمزي الذي تتحدثون عنه سيقتلنا فقط لأننا تحدثنا عنه، أنا مجرد قروي أتى للدخول لأكاديمية السحر و لا أريد أن أبقى جاهلا، نوروني أيها الكبار من فضلكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هدوء هذا الفتى الغريب و إلحاحه المستمر جعلهم يغضبون، حتى أن الشاب الخائف أسرع و تدخل جاعلا الفتى يبتعد عبر جره بعيدا بلطف بينما يتحدث "لا تسألهم أكثر من هذا، سوف تتسبب في إيذاء نفسك فقط بإغضابهم، بالرغم من مظهرهم العادي حاليا، لكنهم سحرة بالمستوى الثاني و قد أتوا لتأدية الاختبار الذي افتتحه تشكيل قاتل الدم القرمزي للانضمام إليه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هكذا إذا" وضع الفتى يده على ذقنه و تحدث "إذا لما لا تخبرني أنت، أنت لن تؤذيني، أليس كذلك أيها الأخ الأكبر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا..." لم يستطع الشاب الخائف التكلم، فخوفه جعله يوقِف أولئك الكبار عن التكلم حول هذا الموضوع، كيف له أن يبدأه بنفسه من جديد؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الشاب الخائف الذي أصبحت تعبيراته جدية و بدا كما لو أنه قد أصبح شخصا مختلفا تماما ثم تكلم "أيها الفتى، قلت أنك قروي من قبل، لكن من ملابسك فلابد من أنك من عائلة نبيلة، لا أعرف ما أهدافك، لكن من الأفضل لك التوقف عن البحث في هذا الأمر حقا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أمم..." ابتسم الفتى ثم قال "أنت أيضا أيها الأخ الأكبر تبدو كما لو أنك شخص آخر تماما عن الشخص الذي كنته قبل قليل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ ذلك الشاب، لكنه في الحال وضع يده على رأسه و حكه ثم قال بينما يضحك "لست سوى شخص خواف و جبان"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هيه ! " تعجب الفتى من تصرفه ثم قال له "قد تكون قادرا على خداع أولئك السحرة هناك، لكن لن يكون بإمكانك فعل المثل معي، ساحر في مثل عمرك بالمستوى الثالث بالفعل، كيف لشخص موهوب مثلك أن يكون مجرد جبان؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم ذلك الشاب تماما، يده التي كانت تتحرك باستمرار حاكّة* رأسه قد توقفت و توجهت نظراته نحو عيني الفتى اللتين رأتا من خلاله، فجأة، تغير الجو حول ذلك الشاب، نظراته الخائفة أصبحت تحمل معها جدية غير معقولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[حاكة = مؤنث 'حاكّ' من فعل 'حكّ]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل الشاب بعد إزالة يده عن رأسه بنبرة حادة عن التي اعتاد الحديث بها "من أنت أيها الفتى؟" كان صوته في طريقة سؤاله كما لو أنه لشخص آخر تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الفتى "هيا، لا تأخذ حذرك فجأة هكذا، نية قتلك بدأت تتسرب منك، لا يجب عليك أن تفقد هدوءك هكذا، غير ذلك، سوف تضيع تمثيليتك هباء بعد كل العناء الذي بدلته من أجل صنع تلك الصورة عنك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لاحظ الشاب أنه بالفعل قد فقد هدوءه للحظات، لكن بعدما ضبط نفسه، أعاد نفس السؤال مرة أخرى بينما يحدق في الفتى الذي أمامه بعمق محاولا الرؤية من خلاله كما فعل له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن أصله؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الشاب، لكنه أدرك أن الفتى معه حق، و بعد كل شيء، لا يبدو أن الفتى سيقدم نفسه له إن لم يفعل هو أولا، قال بعبوس "أنا من عائلة عامية من مدينة بجنوب العاصمة و اسمي 'أبهم'، ماذا عنك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أوه" تعجب باسل و قال "أصلك طبيعي و مع ذلك أنت ذو موهبة مذهلة، لقد أعجبتني أكثر، حسنا، أنا..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"باسل، ألا زلت لم تنتهي؟" عندها نادت الفتى فتاة بجمال خلاب ظهرت من عربة بخيل ملكي، بوقوفها بجانب الخيل الملكي، كونت صورة مثالية من الجمال، و كانت كافية لتجعل قلب أي رسام يقفز، سيتقافز الرسامون من أجل الحصول على فرصة لرسم هذا المشهد الذي صنعته تلك الفتاة بوقوفها بجانب الخيل الملكي بينما يُقذف الماء من النافورات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في لحظة، توجهت نظرات الجميع نحو تلك الفتاة التي تحدثت، و جعلت الكل في صمت تام من شدة تأثرهم، أما 'أبهم'، فقد بقي مندهشا تماما حتى تكلم الفتى "لقد سمعت اسمي، و أنا قروي كما سبق و أن قلت لك، حسنا يا أبهم، سوف أتركك للآن، لدي أعمال يجب أن أنهيها، لكني سأقابلك مرة أخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف الفتى و ذهب في اتجاه الفتاة التي نادته، رجع 'أبهم' لصوابه فسأل الفتى "كيف ستجدني؟ ليس و كأنني أمضي وقتي هنا، إنني لست حتى من العاصمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الفتى من دون الالتفاف "يبدو أنك قد أتيت لاجتياز اختبار التشكيل، هذا كاف، و لقد أعطيتني اسمك أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركب الفتى و الفتاة العربة التي تحركت بعد فعلهما لذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي أبهم متجمدا في مكانه، بالنظر للعربة التي ركبها، فلا بد من أنه شخصية عظيمة، من هو ذلك الفتى بالضبط؟ فكر لقليل من الوقت "يبدو أن اسمه باسل، أتساءل من يكون؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم بعد أن التف ليعود إلى تلك الجماعة من قبل حتى توقف في مكانه و فتح عينيه على مصراعيهما من شدة الصدمة "باسل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ بهذا الاسم من دون أن يشعر حتى جعل واحدا من تلك الجماعة يقترب منه و يقول "ما بك؟ هل قاتل الدم القرمزي قد أخافك لدرجة صراخك باسمه ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عاد الجو الطبيعي الخاص بالشاب الخواف الذي كان يحيط بـ'أبهم' من جديد ثم وضع يده على رأسه بينما يجيب "هيهيهي، قد لا أنام جيدا في الأيام المقبلة ! " بينما يفكر بداخله "يجب أن تكون مصادفة فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم معه ذلك الشخص "إنك حقا لجبان كثيرا يا أبهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك أبهم من دون الإجابة و تبع ذلك الشخص عائدين لجماعتهما بينما يفكر بداخله "لكن ماذا عنى بأنه سيجدني بما أنني سأذهب لاجتياز الاختبار؟" لم يفهم أبهم ما الذي قصده ذلك الفتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في الأخير بدأ الشك يتخلله "هل يمكن أنه حقا...؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم؟ تقول لما أثار اهتمامي؟" سئِل باسل هذا السؤال من طرف الجنرال منصف بينما يتحركون بالعربة، فأجابه "إنه بالمستوى الثالث بالفعل، و عمره على الأغلب لا يتجاوز العشرين حتى، إنه موهبة نادرة جدا، يمكنك مقارنة موهبته بالخاصة بي و بأنمار حتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب الجنرال منصف كثيرا، فهو يعرف بالضبط ماهية موهبة باسل المرعبة. سابقا، عندما كانا يتدربان في غرفة التدريب بشهر الانعزال، أدرك الجنرال منصف قوة باسل الحقيقية، عندها، عرف لأول مرة عن وجود مستويات بعد المستوى السابع، عندما تدرب ضد باسل، كان هذا الأخير يريد الاختراق للمستوى الخامس، لذا كان عليه استخدام عنصر النار من أجل ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أول مرة شاهد الجنرال منصف باسل يستخدم عنصرا آخر غير عنصر التعزيز، كاد أن يتقيأ الدماء، فذلك شيء غير معقول، مع ذلك، لا يزال لم يفهم لِم باسل يمتلك عنصرين، فبناء على كلام باسل، يجب على الساحر الدخول لحالة الصفاء الذهني و الروحي و إمضاء وقته في عزلة تامة من أجل استشعار الطاقة الخارجية و تعلم التحكم فيها من أجل جذبها لبحر روحه و تكوين العنصر الثاني، عندها يكون الساحر قد دخل للمستوى الثامن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أشار باسل فقط إلى أن حالته شاذة و لم يشرح الأمر أكثر، لذا لم يقم الجنرال منصف بالحفر أكثر. بعد مشاهدته لقوة باسل، لم يسعه سوى الشعور بأن ذلك الفتى هو أقوى شخص في هذا العالم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل في ذلك الوقت كان يريد الاختراق للمستوى الخامس بسرعة، لكنه كان يحتاج لمحفز ما، و بالطبع لم يكن بإمكانه قتال أي شخص كان من أجل هذا، فهو سيكشف بعض الأسرار مقابل ذلك، لذا اختار الجنرال منصف بناء على شخصيته النزيهة التي لاحظها منذ قدومه إلى هنا، و الجنرال منصف كان قد وضع باسل في مكانة مرتفعة بقلبه لأنه أعطاه الفرصة للانتقام من غرين هيملر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، كان باسل في قمة المستوى الرابع، لكن بسبب شربه لإكسير التعزيز أول مرة عندما كان يتدرب قبل أن يمنعه معلمه من ذلك، أصبح عنصر التعزيز يفوق المستوى الرئيسي بمستوى آخر تقريبا بسبب ارتخاء الختم لأن باسل قد ارتفع بالمستوى بشكل مفاجئ بسبب شربه لإكسير التعزيز</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا عندما سمع الجنرال منصف بالموهبة التي يمتلكها ذلك الشاب الذي أثار اهتمام باسل، تفاجأ حقا، هناك أشخاص بمثل موهبة باسل و أنمار الغير طبيعية حقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "توقفت فقط لأن اسم 'قاتل الدم القرمزي' قد أثار انتباهي، لكني عندها لاحظته يقمع هالته بشكل مثالي، لو كان 'أنا قبل شهور' الذي شاهده، فلن يرى من خلاله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"بالمناسبة" أكمل باسل "ما قصة ذلك الاسم؟ يبدو أنهم يخافونني كثيرا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آه" كما لو أنه تذكر شيئا ما، قال الجنرال منصف "لقد نسيت الإشارة لهذا الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في أنمار التي قالت "إنه ليس بذلك الأمر الكبير، لذا نسيت أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق بها الجنرال منصف بعد تصريحها، 'إنه ليس بذلك الأمر الكبير' قالت، هذا الأمر جعله يخجل من نفسه كونه كان متحمسا بهذا الشأن، لذا هدأ قليلا قبل أن يقول "بما أنك قد أخذت القيادة في الحرب السابقة، و نظرا لنجاحك المذهل في هذا، خسارتنا لم تكن كبيرة، لذا كان الجميع يفكر في لقب لك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...كما تعلم، الرجل المشهور في عالمنا يميزه لقبه، أنا معروف كصاحب أقوى بنية جسدية و هذا الأمر كان بسبب عنصر التعزيز، هناك شفرة الجليد كين نبيل الذي تميز بهذا الاسم بعد قطعه للأعداء من كل جهة في الرحلة لقارة الأصل و النهاية السابقة، و حتى الجنرال رعد قد اكتسب لقبا قبل سنوات قليلة، لقد لقبوه بـ'الرعد البرقي'، و بطبيعة الحال، شخص مثلك استطاع القيام بكل تلك الإنجازات، سيلقبه الناس بألقاب عدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهم باسل كلام الجنرال منصف الذي أكمل "لكن من بين تلك كل الألقاب، و بسبب قضاءك على عائلة غرين كاملة تقريبا كلها لوحدك، طغى لقب قاتل الدم القرمزي على الألقاب الأخرى حتى أصبح لقبك الرئيسي، دائما ما انتشرت الإشاعات السيئة بشكل أسرع من الجيدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أزاح باسل نظره بعيدا و حدق مرة أخرى في المدينة، مما جعل الجنرال منصف يسأل "ألا يزعجك هذا الأمر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "لا" ثم سأل "لما سيفعل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا..." تكلم الجنرال منصف بعد توقفه بسبب تفاجئه "حسنا، إنهم ينادوك بهذا لأنهم يعتقدون أنك حقا قتلت الصغير و الكبير من دون رحمة، لكنك في الحقيقة لم تفعل، و لا زالت ابنتا أخت غرين لايت الكبرى حيتين، و هناك بعض الكبار من عائلة غرين لا يزالون أحياء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بهدوء "أنا حقا لا يهمني هذا الأمر، و إن فعلت، فسأعتبره شيئا جيدا فقط. فأنا أكره الإزعاج، و إن كانت لدي سمعة ستجعل من الآخرين يخافون مني هكذا، فهذا سيكون شيئا رائعا حقا، إضافة لذلك، عدم معرفتهم ببقاء تلك الفتاتين الصغيرتين على قيد الحياة لهو أمر جيد، فبعد انتهائي، سأحرص على فقدانهما الذكرى على كونهما من عائلة غرين أصلا، بذلك سيعيشان مستقبلا هانئا على الأقل، و عدم معرفة أي أحد عنهما، سيجعل حياتهما ثابتة من دون التعرض لأي عقبات"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت العربة في التحرك، و بعد مدة غير معروفة من الوقت، توقفت أخيرا أمام منزل منفرد بمنطقة بالعاصمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج باسل و الاثنين الآخرين من العربة، و بمجرد ما أن فعلوا حتى شاهد باسل وجها مألوفا له، هذا الشخص الذي شاهده باسل كان يسقي الأزهار و يهمهم في هناء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف باسل وراءه ثم تكلم مناديا إياه "أيها العالم المجنون"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان ذلك الشخص هو العالم الجنون، و الذي نظر للخلف ببطء شديد بعد سماعه لذلك الاسم، ليس هناك أي شخص آخر غير باسل من سيناديه هكذا، لذا أدار رأسه رويدا رويدا حتى نظر لعيني باسل اللتين كانتا تحدق به بشكل مخيف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تراجع العالم المجنون للخلف بسرعة و انحنى قليلا ثم قال "آه، سيدي الصغير، لقد وصلتني الأخبار عن استيقاظك، حمدا على سلامتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق به باسل ثم قال "كفانا تمثيلية، أنت تعرف سبب مجيئي إلى هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا..." لم يستطع العالم المجنون إخراج الكلمات من فمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بداخل منزل أخوا القطع، هذان الأخيران كانا بالداخل يعتنيان بحالة أختهما الصغيرة التي لا تزال بغيبوبة حتى الآن، كانا يزوران باسل بين الحين و الآخر، و صادف وجودهما استيقاظ باسل سابقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد ما أن دخل باسل حتى انحنى له أخوا القطع، كانت نظراتهما واضحة كما هي مشاعرهما في هذه اللحظة، أختهما الصغيرة هي عائلتهما الوحيدة المتبقية لهما، و بما أنها الصغيرة، كانت دائما محمية من طرف أخويها الكبيرين، و رؤيتها الآن في هذه الحالة من دون قدرتهما على فعل أي شيء لها، كان أمرا في غاية الصعوبة لتحمله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في قلبهما، لا يسعهما سوى الشعور بالامتنان الكامل تجاه باسل، فهو على الأقل جعلهما يريان أختهما مرة أخرى، هذا من جهة، و من جهة أخرى، فهما يحقدان حقدا شديدا على غرين شارلوت التي تلاعبت بأختهما الصغيرة، جعلتها فأرة تجارب بالنسبة لها، شخص مثلها لا يستحق الموت حتى، بل أكثر من ذلك، خطفها للناس و خصوصا للأطفال لاستعمالهم من أجل أهدافها الخاصة، ليس لا يقدران على مسامحتها فقط، بل لا يستطيعان النوم في هناء من دون التأكد أنها لا تستطيع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رؤية باسل لتعبيراتهما هاته، و رؤية ذلك الجسد الصغير مستلقي هناك، رجعت له الذكريات عن الحالة التي وجد فيها باسل أختهما الصغيرة بداخل أنبوب زجاجي يقام عليها التجارب جانبا إلى جنب مع ذلك الشخص الذي كان قد تحول لوحش بالكامل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق باسل في العالم المجنون ثم قال "كيف لك ألّا تعلم ما الذي يجري لها؟ لقد كنت هناك في ذلك الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم...؟" استغرب أخوا القطع من هذا التصريح ثم نظرا مباشرة للعالم المجنون، نظراتهما اخترقته، و لولا وجود باسل، لكانا قد قطعاه لأجزاء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>برؤيتهما، أسرع العالم الجنون في التكلم "سيدي الصغير، كما و سبق أن قلت لك في أول مرة، أنا حقا ليس لي علاقة بالأمر، قد أكون عالما مجن... أقصد عالما متطلعا للاكتشاف لكنني لن أصل لهذه الدرجة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق فيه باسل بعمق: "أنا أعلم بهذا بالفعل، لا أنسى ما يقال لي مرة، فهكذا هي ذاكرتي، أنا أسألك هنا عن حالتها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا..." تمتم العالم المجنون ثم قال "حتى أنا لم أرى بحر روح مثل الخاص بها من قبل، إنه شيء فوق استطاعتي، أخاف أن أمسه و أتسبب في شيء خاطئ أكثر، بحر روحها مختلف عن بحر روح الشخص الطبيعي، لا زلت لا أعرف ما ذلك بالضبط ! كما لو أن بحر روحها يتحول لشيء ما ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق به باسل و ذهب لتفقد حالة الأخت الصغيرة، كان جسمها أبيضا لامعا كالجوهرة، و شعرها أزرق فاتح قريب للأبيض، كانت كجنية نائمة. و بعد أخذه لوقت طويل في محاولته تحسس بحر روحها و رؤية المختلف و إدراكه، لاحظ باسل أيضا أن طاقة بحر روحها غريبة نوعا ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف باسل و توجه نحو الباب خارجا من المنزل ثم قال "يا غايرو و أنت أيضا يا كاي، فلترافقاني للسجن المركزي، لقد كنت أخطط للذهاب هناك، و أشعر أنه من الواجب حضوركما أيضا لاستجوابي لتلك العاهرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت نظرات باسل غاضبة، أكثر ما يكرهه هو التلاعب بحياة البشر و التحكم بها، و للأسف، كانت عائلة غرين كلها تقريبا من هذا النوع، قام غرين هيملر بالتسلط على الناس بسلطته في حين لا يقدر على القيام بأي شيء لوحده، و قامت غرين شارلوت بالتلاعب بهم كما لو أنهم ليسوا ببشر في عينيها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "بعد كل شيء، لا أظن أن العذاب الذي مرت به بسبب أنمار كان كافيا لها، لا هي و لا أخوها الأكبر، بغض النظر عن تعاونهما في الاستجواب أم لا، فسيكون عليهما تذوق بعض العذاب قليلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه الزيارة تسببت في اهتياج مشاعر باسل التي كانت هادئة حتى الآن، يجب عليه حقا جعل آل غرين عبرة للذي قد يفكر في عمل شيء مشابه لما قاموا به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أتساءل من قام بعلاجه؟" تكلم العالم الجنون بينما يفحص جسد أخت أخوا القطع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي لوحده في المنزل يرعى أخت أخوي القطع الصغيرة بناء على أمر باسل الذي كان واضحا جدا بلهجته المهددة قبل أن يغادر لوجهته المحددة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يقع السجن المركزي بالقرب من المحكمة المركزية، و هذه الأخيرة تعتبر الكيان الذي يقرر القوانين في الإمبراطورية، بالطبع تُناقش هذه القوانين كلها مع الإمبراطور قبل الإقرار بها و جعلها تنفيذية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالمحكمة المركزية، توجد قوة خاصة، قوة كافية لتجعل غرين لايت يناديها لتساعده في الحرب، لكنها لم تستجب لطلبه و لم تتدخل، فقط، أخذت الجانب و انتظرت الحرب تنتهي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بالطبع، هذا لم يكن سيحدث لولا الصفقة التي عقدها الجنرال منصف مع المحكمة المركزية، أو يجب القول مع قائدها، كان هذا الأخير شخصية مشهورة في العالم كله، فبعد كل شيء، لقد كان ساحرا اعتبر في نفس مستوى الجنرالات و أعلى من بعضهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مؤخرا، في الشهرين الماضيين، لوحظ شيء غريب حدث بالمحكمة المركزية جنبا إلى جنب مع السجن المركزي، لقد كان هذا الشيء الغريب هو ارتفاع قوتهما المفاجئ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتشرت الإشاعات عن وجود سحرة بالمستوى الخامس في حراسة السجن المركزي فقط، مما حير الناس و بدا كما لو أنه يشير إلى أن آمر السجن المركزي سيكون أقوى من ذلك بما أن الحراس فقط في مثل ذلك المستوى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بهذا استنتجوا أن من يتحكم في السجن المركزي - المحكمة المركزية – ستكون لديها قوة أكبر بالطبع. مثل هذا التغير الملاحظ في قوة المحكمة المركزية، بدأ يجعل الناس تشك كثيرا، و بالطبع، بما أنهما حدثا في نفس الوقت، فقد ربطوا عودة عائلة كريمزون للحكم مع هذا التغير الملاحظ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، قبل أن يتوجه باسل للسجن المركزي، قرر زيارة المحكمة المركزية للتحدث مع قاضيها الأكبر و الذي يعتبر قائدها و المتحكم في قوانين الإمبراطورية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"سيدي القاضي الأكبر، يبدو أن قاتل الدم القرمزي قادم إلى هنا، ماذا نفعل؟" انحنى قاضٍ من المحكمة المركزية و الذي كان نفس القاضي الذي ساعد باسل و الجنرال منصف في القبض على غرين هيملر بينما يتكلم مع شخص ما كان يقف و يحدق من نافذة بالعاصمة و أجواءها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا الشخص هو القاضي الأكبر، كان رجلا في منتصف العمر، و بابتسامة أجاب تابعَه "أوه، إنه آتٍ بنفسه، لما لا نرحب به إذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مرور وقت طويل، فُتِحت أبواب المحكمة المركزية لعربة يقودها خيل ملكي بينما تُقرَع الأجراس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بتوجيه من القاضي نفسه الذي بلغ القاضي الأكبر، كان باسل و البقية قادرين على الوصول للقاعة الرئيسية حيث كان ينتظرهم القاضي الأكبر هناك. بقي انمار و أخوا القطع بغرفة أخرى منتظرين عودة باسل و الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أووه" توجه القاضي الأكبر الذي كان يحدق بالنافذة نحو الجنرال منصف بعد دخوله بينما تعلو الابتسامة وجهه "أوَ ليس هذا الجنرال منصف؟ شرفتنا شرفتنا، مرحبا بك، هل رافقت قاتل الدم القرمزي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الجنرال منصف كذلك ثم أجاب "آه، هذا صحيح، فبعد كل شيء، هو لم يتعامل معك من قبل، بل أنا الذي فعلت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا صحيح" وافقه القاضي الأكبر ثم قال متسائلا "إذا، أين هو قاتل الدم القرمزي هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"تحياتي أيها القاضي الأكبر، اسمي باسل" ظهر من خلف الجنرال منصف فتى يناهز عمر الخامسة عشر مما جعل القاضي الأكبر يستغرب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل القاضي الأكبر الجنرال منصف "من هذا الفتى أيها الجنرال منصف؟ هذا ليس بمكان للأطفال كما تعلم، هذا مكان يخص حديث الكبار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل أن يجيب الجنرال منصف، تحدث ذلك الفتى الغير معروف للقاضي الأكبر مرة أخرى "قد لا أكون قد أصبحت بالغا رسميا، لكنني شارفت على بلوغ الخامسة عشر، لذا يمكنك اعتباري بالغا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم ! " حدق القاضي الأكبر في ذلك الفتى و نظر إليه بانحطاط، كما لو أنه يحاول إخباره بمعرفة مكانته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم القاضي الأكبر "أنا لا أهتم لذلك، حتى و لو كنت بالخامسة عشر و اعتُبِرت بالغا من طرف الآخرين، فهذا المكان يخص الكبار، الكبار ليس بالسن، و إنما بالمكانة، إن فهمت الآن ما عنيت، انصرف و اترك هذا المكان حالا قبل أن تلقى مصرعك أيها الفتى، فلو لم تكن مرافقا للجنرال منصف، لكنت بالفعل في عداد الموتى لوقاحتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اصطنع الفتى وجها خائفا "هذا مخيف هذا مخيف" ثم أكمل بعدها بسخرية "لكن للأسف ليس بالنسبة لي، حاول مع أحد آخر أيها القاضي الأكبر، إن أردت التحدث مع شخص بالمكانة، فلك هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق القاضي الأكبر به و غضب كثيرا، و مزاجه الذي كان جيدا تعكر كليا، و في لحظة، شحذ طاقته و ضغط بهالته على الفتى أمامه "هاا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جعل القاضي الأكبر هالته تمتد وصولا للفتى الذي أمامه ضاغطة عليه بينما يتحدث "أيها الفتى، سأعلمك معنى المكانة قبل أن تخرج من فمك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر القاضي الأكبر في تنفيذ ضغطه، لكنه لاحظ بعد لحظات أن ذلك الفتى لم يتأثر أبدا، و فوق ذلك، كان ذلك الفتى يقف باسترخاء بينما يبتسم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها توقف القاضي الأكبر بسرعة و سأل مرتعبا "من أنت أيها الفتى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال منصف "ألم يقدم نفسه بالفعل أيها القاضي الأكبر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تذكر القاضي الأكبر تقديم الفتى لنفسه ثم صرخ بعد لحظات "قاتل الدم القرمزي باسل ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا صحيح" قالها باسل ثم أكمل بعدما حملق في القاضي الأكبر "و الآن، لما لا نتكلم ككبار بالمكانة أيها القاضي الأكبر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صُعِق القاضي الأكبر تماما، لم يخبره أي أحد أن قاتل الدم القرمزي عبارة عن فتى في هذا العمر، المعلومات حول قاتل الدم القرمزي كانت قليلة جدا، و بعد سماعهم بالإشاعات حول إنجازاته، لم يجرؤ أي أحد على البحث في أمره، و بما أنهم لم يفعلوا، لم تصل الأخبار للقاضي الأكبر أن قاتل الدم القرمزي مجرد فتى في الحقيقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فالجنود الذي شاركوا بالحرب، كانوا قد أمِروا بكتم كل ما شهِدوه، و بالطبع، أولئك كانوا جنودا مخلصين لعائلاتهم، و اختيروا بعناية شديدة، لم يكن هناك أي شخص منهم يتجرأ على عصيان أمر سيده، و مع ذلك، تسربت بعض المعلومات حول وجود قاتل الدم القرمزي و عن إنجازاته، لكن بعد معرفة هذه الإنجازات المخيفة، توقف الكل عن البحث في الأمر أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي القاضي الأكبر متجمدا في مكانه للحظات حتى تكلم الجنرال منصف "أيها القاضي الأكبر، لما لا نجلس و نتحدث؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استفاق القاضي الأكبر من أحلام اليقظة ثم أجاب بالموافقة و جلس الثلاثة حول طاولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق القاضي الأكبر في باسل بغرابة شديدة غير مصدق لما يراه، لقد أصبح ساحرا بالمستوى السابع بعد شربه لتلك الإكسيرات، و بهالته تلك بذلك المستوى العالي لم يكن قادرا على التسبب لهذا الفتى الذي أمامه حاليا حتى في الاضطراب و لو قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ما سبب مجيئك أيها السيد الصغير؟" تغيرت لهجة القاضي الأكبر من الشدة لليونة بسرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق به باسل ثم أجاب " [أولا]، أنا لست بسيد صغير، أنا كبير بالمكانة، [ثانيا]، ألا تقدم أيها القاضي الأكبر لضيوفك كوبا من الشاي حتى؟ و [ثالثا]، سأجيبك بعدما تقوم بتنفيذ [أولا] و [ثانيا]"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق القاضي الأكبر في باسل و حاول قمع غضبه ثم اصطنع ابتسامة مزيفة رغما عنه و قال "لك هذا أيها السيد الكبير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا تناديني بهذا" أغمض باسل عينيه ثم قال "أنت تجعلني أبدو كمُعمّر ما، يمكنك مناداتي بالسيد الشاب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ازداد غضب القاضي الأكبر أكثر، و في الجانب، كان الجنرال منصف متحسرا من المشهد، كان باسل يغيظ القاضي الأكبر بكل وضوح، لكنه لم يتدخل لأنه يعرف السبب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فبعد كل شيء، قام باسل بتقديم نفسه بكل احترام حتى لو كان مزاجه ليس جيدا، لكن القاضي الأكبر عامله بالعكس تماما، حتى أنه تجرأ على الضغط بهالته عليه، و بما أنه يعرف كل هذا، فلم يحاول الجنرال نصف إيقاف الأمر، لأنه يعلم أن باسل لن يَعْدل عنه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمر القاضي الأكبر بإحضار الشاي، مع أنه أصبح غاضبا جدا، إلى أنه لا زال يضع مكانة باسل كالقائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية في عينيه، لذا لم يقْددمم على أي فعل شائن بعد معرفته هوية باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد إحضار الشاي من طرف خادمة، هذه الأخيرة صبت كوبا لباسل الذي حمله و أخذ الرشفة الأولى قبل أن يتحدث "يبدو أن هديتي إليك قد أدت مفعولها بشكل جيد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم...؟" استغرب القاضي الأكبر قبل أن يفهم ما يتحدث عنه باسل، لقد قصد هذا الأخير الإكسيرات، و هذا الشيء جعل القاضي الأكبر ينذهل تماما، فبعد كل شيء، هو لم يعلم أن قاتل الدم القرمزي هو نفسه الشخص الذي أرسل له تلك الإكسيرات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تلك الإكسيرات التي أخذها كصفقة مقابل عدم التدخل بتاتا في الحرب، كانت في الحقيقة شيئا مذهلا كثيرا، في مدة قصيرة، كانت قادرة على تنمية قوة المحكمة المركزية لدرجة مخيفة. و عندما علم الآن القاضي الأكبر أن فتى يناهز الخامسة عشر فقط هو صاحبها، فلم يسعه سوى فتح فمه من الاندهاش و الصدمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه لم يرضى بطريقة حديث باسل، جعل هذا الأخير الأمر يبدو كما لو أنه تَصَدّق عليهم بالإكسيرات. فهم أخذوها كصفقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق القاضي الأكبر بباسل ثم قال "نعم معك حق، لقد كانت جيدة، كان خيارا صحيحا أخذها كبديل لعدم تدخلنا في الحرب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حرص القاضي الأكبر على توضيح هذا الأمر جيدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و باسل الذي يشرب الشاي بهدوء، كان يفهم مقصد القاضي الأكبر بالطبع، فبعد كل شيء، لقد طرح ذلك السؤال بتلك الطريقة لتحصيل بعض المعلومات عن الطرف الآخر، أراد أن يرى طريقة استجابة القاضي الأكبر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كما توقع باسل، قام القاضي الأكبر بتوضيح الفكرة بسرعة، أكد هذا الأمر أنه لا يريد من المحكمة المركزية و هو نفسه أن يبدوان مدينان لباسل أو يُعتبران كما لو أنهما أقل منه شأنا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان لدى باسل بعض الجواسيس في المحكمة المركزية الذين كانوا يخبرونه بالتغيرات التي تحدث، فبعد كل شيء، لاحظ أن المحكمة المركزية تنمي قواتها بشكل غريب قبل حتى أن يعطيها الإكسيرات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا حرص على جعل تحركاتها تحت علمه دائما، فالسبب الذي جعله يجعل الإكسيرات كمبادلة لعدم تدخل المحكمة المركزية، هو ملاحظته لتطلع المحكمة المركزية للقوة، لذا كان متأكدا من قبول طلبه.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان بإمكانه ترك المحكمة المركزية تتدخل بالحرب، و سوف يكون قادرا على الفوز بالرغم من ذلك، لكنه لم يرد فعل ذلك من أجل الحفاظ على ردة فعل جيدة من الشعب، و الحفاظ على سمعة عائلة كريمزون على أنها استرجعت حقها و لم تأخذه عن طريق جزر كل ما في طريقها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعتبر المحكمة المركزية رمزا للحفاظ على الأمان بالإمبراطورية، و تدميرها يعني بث الخوف في قلوب الناس و جعلهم يهابون عائلة كريمزون و يبتعدون عنها قدر المستطاع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع، كان الجنرال منصف و الكبير أكاغي و بعض الكبار من العائلات التي قاتلت معهم يعلمون بنوايا المحكمة المركزية بعدما أخبرهم باسل بها، لكنهم اتبعوا نصيحة باسل الذي أخبرهم بترك أمرها له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما زار باسل المحكمة المركزية، كان يريد التظاهر باللطف بينما يستخرج بعض المعلومات، لكن مزاجه كان متعكرا، و قام القاضي الأكبر بمعاملته بشكل سيء، لذا قرر إغاظته قليلا و استخراج المعلومات منه بهذه الطريقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "نعم، و بفضلها نمت قوة المحكمة المركزية لهذه الدرجة، أنا أتساءل عن نوايا القاضي الأكبر بحرصه على تنمية قواته هكذا ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ القاضي الأكبر، لقد كان سؤال باسل مباشرا للغاية، مع أن باسل أتى بنية استخراج بعض المعلومات، لكنه لا يحب اللف و الدوران في الكلام، و فوق ذلك، فهو قد استنتج نية المحكمة المركزية بالفعل، و لم يأتي هنا إلّا لتأكيد شكوكه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شرب القاضي الأكبر رشفة من الشاي ثم هدأ و ابتسم قبل أن يقول "ما الذي تقصده أيها السيد الشاب؟ أليس هذا شيء طبيعي؟ إن أصبحت قوتنا أكبر، فسوف يزداد الأمن أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هيه، يهدأ هنا ! " تكلم باسل بدخله ثم ابتسم تباعا لابتسامة القاضي الأكبر و قال "معك حق، لكن هذا كان قبل أن يكون هناك وجود لفرقة السنبلة الخضراء، فهذه الاخيرة قد نمت و انتشرت فروعها كثيرا، بسببها انعدمت الجريمة تماما من العاصمة، فما الحاجة من تقوية المحكمة المركزية؟ ألم يكن واجبها هو الاعتناء بقوانين الإمبراطورية؟ أو ماذا؟ هل أصبحت تهتم بشيء آخر أيضا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك القاضي الأكبر ثم أجاب "ما الذي يمكنه أن يكون؟ اهتمامنا الوحيد هو الحفاظ على الأمن، و العالم يتغير شيئا فشيء، لذا إن لم نغير من أنفسنا و نطورها تباعا لذلك، ألن نكون مجرد أغبياء عندها؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك باسل أيضا ثم قال "معك حق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تذكر القاضي الأكبر أمرا "آه هذا صحيح، لما أتى السيد الشاب إلى هنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع باسل قد حقق مراده بالفعل من مجيئه إلى هنا، لكنه أخذ رشفة من الشاي قبل أن يتكلم "سأزور السجن المركزي بعد خروجي من هنا، و سأريد غرفتين خاصتين، أيمكنك تجهيز هذا لي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب القاضي الأكبر ثم قال "بإمكاني فعل هذا بالطبع، لكن أيمكنني سؤالك عما ستحتاجهما فيه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "سأزور شاهين من حلف ظل الشيطان لجني بعض الثمار، و أزور العاهرة و الحثالة لتلقينهما بعض الدروس"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهم القاضي الأكبر مَنْ قصده باسل في الجزء الثاني من كلامه فشرح له الجنرال منصف هذا الأمر، ثم تكلم عندها "لقد حاولنا استجواب ذلك الشاهين بشتى طرق التعذيب لكنه لم يتحدث أبدا، لا أظن أنك ستستفيد شيئا من محاولتك، و لما تريد لقاء غرين شارلوت و غرين هيملر؟ ألم ينتهي شغلك معهما؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أغمض باسل عينيه ثم قال "طريقة حصدك للثمار مختلفة عن الخاصة بي، و لم أقل أن دروسي قد انتهت مع تلك العاهرة و ذلك الحثالة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق به القاضي الأكبر مطولا، إن هذا الفتى غريب حقا، بدأت العديد من الأفكار تشغل خلده، يجب عليه كشف سر هذا الفتى عاجلا و ليس آجلا، سيكون خطرا محدقا عليه و على خطته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف باسل بعد انتهاءه من شرب كوبه، ثم اتجه نحو الباب، و قبل أن يتخطى القاضي الأكبر، وضع يده على كتفه و تكلم بأذنه ثم غادر بعد انتهاءه من كلامه فتبعه الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث باسل قبل مغادرته للغرفة "حسنا أعتمد عليك أيها القاضي الأكبر في تجهيز الأمر لي بسرعة، عندما تنتهي أخبرني، سأكون أنتظر بالقرب من السجن المركزي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غادر باسل و بقي القاضي الأكبر في مكانه يغلي من الغضب، أحكم قبضاته بشدة و اسود وجهه، و بعد لحظات، وقف ثم ضرب على الطاولة بشدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت هالته من شدة غضبه ثم صرخ ساخطا "ذلك الشقي البغيض"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في العربة، بعدما اتجه باسل و البقية نحو السجن المركزي، تحدث الجنرال منصف بنظرة متحسرة سائلا باسل "أ كان عليك إغاظته لتلك الدرجة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج باسل من مكعب التخزين جزرة و عضها ثم قال "بالطبع، يجب عليك جعل ذلك النوع من الأشخاص يغضب، عندها سيقع في الفخ، فبغضبه غالبا ما سيكشف عن نفسه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالعودة لقاعة المحكمة المركزية، تذكر القاضي الأكبر همس باسل بأذنه سابقا بينما تضغط هالته على الأرض من تحته "أيها القاضي الأكبر، أنا أعلم بنوايا المحكمة المركزية الجيدة، لذا سأحرص على الاعتناء بها جيدا، فكما تعلم، أنا قادر على ذلك، فأنا قاتل الدم القرمزي المشهور بعد كل شيء، لا أحاول مدح نفسي هنا، لكني بعد شهور فقط من مجيئي للعاصمة كنت قادرا على تغيير حاكمها، لذا أضمن لك أنني سأكون عند كلمتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>السجن المركزي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حراسة مشددة، معروف بأفضل و أسوء سجن بالعالم، ليس هناك أي سجلات عن هروب أي سجين منه، عرف كأفضل حاجز لأولئك الذي اتهموا بأشنع الجرائم في العالم، و اعتبر كأسوء كوابيسهم كذلك، من يدخله لا يحلم مرة أخرى حلما جميلا لبقية حياته التي يمضيها هناك، يحتوي على أشنع المجرمين إطلاقا بهذا العالم، من القتلة البسطاء إلى مرتكبي المذابح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>علماء مجانين ارتكبوا جريمة عظيمة بمسهم للحرمة و أجروا التجارب على البشر، عصابات و قطاع طرق قتلوا السحرة و التجار من أجل إشباع رغباتهم و شهواتهم، و أشنع أنواع قراصنة البحر المعروفين في العالم بإبادتهم للعديد من القرى و المدن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل هؤلاء المجرمين يدخلون لهذا السجن المركزي من دون الحلم بالنظر للسماء الزرقاء لمرة ثانية، كل هؤلاء المجرمين عبارة عن وحوش كانت فيما سبق بشر تخلوا عن إنسانيتهم، و الحكم عليهم لا يكون الموت، لأنه رحمة لهم، بل يتعذبون بشتى طرق التعذيب و أشنعها لطيلة حياتهم، يموتون آلاف المرات بعدد ما قتلوه من الناس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ليست هناك زيارات عديدة لهذا السجن، فمن يدخله غالبا لا يملك أي شخص ليزوره، و حتى لو كان، لن يستطيع الدخول سوى بموافقة المحكمة المركزية، لذا لن تجد سوى الشخصيات العظيمة من تستطيع زيارة هذا السجن، فيعيش السجناء في وحدة أبدية بغرفهم بقيود و قضبان من السحر تسجنهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>آخر زيارة لهذا السجن كانت قبل شهور بالفعل من طرف غرين كانديد لأخيه غرين هيملر، و الآن، بأمر من المحكمة المركزية، فتح السجن المركزي أبوابه لخمسة أشخاص مرة أخرى بعد أن كان محكم الإغلاق عن العالم الخارجي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقسم هذا السجن لثلاث طوابق عميقا في الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الطابق الأول كان به المجرمين الذين ارتكبوا جريمة قتل أو اثنتين أو ما عادل ذلك. هؤلاء، غالبا ما تلقوا عذابا تمثل في الإغراق بالماء الحارق و كسر العظام و نزع الأظافر و أجبروا على العمل ليل نهار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الطابق الثاني كان به المجرمين مثل العصابات و قطاع الطرق الذين قتلوا، اغتصبوا و نهبوا العديد من الأشخاص. هؤلاء، أجبروا على مرافقة الحراس في مهنتهم التي تتجلى في طعن السجناء برماحهم و تعليقهم بالمسامير على الحائط مع رش ملح أرخبيل البحر العميق عليهم مسببين لهم عذابا جسيما بالإضافة للتعذيب الذي يتعرض له سجناء الطابق الأول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الطابق الثالث و الذي احتوى على أشنع المجرمين في العالم، مرتكبي المذبحات و مدمري القرى و المدن، كالعلماء المجانين و المغتالين المشهورين إضافة لقراصنة البحر ذوي الاسم الثاقب، هؤلاء، وضع كل واحد منهم في زنزانة عازلة للصوت تماما بظلام أبدي غير قادرين على التواصل مع أي أحد بتاتا، و هذا الأمر يقودهم للجنون ببطء شديد، و بين الحين و الآخر، تفتح الزنزانة مما يجعلهم يظنون أنهم سيرون الضوء من جديد مرة أخرى، لكنهم يتعرضون لنفس التعذيب الذي يتعرض له الآخرون في الطابق الأول و الثاني مع اختلاف بسيط فقط بمردودية أكبر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان مجرمي الطابق الثالث أسوء الشخصيات في العالم، و غالبا ما تلقوا التعذيب من مساعدي آمر السجن الخمسة بنفسهم، و تعذيبهم يكون عن طريق السحر. بعد دفعهم لحافة الجنون بالوحدة الأبدية، يُمنَحون أملا مزيفا عن طريق فتح البوابة، ليتفاجؤا باليأس الحقيقي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل مجيء باسل إلى هنا، أمر القاضي الأكبر آمر السجن بتجهيز غرفتين خاصتين لباسل بناء على طلب ذلك الأخير، غرفة يضع بها غرين شارلوت و أخاها، و أخرى يضع بها شاهين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطابق الثاني، بجانب المصعد الخشبي الذي يربط الطوابق معا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا...؟ إلى أين تأخذونني، لا، لأ أريد، أرجعوني لزنزانتي، لا أريد مغادرة الزنزانة، أريد الرجوع لها، لا تفعلوا، ألا تعلمون من أنا؟ إنني الأمير الأول و الإمبراطور القادم غرين هيملر، أبعدوا أيديكم القذرة عني، سأحكم عليكم بالإعدام، ألا تصدقوني، سو..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>دوو</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركل واحد من الحارسين اللذين يجران غرين هيملر بطن هذا الأخير حتى تقيأ الدماء ثم تكلم "أصمت أيها الحثالة، سأخبرك بشيء ممتع جدا، أنت لا تعرف هذا، لكن عائلتك قد أبيدت بكرة عن أبيها من دون بقاء أي أحد منها على قيد الحياة سوى شخص واحد و هو أختك التي انضمت إليك إلى هنا قبل شهرين، و أتعلم ماذا؟ الشخص الذي قام بإبادة عائلتك و الذي أصبح قائد جيوش الإمبراطورية الأعلى 'قاتل الدم القرمزي باسل' قادم بنفسه إلى هنا لزيارتك" تكلم الحارس بينما يحتقر غرين هيملر بنظراته و يضحك على حاله بشدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"باسل... ! ؟" تردد هذا الاسم بمسامع غرين هيملر فجعله هذا الأمر يصرخ بجنون بينما يحاول التخلص من القيود و الحارسين "أفلتوني، أرجعوني للزنزانة، أرجعوني، لا أريد مقابلته، سوف أقتلكم، أنا الأمير الأول، أطلقوا سرا..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>دوو</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركلة أخرى في بطنه مسكتة إياه من الصراخ جاءت من الحارس الآخر الذي تكلم بعدما بصق في وجه غرين هيملر "أصمت أيها الحثالة" ثم قام هو و رفيقه بجره نازلين للطبق الثالث عبر المصعد الخشبي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما غرين شارلوت و شاهين، فكلاهما كان بالطابق الثالث بالفعل، لذا قام الحراس بنقلهم للغرفتين المقصودتين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قُرِعت الأجراس معلنة بذلك عن مجيء شخصية مهمة لزيارة السجن، و بمجرد ما أن وضع الخمسة أقدامهم بالداخل حتى سمعوا الصراخ يأتي من جميع الجهات بينما يرمي السجناء أنفسهم على القضبان الحديدية و يحدقون بالآتي بعيون حمراء، كانوا يمدون أيديهم محاولين الوصول لأولئك الأشخاص الذين أتوا بألسنة متدلية، لكن كلهم تعرضوا للطعن برماح الحراس جاعلين إياهم يقذفون لداخل زنزاناتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>البعض منهم استمر في الانقضاض مرة تلو الأخرى بالرغم من الطعنات التي يتعرض إليها محاولا الوصول لتلك الفتاة التي كانت كملاك زار الجحيم، و امتدت نظراتهم و أصواتهم المتلهفة لجسدها المثير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هناك العديد من السجناء يقومون بالعديد من الأعمال الشاقة، من الحدادة و صناعة الأسلحة إلى التنقيب عن المعادن مع جَلْدهم من طرف الحراس باستمرار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركب الخمسة بالمصعد الخشبي و نزلوا للطابق الثالث حيث كان الهدوء هناك قاتل لدرجة مخيفة، لو أنك رميت إبرة على الأرض فسيسمع صداها مرات عدة و بشكل واضح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توجه الخمسة معا عميقا في الطابق، و أينما رميت نظرك، فسوف تجد زنزانات سوداء تماما كما لو أنها صندوق من دون مدخل أو مخرج، لا للصوت و لا للهواء، كل شيء معزول بتلك الزنزانات تماما، حتى عن السجن المركزي نفسه الذي تقع بداخله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد التحرك لمدة من الوقت، وصل أخيرا باسل و البقية للغرفتين المقصودتين حيث كانتا بجانب بعضهما البعض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخل الخمسة للتي على اليمين، و بمجرد ما أن فتحت البوابة و وضع باسل قدمه بالداخل، حتى صرخ غرين هيملر بجنون "لا، أبعدوا هذا الوحش عني، لا أريد لقاءه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كما صدمت غرين شارلوت و انكمشت في الزاوية التي كانت منكمشة بها بالفعل بينما تحدق بأنمار و باسل باستمرار بنظرة غارقة في اليأس و تمتم "أنا آسفة، أنا آسفة، لن أعيدها مرة أخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الحراس في حالتهما بتفاجؤ ثم غادروا بعدما كلمهم الجنرال منصف و أغلقوا الأبواب وراءهم بناء على طلب باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلق شعاع قاتل من أربعة أعين، شعاع أتى من أعين أخوا القطع و اخترق جسد غرين شارلوت جاعلا القشعريرة تصعد مع جسمها من شدة الرعب. أمامهما الشخص الذي تسبب في معاناة أختهما الصغيرة ذات العشرة سنوات، الشخص الذي عذبها بتجارب شنيعة، الشخص المتسبب في حالة أختهما الصغيرة حاليا، أرادا أن ينقضا عليها في أي وقت بعدما يسمح لهما باسل بذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في الجانب الآخر، حدق الجنرال منصف بغرين هيملر باحتقار، كم من امرأة جعلها ثكلى أو أرملة أو الاثنين معا؟ و كم من *** يتمه؟ و كم من الناس و العائلات أضاع لهم حياتهم؟ فقط برؤيته، رجعت الذكريات للجنرال منصف عندما تجرأ هذا الوغد على لمس زوجته، و أخيرا أتت فرصته في أخذ انتقامه بالكامل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرجت أنمار كرسيا و كوبا من الشاي من مكعب التخزين ثم ذهبت للجانب بعيدا و جلست بهدوء بينما تشرب رشفة تلو الأخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما باسل، فاقترب من غرين شارلوت و حدق بها باستمرار، ثم ذهب و فعل المثل مع غرين هيملر، جعل هذا الأخير ينضم لأخته الصغرى ثم أخرج كرسيا و جلس، وضع يديه على جانبي الكرسي كما وضع رجلا فوق الأخرى و تكلم بهدوء لكن بنبرة جعلت جسدي الأخ و الأخت من عائلة غرين يرتعد "حسنا، أخبراني عن ما مررتما به من تعزييب في هذا السجن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم؟" تفاجأ الأخ و الأخت من الطلب، أيريد منهما تفسير ما مرا به؟ كيف لهما أن يتكلما عنه؟ فقط تذكرهما لذلك يجعلهما يقعان في يأس عميق، و كيف لهما أن يتحدثا عنه؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتكلما و انكمشا في مكانهما، فتكلم باسل مرة أخرى "كما تريان، ورائي أشخاص غير صبورين مثلي، و إن لم تتحدثا بسرعة، فلا أعلم ما قد يفعلونه بكم ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الجنرال منصف و أخوا القطع غايرو و كاي يريدون الانقضاض عليهم كالمفترس لذي تربص بفريسته لمدة طويلة حتى أتت اللحظة المناسبة لاندفاعه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ غرين هيملر بالتكلم أولا، بينما يتعذب نفسيا في كل كلمة يخرجها عبر فمه حيث تُذكره بما مر به، و أكثر ما ركز عليه كان الرش بملح أرخبيل البحر العميق الذي يحرق الشخص عبر الجروح التي يلقى عليها و يجعل السجين يمر بجحيم لا يطاق، كان الشخص الذي يتعرض لهذا التعذيب يشعر بأن جسده يُحرق بنار شديدة الحرارة باستمرار من دون أن تخلف آثار الحرق، مما يتيح إمكانية التعذيب بالحرق من دون الحرق الفعلي لمدة طويلة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما يشرح غرين هيملر ما مر به، بدأ يعض أصابعه و ينكمش في مكانه من شدة الفزع، بعد قدومه إلى هنا، هو الشخص الذي لم يجرب آلاما قاسية في حياته، كان هذا المكان كالجحيم بالنسبة له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما ما انتهى غرين هيملر سأله باسل بهدوء "هكذا إذا، أهذا كل شيء؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ها؟" تفاجأ غرين هيملر من ردة فعل باسل، ما الذي يقصده بكلامه؟ ألم يسمع ما الذي مر به من تعزييب جهنمي؟ حير سؤال باسل غرين هيلمر، فقام هذا الأخير بإيماء رأسه بعدما حملق به باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أزاح باسل نظره عن غرين هيملر ثم نظر لـغرين شارلوت التي بمجرد ما أن التقت عينيها بالخاصتين بباسل، حتى حنت لرجليه بينما تترجى "أرجوك، سأفعل أي شيء، أرجوك ارحمني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق بها باسل و بحالتها المزرية، اشمأز منها ثم ضربها برجله بينما يقول "ابتعدي عني، لو أردت منك شيئا فستفعلينه مهما حدث، و الآن، اشرحي لي كما فعل هذا الحثالة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتعدت غرين شارلوت في مكانها ثم بدأت بالتكلم بصوت منخفض، فكلمها باسل "فليكن صوتك واضحا" مع أن باسل يمكنه سماعها، إلى أن هدفه من جعلها تتحدث عن ما مرت به من تعزييب ليس لأنه يريد أن يعرف، فقد رأى خلال طريقه إلى هنا بعض السجناء يتعذبون</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شرحت له كل ما عانته هنا طيلة الشهرين الماضيين، و من دون أن تشعر، بينما تتحدث، نظرت لجهة أنمار الجالسة بعيدا ثم تذكرت ما فعلته بها، مقارنة بتعذيبها من طرف أنمار، فالتعذيب الذي مرت به هنا لا شيء، لكن لا يعني هذا أنه لم يأثر بها، فلم تخرج أي كلمة من فمها إلا و أخذت معها جزءا من روحها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف باسل ثم تكلم "كما توقعت، هناك التعذيب الجسدي و النفسي فقط، حسنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج باسل بعض الأدوات الغريبة، من بينها كرسيين بقيود سحرية، و حوض مائي، مع بعض الأنابيب الرقيقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شاهده الأخ و الأخت من عائلة غرين و حدقوا في ما يخرجه باسل بغرابة، بعد مدة من الوقت سألا باسل "هل انتهينا؟" و كانا يسألان بهذا غير مصدقان لذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق بهما باسل ثم قال "أظن أنكما أخطأتما في السؤال بسبب خوفكما، أقصدتما هل بدأنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر الرعب مرتسما على وجهي غرين شارلوت و أخيها، ثم صرخا مع في نفس الوقت من شدة الرعب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام باسل بتعليق الحوض المائي بالسقف مع إيصاله ببعض الأنابيب الرقيقة فكون ممرا للماء بين الحوض و الأنابيب الرقيقة، ثم وضع الكرسيين اللذين كان طول أرجلهما يصل لثلاثة أمتار أسفل الأنابيب الرقيقة تماما، و كان الكرسيين مندمجان مع الأرض تماما بسبب حفر مكان لهما و تثبيتهما عميقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى الآن، لا يعرف أي أحد ما الذي ينوي باسل فعله غير أنمار التي جلست بهدوء مغمضة عينيها من دون التحرك بينما ينتظر أخوا القطع و الجنرال منصف الإشارة من باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام باسل بالتكلم "اربطاهما بالكرسيين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك أخوا القطع و حملا غرين شارلوت المرتعدة و وضعاها على الكرسي ثم ربطاها، و كذلك فعل الجنرال منصف لغرين هيملر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس باسل ثم تحدث "من طريقة سردكما لما حدث لكما، أظن انه حقا كان تعذيبا مرعبا بالنسبة لكما، لكن بالنسبة لي، التعذيب الذي تختفي آثاره بهذه السهولة ليس بذلك الشيء الكبير، ستجربان معاناة مئات الناس الذين قتلوا من طرفكما في سبيل أهدافكما التافهة، التجارب على البشر و تحويلهم لوحوش، هل تعرفين العذاب الذي يمر عليهم؟ لا، لا أظن، فبعد كل شيء أنت لم تجربين آلام بحر الروح من قبل، بعد التعمق في البحث أكثر، وجدت أنك أنتَ يا أيها الحثالة من كان يغطي على اختفاء الناس الذي تسببه أختك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...أختك بقيت على قيد الحياة لسببين، أولهما، استخلاص المعلومات منها بينما هي في جانبك لأحرص على ربط النقاط كاملة و أستأصل المشكلة من جذورها، ثانيهما، جعلها تمر بكل ما مر به من أشخاص قامت بالتجارب عليهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...بعد التفكير جيدا، لم يكن من المناسب ترككما تنجوان بأفعالكما ببساطة، 'الدم بالدم'، هذه الجملة تتردد بعالمنا كثيرا، لكنكما للأسف اقترفتما خطايا أكثر مما يمكن للدم وحده احتواؤها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث باسل مع الاثنين اللذين ربط رأسهما مع قمة الكرسي مما جعل جبهتهما موجهة نحو الأنبوبين الرقيقين الموجهين نحوهما، و هذا الأمر جعلهما يرتعدان كثيرا، فليس هناك ما هو أكثر إخافة من المجهول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...لقد تعلمت الكثير من التقنيات لجعل الشخص يتكلم، بعضها لا يترك الشخص عاقلا بعد تجريبه لها لمدة قصيرة فقط و فتكها لجسده، لكني لست مولعا بها لنقص جماليتها، لكن كانت هناك طريقة جذبت انتباهي أكثر من الأخريات، كانت طريقة بسيطة، سهلة، غير مرهقة، سريعة و ليست قبيحة. كانت تجاربي الهادفة لتعليمي تقام على الوحوش السحرية، و عندما جربت هذه الطريقة لأول مرة، أتعرفين بماذا شعرت؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت غرين شارلوت بـباسل الذي حملق بها بحقد ثم قال "لقد شعرت بالاشمئزاز التام حتى من هذه الطريقة التي اعتبرتها الأفضل من جميع النواحي، كيف لشخص أن يقوم بمثل هذه الأعمال المتوحشة؟ القتل أسهل من ذلك بكثير، لكني مع ذلك تعلمتها كلها، لأنني أخبِرت بأنني سأحتاجها في يوم من الأيام، سيأتي يوم أكون شاكرا لتعلمي إياها، لكن للأسف، حتى الآن لا زلت أشعر بالاشمئزاز فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...فكيف لكي أن تشاهدين كل أولئك الناس تتعذب من دون أن تشعرين بأي شيء؟ قد لا أكون شاكرا حتى الآن لتعلمي هذه الطرق، لكني أعترف بأنني سأحتاجها بين الحين و الآخر، فلا أظن أن هناك طريقة أخرى لجعل حثالة مثلكما يمران بعقاب مناسب لهما، لذا سأضطر للشعور بالاشمئزاز من فعل مني في كل مرة أقوم بها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف باسل ثم تحدث "هناك ذلك المثل، قطرات الماء تنحت الصخر، ليس بقوتها لكن بتواصلها، و من خلالها أتت فكرة التعذيب هذه، قطرة قطرة، و مع كل واحدة، تقترب الضحية من الجنون قبل أن تصل للموت، هناك مثل طريقة التعذيب هذه، استعملت على الناس العاديين فقط، ربطوا و أجبروا على مشاهدة قطرات الماء المتواصلة تنزل على جبهتهم، و بما أنها تأخذ وقتا طويلا، فغالبا ما وصلت الضحية للجنون قبل أن تموت عبر الحفرة المصنوعة بجبتها بسبب قطرات الماء المتواصلة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ الأخ و الأخت يرتعدان أكثر مما كانا عليه و يترجيان باسل على حياتهما، حملق بهما باسل ثم قال "ها أنتما ذا، سأذكركما بشيء ما، هذا الشيء هو الذي يجعلني لا أرحمكما مهما أصبح شكلكما مزريا، كم مِن مرة استنجد مِن المئات التي عذبتما بنفس طريقتكما هذه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صمت الأخ و الأخت تماما بينما بدأت تنهمر دموعهما، فتكلم باسل "بالطبع لا تذكران، لكني بعد بحثي الطويل، كنت قادرا على تقريب العدد، لقد قمت أيتها العاهرة بالتجارب على 450 شخص، منهم 300 ***، و أنتَ أيها الحثالة تسترت على أفعالها، كما قتلت الكثير من التجار عبر استخدام قطاع الطرق و العصابات، و لا أعلم حقا كم من شخص قد قتلت، لكنه لن يكون أقل مما فعلت هذه العاهرة على الأغلب بما أن عمرك أكثر منها بكثير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...و الآن، لنعد لموضوعنا، تلك الطريقة استعملت على الناس الطبيعيين، لكنها لن تنجح على السحرة المتفوقين جسديا و ذهنيا على الناس الطبيعيين، لذا ما رأيكما بهذا؟ قطرات من الماء الممزوج بالطاقة الخالصة، ستتوغل عبر نقطة أصلكما الموجودة بجبهتكما لتسبب عذابا جهنميا في مسار نقطكما الأصلية و بحري روحكما، و بالطبع بعد تجربتكما لهذا الألم، انتظاركما للقطرة القادمة و خوفكما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من قدومها مرة تلو الأخرى سيقودكما للجنون التام، عندها سيكون التعذيب ذو مفعول حتى على ساحر، و على عكس الطريقة الطبيعية التي تأخذ وقتا طويلا، فهذه الطريقة المطورة تأخذ وقتا أقصر بكثير حتى على ساحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...إن أردت تعزييب ساحر ما نفسيا و جسديا من دون إرهاق نفسك، فعليك بهذه الطريقة، فهي الأكثر راحة و قسوة، الأكثر راحة لمطبقها، و الأكثر قسوة للمطبقة عليه، و الآن بعد فهمكما لما سيحدث لكما، لما لانبدأ في التطبيق، فكما تريان، القاعدة الأولى في تنفيذ هذا التعذيب، هو شرحه الكامل للضحية، هكذا يبدأ هذا التعذيب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهاء باسل صرخ الأخ و الأخت بجنون، حاولا كسر الكرسيين لكنهما لم ينجحا في ذلك، حتى أنهما نسيا أن سحرهما مقيد فحاولا استخدامه، اهتزا بشدة من الرعب، و مع ذلك، لم يتحرك قلب باسل و لو قليلا، قد يكون يشعر بالاشمئزاز من التعذيب الذي ينفذه، لكن هذا لم يمنعه من القيام به لشعوره بضرورته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لماذا تفعل هذا؟ لماذا؟ ليس و كأن لك علاقة بهم" تحدثت غرين شارلوت بعدما فشلت كل محاولات استنجادها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دعم أخوها كلامها "هذا صحيح، أنت لم تأت للعاصمة إلا قبل أقل من عام، لماذا تهتم لهذه الدرجة بمن قتلنا أو عذبنا؟ نحن لم نقترب منك حتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق بهما باسل ثم تحدث بلهجة باردة و خالية من المشاعر "معكما حق، حتى أن إزعاجك لي أيتها العاهرة قد تم تسويته من قبل أنمار، أما أنت أيها الحثالة فلم تزعجني، لأنني أنهيت أمرك قبل أن تفعل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الأخ و الأخت عاليا "إذا لماذا؟ اتركنا و شأننا إن لم يكن لديك أي شيء تجاهنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق بهما باسل ثم أجاب "أتفق معكما أن لا علاقة لي بالناس الذين آذيتهما، لكني لا أتفق معكما في أنني ليس لدي أي شيء تجاهكما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الأخ و الأخت و صنعا وجها متسائلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ازدادت نظرات باسل خلوا من المشاعر ثم قال "اثنان لا يبلعان لي مهما حدث، الجزر المرّ و الحثالة مثلكما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صمت الأخ و الأخت بعد جواب باسل تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ باسل طاقته السحرية الخالصة بإصبعي السبابة من كلتا يديه ثم ضرب نقط أصل غرين شارلوت كلها بنفس الوقت بسرعة فائقة، و كذلك فعل مع أخيها تباعا لها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فإذا بنقط أصلهما تشع كثيرا، و بما أنهما مقيدان، فليس لهما تحكم فيهن، شاهد باسل هذا الأمر و تكلم "هذه أول مرة أطبق فيها هذه التقنية، لم تكن لدي من قبل السرعة الكافية للقيام بها من قبل، إنها تقوم بتهييج نقط الأصل و جعلها غير محصنة، لكنها لن تنجح إلا إذا تم ضرب جميع نقط الأصل كلها مرة واحدة، و حتى لو نجحت، فسيقوم الساحر بإعادة ضبطها و جعلها تهدأ، لذا لا تنفع إلا في التعذيب، عندما يكون الساحر مقيدا، فليس هناك أي احتمال لمراوغته أو ضبطه لنقط أصله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وجه باسل طاقته الخالصة و مزجها مع ذلك الماء الذي بالحوض ثم قال "هذا ماء من منطقة محظورة، و هذا يجعله أكثر قابلية للاندماج بالطاقة الخالصة، لذا عندما ستلتقي قطرة من هذا الماء بنقطة أصلكما، عندها ستشعران بآلام بحر الروح، عندها ستشعران بآلام كل الأشخاص الذين جعلتهما يمران بمثل ما ستمران به، و إليكما كلمتي كشخص مجرب لآلام بحر الروح، ستشعران أنكما تموتان مئات المرات في لحظات"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتهى باسل من توجيه طاقته السحرية الخالصة ثم حمل حبلا متصلا بالحوض المائي و سحبه قليلا و أرخاه، فإذا بقطرتين من الماء تبدأ بالمرور من الحوض المائي للأنبوبين الرقيقين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت غرين شارلوت بالقطرة القادمة بالأنبوب ببطء شديد، و هذا الأمر زاد من عذابها فقط على المستوى الذهني و العقلي، و بالطبع، لم يكن أخوها في حالة أفضل منها، فلقد بلل سرواله بالفعل من شدة الفزع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرجت القطرتين الأوليتين من الأنبوبين و نزلت مباشرة نحو جبهتي غرين شارلوت و أخيها غرين هيملر اللذين حدقا بالقطرة بينما تكبر صورتها بالنسبة لهما شيئا فشيء بسبب اقترابها من أعينهما حتى التقت بجبهتهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نزلت القطرة على نقطة الأصل و سُمِع صوت كنزول قطرة من الماء في بركة، و تواليا مع هذا الصوت، دوى صوت آخر، كان صوت الأخ و الأخت اللذين صرخا بجنون</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اهتزا في كرسيهما و تحركا بجنون و بطريقة مروعة في مكانهما من دون التوقف و لو للحظة عن الصراخ من الآلام، توغلت تلك القطرة لنقطتي أصلهما بالجبهة و جعلت مساري نقط أصلهما مضطرب كليا مما تسبب في اضطراب بحر الروح تباعا لذلك ليبدآ بالشعور بآلام جهنمية لا يستطيع الشخص الطبيعي تحملها و لو قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر الأخ و الأخت في الصراخ قبل أن يهدآ أخيرا بعد مدة من الوقت بسبب معالجة بحر روحهما التلقائي و تنقيته للطاقة الخالصة الغريبة، و عندما حدث هذا الأمر، سكت الأخ و الأخت أخيرا، لكن نظرتهما تغيرت من المرتاحة للمرتعبة مرة أخرى بعدما ريا قطرتين أخريين نازلتين عبر الأنبوبين الرقيقين، بدآ يصرخان و يتحركان بشكل غريب، لكنهما مهما حاولا، كان الكرسيين ثابتين و وجههما موجه للأعلى لترى أعينهما اقتراب القطرة القادمة مرة أخرى و يغرقان في اليأس في كل مرة يحدث ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخاتهما تسببت في ثقب آذان الناس، و لولا كونهم في غرفة عازلة للصوت تماما، لبلغ صوتهم خارج السجن المركزي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل بهما بنظرة غير مرتاحة بتاتا، ذات يوم أخبره معلمه أنه سيحتاج للقيام بمثل هذه الطرق مع بعض الأشخاص، ذات يوم سيكون شاكرا لتعلمه مثل هذه التقنيات، لكن باسل حاليا لم يكن يعتقد أن هذا اليوم سيأتي أبدا، فحتى لو اعترف بأنه سيحتاج لمثل هذه الطرق، لا يعتقد أنه سيكون شاكرا لذلك أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هكذا، أصبح مزاج باسل أكثر سوءً مما هو عليه حتى الآن، لكنه مع ذلك، حتى لو اشمأز من هذه الأسلوب الذي ينفذه، إلى أنه لا يعتقد أن غرين شارلوت و غرين هيملر لا يستحقانه، فلو كان كذلك، لم يكن ليجعلهما يمران به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كره باسل أي نوع من التسلط و التحكم، و خصوصا إن كانا يطبقان عليه، لذا كره حتى هذه الحالة التي جعلته مضطرا أن يقوم بشيء يكرهه، و لم يجد جوابا آخر غير استئصال مثل هذه المشاكل من جذرها تماما و عدم السماح لها بالحدوث ثانية كي لا يضطر للقيام بشيء يزعجه مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مرور على تعزييب باسل لغرين شارلوت و غرين هيملر قليل من الوقت، استخلص منهما المعلومات ثم قال بينما يتوجه نحو بوابة الغرفة "سأترك لكم الأمر هنا، لا يهمني ما تفعلونه بهما، ذلك حقكم و يجب عليكم أخذه بأيديكم، ذلك الحوض المائي يحتوي على 1000 قطرة، بمعنى أن هناك 500 قطرة لكل واحد منهما، مما يجعلها مطابقة تقريبا لعدد الأشخاص الذين عذبوهم" تكلم باسل مع أخوا القطع و الجنرال منصف ثم غادر فرافقته أنمار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي أخوا القطع و الجنرال منصف أمام غرين شارلوت و غرين هيملر و حدقوا بهما بنظرة حقودة للغاية، بالنسبة لأخوي القطع، كان أمامهما الشخص الذي عذب أختهما الصغيرة بتجارب شنيعة لا تطاق، فتلقائيا، سيطرت مشاعرهما عليهما و غمرت نية قتلهما غرين شارلوت خانقة إياها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الجانب الآخر، كان الجنرال منصف يحدق بغرين هيملر الذي تجرأ على لمس زوجته، لو أنه تأخر فيما سبق و لو للحظات، لكان قد اعتدى على زوجته و اغتصبها. لمس غرين هيملر شرفه و شرف زوجته، هذا كان أسوء من موته على يده، قلبه احترق بشدة طيلة هذه السنوات، و أخيرا أتت فرصته ليرد دينه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سحب الثلاثة الحبل فجعلوا الاثنين يمران بالجحيم من جديد، كانت تلك مجرد قطرة سحرية خالصة تتوغل عبر نقطهما الأصلية، و بمقارنتها مع العذاب الذي مر به كل من قاموا بالتجارب عليه، كانت لا شيء، من تعذب على أيديهما بسبب التجارب مر بجحيم أكبر بكثير من هذا، فهناك من لم يكن بساحر حتى، و نقط أصله لم تفتح بعد، لكنها أجبرت على ذلك مما تسبب في تكوين بحر روح غير متراص و يمكنه الانكسار في أي لحظة، إضافة لذلك، شرعوا في جعل بحر روحهم يتعرض لطاقة سحرية خاصة بأحجار الأصل، الآلام الناتجة عن هذا كان أكبر بكثير من مجرد آلام ناتجة عن قطرة واحدة، تحويل البشر لوحوش أمر لا يمكن أن يكون بالهين، للكسب يجب أن تتخلى عن شيء يعادل ما ستكسبه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الجهة الأخرى، دخل باسل و أنمار للغرفة المجاورة، وجدا شاهين معلقا بحبال مقيدة للسحر مع وجود الكثير من الأغلال تقيده بينما تسيل منه الدماء، و عندما وطأت قدم باسل الغرفة، تكلم شاهين قبل أن يرفع رأسه "لقد انتظرتك كثيرا بالفعل، أمن عادتك ترك زوارك ينتظرونك كل هذه المدة؟" ثم رفع رأسه فإذا بصورته تظهر، كان وجهه محروقا كما كان جسده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "يبدو أنهم تفننوا في عملهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم ! " استهجن شاهين ثم قال "مهما فعلوا لن يكون بمقدورهم إخراج و لو كلمة واحدة مني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا ما سمعت، يبدو أنك التزمت الصمت طيلة الشهرين الماضيين" ابتسم باسل ثم قال "لكن لا يمكنك الجزم بالمثل معي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"غر مثلك، يحسب نفسه قد بلغ الذروة" تذمر شاهين ثم قال بهدوء "كما لو أن صعلوكا مثلك سيكون قادرا على إخراج و لو كلمة واحدة مني ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل باستهتار "أو لم أفعل بالفعل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق به شاهين ثم قال "كفانا سخرية، هدفك من القدوم إلى هنا واضح، لذا سأنصحك بشيء جيد من الآن، بعد المرور بالتعذيب الجهنمي هنا من طرف أولئك الخمسة مجتمعين علي، لا أظن أن غرا مثلك قد بدأ الحياة للتو سيكون قادرا على جعلي أتكلم، وفر على نفسك بعض العناء و أرحني معك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك باسل ثم قال له "يا لها من ثقة لديك، سأنورك ببعض الأشياء، أنا أعرف كل ما تعرفونه، فلما تظن أنني لا أعرف بعض التقنيات التي لكم علم بها و تساعد على استخراج المعلومات؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق شاهين في باسل فشحب وجهه بعد قليل من الوقت، عندها ظهر حوله جوا من التوتر، و صمت لمدة طويلة قبل أن يبدأ الكلام مجددا بصياح "أيها الغر، أنت لا تعرف مع من تتعامل، لا تظن أنك سوف تنجو بأفعالك هذه، لقد غاب أخي الأكبر عن المقر لشهرين متتابعين مع فقدان التواصل به، عاجلا و ليس آجلا سوف يعرفون السبب جيدا، و عندها ستحل الكارثة عليكم، قد تكون فخورا بكونك ساحرا بالقسم الثاني من مستويات الربط، لكن صعلوك لعين مثلك قد دخل لمستويات الربط حديثا سيكون مثل وجبة خفيفة للقدماء الكبار الآخرين، أنت لا تعرف مع من تتعامل فقط أيها الشقي المجنون"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقترب باسل و تكلم بهدوء "معك حق في نقطة، أنا لا أعرف مع من أتعامل، لكن أليس هذا هو سبب مجيئي إلى هنا من الأول؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها..." صدم شاهين، لقد حاول إخافة باسل لكن الأمر لم ينجح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "يبدو أنكم كنتم تحالون اصطحابي معكم حيا عند قدومكم في البداية، على الأغلب كنتم ستعذبونني بشتى طرقكم لأبوح لكم بما تريدون معرفته، لكن إنها 'وا أسفاه' بالنسبة لكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج باسل كرسيا ثم بعض الأدوات الأخرى فجعل هذا الأمر شاهين يرتعد في مكانه بينما يصرخ "أيها المجنون، أتريد تكسير بحر روحي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم...؟" استغرب باسل ثم قال له "بالطبع لن أفعل، لكن بما أنك تعرف نهاية هذا التعذيب القاتلة، فلا بد من أنك قد نفذتها أو على الأقل سبق و أن حضرتها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلع شاهين ريقه ببطء شديد ثم قال "و مع ذلك، لن أبوح بشيء، خوفي منك ليس بالقدر الذي أخافه منهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استعد باسل جيدا ثم توجه نحو الحبلين اللذين يعلقان شاهين و قال "خوفك مني أو من غيري لا دخل له بالموضوع، هذا الأخير يتعلق بدرجة تحملك للتعذيب، و عندها سنرى إن كان خوفك هذا سيمنعك من التكلم و يجعلك تتحمل كل تلك الآلام"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام باسل بربط شاهين بالكرسي ثم قال "حسنا، لما لا نبدأ"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ شاهين "ستندم على هذا قطعا، سينتقم القدماء الكبار و سيدنا ظل الشيطان لنا، عندها لن ينفعك حتى ندمك ذاك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في لحظة، سُمِع صوت كنزول قطرة في بركة من الماء يتبعه صوت صراخ عظيم دوى في الغرفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>***</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء، بالقاعة الرئيسية الخاصة بالقصر الإمبراطوري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد بلغت حدودي بالفعل، لقد سمعت بعض البلاغات الغير سارة تأتي من أتباعي بعاصمة إمبراطوريتي، لا يمكنني الانتظار لأكثر من هذا، فلنقم الاجتماع حالا، غير ذلك، سنغادر و لا تحلم بالحصول على مساعدة منا، حتى التحالف الذي كان بين الإمبراطوريات اعتبره ملغيا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ إمبراطور إمبراطورية 'الرياح العاتية' غلاديوس بوجه الكبير أكاغي بغضب. تعامل باسل الغير محترم تجاهه جعله يصل لقمة غضبه، ليس هناك من تجرأ على معاملته هكذا منذ أن أثبت نفسه و قتل الإمبراطور السابق ثم اغتنم العرش</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم إمبراطور إمبراطورية 'الأمواج الهائجة' شيرو معلنا عن استياءه "قد يكون ذلك الفتى قد أظهر قوة استثنائية بالفعل، لكن لا يمكنك ترك فتى في مثل عمره يتحكم في أعمالك، و كما قال الإمبراطور غلاديوس، عدم إقامتك للاجتماع حاليا، ستكون بمثابة تصريحك بعدم مساواتنا لذلك الفتى بالمكانة، و مثل هذا الشيء لا يمكننا تقبله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق بهما الكبير أكاغي ثم قال "أنا لا يتحكم بي أحد، و لا أهين أحد، و أجزم لكما بنية القائد الأعلى باسل الخالصة، هناك معلومات يجب أن نشاركها نحن الثلاثة في سبيل الاستعداد للشر الأعظم، و تصريحكما الحالي بفسخ التحالف لن يكون له أي ضرر على أي أحد آخر سوى نحن أنفسنا، القائد الأعلى باسل لديه بعض الأعمال المهمة التي يجب عليه الاهتمام بها، و عند انتهاءه منها سيوفر لكما الوقت الكافي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الإمبراطور غلاديوس ثم قال "واحسرتاه، لقد سقطت من عيني أيها الإمبراطور أكاغي، ظننت أن عائلة كريمزون عادت جالبة المجد معها، لكن يبدو أنها كانت مجرد دمية يتحكم بها وحش صغير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أنت..." تواجد شيوخ عائلة كريمزون بالجانب، و لما سمعوا مثل هذا الكلام، صاحوا في وجه الإمبراطور غلاديوس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أدار الإمبراطور غلاديوس وجهه ثم قال "ماذا هناك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تدخل الكبير أكاغي فرفع يده تجاه الشيخ الذي تحدث موقفا تدخله، ثم نظر للإمبراطور غلاديوس و قال "بعد مدة ستعرف أنك الخاسر أيها الإمبراطور غلاديوس، لا تلمني عندما يقترب من إمبراطوريتك شر لا يمكنك إبعاده"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم ! " استهجن الإمبراطور غلاديوس و غادر فتبعه الجنرالان اللذان يرافقانه دائما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي "ماذا عنك أيها الإمبراطور شيرو؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع الإمبراطور شيرو يده على ذقنه ثم فكر لقليل من الوقت قبل أن يقول "يبدو أنني سأنتظر لقليل من الوقت............... يتبع!!!</strong></p><p></p><h2>(الجزء الثالث)</h2><p><strong>ارتاح الكبير أكاغي لهذا الأمر و تحسر لمغادرة الإمبراطور غلاديوس، لن يكون هناك أي خسارة بالنسبة له في الوقت الحالي، لكن عدم انضمام الإمبراطور غلاديوس لهم سيتسبب في موت أرواح من دون جدوى لا غير، عند تحرك حلف ظل الشيطان، فلن يستهدف سوى الطرف الأضعف، و إمبراطورية منعزلة تماما عن الإمبراطوريتين الأخريين ستكون هي التي ينطبق عليها الشروط تماما، و خصوصا بعدما تصبح إمبراطوريتي الشعلة القرمزية و الأمواج الهائجة أقوى بعدما تنتشر الإكسيرات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت إمبراطورية الرياح العاتية عبارة عن قارة كاملة، و لو أنها وقعت تحت سيطرة حلف ظل الشيطان و بدؤوا في تكوين قوتهم العظيمة، لن يكون عندها بإمكان أي أحد إيقافهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا العالم شمل فقط ثلاث قارات مع الكثير من الجزر، قارة الأصل و النهاية غير مأهولة من البشر بتاتا باعتبارها عالما خاصا بالوحوش السحرية، و عند وقوع قارة كاملة تحت سيطرة العدو، سيقوم هذا الأخير باستعباد سكانها من دون شك و تحويلهم لمقاتلين من أجلهم، هناك أكبر تعداد سكاني بإمبراطورية الرياح العاتية، و استعباد سكانها كلهم سينتج أقوى جيش عرفه تاريخ هذا العالم، عندها سيكون على القارة الأكبر و التي تحتوي على إمبراطوريتي الشعلة القرمزية و الأمواج الهائجة مواجهة هذا العدو الذي ستكون قوته قد نمت لدرجة مخيفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>إضافة للقارات الثلاث الكبرى، كان هناك أرخبيل البحر العميق الذي كان كقارة صغيرة في حد ذاته، كان أكبر منطقة محظورة في العالم بعد قارة الأصل و النهاية، و كهذه الأخيرة، عرف بعدم وجود أي بشر يعيش به، لكن في السنوات الأخيرة، و من دون علم القوى الثلاث العظمى، كانت هناك قوة تنمو بداخله، هذه القوة جعلت من الوحوش في أرخبيل البحر العميق تنصاع لها، و أصبحت الوحوش هي الطرف الأضعف في حين كانت تهيمن على كل شيء موجود بالأرخبيل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الجزيرة الرئيسية و التي كانت بمركز الأرخبيل، كان هناك قلعة عظيمة سوداء مبنية على قمة جبل ضخم وصل علوه للسحاب، كانت هناك الكثير من القلاع الصغيرة تحيط بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بداخل القلعة التي كانت بالمركز و اتخذت موقعا عاليا على أي شيء يحيط بها، و بوضوح، أحاط بها جو قاتل، كان من الجلي أنها معقل لشخصية عظيمة، بداخلها، تكلم صوت من الظلال بصوت حاد تجاه الشخص ذو الرداء الأسود الراكع على ركبة واحدة أمامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد غاب لمدة تتجاوز الشهرين، لقد أصبح أقدما أكبرا مؤخرا فقط، و بالنسبة لشخص مثله طمح لهذا المركز بشدة، لن يقطع اتصاله معنا طيلة هذه المدة من دون إخبارنا بأي شيء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف هذا الشخص بينما لا تزال صورته غير ظاهرة في الظلام الحالك، ثم لوح بيده تجاه ذو الرداء الأسود و قال "يمكنكم اعتباره ميتا، عليكم البحث في هذا الأمر جيدا، و إن صادفتموه حيا، اجلبوه لي، مهما كان سببه، سيكون عليه المعاناة لتركي أنا ظل الشيطان أنتظره لكل هذه المدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر يا مولاي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اختفى ذو الرداء الأسود في الظلال، ثم رجع ظل الشيطان ليجلس على مقعده، فتحدث شخص ما من الجانب "سيدي ظل الشيطان، الأقدم الكبير فالشتر سيكون قد لقي مشكلة ما على الأغلب، لا أظن أنه سيخيب ظن سيادتك عمدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند النظر جيدا، تجد أن هناك بعض الظلال على جانبي ظل الشيطان واقفين هناك، كان هناك ستة منهم، و الشخص الذي تكلم سابقا كان واحدا منهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث ظل الشيطان "أنتم القدماء الكبار هم أذرعي و أرجلي، فكيف لي ألا أثق بكم؟ لكن، كأذرع و أرجل، أريد منكم القيام بما آمره بكم فقط، و هذا يشمل الموت أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"نعم" "نعم" "نعم" "نعم" "نعم" "نعم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكررت الكلمة لست مرات بسبب قدومها من كل ظل على حدة و الذي كل واحد منهم أصبحت صورته على شكل ظل منحني لظل الشيطان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت الظلال الستة مرة واحدة "يحيا ظل الشيطان، الشخص المختار من طرف السادة العظماء لقيادتنا للسيادة العظمى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم ظل الشيطان تباعا لكلامهم "ما أحوال قواتنا بإمبراطورية الرياح العاتية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالرجوع للسجن المركزي، خرج باسل و البقية منه بينما تعتلي باسل نظرة عبوسة، بقي يفكر في شيء واحد بينما يتوجهون للعربة "المختار من السادة العظماء، ظل الشيطان"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمام منزل ما بالعاصمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"نحن ممتنين، نحن حقا شاكرين لكما كثيرا، لكما كل الشكر و الامتنان لأخذكما حق ابنتنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت هناك امرأة و رجل يبكيان بوجه أخوا القطع بشدة بينما يشكرانهما بشدة، حتى أن المرأة انهارت و سقطت على الأرض لفشل رجليها على حملها، بكت كثيرا بينما تنادي باسم ابنتها "كاتلين، صغيرتي كاتلين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق بها أخوا القطع بينما يتذكران صورة أختهما الصغيرة، انحنى أخوا القطع للوالدين ثم غادرا، و بعد قليل من الوقت، توقفا عند منزل آخر و بلغا لهما نفس الخبر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكونا هما الوحيدين اللذين يقومان بهذا، ففي جميع أنحاء العاصمة انتشر بعض الجنود كذلك قاصدين بعض المنازل موصلين لهم أخبارا عن أبناءهم، هناك بعض الآباء الذين هاجموا من بلغهم و سبوهم لعدم قدرتهم على حمايتهم لأفراد أسرهم، و هناك من فزع كثيرا من حقيقة موت شخص من دمه، لكن كلهم في الأخير شعروا بالراحة لتلقي المجرم العقوبة المناسبة له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنوعت الأسر المظلومة، هناك العاميون و هناك العبيد، هناك تجار رحالة، كلهم تعرضوا لنفس التعدي، و كلهم أرادوا الانتقام لأحبابهم، و الآن بعدما سمعوا بلقاء المتعدي لمصيره الذي يستحقه، حتى من كان غير راض عن السلطات التي أتت لتخبره، كل واحد منهم أصبح ممتنا للغاية، و ارتاح بالهم أخيرا الذي شغل لمدة طويلة، فهناك من تعذب لسنوات على غياب أحبابه، و خبر تأكيد موتهم إضافة لعقاب المجرم كان عبارة عن راحة لقلوبهم من العذاب المستمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مرور وقت طويل، حل الليل كما تحركت بعض الظلال، قامت هذه الأخيرة بالزحف بناء على أوامر شخص واحد و الذي قادهم بنفسه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الشخص الذي يقودهم هو باسل، و الظلال التي كانت تنفذ أوامره ترأسها قادة التشكيل و توجهوا نحو مكان محدد من دون أن يشعر بهم أي أحد، لكن كانت هناك رفقة معهم، كان هناك قاضٍ يمشي بجانب باسل الذي تحدث "أيها القاضي عادل، هل أخبرت السجن المركزي أن يستعد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا القاضي عادل كان هو القاضي نفسه الذي ساعد باسل و الجنرال منصف على القبض على غرين هيملر، و الآن يرافق باسل نحو مكان ما بعد أن استجاب لندائه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب القاضي عادل "نعم بالطبع، كل ما علينا فعله هو القبض على المجرمين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إذا لنفعل هذا، يبدو أن السجن المركزي سيستضيف مجموعة كبيرة" تحدث باسل ثم تكلم عبر خاتم التخاطر، فتشتت الظلال كلها التي كانت كسواد كبير، تفرقوا على ست مجموعات، كل مجموعة ترأسها قائد من التشكيل مع المجموعة الأخيرة التي تبعت باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في غرفة ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا يجب أن نفعل، لم يعد لدينا داعم قوي الآن بما أن عائلة غرين لم تعد موجودة، لم يعد بإمكاننا الحصول على السكان العامة لنتاجر بهم و نحولهم لعبيد، لم يعد بإمكاننا التحرك بأريحية بعدما انتشرت فرقة السنبلة الخصراء في جميع الأنحاء، أظن أن خيارنا الوحيد هو الابتعاد من العاصمة و إيجاد سوق مربح آخر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان بهذه الغرفة عدة محظيات حول رجل عجوز بينما يتحدث هذا الاخير مع رجل آخر كان بجانبه فتاتين صغيرتي العمر – حوالي الثالثة عشر- يقومان بتدليكه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>باااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"المكان الوحيد الي ستذهب إليه هو السجن المركزي أيها العجوز القذر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فجأة ضربت الباب بقوة و دخل عليهما فتى يتبعه جيش</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الرجل العجوز "من أنت، ألا تعرف أنك في قصر عائلة ناب الذئب؟ وقاحتك هذه ستلقى عقابا قاسيا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اصمت أيها الخرف" عبس باسل ثم قال "أنت من سيتلقى عقابا قاسيا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقدم القاضي عادل و رفع ورقة في وجه رئيس عائلة ناب الذئب ثم صرّح "أنا قاض من المحكمة المركزية، و هذا خطاب عليه ختم الحكم إضافة لتوقيع القاضي الأكبر، يتضمن الحكم عليك بالحبس بالسجن المركزي مدى الحياة لتجارتك الغير مشروعة بالبشر و مساعدتك على القيام بالتجارب عليهم، و أيضا التلاعب بالسلع و مهاجمة القوافل و مساعدتك لقراصنة البحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح رئيس عائلة ناب الذئب عينيه بشدة و صرخ "اللعنة عليكم، كما لو أنني سأنصاع لأوامر دجالين يقودهم غرّ وقح ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم جندي صارخا "احترم نفسك أيها الوضيع، ألا تعلم مع من تتحدث؟" تعجب رئيس العائلة ليكمل الجندي "أنت في حضرة سيادته القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، الغر هنا هو أنت أيها العجوز، فلتنحني حالا و اعتذر ثم اخضع للحكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"القاا...ئد الأعلى لجيوش الإمبراطورية ! ؟" تفاجأ رئيس العائلة كثيرا ثم صرخ آمرا "اقتلوهم و احموني ريثما أهرب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج في الحال بعض الجنود من خلف الستار كانوا مختبئين، كانوا ينتظرون فقط أوامر رئيس العائلة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هرب رئيس العائلة بينما يفكر "لقد تجاوزوا الجيش الذي يحرس القصر بكل سهولة حتى أننا لم نعلم عن قدومهم إلا بعد أن دخلوا علينا، يجب أن أهرب بسرعة بينما يؤخرونهم أولئك الجنود الذين أعتبرهم أمهر الجنود في الإم..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف رئيس عائلة ناب الذئب و صدم بعدما وجد كل أولئك الجنود الذين يفتخر بهم على الأرض "ماذا...؟" و بعدما التف مرة أخرى نحو الطريق أمامه ليكمل هربه، ظهر ذلك الفتى من قبل أمام وجهه مانعا إياه من التقدم، فاستل سيفه و صرخ "كما لو أنني سأسمح لغر مثلك أن يهينني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ طاقته السحرية و لوح بسيفه الذي حمل معه شفرات جليدية من المستوى الخامس، و بكل ثقة، تكلم صارخا "لا يهمني من أنت؟ لكن غر مثلك لن يستطيع أن يتجن..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بااام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أتت لكمة لباطن رئيس العائلة بسرعة كبيرة جعلته يتقيأ الكثير من الدماء قبل أن يدرك أنه قد أرسل لعدة أمتار محلقا، و بعدما أدرك ما حدث كان متأخرا. في لحظة، اختفى باسل من أمام عينيه و لكمه بلكمة كانت سرعتها كبيرة جدا مما جعلها تدخل عميقا في بطنه و تسحق أعضاءه الداخلية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "احملوه و خذوه للسجن المركزي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف باسل و حدق في الرجل الذي كان يرافق رئيس العائلة في متعته ثم قال "و ذلك الشخص أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتعدت المحظيات من الخوف فاقترب باسل منهن مما زاد خوفهن أكثر، لكنه عندها تحدث مع ابتسامة تبعث الاطمئنان في النفوس "لا تقلقن أيتها السيدات، ليس عليكن مرافقة أي عجوز قذر بعد الآن، ستعدن لعائلاتكن و تعشن الحياة التي تردنها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع وسامة باسل، و ابتسامته المشرقة، إضافة لكلامه اللطيف، جعل الدموع تنهمر من أعينهن بينما يحاولن معانقته و يبكين بشدة مخرجات كلمات الشكر الغير مفهومة بسبب عدم نطقها بشكل صحيح لفرحتهن الكبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه الليلة التي كانت ساكنة، عجت بالقتالات فجأة، و هذا الأمر جعل العديد من الشخصيات تتحرك قاصدة الهرب خارج العاصمة. وصلتهم الأخبار عن تحرك قاتل الدم القرمزي بنفسه حيث يقوم بإلقاء القبض على كل شخص له علاقة بالسوق السوداء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هناك العديد ممن حاول الهرب بعد اندلاع القتالات هنا و هناك، لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب ملاقاتهم لفرقة السنبلة الخضراء تحرس مخارج العاصمة كلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام باسل بالتحرك خفية و ألقى القبض على البعض على حين غرة، و بالطبع، كان يعرف أنه لن يستطيع منع البعض من الهرب بعدما يعلمون بما يحدث، لذا استغل هذا الوضع لصالحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الليلة، قُبِض على جميع تجار السوق السوداء الموجودين بالعاصمة، و لا واحد منهم استطاع الهرب أو الإفلات، كلهم امتثلوا للحكم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن حتى بعد القبض على كل تاجر بالسوق السوداء موجود بالعاصمة، لا يعني أنهم استطاعوا الانتهاء منهم كلهم، فقط كبار التجار كانوا يجعلون العاصمة كمعقل لهم ليقتربوا من غرين هيملر و غرين شارلوت و بقية عائلة غرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هناك أيضا بعض التجار الكبار بالسوق السوداء الذين هربوا بعدما سمعوا بنهاية عائلة غرين المأساوية خوفا من مجيء دورهم، أولئك، وضعهم باسل في قائمته أيضا التي أعطاها للجنرال رعد الذي جعل فرقة السنبلة الخضراء تتكفل بهم بعد هذه الليلة التي عرفت كـ'ليلة التطهير' فيما بعد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهاء باسل من هذا المشكل، و حلول الغد، التقى بالكبير أكاغي و تحدث معه "بشأن الإمبراطور غلاديوس، لا تقلق، لن يطول الأمر حتى يعلم أنه الخاسر و سيطلب النجدة متخليا عن كبرياءه ذاك، كانت لدي شكوك، لكن بعدما استخلصت المعلومات من شاهين، تأكدت من أن إمبراطورية الرياح العاتية هي هدف حلف ظل الشيطان الأول لاقترابها من عرينهم في أرخبيل البحر العميق و افتراقها عن الإمبراطوريتين الأخريين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل الكبير أكاغي "و لما لا يجب أن أقلق؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "سأشرح لك هذا الأمر فيما بعد، و الآن، لما لا تنادي الإمبراطور شيرو ليأتي و نقوم بالاجتماع؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الكبير أكاغي في باسل و بغرابة أتت فكرة خطيرة في ذهنه "هل يمكن أنه تجنب ملاقاة الإمبراطورين عمدا من أجل هذا السبب؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يستطع الكبير أكاغي أن يصدق هذا الأمر، إلى أي مدى فكر هذا الفتى و وضع خططا مستقبلية؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عاد باسل لغرفته و بدأ يتدرب، دخل في حالة الصفاء الذهني و الروحي لبعض الوقت من أجل ترتيب أفكاره و تصفية ذهنه، ثم بدأ يمرن جسده، أخرج رداء غريبا كان مكونا من القطع الحديدية بالكامل، هذا الرداء أعطاه له معلمه ليتدرب به عند يصبح قادرا على ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا الرداء وصل وزنه لـ500 كيلوغرام، ارتداه باسل و شرع في القيام بكل أنواع تمارين الضغط بشتى أنواعها، لم يستطع باسل حتى أن يتحرك بشكل مناسب، لكنه مع ذلك أمضى اليوم كله في تلك التمارين من دون توقف و لو للحظة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بصباح الغد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أقيم الاجتماع و حضر رؤساء العائلات، جلسوا كلهم بطاولة واحدة مع جلوس الكبير على عرش الإمبراطور و بجانبه الإمبراطور شيرو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخل باسل بينما ترافقه أنمار ثم توجه نحو الكرسي المقابل للإمبراطورين، أما أنمار فتوجهت نحو الكبير أكاغي و ألقت عليه التحية و قدمت نفسها للإمبراطور شيرو "اسمي أنمار و أنا حفيدة الإمبراطور كريمزون أكاغي، تشرفت بمعرفتك أيها الإمبراطور وايتنِس شيرو"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الجميع عندها، لم يكن أي أحد يعلم عن هذا غير الجنرال منصف و الرئيس تشارلي، كل من لم يعلم تفاجأ كثيرا بهذا التصريح، الجنرال رعد أيضا لم يعلم ما الذي يحدث هنا، أما الإمبراطور شيرو، فقد حدق بأنمار طويلا، ظن أنها مجرد فتاة قروية بجمال فائق، لذا كان متأكدا من أن خطته في جعل ابنته شيرايوكي التي تعادل أنمار جمالا تقترن بـباسل ستنجح لكونها من مكانة أرقى من أنمار، لكنه عض لسانه الآن بعدما سمع هذا التصريح و حملق في</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أنمار بشدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف رئيس عائلة آو 'لان' ثم تحدث "أيمكنك تفسير هذا الأمر لنا يا جلالتك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يسأل الآخرون بما أن الرئيس 'آو لان' قد فعل، لكنهم أيضا كانوا ينتظرون الإجابة بكل حرص</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتكلم الكبير أكاغي "كلكم تعلمون عن ابني المفقود كريمزون أكاي، علمت فيما بعد أن ابني قد مات بالدمار الشامل، لكنه ترك لي حفيدة وراءه، من اليوم فصاعدا، سيكون لدينا أميرة جديدة، و اعتمادا على رغبتها، قد أمرر لها العرش، في هذا اليوم الذي سيكون عبارة عن انطلاقة الثورة في هذا العالم، أقدّم لكم الأميرة كريمزون أنمار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح الجميع أفواههم من شدة الصدمة، لم يستطع أي أحد فهم ما يحدث أمام أعينهم إلا بعد مرور قليل من الوقت، لكن بعد استيعابهم لهذا الأمر تكلم الكبير أكاغي من جديد "و ليس بالضرورة ستكونون كلكم تعلمون عن تلك العشيرة التي كانت العائلة الأخت لعائلتنا كما كانت علاقة مؤسساهما، تلك العشيرة التي ضحت بنفسها من أجل نجاة عائلة كريمزون قبل 50 سنة، تلك العشيرة المخلصة لعائلتنا، تلك العشيرة التي حمتنا من الظلال من دون أن تخرج للضوء. بعد مرور وقت طويل، في هذا اليوم الكبير، أقدم لكم نسل عشيرة النار القرمزية، القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، حليف عائلة كريمزون الأوثق و الأقوى، و منقذها و جالب مجدها، الجنرال الأعلى باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ألقى الكبير أكاغي بتصريحين، أولهما كان استيعابه ممكنا بعد مدة من الوقت الممنوح للتفكير به، لكن ثانيهما كان غير قابل للتصديق تماما، لدرجة أن جميع الجنرالات صاحوا بتفاجؤ بينما يحدقون في باسل الهادئ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"الجنرال الأعلى ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حقيقة أن باسل نسل تلك العشيرة الأسطورية فاجأت جميع من يعرف بحقيقتها غير الرئيس تشارلي و الجنرال منصف إضافة للرئيسة موراساكي الذين سبقوا و أن علموا بهذا الأمر، لكن بسبب ما قاله الكبير أكاغي بعد ذلك، جُذِب الجميع تماما لذلك الجزء و نسوا الجزء الأول مؤقتا، فبعد كل شيء، الجزء الثاني هو الأكثر أهمية بالنسبة لكل واحد منهم كجنرال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الرئيس كيِرو هوانغ و تكلم بصوت مرتفع معبرا عن رأيه الصريح "اعذرني يا جلالتك، لقد تقبلت حقيقة كونه القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، نظرا لإنجازاته، لم يمانع أي أحد هذا أو عارضه، لكن، أليس منحه لقب الجنرال الأعلى شيء... ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الكل لديه نفس السؤال في ذهنه، و لو أن الرئيس كيِرو هوانغ لم يسأل، لتكلم أحد آخر. الجنرالات الذين حضروا هم كريمزون منصف، مارون براون، كورو هي، موراساكي فايوليت، آو لان، كيِرو هوانغ، كين تشارلي، كاميناري رعد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كلهم صدموا بما قاله الكبير أكاغي في الجزء الثاني من كلامه، لكن لم تكن صدمة الكل متشابهة، فالرئيسين لان و هوانغ لم يصدقا هذا الأمر و بدا لهما كالجنون عينه، أما الرئيسة فايوليت، فقد بدأ عقلها يفكر في تلك المشروبات التي جربت واحدا منها عند بداية انقلاب الاسترداد، و بدأت تحاول الرؤية من خلال باسل الذي أظهر قوة غير معقولة بالحرب، أما الباقي فكان يعلم ما هي إمكانيات باسل الكبيرة، لكنهم فقط تفاجؤوا كثيرا، لأنهم لم يظنوا أن الكبير أكاغي سيمنح باسل هذا اللقب الآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا كلهم أرادوا السؤال عن السبب، فقط، كان هدفهم كان مختلفا و انقسم لثلاث أنواع، نوع لا يريد تقبل هذا الأمر و يجد أنه جنون و عارضه بكل ما يملك، و نوع أراد إشباع فضوله حول ماهية هذا الفتى الذي أعطِيَ مثل هذا اللقب، و نوع أراد تفسيرا فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي بعدما سأل الرئيس هوانغ "هذا الأمر له علاقة بالثورة التي ستحدث عما قريب، أنت و الرئيس لان لم تريا قوة الجنرال الأعلى باسل لذا سأترك الجنرالات الآخرين يفسرون لكما هذا الأمر أولا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث الجنرال منصف عن إنجازات باسل التي لا يعرفها أحد غير من حضر الحرب، انتشرت الإشاعات عن كونه قاد الجيش و فاز بالحرب بأقل الخسائر التي يمكن أن يحلم بها أي قائد حربي و ما إلى ذلك، لكن و لا واحد علم عن تلك القوة التي أعلنت عن وجودها بظهور أولئك الثلاثة، و بالطبع لم يعلم كذلك أي أحد عن الشخص الذي عارضهم و هزمهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما علم الرئيسان لان و هوانغ بإنجازات باسل، بلعا ريقهما من شدة الفزع، أرادا التأكد من صحة هذا الأمر عن طريق تحديقهما ببقية الجنرالات و الإمبراطورين، فوجداهم يعلنون عن موافقتهم لكلام الجنرال منصف بهز رؤوسهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد استيعابهما أن هذا الأمر حقيقي، ألزما الصمت و فتحا أعينهما على مصراعيهما بشدة في جهة باسل و لم يزيلا عينيهما عنه لمدة طويلة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، تحدثت الرئيسة فايوليت بوقار "إذا، أيمكنك التفسير لنا أي ثورة تقصد؟ و ما علاقتها باستحقاق السيد باسل للقب الجنرال الأعلى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الشكوك تراود ذهن الرئيسة فايوليت طوال الوقت عن الثورة التي تحدث عنها الكبير أكاغي، لذا كانت تنتظر الفرصة للسؤال في أسرع وقت، فهي تظن أن هذا الأمر له علاقة بتلك المشروبات، فأمام عينيها جعلت تلك المشروبات الجنود يصبحون أقوى بعدما أرهقوا تماما، كما أنها جربت واحدا منها قد جعلها تشفى من إصابة كانت ستأخذ وقتا طويلا لتفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غير الرئيسين لان و هوانغ اللذين غرقا في أفكارهما، علم باقي الجنرالات عن الإكسيرات، لذا كانوا فاهمين للثورة التي يقصدها الكبير أكاغي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الكبير أكاغي "اليوم، سأعلن لكم عن إكسيرات خارقة، إكسيرات ستجعلنا نقفز قفزة مرتفعة جدا عن مكاننا السابق من دون العودة إليه. قبل عدة شهور، عائلتي قدمت للسوق أدوات جديدة سهلت الأمر كثيرا على السحرة، سواء أثناء صيدهم أو مغامراتهم بالمناطق المحظورة أو حتى في حياتهم الطبيعية، و اليوم، كإمبراطور إمبراطورية الشعلة القرمزية، أقدم لكم بعض العينات لتجربوها و تحكموا بأنفسكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رفع الكبير أكاغي يده ثم فتحت بوابة القاعة الرئيسية فدخل ثلاث كيميائيين في أواخر العشرينات، ألقوا التحية على الجميع بكل احترام عن طريق انحناءهم قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي "الرئيسان لان و هوانغ، و الرئيسة فايوليت إضافة للإمبراطور شيرو، أرجوا منكم تقبل هذه الهدية و تجربتها لتفهموا ما سأتحدث عنه جيدا، فالكل غيركم قد سبق و جربها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقدم الكيميائيين الثلاثة و فرقوا بعض القنينات على الذين أشار لهم الكبير أكاغي بكلامه ثم تراجعوا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل واحد منهم حصل على ثلاث قنينات، و كلها كان لونها متشابها، قنينة بلون أزرق فاتح أقرب للأبيض، و أخرى كان لونها أزرق فاتح، أما الأخيرة فكان لونها أزرق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي عنها بنفس الترتيب "الأول هو إكسير العلاج، الثاني هو إكسير التقوية و الثالث هو إكسير التعزيز" ثم شرح لهم غاية كل واحدة منها ثم قال بعد أن فهم الأربعة "و الآن، جربوا إكسير التقوية من فضلكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شرب الثلاثة الإكسير ثم أحسوا بشيء غريب يحدث لهم، دخلوا كلهم لبحر روحهم و تأملوا لمدة من الوقت قبل أن يفتحوا أعينهم واحدا تلو الآخر بينما تعلوا وجوههم نظرات غير مصدقة لما حدث قبل قليل، كسحرة بالمستوى السادس، أصبح تدريب نموهم صعبا عليهم، و لم يتقدموا أكثر مهما حاولوا، لكن بعد أن جربوا هذا الإكسير، كان هناك تغير ملاحظ بالنسبة لهم في ارتفاع قوتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحال ابتسم الكبير أكاغي و قال "و الآن، بشأن سؤال الرئيسية فايوليت، سأجعلكم تجيبون عنه بأنفسكم بطرحي هذا السؤال عليكم، ما الذي تظنونه سيحدث بعد انتشار هذه الإكسيرات في شتى أنحاء العالم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرجت كلمة من فم الرئيسة فايوليت من دون أن تشعر "ثورة ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث الإمبراطور شيرو عندها "لقد سألت هيل عن المشروب جربه أثناء المعركة، و لم يصدق حتى الآن مدى تأثير ذلك الإكسير العجيب، و الآن، إني أفهم شعوره تماما، في غضون سنوات، لا، أقل من ذلك، في غضون سنتين فقط، سيدخل عالمنا لعصر جديد تماما من ناحية القوة، و من كان ساحرا بالمستوى الأول بموهبة مذهلة، سيشق طريقه نحو مستويات الجنرالات في عمر صغير، بهذا، سيصبح عدد السحرة في مستوى الجنرال لا يحصون، و هذا فقط مجرد تغير من بين الكثير من التغيرات التي ستحدث"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الأربعة الذين جربوا هذه الإكسيرات بهذه الأخيرة بتعجب غير مصدقين لمدى تأثيرها إلى أن تكلمت الرئيسة فايوليت "إذا، لهذا السبب... ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الثلاثة الآخرين فتحدث الكبير أكاغي "هذا صحيح، لهذا السبب أنا أجعل القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية باسل الجنرال الأعلى، فبعد كل شيء، ليس هناك أي أحد غيره من قدم لنا كل هذه الأشياء التي ستتقدم بنا للأمام من الآن فصاعدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف الإمبراطور شيرو و الرئيسين لان و هوانغ لجهة باسل و حدقا فيه غير مصدقان لما سمعاه قبل قليل، فقط ما هو عدد الإنجازات التي قام بها هذا الفتى؟ و بعد أن طُرِح هذا السؤال في أذهانهم، فجأة فهموا، أنه لهذا السبب، بسبب هذه الإنجازات الخيالية التي لم و لن يستطيع أي أحد منهم الحلم ببلوغها يوما، ارتقى باسل لمنصب الجنرال الأعلى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحسرت الرئيسة فايوليت بعد معرفتها بهذا الأمر، فقط لو أنها كانت الشخص الذي التقى به باسل عند مجيئه للعاصمة ! لكن بعد ذلك رفضت هذا الاحتمال أيضا من رأسها، و ضحكت على نفسها، فاعتقدت بأعماقها، أنها حتى لو كانت من التقت باسل عندما أتى للعاصمة، فلم تكن علاقتها به ستكون مثل التي بينه و بين الكبير أكاغي الآن، ليس لأنه كان نسل عشيرة النار القرمزية، لكن لأن الكبير أكاغي كان الشخص الوحيد الذي سيعطي فرصة لباسل و يعامله بشكل جيد من دون تكبر أو غرور، غيره كان سيرى باسل مجرد ضفدع صغير و مغرور لا يعرف اتساع السماء خارج فوهة البئر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتنع الأربعة باللقب الممنوح لباسل، و كذلك فعل الآخرون، فهؤلاء، كانوا قد تقبلوا باسل بالفعل من قبل، و بعد ذكر الكبير أكاغي أن علاقة استحقاق باسل للقب بالثورة، فهموا و لم يقولوا أي كلمة معارضة بعد ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في النهاية، وافق الجميع على ولادة الجنرال الأعلى الجديدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الجنرال الأعلى لقبا لا يعطى بكل سهولة، فلو لم يكن الشخص قام بإنجازات خارقة، لم يكن سيترشح ليناله حتى، فبعد كل شيء هو لقب يجعل الشخص تحت مكانة الإمبراطور مباشرة، أي أن أوامره تأتي بعد أوامر الإمبراطور تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هو الشخص الذي يتحكم في أي جندي موجود بالإمبراطورية مهما كان انتماؤه، فعلى عكس القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية الذي يقود الجيوش في الحرب فقط حتى أنه يمكن لهذا اللقب أن يُسحب منه و يُعطى لجنرال آخر على حسب الموقف، فالجنرال الأعلى يمكنه التحكم في أي جيش في أي مكان و في أي وقت حتى لو لم يكن أثناء الحرب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كما أنه يعتبر قائد الجنرالات أنفسهم، و يمكنه أمرهم بأي شيء من دون عصيانه، إلا إذا جاء أمر آخر من الإمبراطور يخالف ما أمر به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية كان لقبا يعطى لشخص تُوَكّل له مهمة قيادة الحرب، أي يمكن تسميته بقائد حربي أيضا، لكن هذا يكون في حالة عدم وجود جنرال أعلى، عندها يتم اختيار واحد من الجنرالات ليقود الحرب، فعند وجود جنرال أعلى، يكون هذا الأخير هو القائد الحربي تلقائيا طالما لم يمنح اللقب لشخص آخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في القرون الأخيرة، لم يتواجد أي جنرال أعلى، لأنه لم يكن هناك أي شخص كانت قوته أكبر من الإمبراطور نفسه أو قام بإنجازات تجعله يستحق هذا اللقب، لذا كان يوجد قائد حربي يتغير في كل مرة، فإن لم يُمنَح لقب الجنرال الأعلى لأي جنرال، يكون عندها ممنوح تلقائيا للإمبراطور</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا بالإمكان القول أن الإمبراطور يسلم لقبا خاصا به إلى جنرال، مما يجعل هذا الأخير في مكانة أعلى من أي جنرال و أي شخص آخر غير الإمبراطور، و حتى لو كان أميرا، يكون لديه السلطة التامة على أي شيء في الإمبراطورية ما دامت لا تتعارض مع رغبات الإمبراطور و القوانين التنفيذية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و لأول مرة في التاريخ، منح لقب الجنرال الأعلى لفتى لا زال لم يبلغ الخامسة عشر حتى، مما يجعله أول جنرال أعلى غير بالغ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أدهش هذا الأمر الجميع، و أكثرهم الإمبراطور شيرو الذي أحكم قبضته و حدق بباسل كما لو أنه يرى كنزا ما لا يستطيع بلوغه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم عندها الإمبراطور شيرو بعدما أهدأ نفسه "هناك أمر لا يزال يشغل بالي طوال هذا الوقت بجانب هذه الإكسيرات، لقد أظهرت أيها الجنرال الأعلى باسل قوة غير معقولة في المعركة التي كانت بعد الحرب، قوة لا يمكن القول أنها من المستوى السابع، و كذلك كانت قوة العدو الذي قاتلته، ما رأيك أن تفسر هذا الأمر لنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال بداخله "حسنا، لما لا نجعل الإمبراطور الأول يرضخ لنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هدف باسل بالأول جعل عائلة كريمزون تحتل العالم ليصبح واحدا و تخطي الصراعات الناتجة عن وجود الكثير من القوى المتحكمة من أجل مواجهة الشر الأعظم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن بعد علمه عن وجود قوة ضخمة كانت تقوم بنفس الأمر الذي يحاول القيام به، اختلفت طرقهم و غايتهم فقط، عندها، أدرك أنه يجب عليه تغيير خططه إن أراد الانتصار على هذه القوة التي ظهرت فجأة حيث لم تكن من خططه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كعادته، تكيف باسل و تطور مع الوضع بسرعة كبيرة و فكر بخطط بديلة، قد لا يكون بإمكانه جعل عائلة كريمزون تحتل العالم بأكمله، لكنه باستطاعته توحيد رغبة العالم و الذي كان هدفه الأصلي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالصدفة، وجد لنفسه أعذارا لكي يتجنب لقاء الإمبراطورين، عندها، أحدهما إن لم يكونا كلاهما سوف يغضب و لن يصبر أكثر على تأجيل الاجتماع و سيعتبر الأمر كإهانة له ثم يغادر، و الإمبراطور غلاديوس كان الاحتمال المرجح أكثر أخذا بالاعتبار شخصيته الفخورة و المعتزة كثيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد ما أن سمع باسل بمغادرة الإمبراطور غلاديوس حتى قرر إقامة الاجتماع. فكانت الغاية من رفع مكانة باسل ليكون قادرا على مفاوضة الإمبراطور شيرو بكل حرية من دون معارضة أي شخص آخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، بعدما وُجِّه إليه الكلام من طرف الإمبراطور شيرو، ابتسم باسل و قال "أيها الإمبراطور شيرو، كما رأيت، في المعركة التي أخذتها ضد ذلك الأقدم الكبير، هناك مستويات بعد المستوى السابع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ الجميع بهذا التصريح، بعضهم قد اكتشف هذا الأمر لوحده، لكن لا زال التأكيد الذي أتى من فم باسل قادر على مفاجأتهم، فبعد كل شيء، هذا يعني الدخول لنطاق لم يسبق لعالمهم أن عرف عنه شيئا. و بما أن الإمبراطور شيرو قد بدأ التحدث مع باسل، فلم يقم أي أحد بإزعاجهما بتدخله لأنها ستكون وقاحة عندها، فانتظروا فقط الإمبراطور شيرو ليسأل بالنيابة عنهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"كما توقعت" عبس الإمبراطور شيرو كما سأل بعدما جرى في باله فكرة"هل هذا له علاقة بتلك الإكسيرات؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تصنت الجميع بحذر، فهناك منهم من قد بلغ قمة المستوى السابع بالفعل، و هذا الموضوع يهمه كثيرا. لاحظ باسل هذا الأمر و أجاب بهدوء "لا، الإكسيرات تعزز من قوتك، لكنها لن تجعلك ساحرا من القسم الثاني من مستويات الربط و لو استمررت في شربها طوال حياتك، و بالطبع ستموت من فرط استهلاكها إن قمت بذلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقف باسل عن الشرح عند هذا الحد و لم يزد عن ذلك. فكر الجميع فيما قاله باسل و ركز عقلهم أكثر على 'مستويات الربط'، هم لم يسمعوا بهذا الاسم من قبل، لا يعرفون حتى الآن ما يتحدث عنه باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يزيد من اهتمام الإمبراطور شيرو حول الموضوع شيئا فشيء، يجيب على السؤال المطروح عليه مع إضافة معلومة أخرى تجعل الإمبراطور شيرو يسأل عنها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع الإمبراطور شيرو يده على ذقنه ثم تكلم "أبإمكانك التحدث لنا عن 'مستويات الربط' هذه أيها الجنرال الأعلى باسل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابستم باسل كما لو أن اللحظة التي انتظرها قد أتت، فرفع يده في اتجاه الإمبراطور شيرو ثم قال "يمكنني هذا، لكن السؤال الذي يجب عليك طرحه هنا أيها الإمبراطور شيرو هو هل سأخبرك عن مستويات الربط أم لا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم... ! " عبس الإمبراطور شيرو ثم قال بعفوية "ما الذي تقصده بهذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "إن أردت شيئا، فعليك منح ما يساويه، إن أردت الأخذ، فعليك بالعطاء. ليست بيننا تلك العلاقة القريبة أو أدين لك بشيء يساوي إخبارك عن مستويات الربط" وضع باسل يده على الطاولة ثم قال "لكن لا تقلق، فقوة الذاكرة شيء أختص به منذ صغري، لذا لم أنسَ تعاونك معي أثناء المعركة مع حلف ظل الشيطان"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الإمبراطور شيرو و أحكم قبضته. ليس هناك أي عيب في كلام باسل، علاقتهم مجرد علاقة تحالف، ليس هناك أي اضطرار لإخبارهم، على العكس، إن أخبروهم، فلن يكونوا سوى حمقى عندها، إن كانت لديك قطعة من الخبز فشاركها، لكن عندما تكون متأكدا من لقاء الثمن المناسب لذلك، هكذا ستنجو بالعالم، هكذا انتشر هذا المثل، و هكذا استوعب الإمبراطور شيرو هذا الأمر و لم يسعه سوى التحسر أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صمت الإمبراطور شيرو فابتسم باسل للحظات و قال "لقاء مساعدتك، سأمنح لك بعض الإكسيرات"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رجع الإمبراطور شيرو للواقع ثم قال بسرعة "شكرا لك، لكن، هل ستعطيني طريقة الصنع؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابستم باسل و قال "بالطبع، لو أنك قدمت ما يساوي ذلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظن الإمبراطور شيرو أن باسل سيتساهل معه بما أنه قرر إعطاءه بعض الإكسيرات، فهذه الأخيرة قيمتها ضخمة للغاية، و تلقي البعض منها مجانا يعتبر أمرا عظيما للغاية، لكن خاب ظنه بعد رفض باسل الذي كان أمرا طبيعيا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، بدأ الإمبراطور شيرو يفكر في أي شيء مساو لطريقة الصنع و المعلومات حول مستويات الربط، لكنه بالرغم من ذلك لم يجد أي شيء آخر غير ما كان بباله منذ أن عرف مكانة باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الإمبراطور شيرو "أراض من إمبراطورية الأمواج الهائجة مساوية للتي يستحقها أي جنرال إضافة لاقترانك بابنتي الصغرى التي يعرف جمالها في العالم كله بأنه فريد من نوعه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في الإمبراطور شيرو بغرابة و ابتسم قبل أن ينفجر ضاحكا "هاهاهاها، لا، اعذرني، لا تأخذها مني كوقاحة، لكني لم أظن أنك ستأتي بمثل هذه الفكرة، أراض قلت؟ ابنتك التي جمالها معروف في العالم بأكمله قلت؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل بالكبير أكاغي و قال "ما هي الأراضي التي سأملكها بعدما أصبحت الجنرال الأعلى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابستم الكبير أكاغي و قال "يمكنك القول فقط أنها أراضي سبع أمراء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل في الإمبراطور شيرو و ابتسم كما لو أنه يقول له ها هي ذي الإجابة، فأحس الإمبراطور شيرو أنه يبلع ريقه بينما توجد شفرة حادة على عنقه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الإمبراطور شيرو "ماذا عن ابنتي؟ الرجل العظيم يحب اللهو و الخطر، لذا دائما ما نجده يفضل النساء، ألا تريد الزواج بابنتي ذات الجمال الملائكي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق به باسل قبل أن ينقل نظره لجهة أنمار متحدثا "معك حق، لكن حالتي مختلفة قليلا، فلم تكن تجربتي مع الجمال الملائكي بتلك العظمة، لذا دائما ما ستجدني حذرا في تفضيلي للنساء، و أرجوا منك أن لا تفكر في إقناعي هنا، فبعد كل شيء، أنا لست سوى المتحدث بالنيابة عن كل من تراه حاضرا هنا، يجب عليك تقديم شيء لنا و ليس لي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الإمبراطور شيرو ثم قال "لا يمكنني التفكير بأي شيء قد يساوي ما ستمنحونه لي إذا، لما لا تخبرني أنت؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أخيرا أصبح مستعدا للاستماع" قالها باسل بداخله قبل أن يضع يديه معا تحت ذقنيه حاملين إياه و يتكلم بصوت واضح و حاد "إزالة نظام العبودية، منح حق التلقيب لأي شخص، إضافة لـ'عهد ذهني روحي' على عائلتك الحاكمة لمدة ألف سنة تقسم فيه على أنها لن تسبب أي أذى تجاه الإمبراطوريتين الأخريين سواء بيدها أو عن طريق يد أخرى تتبع أوامرها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صاح الجميع و ليس الإمبراطور شيرو فقط، ما هذه الشروط اللاعقلانية؟ إزالة نظام العبودية إضافة لمنح حق التلقيب؟ أيريد صنع ثورة عالمية يقودها النبلاء؟ ما هذا الجنون؟ و كيف له أن يفكر حتى في وضع العهد الذهني الروحي' كشرط؟ أليس هذا غير قابل للتفاوض به حتى؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صاح الإمبراطور شيرو "ما الذ..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قاطعه باسل قبل أن يكمل كلامه "بالطبع، العهد الروحي الذهني سنقوم به نحن أيضا، هكذا سيصبح الأمر عادلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الإمبراطور شيرو بينما يفكر فيما قاله باسل. نهض الرئيس كيِرو هوانغ و صرخ قائلا "انتظر، أتعني أن على جلالته القيام بالعهد الذهني و الروحي أيضا؟ من أنت لتقرر هذا حتى نيابة عن جلالته؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق باسل بالرئيس هوانغ ثم غير نظره للكبير أكاغي الذي تكلم "لقد تكلمت بهذا الشأن بالفعل مع الجنرال الأعلى باسل، و قد قررت الموافقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سكت الرئيس هوانغ من الصدمة و جلس بدون أن يزيد حرفا آخر. قبل بداية انقلاب الاسترداد، تحدث الجنرال منصف مع الرئيس هوانغ حول إعطائه طريقة صنع الأدوات التي ظهرت في مقابل الحصول على مساعدته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الرئيس هوانغ المعروف بحبه للمال، رأى أن عائلة كريمزون ستكون مصدرا للربح أكثر من عائلة غرين، و بعدما علم بانضمام جميع العائلات إلى عائلة كريمزون إلا عائلتي هويز و غين، وافق على الصفقة مباشرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، بعد تصريح باسل، كان أول شخص يعارض هذا الأمر و يوضح أنه يساند الكبير أكاغي و يحترمه. لكن، غير الإمبراطور شيرو الذي لا يعلم بشخصيته، فالجميع علم بنواياه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مرة أخرى بعد أن تنهد "هذا العالم سيواجه شرا أعظم عما قريب، لذا هذه هي الطريقة الأمثل لجعله مستعدا لذلك، بعد إزالة نظام العبودية و إعطاء حق التلقيب، سيكون عندها الفارق بين النبيل و الغير نبيل مدى شهرة اللقب فقط، بعد اختفاء جميع المعاملات الغير متساوية بين النبلاء و الغير نبلاء، سوف يصبح أي شخص قادر على أن يصبح ساحرا و يتلقى نفس التعليم و التوجيه الذي يحصل عليه أي نبيل، و سوف يتسلق المراتب بناء على قدراته الشخصية، بذلك، حتى الاسم الذي كان فارقا بينهم سيختفي مع مرور الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"...هكذا، سيطمح أي شخص موجود بهذا العالم ليصل إلى أعلى المراتب و يجعل من لقبه مشهورا، لذا يمكنك القول أننا سنعطيهم الفرصة التي لم يمتلكوها سابقا، العبد لا يمكنه عيش حياته الخاصة بحرية، و العامي لا يمكنه تلقي نفس معاملة النبلاء من طرف المعلمين، مثل هذا الشيء سيكون عائقا، و كل ما نحتاجه لفعله هو إزالته. بعد منحهم الفرصة ليصلوا إلى أعلى المراتب بعدما كانت معدومة، فسوف يتوقف الأمر عندها على إرادتهم، لكن بمجرد تحفيزهم و إعطاءهم الشعور بالخطر المرتقب، فلن تجد طفلا بعد الآن بموهبة جيدة لم يدخل أكاديمية السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي الجميع يحدق في باسل، كيف لفتى في مثل عمره فقط أن يفكر بكل هذا؟ و لا واحد منهم فكر في يوم من الأيام بمثل هذه الأشياء، حتى لو أتت مثل هذه الأفكار في عقولهم، فسوف يرفضونها لأنهم لن يرونها سوى زوال للعقل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث باسل بعدما أخرج جزرة و عضها مكسرا الصمت بالصوت الناتج عن ذلك ثم قال "نفذوا هذا الأمر، و أعدكم عندها بشيء واحد" حدق به الجميع قبل أن يقول أخيرا بعدما بلع القضمة التي سبق و أن عضها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"الانتصار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي "إعطاء حق التلقيب، لقد سبق و طبقنا هذا الأمر، لكن لا زالت هناك الكثير من المشاكل، و أغلب العائلات لا تقبل بهذا، و إن لم نعالج هذا الأمر عما قريب، فستكون هناك ثورة عظيمة، فلولا دعم الشعب الحالي لعائلة كريمزون، لتجرأ المعارضون على القيام بتحركاتهم نحو القصر الإمبراطوري بالفعل. لكن عندما يصبح هذا الأمر شائعا في العالم، فسيقل عدد المعارضين و يكثر عدد المؤيدين، و بعد انتشار الإكسيرات، فلن يبقى كل شيء كما هو"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الإمبراطور شيرو بباسل مطولا ثم نهض من مكانه و قال "شروطك صعب تقبلها حقا، لكن أنا لا أرفضها، سأفكر فيها قبل أن أقرر ما سأفعله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف باسل أيضا ثم قال "أيها الإمبراطور شيرو، اعطِ لتكسب، واجه لتفوز، تحرك لتَبْلُغ، فإن لم تقم بأي شيء، لن يحدث أي شيء، لكن لا تنسَ، لا يجب عليك تضييع الوقت المثالي لذلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الإمبراطور شيرو و لم يقل شيئا ثم غادر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس باسل مرة أخرى بعد مغادرة الإمبراطور شيرو الذي كانت تعتلي وجهه نظرة عميقة، يجب عليه التقرير بسرعة الخيار الأفضل، إزالة نظام العبودية الموجود منذ العصور السحيقة ليس بأمر هين، فضلا عن منح حق التلقيب و العهد الذهني الروحي، هذا شيء لا سابقة له حقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس باسل بعد مغادرته فحدق به الجميع، و من بينهم أنمار التي جلست بجانب الكبير أكاغي بهدوء من دون أن تفعل أي شيء. لاحظ باسل نظراتها فتنهد ثم جلس بينما يفكر بداخله "من الجيد أنها لم تفعل شيئا، لكن يبدو أن كل شيء سينفجر مرة واحدة عندما تجد الفرصة" صعدت القشعريرة مع باسل ثم تناسى الأمر للوقت الحالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد لحظات من الصمت القاتل، حك الرئيس هوانغ يديه مع ابتسامة راغبة و قال "سعادة الجنرال الأعلى باسل، ألم يحن الوقت لنتحدث عما ستفعله بشأن طريقة صنع هذه الإكسيرات و الأدوات؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق به الجميع و تنهدوا على تصرفاته الخالية من الخجل، ألم يكن قبل قليل يقوم بمعارضة باسل؟ إنه ليس لديه أي شرف حقا، يتملق من يرى أنه مصدر الربح الأكبر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع أن باسل لا تعجبه نوعيته، لكنه لم يمانع طالما لم يتجاوز الحدود، و إن كان التعامل معه بالمال سيجعله تحت الأقدام، فهذا شيء جيد، إن كان يحتاج للمال ليطيع، فليسرع و يطيع فقط، لأنه سيغرق في الأموال التي يحبها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما بدأ باسل يبيع الأدوات عبر عائلة كريمزون، كان له خمس أرباحها، و الذي أصبح ثروة ضخمة للغاية في مدة وجيزة فقط، لو علم الرئيس هوانغ مقدار ثروة باسل الحالية في عمره هذا لسعل الدماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع أن باسل قد أخذ خمس الأرباح، لم يؤثر هذا و لو قليلا على أرباح عائلة كريمزون، بل و أصبحت غنية لدرجة لا توصف، حتى أن باسل لم يكن مهتما في المال الذي تجنيه عائلة كريمزون أبدا، لكن الكبير أكاغي أصر على إعطائه نصيبا مما يجنونه. في البداية أراد منحه ما يشاء، فأخبره باسل بعدما استسلم من محاولة إقناعه بأن يمنحه عُشُر الأرباح، لكن الكبير أكاغي أراد منحه النصف، و بإصرار الكبير أكاغي و محاولة باسل إقناعه، أصبح باسل يحصل على عشرون بالمائة من الأرباح نتيجة لذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تميز سحرة المستويين الأول و الثاني بعدم الفقر و كانوا قادرين على عيش حياة رغيدة من دون الحاجة للقلق على بطنهم في هذا العالم الذي يحكمه طبقة النبلاء، كما كان سحرة المستوى الثالث و الرابع من الطبقة الغنية، و كان سحرة المستوى الخامس أكثر غناء لندرتهم، فقط بخدمتهم لعائلة ما يتلقون معاملة جيدة للغاية و يكونون تحت حماية هذه العائلة أكثر مما يتلقاه السحرة الأقل منهم مستوى، أما سحرة المستوى السادس، فكانوا هم الجنرالات، هؤلاء، كان لهم الحق في تلقيب أنفسهم و صنع عائلتهم النبيلة الخاصة، و بالطبع ثروتهم تزداد مع الوقت، فيكون لديهم عندها أراض و جنود من الجيش يخدمونهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فمن أصبح جنرالا، غالبا لا تجده يريد أن يخدم عائلة أخرى بما أنه بإمكانه صنع واحدة خاصة به، و هكذا على مر العصور تغيرت المراتب، و أصحبت عائلات كانت تتميز بجنرال إلى أخرى تحمل لقب النبالة فقط، كما ولدت عائلات جديدة بجنرال و استطاعت بلوغ أعلى المراتب كعائلة كين الذي تسلق رئيسها تشارلي المراتب و كون عائلة قوية كالتي توجد الآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و العائلات التي صمدت لأطول وقت كانت عائلة كريمزون إضافة لعائلة غرين و العائلتين التابعتين لها – عائلتي هويز و غين – اللتين لقيتا نهايتهما في انقلاب الاسترداد الأخير. كانت المنافسة شرسة جدا، و إن فقدت عائلة ذات مرتبة عالية جنرالها الخاص، تسقط من تلك المرتبة و تأخذها عائلة أخرى أنتجت جنرالا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و فوق مرتبة الجنرالات، لدينا الأمراء، بعد ذلك نجد المرتبة قبل الأخيرة و التي هي الجنرال الأعلى. لذا عندما استوعب الرئيس هوانغ حقيقة غدو باسل الجنرال الأعلى، و رأى أنه هو صاحب القرار هنا، تغيرت تصرفاته بسرعة و بدأ يلعق أحذية باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "ماذا تقصد بهذا أيها الرئيس هوانغ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الرئيس هوانغ من سؤال باسل، لا شك أن هذا الأخير قد فهم قصده، و يبدو أنه يحاول إثارته فقط. كان الرئيس هوانغ يعرف كيف يعامل من يرى أنه سيتحصل على مال منه، لذا قال باحترام "حسنا، يمكننا الكلام إن أردت حول طريقة الصنع، و عندها إن كان بإمكان قلبك الواسع إطلاعنا عن هذه الطريقة، فبعد فعلك لذلك سنكون شاكرين للغاية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع باسل يده على ذقنه و بدى على وجهه القلق، ثم قال بعدما فكر لقليل من الوقت "أممم، هذا حقا قرار صعب لاتخاذه، أنا لا زلت لا أعرف معدنك بعد أيها الرئيس هوانغ، فكيف لي أن أمنح لك مثل هذه البطاقة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدى باسل حذرا للغاية في تحدثه عن الإكسيرات، و بدأ يعقد حاجبيه أكثر و أكثر بينما يفكر كثيرا. هذا الأمر جعل الرئيس هوانغ يخاف من أن لا يقبل باسل و بدأ العرق البارد ينزل على وجنته بينما يحك يديه و يقول "يمكنك إذابة معدني و إعادة تشكيله كما تريد، كل كلماتك ستتلقى السمع و الطاعة كرد لها، فبعد كل شيء، ألست أنت الجنرال الأعلى العظيم الذي سيتقدم بنا للأمام؟ من لم يتبعك فهو غبي فقط، قل الكلمة فقط و ستراها قد تحققت طالما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكون في وسعنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ الرئيس هوانغ يمدح باسل كثيرا حقا، و الذين يعرفون شخصية باسل جيدا، كتموا ضحكاتهم بالسر و شاهدوا هذا الأمر الممتع، أن هناك رجلا معمرا يخال نفسه ذكيا أمام الفتى المتردد و لا يدري أنه الشخص المربوط بخيوط بتحكم الفتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حك باسل ذقنه ثم قال مع نظرة متشككة "حقا؟ ألن تخونني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ الرئيس هوانغ و قال بعد أن ضحك محاولا تلطيف الجو "كيف لي أن أفعل هذا لسعادتك؟ لن ترى من جهتي سوى الولاء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل أخيرا في وجهه معطيا للرئيس هوانغ نظرة مفرحة و رفع من آماله كثيرا، فابتهجت نظرات الرئيس هوانغ الذي قال من دون أن يشعر "إذا..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقاطعه باسل مع إبقاءه لتلك الابتسامة "سأفعل إذا قمت بعهد ذهني روحي معي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح وجه الرئيس هوانغ متفاجئا و صنع نظرة غبية على وجهه، فتحت عينيه على مصراعيهما لعدم تصديقه ما سمعت أذناه، فتلكم باسل مكملا بنفس التعبير "قلت أنك ستفعل كل أي شيء أطلبه منك، العهد الذهني الروحي لن يكون بمثابة طلبي منك الموت من أجلي، أليس كذلك؟ أو ماذا؟ ألم تكن ستجعل من كلماتي حقيقة طالما أنها ممكنة بالنسبة لك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تغيرت تعبيرات الرئيس هوانغ و أصبحت قاتمة بعدما كانت مشعة، في لحظة اكتشف أنه وقع في شرك الفتى، ظن أن هذا الأخير مجرد فتى في النهاية بغض النظر عما أنجزه، و انطلاقا من تصرفاته السابقة، تأكد له هذا الأمر و بدأ يسايره في الكلام فقط، حتى أنه قال أنه سينفذ جميع ما يقول له باسل، و من دون أن يدري وجد نفسه قد وقع بسبب طمعه و جهله بالذي يطمع فيه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق جميع الجنرالات بالرئيس هوانغ، هذا الأخير قد أعلن مصرحا أمامهم بتنفيذ طلبات باسل مهما كانت. هم علموا أنه كان يساير تساؤلات فتى صغير فقط، لكن الكلمات التي تخرج لا يمكن إعادتها، و خصوصا إن كانت تأتي من فم جنرال و رئيس لعائلة، رفضه لكلامه الخاص سيجعل من كلامه ذو وزن خفيف، و لن يثق به أي أحد آخر، فكيف لهم أن يفعلوا هذا بشخص لم يستطع الحفاظ على وعود خرجت من فمه قبل قليل فقط؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وجد الرئيس هوانغ نفسه محاصرا، كل النظرات من كل الجهات تحيط به، و هذه النظرات كانت كلها لأشخاص يساوونه مرتبة، لذا تصرفه القادم سيقرر مصيره في العالم الجديد من الآن فصاعدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أنا أنتظر جوابك أيها الرئيس هوانغ" تكلم باسل مرة أخرى مع حفاظه على نفس التعبير الذي جعل الموقف أسوء بالنسبة للرئيس هوانغ، ففي لحظة، الابتسامة التي كانت تبدو مشرقة و بلهاء أمام مخططاته، قد أصبحت تبدو كما لو أنها ابتسامة الحكيم الماكر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عض الرئيس هوانغ شفتيه و قال تلك الكلمات التي خرجت متقطعة كما لو أن كل حرف منها يقطع معه جزءا من روحه قبل أن يخرج "سأستمع لطلبات الجنرال الأعلى، لكن أيمكنك إخباري عن ماذا سيكون فحوى العهد الذهني الروحي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أزاح أخيرا باسل تلك الابتسامة من على وجهه ثم قال بعد أن ربت على كتف الرئيس هوانغ الذي صعدت معه قشعريرة بسبب ذلك "لا تقلق، إنه ليس بالشيء الكبير، كل ما ستفعله هو العهد بعدم إعطاء هذه الطريقة لأشخاص آخرين غير الموثوق بهم من عائلتك و الذين ستجعلهم يطبقون نفس العهد الذهني و الروحي بألا يفشوا عما علموه فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الرئيس هوانغ في باسل بتعجب كبير، و بعدما كان في ظلام عميق بأفكاره، أصبح فجأة في نور منبثق بسبب ما سمعه. أهذا هو العهد الذهني الروحي؟ لقد تخيل أنه سيطلب منه شيئا فظيعا، كأَنْ يجعله يتبعه طوال حياته أو شيء مثل هذا، لكنه كان مخطئا و ليس هذا فقط، بل حتى أنه لم يعتقد أن العهد الذهني الروحي سيكون في مثل هذه البساطة و السهولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا، ابتهجت نظرات الرئيس هوانغ و قفز قلبه من الفرح ثم قال "سمعا و طاعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ الجميع حقا بما حدث، في وقت قصير، في محادثة واحدة، كان باسل قادر على ترويض وحش الطمع و الجشع ذاك، مثل هذا الأمر جعل القشعريرة تصعد مع أجسادهم، و مرة أخرى زاد حذرهم أكثر من باسل كما فعل احترامهم له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس باسل على الأرض متقاطع القدمين كما فعل الرئيس هوانغ ثم فعّلا طاقتهما السحرية و بدآ يقومان بالتناسق الذهني الروحي. بعد اتصال ذهنهما نُقِل العهد من الرئيس هوانغ لباسل الذي استقبله و قبله ثم قاما بإنشاء الختم بعد ذلك عن طريق روح باسل و الذي طبق على روح الرئيس هوانغ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تمت العملية بسلاسة و هدوء، و الآن، إن نقض الرئيس هوانغ هذا العهد ، سيتلقى حكما قاسيا من الختم الروحي الذي وضع عليه من طرف باسل يودي بحياته، كان البقية يشاهدون هذا الأمر بنظرة متعجبة، من كان يعتقد في يوم من الأيام أن الرئيس هوانغ سيكون مستعدا ليقوم بعهد روحي يمنعه من كسب ربح أكبر؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف باسل ثم تحدث "حسنا، أيها الرئيس لان، ما رأيك أن تقوم بالأمر أيضا، إنه ليس بذلك الصعوبة كما رأيت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الرئيس لان و حدق في الرئيس هوانغ بغرابة، حتى الآن لا زال عقله لم يصدق ما رأته عينيه. الرئيس لان كان الشخص الذي قبل اقتراح الجنرال رعد بالانضمام. كان الرئيس لان، أو عائلة آو عائلة محايدة تماما، لم تتدخل في الحروب أبدا. لكن بعدما شاهد الرئيس لان الجنرال رعد المعروف بكرهه للصراعات الداخلية بين العائلات و الذي كان سببا في عدم أخذه للقب النبيل و عدم بدءه في إنشاء عائلته قد انضم لتلك المؤامرة، لم يكن بوسعه سوى المشي في الطريق الممهد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، بعد اقتراح باسل، و بعد ما حدث مع الرئيس هوانغ، قرر الرئيس لان أيضا القيام بالعهد الذهني الروحي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر الأمر بسلاسة أيضا، فوقفت الرئيسة فايوليت و أرادت التكلم لكن باسل قد سبقها "حسنا، هل انتهى الاجتماع؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأت كثيرا و كذلك فعل الرئيسان لان و هوانغ، ما الذي يحدث؟ ماذا عن الآخرين؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت الرئيسة فايوليت "هل انتهيت؟ أهذا يعني أنك لن تعطي الإكسيرات للباقي بما أنك لم تقم بالعهد الذهني الروحي معهم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بهدوء "لا، بل سأعطيهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغربت الرئيسة فايوليت كثيرا، كما فعل الرئيسان لان و هوانغ اللذين سألا عن السبب. فأجاب باسل "لأنني أثق بهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سكت الرئيسان عن الكلام و فهما، فبعد كل شيء، معنى العهد الذهني الروحي هو عدم الثقة في الطرف الآخر، لكنه لن يحتاج لفعل ذلك إن كان يثق به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي "أيمكنك إخباري عن وجهتك؟ فاليوم سيكون اليوم الأول لظهور الإكسيرات في العالم و أفضل وجودك هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رفع باسل ذراعه و أشار بيده نحو اتجاه الكبير أكاغي ثم قال "نحو الجنوب، سأزور وكر قبائل الوحش النائم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صاح الجميع غير أنمار بصوت مرتفع غير مصدقين لما سمعوه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا تتفاجؤا هكذا، لا تقلقوا، فأنا لن أغادر قبل الانتهاء من بعض الأعمال هنا، و كما قال الكبير أكاغي، اليوم يوم كبير، و قد صاحب معه بعض الأشغال المهمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تتغير نظرات الاستغراب و التعجب من على وجوه الحاضرين. وقف الرئيس تشارلي و تكلم بصوت مرتفع "لا لا لا، الأمر ليس عن وقت ذهابك، بل عن سبب ذهابك، ألا تعلم ما هو وكر قبائل الوحش النائم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بهدوء بينما يحدق الجميع فيه بغرابة و حالتهم مضطربة على عكسه بسبب ما سمعوه "بالطبع أعلم، لذا سأذهب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>زاد كلامه الطن بلة و جعل الآخرين في دهشة كبيرة، سيذهب مع علمه؟ أهو مجنون؟ ألا يعرف ما الذي سيحدث له بمجرد وضع قدمه في وكر قبائل الوحش النائم؟ سيأكل حيا و يطبخ غليا و يسلخ كَوْيا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي "يا صديق أبي، فلتهدأ قليلا، لنسمع السبب أولا، و لا تنسى أن الجنرال الأعلى باسل الآن في مستوى حيث لن يستطيع حتى مكان كوكر قبائل الوحش النائم التسبب له بأي مشاكل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس الرئيس تشارلي بينما يفكر عميقا كما لو أنه يبحث في ذكريات من الماضي. أما الباقين، فلبثوا في أماكنهم منتظرين إجابة باسل بفارغ الصبر، فمهما كانت الإجابة، لا يظنون أنها ستكون مقنعة، الذهاب لوكر قبائل الوحش النائم كالذهاب لعرين عدو ينتظرك بكل قواته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مع حفاظه على رزانته "السبب بسيط، سأتحدث معهن عن ضم قواتهن لي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ما هذا الجنون؟" وقف الرئيس براون و صاح كما فعل الرئيس كورو هي مع بقاءه جالسا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتقبل هذا الكلام جميع الأشخاص أيضا و بدؤوا يناقشون هذا الأمر "ما الذي تقصده بضم قواتهن إلينا؟ إن كنا سنحتاج لهمج مثل قبائل الوحش النائم، فأنا أفضل التعاون مع الوحوش على ذلك" صاح الرئيس براون بذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الكبير أكاغي بصوت مرتفع "هدوء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صمت الجميع تاركين الكبير أكاغي ليتكلم "استمعوا من فضلكم لما قاله الجنرال الأعلى جيدا، لم يقل أبدا أنه سيضم قواتهن إلينا، لكنه قال أنه سيضم قواتهن له، هناك اختلاف هنا، لما لا نركز على الاستماع مع الحرص على نسيان الأحقاد مؤقتا للتفكير بمنطقية أكثر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بنبرة حادة "كما قال الكبير أكاغي، أنا لا يهمني ما حدث بينكم في الحرب قبل 55 سنة، قد يبدو كلامي قاسيا لكنني أعنيه كليا، فإن أراد هذا العالم النجاة، قوة قبائل الوحش النائم ضرورية و لا غنى عنها، تلك الحرب كانت بينكم و انتهت، كلا الطرفين تلقى أضرارا وخيمة، و كنتيجة لذلك انعزلت قبائل الوحش النائم عن العالم الخارجي و لم تتدخل بعد ذلك في مشاكله، لم يُرى بعدها أي شخص من قبيلة من قبائل الوحش النائم، لا يمكنني القول سوى أنهم يريدون السلام عبر ابتعادهم عنكم محاولين تفادي المشاكل قدر المستطاع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس كورو هي مع عبوس على وجهه "قد يكون كلامك منطقي، لكن حتى لو افترضنا أنهن سيضممن قواتهن لك، ألا يعني هذا أننا سنضطر للتعاون معهن أيضا؟ لا تنسى أنك جنرالنا الأعلى، و تحركاتك ستؤثر علينا أيضا من الآن فصاعدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الجميع بباسل الذي تحدث برصانة "لا علاقة لهذا بكوني الجنرال الأعلى هنا، فأنا سأذهب بصفتي باسل لا الجنرال الأعلى لإمبراطورية الشعلة القرمزية، لأنني أعلم أن هذا سيجعلهن يكوِّنن مقاومة ضدي لا غير إن قمت به. و بالنسبة لجوابك أيها العم هيْ، فليست هناك أي حاجة لتعاونكم معهن، فقط، عندما سأحتاجهن سيأتين، هذه هي العلاقة التي سأهدف إليها معهن، عندها، ربما قد تتلاقى أهدافكم بما أنكم ستكُونون أنتم تتبعون أوامري، و إن أردت تسمية هذا بالتعاون، فأنت حر في فعل ذلك، لكني لا أنوي التنازل عن هذا الأمر مهما حدث"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما تحدث باسل، تكلم الرئيس تشارلي الذي هدأ لفترة بسبب غرقه في ذكرياته "لدي سؤال واحد، لقد قال الرئيس كورو هي أننا لن نتعاون معهن بافتراض أنهن ضممن قواتهن لك، لكن هذا كان افتراضا فقط، ليس هناك أي ضمان على أنهن سيضممن قوتهن لك، كيف لك أن تكون متأكدا من فعلهن لذلك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و أجاب "لم أفكر في ذلك بعد، أليس هذا سؤال صعب الإجابة عنه حاليا؟ فبعد كل شيء، أنا لم ألتقي بواحد منهن من قبل حتى، فكيف لي أن أعرف ما الذي سيجعلهن يضممن قوتهن لي؟ سأفكر في ذلك بعدما أزور وكرهن، لكن على الأقل هناك بعض الأشياء التي في ذهني سأعرضها عليهن، و مع ذلك لا أزال غير قادر على إخبارك كيف سأقنعهن، فلا أعلم كيف سيستجيبون لما سأقترحه عليهن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد الرئيس تشارلي و قال "أظن أنك قصدت طريقة الصنع بالشيء الذي في ذهنك. إن أعطاني أحد آخر مثل هذه الإجابة، فلم أكن لأقتنع، لكن بما أنها أتت من فمك، فلا خيار لي سوى الوثوق بها، سأؤمن أنك ستصنع المستحيل من جديد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رفع باسل يده و قال شارحا "أنت تمدحني كثيرا أيها الرئيس تشارلي، بمجرد تحقيق شيء ما فهذا معناه أنه لم يكن مستحيلا، و عدم تحقيقه معناه أنه مستحيل بالنسبة لك فقط و لا يعني أنه مستحيل تماما، ببساطة تحقيق الشيء يعتمد على منجزه، و يكون مستحيلا على الذي عجز عنه فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"معك حق" تكلم الرئيس تشارلي "أنا موافق أيضا، قوة قبائل الوحش النائم سيكون لها فائدة عظيمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"معلمي" صاح الرئيس براون "أنت لم تنسَ ما فعلوه بابنك البكر و بأخي و بأخوي هي ! أليس كذلك ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الرئيس تشارلي و قال "بالطبع لم أنسَ، لا زلت أتحرق لموت ابني، لكنها كانت الحرب، و كما قتل أحبابنا، قتل كذلك أحبابهم، الحكمة هنا هي ترك أحقاد الماضي من أجل مواجهة أخطار المستقبل، هذا ما سيفعله الرجل الحكيم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الرئيس براون و تكلم "أنا لن أسامحهم أبدا، لا يهمني سواء كان ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا، قُتل أخي بأشنع الطرق التي لن يتمناها أي ساحر فخور، فكيف لي أن أنسى كل ذلك بهذه السهولة؟ ماذا عنك يا هي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس كورو بعدما فتح عينيه اللتين كانتا مغلقتين مع عقد حاجبيه "و لا أنا أيضا، لدي نفس رأيك يا براون"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الرؤساء تشارلي، براون و هي، هؤلاء الثلاثة كانوا أكثر من تلقى المعاناة، كذلك كانت العائلات الأخريات، لكن هؤلاء الثلاثة فقدوا أقرب الأحباب إليهم في الحرب قبل 55 سنة، لذا لم يكن من السهل عليهم القبول بهذه السهولة. حتى الآخرين قد عانوا من خسائر كبيرة، لكن هؤلاء الثلاثة فقدوا أقرب الأشخاص لهم بالدم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث الرئيس تشارلي "على عكس عائلة غرين التي خانت عائلة كريمزون آنذاك و انقلبت عليها ثم حاولت إبادتها، فنحن كنا في حرب مع قبائل الوحش النائم، و من الطبيعي أن يموت المحاربين بها، حتى أنا لن أنسى، لكنني سأخمد تلك الأحقاد للوقت الحالي، فكما مات أحبابنا، كذلك مات أحباب العدو"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد باسل، موت الأحباب شيء لا يطاق، لكن يجب عليه تحجير قلبه و رؤية الأشياء مع حكمه عليها من دون ترك مشاعره تتدخل بذلك، هكذا سيكون قادرا على تحقيق هدفه، فما يحركه أيضا هو حبه للأقربين له، و لو لم يكونوا من البداية لما أزعج نفسه بكل هذه المشاكل و أكمل حياته في هدوء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بعدما رتب مشاعره التي اختلطت عليه قليلا "هذا مؤسف للبعض منكم، لكننا كلنا من عالم واحد، و إن كانت طبيعة قبائل الوحش النائم الحقيقية جيدة، فلا شك أنهن سيكُنْن ذوات فائدة كبيرة نظرا لقدراتهن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توجه باسل نحو الخارج بعدما أنهى كلامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحسر الكبير أكاغي على هذا الموقف، لقد نجا أفراد عائلته من الموت عبر الحماية التي تلقوها من العشيرة القرمزية، لكن لم يكن الشيء نفسه للآخرين، مات مئات الآلاف في تلك الحرب مما خلف أثارا سيئة جدا. أصبح من المحرم ذكر اسم قبائل الوحش النائم بأي طريقة جيدة، انتهت جميع التعاملات معهن و أصبحن مكروهات من العالم بأكمله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان أفراد قبائل الوحش النائم يتميزون ببنيات جسدية خارقة يقال أنها وحشية، *** عادي من أي قبيلة له بنية جسدية تعادل تلك التي لدى ساحر من المستوى الأول، و قُدِّر عدد القبائل بـ40 إلى 50. اقترب عدد أفراد القبيلة الواحدة للعشرين ألف، و يختلف هذا العدد من قبيلة لأخرى إما بالازدياد أو الانخفاض. كل أفرادها اشتركوا في ميزة واحدة، و هي السحر الذي يمتلكونه، سحر التحول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>امتدت الأراضي التي تعيش عليها قبائل الوحش النائم لآلاف الأميال، حيث كانت تمتلك أراض من كلا إمبراطوريتي الشعلة القرمزية و الأمواج الهائجة، و هذا ما كان يجعلها نقطة اتصال و تواصل بين الإمبراطوريتين تجاريا و كانت تعتبر كقوة رابعة مع أنها لم تصل لمستوى القوى الثلاث الأخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كان المكان الذي تعيش به يسمى بوكر قبائل الوحش النائم لاحتوائه على عدة مناطق محظورة مفترقة بمسافة قليلة بداخله. لذا كان وكرهن عبارة عن مكان مناسب للتدريب و يستهدف من العديد من السحرة، فهو كمنطقة محظورة مأهولة. فضّل السحرة ذلك المكان لقرب المناطق المحظورة التي تحتوي على كنوز و وحوش قوية من بعضها البعض و من أماكن مأهولة من البشر ليكونَ في استطاعتهم استعادة طاقتهم في أي وقت أرادوه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد الحرب، قامت قبائل الوحش النائم بوضع حدود حول وكرها مغلقة بذلك عن نفسها تماما عن العالم الخارجي، و لم يعلم أي أحد عنهن أي شيء طيلة هذه المدة كما لا يعلمن هنّ أيضا عما يحدث خارج وكرهن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يرض الكثير على ما يحاول باسل فعله، لكنه قال أنه سيقوم بالأمر مهما حدث، و معارضتهم لذلك لن تغير أي شيء، لذا من تكلم مبديا عن رأيه تكلم، و من لم يفعل اكتفى بترك الأشخاص الذين سبقوه في إبداء رأيهم المماثل للخاص به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل خروج باسل سأله الكبير أكاغي عن وجهته بما أنه تحدث عن بعض الأعمال، فأجابه باسل "سأذهب لقصر عائلة كريمزون القديم، فلقد أصبح كما تعلمون معقلا للتشكيل، و هذا الأخير لديه اختبار قبول لأعضاء جدد حاليا، لذا سأذهب لأستكشف بعض المواهب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهم الكبير أكاغي، فهو يعلم عن الاختبار، لكنه سأل باسل لأنه لا يعرف إلى أين سيذهب فقط. حدق الكبير أكاغي في باسل ثم التف لأنمار و سألها إن كانت ستذهب مع باسل أم لا، فردت عليه أنمار بالرفض، و أخبرته أن لديها بعض الأعمال التي تركها باسل لها لإنهائها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل بينما يفكر بداخله مبتسما "كما أن هناك شخص مثير للاهتمام قد سبق و أن رأيته قبل أيام يجب علي الالتقاء به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل الكبير أكاغي انمار التي بجانبه بعد مغادرة باسل "أتعلمين لِمَ أشرك حليفنا باسل الرئيسة موراساكي مع الأشخاص الذين يثق بهم مع أن علاقته بها ليست بتلك القرب كالتي بينه و بين لآخرين؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الرئيسة موراساكي لا زالت غير مصدقة للأمر، فهي الآن غارقة في أفكارها محاولة فهم مقصد باسل من ثقته بها. لكنها لم تعرف مهما بحثت في عقلها، لم تفعل شيئا يجعل باسل يضع فيها نفس الثقة التي وضعها بالآخرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت أنمار في الكبير أكاغي و ابتسمت ثم قالت "إنه سهل، شخص مثلها، وضّح له أنك تثق به و ستجده يسعى بكل ما يملك ليواكب تلك الثقة التي وضعتها به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت أنمار شارحة الأمر الذي لم يفهمه الكبير أكاغي. لم يكن هناك أي شخص آخر غيرها يعلم بشخصية باسل جيدا و يفهمها أكثر منها. و برؤية الكبير أكاغي لأنمار تجيب عن سؤاله بكل سهولة، سأل مرة أخرى متوقعا جوابا آخر "إذا أيمكنك أن تفسرين لي الخدعة وراء ما فعله باسل حتى استطاع إقناع الرئيس هوانغ بالقيام بالوعد الذهني الروحي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الكبير أكاغي بها بتلهف، أراد أن يشبع فضوله، كما يقولون، فضول الإنسان لا حدود له. و في الجانب الآخر، ابتسمت أنمار و قالت "لقد طبق خدعة بسيطة لا غير. جعل الرئيس هوانغ يخرج كلمات الولاء من فمه بتصرفه الطفولي، ثم حاصره في الزاوية بذكره الوعد الذهني الروحي. غالبا أي شخص عندما يجد نفسه في مثل ذلك الموقف سوف يخضع. و كبهارات، جعل الوعد الذهني الروحي بسيطا جدا، هكذا، سيشعر ذلك الشخص كما لو أنه قد أنقِذ و أعفِيَ عنه، مما سيجعله يشعر بأنه مدين للآخر نوعا ما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلع الكبير أكاغي ريقه، إن هذا حقا لفن في الخداع. لكن ما جعل الكبير أكاغي مندهشا ليس ما فعله باسل، بل كشف أنمار لذلك بكل سهولة و تكلمها عنه مشيرة له بالخدعة البسيطة، هذا كان رهيبا للغاية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد ثم تكلم بصوت مرتفع موجها حديثه للحاضرين أجمع "حسنا، سنتكلم عن كيفية بدئنا في نشر للإكسيرات"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر الاجتماع، كما استمر باسل في تحركه عن طريق العربة التي يقودها الخيل الملكي بينما يحدق في الآفاق مستمتعا بالمناظر مع عضه لجزرة حلوة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(قصر عائلة كريمزون سابقا و معقل التشكيل حاليا)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اجتمع عشرات الآلاف من الأشخاص بالساحة الخارجية أمام منصة ضخمة، كانت المنصة عالية و مرتفعة و مدعمة بالسحر، و في وسطها، كان هناك عرش فخم كما لو أنه للإمبراطور. بينما كان الجميع ينتظر المنظمين ليظهروا، كانت أبدانهم تقشعر من الحماس، الخوف، كل أنواع المشاعر شغلت الساحة الخارجية بسبب الحشد المجتمع بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اليوم هو يوم اختبار القبول الذي وضعه التشكيل، أصبحت لهذا الأخير شعبية كبيرة في كامل الإمبراطورية، و أصبح أي ساحر بدون أصل ينوي الانتماء يريد الانضمام للتشكيل، فقد عرف هذا الأخير بإنجازاته المذهلة بقيادة قاتل الدم القرمزي، و أصبح حاليا أشهر جيش في الإمبراطورية و الأكثر إقبالا لطلبات الانضمام. لذا بعد ازدياد عدد الطلبات، أقيم هذا الاختبار، و بعدما انتشر خبر هذا، أتى جميع الأشخاص من جميع أنحاء الإمبراطورية قاصدين التأهل ليصبحوا جزءا من التشكيل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت هناك العديد من الأقاويل تمر من بين الحشد المنتظر "هل سيظهر قاتل الدم القرمزي؟ ماذا إن فعل؟ لن أعرف ما الذي يجب علي فعله عندها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح اسم قاتل الدم القرمزي اسما ثاقبا و مهيبا للغاية في جميع أنحاء الإمبراطورية، و حاليا، لم يعد يقتصر على الإمبراطورية فقط و إنما انتشر بالعالم أجمع، و بالطبع إنجازاته صاحبت اسمه مخلفة بذلك آثارا عميقة من الرعب و الفزع بسامعها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم شخص واثق بنفسه "أليس مجرد جنرال قد ظهر حديثا و قاد الحرب ثم صادف أن ربحها، ليس بذلك الشيء الكبير لتخافوا هكذا، فبعد كل شيء، إنه مجرد بشري"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم بعض الأشخاص موجهين أصابعهم و نظراتهم إليه "إنه الساحر المنفرد سولو، لقد أتى أيضا، لم أتوقع هذا، إنه ساحر بالمستوى الرابع و يقال أنه لا يشترك في أي مجموعات أبدا و يقاتل منفردا، يقال أنه نجى من السلاسل الجبلية الحلزونية لشهر كامل من دون الخروج منها، انضمام شخص مثله يوضح لك فقط كم هو هذا التشكيل مذهل و ثاقب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت الهمسات، بعضها عن قاتل الدم القرمزي و توقعاتهم عنه، و بعضها عن الشخصيات المذهلة التي أتت لتجتاز الاختبار، و بسرعة، كثُر عدد المشاهدين و المراقبين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اجتمع الحشد المقصود به اختباره بالساحة الخارجية، و جهزت حلبة دائرية بقطر يصل للثلاثين متر من أجل المعارك التي ستقام داخل كولسيوم، كما وصل عدد المتفرجين للآلاف و في ازدياد، كما كانت هناك رهانات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الحلبة التي بنيت قبل أيام بجانب الساحة الخارجية، و حولها، كان يوجد آلاف المشاهدين بالفعل، بعضهم أتى قاصدا التمتع بالقتالات، و بعض آخر أتى ليجني بعض الأرباح من الرهانات، كما تواجد بعض المراقبين من الظلال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من بين هذا الحشد المجتمع بالساحة الخارجية، كانت هناك مجموعة عادية يتحدث أعضاؤها فيما بينهم. تكلم الشخص الذي بدا كقائد لهم "يا أبهم، لقد قلت أن أختك قد انضمت للتشكيل قبل شهور عندما بدأ تكوينه، إن كانت أختك الجبانة قد انضمت للتشكيل، فلا يمكن ألا نستطيع نحن، أليس كذلك؟ هاهاها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك الأشخاص الآخرون كما تكلم الشخص الذي وجه الكلام إليه ذو الاسم أبهم مع حكه لرأسه "هيهيهي، معكم حق، أتمنى أن يُقبل شخص جبان مثلي أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم شخص آخر من المجموعة "يا لكما من أخ و أخت، كيف لكما أن تكونا متشابهين هكذا، حتى شخصيتكما متطابقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل آخر "كيكيكيكي، معك حق، عائلة من الجبناء، كيف لهذا أن يحدث حتى؟ يا له من أمر عجيب، كيكيكي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك الجميع فيما بينهم و استهزؤوا بذلك الشخص ذو الاسم أبهم. و فجأة، أضيف لأصواتهم صوت ضحك آخر مما جعلهم يتساءلون عن مصدره فإذا بهم يجدون فتى يناهز الخامسة عشر يضحك معهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فإذا بقائدهم يعبس و يتكلم "أنت، ما الذي تحاول فعله؟ نحن نضحك فيما بيننا، لم يجب على غر مثلك أن يتدخل و يحاول مزج نفسه معنا؟ إنك مصدر إزعاج، اغرب عن هنا قبل أن تلقى مصرعك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف أبهم ليرى من هذا الفتى، فإذا به يجده نفس الفتى الذي التقى به قبل أيام حتى أنه نطق من دون أن يشعر "أنت، باسل ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم ! " استغرب البقية فحققوا في وجه باسل و تذكروا فتكلم شخص منهم "أنت، ألست أنت هو الشخص الذي تحدث معه أبهم قبل أيام؟ ما بك؟ أتلحقنا أم ماذا؟ هل تنوي إدخال نفسك بمجموعتنا بتقربك لنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أهمل باسل سؤاله و لم يجب كما فعل لسؤال الشخص الأول و تهديده له، و بدل ذلك وجه كلامه لأبهم "لقد أخبرتك أننا سنلتقي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق فيه أبهم بغرابة ثم عقد حاجبيه قبل أن يقول "آه، لقد كنت محقا" بقي أبهم يفكر في أمر ما، هذا الفتى قدم نفسه سابقا على أن اسمه باسل، و بغرابة شك فيه بأن يكون قاتل الدم القرمزي نفسه، حتى أن شكه قد ازداد بعدما أخبره باسل أنه سيلتقي به طالما سيذهب لاجتياز اختبار قبول التشكيل. حتى هو ظن أن هذا مستحيلا بعد فترة من التفكير، فكيف لفتى صغير أن يكون قاتل الدم القرمزي ذاك ! ؟ هذا جنون فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، بعدما وجد باسل مختلطا بالحشد، تبددت شكوكه تماما، و فهم الأمر، باسل أيضا ينوي اجتياز الاختبار، لذا قال مثل ذلك الكلام. ضحك أبهم على نفسه لتفكيره بمثل ذلك الأمر، تكلم بعدما اتضحت الفكرة في رأسه "هل أتيت أيضا لاجتياز الاختبار؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بجانب أبهم، كان الشخصان اللذان سألا باسل سابقا يهتزان من الغضب لتجاهله لهما، فتى مثل هذا غض بصره و سمعه عنهما كما لو أنهما حشرتان، فكيف لهما أن يبقيا هادئين؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مع وجود ابتسامة على وجهه "آه، ليس لاجتيازه و إنما..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قاطعه ذانك الرجلان بانقضاضهما عليه "أيها الصعلوك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل و أحكم قبضته ثم قال "يا له من إزعاج"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل قليل، في قاعة ما، تكلم شخص يرتدي درعا فضيا مخاطبا أربعة أشخاص آخرين "أيها الرفاق، لقد قال لي سيدنا أنه سيأتي و أن نبدأ عملنا من دون انتظاره، لنذهب" بعد انتهاءه التف و تحرك، فتبعه الأربعة المرتدين لدروع فضية أيضا متبعين خطواته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاليا، عندما حاول باسل توجيه لكمته للرجلين المنقضين عليه، توقف فجأة كما فعل الرجلان، و هذا كان بسبب الصوت المنبثق و المرتفع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>[انتباااااااه]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وجه الجميع أنظارهم نحو المنصة حيث ظهر خمسة أشخاص يتقدمهم واحد منهم يرتدي درعا فضيا و يحمل مكبر صوت. كل شخص بلع ريقه عندما شاهد هؤلاء الخمسة، و برؤيتهم للدروع التي يرتدونها، اقشعرت أبدانهم كما تحمسوا كثيرا، مع وجود بعض المتوترين و المشوشين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث ذلك الشخص الحامل لمكبر الصوت "أمامكم تورتش من تشكيل القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، و الذي أصبح مؤخرا الجنرال الأعلى، اليوم سنقدم اختبارا أوليا سيتأهل به مجموعة صغيرة فقط من عشرات الآلاف التي حضرت، 1000، هذا هو العدد الذي سيجتاز هذا الاختبار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم العديد من الأشخاص من التصريحات التي ذكرت كلها مرة واحدة، أولها هو تورتش الذي ذاع صيته مؤخرا كقائد قادة التشكيل، عرف بشعلة التشكيل حيث محى المئات من الجنود في الحرب السابقة بناره الحارقة، و برؤيته بالدرع الفضي، بلعوا ريقهم و فهموا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إنه في مستوى جنرال"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتشرت الكلمات فيما بينهم "إذا لا بد من أن كل أولئك الأشخاص الذين وراءه في مستوى جنرال أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"انتظر، إذا أولئك هم قادة التشكيل المشهورين ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتعد الجميع من هذا الأمر، قادة التشكيل لوحدهم في مستوى جنرال ! فما بالك بسيدهم و رئيسهم؟ لقد انتشرت بعض الإشاعات عن كونه بالمستوى السابع، و بعد مشاهدتهم لقادة التشكيل، تأكدت لهم هذه الإشاعات و أصبحت حقيقة، لكن هذا كان الشيء الأول الذي أبهرهم. بعدها، أتى التصريح الثاني، قاتل الدم القرمزي و القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية قد أصبح الجنرال الأعلى !</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا الأمر كان الشيء الأكثر صدمة، الجنرال الأعلى، الوجود الذي يأتي بعد الإمبراطور مباشرة في السلطة، كم كان هذا مهيبا و رهيبا يا ترى؟ لكن بعد رؤيتهم لمستوى قادة التشكيل، فهموا الأمر نوعا ما، لا شك في أن الجنرال الأعلى باسل عبارة عن شخصية عظيمة، لديه تحت إمرته خمسة أشخاص بمستوى جنرال، كيف لهم ألا يصدموا من هذا؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أما عن تصريح عدد الذين سيجتازون الاختبار، فلا أحد منهم علق على ذلك الأمر بسبب التصريحين اللذين سبقاه، فالصدمة الناتجة عنهما أنستهم الكلام الذي أتى بعدهما تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما تحدث تورتش، توقف الرجلان عن محاولتهما مهاجمة باسل و ركزا على الأخبار الثاقبة التي يشهدونها، حاليا، كانت مجموعة أبهم قد نست باسل بالفعل و فتحوا أفواههم فقط كالآخرين من شدة الصدمات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، أبهم كانت صدمته مختلفة نوعا ما، لقد صدم بالفعل من هذه الأخبار، لكن كان هناك أمر ثان جعل عينيه تهتزان و ذقنه يصل للأرض، حدق في اتجاه واحد بينما يخرج كلمتين بكل صعوبة غير مصدق لما يشاهده "أختي الكبرى ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم ! " حدق به باسل بعدما سمع ما قال، ثم وجه نظره للاتجاه الذي يوجه أبهم نظره إليه، فوجد أن أبهم ينظر للمنصة كباقي الأشخاص، لكن كان نظره مركَّز على شخص واحد فقط من بينهم. و بعد لحظات، أدرك باسل ما يحدث فإذا به يتفاجأ أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمشاهدة الشخص الذي قصده أبهم بكلامه، تذكر باسل كلامهم الذي ضحك عليه سابقا (إن كانت أختك الجبانة قد انضمت للتشكيل، فلا يمكن ألا نستطيع نحن، أليس كذلك؟). تفاجأ باسل حقا، لكنه هدّأ من نفسه ثم ابتسم و قال "إن العالم صغير حقا" و ابتعد عن المكان الذي كان به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في حين، بقي أبهم يشاهد ذلك الشخص الذي بالمنصة غير مصدق لما يراه حتى الآن، و بعد لحظات، تكلم شخص من مجموعته بنظرة استغراب "همم ! شخص من أولئك القادة يبدو مألوفا لي نوعا ما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تساءل واحد منهم "ها؟ كيف لك أن تعرف واحدا منهم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس ذلك الشخص و قال "هذا..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الآخر "إنك تحلم فقط، يبدو أنك تحاول القول أنك تعرف واحدا من القادة كي تظهر بشكل رائع، هيهيهي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آآآآه" صرخ ذلك الشخص بشكل مرتفع جاعلا باقي أشخاص المجموعة يتفاجؤون</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التفوا كلهم نحوه و تكلموا "ما بك؟ هل جننت من قوة الصدمات التي اختبرتها مرة واحدة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال ذلك الشخص بتلعثم غير قادر على إخراج الكلمات بشكل صحيح "إ-إنها... إنها شي يو"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم ! " استغرب الجميع ثم قال قائدهم "ما بالك تتفاجأ هكذا؟ لقد قالت أنها من التشكيل، فليس من المفاجئ رؤيتها بالأنحاء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باقي الأشخاص صدموا بعد صراخ ذلك الشخص، يبدو أنهم أدركوا ما يتحدث عنه، لكن الوحيد الذي لا زال لا يعرف ما يحدث هو قائدهم، فإذا بذلك الشخص ينكزه بإصبعه بينما يقول "انظر للفتاة التي بالمنصة جيدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس قائدهم و التف بينما يقول "يوجد هناك القادة فقط، ما الذي... شي يو ! " صرخ بهذا الاسم أيضا بعدما رأى تلك الفتاة و أدرك ما يحدث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أداروا رؤوسهم ببطء شديد لجهة أبهم ثم انقضوا عليه "أنت، أيها الأبهم، ما الذي يحدث هنا؟ لما أختك تقف مع قادة التشكيل؟ و لماذا ترتدي درعا لا يرتديه إلا الجنرالات؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هزوا جسد أبهم بشدة و الذي لا زال غارقا في أفكاره، كيف له أن يعلم؟ حتى الآن لا يزال مصدوما هو الآخر. أخته الجبانة تقف أمامه في مستوى بعيد عما تخيله. وصلته رسالة منها قبل شهور تقول فيها أنها انضمت لقوة خاصة بعائلة كريمزون. فيما بعد، علم أن هذه القوة هي التشكيل، لكنه في اعتقاده أنها مجرد جندية فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أنت، ما الذي تحاول فعله بدفعنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"عد للخلف أيها الغر و قف هناك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لما صعلوك مثلك يحاول الوقوف أمامنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تذمر بعض الأشخاص و انتشرت الشكاوي من شخص ما، و بعد قليل، ازدادت حدة هذا الأمر أكثر و بدأ العديد من المتقدمين للاختبار يصيحون "سنقتلك أيها الفتى، احترم كبارك و إلا لن تعيش طويلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلب هذا الأمر انتباه العديد من الأشخاص، و بعدما حدقوا في المنصة و الواقفين عليها لمدة كافية، التفوا ناحية الضوضاء ليعرفوا من سبب كل هذا الصداع، و من الشخص الذي يتجرأ على ألاّ يكون مهذبا في حضرة قادة التشكيل؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بالطبع، مجموعة أبهم كذلك كانت من بينهم. و أبهم الذي كان في صدمة، استفاق فجأة و حدق في الجهة التي تأتي منها الضوضاء، و في الحال رأى باسل في وسطها و كان من الواضح أنه المتسبب فيها، كما كان العديد من الأشخاص يحيطون به موجهين نية قتلهم نحوه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ما الذي يفعله؟" قالها أبهم بداخله. لقد كان باسل قبل قليل بجانبه، و من دون أن يدري، وجده قد أثار بعض المشاكل في مكان آخر مرة أخرى، ألا يمكنه أن يضع قدما في أي مكان من دون أن يكون أعداءً؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم قائد مجموعته "أ هو ذلك الصعلوك مرة أخرى؟ هل يجلب المتاعب أينما حل؟ يا له من داهية حقا ! لكن يبدو أن هذه هي نهايته، لقد نسيت أمره لكني بما أنني تذكرت الآن اشتعلت من الغضب مرة أخرى، سيكون من المريح إطفاء غضبي بتمتعي بمشاهدتي لمعاناته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح عدد الأشخاص الذين اجتمعوا حول باسل يصل للعشرات و في ازدياد، و كلهم لم يعجبهم أسلوب ذلك الفتى. من أتى متأخرا وقف بالوراء فقط و لم يحاول تجاوز عشرات الآلاف ليصل للأمام. لكن هذا الفتى بدأ يدفعهم واحدا تلو الآخر من أجل صنع ممر له مكونا العداوة كل طريقه إلى هنا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هناك عشرات الآلاف من السحرة هنا، و مستوياتهم مختلفة، لكن يوجد جميع المستويات من الأول للخامس، بالطبع سحرة المستوى الخامس كانوا نادرين، و فقط بوجودهم هنا استطاعوا جلب الأنظار إليهم، انتقلت الأنظار بعد ذلك للمنصة، لكن حاليا، تحولت الأنظار إلى فتى صغير مما جعل البعض غير مسرور</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صاح واحد من المحيطين بباسل و الذي بدا كساحر مخضرم مقارنة بالذين يقفون بجانبه، لذا تكلم نيابة عنهم "قيامك بهذا الأمر الجريء لأمر مدهش حقا، أظننت أنك ستمر بسلاسة من دون أن تواجه أي مشاكل أم ماذا؟ أنت لست لم تحترمنا نحن كبارك فقط، بل و أحططت من قيمة قادة التشكيل المكرمين، لا يجب أن تفلت بسهولة، يجب أن تتلقى عقابا مناسبا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بعدما تنهد "كيف يمكن أن أكون قد أحططت من قيمة قادة التشكيل بمروري من بينكم أنتم؟ يمكنني فهم لما أخذتم عبوري من خلالكم كتقليل من شأنكم، لكن إدخالك لقادة التشكيل بهذا الأمر لشيء غبي، أتحاول كسب تأييدهم بفعلك هذا؟ لقد مررت فقط، هذا كل ما فعلته، سأحترمك عندما تحترمني، و لن أفعل أي شيء تجاهك طالما أبقيت تحركاتك تجاهي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ساكنة، و كلكم هنا متقدمين للاختبار، و بافتراض أنني متقدم مثلكم، يعني أنني بنفس مرتبتكم، فكيف لي أن أكون عندها قد أهنتكم؟ لو أردت كبش فداء، فاختر بعناية، و إلّا صادفت يوما ما ذئبا في وبر خروف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صمت المحيطين الذين كانوا يتذمرون للحظات قبل أن يصرخوا "يبدو أنك تعرف كيف تتكلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رد باسل في الحال قبل أن يكمل ذلك الشخص كلامه "نعم، على ما أذكر بذاكرتي التي لا تنسى، فلم يسبق لأحد أن هزمني في جدال بالكلام حتى الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ازداد غضب ذلك الشخص، كما ارتفع ضغط ددمم الآخرين أيضا و انقضوا عليه كلهم مرة واحدة "سنعلمك درسا أو اثنين أيها الشقي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عشرات من الأشخاص كلهم رموا أنفسهم على الفتى الصغير، لو رأى شخص ما مثل هذا المنظر من دون أن يعرف ما حدث، فسوف يرى الأمر على أنه جنون فقط. مجموعة من السحرة يقومون بالتعاون ضد فتى كهذا ! لكن غضبهم تجاهه أنساهم ما هو الشرف مؤقتا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم قائد مجموعة أبهم "و أخيرا سيلقى مصرعه، كيكيكي، فليواجه ما يستحقه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما أبهم، فلم يفهم ما سبب تحركات باسل هذه، لما احتاج أصلا أن يتقدم للأمام؟ يجب أن يكون بعلمه أنه سيجذب انتباها غير ضروريا بفعله لذلك فقط !</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آه" خرجت صرخة من ناحية باسل جاعلة الكثير يخرج تنفسا من الراحة كما لو أن ثقلا قد زال من على صدرهم، فقط برؤيتهم لغرور ذلك الفتى أرادوا له الموت، في عالم يطغى القوي على الضعيف، وجود مغرور ضعيف هو أسوء شيء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، و على عكس ما اعتقده الكثيرون، لم تكن تلك الصرخة آتية من فم باسل، و إنما في الحقيقة كانت لذلك الشخص الذي عارضه و انقض عليه أولا. عندها شاهد الجميع شيئا غريبا يحدث أمام أعينهم، بتحليق الأول في السماء متقيئا للدماء، تبعه الثاني و الثالث... و الأخير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل من هاجم باسل و الذين وصل عددهم للعشرات، أصبحوا مرتفعين بالسماء كما لو أنهم تعرضوا لهجوم من قوة غاشمة، و بالطبع، كان من الواضح أن من سبب لهم هذا هو اللكمات الآتية من يدي ذلك الفتى الذي فجأة أصبح الجو المحيط به ثقيلا، و بدا كما لو أنه ذئبا قد أزال وبر الخروف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل شخص صدم بعدما تعرض كل أولئك السحرة لمثل هذه الهزيمة الغير متوقعة بتاتا، فأغلبهم كان ساحرا بالمستوى الثالث، فكيف لفتى مثل هذا أن يكون باستطاعته مجاراتهم؟ لا بل حتى التعرض لانقضاضهم و النجاة منه؟ فما بالك برد هجومهم بواحد أقوى من خاصتهم جاعلا إياهم غائبين عن الوعي. رموا بأجسادهم التي يفتخرون بها عليه، فإذا بهم يجدونها تحلق في السماء من دون معرفة سبب ذلك حتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تُرِك الجميع في حالة من إعادة التفكير، حتى مجموعة أبهم كاد أن يتقيأ أعضاؤها الدماء، القائد و الشخص الذي رافقه في الانقضاض على باسل سابقا، قام عقلاهما مباشرة بتذكيرهما بتلك اللحظة، و جعلاهما يفكران في احتمالية ما كان سيحدث لولا تحدث تورتش الذي أوقفهما عن السعي وراء موتهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، أنتم مستبعدون" تكلم ذلك الفتى موجها كلامه للأشخاص الذين ضربهم و استبعدهم من الاختبار الذي أتوا من أجله كما لو أن لديه الحق في ذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد كان من المفاجئ جدا ظهور شخص بهذا السن و بهذه القوة حقا، لم يعلم أي أحد ما الذي يحدث و بقوا ساكنين فاتحين أفواههم و أعينهم محاولين استيعاب ما حدث جيدا. لكن تصرفه الأخير زاد الطين بلة، فقط ما هي نية هذا الفتى بتصرفاته هذه؟ تقريره المقصي من غيره، هذا شيء يستطيع فعله فقط قادة التشكيل الحاضرين هنا و المخول لهم بذلك من طرفهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد الصمت الطويل الذي تبع كلمات باسل، تكلم أحد ما أخيرا كاسرا إياه، هذا الشخص كان تورتش الذي نزل من المنصة الضخمة و تساوى بالارتفاع مع المتقدمين للاختبار. و هذا الأمر جعلهم يغرقون في بحر من الرعب، لقد نزل القائد تورتش بنفسه ليتكلف بالأمر، لا شك أنها نهاية هذا الفتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتقلت الهمسات من بين الحضور "لا أعلم عن سبب قوة ذلك الفتى الغريبة، لكن الآن بأخذ القائد تورتش زمام الأمور، فلن يستطيع ذلك الغر فعل ما يحلو له بعد الآن، فبعد كل شيء، الجنرالات بالمستوى السادس و الذي يعتبر وجودا لا يقهر في العالم ضد المستويات التي تقع أسفله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم البعض عن ما سيحدث و توقعوا عقوبة باسل "قد تكسر عظامه و يرسل عائدا بسبب تصرفاته هذه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم أحد آخر "لا، قد يتعرض لحجز مؤقت حتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في هذه الأثناء، استمر تورتش بالتقدم من خلال الممر الذي صُنِع له بابتعاد المتقدمين للاختبار عن طريقه، كل شخص منهم استمر في التحديق به، حتى الآن لا يزالون متحمسين للغاية بشأن مستوى قادة التشكيل، هذا يعني ازدياد قوة إمبراطوريتهم أكثر، خمس جنرالات مرة واحدة عبارة عن إضافة لا يمكن اعتبارها بالعادية أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهموا كيف لأشخاص لم يُعرفوا إلا قبل شهور أن يصلوا لمستوى جنرال ! لكن الشيء الذي لا يفهمونه غير مهم حاليا، بل المهم هو أنهم سيدخلون لجيش عظيم لو استطاعوا اجتياز الاختبار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدرعه الفضي المتلألئ، اقترب تورتش من باسل بنظرة جدية جعلت كل واحد يتملكه شعور حاد كرياح باردة صعدت مع ظهورهم العارية، كنزول قطرة ماء باردة جدا على رقابهم الساخنة، مما تسبب لهم في قشعريرة غير سارة، بسبب هذا، لم يسعهم سوى التحسر على مصير ذلك الفتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الجانب الآخر، كان الفتى هادئا جدا على عكس ما توقع الآخرون منه، حتى في حضرة القائد تورتش الذي بالمستوى السادس لا زال الفتى محافظا على رزانته و رصانته. لكن هدوؤُه هذا تسبب في ضحك الحضور عليه فقط، فإن لم يقم بردة فعل طبيعية كالخوف من شخص بمستوى جنرال يتقدم نحوه بنظرة حادة كتلك، فهو ليس سوى غبي فقط، و غالبا أعمال الغبي تلاقي ردودا مثل الضحك و الازدراء، لذا ضحك الجميع عليه فقط، و البعض منهم ازدراه على غروره الناتج من غباوته و الذي سينتهي بعد قليل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا، وقف القائد تورتش أمام الفتى باسل و نظر إليه بنظرة جدية، كل شخص اعتقد أن القائد تورتش يحدق بالفتى هكذا لغضبه منه و عدم رضاه عن تصرفاته، لكن فجأة، حدث أمر جعل كل ما سبب صدماتهم السابقة يبدو خفيفا على القلب، حتى أن هناك العديد منهم فشلت أرجله و لم يعد يستطيع تمييز الصحيح من الخطأ، أو الواقع من الوهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمام أعين الكل، و على عكس توقعاتهم كلها، نزل القائد تورتش على ركبة واحدة مع حفاظه على إحناء رأسه و تكلم بلهجة تصل لأقصى درجات الاحترام "مرحبا بك يا سيدي باسل، لقد بدأنا كما قلت لنا، لكن بما أن أنك أتيت، لما لا تترأس هذا الحدث بنفسك؟ ستكون فرصة جيدة لإعلان هويتك حتى لا تتعرض لمثل هذا الإزعاج مستقبلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>القائد تورتش بنفسه، الذي وصل لمستوى الجنرال، ساحر المستوى السادس العظيم، بكل إخلاص و احترام، يعامل فتى يناهز الخامسة عشر كما لو أنه سيده المطلق، ماذا يمكن أن يطلق أي شخص على هذا غير 'الجنون'؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، حتى بقية القادة الأربع نزلوا و انضموا لقائدهم تورتش في ما يقوم به مع صياحهم "مرحبا بسيدنا باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فجأة، تكونت صورة غير قابلة للتصديق أبدا، خمسة أشخاص بمستوى جنرال منحنين لفتى صغير، يا لها من صورة لا تجدها سوى في حكايات الأساطير ! لم يستطع أي أحد أن يفهم ما يحدث هنا. لكن شخص من الخلف، في البعيد عن مكان الحدث كان قد بدأ يدرك ما الذي يحدث بالضبط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذا الشخص كان أبهم الذي راودته شكوك وصفها فيما سبق بالمجنونة فصادف أن وجدها حقيقية، و ارتعد جسده كما اهتز كثيرا قبل أن تخرج تلك الكلمات من شفتيه اللتين تلتقيان و تفترقان بسبب الارتعاد مع مرافقة ذلك أصواتُ أسنانه التي تلتقي ببعضها مرارا و تكرارا بسرعة كبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"قاتل الدم القرمزي باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ بهذا الاسم فسمعه من استطاع مسببا لهم بذلك تذكر ما نادى قادة التشكيل به ذلك الفتى، و بسرعة أدركوا و استوعبوا أخيرا، فاتضحت لهم الصورة الكاملة، كما استطاعوا تمييز الواقع من الوهم من جديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتشر هذا الاسم من بين الحضور بسرعة الضوء جاعلا كل شخص يرى الصورة جيدا، ففشلت ركاب العديد كما صرخ الجميع بذلك الاسم "قاتل الدم القرمزي باسل ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان صياحهم يمكن سماعه من مئات الأمتار بكل سهولة، مما جعل معقل التشكيل يهتز بالكامل، و كلهم انتظروا شيئا واحدا بعد علمهم الهوية الحقيقية لذلك الفتى، حركة هذا الأخير القادمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا جيد" كلمتان فقط أتيتا من فمه مخلفتان بذلك آثارا من الفزع في قلوب الجميع، و خصوصا أولئك من عارضوه بوضوح قبل قليل، حتى أن بعضهم قد أراد الهروب بسرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فبعد استيعاب حقيقة أن ذلك الفتى هو قاتل الدم القرمزي ذاك، كيف لهم أن يبقوا ساكنين في أماكنهم بعدما خاصموه و أهانوه؟ فقط بتذكرهم لطريقة تعاملهم معه أرادوا الانتحار على أن يواجهوه مرة أخرى بعد اكتشافهم لهويته، لقد كان حقا ذئبا تحت وبر خروف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توترت الأجواء و ازدادت حدة الأوضاع، و أصبح هناك شيئان يطغيان على الجو المحيط، الصدمة من هوية قاتل الدم القرمزي الحقيقية، و الفزع من وجوده بوسطهم، خصوصا رعب أولئك من تعاملوا بشكل سيء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع أن بعضهم أراد الهرب، فلم يقدر، فقط بوجودهم أمام قاتل الدم القرمزي اهتزت أجسادهم من الخوف. و بعد الصراخ باسمه بشكل مرتفع، حل سكون و هدوء مخيف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في وسط هذا الهدوء، تحركت قدم باسل متوجهة نحو المنصة، فإذا بالجموع يبتعد عن طريقه. تراجعوا أكثر مما فعلوا مع تورتش و حدقوا في الفتى الذي يمر من بينهم. الإشاعات التي انتشرت عن قاتل الدم القرمزي استمرت في الانتقال مع تلقي بعض التضخمات على محتواها كما يحدث لباقي الإشاعات. و بعد إدراك هوية قاتل الدم القرمزي و إيجادها عبارة عن فتى، بث هذا الشيء الرعب فيهم، إن كان قاتل الدم القرمزي ذاك عبارة عن فتى، فلابد من أن هذا الفتى لوحش لينادى بهذا اللقب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم رجل من بين الحضور مبديا عن رأيه "هذا حقا غريب، لم يسبق لنا أن رأينا جنرالا بصغر قادة التشكيل، فما بالك خمسة منهم؟ و الآن يظهر لنا فتى يقال أنه بالمستوى السابع ! قد نكون نجهل عن شيء ما، شيء نموا به لهذه الدرجة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق بعض الأشخاص بهذا الرجل و تمتم واحد منهم بعد رؤيته "إنه ساحِت الرؤوس كوبيكيري، ما الذي يفعله هنا؟ ألم يُشَع عنه رقوده بالسلاسل الجبلية الحلزونية حاليا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تمتم ساحر آخر يبدو في منتصف العمر "معك حق، هذا عجيب، ظهور شخصيات مثله و مثل سولو الساحر الوحيد، و لقد رأيت أيضا صياد قطاع الطرق كيكان يدخل إلى هنا، يبدو أن أن اسم قاتل الدم القرمزي قد انتشر لدرجة جلب اهتمام هؤلاء الأشخاص"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم شخص آخر "بالطبع، فنحن كلنا أتينا بسبب إنجازاته المذهلة و التي لم يسبق لها مثيل، لكننا وجدنا أنه عبارة عن فتى كهذا، لنراقب ما سيفعله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركز الجميع أنظارهم على باسل الذي وصل للمنصة و التي صعد فوقها، و كذلك فعل قادة التشكيل ثم وقفوا خلفه من دون تحرك أو إظهار أية مشاعر، كالجندي البسيط الموجود في حضرة جنرال عظيم، كانت أعينهم شاخصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>برؤيتهم، مر برد قارس بين الحضور، ما الذي سيحدث الآن؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كما كان أبهم في حالة غريبة، بعد كل الصدمات التي تلقاها، لم يعد يعتقد أنه سيصدم هكذا في حياته مستقبلا. أخذ نفسا عميقا و حدق بجدية في جهة المنصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج باسل مكبر صوت ثم تكلم [يا سادة المتقدمين، كما سمعتم من قائد التشكيل، أنا هو الجنرال الأعلى باسل، رئيس هذا التشكيل، من المؤكد أن صورتي لم تنطبق مع التي كانت بتوقعاتكم و تخيلاتكم. لذا هناك شيء واحد علينا فعله، هناك بعضكم من هم غير راضين، كما أنني أريد اختبار قدراتكم في معركة حقيقية]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الجميع، كما ابتسم تورتش و بقية القادة، قالت شي يو "إن هذا يذكرني بأول مرة التقينا فيها بسيدنا، ألم يفعل معنا نفس الشيء؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم برودي "هاهاها، لا شك في هذا، يبدو أن عدد المختبَرين قد ازداد هذه المرة فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل فانسي "أوليس كذلك عدد المختبِرين؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أضاف شينشي "لا شك في هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اكتفى تورتش بالابتسام فقط و تذكر تلك اللحظات الأولى له مع سيده باسل، قام هذا الأخير بتغيير حياتهم تماما، و لا واحد منهم كان يتوقع أنه سيصل لهذا المجد يوما، هكذا سيكون فخرا لعائلته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتظر الحضور باسل ليكمل و قد فعل [الاختبار بسيط و سهل الاستيعاب، سيكون هناك قتال بين طرفين]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحمس الحضور، ليس هناك ما هو أفضل من القتال لإثبات قدراتهم، بالنسبة لهم، أي شيء آخر سيكون مزعجا فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل مع رفعه لحدة كلامه مهدئا الحضور المتحمس [فقط، سيكون الطرف الأول هو أنتم المتقدمين للاختبار كلكم، أما الطرف الثاني، فسيكون أنا و قادة التشكيل]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الجميع، فبدأ الحديث يدور بينهم "ما الذي يقصده؟ أيريد منا مقاتلته جنبا إلى جنب مع قادة التشكيل؟ كيف لنا أن نهزم سحرة من المستوى السادس؟ هذا مستحيل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مكملا شرحه [بالطبع، لن يكون شريطة أن تهزمونا، فقط عليكم النجاة و الحرص على البقاء واقفين من الألف الأخيرة، لقد سبق و أن قال لكم القائد تورتش أن من سيمر من هذا الاختبار ألف فقط، لذا كتوضيح، آخر ألف متبقية و واقف أعضاؤها على أقدامهم، أولئك سيمرون للاختبار الثاني]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تذكر البعض ما قاله تورتش عن هذا، بالفعل قد أشار له، لكن بسبب صدمتهم من التصريحين اللذين سبقاه، فقد نسوه تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، أن ينجو ألف فقط من عشرات الآلاف، و في الاختبار الأول فقط ! ما الذي يحاول فعله؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك باسل اتجاه الكرسي الفاخر الموضوع بوسط المنصة ثم جلس و وضع قدما فوق الأخرى و رفع يده ثم قال أخيرا [حسنا، فلنبدأ الاختبار]</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووش</em> <em>وووش</em> <em>وووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد انتهاء باسل، قفزت ثلاث ظلال و انقضت عليه. و في لحظة، تم اعتراض الظلال الثلاثة من ثلاث قادة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الظلال تعود لسولو، كيكان و كوبيكيري. كما كان القادة الثلاثة هم شينشي الذي أوقف سولو، و برودي الذي اعترض كيكان، إضافة لفانسي الذي دافع عن رأس باسل التي استهدفها كوبيكيري محاولا قلعها من مكانها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقت سيوفهم فخلفت موجات صوتية انتشرت عبر الساحة منقلة بذلك ضراوة مسببيها. و لم ينتهي الأمر عند هذا الحد حتى قام سولو بتفعيل سحره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بام بام بام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حرك سولو سيفه بسرعة كبيرة مع حمله لسحابة مكهربة و ألقى بالسيف على شينشي الذي فعل سحره هو الآخر و دافع بكتلة ثلجية قاسية ثم أخرج منها عدة أشواك استهدفت سولو الذي دافع بسيفه السحابي و بقي مدفوعا حتى أسقِط من على المنصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تابعا ردة فعل شينشي تجاه سولو، حرك فانسي سيفه بشكل دائري ثم كون من نفسه العديد مشوشا بذلك كيكان الذي حاول قطعه بعدة شفرات مائية، لكن كل محاولاته باءت بالفشل لإصابتها أوهام فقط، و في الأخير تعرض لركلة في وسط بطنه من واحد من العديد من فانسي الذي ظهر من حيث لا يدري فجعله يحلق لأمتار خارج المنصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما كوبيكيري، فرفع سيفه للأعلى و صرخ "مضحيا باسمي و دمي و روحي" قطع يده مخرجا بذلك دما و نقشه على الأرضية كاتبا اسمه ثم شحذ به طاقته السحرية و قال صارخا "عندما أناديك تأتي مستجيبا، لا يمكنك العصيان، و إن فعلت لك الموت، اظهر يا أيها الذئب الفضي ذو القرنين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توهج اسمه المنقوش بدمه فظهر من الأرضية ذئب فضي ضخم بقرنين. تفاجأ الحضور أجمع فتمتم واحد منه "إنه ملك الذئاب الفضية، إنه بالمستوى الخامس بالفعل، هل وصل كوبيكيري للمستوى الخامس بالفعل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحال أسرع برودي في تفعيل سحره و سحب سيفه السحري للخلف ثم استعد لأي تحرك مع شحذه المستمر لطاقته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم كوبيكيري بلهجة متأمرة "هشم جسده"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلق الذئب الفضي الذي كان بطول المترين و ارتفاع متر، كان حضوره مهيمن مع حركات سريعة للغاية، و في لحظة من اندفاعه كان قد وصل أمام برودي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح فمه و ظهرت أنيابه الحادة، و التي بدا كما لو أنها بإمكانها تهشيم الحديد كقطعة من الورق. لذا كردة فعل و دفاع عن نفسه، قام برودي و بإطلاق الطاقة التي شحذها مرة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>زووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بتوجيه سيفه نحو الذئب كما لو أنه يحاول اختراقه به، امتد حفار جليدي و استهدف جمجمة الذئب الفضي بسرعة دوران كبيرة. كان هذا الحفار مدهشا للغاية ترك القشعريرة تصعد مع ظهور الكثيرين، جعلهم يفكرون في الانسحاب من الآن، أو على الأقل الحرص على عدم مواجهته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما الذئب الفضي، ففعل طاقته السحرية و قفز في اتجاه الحفار ثم وجه جبهته التي تحمل قرنين فضيين، واحد طويل و ضخم حيث وصل طوله لثلاثين سنتمترا، و الآخر بنصف حجم الأول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في مواجهة الحفار، تكهرب قرني الذئب الفضي فتكونت صاعقة و أحاطت بجسد الذئب الفضي بالكامل مع تركيز قوة أكثر بالقرنين و تلاحم بالحفار الجليدي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ززن</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدث احتكاك شديد جعل آذان الحاضرين تُصَمّ للحظات قبل أن يتعادل الطرفين كنهاية فانفجر الحفار و ارتد جسد الذئب الفضي للخلف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن في هذه اللحظات، ظهر بسرعة خاطفة كوبيكيري خلف برودي و لوح بسيفه نحو رقبته بكل ما يملك من قوة. مما جعل برودي يسرع و يلتف دائريا في السماء مكونا قوة دفع بعد مراوغته للسيف و ركل كوبيكيري جاعلا إياه يلتقي بوحشه المستدعى و إنزالهما بذلك من على المنصة تابعين سولو و كيكان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في لحظة، كانت المنصة قد تحولت لحلبة قتال بين ثلاثة ضد ثلاثة، لكنها عادت لكونها منصة بسرعة بعد أن قام قادة التشكيل الثلاثة بإسقاط المهاجمين الثلاثة بقوة طاغية جعلت الكل يصبح مرغما على تصديق إمكانياتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي الكل فاتح لفمه، لقد حدث هذا بسرعة كبيرة جدا، لم يستطيعوا تتبع القتالات كلها مرة واحدة، مشاهدة قتال واحد كان كل ما يستطيعون فعله، و بعد انتهاء الأول، التفوا ليروا ماذا حدث في القتالين الآخرين فوجدوهما قد انتهيا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت ثلاث تلاحمات بسيطة لكنها كانت مدهشة جدا، ثلاث مواهب مدهشة ضد ثلاث أخرى بنفس القدر من الموهبة، يا لها من بداية لمعركة جنونية ! شعر الكثير بعدم وجود مكان لهم في التشكيل بعدما شاهدوا هذه القتالات القصيرة، لو كانت هذه مجرد مقدمة ! ماذا عساه أن يكون القتال الحقيقي؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الثلاثة و حدقوا بالمنصة التي بالأعلى بعدما أُنزِلوا للأسفل و ابتسم كل واحد منهم، كما لو أنهم يستمتعون بما يحدث، و بغرابة، كلهم نطقوا في نفس الوقت بنفس الجملة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد كان من الجدير المجيء إلى هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت ابتسامة سولو خالية من المشاعر، لم تكن عريضة و إنما ضيقة للغاية، كما لو أنها خرجت رغما عنه فقط. كما كانت ابتسامة كيكان مشرقة و طبيعية، لكنها نبعت من غرائز قاتلة، أما الخاصة بكوبيكيري فكانت تحمل معها نية قتل مخيفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما جلب الثلاثة الأنظار، سُمِعت تصفيقات من المنصة التي وجه الجميع نظرهم إليها ليجدوا يدي باسل هي المسؤولة عن ذلك. كما تكلم باسل بعد ذلك بابتسامة متكلفة "جيد، جيد جدا، هذا ما يجب أن يكون عليه البقية أيضا، تعلموا منهم، فهؤلاء الثلاثة هم من فهموا ما أتكلم عنه جيدا، عندما أقول لنبدأ الاختبار، فلا تحدقوا بي، لكن قوموا بما فعله هؤلاء، سأضيف شرطا آخر، من لم يتحرك سيتجه إليه قائد من التشكيل بنفسه، لذا أنصحك إن كنت تملك قدمين، فاحرص على استخدامهما، عدم استخدام أفضليات و ميزات مملوكة بالرغم من</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>احتياجك لها عبارة عن شيء غبي فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي الجميع يشاهد و بعدما استمعوا بحذر، دهشوا بقفز أربع قادة مرة واحدة من على المنصة و أحاطوا بهذه الأخيرة بجميع جهاتها، و تبقت فقط شي يو بجانب باسل الجالس على الكرسي الفاخر منتظرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدا قادة التشكيل الأربع كما لو أنهم جنرالات يحمون الملك الذي يتربع على عرشه بقلعته، و الآن بوقوفهم في الساحة و تطبيقهم لضغطهم على الحضور، اهتزت ركاب الكثيرين و سقطوا على الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بعبوس "ألم تسمعوا ما قلت؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الكثير فأكمل باسل "لقد قلت حركوا مؤخراتكم إن لم تفهموا بالطريقة الطبيعية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووش</em> <em>ووش</em> <em>ووش</em> <em>ووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحرك القادة الأربع في الجهات الأربع و استهدفوا أي شخص يقف من دون أن يتحرك، و في لحظة، اندلعت فوضى عارمة في الساحة بأكملها، أصبح هناك هاربون و مواجهون، كما كان هناك أشخاص لا زالوا غير قادرين على التحرك من شدة رعبهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هؤلاء، كانوا أول من استهدفهم قادة التشكيل الأربعة و جعلوهم غير قادرين على التحرك حقا بجعلهم يفقدون الوعي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما باسل، فوقف بمكانه و ابتسم بينما يقول "حسنا، لما لا نستمتع نحن الأربعة قليلا، أليس كذلك أيها السادة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل موجها كلامه لثلاث أشخاص صعدوا للمنصة. بعدما شرع قادة التشكيل في تصفية المتقدمين الذين لا يتحركون، أصبح طريق أولئك الثلاثة نحو باسل خاليا تماما، فكيف لهم أن يفوتوا مثل هذه الفرصة بعدما ظهرت؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما تكلم باسل مخاطبا إياهم، تكلم كيكان "لقد سمعت بليلة التطهير التي قمت بها، لذا أتيت لأرى ما معدنك، أتمنى ألا تخيب أملي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كما قال كوبيكيري "إنهم يسمونك قاتل الدم القرمزي، أتمنى أن تكون أهلا للقبك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما سولو، فقد حافظ على هدوئه من دون التكلم، و بدل ذلك بدأ يشحذ طاقته السحرية، و فعل الاثنين الآخران نفس الشيء تباعا له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بعدما وجه يده نحوهم "لديكم أسباب مختلفة، لكنها تشترك في هدف واحد، اهتمامكم بي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذ باسل وضعية قتال غريبة، وقف بشكل مستقيم من دون أن يحدث أي اعوجاج بجسده و رفع يديه، اليد اليمنى أعلى بقليل من اليسرى، لكنهما اتخذا نفس الشكل. حرّك أصابع يده الأربعة مشيرا بذلك للثلاثة ليأتوا مع قوله "أنا مستعد كليا لكم، فلتقوموا بأفضل ما لديكم، هكذا ستكونون قادرين على الخروج بأقل قدر ممكن من العظام المكسورة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الثلاثة فتحرك كيكان أولا بسرعة خاطفة و وصل سريعا أمام باسل ثم لوح بسيفه الذي جلب معه عدة سيوف مائية حادة يمكنها تقطيع الحديد بكل سهولة. عندما كان السيف متوجها، كان يحيط به عدة نسخ مائية من الأعلى و الأسفل، كما كان السيف السحري نفسه محاطا بعنصر الماء الذي تشكل كماء فعلي و دار بشكل مخيف حتى أن سرعة دورانه كانت تسمع من بعيد، كان الماء المحيط بالسيف ذو حجم رقيق للغاية و بدورانه اجتمعت الرياح حول السيف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح مدى السيف المحاط بعدة نسخ مائية منه يستطيع قتل عدة وحوش سحرية في تلويح واحد و المرور عبر الحوائط كأنها قطعة من الورق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في مواجهة الهجوم الآتي من جانبه الأيمن، تحرك باسل بسرعة خاطفة للأمام قليلا عن طريق تنفيذه لخطوات خفيفة محاولا صنع مسافة أطول بينه و بين السيف السحري ثم ركل جنب كيكان الأيمن بشكل خلفي جاعلا إياه يفقد التوازن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان يبدو الأمر من الوهلة الأولى شيئا بسيطا، لكن عند تحليله، ستجد أن ساحرا من المستوى السابع و لن يكون بمقدرته التحرك بمثل هذه السرعة و تجنب هاته الهجمة القريبة منه هكذا، و لم يقتصر الأمر على التجنب فقط، بل مواصلة التحرك بهجوم مضاد جعل هجمة العدو عديمة النفع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع ضرب جنب كيكان، انتقلت صدمة الضربة عبر جسده بالكامل جاعلة إياه يتراجع لبضعة أمتار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بعدما أعاد وقوفه على نفس الوضعية التي اتخذها بالأول "الخطوة الأولى : قيادة الرياح"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شهق و زفر باسل بشكل متواصل. حدق فيه كيكان و الآخران بشكل مستعجب، ما الذي فعله قبل قليل؟ لقد كانت خطواته غريبة للغاية، لم يفهموا ما حدث بالضبط ! لقد بدا كما لو أن رجليه قد انزلقتا مع الرياح، كما لو أن رجليه لم تتعرضا لأي مقاومة من الرياح التي تنتجها سرعة تحركه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن بما أنهما لم يفهما لم يفكرا في الأمر أكثر. قام سولو الذي كان أول من شحذ طاقته السحرية برفع سيفه للأعلى ثم نزل به من دون أن يخرج حرفا واحدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع نزول السيف السحري، نزلت سحابة تحمل خاصيتين، الصوت و البرق، قام الصوت بفرقعات مدوية بالهواء، معطية المجال للعقل ليتخيل ماذا سيحدث لو أصيب أي شخص بسحابة مثل هذه ! سوف يتعرض جسمه لصدمات صوتية تجعل أعضاءه من الداخل تنفجر. لكن هذه السحابة جلبت معها برقا أيضا، مما زاد من الأمر خطورة، قد لا يكون البرق الذي تكونه هذه السحابة بقوة الخاص بساحر البرق، لكنه مع ذلك كاف لشوي أي شخص لم يدافع عن نفسه بشكل جيد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في مواجهة السحابة الطويلة و التي توجهت من الأعلى للأسفل بسرعة كبيرة - بنفس سرعة سولو في إنزال سيفه – لم يفعل باسل أي شيء حتى شارفت السحابة على ضربه، في لحظة، اختفى باسل من أمام ناظر سولو ليجده بعد ذلك خلف ظهره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"الخطوة الثانية : ركوب الرياح" تمتم باسل ثم ركل سولو بركلة خلفية مرة أخرى في وسط ظهر سولو جاعلا إياه يبتعد لعدة أمتار كما حدث لكيكان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دهش الثلاثة مرة أخرى، كيف يفعل هذا بالضبط؟ إنها ليست فقط السرعة، بواسطة هذه الأخيرة فقط لن يكون كافيا لمراوغة هجوم عن بعد مليمترات فقط، سيكون هذا مستحيلا، لكن مع ذلك قام باسل بمراوغة هجوم سولو في آخر لحظة قبل الاصطدام و ليس هذا فقط، بل حتى أنه قطع كل تلك الأمتار من دون أن يلاحظ بشكل جيد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقت السحابة بالأرض فانفجرت بصوت مدو تاركة آثار حرق، لو لم تكن المنصة مدعومة بسحر من المستوى السابع لظهرت حفرة عميقة في وسطها. قوة الصوت و حرارة البرق، هذان الاثنان معا كافيان ليحدثا حفرة عميقة في وسط الأرض إن تم تنفيذهما عن طريق هجمة بهذه القوة، ناهيك عن سرعة السحابة التي حملت هاتين القوتين، مما يجعل مثل هذا الهجوم صعب تجنبه و مستحيل الخروج بجسد سالم بعد تلقيه لو لم يكن هناك وسيلة دفاع جيدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن باسل راوغ هذا الهجوم بكل بساطة، و هذا الأمر جعل الثلاثة يصدمون تماما، فهو لم يستخدم أي سحر، لكنه مع ذلك كان قادرا على التحرك بمثل هذه الخفة حتى أنهم لم يستطيعوا تتبعه بعيونهم، بدت هذه المرة قدماه كما لو أنها استطاعت ضرب الهواء و القفز لمسافات بعيدة بخطوة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنها في الحقيقة لم تضرب الهواء، و إنما جعل باسل الرياح التي تنتجها سرعة تحركه تساعده بدلا من أن تحد من حركته، كما لو أنه يركبها. عند تحرك أي شخص يصطدم برياح نتيجة لذلك، و هذه الرياح تزداد شدتها كلما زادت سرعة التحرك، لكن بدا كما لو أن باسل باستطاعته ركوب هذه الرياح و جعلها تزيد من سرعته بدل إنقاصها، لذا بدا كما لو أنه يركل الهواء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تباعا لهجوم سولو، أمرَ كوبيكيري الذئب الفضي الذي توجه نحو باسل مع تفعيله لسحر البرق و بدأ يطلق شرارات برقية نحو عدوه بالفعل قبل أن يستهدف باسل بقرنيه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مرة أخرى، اختفى باسل و ظهر خلف الذئب الفضي ثم لوح برجله راكلا إياه بشكل خلفي. ضُرِب الذئب الفضي بجنبه الأيسر فحلق لأمتار هو الآخر بينما يصرخ من الألم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن بمجرد ما أن ركل باسل الذئب الفضي حتى وجد سيفا سحريا يتكهرب قليلا يستهدف رقبته. في هذه اللحظة، اعتقد كوبيكيري أنه قد أنهى أمر باسل تماما و لا شك في هذا، فهو بدأ يرى التقاء سيفه السحري برقبة باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في لحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووش</em></strong></p><p><strong><em></em></strong></p><p><strong><em>بام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"الخطوة الثالثة : مواكبة الرياح" تكلم باسل بهذا بعدما ضرب ظهر كوبيكيري بركلة خلفية و جعله ينضم للذئب الفضي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه المرة، صعق الثلاثة كليا، هذا مستحيل تماما، لقد شاهدوا السيف يبدأ بلمس رقبته بلا شك، لم يعد هناك أي مجال للمراوغة بتلك اللحظة، و مع ذلك، كان باسل قادرا على الانسلال و ركل العدو مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يسع الثلاثة سوى التحديق به بغرابة كبيرة و لم يعد بإمكانهم معرفة ماذا يفعلون بعد الآن، فمحاولاتهم كلها كانت من دون فائدة. و الأكثر إدهاشا في الأمر هو قدرة باسل على مراوغة هجماتهم مع ردها في نفس الوقت بدون استخدام و لو قدر قليل من الطاقة السحرية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحركة الأخيرة، كان باسل قادرا على كسر جميع مفاهيمهم التي اكتسبوها من خبراتهم القتالية، ففي المرة الأخيرة، لم يستطيعوا رؤية أي شيء أبدا، لا الظاهر و لا الخفي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال بداخله "أتفهم صدماتهم تلك، فعند إتقاني لهذا الفن كليا البارحة، لم يعد بإمكاني منع نفسي من الشعور بنشوة لا توصف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل قادرا على التحرك بهذا الشكل بسبب تنفيذه لفن قتالي كان يتعلمه طوال سنتين تقريبا باستمرار، لكنه لعدم وصول جسده للمستوى المطلوب، لم يكن باستطاعته إتقانه مهما حاول. لكن بعد الحرب، و بدءه التدرب من جديد، وجد نفسه قد تطور كثيرا عما سبق، و جسده وصل للمستوى المطلوب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخبره معلمه فيما سبق أن يتدرب باستمرار و من دون توقف على هذا الفن القتالي الذي علمه إياه حتى لو لم يكن باستطاعته إتقانه حاليا، فعلى الأغلب سيكون بإمكانه فعل ذلك بعدما يصل لقمة المستوى السابع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن بسبب التطورات الغير متوقعة التي حدثت لباسل، كان جسده قادرا على الوصول للمستوى المطلوب بشكل أسرع و أتقن الفن القتالي كليا، و البارحة فقط كان قد أكمله تماما، لذا هذه أول مرة يستخدمه في معركة حقيقية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سبب عدم فهم الثلاثة لما يحدث بسيط، هذا الفن القتالي غير موجود بهذا العالم أبدا، فباسل الذي تدرب على الفنون القتالية منذ صغره، تفاجأ بالفرق الشاسع بين الفنون القتالية التي هنا و هذا الفن القتالي الذي علمه معلمه له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت ذاكرة باسل جيدة للغاية، حتى أنه يتذكر أبسط التفاصيل و يراها بذاكرته كما لو أنها صورة أمام عينيه، و هذا الأمر ساعده كثيرا في حل الألغاز و الأحجيات، إضافة للفنون القتالية التي كان يستطيع تنفيذها بمجرد المحاولة لمرات قليلة فقط لحمله صورة الحركة في ذاكرته بكل وضوح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مع ذلك، كان إتقان هذا الفن أمر صعب للغاية، فقد مرت تقريبا سنتين على أول مرة بدأ يتعلمه فيها، و النتائج التي تحصل عليها باسل من ذلك أخيرا جعلته يتجاوز مزاجه المعكر بسبب ما حدث في الأيام الأخيرة و يرجع له مزاجه الجيد مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سمع باسل من معلمه أن هذا الفن القتالي مجرد فرع صغير جدا من جزء بسيط من واحد من الفنون السامية الأربعة عشر. مما جعل باسل يتساءل عن مدى قوة الفنون السامية الأربعة عشر إن كان مجرد فرع صغير جدا منها يحمل معه كل هذه الإمكانيات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بالطبع، الفنون السامية الأربعة عشر شيء لن يستطيع فهمه و لا استيعابه حاليا، فما بالك بتعلمه و إتقانه؟ من بين السحرة الروحيين، من يستطيع استخدام جزء بسيط من الفنون السامية الأربعة عشر يكون بمقدوره ذبح سحرة روحيين أرفع منه في المستوى حتى. فقط بإدراكه لجزء بسيط يهابه الجميع و يصبح في مكانة خبير فنون سامي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الآن، أتقن باسل مجرد فرع صغير جدا من جزء بسيط من فن سامي، و مع ذلك، هذا الفرع الصغير جدا باستطاعته أن يكون ذو فائدة عظيمة في مواجهة سحرة، فكما حدث ضد الثلاثة، كان باسل قادرا على مراوغة هجماتهم ببساطة مع ردها بشكل غريب، لا يعرفون متى و كيف راوغ أو من أين رد الهجوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و أحس بشعور مرضٍ للغاية، لقد أثمرت جهوده أخيرا، كم كان من المرهق الاستمرار لأكثر من سنة و نصف في التدرب على فن قتالي لا يمكنه رؤية صورة مستقبلية لإتقانه إياه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اتخذ وضعية القتال مرة أخرى و تكلم مخاطبا الثلاثة "هذه المرة لن أدافع فقط و أرد الهجوم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الثلاثة و أغلقوا جميع ثغراتهم الدفاعية و رفعوا من حذرهم لأقصاه مع قيامهم بالمثل لحواسهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع حفاظه على ابتسامته على وجهه، قال باسل بداخله "الفنون السامية ! لقد أثارت اهتمامي الآن، فقط هذا الفرع الصغير جدا بهذا المستوى ! يا له أمر مثير للاهتمام، يا له أمر يجعل فضولي يغلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا الفرع الصغير جدا عبارة عن فن قتالي أصله من فن سامي، و بناء على كلام معلمه، علم باسل أن اسم هذا الفن القتالي كان 'خطوات الرياح الخفيفة'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ الثلاثة سحرهم في انتظار باسل ليتحرك بينما قطرات التوتر تنزل على وجناتهم. ليس هناك ما هو أكثر إخافة من المجهول، قد لا يكون باسل حاليا يبدو لهم بذلك التهديد، لكن مع ذلك، عدم معرفتهم بما يفعله جعلهم حذرين للغاية، من يضمن لهم أن تلك التحركات الغريبة التي يقوم بها لن تكون سببا في خسارتهم؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الجانب الآخر، شهق باسل و زفر عدة مرات، حتى رتب دورته التنفسية و أصبحت كالنسيم العليل، هادئة للغاية، و بدى باسل الذي ينفذها مرتاحا للغاية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في لحظة، زفر باسل كما انطلق كشعاع ضوء و انزلق مع الرياح فركبها ثم واكب سرعتها. لم يعرف الثلاثة ما حدث بالضبط حتى وجدوا أنفسهم قد ركلوا مرة واحدة من الخلف، و هذه المرة لم يسلموا ببضع كدمات، هذه المرة سمعوا عظامهم قد بدأت تكسر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه المرة، لم تكن سرعة باسل تقارن بما سبقها من سرعة أبدا. و السبب كان في خطوات الرياح الخفيفة التي نفذها. لم يقتصر باسل في تحركه هذه المرة على خطوة واحدة، بل قام بجمع الثلاث خطوات مرة واحدة و جمعها في تقنية مشتركة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"خطوات الرياح الخفيفة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باجتماع الخطوات الثلاث - قيادة الرياح، ركوب الرياح، مواكبة الرياح – يتم خلق الفن القتالي خطوات الرياح الخفيفة. قام باسل سابقا بتنفيذ كل خطوة على حدة، لذا عندما قام بتنفيذها كلها مرة واحدة في تحركه، تفاجأ كثيرا الثلاثة سولو، كيكان، و كوبيكيري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتوقف باسل عن هجومه، فهذه المرة أصبح هو المهاجم و الثلاثة هم المدافعين، لكن اختلفت حالتاهما، فباسل قد نجح في دفاعه، لكن الثلاثة لم يستطيعوا و تعرضوا لركلات باسل الذي يختفي و يظهر بسبب سرعته الهائلة و التي لا يستطيعون تتبعها بأعينهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدم الثلاثة سحرهم و رموا باسل بهجماتهم، اتجهت سحب محاصرة طريقه لكنه انسل من بينها قبل أن تغلق جميع منافذ هروبه، فاعترض طريقه الذئب الفضي الذي نوى اختراقه بقرنيه مع تنفيذه لعدة صعقات برقية كالتي قام بها مستدعيه كوبيكيري من خلف باسل، و مع ذلك، استطاع باسل الهرب من هجمات كوبيكيري عن طريق فتح طريقه بإبعاد الذئب الفضي عنها بواسطة ركلة جعلت أضلاع الذئب الفضي تتحطم ليصرخ بشكل مزري، و من حيث لا يتوقع، هطلت عليه رماح و أسهم من الماء وصل عددها للعشرات من السماء مع مواجهته لسيف كيكان الذي نوى اختراق حنجرته، لكن باسل قام ببساطة كما بدى للثلاثة بمراوغة الرماح و الأسهم كلها إضافة لسيف كيكان السحري و المعزز بعنصر الماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>راوغ باسل جميع هجماتهم من دون استثناء و لم تستطع و لا واحدة منهن إصابته، كان ينزلق من هجماتهم كما لو أنه الرياح، و كان ينطلق لمهاجمتهم كالرياح، ثم يركلهم بمساعدة من الرياح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الثلاثة الذين لم يعودوا يفهمون ما يحدث، بدؤوا بالاعتقاد أن بنية باسل الجسدية تصل لمستوى خارق، و إلا لن يكون قادرا على التحرك هكذا من دون استخدام أي سحر. و مثل هذا الشيء جعل قلوبهم تهتز، لو كانت له مثل هذه البنية الجسدية، فما مستواه إذا؟ هل هو حقا بالمستوى السابع فقط كما سمعوا من الإشاعات، هل هذه الأخيرة كانت تقلل من شأنه بدل رفعه؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتى الآن، لم يبدو على باسل أي تعب على الإطلاق، لكن في الجهة الأخرى، كان الثلاثة مرهقون للغاية. لكنهم مع ذلك لم يستسلموا و استمروا في كفاحهم. لم يستطيعوا معرفة ما يحدث ! فَـفَجأة، بدأ هذا الفتى الصغير يبدو لهم كجبل لا تُرى قمته لهم مهما حاولوا تسلقه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يستمتع بالقتال في الحقيقة، فلقد أتى قتال مناسب ليتدرب في معركة حقيقية على هذا الفن القتالي المذهل، لذا كان مزاجه جيدا للغاية، و على عكسه، لهث الثلاثة و تنفسوا بصعوبة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر باسل في تحركاته بخطواته الخفيفة كاسرا عظام الثلاثة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء، كان قادة التشكيل قد أخرجوا الكثير من الاختبار و قل عدد المشتركين من عشرات الآلاف للآلاف، هناك من لم يستطع التحرك فوجد نفسه غير قادر على ذلك حقا بفقدانه الوعي، و هناك هرب فصادف قادة التشكيل في طريقه، و هناك من امتلك الشجاعة فقاتل لكنه لم يمتلك الإمكانيات ليصمد طوال هذه المدة أمام قادة التشكيل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتبقى سوى خمسة آلاف، و لم يتبقى الآن سوى المقاتلون، كلهم كانوا في حالة يرثى لها، حتى لو اجتمعوا كلهم على أربعة من سحرة بالمستوى السادس فلن يكون بمقدورهم هزيمتهم، فغالبهم كان بالمستوى الثالث، كما كان هناك بعض الموهوبين النادرين بالمستوى الرابع، و هؤلاء، بعددهم هذا، لا زال أربعة جنرالات فوق قدر تحملهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدم قادة التشكيل الأربعة سحرهم، فاحترق البعض، و تجمد الآخر، كما صرخ الآخر من الرعب، اختلفت طرق معاناتهم، لكنهم جميعا انتهوا بتلقي الهزيمة مهما كانت الطريقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان فانسي يتلاعب بالمتقدمين و يفقدهم الوعي بضربات منه، كما قطع برودي الأعداء بشفرات جليدية، و دفن شينشي البعض بكتل جلدية ساحقا إياهم، ثم حرق تورتش كل من يقترب منه أو من لا يتحرك. لم يكن هناك من هو قادر على مجاراتهم لوقت طويل أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أولئك الثلاثة الذين يقاتلهم باسل كانوا أقوى المتقدمين للاختبار، و مع ذلك، لم يصمدوا أمامه من دون استخدامه للسحر حتى، هناك بعض الأشخاص قد شاهدوا مثل هذا الأمر المجنون و فقدوا الرغبة في القتال تماما، فتوقفوا ليجدوا قادة التشكيل ينهونهم تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و فوق المنصة، استهلك الثلاثة قدرة تحملهم بالكامل، و فرغت طاقتهم السحرية، و لم يعد أمامهم أي خيار آخر غير قبول مصيرهم و تحمل تكسر بعض العظام الأخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "لقد كنتم أولاء فائدة حقا، افرحوا، لقد اجتزتم الاختبار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغربوا فالتفوا ليجدوا شي يو قد تقدمت إلى أمام المنصة ثم تكلمت عبر مكبر الصوت "لقد انتهى الاختبار الأول، الألف المتبقية ستمر للاختبار الثاني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقف الجميع عندها عن التحرك، و لا يهم إن كان متقدما قد نجح في الختبار الأول أم لا، كلهم سقطوا على الأرض من شدة الإرهاق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما الثلاثة الذين قاتلوا بالمنصة، استهجنوا بعد كلام باسل و سقطوا غائبين عن الوعي، لقد استنزفوا طاقتهم السحرية بالكامل في محاولة إصابة باسل، و مع ذلك لم ينجح هذا معهم أبدا و خرجوا من دون الحصول على نتيجة بذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقترب باسل من شي يو ثم تكلم "حسنا، هل وجدنا بعض المواهب؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسمت شي يو و أجابت "نعم يا سيدي، لقد حرصت على اختيارهم طبقا للمواصفات التي قلتها لي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "كما هو متوقع منك يا شي يو، ليس هناك أحد آخر قد أعتمد عليه في هذا غيرك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خجلت شي يو من كلام باسل، فكلامها معه بطريقة مناسبة و صحيحة فقط لأمر مدهش، و بمدحها من طرف باسل، بدأت تتوتر مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بعد مشاهدته لهذا الأمر "حسنا، لما لا تخبريهم بما أنك بدأت الكلام بالفعل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شي يو التي كانت ستدخل في حالة من التوتر، هدأت من نفسها ثم حدقت في باسل و قالت بابتسامة "حسنا يا سيدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلمت عبر مكبر الصوت من جديد "لقد من الاختبار ألف بالفعل، لكن لم يقصى كل من لم يتجاوزه، سأختار البعض منكم من تأهل في اختبار خفي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اختبار خفي؟" استغرب الجميع كما فرح أكثرهم. لم يتجاوزا الاختبار الفعلي لكن من كان يعلم أن هناك اختبارا خفيا في الحقيقة، هذا الأمر جعل الذين لم يتأهلوا في الاختبار الفعلي يفرحون لأن فرصة قد ظهرت أمام أعينهم، و الآن كل ما عيهم فعله هو تمني أن يكونوا من بين المختارين الذين تم اقتناءهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نزلت شي يو من على المنصة ثم مرت من بين الجموع بينما تشير بأصابعها لبعضهم لينضموا لجانب الألف التي مرت، فرح الكثير بما أنهم تم اختيارهم، كما تم تخييب أمل الأكثر مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت شي يو صاحبة موهبة في كشف المواهب، إضافة لاستراتيجيات الحروب، و خطط للهجوم و الدفاع، و شخص مثلها، كان قوة الذاكرة شيء من اختصاصها، لذا ترك باسل لها مثل هذه المهمة الهامة لثقته بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اختارت شي يو العشرات من الآلاف، لذا المجموعة المحظوظة كانت قليلة العدد مقارنة بعدد المتقدمين، لكن لم يكن هناك أي شكاوي من أي شخص أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ المتقدمين في التراجع محاولين الخروج من المعقل بعدما انتهى عملهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن قبل فعلهم لذلك، صرخ باسل بمكبر الصوت جاعلا إياهم يتوقفون في أماكنهم "سأمنحكم فرصة" قفز باسل من المنصة و نزل على الأرض ثم ابتسم و قال بغرور "قاتلوني، أنا لوحدي، و أنتم كلكم ضدي، و إن فعلتم، سأفكر في منح البعض منكم فرصة أخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يصدق أي أحد من الغير متأهلين ما سمعوه، و ليس هم فقط، بل جميع الأشخاص الموجودين هنا غير قادة التشكيل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ألا يعلم أن هناك عشرات الآلاف منهم هنا؟ قد يكونون مرهقين، و بعضهم لم يعد قادرا على التحرك جيدا حتى، لكن مع ذلك، إنهم عشرات الآلاف، هذا أمر مثير للسخرية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "سترافقونني في متعتي بما أنني في مزاج جيد أم ستحرمونني منها؟ الخيار لكم، كلانا سيفقد شيئا إن لم تقبلوا، أنتم ستنزلق الفرصة التي قلت أنني سأعطيها لكم، و أنا لن أستمر في التمتع أكثر، لذا الخيار الأفضل واضح وضوح تلك الشمس في الأعلى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الغير متأهلين في بعضهم البعض و ظهرت ابتسامة عريضة على وجه كل واحد منهم كما احمرت أعينهم، فأزال الذي يحمل أحدا آخر هذا الأخير عنه و تركه يحمل نفسه، فالآن، لن يكون هناك أي رحمة في قلوبهم، أمامهم فرصة ليتلقوا مجدا عظيما و ثروة ضخمة، من سيتذكر أحدا آخر في هذه الأزمة؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الحال، صرخ الغير متأهلين و الذين وصل عددهم لعشرات الآلاف و انطلقوا نحو باسل كوحوش جائعة أمامها الوجبة الوحيدة و التي ستكفيهم جميعا، فقط السطح الخارجي لهذه الوجبة له مذاق خاص، و كذلك كان فهم الغير متأهلين للأمر، فهم تسابقوا بفكرة أنهم إن استطاعوا هزيمة باسل أولا فسيتذكرهم و يجعلهم و من الذين سيعطيهم فرصة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا تحول الأمر لسباق مفجع، من لم يستطع التحرك لعن حظه و تمنى لو أن لديه القوة ليجري فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت الآلاف تقترب من باسل كما ارتفعت صرخاتهم و كانوا كمقاتلين يحاولون استرداد حق مسلوب منهم، كما لو أن أمامهم قاتل أبوهم، لم يعد أحد يهتم بالآخر. ركزت أعينهم على باسل فقط من دون أن تتشتت نظراتها باتجاه آخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في مواجهة الأعداد المهولة، تحرك باسل بخفة خارقة و مر من بينهم كالرياح التي تأتي و تذهب مخلفة وراءها آثارا عظيمة مخبرة مشاهدها بما حدث من مشاهد فظيعة. إنه يستمر في التطور باستخدام الفن القتالي، كلما استعمله أكثر كلما استطاع فهم عمقه أكثر، تحركت أذرعه و أرجله في اتجاهات مختلفة و كل ضربة منه جعلت العشرات يقذفون بعيدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ببنيته الجسدية التي تخطت المستوى السابع بالفعل، و سرعته التي أنتجها بانطلاقته إضافة للفن القتالي خطوات الرياح الخفيفة، كانت كل لكمة أو ركلة منه تستطيع صنع رياح ضاغطة من شدة قوتها مخترقة بذلك صفوف المئات ثم الآلاف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدم خصوم باسل سحرهم كلهم مرة واحدة، سحر التحول، الماء، الرياح، الوهم، السحاب، الأرض، الضوء، الظلام، البرق، الاستدعاء، النار، إضافة للأسحار التي تعتبر كعنصر ثانوي كسحر الجليد و سحر الثلج، فهما عنصران ثانويان لعنصر الماء، و سحر العقل كعنصر ثانوي لعنصر الوهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هناك أربعة عشر سحر أساسي بهذا العالم، كما كان هناك بعض عناصر السحر التي ظهر مع مرور الوقت و الزمن عناصر ثانوية لها، كالماء، مع تطور سحرة هذا العالم على مر العصور، أصبح هناك أشخاص يظهر لديهم عنصر الماء على شكل جليد، و آخرون يظهر لهم على شكل ثلج، و هذا أيضا حدث لسحر الوهم الذي ظهر منه عنصر العقل كعنصر ثانوي له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعرض باسل لهجمات من جميع أنواع السحر إلا ثلاثة، سحر العلاج و الذي يمكن توظيفه في استهداف نقط الخصم الأصلية و جعلها تعاني، مع حمل مستخدمه لميزة تركيز عنصر العلاج على جسمه ثم القتال و علاج الجروح بنفس الوقت، سحر العلاج هذا كان نادرا أيضا لكنه لم يصل لندرة عنصر التعزيز</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أيضا سحر التعزيز النادر جدا، ليس هناك سوى عشرات قليلة في كل عدة أجيال، إضافة لسحر الدمار، و الذي يكاد يكون غير موجود حتى، لم يظهر لآلاف السنين حتى الآن أي شخص يحمل معه هذا العنصر الذي يعتبر أقوى عنصر سحري بهذا العالم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>طالما لم يظهر هذا العنصر السحري، يكون عنصر التعزيز دائما يحتل القمة، لكن عنصر التعزيز لا يحتلها مع حفاظه على مسافة بعيدة عن بعض عناصر السحر الأخرى كما يفعل عنصر الدمار الذي عندما يظهر يجعل باقي عناصر السحر الأخرى كلها تحت سيطرته، و يبقى عنصر التعزيز هو العنصر الوحيد القادر على مواجهته قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الآن، كان باسل يتعرض لهجمات من أحد عشرة سحر أساسي، اثنان منهم لهما عناصر ثانوية، مما جعلهم أربعة عشر عنصر سحري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مع ذلك، في مواجهة بنيته الجسدية التي تخطت المستوى السابع بالفعل، لم تأثر فيه غالب تلك الهجمات، و التي بدت أنها ستترك آثارا لها على جسده، راوغها باستخدام الفن القتالي خطوات الرياح الخفيفة ثم هاجم مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت المعركة بين باسل و الغير متأهلين لوقت طويل غير معلوم. و في الأخير بدأ يظهر التعب على باسل، كما أصبحت تحركاته أكثر بطئا. و مع ذلك، كان هذا قد حدث بعدما أنهى جميع الغير متأهلين الذين كانوا مرهقين بالفعل من معركتهم الأولى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كلهم كانوا على الأرض، هناك من غاب عن الوعي، و هناك من لم يعد يستطيع التحرك أكثر، و هناك من إصابته لا تسمح له بالتحرك حتى. و في الأخير، لم يستطيعوا هزيمة باسل و أصبحوا خائبي الأمل أكثر و بدؤوا يلعنون أنفسهم على تفويتهم الفرصة الذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، بعدما انتهى القتال الطويل و المرهق، استجمع باسل أنفاسه، حتى بالنسبة له كحامل لبنية جسدية قد فاقت المستوى السابع كان هذا الأمر مرهقا للغاية بالنسبة له، فحتى لو كان كل هؤلاء السحرة الذين قاتلهم متعبون من معركتهم السابقة ضد قادة التشكيل الأربع، فلا زال الأمر صعبا، و إضافة لذلك، استخدامه للفن القتالي خطوات الرياح الخفيفة كل هذا الوقت أثر عليه كثيرا. إذا زاد الأمر عن حده انقلب لضده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما انتهى باسل من استجماع أنفاسه، تحدث عبر مكبر الصوت مرة أخرى "و الآن، لنتحدث عن الفرصة التي أخبرتكم عنها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم ! " استغرب الجميع كثيرا، ما الذي يقصده بهذا؟ ألم يخسروا في مواجهته قبل قليل؟ لما سيعطيهم هذه الفرصة؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل بعدما شاهد نظراتهم تلك و فهم ما الذي يحدث، قال عندها "يبدو أنكم قد أسأتم الفهم، لم أقل أبدا أنكم تحتاجون لهزيمتي لأعطي البعض منكم فرصة أخرى، لقد قلت قاتلوني لأتمتع و سأفعل، لا شيء آخر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أولئك من كانوا بوعيهم، نسوا جروحهم و عظامهم المكسورة كما صاحوا بجنون من شدة الفرح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح الجميع في حالة من النشوة التي أتت من الفرحة، فليس أي شخص يستطيع الانتماء لجيش ما بكل بساطة، و جيش قاتل الدم القرمزي أصبح مشهورا للغاية مؤخرا، و لابد من أنه غني، لذا كان مستهدفا من الكثير من الطموحين. بالطبع كان هناك من أتى ملاحقا السمعة، الشرف، الفخر، الوطنية، كان هناك الكثير من الأهداف المختلفة كما كان اختلاف أصحابها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع عندما ذكر باسل أمر مقاتلتهم إياه، مباشرة أتت فكرة لذهنهم، أنهم يحتاجون لهزيمته. لكنهم كانوا مخطئين، لذا بعد معرفتهم الحقيقة، أصبحوا في قمة سعادتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مخاطبا إياهم "كما وعدتكم، سأعطي فرصة أخرى لبعض منكم، و سأختارهم بنفسي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الجميع و من لم يستطع تشبث في واحد آخر. مر باسل من بينهم بينما يختار واحدا بواحد، حتى جمع في الأخير حوالي المائتين منهم، و الباقي منهم لم يحالفه الحظ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس كل من لم يتجاوز الاختبار، لكن هم في عالم يمكنك كسب كل تريد عن طريق الجدارة فقط. لذا لم يكن هناك أي اعتراض في قلب أي واحد منهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غادر من لم يختره باسل بكل حزن، لكن ليس هناك خيار آخر. لكن، قبل مغادرتهم كليا من المعقل، صرخ باسل عبر مكبر الصوت "بوابات الانضمام للتشكيل مفتوحة دائما من بواباته الواسعة، لكن هناك شرط واحد، يجب عليكم أن تستحقوا الانضمام بكل جدارة، و إن لم تستطيعوا، فلتعلموا أنكم كنتم رجالا بذلك المستوى فقط. لقد خسرتم اليوم ضدي، لكني كما لا أريد لنفسي التعرض للضرب فقط و عدم رده، سأريد هذا الأمر لكم أيضا يا من تريدون اتباعي، لذا كونوا رجالا و لا ترضوا بضرب مؤخراتكم بدون رد ذلك، أنا موجود عندما تستعدون، عندها يمكنكم المجيء و محاولة ركل مؤخرتي، فربما قد تردون بعض الضربات"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقف كل من كان مغادرا و التف نحو باسل، حدقوا به جميعا ثم تكلم واحد منهم صارخا "انتظر فقط، سوف أتدرب بجنون و أرد لك كل الضربات التي تلقيتها اليوم منك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل واحد آخر "همف، فتى يخبرنا أن نكون رجالا، يا لها من مهزلة" رفع سيفه للأعلى و صرخ "أيها السفلة ! هل سنترك فتى أصغر منا يخبرنا أن نكون رجالا؟ بالطبع لا، فلنتعهد على الرجوع إلى هنا و نضرب مؤخرته السافلة إلى أن تصبح حمراء، إن أراد رجالا سيجدهم، أ أنا مخطئ أيها السفلة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم كل من لم يتأهل بحرقة حارقة في صدورهم صارخين "بالطبع لا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل العديد من الأشخاص بتتابع "لقد خسرنا اليوم، لكننا سنفوز المرة القادمة أو التي بعدها أو التي تليها، لا يهم متى، لكن بعد كلامك هذا يا قاتل الدم القرمزي، سأحرص على الدخول للتشكيل بجدارة و لو من بابه الأضيق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا صحيح، نحن ذاهبون لكننا عائدون، سنأخذ طريقا منعطفا فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال قائد فرقة أبهم سابقا بينما يجر معه واحدا من رفقاءه "هذا صحيح" لقد خسر اليوم الفرصة أيضا. و أكثر ما جعله متحرقا للانضمام بعد هذه الخسارة، هو فخره الذي وجده مجرد فخر وهمي. عرف أثناء المعركة عن قوة أبهم الحقيقية، كما شاهد أخته شي يو التي وجدها قد أصبحت قائدة من التشكيل. بعد رؤيته لكل هذه الأشياء، كان يريد قتل نفسه، لقد اغتر بنفسه كثيرا، و الأسوء هو أنه لم يكن أهلا لغروره ذاك و لو قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبحت الأجواء بين الغير متأهلين حية بعدما ماتت، و كل واحد منهم حمل معه نارا مشتعلة لا تنطفئ إلا بتحقيق الهدف. اليوم غادر عشرات الآلاف المعقل، لكن و لا واحد منهم كان نفس الشخص الذي دخل إليه بالأول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مغادرتهم، تكلم باسل للمائتين التي اختارها "لقد منحتكم فرصة، و هي كالتالي، ستُمنحون وسائل التدريب، و لكم مهلة شهرين فقط، و من لم يصل للتوقعات، لن ينضم للتشكيل، الأمر بهذه البساطة، لكني سأخبركم بشيء ما، فلتعلموا أنكم إن لم تدخلوا للتشكيل بعد منحكم كل الوسائل المساعدة، فلا أظن أنكم ستفعلون بعد ذلك أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل واحد منهم "إذا نحن لم نمر للاختبار الثاني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "بالطبع لا، أولئك من استحقوا المرور قد فعلوا في الاختبار الأول، لكن أنتم قد مُنِحتم فرصة أخرى، فرصة أن تتدربوا بدعم من التشكيل، و إن فشلتم و لم تحكموا القبض على هذه الفرصة، فسيتجاوزكم أولئك الأشخاص الذين غادروا قبل قليل، فالشعلة التي تولد من الخسارة لا شك في أنها أقوى من التي يضعف توهجها بسبب الفوز"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحكموا قبضاتهم و فكروا مليا بكلمات باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد الانتهاء من الاختبار الأول، ظهرت فرقة علاج، و بقيادة شي يو بدأت تعالج كل من يحتاج لذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصلت شي يو لجهة أبهم ثم جلست تعالجه بصمت. برؤيتها لم يتحدث أبهم أيضا و ظل ساكتا و ساكنا تاركا أخته تقوم بعملها. كانت دهشته الأكبر هو مستوى أخته المذهل، لقد عالجت جروحه بسرعة كبيرة جدا، سابقا، كانت بالمستوى الثاني فقط و كانت تأخذ وقتا طويلا جدا لعلاج مثل هذه الجراح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما اقتربت شي يو من الانتهاء، تكلمت أخيرا بينما توجه نظرها نحو الجرح الذي في فخذ أخيها "لقد قمت بعمل جيد باجتيازك الاختبار، سيدنا باسل شخص حكيم، و إن اتبعته بإخلاص، ستتلقى مكافآت جيدة مقابل ذلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق أبهم في أخته الكبرى و التي تغيرت كثيرا عما يعرفه، شي يو التي أمامه لم تعد هي نفسها التي في ذكرياته بعد الآن. جعله هذا الأمر حزينا قليلا، فهو اعتاد أن يتصرف بكل جبن و خوف ليتجنب المتاعب التي قد تسقط أخته الكبرى في مشاكل أكبر. وجد أن التصرف بضعف أفضل وسيلة ليراوغ أعين الناس و اهتماماتهم به و بأخته الضعيفة. لكنه اليوم وجد أن أخته لم تعد بحاجة لتلك الحماية المستميتة، هذا الأمر جعله يتفكر في حاله قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم أبهم نصف ابتسامة ثم قال "يبدو أنك تقدرينه كثيرا يا أختاه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تتلاقى عيني شي يو بعد بالخاصة بأبهم بسبب تركيزها على الجراح، لكنها تكلمت بالرغم من ذلك مجيبة عن سؤاله "بالطبع، فسيدنا قد غير من حياتي و حياة الكثير، ليس هناك شخص أعظم منه، ستعلم عما أتكلم إن استطعت الاقتراب منه كفاية لمشاهدته على الدوام"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقترب منهما شخص ما بعد مدة من بدءها في معالجة أخيها ثم تكلم "لقد اجتزت الاختبار الأول كما كان متوقعا، فلتبذل جهدك في الاختبار الثاني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا الشخص هو باسل الذي التف و غادر بعدما تحدث. ترك أبهم في حالة اندهاش، إنه حقا قاتل الدم القرمزي ذاك ! لا زال أبهم لم يعتد بعد على هوية باسل الحقيقية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتهت شي يو من عملها بعد مدة من الوقت ثم تكلمت بعدما حدقت في وجه أبهم "فلتبذل جهدك، يبدو أنك قد كسبت اهتمام سيدنا، بما أنه أتى بنفسه إليك مخبرا إياك بما قال، فلا شك أنه يضع عينيه عليك. إن كنت يوما في صغرك قد حلمت كباقي الرجال أن تكون أقوى رجل في العالم، فهذه فرصتك العظمى، كما تغيرت حياتي، يجب أن تغيرها أيضا" وقفت شي يو ثم قالت "لذا، لما لا تحاول البدء في التخلي عن شخصيتك المتصنعة، فكما ترى، أنا لا أحتاج للحماية بعد الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت هذا الكلام ثم غادرت تاركة أخاها مذهولا. قال أبهم بصوت منخفض بعدما وقف و نفض الغبار عن ملابسه "يبدو أنها تغيرت حقا..." تذكر صورة شي يو عندما قالت آخر جملة له "فلم يسبق لي أن رأيت مثل تلك النظرات الهادفة تأتي منها في حياتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اجتمع كل من تأهل في الاختبار الأول و الذين اخترتهم شي يو تحت المنصة التي كان يقف عليها باسل إضافة لقادة التشكيل الذين يقفون خلفه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل موجها كلامه لهم "من اليوم فصاعدا، أنتم من جيشي، أنتم أفراد من التشكيل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الجميع من كلام باسل، لقد ظنوا أن أمامهم اختبارات أخرى قبل أن يقبلوا في التشكيل، لكن ظنهم كان مخطئا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل "الاختبار الأول كان للانضمام، و من نجح أو تم اختياره من قبل القائدة شي يو فليعتبر نفسه عضوا من التشكيل الآن. أما عن الاختبار الثاني، فسيكون من أجل تحديد مراتبكم. ستتقاتلون في الكولسيوم هناك، لقد جعلنا الجمهور ينتظر كثيرا لذا سنبدأ حالا، فليتوجه كل من اجتاز الاختبار الأول للكولسيوم، لكن قبل هذا ستختار القائدة شي يو مرة أخرى البعض منكم ليبقوا هنا مع من اخترتهم بالأول"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اتباعا لأمر باسل، توجه كل من تأهل للاختبار الثاني و لم تختره شي يو ليبقى هنا نحو الكولسيوم الضخم الخاص بعائلة كريمزون. أقيمت العديد من المبارزات و المسابقات السحرية هنا. راهن الكثير من النبلاء على محاربيهم. كل عائلة نبيلة من بين العائلات العشر الأوائل لديها كولسيوم، و في كل مرة، كانت عائلة ما تنظم قتالات تضم سحرة من مستوى معين و ما أسفله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بسماع أن تشكيل قاتل الدم القرمزي قد فتح أبواب الانضمام و سوف تقام عدة معارك بالكولسيوم، أتى آلاف الأشخاص ليشاهدوا الحدث و يتمتعوا بالقتالات، فأغلبهم ناس عامة و لا يرون قوة السحرة مباشرة عادة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الجميع متحمسا كما كان المتأهلون، ألف إلا قليل كلها توجهت نحو الكولسيوم و دخلوا من بوابة معينة. قادهم في الطريق عدة جنود من التشكيل إلى أن وقفوا أمام 10 طاولات بها أشخاص يحمل كل واحد منهم ريشة كتابة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الشخص الأوسط بينهم "فلتنقسموا لعشر مجموعات، و كل مجموعة تذهب لطاولة، سوف يتم تسجيلكم باللائحة الأولية ليتم تفريقكم بالمراتب طبقا لمهارتكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام المتأهلين بما قاله ذلك الشخص، و بدأ التسجيل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالساحة الخارجية، تحدث باسل مع من اخترتهم شي يو "أنتم سوف تتبعون من الآن فصاعدا أوامر القائدة شي يو و تتدربون على يدها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الحاضرون فسأل واحد منهم "اعذرني يا سيدي، لكن لما اختِرنا إن لم نكن سنقوم بالاختبار الثاني أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"كما قلت، سوف تتبعون أوامر القائدة شي يو من الآن فصاعدا، هذا كل ما عليكم فعله، تعلموا منها، و احرصوا على تنفيذ كل ما تقول لكم، لا أقل و لا أكثر، و بالطبع، مراتبكم أنتم لن تحدد الآن، سنتطرق لهذا الموضوع في وقت لاحق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سكت الجميع و حدقوا في شي يو، فهي ستكون مثل سيدتهم من الآن فصاعدا. في المقابل، كانت شي يو مغمضة عينيها و هادئة جدا، لقد مرت سابقا بتجربة مثل هذه، فعندما عينها باسل كقائدة تشكيل، كانت متوترة للغاية، لكنها رأت تصرفات شخص ما ألهمها و جعلها تحزم قرارها و عزيمتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت تتغير مع الوقت، و الأشخاص الذين كانت خائفة من أمرهم كونهم أتباع لا يريدونها أن تترأسهم، طبقت قواعدها عليهم و تصرفت كالقائدة فوجدتهم يتبعونها من دون أن تشعر متى حدث ذلك. بالطبع، لولا تتبعها لذلك الشخص و حلمها أن تكون مثله لما أصبحت هكذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، أصبحت قادرة على تكون فخورة جدا، يمكنها أن تقف في وجه أي أحد بالعالم من دون أن تتوتر أو تشعر بالحرج، فبعد كل شيء، إنها قائدة بالتشكيل الذي ذاع صيته في العالم أجمع، لذا يجب عليها أن تتصرف كقائدة و تواكب لقبها هذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توجه الذين اختيروا من طرف شي يو نحو قاعة ما و منحوا بعض الهدايا التي جعلت كل واحد منهم ينفجر من الصدمة، كم من الصدمات يجب عليهم أن يمروا بها اليوم؟ تفاجؤوا كثيرا بتلك المشروبات التي منحت لهم و من مدى مفعولها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تركوا هناك ليصقلوا طاقتهم السحرية. و كلف بعض الجنود بتدريب المائتين التي منحها باسل فرصة أخرى. و هكذا توجه قادة التشكيل و باسل نحو الكولسيوم كما كان مخططا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتحت أبواب الكولسيوم للجميع، و بسرعة فائقة اجتمع آلاف الأشخاص و امتلأ بالكامل، و لا زال هناك الكثير من الأشخاص الذين يودون الدخول لكنهم وجدوا المكان مملوءا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أعلن المنظمون أن الاختبار سيكون قتالا بين فرق، كل فرقة تحتوي على عشرة أشخاص، لذا بدأ المتأهلون يقومون بالاتحاد فيما بينهم، لكن كانت هناك بعض الشروط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان غالب المتأهلين من المستوى الثالث، و هناك البعض القليل من المستوى الثاني و الرابع، كما كان هناك ثلاثة أشخاص بالمستوى الخامس فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام منظم بالإفصاح عن الشروط "كل فرقة لا يجب أن يتجاوز عدد سحرة المستوى الرابع بها اثنين، و إن تواجد بها ساحر من المستوى الخامس يجب أن يكون باقي الأعضاء بالمستوى الثالث أو أقل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الاختبار الثاني كان عبارة عن مسابقة، مسابقة هدفها ملاحظة و مراقبة تحركات كل شخص جيدا لوضعه في المركز المناسب طبقا لإمكانياته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام المتأهلون بصنع فرق مكونة من عشرة أشخاص. و كذلك فعل أبهم الذي كانت فرقته كلها مكونة من سحرة المستوى الثالث، لم يكن هناك ساحر بمستوى أعلى أو أقل. لكن هذا الأمر كان مناسب له بالواقع، هكذا سيكون قادرا على القتال براحة أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تذكر أبهم كلمات أخته (لما لا تحاول البدء في التخلي عن شخصيتك المتصنعة، فكما ترى، أنا لا أحتاج للحماية بعد الآن) ثم تنهد و بدا عليه حزم قراره أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد عاش في الظلال دائما من أجل ضمان الراحة و السلام، لكنه وجد فجأة أنه ليس بحاجة لذلك بعد الآن، و له الحرية الكاملة في الخروج للضوء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أراد أن يحمي أخته و عائلته فقط، لذا تصرف كالجبان طوال حياته متجنبا المشاكل. كان أبوه يحذره بالابتعاد عن المشاكل بأي قدر يستطيع، هم كانوا مجرد عائلة عامية صغيرة ليس لها نفوذ و لها ثورة، و عاشوا بين النبلاء و العائلات العامية التي تخدمها، لذا كعائلة لم يقبل أي أحد بخدمتها، حاولت بكل ما تملك أن تهرب عن المعضلات كي لا يزيد همهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اليوم قرر أبهم أن يتبع نصيحة أخته الكبرى، و كخطوة أولى، يجب عليه أن يرقى للتوقعات التي وضعها عليه باسل، بالتفكير في هذا الأمر، لم يسع أبهم سوى التحمس أكثر و الشعور كما لو أنه تحرر أخيرا من لعنة ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بداخل الكولسيوم، كان الجمهور ينتظر لمدة طويلة، لكن و لا واحد منهم تذمر بسبب سمعة قاتل الدم القرمزي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر الحكم بوسط الحلبة مما جعل الجمهور يفرح. و أخيرا ستبدأ المسابقة، تكلم الحكم عبر مكبر الصوت "مرحبا بكم يا حضرة المشاهدين في هذا اليوم العظيم، كلكم أتيتم لتتمتعوا بالمسابقة التي نظمها تشكيل الجنرال الأعلى باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند سماع الجمهور بهذا التصريح بدأت العديد من الهمسات مرتفعة الصوت تنتشر بين صفوفه، بدأ الكثير منهم يحك أذنيه ليتأكد إن كان ما سمع صحيحا أم لا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل الحكم "هذه المسابقة ستحدد مراتب كل واحد من المقاتلين الذين ستشاهدونهم في جيش الجنرال الأعلى باسل الذي انضموا إليه مؤخرا، لذا قبل أن نتمتع باليوم الأول منها..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أعاد الحكم تكرير 'الجنرال الأعلى باسل' مرة أخرى ليبدأ الجمهور في الحديث بصوت مرتفع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كل تساؤلاتهم كانت متشابهة "ما الذي يحدث؟ الجنرال الأعلى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الحكم مع رفعه يده و إشارته بها لمكان الشخصيات الهامة بالكولسيوم ثم قال "رحبوا معي بالقائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية و الجنرال الأعلى باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وجه الجميع نظرهم نحو الاتجاه الذي أشار له الحكم ثم انتظروا خروج شخص ما من الممر المظلم، و بمجرد ما أن فعل حتى انفجروا صارخين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا ! ؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"الجنرال الأعلى؟ و هل يقصد بكلامه ذلك الفتى؟ لا يمكن ! يجب أن يكون هناك خطأ ما فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تناقلت الأخبار من بين الجمهور، فبدأت تتخلل بعض الشائعات كلامهم عن هوية قاتل الدم القرمزي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هل قاتل الدم القرمزي هو ذلك الفتى؟ أ هذه مزحة من نوع جديد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو أن هذا الأمر حقيقي، فعلى ما سمعت من العديد الذين لم يتأهلوا من الاختبار الأول أن هوية قاتل الدم القرمزي هي فتى في الحقيقة. لم أصدق هذا الأمر أيضا في البداية، لكن يبدو أنه حقيقي، لكن أن يصير الجنرال الأعلى ! هذا..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحولت الهمسات لتعليقات بصوت مرتفع قبل أن تهدأ بالنهاية بسبب تحرك من الفتى الذي أشار له الحكم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أشار الفتى بيده فظهر مكبر الصوت و استعد للتحدث عبره مباشرة بعد ظهور خمسة أشخاص يرتدون دروعا فضية من وراءه، كانوا يقفون بثبات و شموخ كما لو أنهم جبال متراصة لا يمكن زحزحتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"مرحبا بالحضور الشريف، أنا الجنرال الأعلى باسل، و في هذا اليوم العظيم، سأشرف على اليوم الأول من المسابقة، سيكون هناك قتالات إلى حين مغرب الشمس، و غدا ستبدأ من جديد فجرا إلى المغيب مرة أخرى، و هكذا إلى أن ننتهي. يمكنكم المراهنة و المزايدة كما يحلو لكم بدون أي قلق، طالما أنتم داخل هذا الكولسيوم و الذي بدوره داخل ممتلكاتي، فليس هناك أي غش أو تلاعب. اليوم يوم عظيم، و مزاجي في أفضل أحواله، لذا دعونا نستمتع بالقتالات التي سيقدمها لنا هؤلاء المتقدمين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عم الصمت لمدة طويلة و لم تكن هناك أي ردة فعل من الجمهور. بالطبع، فسماع مثل هذا الكلام من فتى في هذا العمر لشيء غريب للغاية. لم يسبق لهم أن رأوا جنرالا في عمر العشرين حتى، فما بالك بشخص يناهز الخامسة عشر فقط؟ كان هذا الأمر مناف للعقل أكثر مما هو حقيقي لعيونهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يعرف أي أحد بما يجب أن يعلق على هذا، لذا لم يتكلم أي شخص قبل أن يستأنف الحكم حديثه من جديد "لقد سمعتم الجنرال الأعلى باسل، لذا عند إشارته ستنطلق المسابقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الحكم موجها حديثه لباسل "أيها الجنرال الأعلى، أ يمكنك أن تتفضل و تخبرنا بما يجب أن نلقب هذه المسابقة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل قد جلس على كرسي فخم، و عندما سمع كلام الحكم أشار بيده لشي يو بأن تتكفل بالأمر. تقدمت شي يو للأمام و تحدثت "لقد أعطاني سيدي الإذن لألقب هذه المسابقة، لذا اخترت لقبا مناسبا لها. مسابقة اليوم العظيم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب الكل من اللقب الذي أتى من فاه شي يو، و عندما سمعها باسل ضحك ثم قال "لا شك في هذا، نعم، إنه يوم عظيم حقا يا شي يو، الأبسط غالبا ما يكون الحل الأمثل" ثم أكمل باسل ضحكه تاركا الناس في حالة من الشك و التساؤل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الحكم مكملا "لقد سمعتم، في هذا اليوم العظيم، أخذت هذه المسابقة نفس لقب هذا اليوم، لذا لما لا نستمتع كما قال الجنرال الأعلى و ننسى حاليا الاهتمامات الأخرى. أيها الجنرال الأعلى، أ يمكنك أن تعلن عن بداية المسابقة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لوح باسل و تكلم بصوت مرتفع "أعلن عن بداية مسابقة اليوم العظيم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و تباعا لإعلانه، نسي الجمهور للحظات هوية قاتل الدم القرمزي و كل التساؤلات الحالية عنه ثم صرخوا بكل حماس لانطلاق المسابقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخلت الفرقتان اللتان اختيرتا كخصمين لبعضهما فصرخ الجمهور و تفاعل مع أعضاءهما. كانت هناك بعض الوجوه المعروفة بالنسبة لهم، لذا كل واحد راهن على الفرقة التي يظن أنها ستربح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلقت المعركة الأولى التي كانت فوق حلبة معززة بالسحر، كما انطلق أعضاء الفرقتين و تقاتلوا فيما بينهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت هناك شروط عن عدم القتل، إضافة لخسارة الفرقة بمجرد فقدان كل أعضاءها الوعي، و الشخص الذي يخرج من الحلبة يُقصى من القتال ليترك فرقته تنقص عضوا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن أثناء قتال هاتان الفرقتان، كانت هناك بعض الظلال الغير مهتمة بتاتا في قتالهما و تناقلوا الهمسات فيما بينهم فقط "إذا هذا هو قاتل الدم القرمزي ذاك، يبدو أنه غر مغرور كما قال القاضي الأكبر، لنرى كيف سيتفاعل مع المفاجأة التي سنقدمها له"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تمتم واحد آخر من الظلال المتخفية "يبدو أنه الشخص الذي يملأ عقل كريمزون أكاغي بأحلام واهية كمنح حق التلقيب و غيرها من الأشياء الواهمة، إن أزلناه من الطريق، فسيكون من السهل على ما أعتقد تغيير رأي كريمزون أكاغي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أضاف شخص آخر من الظلال "لن يكون هناك حاجة لتغيير رأي كريمزون أكاغي، عندما نبدأ عملنا الفعلي، لن يكون هناك وجود لعائلة كريمزون حتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>علق واحد آخر "بحلول المغرب، سيقوم القاضي الأكبر بحركته، عندها، سيكون بإمكاننا قطع رأسه بعدما يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"بحلول المغرب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بحلول المغرب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"بحلول المغرب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تناقلت الرسالة بين المتخفيين في الظلال. كانوا مندمجين مع الجمهور تماما، تحمسوا مثل الآخرين على القتال، تزايدوا و راهنوا كما لو لم يكن هناك شيء في أذهانهم غير المسابقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت المسابقة و كانت هناك قتالات مثيرة للغاية لأعين مشاهديها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>**</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالسوق المركزي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح السوق أكثر إشراقا بعد اختفاء عائلة غرين، لم تعد هناك ضرائب خيالية عليهم، كما كان الثمن يقرر بالإجماع و ليس من طرف شخص واحد فقط، أصبح السوق أكثر شعبية أكثر من أي وقت مضى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح يتواجد هناك العديد من التجار المشهورين من كل أنحاء العالم لإيجادهم حرية أكبر و رخاء مريحا. و التاجر الذي أصبحت مؤخرا له شهرة كبيرة جدا خصوصا في السوق المركزي كان تاجر عائلة كريمزون، التاجر كريمزون ناصر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يعرف هذا الشخص بالنسبة للعالم إلا منذ مدة وجيزة، و بالرغم من ذلك، بسبب حمله للقب كريمزون و الذي جعله يصبح أميرا، كان قادرا على أن يصبح من أشهر التجار و أكثرهم ربحا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>على عكس غرين هيملر الذي كان سابقا يتحكم بالسوق التجاري كما يشاء لكونه الأمير، فكريمزون ناصر كان خلافا لشخصيته و أفعاله كليا. حتى أن الأمير ناصر لا زال يتاجر بنفسه، و الشيء الوحيد الذي تغير كان توسع أعماله على مستوى العالم أجمع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اليوم، ظهر التاجر ناصر في السوق المركزي بعدما اختفى لمدة طويلة، فهو كان يأتي ليتاجر لمدة من الوقت ثم يغادر لمكان ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعرض للكثير من الاطراءات من قبل الكثير من الناس أثناء توجهه لمتجره الذي أصبح عبارة عن مبنى ضخم للغاية به كل أنواع السلع التي تخطر على البال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"سيدي الأمير ناصر، هل تنوي مشاركتنا اليوم في تجارتنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"عندما يحل علينا الأمير ناصر يصبح السوق مشرقا للغاية، فلتزد من عدد زياراتك لنا يا سيدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>على الرغم من أن التاجر ناصر كان داخل عربة بسيطة، إلى أن الناس علمت عمن يتواجد بداخلها بسبب تناقل الأقوال، لذا لم يكن هناك شخص لا يعلم عن مجيئه. كان يعتبر فخرا لكل تاجر، فهو أصبح عبارة عن هدفهم الأعلى، تاجر عامٍ لا يملك عائلة، أصبح أميرا. ليس هناك تاجر لم يشعر بالغيرة و الحسد كما شعر البعض الآخر بالاحترام و التقدير تجاهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما وصل التاجر ناصر لمتجره، دخل ثم بدأ العديد من العمال يتحركون بسرعة كبيرة كما أفرغ العديد من السحرة مكعبات تخزينهم، و كل ما خرج منها كان الإكسيرات بأنواعها الثلاث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم التاجر ناصر موجها كلامه نحو العمال "سيكون هناك قتال في البيع لأيام، لا أريد من أي واحد منكم أن يتوقف و لو لثانية واحدة عن إنجاز أعماله، عند مجيء دورك في الراحة يمكنك التوقف، لكن إلى أن أقول 'انتهينا'، فسنستمر بالعمل بجنون حتى نستطيع أن نكون البائع الأكبر. هناك عدة عائلات ستنافسنا هذه المرة في السلعة الجديدة، لذا من لا يثق في إمكانياته أو أنه لا يرى إمكانية استمراره معي حتى النهاية، فليخرج حالا من متجري، هذا قتال يجب علينا ربحه مهما حصل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع انتهاء التاجر ناصر من كلامه، صرخ العمال كلهم جاعلين المكان يهتز بالكامل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الخارج، بدأ الناس يتساءلون عما يحدث فاقتربوا من المتجر، فإذا بهذا الأخير يفتح أبوابه كاملة مع صراخ التاجر ناصر "إعلان لجميع السحرة، إعلان لجميع الطموحين، إعلان للقوي و الضعيف. أنا التاجر ناصر من عائلة كريمزون، و أعلن لكم عن طرحي لسلعة تتجاوز السلعة التي ظهرت للعالم من خلالي قبل شهور قيمةً بكثير. أنا أناشدكم بالإسراع، فهذه المرة الأسرع هو الأوفر حظا، لدينا أدوات و سلع ستجعل لعابكم يسيل، لدينا أشياء ستغير تفكيركم كليا، و من الآن فصاعدا، ستشهدون كلكم تحولا عظيما. تغير في التاريخ، كل شيء سينقلب، توازن القوى سيكون له تحديث و جميع ما عرفتم عنه سابقا سيكون من الماضي المختلف عن مستقبله. و كل هذا سيحدث بما سترونه و تختبرونه من عندنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ التاجر ناصر و جلب أعدادا مهولة من المشترين، بدأت بعشرات فصارت مئات حتى أصحبت آلافا، و لم يمر وقت طويل حتى بدأت الدهشة في الانتشار و الخبر في الامتداد عبر أراضي الإمبراطورية، من العاصمة نحو الاتجاهات الثمانية كاملة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصلت أخبار عن بدء العديد من العائلات الكبرى أيضا في بيع ما عرضته عائلة كريمزون الحاكمة بنفس الوقت الذي شرع فيه التاجر ناصر بالتحدث. لذا لم يكن يرتكز الأمر على العاصمة فقط، بل حتى العديد من المدن المجاورة لها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عائلة موراساكي، كيرو، لان، كين، كورو... كل العائلات الكبرى بدأت فجأة في التجارة بمثل هذه السلع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه السلع جعلت لعاب الآلاف يسيل كما وعد التاجر ناصر، بل و أنها تجاوزت هذا المدى و نشبت بعض القتالات هنا و هناك بسببها بسرعة كبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبح الكل يرى فائدة هذه السلع التي ظهرت، كما توقع البعض الذكي ما يمكن أن يحدث بعدما انبثقت مثل هذه الأدوات التي يمكنها أن تجعل عديم الفائدة ذي استخدام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أعميت عيون الكثير، و تراقصت الأموال كما تتراقص أسراب الطيور في السماء. ثم بدأت تظهر علامات صغيرة لثورة عظيمة، فبدأ الناس يتوقعون رؤية العلامات الكبيرة عما قريب، و مدى تأثيرها على العالم كله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح العديد، كما تفاجؤوا كلهم، و بدأت المنافسة العظمى من أجل كسب و لو واحدة من تلك السلع التي بدت لكل واحد منهم كما لو أنها كنز مفقود ظهر للوجود</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من كان يخفي ثروة، صرفها في هاته السلع و شرع في تكوين ثروة أخرى بما كونه من هذه السلع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، في أي وقت و أي مكان، كما يتواجد المؤيدون يظهر المعارضون</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>*</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالمحكمة المركزية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان القاضي عادل بالقاعة الرئيسية للمحكمة المركزية و يقف خلف القاضي الأكبر الذي تكلم بصوت مرتفع بينما يحدق من واحدة من المنافذ نحو العاصمة "لقد قام ذلك الغر بخطوته أسرع مما توقعت، لكن هذا لا يهم، لأنه سوف يلقى نهايته هذه الليلة، أليس كذلك أيها القاضي عادل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انحنى القاضي عادل ثم أجاب "نعم، كل ما يخرج من فم القاضي الأكبر عبارة عن حقيقة لا تشوبها شائبة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاها" ضحك القاضي الأكبر بجنون كما لو أنه جنرال عظيم كسب حربا أبدية. ثم بعد ضحكته الطويلة خرجت كلمات معبرة عن سبب تصرفه السابق "الغر المغرور، قال أنه يريد أن يتكلف بأموري ! يا له من أمر مضحك، فلنر كيف سيتكفل بأموره أولا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر القاضي الأكبر في ضحكه باستمرار كما أضاف "أليس كذلك أيها القاضي عادل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انحنى القاضي عادل ثم قال "معك كل الحق أيها القاضي الأكبر" و مع انتهاءه من كلامه التوت حافة فمه التي لم يرها القاضي الأكبر، لا هي و لا ما يقبع خلفها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر اليوم على طوله مليئا بأحداث ثاقبة، أعلن عن وجود أميرة باسم أنمار، كما علم الجميع عن ترقي قاتل الدم القرمزي لمنصب الجنرال الأعلى. و الشيء الصادم أكثر كان السلع التي ظهرت و شغلت اهتمام كل شخص موجود بالوجود</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تناقلت الأخبار بين التجار و وصلت للآخرين حول العالم كما لو أنها رياح متنقلة لا يمنعها من السفر بر و لا بحر. و في لحظة، أصبحت الإكسيرات حديث العالم الواهن الذي لم يكن يعلم سكانه عنها شيء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كما انبثق صوت مرعب من أعماق أرخبيل البحر العميق، كان صوتا عميقا للغاية و حادا لدرجة لا توصف، كما حمل معه غضبا مستبدا، و نية قتل جعلت الستة المحيطين بصاحبه يقشعرون من وجوده الضاغط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"سألعن من تجرأ على إفساد خططي، سأقتل من أقدم على مواجهتي. لم تعد هناك تحركات بالظلال، من تجاسر على التحرك بكل ضراوة في حضرتي سيلقى الصرع المجحف. فلتتحرك كل القوات المتمركزة بإمبراطورية الرياح العاتية بجرأة أكبر، و بمجرد ما أن تصل للقلب، فليتم القلب. اليوم أقرب من أي وقت مضى لسيطرتنا الكاملة التي ستكون انطلاقتنا نحو السيادة العظمى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انحنى الستة المحيطين به و تكلموا بنفس الوقت "كلمات ظل الشيطان حقيقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أصبحت العاصمة في حالة هائجة حاليا بعدما كان سكانها أول من سمع تلك الأخبار المفجرة للعقول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهور أميرة تسمى بأنمار على حين غرة، و يبدو أنها حفيدة الإمبراطور أكاغي من ابنه المفقود أكاي. إضافة إلى تسرب هوية قاتل الدم القرمزي و إيجاد أنها تعود لفتى في عمر يناهز الخامسة عشر، ناهيك عن ترقيه لمنصب الجنرال الأعلى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الإكسيرات التي فجرت عقول السحرة و التجار، كل من جربها كاد أن يطير من الفرحة. و من رأى مفعولها تسابق لشراءها. أصبحت الأجواء حامية أكثر و أكثر مع مرور الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم بعض السحرة الذين في المستوى الأول فيما بينهم "يبدو أن تلك الإكسيرات لها مفعول قوي جدا. و بسبب هذا، فهي باهضة الثمن كثيرا، أتصدق أن واحدا منها يصل ثمنه لـ50 قطعة أصلية ذهبية؟ إنه ثمن مرتفع جدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم واحد آخر "لا تكن غبيا، قد يكون يبدو مرتفعا بالنسبة لنا، لكنه بسيط لسحرة من المستوى الخامس و السادس، حتى سحرة المستوى الرابع يمكنهم شراءه إن اجتهدوا. و إضافة لذلك، ألم تسمع بفائدتها؟ فهي يمكن أن تجعل الساحر يرتفع في المستويات بسرعة مدهشة للغاية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تناقل الكلام من بين الناس جميعا. قد يبدو من الوهلة الأولى أن ثمن الإكسيرات مرتفع، لكن بعد معرفة مفعوله و عطاءه، يفقد الجميع ألوانه و يقر بالثمن على أنه بخس حقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الإكسيرات تصنع من طرف الكيميائيين خصيصا لأنهم قد حولوا طاقتهم السحرية كلها لطاقة سحرية خالصة. لكن من كان له تحكم مذهل في الطاقة السحرية عامة و في الطاقة الخالصة خاصة، كان بإمكانه استخدام القليل من الكيمياء أو الكثير وفقا لمدى تحكمه في طاقته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صنعت الإكسيرات من مسحوق أحجار الأصل المصنوع من أحجار الأصل، إضافة لبعض الأعشاب من المناطق المحظورة، و أحجار الأصل نفسها. لم يهم مستوى الحجر الأصلي الموضوع في الخليط، لأن ما كان مهما هو الطاقة السحرية الخاصة بالوحوش السحرية التي يحتوي عليها حجر الأصل هذا. فكان بالإمكان خلط أحجار أصل من مستويات مختلفة في مرجل واحد و بدء العملية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقط، يكون من الصعب على كيميائيين بمستوى معين السيطرة بطاقتهم الخالصة على أحجار أصل بمستوى أعلى من الخاص بهم، لذا يلجئون لاستخدام أحجار أصل من مستوى أقل من الخاص بهم عن طريق وضع أعداد كبيرة منها حتى يصلوا للطاقة المطلوبة بناء على مقدار المقادير الأخرى التي وضعت في المرجل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان مردود الإكسيرات واحد دائما و لا يختلف من واحد لآخر. و الشيء الذي كان يختلف هو مدى نقاء هاته الإكسيرات. قد يكون هناك كيميائيون غير موهوبين و لم يستطيعوا إنتاج إكسير نقي، و هذا يجعل المستهلك يصرف وقتا أطول في استخلاص فائدة الإكسير، إضافة إلى إزالة الشوائب و تنقية مسار نقط الأصل الخاص به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل هذا يكون عملا مرهقا و غير محبذ. لذا عندما قرر باسل تعليم الكيميائيين الثلاثة من عائلة كريمزون طرق الصنع، حرص على تلقينهم دروسا مكثفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يصبح نمو الساحر الذي يحول طاقته السحرية كاملة إلى طاقة خالصة سريعا للغاية. فكما كان الحال مع الكيميائيين، كذلك كان الأمر بالنسبة للحدادين. فالجد سميث كان بالمستوى السادس عندما التقى به باسل لأول مرة. و الآن، بعدما استهلك الإكسيرات هو الآخر، أصبح في قمة المستوى السابع منذ زمن، و وصل لمرحلة متطورة. و كل ما ينتظره الآن، هو معرفة طريقة الاختراق لمستوى أعلى، فلم يعد يبدو له المستوى السابع كالحد الأقصى على الإطلاق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما كان الكيميائيون و الحدادون يستهلكون الإكسيرات، كانوا يتطورون بشكل أسرع، فطاقة الإكسيرات تكون أقرب لكونها خالصة، و هذا الأمر كان في صالحهم أكثر مما هو للسحرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و حاليا، ليس الجد سميث فقط، بل الكيميائيون الثلاثة الذين كانوا بالمستوى الثاني فقط قبل شهور، هم أيضا أصبحوا في المستوى السابع و أصبحوا ركيزة عائلة كريمزون في صنع الإكسيرات و إنتاجها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت التجارة بالإكسيرات طوال اليوم. اشتعلت قتالات و خلافات عدة في كل مكان. لكن في الأخير من كان يستحق فقط هو من كسب. ليس أي شخص استطاع كسب نصيب له، أولئك من هم من العائلات المرموقة كانوا أول من استطاع تجربة الإكسيرات و معرفة قيمتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت هناك العديد من الطلبات على طريقة الصنع كما حدث مع الأدوات التي ظهرت قبل شهور. لكن كانت ردة الفعل التي أتت من البائعين هي نفسها التي أتت منهم قبل شهور. لم تكن طريقة الصنع متاحة للبيع أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغل الفرصة من استطاع، و من لم يفعل، فلم يستسلم، لا زالت الأيام طويلة، و ما عليه فعله هو الإسراع في جني المال و شراء الإكسيرات ليتطور في المستوى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتشرت أخبار طريقة الاستهلاك أيضا، فلم يكن على الشخص شرب إكسير التعزيز مرتين متتاليتين و لا يجب أن يفعل حتى يهدأ بحر روحه و يستقر.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كما كان الحال نفسه مع إكسير العلاج، و أخيرا إكسير التقوية الذي نصح بعدم الإكثار منه لعدم ترك فراغ في المستوى بين الطاقة السحرية و البنية الجسدية و الذي سيسبب في الكثير من الأضرار أثناء استخدام الساحر لسحره ببنية ضعيفة، إضافة لانخفاض درجة تأثيرها مع مرور الوقت و في كل استخدام لها إن استخدمت بشكل مكثف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن كان هناك بعض الأشخاص من أهملوا مثل هذا الأمر، لكن ليس لأنهم لم يثقوا بالتعليمات، أو لأنهم كانوا أغبياء. على العكس، بل لأنهم وثقوا في كلام البائعين و لأنهم كانوا أذكى من البعض الآخر. فهؤلاء، كانت بنية جسدهم قوية للغاية و تفوق مستواها الطبيعي، لذا طرأت فكرة في عقولهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالوا لما لا نجرب استهلاك الإكسيرات إلى أن تتساوى بنية أجسادنا مع مستوى طاقتنا السحرية؟ هكذا لن يكون هناك مشكل عندها. و بمجرد ما أن فعلوا حتى حدث أمر عجيب للغاية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في جميع أنحاء العاصمة و المدن القريبة منها و التي خرجت من أسواقها الإكسيرات أيضا، اخترق العشرات من المستوى الخامس للسادس مرة واحدة. هذا الشيء جعلهم ينفجرون من الحماس. لم يفرحوا هم فقط، بل حتى العائلات التي ينتمون لها و المحيطين بهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم واحد منهم "الآن ببلوغي المستوى السادس، لن أخدم أحدا بعد الآن، سأطالب بلقب الجنرال و أصنع لقبا لي و عائلة نبيلة سأجعلها تصل لأعلى الدرجات"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن هو الوحيد فقط، بل كان هناك العديد من الأشخاص الذي حدث لهم نفس الأمر و صرحوا "إنني من أقوى السحرة في العالم الآن، سوف أطمح للقمة من الآن فصاعدا، لقد ظننت أن الأوان قد فات علي بما أنني بلغت المائة، لكن من كان يعلم أن هناك بعضا من الأمل متبقي؟ ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان غالب سحرة المستوى الخامس عبارة عن عجزة، فهم وصلوا لهذا المستوى بعد إفناء حياتهم في التدرب محاولين بلوغ المستوى السادس لكنهم لم يستطيعوا، فبعدما بلغوا المستوى الخامس، وجدوا أنفسهم قد أصبحوا كبارا في العمر كثيرا و نموهم أصبح بطيئا للغاية و يكاد يصبح متوقفا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع مثل هذا الشيء حدث للكثير، فهناك بعض رؤساء العائلات الذين كانوا بقمة المستوى الخامس، لكنهم كانوا قد كبروا في السن و توقف نموهم. و عندما اخترقوا للمستوى السادس الآن، صرحوا كلهم "لن يزدري عائلتي أي شخص آخر بعد الآن أو يتم قمعها من عائلة كبيرة أخرى. الآن بعدما بلغت المستوى السادس، سأصبح جنرالا و أطالب بحقي في الأراضي و حقي في اعتبار عائلتي من العائلات الكبرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ بعض الأشخاص يتحمسون كثيرا، هناك من اعتقد أن بإمكانه أن يصبح الحاكم الجديد حتى، هناك من رأى أنه يقترب من كونه الرجل الأقوى في العالم، هناك من بدأ يرى قيمة لنفسه أكثر من السابق و أخرج جذوره من أي عائلة انتمى لها سابقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بالطبع، هذا كله حدث هذا اليوم فقط، و قبل أن يصل غروب الشمس حتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن، هؤلاء الأشخاص الذين أحسوا بمثل هذا الشعور اليوم، لم يكونوا هم الأولين، فقد كان هناك سابقون. قبل أكثر من شهرين من الآن، أعطيت الإكسيرات لشخص آخر، هذا الشخص كان القاضي الأكبر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع عند استهلاكه للإكسير الأول، لم يخترق، لكن مع مرور بعض الوقت و التدرب مع شرب الإكسيرات، استطاع الاختراق من المستوى السادس للمستوى السابع. و لم يكن هو الشخص الوحيد الذي تطور، فبعد كل شيء، هو لم يحتكر هذه الإكسيرات لنفسه فقط، بل حتى أنه قد أسرع في إعطاءها للبعض، لم يقتصر الأشخاص الذي أعطاهم هذه الإكسيرات على أعضاء المحكمة المركزي فقط، بل حتى أنه أقدم على منحها لرؤساء بعض العائلات مقابل بعض الخدمات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالمحكمة المركزية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاها، ها هي ذي الشمس تغرب، ها هو الوقت ذا يحين، و ها نحن أولاء قادمون أيها المجد العظيم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح القاضي الأكبر في مكانه و أكمل "الغر المغرور، سوف يلقى حتفه بيديه. سأريه معنى التجرؤ على التصرف بتعال في حضرتي أنا الإمبراطور القادم، أنا الإمبراطور الذي سيختاره الشعب و الناس أجمعين. يبدو أنه في المستوى السابع على ما أعتقد بما أن هالتي لم تنفع ضده سابقا، لكن ليس هناك شيء كبير بهذا، فكل ما علي فعله هو جعله يواجه أشخاصا بنفس مستواه، هاهاهاها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن بعدما ضحك القاضي الأكبر عبس و فكر بداخله "لا يزال أمر شاهين ذاك يشغلني، فهو فاقد للوعي تماما و مهما حاول السجانون إيقاظه لم يستطيعوا. لم يكن بإمكاني الذهاب إلى هناك بعدما زار ذلك الغر ذلك المكان لإبعاد الشبهات، لكن... ! حسنا، قال أولئك الأشخاص أنه لن يتكلم مهما حدث. لكن لا يهم إن تحدّث أم لا، فهذا لن يغير مصير ذلك الغر هذه الليلة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت الشمس تغيب و اقتربت من الاختفاء كليا، كما اقتربت المسابقة في معقل التشكيل من الانتهاء. أحاط خمسة سحرة بساحر بالحلبة و استخدموا سحرهم عليه كلهم مرة واحدة مخرجين إياه من الحلبة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و كإعلان لفوزهم، صرخ الحكم باسمهم مرافقا لكلمة الانتصار، كما أضاف بعد ذلك "و هكذا ننتهي من اليوم الأول من مسابقتنا، أتمنى أن تكون قد حازت على إعجابكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غربت الشمس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فجأة، حيث لا يتوقع أحد و لا يظن و لو في أحلامه، في المكان الخاص بالجنرال الأعلى باسل و قادة التشكيل الخاص به، حصل انفجار خلف وراءه نارا عظيمة استطاعت جعل كل الحاضرين يشعرون أنهم يشوون من بعيد بمجرد حضورهم أمامها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الجمهور كما ارتعد الكثير، ما الذي يحدث؟ من الذي يجرؤ على مهاجمة قاتل الدم القرمزي و أتباعه؟ لن يكون أبدا شخصا في كامل عقلانيته !</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان غالب الحضور من الناس العامة، كما كان هناك بعض النبلاء، إضافة لسحرة أتوا للمراقبة أو التمتع. العديد منهم سمع بالأخبار التي بالخارج، لكن لسبب ما، و لا واحد منهم استطاع الخروج. بناء على أمر من الجنرال الأعلى باسل، كل من تواجد بالكولسيوم لم يسمح له بالانصراف إلى حين انتهاء المسابقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هناك من أراد التصرف بعنف، لكنه وجد نفسه محاطا بسحرة من المستوى الخامس، لذا وقف في مكانه من دون أن يفعل شيئا و عاد لموضعه السابق بكل طاعة فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن، أغلب من أراد المغادرة سابقا بدأ يحس بأمر غريب، و لسبب ما فهم ما يحدث. لم تم منع خروج أي أحد حتى يحين المغرب؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الآن، بعدما حدث مثل هذا الانفجار فجأة، هرع الناس في كل اتجاه باحثين عن مهرب. لكن، ظهرت فرقة من العدم من حيث لا يدري أحد. كان هناك من استطاع الملاحظة من أين أتت هذه الفرقة، فمن بين الجمهور خرج هؤلاء الأشخاص، فقط قاموا بتغيير بملابسهم إلى أخرى مختلفة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هؤلاء، أسرعوا في قيادة الناس لمخارج الكولسيوم. لكن في الحقيقة، لم يكن هدفهم إخراج الناس، بل الحرص على عدم امتزاج أشخاص محددين معهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد لحظات، فرغ الكولسيوم تماما من الناس، و أغلقت جميع المخارج. و من تبقى بداخل الكولسيوم كان عددا قليلا بالمقارنة بما سبق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان لا يزال هناك أشخاص في درج الجمهور، كانوا عشرة أشخاص بالضبط. وقف كل واحد منهم في مكان على طول الدرج الدائري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما يحلق واحد آخر في السماء. مرتفعا بسبب نار تنفجر من تحته جاعلة إياه يحلق في السماء. هذا الشخص كان يلتف حوله اللهب و يحدق في جهة مكان باسل و قادة التشكيل، و بعد لحظات تغيرت نظراته فعبس ثم تكلم بصوت منزعج مع حفاظه على هدوئه "كما هو متوقع، هجوم كهذا ليس كافيا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الجهة المقابلة له و التي يحدق بها، انقشع الغبار فاتضحت الصورة جيدا للمشاهدين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل لا يزال يجلس على كرسيه الفخم و يضع قدما على الأخرى كما كان قبل أن تغرب الشمس. و بينما تقف شي يو بجانبه، كان القادة الأربع الآخرين يحيطون به من جميع الجهات مع تفعيلهم لطاقتهم السحرية بسبب دفاعهم من الهجوم السابق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مع ظهور عبوس على وجهه "لقد وصف لي القاضي عادل ما يحدث، لذا كانت لدي شكوك، و ها هي ذي تتأكد" حتى هذا الوقت لم يكن باسل يحدق في جهة الشخص الذي بالأعلى و إنما نظر للآخرين الذين بالأسفل في الدرج فقط. لكنه أكمل كلامه بعدما رفع وجهه للأعلى و حدّث ذلك الشخص الطائر في السماء "أليس كذلك يا تابع حلف ظل الشيطان؟ لقد حرصت على استخلاص بعض المعلومات القيمة من صديقكم شاهين، على عكس أفعاله، فأقواله كانت مفيدة للغاية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس ذلك الشخص الطائر بالسماء ثم حدق في ابتسامة باسل التي جعلته يغضب أكثر و أكثر كلما حدق فيها. انطلاقا من كلام باسل، فلا بد من أن شاهين قد أفصح عن بعض الأمور التي لا يجب عليه قولها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم هذا الشخص الطائر في السماء بداخله "كما توقعت، عندما وقع في يد الأعداء كان يجب علي قتله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بعدما رأى تعابير الشخص الطائر بالسماء "لا إجابة صوتية، لكنني أخذت الإجابة التعبيرية. يبدو أنكم استطعتم التوغل أكثر مما كنت أظن. شاهين بجانب الأمير الذي طمح ليكون إمبراطورا، وايد بجانب الأميرة التي أرادت بلوغ القوة التي لا يجب على البشر مسها. و الآن، أنتم بجانب ذلك المغفل الذي يحلم أن يكسب العرش لنفسه. يا له من أسلوب مضلل حقا، لو أنني تأخرت في المجيء إلى هنا لعام آخر لكانت هذه الإمبراطورية في يدكم بالفعل، لا، ليست الإمبراطورية فقط، بل العالم أجمع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف باسل من على الكرسي الفخم ثم تكلم "أحلام واهية من أرواح فقيرة، يجب أن يكون ذلك المغفل يطير من الفرحة في الوقت الحالي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أحلامك هي الواهية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم أخيرا ذلك الشخص الطائر في السماء. كان يصنع تعبيرا فخورا للغاية، كان يبدو كما لو أنه يزدري الذين يحدق بهم. تحدث بعدما رفع من حدة صوته أكثر "سيدنا ظل الشيطان شخص عظيم، غر مثلك لا يقارن به أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل بكل هدوء "شخص عظيم؟ كيف لروح فقيرة أن يكون مالكها شخصا عظيما؟ هل بسبب شخصيته؟ طموحه؟ أتباعه؟ قوته؟ لا شيء من هذا، ما يجعل الشخص عظيما هو روحه. سأنادي أي شخص حافظ على روحه سليمة و خطى بها على طريق الأقوياء طامحا في بلوغ ذروة المسار الروحي بالشخص العظيم. و أيّا كان، إن خالف شرطا واحدا من تلك الشروط لن يكون في عيني سوى روحا فقيرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل بعدما ظهرت عليه بعض الإشارات لتفعيله طاقته السحرية "سأخبرك بشيء يا أيتها الروح الفقيرة، لقد أتيت أنت و حاشيتك إلى هنا آملين في تلقيني بعض الدروس. لكن، ألم تصلكم بعض الأخبار عن اختفاء واحد من الذين تنادونهم بالقدماء الكبار؟ هل تريد مني إنارتك عما حصل له؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الشخص الطائر في السماء في باسل محاولا اكتشاف ما الذي يقصده بكلامه. لقد وصلتهم الأخبار بالطبع عن اختفاء واحد من قادتهم الكبار، لكنهم لم يعلموا أين اختفى بالضبط، فهو كان يتمركز بإمبراطورية الأمواج الهائجة بينما يوسع قواته و يتبع أوامر سيدهم ظل الشيطان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل أكثر من شهرين، اختفى فجأة الأقدم الكبير فالتشر إضافة لمساعده كازيمارو. هذا الأمر جعل ظل الشيطان يغضب كثيرا، و أمر بالبحث عنه، إن وُجِد حيا فسيلقى عقابا أسوء من الموت، و إن كان ميتا، فيجب الانتقام له و جلب رأس قاتله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قامت أنمار و القادة الكبار بعد انتهاء المعركة ضد الأقدم الكبير بأمر الجنود و كل من شهد ما حدث بالتستر عن الأمر. فالسبب الأكبر من هذا كان إخفاء الأخبار عن حلف ظل الشيطان، و لهذا لم تكن هناك أي أخبار عما حدث غير الحرب، أو القوة التي أظهرها باسل، أو العدو الذي ظهر من العدم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع، كان يجب على الكبير أكاغي كإمبراطور أن يقوم باجتماع مع القاضي الأكبر ليخبره بأن هناك عدوا للعالم كله قد ظهر، و شاهين واحد منهم. لكنه لم يخبره أبدا عن باسل أو عن المعركة التي حدثت بينه و بين هذا العدو تجنبا لكشف هوية باسل. فهذا الأخير كان عبارة عن ورقة رابحة لا يجب أن يعلم عنها أحد قبل أوان الوقت المناسب لذلك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل أن تكون هناك حربا حتى، حذر باسل القادة الكبار جنبا إلى جنب مع الكبير أكاغي من المحكمة المركزية. و بسبب نوايا هذه الأخيرة، وجد باسل أنه من السهل عليه جعلها تتحرك وفقا لمخططاته. فأعطى للقاضي الأكبر الإكسيرات و جعله يبقى خارجا عن شؤون الحرب حتى يخصص وقتا ليهتم به لمرة واحدة و أخيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن يعلم الكبير أكاغي أن حلف ظل الشيطان قد بدأ ينمي جذوره داخل المحكمة المركزية بالفعل. و بعد مدة من الوقت، أتى خبر لأذن الكبير أكاغي بينما كان باسل لا يزال غائبا عن الوعي. قام القاضي عادل بتبليغ رسالة له عن ظهور أشخاص بمستوى مرتفع جدا بالمحكمة المركزية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن القاضي عادل يعلم عنهم حتى كشفهم له القاضي الأكبر، فهذا الأخير كان يخفيهم عن الضوء لمدة طويلة، حتى رأى أن الوقت المناسب لظهورهم قد حان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن القاضي عادل لم يعلم أن هؤلاء الأشخاص هم في الحقيقة توابع لحلف ظل الشيطان. و ليس هو فقط، بل حتى القاضي الأكبر بنفسه لم يعلم عندها أنهم من حلف ظل الشيطان. فكما حدث مع غرين شارلوت و أخيها غرين هيملر، تقرب منه أعضاء من حلف ظل الشيطان من دون أن يعلم. و ظن أنه قد وجد أشخاصا موهوبين فقط كما ظنت غرين شارلوت أنها وجدت ساحرا في المستوى السادس و كانت محظوظة، و لم تعلم أنها كانت مجرد أداة لذلك الساحر و منظمته ليبلغوا هدفهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد استيقاظ باسل و سماع الأخبار من القاضي عادل مباشرة، راودته بعض الشكوك. و عندما سمع كلام شاهين و رأى هؤلاء الأشخاص تأكدت ظنونه كلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت نوايا القاضي الأكبر تصل لمسامع باسل طوال الوقت، و كان هذا من خلال القاضي عادل الذي أصبح تابعا مخلصا لباسل. فبعد لقاءهما الأول خلال إلقاء القبض على غرين هيملر، و بعدما رأى القاضي عادل أهداف باسل النبيلة، أخبره عما ينوي القاضي الأكبر فعله. و هكذا كان باسل قادرا على وضع المحكمة المركزي تحت أعينه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فالقاضي عادل كان شخصا يريد دائما المصلحة لوطنه، و طموحات القاضي الأكبر جعلته يشعر بالاشمئزاز منه فقط. كيف لقاض أقسم على حماية وطنه و اتباع القوانين بكل إخلاص أن ينوي التسبب في حرب داخلية و ثورة ستؤدي بهذا الوطن للتهلكة؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الآن، في حين كان القاضي الأكبر منشغلا بالانتهاء من أمر باسل، لم يلاحظ تلك الظلال التي كانت تقترب من خلفه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالمحكمة المركزية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم القاضي الأكبر مع القاضي عادل بفرحة كبيرة "يجب أن يكون ذلك الفتى المغرور الآن يعاني، و أخيرا ثم أخيرا، لقد اقترب أوان الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق فيه القاضي عادل ثم أحنى رأسه و قال "نعم يا سيدي، لقد اقترب حقا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عض القاضي الأكبر تفاحة ثم فكر بداخله "لم أكن أعلم أن أولئك الأشخاص من حلف ظل الشيطان ! لكن هذا لا يهم، لقد قالوا أنني سأستطيع الغدو إمبراطور هذه البلاد، و يجب علي فقط الاستماع لهم. لكن من المغفل الذي سيفعل هذا؟ بعدما أقضي حاجتي معهم سأقتلهم، لا يجب أن أترك أي خيط ورائي يدل على تلقي العون من حلف ظل الشيطان، هذا سيسبب لي المشاكل لاحقا فقط لا غير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم القاضي الأكبر ثم ضحك بعدها بشدة و اقترب من القاضي عادل فضرب بيده على ظهره بينما يقول "فلترافقني أيها القاضي عادل في فرحتي، فلتنادي باقي القضاة، سوف تكون هناك وليمة اليوم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالعودة للكولسيوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم ذلك الشخص الطائر في السماء بعدما اسود وجهه "ما الذي تحاول قوله؟ هل تلمح إلى أنك قتلت الأقدم الكبير فالتشر؟ شخص في مستواك فعل؟ ما هذه المزحة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بصوت حاد "سنرى إن كان كلامي مزاحا أم لا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتفعت طاقة باسل السحرية فبدأ عنصر النار يتشكل حوله، ازدادت كثافته أكثر فأكثر حتى بلغ قمته. مباشرة بعدها أخرج سيفيه الأثريين و شحذهما بطاقته التي شحنها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، استهجن ذلك الشخص المحلق في المساء ثم قال باستهزاء "همف، كما توقعت، قمتك هي المستوى السابع فقط، و مع ذلك لا زلت تتحدث بمثل تلك العجرفة ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سيفا باسل الأثريان عبارة عن أسلحة بالدرجة الثالثة، و عنصر النار الخاص به بقمة المستوى السادس، لذا في الحالات الطبيعية لن يكون بإمكانه استخدام سلاح أثري بالدرجة الثالثة. فساحر من المستوى السابع و ما فوق من بمقدورهم استخدام سلاحا أثريا بالدرجة الثالثة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن بما أن باسل يمتلك بحر روح قوي للغاية بالنسبة لساحر بقمة المستوى السادس، إضافة لتحكم خارق، حتى بمستواه الفعلي الذي هو المستوى السادس، كان باسل قادرا على التحكم في عنصر العزيز الذي بلغ المستوى التاسع. و بالطبع كان هذا ممكنا فقط بمساعدة من تلك القطعة الأرضية التي ظهرت في بحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا بقدرات باسل، حتى لو كان ساحرا بقمة المستوى السادس فقط، فتحكمه في الطاقة السحرية و الأسلحة السحرية إضافة للأسلحة الأثرية كان مدهشا للغاية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا باستخدامه لسلاحيه الأثريين، كان قادرا على التحكم فيهما لدرجة الكمال مرة أخرى فأصبح السيفين لهبين. و بتلويح من باسل، كان قادرا على قطع الهواء نفسه لمسافة طويلة بسبب قوة التلويح. اصطحبت القوة الناتجة عن التلويح معها قوة عنصر النار الخاص بباسل و الذي انطلق عبر السيف الأثري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بتحكمه في أسلحته لدرجة الكمال، كان باسل قادرا على أن يصنع هجوما مماثلا لسلاح أثري بالدرجة الخامسة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في مواجهة النار الآتية عبر اختراقها للهواء، ارتعد ذلك الشخص المحلق بالسماء و صرخ "الكمال في التحكم؟" و بسرعة شحذ طاقته السحرية ثم أطلق انفجارا ناريا و هرب مبتعدا عن الهجمة التي وجدها قد شارفت على إزهاق روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما استطاع هذا الشخص النجاة من هجوم باسل، وجد نفسه يتعرق من التوتر. فصرخ في وجه باسل "من أنت بالضبط أيها الغر اللعين؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجبه باسل و بدأ يستعد لتنفيذ الهجوم القادم. في حين، كان ذلك الشخص يحدق به كما لو أنه يرى وحشا أمام عينيه. الكمال في التحكم ليس شيئا يستطيع أي شخص استخدامه، فحتى من بين قدماءهم الكبار، ليس هناك من بلغ الكمال كله، بل استطاع الاقتراب منه فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صعدت القشعريرة مع ظهره، هو كساحر بقمة المستوى السابع، كان واثقا من نفسه للغاية، و ظن أنه باستطاعته هزيمة مثل هذا الفتى المغرور بكل سهولة. لكن، بعد رؤيته لما رأى، تعرق كثيرا و بدأ يرى أن الفتى ليس بغر مغرور، و إنما وحشا صغيرا لا يتكلم كلاما فارغا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحدث هذا الشخص بصوت عال جدا "كلكم، اهجموا من جميع الاتجاهات، يجب علينا أن نقتل هذا الوحش الصغير هنا و الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ العشرة الذين كانوا في صدمة مما شهدوه قبل قليل، ثم قفزوا كلهم مرة واحدة منقضين على قادة التشكيل و باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بام</em> <em>بام</em> <em>بام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجر مكان باسل و قادة التشكيل بسبب هجوم العشرة الذي جلب معه العواصف النارية و الجليدية، انهيارات ثلجية و إشعاعات ضوئية، اختلفت هجماتهم لكنها استهدفت نفس المكان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من بين الانفجار الضخم الذي حدث، انبثق ظل خارجا من الغبار المنتشر بسرعة كبيرة جدا ثم استخدم خطوات لم يستطع تتبعها و لا واحد من العشرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>وووش</em></strong></p><p><strong><em></em></strong></p><p><strong><em>بوووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في لحظة، بعدما استطاع الكل مشاهدة ذلك الظل بسبب توقفه، كان هناك شخصا محلقا في السماء و جسده يحترق من الخارج و يرتعد كما لو كان ينفجر كان من الداخل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بسبب هذا، تقيأ هذا الشخص الدماء بغزارة و درعه السحري الذي كان يرتديه قد تدمر كليا و أحس أن أعضاءه الداخليه تحترق من الداخل بعدما تعرضت للانفجار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مشاهدتهم لهذا الأمر، توقف التسعة و الشخص الذي كان يحلق في السماء عن التحرك تماما من شدة صدمتهم. كلهم حدقوا في باسل الذي كان صاحب هوية ذلك الظل ثم شعروا بالخوف الشديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم ذلك الشخص الطائر في السماء غير مصدق لما رآه "فن قتالي أثري؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تخرج هذه الكلمات من فمه إلا بعدما عانى الأمرين نفسيا، بعد مشاهدته لهذا الفتى يستخدم سلاحا أثريا بالكمال في التحكم، الآن يشاهده يستخدم فنا قتاليا أثريا، كم كان هذا الأمر مرعبا؟ و كم كان يجعل النفس تهاب هذا الشخص؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدم باسل الفن القتالي الأثري خطوات الرياح الخفيفة، لكنه هذه المرة أضاف لركلته عنصر النار الذي كان بقمة المستوى السادس، و ببنيته التي تجاوزت المستوى السابع بالفعل، جعل ركلته هذه تظهر كما لو أنها ركلة نارية من ساحر بالمستوى التاسع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الفن القتالي الذي كان أصله فنا ساميا يسمى بالفن القتالي الأثري، و لم يكن سوى فرعا صغيرا جدا من الفن السامي، و بعدما يتطور ليصبح جزء بسيطا، يسمى عندها بالفن القتالي الروحي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضد مثل هذه الركلة، لم يكن مصير ذلك الشخص الذي كان ساحرا بالمستوى السادس سوى أن يتعرض للانهيار الكلي أمامها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بركلة واحدة، انهار ساحر بالمستوى السادس تماما قبل أن يعرف ماذا حدث حتى. كانت بنية باسل الجسدية قوية للغاية مقارنة بمستواه السحري. لكن ما جعل هذه الركلة بمثل هذه القوة المذهلة، هو الفن القتالي الأثري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع أن باسل قد أتقنه منذ مدة لا يمكن وصفها بالطويلة، إلا أن القوة التي أخرجها كانت غير معقولة، و رفعت من إمكانياته لدرجة مخيفة. كان إتقان الفن القتالي الأثري بداية التوجه نحو إدراك الفن السامي، كان الانطلاقة التي يجب على كل شخص المرور بها قبل أن يحلم بالفن السامي حتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لا زال باسل يتقن فرعا صغيرا جدا فقط، لا زال في الغصن الأول فقط. و مع ذلك، بقوة هذا الغصن الأول فقط كان قادرا على جعل ساحر بالمستوى السادس يخرج من الحسابات تماما من دون التفكير في عودته للمعركة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما شاهد ذلك الساحر الطائر في السماء ما حدث، لم يعد يستطيع تحمل هذه الصدمات أكثر بعد الآن. أولا الكمال في التحكم، و الآن، فن قتالي أثري، من أتقن واحد من هذين الاثنين كان بمقدوره أن يصل للقمة، و في طريقه إليها، يكون بإمكانه ذبح أعداءه بكل سهولة، و لو كانوا بمستويات أعلى منه حتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لا زال باسل في الغصن الأول فقط، لا زال بالفرع الصغير جدا من الفن القتالي الأثري فقط. لكن، بعدما يصل الشخص لمرحلة حيث يكون باستطاعته استخدام و لو الجزء البسيط فقط، أي الجذع الأول، فعندها سيكون بإمكانه فتح طريقه عبر إبعاد كل من يعترضه، سيكون بإمكانه مناداة نفسه بخبير الفنون السامي و يصنع مساره الفني الخاص</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من بين السحرة الروحيين، فقط القليل من كان يستطيع استخدام جزء من الفن السامي. كل من استطاع منهم، كان قادرا على صنع اسما له و تخليده في التاريخ بشكل غير متزحزح. كل خبراء الفن الساميين كانوا معروفين بهيبتهم، رهبتهم، و طغيانهم. كل من تجرأ على تحديهم كان يلقى مصرعه قبل أن يعلم حتى، و مسارهم اشتهر بالمجازر و المذابح التي كانت تضحية من أجل تطورهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن لدى ذلك الساحر معرفة كبيرة بشأن الفنون السامية الأربعة عشر، لكنه علم بشأن الفن القتالي الأثري. بلع ريقه بشدة و لم يعلم كيف يجب أن تكون خطوته القادمة، لأنه مهما حاول العثور على خطوة ناجحة، يجدها تفشل و تسقط في الأعماق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنفس باسل ببطء كما اتخذ وضعية القتال الخاصة به. وقف بشكل مستقيم بدون أي اعوجاج، ثم رفع يديه أمام وجهه، و كانت اليد اليمنى أعلى من اليسرى قليلا. فقط باتخاذه لوضعيته، كان قادرا على جعل الرياح الباردة تصعد مع العمود الفقري لذلك الشخص الطائر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووش</em> <em>ووش</em> <em>ووش</em> <em>ووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في لحظة، ظهرت أربع ظلال خلف باسل بسرعة خاطفة. لقد كانوا قادة التشكيل إلا شي يو التي حافظت على مركزها السابق من دون أن تتحرك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم واحد من التسعة موجها كلامه لذلك الشخص الطائر "أيها القائد فلايمر، ما الذي يجب علينا فعله؟ هل نتراجع؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق به فلايمر ثم أخرج نية قتله تجاهه كما لو أنه ينوي قتله . في الحال، التفت ذلك التابع لجهة باسل و أحكم القبض على سيفه. لقد فهم معنى نظرة قائده تلك جيدا، ليس هناك تراجع، فقط معركة حتى الموت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فكر فلايمر بداخله لقليل من الوقت بينما يصنع نظرات متحسرة "أصبحت الخيارات ضدنا تماما، لكن... هناك شيء يجذبني، لقد لمح لقتله السيد فالتشر، كيف كان بإمكانه فعل هذا؟ هل حقا قام بهذا فقط بالفن القتالي الأثري و كماله في التحكم بالأسلحة الأثرية فقط؟ لا يمكنني الاقتناع بهذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حده هو المستوى السابع فقط، و من يخترق للقسم الثاني من مستويات الربط تتضخم طاقته كثيرا. حتى بالفن القتالي الأثري أو الكمال في التحكم، لم يكن محتملا خسارة السيد فالتشر ضده. فالقسم الثاني يتجاوز القسم الأول بكثير، المستوى شاسع بينهما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يفهم فلايمر أبدا كيف، لذا لم يستطع الاقتناع. إلا إذا كانت هناك مساعدة ضخمة في جانب هذا الفتى أو كان يمتلك كنزا أثريا أو روحيا مذهلا، غير ذلك، لا يمكن هزيمة الأقدم الكبير أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لذا في الحال أمر التسعة الآخرين "كلكم، استهدفوا أولئك الأربعة، لا يجب ان تكون هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لكم معهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقض أولئك التسعة على قادة التشكيل الأربع بشكل متوحش، كانت بالإمكان الشعور بنية قتلهم بوضوح. كانوا كلهم بقمة المستوى السادس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقسموا لثلاث مجموعات، كل واحدة أتت من جهة. و كلهم استهدفوا قادة التشكيل فقط من دون الاهتمام بباسل أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فجأة، بدأ قادة التشكيل يتحركون، و أول من فعل منهم كان فانسي. بحركة يدوية دائرية، قام بتلويح سيفه الأثري و قطع الهواء فتشوه الفضاء ثم تموج لقليل من الوقت قبل أن يختفي قادة التشكيل من المشهد تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووش</em> <em>ووش</em> <em>ووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بتتابع ظهر سيفان من الفراغ و قطعا اثنين من أعضاء المجموعة التي أتت من الخلف و المكونة من ثلاث سحرة، كما توجه سهم ناري مشتعل للثالث منهم و قام باختراقه ثم انفجر بنفس الوقت. تفاجأ أعضاء هذه المجموعة كثيرا، فهذه الهجمات التي ظهرت من العدم حملت معها شفرات جليدية و كتل ثلجية إضافة لانفجارات نارية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بسرعة تفرقوا و تشتت تشكيلتهم. المجموعتان الأخريان اللتان أتيتا من اليمين و اليسار وجدتا نفسيهما قد التقتا ببعضهما، و أمامهما باسل. أراد أعضاؤهما التراجع بسرعة لكن فات الأوان و كان باسل قد نقذ حركته بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بام</em> <em>بام</em> <em>بام</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بخطوات الرياح الخفيفة، استطاع باسل تنفيذ ثلاث ركلات متتابعة حطمت دروع أعضاء المجموعة الأولى، أما الثانية، فكان من بينهم ساحر وهم قام بجعل مجموعته تفر من الهجوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدث الأمر بشكل سريع للغاية، و قبل أن يدرك فلايمر ما حدث حتى كان الأوان قد فات بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لو أنه لم يأمر تينك المجموعتين بالتراجع لكانا قد تعرضا للإبادة. أمرهما عبر خاتم التخاطر، و مع ذلك كان متأخرا، في تلك اللحظة كانت الخدعة قد نُفذت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تم تشتيت ذهن أعضاء المجموعات الثلاث بسحر فانسي الوهمي، فتم مهاجمة المجموعة الأولى ليجذب لها الانتباه. هكذا نسي المجموعتان الأخريان باسل الذي كان قد رتب دورته التنفسية و كان في أتم الاستعداد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندها، تم تحذيرهم، لكن مجموعة فقط من استطاعت الهرب هجوم باسل، أما المجموعتان الأخريان، فقد تعرض أعضاءها لإصابات بالغة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدم قادة التشكيل كلهم أسلحة أثرية من الدرجة الثانية، و الشخص الذي كان لضربته تأثيرا أكبر من بينهم كان تورتش الذي كان معتادا على سلاحه الأثري أكثر من الآخرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان تحكمه جيد للغاية به، و بضربة واحدة منه كان قادرا على اختراق درع العدو السحري و تفجير جسده مباشرة. و هذا الشخص الذي تعرض لمثل هذا الهجوم منه كان ميتا بالفعل. أما الاثنين الآخرين من مجموعته، فقد تعرض واحد منهما لشفرات جليدية مترابطة من برودي، كما حفر شينشي الآخر المتبقي بحفار ثلجي كان قاسيا لدرجة جعلت من درع العدو السحري يتكسر كالزجاج و يترك طريقا للحفار ليخترق الجسد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل هجماتهم كانت مصحوبة بدعم من الأسلحة الأثرية من الدرجة الثانية، لذا أولئك السحرة لم يكن أمامهم مصير آخر غير التعرض للهزيمة النكراء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الثلاثة الذين هزمهم باسل بركلاته المدعمة بعنصر النار إضافة لبنيته الجسدية التي تعززت بالفن القتالي الأثري تحطموا تماما و فقدوا الوعي في الحال. كانت ركلاته سريعة للغاية، و بسبب هذا أصبحت كتلتها أكبر و أكبر حتى حطمت الدروع السحرية لأشلاء تماما و حطمت أجساد الأعداء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هُزِم ستة، واحد منهم قتل بالفعل من طرف تورتش، و لم يتبقى سوى ثلاثة بجانب فلايمر الذي صرخ مرة أخرى "كيف لك لهم أن يملكوا أسلحة أثرية كلهم؟ من الذي صنعها لهم؟ أيها الوحش الصغير ! من يدعم ظهرك؟ كيف لك أن تحوز على كل هذه الأشياء النادرة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اتخذ باسل وضعة القتال ثم شهق و زفر ببطء مغمض العينين. فتح هاتان الأخيرتان بعدما هدأت الأوضاع و عم الصمت تماما بالكولسيوم، ثم قال عندها بكل رصانة "لو كنت تمتلك فضولا لا يشبع و تعلمت من الأفضل، فصنع الأسلحة الأثرية سيكون شيئا سهلا القيام به مع الممارسة. لكن، جزء التعلم من الأفضل هو الأهم، فمن دون إرشاد، لن يكون بإمكانك إشباع فضولك النهم و الشره"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعلّمَ من الأفضل؟ بسماع هذا التصريح، اقتنع و فهم أخيرا فلايمر و اعتقد مع نفسه "كما توقعت، هناك من يدعم ظهره ! لكن من عساه يكون؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "سأقول لك شيئا جيدا، شيئا تعلمته من الأفضل. 'أولئك من ليس لديهم طموح ثابت، لن يبلغوا. و أولئك من لديهم شغف و فضول لا ينتهيان، سيكون بمقدورهم فتح الباب الروحي لبلوغ ذروة مساره'. أرواح فقيرة مثلكم لن تستطيع استيعاب عمق هذا الكلام أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اسود وجه فلايمر تماما فصرخ في وجه باسل "أصمت أيها الوحش الصغير ! "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "اصرخ كما تشاء، لكن كما حدث لأقدمك الكبير، ستلقى مصرعك أيضا. لكن لا تقلق، سأمنحك وقتا لتندب. و الآن، فلتقم بخطوتك، فأنا أنتظرك أيتها الروح الفقيرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استفز باسل فلايمر، فجعله ينزل من السماء ليحافظ على طاقته أكثر كي يواجه باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مرة أخرى "سأجعل الأمر عادلا بالنسبة لك، لن أستخدم سلاحيّ، و الآن، فلتتقدم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حرك باسل أصابعه الأربع جاعلا فلايمر يهتز من الغضب أكثر و أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يشعر فلايمر بهذه الإهانة منذ أن انضم لحلف ظل الشيطان قبل سنتين، و هذا اليوم تعرض لأكبر إهانة في حياته كلها و ليس فقط بعدما انضم للحلف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج سيفه الأثري و الذي كان من الدرجة الثالثة، كساحر بقمة المستوى السابع شارف على بلوغ القسم الثاني من مستويات الربط، كان فخورا للغاية و ازدرى كل العباقرة الآخرين بموهبته المدهشة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعمر الخامسة و العشرين فقط، كان بإمكانه أن يصبح اليد اليمنى لأقدم كبير، و توقع منه الجميع أن يكون الأقدم الكبير القادم و الذي سيخدم ظل الشيطان بشكل مباشر. و ها هو ذا اليوم يكتشف فتى أصغر منه بعقد بموهبة و عبقرية لا يجرؤ على ازدراءها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل أن يهجم، فكر في كيفية تنفيذه لخطوته. و هكذا، تذكر فجأة أمرا نسيه بسبب ملاحظته للأسلحة الأثرية و التي جذبت كل انتباهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سابقا عندما هاجمت الثلاث مجموعات، لم يكن في الحقيقة بإمكان قادة التشكيل الاستجابة بتلك السرعة الهائلة إلا لو كان هناك تنظيما معينا، و أي تنظيم يحتاج لملقي التعليمات. عندها، أخيرا تدارك فلايمر الأمر و حدق في المكان الذي كان به باسل و قادة التشكيل الأربع سابقا. هناك، وجد شي يو تحدق به و بالثلاثة المتبقين معه من دون أن ترمش فتضيع منها أي لحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اللعنة" شتم فلايمر "ابنة العاهرة، كنت أظن أنها مجرد إضافة، لكن من كان يتوقع أنها مخططة قتالاتهم. كان يجب علي البدء بها أولا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت شي يو تهمس بخاتم التخاطر لقادة التشكيل و باسل طوال الوقت، و تخبرهم عن التحركات التي يجب عليهم تنفيذهم، كل خطوة منهم كانت مقررة بناء على حكمها و فهمها الخاص لتحركات العدو. كانت إرشاداتها كاملة و مكتملة من دون عيوب على الإطلاق، لم يكن هناك أي خلل في تعليماتها، لا زيادة و لا نقصان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>برؤية فلايمر يلعن، تكلم باسل مرة أخرى "أكبر خطأ قمت به ليس استخفافك بي، و إنما عدم وضعك تشكيلي في عينك و عاملتهم كإضافة. لو أنك تحركت بعقلانية أكثر لكان أتباعك قادرين على الحركة على الأقل حتى الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لعن فلايمر و انطلق بسرعة صارخا "أصمت أيها اللعين. أنتم، كلكم ادعموني، سنقتل هذا الشقي مجتمعين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووش</em> <em>ووش</em> <em>ووش</em> <em>ووش</em></strong></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="صبرى فخرى, post: 71623"] [HEADING=1][B]عصر الاهوال نهاية السلسلة الأولى (الجزء العاشر) [/B][/HEADING] [B]ما الذي يحدث في هذا العالم؟ في هذه المدينة، في قصر عائلة هويز، كيف يمكن لتلك العائلة أن تسقط بكل هذه السهولة؟ من هو العدو؟ لماذا هاجم؟ ما المفعول الآن؟ ما الذي سيحدث لنا؟ أسيكون مصيرنا الموت أيضا؟ أنا لا أريد هذا بقي أهل المدينة يتساءلون في مكانهم بينما يرتعدون و يخافون أن يأتي دورهم، هذا العدو أباد عائلة كاملة تعتبر الرابعة من ناحية القوة في كامل الإمبراطورية في مدة قصيرة جدا، هل هو بشر حتى؟ أ الشياطين عادوا مرة أخرى؟ [I]ووووش[/I] [I]وووووش[/I] [I]وووش[/I] عدة ظلال جاءت من جهة القصر و في لحظة اختفوا بالكامل من دون ترك أي أثر، لقد اختفوا حرفيا من أنظار الجميع، لذا حتى عندما قدمت التعزيزات كان كل شيء قد انتهى بالفعل (أيها المعلم تشارلي، لقد انتهينا هنا، ماذا عنك؟) تكلم الجنرال براون عن طريق خاتم التخاطر مع الرئيس تشارلي في جهة الرئيس تشارلي، تحت قدميه يوجد رأس مقطوع بينما عدة جنود يقفون في الجانب يرتعدون، للدقة، هم لم يكونوا واقفين، لكن راكعين خائفين مرتعدين كما لو أنهم يواجهون الآن وحشا أمامهم تكلم الرئيس تشارلي عبر خاتم التخاطر (أيها الفتى براون، أتعتقد أنك ستكون قد انتهيت و أنا لم أفعل؟ رأس عائلة غين 'سيلفر' تحت قدمي الآن، ما أخرني و أخذ مني الوقت هو التحدث مع أتباعه و جنوده، لقد مات سيدهم، لذا أفكر فيما سأفعله بهم) قال الجنرال براون (أيها المعلم، هذا لوقت لاحق، فلنذهب لنلحق بالرئيس أكاغي) (آه، أنا آت) و بعد أن قال هذا بنظرة قاتلة وجهها للأتباع الراكعين قال "كما ترون أنا ليس لدي وقت، لذا سأذهب، ما رأيكم؟ لما لا تخدموني من الآن فصاعدا؟" صدم الأتباع و لم يستطيعوا إخراج أي كلمة أخرى، لكن واحد منهم وقف و قال "أيها العجوز، لقد قتلت سيدنا، لا تعتقد أنك ستفل..." [I]قطع سقوط[/I] سقط رأس الرجل الذي تكلم أمام الأتباع و عندما رأوا هذا الشيء أمام أعينهم لم يستطيعوا التحمل أكثر فقالوا بسرعة "مرنا يا سيدنا" ابتسم الرئيس تشارلي ثم قال "همم، هذا جيد، فلتجمعوا بقايا جنودكم و سوف أعطيكم مهمتكم" "حاضر" تكلم الرئيس تشارلي عبر خاتم التخاطر مرة أخرى (أيها الفتى نبيل، نحن عائدون) (حاضر يا والدي) في جهة الرئيس أكاغي الذي كان بداخل عربة مع باسل و الرئيسة فايوليت و أنمار بينما يتجهون نحو العاصمة تكلمت الرئيسة فايوليت بعد مدة من الصمت و التحديق في باسل "هل أنت من عشيرة النار القرمزية؟" "أمم" تعجب باسل و حدق الرئيس أكاغي في الرئيسة فايوليت فتكلمت هذه الأخيرة "عشيرة النار القرمزية، العشيرة الأسطورية التي كانت تختبئ في ظل عائلة كريمزون، لقد ظننت أنها انقرضت في 'انقلاب الليلة الواحدة'، لقد أخبرني أبي عنها، كانت القوة المخفية لعائلة كريمزون و التي لم يتوقعها أحد، فكانت السبب في فقدان العديد من العائلات لعشرات الآلاف من جنودهم النخبة، فهم لم يتوقعوا أن يكون لعائلة كريمزون مثل هذه الورقة الرابحة، لكن كما قلت، اعتقدت أنها انقرضت، لكن..." وحدقت في باسل قال الكبير اكاغي "لم تُبَد عشيرة النار القرمزية بالكامل، فلقد كان هناك صبي نجى، و عندما كبر مات مع ابني الأول مسموما، في الحقيقة لم يكن ابني الأول هو المستهدف الوحيد قبل 35 سنة، بل حتى سليل عشيرة النار القرمزية كان مستهدفا، يمكنك حتى قول أنه السبب الرئيسي و ابني الأول كان الإضافة، عندما اخترق ابني الأول المستوى الرابع جذب أنظار الأعداء، و بسبب هذا كانت المراقبة عليه شديدة مما أدى إلى كشف سليل عشيرة النار القرمزية الناجي، كان هذا الناجي أكبر من ابني الأول بسنتين فقط، لكنه كان يفوق ابني الأول موهبة بكثير، و كانا كما لو أن المؤسسين العظيمين قد تجسدا من جديد، لكن برؤية هذا الخطر الذي ينمو شيئا فشيء، خاف الأعداء و كيدوا ما كيدوا، فتم تسميمهما فماتا، و الذي كان وراء هذا هو عائلة غرين" صدمت الرئيسة فايوليت من هذا الخبر فسألت "إن كان قد مات، فكيف ولد هذا الطفل؟" "لقد كانت زوجته حاملا في ذلك الحين، ولد الطفل و كبر ثم تزوج و ولد الفتى الذي أمام عينيك، هذا كل ما عليك معرفته" حدقت الرئيسة فايوليت في باسل مطولا و بتعجب بينما تتذكر الألم من الضربة سابقا، فقالت مع نفسها "عشيرة النار القرمزية، هاه؟ إنها حقا عشيرة مرعبة إن كان سليل واحد منها بكل هذه القوة و في هذا العمر فقط" ثم غيرت نظرها في اتجاه أنمار و سألت "و من أنت؟" حملقت أنمار بها و لم ترد عليها و جلست بهدوء تاركة الرئيسة فايوليت تحاول تخمين هويتها تقدم جندي يركب على حصان لجانب العربة "سيدي" تكلم باسل "ماذا هناك يا تورتش؟" "يبدو أن الجنرال منصف و الجنرال رعد قد لحقانا" "هوه، هذا جيد، لم يتبقى سوى الرئيسين براون و تشارلي اللذين قالا أنهما اقتربا" تكلم الرئيس أكاغي ثم قام بأمر سائق العربة بالتوقف خرج فتبعه باسل، ركب هذا الأخير فوق العربة و بقي الكبير أكاغي على الأرض فرح الكبير أكاغي بالمنظر أمامه -وراء العربة- و تنفس الصعداء، و أحس براحة كبيرة قال باسل "أيها الكبير أكاغي، لقد كنت قد وعدتك برد حقك، انظر الآن و تمعن جيدا، هذا الجيش القوي يتقدم في سبيل إرجاعك أنت و عائلتك لموضعكم السابق" كان أمامهم جيش يتكون من الآلاف و كل واحد منهم يركب حصانا، كلهم سحرة، ليس هناك و لو جندي واحد عادي، جيش من عشرات الآلاف كله يتكون من السحرة، لكن المثير في الأمر هو أن كل هؤلاء السحرة لا يوجد هناك منهم من هو أقل من المستوى الرابع سوى شخص واحد" قال الجندي تورتش "سيدي، سنحتاج منك القيام بخطاب تشجيع" قال باسل "خطاب تشجيع؟ ما هذا؟ أنا لا أريد، إنه مزعج و ألم في المؤخرة فقط، فلتقم به أنت" ابتسم تورتش و قال "هيا هيا، ألم تفعل هذا في لقائنا أول مرة؟ و أنا ليست لدي جاذبية مثل الخاصة بك، أظن أنك بمجرد ظهورك و إعلانك عن هويتك فسوف تجذب الحضور بالكامل" نظر باسل في وجهه و قال بعد أن حك رأسه "آه؟ أظن أنه ليس هناك خيار آخر" أخرج أداة غريبة على شكل دائرة و وضعها أمام فمه ثم صرخ بصوت مرتفع [انتباااااااااه] كان الصوت مرتفعا جدا و يصل للقلوب، تحس أنه يتوغل بجسدك، فجعل هذا الجميع ينتبه لجهة باسل [أيها الجنود، لقد دُمِّرت عائلتي هويز و غين و العديد من العائلات الصغيرة، هذا لأنهم قرروا الوقوف في جانب عدونا، من اختار الجانب الخطأ فليتحمل مسؤوليته، و لم يتبقى الآن سوى العدو الرئيسي و القليل من العائلات الصغيرة التي تدعمه. اعلموا أن هذا الانقلاب سيكون البداية فقط لتقدم عائلة كريمزون، أنا هو القائد العام للجيش و اسمي باسل، أنا حليف عائلة كريمزون الذي سمعتم به مؤخرا، أنا من سيقودكم في هذه الحرب، و أنا من سيقودكم إلى المجد، مجد لم تتخيلوا أنفسكم أنكم في يوم من الأيام سوف تكسبونه، أنا هنا و الآن أعلن عن بداية غزو عائلة كريمزون للعالم و جعل إمبراطوريتنا الإمبراطورية الوحيدة في هذا العالم، و كبداية سوف تعود عائلة كريمزون لحكمها] تغلغل الصوت و شق طريقه بين الحضور، انصدم هذا الأخير من هذا التصريح و لم يجدوا أي كلمات للتعليق عن هذا، فهم صدموا من حقيقة أن حليف عائلة كريمزون السري الذي كانت هناك إشاعات تدور حوله في الأيام الأخيرة كان في الحقيقة عبارة عن هذا الفتى أمامهم، لكن، بسبب التصريح الذي قاله باسل فقد نسوا هذا الأمر و جعلهم يركزون على كلامه أكثر و نسيان حقيقة أنه فتى، فكل واحد منهم هنا يعلم بشكل جيد، العمر في عالم السحر لا يقرر مدى قوة الشخص، و خصوصا بعد ظهور هذه الإكسيرات الغريبة، و لاسيما أن مبتكرها هو هذا الفتى الذي يقف أمامهم لذا أكمل باسل [كل واحد منكم هنا أصبح أقوى، و بالطبع بما أنكم أصبحتم أقوى في هذه المدة القصيرة، فكذلك فعل الجنرالات الذين في صفنا، و بهذا أنتم تعلمون، لدينا القادة 'الأقوى'، و الجنود 'الأقوى'، لذا نحن هم 'الأقوى'، فلنجعلها مجزرة كاملة مكتملة يرتعد منها السامع البصير العاقل و الغير العاقل، فلنجعلها إعلانا لقوتنا التي لن يستطيع أن يقف في وجهها أي أحد، فلنجعلها خطوتنا الأولى في سبيل الوصول لهدفنا] تحمس الجميع، اقشعرت أبدانهم، فتحوا أفواههم، أحكموا قبضاتهم، رفعوا أذرعهم للأعلى مع رفع باسل خاصته أيضا محكما قبضته و قال [هدفنا توحيد العالم أجمع] "هوووااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه" تحمس الجنود كثيرا و صرخوا بصوت مرتفع جدا اهتزت له الأرض، وصل هذا الصوت لعدة أميال، كانت نبرة باسل في الكلام حازمة، و بدى كملك يلقي خطابا، و مع قوله الجملة الأخيرة صارت معنويات الجيش في قمة الارتفاع الكبير أكاغي الذي رأى هذا المنظر، كان قلبه يكاد يتحطم من مشاعر الفرح، و هنا تذكر كلام باسل (...... و بهذا سأجعل عائلتك الأقوى في الإمبراطورية أولا ثم في العالم ثانيا ) حدق في باسل و كادت الدموع تنهمر من عينيه، جسده اقشعر و شعر جسده وقف، إنه حقا ينوي القيام بما قاله حرفيا نزل باسل و قال لتورتش "حسنا كيف كان هذا؟" حدق تورتش في باسل بنظرة احترام فائق و قال "أفضل خطاب مشجع قد سمعته يا سيدي" "هاهاها" ضحك باسل و قال "حقا؟ إذا هذا جيد" الجنرال منصف و الجنرال رعد اللذان كانا بمؤخرة الجيش صدما من كلام باسل، غزو العالم؟ يا له من تصريح جريء، لا، كلمة جريء لا توافيه حقه قال الجنرال منصف "السيد الصغير يعرف حقا كيف يحمس الجنود، هاهاها" تكلم الجنرال رعد الذي كان في جانبه "يبدو أن خطوته الأولى في جعل هذا العالم مستعدا كما قال قد بدأت للتو" ابتسم الجنرال رعد و تهجن "همف" أكمل الجيش المسير متجه نحو العاصمة في هذه الأثناء كانت العاصمة في حالة فوضى كبيرة جدا، وصل خبر بداية انقلاب عائلة كريمزون، لذا نادت عائلة غرين العائلات التي تسيطر عليها لكن الغريب في الأمر هو 'و لو عائلة واحدة من خارج العاصمة قد أتت' 'لماذا؟' هذا التساؤل حير عائلة غرين لمدة طويلة قبل أن تعرف السبب الرئيسي العاصمة التي تمتد لمئات الأميال كان شكلها دائري، كان السور هو محيط الدائرة خارج هذا السور المحيط، بعيدا بآلاف الأمتار عنه، كان يتمركز هناك جيش على طول محيط الدائرة و ما الذي كانوا يفعلونه؟ حسنا، هذا واضح، يقتلون أي شخص يقترب من العاصمة بهدف مساعدة عائلة غرين كان هذا الجيش ينقسم لخمس، كل جيش يتمركز عند بوابة من بوابات العاصمة الخمس و بالقرب من البوابة الأمامية الرئيسية يوجد هناك جيش يترأسه جنرال، نعم إنه الرئيس 'كورو هِيْ' كان لكل شخص دور يقوم به الكبير أكاغي و باسل لعائلة 'موراساكي'، الجنرال رعد لعائلة 'آو'، الجنرال منصف لعائلة 'كِيِرو'، الجنرال براون لعائلة 'هويز'، الرئيس تشارلي لعائلة 'غين'، و في الأخير تبقى الرئيس 'كورو هِيْ' الذي كلف بحراسة العاصمة. لا يجب أن يدخل لها أي شخص مهما كان، و إن حاول أي شخص الهروب من العاصمة غير الناس العامة أو له أي علاقة بعائلة غرين يجب أن يذبح (قبل الاجتماع الذي أقامته عائلة كريمزون) (في قصر عائلة كورو) "سيدي، 'الرئيس مارون براون' قد أتى لرؤيتك" قال الرئيس هِيْ "و ماذا تنتظر، فلتدخله الآن" "حاضر" "هكذا إذا، عائلتي و عائلتك هما الوحيدتان من العائلات الكبرى اللتان لم يتدخلا في الانقلاب قبل خمسين سنة، لكن والدي قد أخبرني عما حدث بكل تفصيل، فلقد كان له مصدر معلومات جيد، و الآن أنا أشهد بعيني ما تقوم به عائلة غرين بامتلاكها الحكم" وقف الرئيس هِيْ ثم قال للجنرال براون الذي كان يقف أمامه "أنا معكم، لا يعجبني الوضع الحالي، و كما قلت، عائلة كريمزون ستكون حاكما جيدا، لاسيما إن كانت ستقوم بجعل عالمنا مستعدا لأي هجوم قد يأتي مستقبلا من الشياطين" ابتسم الجنرال براون ثم قال "أنا أشكرك يا صديقي" تكلم الرئيس هِيْ "هيا لا تكن هكذا، و فوق كل شيء، أنا سأنضم لكم لأنه طلب منك يا صديقي المقرب، لقد كبرنا مع بعضنا البعض منذ الصغر، فكيف يمكنني تجاهل طلب مصيري كهذا منك؟" "هاهاها" ضحك الجنرال براون ثم قال "حسنا إذا بشأن الاجتماع، كل ما عليك فعله هو..." (بالرجوع للوقت الحالي) كان الرئيس هِيْ يجلس في دائرة مع أعضاء من عائلته تكلم أحد منهم "يا والدي، نحن هنا لأيام الآن، ماذا سنفعل بعد القيام بهذه المهمة؟" أجاب الرئيس هِيْ "أمم، يبدو أنك متحمس يا هِيْسي، سننتظر الجيش القادم و ننضم له في المعركة الكبرى" وضع هِيْسي يديه على جنبيه و رفع رأسه للأعلى "أوووه، إنني أشتعل، و أخيرا سيرون عظمة السيد هِيْسي، كآااكاكاكاكا، انتظروا فقط أيها الأوغاد، كاكاكاك..." [I]طن[/I] أتت ضربة لرأس هِيْسي من امرأة بشعر أسود طويل جدا يصل لأسفل الركبتين قال هيسي بينما يمسك رأسه "ماذا تفعلين يا عمتي يامي؟" "همف" تهجنت يامي ثم قالت "أنا أحاول تجريب إيقاظ القليل من الذكاء في عقلك فقط" عبس هيسي و قال "همم، الذكاء أمام القوة الغاشمة لا شيء" ابتسمت كورو يامي ثم قالت "هوه، إذا أنت تعترف بأنك تفتقر للذكاء، حسنا لما لا نجرب ضربة أخرى أو عدة ضربات، فمن يعلم، ربما تكون عبقريا في الحقيقة، و هناك شيء في دماغك يجب إصلاحه فقط من أجل تحرير هذه العبقرية الكامنة" شحب وجه هيسي ثم قال "إييه؟ لا، لا أظن، أنت تعرفين، إنهم يقولون ذلك المثل، آه، ماذا كان؟ آه، صحيح صحيح، 'ليس هناك دواء للغباء'، لذا لا يهم ما تفعلين فلن أصبح عبقريا كما قلت" "أمم، هيا هيا، من يعرف، قد أكون مستكشفة هذا الدواء" قالت يامي المبتسمة بينما تقترب من هيسي الذي يتراجع للوراء و في الأخير هرب ثم تبعته يامي "هاهاهاهاهاهاها" ضحك الجميع الذين في الدائرة مما حدث و قال أحد منهم "علاقتهما لا تتغير أبدا" ابتسم الرئيس كورو هي و نظر في اتجاه ابنه الذي يتعرض للضرب من قبل عمته بعد مدة عادت يامي بينما تقول باستهتار "حسنا، أظن أنه كان محقا بعد كل شيء، لم تظهر عليه أي علامات للعبقرية" و هيسي كان منشورا على الأرض و العديد من الكدمات على رأسه "أممم" لاحظ الرئيس 'هي' شيئا فوقف ثم نظر للبعيد و ابتسم ثم قال "افرح يا هِيْسي، لقد حان الموعد" نهض هيسي من مكانه بسرعة و اتجه نحو حجر مرتفع و وقف فوقه ثم نظر في الاتجاه الذي أشار إليه أبوه "أوووووه، إنهم قادمون، إنهم قادمون، لقد انتظرت طويلا، و أخيرا أتى هذا الوقت" وقف الجميع و استعدوا ثم تكلم الرئيس 'هي' عبر خاتم التخاطر "إلى كل الوحدات، فلتجتمع أمام البوابة الرئيسية" "حاضر أيها الرئيس" أتى الكلام من أربع أصوات مختلفة (في العاصمة، بالقصر الإمبراطوري الذي كان في فوضى عارمة) تكلم الإمبراطور "لقد فعلتها عائلة كريمزون اللعينة، لم أكن أظن أنهم سيتحركون بهذه السرعة؟ عائلتي هويز و غين قد دمرتا بالفعل، و ليست هناك أي عائلة من خارج العاصمة قد أتت مستجيبة طلبنا بسبب اعتراض ما، اجمعوا كل القوات و اجعلوهم يحيطون بالقصر" "حاضر" كان جميع الشيوخ حاضرين في الغرفة الرئيسية و العديد من رؤساء العائلات الصغيرة، و بالطبع جميع الأمراء و الأميرات كذلك، كان يقف الأمير الثاني بالجانب محكما قبضتيه و يصر أسنانه تكلم مع نفسه (اللعنة، لم تظهر عائلة كريمزون أي تحركات غريبة، لقد أرخينا دفاعنا بما أنها لم تفعل أي شيء لمدة خمسين سنة، أنا أعرف أن عائلتنا هي التي ظلمت أولا، لكن...انتظر، ظلمت أولا؟ أليس الخطأ يقع على عاتق مؤسس عائلة كريمزون لخيانته عائلتنا في المقام الأول؟ إن رأينا هذا من منظور آخر، فكما يقول أبي، نحن لم نسلب شيئا و إنما استرجعنا حقنا فقط" فقد الأمير الثاني هدوءه و بقي يفكر في الكثير من الأشياء من دون توقف كان هناك أميرين آخرين، لكنهما لم يكونا سوى ساحرين في المستوى الثاني مثل الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' التي كانت ترتعد خوفا و رعبا في مكانها فبعد كل شيء، بما أن عائلة كريمزون قادمة فمن المؤكد أن ذلك الشخص قادم أيضا، ماذا يجب أن تفعل؟ هل تهرب؟ لكن الإمبراطور أمر بقتل أي شخص يحاول الهروب، و أيضا هناك قوة ما تحرس العاصمة، سيكون من الصعب الانسلال من بين أيديهم، ماذا تفعل بالضبط؟ ليس هناك مهرب، سوف تلتقي بذلك الفتى مرة أخرى عندما هربت منه المرة الماضية شاهدت في طريقها كل الجثث المرمية على الأرض التي تخص السحرة من المستوى الرابع، لقد كانت هناك حوالي مئة جثة، هذا الأمر جعلها تغرق في العرق البارد و فهمت لماذا قال لها الساحر وايد أن تهرب، عادت للمعقل بعد أيام من رحيل باسل و صدمت مرة أخرى مما رأت، لم يتبقى من الساحر وايد سوى الرماد، و كذلك الحال مع الوحش الغريب، و المتعقبون من المستوى الخامس الذين وضعوا لمراقبة تحركات باسل كلهم لم يعودوا يستجيبوا بعد الآن من يستطيع هزيمة هؤلاء و محوهم من الوجود بكل هذه البساطة، فهو بكل تأكيد ليس ببشر. لقد ندمت لأنها اقتربت من باسل، لكن الندم لن ينفعها الآن، يجب عليها إيجاد طريقة لتنجو بها، أو على الأقل كي لا تتلاقى بذلك الفتى غرقت غرين شارلوت في العرق البارد لتتكلم معها أختها الكبرى "ما بك يا شارلوت؟ إنك ترتعدين بغرابة، ليست عادتك أن تخافين من أي شخص، هل عائلة كريمزون تسبب لك في كل هذا الرعب؟" تعجبت غرين شارلوت و عند إدراكها بالأمر وجدت نفسها ترتعد من دون أن تشعر، عائلة كريمزون؟ هذا لا يهم، بل ذلك الوحش الذي يقترب هو الذي يجب أن تخافوا منه قال الإمبراطور بصوت مرتفع "إن العدو يقترب، أريد من الجميع هنا أن يستعد استعدادا كاملا للدخول في المعركة، هنا و الآن سوف ننهي الحقد المستمر لآلاف السنين بأيدينا و نمحو عائلة كريمزون من التاريخ للأبد، الأمراء الثلاث و الأميرات الخمس سيترأسون جيشا، كذلك الحال مع الأمير الثاني و أخي الصغير، أنا سوف آخذ نخبة الجنود و أكون الدفاع الأخير" "حاضر" انحنى الجميع و كذلك فعلت الأميرة الخامسة لكنها كانت تقول مع نفسها "ننهي الحقد؟ أنا لا أهتم لشيء كهذا، سوف أجد طريقي هروبي عندما تبدأ المعركة، هل أعينهم أصبحت لا ترى الواقع، عائلتين من المرتبة الرفيعة كعائلتي هويز و غين دمرتا في ليلة واحدة، فكيف لنا أن نصمد أمامهم؟ لن أشارك في حرب خاسرة" قال الإمبراطور "مع أن عائلتي هويز و غين قد دمرتا، إلى أنه لا زالت اليد الكبرى في يدنا، على الأغلب أنهم قد استخدموا العدد لهزيمتهما، لكن لسوء حظهم، عددهم لن ينفع هذه المرة، فنحن لدينا الأفضلية من هذه الناحية لأننا استعددنا جيدا" استغربت الأميرة الخامسة، إن كان كلام الإمبراطور صحيحا، فقد لا تكون بحاجة للهرب، يكفيها أن تختبئ لحين نهاية الحرب [I]دووو[/I] فتحت الباب بقوة و دخل جندي يحمل تقريرا عاجلا "جيش الانقلاب وصل للعاصمة" صدم الجميع من هذا الخبر ليكمل الجندي "يقدر العدد ب50 ألف" "ما..ذا؟" تعجب الجميع فقال أخ الإمبراطور الصغير "هل أنت متأكد؟" "ن-نعم" قال أخ الإمبراطور "يا أخي الأكبر المحترم، إن كان هذا العدد فقط فسوف يكون من السهل علينا صدهم، لا، بل حتى تدميرهم، عائلتنا لوحدها تملك 150 ألف جندي، و عند إضافة عدد جنود العائلات الصغيرة التي أعطتنا جنودها يصبح العدد 250 ألف" "أووووه" تحمس الجميع فقال الإمبراطور "إنها نهاية عائلة كريمزون، يبدو أن هزيمة عائلتي هويز و غين قد كان لها ثمن باهض، انظروا، كما قلت لكم، لم يتبقى لهم الآن إلا القليل من الجنود، أحيطوا بالقصر بتقسيم الجيش لثلاث، بالجانب الشمالي سيكون هناك جيش يترأسه الأمير الثاني، و الجانب الجنوبي الشرقي سيترأسه أخي الصغير، و الجانب الجنوبي الغربي سيترأسه بقية الأمراء و الأميرات، بهذا سنكون قد أمّنا جميع الجوانب من كل الجهات" "أمرك يا سيادة الإمبراطور" تفرق الجميع فبقي الإمبراطور في مكانه و أحكم قبضته بينما يبتسم الأميرة الخامسة التي غادرت مع الأمراء الاثنين و الأميرات الأربع كانت قد وضعت على وجهها نظرة حازمة و يبدو أنها قررت ما ستفعل في هذه الأثناء كان أمام بوابة العاصمة -المدينة المورقة- الرئيسية جيش ضخم، كل حراس البوابات تراجعوا بأمر من القصر الإمبراطوري لينضموا للجيش، لذا لم تكن هناك أي مقاومة أمام البوابات فوق السور العالي كان يجلس باسل جلسة تربيعة و داخل في حالة تأمل بعد قليل وقف ثم فتح عينيه على العاصمة، القصر لا يزال يبعد أكثر من مئة ميل، لكنه بسبب كبره يبدو واضحا خصوصا من العلو الذي يقف عليه تكلم باسل عبر خاتم التخاطر (أمر لجميع القوات، هجوم شامل) [أتى الموت المخادع، فاندفع المتهور، كُشِفت الحقيقة، فجلبت معها يأسا، نتج عنه عذاب، تسبب في التخلي عن الإرادة في الحياة، فسُلِبت الأرواح] ما ردة فعل الشخص عندما يدق الموت على بابه؟ هناك أشياء معدودة يمكنه فعلها، أن يرحب به بكل سرور، أن يحاول الهرب منه، أن يقاتله، لكن ليس الكل لديه الشجاعة ليرحب بالموت بفرح، أو الشجاعة لقتاله، فأغلبهم يطغى على قلبه الخوف، و الرعب من فكرة 'نهاية حياته'، الفزع الذي ينتج من هذه الفكرة لا يترك لهم أي مجال للتفكير في أي شيء سوى شيء واحد لا غير 'الهرب' لكن، وا أسفاه، عندما يحضر الموت و يكون مؤكدا فليس هناك مهرب، بالتأكيد سيحاول، لكنه لن ينجح، لأن الموت عندما يطرق بابه، فإنه لا يطلب الإذن ليسمح له بالدخول، بل يُعْلِمه و يحذره فقط بقدومه ليحزم قراره إن كان قد تخلى عن حياته، أو وجد أن موته أفضل من عيشه، فبالتأكيد سيكون من المرحبين، و إن كان شجاعا، و لديه هدف لا زال عليه تحقيقه في هذا العالم، فسيكون من المقاتلين، لكن إن كان جبانا و أعطى ظهره، فسوف يكون من الهاربين الميتين الناس أنواع و أشكال، و قد يبدو من اللمحة الأولى أن عائلة غرين من المقاتلين، لكن هيهات هيهات، الموت الذي يدق على الباب في بعض الأحيان قد يكون مخادعا قد يرى الشخص أنه سهل و في متناول اليد، يمكنه قتاله و التغلب عليه بسهولة، لكنه يفاجئه بالحقيقة القاسية، ثم بعدها سيقول، آه، لقد كنت من ذلك النوع، إنه 'المتهور'، الذي ليس مقاتلا شجاعا، و لا مُرحِّبا متخليا عن الحياة، و لا هاربا جبانا، و إنما ليس سوى متهورا لم يكن يعرف أن الموت الذي دق على بابه لم يكن سوى 'مُوفَد' و الموت الحقيقي كان ينتظره ليأتي برجليه لعنده، فهو أرسل له مجرد مُوفَد ليغريه للخروج و من ثم يقتله ببطء، هذا النوع من الموت يكون دوما الأقسى من بين الكل، لأنه بخداعه يتسبب في يأس المتهور عندما يكتشف الحقيقة، و من ثم يقتله ببطء شديد. يخدعه و يجعله يقع في هاوية اليأس و يعذبه و عندما تختفي الإرادة في الحياة من على محياه، عندها يسلب منه الشيء الذي تهور و لم يحميه جيدا، يأخذ منه حياته التي لم يحافظ عليها جيدا عائلة غرين خدعت بعدد الجيش الذي يهاجمها، و يبدو أن هذا كان هدف باسل، كان بإمكانه حشد جيش ضخم جدا، لن يهتم بنوعية الجنود، سوف يقوم فقط بزيادة العدد، لكنه لم يفعل، لأنه أراد أن يجعل من عائلة غرين 'المتهور' ابتسم باسل من فوق السور العالي و قال "أيها المتهور، لقد طرق الطارق المخادع على بابك، فهيا أسرع و ابتلع الطعم، و سأنصحك أن تتلذذ به جيدا، لأنه سيكون آخر ما ستأكل في حياتك" [أتى الموت المخادع، فاندفع المتهور، كُشِفت الحقيقة، فجلبت معها يأسا، نتج عنه عذاب، تسبب في التخلي عن الإرادة في الحياة، فسُلِبت الأرواح] [I]وووش[/I] [I]وووووووووش[/I] [I]وووووووووووووش[/I] ظلال تزحف، جالبة معها نذير شؤم خارج القصر الإمبراطوري الذي كان مركز العاصمة، كان الأمير الثاني الذي يتمركز بالجانب الشمالي جالسا فوق كرسي في حالة تأهب قصوى و بعد قليل من الوقت أحس بالأرض تهتز، فنظر بعيدا، ليرى المنظر المهول، وقف على رجليه فاتحا عينيه على مصراعيهما آمرا بصوت مرتفع [أمر لجميع الجنود، العدو قادم، تأهبوا، اجعلوا من أنفسكم وحوشا لا رحمة لها] [I]اقتراب صوت جري[/I] [كونوا أصحاب إرادة فولاذية، نحن أصحاب اليد العليا، ليس هناك جيش لا يمكننا دحره، نحن الأقوى هنا، و من يعادينا سنكون له بالمرصاد] [I]اقتراب صوت جري[/I] [إنهم ليسو سوى 50 ألف، نحن هنا بنا 80 ألف، ليسو حتى بخصوم لنا، سندافع بأرواحنا عن مُلكنا و لن يكون هناك من يخترقنا، سوف نقوم بإبادتهم عن بكرة أبيهم] "هوووووووووووووووووووووووووووواه" [I]وصول مسبب الصوت التقاء[/I] و [I]بووووووووووووم[/I] وصل جيش الانقلاب و أخيرا اصطدم بالعدو، و في الحال قتل جنود من جهة العدو بسرعة خيالية، حدث الأمر بسرعة كبيرة جدا، لم يكن لدى جنود الأمير الثاني أي فرصة لرد الهجوم لأنه ببساطة كان فوق طاقتهم، كان يتقدم هذا الجيش ذلك الجنرال الأسود، لقد كان الرئيس 'كورو هِيْ' الأمير الثاني لم يعرف ما حدث له، لكن الواجهة التي أمامه قد أصبحت ظلاما فجأة و اختفى العدو من ناظريه [I]قطع[/I] [I]حرق[/I] [I]تجميد[/I] جميع الهجمات نزلت على جيش الأمير الثاني، و في لحظات و من دون أن يدري، و بعد أن اختفى الظلام، وجد جيشه قد دُمِّر ربعه "ما.........ذا؟" لم يجد الأمير الثاني ما يقوله، لم يكن لديه الوقت ليفكر، كيف حدث هذا؟ و أثناء صدمته ظهر أمامه الرئيس 'كورو هِيْ' بينما يهمس بشيء ما في الحقيقة الرئيس 'هي' لم يكن يهمس، و إنما الأمير الثاني هو الذي لم يكن مركزا سمعه على ما يقوله، لأن المنظر الذي أمامه لا يصدق ببساطة ".......ماذا تقول أيها الأمير الثاني؟" هذه هي الجملة الوحيدة التي وصلت لأذان الأمير الثاني، فالتفت أخيرا ليرى الشخص الذي نطق اسمه، فوجد الرئيس 'هي' "الرئيس كورو هي؟ أنت أيضا انضممت لعائلة كريمزون؟ ظننت أنك و عائلتك في موقف محايد" بدأ الأمير الثاني يتحدث مع الرئيس 'كورو هي' بادئا بتساؤل بينما معركة طاحنة بين الجيشين تدور حولهما، لكن الغريب في الأمر أن هذه المعركة كانت من جانب واحد، لقد كانت مجزرة تكلم الرئيس 'هي' "معك حق، نحن كنا في موقف محايد دائما، لكن، سأقول لك شيئا، عندما يأتي صديق لك يطلبك، هل سترفضه؟" "صديق؟" تعجب الأمير الثاني و قال سائلا "أتقصد الرئيس مارون؟" "همف" تهجن الرئيس 'هي' و قال "حسنا، نهاية الكلام عني، فلتجبني عن سؤالي السابق" استغرب الأمير الثاني و قال "أي سؤال؟" حك الرئيس هي رأسه و قال "ألم تستمع لما كنت أقول؟ حسنا، في هذا الموقف أنا أعذرك، سأعيد كلامي، الرئيس كريمزون أكاغي طلب مني توصيل رسالته لك، و التي هي كالتالي 'أيها الأمير الثاني، إنك الشخص الوحيد المستقيم في عائلة غرين، و لم أرى من جهتك أي عداوة، لذا قررت منحك فرصة، ستنضم لي و تنجو، أم تقوم أخيرا بمعاداتي عن طريق الوقوف في جانب عائلتك و تفنى، ماذا تقول أيها الأمير الثاني؟' " فقد الأمير الثاني أخيرا هدوءه و قال "أنا أتعرض للتهديد؟ أنا أحاصر في الزاوية؟ سأجيب عن سؤالك أيها الرئيس 'هي'، و أتمنى أن تبقى حيا لتوصل رسالتي التي هي كالتالي 'ددمم غرين يمر في عروقي، تهديد كان أم حصار، لن أتخلى عن دمي أبدا، لقد هددت الشخص الخطأ أيها الرئيس أكاغي، و الآن سوف تواجه عاقبة أعمالك'، أما أنت أيها الرئيس 'هي' فسوف أحرص على أن تموت بعد أن توصل رسالتي على أكمل وجه" حك الرئيس هي و قال "آه، بشأن هذا لا تقلق، فعندما كنت تقول الرسالة كنت أنقلها للرئيس أكاغي، و الآن فلنرى مدى قدراتك التي تعتبرها قادرة على قتلي" غضب الأمير الثاني بشدة فاستل سيفه و صرخ "هاوية الأرض المدببة" بمجرد صراخه و تلويحه بالسيف، انقسمت الأرض من تحت الرئيس 'هي'، فوجد نفسه في الهواء و تحته جرف عميق مليء بأنياب عملاقة حجرية، كانت تغلق و تفتح، و لو سقط في داخلها سوف يصبح لحما مفروما لا محالة، كانت الأرض أسفله تغلق و تفتح، كانت كفم لوحش لا يتوقف عن إغلاق فمه و فتحه لأنه لا يستطيع انتظار الفريسة ليأكلها قبل أن يسقط الرئيس هي صرخ قائلا بينما يلتف حول يده بخار أسود "رمح الظلام" [I]بووووووووم[/I] ظهر من يده سحر الظلام، و عندما وجه يده على شكل رمح تمدد البخار الأسود ليخترق الأرض و يدمر الجرف العميق الذي كان أسفله وقف الرئيس 'هي' و قال "يبدو أنك استهنت بي حقا أيها الأمير الثاني، سوف أوقظك من نومك و أحلامك، أنت يسيطر عليك الغضب و لست هادئا لذا لم تلاحظ، لكن أنظر حولك جيدا" فعل الأمير الثاني كما طلب منه الرئيس 'هي' و إذا به يرتعد من المنظر الذي يشاهده، نصف جيشه انمحى من الوجود بالفعل، كان في صدمة كبيرة لذا تحدث بارتعاب "ما هذا؟ كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ أنا متأكد من أن جيشكم لا يتجاوز ال50 ألف، انتظر لحظة، لماذا الـ50 ألف كلها هاجمت جهتي أنا؟ و مع ذلك، أنا جيشي كان قدره 80 ألف، فكيف لجيشكم المكون من 50 ألف أن يهزم نصف جيشي بالفعل؟" هنا ظهر فتى قرمزي من الظلال و تكلم بصوت حاد "أيها الأمير الثاني، كل هذا لا يهم حاليا، فأنت لا تحتاج لمعرفة الجواب، و السبب بسيط، لأنك ستموت هنا و الآن لا محالة" خرج باسل وتكلم على حين غرة، نظر الأمير الثاني له بتعجب ثم التفت للرئيس هي و قال "يبدو أنكم واثقون كثيرا، لكن أن تترك غرا كهذا يتدخل في حديث بيننا نحن الكبار، أظن أنك أهنتني حقا، لا يهم إن كنتم تظنون أنكم فزتم، لأنكم ستموتون هنا" قال باسل بدون اهتمام بينما يغادر "أيها العم هي، سأتركك تكمل عملك، أما أنا فسوف أذهب لمكان آخر، هناك عمل تركته غير مكتمل" كان الأمير الثاني غاضبا من تصرف باسل، لكن تركيزه كان موجها نحو الرئيس هي و جنوده الذين يقتلون واحدا تلو الآخر من دون توقف جيشه كان متكونا من 80 ألف، 5 آلاف منهم من المستوى الخامس، 15 ألف من المستوى الرابع، 20 ألف من المستوى الثالث، و 20 ألف مختلطة من المستوى الأول و الثاني و 20 ألف من الجنود العاديين. و هذه التشكيلة كانت الأقوى من بين كل الجيوش الثلاثة الخاصة بهم بهذا العدد و هذه التشكيلة كان واثقا أنه سيفوز، لأنه كان يظن أن الـ50 ألف التي أحضرها العدو، على الأكثر سيكون منها 5 آلاف من المستوى الخامس و 10 آلاف من المستوى الرابع، و 20 ألفا من الأول حتى الثالث و 15 ألفا من الجنود العاديين، سبب اعتقاده هذا هو قتال عائلة كريمزون لعائلتي هويز و غين، بما أنها قاتلت هاتين العائلتين فلابد من أنها قد خسرت الكثير من جنودها، لذا ظن أن الأفضلية له كيفما رأيت الاتجاه الذي ستأخذه المعركة لكن ما الذي يحدث في هذا العالم بالضبط؟ نصف عدد جيشه قد اختفى بالفعل؟ لم يتبقى إلا أصحاب المستوى الخامس و الرابع و ثلث أصحاب المستوى الثالث، أ هذا حلم يا ترى؟ إمكانية أن يحدث هذا هي أن يكون العدو يملك بجيش الـ50 ألف هذا فقط أصحاب المستوى الرابع و الخامس، لكن انتظر أ هذا ممكن حتى؟ لو كان الجميع يستطيع أن يصبح بهذه القوة فالمستوى السادس لن يكون بالشيء الكبير تشوش الأمير الثاني بالكامل و لم يعرف ما الذي يحدث، و لا زال أصحاب المستوى الثالث يقتلون بسرعة، بينما أصحاب المستوى الرابع يقاومون، و أصحاب المستوى الخامس هم الوحيدون الذين يستطيعون مجابهة العدو تكلم الرئيس هي "أيها الأمير الثاني، نظرتك توحي أنك لا تفهم ما يحدث، لكن لا تقلق، سأفصل دماغك عن جسدك و لن تكون قادرا على التفكير حتى، و أرسلك لتنام للأبد" "هاه؟" قال الأمير الثاني 'كانديد' "أنا لا أعرف حقا ما الذي يحدث هنا، لكن هذا يعني أن كل ما علي فعله هو التكفل بالأمر لوحدي" قال الرئيس كورو "أممم، إنك تغتر بنفسك و تقدرها أكثر مما يجب، الشخص الذي أمامك في المستوى السادس، و الأكثر أنه اخترقه له قبلك بعدة سنين، فكيف تظن أنك قادر على مقاتلتي و من ثم محاربة هذا الجيش الضخم لوحدك؟ إنك تتجه نحو موت سريع" "أخرس" صرخ الأمير الثاني و قال "سأريك الجحيم" شحذ الأمير الثاني طاقته و صرخ مع اختراق سيفه للأرض "أرض الموتى" ظهر من الأرض عدة أعمدة مدببة، كلها ظهرت مرة واحدة، فقام الرئيس هي بالقفز للأعلى لتجنب العامود لكنه تفاجأ بتمدد الأعمدة من العامود ظهر عامود آخر، إنها ليست تقنية سهلة، و لا يمكن لأي شخص تحت المستوى الخامس القيام بها، لأنه عندما يستخدم سحره ليخرج عامودا، فسوف يجب عليه الانتظار لمدة قليلة على حسب الطاقة السحرية التي يملكها، من أجل إعادة الشحن، لكن الأمير الثاني أخرج كل هذه الأعمدة المدببة، و في الحال قام بإظهار أخرى تكلم الرئيس هي "أمم، إن هذه التقنية عالية المستوى، يبدو أنك لم تكن تتكلم من فراغ، يبدو أنك اخترقت للقسم الثاني من المستوى السادس، بالأحرى لقد وصلت لقمته، و لديك تحكم جيد في الطاقة، فكل عامود يظهر يكون قاس و كامل من جميع النواحي، لكن.." وقف الرئيس هي عندما ابتعد من مدى هجوم الأمير الثاني و قال "كما قلت لك، لا تغتر بنفسك" شحذ الرئيس هي طاقته السحرية أكثر و بدا كما لو أنه ينوي استخدام تقنية كبيرة، في هذه اللحظة صدم الأمير الثاني و قال "وصلت للقسم النهائي؟" أجاب الرئيس هي "لهذا قلت لك لا تغتر بنفسك" ظهر بخار أسود حول الرئيس هي و كان يتحرك في استمرار بشكل دائري حوله، رفع الرئيس هي سيفه و نزل به بينما يقول "كل و ابتلع ثم انطلق لتلتهم" تجمع البخار الأسود حول السيف أثناء التلويح و انطلق كعدة شفرات سوداء بينما الأعشاب من تحتها تتآكل بغرابة الأرض التي مرت عليها الشفرات السوداء أصبحت ميتة بالكامل وصلت الشفرات للأمير الثاني الذي أخرج حائطا ليصد الهجمة، لكن الشفرات السوداء اخترقت الحائط، لكن ليس بفعل الحد أو القوة، و إنما بسبب تآكل الحائط قوة سحر الظلام، بالمستوى السادس قوة التآكل تصل لمستوى كبير، يكون التآكل سريعا و ينتشر في الشيء الذي يلمسه في الحال هذه الهجمة تسببت للأمير الثاني في المعاناة قليلا، لأنه استمر في صنع الحوائط قبل أن يهرب لتجنب الشفرات السوداء هرب الأمير الثاني بينما يلهث، مجرد صد هجوم واحد تطلب منه الكثير من الطاقة السحرية، سحر الظلام حقا خطير الرئيس كورو في القسم النهائي من المستوى السادس، عندما عرف الأمير الثاني هذه الحقيقة عرف أنه كان حقا مغترا بنفسه لقد وجد كنزا غريبا بداخل 'قارة الأصل و النهاية' و عندما استعمله ازدادت قوته بشكل ملاحظ، لكن لا زال متخلفا عن العدو الذي أمامه لم يتحرك الرئيس كورو و انتظر ردة فعل الأمير الثاني، هذا الأخير عرف أن الأساليب البسيطة لن تنفع لذا قرر و استجمع عزيمته أخرج مطرقة كبيرة من مكعب التخزين، كانت كبيرة بشكل ملاحظ، طول المقبض يصل للمترين، كانت ممتلئة بالنقوش الغريبة، و كذلك كان الحال مع الرأس، هذه النقوش توهجت بقوة بمجرد ما أن أطلق الأمير الثاني طاقته السحرية نحوها عندها لاحظ الرئيس كورو وجود خطب ما، تلك المطرقة بالتأكيد خاصة بالمستوى السادس، لكن هناك شيء ما غريب بها، تلك النقوش التي لم يري مثلها من قبل، و على ما يبدو أن المواد التي صنعت منها هذه المطرقة ليست عادية أيضا، حيره أمر هذه المطرقة و في لحظة، قفز الأمير الثاني للسماء ثم استعد مع نزوله للضرب بالمطرقة [I]بووووووووووم[/I] "نيازك الأرض العميقة" [I]اهتزاز[/I] [I]اهتزاز[/I] [I]اهتزاز[/I] اهتزت الأرض بشدة ثم بدأت تنهار و مع انهيارها طارت عدة أحجار للسماء من الأعماق، وصل الانهيار لجهة الجنود، و عندما حدث هذا تحكم الأمير الثاني في طاقته و بسبب تحكمه لم يصب أي شخص من جنوده، و بدل ذلك العديد من جنود جيش الانقلاب قد تلقوا ضررا فادحا أدى بهم إلى الموت، و هناك من أصيب بإصابات بالغة، فقط سحرة المستوى الخامس من استطاعوا الخروج بإصابات بليغة، أما سحرة المستوى الرابع، كل من أصيب منهم بالأحجار التي خرجت من الأرض بسرعة كبيرة صنع له ثقب في المكان الذي ضربه الحجر و إن كان الحجر كبيرا كفاية، يسحق الجسم بالكامل، و بالطبع هناك أحجار عملاقة قامت بأخذ معها الكثير في آن واحد صدم الرئيس كورو من قوة هذه الهجمة التي أخذت معها العشرات من جيش الانقلاب في الحال، و هو أيضا ليس باستثناء، قام درعه بحمايته قليلا، لكن لولا هروبه السريع من مدى الانهيار لكان أصيب بجروح بليغة ستقلب المعركة رأسا على عقب و يصبح في موقف الخاسر فكر الرئيس كورو مع نفسه "لماذا كان بمقدوره القيام بتقنية من هذا المستوى و هو فقط في المستوى السادس؟ انتظر، أ يمكن أنه استخدم إكسير التعزيز؟ لكن السيد الصغير لم يعطي هذه الإكسيرات لأي شخص آخر غيرنا نحن الرؤساء الذين حرصنا على اختيار أفضل الجنود عندنا و أكثرهم إخلاصا و ثقة، لذا لا يمكن أن يكون إكسير التعزيز، إذا ما........إنها المطرقة" و بمجرد اكتشافه للأمر و ظهور الأمر على تعبيراته تكلم الأمير الثاني "رحلتي لقارة الأصل و النهاية انتهت بفائدة أكبر من الآخرين، تلك القارة الغامضة تحمل الكثير من الكنوز الغريبة، لكن الكل يخاف من التوغل و التعمق للداخل أكثر، لكنني لا ألومهم، أنا وصلت لمكان ممتلئ بالوحوش من المستوى السابع، لو أنك دخلت لمثل ذلك المكان، سواء كنت جنرالا أم ساحرا في المستوى السابع حتى، فسوف تكون معرضا للقتل في أي لحظة، كدت أفقد حياتي هناك، لكن بالنظر للفائدة التي تحصلت عليها، فلا أظن أنه كان من السيء المخاطرة بحياتي، انظر الآن، شخص يسبقني في المستويات لا يمكنه فعل أي شيء أمامي" ابتسم الرئيس كورو و هدأ ثم رتب دورة تنفسه، و قال "يبدو أنك فرح بالكنز الذي تحمله معك، و أتفق معك، إنه مذهل حقا، لكن لا تظن أنك الوحيد في هذا العالم الذي يملك كنوزا جيدة" أخرج الرئيس تلك القنينة و شربها، فبدأت طاقته السحرية تزداد بشكل ملحوظ، و [I]بووووم[/I] اخترق المستوى السابع تفاجأ الأمير الثاني كثيرا من ازدياد طاقة الرئيس 'كورو هي' الكبير فجأة، لم يعرف ما الذي حدث، لكن من كلام الرئيس كورو، فلابد من أن ذلك الشيء الذي شربه قبل قليل عبارة عن كنز ما، أيمكن أنه أيضا توغل في قارة الأصل و النهاية كما فعل؟ استمرت طاقة الرئيس كورو في الازدياد حتى وصلت للقسم المتوسط من المستوى السابع، هذا الأمر ترك الأمير الثاني فاتحا فمه من الصدمة لبعض الوقت قبل أن يستجمع أفكاره و يستعد للمواجهة وقف الرئيس كورو باعتدال و أمسك سيفه بيديه الاثنين ثم استجمع كل طاقته السحرية الخاصة بعنصر الظلام في سلاحه السحري، ثم قام باختراق الأرض بذلك الأخير [I]اهتزااااااااااااااااااز[/I] "جرف الظلام الملتهم" صرخ الرئيس كورو بهذه الجملة، فانفجرت الأرض و انهارت من تحت الأمير الثاني، لكن هذا الانهيار لم يكن كالخاص بسحر الأرض، فهذا الانهيار كان بسبب قوة عنصر الظلام الذي انتشر من تحت الأرض، و كان تآكله هذه المرة لا يقارن مع تلك الشفرات السوداء و في لحظة أصبحت الأرض من تحته كالظلام الدامس، عنصر الظلام الخاص بالرئيس 'هي' هذه المرة توغل من تحت الأرض و التهم كل شيء في طريقه نحو الأمير الثاني هذا الظلام كان ببساطة كـ'الموت الأسود'، لو لمسه فسوف يموت لا محالة من سرعة التآكل، تقنية من هذا المستوى، من المستوى السابع، لو أنها لمست درعه الذي هو من المستوى السادس فلن يتحمل كثيرا حتى يتحطم، لا، حتى يختفي، لذا أسرع الأمير الثاني في قراءته للوضع، و قرر أنه لا مجال للهرب، و يجب عليه الدفاع بكل ما لديه "هذا الارتفاع السريع في قوته، لابد من أنه أيضا حصل على ذلك الكنز النادر مثل الخاص بعائلتنا، اللعنة سيكون هذا شاقا، ظننت أن لدي الأفضلية بما أنني لدي هذه المطرقة، لكن يبدو أنني كنت مخطئا، حسنا، هذا لا يهم، مما أرى، فهو قد وصل للقسم المتوسط من المستوى السابع، لا زالت لدي الأفضلية على ما أعتقد" كان الأمير الثاني يفكر في سبب ازدياد قوة الرئيس كورو المفاجئ صرخ الأمير الثاني "البناء السريع" و ضرب بالمطرقة على الأرض في آخر لحظة قبل وصول الظلام إليه، و إذا بالأرض تتمدد و تصلح بشكل غريب، كما لو أن الزمن يرجع للوراء إلى ما قبل أن تتآكل هذه الأرض، لكن ذلك ليس ما يحدث في الحقيقة، فالأرض التي اختفت بفعل عنصر الظلام لا يمكنها أن تعود، لذا قرر الأمير الثاني أن يعيد بناء هذه الأرض فقط، و هذا البناء كان سريعا جدا، لذا بدا الأمر كما لو أن الأرض التي اختفت تعود من جديد بنيت الأرض من جديد و عاد كل شيء إلى ما كان عليه قبل تنفيذ تقنية 'جرف الظلام الملتهم' لكن الأمير الثاني يعرف أن هذا مؤقت فقط، فعنصر الظلام لن يختفي حتى و لو أعاد بناء الأرض من جديد، لأن عنصر الظلام سيبدأ في الالتهام من جديد فقط، لكن هو قام بهذا الأمر و لديه كل العلم بهذا، فهو اختار القيام بهذه التقنية مع أنها تحتاج للكثير من الطاقة السحرية، لكن أيضا المطرقة توفر عليه الكثير من العناء، فمن دونها لم يكن ليستطيع تنفيذ مثل هذه التقنية من الأول، لذا فسوف تمنحه هذه التقنية الوقت الكافي لشن هجوم مضاد و هذا ما حدث، بعد أن قام الأمير الثاني باستخدام تقنية 'البناء السريع' سارع في اتجاه الرئيس كورو و عندما وصل إليه لوح بمطرقته في اتجاهه ضربت المطرقة الرئيس كورو، أو هذا ما اعتقده الأمير الثاني، لأن الرئيس كورو قد توقع هجومه و صده بسحر الظلام، كان هذا الأخير متكون حول يد الرئيس كورو التي يوقف المطرقة، لكن هذه الأخيرة لم تتأثر بقوة عنصر الظلام، لذا استغرب الرئيس كورو من هذا الأمر، فقفز للوراء ثم شحذ طاقته السحرية من جديد و ضرب بسيفه على الأرض، و إذا بالتآكل يسرع من وتيرته السابقة و يخرج هذه المرة من الأرض بشكل سريع جدا و استهدف الأمير الثاني الأمير الثاني سارع بالقفز للسماء، لكن الظلام الدامس تبعه من دون توقف حتى لحقه، و عندها وصل لدرعه السحري، ثم بدأ هذا الأخير يتآكل، حتى لو لم يكن التآكل سريعا بسبب مقاومة الدرع السحري، فسوف يتآكل هذا الأخير حتى النهاية في الأخير، و يصل التآكل عندها لجسم الأمير الثاني، و سوف سيموت بلا شك سارع الأمير الثاني في إزالة الدرع بينما لا يزال بالسماء، و بمجرد ما أن فعل، لم يترك الرئيس كورو هذه الفرصة تضيع منه و سارع في اتجاه الأمير الثاني، كان يجري فوق الظلام الدامس، لكن هذا الأخير كان لا يؤثر به، لأن عنصره الخاص به لا يؤثر به، و هذا الظلام الدامس كان كموطئ بالنسبة له فقط، و عندما وصل أسفل الأمير الثاني، قال بعدما وجه سيفه نحوه "جرف يصبح سيف، و السيف يلتهم ليخترق" ثم أكمل بصوت مرتفع "سيف الظلام" تجمع الظلام الدامس من حوله و بقي الظلام تحت قدميه فقط ليقف عليه، هذا الظلام الذي تجمع من حوله، حدث له مثلما حدث سابقا عندما أراد تنفيذ تقنية 'الشفرات السوداء' تجمع عندها البخار الأسود الذي هو عنصر الظلام و الذي كان يدور حوله بالسيف و انطلق على شكل شفرات سوداء، لكن هذه المرة كمية عنصر الظلام مختلفة بالكامل، و المرعب في الأمر، هو أن أي شيء يمر عليه عنصر الظلام و يلتهمه يصبح جزءا من عنصر الظلام، أي أن هذا الأخير تزداد كميته كلما التهم و لهذا قام الرئيس كورو بخدعة كبيرة، عندما استخدم الأمير الثاني تقنية 'البناء السريع'، لم يترك عنصر الظلام يلتهم في اتجاه الأمير الثاني، لكنه بدل ذلك وجهه طريق التهامه نحو الأسفل، و عندما هاجمه الأمير الثاني و دافع عنه ثم تراجع للوراء و ضرب بسيفه على الأرض مرة أخرى، عندها قام بتغيير وجهة الظلام من جديد نحو الأعلى، فظهر كما لو أن الأمر كما حدث في المرة الأولى عندما استخدم تقنية 'جرف الظلام الملتهم' لكن، الحقيقة هي أن عنصر الظلام توغل كثيرا في أعماق الأرض و التهم كل المعادن و كل شيء في طريقه ثم ارتفع للأعلى من جديد و الآن أصبحت كميته لا تصدق، اجتمع عنصر الظلام حول سيف الرئيس كورو و عندما صرخ بـ'سيف الظلام' توجه كل عنصر الظلام الذي تجمع مرة واحدة عبر السيف نحو الأمير الثاني. هذا الأخير قام بسرعة بتلويح مطرقته بكل قوته، وجه كل ما تبقى من طاقته السحرية نحو المطرقة و لوح مستخدما كل قوته البدنية عرف عندما رأى عنصر الظلام الهائل يتجمع حول سيف الرئيس كورو أنه إن لم يسرع و يدافع بكل ما لديه سيموت لا محالة، لذا قرر إخراج كل ما لديه لكن الأمير الثاني ليس غبيا، لن يدافع فقط و يقف ليتفرج بعدها، أثناء تلويحه تحكم عن بعد في الأرض من تحت الرئيس كورو هذه التقنية لن يستخدمها إلا من وصل إلى المستوى السابع، لكنه استطاع القيام بها بفضل تلك المطرقة عندما قام الرئيس كورو بالهجوم، صعد من باطن الأرض عدة أنياب، كانت آتية من الأعماق بسرعة كبيرة، لكن الرئيس 'هي' لم يترك أيضا نفسه بلا دفاع الظلام الدامس الذي كان من تحت رجليه تمدد و انتشر في اتجاه الأنياب الحجرية الصاعدة، لذا أصبحت معركة قوة و طاقة سحرية و سرعة، إذا من الأسرع؟ هل هو التآكل الخاص بعنصر الظلام؟ أم إنتاج الأنياب المستمر الذي يتوجه نحو الأعلى؟ لذا استمر عنصر الظلام في تآكله و استمر عنصر الأرض في الإنتاج، لكن ليس هذا ما سيحدد الفائز بالمعركة، لأن الرئيس كورو قام بالتركيز أكثر على الهجوم، من نجح في دحض الآخر سوف يكون الفائز، إن نجح هجوم الرئيس كورو فسوف يُلغى هجوم الأمير الثاني من الأسفل و يكون هو الرابح، و من جهة أخرى، إن استطاع الأمير الثاني إيقاف هجمة الرئيس كورو فسوف يكون بمقدوره التركيز على هجومه من الأسفل، و جعل الإنتاج يفوق سرعة التآكل و يهزم الرئيس كورو لكن وا أسفاه، لم يسري الأمر كما أراد الأمير الثاني، عندما لوح بالمطرقة، قام بضرب سيف الظلام الذي يستهدفه، و بقي على ذلك الحال لقليل من الوقت يصارع قوة سيف الظلام، استمر في توجيه طاقته السحرية نحو المطرقة عنصر الظلام الهائل لم يتوقف و بدل ذلك بدأت آثاره تظهر، المطرقة بدأت تتآكل، و بمجرد أن حدث هذا، فقد الأمير الثاني السيطرة على و التحكم في سحره للحظة استغل الرئيس كورو هذه اللحظة و وجه عنصر الظلام عبر الثغرات [I]فسسسسس[/I] اخترق سيف الظلام الأمير الثاني في نقطة واحدة، هذه الأخيرة كانت قلبه، لذا صُنِع ثقبا في مكان قلب الأمير الثاني الذي سقط من السماء كان سيف الظلام يعتمد على جعل قوة التآكل كلها تتوجه نحو نقطة واحدة، لذا بتركيز كامل قوته في نقطة واحدة، اخترق قلب الأمير الثاني في لحظة "لقد هُزم الأمير الثاني" صرخ الرئيس 'كورو هي' بهذه الجملة ليرفع من معنويات جيش الانقلاب، و تدمير معنويات جيش العدو و هذا ما حدث، صرخ جنود جيش الانقلاب بقوة " هوااااااااااه " ثم انطلقوا بسرعة مع ارتفاع معنوياتهم و أبادوا سحرة المستوى الثالث الخاصين بالعدو، و سحرة المستوى الرابع الذين كانوا يواجهون معهم معضلة خفيفة، لم تعد هناك أي مشكلة لهم، فبسبب ارتفاع معنوياتهم، و انخفاض معنويات العدو، حتى سحرة المستوى الرابع أبيدوا عن بكرة أبيهم و الآن لم يتبقى سوى حوالي 3 آلاف من سحرة المستوى الخامس، لذا انقض جيش الانقلاب الذي صار عدده حولي الـ45 ألف على الـ3 آلاف الباقية و أبادوهم أيضا و بهذا انتهت المعركة ضد الأمير الثاني و جيشه ظهر الكبير أكاغي بينما يقول "للأسف، الأمير الثاني الذي كان الوحيد المستقيم في العائلة كان هو الأول من قتل، يا لها من مسخرة" تنهد الكبير أكاغي فظهر الجنرال رعد و الرئيسة موراساكي، ثم الرئيس تشارلي بجانبه قال الرئيس تشارلي "لا تتحسر على موته، لقد أعطيته فرصة، و لم يعرف كيف يستغلها" قال الجنرال رعد "لقد كنت قد وعدتني بمحاولة الكلام أولا، و هذا ما فعلت، لكن الأمر لم ينجح، فلا خيار آخر غير القتال، قد يكون هذا غريبا مني أن أقوله الآن بعد كل هذا الوقت، لكن بما أن الأمير الثاني الذي كان مستقيما لم يستمع لك، فلا أظن أن الآخرين سوف يعطون لك وجها" حدقت الرئيسة موراساكي في جثة الأمير الثاني، و مرة أخرى تنفست الصعداء لأنها انضمت لعائلة كريمزون، فلقد اختارت الجانب الصحيح، كما فعل والدها قبل 50 سنة تكلم الكبير أكاغي سائلا "آه، أين حليفنا باسل بالمناسبة؟" أجاب الرئيس كورو "آه لقد قال أن لديه عمل ما غير مكتمل يجب عليه إكماله و غادر" استغرب الكبير أكاغي و تذكر كلام الجنرال منصف (لقد ناداني السيد الصغير باسل، أنا ذاهب للجانب الجنوبي الغربي) في الجانب الجنوبي الغربي للقصر، حيث يوجد بقية الأمراء و الأميرات، يترأسون جيشا مقداره 80 ألفا، لكن هذا العدد قد انخفض للثلثين، حسنا هذا ليس غريبا كفاية بما أننا رأينا قوة جيش الانقلاب لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو 'من هزم ثلثا كاملا من جيش الأمراء و الأميرات إن كان جيش الانقلاب كله متمركز في الجانب الشمالي؟' لم يكن أحدا آخر غير أولئك الأشخاص الأربعة نعم أربعة فقط هزموا الآلاف لقد كانوا 'الجنرال منصف، التاجر ناصر، باسل و أنمار' و الأكثر غرابة في الأمر هو أنه من بين الآلاف الذين هزموهم، يوجد أميران و أميرتان مقتولين بالفعل و الذي تبقى كان ثلاث أميرات يحاولن الصمود، مع أن واحدة منهن كانت قريبة من الموت و كل هذا بسبب واحد من أولئك الأربعة، ذلك الشخص الذي كان الكابوس الأكبر بالنسبة لها[/B] (نعم، أنا متجه نحو الجانب الجنوبي الغربي، فلتلحقني) تكلم باسل عبر خاتم التخاطر بينما أنمار ترافقه أجاب الشخص من الطرف الآخر (آه حسنا، سأبلغ الأمر لأب زوجتي و ألحقك) عند مغادرة باسل لساحة قتال الرئيس كورو و الأمير الثاني، اتجه نحو الجانب الجنوبي الغربي، و في هذه الأثناء، كان الكبير أكاغي، الجنرال منصف، الرئيس تشارلي، الجنرال رعد، الرئيسة موراساكي، و التاجر ناصر يتقدمون ببطء نحو ساحة القتال تكلم الجنرال منصف موجها كلامه للكبير أكاغي "لقد ناداني السيد الصغير باسل، أنا ذاهب للجانب الجنوبي الغربي" أماء الكبير رأسه بالموافقة تكلم التاجر ناصر "آه، أيها الجنرال منصف، أريد الذهاب معك" أجاب الجنرال منصف بالموافقة، فغادر الاثنان متجهان نحو الجانب الجنوبي الغربي، كان بعيدا عن الواجهة الشمالية بأميال بسبب كبر القصر و في هذه الأثناء كان باسل و أنمار قد اقتربا من وجهتهما تكلمت أنمار "ستكون تلك الأميرة أيضا في المكان الذي سنذهب إليه؟" أجاب باسل "أليس هذا هو سبب ذهابنا إلى هناك من الأول؟" خرجت نية قتل مخيفة جدا من عيني أنمار ثم قالت "و أخيرا أتت فرصتي لمقابلة تلك العاهرة، لو أنك لم توقفني في الشهور الأخيرة لكنت بالفعل قد نلت منها" تنهد باسل و قال "عندها سنكون قد وقعنا في مشاكل أخرى و قد تتسببين في ضياع الخطة كلها" عبست أنمار و قالت "حسنا، معك حق" و لم تختفي تلك النظرة القاتلة من على محياها قال باسل مع نفسه "هل أخيرا سنرى وجهها الحقيقي؟ آخر مرة رأيت حقيقتها كانت قبل حوالي 5 سنين، أنا الذي عشت بالقرب منها لـ10 سنوات كاملة، لم أتخيل أبدا و مطلقا، أن تلك الأنمار اللطيفة التي تتبعني في كل مكان و لا تتركني، تلاحق ظلي بتلك الابتسامة اللطيفة على محياها، ستكون في الحقيقة....، و فوق ذلك بلا خجل تجيبُني دائما على سؤالي بنفس الجواب" 'لماذا؟' 'لأنني أحبك' "حتى أتى ذلك اليوم الذي تقربت مني فيه تلك الفتاة اليائسة، ذلك اليوم المأساوي الذي كاد أن يكون آخر يوم تعيشه تلك الفتاة اليائسة، ذلك اليوم الذي صدمت فيه أكبر صدمة في حياتي حتى الآن. تلك الأميرة أزعجتني حقا، لذا لست آسفا على مصيرها القادم، لكن، أشفق حقا عليها، لأنها ستواجه ذلك الوحش الذي لم أراه أنا بنفسي سوى مرة واحدة في حياتي، قد لا يكون لدي دور لأقوم به، حسنا يقولون أنه لا يجب عليك التدخل في 'أمور النساء'، مع أن هذا مختلف قليلا، لكنني أظن أن هذا أيضا من أمور النساء التي يجب الابتعاد عنها" تقدم باسل و أنمار ذات المزاج المعكر نحو الجانب الجنوبي الغربي (الجانب الجنوبي الغربي) "تقرير، تقرير" أتي جندي مسرع ليوصل التقرير الذي يقول "جيش الانقلاب اندفع نحو الواجهة الشمالية كما توقعنا، لكن، و كما لم نتوقع، لم يتفرق الجيش و هاجم الجانب الشمالي بعدده الكلي" صدم الأمراء و الأميرات الذين كانوا يجلسون على الكراسي باصطفاف، لكن هذه الصدمة لم تكن تحمل معها تعبيرات الخوف، و إنما تعبيرات السرور بدل ذلك تكلم الأمير الثالث "أخي الكبير كانديد هو الذي يتمركز في الواجهة الشمالية، نحن محظوظون، الآن حتى لو خسر أخانا، فسوف نواجه بقية جيش الانقلاب فقط الذين سيقل عددهم كثيرا بما أنهم سيكونون قد واجهوا 80 ألفا بالفعل من جيش أخي، كيكيكيكي، نحن محظوظون حقا، فلتمت يا أخي كانديد بهناء، سأعتني بالعرش جيدا في محلك" تكلم الأمير الرابع "لا تقرر الأمر لوحدك، من قال أنك الشخص الذي سيرث العرش إن مات أخي كانديد؟" "همم" تهجن الامير الثالث و لم يجب تكلمت الأميرة الرابعة "هذان التوأمان لا يكفان عن التخاصم، يا له من أمر مخز" تكلم الأمراء و الأميرات فيما بينهم، و كل ما يشغل بالهم هو متى سيموت الأخ الأكبر، و القضاء على بقايا جيش الانقلاب إن أتى لجهتهم، لأنه سيكون عليهم كسب المجد للاقتراب من العرش أكثر إلا شخص واحد منهم، الأميرة الخامسة شارلوت التي تضرب بقدمهما على الأرض بشكل متواصل، كانت لا تستطيع أن تهدأ أبدا، إنها تفكر في شيء مخالف تماما على عكس الأمراء و الأميرات، فهي تفكر في خطوتها القادمة بوضع احتمال هزيمة أخيها الأكبر كانديد و دخول جيش الانقلاب لقلب القصر، عندها سيكون عليهم الذهاب لاعتراضه، لذا بالتأكيد سيكون ذلك الوحش من بينهم، و بما أنه أتى بحثا عنها في المرة الماضية، فلا يمكن له يفوت فرصته بعد لقائها هذه المرة كل ما يشغل بالها هو البحث عن طريقة للهرب و في هذه الأثناء وصل خبر للأمراء و الأميرات سيجعلها أخيرا تسرع من تفكيرها لأقصى درجة في البحث عن طريق للهروب "تقرير، تقرير" أتى الجندي من السابق مرة أخرى بينما يصرخ باستعجال تكلم الأمير الثالث بغضب "ما بالك؟ أنت تأتي في كل مرة تصرخ في وجهنا، فلتتحدث بهدوء، إنك في حضرة العائلة الإمبراطورية أيها الجندي الوضيع" تأسف الجندي و انحنى ثم قال "أنا أعتذر حقا يا سيادة الأمير الثالث، لكن الأمر مستعجل نوعا ما" أمر الأمير الثالث "كفانا كفانا، هيا أخرج ما تريد قوله بسرعة" "حاضر" قال الجندي "هناك شخصان يتقدمان نحو مقدمة الجيش، و مما بلغنا، فإنهما من الأعداء، لقد شوهدا يهاجمان مراقبيننا" "هاه؟" تعجب الامير الثالث و قال "هل تمزح معي أيها الوغد؟" استغرب الجندي فتفاجأ بنفسه يُركل عبر ذقنه "هل أتيت و عكرت مزاجي بصراخك لتخبرني أن هناك شخصين قادمين يهاجمان جيشنا؟" "لا، في الحقي..." [I]دووو[/I] ركلة أخرى لبطن الجندي يتبعها صوت الأمير الثالث المتغطرس "ماذا؟ هل تحاول إعطاء عذر ما؟ أم ماذا؟ تأتي صارخا فقط لتخبرني أن اثنين قادمين؟ هذا لا يهمنا، فبما أنهما اثنان فقط فسوف يموتان قبل بلوغ نصف الطريق، كيكيكي" "لا، في الحقيقة" عبس الأمير الثالث لأن الجندي تكلم من جديد، لكنه تركه يكمل كلامه "الشخصان اللذان يتقدمان عبارة عن فتى و فتاة" "ها؟" أخرج الأمير الثالث هذا الصوت لأنه استغرب، و في الحال استل سيفه و [I]فسسسسس سقوط[/I] قطع رأس الجندي ليسقط ثم قال "غبي كفاية ليأتي صارخا معكرا مزاجي، و غبي أكثر لمحاولته إعطاء عذر، و غبي بالكامل لأنه حقا غبي، تأتي لتخبرني أن طفلين يتقدمان نحو الجيش؟ هل هذه مزحة" صدم الحضور من الجيش و في المقابل لم يفعل الأمراء و الأميرات أي شيء، كانوا معتادين على هذه الأمور، ليس لأنهم يرونها، بل لأنهم يقومون بها، و لم يقوموا بأي تحرك الآن فقط لأن الأمير الثالث قرر التعامل مع هذا الوضع صرخ الأمير الثالث في وجه الجنود من حوله "اسمعوا أيتها الحثالة، لا يأتي أي شخص ليعكر مزاجي بتقارير غبية، تجعل صاحبها غبيا ميتا كهذا الغبي الذي مات قبل قليل، ما لم يكن التقرير يحمل أخبار هزيمة أخي كانديد أمام أو فوزه على جيش الانقلاب، أو خبر دخول هذا الأخير للقصر، فلا يأتي أي أحد، كي لا يكون غبيا، أنا لا أتحمل الأغبياء، و أنا أقتل من لا أتحمل، لذا خذوا حذركم و طبقوا الأمر جيدا" عم الصمت بين الحضور و بعد مرور القليل من الوقت، أتى جندي مسرع "الاثنان من السابق قد قتلا 200 من جنودنا و كلهم كانوا من المستوى الثالث بالفعل، أرج...." [I]فسسسس سقوط[/I] قطع رأسه و سقط كما حدث مع الجندي السابق، تكلم الأمير الثالث "ها هو ذا غبي آخر" بلع الجميع لعابهم و التفوا ثم سكتوا و لم ينطقوا بكلمة لمدة طويلة بعد مرور هذه المدة الطويلة أتى جندي آخر مرة أخرى، و عندما انحنى و أراد أن يتكلم قطع رأسه قبل أن ينطق بحرف واحد و من بعدها لم يأتي أي جندي ليتكلم أبدا، و في هذه الأثناء كانت الأميرة الخامسة تفكر في أمر يجعلها ترتعد بجنون "لقد قال فتى و فتاة، بالمناسبة ذلك الوحش قيل لي أن هناك فتاة ما ترافقه، هل يمكن أنه هو قد أتى إلى هنا؟ بالحكم على الأخبار التي كانت تأتي، فيبدو أن هذين الفتى و الفتاة يتقدمان بينما يهزمان جنودنا، ماذا لو كان هو حقا؟ هل يجب أن أصطنع عذرا ما و أهرب الآن؟ ماذا أفعل إن التقيت به الآن؟ هاه؟ ماذا أفعل إن التقيت به أقول؟ ها؟ هل أنا مجنونة؟ يجب أن أهرب الآن، موتي مؤكد إن التقيت به" وقفت الأميرة الخامسة و قالت "أنا سأذهب للتكلم مع أبي في موضوع مهم و أعود" تكلم الأمير الرابع "هاه؟ أي موضوع؟ لقد أمرنا والدنا بعدم التحرك من مواقعنا و مواجهة العدو عندما يأتي، لا يهم ما يكون عندك، سوف تنتظرين إلى أن تنتهي مهمتنا، عندها أنت حرة بما تفعلين" "هاه؟" صرخت الأميرة الخامسة بجنون "أنا ليس لدي الوقت لأتناقش معك هنا، أنا ذاهبة" وقف الأمير الرابع و صرخ "انتظ__*بووووم* [I]بوووووووووووووووووووووم[/I] انفجار مفاجئ قريب جدا من الأمراء و الأميرات جعلهم يقفون في مكانهم، أما الأميرة الخامسة، فتحت عينيها على مصراعيهما و فشلت ركبتيها، ذلك الشخص الذي ظهر من بين الغبار لم يكن أي أحد آخر غير الوحش الذي كانت تخشى قدومه و الآن، ما المعمول؟ ذلك الوحش قد أتى، هل تستغل فرصة التوتر الموجود حاليا و تهرب؟ نعم هذا هو الحل الأمثل حاليا و بهذا قررت الأميرة الخامسة غرين شارلوت الوقوف بسرعة و تجميع شجاعتها و من ثم الهرب بأقصى سرعة لديها، لأنه بمجرد ما أن يراها ذلك الوحش، فستكون النهاية بالنسبة لها فعلت كما قررت و بسرعة أخذت الاتجاه نحو قلب القصر، لكن لسوء حظها كانت هناك أعين تراقبها تكلم الأمير الرابع "لقد قلت لك انتظري يا شارلوت" جري ثم لحقها و وقف في طريقها ثم قال "يبدو أنك تحاولين الهرب كما اعتقدت، لقد كنت تتصرفين بغرابة طوال الوقت، لكن لسوء حظك، عيني لم تترك مراقبتك منذ أن كنا في القصر" "اللعنة" صرخت الأميرة الخامسة "ابتعد عن طريقي أيها الحثالة، أنا لا أهتم بثرثرتك، إنه قادم، ابتعد، يجب أن أذهب بسرعة قبل أن يلاحظني، فإن فعل ستكون النهاية، ابتعد" ضربته بيدها على جنبه لتزيحه عن الطريق ثم أرادت أن تسرع مرة أخرى، لكن الأمير الرابع كان ملحا فأمسك بيدها مرة أخرى "أنا لا أعرف لماذا تريدين الهرب لهذه الدرجة، لكن طالما أبانا أمر بقتل من يحاول الهرب، فسيكون مصيرك الموت هنا و الآن، ما الذي ستفعلينه؟" "ها؟" صرخت الأميرة الخامسة و أجابت "اللعنة، أتركني أيها الوغد، أنا ليس لدي الوقت لتفاهتك، تهديدك لا يساوي شيئا أمام ذلك الوحش القادم" استغرب الأمير الرابع "الوحش القادم؟ أي وحش تتكلمين عنه؟ ألم يقولوا أنهما فتى و فتاة فقط؟" ضربت الأميرة الخامسة يد أخيها الأكبر ثم سارعت في الهروب الأمير الرابع قال بعينين باردتين "لم تتركي خيارا آخر، أمر الوالد لا يُخالف" استل سيفه و انطلق مستهدفا عنق الأميرة الخامسة [I]فسسسسسس[/I] ظل يزحف يحمل معه صوت [I]قطع سقوط[/I] سقط رأس شخص ما، لكن، الرأس الذي سقط لم يكن يعود للأميرة الخامسة التي كانت مستهدفة، و إنما رأس الشخص الذي كان يستهدفها، لقد كان رأس الأمير الرابع و بجانب هذا الرأس يقف فتى بشعر قرمزي يلتهب و عينين حمراوين بحمرة الدم، وجهه عليه ذلك السائل الأحمر الذي يخرج من الإنسان عندما يجرح، و يحمل سيفا أبيضا معه تلونت أجزاؤه بالأحمر في اليد اليمنى، و في اليد اليسرى كان يحمل مكعب التخزين الخاص بالأمير الرابع الذي قتل عندما رأت الأميرة الخامسة هذا المخلوق القرمزي، بللت نفسها، ببساطة تامة، بصورة واضحة، و بفكرة واحدة، عرفت مصيرها القادم بعد قليل، و كل ما شغل عقلها في هذه الأثناء هو كلمة واحدة "الموت" لقد أتى الوحش أخيرا، ذلك الغبي الذي أخرها قد مات بكل تلك البساطة، لقد كان ساحرا في المستوى الثاني، مثلها تماما، لذا عندما رأت الوحش القرمزي أمامها، عرفت أن مصيرها كمصير الذي سبقها تكلم الوحش القرمزي "لقد التقينا أيتها العاهرة، هل استمتعتِ بالأيام الماضية الهانئة؟" كل كلمة كان يقولها ذلك الوحش كانت تتوغل لجسمها، لقد بللت نفسها بالفعل، و الآن سقطت في مكانها بسبب فشل رجليها في حملها، و فرغت عينيها من الإرادة في الحياة قال الوحش القرمزي مرة أخرى "أمم، لقد كنت أتوقع أنك سوف تهربين بجنون لكنك بشكل مفاجئ ثابتة في مكانك" اقترب الوحش القرمزي ثم قال "آه، ليس أنك لم تهربي، لكنك لم تعودي قادرة حتى على الوقوف" حدق الوحش القرمزي في بولها و اشمأز منها "همم، لقد كنت أتوقع رؤية بعض المقاومة منك، لكن يبدو أنك ستكونين كوجبة خفيفة فقط للوحش" كانت ردة فعل الأميرة الخامسة عبارة عن الغرق في اليأس التام، لكن على عكسها الأمراء و الأميرات لا يعرفون من هذا الوحش القرمزي، لذا لم يصدموا مثل الأميرة الخامسة، لكنهم لم يصدقوا أن فتى مثل هذا قد قتل أخاهم صرخ الأمير الثالث بينما يتقدم بسرعة مستلا سيفه في اتجاه الوحش القرمزي "أيها الوغد، لقد قتلت شخصا من العائلة الإمبراطورية، هل تعرف ما معنى هذا؟ سوف أقتلك" حدق الوحش القرمزي بهدوء في اتجاه الأمير الثالث، ثم غير اتجاه نظره للأميرة الخامسة مهملا و متجاهلا الأمير الثالث. هذا الأخير أحس بالإهانة كثيرا فتقدم بسرعة مندفعا نحو 'الغبي' الذي تجرأ على تجاهله و عندما اقترب قليلا صرخ "كرات الضوء الحارقة" رافق صراخه تلويحه بالسيف، فتوهج هذا الأخير و خرجت منه كرات ضوء صغيرة جدا، لكنها كانت كثيرة جدا "هاهاها" ضحك الأمير الثالث و قال "فلتتذوق تقنيتي التي طورتها، أنا لدي تحكم جيد في السحر، لذا أنا قادر على صنع مثل هذا العدد من الكرات الصغيرة و التحكم بكل واحدة منها على حدة، أنت ميت أيها الوغد، أنا لا أهتم لقتلك ذلك التوأم الغبي، بالأحرى، أنا أشكرك لأنك أنقصت منافسا علي، لكني للأسف لا أتحمل الأغبياء، و أنا أقتل من لا أتحمل، لذا فلتمت" نظر الوحش القرمزي مرة أخرى في جهة الأمير الثالث، هذا الأخير كان يضحك بينما يوجه كرات الضوء الحارقة نحو العدو، لكن هذا الأخير اختفى فجأة من أمام ناظريه حرك الأمير الثالث رأسه يمينا و شمالا بحثا عن العدو لكنه لم يجده، ثم عندها سمع صوتا يهمس من وراءه، و عندما التف [I]بوووووف[/I] [I]اختراق[/I] بمجرد ما أن التف الأمير الثالث للخلف حتى وجد يدا مخترقة قلبه بينما صاحبها يقول "يا لها من مصادفة، لم أتوقع أن يكون حثالة مثلك لديه نفس رأيي، أنا أيضا لا أتحمل الأغبياء، و أقوم بقتل من لا أتحمل، و بالخصوص الحثالة الغبية مثلك" في هذه الأثناء عندما كان الوحش القرمزي يتكلم كان الأمير الثالث قد مات بالفعل، لقد اخترق قلبه تماما أخذ باسل مكعب التخزين الذي سقط منه شحبت الأميرات الأربع، في غضون دقائق قليلة مات أخويهن بكل بساطة، لم يحتج العدو ليزعج نفسه بأكثر من ضربة. هذا الأمر جعلهن أخيرا يتفهمن سبب خوف و رعب أختهن شارلوت كل هذه المدة "أيها الجنووووووود" صرخت الأميرة الثالثة بجنون ثم قالت "ماذا تفعلون أيها اللعناء، أميرين قد ماتا بالفعل و أنتم تتفرجون؟ فلتهجموا على ذلك الوغد بسرعة" لكن بغرابة لم يستجب أي أحد لطلبها، كان الجنود كما لو أنهم يهلوسون، كانوا يحومون في مكانهم بغرابة، و من بينهم بدأت صورة شخص ما تنجلي ببطء شاهدت الأميرة الثالثة الشخص الذي يتقدم نحوها ببطء، لقد مر من وسط الجنود بكل أريحية، لقد كان هذا غريبا جدا اقترب منها هذا الشخص الذي تفاجأت أنه كان عبارة عن هذه الحسناء الفاتنة التي وصلت و وقفت أمامها "أين هي الأميرة الخامسة غرين شارلوت؟" تكلمت الحسناء نزل العرق البارد من على وجه الأميرة الثالثة و لم تعرف لماذا، لكنها كان لها فخر بنفسها فصرخت "لم علي إخبارك؟" "إذا لم تخبريني فأنت أنت غير مهمة" قالت الحسناء هذا الكلام ثم وجهت يدها على وجه الأميرة الثالثة التي سقطت في مكانها و بقيت عينيها مفتوحتين على مصراعيهما مع اختفاء الضوء منهما "ما...ذا؟ صدمت الأميرات الثلاث فنهضت الأميرة الرابعة بسرعة بينما تصرخ "أيتها المنحطة، ماذا فعلتي بأخ....؟" "أين هي الأميرة الخامسة غرين شارلوت؟" تكلمت الحسناء "كما لو أنني سأجيبك أيتها المنحطة، أجيبيني، ماذا فعلت بأختي؟" صرخت الأميرة الرابعة تكلم الوحش القرمزي من قبل "أنمار، إن تلك العاهرة هناك" أشار بيده لمكان تواجد الأميرة الخامسة نظرت أنمار بعينيها الفارغتين في اتجاه الأميرة الرابعة التي بدأت تشحذ سحرها محاولة الهجوم، كانت عيني أنمار تحملان نية قتل غير طبيعية، كيف لفتاة في هذا العمر أن يكون لديها نية قتل مثل هذه؟ كانت كما لو أنها قد مرت بالجحيم، و قاتلت في معارك غير محدودة، نية القتل التي تخرج من عينيها تجعل الشخص يرتعد و يرتعب فقط لا غير تكلمت أنمار "إذا أنت غير مهمة أيضا" و مرة أخرى بإشارة من يدها جعلت الأميرة الرابعة تسقط في مكانها و حدث لها كأختها، كانت عينيها كما لو أنهما فرغتا من الإرادة في الحياة، البريق المعتاد الموجود في عينيها اختفى تماما بعدها اتجهت أنمار نحو الأميرة الخامسة التي كانت تنظر للسماء "يا لها من ليلة قرمزية، هل نهايتي قد حانت، همم، يا لها من حياة قصيرة المدى، تسعة عشر عاما، هاه؟ لقد كانت مدة قصيرة حقا" بدا على الأميرة الخامسة التخلي عن الحياة تماما، لم تعد تقوى على الوقوف بعد الآن لكن تلك الحسناء التي ظهرت تقدمت نحوها، ثم عندما وصلت إليها وقفت أمامها في هذه اللحظة حاولت الأميرتين المتبقيتين التحرك لكن الوحش القرمزي وقف في طريقهما، مما جعلهما يفكران مرتين قبل الإقدام على خطوة أخرى قالت واحدة منهما سائلة "ماذا حدث لأختينا؟ ماذا فعلت تلك المنحطة؟" تكلم الوحش القرمزي "آه، إنهما الآن تمران بأسوء كوابيسهما، و سيستمر هذا الأمر حتى يتم تكسير عقلهما، و بالطبع عند حدوث ذلك ستموتان" لم تستطع الأميرتين القيام بأي شيء سوى التحسر في مكانهما و مشاهدة أختيهما تموتان أمام أعينهما تكلمت أنمار "إذا أنت هي العاهرة التي كانت تلاحق باسل" 'العاهرة' و 'باسل'، عندما سمعت الأميرة الخامسة هاتين الكلمتين فتحت عينيها على مصراعيهما ثم وقفت بسرعة قائلة "اللعنة، أنا لن أموت هنا، سوف أنجو مهما كلف الأمر" شحذت طاقتها السحرية و استعدت للقيام بهجمتها [I]طاااااااااق صفعة[/I] صُفِعت الأميرة الخامسة غرين شارلوت من قبل أنمار، لكنها لم تكن صفعة عادية، فلقد كانت تحمل معها قوة بدنية كبيرة جدا، فبسبها، الطاقة السحرية التي كانت تشحذها الأميرة الخامسة خمدت نظرت غرين شارلوت للشخص الذي قام بصفعها فتكلمت أنمار "لديك حساب طويل معي علينا تصفيته، سأعملك جيدا معنى عواقب العبث مع رجل يخصني" "حساب؟ أي حساب تتكلمي عنه أيتها المنحطة، تقومين بصفعي أنا؟ حثالة من أسفل المجتمع تقوم بصفعي أنا من في قمته؟" [I]طاااااااااااق صفعة[/I] صُفِعت الأميرة الخامسة مرة أخرى من طرف أنمار على وجنتها الأخرى فسقطت على الأرض تكلمت أنمار "اصمتي أيتها العاهرة، منحطة؟ لقد سمعت بما تقومين به، يبدو أن لك علاقة بالسوق السوداء، تقومين بالتجارب على البشر و تتاجرين بهم، أليس هذا هو الأكثر انحطاطا؟" خرجت نية قتل مخيفة من عيني أنمار لتكمل "لكن، أتعلمين شيئا؟ أنا لست بنبيلة كفاية لأقوم بمحاسبتك على أعمالك هذه، لكني في القابل لست لطيفة و لا ذات قلب منفتح لتركك تفرين بجلدك بعد أن حاولت لمس رجلي" "سوف أريك الجحيم، سوف أجعلك تمرين بأشنع عذاب، سوف تطلبين العفو لكنك لن تحصلي عليه، سوف تطلبين فرصة أخرى لكنك لن تحصلي عليها، سوف تلعقين أصابع رجلي، سوف تريدين أن تصبحي عبدتي كي أخفف عذابي عنك و لو قليلا، لكن هذا لن يحصل، لن يكون هناك من ينقذك، و كبداية سوف أجعلك تمرين بالجحيم الذي تحدثت عنه" شحذت أنمار طاقتها السحرية ثم وجهت ذراعها نحو الأميرة الخامسة و قالت "كابوس الحياة الأكبر" [I]وووووووووش[/I] اتجهت طاقتها السحرية و أحاطت بالأميرة الخامسة ثم في الحال، وجدت تلك الأخيرة نفسها في مكان هادئ جدا، كان محاطا بالزهور، الرياح هادئة، يمكنها التنفس بكل أريحية هناك، 'آه، يا لها من سكينة، إنني أتمنى العيش هنا للأبد' بمجرد ما اعتقدت الأميرة الخامسة بهذا مع نفسها حتى تحولت الأرض الخضراء من تحتها إلى بحر أحمر بالكامل، بينما تقف هي فوق حجر، و من تحتها –من البحر الأحمر- بدأت تظهر عدة أيدي تتعلق برجليها، تصعد شيئا فشيء، حتى ظهر أصحابها، لقد كانوا عبارة عن رجال و نساء و *****، أعينهم و أفواههم سوداء، يسحبون الأميرة الخامسة للأسفل بينما يهمسون "إنها أنتِ" "أنتِ من سلبنا حياتنا" "لقد جعلت ابني يتيما" "أنت من تسبب في آلامنا" "أنت من قام بكل تلك التجارب علينا" "سوف نسحبك معنا" "يجب عليك تجربة ذلك الألم أيضا" "أنا كنت لا زلت في عمر 8 سنوات فقط" "لقد سلبت مني حياتي" "كنت أريد أن أصبح ساحرا عظيما" "إنها أنت" "أنت" "سوف تأتي معنا" بدأ أولئك الأشخاص يجذبونها للأعماق ببطء بينما الأميرة الخامسة تعاني "لست المخطئة، لست أنا" تحاول محاولات عقيمة في الانسلال من أيديهم، لكن هذه الأخيرة كانت تلتصق بلحمها، حاولت كثيرا لتزيلها لكن كل محاولاتها باءت بالفشل "اتركوني، كلٌ بمصير، لأنكم ولدتم من الطبقات السفلى كنتم معرضين لتلك المعاملة، إنه خطأكم، خطأكم لأنكم ولدتم في عائلات منحطة، ابتعدوا عني، إنني من العائلة الإمبراطورية، ابتعدوا أيها الأوغاد" لكن مهما فعلت لا زالت تغرق في البحر الأحمر، وصل ذلك السائل الأحمر لرجليها، فأحست عندها بالكثير من الأفكار تتوغل لوعيها دفعة واحدة "يااااااااه" "اتركوني، لا، لا، إنه مؤلم، توقف" "لا للمزيد، سوف أموت، سوف أموت" "لاااااااا" صرخات كل الأشخاص الذين تمت عليهم التجارب، و الذين تم قتلهم في سبيل أخذ أعضائهم من أجل تجربة ما، و الأشخاص الذين سلب منهم أطفالهم ثم قتلوا كل صرخات هؤلاء الأشخاص، آلامهم، معاناتهم، كل المشاعر السلبية الخاصة بهم توغلت لوعيها، و في الحال صرخت الأميرة الخامسة بجنون "لاااااااااااااااااا، توقفوا، لااااااااااااااااا، لا تقتربوا مني" لكن تلك الأفكار لم تتوقف عن التوغل لوعيها، و لا الأيدي عن جرها للأسفل، و استمرت معاناتها بالازدياد فقط، حتى غرقت بالكامل لا زالت الأفكار السلبية تتوغل لوعيها باستمرار، مع أنها تحت البحر الأحمر، إلى أن معاناتها تزداد فقط، بدأت عندها تطلب الموت بسرعة، لكن الغريب هو أنها لا زالت تغرق للأسفل فقط من دون أن تموت، آلام الموت غرقا لا زالت مستمرة، لا تتوقف أبدا و في هذه الأثناء أنمار لا زالت واقفة في مكانها لكنها تتحكم في طاقتها، و في المقابل كانت الأميرة الخامسة تتقلب في الأرض و تبدو كما لو أنها تموت، كانت تمسك عنقها و الرغوة تخرج من فمها لاحظت أنمار أمرا غريبا، فجعلت تقنيتها تتوقف ثم قالت "أنت بدأت تحاولين الموت بالفعل؟ لن أتركك تموتين بهذه السرعة، أولا لقد جربتِ الموت غرقا بينما آلام نفسية تعذبك، أنا لم أكن أعرف عن تلك الآلام، لكني درستها من أجلك فقط، قرأت جميع الكتب التي تتخصص في التعذيب، هناك وجدت التعذيب بالغرق، قررت تجربته في وهمي" "ألم يكن رائعا؟ لقد جربت أن أتنفس تحت الماء، لذا أصبحت أعرف ما هو شعور الغرق نوعا ما، لذا كل ما كان علي فعله هو تقويته لمئات المرات، و بالطبع بما أنه وهمي الخاص، جعلت الغرق لا يقتل، لكن آلام الغرق ليست نفسها و حسب، لكنها مضاعفة مئات المرات كما قلت، و أضفت إليها قليلا من المتعة، إنها الوقت، ما مر هنا ليس إلا دقيقة واحدة، لكن بالنسبة لك كانت عبارة عن أيام من الغرق المتواصل" "أمم، لقد أصبح عقلك في حالة متدهورة أكثر مما توقعت، مع أننا بدأنا للتو فقط" [I]دووووو[/I] ركلت أنمار الأميرة الخامسة على بطنها فجعلها هذا تحلق لعدة أمتار لحقتها أنمار بينما تقول "هيا استيقظي، لا متعة في تعذيبك إن كنت نصف ميتة" الجميع الذي يشاهد هذا المشهد بقي مصدوما من هذا المشهد أمامه، هل هذا شيطان؟ الغرق بآلام مضاعفة مئات المرات من دون الموت؟ تقدمت أنمار ثم وقفت أمام الاميرة الخامسة، حملتها من عنقها ثم بدأت تصفعها بينما تقول بنفس النظرة الفارغة "هيا، هيا، استيقظي، جحيمك قد بدأ للتو" "باااااااااام* "و أخيرا وصلنا، أوووي، أيها السيد الصغير باسل" جاء صوت من بعيد "أمم؟ أوه، أخيرا أتيت أيها العم منصف، آه و التاجر ناصر أتى أيضا" تكلم باسل مع الشخصين اللذين ظهرا من بين الجنود "آه، لقد كان شق الطريق إلى هنا صعبا نوعا ما، لكن مع قدرة التاجر ناصر كنا قادرين على اختصار الوقت و الحضور بشكل أسرع" أجاب الجنرال منصف تكلمت الأميرة الأولى "ما الذي يحدث هنا؟ العم منصف؟ هل يمكن أنه الجنرال منصف؟ كيف يمكن له أن يتواجد هنا؟ هل هُزِم أخي كانديد بالفعل أم ماذا؟" أكملت الأميرة الثانية "اللعنة، نحن الآن محاصرات تماما، ماذا يجب أن نفعل؟" نظرتا الأختين إلى أختهما الصغرى التي كانت تتعذب ذهنيا و جسديا من قبل تلك الشيطان، أرادتا أن تفعلا شيء ما، لكن هما بدورهما في موقف لا يحسد عليه تكلم باسل "أيها الجنرال منصف، كم من الجنود قضيتما عليهم في طريقكما؟" أجاب الجنرال منصف "آه، حوالي 10000 مع أن غالبهم كانوا من الجنود العاديين، لذا عندما حوصرنا من الجنود السحرة قمنا بالاعتماد على قدرة التاجر ناصر للوصول بسرعة" قال باسل مع نفسه 10000، هاه، مع الـ15 ألفا التي قضينا عليها أنا و أنمار يصبح العدد 25 ألفا، الثلث تقريبا، لكن كل من قتلناهم نحن كانوا جنودا عاديين و القليل من سحرة المستوى الثاني و الثالث، و عندما اقتربنا صادفنا بعض سحرة المستوى الرابع، لكن أنمار أسقطتهم كلهم في الوهم بسهولة، لذا القوة الرئيسية لا زالت نظيفة، لكن أين هم؟" في هذه الأثناء كانت الأميرتان تفكران في نفس الشيء "اللعنة، ليس في جهتنا أي ساحر من المستوى الخامس، لدينا القليل من المستوى الرابع فقط، و غالبهم تحت سحر الوهم الخاص بتلك المنحطة، ما نفعل؟ اللعنة" تكلم باسل "حسنا هذا لا يهم، أيها العم منصف، التاجر ناصر، اقمعا الجنود القادمين مؤقتا ريثما ننتهي من أعمالنا هنا" أجاب الجنرال منصف و التاجر بالموافقة ليكمل باسل "حسنا، لما لا نكمل إبادتنا لعائلة غرين، لقد بقي أنتما الاثنتين فقط اللتين تتواجدان هنا" في هذه الأثناء، بدأ وعي الأميرة الخامسة يرجع قليلا، كانت عينيها مفتوحتان طوال الوقت، لذا عندما عاد لها وعيها، لم تفتح عينيها لأنهما كانتا مفتوحتين بالفعل، و في المقابل نظرت بهما للشيطان الذي يحملها عندها شاهدت ابتسامة و وجها لا يوصف، هنا فكرت الأميرة الخامسة "آه، لقد كنت خائفة من الوحش طوال الوقت، لكن من كان يتوقع أنني سأواجه الشيطان في الحقيقة، يا لي من شخص ذو حظ سيء" لم تعد الأميرة الخامسة تستطيع التفكير إيجابيا بعد الآن، كل ما تفكر به هو ميعاد مماتها و خلاصها تكلم الشيطان ذو الابتسامة معها "حسنا فلنكمل" ارتعدت الاميرة الخامسة بينما تحاول ضرب أنمار، لكن هذه الأخيرة راوغت هجماتها اليائسة بكل بساطة، لقد كانت تقاوم بغرابة كبيرة "اتركيني، اتركيني أيتها المجنونة، اتركيني أذهب، كل هذا بسبب مجرد فتى واحد، اتركيني أيتها المنحطة المجنونة" حملقت أنمار في وجهها و قالت "مجرد فتى واحد؟ لست فقط لا زلت تفكرين في رجلي لكنك تحطين من شأنه، كما توقعت، لن أتركك تموتين بسلام أبدا، لا، لن أتركك تموتين أبدا، سوف تتعذبين طوال حياتك، لأنك اقتربت من ذلك الشخص الذي تعتبرينه مجرد فتى واحد" شحذت أنمار طاقتها من جديد ثم وجهتها نحو الاميرة الخامسة التي كمقاومة أخيرة لها فعلت سحرها هي الأخرى [I]بووووم[/I] "موتي أيتها المجنونة" خرج من الأرض عمودا حجريا و اتجه نحو ظهر أنمار ثم اصطدم به، لكن الغريب في الأمر هو عدم حدوث أي شيء لأنمار تكلمت أنمار "هل تعتقدين أن عاهرة مثلك قادرة على إحداث أي ضرر لي، أنا ساحرة في المستوى السابع، بنيتي لا يمكنها أن تتأثر من مجرد هجوم من القسم الثاني من المستوى الثاني، فلتعرفي مكانتك أيتها العاهرة" رمتها أنمار بعيدا و وجهت سحرها نحو الاميرة الخامسة التي يئست تماما، و استعدت للجحيم الثاني، لكن، حتى لو استعدت له، لا يعني أنها قادرة على تحمله، فبالنظر للجحيم الأول، فلابد من أن الثاني سيكون أسوء "كلما كان تحكمك في السحر جيدا، و كلما كانت مخيلتك جيدة، و كلما كنت تفهم الحالة التي تريد تجسيدها جيدا، فسوف يكون وهمك جيدا" "أنمار ذات موهبة خارقة، بالطبع أنها سبقتني في التدريب على السحر بحوالي 8 أشهر، لكن، مع ذلك، لقد وصلت للمستوى السابع بسرعة، لم يكن لديها ما تفعله طول الأشهر الماضية، لذا ركزت على تدريبها، النتيجة هي التي أمامنا، أثناء تدريبنا مع المعلم، لم يقتصر الأمر فقط على تنمية قوتنا، و إنما أساليبنا و مهاراتنا القتالية، ثم معرفتنا التي هي الأهم، لذا، هذه الستة أشهر الماضية كانت كافية لها أن ترتفع بثلاث مستويات مرة واحدة" "تكلم المعلم فيما سبق معي عنها، هو بنفسه صدم من الوهم الذي تخلقه، ببساطة ذلك لم يكن وهما، لقد كان حقيقة، أن تكون في مثل هذا العمر و تستطيع خلق وهم كالحقيقة، ببساطة إنها فاقت العبقرية بمستويات" كان باسل يتحدث مع نفسه و في هذه الأثناء كانت الأميرة الخامسة لا زالت تتعذب، كل مرة تمر بعذاب مختلف، كل الوهم الذي تجربه يكون بالنسبة لها حقيقيا، لذا أنمار كلما رأتها تقترب من الموت، تعطيها استراحة قليلة استمرت أنمار في تعذيبها باستمرار، مرة تكون تغرق في حمم بركانية، و مرة تتجمد حتى تقترب من الموت، و مرة أخرى تتعذب بالقطع البطيء و في هذه الأثناء نادت الأميرتين على بعض التعزيزات من عمهما، و يبدو أن الأمر نجح معهما تكلمت الأميرة الأولى "يجب أن نصمد قليلا فقط، ريثما يصل أبناء عمنا و جنودهم" أكملت الثانية "أنت تجعلين الأمر سهلا، نحن حيَّتان فقط لأن ذلك الفتى لم يقم بأي تحرك حتى الآن" قالت الأميرة الأولى "لا تقلقي، عندما يحين الوقت سأقوم باستعمال كنز العائلة" صدمت الأميرة الثانية لتقول "ها؟ هل أنت مجنونة، و كيف لك أن تملكيه على أي حال، والدنا سيقتلك عندما يعلم بهذا" عبست الأميرة الأولى "لا خيار آخر، أو ماذا؟ تريدين الموت ها هنا؟" عقدت الأميرة الثانية حاجبيها ثم أجابت بحزم "لا خيار آخر" و في هذه الأثناء هناك شخص آخر كان يتكلم عبر خاتم التخاطر (ماذا هناك أيها العم هي؟) تكلم باسل (آه، أولا لقد هزم الأمير الثاني و نحن نستعد للدخول لقلب القصر، و ثانيا أردت فقط سؤالك عن شيء ما، أثناء قتالي للأمير الثاني، كان يملك مطرقة بنقوش لم أرى مثلها في حياتي، و قد عززت من قوة الأمير الثاني كثيرا بشكل مخيف، لقد قاتل تقريبا بالتساوي معي حتى و أنا في القسم المتوسط من المستوى السابع، أتعلم شيئا عنها؟) صدم باسل من كلام الرئيس هي، نقوش غريبة؟ هل يمكن أن الأمير الثاني حصل على مطرقة بنقوش أثرية؟ لكن، كيف؟ أكمل الرئيس هي (آه، لقد قال أنه قد توغل في قارة الأصل و النهاية فوجدها) فكر باسل "هكذا إذا، معلمي حدثني عن تلك القارة، هو بنفسه لم يدخل لها من قبل، لذا قال لي أنه سيبحث في أمرها، سلاح بنقوش أثرية في قارة الأصل و النهاية، هاه، يبدو أنني سأحتاج للذهاب إلى هناك" تكلم باسل (أيها العم هي، سوف نتكلم بشأن هذا لاحقا، أما الآن فتدخلوا القصر، و استعدوا لهجوم أخ الإمبراطور، فلا بد أن خبر هزيمة الأمير الثاني قد وصله بحلول هذا الوقت) (آه، حسنا) أجاب الرئيس هي "يبدو أن أخانا كنديد قم هُزم" تكلمت الأميرة الأولى صدمت الأميرة الثانية التي قالت "يبدو أننا حقا سنحتاج استخدام كنز العائلة، انتظري، ألن تنفع حواجز الحماية الأرضية؟" فكرت الأميرة الاولى ثم أجابت "يستحق الأمر المحاولة، من الجيد أننا نحمل بعضا منها، شارلوت أيضا تملكها، لكن بما أننا لسنا معتادين عليها، و أيضا سيطرة الخوف و الرعب عليها قد أنسوها أن تستخدمهم، لكن..." فكرت الأميرة الأولى "حتى لو استخدمتهم، ضد ساحر في المستوى السابع، لن تنفع جميع الحواجز التي سوف تستخدمها" لقد صدم الجميع بالفعل من مستوى أنمار الحقيقي، فتاة في مثل هذا العمر في المستوى السابع؟ أهذه مزحة من النوع السيء، لكن للأسف لا، فكلهم شاهدوا قوة المستوى السابع أمام أعينهم، فإن لم يصدقوا، عندها يجب عليهم استبدال أعينهم هنا تذكرت الأميرة الأولى أمرا جعلها تفتح عينيها على مصراعيهما "انتظر، إن كانت تلك الفتاة في المستوى السابع بالفعل، فما مستوى ذلك الفتى هنا؟" صعدت قشعريرة مع جسدها، و غرقت في العرق البارد، و مع ظهور ابتسامة عريضة واضحة على وجه ذلك الفتى، عندها تذكرت، 'عشيرة النار القرمزية' تكلمت موجهة كلامها لأختها بسرعة "سوف نستخدم كنز العائلة بمجرد ما أن يتحرك ذلك الفتى، يبدو أننا استخففنا بالعدو كثيرا، أنا لا أعلم كيف لتلك الفتاة أن تكون بهذه القوة في هذا العمر، لكن ذلك الفتى موضوع آخر" استغربت الأميرة الثانية لتكمل أختها الكبرى "إنه من عشيرة النار القرمزية" فتحت الأميرة الثانية عينيها على مصراعيهما، تفاجأت بهذه الحقيقة، فهي تتذكر كلام أبيها جيدا عن عودتهم منتصرين في الانقلاب قبل خمسين سنة، جدها الذي كان في القسم الأولي من المستوى السابع، لكنه هزم على يد رئيس عشيرة النار القرمزية هذه الحقيقة جعلتها تفهم لما قررت أختها الكبرى استخدام كنز العائلة، يجب عليهما ألاّ تستخفا بالعدو أبدا، و إلا سيحدث لهما ما حدث لجدهما في هذه الأثناء تكلم باسل "يبدو أن عضوا آخر قد سقط من عائلتكم التي تعظمونها، و حسب توقعي سوف تكونان أنتما الاثنتين التاليتين، و بالتفصيل، الأميرة الأولى، و بعدها الثانية" شحذ باسل طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، و استعد للهجوم و في هذه الأثناء استعدت الأميرتين كذلك و باندفاع باسل أخرجا قنينتين و شربتاها و عندها توقف باسل، و شاهد ذلك الأمر يحدث مرة أخرى أمام عينيه، تلك المرة الأشخاص السود و الساحر وايد، لكن هذه المرة الأميرتين؟ تكلم باسل بينما يشاهد طاقة الأميرتين ترتفع بسرعة "من أين لكما بذلك المشروب؟" تعجبت الأميرتين فقالت الأولى "إنه كنز عائلتنا، توارث عبر الأجيال باستمرار، في ليلة الانقلاب كان له سبب في هزيمة 'عشيرة النار القرمزية'، لكن عندها قد استهلكناه كله تقريبا، و لم يتبقى سوى 4 قنينات" تكلم باسل مع نفسه "يبدو أن ليس لهم علاقة بالأشخاص السود، قال الساحر وايد أن لتلك العاهرة دور مهم في نجاح خطتهم، يعني أنهم كانوا ينوون استغلالها، الأمير الثاني كان له أيضا كنز من قارة الأصل و النهاية، أظن أن تلك الإكسيرات التي شربها الأميرتين قد حصلت عليها عائلة غرين من قارة الأصل و النهاية، بما أن هذه الأخيرة بها كنوز بنقوش أثرية فليس من الغريب أن تشمل الإكسيرات، و أيضا قالت الأميرتين أنهما لم يتبقى لهما سوى 4 قنينات، لكن أتنويان استخدامها كلها؟ إذا فهما لا تعرفان أن الإكسيرات لا يجب أن تشرب بتتابع، سوف يتكسر بحر روحهما من شدة الإرهاق بسبب الارتفاع الكبير و المفاجئ في القوة و يتدمر في النهاية" "لكن بالنسبة للأشخاص السود فلا، فهم كانوا يعرفون بأمر خواتم التخاطر و الإكسيرات جيدا، لم يستخدم الساحر وايد أكثر من إكسير من كل نوع، هذا يعني أنه يعرف جيدا القوانين، هذا يشغل البال كثيرا، من أولئك السود؟ اللعنة، هل حقا قد دخل شيطان ما إلى هنا؟ إذا متى؟" و في هذه الأثناء استعدت الأميرتين للهجوم، فمع شربهما لإكسير التعزيز، الأولى التي كانت في المستوى الرابع أصبحت في المستوى الخامس، و الثانية التي كانت في المستوى الثالث أصبحت في المستوى الرابع لذا قامتا بالاستعداد جيدا و انتظرتا العدو يقوم بالحركة الأولى و من ثم يقرران كيف يهاجمان هاتان الأختان متفاهمتان جدا، مع أنهما من بطنين مختلفتين إلى أنهما كبرتا معا، و السبب الأكبر في أنهما متفاهمتان، هو كونهما لديهما نفس السحر تقدم باسل مندفعا و إذا به يتعرض لهجوم مزدوج من الأميرتين "النجم الساطع" تكونت كرة ضوئية بقطر يصل لثلاث أمتار، و في الحال وجهت الاميرتين الكرة الضوئية نحو باسل "فلتمت" باسل الذي كان مندفعا لم يتوقف مما جعلهما تستغربان، لكنهما علمتا لماذا هذا الفتى تقدم من دون توقف، ببساطة لأنه كان قادرا على تشتيت و تدمير هجمتهما بسهولة كما حدث أمام أعينهما قام باسل بكل بساطة بتغليف ذراعه اليمنى بعنصر التعزيز و لكم الكرة الضوئية، و حينها كل ما حدث كان تدمير الكرة الضوئية ببساطة هذا ما بدا للحضور، لكن تلك الهجمة سيعاني منها حتى ساحر في المستوى السادس، بالطبع ساحر التعزيز يعتبر استثناء، لكن حتى و لو، أن يكون قادرا على سحق هجومهم بكل هذه البساطة، ماذا يعني هذا؟ تكلم باسل "أنتما اعتقدتما أنكما بازديادكما في القوة مستوى أو اثنين سوف تكونان قادرتان على قتالي، لكن، ها قد وضحت لكما وضعيتكما، أنتما في وضع ميئوس منه، لم يكن هناك أي أمل لكما منذ البداية، و الآن ماذا ستفعلان؟ هل ستموتان ببساطة؟ أم تقاتلان حتى النهاية؟" "همم، كما لو أننا سنرضخ لشخص من الطبقة السفلى مثلك، لدينا فخرنا كأفراد من العائلة الإمبراطورية، نحن من عائلة غرين الفخورة، كيف لنا أن نستسلم هنا، منحط مثلك ليس بإمكانه إخافتنا أو جعلنا نتخلى عن شرفنا و كرامتنا و فخرنا" صرخت الأميرة الأولى في وجه باسل الذي وضع خنصره بأذنه و حكها مع نظرة انزعاج على وجهه و قال "آه، حسنا حسنا، كلكم تقولون هذا الكلام، لقد مللت من مثل هذا السيناريو" اندفع باسل بينما تتجه نحوه العديد من الهجمات الضوئية، ارتفعت قوة الأميرتين، لكنهما لا زالتا لا تستطيعان إصابة باسل، أو حتى تضييق الحصار عليه و لو قليلا [I]ووووووش بوووم[/I] اندفع باسل و لكم جانب الأميرة الأولى الأيمن فأرسلها محلقة، هذه اللكمة تسببت في تحطيم أضلاعها اليمنى بأكملها و في الحال أتى دور الأميرة الثانية، هذه المرة ركلها باسل برجله اليمنى على شكل ركلة جانبية تستهدف البطن جعلها تحلق حتى اصطدمت بأختها تكلم باسل "سأنهي الأمر حالا، الكلام مجرد مضيعة للوقت" تقدم باسل في اتجاه الأميرتين اللتين تقفان معا بصعوبة بالغة، الأولى تحطمت أضلاعها اليمنى، و الثانية تحطمت عضلات بطنها حتى وصل الضرر لأعضائها الداخلية فحطمها تماما الدم كان يغطي فمهما معا بسبب تقيئهما الدماء، لكنهما وقفتا و شحذتا طاقتهما السحرية كاملة و استعدتا لتنفيذ تقنية ضخمة باسل كان يتقدم خطوة بخطوة، ببطء، فهو لم يكن بحاجة للإسراع، ليس عليه واجب لوضع حد لمعاناة هاتين الاثنتين بهذه السرعة قامتا الأميرتان بإخراج آلاف الإبر من مكعب التخزين، و كل واحدة قامت بغمر هذه الإبر بطاقتها السحرية، طفت الإبر بينما تتوهج بسحر الضوء كان هناك الآلاف من هذه الإبر تطفو فوقهما، ثم انقسمت الإبر لقسمين، واحد على اليمين من جهة الأميرة الأولى، و آخر على اليسار من جهة الأميرة الثانية و بتلويح يديهما بدأت الإبر تتحرك، اتجهت إبر الأميرة الأولى نحو باسل بسرعة كبيرة جدا، هذه السرعة كانت مساوية لسرعة تحرك باسل، فهذا الأخير عندما راوغها لحقته بسرعة من دون أن تفقده، هذه يعني أن الأميرة الأولى التي تتحكم في هذه الإبر قادرة على تتبع سرعة باسل بعينيها و عندما راوغ باسل و هرب من الإبر التي تتبعه، وجد نفسه في موقف المحاصر من جهتين، حيث قامت الأميرة الثانية بتوجيه إبرها في الاتجاه الذي هرب إليه معترضة طريق هروبه و بعد لحظات وجد باسل نفسه محاطا من جميع الجهات بالإبر، و بإشارة من أيديهما، اتجهت جميع الإبر مستهدفة باسل بسرعة خيالية في هذه اللحظة ابتسمت الأميرتين، لقد تأكد فوزهما، تلك التقنية قد تبدو من الوهلة الأولى بسيطة لكنها ليست كذلك فهذه التقنية نتيجة لتدريبهما القاسي للتحكم في الآلاف من أوعية السحر مرة واحدة، كل إبرة كانت وعاء سحريا، لأنها إن لم تكن كذلك فلا يمكن شحنها بالطاقة السحرية و بما أنها وعاء سحري، فمعناه أنها تضخم الطاقة التي تستقبلها و تجعلها أكثر استقرارا، فالقوة التي يخرجها ساحر بوعاء سحري تكون أقوى بكثير من الذي ليس بوعاء سحري آلاف الإبر هذه كلها أوعية سحرية، مما يعني أن كل واحدة منها كافية لتسبب ضررا إلى حد ما، لكن إن اجتمعت كلها و هاجمت في نفس الوقت كما هو الحال الآن، فسوف تصبح سلاحا قاتلا، يستطيع قتل حتى ساحر بالمستوى السادس و بالطبع هذا سيكون ممكنا فقط في مثل هذه الحالة، حيث الأميرة الأولى الآن بالمستوى الخامس و الأميرة الثاني بالمستوى الرابع، و قد استخدمتا كل ما تبقى لهما من الطاقة السحرية، بجانب أن العدو لا يرتدي درعا سحريا لكن الخطأ الوحيد الذي قامتا به الأميرتين هو عدم معرفة قوة العدو الحقيقية، لكن هذا ليس بسبب عدم خبرتهما أو خطئهما، ببساطة هذا الأمر لم يكن في الحسبان أبدا اقتربت الإبر بشدة من باسل و تقرر أمر موته بالنسبة للأميرتين، لكنهما صدما مما حدث [I]بووووووووووم[/I] انفجار ناري ضخم جدا أحرق كل الإبر في لحظة واحدة "لم أكن أتوقع أن تجعلاني أكشف عن واحدة من أوراقي الخفية، لكن بما أنكما ستموتان هنا، فلن يعلم أي أحد آخر" اندفع باسل بسرعة و أخرج سيفه السحري مرة أخرى، وجه إليه طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، ثم ترك فقط رجليه و ذراعه اليمنى التي يحمل بها السيف مغطين بسحر التعزيز الأميرتان لم يصدقا ما حدث للتو، لقد عرفتا أن هذا الشخص الذي تقاتلانه ساحر بعنصر التعزيز، لكن قبل قليل استخدم ذلك الشخص سحرا النار تكلمت الأميرة الأولى "ما الذي يحدث بالضب...." [I]فسسسسسسسسسسسس قطع[/I] ثم [I]سقوط[/I] قطع باسل الأميرة الأولى لنصفين من دون رحمة ثم قال "حسنا، الأمر يسير كما توقعت، ها هي ذي الأميرة الأولى كانت الأولى، حان دورك أيتها الثانية" بقتل الأميرة الأولى سقط منها مكعب التخزين كما حدث مع الآخرين، حمله باسل بينما يفكر مع نفسه "يجب أن أرى ذلك الإكسير الذي شربتاه قبل قليل" شاهدت الأميرة الثانية جثة أختها المقطوعة على اثنين، فارتعبت بشدة و زحفت خلفيا بينما جسدها يرتعد بالكامل و عندما شاهدت مكعب التخزين تذكرت أمرا ما فأخرجت تلك القنينة التي أعطتها لها أختها "همم؟" تعجب باسل عندما رأى الاميرة الثانية تحاول شرب إكسير التعزيز مرة أخرى ثم قال مع نفسه "كما توقعت إنهما لا تعرفان القوانين، اللعنة، لكن سيكون من السيء تركها تشربه، لا أود إزعاج نفسي يهيجانها و انفجار بحر روحها لاحقا" أسرع باسل ليمنعها من شربها، لكنه تأخر للأسف [I]بوووووووووووم[/I] انفجرت الطاقة من جسد الأميرة الثانية و توهجت بشكل كبير، ما كل هذه الطاقة؟ كيف يمكن حدوث هذا؟ تساءلت الأميرة الثانية بينما تحدق في كل الطاقة التي تحيط بها، شعرت بالنشوة من القوة التي تغمرها، فأحست أنها لا تهزم "هاهاهاها" ضحكت الأميرة الثانية بصوت مرتفع جديد من دون توقف لقليل من الوقت ثم نظرت في اتجاه باسل و قالت "يبدو أنك كنت تحاول منعي من شرب هذا المحلول لأنك كنت خائفا من كل هذه القوة التي سأحصل عليها، لكن للأسف، يبدو أنك أصبحت في الموقف الضعيف هنا" عبس باسل، هذا الأخير تراجع للخلف قليلا بسبب الانفجار، و شاهد قوة الأميرة الثانية ترتفع، قال مع نفسه "إذا هذه المرحلة الأولى 'ارتفاع القوة' من 'انكسار بحر الروح'، سوف تشعر أنك في أفضل حالاتك، القوة تغمرك، أنت لا تهزم، لكن، أن تصل قوتها لقمة المستوى السابع، هذا مرعب، يجب أن آخذ حذري من أي شخص في المستقبل قد ينوي استخدامها كتقنية أخيرة ليجرني معه نحو الموت" قاطع تفكير باسل شحذ الأميرة الثانية لطاقتها السحرية و تكوين كرة ضخمة للغاية من الضوء، ثم أطلقتها نحوه هذه الكرة كانت هذه المرة بقطر يصل للخمسة أمتار، لكن الغريب هو ما بدأت الأميرة الثانية تفعل، لقد بدأت تكون كرة ثانية، ثالثة، رابعة....و عاشرة أخرج باسل سيفيه معا و ضخ طاقته السحرية الخاصة بعنصر النار، فتوهج السيفين، غطى جسمه كله بعنصر التعزيز استعد للهجوم القادم من الأميرة الثانية و ها هو ذا قادم، الكرة الأولى، مع حجمها الكبير ذاك، اتجهت بسرعة كبيرة نحوه اتخذ باسل وضعية الاستعداد، و شحذ السيفين بسحر النار ثم عززهما بسحر التعزيز، أصبحت النار أكثر حرارة، و الأرض التي كانت أسفل السيفين قد احترقت مع أنها بعيدة عنهما، ميزة سحر التعزيز، لا يسمى بأقوى سحر من لا شيء، فهو يستطيع تعزيز أي شيء، السرعة، قدرة الاحتمال و العلاج، صلابة الجسد، الحواس، و بالطبع حتى السحر يستخدم باسل سحر النار و يعززه بسحر التعزيز، مما يجعل الهجوم مكون من سحرين اثنين، و الهجمة التي تنتج منهما بالطبع لا تصدق لم يتحرك باسل و انتظر الكرة الضوئية حتى اقتربت منه ثم قام بقطعها [I]فسسس[/I] على شكل ( X )، فانقسمت الكرة لأربع، لكنه بمجرد قطعها ظهرت كرة أخرى وراءها قطها باسل للنصف و إذا بكرتين أخريين تهاجمانه من الجانبين في نفس الوقت وجه باسل سيفيه نحوهما، ثم شحذ سحره أكثر، و من مقدمة السيفين انطلق انفجار، كل على حدى، متصديا للكرتين تكلم باسل مع نفسه "اللعنة، إني أستخدم سحر النار أكثر من اللازم، لهذا كان علي قتلها قبل أن تشرب إكسير التعزيز مرة أخرى" "يجب أن أماطل حتى تدخل للمرحلة الثانية 'هيجان القوة'، بسبب الارتفاع المفاجئ في القوة، بالأول سيكون الشخص قادرا على استخدام مثل هذه التقنيات الكبيرة مرة واحدة، لكن بعد قليل بحر روحه سيبدأ في الاضطراب، و يبدأ تكسره مما سيجعل الشخص غير قادرا على التحكم في قوته، يجب أن أستغل تلك اللحظة" استمر باسل في الهروب من كرات الضوء الواحدة تلو الأخرى، لكنه أحيانا لا يجد مهربا فيضطر لاستخدام سحره لصد الهجوم حتى أتت تلك اللحظة التي انتظرها بدأت الأميرة تفقد السيطرة و تصرخ بقوة، حتى فقدت وعيها لكنها لازالت هائجة، و في الحال انفجرت قوة سحر الضوء من جسدها في جميع الأنحاء، عدة جنود قد أصيبوا بهذا الهجوم وصل الضوء لأنمار فجرحها قليلا بذراعها، فقامت بالحذر من الهجوم الغير متوقع الجنرال منصف حمى التاجر ناصر و قررا الابتعاد قليلا سحر الضوء الحارق انتشر في جميع النواحي، لذا قرر باسل إنهاء هذا الأمر بسرعة قبل فوات الأوان، فبعد هذه المرحلة تأتي المرحلة الاخيرة 'انفجار القوة'، ينفجر بحر الروح بسبب الطاقة التي لم يستحملها و يخرجها مرة واحدة مدمرا الجسد و الأشخاص المحيطين بحث باسل عن ثغرة ما حتى وجدها فاندفع بسرعة ليقتل الأميرة الثانية قبل أن ينفجر بحر الروح، لكنه عندما اقترب، انفجر ضوء حارق في جهته "اللعنة، إنها فاقدة للوعي، لكن جسدها يدافع غريزيا" تكلم باسل بعد أن احترق قليلا بيديه لأنه دافع بهما عندها لاحظ أن الأوان قد فات، فصرخ "أنمار، العم منصف، التاجر ناصر، فلتهربوا إلى أقصى مسافة يمكنكم إياها، الآآآآن" أسرع باسل أيضا في الهروب و كذلك فعل الآخرون أنمار كانت تلعن بينما تجعل جنديا ما يحمل الأميرة الخامسة و يهربون و بينما يهربون، جسد الأميرة الثانية توهج بقوة و سطع كثيرا ثم في الأخير انفجر [I]بوووووووووووووووووم[/I] انفجرت الأميرة الثانية بقوة فانتشر الدمار الناتج عن انفجارها ليشمل دائرة قطرها يصل 100 متر، لقد كان دمارا هائلا حقا، المئات من الجنود ماتوا في لحظة واحدة، ذلك الضوء الحارق جعل كل ما يمر عليه رمادا ابتعد باسل و البقية كفاية تكلم باسل بينما يحدق في الحفرة العملاقة التي خلفها الانفجار "حتى بسحر التعزيز في كامل قوته، لا أعلم إن كنت سأنجو من مثل هذا الانفجار، كما توقعت يجب أن آخذ حذري مستقبلا من أي انتحاري قد يستعمل هذا ضدي" أرجع سيفيه لمكعب التخزين، ثم تنفس ببطء. بحث عن أنمار و البقية، فوجد أنمار أولا و اتجه إليها "ألا زلت تعذبينها؟" سأل باسل أجابت أنمار بانزعاج "هذا صحيح" قال باسل "لا تبالغين في الأمر كثيرا، إن كسرت عقلها تماما فلن يكون هناك أي فائدة منها بعد الآن، أنا لا زلت أحتاجها بعد انتهائنا" قالت أنمار "أنا أعلم" الأميرة الخامسة كان لسانها متدليا من فمها و لعابها يسقط، دموعها تملأ وجهها، و أنفها يسيل، كانت حالتها مزرية بالكامل لقد مرت بعشرات أنواع العذاب، كل الوهم الذي تريها إياه أنمار يكون كما لو أنه حقيقة، لذا كان العذاب حقيقيا بالنسبة لها قال باسل "يبدو أن الانفجار السابق قد حول جثث الأمراء و الأميرات إلى رماد، حسنا هذا لا يهم، يجب علينا إنهاء الأمر هنا بسرعة و الاتجاه إلى قلب القصر، فيبدو أن المعركة هناك قد بدأت سلفا" أماءت أنمار رأسها، ثم قام باسل بالتكلم عبر خاتم التخاطر لإخبار الجنرال منصف بنفس الأمر، لكن عندها لاحظ ظلالا تقترب من بعيد، و لا يبدو أنها تعود لحلفاء و في هذه الأثناء، بقلب القصر، الذي كان امتداده يصل لأميال، كما لو أنه مدينة صغيرة بحد ذاته، هنا يعيش جميع أقرباء العائلة الإمبراطورية، الإمبراطور و أخوه و الأبناء و الأحفاد، و جميع الأقرباء بالدم و في هذه اللحظة كان هذا الجيش بقيادة أخ الإمبراطور ليواجهوا جيش الانقلاب عندما هُزم الأمير الثاني، وصل الخبر لأخ الإمبراطور، فسارع في الدخول لقلب القصر من أجل اعتراض العدو و الآن، قد نشب القتال بين الطرفين بالفعل، لكن هذه المرة لم يلتقي القادة الكبار ببعضهما البعض بعد، و في المقابل كان جيش الانقلاب يتقدم بسلاسة بينما يقودهم أشخاصا مميزين بسبب قوتهم و أساليبهم هؤلاء الأشخاص كانوا ورثة العائلات التي انضمت لجيش الانقلاب، مع الخمسة الذين دربهم باسل على يده شخصيا "كاكاكاكا، فلتذوقوا عذاب السيد العظيم هيسي، لم يكن لدي دور فعال في المعركة السابقة لكن الآن سوف ترون الجحيم الأسود" كان هيسي لديه نفس سحر أبيه 'هِيْ'، لذا قام بإبادة العدو تلو الآخر بكل سهولة بينما يتقدم، مع أنه غبي إلى أن قوته معترف بها، فبسببها أحكم القبض على مركزه كالمرشح الأول لوراثة رئاسة العائلة من جهة أخرى يوجد ابن الرئيس تشارلي 'كين نبيل شفرة الجليد'، هذا الشخص معروف بقوته في كامل الإمبراطورية بالفعل، و من دون شك، هو الرئيس التالي لعائلة كين، لا يوجد مرشح آخر ينافسه بما أنه أثبت نفسه بجدارة، كان الأفضل على مستوى العقل و القوة، لكن ليس هناك شخص كامل، فحتى هذا الوريث الذي يبدو مثاليا من الوهلة الأولى، ستجد أن به عيب ما تكلم كين نبيل "تقدمي أيتها السيدة يامي، أنا فارسك الذي سيحمي ظهرك، لا داعي للقلق بشأن الأعداء من خلفك، ففارسك هذا سيقوم بإبادة أي شخص يقترب منك، و كهدية لإخلاصه المتواصل لما تمنحيه قبلة كمكافأة" كان 'كين نبيل' يتبع 'كورو يامي' بينما يطلب منها تقبيله مقابل حمايته لها تكلمت كورو يامي "ابتعد عني أيها الغبي، إنني محاطة بأغبياء كفاية" "غيه" أخرج كورو هيسي صوتا غريبا اقترب كين نبيل نحو وجهها بينما يوجه شفتيه نحوها "هيا هيا، فارس و أميرة سوداء، يمران بالمصاعب، و أثناء حمايتهما لبعضهما البعض تتقوى علاقتهما، و يولد حب نقي خالص" تكلمت كورو يامي بينما تبعد وجه كين نبيل الذي يقترب منها "أي حب نقي تتكلم عنه، ألست تتبع رغباتك و شهواتك علانية فقط، ابتعد أيها المنحرف، همم؟" بينما تحاول مقاومة كين نبيل لاحظت تقدم عدة أعداء من المستوى الرابع، كانوا يحاولون استغلال الفرصة لمهاجمتهم تكلمت كورو يامي "هيا ابتعد بسرعة، إننا في خطر" قال كين نبيل "هيا هيا، لقد قلت أنني سأحميك مهما حدث، لذا دعينا ننمي حبنا و نصل به إلى مرحلة صعود الجبل" صرخت كورو يامي "ابتعد أيها المنحرف، أي جبل تتحدث عنه، سنموت هنا" عندها لاحظت كورو يامي أن العدو قد وصل بالفعل إليهم [I]فسسسسسسس[/I] قطع الأعداء كلهم مرة واحدة، فبقيت كورو يامي مندهشة قليلا ليقول كين نبيل "تحاولون مقاطعة نمو حبنا، ما هذا الغباء، يا للعجب" ثم التفت لـ'كورو يامي' فوجدها مندهشة، قال "ماذا؟ هل عرفت أخيرا مشاعرك الحقيقية تجاهي، لهذا قلت لك من البداية، حبن....." [I]دوووو[/I] ركلت يامي وجه نبيل ثم قالت "لقد قلت لك ابتعد أيها الغبي المنحرف" نهض نبيل مع نزيف ددمم على وجهه بسبب الركلة بينما يبستم "آه، يا للعجب، لا تقولي هذا، لم أنت لست صريحة مع نفسك، لكن حتى خجلك الذي يجعلك تكذبين على نفسك يجعلك جميلة أكثر فقط، يا للعجب" صعدت قشعريرة مع جسد كورو يامي، يبدو أنها علقت مع شخص صعب التعامل معه في هذه الأثناء كان الكبار يضحكون فيما بينهم، تكلم الرئيس تشارلي "لو أنه فقط لا يملك هذا الجانب منه، لكان مناسبا بشكل كامل لرئاسة العائلة" ضحك الكبير أكاغي و قال "هاهاها، إن ابنك ممتع حقا" حملقت الرئيسة موراساكي في كين نبيل ثم فكرت مع نفسها "أظن أن الرئيس تشارلي لم يتبقى له الكثير حتى يتقاعد و يترك منصبه لابنه، يجب أن أرى مدى مهارته" قال الرئيس كورو "ابنك لا بأس به أيها الرئيس تشارلي، انظر لابني، و ستعرف عما أتكلم" في هذه الأثناء لا زال هيسي يقوم بجعل الأعداء يموتون بكل سهولة، ميزة سحر الظلام تنفع كثيرا، خصوصا ضد الكثير من الاعداء الضعفاء لذا قام هيسي بالمرور و الانسلال من بين الأعداء بسرعة بينما يقوم بتغطية يديه بسحر الظلام و توجيهه نحو أعناق و رؤوس الأعداء، و كلما هزم عددا كبيرا وقف و ضحك بينما يفتخر بنفسه "السيد العظيم هيسي، يمكنكم مناداتي بسيد الظلام العظيم إن أردتم، ليس لدي غريم، من تجرأ فليتقدم" و في هذه الأثناء، في مقدمة الجيش، كان هناك أربعة أشخاص يقودون أربع تشكيلات تبيد العدو بكل سهولة، عملهم كان متناسق جدا، و الأكثر من هذا هو أن قوتهم كانت مدمرة في الأمام كان هناك شخص يلتهب، النار تحيط به، العدو الذي يقترب منه يحترق حتى يصبح رمادا و وراءه عدة سحرة لديهم نفس السحر يقومون بدعمه، و بالجانب هناك عدة سحرة جليد و ثلج و وهم كان عددهم الكلي يتكون من ألف، كانت هذه هي الوحدة التي يقودها تورتش، و وراءه يوجد وحدة أخرى يقودها شينشي التي كانت تدعم وحدة تورتش بالدفاع عن ظهرها وحدة تورتش تتقدم بينما تمحي الأعداء، و وحدة شينشي تتبعها بينما تحمي ظهرها من الأعداء، و بهذا كان من الصعب إيقافهم فهاتان الوحدتان تشمل فقط سحرة من القسم النهائي من المستوى الرابع حتى القسم المتوسط من المستوى الخامس، لذا كانتا قوة مدمرة في وجه العدو و بينما هاتان الوحدتان تتقدمان، هناك وحدتان تقومان بالعكس، وحدة فانسي التي تركز على الهجوم من المدى البعيد و مساعدة وحدة تورتش على التقدم بسرعة أكبر، ثم وحدة برودي التي تدعم وحدة فانسي عبر حمايتها من الأعداء للتركيز أكثر على دعم وحدة تورتش و في الأخير هناك وحدة شي يو المعالجة التي تقوم بالإسراع نحو المصابين و نقلهم للخلف لتلقي العلاج المناسب بسرعة للعودة من جديد للمعركة تكلم تورتش "اقتلوا كل الأعداء في الطريق، يجب أن نكون نحن من يحصل على شرف قتل قائد العدو، نحن التشكيل الذي أنشأه سيدنا باسل" "هوااااه" صرخ الجنود و اتباعا لأمره الذي زادهم من حماسهم، قاموا بالاندفاع بقوة، التحموا في معركة ملحمية مع العدو، بما أنهم كانوا واجهة الجيش، فقد كانوا الأكثر تعرضا لتصديات العدو لكن العدو قد يكون يملك العدد، لكنه لا يملك الجودة، قامت وحدة تورتش بالتقدم بثبات و قتل كل الأعداء في الطريق، إن كان من يعترضهم سحرة من المستوى الثالث، ينتصرون بسهولة، و إن كان سحرة من المستوى الرابع، فيتم الانقضاض عليه من سحرة المستوى الخامس، و نادرا ما يلاحظ سحرة من المستوى الخامس من جهة العدو، لأنهم يتمركزون كالخط الدفاعي الأخير، لذا كان تقدم وحدة تورتش يمر بسلاسة بينما وحدة شينشي تدعمهم من الخلف، فبسبب هذا لم يكن عليهم القلق أبدا من أي هجوم قد يأتي من خلفهم بينما يتوغلون في صفوف العدو فانسي من يقود وحدة المدى البعيد كان يستغل سحر الوهم الخاص به في نشب صراعات بين صفوف العدو، و بالطبع لم يكن يقوم بهذا لوحده، فحتى وحدته كانت تضم المئات من مستخدمي سحر الوهم، لذا قاموا بمساعدته كانوا يركزون على إخلاء طريق وحدة تورتش قدر الإمكان، و بالطبع لم يكونوا يملكون فقط سحرة الوهم، هناك سحرة الجليد و الثلج و الظلام و االرياح، و كلهم مدربون على القيام بهجمات بعيدة المدى، فهذا كان دور وحدة فانسي و هناك وحدة برودي التي تحمي وحدة فانسي، لذا كان بإمكان وحدة فانسي التركيز بشكل كامل على دعم وحدة تورتش وحدة شي يو انقسمت لخمس فرق، كانوا كلهم سحرة علاج، يسارعون في علاج الحلفاء قبل موتهم، و بهذا كانوا قادرين على توفير القوى قدر المستطاع كان هذا التشكيل متكامل جدا، كل وحدة تدعم الأخرى بشكل مترابط، لا يمكن لوحدة أن تبرز إمكانياتها من دون الأخريات، لذا عندما اختبر القادة الخمس الذين اختارهم باسل لقيادة هذا التشكيل القتال في معركة حقيقية، فهموا أخيرا قصده بأنهم فرق، لكنهم جيش واحد لكن هذا التشكيل الذي قام بصنعه كنزوة منه ليقوم بمواجهة عائلة غرين، كانت قوته أكبر مما يُتوقع، و قوتهم لا زالت في بدايتها فقط، و في يوم من الأيام، سوف يعرف في كل بقاع العالم، و سيخشى أي جيش مجابهته وجها لوجه و على ما يبدو، فذلك اليوم قد لا يكون بعيدا، فبعد هذه الحادثة فقط، سينتشر اسمهم بشكل غير معقول تقدم جيش الانقلاب بثبات و لم يكن باستطاعة العدو إيقافه جيش أخ الإمبراطور كان يحتوي على أكثر من 80 ألف جندي، لكن بسبب قيادة الورثة و التشكيل، كل الجنود العاديين و سحرة المستوى الثالث ماتوا، و سحرة المستوى الرابع لم يكن لديهم خيار آخر سوى المقاومة منتظرين التعزيزات، لكن هذه الأخيرة لم تأتي مهما انتظروا، و كل هذا بسبب حرص أخ الإمبراطور على إبقاء سحرة المستوى الخامس بجانبه ليضمن نجاته و بينما يقاتلون كانوا يُدفعون للوراء بسبب تقدم جيش الانقلاب، عددهم الذي كان يصل لـ20 ألف قد تقلص ليصبح 5 آلاف فقط في مكان قيادة جيش أخ الإمبراطور "أيها الجنرال الأعلى، لو لم نرسل التعزيزات حالا فسوف يمحى كل سحرة المستوى الرابع" أتى جندي مسرع يحمل تقريرا لأخ الإمبراطور الذي تكلم بعدما حملق في الجندي "كفاك إعطائي تقريرا في كل مرة يتم هزيمة ألف من الجنود، عندما يصل العدو أخبرني، هذا هو التقرير الذي سأنتظره منك، و الآن أغرب من أمامي" ضحك أخ الإمبراطور و قال "الحرب تحتاج لتضحيات، موت كل أولئك الجنود لن يكون بلا فائدة، فبسببهم سأكون قادرا على هزيمة العدو باسترخاء، كيكيكيكي" مكان قيادة جيش الانقلاب كان يجلس الكبار بينما يتحدثون و يحللون وضعية المعركة تكلم الرئيس تشارلي "إذا لقد قرر المغامرة بالتضحية بجنوده ليستنزف قوتنا الهجومية، ثم عندها يقوم بهجوم مضاد" قال الكبير أكاغي "آه، هذا ما يبدو، ذلك الغبي، يظن أن خطته ستنجح بما أننا قاتلنا ضد الأمير الثاني و جيشه" أكمل الرئيس كورو "النصر أصبح مؤكدا في هذه المعركة أيضا، هاه" جلس الجنرال رعد بينما يفكر في شيء ما "يبدو أنني سأحتاج للتكلم مع يين يينغ" حدقت الرئيسة موراساكي في الثلاثة و فكرت مع نفسها "خطة أخ الإمبراطور ليست سيئة، لا، إنها جيدة جدا، بما أنه يملك عددا كبيرا قرر إنهاك العدو بهذا العدد، مع العلم أن العدو قد سبق و واجه جيشا قبل ساعات فقط، لكن هؤلاء الأشخاص لا تبدو عليهم ذرة من القلق، لماذا؟ أيملكون ورقة رابحة؟" استغربت الرئيسة موراساكي ثم تذكرت ذلك الشيء الذي حدث قبل أيام عندما أتى ذلك الفتى لقصرها مع الكبير أكاغي، عندها قد منحها مشروبا غريبا كان له الفضل في علاج إصابتها بسرعة كبيرة، ففتحت عينيها بشدة "هل يمكن أنهم ينوون استخدام ذلك المشروب على كامل الجيش؟ لكن حتى و لو فعلوا، فذلك المشروب سيأخذ وقتا طويلا من أجل شفاءهم، و أيضا، هل لهم ما يكفي للجيش بأكمله؟ ظننت أنه شيء نادر جدا، أو كنز ما، لكن إن لم يكن كذلك..." بقيت الرئيسة موراساكي تفكر في طريقة رد جيش الانقلاب على جيش أخ الإمبراطور الذي سوف ينفذ ضربته عما قريب "هل يمكن أنهم ينوون استدعاء الجيش الذي تركناه وراءنا لحراسة العاصمة من قدوم أي عدو من وراءنا؟ لكن حتى لو فعلوا سيكون الوقت متأخرا عندها، اللعنة، أنا أريد أن أعرف بشدة" لاحظ الكبير أكاغي تشوش الرئيسة موراساكي، فابتسم و قال "في بعض الأحيان يمكننا معرفة الإجابة عن طريق السؤال فقط" حدقت الرئيسة موراساكي به ثم بلعت ريقها و استعدت للتكلم "إذن..." بالعودة لمكان باسل و البقية عندما قرر باسل أن ينهي الأمر سريعا من أجل التوجه نحو قلب القصر، واجه عرقلة صغيرة، لكنها كانت غير متوقعة فجأة من جهة قلب القصر أتت تعزيزات لجيش الجانب الجنوبي، هذه التعزيزات كانت حوالي ألفين، هناك 1500 من المستوى الرابع و 500 من المستوى الخامس، مع قادتهم الذين كانوا أبناء أخ الإمبراطور قد يكونوا الجنود الذين يأتون بهم في المستوى الرابع و الخامس، لكن هؤلاء يكونون طاعنين في السن، فليس هناك من يصل للمستوى الرابع أو الخامس بكل سهولة، فهؤلاء وصلوا لهذه المرحلة بعد قضائهم حياتهم كلها في التدريب، و عندما وصلوا للمستوى الخامس، كانوا قد كبروا في السن بالفعل و لم يعد باستطاعتهم التقدم و الارتفاع في المستويات أكثر لقد أتى طلب مساعدة من الأميرات، لذا أسرع أبناء أخ الإمبراطور في أخذ بعض الجنود من والدهم و اتجهوا قاصدين هذا المكان أبناء أخ الإمبراطور، كانت لديهم مكانة مرتفعة أيضا، مع أن والدهم لم يستقل لوحده، لكنه كان لديه عدة أراضي خارج العاصمة، كان لديه عدة مدن تحت إمرته، و كذلك الحال مع أبناءه، كان لديهم نفوذ كبير في الإمبراطورية، لم يكونوا في مثل قوة الأمراء و الأميرات، لكن كانت لديهم سمعتهم كحاملي ددمم غرين عندما رأى باسل شعار أبناء أخ الإمبراطور لم تظهر عليه تعبيرات الصدمة، و إنما تعبيرات الفرح تكلم باسل "هؤلاء الحشرات، إنهم يقومون بأفضل عمل، يقومون بتسهيل عملي أكثر فحسب بتجمعهم كلهم في مكان واحد، أنهيت أمر الأمراء و الأميرات، و ظننت أنني سأضطر للبحث عن أبناء عمهم واحدا تلو الآخر، لكن، من كان يظن أنهم سيأتون لموتهم مسرعين هكذا، إنهم حقا يقومون بعمل جيد" تكلم التاجر ناصر "أمن الضروري قتلهم؟" حدق باسل في التاجر ناصر و قال "يبدو أنك تظن أنني جزار مجنون ما أو شيء كهذا، أنا فقط لا أرحم من لا يجب أن يرحم، لقد بحثت في أمر عائلة غرين جيدا، و وجدت أنها كلها، من صغيرها لكبيرها مجرد حثالة. حثالة هذا العالم يجب أن يختفوا إن أردنا تحقيق هدفنا الأكبر، أنا لا أريد الانزعاج بمثل هؤلاء الحثالة عندما يأتي وقت مواجهة العدو الحقيقي، يجب علينا تصفيتهم تماما، الرحمة لا يجب أن نظهرها، فإن تركتهم الآن، لا أظن أنهم فقط سيجلسون في الجانب بعد نهاية هذا الأمر و التفرج من دون محاولة الانتقام، أي شرارة مثل هذه يجب ليس فقط إطفاؤها، بل و إغراقها في الأعماق من أجل ضمان عدم اشتعالها للأبد" بلع التاجر ناصر ريقه فتكلم باسل سائلا "هل حزمت قرارك؟" أجاب التاجر ناصر "ليس كما لو أنني لم أحزم قراري، فهذا فعلته منذ زمن، منذ أن قررت اتباعك أيها السيد الصغير، فقط يبدو أنني كنت أحمل رحمة لا داعي لها كما قلت" قال باسل بابتسام "من الجيد أنك فهمت" بالعودة لميدان المعركة بقلب القصر تكلم كورو هيسي "أليس غريبا أن قائد العدو لم يتحرك حتى الآن؟ ليس هذا فقط، لكنه لم يقم بإرسال أي سحرة من المستوى الخامس حتى" تكلمت كورو يامي بينما تقترب منه "أوه، هيسي يقول شيئا معقولا" عبس هيسي ثم قال "حتى أنا يمكنني ملاحظة هذا" "هوهوهو" ضحكت يامي و قالت "حسنا حسنا" ثم أكملت مع نفسها "حتى ذلك الهيسي لاحظ هذا الأمر، كما توقعت من الغريب عدم رد الهجوم من جهتهم، يجب أن أتواصل مع هي" (يامي، العدو ينوي القيام بحركته عندما تنهك قوة جيشنا) أتى صوت يخاطب يامي تخاطريا أجابت يامي (إذا هذا هو السبب، إذا ما المعمول يا هي؟) قال الرئيس هي (بالطبع عندما يحين الوقت، سوف نأمر الجنود باستخدام إكسير التعزيز) (حسنا، هذا هو الخيار الوحيد المرجح، لك هذا، سأنتظر إشارتك) أجابت يامي ثم نادت على ابن أخيها لتبلغه بالأمر و في هذه الأثناء كان كين نبيل يتحدث مع أبيه حول نفس الأمر قال الرئيس تشارلي متسائلا (ما بك؟ مزاجك يبدو معكرا من نبرة صوتك) أجاب كين نبيل (شيء واحد يمكنه أن يعكر مزاجي في هذه الأثناء يا أبي، أن يؤخذ ما يخصني) قال الرئيس تشارلي (هكذا إذا، حظا موفقا في استرجاعه) تنهد كين نبيل ثم التفت للأشخاص الواقفين أمامه، كان عددهم كبيرا جدا، حوالي المئتين، أكثرهم من المستوى الرابع عبس كين نبيل و قال "اللعنة، لقد تعكر مزاجي حقا، أنتم أيتها الحثالة، لقد فعلتم المحرم تجاهي، أخذتم ما يخصني، لا تظنوا أنكم ستموتون موتة رحيمة، أن تسلبوا مني متعتي مع محبوبتي يامي، كيف تجرؤون، سوف أمزقكم لقطع، لن تكون هناك رحمة" أشهر سيفه ثم شحذ طاقته السحرية و شرع في قطع الأعداء واحدا تلو الآخر بشفراته الجليدية غضب كين نبيل كثيرا، فيبدو أنه كان ينوي البقاء إلى جانب محبوبته 'بالادعاء'، لكن أتى هؤلاء و تسببوا في فراقهم، لكن في الحقيقة، كانت 'يامي' هي من استغلت هذا الوضع و هربت من ه و مع تقدم الجيش بثبات، في هذه الأثناء كان الإمبراطور يغلي في مكانه، ظن أنه عندما يهاجمه العدو، سوف يكون قادرا على مواجهته، لكن وصله نبأ موت أبناءه و بناته، لقد ظن أنه إن قام بتأخير العدو و لو قليلا، فسوف يأتي جيش كبير من خارج العاصمة –من أقرب مدن- ليدعمه، لكن هذا لم يحدث، مما تسبب في ازدياد الطين بلة، تحسر في مكانه، و حقد أكثر على عائلة كريمزون، حقده بالفعل كان في أقصى الدرجات، لكن الآن بعد موت أبناءه و بناته، لا يمكن تصور درجة غضبه حتى المحكمة المركزية لم تتدخل، و عندما أتاها أمر الإمبراطور بالانضمام للمعركة، قامت فقط بعصيانه، لكن، لم يكن للإمبراطور أي قوة عليهم في هذه الأثناء، فإن حاول مقاتلتهم، سوف يخسر جنودا من دون فائدة فقط مما قد يتسبب له في خسارة الحرب ضد عائلة كريمزون، لذا قرر التعامل معهم بعد انتهاءه من هذا الانقلاب في طليعة المعركة و أخيرا بعد مدة من الالتحام، كان أول من وصل لمقر العدو ليس أي أحد غير تورتش، مما يعني التشكيل صرخ تورتش بقوة و قال "لقد حان الوقت ليرى العالم مدى مهارتنا، أمر سيدنا الصغير باسل واضح تماما، يا أيها الجنود افتحوا آذانكم و ركزوا على هذا الأمر جيدا، لا يجب أن يخالفه أي أحد" استمع الجميع بحذر و ركزوا جيدا كما أُمِروا، كل هؤلاء الأشخاص يؤمنون أن الشخص الذي سينقد عالمهم سيكون سيدهم باسل لا غير، شاهدوا قوته و حكمته في عمره الصغير، لم يكن هناك معترض، لكن كان هناك فقط مؤيد صرخ تورتش "لن تكون هناك رحمة" اشتعل الجنود حماسا و صرخوا بقوة "هوااااااااااااه" لقد فهموا المعنى وراء هذا الكلام تماما، لن تكون هناك رحمة، أي أبيدوا العدو بكرة عن أبيه، لا تتركوا أي شخص حي، و لا واحد يجب أن ينزلق من أصابعكم، كان هذا هو الأمر الأول الذي يأتي من سيدهم خلال معركة ما، و لهذا كانوا في قمة معنوياتهم انطلق التشكيل في اتجاه المقر و هدفه أخذ رأس العدو، قطعوا كل ما في طريقهم و في هذه الأثناء، في مقر العدو "أخيرا أتوا، حسنا حان وقت ظهورنا" تكلم أخ الإمبراطور مع تقدم التشكيل و إبادته للعدو في الطريق، كانوا قد استخدموا بالفعل الكثير من قوتهم، و الآن طاقتهم السحرية قد اقتربت من الفراغ، و الأمر سيان مع باقي جيش الانقلاب انتظر أخ الإمبراطور هذه اللحظة بكل استرخاء، و ضحى بكل جنوده، و الآن لم يتبقى بجانبه سوى سحرة المستوى الخامس، عددهم الإجمالي بلغ 7 ألاف، و بهذا العدد، ليس هناك شك في أنه قادر على هزيمة جيش الانقلاب المرهق و بالفعل سار مخططه كما توقع، لكن للأسف حصل هذا لمدة صغيرة جدا، و مع ذلك هذه المدة الصغيرة كانت كافية لتسبيب ضرر كبير، فعندما رأى أخ الإمبراطور هذا الضرر الذي سببه للعدو في هذه المدة الصغيرة، ضحك بجنون قال أخ الإمبراطور "الجنود وجدوا ليموتوا في الحرب، لا أن ينجوا منها، دورهم هو التضحية بأنفسهم من أجل قائدهم، هذا فقط لا غير، انظر الآن، ها أنا ذا أنتصر بفضل تلك التضحية" عندما ظهر العدو، تفاجأ التشكيل، فقُتِل البعض منهم، و البعض من جيش الانقلاب، و عندها توقف تقدمهم، لكن ليس بسبب الخوف أو أي شيء مشابه له، لكنهم وقفوا لأنهم قد تلقوا كلهم رسالة عبر خاتم التخاطر في آن واحد "إكسير التعزيز" أخرج كل واحد من الـ40 ألف المتبقية من جيش الانقلاب إكسير التعزيز ثم شربه [I]بووووووووووووم[/I] انفجر المكان بأكمله بطاقاتهم، و شقت الأرض من كل القوة التي اجتمعت فوقها، و الآن أصبحوا عبارة عن جيش خارق يصل البعض منهم لمستوى الجنرال، و الباقي كله في مستوى عقيد ترتيب القوى في الإمبراطورية على حسب مستوى الشخص كان كالتالي جنرال "المستوى السادس" عقيد "المستوى الخامس" نقيب "المستوى الرابع" قائد وحدة "المستوى الثالث" رقيب "المستوى الثاني" جندي أول "المستوى الأول" جندي "غير ساحر" جيش الدفاع عن القصر امتلك كل المستويات من الأول إلى الخامس مع قائد في المستوى السادس، و أخ الإمبراطور ضحى بكل أولئك الجنود، و ترك العقداء فقط بجانبه، و هذا بسبب خطئه الذي كان شيئا طبيعيا الوقوع فيه أولا، العدد المتبقي من المعركة الأولى، فهو ظن أن الأمير الثاني المنهزم سيكون قد أخفض عدد جيش العدو كثيرا، لكنه كان مخطئا ثانيا، قوة العدو الغير متوقعة، لم يكن يظن أن جيش العدو سوف يشمل كله على سحرة من المستوى الرابع و الخامس ثالثا و أخيرا، و السبب الأكبر، عدم معرفته بامتلاك العدو هذا النوع من الكنز الذي سوف يقلب المعركة رأسا على عقب في لحظة واحدة شاهد أخ الإمبراطور قوة جيش العدو ترتفع باستمرار، و في لحظة، أصبح هناك الكثير من ذوي المستوى السادس أمام عينيه اللتين كادتا تخرجان من مكانهما فهذا شيء غير معقول بتاتا، لا يمكن حدوث مثل هذا الأمر أبدا، و عندها كان أخ الإمبراطور قد وقع في يأس عميق، و عرف أنه قد خدع، عرف أنه كان فقط 'المتهور' و في أثناء غرقه في أعماق اليأس، أتاه اتصال عبر خاتم تخاطر (والدييييي، أنقذنا، نحن نُباد واحدا تلو الآخر، إنه وحش، أنقذنا أرجوك، إن لم تأتي حالا فسو.....) انقطع الاتصال الذي أتاه فجأة من ابنه، فعرف أن السبب كان الموت و الآن، فهو يشاهد عقداءه يُجزرون واحدا تلو الآخر كما حدث مع سحرة المستوى الرابع تقريبا. في ذلك الوقت، قام جيش الانقلاب بهزيمة سحرة المستوى الرابع باستعمال سحرة المستوى الخامس، باقي سحرة المستوى الثالث و ما أسفلهم، قتلوا بواسطة سحرة المستوى الرابع و الآن، كان الوضع متشابه كثيرا، فسحرة المستوى الخامس (العقداء) الذين حرص أخ الإمبراطور على إبقاءهم بجانبه طيلة الوقت، أبيدوا من طرف سحرة المستوى السادس و سحرة المستوى الخامس الذين شربوا إكسير التعزيز و ارتفعت قوتهم لهذه الدرجة، لذا الاختلاف الوحيد الذي كان موجودا هو عدم وجود أي شخص ضعيف من جيش الانقلاب أمام جيش الدفاع عن القصر المتبقي كما في السابق، كانوا إما يعادلونهم قوة، أو يفوقونهم بها و بالطبع أخ الإمبراطور ليس غبيا، فهو اشهر باستراتيجياته الحربية، مع أنها كانت حقيرة و ليس بها شرف، لكنها كانت فعالة كثيرا لذا، فقد لاحظ في الحال مدى سوء وضعيته، و الآن بينما كانوا عقداءه يُبادون واحدا تلو الآخر، استغل هو هذه الفرصة ليهرب التفت للخلف و جرى، يا له من حقير، يبدو أن الاستراتيجي الغير شريف لم يكن مخططا عبقريا، و إنما كان فقط جبانا لا يستطيع مواجهة أي احتمالات خاسرة لكن هيهات هيهات، هناك أعين كثيرة كانت تراقبه بكل حرص، و في الحال وجد أخ الإمبراطور نفسه مطاردا من قبل ثلاث أشخاص هؤلاء الثلاث أشخاص اقتربوا من بعضهم البعض ثم تكلموا فيما بينهم بينما يلاحقون الجبان الهارب "إنه فريستي، ابتعدوا من هنا" تكلم ذلك الشخص المظلم أجاب الذي بجانبه "من أنت على أي حال؟ أنا هيسي العظيم، و أخذ رأس قائد العدو يكون فقط من حق العظماء" "إن تحدثنا عن العظمة، فسيدي قائدك و قائده و قائد هذا الجيش هو الذي يستحق أن يُنسب له شرف أخذ رأس قائد العدو، أنا تورتش و بأمر من سيدي باسل سوف آخذ رأس العدو" تكلم الشخص المظلم من السابق "إذن أنت تابع لذلك الفتى القرمزي، قد يكون قائدا للجيش حاليا، لكن قائدي الوحيد الذي أعترف به هو سيدي الجنرال رعد، أنا يين يينغ من سينتزع رأس ذلك الجبان" كان يين يينغ هو الشخص الذي أمره الجنرال رعد سابقا بمراقبة باسل بعد التقائهما تكلم هيسي "يبدو أننا لن نتفاهم هنا" ابتسم ثم أكمل "إذن، الرابح هو الأسرع" ابتسم تورتش "يبدو الأمر كذلك" تهجن يين يينغ "همف، يا له من غباء" تقدم الثلاثة بسرعة كبيرة جدا، إنهم الآن في المستوى الخامس بدنيا و يستطيعون الجري بسرعة تصل لمئات الأميال في الساعة، فهذا واحد من الأسباب التي جعلت باسل يقرر الهجوم فقط بسحرة المستوى الرابع و الخامس، فهم سيقطعون المسافة من السور المحيط بالعاصمة ليصلوا للعدو بسرعة، و كل هذا كان من أجل عنصر المفاجأة، فهذا الأخير له دور كبير، و أيضا، كان أسلوب باسل المفضل و بالطبع أخ الأمبراطور لم يكن يقل عنهم قوة، فهو في القسم المتوسط من المستوى السادس، أما هم كانوا فقط من القسم الأولي، و هذا من ناحية الطاقة السحرية، أما من ناحية البنية الجسدية فهو يفوقهم بكثير، فبنيته في المستوى السادس، و هم بنيتهم في المستوى الخامس، فإكسير التعزيز يقوم برفع الطاقة السحرية فقط مؤقتا، أما البنية الجسدية تبقى في وضعها الطبيعي، لذا كانت المطاردة صعبة فجأة وقف تورتش عن الجري، فاستغرب الاثنان الآخران لكنهما لم يتوقفا و أكملا الجري أخرج تورتش من مكعب تخزينه قوسا طويلا للغاية، و كما كان طوله كبيرا، كذلك كان عرضه الذي يناسب مركزه قبضة اليد تماما شكله كان راقيا، و به نقوش توهجت بشكل قوي بمجرد ما أن أرسل تورتش طاقته السحرية للقوس، هذا الأخير قام بضخ الطاقة السحرية باستمرار و تعزيزها أخرج تورتش هذه المرة سهما، هذا الأخير كان سهما حديديا بالكامل، و كان عريضا و ضخما، و رأسه كان أسطوانيا، و أيضا كان يحتوي على نقوش قام تورتش بوضع السهم على القوس، هذا الأخير توهج كثيرا و تفاعل مع السهم، فمرر إليه الطاقة السحرية التي عززها، و عندها قام تورتش بسحب السهم، و عند فعله لذلك، مرت بعض الطاقة لوتر القوس، هذا الوتر صنع من خيوط ملك العناكب الدامي ذو المستوى السادس سحب تورتش السهم بينما يقوم الوتر بالتمدد أكثر فأكثر، و الطاقة السحرية لا زالت تزداد باستمرار، و عندها لاحظ يين يينغ و هيسي القوة المخيفة وراءهما، نظرا خلفهما ليريا ما يحصل و في لحظة [I]إطلاق وووووووووووووووووووووش[/I] مر من وسطهما سهم ملتهب، كانت ناره حارقة جدا، تلك الأخيرة كانت حرارتها كبيرة جدا فابتعد الاثنان بسرعة، بنيتهما الجسدية في المستوى الخامس، لكنهما تأثرا بحرارة هذه النار أخ الإمبراطور الذي كان يهرب، كانت المسافة بينه و بين ملاحقيه تمتد لأميال، و في أثناء هربه، أحس بشيء يستهدفه، فالتف و إذا به يجب سهما مشتعلا يتجه نحوه بسرعة كبيرة جدا، فأسرع بإخراج العديد من حاجز الحماية الأرضية كان شكلها دائري، و كانت كما لو أنها حجر أصل ضغط ليصبح على ذلك الشكل، و في الوسط يوجد نقش يشبه زهرة اللوتس و يتكرر لخمس مرات، هذه النقوش الخمس المتماثلة كانت متداخلة فيما بينها متخذة شكلا خماسيا رماها حوله بعد أن فعلها، فظهر حاجز شفاف حوله من كل الجهات، هذا الحاجز كان مشابه كثيرا لحاجز الحماية السماوية، لكن المختلف هو صده لأي شيء خارجه، أما حاجز الحماية السماوية فيبقي على الوحوش السحرية في الداخل قطع السهم الأميال في ثوان و وصل لوجهته و هدفه، لكن عندها اعترضه الحاجز [I]ووووووووووش[/I] تجمد هيسي و يين يينغ، ذلك السهم الذي انطلق قبل ثوان من جانبهما وصل بسرعة كبيرة للحاجز، و عندما فعل، تكسر الحاجز مع صوت [I]بااانغ[/I] أخرج أخ الإمبراطور درعا دائريا و وضعه أمامه مدافعا به عن نفسه [I]بوووووووم[/I] وصل السهم للعدو و انفجر بقوة بمجرد التقاءه بالدرع الدائري انفجار ضخم للغاية حدث، هذا الانفجار كان لا يصدق، ترك هيسي و يين يينغ فاتحين فمهما، فاتحين أعينهما على مصراعيهما و تكاد تخرج من مكانهما [I]سعل[/I] [I]سعل[/I] [I]سعل[/I] بعد انقشاع الدخان و الغبار، ظهر أخ الإمبراطور من وسط النيران بينما يسعل الكثير من الدماء، درعه الدائري اختفى و درعه السحري قد تضرر كثيرا، و الدماء تغطي وجهه و حروق مختلطة معها وقف ثم نظر للبعيد نحو العدو الذي أطلق عليه هذا الهجوم، و عندها لاحظ ذلك الشيء الغير معقول يحدث إنه يستعد ليقوم بهجوم آخر، ليس فقط أخ الإمبراطور من صدم، لكن حتى هيسي و يين يينغ لم يجدا ما يقولا، هل بإمكانه استخدام مثل هذا الهجوم أكثر من مرة؟ و في هذه الأثناء بينما يقوم تورتش بسحب السهم الثاني، كان يحس بنشوة لا توصف، قبل مدة ليس بالطويلة كان مجرد قائد وحدة، موهبته كانت تقارن بالجنرال رعد، فهو بعمر الـ27 و كان قائد وحدة يُتوقع منه الكثير لكن عندما ظهر سيده باسل، تغيرت حياته تماما، و ها هو ذا الآن يقاتل جنرالا بكل فخر، ضد شخص بذلك المستوى الذي ظن أنه سيصل له بعد مدة طويلة جدا، و قد لا يفلح الأمر معه، فهناك أشخاص أظهروا موهبة غير معقولة بالأول، لكنهم علقوا في قمة المستوى الخامس ابتسم و قال "نقوش أثرية، هاه، إنها حقا مذهلة" أخ الإمبراطور أخرج حواجز حماية أرضية، لكنه تحسر بداخله، تلك كانت حواجز من المستوى السادس، لكنها اخترقت من طرف ذلك السهم، و الآن لم يتبقى له سوى حاجز واحد سابقا استعمل خمسة منها لتحيطه من جميع الجهات، لكن كان هذا خطئا منه، فعندما اخترق السهم الحاجز الأول و انفجر، دمرت جميع الحواجز الأخرى و الآن لم يعد يقوى على الحركة بينما السهم الثاني سيأتي شحذ تورتش طاقته السحرية أكثر، ثم قال بداخله "سيكون بإمكاني استخدام هذه التقنية ثلاث مرات فقط، و هذا يكون ممكنا فقط عندما أصل للمستوى السادس عن طريق شرب إكسير التعزيز، بالنظر للضرر الناتج عن السهم الأول، فآخريْن اثنين كافيين لإنهاء أمره" و الآن ها هو قد انتهى من الشحن [I]إطلاق ووووووش[/I] سهم ملتهب آخر يتجه بسرعة كبيرة جدا و وصل إليه قبل أن يستطيع التحرك للمراوغة [I]بووووم[/I] انفجار آخر دمر هذه المرة درعه السحري بالكامل هيسي و يين يينغ توقفا و شاهدا ما يحدث أمامهما باندهاش فقط و الآن تورتش يستعد لإلقاء السهم الثالث مرة أخرى، هذا السهم الذي سيكون الأخير له و الذي سينهي حياة أخ الإمبراطور لكن للأسف حدث ما لم يخطر على البال [I]ووووووووووووش[/I] قطع* رياح قطعت ظهر تورتش من الوراء بشدة، لولا درعه السحري ذو المستوى الخامس لتلقى أضرارا لا تحمد عقباها التف تورتش ليرى الشخص الذي هاجمه، ثم عندها لاحظ شخصا بسيف رقيق طويل برياح تدور حوله، هذا الشخص كانت عيناه تحمل معها نية قتل مخيفة و باردة تجعل شعر الجسد يقف أخ الإمبراطور النصف ميت شاهد ذلك الشخص الذي أنقذه من الموت ثم ابتسم و فرح، قال بداخله "على ما أذكر، إنه تابع هيملر 'شاهين'، لقد نجوت، سوف أستغل هذه الفرصة للهرب" التف أخ الإمبراطور و أكمل الهرب بأقصى ما لديه من قوة، الآن جسده يعاني من إصابات بليغة، يجب عليه استغلال كل لحظة ممكنة للهرب هيسي و يين يينغ اللذين وقفا لينتظرا هجوم تورتش الأخير، لكن هذا لم يحدث بسبب الشخص الذي ظهر، لذا عندما ريا أخ الإمبراطور يهرب أكملا اللحاق به، و بسبب تورتش، سيكون إمساكه الآن ممكنا بسهولة تورتش وجد نفسه في وضع حرج نوعا ما، هذا الشخص الذي ظهر في المستوى الخامس، لن يشكل له مشكلة في الحالات العادية، لكنه قد استنزف طاقته بسبب الهجمتين السابقتين، فعندما يستخدم الشخص إكسير التعزيز، سترتفع طاقته مؤقتا، لكن عندما ينفذ مفعول إكسير التعزيز، سوف تفرغ طاقته السحرية أكثر مما كانت عليه الآن هو لديه اليد العليا، لكن بعد دقائق قليلة، سوف تفرغ طاقته و يصبح في الموقف الأضعف تكلم تورتش عبر خاتم التخاطر (شينشي، برودي، فانسي، اتركا القيادة لنائبيكم، أنا أحتاجكم بأقصى سرعة) تقدم شاهين بينما يشحذ سحره في سيفه الرقيق الطويل، قال "أنت تابع لذلك الفتى القرمزي، أليس كذلك؟ من هو ذلك الفتى؟ أخبرني، كيف له أن يعرف عن الإكسيرات و استعمالات أحجار الأصل؟" "هاه؟" تعجب تورتش في داخله "عن ماذا يتحدث هذا الشخص؟ من كلامه يبدو أنه يعرف عن الإكسيرات، إذن أنا الذي يجب أن أطرح عليه هذا السؤال و ليس هو، أليس سيدي و السيدة أنمار هما الوحيدان اللذان يعرفان عن الإكسيرات؟" قال شاهين "لا تنوي الإجابة إذن، هاه، حسنا سأجبرك على ذلك فقط" أسرع تورتش في شحذ السهم الأخير و تقدم شاهين بسرعة كبيرة [I]إطلاق[/I] بوووم* أطلق تورتش السهم الأخير في اتجاه شاهين و انفجر بدأت طاقة تورتش تنخفض مع إطلاقه للسهم الأخير. عندما أطلق السهم الاخير ابتعد للخلف احتياطا من أي شيء قد يحدث ذلك السهم يجب ان يكون كافيا لقتل ساحر من المستوى الخامس، لكن... كما توقع تورتش، ذلك الشخص تكلم عن الإكسيرات بطريقة توحي أنه يعلم عنها، لذا لم يمحو احتمال امتلاكه أيضا للإكسيرات، فتراجع للخلف مبتعدا و يبدو أن خياره كان حكيما، فها هو ذا شاهين يخرج من الدخان بجروح قليلة فقط، و طاقته السحرية مرتفعة كثيرا عما سبق، يبدو أنه الآن في القسم النهائي من المستوى السادس، فشاهين استغل ازدياد الطاقة المفاجئ و دافع بها مرة واحدة لعن تورتش حظه السيء ثم استعد لهجوم شاهين القادم، لكنه و في هذه الأثناء لم ينسى أن يبلغ هذا الأمر لسيده باسل، أسرع في التكلم عبر خاتم التخاطر (سيدي، هناك شخص اسمه شاهين يعرف عن الإكسيرات، و الآن قد استخدم إكسير التعزيز أمام عيني) (شاهين؟ أيمكن أنه الشخص الذي كان يرافق الأمير الأول؟) أجاب باسل في هذه الأثناء باسل كان يقف يمسك بسيف ساحر من المستوى الثاني بينما يتحدث عبر خاتم التخاطر فكر باسل بداخله "الساحر وايد الذي كان يرافق العاهرة كان يعرف عن الإكسيرات، و الآن الشخص الذي كان يرافق الأمير الأول يعرف أيضا عن الإكسيرات، لابد من وجود علاقة بينهما" تكلم باسل (تورتش، لا تقتله، أنا أريده حيا) أجاب تورتش (آسف يا سيدي، لكن الخيارات ليست في صالحي أبدا، أنا في الموقف الضعيف هنا، و يبدو أنني سأموت إن لم تأتي المساعدة قريبا) عبس باسل ثم قال (اصمد مكانك ريثما تأتي المساعدة، للأسف أنا لا زلت بعيدا و لا يمكنني القدوم باكرا، لا تمت، هذا أمر) ابتسم تورتش ثم قال (إن كان هذا أمر منك فلا أظن أنني يمكنني الموت، هاهاها) انتهى باسل من التحدث مع تورتش تخاطريا ثم تكلم محدثا الساحر ذو المستوى الثاني الذي يمسك سيفه "على ما أذكر فاسمك جون، أليس كذلك؟" "همم؟" تعجب الساحر ذو المستوى الثاني جون، فقال "كيف لك أن تعلم اسمي؟" ابتسم باسل ثم قال "ماذا؟ هل نسيتني بهذه السرعة؟" حدق جون في باسل مطولا ثم تذكر ذلك الفتى و الفتاة اللذين التقى بهما أثناء حراسته لبوابة العاصمة، قبل حوالي نصف سنة أتيا بكمية كبيرة من أحجار الأصل بالمستوى الثاني، عندها قد وجد الأمر غريبا جدا، فكيف لذلك الطفلين أن يملكا كل تلك الأحجار؟ لكنه اقتنع بكلام مرافقه في الحراسة أنهما فقط يقومان ببيع الأحجار بناء على طلب شخص آخر، لكن الآن صدم أكثر من السابق، هذه المرة وجده يجزر عائلة غرين تكلم باسل "أنا قررت عدم رحمة أي شخص، لكن سأمنحك فرصة بسبب إخلاصك في عملك، عندما أتيت إلى هنا أول مرة، أنت قمت بطلب الثمن الحقيقي لضريبة الدخول، قد يبدو الأمر سخيفا، لكن بالنسبة هذا شيء مهم، أنت لم تخدعني، مع أنك إن حاولت فعل ذلك كنت ستتلقى عاقبة أعمالك، خلاصة، هل سترمي سيفك الذي تجعله مخلصا لعائلة غرين الآن و تقف بالجانب، أم تنضم لتكون جزءا من المجزرة؟" تردد جون كثيرا، هو انضم لجنود عائلة غرين في سبيل الحصول على نفوذ أكبر، إن عمل بجد فقد يكون بإمكانه الوصول لمكانة رفيعة، و بهذا سيكون بإمكانه تغيير حياته و حياة عائلته الفقيرة بالكامل لكن، وقف جون ثم أحكم القبض على سيفه و حاول جره من قبضة باسل، لكن هذا لم ينفع، فقال "قد يكون لدي هدف أريد تحقيقه، لكنني لا أنوي التخلي عن شرفي في سبيل تحقيقه" تكلم باسل "هدف؟ شرف؟ إن مت هنا بسبب شرفك فكل شيء سينتهي، يجب أن تخزن شرفك هذا لوقت و شخص أفضل، فلتتبعني، و لن تموت هنا، هذا أولا، و سوف تحقق هدفك أيا كان، هذا ثانيا، و ستبلغ يداك مدى لم يكن بإمكانك تخيله، هذا ثالثا" عبس جون ثم صرخ "ماذا تعلم عني أنت؟ ماذا تعلم عن هدفي أو شرفي؟" أخرج باسل نية قتل مخيفة ثم قال بنبرة حادة و بنظرة خالية من الرحمة "اصمت، لا ترفع صوتك مرة أخرى، هدفك على الأكثر سيكون إنقاذ، أو حلم أم طموح، أو المال، أو ربما عائلتك، و كما قلت من قبل، شرفك هذا فلتخزنه لشخص أفضل، أن يضيع شخص مخلص مثلك في سبيل حثالة أمر لا يمكنني تقبله، يجب أن تشكرني على عدم قتلك حتى الآن، و هذا حدث فقط لأن لدي مبادئي الخاصة، قد لا تكون مثل الشرف الذي تحدثت عنه، لكنها شيء لا يمكنني العدول عنه مهما حدث، و من بينها عدم نسيان الإحسان تجاهي" حدق جون في باسل بغرابة، عن ماذا يتحدث هذا الشخص بالضبط؟ هل بسبب أنه فقط قال له الثمن الحقيقي للضريبة سوف يقوم بالعفو عن حياته هنا؟ هل هذه مزحة أم ماذا؟ أكمل باسل "أنا لا أمزح هنا، أنا أعرف أن أي شخص في هذا الوجود سوف يرى الأمر غبيا، لكن، و لحسن حظك، فهذا الأمر يتوافق مع مبادئي، أحسنت تجاهي، و الآن دوري في فعل نفس الأمر تجاهك، فأي حارس آخر كان سيحاول خداعي" "أنا...." تمتم جون، فشاهد ثلاث سحرة من المستوى الثالث متوجهون نحو ظهر باسل، و بسرعة وصلوا و لوحوا بسيوفهم في آن واحد "انتب..." صرخ جون محاولا تحذير باسل لكن هذا الأخير قام ببساطة بقطع الثلاثة ليصبحوا ست لوح باسل بسيفه من أجل إزاحة الدم، ثم نظر لجون مرة أخرى و قال "آخر تحذير لك، فقط إعطائي فرصة لك يمكنني اعتباره كافيا كرد إحسانك تجاهي، إن رفضت عرضي مرة أخرى سأقتلك حالا" حدق جون في الجثث الثلاثة ثم بلع ريقه، لقد كانوا من المستوى الثالث و بعد قليل اقترب الجنرال منصف بينما يوجه كلامه لذلك الفتى "أيها السيد الصغير باسل، لقد اقتربنا من الانتهاء هنا، يجب أن نسرع للذهاب نحو قلب القصر، فأب زوجتني يحتاجنا هناك، يبدو أن المعركة قد شارفت على الانتهاء ضد أخ الإمبراطور" "آه، حسنا أيها العم منصف" أجاب باسل فكر جون بداخله "العم منصف؟ منصف؟" ثم رأى أن ذلك الشخص يرتدي درعا سحريا فضيا، صرخ و عينيه تكاد تخرج من مكانهما "الجنرال منصف؟" نظر الجنرال منصف في جهة جون ثم استدار لباسل و قال "ماذا ستفعل بهذا الشخص؟" ابتسم باسل في وجه جون و قال "حسنا، هذا يعتمد على إجابته" أغمض عينيه مع إبقاءه على الابتسامة و قال "أليس كذلك يا جون الشريف؟" حدق جون في ابتسامة باسل التي كانت كالخاصة بالشيطان مع أنها تبدو لطيفة، خصوصا عندما شاهد ما فعله قبل قليل بأولئك الثلاثة بلع ريقه و نطق بصعوبة "أنا تابعك من الآن فصاعدا" "سلامات عليك، هاهاهاها" ضحك باسل بينما جون يلعن حظه أكمل باسل كلامه بجدية "حسنا فلنكمل عملنا، لم يتبقى سوى القليل من سحرة المستوى الثالث، لقد كان خيارا صائبا الاعتناء بتلك التعزيزات التي قدمت، أبناء أخ الإمبراطور لم يكونوا سوى ضعفاء غير قادرين على فعل شيء لوحدهم، فقط أخاهم الأكبر الذي كان يقودهم كان بالمستوى الخامس، لكنه كان أول من مات" نظر جون لباسل المتوجه نحو حشد السحرة المتجمع في البعيد ثم قال "ماذا أفعل الآن؟" قال له باسل "انج، إن مت هنا فكل شيء سيضيع هباء، و الطريقة المثلى لفعل هذا تكون بالبقاء بجانبي" و مع انتهاءه فعل سحر التعزيز بقدميه و انطلق بسرعة كبيرة، و لم يبقى سوى الغبار، نهض جون من مكانه و لحقه "البقاء بجانبك؟ هل تمزح معي، كيف لي أن أفعل هذا بالضبط؟" وصل باسل للحشد الذي كان يعاني من شخص كان يطير في السماء، أو للدقة يطير على مخلوق ما هاجمه الجميع من فوق، لكن و لا هجمة واحدة قد وصلت إليه، سواء بالنار أو الجليد، كان عاليا جدا بحيث يستطيع مراوغة أي هجوم قبل أن يصل إليه هذا الشخص كان التاجر ناصر الراكب فوق طائر يشبه النسر، له أربعة أجنحة و يطلق من هذه الأجنحة ريشه الذي يتحول لضوء و يخترق أجساد الأعداء ليس هذا فقط، هناك العديد من نسور الضوء المشابهة له مع أنها أصغر منه قليلا تقوم بنفس الهجوم، لذا كان حشد سحرة المستوى الثالث يعاني، فالنسر الذي يركب عليه التاجر ناصر هو وحش من المستوى الثالث تكلم أشخاص من الحشود "اللعنة، لدينا هنا سحرة استدعاء، لكن و لا وحد منهم لديه وحش له القدرة على الطيران" لعن الحشد التاجر ناصر الذي كان يقاتل من بعيد فقط بينما يحسب عدد الأشخاص الذين يهزمهم "أمم، 150 هاه، لا يزال الكثير، لقد قال لي السيد الصغير أنه سيمنحني جائزة ما إن هزمت 500 شخص منهم، أمم؟" لمح التاجر ناصر قدوم شخص ما بسرعة كبيرة، و لم يكن شخصا آخر غير سيده الصغير باسل، لكن ردة فعله كانت غريبة "اللعنة، لما هو قادم إلى هنا، أمم؟" نظر التاجر ناصر للجهة التي كان بها باسل فوجد أن جميع الأعداء الذين هناك قد ماتوا بالفعل "اللعنة، لقد هزمهم بالفعل؟ يجب أن أسرع" [I]وووووووووووووش[/I] اصطدم باسل مع الحشد و قطع واحدا تلو الآخر، أو عشرة تلو الأخرى، كل تلويح من سيفه قام بقطع معه أعدادا كبيرة، و في ثواني كان قد قتل المئات حاول بعض الأشخاص شحذ سحرهم و القيام ببعض الهجمات ذات المدى البعيد، لكن باسل سارع في قتلهم أولا، في وسط المئات كان كزوبعة تأخذ معها كل ما في طريقها من دون توقف حتى ظهر فجأة اثنان هاجماه بهجوم ثنائي "سيف الحكم" ظهر سيف ضخم مكون من الرياح و نزل عليه بقوة لكمه باسل و جعله يختفي تكلم باسل "ألم تفهما من آخر مرة التقينا بها أن هذا الهجوم لا ينفع معي؟" تكلم واحد من الاثنان "و أنت أيضا لا زال أسلوبك في الكلام متعاليا و لم يتغير" تكلم باسل "يا إخوة القطع، كنت قد قدمت عرضي سابقا لكما، و سأفتحه لكما من جديد، انضما لي، و مهما كان الهدف من قتالكما سأحرص على تحقيقه لكما" تكلم الثاني "و كيف لشخص مثلك أن يفعل هذا؟" ابتسم باسل و قال "هذا بسيط، بسيط جدا، على ما أذكر، كان يقوم بأمركما ذلك الحثالة الذي كان ينفذ أوامر العاهرة هو الآخر" استغرب الاثنان، لكنهما فهما ما قصده باسل، الحثالة عنى به النبيل جورج و العاهرة عنى بها الأميرة الخامسة، لكنه لا زال لم يوضح سبب ثقته بنفسه في تحقيق هدفهما أكمل باسل "العاهرة التي كانت تأمره في قبضتي الآن، و كل ما عليكما فعله هو الطلب مني و سوف أحضر لكما ما تريدان" نظر الأخوان لبعضهما البعض ثم قالا "أنت لا تخدعنا؟" حدق باسل في الاثنين و تركهما يقرران من دون أن يتكلم تكلم الأول "أولا فلتحضر الأميرة الخامسة هنا حتى نعرف أنك تتكلم بجدية و تعرف أنت ما هدفنا" تكلم باسل عبر خاتم التخاطر ثم ابتسم في وجه الاثنان و قال "انتظرا قليلا و سوف تأتي، و الآن لم لا نتكلم في شيء آخر أريد سؤالكما عنه، ما عمركما و اسمكما؟" أجاب الأول "أنا خمسة و عشرون و اسمي غايرو" أجاب الثاني "أنا أربعة و عشرون و اسمي كاي" صدم باسل، 25 و 24؟ و في المستوى الثالث بالفعل؟ الجنرال رعد كان في مثل هذا العمر عندما اخترق للمستوى الثالث فكر باسل بداخله "كما توقعت، عندما قابلتهما أول مرة أردتهما أن يكونا حلفائي، و الآن أنا أريدهما أكثر" قام باسل بقتل جميع الأعداء الذين حاولوا مهاجمته، و بعد قليل من الوقت، أتت أنمار و الأميرة الخامسة المحمولة من طرف جندي تحت مفعول وهم أنمار "أنمار، أيقظي العاهرة" تكلم باسل أجابت أنمار "حسنا" "آآآآآآآآآآآآآآآآه" نهضت الأميرة الخامسة مع صرخة مدوية و بمجرد ما أن فعلت حتى وجدت الوحش القرمزي أمامها و الشيطان وراءها، هلعت كثيرا، فاقترب منها باسل و حمل رأسها من شعرها، ثم وجهه نحو أخوا القطع و قال "أيتها العاهرة، اسمعي لما يريدان قوله" اندهش أخوا القطع من حالة الأميرة الخامسة المزرية، لكنهما حاولا التفكير في سبب هذا لاحقا و اقتربا منها تكلم الاثنان في نفس الوقت "أين أختنا الصغيرة؟" تعجب باسل لكنه كان قد سبق و توقع أن هذا هو السبب في أول مرة التقى بهما نظرت الأميرة الخامسة للاثنان و حاولت التذكر عما يتحدثان، و بعد لحظات أشارت برأسها و عينيها لباسل "همم؟" استغرب باسل ثم قال "لماذا تشيرين لي؟ ما علاقتي بهذا الأمر؟" أجابت الأميرة الخامسة بصعوبة بالغة "إنها الفتاة التي كانت بمعقلي الذي دمرته" تعجب باسل كثيرا ثم نظر للأخوين اللذين لم يفهما ما يحدث ثم قال بعد أن ضحك "هاهاها، أختكما في أمان الآن، لا تقلقا" "ها؟ ماذا تعني؟" سأل غايرو أجاب باسل "إنها في مكان آمن خارج العاصمة مع أشخاص آمنين، لا تقلق، لقد وجدتها في معقل هذه العاهرة بينما تحاول القيام بتجارب ما عليها" "تجارب؟" عبس الاثنان "أي تجارب؟" صرخا و تقدما نحو الأميرة الخامسة "أيتها اللعينة، ماذا فعلتي بأختنا الصغيرة، أيتها العاهرة الملعونة أجيبي، سنقتلك" فعل الاثنان سحرهما فتدخل باسل "فلتتوقفا عند هذا الحد، لقد قلت لكما بأن أختكما بخير، و الآن فلتهدآ، لقد تعذبت كفاية لليوم، أنا لا أحاول الدفاع عنها، لكن لا زالت هناك فائدة يمكننا استخلاصها منها" هدأ الاثنان ثم رجعا لصوابهما و انحنيا لباسل "مرنا بما تريد، منقذ أختنا الصغيرة يستحق أن نقوم باتباعه" ابتسم باسل و قال "جيد، فلننهي أعمالنا هنا لنتوجه إلى قلب القصر" أجاب الاثنان مع ضمهما لقبضتيهما "سمعا و طاعة سيدي" [I]سعل[/I] [I]سعل[/I] [I]سعل[/I] تقيؤ للدماء بشدة من طرف تورتش الذي يمسك بطنه بشدة بيديه الاثنتين، درعه قد دمر بالفعل و الآن أصبح يصد الهجمات الخاصة بشاهين بجسده الخاص استمر على هذه الحال لدقائق بالفعل، و هذه الدقائق فقط كانت كافية لجعله في وضع النصف ميت، فشاهين الآن في المستوى السادس من ناحية الطاقة السحرية، أما تورتش في المستوى الخامس لكن الأسوء هو فراغ طاقته السحرية بالكامل لم يعد يقوى على الحركة أكثر و بدأ وعيه يتلاشى، فعندما تصبح الكرات الأربعة عشر أي الطاقة السحرية في بحر الروح قادرة على ملء جميع نقط الأصل، فهذا يعني أن الطاقة السحرية قد استهلكت بالكامل تتوقف الكرات الأربعة عشر عن تزويد نقط الأصل بالطاقة السحرية مؤقتا ريثما يصبح بإمكانها تزويد نقط الأصل كلها بالطاقة السحرية، و في هذه الأثناء يحدث الإغماء على الساحر لا يمكن للساحر استخدام آخر قطرة من طاقته السحرية، فقبل ما أن يحدث هذا تتوقف الكرات الأربعة عشر عن تزويده بها، فيكون الأمر كالتفعيل التلقائي، و يغمى عليه كي لا يخسر ما تبقى من طاقته السحرية كلها، فإن حدث هذا، فإنه يخاطر بحياته فقط، فبحر روح من دون الكرات الأربعة عشر بالنسبة للساحر أمر غير اعتيادي أبدا عيناه بدأت تنغلق شيئا فشيء، شاهين يتقدم نحوه، و عندما وصل رفع سيفه مستعدا للتلويح به [I]ووووش[/I] [I]ووووش[/I] [I]ووووش بانغ[/I] [I]بانغ[/I] [I]بانغ[/I] ثلاث ظلال قامت بسرعة بضرب شاهين من الخلف و قفز واحد منها حمل تورتش ثم أخذوا مشافة بينهم و بين شاهين تكلم تورتش بينما ينظر للشخص الذي يحمله "تأخرتم يا شباب" أجاب الذي يحمله و الذي كان فانسي "لا تكن أنانيا، فلقد قطعنا كل الأعداء في الطريق وصولا غلى هنا، لكن، ألست في حالة مزرية حقا؟" تكلم شينشي "حسنا، أظن أن السبب واضح، كيف لذلك الشخص أن يكون في المستوى السادس؟" أكمل برودي "معك حق، هذا غريب" أجاب تورتش "لقد استخدم إكسير التعزيز" "هااه؟" صرخ الثلاثة في آن واحد، لكن الآن قرروا ماذا سيفعلون و التفكير في هذا سيتركونه لوقت لاحق صرخ شينشي "فانسي" أجاب فانسي "آه، كونوا على استعداد" شحذ فانسي طاقته السحرية ثم أخرج سيفه السحري و مرر إليه كل الطاقة التي شحذها مرة واحدة، توهج السيف و بتلويح من فانسي انطلقت طاقته السحرية نحو شاهين و أحاطته من كل مكان [I]وووووش[/I] انطلقت الطاقة السحرية التي تحيطه و توغلت إليه كلها في آن واحد، أراد شاهين أن يتخلص منها قبل أن تلتصق به، لكن شينشي و برودي هاجماه بالجليد و الثلج على التوالي لذا لم يكن هناك خيار آخر متاح له غير تقبل الهجوم، الآن فانسي و البقية في المستوى السادس، لكن هم أيضا قد استعملوا طاقتهم السحرية قليلا خلال المعركة قبل أن يأتوا، لكن لا زال بإمكانهم الاستمرار لعدة دقائق أخرى لذا قرروا ما سيفعلون، لقد تدربوا فيما بينهم كثيرا، فهم متفاهمون من دون أن يحتاجوا لاستخدام الإشارات حتى، ينقصهم تورتش لكن لا زال بإمكانهم استخدام قوتهم الجماعية من دونه مع أنها ستنقص تكلم فانسي مع تورتش "سأنادي شي يو، ليس هناك شخص أفضل منها هنا لمساعدتك، أولا أشرب إكسير العلاج، و عندما تأتي سوف تسرع من الأمر، سوف تشفى قريبا لذا تحمل الآن" عندما انتهى فانسي من عمله ركز أكثر على الآخر، قام بإدخال شاهين في وهم مؤقتا، تجمد العدو في مكانه خلال هذه الفترة، لكنها لن تصمد لوقت طويل، فالعدو في المستوى السادس أيضا أخرج شينشي و برودي سيفيهما السحريين ثم شحذا طاقتهما إلى أقصى درجة، قاما بتوجيه سيفهما نحو شاهين أفقيا و جعل رأسي السيف يلتقيان الطاقة التي شحذاها توجهت للسيفين و ببطء استمرت في الارتفاع أكثر و أكثر، و عندما وصلا للدرجو التي يريدانها، قاما أخيرا بتفعيل التقنية "حفار الجليد و الثلج" [I]بووووووم[/I] خرج من السيف جليد على شكل حفار أسطواني مثلثي و اتجه نحو شاهين، هذا الحفار لحقه الثلج في شكل دائري و قام بالدوران حوله باستمرار مع الحفاظ على الاحتكاك حتى اندمج الاثنان و التصق الثلج بالحفار الجليدي و أصبح هذا الأخير أكبر مما سبق الثلج الخارجي كان كالغلاف، هذا الأخير كان قاس جدا، فبعد كل ذلك الدوران و الاحتكاك المستمر اندمج بالجليد تماما و الآن هناك حفار جليدي ثلجي يتوجه نحو شاهين بسرعة كبيرة جدا شاهين في هذه الأثناء لا يزال تحت وهم فانسي لذا لا يمكنه فعل أي شيء سوى التعرض لذلك الهجوم و هذا ما حدث بالضبط [I]بوووووووووم[/I] استمر الحفار بالدوران من دون توقف بينما يحاول اختراق درع شاهين، استمر جسد شاهين في التواني و تراجع للخلف كثيرا بينما الحفار هو الذي كان السبب في دفعه وصل جسد شاهين لمئات الأمتار بعدا بسبب هذه الهجمة و في هذه الأثناء استفاق أخيرا من الوهم الذي كان تحت سيطرته طوال هذه المدة، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه أبدا، سوف يموت إن لم يقم بحل في أسرع وقت أرجع السيف الرقيق الطويل لمكعب التخزين ثم أخرج واحدا مشابها له تماما، المختلف كان النقوش التي تحيط بالسيف، السيف السابق كانت نقوشه تمتد على وسطه، و هذا الشكل الاعتيادي لجميع السيوف الأخرى لكن هذا السيف الرقيق الطويل كان مختلفا تماما، النقوش غلفت بالكامل، تورتش الذي بدأ وعيه يرجع قليلا، شاهد هذا السيف من بعيد فراودته شكوك قام شاهين برفع السيف للأعلى و صرخ بجنون "واااااااااااااه" ثم نزل بقوة على الحفار الذي يحاول حفر ثقب في درعه ثم جسده التقى السيف بالحفار و في لحظة [I]ووووش[/I] قطِع الحفار لاثنين، كان كما لو أنه قطع الخبز، ما جعل برودي و شينشي يُصدمان مما حدث ظنا أن السيف على الأقل سوف يستمر في الاحتكاك مع الحفار قبل أن يقطعه، هذا إن كان قادرا على قطعه أصلا، لكن ما الذي يحدث هنا؟ تكلم تورتش "شخص يعلم بالإكسيرات من المستحيل ألا يعلم بالنقوش الأثرية، لكن ظننت أن النقوش الأثرية صعب جدا تعلم نقشها، فحتى سيدنا لا زال في مرحلة المبتدئ، لم يرد الإفصاح لي عن مصدر ذلك القوس بما أنه ليس الشخص الذي صنعه، لذا توقفت عن السؤال، لكن لم شخص من المستوى الخامس لديه سيف بنقوش أثرية؟" وقف شاهين على الأرض و درعه كان محطما تقريبا، تكلم باستهتار "آه، آه، لقد كاد ذلك الهجوم أن يقتلني، نجوت بإعجوبة، لكن كما يقولون العجائب و المعجزات لا تحدث واحدة تلو الأخرى، لن تنجوا من القادم أيها اللعناء" تقدم شاهين بسرعة فقطع مئات الأمتار في ثواني صرخ تورتش على الآخرين "تراجعوا بسرعة" تراجع الثلاثة بينما فانسي يحمل تورتش، تكلم فانسي "نقوش أثرية؟ هل يملك سلاحا مثل ذلك القوس الخارق الخاص بك؟" عبس تورتش ثم قال "هذا صحيح، يجب أن أخبر سيدنا" تكلم تورتش عبر خاتم التخاطر، فصدم من كلام باسل سأل فانسي عن إجابة باسل فقال تورتش "لقد قال أنه قد سبق و التقى بمرافق العاهرة الذي كان ساحرا في المستوى السادس، هذا الأخير قد استخدم إكسير التعزيز، و الأكثر من هذا استخدم ضده أداة بنقوش أثرية، اسمها مرآة الانعكاس" سأل فانسي "اللعنة، ما المعمول الآن؟" أجاب تورتش "لقد قال سيدنا أنه شارف على الانتهاء، يجب علينا المماطلة إلى أن يأتي إن لم نكن قادرين على هزيمته من دون قتله" "ها؟" تعجب فانسي "من دون قتله؟" قال تورتش "يبدو أن سيدنا يحتاجه حيا، من الطبيعي أن يريده كذلك، فهو أيضا مشوش من أن هناك أشخاص آخرون يعملون بكل هذه الأشياء، إنه يريد استجوابه" تكلم فانسي بابتسامة مريرة "لن يكون لنا وجه إن انتظرناه يأتي لمساعدتنا، نحن وُجِدنا لتخفيف الأمر عليه و ليس لتصعيبه" ابتسم الاثنان ثم توقف فانسي عن الجري و كذلك فعل شينشي و برودي، قام فانسي بإنزال تورتش و نصحه بالابتعاد قليلا هنا و الآن هو الوقت المناسب لإظهار فائدتهم، إن هربوا الآن فقط من دون فعل أي شيء فسوف يلحقهم العار طوال حياتهم، لن يرضوا أبدا بهذا، وقفوا و واجهوا العدو تكلم فانسي "حواجز الحماية الأرضية" أخرج الثلاثة عدة قطع من حاحز الحماية الأرضية ثم استعدو للقيام بشيء ما شاهين تقدم ببطء بينما يحاول إدراك نية العدو، يجب عليه الحرص جيدا، فأي ثغرة منه ستتحول لتصبح سبب موته تفرق الثلاثة و أحاطوا بشاهين بشكل مثلثي قاموا بتفعيل حواجز الحماية الأرضية و رموها أمامهم، هذه الحواجز التي كانت من المفترض أن تكون كدفاع يحمي صاحبها، قد استغلها الثلاثة في طريقة أخرى و هي سجن العدو قاموا بإلقاء الحواجز فأحاطت بشاهين من جميع الجوانب، حاجز الحماية الأرضية يقوم باتخاذ شكل دائري عند تفعيله، و عندما يلتقي حاجز بآخر يندمجان معا ليكونا حاجزا أكبر، و الآن الثلاثة بدى كما لو أنهم يحمون أنفسهم لكنهم اقتربوا مسافة كافية ستجعل جميع حواجزهم تلتقي ببعضها و تندمج تاركة شاهين في الوسط محجوزا من دون أي قدرة على التحرك بعد إحاطة العدو و إغلاق جميع طرق هربه، استعد ثلاثتهم لإطلاق سحرهم فإذا بشاهين يشحذ سحره بسيفه الرقيق الطويل ذو النقوش الأثرية ثم استعد للدفاع عن نفسه الهجمات الثلاثة أتت مرة واحدة، الأولى كانت عبارة عن رماح جليدية وصل عددها للمئات، هذا من جانب، و من جانب آخر هوجم بسهم ملتهب كالسابق هل تعافى تورتش ذاك بالفعل؟ إن تم إرداؤه بمثل هذا السهم مرة أخرى فسوف يصبح في الموقف الخاسر لا محالة، و بهذه الأفكار و في هذا الموقف الذي لم يسمح له بالتفكير لوقت أطول، أسرع في الهروب تجاه الجانب الثالث الذي أتى منه هجوم ثلجي اتخذ شكل سهم قاسية يمكنها اختراق جسد ساحر من المستوى الخامس بما أنها هجوم من ساحر في المستوى السادس (قصدي هو تأثر جسد من المستوى الخامس بهجمة من الطاقة السحرية من المستوى السادس) عندها وجد شاهين نفسه محصورا من جميع الجهات، و في هذه الحالة لم يعد لديه خيار آخر سوى مواجهة هجوم من بين الثلاث، و بالطبع هو لن يختار مواجهة السهم الملتهب، لكن ذلك السهم ينفجر بمجرد التقاءه بالهدف، أيفعل نفس الشيء إن التقى بأي شيء آخر، أ هذا يعني أنه يقوم بالانفجار بناء على مشيئة مطلقه لعن شاهين حظه و اندفع نحو الهجوم الثلجي، يبدو أنه اختار هذا الجانب كأضعف جانب شحذ سحره أكثر ثم [I]ووووش[/I] لوح بسيفه بكامل قوته و هو ذا ينفتح أمامه الطريق، لكن مما لاحظ، فالهجوم الثلجي الذي كان يستهدفه اختفى تماما، ليس أنه ددممِّر بسبب قوة الرياح، و إنما اختفى كما لو أنه كان غير حقيقي غير حقيقي؟ بهذه الفكرة في رأسه ارتعد و عرف أنه قد خدع تماما، لقد استخدم الكثير من طاقته السحرية في الهجوم الأخير من أجل حماية نفسه من الهجوم الثلجي و من أجل تكسير الحاجز الذي أصبح كبيرا بسبب كثرة الحواجز التي ألقاها الثلاثة و اندمجت لقد أصبح ذو مسافة تتسع لمئات الأمتار مربع، فالحاجز الواحد يمكنه تغطية حوالي عشرة متر مربع و الآن قد علم بأن هجومه هذا، لا، بل تحركاته كلها منذ إنشاء الحاجز الكبير كانت ضمن توقعات ذلك الشخص، فانسي المتلاعب و ها هو ذا ليس لديه وقت ليشحن قوته أو يقوم بالرد على الهجوم الحقيقي القادم من خلفه فليس فقط الهجوم الثلجي الذي كان هجوما وهميا، بل الآخرَيْن أيضا، لذا أثناء شحذ شاهين لطاقته السحرية، كان في تلك الأثناء يقوم شينشي و برودي يقومان بشحذ طاقتهما أيضا، فبسبب تركيزه بالكامل على المشكل الذي أمامه و كيفية التخلص منه، لم يستطع الشعور بأي طاقة أخرى فكان شينشي و برودي موفقين في شحذ سحرهما بالكامل من دون أن يُكشفا الآن هناك هجوم موحد من الاثنين معا، في السابق قد استطاع النجاة من هجومهما، لكن الآن بالتأكيد ليست هناك أي فرصة له "حفار الجليد و الثلج" نفس الهجوم السابق، لكن المختلف كان الكبر و سرعة الدوران الخاصة بالحفار، ببساطة هذا الهجوم كان ثلاث أضعاف السابق إنه هجوم تدرب عليه شينشي و برودي من أجل إدهاش سيدهم، لذا هذه أول مرة يستخدمونه في معركة حقيقية كي تقوم بدمج هجومك الخاص مع الخاص بأحد آخر، يجب أن يكون لك فهم كامل بسحره و شخصيته، فالشخصية تلعب دورا كبيرا أيضا، إن كان مثلا شخصا يغضب بسهولة فسوف يكون سحره مضطرب بسهولة، مما يجعل دمج سحرك الخاص مع الخاص به شبه مستحيل، فعندها سيكون عليك فهم سحره المضطرب ذاك هذان الاثنان صديقان من أكاديمية السحر، لذا كان بإمكانهما تطوير مهارتهما الثنائية حتى بلغت هذا المستوى، كذلك الحال نفسه مع إخوة القطع، فبسبب أنهما أخوان متفاهمان كان بإمكانهما القتال معا كثنائي طوال مسيرتهما، و الآن كل واحدة من هجماتهما تبدو كما لو أنها تأتي من شخص واحد لا اثنين، لكمالها و الآن، هذا الحفار الذي يدور بسرعة خارقة اتجه نحو شاهين من دون أي عقبات، و في لحظة [I]بوووووووووووم صريييييييير[/I] التقى الحفار مع الدرع السحري و استمر في الدوران و بعد لحظات دمر الدرع السحري تماما كقطعة بسكويت، ثم استمر في الدوران ليخترق جسد شاهين و في هذه الأثناء صرخ فانسي "لا تنسيا، أبقياه حيا" أجاب الاثنان معا "نعلم، لكن سيجب عليه تذوق القليل من العذاب، فلقد آذى أخانا" تحكم الاثنان في سحرهما و جعلا قمة الحفار تنعدم ليصبح الحفار مجرد كتلة جليدية ثلجية تدور بسرعة كبيرة، لكنها كانت كافية بالطبع لتحطيم جسد شاهين بالكامل و إسقاطه بعيدا مئات الأمتار مغمى عليه تنفس الثلاثة الصعداء ثم ذهب فانسي ليقيد شاهين بأصفاد السحر نظر تورتش إليهم من بعيد ثم ابتسم "يا له نابغة فانسي ذاك في التلاعب بالناس، شخص لا أوده أن يكون من بين أعدائي أبدا" "إييييه، إنن-إنك مصاب كثيرا يا س-سيد تورتش" ظهر من ورائه شي يو تفاجأ تورتش "واااه" "كيف أتت خلفي من دون أن ألاحظها أبدا" فكر تورتش بهذا مع نفسه ثم أجاب شي يو "آه، لا تقلقي، إنها مجرد جروح بسيطة" جلست شي يو ثم قالت "أرجوك لا تبالغ في اندفاعك، فأنت تبقى قائد و ركيزة تشكيلنا" "همم؟" استغرب تورتش في شي يو، لقد تكلمت بشكل طبيعي من دون تمتمة، ثم نظر إليها تبدأ في علاجه بنظرة حنونة قد بدأت تتحول لتصبح نظرة خجل يغطي الوجه تكلم تورتش "عذرا، لكن أ يمكنك الابتعاد قليلا؟" "إييه؟" تفاجأت شي يو و فقدت هدوءها بالكامل بعد أن وجدت صدرها يلامس كتف تورتش، قالت بتلعثم كالعادة لكن هذه المرة أكثر توترا "أ-أ-أ-أ-أنا آسفة أيها القائد، اعذرني على وقاحتي، لقد تجاوزت حدودي" "هاه" استغرب تورتش ثم قال "نحن في نفس المستوى هنا، لا تناديني بالقائد، أنت أيضا قائدة، و أي وقاحة تتكلمين عنها؟ على العكس لقد كانت مكافأة جميلة، شكرا لك" احمرت شي يو و حنت رأسها للأسفل من شدة الخجل، و في الجهة الأخرى كان تورتش يحمر خجلا هو الآخر بينما يفكر بداخله "آه، لقد كنت على وشك الانفجار، إذن هذا هو ملمس صدر المرأة، لقد كان ناعما نوعا ما..." غرق تورتش في خيالاته ثم استأنفت شي يو علاجه من جديد كان الثلاثة الآخرين يضعون أيديهم على أفواههم و يكبتون ضحكاتهم، ذلك التورتش البكر، يبدو أن الأمر كان أكثر مما استحمل حتى طلب منها الابتعاد قليلا استمروا في الضحك عليه و يبدو أنهم وجدوا شيئا ليقوموا باستغلاله في السخرية من و الضحك على تورتش لقليل من الوقت "همم؟ إنه اتصال من سيدنا" تكلم فانسي (آه، ها أنت ذا تجيب، لقد حاولت مع تورتش لكن يبدو أن تركيزه ليس في حالة يسمح له بالتخاطر، ماذا حدث له؟) (هيهيهيهي) ضحك فانسي بشيطانية ثم قال (يبدو أن الربيع أتى أخيرا لتورتش الذي همه الوحيد أن يصبح أقوى) (هاهاهاها) بادله باسل الضحك ثم قال (هذا جيد بالنسبة له، سوف يعرف الآن كيف يعطي لنفسه القليل من الراحة بدل إشغال نفسه في التدريبات فقط) (هيهيهيهي، هذا صحيح، إذن ما سبب اتصالك يا سيدي باسل) سأل فانسي أجاب باسل (أولا، أردت معرفة ماذا حدث مع شاهين، لكن مهما أن تورتش لديه الوقت لقطف الزهور و أنتم للضحك عليه فيبدو أن الأمر سار على ما يرام) فكر في هذه الأثناء فانسي مع نفسه "كما هو متوقع من سيدنا" أكمل باسل (أما الموضوع الأساسي، فهو أنني قد اجتمعت الآن مع القادة الكبار و نحن على استعداد للدخول في المعركة النهائية بالغرفة الرئيسية للقصر، لا يمكننا أن نجعل العدو ينتظرنا أكثر، فقد لا يكون له صبر مثل الخاص بنا، فلتأتوا حالا و بالطبع اجلبوا معكم ذاك الشاهين) (حسنا، نحن قادمون) أجاب فانسي ثم التف للبقية و أخبرهم بالأمر و في هذه الأثناء بالقاعة الرئيسية للقصر كان يحيط بها حوالي عشرة آلاف ساحر، و كلهم كانوا من المستوى الخامس، إنهم النخبة التي اختارهم الإمبراطور ليقاتلوا معه في حالة وصل العدو لهذه المرحلة و أثناء حراسة بعض الحراس للإبلاغ عن قدوم العدو و جلب التقارير الأخرى، لاحظوا شخصا ما يقترب بسرعة، يبدو أنه هارب من شيء ما، و عند التحقيق في وجهه، وجدوا أنه أخ الإمبراطور استغرب الحراس من حالته المزرية، فنظروا للاتجاه الذي يهرب منه، و إذا بهم يجدون ظلين ينقضان معا على أخ الإمبراطور [I]ووووووووووووش[/I] هجوم من كلا الجانبين، و الغريب هو أن هذين الهجمتين معا كانا يتخذان نفس الشكل و نفس العنصر شفرات سوداء أمطرت على أخ الإمبراطور جاعلة إياه يتوقف عن الحركة انجلت صورة الاثنين فظهر هيسي و يين يينغ بينما يفكران في نفس الأمر "لما مثل هذا اللعين يجب أن يكون لديه مثل سحري، و ليس هذا فقط، بل حتى طريقة قتاله مشابهة لي، اللعنة أنا لا أحب هذا" و بمجرد انتهائهما من التفكير صرخا "النهر الأسود" "بحيرة السواد" و مع أن الاسم كان مختلف إلى أن الهجوم كان نفسه تماما "اللعنة، مرة أخرى" "اللعنة، مرة أخرى" "لا تنسخ تقنياتي أيها اللعين" "لا تنسخ تقنياتي أيها اللعين" "همم؟" "همم؟" لاحظ الاثنان معا، هيسي و يين يينغ، أن أخ الإمبراطور قد أخرج مكبر الصوت و يحاول التكلم من خلاله بعد أن تلقى هجماتهم طوال الطريق إلى هنا، كانت طاقته قد نفذت من كثرة استخدامه لسحر الأرض للدفاع عن نفسه من ميزة سحر الظلام، ثم أيضا كان جسمه في أقصى حدوده بالفعل، فهجمتي تورتش قد كادتا تسلبان حياته لكنهما تركتاه على شفا الموت فقط لم يعد لديه أي قوة ليقاتل بها، لذا عندما اقترب من القاعة الرئيسية، صرخ بجنون "أنقذوووووني، أنا أخ الإمبراطور 'ويليام غرين'، يجب عليكم إنقاذي" قام مكبر الصوت بتضخيم صوت أخ الإمبراطور فوصل للحراس كلهم، هؤلاء الآخرين سارعوا في التفرق، اثنان ذهبا لتبليغ الأمر للإمبراطور عن وصول العدو و حالة أخيه و الباقي تفرقوا على شكل مجموعات صغيرة و اتجهوا نحو أخ الإمبراطور لينقذوه تكلم يين يينغ في هذه الأثناء "اسمع أيها المقلد، يجب أن نترك خلافنا للآن، الأكثر أهمية هو قتل ذلك الخسيس حالا قبل وصول المساعدة" نظر هيسي ليين يينغ ثم أرجع نظره للإمبراطور الذي أصبح يزحف الآن بسبب تآكل قدمه اليمنى بفعل سحر الظلام قال هيسي "لا يعجبني أخذ الأوامر منك لكن معك حق أيها المقلد، سوف نسوي حساباتنا بعد انتهاءنا من هذه المعركة" شحذ الاثنان طاقتهما و لوحا بسيفيهما معا في نفس الوقت [I]وووووش[/I] خرج من السيفين شفرتين طويلتين جدا، لا يمكن الهرب منهما أبدا، ليس بقدم مفقودة على الأقل شفرة عمودية و أخرى أفقية، انطلقتا و التقتا قبل وصولهما للهدف فاخترقتا هذا الأخير، قَطَعَ سحرُ الظلام، أو الأصح قول عَبَر سحرُ الظلام عبْر جسد أخ الإمبراطور بينما يلتهم كل ما يلمسه و في لحظات كان أخ الإمبراطور قد أصبح عبارة عن أربع قطع على الأرض انتشر سحر الظلام في الأربع قطع حتى تآكل بقية الجثة بالكامل وصل الحراس متأخرين، لكن ليس عن موت أخ الإمبراطور لكن عن إنقاذه، فشاهدوا جثته تختفي أمام ناظر أعينهم هم كلهم من المستوى الخامس، و كلهم بعمر يتجاوز التسعين سنة، لن يرضوا أن يهربوا من أشقياء كهؤلاء، لديهم فخر كسحرة من مستوى مرتفع شحذوا طاقاتهم و توجهوا بعددهم الذي يصل لحوالي العشرين شخصا استعد هيسي و يين يينغ ثم شحذا سحرهما أيضا و أطلقا هجوما آخر ذو مدى واسع، كان بإمكانه شمل العشرين كلهم مرة واحدة كانت الهجمة عبارة عن كرتين سوداوين ضخمتين جدا انطلقتا نحو الأعداء و عند الاقتراب منهم انفجرت الكرتين لتصبح عبارة عن وابل من السهم السوداء أصيب الكثير لكن مع ذلك هرب البعض، ثمانية أشخاص نجوا من هذا الهجوم المدمر اخترقت الأسهم دروع الحراس وصولا للجسد، كل واحد منهم أصيب بما يقارب 100 سهم أسود، عندما تتجه نحوك كل هذه الأعداد مرة واحدة، فليس هناك خيار آخر للنجاة سوى أن تكون تملك وسيلة دفاع، لكن للأسف لهم هم لم يكن لديهم مثل هذه الأدوات القيمة في جهة هيسي و يين يينغ بدأ يحدث أمر غير سار بتاتا لهما، إن مفعول إكسير التعزيز قد نفذ و ها هي طاقتهما السحرية تعود للمستوى الخامس، و بعد عودتها فرغت لتنقص كثيرا حملق الاثنان في بعضهما و قررا ما سيفعلان ضد ثمانية من نفس المستوى مع فراغ طاقتهما السحرية، ليست هناك أي فرصة لهما للفوز أماءا رأسيهما و التفا ثم هربا عائدين نحو مقر جيش الانقلاب لحقهم الحراس لكنهم لم يمسكوا بهم في هذه الأثناء في القاعة الرئيسية للقصر الإمبراطوري "كم عدد العدو الذي وصل؟" تكلم الإمبراطور بصوت فخم تقشعر له الأبدان استغرب الجنديان اللذان قدما و أعطيا التقرير، فهما قد حرصا على ذكر أخيه و وصف حالته العصيبة التي يمر بها، لكنه قام فقط بتجاهل هذا و سأل عن العدو، لكنه يبقى الإمبراطور، ليس شخصا يمكنك القول له ما يجول في خاطرك كما تشاء، لذا لم يكن هناك خيار آخر أمامهما سوى إكمال تقريرهما تكلم أحدهما "عدد العدو اثنين" قالها و العرق البارد ينزلق من وجنته، إنه سيموت لا محالة لجلبه تقرير عن قدوم شخصين فقط "همم؟" تعجب الإمبراطور فارتعد جسم الجندي الذي تكلم لم يبقى له الآن سوى انتظار موته، و في هذه الأثناء تلقى الجندي الذي بجانبه رسالة عبر خاتم التخاطر (لقد مات سيادته ويليام غرين، قتل من طرف ذلكما الاثنين) أسرع الجندي في دعم كلام صديقه "لقد تلقيت رسالة تحمل خبر موت سيادته أخيك ويليام غرين يا جلالتك" و أخيرا بدى القليل من الاهتمام على وجه الإمبراطور، يبدو أنه في السابق كان فقط يحاول إخفاء قلقه، لكن بعد سماعه موت أخيه الأصغر قد فقد رباطة جأشه أخيرا و وقف بسرعة ضرب بسيفه العملاق على الأرض بين رجليه ثم صرخ "عائلة كريمزون الخسيسة، أنا لن أسامحهم أبدا، سأعذبهم كلهم من دون قتلهم، سأحرص على مشاهدة كريمزون أكاغي لأحبابه يتذوقون طعم العذاب بينما يشاهد و يتعذب على حالتهم و يتعذب من طرفي شخصيا" ظهرت العروق كثيرا على وجه الإمبراطور، صرخ بجنون، لم يستخدم أي مكبر صوت، لكن صوته بلغ مئات الأمتار بسهولة "قتلوا أبنائي و أخي و أبناءه، إنهم عزموا على إبادة عائلة غرين بالكامل، لم يعد لدي ما أخسره، سوف نقوم بمحو جنودهم من على الوجود و نترك رؤساءهم فقط على قيد الحياة ليتحملوا شنيعة أعمالهم" "لقد قتلوا ددمم غرين، و أنا 'لايت غرين' أقسم أنني لن أرحم ددمم كريمزون و أي ددمم شاركها في هاته المجزرة تجاه عائلتي" جن جنون الإمبراطور 'لايت غرين'، آلاف السحرة المتمركزين بالقاعة الرئيسية للقصر دخلوا في حالة صمت عميقة، لم يتجرأ أي أحد على نطق حرف واحد أو تشتيت انتباهه و لو قليلا عن كلام الإمبراطور "اسمعوا يا جنودي المخلصين، أنتم النخبة التي اخترتها بنفسي، أنتم جنود من عائلتي غرين و عائلات تبعتها منذ تأسيسها، تشاركوا المحن و السرور، أنتم هم المختارين من قبلي الذين سوف يقومون بتدمير جميع العراقيل الموجودة في طريقي" "من يقوم بإحضار فرد واحد من القادة الانقلابيين سوف أحقق له كل ما تمنى أن يحصل عليه في حياته، السلطة، المال...، أي شيء سوف يكون محققا له" "و من يأتي لي بقاتل ددمم غرين سوف يتلقى شرف مشاركة دمه مع بنات أختى الكبرى، مما يعني أنه سوف يصبح من عائلة غرين العتيقة" احمرت عيون جميع السحرة، كلهم في المستوى الخامس و كبروا بالفعل من دون تحقيق شيء خيالي، لكن قد أتتهم الفرصة ليعوضوا سنواتهم التي أفنوها في السحر و التطلع للقمة حان الوقت أخيرا ليحصلوا على مرادهم، أصبحوا كلهم كالوحوش الجائعة و بدوا غير قابلين للانهزام، كل ما سيقف في طريقهم سيلتهمونه كالأموات الأحياء في الأساطير صرخ الإمبراطور لايت غرين مع رفعه لسيفه العملاق للفوق "وواااااااه" انتقل صوته عبر أجساد السحرة الوحوش و بغرابة وصلت نيته لهم و صرخوا كلهم مع صراخه "وواااااااااااااااااه" و في هذه الاثناء في مقر جيش الانقلاب تكلم باسل "يبدو أننا وصلنا لقمة حربنا أيها الكبير أكاغي" أحكم الكبير أكاغي قبضته ثم قال "يا حليفنا، لك كل الفضل في وصولي لهذه المرحلة" أغمض باسل عينيه ثم قال "لا تمدحني كثيرا أيها الكبير و تنسى معروف الآخرين، أنا فقط أعطيت الفرصة، و من أحسن استغلالها كان أنت، و من ساعدك في ذلك كان كل أولئك الكبار، يجب عليك شكرهم هم و ليس أنا" ابتسم الكبير أكاغي و قال "معك حق" تنهد ثم نظر للنجوم الساطعة في السماء المظلمة، قال "لقد كانت ليلة كهذه تماما، الليلة التي أخذ مني و من عائلتي كل شيء ملكناه يوما، الشرف و المكانة، أريقت دماء عائلتي كثيرا أمام عيني من دون قدرتي على فعل أي شيء، و في هذه الليلة سأرد كل ما سلب مني، أولا قد استرددت الدم، و الآن لم يتبقى سوف الشرف و المكانة، و سوف أستردهما بكل تأكيد" أرجع الكبير نظره من السماء المظلمة و المتزينة بالنجوم ثم أكمل "فإن كان بإمكانه إيقاف هذا الجيش، عندها سوف أتخلى عن فكرة عودة عائلتي للحكم و أقدم له كل ما يشاء" أمام مرأى عيون باسل و الكبير أكاغي يوجد جيش يمتد على طول مدى أعينهم، بنهاية المعركة ضد أخ الإمبراطور صار عدد جيش الانقلاب 40 ألف، و عندها كانت خدعتهم قد اكتملت، العدو سوف يجمع قواته بالكامل و ينتظر الـ40 ألف المنهكة لتأتي و يحاربها لكن الجيش الذي أمام الكبير و باسل عدده لا يمكن القول أنه 40 ألف، إنه قليل جدا على أن يكون 40 ألف تكلم باسل بعد أن ضحك "هاهاها، حس الفكاهة لديك أيها الكبير خطير حقا، كيف له أن يهزم جيشا يتكون من 300 ألف ساحر بـ10 ألاف ساحر من المستوى الخامس؟" "معك حق" قالها الكبير أكاغي و تنهد، أكمل كلامه "إذا هذه الليلة سيتقرر كل شيء" تكلم باسل مجيبا "نعم، لقد انتظرنا بالفعل ثلاثة أيام من أجل استعادة الـ40 ألف لطاقتهم، هم قوتنا الرئيسية لذا لا يجب علينا الهجوم بالـ260 ألف التي تشمل فقط سحرة من المستوى الأول للثالث و الجنود العاديين، سوف يموتون بدون فائدة فقط" "ثلاثة أيام، هاه؟ لقد مرت ثلاثة أيام بهذه السرعة بالفعل، و يبدو أنني لا يمكنني سوى مقارنة هذه الليلة مع تلك الليلة، فقط الأدوار معكوسة، لأنني لست الشخص الذي يفقد و يخسر الكثير هنا" قالها الكبير و توجه نحو القادة الكبار المجتمعين أما باسل، أخذ الاتجاه المعاكس و ذهب ليلتقي بأنمار و أتباعه، و في طريقه شاهد شي يو و تذكر أمرها و أمر تورتش، ذهب إليها و تكلم معها في شيء ما و أكمل طريقه عندما وصل باسل وقف أخوا القطع و ألقيا التحية باحترام عليه، شاهد تورتش و البقية هذا الأمر فكبتوا ضحكتهم، هذين الشخصين، بجدية، هل هما حقا يعاملان سيدنا بهذه الطريقة؟ جون شاهد هذا المنظر فسارع أيضا بالوقوف و ضم يديه معطيا التحية، فلم يعد باستطاعة تورتش و الآخرين منع نفسهم من الضحك أكثر و انفجروا في آن واحد مما جعل جون متوترا كثيرا و لا يعرف ما يحدث "لم هؤلاء الأشخاص يضحكون هكذا، هل فعلت شيئا ما خاطئا؟" وقف باسل أمام جون و وضع يده على كتفه فارتعد في مكانه، شاهد تلك الابتسامة مرة أخرى على وجه باسل الذي بدأ يحرك شفتيه ليتكلم تاركا جون يتجمد في مكانه و يقوم بوضع أسوء السيناريوهات في عقله عما سيحدث بالرغم أنه لم يعرف ما حدث حتى الآن "فلتسترخي، أنتم الآن في وقت راحة، لستم بحاجة للوقوف و تحيتي هكذا" ارتاح جون أخيرا، و عرف أنه يجب عليه الاعتياد على سيده الجديد، فعندما رأى مدى وحشيته في القتال و محوه لمئات من سحرة المستوى الثالث بكل سهولة أصبح من الصعب عليه التفكير بـباسل بشكل طبيعي أو معاملته كذلك لم يجلس أخوا القطع بعد فقال لهم باسل "لقد قصدتكما بكلامي أيضا، في وقت راحتكم أنا لست سيدكم، أنا لا أريد إزعاج أي شخص في وقت راحته كما أريد نفس الأمر لنفسي، ارتاحوا جيدا، فسوف يكون عليكم العمل بكد بعد قليل من الساعات من الآن" "حسنا" استرخى الأخوان و جلسا ليتمَّا طعامهما، نظر باسل لتورتش و قال "تورتش، سمعت أن وقتك الوردي قد أتى، حسنا، لما لا نتحدث قليلا عن هذا الموضوع، سيكون جيدا لقتل الوقت" "ها؟" صرخ تورتش "عما تتكلم يا سيدي؟" أجابه فانسي "هيا هيا يا تورتش، نحن نعرف كلنا بالأمر، آه، أظن أن المستجدين هنا لا يعرفون، المهم، حدثنا، و نحن كإخوة لك سوف نقوم بمساعدتك في ما تحتاجه و تريده" عبس تورتش بشدة، يبدو أنه حوصر في الزاوية و لم يعد له أي مهرب، فبعد كل شيء، لقد رأوا ما حصل سابقا بينه و بين شي يو دعم الثلاثة الآخرين كلام فانسي "هيا هيا، فلتتكلم بسرعة، قل لنا، هل و كيف وقعت في حب شي يو؟" و في هذه الأثناء كان هناك شخص ما يتصنت عليهم من الظلال، و يبدو أنه قد تأثر بالكلام الأخير "اللعنة، أنتم حقا ملحون" تكلم تورتش تدخل باسل و قال "هيا حدثنا بسرعة، ليس و كأنك ستقولها للمعني بالأمر" عبس تورتش و حدق في باسل مطولا، باسل لم يزح الابتسامة من على وجهه مع الإبقاء على عينيه مغمضتين، توتر تورتش و عرف أنه لن يتخلص من هذا الموقف حتى يقوم بالاعتراف تكلم تورتش "حسنا، أنا لدي اهتمام قليل بها" فقاطعه باسل "قليل؟" لا زالت تعابير باسل كما هي، تلك 'الابتسامة' لم تُزَح من على وجهه، لذا أحس تورتش بالضيق أكثر فقط، فلم يكن لديه أي خيار سوى التعديل على رأيه "حسنا، ليس قليلا، إنها تعجبني" قالها بينما يكاد ينفجر فأسرع بتعزيز كلامه "حسنا، لقد عرفتم، فلتكفوا الآن عن سؤالي" تكلم باسل "لكنك لا زلت لم تجب سوى على نصف السؤال، لا يزال عليك الإجابة عن 'كيف' " "هاه؟ لما علي التحدث عن هذا أيضا؟ كفوا كفوا، لقد انتهى وقت السخرية مني" انزعج تورتش و جلس مرة أخرى بعدما وقف من الانزعاج اقترب شينشي منه و رمى له بعض الكلمات هو الآخر "هيه، ماذا ماذا؟ هل الأخ الأصغر تورتش يشعر بالخجل هنا، هيا فلتكن صريحا فقط و أخرج ما في قلبك" أكمل فانسي بعد الضحك بشيطانية "هيهيهي، هل أعجبك صدرها المنتفخ؟" توتر تورتش كثيرا و في هذه الأثناء، ذلك الشخص الذي في الظلال قد بدى كما لو أن الكلام الأخير قد أثر فيه أيضا صرخ تورتش بقوة بعد كلام فانسي "ليس صدرها فقط____آه" بعدما صرخ تورتش بذلك الكلام عرف أنه قد وقع في فخ المتلاعب الذي ابتسم بشدة و قال "هيه، إذا صدرها يعجبك، و يبدو أنك قد أضفت تلك الـ'فقط'، حسنا، لما لا تخبرنا عن الباقي" لم يعد تورتش يتحمل بعد الآن و انقض على فانسي "أيها الوغد، هل تتحايل على أخيك، هاه؟" ابتسم باسل و قال بادئا كلامه مناديا "تورتش" فتوقف المعني بالأمر عن ضرب فانسي و أعطى أذنه لباسل لكن باسل أكمل كلامه هذه المرة بتوجيهه لشخص آخر "شي يو، فلتأتي" خرجت شي يو من الظلال بينما تدخل أصابع اليد في الأخرى، اقتربت بينما تورتش وقف و رأسه موجه نحوها من دون القدرة على التحرك، لبث في مكانه، تجمدت تعابيره، لم يصدق ما حدث، بما أن باسل قد ناداها و خرجت من الظلال، فلا شك أنها قد كانت مختبئة و سمعت كل ما تكلموا عنه ماذا يجب أن يقول الآن؟ ليس هناك أي مجال للمراوغة، ليس بإمكانه وصف الأمر على أنه مجرد سوء فهم فقط، سوف يجب عليه الاستعداد فقط لردة فعلها سواء جيدة كانت أم سيئة، هو رجل، و الرجل يجب عليه حزم نفسه، خصوصا في مواقف كهذه همست شي يو بشيء ما "هذا ........ قت .... رْب الآن" "همم؟" اخرج الجميع نفس الصوت لكنهم لم يستغربوا بما أنها شي يو التي تتكلم، لكن باسل كان الوحيد الذي سمع الأمر بشكل واضح بسبب قربه منها بما أنها خلفه، ابتسم ثم قال "شي يو، فلتكرري نفس كلامك بصوت أعلى قليلا" توترت شي يو أكثر ثم فتحت فمها و تكلمت "هذا ليس الوقت المناسب لهذا، نحن في حرب الآن" صرخت شي يو، تكلمت أول مرة بصوت مرتفع كهذا أمام الناس، حتى هي قد تفاجأت من نفسها، فكيف ستكون ردة فعل الآخرين، بالطبع سيكونون متفاجئين أكثر فقط قامت شي يو بالجري بعيدا عنهم من كثرة الخجل، لم تتكلم مع أي أحد بهذا الشكل لمدة طويلة جدا، فقط ما سمعته كان كافيا ليجعلها في قمة توترها بالفعل، لكن الآن تصرفها الغير متوقع حتى بالنسبة لها صدمها فأسرعت بالهرب لمكان خال من الناس لكن الغريب في الأمر هو أن تفاجؤ تورتش كان مختلفا قليلا عن الآخرين مع أنه كان من نفس السبب، فبعد سماع رد شي يو احمرت وجنتيه ثم قال "إذا هذا هو صوتها و هو مرتفع، إنه جميل" "هيهيهي" ضحك فانسي ثم ضحك البقية بعده، يبدو أن تورتش من النوع البريء الذي يصبح أعمى تماما عند الوقوع في الحب و حضور الشخص الذي يكن له هذه المشاعر ألم يلاحظ أن شي يو قد رفضته تقريبا؟ و بعد قليل من الوقت، فتح تورتش عينيه اللتين كانتا مفتوحتين أصلا، ثم تذكر كلام شي يو ببطء، و بنفس سرعة تذكره، كانت كذلك سرعة ظهور الأمر على تعابيره أحبط كثيرا و شحب وجهه، و بدى كما لو أن روحه قد خرجت من مكانها، لقد انتهى كل شيء شاهد باسل هذا الأمر و ضحك مع البقية، قال "حسنا، يبدو أننا قد ضحكنا قليلا" نظر لتورتش ثم قال له "تورتش، لا تحبط، فأنا لم أسمع أي كلمة منها توحي عن الرفض، لقد ذكرت فقط عدم مناسبة هذا الأشياء لهذا الوقت، و بما أنها لم ترفضك نهائيا، فهذا يعني أن هناك فرصة متبقية لك، فلتحسن استغلالها" فرح تورتش و رجعت روحه بعدما كادت تفارق جسده، وقف باسل ثم قال "حسنا أنا ذاهب الآن لمكان أنمار، يجب علي التحدث مع تلك العاهرة حول شيء ما" تحرك حاجب فانسي مع كلام باسل، فوقف و قال "ماذا عنك يا سيدي؟" "همم؟" التف باسل ثم قال "يبدو أن سؤالك مربوط و مرتبط بموضوعنا الذي انتهى" قال فانسي "ليس عادلا أن يكون تورتش فقط من يكشف لنا حقيقة مشاعره، أنا و شينشي و برودي لدينا بالفعل زوجاتنا، لذا نحن مستثنون من الموضوع، أما المستجدين فلا يبدو أن ربيعهم قد حان، لم يتبقى سوى أنت يا سيدي، أليس كذلك يا رفاق؟" ركز فانسي نظره على تورتش مع قوله الجملة الأخيرة نظر الجميع لباسل و حدقوا به منتظرين إجابته، تورتش أراد أن يرد الدين فوقف و حاول الضغط على باسل بكلامه كما فعل له سابقا "معه حق يا سيدي، أوَ لست الرجل العادل بيننا؟" أجاب باسل تورتش "أولا، ما دخل العدل هنا؟ ثانيا، لما علي أن أجيب؟ ثالثا، أنا ذاهب الآن" "ها؟" صرخ تورتش ثم قال "إذا لما ضغطت علي للإجابة؟" ابتسم باسل و أغمض عينيه و قام بصنع نفس الوجه الذي كان يضعه عندما سأل تورتش سابقا ثم قال "هل فعلت؟ ألم أقم فقط بسؤالك؟" "همم؟" استغرب تورتش و رأى أن باسل محق تماما، فهو لم يقم بأمره أو إجباره على الإجابة، لكن تلك 'الابتسامة'، كانت تكفي لجعله يتكلم، بدى الأمر كما لو أن تورتش قد تحدث من تلقاء نفسه لعن تورتش نفسه، لقد أراد رد الدين، لكنه قد أكد أمرا فقط، تلك الحقيقة المرة، أنه لا يمكنه هزيمة سيده في الكلام تمتم تورتش مع نفسه بصوت غير مسموع "كما لو أن أي شخص سيرى تلك الابتسامة لن يقوم بالإجابة" أكمل باسل طريقه، لكن هذه المرة فانسي أوقفه بكلامه "سيدي، إن السيدة أنمار تحبك، هذا الأمر يعلم به الجميع، لكن ماذا عنك أنت؟ أتنوي تركها تلاحقك طوال حياتها فقط من دون أن تبادلها شعورها؟" عبس باسل قليلا ثم قال "ماذا ماذا؟ هل كسبت تعاطفها معكم لهذه الدرجة بالفعل؟ إنها حقا مخيفة، أنا لم أطلب منها الوقوع في حبي، و إن أرادت ملاحقتي فذلك خيارها، ليس لدي أية نية في التكلم معها بهذا الشأن، فلقد حاولت لمدة 14 عشر سنة و كان الأمر من دون فائدة، لذا فلتفعل ما تشاء، و أخيرا، أنا أيضا سأفعل ما أشاء، هذا كل شيء" تكلم فانسي بسرعة قبل أن يذهب باسل "إذن أنت لا تكن لها أية مشاعر؟" عبس باسل و قال "أظن أنني قد سبق و أجبت تورتش عن هذا السؤال برفض الجواب، لكني سأقول لك شيئا جميلا قد يريح عقلك من التفكير كثيرا يا فانسي" استمع فانسي بحذر لم سيقوله باسل "علاقتي بها لن تفهمها حتى و إن شاهدتنا معا ليل نهار، و مشاعري نحوها لن تستوعبها أبدا لأنك لا تعرفها (أنمار)، و أخيرا، فلتنسى الموضوع لأنني لست بمجيب على سؤالك، فهذا حقا سيريح عقلك بدل إشغاله كثيرا بالتفكير في هذا الموضوع" تركهم باسل و غادر هذه المرة من دون أن يوقفه أي أحد، و في طريقه كان يفكر بكلام فانسي بجدية على عكس أسلوبه في الكلام سابقا "مشاعري تجاهها، هاه؟" تذكر باسل فجأة ابتسامة أنمار فقام بتشتيت تلك الصورة بسرعة عن طريق تفكيره بداخله "تلك الابتسامة ليس سوى ابتسامة مزيفة، إنها كلها مزيفة، لقد عاشت بتزييف حقيقتها علي طوال عشر سنوات و قامت بخداعي، إنها الشخص الوحيد الذي كان قادرا على خداعي في حياتي بالكامل، لذا عندما تسأل عن مشاعري نحوها، فلا يمكنني أنا بنفسي أن أعرف، فكيف لي أن أجيبك؟" ذات مرة باسل قد كان مخدوعا بلطف الفتاة التي تلحقه في جميع الأوقات و الأماكن، مع تلك الابتسامة التي كان قد وقع لها في وقت ما، لكنه بعدها علم أن تلك الابتسامة كانت مزيفة، لذا حتى وقوعه لها كان مزيفا فقط فعندما اقتربت منه تلك الفتاة اليائسة و قضت معه العديد من الأيام حتى اقتربت من جعله يقع في حبها، عندها ظهرت حقيقة تلك الابتسامة، تلك الابتسامة التي كانت تبدو مشرقة جدا، فجأة تحولت لتصبح كضحكة لشيطان متنكر في صفة فتاة بعمر 10 سنوات كاد أن يقتل فتاة بنفس العمر لمجرد أنها اقتربت من الشخص الذي يكن له المحبة لا زال جيش الانقلاب لم يتحرك لمدة ثلاثة أيام متتابعة، مما ترك الإمبراطور يغلي في مكانه، متى سيهاجمون بالضبط؟ كان الإمبراطور يظن أن الجيش سوف يقوم بالهجوم مباشرة على القاعة الرئيسية بعد هزيمة أخيه، لكن بالتفكير جيدا، لما عليهم فعل مثل هذا الأمر؟ ستكون لديهم اليد العليا عندما يقومون بأخذ راحة، فالأمر هكذا منطقي أكثر، لكن بسبب غضبه و اندفاع جيش الانقلاب المخيف في المعارك السابقة، نسي الإمبراطور هذا الاحتمال تماما وضع الإمبراطور رقابة شديدة على جيش الانقلاب بعد مرور هذه الثلاث أيام، فعدم تحركهم أثار الريبة في قلبه، فبعد الراحة ليومين فقط سيكون كافيا لتنتعش طاقات جنودهم، لكنهم لا زالوا لم يقوموا بأي تحرك، هناك الآن مراقبون من بعيد يقومون بعملهم، سوف يقدمون تقريرا عن أبسط تحرك قد يحدث بين جيش الانقلاب [I]بلاغ[/I] [I]بلاغ[/I] "لا زال الـ40 ألف الخاصة بجيش الانقلاب تأخذ راحة، ليس هناك أي تغير قد حدث" 40 ألف؟ نعم كل ما يراه المراقبيين الآن عبارة عن 40 ألف جندي فقط متمركزين حول المقر أثناء مراقبة جيش الانقلاب، كان يتحدث مجموعة من المراقبين فيما بينهم "أليست هذه الـ40 ألف تشمل فقط سحرة المستوى الرابع و الخامس، كيف ينوي جلالته أن يهزم مثل هذا الجيش بـ10 آلاف ساحر من المستوى الخامس؟" أجابه آخر "لقد تأكدت أخبارنا عن وجود فقط 5000 آلاف من المستوى الخامس، أما الباقي، فكلهم من المستوى الرابع، لكن يبقى معك حق، 35 آلاف من المستوى الرابع خطيرة جدا حتى لو كانت لوحدها على 10 آلاف من المستوى الخامس، أتساءل أيضا عما سيفعله الإمبراطور، حسنا، هو لوحده باستطاعته هزيمة الكثير من ذلك الجيش، على الأقل 10 آلاف" تكلم الثالث "10 آلاف؟ إن هذا قليل، ألست تحاول قول 15 ألف على الأقل؟ نحن نتكلم عن الإمبراطور هنا، أقوى شخص في العالم كله، لقد وصل لقمة المستوى السابع بالفعل منذ القدم، قد يكون كبيرا في العمر، لكن هذا لا يغير حقيقة أنه لا يزال الأقوى" تكلم الأول من جديد "الأقوى، هاه؟" سأل الثاني "ماذا؟ هل تشك بهذا الأمر؟" أجاب الأول "لا، أنا فقط فكرت في إمبراطور إمبراطورية الرياح العاتية 'غلاديوس'، تلك الإمبراطورية تتخذ منهج الأقوى هو الأجدر بالحكم، ألم يقم ببلوغ المستوى السابع و دحض جميع منافسيه ثم اعتلى العرش بكل جدارة، فإن تكلمنا عن الأقوى، فلا يمكننا نسيانه، خصوصا و أنه لا يزال أصغر من جلالة الإمبراطور بكثير، فذلك الشخص في التسعين و قد بلغ المستوى السابع قبل 15 عشر سنة، بعد الدمار الشامل، ظهر فجأة في القصر و تحدى الإمبراطور السابق، و شتمه بعديم الفائدة أمام الجميع" أكمل "تعرف إمبراطورية الرياح العاتية في تقاليد حكمها بما يسمى 'مبارزة التسوية'، إن قام شخص ما بتحدي الآخر بهذا التحدي فلا يمكنه الرفض، و يجب عليه قبول التحدي و مواجهة الخصم، إن ربح يعدم الشخص الذي طلب التحدي، و إن خسر يعدم، و هذا الأمر ينطبق على أي مخلوق داخل حدود إمبراطورية الرياح العاتية، حتى الإمبراطور لا يمكنه الرفض" تكلم الثاني "مع ذلك، من يصل للمستوى السابع قوته تكون طاغية تماما على المستويات الأخرى، فهو أعلى مستوى بالوجود، و إمبراطورنا قد دخل لهذا المستوى قبل 40 سنة بالفعل، و الآن إنه في قمته، حتى الإمبراطور 'غلاديوس' لا يمكن أن يقارن به" تكلم الثالث مرة أخرى "حسنا كفانا كلاما، فلتركزوا على عمل...." [I]كاااهخ[/I] تقيأ الثالث الدماء فجأة، فلم يعرف الاثنين ماذا حدث حتى ظهر صاحب السيف الذي طعن ظهر الثالث و اخترق درعه السحري حتى بلغ اللحم ثم مر عبره حاول الاثنين رد الهجوم بسرعة لكن العدو غير مرئي، سبقهما ذلك الشخص الغير مرئي و طعن الأول ثم الثاني بسرعة كبيرة، قتل ثلاث سحرة من المستوى الخامس بسرعة كبيرة خرج من الظلال و اغتال هؤلاء الثلاثة الي كانوا ينقلون أخبارهم إلى القاعة الرئيسية. تكلم ذلك الشخص بعد أن ظهرت صورته بوضوح، فكان يين يينغ "عدم تركيزكم على عملكم هو السبب الأكبر في مقتلكم، لكن عباءة الشفاف هذه حقا مفيدة جدا، ذلك الفتى القرمزي، أتساءل كيف له أن يحوز على مثل هذه الأشياء و يعلم عنها، حسنا، لننتقل للمجموعة الثانية" (حسنا، عمل جيد يين يينغ، فلتكمل عملك، سنقوم بالتحرك بعد قليل) تكلم الجنرال رعد عبر خاتم التخاطر مع يين يينغ التف بعد الانتهاء من التخاطر و تكلم مع الشخص الذي خلفه "أيها الفتى القرمزي، إن الأمر يسير بشكل جيد" تكلم باسل بوجه جدي "حسنا، لقد حان الوقت، لكن قبل هذا، أيها الرجل الأشقر، سأطلب منك فعل شيء ما" بعد قليل من إخبار باسل بهذا الأمر لرعد، تفاجأ هذا الأخير كثيرا، فقال "ها؟ لما يجب أن يكون أنا؟ و لما من الأول يجب أن نحتاج للقلق بشأن هذا؟" تكلم باسل "هذا لأنك الشخص المثالي لهذا الأمر، أنت لست بحاجة لوضع بصمتك في هذه الحرب، يكفي أنك قد مددتنا بأفضل رجالك، أما الآن فأنا أحتاجك للقيام بهذا الأمر، فأنت كنت الحامي للعاصمة لمدة طويلة، لذا هذا مناسب لك تماما" تكلم رعد "هذا نصف الجواب فقط" أكمل باسل "هذا لأنني أحس بذلك الشعور، ذلك الإحساس بظهري يخِزني، ذلك الشعور بأن شيء ما مفقود، شيء ما لا ليس في مجال توقعاتي، شيء لا أريد منه أن يفاجئني من الوراء، ببساطة إنه حدسي" عبس رعد ثم قال "أيها الفتى القرمزي، هل تريد إبقائي في الخلف فقط لأن حدسك يخبرك بهذا؟" تكلم باسل "الأمر بيدك، افعله أو لا تفعل، لكن لأخبرك بشيء ما، حدسي لا يخطئ، أو على الأقل هو لم يخطئ حتى الآن، إن حدث شيء غير متوقع، فقد يكون ضربة قوية لنا ستجعل من هذا الوضع الذي فوزنا محقق به يتحول إلى خسارة شنيعة لم نكن نتخيلها" حدق رعد لدقائق في باسل، استمر باسل في التحديق كذلك به، قرر رعد ما سيفعل، لذا أجاب "عندما نلتقي مرة أخرى سوف نصفي حساباتنا، و إن كان حدسك هذا الذي تحدثت عنه مخطئا، فلن أثق مرة أخرى به" تكلم باسل "في هذه الحالة، يبدو أنني سوف أتمنى لأول مرة في حياتي أن يكون حدسي مخطئا" تكلم رعد "سأترك يين يينغ هنا، سوف يقوم بقيادة القليل من سحرة المستوى الخامس الذين سأتركهم، أما أنا فسآخذ معي 50 ألف" أماء باسل رأسه ثم قال "حسنا، لك هذا، مع أنه سينقص من عددنا، لكنه يبقى أفضل" ذهب رعد و كذلك فعل باسل متوجها نحو القادة الكبار تكلم الرئيس كورو "حسنا، لقد كان خيارا حكيما لفعله، صحيح أنه لم يعد هناك أي خطر محدق من خلفنا قد يأتي لمساعدة الإمبراطور بما أننا نشرنا أخبار نتائج المعارك السابقة، لكن لا حرج في أخذ الحيطة و الحذر" تكلم الرئيس تشارلي "معه حق، أما الآن، فيجب أن يظهر القائد الأعلى ليتكلم مع الجيش الذي سوف يقوده" نظر الجميع لباسل، هذا الأخير تكلم "أنا لن أقوم بهذا هذه المرة، من يجب عليه فعلها هو الكبير أكاغي، إنه المعني بالأمر هنا، لن ينتظر الجنود قائد الجيش الذي لا يعرفونه حتى، لكنهم سوف يكونون بقمة حماسهم عند سماعهم لنية سيدهم الذي يقاتلون من أجله" أغمض الكبير أكاغي عينيه ثم تكلم بعد لحظات من الهدوء "أنا ذاهب، لقد مر وقت طويل جدا منذ أن قمت بهذا النوع من الأشياء" وقف الكبير أكاغي و اتجه نحو الـ40 ألف، صرخ عبر مكبر الصوت [انتباااه] كان الجنود في استعداد للتحرك في أي وقت بالفعل، و بمجرد سماعهم لكلام الكبير أكاغي، استقاموا مع أنهم كانوا في استقامة بالفعل [لن أقول لكم أنني سوف أسترد حقي و حق عائلتي، لأن هذا الشيء معلوم بالفعل و معروف عند كل شخص منكم، لقد أتيتم من أجل القتال لصالحي، هذا كل شيء ببساطة، و كل ما علي فعله هو الإجابة عن معروفكم ببساطة، لذا سوف أعدكم بأشياء] [عندما أجلس على العرش، أؤكد لكم أنني لن أجعل بطنا فارغة في كامل الإمبراطورية، لن يكون هناك نظام عبودية بعد الآن، لن يُدمر حلم الصغار في أن يصبحوا سحرة، أي شخص من أي طبقة سيكون قادرا على الدخول لأكاديمية السحر، و أخيرا، سوف أمنح حق التلقيب، لن يكون النبلاء فقط من يحملون ألقابا تميز عائلاتهم، لذا أي شخص سيصبح قادرا على صنع اسم له و لعائلته، و من أجل تحقيق هذا الأمر، يجب علينا الفوز في هذه المعركة مهما حدث] صدم الجميع من نية الكبير أكاغي، ليس فقط الجنود، لكن حتى القادة الكبار صدموا من هذه الأشياء التي وعد بها الكبير، إعطاء حق التلقيب لأي شخص سيكون كإهانة لقيمة الألقاب، العائلات النبيلة فقط من تستحق أن تلقب، هذا الأمر شيء طبيعي في العالم كله، لذا ستعتبر العائلات النبيلة هذا الأمر كاحتقار لهم و تقليل من شأنهم لكن الكبير أكاغي لا يمكن أن لا يكون لا يعلم بهذا الشيء، فهذا يعني أنه قام به فوق علمه بكل النتائج التي ستأتي من بعد [كل هذا من أجل تقدمنا و تقدم العالم، كل هذا من أجل إنقاذ عائلاتكم و أحبابكم] صرخ الكبير بهذا الأمر فجعل الجيش ينفجر صراخا، لكن بغرابة هذا الصوت لم يأتي فقط من الـ40 ألف التي أمامه، لكنه أتى من المكان البعيد الذي يبدو مكانا خاليا أتى صوت تخاطريا لباسل (لقد مات جميع المراقبين) أماء باسل رأسه للكبير أكاغي بعد أن ناداه، فقام الكبير أكاغي بالاستعداد جيدا قبل أن يتكلم [كشروا عن أنيابكم، إنها المعركة الأخيرة في هذه الحرب، و الآن انطلقوا] و بمجرد ما أن انتهى الكبير أكاغي من كلامه حتى ظهر عشرات آلاف الأشخاص في المكان الذي كان خاليا وراء الـ40 ألف، و على حين غرة أصبح الجيش الذي كان يصل عدده لـ40 ألف يصل لـ250 ألف بعد تلك الثلاثة أيام، و استغلال الجواسيس داخل القاعة الرئيسية للقصر، عرف باسل أن الإمبراطور أمر بمراقبة جيش الانقلاب، لذا أسرع في أمر جميع الجنود الـ260 بوضع عباءة الشفاف هذه الـ260 شملت حتى القوات التي هاجمت عائلات غين و هويز، و القوات التي كانت متمركزة في استعداد لأمر من الجنرال رعد و الجنرال منصف و الكبير أكاغي بالهجوم على عائلات 'آو'، 'كيِرو'، 'فايوليت' لكن بسبب أن هذه العائلات الأخيرة انضمت لهم قد نجو من الدمار، كل هذه القوات قد كانت تملك بالفعل عباءة الشفاف، فهذا كان السبب الرئيسي في اختفاء القوات التي هاجمت عائلة 'هويز' كما لو أنها أصبحت هواء و عندما أتت التعزيزات لم تجدها لذا لم يتبقى سوى إعطاء عباءة الشفاف لمن لا يملكها قبل أن يأتي المراقبون، و الآن بعد موت المراقبين، ظهروا كلهم مرة واحدة، فلا يمكنهم الهجوم مرتدين عباءة الشفاف، فبهذا لن يكون بإمكانهم رؤية حلفائهم أيضا [أمر لجميع القوات، هجوم شامل] تحركت القوات فكانت كالزلزال 250 ألف كاملة توجهت نحو القاعة الرئيسية، تقدمتها الـ40 ألف التي تعتبر القوة الرئيسية لهذا الجيش الضخم تحركت الـ40 ألف بسرعة كبيرة جدا، فأخذت المقدمة و تركت بينها و بين الـ210 ألف مسافة كبيرة، فهذه الـ210 ألف لا تحتوي إلا على الأشخاص العاديين و سحرة من المستوى الأول للثالث، و هؤلاء كلهم لا يمكنهم مجاراة سحرة من المستوى الرابع و الخامس فسرعة جريهم مختلفة، لذا أسرعت الـ40 ألف في تقدمها و تركت بينها و بين الـ210 ألف عدة أميال و بعد دقائق قليلة فقط، أخيرا اقتربت الـ40 ألف هدفها كانت القاعة الرئيسية ضخمة للغاية، فهي البلاط الملكي الذي يعيش به أي شخص يحمل ددمم غرين، و خارجها يعيش العائلات المقربة من عائلة غرين هذه القاعة الرئيسية لوحدها كانت بالفعل تمتد لآلاف الأمتار، أما ساحتها الخارجية فتتعداها بمئات آلاف الأمتار [I]وووش[/I] [I]وووش[/I] [I]وووش[/I] انطلقت الـ40 ألف كما فعلت في المعركتين السابقتين، لكن المختلف هذه المرة هو وجود العدو وراء حائط الساحة الخارجية للقاعة الرئيسية، لذا يجب تخطي ذلك الحائط أولا قبل الدخول لذا أمر باسل الـ40 ألف بالإسراع بجنون من دون الالتفاف للخلف، و بالطبع هذه المرة ليس كالسابق، هذه المرة لم يأمر الجيش و بقي في الخلف حتى أتى لاحقا، لكن هذه المرة كان هو الشخص الذي يقود هذه الـ40 ألف، هذه المعركة الأخيرة، لذا يجب عليه قيادة تشكيله الخاص الذي يقوم بقيادة هذا الجيش مع يين يينغ، هيسي، شفرة الجليد نبيل و مارون زونغ أخيرا اقتربت الـ40 ألف للحائط، لذا ردة فعل الحراس الذين هناك كانت متوقعة، يمكنك القول أنها طبيعية في مثل هذا الوضع "ها؟" ما هذا الصوت؟" تكلم حارس فوق الحائط، فنظر بعيدا، و إذا بتعبيراته تتغير للأسوء شيئا فشيء، ارتعد كثيرا، و كذلك كان الحال مع الحراس الذين بجانبه و الذين يمتدون على طول الحائط لقد قاموا بوضع المراقبين قبل ساعات من الآن، أتاهم تقرير عن عدم وجود أي تحرك في صفوف العدو، لكنهم الآن قد صدموا صدمة كبيرة، كيف للعدو أن يكون هنا؟ هناك احتمال واحد لا غير، لقد اكتشف العدو المراقبين و قتلهم، لذا كان بإمكانه التقدم لكل هذه المسافة من دون أن يلاحظ لم يبقى سوى مسافة صغيرة جدا قبل بلوغهم الحائط، لا تصل حتى لمئات الأمتار، و هذه المسافة يمكن لسحرة من المستوى الرابع و الخامس قطعها في ثوان، مما يعني أن الحراس قد تأخروا كثيرا حتى لو أرادوا الاستعداد لمواجهة العدو صرخ الحراس بشدة و قرعوا الأجراس و تكلموا بمكبرات الصوت [I]العدو[/I] العدو* [I]العدو تجهزوا بسرعة، سيصل العدو بعد ثوان من الآن، خذوا مراكزكم و ليقم الرماة بإطلاق أسهمهم، لا يجب علين.....[/I] انقطع صوت الجندي الذي يصرخ بشدة في مكبر الصوت، و ما تسبب في هذا كان تفاجؤه بالشخص الذي يقف أمامه، كيف وصل إلى هنا هذا الفتى؟ إن الحائط بطول 15 عشر متر، كيف لفتى مثل هذا أن يكون موجود هنا حتى؟ هذه الأسئلة راودت ذهن الجندي، بالطبع ستفعل، فلا يمكن أن يتواجد هنا فتى في مثل عمره، و إن حدث هذا، فليس هناك أي احتمال آخر غير أنه من الأعداء، لم يتخيل أبدا الجندي الكبير هنا أن الفتى الذي أمامه في الحقيقة هو قائد هذا الجيش الذي يهاجمهم الآن لذا بعد إدراكه للاحتمال الوحيد لسبب وجود ذلك الفتى هناك، كان رأسه قد طار بالفعل من مكانه، فكان هذا أول رأس يقطع في هذه المعركة التي تعتبر الثالثة من طرف سيف باسل، كما أنه كان افتتاحية بدء المجزرة الثالثة فور طيران رأس الجندي من مكانه حتى التف جميع الجنود الآخرين لباسل و هاجموه كلهم مرة واحدة، بلغ عددهم حوالي الـ100 شحذ باسل طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، ثم مررها لسيفيه السحريين و شرع في قطع الأعداء في لحظات مر من بينهم كالبرق و قطع عشرات الرؤوس في كل تلويح بالسيفين منه، تراقص سيفيه معا بحركات كان أشبه بالبهلوانية و انطلقت الشرارات من التقائهما بسيوف الأعداء و دروعهم لكن المنتصر و الطاغي كان سيفي باسل، فبعد كل شيء هذين السيفين الأبيضين بنقوش أثرية من الدرجة الثالثة، ذلك القوس الذي استخدمه تورتش كان بنقوش أثرية من الدرجة الثانية، و كانت قوته جبارة أمام ساحر من المستوى السادس كان تورتش بإمكانه إطلاق فقط ثلاث طلقات، و السبب الأكبر في هذا يعود لمدى تحكمه في الطاقة السحرية التي يستنزفها منه القوس الأثري لكن باسل يستخدم سيفين أثريين من الدرجة الثالثة، و مع ذلك بإمكانه استخدامهم لوقت أطول بكثير من تورتش، السبب أو الأسباب بسيطة، باسل موهوب أكثر، فهو بإمكانه التحكم في سيفيه الأثرين كي لا يستنزفا طاقته السحرية أكثر مما يجب، فإن لم تكن قادرا على التحكم جيدا بسلاحك أو درعك الأثري فسوف يأخذ الكثير من طاقتك السحرية، لكنه لن يستفيد منها شيئا، لأنه سيقوم بإفراغ كل الطاقة السحرية لأنها فاقت حدود قدرته الاستيعابية ليس أي شخص قادر على استخدام الأسلحة أو الدروع الأثرية، فلا يكون بإمكانهم فعل ذلك إلا بعد وصولهم المستوى الرابع على الأقل، لأن الأسلحة الأثرية تؤثر على بحر الروح و ترهقه، فإن استخدم أي ساحر أقل من المستوى الرابع سلاحا أو درعا أثريا فسوف يغمى عليه في الحال، و كلما ارتفع في المستوى ارتفعت قدرة تحمل بحر روحه، لأن هذا الأخير يصبح أكثر استقرارا و كمالا، مما يتيح له القدرة على استخدام أسلحة أو دروع أثرية من درجة أكثر ارتفاعا و من الأسباب الأخرى التي تجعل باسل يتميز بها عن تورتش و كل من يستخدم الأسلحة أو الدروع الأثرية، فهو امتلاكه عنصر سحر ثان امتلاكه للعنصر الثاني من الطاقة السحرية الخارجية أعطاه ميزة كبيرة، ميزة امتلاكه لبحر روح أكثر استقرارا و كمالا، فعندما فُتِح شق في الختم الذي وضع عليه لمنع ولوج الطاقة الخارجية لبحر روحه، هذا الأخير اضطر لاكتساب قدرة تحمل أكثر عما كانت لديه عبر محاولته الاعتياد على الطاقة الخارجية التي تدخل باستمرار حتى تتوقف بسبب الختم الختم قد ضعف فقط و لم يُفتح بالكامل، لذا تتوقف الطاقة الخارجية عن التوغل لجسم باسل بعد بلوغ حد ما، لكن بمجرد ما أن تفرغ قليلا، حتى تنجذب إليه مرة أخرى لتملأ الفراغ الذي حدث، لكن إن حدث هذا لوقت كبير فبحر روحه سيرهق كثيرا، لذا سيكون عليه التوقف عن استخدام عنصر التعزيز حتى لا تتوغل الطاقة الخارجية أكثر لبحر روحه و استخدام عنصر النار محدود الإنتاجية بدل ذلك و بهذا يكون باسل له طاقة غير محدودة الأنتاج من عنصر التعزيز بشكل مؤقت، فكان بإمكانه استخدام ليس فقط سلاح أثري، بل و اثنين منه و الآن عندما التقى سيفيه الأثريين بالأعداء أو دروعهم، انطلقت شرارات الالتقاء، لكن السيفين تغلبا بسهولة و قطعا كل شيء بناء على رغبة باسل في ذلك و في لحظات كان باسل قد أنهى أمر نصف الأعداء الذي توجهوا نحوه، النصف الآخر وقف و شاهد تلويح هذا الوحش المتنكر في صفة فتى سيفه من أجل إزاحة ددمم رفقاءهم عنه ارتعد الكثير منهم من هذا المنظر إن لم يكونوا كلهم، فقط قبل لحظات كان هناك منهم 100 لكنهم أصبحوا 50، و حتى لو هاجموا الآن، ألن يكون مصيرهم هم الذي يبلغ عددهم 50 كالـ50 الذين سبقوهم؟ توقف هؤلاء الأشخاص فجأة عن التحرك فتقدم باسل بينما يقول "الخوف من العدو الأقوى منك في المعركة شيء طبيعي، لكن التوقف في المعركة عن الحركة سيؤدي بك للتهلكة" و بمجرد ما أن انتهى باسل من كلامه حتى مر من النصف الثاني و محاهم بسرعة أكبر من قبل تكلم باسل مرة أخرى "التردد كان سببا في مقتل الشجعان" و بعده بقليل [I]وووووش[/I] [I]ووووووش[/I] [I]ووووووش[/I] ظهر العديد من السحرة خلفه يتقدمهم قادة التشكيل إلا شي يو، مع هيسي و يين يينغ، إضافة لكين نبيل و مارون زونغ هؤلاء كانوا أول من وضع رجلهم فوق الحائط، فشرعوا في محو الأعداء واحدا تلو الآخر تابعين خطى باسل، أنهوا أمر الرماة الذين كانوا قد بدؤوا يستهدفون حلفاءهم الذين في الأسفل تكلم كين نبيل "بالنظر للأعداد التي كنا سنفقدها إن هاجمنا العدو مع اطلاعه على قدومنا، فقد تصل للآلاف قبل أن نستطيع المرور" قال كين نبيل هذا الكلام بينما يقطع و يجمد الأعداء كأنه يمدح الشخص الذي فكر بهذه الخطة، بينما مارون زونغ يسمع كلامه أثناء قطعه للأعداء بسحر الرياح "لقد مدح والدي هذا الشخص باسل كثيرا، لذا هذا أقل ما أتوقعه منه" تكلم مارون زونغ بداخله ثم أكمل "لكن، يجب علي الإشادة به لتفكيره المميز" بينما هؤلاء الأشخاص الذين قادوا الجيش إلى هنا يقومون بتمزيق الأعداء، استغل بقية الجيش هذه الفرصة و صعدوا إلى فوق الحائط الحائط كان يتميز بعرض كبير جدا، و مدعم كله بداعمات سحرية، و له بوابة سحرية من المستوى السابع، حتى السجن المركزي لا يملك سوى القليل من الغرف التي تعتبر كزنزانة يمكنها سجن سحرة من المستوى السادس، لكن بما أن هذا الحائط يعتبر النقطة الأخيرة قبل الولوج للساحة الخارجية للقاعة الرئيسية، فقد كانت بوابته لا يمكن اختراقها إلا من قبل العديد من الأشخاص من المستوى السابع، و إن كان بإمكانك إيجاد أشخاص من المستوى السابع و إحضارهم، فسيكون من المرحب فتح البوابة لك كان التشكيل أول من صعد الحائط بعد التسعة، بأوامر من شي يو التي ركزت على ملاحظة الثغرات في صفوف العدو التي يصنعها الذين سبقوهم، مهارتها القيادية كانت جيدة للغاية على عكس شخصيتها المتوترة مع أنها لا تزال تتلعثم و تتوتر حتى في قيادتها، إلى أن هذا لم يمنع سطوع موهبتها التي يمكنها كشف نقط الضعف الخاصة بالأعداء مرة تلو الأخرى، حتى صعد التشكيل بأكمله، فحتى لو كانوا ضد خصوم أقوى بمستوى منهم، كانوا قادرين على اختراقهم فقط عن طريق اتباع أوامرها فالتشكيل يحتوي على القليل فقط من ذوي المستوى الخامس بسبب اختيار باسل للمواهب الصاعدة فقط من أجل تدريبها و التي كانت فقط من المستوى الثاني حتى الثالث، و حتى عندما اختار القادة باقي الجيش، اتبعوا نهج باسل و قاموا باختيار أصغر الأشخاص عمرا و موهبة في السحر لذا بعد تدريبهم لهذه المدة الطويلة، استطاع فقط الأشخاص الذين اختيروا بالأول لأنهم ذوي موهبة عالية من بلوغ المستوى الخامس في هذه الفترة الوجيزة شاهد باسل هذا المنظر بابتسام ثم تذكر كيف كانت شي يو تحاول بكل جهد منها أن تقوم بنصح الأشخاص الذين كانوا يهاجمون باسل في أول التقاء لهم عندما أراد أن يهاجم شخص ما كانت تحاول إيقافه، لأنها تعرف أن هجومه ذاك لن ينفع، و عندما ترى تراجع شخص ما كانت تحاول حثه على الهجوم، و كل هذا فقط لأنه سيكون أفضل لو قاموا به، لأنه سيكون أكثر فعالية، و عندما شاهدها باسل أثناء لقاءهم الأول، اعتقد بهذا مع نفسه 'لو أنها امتلكت الشجاعة الكافية و الصوت المرتفع ليستمع لها الآخرون، لكان احتمال هزيمته أكبر من الخاص بفوزه'، لكن هذا يبقى فقط في حالة استخدامه لسحر التعزيز فقط في ذلك الوقت الذي لم يكن عنصر التعزيز الخاص به يتخطى المستوى الرابع في القسم النهائي لكن بسبب شخصيتها تلك، وقفت فقط في مكانها حتى قضى باسل عليهم كلهم و أتى في الأخير و أسقطها أيضا لذا قد فرح قليلا بمشاهدتها تحاول التغلب على نفسها القديمة. أصبحت ابتسامة باسل أكثر عرضا ثم قال "لقد استولينا على جزء كبير من الحائط في دقائق فقط، لهذا أحب عنصر المفاجأة، فهو يزيح عنك الكثير من الأعمال التي تعتبر ألما في المؤخرة فقط" عندما صعد التشكيل فوق الحائط، التهم كل ما في طريقه بسرعة كبيرة، عددهم الكلي وصل لـ5000 آلاف، كل وحدة بألف ساحر، و كل وحدة تشمل حوالي 100 ساحر من المستوى الخامس انقض التشكيل على جنود العدو الذين تلاقوا معهم عندما صعدوا الحائط، ثم مروا فوق الحائط تابعين قائدهم و سيدهم الذي يقوم بإبادة الأعداء و يخترقهم كالسهم الذي لا يتوقف اخترق باسل جيش العدو من الوسط، لذا الجانبين كانا ينجوان من سيفيه، لكن التشكيل لا يتركهم أحياء ليقوموا بمباغتة سيدهم من الوراء و بهذا تقدم باسل هذه المرة من دون أي حاجة للالتفاف للخلف، و بسرعة كان قد أنهى هو و التشكيل و الآخرين الذين صعدوا معهم إلى الحائط نصف الجنود الحائط اتخذ شكلا دائريا، لذا عندما يهزمون الجنود الذين أمامهم، يأتي الجنود الذي على طول الحائط بسرعة كبيرة و باستمرار التف باسل و أمر بصوت مرتفع "الباقي عليكم هنا يا تورتش، سوف أقوم بالنزول للداخل، يا كين نبيل، مارون زونغ، كورو هيسي، و أنت أيضا يا يين يينغ، فلتلحقوني" تبع الأربعة باسل الذي قفز للأسفل [I]وووووووش بووووم[/I] انفجار كبير يتبع نزول باسل على الأرض، خلف وراءه حفرة جراء اصطدامه القوي بالأرض، و ها هو ذا قد أصبح في الساحة الخارجية بمجرد ما أن نزل باسل حتى هاجمه حوالي عشرة جنود مرة واحدة، فقام باسل بإطلاق موجة عبر قوة تلويحه مرسلا إياهم كلهم بعيدا عنه نزل الأربعة تابعين باسل، ثم في الحال قاموا بقتل الجنود الذين أرسلهم باسل محلقين، هؤلاء الجنود كانوا يحرسون البوابة السحرية، لكن بما أنها منيعة، لم يزعج العدو نفسه بوضع أكثر من 10 سحرة لحراستها من الداخل بعيدا هناك يتمركز جيش الإمبراطور البالغ 9000 آلاف ساحر من المستوى الخامس، الألف الأخرى كلها كانت فوق الحائط من أجل إنهاء أكبر قدر من الأعداء، لكن خطتهم هذه للأسف كانت السبب في إلقاءهم لهذه الألف لتموت من دون تحصيل أي فائدة منها ركز باسل سحر التعزيز على عينيه ثم نظر للجنود الـ9000 آلاف الذين كانوا متراصين و متخذين تشكيلة تشبه القوس اقترب الأربعة من باسل فتكلم كين نبيل "ما الذي ستفعله أيها القائد الصغير" حملق باسل به، ثم تصرف كما لو أنه لم يستمع للكلمة الأخيرة، أجاب "قبل هذا، يبدو أنك في المستوى السادس بالفعل يا كين نبيل، يبدو أن إكسيراتي قد نفعتك جيدا" عندما استمع كين نبيل جملة باسل الأخيرة عبس و عرف أنه قد رد له الدين، ابتسم مارون زونغ قليلا، أما هيسي فكان يصنع تعبيرات غريبة تعبر عن عدم التصديق، ثم أغمض يين يينغ عينيه كما لو أنه يعلم ما هي شخصية باسل تسخر منه يرد الأمر لك ضعفين، و هذا لا ينطبق على السخرية فقط، سواء عاملته بحسن أو بِشرّ، فسوف يرد لك معاملتك له كما تلقاها أو سيضيف عليها حسب مزاجه تكلم كين نبيل بعبوس "الشكر لك أيها القائد" في الحقيقة، كين نبيل أراد اختبار شخصية باسل فقط، أراد أن يعرف كيف سيتعامل مع شخص يسخر منه، لكنه تلقى صفعة جيدة جعلته يفهم أن هذا الفتى ليس معه اللعب، لذا حرص على إزالة 'الصغير' في المرة الثانية لمخاطبته باسل تقدم مارون زونغ و مد يده لباسل "أنا مارون زونغ، ناديني زونغ، تشرفت بمعرفتك أيها القائد باسل" قالها زونغ بابتسام فقام باسل بمصافحته تقدم هذه المرة يين يينغ، تكلم منزعجا "أنا يين يي...." "أنا أعرف" أراد يين يينغ أن يقدم نفسه لكن باسل قاطعه، استغرب يين يينغ لأنه لم يعطي له وجها من قبل فكيف له أن يعرفه؟ بقي متعجبا في مكانه حتى تكلم باسل مرة أخرى "أنت من كان يتبعني في كل مكان بناء على أوامر الرجل الأشقر، أظن أنني قد اعتدت عليك كفاية، فلا تحاول تصنع وجه لا يليق بك، أنا أعرف أنك لا تطيقني، لكن سوف يجب عليك اتباع أوامري حاليا بما أنني قائدك الآن و ليس الرجل الأشقر" اسود وجه يين يينغ، لكنه لا يملك أي خيار آخر الآن سوى الصموت و الاستماع لتنفيذ ما يقوله قائده بكل طاعة مد باسل يده ليين يينغ الذي التف ثم قال "انتظر، ألن تصافحني؟" إنه حقا يلعب على أعصابه، يعرف أنه سيكره مصافحته، لو لم يكن القائد الحالي الآن لحاول بالفعل قتاله، لكن وا أسفاه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن مد يين يينغ يده بينما يلعن حظه، لن يتفق أبدا مع هذا الشخص مهما حدث، قام باسل بهذا الأمر متعمدا لإغاظته، و السبب بسيط، لأنه كان ألما في المؤخرة طيلة الشهور السابقة، فكيف لا يرد له مثل هذا الدين لحقه في كل مكان من دون كلل أو ملل، و هذا تسبب حقا في انزعاج باسل كثيرا، لدرجة أنه فكر كم من مرة في قتله. باسل لا يريد أن يكون مقيدا بأي شيء، و إن كانت تحركاته ستصبح مقيدة بسبب شخص ما، فسوف يقتله فقط ليتحرك بكل أريحية ابتسم باسل بينما يصافح يين يينغ، تكلم باسل "هيا هيا، لا تصنع مثل هذا الوجه، قد نكون في حرب الآن، لكن ليس من الضروري أن تعبس هكذا، فلتحاول الابتسام، سوف أبقى ممسكا بيدك حتى تبتسم" ألم تكفيه تلك الإهانة السابقة؟ لا زال يحاول السخرية منه أكثر؟ بالطبع، فهو يجب عليه أن يريح نفسيته من كل الازعاج الذي تسبب له فيه عبس يين يينغ و حاول إبعاد يده، لكنه لم يستطع، حاول المرة تلو الأخرى، لكن يد باسل تحكم إمساك الخاصة به جيدا، تكلم باسل من جديد "لا تحاول، لأنك لن تنجح، و الآن، لما لا تحاول الابتسام و سوف أطلق سراح يدك" إنه يتحدث معه كما لو أنه سجنه، حدق الثلاثة بهم، لذا لم يعد ليين يينغ أي خيار غير اثنين، إما أن يعصى قائده و يقاتله، أم يطيعه و يجعل هذا الأمر يمر للآن. و بالطبع هو اختار الخيار الثاني، فلا يمكنه إحداث أي ضجة هنا قد تتسبب في خسارتهم حرك يين يينغ شفتيه بصعوبة نحو الجانبين محاولا الابتسام حتى نجح في ذلك "نحن على وفاق الآن" تكلم باسل و أخيرا لم يتبقى سوى هيسي، هذا الأخير شاهد باسل كيف عامل يين يينغ، لقد صدم بحقيقة أن قائدهم عبارة عن هذا الفتى الصغير أمامه، لكن حتى غبي مثله سيعرف أنه ليس بفتى عادي بعد أن شاهد قوته سابقا تقدم هيسي بينما يضحك "كاكاكاكا، سوف أقبل بك كقائد لي حاليا، لكن إن لم تكن كفؤا فسوف يأخذ مكانك هذا السيد العظيم هيسي" اقترب هيسي بينما يضحك، حتى اقترب من باسل فهمس له بعدما أشار له بإبهامه مشيدا به "أحسنت في قمع ذلك المقلد" لم يعرف باسل عما تحدث هيسي، لكنه عرف أنهما غير متفاهمين بما أنه فرح بما حصل ليين يينغ قبل قليل تكلم باسل "حسنا، ها قد انتهينا من تقديم أنفسنا، أنا أعرف بالفعل ما هو سحركم لذا لستم بحاجة لقوله لي" فلاحظ عندها باسل أن هيسي و يين يينغ يملكان نفس السحر، فربط هذا الأمر بكلام هيسي سابقا، ابتسم ثم أكمل "لذا سوف أقوم بصنع خطة الآن لنتبعها، بعد قليل ستصل كامل قواتنا إلى هنا، لكن الآن لما لا نجعل قواتنا خلف البوابة تدخل إلى هنا أولا و لا نتركهم ينتظرون أكثر" استغرب الكل من كلام باسل، معنى هذا الكلام أنه سيفتح البوابة السحرية، لكن هذه البوابة منيعة من الخارج، لذا مستحيل اختراقها، أما من الداخل، فهي تفتح عبر فك شفرة النقوش الغريبة التي لم يفهم أي أحد ما هي تقدم باسل نحو البوابة العملاقة، وصل فوقف أمامهما من دون أن يتحرك، بقي على تلك الحال لمدة طويلة و في هذه الأثناء فوق الحائط، تكلم تورتش "لقد شارفنا على الانتهاء هنا، فلنترك الباقي على الذين صعدوا مؤخرا، أما نحن فلننزل لحاق بسيدنا" [I]وووووووووش[/I] [I]ووووووووش[/I] [I]وووووووووش[/I] انطلق التشكيل بأكمله حتى وصل للأرض، وقف تورتش و القادة الأربع في مكانهم بينما يبحثون يمينا و شمالا عن سيدهم، حتى وجدوا أولئك الأربعة مصدومون في مكانهم مما يحدث أمامهم عرف تورتش أن سيده يقوم بشيء ما جعل أولئك الأربعة يصنعون مثل ذلك الوجه المندهش اقترب تورتش و القادة الأربع، فلاحظوا توهجا كبيرا يأتي من جهة البوابة، اقتربوا أكثر و أكثر، حتى وصلوا أخيرا، عندها أصبحت نظرتهم مثل الخاصة بأولئك الأربعة كان باسل يقوم بنقش خطوط تتخذ شكلا غير مفهوم لهم مع ضخ طاقته السحرية الخاصة ليتحكم بها و بمسارات النقوش على البوابة، التقت الخطوط ببعضها البعض، ثم تشكل منها أشكال، كانت عبارة عن نقوش تشبه نوعا ما تلك التي على البوابة استمر في التعديل على تلك النقوش التي على البوابة و قام بالتلاعب بها كما شاء "حسنا، هذه الخطوة قبل الأخيرة" قالها باسل ثم كان كون نقشا ضخما على البوابة من عدة نقوش، و في وسطه يوجد شكل دائري، يبدو كمفتاح البوابة، لكن هذا المفتاح لن يعمل حتى تقوم بفك الشفرة التي على البوابة "و ها هي ذي الخطوة الأخيرة" قال باسل هذه الجملة مع تحريكه للشكل الدائري في وسط البوابة، حرك الشكل الدائري لليمين نصف دورة، و عندها مر التوهج الذي كان يأتي من النقوش على البوابة حتى وصل للشكل الدائري الشكل الدائري كان به نقشا يشبه ورقة الشجر، لكنها كانت متكررة لست مرات و متداخلة في بعضها البعض، و عندما دوّر باسل الشكل الدائري التقى هذا النقش بالنقش الذي قام بالتعديل عليه على البوابة فمر التوهج إلى الشكل الدائري، ثم دار هذا الأخير لليسار بشكل غير متوقف حتى توقف في الأخير على الشكل الذي كان عليه بعد أن حركه باسل نصف دورة لليمين و عندها تحركت البوابة ببطء، شيئا فشيء حتى فتحت بالكامل كل من شاهد هذا الأمر فتح فمه من شدة الصدمة، هذا النقوش التي وضعت كختم على البوابة عبارة عن ختم خاص بعائلة غرين، و لا يعرفها سواهم، فكيف له أن يفتحه بكل هذه السهولة تركهم باسل مصدومون جميعا، حتى قادة التشكيل قد صدموا مما حدث، الجنود فوق الحائط لم يصدقوا أن البوابة فتحت، لقد أهملوها لأنهم ظنوا أنها من المستحيل أن تفتح مقدمة جيش الانقلاب التي كانت خارج الحائط، قد رأت البوابة تفتح أمامهم بكل سهولة، لذا لم يعد هنا حاجة ليقوموا بالصعود عبر الحائط أسرعوا كلهم مرة واحدة و دخلوا عبرها عندما قام باسل بالإشارة لهم بالدخول و في لحظات كانوا كلهم داخل الساحة الخارجية أولئك الأربعة الذين قفزوا مع باسل، عرفوا أخيرا و تأكدوا أن هذا الفتى ليس بطبيعي أبدا، فأشادوا به كل عائلة لديها نقوش ختم خاصة بها، و لا أحد يعرفها سوى من يحملون دمها من العائلة الرئيسية، لذا عندما يأتي فتى مجهول الأصل، من قرية ما غير معروفة، و يقوم بفتح مثل ذلك الختم، فلا خيار آخر أمام أي شخص آخر سوى الاندهاش و الإشادة به دخل جميع الجنود بشكل متسلسل حتى أصبحوا كلهم داخل الساحة الخارجية أما الجنود الذين فوق الحائط، فعندما شاهدوا البوابة قد فتحت و حلفاؤهم قد دخلوا بالفعل، انقضوا على ما تبقى من الألف التي كانت تحمي الحائط، كان عددهم قد أصبح حوالي المئة فقط، لذا عندما توقفوا و اندهشوا مما فعله باسل، أتت فرصة للجنود من جيش الانقلاب فوق الحائط لاستغلال توقف العدو، و بسرعة كبيرة أنهوا أمرهم ثم لحقوا حلفاءهم إلى الساحة الخارجية وقف باسل في مكانه بينما يضع يده على ذقنه و يفكر في شيء ما، و بينما هو على تلك الحالة، كان أولئك الأربعة و قادة التشكيل يحدقون فيه بغرابة، لاحظ باسل هذا الأمر، فسأل "ما بالكم تصنعون كلكم نفس الوجه؟" لم يتكلم أي أحد آخر، لذا تكلم باسل "آه، فكي للختم، لقد كنت مولعا بفك الألغاز منذ صغري" أصبحت نظرة الاندهاش على وجوههم أكثر اندهاشا، يحب الألغاز؟ أيقارن فك ختم يصد سحرة من المستوى السابع بحل للغز؟ تقدم باسل و قال "حسنا، لقد أتممت الخطة، فلنبدأ عملنا" لم يعد يتحمل كين نبيل فسأله "كيف لك أن تعرف عن ختم عائلة غرين؟ و هل قلت أنك انتهيت من وضع خطة؟ متى فعلت هذا؟" وضع باسل على وجهه نظرة تعجب ثم أجاب "أنا لم أعرف عن ختم عائلة غرين، لقد قلت لك، أنا فقط أحببت حل الألغاز منذ صغري، و أما عن الخطة، ألم تراني واقف هناك أفكر بها قبل قليل؟" "ها؟" استغرب كين نبيل، لا ليس هو فقط، بل كل من سمع حوارهما، إذن هو قام بحل ذلك الختم بهذه السرعة من دون أن يعلم عنه أي شيء، و هل حقا قام بصنع خطة بالفعل؟ ألم يتجمد هناك لثواني عديدة فقط؟ تكلم باسل "كفانا أسئلة الآن، أنا أريد الانتهاء من هذا الأمر بأسرع وقت ممكن للانتقال للمرحلة التالية، أنتم الأربعة، و قادة التشكيل، فلتأتوا معي، سأشرح لكم ما سنقدم على فعله" تبع التسعة باسل ثم جلسوا في دائرة، و بعد قليل بعد أن شرح لهم باسل خطته، صدموا فوقف يينغ يينغ و تكلم "لا يمكنني القول على هذه الخطة سوى أنها متهورة، أيمكننا حتى تسميتها خطة؟" أجاب باسل "أنا فقط قمت بالبحث عن أسرع طريقة للتخلص من العدو، سميها ما تريد، لكنها الخطة التي سننفذها، مع عددنا هذا، سيموت الكثير منهم لو هاجمت تلك 9 آلاف التي تنتظرنا هناك، أنا أريد فقط إنقاص عدد الجنود الذين سيموتون من جهتنا" "فكما رأيت في المعركتين السابقتين قد خسرنا 10 آلاف شخص، و ذلك كان العدد الأقصى الذي أمكننا خسارته. و ألم نتبع خطتي و كنا قادرين على اختراق الحائط بأقل الخسائر التي وصلت إلى 200 ساحر من المستوى الرابع فقط؟" عقد يين يينغ حاجبيه ليكمل باسل "أولئك الـ200 ساحر الذين ماتوا كانوا كلهم في أواخر العشرينات حتى منتصف الثلاثينيات، أي إنهم لا يزالون صغار كثيرا بالنسبة للمستوى الرابع الذي وصلوا إليه، و كذلك كانت الـ10 آلاف التي خسرناها" "لا يجب أن نضحي بمثل هؤلاء الأشخاص، فهم ذوي مواهب جيدة، و بعد سنين قليلة من الآن فقط سيصبحون قوة مرعبة لن تقف في وجهها أي قوة أخرى، لكن إن لم نتبع خطتي الآن سنفقد الكثير منهم، و أعدك أننا لن نخرج بعدد بسيط من الخسائر، إن كنت تفكر في الفوز فقط فأنا لا، أنا أفكر للمستقبل، كل واحد من هؤلاء الجنود سيكون تعزيزا لقواتنا" لم يجد يين يينغ ما يقوله فجلس في مكانه من دون التحرك، و كذلك فعل مارون زونغ و كورو هيسي و كين نبيل، أما قادة التكشيل، فلم يكن لديهم أي اعتراض على أو شك في كلام سيدهم لا وقف باسل و تكلم "حسنا، فلنتحرك الآن" نظر باسل للبعيد، لا يزال جيش العدو لم يتحرك بعد، حسنا، سيكون من التهور فعلهم لذلك فقط، إنهم يتخذون تشكيلة دفاعية لا تخلوا من نقاط الضعف، فلما عليهم أن يغامروا و يخاطروا بتشكيلتهم تلك؟ وقف باسل و وراءه أولئك التسعة، و مع خطوة باسل الأولى كذلك فعل التسعة الذين وراءه، ثم تبعهم الجيش الذي وراءهم، و بمجرد ما أن قاموا بالخطوة الأولى حتى أسرعوا في الثانية كما فعل الذين يأخذون القيادة [I]تزلزل[/I] [I]تزلزل[/I] في جهة العدو [I]العدو تحرك[/I] [I]العدو تحرك استعدوا للالتحام[/I] انطلقت مقدمة جيش الانقلاب، فاستعد جيش الدفاع الأخير اقتربت مقدمة جيش الانقلاب شيئا فشيء، لكن هناك شيء غريب يحدث، هذه المقدمة تبطئ سرعتها مع تقدمها على عكس العشرة الذين يتقدمون بالأمام قامت مقدمة الجيش بالانقسام لمجموعتين، مجموعة تشمل فقط سحرة المستوى الخامس الذي عددهم 5000، و هؤلاء كانوا يلحقون بالعشرة بترك مسافة تصل إلى أكثر من 100 متر بينهم، أما سحرة المستوى الرابع الذين يصل عددهم لحوالي 35 ألف، فقد أخذوا مسافة تبعد عن العشرة بألف متر و بينما العشرة يتقدمون تكلم يينغ يينغ "هل حقا ينوي القيام بذلك؟ ألن يجني على نفسه و يجرنا معه فقط؟" رد عليه هيسي "ما بك؟ إنك تثرثر كجدتي، أنا يروق لي أسلوبه، إنه بسيط و سهل الاستيعاب" "همف" تهجن يين يينغ و قال "قد يكون مثل هذا الأمر شيء جميل لك، لأن حتى غبي مثلك يستطيع فهمه، لكن الشخص الذكي لن يقوم بمثل هذه الخطة التي لا يمكننا حتى ضمان نجاحها" غضب هيسي منه و أراد الصراخ في وجهه، لكن مارون زونغ تدخل و قال "إنه القائد الذي حصل على موافقة كل الكبار، و قد رأينا خططه عبر كل طريقنا إلى هنا، حتى أننا رأيناه يفتح ذلك الختم الذي لم أفهم حتى كيف فعلها، و الآن، لا يمكنني سوى تخيل أن هناك شيء ما في جعبته، لما نسكت و نرى ما سيحدث؟" "و لكن.." حاول يين يينغ التكلم لكن هذه المرة تدخل كين نبيل و قال "كفانا من 'و لكن'، كثرة الـ'لكن' ستجعلك غير شعبي فقط بين النساء" "ها؟ ما دخل شعبيتي بين النساء هنا؟" انفعل يين يينغ تكلم هيسي بعد أن ضحك "كاكاكا، يبدو أنه ضرب على الوتر الحساس" استمر هؤلاء الأربعة في التكلم فيما بينهم، علاقتهم تتوطد مع مرور الوقت، أما قادة التشكيل الخمسة، فكان همهم الوحيد هو اكتشاف نية سيدهم، و كل ما يشغل عقلهم كان "ماذا سيفعل سيدنا بعد أن يقوم بما ينوى فعله؟" كانت التسعة آلاف كلها متمركزة أمام القاعة الرئيسية استعد العدو جيدا، قام الرماة بسحب أوتار أقواسهم و شحذوا طاقاتهم السحرية، ثم أطلقوا [I]ووووش[/I] انطلقت الأسهم السحرية في اتجاه عدوهم، قطعت آلاف الأمتار و وصلت لمقدمة جيش العدو عندها تكلم باسل "حسنا، فلنتوقف هنا" توقف و كذلك فعل التسعة ثم تبعهم مجموعة سحرة المستوى الخامس و مجموعة سحرة المستوى الرابع صد التسعة و باسل الأسهم بأسلحتهم تقدم باسل للأمام بينما يقول "يبدو أن هذا هو أقصى مدى يمكن لأسهمهم بلوغه" ابتسم و أكمل "حسنا، و الآن لما نجعل العدو يفقد أعصابه" أخرج باسل مكبر الصوت ثم وضعه أمام فمه و تكلم [أيها الإمبراطور غرين لايت، أنا القائد الأعلى للجيش الذي تغلب على قواتك وصولا إلى هنا، أنا من قام بإبادة أبناءك و بناتك، لو أنك رأيت كيف قتلتهم فقط، التحفة الحقيقية كانت ابنتك الثانية، لو أنك شاهدت فقط كيف انفجر جسمها و لم يتبقى منه شيئا، حتى أن ابنتك الصغرى الآن تحت قبضتي، و هي حية فقط لأن هناك فائدة لا زالت ترجى منها، و بعد الانتهاء منها سأنهي معاناتها، أنا من محى أبناء أخيك من الوجود، لقد تذللوا إلي أثناء قتلهم للإفصاح عن حياتهم، لم يكن موتهم شريفا كما ادعوا في حياتهم، و الآن أنا هنا لأن دورك قد حان، و بالطبع بعد الانتهاء منك سأحرص على تصفية أختك الكبرى و نجلها، و بهذا سأكون قد تخلصت من ددمم غرين بصفة نهائية" [ما رأيك؟ أليست إنجازاتي مذهلة؟ ألا أستحق لقبا لائقا؟] قالها باسل بكل سخرية لقد قال كل هذا الكلام من دون ظهور أي ردة فعل في صفوف العدو، ثم بعد لحظات بدأت تلك الأخيرة بفتح طريق لشخص ما، هذا الشخص كان الإمبراطور الذي تقدم ببطء بينما هالته تضغط حتى على سحرة المستوى الخامس من حوله في مثل هذا الحضور لم يكن هناك أي شيء بإمكانهم فعله سوى الانحناء له تقديرا له، ظهر أخيرا الإمبراطور، فاستخدم باسل سحر التعزيز على عينيه ليرى صورته بوضوح "إذن هذا هو الإمبراطور، أليس عجوز قد مر عليه الزمان فقط؟" تكلم باسل ساخرا منه لم يعد التسعة الذين وراءه يندهشون أكثر بعدما كل ما مروا به من صدمات قوية تكلم الإمبراطور هو الآخر عبر مكبر الصوت [أيها الصعلوك، ما الذي تحاول فعله؟ مهما كانت نيتك، فبمجرد ما ان نطقت اسمي موجها كلامك إلي، سواء كان كلامك حقيقة أو كذبا، فلقد جنيت على نفسك أيها الغر، كبار العالم يخافون مواجهتي و أنا هنا أمام صعلوك يحاول مواجهتي كما لو أنه في نفس مرتبتي، كنت أتوقع ظهور ذلك اللعين كريمزون، لكن يبدو أنه مجرد جبان لا يسعه سوى ترك *** مثلك ينوب عنه، لكن كما قلت، لا يهم من أنت أو ما عمرك أو أي شيء، لا شيء يهم، فقط ادعاؤك قتلك لدمي، كاف لجعلي أمحوك من الوجود، سو...] قاطع باسل كلامه فجأة [أيها العجوز الخرف، لقد تكلمت كثيرا، هل ستهاجمني أم لا؟] ظهرت العروق على و اسود وجه الإمبراطور، لقد قاطعه و أهانه و ادعى قتل دمه، طوال هذه الحرب كان يغلي من الأعصاب، و كل لحظة تمر كانت تزيد من غضبه فقط، و الآن قد وصل لحدوده بالفعل تكلم باسل مرة أخرى [أنا أيضا لا يهمني إن صدقت كلامي أم لا، فهذا لا يغير حقيقة أني محوت عائلتك من الوجود بيدي، لذا سأقول لك كلاما قد يوضح لك الصورة أكثر و يجعلك تعرف أنني لا أمزح هنا. أنا من العشيرة القرمزية التي جعلتكم قبل 50 سنة ترتعدون، و يبدو أن القدر قد جمعنا مرة أخرى، فقط، الشخص الذي يباد هذه المرة هو أنتم] العشيرة القرمزية؟ بسماع الإمبراطور لهذا الاسم رجعت له العديد من الذكريات، و في الحال قام برفع يده و أشار بها [القوات الجانبية، هجوم، اجلبوا لي الصعلوك حيا] و بسماعه ابتسم باسل ابتسامة عريضة، فابتلع التسعة الين وراءه ريقهم، لقد جعل حقا الإمبراطور يلعب في راحة يده، و الآن قد أمر بذلك الأمر الذي انتظره باسل تكلم باسل "ظننت أنه سيهجم أيضا معهم، لكن هكذا أفضل، فبهذا سيتيح لي الفرصة لأبيد أكبر عدد منهم، و يبدو أنني سأتركه للشخص الذي يجب أن يقتله و يحق له حقا فعل ذلك" و في هذه الأثناء بدأت الـ210 ألف تدخل عبر الحائط، مع القادة الكبار كلهم في الأمام، بينما أنمار ترافقهم التف باسل للتسعة و تكلم "استعدوا جيدا و تراجعوا كلكم بمائة متر عن المكان الذي تقفون عليه، سأعطيكم فرصة ليس لها مثيل لإبادة أكبر عدد من العدو بكل سهولة و من دون فقدان أي عضو من جنودنا، عندها سيكون بإمكاننا هزيمة الباقي منهم بأقل الخسائر الممكنة" تراجع التسعة للخلف لينضموا إلى الـ5 آلاف التي كانت تبعد بمائة متر عنهم، ثم استلوا أسلحتهم و استعدوا جيدا كما قال لهم باسل أن يفعلوا، و الآن كل ما ينتظرونه هو ما سيفعله باسل، كيف له أن يواجه كل هذه الأعداد من سحرة المستوى الخامس لوحده؟ و كيف له أن يعطيهم هذه الفرصة التي تحدث عنها حتى، بينما هو في هذا الموقف الذي يبدو يائسا مهما نظرت للأمر حدق يين يينغ في باسل الذي بدأ يشحذ طاقته السحرية كثيرا، ارتفعت طاقته شيئا فشيء، لاحظ التسعة و الـ5 آلاف طاقته هذه، و لم يكن بوسعهم سوى التحسر في مكانهم و فتح أعينهم و أفواههم صانعين وجها غير مصدق للهالة التي تحيط بباسل تلك الهالة كانت غير معقولة أبدا، خصوصا و أنها تأتي من فتى لا زال لم يبلغ الخامسة عشر حتى. وصل ضغط هالته لجهتهم و عندها أحسوا بتلك القوة التي جعلتهم يفهموا لما كان باسل واثقا جدا، تلك القوة التي لا يشعرون بها دائما تكلم يين يينغ بينما لا يصدق الكلام الذي يخرج من فمه "المستوى السا...بع" [I]بوووووم[/I] انفجرت الطاقة حول جسم باسل، حتى أن الأرض تحته قد سحقت من ثقل هالته، تعرق القليل من الأشخاص البعيدين عنه بالخلف، لا زالوا حتى الآن لم يصدقوا هذه الطاقة التي ارتفعت حتى وصلت للقسم المتوسط بالمستوى السابع، و لا زالت تزداد في كل لحظة تكلم باسل بينما لا يزال يشحذ طاقته باستمرار "لا تنسوا القيام بمهمتكم على أكمل وجه، يجب عليكم التنظيف من بعدي جيدا" حدق باسل في العدو جيدا ثم وضع قدمه على الأرض في استعداد للاندفاع، و عندما كان سينطلق تذكر أمرا "آه، قد تتفاجؤون أكثر من القادم، لذا فلتستعدوا جيدا لهذا الأمر، فأنا لا أريد من اندهاشكم أن يكون مثل الخاص بالعدو و تضيعون الفرصة الذهبية" استغرب التسعة، بماذا سيفاجئهم؟ هل هناك أي شيء سيفاجئهم أكثر من بلوغه المستوى السابع؟ لم يعرفوا أي تعبير يجب أن يصنعوا بعد كلامه [I]بوووووووم[/I] انطلق باسل فخلف وراءه حفرة عميقة بسبب ضغط رجله، ازدادت طاقته باستمرار حتى وصلت للقسم النهائي من المستوى السابع، و هذا كان الصدمة الكبيرة لأي أحد تواجد هنا، كبار العالم الأقوياء قد أفنوا حياتهم في التدرب ثم بعد عقود من العذاب أخيرا و أخيرا وصلوا لهذا المستوى لكن الآن فتى في مثل هذا العمر أخرج قوة تضاهيهم، كيف لهذا الشيء الغير معقول أن يحدث؟ ما الذي يحدث في هذا العالم بالضبط؟ [I]دوو[/I] [I]دوو[/I] [I]دوو[/I] كل خطوة من باسل كانت ثقيلة جدا و تخلف آثارا عميقة في المكان الذي وقعت عليه، و انطلق بسرعة غير ملحوظة من قبل أي شخص سوى شخص واحد، الشخص الذي كان في نفس المستوى الذي بلغه باسل قبل قليل الإمبراطور لوحده من رأى ذلك الفتى ينطلق كما لو أنه شعاع من البرق، انصدم كثيرا من قوته، عض على شفتيه و لعن العشيرة القرمزية، لقد ظن أنه قد أنهى آخر ددمم منهم قبل 35 سنة، لكنه كان مخطئا، لقد عرف أن نجل تلك العشيرة سيكون خطرا كبيرا عليه، لذا قرر إبادته قبل أن يلد و تكبر عائلته من جديد و يظهر الكثير من أولئك اللعناء القرمزيين الذين سببوا له المعاناة كثيرا في 'انقلاب الليلة الواحدة'، حتى أن زعيم تلك العشيرة قد قتل والده لم يظن و لو في أحلامه أن واحدا منهم سيعود مرة أخرى، على الأقل ليس كفتى، ليس كفتى وصل للقسم الأخير من المستوى السابع شاهد الإمبراطور باسل يقترب من القوات الجانبية التي اجتمعت كلها و صارت قوة واحدة، عددهم كمجموعتين كان 3 آلاف في الواحدة، و الآن قد أصبح عددهم مجتمعا 6 آلاف ساحر من المستوى الخامس حتى ساحر من المستوى السابع سيواجه مشكلة عويصة مع كل هذا العدد مرة واحدة، لكن ذلك الفتى قادم نحوهم بكل ثقة عندها ارتعد الإمبراطور و صعدت معه قشعريرة رسمت على وجهه كنظرة رعب من الفكرة التي أتت لرأسه فجأة، فعرف أنه قد خدع من ذلك الفتى قبل قليل، لقد قام باستفزازه عمدا فقط ليجعله يرسل قواته لتلقى حتفها صرخ الإمبراطور بشدة "أيتها القوات، تراجعي بسرعة" حدث تردد في الـ6 آلاف، فابتسم باسل و نطق "اكتشفت هذا متأخرا" جعل الإمبراطور جنوده لا يعرفون ما يفعلون، أمرهم سابقا بالهجوم و الآن بالتراجع قبل أن يتموا هجومهم، و هذا بالطبع سوف يخلق توقفا عن الحركة مؤقتا، فهم قد سمعوا أمرا معاكسا للذي سمعوه قبل ثوان عديدة فقط، لذا سيكون عليهم التأكد من الأمر الي سمعوه قبل أن ينفذوه [I]وووووووووش بوووووووم[/I] التقى باسل بالـ6 آلاف و مر من بينهم بينما يسحق كل ما في طريقه، استغل باسل توقف الـ6 آلاف و قتل العديد منهم قبل أن يقوموا بأي حركة. لعن الإمبراطور كثيرا و مرارا و تكرارا، لقد وقع في شباك غر قد بدأ الحياة للتو، هو الإمبراطور الذي يخشاه كبار هذا العالم قد خدع من فتى كهذا؟ أمر الإمبراطور مرة أخرى "فلتسحقوا الغر، اقطعوا جلده و لحمه ثم اسحقوا عظامه و اجلبوه لي نصف ميت" أمر الإمبراطور مرة أخرى أمرا معاكسا للذي سبقه، لقد جعل الجنود مشوشين تماما، لم يخرج باسل سيفيه الأثريين، و قام فقط بسحق الجنود باللكم و الركل هؤلاء الجنود كانوا سحرة من المستوى الخامس مدرعين، لكن باسل قام باختراق دروعهم ثم أجسادهم ساحقا إياهم منهيا بذلك حياتهم كل لكمة منه جعلت العديد منهم يرمون بعيدا عنه كقطع، سحق أجسادهم واحدا تلو الآخر إلى أشلاء، حتى سحرة من المستوى الخامس لم هناك ما بيدهم ليفعلوه مر باسل من بينهم بينما يستمر على هذه الحال، وقف التسعة و مقدمة جيش الانقلاب بعيدا بينما يشاهدون المجزرة التي تحدث أمامهم، قائدهم كان كوحش يسحق كل ما يلمسه، لم يكن هناك أي شيء قادر على إيقافه و في ثوان عديدة كان باسل قد وصل لوسط الـ6 آلاف التي تقلص عددها، ففي طريقه لمركز هذه القوات، كان باسل قد أنهى المئات منهم، فقط قوة لكمه تولد ضغطا كافيا ليجعل الدرع السحري من المستوى يتصدع، كان يلكم عدة جنود في آن واحد مخترقا أجسادهم لم يكن هناك أي شخص قادر على التسبب في أي أذى له، كل الهجمات من كل الأنواع استهدفته، لكنها كلها تكون بلا فائدة، فإما يصدها باسل أو يراوغها و لأول مرة جرب هؤلاء الجنود قوة ساحر من المستوى السابع في قمته، لكن الأمر لم ينتهي بعد، فعندما بلغ باسل مركز قواتهم، تنفس بعمق و صرخ "أيتها القوات، كونوا على استعداد تام، لقد اقترب دوركم" صرخ باسل بهذا الأمر من دون استخدام أي مكبر صوت، فجعل حتى الأعداء يرتجفون، فلما لا يفعلون؟ بعدما شاهدوه يقتل حلفاءهم بكل سهولة حتى أنه قد محى المئات منهم في ثوان عديدة فقط سمع التسعة صوت باسل، فبدؤوا هم و مقدمة جيش الانقلاب يشحذون طاقاتهم بينما عدة أفكار تراود أذهانهم، لقد شاهدوا قوة قائدهم المرعبة، و لا واحد منهم ظن أنها كبيرة لهذا الحد، حتى قادة التشكيل لم يكن في بالهم أبدا أن قوة سيدهم قد بلغت هذا المستوى صدم الكل، أي شخص موجود في ساحة المعركة ارتعد من قوة هذا الفتى، حليف كان أو عدو، لا يهم، الذي يهم هو أنهم كلهم قد شهدوا شيئا تاريخيا، و عندها التسعة كلهم عرفوا، أنه بما أن فتى في هذا العمر قد وصل لقمة المستوى السابع بالفعل، فلابد من أن قوته ستزداد حتما، إذن لا شك في هذا، هناك شيء ما يقبع وراء المستوى السابع لذا لم يكن هناك أي شخص آخر غير أولئك التسعة من عرفوا حقا أنهم قد حضروا على و شهدوا تحولا تاريخيا شحذ باسل طاقته، لكن الغريب في الأمر هو أن طاقته كانت بالفعل في قمته شحذها، إذا ما هذه الطاقة التي يقوم بجعلها ترتفع؟ إنها مختلفة عن الطاقة التي استخدمها قبل قليل، نعم، الطاقة التي استخدمها قبل قليل كانت خاصة بعنصر التعزيز، لكن الآن هناك طاقة مختلفة تتشكل في هالته، نعم، كما لو أنها عنصر آخر هذا ما دار في أذهان المحيطين به، و بعد قليل نطق شخص منهم كانت النار تحيط بسيفه، تلك الكلمات التي خرجت من فمه خرجت متقاطعة من شدة الشيء الغير معقول الذي تحمله من معنى "إنه يشحذ عنصر النار" عندها ظهرت ابتسامة عريضة على وجه باسل و في هذه الأثناء، الـ210 ألف التي كانت قد دخلت للساحة الخارجية قد اقتربت من مقدمة الجيش التي سبقتها بالفعل كان القادة الكبار كلهم متراصين بالأمام راكبين على الخيل، و كذلك كانت أنمار و التاجر ناصر الذي كان خلفهم اقترب الكبير أكاغي من أنمار و تحدث لها "أنمار الصغيرة، هل أنت قلقة على حليفنا باسل؟" قال الكبير أكاغي هذا الكلام بعد أن لاحظ عبوس وجه أنمار، و بدى عليها التفكير في شيء ما أجابت أنمار "لا، لما سأفعل هذا؟" "هذا" استغرب الكبير أكاغي من جوابها و سؤالها، قال "ألا يجب أن تكوني قلقة عليه بما أنه ذهب للقتال في الصفوف الأمامية؟" أجابت أنمار مرة أخرى "سوف أقلق إن كان هناك شيء يستحق القلق من أجله" سأل الكبير أكاغي "و لما تعتقدين أن هذا الأمر لا يستحق القلق من أجله؟" تحركت شفتي أنمار و ظهرت ابتسامة خفيفة "لأن رجُلي هو الأقوى، و إن لم يكن الأقوى سيصبح الأقوى" "همم؟" اندهش الكبير أكاغي كثيرا من كلامها، حدق بها مطولا ثم ضحك بشدة "هاهاهاهاهاهاها" نظرت أنمار لهذا الأمر و لم تعطه الكثير من الأهمية، لكنها أكملت كلامها "لكن على الأقل هذا شيء مؤكد، باسل هو الأقوى هنا" حدق مرة أخرى الكبير بها، سابقا لم يضحك على كلامها لأنه حاول السخرية منها، لكنه فعل ذلك فقط لأنه لم يكن هناك أي شيء ليقلق عليه، لقد أراد التخفيف عن حفيدته فقط، لكنه وجد نفسه هو القلق هنا أنمار فهمت هذا الأمر، لذا لم تسأل عن سبب ضحكه أو انزعجت من ردة فعله تكلم الكبير أكاغي هذه المرة بعدما صنع وجها جديا "أريد سؤالك عن شيء ما" أماءت أنمار رأسها ليكمل كلامه "العشيرة القرمزية تتميز بسحر النار، لم يظهر أي شخص منها أبدا بعنصر سحر آخر غير النار، فكيف لحليفنا باسل أن يملك عنصر التعزيز و ليس النار" حدقت أنمار فيه بعمق "هذا..." توقفت عند هذه الكلمة ليفتح الكبير أكاغي أذنيه جيدا ثم أكملت "هذا ستعرفه في القريب العاجل يا جدي" نسي الكبير أكاغي سؤاله، و هذا بسبب تلك الكلمة التي نطقتها أنمار، لقد مرت أسابيع منذ معرفتهم لعلاقتهم ببعض، لكن أنمار لم تناديه باسم القرابة بينهما أبدا حتى الآن، لذا فقد غمرته السعادة كثيرا عندما سمعها تقول 'جدي' [I]اهتزاز[/I] [I]اهتزاز[/I] [I]اهتزاز[/I] اهتزت الأرض تحتهم بشدة، كما لو أن هناك زلزال قد حدث، جعلهم هذا الأمر يتساءلون عما حدث، لذا أمر الكبير أكاغي "كل القوات، فلتنطلق بالسرعة القصوى" بالعودة لساحة القتال قبل ثوان عنصر النار؟ كيف لهذا أن يكون ممكنا، يجب أن يكون هناك خطأ ما فقط، فهذا شيء غير منطقي، لكن دعم رأي الجندي الذي نطق أشخاص مستخدمون لسحر النار أيضا لم يفهم الجنود ما الذي يحدث بالضبط شحذ باسل طاقته باستمرار، حتى شعر الجميع بعنصر النار الذي بدأ ينسل من جسده ليتشكل بهالته لم تتوقف طاقته من الارتفاع، وقف الجنود هناك بلا أي قدرة على الحركة بسبب صدمتهم من قوة باسل سابقا و عنصر النار الذي بدأ يظهر الآن ارتفعت قوة باسل كثيرا و عندما استعد أخرج كلمات كانت آخر ما سمعها أولئك الجنود "كلي و التهمي، الانفجار الملتهم" [I]بووووووووووووووووووووووم[/I] انفجار ناري غير معقول أتى من باسل و شمل كل الجنود في دائرة قطرها مائتي متر. كل الجنود الذين كانوا يحيطون به اختفوا من الوجود كما لو أنهم لم يوجدوا أصلا هذا الانفجار الذي أطلقه باسل كان أقوى بعدة مرات من الذي استخدمه ضد الساحر وايد، عندها لم يستخدم الكثير من قوته لأنه لم يحتج لذلك، لكن الآن الوضع مختلف تماما، و إن أراد ليس فقط ان يفاجئ العدو، بل يجعله متجمدا عن الحركة من الصدمة، فعليه القيام بشيء كبير مناسب لذلك، عليه إطلاق هجوم ضخم غير متوقع يجعل العدو مترددا كثيرا و في لحظة، انمحى أكثر من ألف جندي كان محيطا به، هذا غير معقول أبدا حتى بالنسبة لساحر من المستوى السابع، مثل هذا الوحش موجود في الوجود؟ ليس فقط الأعداء من تجمدوا في مكانهم، بل حتى الحلفاء، هؤلاء الآخرين لم يصدقوا أعينهم أبدا، لم يعرفوا ما الذي حدث كيفما حاولوا تفسير هذا الأمر، قبل قليل قائدهم استخدم انفجار ناري لا يصدق، ألم يكن لديه سحر التعزيز؟ فكيف له أن يملك سحر النار؟ تجمدت الساحة بأكملها، الإمبراطور كاد أن يتقيأ الدماء، فبعد كل شيء، قد تذكر بسبب ما حدث قبل قليل أمام عينيه حقيقة أن العشيرة القرمزية تمتاز بسحر النار، لكن غضبه أنساه هذا الأمر، لكن مع ذلك، هو لا يعلم الكثير عنهم، لقد لاحظ فقط أنهم كلهم يستخدمون سحر النار أثناء انقلاب الليلة الواحدة، لذا عندما رأى ذلك الغر بسحر التعزيز، قال ربما أنه ليس بالضرورة أن يكونوا كلهم مستخدمي سحر النار و في هذا الجمود، لاحظ تورتش أن الفرصة التي تحدث عنها سيده هي هذا الجمود الحالي من دون أي شك، إنها الفرصة الذهبية التي تحدث عنها، لا يمكن لهم أن يضيعوها هباء، صرخ تورتش بصوت عال "قوات الـ5 آلاف، اتبعينا و أبيدوا الأعداء الناجين من هجوم قائدنا الأعلى" انطلق تورتش بسرعة كبيرة ثم تبعه الثمانية، لم يصدق أي أحد منهم ما حدث للتو، لكن كما قال تورتش، إنها الفرصة الذهبية التي لا يجب تضييعها، لذا لا يهم تصديقهم لما حدث أو لا، ما يهم هو التعامل و التكيف مع الوضع الحالي بشكل جيد العدو الآن لا زال مصدوما مما حدث، إنهم يحاولون فهم ما حدث قبل قليل، فقط حقيقة أن ذلك الفتى هناك كان ساحرا في القسم النهائي من المستوى السابع كانت كافية لتجعلهم يرتعدون، لكن بعد ذلك الانفجار الذي التهم كل شيء في دائرة قطرها 200 متر من دون أن يخلف وراءه أي شيء، فلا خيار أمامهم سوى فشل سيقانهم، و لا يسعهم سوى رفع حذرهم لأقصى الدرجات من ذلك الوحش القرمزي الذي أباد ألفا منهم في لحظة واحدة هذا الأمر كان مقصد باسل من هذا الهجوم، عندما ترى تهديدا أكبر، فلا شك أنك ستنسى أو تهمل الأصغر لذا في هذه اللحظات القليلة، لم يكن و لا واحد منهم يركز على أي شيء غير الفتى الذي بدأت صورته تنجلي شيئا فشيء من الغبار، لم يكن بإمكانهم إزاحة نظرهم عنه و لو للحظات، فلحظة واحدة ستكون كافية له ليمحوهم كما فعل بالذين سبقوهم ظهر باسل من الغبار، ابتسم ثم قال "شيء واحد لا أحبه في هذه الهجمة، إنه يملأ المكان غبارا" ثم نفض الغبار من على جسمه و ترك الأعداء يحدقون به بكل صدمة تكلم باسل مرة أخرى بعدما نظر في الأرجاء "أمم، لكن بهذه النتيجة فأنا راض نوعا ما، لا بأس إن اتسخت قليلا" إنه يتكلم بكل برودة، مما زاد الطينة بلة فقط بالنسبة لشعور أعداءه، تكلم باسل في هذه اللحظة مرة أخرى "حسنا، يبدو أنني جلبت الأنظار بشكل جيد، و يبدو أنني سأكرر هذه العبارة للمرة الثانية في هذا اليوم" حملق بهم باسل و أطلق نية قتل مرعبة جعلت أجساد كل الحاضرين تقشعر كما لو أن هناك آلاف الإبر توخز ظهورهم "الخوف من العدو الأقوى منك في المعركة شيء طبيعي، لكن التوقف في المعركة عن الحركة سيؤدي بك للتهلكة" و بمجرد ما أن انتهى من الكلمة الأخيرة حتى صرخ واحد من الأعداء، و في الحال تبع الصرخة الأولى الثانية، و استمرت الصرخات بالازدياد حتى وصل صوت الصراخ لمسامع الجنود المحيطين بباسل عندها التفوا كلهم ليروا ما الذي يحدث، فوجدوا أن الـ5 آلاف التي كانت بعيدة عنهم قد بدأت تجزر في الـ4600 المتبقين منهم و بمجرد ما أن التفوا و عرفوا السبب، حتى طارت رؤوسهم من مكانها قبل أن يدورونها لجهة باسل أخرج باسل سيفيه الأثريين و شرع في قتل الأعداء المحيطين به، لم يعرف الأعداء ما الذي قد حدث، حتى أن تشكيلتهم قد تفرقت و قواتهم انقسمت للعديد من المجموعات، و هذا أمر ليس بجيد على الإطلاق فألفين من الـ5 آلاف من مقدمة جيش الانقلاب، اتباعا لأوامر شي يو، قاموا باستهداف المجموعات الصغيرة واحدة تلو الأخرى هذه الـ5 آلاف انقسمت لثلاث مجموعات، ألفان تبعت شي يو، و 1500 تبعت قادة التشكيل الأربع، و 1500 تبعت الأربعة الآخرين مع كين نبيل يأخذ القيادة و يقطع كل ما في طريقه قامت مجموعة شي يو بمهاجمة الأعداء بناء على اختيار شي يو المناسب، و بإتباع أوامرها أنهوا أمر كل المجموعات الصغيرة التي انفصلت عن قوتها الرئيسية كانت مجموعتها تحوم في وسط الساحة كلها باحثة عن نقط الضعف و ضربها، أما مجموعة تورتش، فقد هاجمت مباشرة متجهة نحو باسل، و بالطبع الأعداء كانوا في حالة صدمة و لم يستجيبوا بسرعة، حتى أنهم عندما عرفوا أنهم تحت الهجوم كانوا قد فقدوا المئات بالفعل أما مجموعة كين نبيل، فقد أخذت طريقا طويلا دائريا حول جيش العدو ثم هاجمت من الجهة المقابلة للتي هاجمت منها مجموعة تورتش، كانوا قادرين على المرور من كل هذه المسافة من دون التعرض لأي ازعاج، و هذا بفضل صدمة العدو مما حدث بسبب ما فعله باسل، هذا أولا، أما ثانيا، فكان السبب هو مجموعة تورتش التي أبادت أكبر عدد حتى الآن فعندما أدرك العدو أنه يهاجم، ركز على الجهة التي تلقت أكبر ضرر و التي كانت الجهة التي هاجمتها مجموعة تورتش، لذا لم يكن باستطاعتهم ملاحظة تلك الـ1500 التي انسلت خلفهم ثم انقضت عليهم بادئة عملها في إبادتهم هي الأخرى باسل بالمركز، و مجموعتي تورتش و كين نبيل تتوجهان نحوه، بينما تقوم مجموعة شي يو بتنظيف الشوائب و في دقائق قليلة كانت الـ4600 التي بقيت بعد هجوم باسل قد أبيدت بكرة عن أبيها بالفعل، بينما كانت الخسارة التي تلقتها الـ5 آلاف هي 0 خسارة، كل ما تلقوه كانت جنودا مجروحين، قد يكون البعض منهم على شفا الموت، لكن بواسطة شي يو و فرقتها الخاصة للعلاجات كانوا قادرين على إنقاذهم من الموت و بالطبع السبب الأكبر في أنهم لم يفقدوا أي شخص هو الأمر الذي أتى من باسل قبل القدوم إلى هنا، الخطة كانت جلب باسل اهتمام العدو إليه كليا، و استغلال الـ5 آلاف لهذه الفرصة جيدا، و لاستغلال هذه الفرصة جيدا، لم يكن هناك أي خيار آخر غير استخدام طاقتهم السحرية بجنون، أمر باسل بهذا لأنه يعلم، أنه عندما ينتهزون تلك الفرصة، سيكونون قد أنهوا مهمتهم، و عندها سيحين دور القادة الكبار و جيشهم في القضاء على المتبقين من الأعداء و بعد انتهاء هذه المعركة، أو يجب القول المجزرة بما أنها كانت من جانب واحد، فلا زال ذلك الحدث من قبل الذي كان سببه باسل يشغل بال كل شخص موجود و خصوصا أولئك التسعة، تقدم تورتش و أراد التكلم، لكن باسل قاطعه و قال "أنا أعرف سؤالك، سؤالكم جميعا، لكن الآن ليس الوقت المناسب، فيبدو أن ذلك العجوز الخرف قد قرر التحرك أخيرا" نظر تورتش لجهة العدو فوجد الإمبراطور بواجهة الـ3 آلاف التي تبقيت من جيشه يقوم بشحذ طاقته السحرية، مما يعني أنه في استعداد كامل للهجوم حدق باسل فيه باستخدام سحر التعزيز، فابتسم ثم قال بسخرية "إنه يغلي إنه يغلي" بلع تورتش ريقه، و كذلك فعل كل من خلفه، فحتى لو أنهم قد شاهدوا باسل بقوة في القسم النهائي من المستوى السابع، إلى أنهم لا زالوا يشعرون بالخوف من الإمبراطور، فهيبته التي نمت كل هذه العقود لم تنسى من عقولهم نظر باسل لهم ثم صرخ باستخدام سحر التعزيز على صوته [انتباه] خرج هذا الصوت منه كما لو أنه صوت رجل بالغ، سابقا عندما كان يستخدم مكبر الصوت، هذا الأخير كان فقط يضخم صوته من دون التعديل عليه، و باستخدام سحر التعزيز بإمكانه فعل هذا أيضا، لكنه ركز أيضا على جعل صوته حادا مما أيقظ الجنود من رعبهم [إنه ليس إلا عجوز قد عفى عليه الزمن، كلكم رأيتم قوتي، يجب أن يكون لكم علم كاف الآن أن العصر يتغير، قد يكون في القسم النهائي من المستوى السابع، لكن ماذا في هذا؟ فأنتم لديكم أنا و القادة الكبار، هذه المعركة قد حسمت، و للتأكد من هذا التفوا للخلف و اجعلوا من هذا الأمر يرفع معنوياتكم، بهذه القوة ليس هناك أي شخص بإمكانه إيقافنا] بناء على أمر باسل، التف الجميع من مقدمة جيش الانقلاب ليروا ما المقصود بكلامه، و عندها رأوا القادة الكبار آتين في مقدمة الجيش الذي بلغ عدده 210 ألف تكلم باسل [الـ5 آلاف المرهقة، فلتعودوا للمؤخرة و ارتاحوا، لقد انتهت مهمتكم الآن، أما الـ35 آلاف فسوف تتقدم الجيش الآتي خلفها، لم يتبقى للعدو سوى 3 آلاف من المستوى الخامس مع قائدهم الخرف، فوزنا محقق، لذا كل ما يجب عليكم فعله هو أن تكونوا على قيد الحياة عندما نفوز] تحمس الجنود و ارتفعت معنوياتهم كثيرا، نسوا أمر الإمبراطور بالفعل، لذا تحمسوا مع كلام باسل الذي صرخ منهيا كلامه [فجرا، سنكون بإمبراطورية الشعلة القرمزية من جديد] "هووااااااااااااااااااااااه" و في هذه الأثناء انتهى الإمبراطور من شحذ قواته بالفعل كما فعل جنوده كلهم، و بأمر منه "هجووووووووووووم" تبعه كل الجنود مستهدفين العدو و بنفس الوقت تراجعت الـ5 آلاف و تقدم الجيش الذي أصبح عدده 245 ألف بانضمام الـ210 ألف لـ35 ألف، و في مقدمتهم يقف القادة الكبار و باسل و أنمار بشموخ و بأمر من باسل مرة أخرى "هجووووووم" انطلقت القوات لتبيد آخر ما تبقى من قوات الأعداء [I]وووووش[/I] [I]وووووش[/I] انطلقت كلتا القوتين باسل الذي في المقدمة تكلم مع أنمار في شيء ما ثم وافقت هي الأخرى بينما الكبير أكاغي يشحذ طاقته السحرية باستمرار، لم يزح نظره عن غرين لايت للحظة واحدة، عدوه اللدود أمام عينيه، كيف له أن يزيح نظره عنه؟ احترقت مشاعره و تذكر تلك الليلة، هو لم ينسى أبدا آلامه لخسارته أبوه و إخوانه و أخواته، أعمامه و أبناءهم، عائلة غرين اتفقت مع العديد مع العائلات، و في تلك الليلة، باغتوا عائلة كريمزون الحاكمة التي لم تكن مستعدة جيدا و عزموا على إبادتها، الشيء الوحيد الذي كان سببا في صمود عائلة كريمزون لليلة كاملة كان وجود العشيرة القرمزية بجانبها، و السبب الذي جعلها تنجو من المحو الكلي كان تدخل الرئيس تشارلي الرئيس تشارلي غمرته المشاعر، في هذه اللحظة تذكر صديقه كريمزون هونغ، لقد أنقذه من حياة كان سيصير بها عبدا فقط لا غير، علمه السحر و زوده بكل ما يحتاجه، أدخله أكاديمية السحر، و هذا كان قبل أكثر من مائة سنة بالفعل، قبل 50 سنة عض على شفتيه و كادت رئتيه تحترق، لكنه مع ذلك، بناء على أمنية صديقه الأخيرة، قام بإخماد غضبه و انتظر الوقت المناسب و ها هو ذا ذلك الوقت قد أتى، لذا النار التي أخمدت طوال هذه المدة ستنفجر كلها مرة واحدة كريمزون أكاغي و كين تشارلي كان لهما حقد كبير تجاه الإمبراطور غرين لايت، و أخيرا قد أتت فرصتهم للانتقام انفجرت الطاقة حول جسد الكبير أكاغي و هالته ضغطت على سحرة المستوى الرابع الذين خلفه، إنها طاقة ساحر بالقسم المتوسط من المستوى السابع، بالطبع فوجئ الجميع من قوته هذه، لكن بالتفكير في الأمر جيدا، لقد كان بالقسم المتوسط من المستوى السادس قبل خمسين سنة بالفعل، فكيف لا يمكن أن يكون قد دخل للمستوى السابع، لكن السبب في تفاجئهم كان ابتعاد الكبير أكاغي عن الأنظار لكل هذه المدة، لذا فقد نُسي مع مرور الوقت كذلك قوة الرئيس تشارلي ارتفعت بجنون و اخترقت المستوى السابع، ارتفعت معنويات الكل في هذه اللحظة، لديهم في جانبهم ساحرين في المستوى السابع، لا، بل ثلاثة عند إضافة باسل إليهم، فهموا أخيرا مقصد باسل، و عرفوا أنهم هم الفائزون بهذه المعركة في الحقيقة، الكل كان يعلم بالفعل أنهم الفائزون بهذه المعركة، لكن بقي قلقهم بخروجهم على قيد الحياة أم لا يشغل بالهم، لكن بعد رؤيتهم لقوة قادتهم، ارتفعت معنوياتهم كثيرا، و عرفوا أن فرصة بقائهم على قيد الحياة قد ارتفعت كثيرا كل القادة الكبار، كريمزون أكاغي، كين تشارلي، كريمزون منصف، مارون براون، كورو هي و موراساكي فايوليت هؤلاء كانوا كل القادة الكبار حاليا هنا، أما عن رئيسي العائلتين اللتين انضمتا لهما، رئيس عائلة كِيِرو 'هوانغ' و رئيس عائلة آوْ 'لان'، هذان الاثنان كلفا بالبقاء بالخلف و حراسة العاصمة، كانا معهما أيضا غير جنودهم جنود عائلة غين الذين أجبرهم الرئيس تشارلي على اتباعه، هذان الاثنان كانا في صف عائلة غرين، لكنهما انضما لعائلة كريمزون شحذ كل القادة الكبار تباعا للكبير اكاغي و الرئيس تشارلي طاقاتهم السحرية و كذلك فعل الجيش خلفهم و في هذه الأثناء رمى باسل كلمات للكبير أكاغي "أنا ذاهب لقلب القاعة الرئيسية، يجب أن أجد الأخت الكبرى" أماء الكبير رأسه من دون أن يزيح نظره عن غرين لايت، لم يتبقى قبل الاصطدام سوى مئات الأمتار، و هالة كلا الطرفين بدأت تضغط على قوات عدوه خرج باسل من المسار ثم تبعه قادة التشكيل، مع أنهم أرهقوا لكن كان لا زال بإمكانهم القتال أكثر، لذا وافق باسل على مرافقتهم له الإمبراطور شاهد ذلك الفتى من العشيرة القرمزية يبتعد آخذا طريقا آخر، عبس و عض على شفتيه، لكنه لا يملك لا الوقت و لا الجنود الكافيين للتعامل معه حاليا فبعد ظهور القادة الكبار مع الـ210 ألف، سخط الإمبراطور على الوضعية، كل ما يمكنه تمنيه هو قدرة هذه الـ3 آلاف التي يجرها معه على قتل ذلك الجيش المكون من 245 ألف و في اللحظات الأخيرة قبل التقاء الطرفين ببعضهما، شعر الإمبراطور بهاجس خطير، أحس بشعور أسود يلتف حول قلبه، هذا الشعور لم يكن غريبا عنه أو غير معروف بالنسبة له، فهو قد جربه في العديد من المناسبات، فقط يبقى أنه لم يشعر به لمدة طويلة خطر الموت [I]بوووووووم[/I] التقى الجيشان و انطلقت الشرارات من التقاء سيوفهم، و في الحال تقابل سيفي العدوين اللدودين [I]زززززززنغ[/I] التقاء سيفيهما أطلق عدة موجات جعلت الجنود يحلقون بعيدا عنهم، لقد صنعوا حلبة قتال خاصة بهما عن طريق تلاقي سيفيهما فقط انطلق القادة الكبار و شرعوا في قتل الأعداء، الجنرال منصف سحق الأعداء بسحر التعزيز، و بعد شحذ طاقته السحرية فاجأ الجميع هو الآخر باختراقه المستوى السابع، لم يعد هناك من يستطيع الوقوف في وجهه الرئيس براون عن طريق رمحه الأسطواني البرقي شوى و اخترق الأعداء، كما التهم ظلام الرئيس كورو العديد من الجنود، أما الرئيس تشارلي، فقطع الرؤوس بالعشرات في كل تلويح من سيفه البرقي، و أخيرا شحذت الرئيسة موراساكي فايوليت طاقتها السحرية ثم بدأ شكلها يتغير، ظهر بعض الريش على يديها و ظهرها ثم تزايد مع الوقت، تحولت رجليها لرجلي طائر مع التهاب أزرق يحيط بهما، هذا اللهب الأزرق جعل كل ما يلمسه يحترق بسرعة كبيرة، ناره كانت كما لو انها شبيهة بميزة سحر الظلام [I]طائر الشهاب الساقط[/I] تمتم جندي وراء الرئيسة موراساكي بهذا الاسم بعد أن شاهد تحولها، ثم أكمل جندي آخر "إذا هذا هو سحر التحول الخاص بالرئيسة موراساكي" طائر الشهاب الساقط يعتبر وحشا سحريا من المستوى السادس، لذا عندما تحولت إليه الرئيسة موراساكي، تفاجأ الجميع من هذا، هذا الطائر لا يتواجد إلا في قارة الأصل و النهاية، لكن ليس هذا هو المفاجئ فقط، فبعد كل شيء هذا الطائر يعيش في آخر مكان يقدر السحرة على بلوغه من قارة الأصل و النهاية، لقد كان من أقوى الوحوش الموجودة بالمستوى السادس انطلقت نحو السماء ثم نزلت مرة أخرى منطلقة كشهاب ساقط و اخترقت العشرات من الجنود بمخالبها النارية أما أنمار فكانت تقوم بجعل العديد من الجنود الأعداء يمرون بأسوء كوابيسهم، ثم تمر بأجسادهم عن طريق سيفها الأثري تكلم الكبير أكاغي "لقد خسرتَ يا غرين لايت، حقي استرددته كله تقريبا، لم يتبقى سوى رأسك ليطير من مكانه و يكتمل" استهجن غرين لايت ثم صرخ "اصمت أيها اللعين، أي حق تتكلم عنه، ألم يكن مؤسس عائلتكم هو الذي قام بخيانة عائلتنا في المقام الأول، لذا كل ما قمنا به لم يكن سوى استرداد لحقنا" ضاقت عيني الكبير أكاغي "أي خيانة تتكلم عنها؟" "همف، كريمزون باسل قام بالتخلي عن زوجته التي كانت من دمنا، بعد أن كانت عائلة غرين السبب في ارتفاعه للقمة، لم يكلف نفسه حتى القليل من العناء للإبقاء على القليل من شكره لأجدادنا، بكل سهولة ارتبط بمملكتين أخريين و ولد منهما، أما عائلة غرين، فقد تخلى عنها كما لو أنها كانت وسيلة فقط ليرتفع بها، أجدادنا لم يستحملوا مثل هذه الإهانة العظيمة في حقهم، أرادوا أن يردوا حقهم حالا، لكن بسبب أن كريمزون باسل كان قد جعل كل الممالك تتوحد تحت اسم واحد، لم يكن لدى أجدادنا خيار آخر سوى الانتظار حتى يحين الوقت المناسب" عبس الكبير أكاغي و ظهرت العروق على جبهته، عصر يديه و أحكم القبض على سيفه بكل ما يملك من قوة، صرخ في وجه غرين لايت "بسبب هذا الغباء، بسبب هذا الغباء قتلتم أمي، أبي، إخواني، دمي و لحمي" بادله غرين لايت الصراخ "غباء؟ أتقول عن الخيانة غباء أيها اللعين؟" تكلم كريمزون أكاغي "أقول عنه غباء لأنه غباء، لو أن أجدادك الحمقى لم يكونوا أغبياء لما وصلنا لهذه المرحلة، السبب في تخلي مؤسس عائلتنا عن زوجته من دمكم هو لأن ذلك كل ما كان بإمكانه فعله مقابل ألا يقتل و يبيد و يمحو أجدادك من الوجود، فبعد أن كانوا السبب الأكبر و الرئيسي في موت أعز صديق له، كان هدفه هو قتلهم، و لولا توسل زوجته من دمكم على حياة أجدادكم لكنتم غير موجودين الآن، كيف له أن يتشارك دمه مع عائلة قتلت ددمم أخيه؟ كل ما كان بإمكانه فعله هو عدم التقرب منكم و الابتعاد عنكم فقط بسبب طلب تلك الزوجة من دمكم التي أحبها، لكن حتى لو كان أحبها لم يستطع فقط المرور فوق جثة صديقه و رفيقه و الارتباط بالعائلة التي قتلته" "أجدادك الأغبياء كانوا يتعاملون مع المنظمات السوداء، و تعاونوا على وضع فخ للشخص الذي كان يتعقبهم، هذا الشخص كان صديق و رفيق مؤسس عائلتنا" بقي غرين لايت متجمدا في مكانه، هذه القصة يسمعها لأول مرة، لكنه صرخ رافضا كلام الكبير أكاغي "كما لو أنني سأصدق هذه القصة السخيفة" أجاب الكبير أكاغي "تصديقك لها أم لا لن يغير شيئا، لأنك ستموت مهما حدث" أخرج الكبير إكسير التعزيز ثم شربه، فارتفعت قوته لقمة المستوى السابع، لكن طاقته ازدادت أكثر و أكثر، مع أنه في نفس المستوى الآن مثل الإمبراطور، إلى أن طاقته السحرية مرتفعة جدا أكثر من الإمبراطور شحذ الكبير أكاغي طاقته السحرية بسيفه و كذلك فعل غرين لايت، ثم أطلقا معا هجوما عبر تلويح سيفيهما سحرهما كان نفسه، سحر الضوء، التقت هجمتهما و التحمتا معا حتى ألغتا بعضهما البعض، و في الحال تبع هذه الهجمة هجمات متسلسلة من كلا الطرفين ساحران في قمة المستوى السابع يتقاتلان الآن، كل شخص اضطر ليبتعد عنهما، فقط بقايا هجماتهما كافية لقتلهم يطلق الاثنان هجمات بعيدة المدى و يناوران بعضهما البعض ثم يلتقي سيفيهما، لكن عند الالتقاء، كان من الواضح أن سيف الكبير أكاغي هو الطاغي، فبعد كل شيء ذلك سيف بنقوش أثرية من الدرجة الثالثة سيف سحري عادي ليس بإمكانه مواجهته، ابتعد الكبير أكاغي للخلف قليلا ثم صرخ مع شحذه لطاقته في سيفه الأثري "الليلة، سأسترد حقي، مت يا غرين لايت" [I]وووووش[/I] لوح بسيفه بأقصى ما يملك من قوة، حمل تلويحه طاقته السحرية كاملة ثم أطلقها من خلال سيفه الأثري على شكل موجة ضوء حارقة كان بإمكانها اختراق و حرق كل شيء في طريقها الإمبراطور أصبح في موقف يائس تماما، لكنه لا زال لم يستسلم، فكيف له أن يفعل، صرخ "لن أخون ثقة أجدادي، لن أموت هنا أيها اللعين" لوح بسيفه هو الآخر بكل ما يملك من قوة، جفت طاقته السحرية مع إلقاءه لهذا الهجوم، وضع كل ما يملك من قوة في هذه الهجمة [I]باااااااااااانغ[/I] اصطدمت الهجمتين مع بعضهما، تلاحم الضوءين و لم يظهر أي واحد منهما ضعفا تجاه الآخر، ثم انفجرا في الأخير من دون فوز أي أحد منهما، و في هذه الأثناء سقط الإمبراطور على ركبة واحدة من شدة الإرهاق [I]وووووش[/I] انطلق الكبير أكاغي و وقف أمام الإمبراطور الذي تفاجأ من هذا الأمر، بعد رفعه لرأسه أراد أن يهرب لكن رأسه قد طار من مكانه و في هذه اللحظة، دمعت عيني الكبير أكاغي مع عودة العديد من الذكريات إليه، صور أحبابه الميتين مرت أمام عينيه، رفع رأسه للسماء ثم تنفس الصعداء، أحس بشعور لا يوصف في هذه اللحظة رفع سيفه و صرخ "لقد مات غرين لايت، و أنا أعلن الآن عن عودة إمبراطورية الشعلة القرمزية من جديد" سمع كل من في الساحة هذا الصراخ تحمس الجنود و صرخوا "هوواااااااه" فقد ما تبقى من جنود العدو إرادتهم في القتال بعد موت سيدهم، و في الحال انقض عليهم جيش الانقلاب منهيا إياهم باسل و قادة التشكيل كانوا في هذه الأثناء أمام غرفة بباب سحري يحمل ختما عليه، و بآخر حركة من باسل انفتح الباب و في الحال قفز ظل استهدف باسل و بالرجوع لساحة القتال، فرح الكل بفوزهم، غمرتهم السعادة، لم يكن هناك أي شخص هنا أكثر فرحا من الرئيس تشارلي و الكبير أكاغي، هذان الاثنان كانا يحترقان من أجل قتل عدوهم، و أخيرا قد انجزوا هذا العمل لكن في هذه الأثناء، خلال هذه الفرحة، حدث ما لم يكن يتوقعه أي شخص [I]ووووووووووش[/I] ظهر ظل بسرعة خاطفة من وراء الكبير أكاغي، و اخترق ظهره بسيف يحمل نقوشا أثرية....معلن بذالك موت الكبير كريمزون أكاغي......... يتبع!!!!! ن [SIZE=7][B][U]وبهذا تنتهي السلسلة الاولى وتبدأ السلسلة الثانية من عصر الاهوال [/U][/B][/SIZE] [B]اهلا ومرحبا بكم مره أخري في قصه عصر الأهوال شاهدنا معا ماحدث علي طول السلسلة الاولي من احداث مشوقه ورائعه من حب باسل لتعلم السحر لالتقائه بمعلمه ادريس الحكيم وبدايه مسيره التدريبات الشاقه الي عرفنا بعد ذالك سبب هذه التدريبات ولماذا لم يبدأ في تعلم السحر من الوهله الاولي مثل انماار و من ثم ذهاب باسل و انمار الي العاصمه وبدايه مسيره تحصين العالم ضد هجوم الشياطين القادم وبدأ هذا التحصين بأنقلاب عائله كريمزون صاحبه المركز الثاني علي العائله الحاكمه عائله غرين صاحبه المركز الاول والعائله الحاكمه الامبراطوريه والذي شاهدنا فيه المعركه الكبيره و الحماسيه التي اسفرت عن مقتل الامبراطور غرين لايت علي يد الكبير أكاغي والتي اسفرت عن سعاده عامره للكل بفوز عائله كريمزون في الحرب واسترداد حقها المسلوب منها منذ 55 عام ولاكن كمااا قيل دوام الحال من المحال فلم تستمر سعاده الجميع لوقت طويل فقد حدث امر صدم الجميع . . . فتابعوا معنا السلسله الثانيه لنعرف ماحدث بالضبط[/B] [HEADING=1](الجزء الاول)[/HEADING] [B]ظهر ظل بسرعه خاطفه من وراء الكبير أكاغي، واخترق ظهره بسيف يحمل نقوش أثريه . . . من كان ليتوقع حدوث مثل هذا الأمر؟ خصوصا بعد نهاية المعركة، من يمكنه أن يعتقد أن الكبير أكاغي سيتعرض للطعن في الظهر من عدو مجهول بسيف أثري؟ تقيأ الكبير أكاغي الدماء، و حدق في السيف الذي خرج من بطنه، كيف لهذا أن يحدث؟ ألم يفز ضد عدوه اللدود بالفعل؟ هذه الأسئلة اتخذت شكل تعبيرات بوجهه كل من يوجد في الساحة بقي فاتحا فاهه من شدة الصدمة، هذا حقا غير موضوع في قائمة الاحتمالات حتى، بالطبع لا، فكيف يمكنهم حتى أن يتخيلوا وجود عدو بسيف أثري مثل هذا؟ و من خلال طاقته السحرية، فلا شك أنه في قمة المستوى السابع كل القادة الكبار شحبت أوجههم، الجنرال منصف كادت الدموع تنزل من عينيه، لكنها لم تفعل و بقيت عالقة لأنه لم يرمش أبدا من المشهد المروع الذي أمامه حدق الجميع في صاحب السيف الأثري، فظهرت صورته ليكون عبارة عن شاب في منتصف العشرينات، لم يستطع أي أحد التعرف عليه لكن هذا الشاب ظهرت تعبيرات غريبة على وجهه مع إبقائه على إمساكه لسيفه الأثري، ثم بدأت الأفكار تراود ذهنه، ما هذا الشعور بالضبط؟ ثم عندها فهم ما حدث له تراجع للخلف عدة خطوات ثم ضحك بجنون "هاهاهاهاهاهاهاهاها" وضع يده على جبهته ثم تكلم "لقد خدعت تماما" وجه نظره لجهة محددة ثم حدق بعينيه من بين أصابعه، أخرج نية قتل جعلت كل شخص موجود يرتعد منه، لا يهم إن كان جنديا أو واحد من القادة الكبار، كلهم ارتعبوا منه، بعد أن نظر لتلك الجهة، تكلم بصوت منزعج يحمل معه نية قتل مستهدفة الشخص الذي وجه إليه الكلام "إنها أنت أيتها الغرة، لم أتوقع وجود شخص مثلك هنا، بصراحة لم أكن أظن أو وضعت حتى احتمالية وجود شخص بسحر الوهم في من المستوى السابع" "همم؟" استغرب الجميع و خصوصا القادة الكبار، ما الذي يتحدث عنه؟ التفوا جميعا نحو الشخص الذي وجه إليه نظره سابقا ثم حدقوا به، كلهم وجهوا نظرهم نحو أنمار منتظرين الإجابة تكلم الجنرال منصف "ما الذي يعنيه بكلامه؟" لكن صوت حنين على مسامع الجنرال منصف قد أجاب على حين غرة "لقد أنقذتني حفيدتي يا زوج ابنتي" عندها ظهر الكبير أكاغي وسط الجموع، لكن ما الذي يحدث هنا؟ لما هناك اثنين منه؟ واحد يقف أمامهم و صحته جيدة، أما الآخر فهو ساقط على الأرض و أصبح جثة بالفعل "ما..." حاول الجنرال منصف التكلم لكن الرئيس تشارلي قال بارتعاب بينما يحدق في أنمار بعمق "ابن صديقي أكاغي لم يمت، لقد كان ذلك وهما، السيدة الصغيرة خدعتنا كلنا" كان أول من اكتشف وهم أنمار بعد العدو الرئيس تشارلي، في هذه الأزمة التي حدثت أمام أعينهم، لم يستطع و لا واحد منهم التركيز بشكل مناسب ليكتشف وهم أنمار غير العدو الذي لا يبالي بهذه الأزمة في الأصل هم لم يروا ساحر وهم من المستوى السابع في حياتهم، مما يعني أنهم لم يجربوا قوته أو وقعوا تحت وهمه من قبل، لذا لا يعلمون مدى تأثيره عليهم، و بسبب الأزمة، كان القادة الكبار قد خدعوا أيضا، فبغض النظر عن الجنود الذين لم يكن مخولا لهم اكتشاف هذا الأمر أصلا، يبقى أمر عدم اكتشاف القادة الكبار لوهمها أمرا في غاية اللاعقلانية حتى إن أزحنا الرئيس كورو، الرئيس براون و الرئيسة موراساكي، فيبقى الرئيس تشارلي و الجنرال منصف اللذين اخترقا المستوى السابع بالفعل، الجنرال منصف في القسم الأولي و الرئيس تشارلي في القسم المتوسط، لكنهما مع ذلك لم يكتشفا أمر هذه الخدعة، و عندما فعل أحدهما، كان ذلك بعد انكشافها حركت أنمار يدها بهدوء فاختفى الجسد الميت الخاص بالكبير أكاغي مع كل الدماء المحيطة به، و عند مشاهدة هذا الأمر، فهم كل شخص موجود بالساحة ما حدث لكن، بكل جدية؟ أكان ذلك وهما، تلك التعبيرات التي رسمت على الكبير أكاغي، أو يجب أن نقول وهمه، كانت حقيقية، كل شيء كان حقيقي، صراخه، تقيؤه الدماء، تعبيراته، أيمكن لشخص أن يستطيع صنع وهم كهذا؟ لا يمكنك مفارقته عن الواقع ارتعد الكل من أنمار، مثل هذه الفتاة في مثل هذا العمر، لا يمكن لأي شخص صنع وهم بهذه التفاصيل بعبقريته فقط، نعم العبقرية هي العامل الأساسي و المهم في هذا كله، لكنه إن لم يكن يفهم الحالة التي يريد تجسيدها فهما كاملا و شاملا، فلن يكون باستطاعته صنع مثل هذا الوهم الواقعي لم يعرف غالب الأشخاص هنا عن أنمار، لم يعلم أحد عن قوتها الحقيقية سوى التاجر ناصر و الجنرال منصف، لكن هذا الاثنين لم يشهدا وهمها مباشرة، فبعد حضورهما سابقا، كانا قد وجداها تعذب الأميرة الخامسة فقط، لذا حتى لو كانا قد علما أنها من المستوى السابع، لم يكن لديهم الوعي بهذا بما أنهما لم يجربا قوتها مباشرة ببساطة، كل شخص موجود هنا قد خدع من قبل أنمار، هذه الأخيرة جعلت طاقتها السحرية تهدأ قليلا، فبعد كل شيء، لقد اضطرت لاستخدام طاقة سحرية كبيرة من أجل تشكيل وهم قادر على خداع كل الموجودين هنا، خداع أكثر من مائتي ألف وحده كان عملا شاقا، و عند إضافة إليه القادة يزداد الأمر صعوبة، أما عند إضافة ذلك العدو ذو الحواس القاتلة، فكان الأمر مرهقا لخداعه ريثما يتخذ الكبير أكاغي موقعا آمنا بالطبع، الكبير أكاغي قد اختفى من الوجود بالنسبة للآخرين، لكنه كان الوحيد غير أنمار الذي عرف ما الذي يحدث أثناء تنفيذ الوهم، لذا أسرع في الهروب، فنية القتل التي يحملها ذلك الشاب الذي حاول قتله، جعلته يبتعد عنه في أقرب أمكن له، لم يستطع تحمل ضغطه لوقت أكثر و بمجرد ما أن ابتعد الكبير أكاغي، حتى شعر الشاب الذي هاجمه باختفاء حضوره، عندها شعر بأن شيئا ما غير صحيح، فرأى من خلال وهم أنمار تكلم الكبير أكاغي "صغيرتي أنمار...أنا..." قاطعته أنمار ثم قالت "نصف شكرك يجب أن يذهب لباسل" قبل بداية المعركة الأخيرة و مغادرة باسل، كان قد ترك ذلك الأخير بعض الكلمات قبل مغادرته "أنمار، أريد منك الحفاظ على قوتك قدر المستطاع، حاولي عدم التوغل في جو المعركة بالكامل، و حتى بعد نهاية المعركة لا ترخي دفاعاتك و لو للحظة واحدة، و إن حدث أي شيء غريب قومي بالتعامل معه بما هو مناسب لك، و لا يجب عليك إيقاف حواسك الخارقة حتى أرجع و ننتهي كليا من هذا الأمر، ليس حتى يطمئن قلبي، و يذهب عني هذا الوخز من ظهري" تعجبت أنمار "هل هو حدسك؟" عبس باسل ثم قال "نعم، في مثل هذه الأوضاع، عندما تكون هناك قطعة مفقودة، قد لا يكون بإمكاني إيجادها، لكني على الأقل أكون أعلم بأنها مفقودة، و كل ما أحتاج لفعله هو الاستعداد لها، أنا سأترك لك هذا الأمر هنا" أماءت رأسها فذهب و اقترب من الكبير أكاغي ليخبره أنه ذاهب بالعودة للأحداث الحالية "لا يمكنني سوى الشعور بأنني لا يمكنني رد دينكما بما تبقى لي من العمر" تكلم الكبير أكاغي ردت عليه أنمار "أنا لا أهتم بأي شيء موجود في هذا العالم عدا اثنين، أولهما باسل، و ثانيهما العائلة، لا تقل مثل هذا الكلام، نحن لا ننتظر منك رد دينك لنا يا جدي" غمرت الكبير أكاغي السعادة و كادت الدموع تنهمر من عينيه، و في هذه الأثناء، لم يسع الجنرال منصف سوى تذكر صورة باسل المشتعلة أثناء تدربهم بشهر الانعزال أما الآخرين، فقد أصبحوا يقدرون قيمة باسل و أنمار أكثر، الأمر لا يقتصر فقط على القادة، و إنما على كل الجنود هنا لكن مع فرحتهم هذه نسي الجميع ذلك الشاب من قبل، ذلك الشاب الذي في قمة المستوى السابع تحدث بنبرة حادة "أمم، يا له من لم شمل رائع، لكن يبدو أنه سيتشتت مرة أخرى" شحذ طاقته إلى أقصاها، جعل كل الموجودين في الساحة يرتعدون من قوته، حاليا، قد لا يكون هناك أي شخص موجود هنا لمجابهته، شحبت وجوه كل الموجودين، و بسرعة كبيرة، عن طريق حواسهم الحادة التي أخبرتهم بالخطر المحدق قام القادة الكبار بشحذ طاقاتهم كذلك، قامت أنمار بإشهار سيفها مع تمرير طاقتها إليه حدثت حالة سكون لثوان، انكسر هذا الصمت العميق بجملة من ذلك الشاب "حسنا، لما لا نبدأ بك أيتها الغرة" استعد للانطلاق، و عندما أراد أن يفعل، فجأة، في السماء ظهر حضور أجبر كل من يقع أسفله يشعر كما لو أن هناك جبلا يضغط عليهم شخص بعربة يسوقها وحشين هائلين، فقط بمجرد وقوفهما في السماء جعلا كل شيء تحتهما يخضع لهما، أجنحتهما جلبت معها عواصف مع رفرفتها، بجسد كالأسد، إلا أن القدمين الأماميين و الرأس كانوا مأخوذين من الصقر الملكي، التفت حولهما هالة قاتلة، و لم يكن هناك أي شخص يستطيع القول أنه قادر على ترويضهما لكنهما كانا يجران معهما عربة يركبها شخص ما، هذا الشخص كان صاحب ذلك الحضور سابقا، فبمجرد ما أن وصل، حتى توقف الشاب عن محاولته الهجوم، حدق في السماء و تمتم "لقد وصل الأقدم الكبير أخيرا، لكن، كما هو متوقع منه، دخوله غير اعتيادي، أن يجعل وحشي الفَتْخاء ('غرفين'، إن لم تعرفه، ابحث عن هذه الكلمة في غوغل) يقودانه إلى هنا، كما هي طبيعته، مبهرج في كل الأحوال" تلونت وجوه جميع الموجودين هنا غير أنمار فأصبحت زرقاء، تحت هذا الضغط المهيب، لم يكن بإمكانهم التحرك قيد نملة حتى، ما هو هذا الشخص الموجود بالضبط هنا؟ تعرق القادة الكبار، و بعض الجنود فشلت أرجلهم فسقطوا على الأرض من شدة ضغط هذا الوجود الذي فوقهم، فقط القادة من كانوا قادرين على الحفاظ على رباطة جأشهم، لكنهم مع ذلك، ارتجفت و اهتزت أجسادهم، غرقوا في العرق، أرادوا فقط أن يبتعدوا قدر المستطاع من هذا المكان لكنهم لم يستطيعوا تكلم الشاب الذي استهدف الكبير أكاغي سابقا للعربة التي بالسماء "أيها الأقدم الكبير، هل أكمل عملي أم أنك ستتفضل و تخرج إلينا؟" كانت العربة تقف في السماء، كما لو أنها تقف على الأرض، كذلك كان وحشي الفتخاء، وقفا في السماء، مع هالة تجعل كل من يشعر بها يرتعد، ما هما هذان الوحشان بالضبط؟ كيف لمخلوقين مثل هذين أن يكونا يجران عربة؟ ألا يعني أن صاحب ذلك الحضور سابقا و الذي يوجد داخل تلك العربة هو من روضهما و جعلهما يطيعانه؟ أم ماذا؟ هل استدعاهما؟ بقي الكل يتساءل، و بعدما تكلم ذلك الشاب، لم يتكلم أي أحد حتى خرجت كلمة واحدة من داخل العربة مع حملها لهيبة و نية قائلها "انزل" تحرك وحشي الفتخاء و نزلا للأسفل، أثناء نزولهما فقط اصطحبا معهما رياحا عاصفة، في كل رفرفة من أجنحتهما الصقرية كانوا قادرين على تحريك الرياح في ساحة القتال بالكامل، مع وقوفهما على الأرض، كانا حجمهما لا يصدق، علوهما فقط يصل لخمسة أمتار، رأسهما ضخم للغاية مع عينين شرستان، قدميهما الأماميتين اللتين تبدوان قادرتين على تمزيق أقوى السحرة بتلك المخالب، و بقية جسدهما الآخذ شكل الأسد و الذي يبدو كما لو أنه لا يمكن جرحه من شدة قساوته، و فقط بوصولهما للأرض جعلوا الكثير من الجنود يغمى عليهم من شدة الضغط حاول القادة الكبار بلع ريقهم لكنهم لم يستطيعوا حتى أن يفعلوا، و بعد أن ارتعبوا بما فيه الكفاية من هذين الوحشين، ظهر عندها صاحب ذلك الحضور، خرج من العربة ببطء شديد، و بمجرد ما أن نزلت قدمه على الأرض حتى جعل القادة الكبار يريدون الركوع له من الضغط تكلم ذلك الشاب من قبل "إذا ما نحن بفاعلين أيها الأقدم الكبير؟" ظهرت صورة صاحب ذلك الحضور للجميع، و إذا به يكون عبارة عن رجل في الثلاثينيات، عينيه كانتا عميقتين، و فقط بنظرة منه، استطاع القادة الكبار الشعور بقوة نيته الخارقة، فقط بنِيّته كان يستطيع جعلهم يستسلمون عن قتاله و الرضوخ لطلباته مهما كانت تكلم هذا الأقدم الكبير أخيرا "كازيمارو، لا تتعجل، فلنسألهم أولا، و نظرا لإجابتهم سوف نقرر خطوتنا القادمة" تكلم الأقدم الكبير بشكل طبيعي، و أخيرا حتى ذلك الضغط من السابق قد اختفى، تنفس القادة الكبار بأريحية أكثر من السابق، لكنهم بعد أن جربوا ذلك الحضور، لم يكن من السهل عليهم نسيانه بسرعة، فلا زالت أجسادهم تهتز من الرعب تحدث كازيمارو موجها كلامه للقادة الكبار "لقد سمعتم الأقدم الكبير، ما نريده منكم هو القيام بتسليم شخصين اثنين فقط، أولهما، أخي شاهين، ثانيهما، الشخص الذي يدعى بباسل، غير هذا، كلكم ستموتون" صعدت القشعريرة مع أجسادهم، و كذلك فعل جسد أنمار هذه المرة، لقد سمعت اسم باسل من العدو، فكيف لها أن تبقى هادئة؟ حتى أن نية قتلها قد تسربت منها من دون أن تشعر لكن نية قتلها هذه قد صُدَّت من قبل الأقدم الكبير، فقط بمجرد ما أن حدق في جهتها و أطلق القليل من هالته و نيته، حتى جعل نيتها عديمة الفائدة، كانا كما لو أن هناك قط يحاول التنافس مع نمر تكلم الأقدم الكبير "يبدو أنك تعلمين شيئا أيتها الفتاة" أخرج هالته و وجهها نحو أنمار [I]وووووش[/I] ضغط عليها بشدة، كم كان قويا ! فقط هالته كانت كافية لتجعل أنمار بعبقريتها تتنفس بصعوبة و لا تقدر على التحرك كما شاءت عندها تكلم الكبير أكاغي متدخلا بسرعة "انتظر من فضلك، سنستجيب لطلبك، لذا أرجوك فلتتوقف فقط، إنها فتاة لا زالت لا تعرف حدودها و اغترت بنفسها فقط" عندما شاهد الكبير أكاغي حفيدته تتألم لم يستطع أن يصبر أكثر، أسرع في التدخل و التكلم، إنه يعرف ماذا يفعل في مثل هذه المواقف، لا يجب أن تغضب أبدا مثل هؤلاء الأشخاص أرجع الأقدم الكبير هالته بعدما حدق في أنمار لوقت طويل، فتنفست أنمار الصعداء أخيرا، لقد كادت أن تختنق حتى الموت فقط من تطبيقه حضوره الهائل عليها عن طريق هالته تكلم الأقدم الكبير بكل وقار محدثا الكبير أكاغي "إذا يجب أن تسرع" أماء الكبير أكاغي رأسه بسرعة و تكلم عبر خاتم التخاطر، كل ما يهتم به حاليا هو نجاة حفيدته و حلفائه، يجب عليه أن يعرف كيف يجعل هذا الأمر يمر على خير، لا يمكنه أن يخسر أي أحد، ليس بعد أن رد حقه أخيرا القادة الكبار بكل عزة أنفسهم لم يستطيعوا التحرك قيد نملة من دون أخذ إذن الأقدم الكبير، فكيف لهم؟ إنهم يشعرون أنهم لو حاولوا القيام بأي حركة بسيطة، فرؤوسهم ستطير من مكانها انتهى الكبير أكاغي من التحدث عبر خاتم التخاطر ثم قال "شاهين الخاص بكم سوف يأتي بعد قليل" حملق كازيمارو في الكبير أكاغي ثم تكلم "حسنا، هذا الأول، ماذا عن الثاني؟" بلع الكبير أكاغي ريقه و تحدث "هذا..." حملق الأقدم الكبير به ليكمل كلامه "في الحقيقة نحن لم نرى ذلك الباسل لمدة طويلة، لقد فقدنا الاتصال به و لا نعرف أين هو الآن؟" [I]وووووووش زززززززززنغ بااااااام[/I] ضرب الكبير أكاغي من طرف رياح حادة في لحظة واحدة و أرسل محلقا لمئات الأمتار، فقط عن طريق تلويحه لسيفه الأثري من كل هذا البعد، قام كازيمارو بجعل درع الكبير أكاغي عديم الفائدة مع تسببه لبعض الجروح حلق جسد الكبير أكاغي بسرعة فائقة حتى اصطدم مع حائط القاعة الرئيسية مع صوت [I]باااااام[/I] ارتعب الكل من قوة هجمة ذلك الكازيمارو، فقط بتلويح واحد كان قادرا على صنع مثل هذا الهجوم القاتل تكلم كازيمارو مع إطلاقه لنية قتله في اتجاه الجميع "أي شخص يحاول العبث معنا سوف يموت، و الآن، لما لا تخبرونا أين هذا الشخص باسل؟" عم الصمت بعد نهايته كلامه، و لا أحد استطاع الرد عن مثل هذا السؤال، كيف لهم أن يبيعوا صديقهم؟ و في هذه الأثناء، قام الكبير أكاغي بالتكلم عبر خاتم التخاطر بأسرع ما يمكن سابقا عندما كان تحت أنظار ذلكما الاثنين، لم يستطع إيجاد أي ثغرة ليستطيع التحدث فيها مع باسل، لأنه كان يعرف أن أبسط تعبير يظهر على وجهه سيُعرف من قبل ذلك الأقدم الكبير، لكن بما أنه الآن قد أصيب و ابتعد جسده لكل هذه المسافة، فقد وجد تلك الثغرة التي انتظرها (ماذا هناك أيها الكبير أكاغي؟) تكلم باسل مجيبا تحدث الكبير أكاغي بسرعة، قبل أن يشعر به الأقدم الكبير (حليفنا باسل، هناك وجود عظيم يبحث عنك، يجب عليك الهروب من هنا و لا تعد، إن وجدك سوف تموت) و مع إنهاءه لكلامه أوقف خاتم التخاطر عن العمل و وقف بصعوبة، درعه قد دمر تماما بهجمة واحدة من قبل ذلك الكازيمارو، لقد عرف مدى قوته الهائلة، و ذلك الكازيمارو ينادي الشخص الآخر و يتكلم معه بكل احترام، مما يلمح إلى قوته الغير معقولة، الخيار الصحيح هو جعل باسل يبتعد عنهم قدر المستطاع بهذا الاستنتاج قرر الكبير أكاغي ذلك الاختيار. بعد أن وقف ارتاح قلب القادة الكبار أخيرا، على الأقل لا زال بإمكانه التحرك تكلم الأقدم الكبير "كازيمارو، لقد سألناهم و لم يعطونا سوى نصف الإجابة، يبدو أن النصف الآخر سيكون بإمكاننا سماعه عن طريق العدوانية، أحضر لي الفتاة" خرجت ابتسامة خبيثة من كازيمارو، و مرر سيفه الأثري على لسانه، ثم قال "تلك الفتاة قد تجرأت على خداعي، ليس هناك مانع من اللعب معها قليلا، أليس كذلك؟" أجاب الأقدم الكبير "افعل ما شئت" [I]ووووووووش[/I] في الحال انطلق كازيمارو كالسهم و وصل أمام أنمار في لحظة، ابتسم كالطفل الصغير بفرح و لوح بسيفه [I]بووووووووم[/I] التقى سيفه مع هراوة حملها الجنرال منصف، هذه الهراوة كانت عبارة عن سلاح أثري من الدرجة الثالثة، و لحق التقاؤها بالسيف الأثري الخاص بكازيمارو شرارات و موجات قوية قوة تصادم سلاحيهما قد أنتجت ضغطا كبيرا على الجنود من حولهما، أنمار التي في نفس مستواهما قد أحست بضراوة الطرفين لو أنه كان شخص آخر غير الجنرال منصف الذي تلقى ضربة كازيمارو لما استطاع صدها، استطاع الجنرال منصف فعل ذلك فقط لأنه كان ساحر تعزيز من المستوى السابع تراجع كازيمارو للخلف قليلا و تحدث "ساحر تعزيز هاه؟ يا له من ألم في المؤخرة، أتعرف شيئا؟" حملق كازيمارو في الجنرال منصف و صرخ في وجهه "إنني أكره سحرة التعزيز" ثم اندفع في اتجاهه بكل قوته أسرع الجنرال منصف في التكلم "سيدتي الصغيرة، تراجعي للخلف" قامت أنمار بما قاله بكل سرعة، الوحيد هنا الذي يمكنه أن يصد مثل تلك الهجمات و يشتري لهم بعض الوقت هو الجنرال منصف، كساحر تعزيز، له ميزة جيدة عنهم، فحتى لو كان أضعف بقسمين من العدو، لا زال بإمكانه مجابهته قليلا تبادل الاثنان ثلاث ضربات متتالية جعلت حتى أسلحتهما الأثرية تهتز من شدة التصادم، هالتهما طغت في الساحة، قام كازيمارو بشحذ طاقته السحرية و إطلاق موجات من الرياح القاطعة، واحدة منها سابقا كانت كافية لإرسال الكبير أكاغي محلقا، و الآن، هناك العديد منها واحدة تلو الأخرى تستهدف الجنرال منصف الجنرال منصف لوح بهراوته مع استخدامه لسحره و تدمير موجة بعد الأخرى، لكن مع مرور الوقت بدأ يشعر بالتعب، و بدأ يظهر الفارق بينهما، هجمات كازيمارو تزداد قوة، أما دفاع الجنرال منصف ينقص شدة فقط انصدم الجميع من هذا القتال، ليس فقط من قوة العدو الهائلة، لكن حتى من قوة الجنرال منصف، في مثل هذا الموقف اليائس أخرج قوته الحقيقية أخيرا و وصل لحدوده، فقط عند مواجهة خصم أقوى منك بمراحل يمكنك بلوغ حدودك و اختراقها حتى بدأت قوة الجنرال منصف تخور مع مرور الوقت، هو لم يعتد جيدا على سلاحه الأثري، على عكس العدو الذي يبدو معتادا بشكل كلي على سيفه الأثري و عندما وصل الجنرال منصف للمرحلة الحرجة، لم يعد الرئيس تشارلي يستطيع التحمل أكثر فتدخل مهاجما، و عند مشاهدته، كذلك فعل الرئيس براون، عندما شاهد معلمه يتحرك قرر هو الآخر التدخل، و تباعا له، تحرك الرئيس كورو، مع قرار صديقه بالتحرك، قرر أيضا التحرك، فحتى هو لم يعد يستطيع تحمل مشاهدة طغيان هؤلاء أكثر مدت الرئيسة موراساكي يدها محاولة إيقافهم، لكنها قد تأخرت بالفعل، و كذلك حاولت أنمار، هذه الأخيرة صرخت "انتظروا..." لكن الآوان قد فات استهدف الثلاثة العدو كازيمارو، و في لحظة قبل بلوغهم هدفهم [I]بووووووووووم[/I] أرسل الثلاثة محلقين بينما دروعهم قد تكسرت و الدماء تسيل كالشلال منهم تحرك الأقدم الكبير أخيرا، و بحركة واحدة منه كان قادرا إخراج ثلاثة قادة كبار من الحدث فشلت أرجل الجميع في هذه اللحظة، المنظر المرعب الذي شاهدوه و لا زالوا يفعلون غير معقول بصفة نهائية، لقد تحرك ذلك الأقدم الكبير أخيرا، و بحركة واحدة منه قد جعل ثلاث قادة كبار قريبين من الموت و السبب الأكبر في فشلهم في الوقوف على أرجلهم كانت الهالة التي ضغطت عليهم، عند تحركه أطلق بعضا من طاقته السحرية، و بمجرد الإحساس بها جعلتهم يريدون الخضوع له، يريدون فقط أن يصبحوا عبيدا له طاقته قد طغت على الساحة الخارجية بأكملها، و جعل كل شخص هنا يعرف مقامه، جعل كل شخص هنا يعرف الفارق بينهم، جعلهم يعرفون أنهم لم يتبقى لهم أي أمل، الآن بعد تدخله، فبالتأكيد سوف يمحوهم من الوجود علم الجميع أن هذا الشخص هنا قد تغلب على سحرة من المستوى السابع و السادس بحركة واحدة منه فقط، بمجرد ما أن أطلق القليل من طاقته السحرية حتى جعل القادة الكبار يحدقون بالموت، شخص مثل هذا لا يمكن أن يكون بالمستوى السابع، شخص مثل هذا قوته أكبر بكثير من المستوى السابع عندها علم الجميع في هذا الوقت الحرج بأن هناك شيء ما وراء المستوى السابع، مستوى لم يعلموا عنه أبدا، مستوى خيالي يتجاوز كل كل معرفتهم السابقة كل الجنود تحت المستوى الثالث لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر فأغمي عليهم، طاقة الأقدم الكبير تغلغلت وسطهم كلهم، أحسوا بها مباشرة، سحرة المستوى الثالث أنفسهم كادوا يغيبوا، لا زالوا قادرين على الوقوف فقط لأن الأقدم الكبير لا يستخدم ضغطا أكبر، سحرة المستوى الرابع لا يستطيعون الوقوف بشكل مستقيم، كما لو أن هناك أوزانا هائلة تضغط عليهم الآن كل من تبقى واقفا كان الرئيسة موراساكي و الجنرال منصف الذي بالكاد يستطيع أن يقف، و الكبير أكاغي الذي كان لا يزال بعيدا عنهم قليلا قد أحس بتلك الطاقة و تلك الهالة المستبدتين، و أنمار التي حملت تعبيراتها نظرات تخرج نية قتل مخيفة تجاه الأقدم الكبير لقد حاولت الرئيسة موراساكي و أنمار تحذير الثلاثة. في ذلك الوقت كانتا تركزان بالكامل على الأقدم الكبير، مع أن الجنرال منصف كان يقاتل كازيمارو، إلى أنهما لم تكونا قلقتين عليه كما كانتا قلقتين من ذلك الشخص المرعب و عندما أقدم الثلاثة على حركة، شاهدتا تغيرا في تعبيرات الأقدم الكبير، وجهه كان غير راض أبدا عما كان الثلاثة يحاولون فعله، عندها حاولت الرئيسة موراساكي و أنمار إيقاف الثلاثة، لكن بما أنهما ركزتا فقط على الأقدم الكبير، لم تدريا بتحركات الثلاثة –الرئيس تشارلي، الرئيس براون، الرئيس كورو- حتى لاحظتا تغيرا في تعبيرات الأقدم الكبير، عندها تساءلتا لماذا تعبيراته تغيرت للأسوء، فقامتا فالالتفاف لرؤية ما يحدث فوجدتا الثلاثة يهاجمون كازيمارو، لذا حاولتا إيقافهم لكنهما كانا قد تأخرتا بالفعل و الآن، أصبحوا في وضع لا يحسد عليه، أحسوا أنهم لو قاموا بأبسط تحرك آخر، فسوف تطير رؤوسهم من مكانها، تجمد الجميع في هذه الأثناء و بعدها حدث أمر كسر هذا الهدوء الذي استمر للحظات بالنسبة للعدو و أيام بالنسبة لأنمار و البقية تكلم كازيمارو بعد مشاهدته لأشخاص يقتربون "أيها الأقدم الكبير، إنه شاهين" حدق الأقدم الكبير في الاتجاه الذي أشار إليه كازيمارو و الذي كان نفس الاتجاه نحو بوابة الحائط المحيط بالساحة الخارجية التي اخترقها باسل عندها شاهد ثلاثة أشخاص يقتربون بينما شاهين مكبل بقيود السحر من المستوى السادس، هو ساحر بالمستوى الخامس فقط، لذا لا يمكنه شحذ و لو القليل من طاقته السحرية هؤلاء الثلاثة الذين كانوا يرافقونه كانوا بالترتيب من اليمين لليسار، غايرو، كاي (أخوا القطع) و جون (حراس بوابة العاصمة) هؤلاء الثلاثة كلفوا بحراسة شاهين ريثما تنتهي الحرب ليستغرق باسل وقته في استجوابه، فحتى عندما حاول معه في الثلاثة الأيام السابقة التي اخذوها كراحة، لم يتكلم و لو بحرف واحد، لكن باسل لديه طرقه الخاصة، و التي كان ينوي تنفيذها بعد انتهاءهم من المسألة الكبرى حاليا أولا هؤلاء الثلاثة في الحقيقة لم يكلفوا فقط بحراسة شاهين، بل حراسة الأميرة الخامسة غرين شارلوت أيضا، لكن بسبب أهمية شاهين لباسل، ترك الثلاثة الأميرة الخامسة في رعاية نبيل و الآخرين و رافقوا شاهين عندما وصلوا، صدموا من المشهد أمامهم كما هو متوقع، لكن في الجهة الأخرى –جهة شاهين- ، هذا الأخير ارتسمت على وجهه ابتسامة طوال الطريق إلى هنا، و عندما وصلوا لوجهتهم، تحولت الابتسامة لضحكة مجنونة يرافقها بعض الكلام "لقد جنيتم على أنفسكم، أولئك اللعناء، سوف أحرص على رد لهم هذا الدين بكل تأكيد" تكلم كازيمارو "أنتم، حرروه" حتى الآن، لم يستطع الثلاثة فهم ما يحدث هنا بالضبط، لم يسعهم سوى تخمين وضع الآخرين، حدقوا في أنمار و الآخرين، فقرروا القيام بما أمروا به عبر مفتاح الختم، قام الثلاثة بتحرير شاهين، هذا الأخير قام بحك معصميه و تمديد ذراعيه، و في لحظة [I]بوووووم[/I] ركل الثلاثة مرة واحدة جاعلا إياهم يحلقون لعشرات الأمتار مع سعلهم للدماء بشدة تكلم شاهين موجها كلامه للأقدم الكبير "يا أخي الكبير 'فالتشر'، لم تأخرتم لكل هذه المدة؟" تنهد الأقدم الكبير فالتشر ثم تكلم بصوته الوقور "إنه خطؤك من الأول أن يقبض عليك، لو أنك لم تقم بالتواصل معنا في آخر لحظاتك بالقتال لما كان باستطاعتنا معرفة وضعك هنا" حك شاهين رأسه ثم تكلم "حسنا، معك حق، لكن حتى أنا لم أتوقع أن أخسر، لكن هذا من الماضي، المهم، لما أتيت بنفسك إلى هنا؟ كان بإمكانك أمر بعض جواسيسنا فقط ليأتوا لإنقاذي" "همف" استهجن كازيمارو و قال "بما أنك ناديتنا فلابد من أنك كنت بوضع خطير، لو كنت تحتاج لمساعدة من الجواسيس لكنت اتصلت بهم مباشرة فقط، أم أنا مخطئ؟" "حسنا، معك حق" وافق شاهين كلامه ثم حدق بالآخرين و سأل "إذن، ما نحن بفاعلين؟" تكلم الأقدم الكبير فالتشر "أنا أريد ذلك المدعو باسل، هل تعرف شيئا ما عنه؟ لقد قالوا أنهم لا يعرفون مكانه" حملق شاهين في الجميع و تكلم "ها؟ لا يعرفون مكانه؟ أو لم يكن الشخص الذي قاد جيوشهم طوال الوقت؟" قاد الجيوش، بسماع هذا الكلام تأكد فقط ظن الأقدم الكبير فالتشر و كازيمارو بكذب الكبير أكاغي سابقا عليهما، لذا تحدث الأقدم الكبير "إن لم تتحدث و تخرج ما أريد سماعه..." لكن بقية الكلام خرج من مكان آخر و الأقدم الكبير قد اختفى من مكانه، و عند استيعاب ما حدث، تجد أن الصوت لم يخرج من مكان آخر، و لم يختفي الأقدم الكبير، بل هذا الأخير هو الذي انتقل بسرعة خاطفة، و المكان الذي وصل إليه كان يقع وراء أنمار بالضبط من حيث جاء الصوت أحكم القبض على يدي أنمار من الخلف قاصدا تقييدها ثم أكمل الكلام "أو أنني سوف أقوم بقتل هذه الفتاة الآن" تأخر الجميع في فهم ما حدث، حتى أنهم لم يعرفوا مكان الأقدم الكبير فالتشر حتى أكمل كلامه، كيف وصل إلى هناك بالضبط؟ لكن الأهم الآن هو ما تطورت إليه الأمور ما هم بفاعلين، لقد وقعوا في موقف حيث يجب أن يقرروا و يختاروا بين أنمار و باسل، هذا شيء مستحيل عليهم تقريره، إن هذا الأمر كما لو أنك تختار من تنقذ من الغرق، أمك أم ابنتك، لكن في النهاية سيكون عليك الاختيار، و إن لم تفعل، فبالتأكيد ستكون النتيجة أسوء، و التي هي واضحة تماما، 'موت الاثنين' في هذا الوقت، لم يكن هناك أي خيار آخر غير وضع الكبير أكاغي ثقته في أن باسل سيكون قد أخذ بكلامه و هرب، لذا بناء على هذا قد أخذ قراره حالة وحيدة يمكنك إنقاذ فيها الاثنين معا من الغرق، و هي أن يكون لديك سترة نجاة من الغرق تمنحها لأحدهما، و من الأفضل للشخص الذي تثق بأنه سيكون أهلا لتحمل هذا الأمر، و إنقاذ الثاني بنفسك هذا ما فعله الكبير أكاغي، في هذه الحالة قد منح باسل خيط نجاة، و كل ما يمكنه فعله هو التركيز على الآخر الذي لا يملك أي خيط تكلم الكبير أكاغي "أرجوك، من فضلك، سأتكلم، انتظر..." ضغط الأقدم الكبير على يدي أنمار حتى كسرهما مع صوت تحطم "طررق"، أنمار لم تقدر على فعل أي شيء ضده، الأقدم الكبير فالتشر يقمعها كليا، و الآن قد قام بكسر عظام أيديها مما جعل حتى أنمار تطلق صوت "آآه" صارخة من الألم حتى طريقة كسره ليديها كانت مروعة، لم يقم بكسر العظام فقط عن طريق ثنيها حتى تتكسر، لكنه قام بالضغط على يديها مما أضاف آلاما مضاعفة أكثر بكثير قبل بلوغ ذروة الألم عن طريق تحطم العظام الكبير أكاغي في هذه الحالة شحب وجهه و تكلم بسرعة "إنه داخل القاعة الرئيسية" لقد حاول سابقا أن يهدئ العدو، لكن هذا عاد عليه بآثار عكسية، العدو سأل و كان ينتظر جوابا، و الدوران حول الكلام كان فقط له أثارا سيئة على أنمار بدل تحقيق أثار جيدة و التي كانت المقصد الأساسي لذا عندما تلقت أنمار أضرارا وخيمة، فهم الكبير أكاغي أن عليه الإجابة في أسرع وقت قبل فوات الأوان و إلا خرجت أنمار بعظامها كلها مكسورة إن لم يكن مصيرها الموت حملق الأقدم الكبير فالتشر في الكبير أكاغي ثم قال بنبرة مسترخية "يبدو أنك تقول الحقيقة، لكن القاعة الرئيسية؟ أكان قريبا كل هذه المسافة ! ؟ حسنا، و الآن، فلننهي هذا الأمر" رفع الأقدم الكبير يده اليمنى مع إبقاءه لليسرى لتقيد أنمار. عند مشاهدة هذا الأمر، فشلت رجلي الكبير أكاغي، انهمرت الدموع من عينيه، حتى أنه لم يعد يستطيع أن يخرج الكلام بشكل مناسب صرخ الجنرال منصف "لقد قلنا لك ما تحتاجه، فلتفلت السيدة الصغيرة" في هذا الوضع لم يكن باستطاعة أي شخص القيام بأي شيء، سوى شيء واحد، ألا هو انتظار يد الأقدم الكبير فالتشر اليمنى لتقتل أنمار صرخ الكبير أكاغي بجنون "توققققققف" تكلم الأقدم الكبير فالتشر "حثالة مثلكم يجب تطهيرهم، فحتى إن لم تموتوا الآن، كنتم ستموتون عما قريب على أية حال، لذا كل ما سأفعله هو تسريع هذا الأمر، و على العكس، يجب أن تكون شاكرا لي، فأنا سأعطيها موتة سريعة كما سيحدث معكم بعدها بالطبع" و بعد إنهاءه لكلامه نزل بيده مع صوت [I]وووووش[/I] لكن هذا الصوت توقف بسبب صوت آخر [I]بوووووووووووم[/I] لكمة نارية مشتعلة آتية من جسم مشتعل محترق جاعلة الأقدم الكبير فالتشر يطير لمئات الأمتار حتى اخترقت الألف متر ثم الميل و لا زال جسده يطير ظهر صاحب الجسم المشتعل بينما شعره القرمزي و عينيه الحمراوين يلتهبان مع لون اللهب و كان هذا الشخص هو باسل نظر لأنمار فشاهد ما أصابها، حدق في جسم الأقدم الكبير فالتشر الطائر ثم أطلق نية قتله التي جعلت الحلفاء و الأعداء –كل سواء- يرتعدون منه، في حالته هذه، بدى كملك نار قرمزي، لا يمكن لأي شخص المساس به أو الاقتراب منه تكلم بنبرة قاتلة "مسست المقربين مني بسوء، و أنا أقسم لك، إني لست بتارك منك لحما و لا عظما" تجمد كازيمارو و شاهين مما حدث، الأقدم الكبير أُرسِل محلقا من قبل هذا الفتى لأكثر من ميل؟ و أيضا ما كل تلك القوة؟ بعد التركيز قليلا، تجد أن هناك عنصر آخر ممزوج مع عنصر النار كان شاهين يعرف أن باسل له عنصر التعزيز، و لم يعلم عن النار، لذا لما شاهد باسل يستخدم عنصر النار فقد ألوانه، هذا الفتى اخترق المستوى السابع؟ أما كازيمارو في الجهة الأخرى، فكان متفاجئا تماما مما حدث قبل قليل، لقد ظهر ذلك الفتى بسرعة كبيرة جدا، و الآن هناك عنصرين ممزوجين، لقد دعّم عنصر النار بعنصر التعزيز، قبل بعض شهور سمعوا عن هذا الفتى، و عرفوا أنه في المستوى الخامس، و الآن ها هو ذا أمامهم يستخدم عنصرين، إذن فقد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط عند هذه النقطة، ليس فقط الأعداء من صدموا، بل حتى الحلفاء، خصوصا الكبير أكاغي، فبعد رؤية باسل في حالته تلك، فهم ما يحدث، على الأقل عرف أن لباسل عنصر النار أيضا كسائر أعضاء العشيرة القرمزية لكن، هذا غير مهم في هذه النقطة، المهم هو وجود باسل هنا، فباسل لم يقم بما أخبره به الكبير أكاغي، هذا الأخير قد أراد فقط أن ينجوا الجميع من هذه المحنة و الخروج من هذا الوقت الحرج بسلام، لكن باسل قد أتى عكس ما أخبره أن يفعل لكن في هذه الحالة، لم يعرف الكبير أكاغي أي ردة فعل يجب يقوم بها، بالطبع هو خائف على باسل لأنه أتى للخطر، لكنه شاكر له لأنه أتى أيضا، فلو لم يفعل لكانت حفيدته قد ماتت في هذه الأثناء لذا اختار ردة الفعل الثانية، فبعد كل شيء، لقد كانت ستموت أنمار لا محالة، و بعدها سيحين دورهم، لكن مع باسل هنا، و انطلاقا من لكمته السابقة، و امتلاكه لعنصرين، فالقيام بردة الفعل الثانية و التي هي الشكر على قدوم باسل في الوقت المناسب هي ردة الفعل المناسبة هنا في هذه الأثناء، جسد الأقدم الكبير فالتشر الطائر توقف عبر رياح أحاطت به، حتى أنه كان قادرا على التحكم في سحر الرياح بشكل جيد للغاية لدرجة أنه جعله يحمله في الهواء و يجعله يطير و يحلق كما يشاء وقف الأقدم الكبير فالتشر في وسط السماء و حدق في باسل من بعيد، نظر للخدش على وجهه و عبس، تكلم بكل هدوء كما لو لم يحدث أي شيء "أمم، بالفعل لديه عنصرين، لكن لم تكن الضربة قوية نظرا لغضبه، أكبح نفسه أم ماذا؟ على كل، هو بالفعل لديه عنصرين، أي لا شك في أنه اخترق القسم الأول و دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، لكن مع غضبه ذاك كان يجب أن تكون لكمته تحمل قوة أكبر كساحر من القسم الثاني من مستويات الربط" لم يفهم بالضبط الأقدم الكبير فالتشر ما الذي يحدث، بالطبع باسل لم يدخل للقسم الثاني من مستويات الربط بعد، لكن أي شخص سيعتقد هذا بعد رؤيته يمتلك عنصري سحر، و الذي لم يفهمه الأقدم الكبير، هو أن شخصا في القسم الثاني من مستويات الربط يجب أن تكون قوته أكبر مما أخرج باسل و خصوصا في حالة من الغضب كتلك التي بها باسل حدق باسل في الأقدم الكبير الذي يتواجد بالسماء، عبس و أحكم قبضتيه، تلك اللكمة قبل قليل كانت تحمل معها كل قوته بالفعل، لكن ذلك الأقدم الكبير فالتشر لم يتضرر كثيرا و بدى كما لو أن هناك شخصا عاديا لكم شخصا عاديا مثله، يعني أنها كانت كتلقي ضربة جعلت وجنته تُخدش و تحمرّ قليلا فقط اقترب الكبير أكاغي من باسل و تكلم "ظننت أنني قد أخبرتك بعدم المجيء، فلما فعلت؟" لم يجب باسل مباشرة و حدق به، استرجع بعض الذكريات قبل دقائق من الآن قبل تكلم الكبير أكاغي مع باسل عبر خاتم التخاطر بقليل من الوقت، في الوقت الذي كانت المعركة الأخيرة قد انتهت باسل في تلك الأثناء كان جاعلا شخصا ضخما راكعا على ركبتيه بينما يمسك رقبته و يضغط عليها و أثناء تشديده الخناق على ذلك الشخص تكلم باسل "أيها المبعوث رضا (الذي أرسلته الأميرة الخامسة لباسل عندما أتى هذا الأخير لأول مرة للعاصمة)، لقد علمتك درسا جيدا ظننت أنك سوف تتذكره لبقية حياتك و تبتعد قدر إمكانك عن طريقي، لكن ما الذي يحدث هنا؟ لم أنت هنا؟" حدق المبعوث رضا بيأس في باسل، فبعد كل شيء، حتى هو لم يكن يريد الالتقاء به مرة أخرى، لكنه فقط كان يرافق أخت الإمبراطور و بناتها لحمايتهم في الطريق هو و العديد من الجنود الآخرين، فهو ليس بخادم للأميرة الخامسة، لكنه خادم لعائلة غرين، و في كل مرة و أين يكون، و هذه المرة كان يرافق أخت الإمبراطور و عندما كانوا في غرفة الكنز مختبئون، فجأة كسر الختم و فتحت البوابة، لذا لم يكن له أي خيار آخر سوى مهاجمة الشخص الذي يقبع وراء هذه البوابة، لكنه لم يظن أبدا أنه سيكون ذلك الوحش الصغير من ذلك الوقت نظر باسل إليه فقال مع زفيره متنهدا "يبدو أنني يجب أن أعدل على دروسي قليلا، فلا يبدو أنها قد كان لها مفعول كبير" ثم لوح بقبضته كاسرا عنق المبعوث رضا [I]كرررك[/I] سقطت جثته على الأرض، و هذا الأمر جعل كل الجنود الذين كانوا يحمون أخت الإمبراطور يرتعدون، و في حالة الرعب هذه انقضوا كلهم على باسل [I]ووووش[/I] قفزت أربع ظلال بسرعة خاطفة من وراء باسل و قطعوا الجنود الذين وصل عددهم للعشرة بسرعة خاطفة لقد كانوا قادة التشكيل، فقط شي يو التي لم تتحرك تقدم باسل للأمام ثم وجد أخت الإمبراطور ترتعد في مكانها بينما تتمتم "أنا أخت الإمبراطور، هل تريد المال؟ إن هذا هو الأمر فيمكنني جعلك أغنى شخص في هذا العالم؟ نعم يمكنك أخذ ما تشاء من هذه الغرفة" و هذه الغرفة التي كانت تختبئ فيها أخت الإمبراطور إلى جانب بناتها و الجنود الذين يرافقونهم كانت في الواقع غرفة كنز عائلة غرين، فبعد كل شيء هم أتوا إلى هنا آملين في الاختباء، لأن بوابة هذه الغرفة يمكن مقارنتها مع بوابة الحائط المحيط بالساحة الخارجية، بمعنى أنها لا تخترق بالنسبة لهم، لذا أتوا إلى هنا للاختباء ريثما تهدأ الأمور، فعندما كانوا بداخل القلعة الرئيسية، سمعوا أن ستة أشخاص أقوياء يقتربون، لذا هربوا لهذه الغرفة بسرعة تكلم باسل "أظن أنني بالفعل من أغنياء هذا العالم، هذا لا يثير اهتمامي" ارتعبت أخت الإمبراطور، فلا زال باسل يتقدم، لذا حاولت إقناعه بشيء آخر "إذا أنت تريد المكانة، سأجعل أخي الصغير لايت يقوم بجعلك قائد الحرس الإمبراطوري و حتى القائد العام لجيوش إمبراطوريتنا" تكلم باسل مرة أخرى بكل هدوء "أنا بالفعل القائد العام لجيوش الإمبراطورية، إمبراطورية الشعلة القرمزية" لم ينفع مع باسل أي شيء، لذا لم يتبقى لها أي خيار آخر سوى الانقلاب للتهديد، تكلمت بصوت مرتفع و مرتعب "أنا أخت الإمبراطور، إن مسستني فلن يغفر لك الإمبراطور، ابتعد، لا تقترب مني أيها الوحش" صرخت أخت الإمبراطور بجنون، و كذلك بدأ يفعل بناتها الثلاث الكبيرات، و هناك اثنتين صغيرتين، لم تقوما بأي تحرك أو حاولتا التكلم، فقط انكمشتا في مكانهما و عانقتا بعضهما البعض تكلم باسل "لن يكون هناك هذا الإمبراطور الذي تتحدثين عنه موجودا في ذلك الوقت أصلا، لكن أنا متفق معك في شيء مما قلته، نعم أنا وحش، لكن لحثالة مثلكم فقط" عندها فهمت أخت الإمبراطور أن نهايتها قد حانت، لكنها لن تستسلم بهذه السهولة، شحذت طاقتها السحرية و كذلك فعلن بناتها الثلاث الكبيرات، ثم انقضن كلهن على باسل [I]وووووووووش[/I] اختفى باسل من أمام ناظر أعينهم و في لحظة طارت رؤوسهم من مكانها في آن واحد عندها وجد باسل تلكما الاثنتين الصغيرتين تنكمشان بينما ترتعدان من شدة الخوف، حدق فيهما بعمق، و كذلك فعل قادة التشكيل به من الخلف، أحس باسل بنظراتهم الغريبة و خصوصا شي يو، لذلك تنهد ثم قال "كما قلت أنا وحش للحثالة التي لا أطيقها، لكن هاتين فتاتين صغيرتين لا ذنب لهما، لا تقلقي يا شي يو، لن أقوم بأي شيء سيضرهما، اعتني بهما ريثما ننتهي من الحرب، عندها سيكون من الأفضل لهما لو نسيتا أنهما من عائلة غرين" حدق باسل في الأنحاء، فهذه الغرفة غرفة كنز بعد كل شيء، قد لا يكون هناك أي شيء قد يثير اهتمام باسل، لكن لا بأس من أخذ نظرة، فبعد كل شيء، لقد سمع من الرئيس كورو أن الأمير الثاني قد استخدم سلاحا أثريا، لذا أراد أن يعرف إن كان هناك أي شيء هنا قد يكون له فائدة ما قام قادة التشكيل بالبحث في الأرجاء مع باسل، بالنسبة لهم، كل هذه الأسلحة النادرة و خرائط لمناطق محظورة، معلومات مفيدة عن أندر الوحوش، استعمالات عديدة لبعض أعضاء الوحوش السحرية، أحجار الأصل من المستوى السادس، و كل هذه القطع الأصلية الذهبية المتراكمة، شيء لأول مرة يرونه مجتمعا هكذا و بكل هذه الكمية في مكان واحد لذا كان هذا مثيرا لهم بشكل كبير، لم يكن باستطاعتهم الصبر و تحمل مثل هذا الإغراء، لذا تكلم باسل عندما رأى لعابهم يسيل "خذوا ما شئتم، اعتبروها غنيمة حربكم" انقض قادة التشكيل على الكنوز إلا شي يو التي لم تفعل، و بدل ذلك ذهبت لتعتني بالصغيرتين، أما الأربعة الآخرين، فقد أُعمِيَت عيونهم، و خصوصا شينشي، فعلى ما يبدو، لقد كان محبا للمال كثيرا ابتسم باسل على حالهم و نظر في الأرجاء، لم يجد أي شيء يثير اهتمامه كما توقع، لكن في جزء مظلم من الغرفة، كان هناك أشياء مهملة، و من بينها كان يوجد أشياء كأوراق ملفوفة، كانت هناك ثلاث مخطوطات رق، و الجلد الذي صنع منه هذا الرق يبدو غير مألوف، لكن باسل يذكر أنه رأى جلدا مشابها لهذا بعد التحديق لوقت طويل بها، عرف باسل ماهيتها، لقد استغرق منه هذا الوقت الطويل لاكتشافها لأنه لم ير واحدة تشبهها سوى مرة واحدة لمدة لا تزيد عن ثوان من معلمه، فالتي أراها له معلمه لم تكن بهذا التعقيد، و حتى الرق الذي كتب عليه كان مختلفا، لا شك في أن الجلد المصنوع منه هذا الرق مختلف عن الذي صنع منه الخاص بمعلمه، هذا يبدو كما لو أنه أكثر رقيا تكلم باسل بصوت مرتفع من دون أن يشعر "مخطوطات روحية ! ؟" التف الجميع و اقتربوا من باسل ليروا هذا الشيء الذي صدم حتى قائدهم، و عندما وصلوا، لاحظوا أنها مجرد أوراق بكتابة تشمل بعض التعاويذ الغريبة، لذا استغربوا سأل تورتش "لما أنت متفاجئ هكذا يا سيدي؟ هل هذه الأوراق الغريبة لها أهمية؟ فبعد كل شيء فقد وضعت في الجانب المظلم و أهملت" تكلم باسل مع نظرة متوهجة "لها أهمية؟" في يوم من الأيام، عندما كان باسل مع معلمه يشرح له عن بعض التقنيات الفريدة، ذكر له أمر المخطوطات الروحية هذه، لكن بما أنه لا زال بعيدا عن هذه المستويات، فقد ترك معلمه هذا الشرح معلقا، لكن الشيء الوحيد الذي عَلِمه باسل، كان أن هذه المخطوطات الروحية تحمل قوة روح ساحر روحي و يمكنها إطلاق هجمات من نفس مستوى ذلك الساحر الروحي، و فقط لصناعة واحدة منها يجب أن يصرف الساحر الروحي وقتا طويلا جدا و إرهاق روحه لدرجة لا توصف و في هذه الأثناء، عندما كان باسل سارحا بأفكاره، أتاه اتصال عبر خاتم التخاطر، لذا أجاب (ماذا هناك أيها الكبير أكاغي؟) بعد الاستماع لما قاله الكبير أكاغي، تغيرت نظرة باسل كثيرا، ما الذي قصده الكبير أكاغي بوجود عظيم؟ لما عليه أن يهرب؟ هذين السؤالين اللذين شغلا ذهنه كانا كافيين ليفهم أن أنمار و البقية يواجهون عدوا أقوى منهم بكثير في الحال توقف عن التفكير في أمر المخطوطات الروحية و وضعها في مكعب التخزين، لكن عندما كان يريد الخروج تفعّل ختم البوابة من جديد لذا كان سببا في تأخره أكثر، أسرع بكل ما يملك في فتحه، ثم فعل سحر التعزيز في كامل طاقته مما فاجأ قادة التشكيل أكثر، فهم قد فوجئوا بالفعل من تصرفات قائدهم بعد انتهاءه من الكلام عبر خاتم التخاطر عبس باسل بينما طاقته جعلتهم يتعرقون، تكلم بنبرة حادة "أنتم الأربعة لا يمكنكم استخدام إكسير التعزيز، بحر روحكم لا زال مرهقا و غير مستقر، لكن الأمر مختلف مع شي يو، هذه الأخيرة فلتشربه و أنتم الأربعة أحموها و الحقوني، سنحتاج لسحرها في كامل قوته، قد تكون هناك إصابات سيكون علينا الاعتناء بها سريعا" انطلق باسل كالرياح، و عندما اقترب من العدو فعل سحر النار في كامل قوته أيضا و الآن، إنه يستخدم لأول مرة السحرين معا في كامل قوتهما مع الإبقاء عليهما، لم تكن هناك أي مناسبة ليفعل بها هذا أو احتاج لذلك، ففي هذه الحرب، كان يحافظ على طاقته قدر المستطاع، فبعد كل شيء، لم يكن بإمكانه تجاهل تلك القطعة المفقودة في هذه الأثناء، أسرع قادة التشكيل بكل ما أملكوا من قوة لاحقين باسل، و عندما وصلوا صدموا من الوضع الحالي، تقريبا جميع القادة الكبار و السيدة الصغيرة كانوا في حالة مزرية أسرعت شي يو نحو أنمار و أرادت أن تعالجها، لكن أنمار وقفت كما لو أن ذلك الألم قد ذهب عنها و تشافت، تكلمت "أنا بخير، سارعي و عالجي الرئيس تشارلي و الاثنين الآخرين، فإصابتهما خطيرة جدا" "هذا...لكن..." تمتمت شي يو و حدقت في باسل، هذا الأخير بقي مركزا فقط على ذلك الأقدم الكبير، لاحظت أنمار هذا الأمر ثم قالت "أسرعي، لا تهتمي بإصابتي الخفيفة، حتى باسل سيقول لك هذا، أسرعي و ابدئي في معالجة القادة الثلاث" وقفت شي يو و أسرعت بينما يحيط بها قادة التشكيل من جميع الجوانب لحمايتها من أي خطر محتمل [I]ووووووش[/I] حلق الأقدم الكبير فالتشر بسرعة خيالية و وصل في ثوان، وقف في السماء بينما يحتقر بنظراته باسل، تكلم بنبرة تهديد "أيها الفتى، أتستخف بي؟ لماذا لم تستعمل كامل قوتك؟" ضاقت عيني باسل، هذا الوغد، يبدو أنه يعتقد أن باسل يوفر قوته، عبس باسل و استعمل سحر النار من تحت قدميه فكون عاصفة صغيرة حملته للسماء، فوقف أعلى من الأقدم الكبير بالسماء "حثالة مثلك لا يستحق استخدامي لقوتي الكاملة عليه" عبس الأقدم الكبير، حملق في باسل ثم ارتفع للسماء أعلى منه "حثالة؟ إن نادى الحثالة شخصا آخر بالـ'حثالة'، فلا تحمل الكلمة المعنى الحقيقي لها" ارتفع باسل أكثر منه، لقد ارتفعا لأكثر من 500 متر في السماء حتى الآن، تكلم باسل بينما يوجه نظره محتقرا الأقدم الكبير "أتتكلم عن نفسك يا أيها الحثالة؟" "همم ! " ظهرت العروق على وجه الأقدم الكبير فالتشر، بدأ يشحذ طاقته السحرية ثم تكلم بينما يرتفع في السماء "على الأقل يبدو أنك جيد في الكلام، لكن ماذا عن القتال الفعلي؟ لنرى إن كان يصل لمستواك في الجدال" "ها" صرخ الأقدم الكبير و أطلق طاقته السحرية، لقد كانت تفوق طاقة المستوى السابع بأضعاف كثيرة، حتى باسل تفاجأ من هذا الشخص الذي ارتفع حتى تساوى معه في المستوى بالسماء باسل و أنمار هما الوحيدين غير حلفاء العدو اللذين كانا قادرين على معرفة قوة هذا العدو بالضبط، فأثناء تدريبهما، ركز المعلم على تحسين إحساسهما لأقصى الدرجات، لذا عندما احتاج لفعل هذا، كل ما كان فعله هو جعلهم يجربون مستويات مختلفة، و هذا كان عن طريق استخدامه لقوة تصل للمستوى المنشود و جعل باسل و أنمار يقاتلانه باستمرار حتى حفرت قوة كل مستوى في أذهانهما و أجسادهما و أرواحهما هذين الاثنين ولدا بأفضل المواهب وجودا، لذا كان لهما إحساس قوي من الأول، و لم يمر وقت طويل حتى استطاعا صقل إحساسهما لأقصى الدرجات الممكنة في مستواهما الحالي لكن باسل لا يزال يفوق حتى أنمار، فبامتلاكه لعنصر التعزيز الذي يأتي من الطاقة الخارجية، كان قادرا على تقوية إحساسه عبر الشعور بالطاقة التي تدخل لبحر روحه عبر جسمه كلما فرغت قليلا، لذا أصبحت حواسه حادة أكثر و أكثر مع مرور الوقت ازدادت طاقة الأقدم الكبير مع مرور الوقت حتى أن باسل قد نزل بعض العرق من على وجنته، هذا الوضع غير جيد أبدا، لقد خدع العدو بأنه لم يستخدم طاقته الكاملة ريثما تأتي المساعدة، لكنه لا يعلم لمتى سيتسمر العدو في الانخداع هكذا بلغت قوة العدو ذروتها ثم قال "على عكسك، أنا سوف أستخدم قوتي الكاملة، لنرى إن كنت ستبقى مشددا على رأيك في عدم استخدامك لقوتك الكاملة عندها" عبس باسل و ضاقت عينيه أكثر، الآن يجب عليه الحرص على تضييع الوقت، لذا تكلم "كل ما فعلته هو رفع عنصرك الأول لأقصى الدرجات، هكذا لن يكون بإمكانك حتى منافستي" "هممف !! " استهجن الأقدم الكبير فالتشر، إن كنت تريد الموت بهذه السرعة، فلما لا أحقق لك رغبتك بما أنها ستكون الأخيرة، اعتبرها مني كشفقة على حثالة مثلك" حدق باسل في الأقدم الكبير و لم يتكلم، فقط ركز على الوضع الحالي، رأى ما خياراته و ما الذي يمكنه فعله و في نفس الوقت، شحذ الأقدم الكبير فالتشر عنصره الثاني، ثم صرخ "وحشي الفتخاء" عندها شوهدت ردة فعل على الوحشين اللذين لم يقوما بأي تحرك حتى الآن يرفعان أجنحتهما، خاف الكثير من الجنود، هل سيقوم باستخدام ذانك الوحشين المرعبين؟ حتى القادة الكبار المتبقين قد صدموا، لماذا يحاول باسل استفزاز العدو هكذا؟ لماذا يحاول جعل العدو يستخدم طاقته الكاملة؟ لم يعرف أي أحد المغزى وراء هذا الفعل، غير شخص واحد الذي بدأت الشكوك تراوده بالفعل حول أفعال باسل هذا الشخص لم يكن شخصا آخر غير أنمار التي تفهم باسل أكثر من أي شخص، فكرت في هذه الأثناء بداخلها "لماذا يحاول كسب الوقت؟ أينتظر مساعدة من شخص ما؟ الوحيد القادر على حل هذا المشكل بشكل مؤكد هو المعلم فقط، لكن المعلم لن يظهر نفسه أبدا، فإن أنقدنا الآن سيعرضنا لخطر أكبر فقط على حسب ما قاله، أنا لا أعلم لماذا بالضبط لا يريد من أي أحد أن يكتشف أنه معلم باسل، لكن يبدو أن هذا الأمر مفروغ منه" عندها تذكرت أنمار أمر باسل و امتلاكه لعنصرين و بنيته الغريبة خلاف الأشخاص العاديين، لذا بالطبع ربطت هذا مع ذاك في هذه الأثناء حدق باسل بالأقدم الكبير ثم تكلم "إذا عنصرك الثاني هو الاستدعاء، وحشي الفتخاء من القسم الأولي من المستوى الثامن، و أنت من المستوى التاسع، و بالضبط في القسم المتوسط" "هوه ! إنك تعرف أمورك جيدا" قالها الأقدم الكبير مع حملها لنبرة سخرية من باسل هذا بالتأكيد شيء مذهل معرفته لمستوى وحشي الفتخاء بالضبط، فبالنسبة لمستوى الأقدم الكبير، كان عاديا بالنسبة لشخص دخل للقسم الثاني من مستويات الربط أن يعلم مستواه عندما يشحذ الأقدم الكبير طاقته، لكن معرفة حتى مستوى الوحشين اللذين لم يقوما بشحذ طاقتهما بعد كان مذهلا لكن ما لا يعلمه الأقدم الكبير هو أن باسل حتى من دون أن يكون قد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، فقد كان قادرا على الجزم و المعرفة بإحساسه الخارق [I]ووووووش-رفرفة[/I] تحرك جناحي وحشي الفتخاء فجلبوا معهما العواصف، و أثناء محاولتهما الطيران، أطلقا صراخا جعل كل من يتواجد في الساحة يصبح أصما للحظات *إيييييييييييييييك" صوت رقيق لكن مرتفع جدا، و مع ارتفاع هالتهما ضغطا على كل الموجودين أثناء محاولتهما الطيران، بمجرد ما أن ارتفعا في السماء حتى صنعا طريقا غير مرئي في كل ضربة من أقدامهم، كانا يرفرفان للارتفاع، و الضرب بقدميهما لصنع الطريق، و بهذا شقا طريقهما نحو السماء كانا مظهرهما راقيا كثيرا، ذلك المنظر الخلاب الذي يخلفانه وراءهما في كل رفرفة و ضرب بأقدامهما على الطريق الغير مرئي كان جميلا بشكل لا يوصف، في الحقيقة، فقط عند ضربهما بقدميهما يتكون الطريق الغير المرئي، أما قبل ذلك فلا يكون موجودا كانت العربة مملوءة بالنقوش الغريبة، هذه النقوش كانت تشبه صقورا تركب أسودا، مما أعطى شكلا خلابا لرمز حكم الأرض و السماء معا، و كانت العربة موصولة بالوحشين برباط منقوش بنقوش أثرية لذا حلقت العربة بعد أن توهجت النقوش التي عليها، بعد أن مرت الطاقة من خلال الرباط و وصلت لنقطة الالتقاء بالنقوش على العربة، هذه الأخيرة تشكل من تحتها طريق كالذي صنعه وحشي الفتخاء و حلقت تبعا لإرادتهما بعث شكل هذين الوحشين على اتحاد حاكمي السماء و الأرض الطبيعيين، رفرفا و استخدما عنصر الرياح لزيادة سرعتهما [I]ووووووش[/I] انطلقا بسرعة كبيرة و وقفا وراء الأقدم الكبير، هذا الأخير استهجن و قال "أيها الحثالة، سأجعلك تعرف مقامك، و هذا سيكون عن طريق موتك" عندها فكر باسل في قوتي الوحشين، لقد كان لديهما سحر الرياح كالعنصر الأول الخاص بالأقدم الكبير، لذا كان هذا إضافة كبيرة، فهما سيعززون قوى بعضهم البعض و ينتجون هجمات ذات مدى أوسع و قوة أكبر، بكثير عندما يكون لأي شخص عنصر الاستدعاء، فهذا الأخير يكون باستطاعته استعداء نوع واحد من الوحوش السحرية بعد أن يقوم بعقد الاستدعاء معها، فمثلا قد يكون بإمكانه استدعاء الوحوش السحرية التي تستخدم النار، أو التي تستخدم سحر التعزيز، لكن المهم هو أن سحر الاستدعاء الخاص به يكون قادرا على استدعاء وحوشا سحرية بعنصر واحد محدد و الوحوش السحرية عندما تخترق المستوى السابع و تدخل للقسم الثاني من مستويات الربط، لا تمتلك عنصرا ثانيا، لكن في المقابل تمتلك قدرة (ميزة) إضافية تستخدم عن طريق الطاقة الخالصة باسل لاحظ قدرة وحشي الفتخاء على صنع طريق لهما في السماء، لكن لا يجب أن تكون هذه هي كل قوتهما فقط، لابد من أن هناك امتداد لهذه القدرة أجاب باسل بالنظر إليه نظرة احتقار "همف، لا زلت لم تصل للمستوى المطلوب يا أيها الحثالة" و لا زال باسل يحاول كسب الوقت، لكن يبدو أن هذا هو أقصى ما يستطيع كسبه عن طريق الكلام، و الآن حان وقت القبضات لتدخل الحدث قفز الأقدم الكبير فالتشر للخلف ففتحت العربة من الفوق و دخل إليها وقف و بإشارة من يديه، رفرف وحشي الفتخاء و صرخا ثم استخدما سحر الرياح مرة واحدة [I]فووو[/I] [I]فووو[/I] تكون إعصارين بجانبي باسل، ضغطهما لم يتيحا له أي فرصة للهرب، و قوة دورانهما جعلت بعض الجنود يطيرون، مع أنهم مرتفعون في السماء إلى أن قوة هذين الإعصارين قد جعلتهم يركزون على أقدامهم ليستطيعوا الوقوف، و منهم من لم يستطع و قذف لعشرات الأمتار، و آخرين قد جذبوا للإعصار، و قبل أن يفعل باسل أي شيء حتى تناثرت قطع أجسادهم في كل اتجاه و مكان هؤلاء الجنود كانوا من المستوى الأول فقط، و بعد أن استيقظوا من غيبوبتهم التي سببها ضغط الأقدم الكبير سابقا، واجهوا مصيرا بائسا كهذا، و بسببهم عرف الجميع هنا قوة ذانك الإعصارين غايرو و كاي اللذان يعرفان بأخوا القطع خجلا من اسمهما، أي قطع كانا يقومان به؟ إن كانا يسميا بثمل هذا الاسم، فما الذي يجب أن يسمى به الشخص أو الوحش القادر على القيام بمثل هذا الهجوم الشنيع ! ؟ عبس باسل في الحال، تشتَّتَت أجساد حلفائه لقطع من دون أن يكون قادرا على فعل أي شيء، لكن وقت الأسف ليس الآن، فالإعصارين ليسا فقط يستمران في التقدم نحوه، لكنهما يزدادان قوة مع الوقت فكر باسل لقليل من الوقت، إن نزل للأرض الآن سينجو، لكنه سيعرض الكثير للخطر معه، مع أن اعتماده على سحر النار في الطيران يكلفه طاقته السحرية المهمة، لكنه يتجنب فقدانها كثيرا بسبب استخدامه للقليل من عنصر النار و تعزيزه بعنصر التعزيز الغير محدود مؤقتا لذا خياره الوحيد هو الطيران للأعلى، زاد باسل من سرعة عاصفة النار الصغيرة فحلق للأعلى الأقدم الكبير الذي لاحظ هذا الأمر، ابتسم و سخر "همف، لقد جنيت على نفسك فقط بظنك أنك قمت بالخيار الصحيح" أخطر شيء في سحر الاستدعاء، ليس أنه يمكنه استدعاء كمية من الوحوش لتساعده، و إنما قدرته على التحكم في سحرهم حتى، و كما لو أنه سحره الخاص فقط بنيَّته، و حركة واحدة منه تشكلت في التقاء راحتي يديه مطلقتان صوت تصفيق، حتى كان الأقدم الكبير قادرا على التحكم في الإعصارين و جعلهما يندمجان و يشكلان معا إعصارا يبدو أصغر في الشكل و أنحف، لكن قوة دورانه كانت لا تصدق، حتى أنه بدأ يتكهرب تكلم الأقدم الكبير فالتشر "حسنا، و الآن، لما لا نضيف بعض النكهات، هااا" صرخ بتلك الكلمة الأخيرة فتكون حول الإعصار حاجز غير مرئي، هذا الحاجز كان يشبه الطريق الذي صنعاه وحشي الفتخاء سابقا عبس باسل و تكلم بداخله "اللعين، لقد تدرب حتى على التحكم في قدرة وحشيه جيدا" عرف باسل أنه إن أصيب بهذا الهجوم فسوف يتلقى أضرارا لا تحمد عقباها، لكن حتى و لو عرف هذا، فلا يعني أنه قادر على فعل شيء أمامه، حتى باسل في هذه المرحلة قد انتهت خياراته "اخترق و اقتل" صرخ الأقدم الكبير فانطلق الإعصار بسرعة جنونية، باسل الذي في السماء لم يكن باستطاعته مراوغة مثل هذا الهجوم السريع [I]زززززززك[/I] تلاقى الإعصار بسيفي باسل الذي أخرجهما في آخر لحظة عندما وجد نفسه محاصرا، لكن حتى هذين السيفي الأثريين من الدرجة الثالثة بدأ يظهر عليهما عدم القدرة على التحمل. مع استمرار صوت الاحتكاك، استمر الإعصار في محاولة اختراق باسل الذي حلق لمئات الأمتار حتى الآن و لا زال يُدفع من قبل الإعصار صرخ باسل بجنون و رفع عنصر التعزيز لحده الأقصى، عنصر التعزيز الذي كان في المستوى السابع، أصبحت طاقته تفوق ذلك المستوى بكثير لكن مع أنه رفع عنصر التعزيز لأقصى حد، فلا زال غير كاف، دمج عنصر النار، توهج السيفين الأثريين و انفجرت النيران مرة واحدة منهما، لقد كان باسل يدافع بهما على شكل X ارتفع كذلك عنصر النار لأقصى درجة، و بتعزيزه بعنصر التعزيز الذي كان طاقته كبيرة و غير محدودة، أصبح السيفين الأثريين نفسهما النار، وصل تحكم باسل في سيفيه الأثريين لدرجة مخيفة، هدأت النيران و بدت كما لو أنها اندمجت مع السيفين و ليست تخرج منهما و مع هدوء النيران حتى أصبح السيفين الأثريين عبارة عن لهبين (من لهب) أصفرين مائلين للأحمر في شكل سيفين و التف حولهما خيط طاقة رفيع باللون الأزرق الفاتح صرخ باسل و استخدم كل طاقته الجسدية مع إبقاءه تركيزه على سيفيه، ثم لوح حتى وصلت يداه خلف ظهره [I]بششششش[/I] تبدد الإعصار، في هذه اللحظة، كل شخص قد صدم، حلفاء كانوا أم أعداء، لكن الشخص الذي تلقى الصدمة الأكبر كان الأقدم الكبير فالتشر، لم يعلم أي أحد غيره عن مدى قوة الهجوم الذي نفذه لقد كان ذلك في الأول هجوما من وحشي الفتخاء، لكنه بتحكمه في سحرهما و قدرتهما، كان قادرا على تعزيزه بسحره ذو المستوى التاسع، لقد كانت هجمة لا يمكن حتى لساحر من المستوى التاسع أن يصدها لكن فتى مثل هذا كان قادرا على صده، ببساطة كان هذا غير معقول، و ما الذي يحدث بالضبط؟ ما تلك القدرة الجنونية على التحكم في السلاح الأثري؟ يقال أن الكمال في التحكم بالسلاح أو الدرع الأثري، تكون في دمج العنصر معهما، لكن هذا الفتى لم يقم فقط بدمج عنصر واحد مع سلاح أثري واحد، و إنما عنصرين مع سلاحين أثريين دمج العنصرين معا وحده عمل صعب، و دمج عنصر واحد مع سلاح أثري أصعب، و دمج عنصرين مع سلاح أثري أكثر صعوبة، أما دمج عنصرين بسلاحين أثريين، فلا يمكن القول عنه سوى أنه شيء في متناهى الاستعصاء دهش الأقدم الكبير فالتشر من هذا الأمر كثيرا، لكن الغريب في الأمر هو تفاجؤ باسل أيضا، فهو في مثل هذا الموقف الصعب و الشاق، كان قادرا على تطوير مهارته لهذا الحد، عندها لسبب ما تذكر كلام معلمه أثناء تدريبه بوادي الظلام العميق (لديك ذكاء يجعلك عبقريا في المعارك) (إنك حقا عبقري في المعارك) لقد قال له معلمه هذا الكلام أكثر من مرة، لكن كونه عبقري في المعارك لا يقتصر فقط على استراتيجياته و خططه و كيفية تعامله و استجابته أثناء المعركة، بل أيضا التطور، سواء من ناحية العقل أو من ناحية القوة، و هذا كان سببا في جعله ينمي تحكمه في سيفيه الأثريين لهذه الدرجة من الكمال تمكنه من التطور أثناء المعارك، فكر باسل في أن مثل هذه الموهبة التي يملكها، قد تكون أفضل شيء يملكه حتى لو كان يمتاز عن الآخرين بعنصر إضافي بعد قليل من الوقت، استعاد الأقدم الكبير رشده، لقد اندهش كثيرا، لكنه فجأة صنع وجها يعبر عن اكتشافه لأمر ما أو ظهور فكرة ما في عقله عبس و حملق في باسل ثم تكلم "أيها الفتى، ليس أنك لا تستخدم طاقتك الكاملة، لكن تلك هي حدودك، بمشاهدتك تستخدم أسلحة من الدرجة الثالثة فقط، قد أكدت شكوكي، لا أعرف بالضبط ما السبب في انخفاض طاقتك و هالتك و ضغطك و ضعف حضورك بالنسبة لشخص دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، لكن بما أنك ضعيف لهذه الدرجة، فلست بحاجة للتراجع" كان الأقدم الكبير فالتشر في الحقيقة يقمع نفسه و يحاول الإبقاء على طاقته السحرية قدر المستطاع، فمعركة بين ساحرين ترتكز غالبا على الطاقة السحرية، من يمتلك القدر الأكبر، غالبا ما يكون الفائز، لكنه الآن قد اكتشف أن طاقة باسل قليلة، لذا لن يتراجع بعد الآن و سوف يستخدم الطاقة الغاشمة لإبادة عدوه ضاقت عيني باسل، لقد اكتشف ذلك الوغد هذا الأمر، لو أن العدو لم يكتشف، كانت المعركة لتطول أكثر، لأن الأقدم الكبير سوف يدخر طاقته و يستعمل القليل فقط، و في المقابل سوف يستخدم باسل طاقته الكاملة، و بهذا ستكون المعركة متساوية لبعض من الوقت لكن العدو كانت حواسه حادة و اكتشف هذا الأمر بسرعة، لكن هناك شيء واحد لا زال لا يفارق ذهنه أبدا، ذلك الفتى عندما ظهر أمامه لم يظهر عليه أي علامات من الإرهاق، إذا لما طاقته منخفضة لهذه الدرجة؟ لم يفهم الأقدم الكبير مهما حاول، فهو لن يتخيل أبدا أن هناك شخص بعنصرين بالقسم الأول من مستويات الربط، هذا الأمر غير موضوع في قائمة الاحتمالات حتى حدق باسل في سيفيه الأثريين، و ركز على عنصر النار، هذا الأخير لم يتبقى منه الكثير، و في الجهة الأخرى، لا يمكنه استخدام عنصر التعزيز لمدة أطول، ففي كل مرة تتوغل الطاقة الخارجية لجسده، يتسبب له هذا في إرهاق روحه و جسده أكثر "المستوى السادس من عنصر النار غير كاف، هاه ! " تكلم باسل و عبس، عنصر النار الخاص به في المستوى السادس فقط على عكس عنصر التعزيز، فهذا الأخير لم يزدد عن طريق تنميته بالتدريب الشاق كعنصر النار، عنصر التعزيز كان ينمو عبر إكسير التقوية، هذا السبب الأصغر، أما السبب الأكبر، فهو ضعف الختم الموضوع عليه مع مرور الوقت للدقة، ليس مع مرور الوقت، و لكن مع تقدم باسل في المستويات، كل ما ارتفع باسل بمستوى، أو حتى بقسم، فالختم الموضوع عليه لمنع انجذاب الطاقة الخارجية إليه يضعف، مما يتسبب في ازدياد الكمية التي تتوغل لجسده وُضِع هذا الختم عليه بهذه الطريقة لأنه لا يمكنه تحمل موجة الطاقة الخارجية الضخمة و الغير محدودة للأبد، فبالختم، كانت تتوغل لجسده القليل من الطاقة الخارجية، و كلما فرغت، امتلأت مرة أخرى كان الأمر كما لو أن الختم يمنح للطاقة الخارجية مكانا لتسكن به فقط، و بهذا نجى باسل، لكن، في كل مرة ترتفع فيها قوة باسل، في كل مرة تزداد طاقة عنصر النار الخاص به، كلما كبر سكن الطاقة الخارجية و الآن، عنصر النار الخاص به في القسم النهائي من المستوى السادس، و بهذا كان سكن الطاقة الخارجية واسع لتحمل طاقة تفوق المستوى السابع، مما يعني أن الختم قد ضعف كثيرا بالفعل، و يبدو أن عنصر النار الخاص به كلما اقترب من المستوى السابع كلما ضعف الختم بشكل أكبر، حتى أنه بدأ يرى اقتراب انكسار الختم كليا لكن عندما يحدث مثل هذا الأمر، فسوف يتعرض باسل لموجة من الطاقة الخارجية غير محدودة، و لوقت غير محدود من الوقت، و في ذلك الوقت، إن لم يكن قادرا أو مكتسبا القدرة على التحكم في الطاقة الخارجية، فسوف يهلك عبر انكسار بحر الروح "هاا" صرخ الأقدم الكبير ثم توجه نحو باسل بالعربة بأقصى سرعة يملك، سرعة العربة على الطريق الغير المرئي مدعمة بسحر الرياح، كانت لا تصدق، و كان بإمكانها قطع الأميال في ثواني صرخ وحشي الفتخاء ثم رفع الأقدم الكبير يده للأعلى و رفرف الوحشين تباعا له، ثم أنزل يده مع صراخه "ألف رمح" في الحال تكون فوق باسل آلاف الرماح الضخمة التي وصل طولها للمترين، و كلها كانت عبارة عن رياح تتكهرب من شدة احتكاكها بنفسها، رمح واحد منها كاف ليجعل ساحر من المستوى السادس يرتعد عبس باسل، لكنه لم يتراجع، و عوض ذلك استخدم عنصر التعزيز بجنون، السيفان اللذان على شكل لهبين و يحيط بهما خيط طاقة رفيع، اهتزا و لمعا، و الخيط الرفيع الأزرق الفاتح أصبح أكثر وضوحا من قبل أنزل الأقدم الكبير يده نحو الأسفل، فتوجهت الرماح كلها في نفس الوقت نحو باسل، كل من شاهد هذا المنظر بقي منتظرا موت باسل فقط، لكن ذلك الأخير حرك سيفيه المتوهجين و شرع في الهجوم هو الآخر كدفاع [I]ززن[/I] [I]ززن[/I] [I]ززن[/I] تحركت يدي باسل بسرعة خارقة، طاقة عنصر التعزيز فاقت المستوى السابع بالفعل و وصل لمرحلة لا تصدق، أصبح باسل يتحرك حتى بدأ يظهر كما لو أن له العديد من الأذرع، آلاف الرماح توجهت إليه مرة واحدة، لكنه قام بصد رمحا تلو الآخر بسرعة غير معقولة و مع ذلك، مع مرور الوقت كانت تظهر عليه علامات التعب، لكنه مع ذلك لا زال يستخدم عنصر التعزيز و يزيد من قدرة تحمله، لكن في المقابل كان بحر روحه يُرهق أكثر و أكثر آلاف التلويحات من أجل إيقاف آلاف الرماح القادرة على قتل سحرة من المستوى السادس، هذا الأمر لا يمكن لشخص حتى من المستوى الثامن فعله، فبعد المئات و الألف و الألفين سيتعب و سيتعرض للإصابة للعديد من الرماح، لكن هذا في حالة عدم قيام هذا الساحر من المستوى الثامن بهجمة مضادة مثل هذا الأمر كان ناجحا بالنسبة لباسل فقط لسببين، كونه يمتلك سحر التعزيز الغير محدود مؤقتا، و امتلاكه لسيفيه الأثريين، هذا السبب الأخير لا يمكنه التأثير بشكل كبير في مثل هذه الحالات، لكن في حالة كان الشخص يمكنه التحكم في السلاح الأثري لدرجة الكمال، فحتى هذا السلاح الأثري من الدرجة الثالثة سيكون كسلاح أثري من الدرجة الخامسة انقسمت الأسلحة الأثرية لسبع درجات - الدرجة الأولى، و التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى الرابع و الخامس - الدرجة الثانية، التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى السادس - الدرجة الثالثة، التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى السابع - الدرجة الرابع، هنا لا يمكن لشخص استخدام مثل هذا السلاح الأثري أبدا ما لم يكن قد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، و يستطيع استخدامه سحرة المستوى الثامن و التاسع - الدرجة الخامسة، التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى العاشر - الدرجة السادسة، التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى الحادي عشر و الثاني عشر - الدرجة السابعة و الأخيرة، و التي يستطيع استخدامها سحرة المستوى الثالث عشر و الرابع عشر سمع ذات مرة باسل من معلمه، أن الشخص لو وصل للكمال في التحكم بسلاح أثري من الدرجة السابعة سيكون قادرا على مواجهة سلاح خاص بـ'سيد روحي' لبعض الوقت، أي يمكنه أن يجابه سلاحا من نطاق 'الأرض الواسعة' لبعض الوقت لكن 'السيد الروحي' الذي يعتبر خبيرا من نطاق 'الأرض الواسعة'، سيكون هو الرابح في نهاية المطاف، فساحر من مستويات الربط لا يمكن مقارنته بساحر روحي تزداد درجة تحكم الساحر في سلاحه الأثري كلما ارتفع في المستوى، فمثلا بالنسبة لسلاح من الدرجة الرابعة، سيكون لِساحر من المستوى الخامس الأفضلية في التحكم فيه من ساحر من المستوى الرابع مع أنهما باستطاعتهما استخدام نفس الدرجة، إلى أن الشخص الذي يكون بمستوى أكبر تكون له الأفضلية في درجة التحكم، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن من بالمستويات العليا يكونون دائما أفضل في التحكم، ارتفاعهم في المستوى فقط يزيد من قدرتهم على التحكم فمثلا، هناك ساحر من المستوى الخامس، لكنه أضعف في التحكم من ساحر بالمستوى الرابع، مع أن ارتفاعه بالمستوى يمنحه أفضلية، لكن إن كان أقل موهبة من ساحر المستوى الرابع في التحكم أصلا، فحتى أفضليته (مستواه أعلى) لن تكون كافية ليتغلب على ساحر المستوى الرابع في التحكم و من يصل للكمال بالتحكم في السلاح الأثري، يكون بإمكانه مواجهة أسلحة من درجة أكبر، كحال باسل الآن، سلاحه من الدرجة الثالثة، لكنه مع ذلك يمكنه مجابهة سلاح أثري من الدرجة الخامسة، بشرط ألاّ يكون تحكم صاحب السلاح الأثري من الدرجة الخامسة قد وصل للكمال أو اقترب منه باسل الآن يستخدم سلاحا أثريا من الدرجة الثالثة، هذا الأمر مستحيل بالنسبة له في الأحوال الطبيعية كساحر من المستوى السادس، لكن بامتلاكه عنصر التعزيز الذي فاق حتى المستوى السابع، كان بإمكانه استخدام عنصر التعزيز أولا على السيفين الأثريين و من تعزيز عنصر النار دائما ليكون قابلا لاستخدام سلاح أثري من الدرجة الثالثة لكن معنى أنه يقوم بتعزيز عنصر النار، ليس أنه يجعله يرتفع في المستوى، فهو يعزز عنصر النار بعد أن يستخدمه، فلا يمكن لعنصر أن يتداخل مع الآخر بداخل بحر الروح أبدا، فإن حدث هذا، عندها سيكون هناك عدم استقرار قد يؤدي لانكسار بحر الروح تعجب بالفعل الأقدم الكبير مما فعله باسل، لكنه استل سيفه السحري و صرخ بينما يلوح به "قطع الهواء" و بتلويحه بدا كما لو أنه يقطع الهواء حقا، لكن ما حدث بالضبط كان تجمع الرياح حول سيفه و انطلاقها على شكل موجة حادة ضخمة للغاية حتى باسل عندما شاهد هذا الهجوم قد فوجئ قليلا، لكن مع ذلك، هو لديه سلاحين أثريين على عكس العدو، و سيفيه في هذه الأثناء يفوقان قوة سيف عدوه تقدم باسل و قطع [I]زبام[/I] قطع الموجة الضخمة و توجه نحو الأقدم الكبير الذي تحكم في وحشيه و اللذين بدورهما تبعا إرادته و ضربوا بأقدامهم في السماء فكونوا الطريق الغير مرئي، و بعدها قاموا بالضرب مرة تلو الأخرى، فصنعوا عدة طرق تبعا لإرادتهم، تحركت الطرق و تشكلت ثم كونت رمحا غير مرئي، وصل طول الرمح للعشرة أمتار، كانت مقدمته أسطوانية، كان الطريق الغير مرئي كما لو أنه حاجز يتشكل طبقا لإرادة مستخدمه وقف الرمح الغير مرئي في السماء من دون تحرك، ثم عندها ابتسم الأقدم الكبير و صرخ "إنها لحظات موتك أيها اللعين، ذق عذاب أقوى هجوم أملكه، حتى لو جلبت ساحر من المستوى العاشر فسوف يصبح نصف ميت بتلقيه مثل هذا الهجوم" كان الأقدم الكبير واثقا جدا، وضع سيفه السحري في مكعب التخزين و أخرج سيفا أثريا، هذا السيف الأثري كان شكله متعرجا و نقوشه كانت أكثير توهجا عندما شحذ الأقدم الكبير فالتشر طاقته به، أخذ وضعية أفقية لسيفه الأثري و شحذ طاقته لآخرها، و كذلك فعل وحشي الفتخاء، و في نفس الوقت، قام بتوجيه سيفه للأمام نحو مؤخرة الرمح الغير مرئي بقوة خارقة مع تكوين الوحشين لرياح توجهت نحو مؤخرة الرمح الغير مرئي كذلك فانفجرت الرياح خلف الرمح الغير مرئي و انطلق بسرعة هائلة كما لو أنه عبارة عن رمح برقي باسل الذي شاهد اندفاع تلك الطاقة الغير معقولة نحوه لم يعرف كيف يتعامل بعد الآن، قد يكون الرمح غير مرئي، لكن لا زال بإمكان الساحر الشعور به، فهو مكون من الطاقة السحرية الخاصة في لحظة قطع مئات الأمتار و وصل لباسل الذي دافع بكل ما يملك من قوة، استخدم سيفيه الأثريين من الدرجة الثالثة بتحكم في مرحلة الكمال، و مع ذلك لا زال الأمر بلا فائدة، استخدم سحر التعزيز بجنون و مع ذلك كان هذا بلا فائدة، نفذت خياراته حقا هذه المرة قاوم السيفين تحت تحكم باسل بجنون و دفعا مع مالكهما لمئات، لا، آلاف الأمتار، حلق باسل في السماء بغير إرادته بينما يعاني، عضلاته تقترب من الانفجار و بدأ يسمع بعض الأصوات من تحطم عظامه [I]بااااااام[/I] تناثرت الدماء في السماء، كان باسل قادرا على صد الرمح، لكنه لم يكن قادرا على منعه من تسببه له في جراح بالغة، عظام ذراعيه تحطمت، و قبل أن تتحطم العظام انفجرت العضلات، فخرج الدم كالشلال من دون توقف تحطمت أكثر من ست ضلوع، و تمزق لحمه، هذه الهجمة كانت مروعة للغاية، كلام الأقدم الكبير لم يكن من فراغ، فهذه الهجمة الآن جعلت باسل في الموقف الأضعف نهائيا من دون شك، استخدم الأقدم الكبير بالفعل الكثير من طاقته، التحكم بعنصر الاستدعاء في الوحوش التي استدعاها لكل هذا الوقت لوحده مرهق، لكن التحكم في سحرهم و قدرتهم، هو أمر شاق كثيرا حتى هو لهث كثيرا بعد هذا الهجوم، فقط عنصر الرياح الخاص به الذي لا زال مرتفعا قليلا، لكن الإجهاد من انخفاض عنصره السحري بسبب استخدامه الجنوني له كان كبيرا شحب الجميع من المشهد أمامهم عندما تناثرت الدماء الخاصة بباسل في كل مكان، بالكاد يحافظ على وعيه، كل تلك الآلام و لا زال واعيا لأمر مذهل بالفعل، لكنه لم يعد باستطاعته الإبقاء على عاصفة النار الصغيرة لتحمله بالسماء فعندما كان يدفع للوراء لآلاف الأمتار كان تركيزه بالكامل على صد الرمح، لذا كان يحتاج لأي قطرة يملكها من السحر، جمع كل ما يملك من طاقة و استخدمها لمقاومة تلك الهجمة الخارقة فتح الكل أفواههم من الصدمة، ما هذه اللعنة التي نزلت عليهم؟ ما كان ذلك الهجوم قبل قليل؟ أذلك ممكن القيام به من طرف البشر؟ الأقدم الكبير فالتشر كان من بين المصدومين أيضا، إن كانت هذه الهجمة ستجعل من ساحر بالمستوى العاشر نصف ميت، فمن المؤكد أنها ستقتل هذا الفتى، لكن هذا الأخير مع ذلك خرج من هذه الهجمة نصف ميت فقط في هذه الأثناء سقط جسم باسل من السماء، كان وعيه مشتتا، بالكاد يستطيع فتح عينيه، لكنه لو نزل من هذا الارتفاع، فلا شك أنه سيتلقى أضرارا بالغة أخرى [I]وووووووووووش[/I] مر ضوء أزرق من بين الجميع بسرعة كبيرة جدا، كازيمارو الذي كان يتمتع بقتال الأقدم الكبير لاحظ هذا الشخص، أراد أن يفعل شيئا ما لكن أحجارا مدببة من جميع الجهات وصل عددها للعشرات استهدفته شاهين حدق في الجهة التي أتت منها الأحجار فلاحظ عندها شخصا ما بدرع ذهبي بندبة على طول جبهته، تغيرت الابتسامة على وجهه لتصبح عبارة عن تعبير قلق، تكلم بعبوس "إمبراطور إمبراطورية الرياح العاتية 'غلاديوس'، لقد وصل ! " أنمار كانت متوجهة للمنطقة التي سيسقط فيها باسل، كانت نظراتها مرتعبة للغاية، لم يكن بإمكانها سوى الشعور بالقلق على أن يموت باسل، لكنها في الحال نفت هذه الأفكار و وضعت تعبيرا حازما على وجهها، مع يديها المتحطمتين استمرت في الجري، و مع ذلك لاحظت أنها لن تصل في الوقت المناسب [I]ووووووووش[/I] مر من جانبها ضوء أزرق مكهرب، وقفت متفاجئة في مكانها ثم تمتمت "الجنرال رعد ! ؟" كانت هوية الضوء الأزرق المكهرب الجنرال رعد، كان شكله هذه المرة راقيا كثيرا، كان سحر البرق يحيط بجسده و يتكهرب، مما عزز قدراته الجسمانية و جعله ينطلق كالبرق بسرعة كبيرة جدا وصل في الوقت المناسب و أمسك بباسل حدق في باسل و تكلم "لسوء الحظ، يبدو أن حدسك هذا كان صائبا بعد كل شيء أيها الفتى القرمزي" تكلم باسل بعدما حدق في صاحب ذلك الصوت "همف، لقد تأخرت أيها الرجل الأشقر" "مع أنني أتيت بكل ما أملك من سرعة؟" قالها الجنرال رعد و تنهد أجاب باسل "إن كانت هذه سرعتك القصوى، فأنصحك بالتدرب أكثر على تحسينها" حملق الجنرال رعد في باسل ثم غير الموضوع بقوله "إذا ما نحن بفاعلين؟" قبل وصول باسل لساحة المعركة، في طريقه قام باستخدام خاتم التخاطر و تكلم مع الجنرال رعد مخبرا إياه كي يأتي ظهر تعبير غريب على باسل بينما يتكلم عبر خاتم التخاطر (الإمبراطوران قد وصلا ! ؟) تعجب باسل، لقد وصله هذا الخبر قبل حوالي شهرين، سمع من الكبير أكاغي بقدومهما، لذا حاول إنهاء هذا الأمر قبل وصولهما، لكن مثل هذا العائق لم يكن متوقعا، و الاستقبال الذي كان ينوي إعداده للإمبراطورين بصفتهم في إمبراطورية الشعلة القرمزية قد ألغي لكنه عندها ابتسم، و تكلم مع الجنرال رعد (أيها الرجل الأشقر، اجلبهما معك، قلت أنهما قد جلبا معهما بعض المحاربين الأشداء، سيكونون ذوي عون، فلتأتي بسرعة) بالعودة للحاضر بعد سؤال الجنرال رعد، حدق باسل الأقدم الكبير ثم عبس، فوجه الجنرال رعد نظره للاتجاه الذي وجهه إليه باسل في هذه الأثناء [I]بووم[/I] انفجار من الرياح جعل عشرات الكرات الحجرية تحلق في كل مكان، هرب الجنود منهم بكل ما يستطيعون، الكرة الحجرية الواحدة كانت كبيرة كفاية لتسحق خمسة جنود مرة واحدة لقد كانت هذه الكرات الحجرية هي الهجمة التي استخدمها الإمبراطور غلاديوس سابقا ضد كازيمارو، هذا الأخير كان ينوي اللحاق بالجنرال رعد، لكنه في هذا الموقف السيء أسرع بالدفاع عن نفسه بكل ما يملك منتجا إعصارا جعل كل الكرات التي توجهت نحوه تحلق في كل مكان ظهر كازيمارو من بين الغبار و صرخ "أيها الوغد، ستموت" تكلم شاهين "احذر، ذلك الوغد، لقد وصل للقسم النهائي من المستوى السابع" حملق كازيمارو به و قال "ها؟ هل تظن أنني لم ألاحظ؟ لقد لاحظت و مع ذلك سأسحقه" اندفع كازيمارو بسرعة كبيرة متجها نحو الإمبراطور غلاديوس، لكن هذا الأخير لم يتحرك، و بدل ذلك ظهر من خلفه ظلين [I]وووووش[/I] [I]زززززن[/I] تلاقى سيفان بسيف، فنتجت موجة كبيرة جعلت الكثير من الجنود الضعفاء يطيرون بعيدا، حدق كازيمارو في مالكيْ السيفين اللذين قاما بإيقاف سيفه، فوجد شخصين بدرع فضي "جنرالان؟" تفاجأ كازيمارو تفاجأ الجميع كذلك، في جهة باسل، هذا الأخير تحدث "إذا المحاربين الأقوياء قد عنيت بهم الجنرالات، هذا جيد، و الآن اسمع قبل أن يتحرك ذلك الوغد" استمع الجنرال رعد لم قاله باسل ثم أطلق صوتا غريبا "هاا؟ حسنا إنهم يملكون معهم ساحر علاج، لكن هذا..." "إذن أسرع" قالها باسل مع نظرة جدية أغمض الجنرال رعد عينيه ثم فعل تنهد، قال "لا تلومني إن لم يسر الأمر على خير" انطلق الجنرال رعد بكل سرعته في اتجاه واحد بعد أن بدى كما لو أنه قد قرر وجهته و في لحظة وصل لوجهته، وقف الجنرال رعد أمام شي يو و تكلم "هل انتهيتِ؟" أجابت شي يو "لقد أنقذت حياتهم على الأقل" تكلم باسل "حسنا هذا يكفي، فلتتبعيني" تركت شي يو القادة الثلاث الذين كانت تعالجهم في رعاية تورتش و البقية كما فعلت مع الفتاتين الصغيرتين و لحقت بالجنرال رعد كان الأقدم الكبير يقف في السماء بينما يلهث، و عندما رتب دورته التنفسية حدق في الساحة محللا الوضع، شاهد باسل المنقول من طرف الجنرال رعد فعبس و بدأ يشحذ طاقته السحرية [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] انطلقت عشرات الشفرات المكونة من الرياح مستهدفة الجنرال رعد، فظهر الكبير أكاغي و الجنرال منصف، و أيضا شفرة الجليد كين نبيل، يين يينغ، مارون زونغ، و كورو هيسي، هؤلاء الأربعة كانوا يأخذون استراحة، لكنهم قد أتوا مع الجنرال رعد الذي التقى بهم في طريقه إلى هنا. استخدموا أنفسهم كدرع من أجل حماية الجنرال رعد الذي يحمل باسل، عبس الأقدم الكبير و أراد أن يتبع الجنرال رعد، لكنه فوجئ بنفسه يقف في وسط بركان بينما نصف جسده قد غرق بالفعل، فزع للحظات ثم عرف أنه وهم، لذا ركز و هرب منه، و بمجرد ما أن فعل حتى هوجم بهجمات مختلفة من جميع الاتجاهات ظهرت أنمار بجانب الجنرال رعد و حدقت في باسل قليلا بنظرة متألمة ثم تكلمت "باسل، ما الذي تنوي فعله؟" حدق باسل مرة أخرى في إصابتها و عبس، ضاقت عينيه، لقد أقسم على قتل ذلك الوغد، لكنه لم يملك القوى الكافية لذلك، نظر لحالة ذراعيه ثم قال "لا شيء، سآخذ مغامرة خطيرة قليلا فقط" ابتسم ثم ترك أنمار تفكر بالأمر بعد الجري لمدة، وصل الجنرال رعد لوجهته فتوقف أخيرا، تكلم مع الشخص الذي أمامه "أيها الإمبراطور شيرو، أين ساحر العلاج الخاص بكم؟" حملق الإمبراطور شيرو بالجنرال رعد، ثم في الشخص الذي يحمله، فإذا به يجد فتى لم يصل للخامسة عشر بعد و في مثل هذه الحالة المزرية، ما الذي يمكن أن يحدث حتى يكون فتى في مثل عمره بهذه الإصابات المروعة تكلم الجنرال رعد "أسرع من فضلك" استيقظ الإمبراطور شيرو من أحلامه ثم قال "آه، إنه أفضل ساحر علاج في إمبراطوريتي، إنه ساحر بالمستوى السادس بالقسم الأخير، هيل، أسرع إلى هنا" ابتسم باسل و قال "إذا هذا جيد" أتى هذا الشخص هيل، فجعل أنمار و باسل متجمدين في الصدمة، ساحر علاج في المستوى السادس، و يتصرف بتوتر فائق "أ-أنا هنا يا سيدي" تكلم هيل مخاطبا الإمبراطور شيرو لم يقدر باسل و أنمار أن يتحكما في أنفسهما حتى خرجت الضحكة بالرغم عنهما، نظرا لـشي يو ثم لـهيل، هذا الأخير يبدو كما لو أنه النسخة الذكرية من شي يو، هذا الأمر كان مضحكا حقا في وسط هذه الأزمة لم يفهم الجنرال رعد و الآخرون ما يحدث، تحدث باسل "أعتذر أعتذر، أيها الرجل الأشقر، فلتنزلني" أكمل باسل بعدما استلقى على الأرض "أنمار، فلتخرجي قنينتي من إكسير العلاج و اشربيني إياهما، و اعطي قنينة من إكسير التعزيز لـهيل" عبست أنمار ثم فهمت ما يحاول باسل فعله "ليس كما لو أنك لا تعلم ما الذي سيحدث لك بعد هذا ! لما ستخاطر هكذا؟" تنهد باسل و قال "هل تحتاجين لطرح هذا السؤال؟" حدقت أنمار به و قامت بما أخبرها به، شاهد الإمبراطور شيرو هذه القنينات فأحس بتلك الطاقة المركزة بغرابة بتلك المحاليل، اقترب من هيل و شاهد ذلك المحلول بكل اهتمام، عندها شاهد أنمار تقوم برفع رأس باسل قليلا كما لو أنها تحاول أن تجعله يشرب تلك المحاليل تكلم باسل "هيل، اشرب ذلك المحلول" استغرب هيل و الإمبراطور شيرو، حاول هذا الأخير طرح سؤال ما، لكن الجنرال رعد تدخل "أسرعوا من فضلكم، نحن لا نملك الوقت الكافي" حدق هيل بالقنينة، و بكل توتر قام بشربها [I]بوووم[/I] انفجرت طاقته و هالته، حدق الإمبراطور شيرو بـهيل بتعجب كبير، ثم قال جملة خرجت من فمه بكل صعوبة "لقد اخترق المستوى السابع !!! " لم يكد يصدق الإمبراطور شيرو ما حدث، أما هيل، فبقي يحدق بيديه و شعر بنشوة لا تصدق تكلم الإمبراطور شيرو "ما..." لكنه بعد أن حاول الاستفسار تكلم باسل "عندما أشرب هذين المحلولين، ستقوم أنت و شي يو بعلاجي بكل ما تملكون من قوة، سأريد منكم التركيز على علاجي كما لو أن حياتكم على المحك" استغرب هيل، لقد وصل للقسم النهائي من المستوى السابع، حتى الإمبراطور شيرو تجمد في مكانه و كاد لا يصدق أن ذلك الشخص هو هيل الذي يعرفه تكلم باسل "أيها الرجل الأشقر، فلتأخذ هذه و أعطها للإمبراطور غلاديوس" التف بعد أن أعطى الجنرال رعد المطرقة الضخمة التي قد سبق و استخدمها الأمير الثاني، ثم قال "حسنا" أماء رأسه لأنمار التي همت لتشربه الإكسيرين، لكن بسبب ذراعيها المكسورتين، قام الجنرال رعد بأخذ هذا الدور عنها لكن، تكلم الجنرال رعد قبل أن يشرب باسل الإكسيرين و بعد أن حدق في المطرقة التي حملها "ما الذي ستفعله؟" أجاب باسل "لا شيء قد يسمى بالكبير، أنا فقط لا أخطط التعرض للضرب من دون الرد، فهذا ليس من شيمي" [I]شرب[/I] [I]شرب[/I] "آآآآه" صرخ فجأة باسل متألما بشدة كبيرة بينما أنمار تحدق به بنظرات القلق، ليش هناك شخص عاقل يعرف ماهية الإكسيرات و سيشرب إكسيرا علاج بنفس الوقت، فبحر الروح نفسه سيبدأ بالتمزق صرخ باسل من دون توقف، تجمد الجميع فصرخت أنمار "أسرعا أنتما الاثنين و ابدآ في معالجته" بتصرفاتهما المتوترة اقترب الاثنان من باسل و شحذا طاقتهما السحرية لأوجها ثم أطلقاها نحو باسل بادئين في علاجه بدأت عظامه تلتصق ببعضها مما سبب آلاما لا توصف، فقط آلام بحر روحه كافية لتجعله يطلب الموت، مع أنه يصرخ إلى أنه بقي صبورا، التأمت عظامه و جراحه بسرعة ملحوظة بينما يهتز جسده بالكامل من الآلام، كما لو أنه سينفجر من الداخل حدق الجنرال رعد و الإمبراطور شيرو في هذا المنظر المروع، من منظر باسل الذي كان يبدو بخير حتى بتلك الإصابات البالغة سابقا لكنه الآن يصرخ بجنون، كان بإمكانهما الجزم بشدة الألم الذي يشعر به الآن قام هيل و شي يو بشد عزيمتهما و ركزا أكثر على العلاج على الرغم من أنهما عندما بدآ بمعالجته قد ازدادت معاناته فقط ثم بعدها أسرع الجنرال رعد و اتجه نحو الإمبراطور غلاديوس في تلك الأثناء استهدف ظل ما مجموعة تورتش، هذا الأخير أسرع في إطلاق هجوم نار مستهدفا الظل و أمر الجميع بالتراجع، تكلم تورتش "يبدو أنك قد أنقذت مؤخرتك أيها الوغد" "همف" استهجن شاهين و تكلم "ستكون مؤخرتك التي ستركل هذه المرة، و بشدة" تكلم تورتش "سنرى بشأن هذا، فمما أرى، يبدو أن آثار قمع السحر الخاص بأصفاد السحر لا زال مؤثرا بمؤخرتك" عبس شاهين و قال "إنني أفضل حالا من مؤخرتك المرهقة" [I]بوووم[/I] اندلع قتال بينهما أيضا في جهة الإمبراطور غلاديوس، تحدث أحد جنراليه "سيدي، هذا الوغد في قمة المستوى السابع" عبس الإمبراطور غلاديوس و حدق في سيف كازيمارو، تكلم بداخله "مع ذلك، تبدو قوته أكبر مما يملك، ما الذي يحدث؟ أظن أن السبب هو ذلك السيف الغريب الذي يملكه" [I]ووووووش[/I] ظهر الجنرال رعد بسرعة بجانب الإمبراطور غلاديوس الذي استل هراوته مستعدا، لكنه توقف بعد أن عرف أن الجنرال رعد من أتى تكلم الجنرال رعد "خذ لك هذه" رمى له المطرقة الضخمة، فاستغرب الإمبراطور غلاديوس كثيرا، حدق بالمطرقة مطولا، هذه المطرقة كانت خاصة بساحر من المستوى السادس فقط، لكن هناك شيء ما غريب بها، أثارت اهتمامه تلك النقوش و مرر يديه عليها تكلم الجنرال رعد "استخدمها و ستعرف لما أعطيتها لك" شحذ الإمبراطور غلاديوس طاقته السحرية فتفاجأ بطاقته تتضخم لأضعاف، توهجت النقوش بشدة حتى أنها جعلته يصدم و في جهة الكبير أكاغي و الآخرين، كانوا يمرون بوقت عصيب، تكلم الأقدم الكبير من السماء "حثالة مثلكم يجتمعون علي، إن أضفت الحثالة على الحثالة، فستبقى مجرد حثالة" شحذ طاقته السحرية و لوح بسيفه عشرات المرات مرة واحدة صانعا عدة أعاصير قاطعة استهدفت مجموعة الكبير أكاغي و في هذه الأثناء بدأت تظهر علامات تحسن على جسد باسل استمر العلاج لمدة أطول، و مع مرور الوقت، العظام التي كانت متحطمة تماما التأمت من جديد كما لو أنها لم تصب أصلا، رجع لحمه لما كان عليه من دون أن يخلف العلاج وراءه أي أثر للجراح العميقة لكن، مع أن جسده قد شوفي تماما إلى أنه لا يزال يتقطع متألما بسبب عدم استقرار بحر روحه، من تجرأ و شرب إكسيري علاج مرة واحدة، غالبا ما سيتعرض لآثار جانبية تتمثل في عدم استقرار بحر روحه لمدة طويلة قد تصل لشهور، و يصطحب عدم الاستقرار هذا معه آلاما فظيعة تجعل الشخص يطلب الموت على تحملها، و بالطبع بما أن بحر الروح يكون غير مستقر، فكذلك تكون حالة سحره لذا شرب باسل لإكسيري علاج مرة واحدة كان شيئا في غاية الجنون اتخذ باسل وضعة القرفصاء و جلس ثم دخل في حالة الصفاء الذهني و الروحي، يجب عليه تهدئة بحر روحه إن أراد أن يقاتل كيف يشاء، غير هذا، لن يكون بإمكانه حتى استخدام السحر بشكل لائق حدق الإمبراطور شيرو و البقية في هذا الفتى بغرابة، أما أنمار فجلست بجانب باسل بينما تحدق بوجهه من دون أن ترمش للحظة، كانت تراقب أبسط التعبيرات التي تظهر عليه أما باسل، فانتقل بوعيه لداخل بحر الروح، هذا الأخير الذي كان دائما هادئا، لم يكن كذالك هذه المرة، عنصري السحر كانا مضربان كثيرا، الأربعة عشر كرة من كل عنصر بدأت تفقد شكلها، كما لو أنها تتشكل في شكل سحابة هذه السحابة التي كانت تتشكل تكهربت و انتقل هذا التكهرب نحو نقاط الأصل بالجسم الأبيض الذي يتخذ شكل باسل، المسار الذي يربط نقط الأصل ببعضها كان يتقطع و يتصل مرة تلو الأخرى، مما يوضح عدم استقراره و أخيرا، الفضاء الأزرق اللانهائي ظهرت عليه تشققات من كل مكان، و اهتز بشدة كبيرة، كما لو أن هناك عدة زلازل تحدث مرة واحدة، بدا كما لو أنه غاضب، غاضب من عدم الاعتناء به و جعله يمر بمثل هذه المعاناة جلس باسل فقط و حدق في الجسم الأبيض الذي يتخذ شكل جسمه، أولا، عليه إصلاح المسار المتضرر، ثانيا، عليه تهدئة الكرات الأربعة عشر من كل جهة، أي تهدئة العنصرين، ثالثا، عليه استخدام العنصرين في إصلاح تشققات بحر الروح و تصفيته من الطاقة الشائبة ما جعل بحر الروح يتزلزل هكذا كانت الطاقة التي غمرته فجأة، هذا الطاقة هي الخاصة بالإكسيرين، فحتى لو كانت الإكسيرات تصنع من مسحوق الأصل المصنوع من أحجار الأصل و التي لها طاقة تشبه الخاصة ببحر الروح، فهذا يسمح للساحر أن يزود بحر روحه بطاقة محدودة من الإكسيرات، إن فات الحدود، فحتى لو كانت طاقة الإكسيرات تشبه طاقة بحر الروح، فهذا الأخير سيبدأ برفضها، لأنها في النهاية تبقى تشبه طاقته فقط و ليست نفسها، مما يُوجِد حدودا لما يمكن للساحر أخذه من الإكسيرات ركز باسل على الجسم الأبيض، هذا الأخير كان في الحقيقة جسم باسل، هذا الأخير يجد كل ما يتعلق به في بحر الروح عندما يدخل إليه بوعيه، و بالطبع جسده أيضا يكون هناك لذا يكون بإمكانه التحكم في الجسم الأبيض بالتركيز عليه فقط، و عندما فعل هذا هذه المرة، ضاقت عينيه بشدة، و بدأ يصلح المسار المتضرر، إنه الآن يقوم بعملية تطابق المرحلة الثالثة من حالة الصفاء الذهني و الروحي، مرحلة 'العقل و نقط الأصل' في هذه المرحلة يقوم المتدرب بإيصال نقط الأصل أولا بعقله، ثم يقوم بإيصال نقط الأصل ببعضها. هذه المرة لن يوصل نقط الأصل ببعضها، لكنه سيصلح المسار الذي يربطها و القيام بهذا أصعب بكثير من إيصال نقط الأصل ببعضها، فسيكون عليه إزالة الطاقة الشائبة من المسار و إزالة الاضرابات ثم إصلاح التشققات لإيصال نقط الأصل ببعضها البعض بشكل جيد كما كانت في الأول ركز باسل على المسار و بدأ في التنقية، هذا الأمر كان صعبا، فطاقة الإكسيرات الزائدة قد تحولت لطاقة شائبة و مرت بالمسار، لذا الآن قد شرع في تنقيتها، خطأ بسيط و يجعل هذه الطاقة الشائبة تهيج مما قد يسبب في تدمير المسار نهائيا، لذا كان عليه التركيز بشكل كلي و القيام بالعملية بحذر شديد، و كل هذا يجب عليه القيام به أثناء معاناته من الآلام التي يسببها بحر روحه بعد مدة قصيرة بدأ المسار يخلو من التكهرب، لكن هذا الأمر لم يكن سهلا حقا، أحس باسل كما لو أنه يواجه خطر الموت في كل مرة يحاول بها إصلاح و إزالة الشوائب، خطأ واحد و يدمر المسار تماما لكنه مع ذلك، في حالته المزرية، استطاع النجاح بهذا، و الآن وصل لمرحلة إزالة الاضطرابات، بعد إزالة الطاقة الشائبة، تبقى الاضرابات التي سببتها، و الآن كل ما عليه فعله هو جعل الطاقة النقية تجد طريقها عبر إزالة الاضطراب من المسار كانت الطاقة النقية تتداخل مع بعضها و تضرب بجوانب المسار من دون الاتجاه في مسار محدد، لذا الآن بدأ باسل في التحكم بطاقته السحرية من أجل جعلها موحدة لتتخذ كلها طريقا و مسار واحدا التضارب بدأ يقل مع الوقت، هذا الأمر يثبت قدرة الشخص في التحكم بطاقته السحرية، لو أنه قد امتلك تحكما سيئا في الطاقة السحرية، انسى أمر الطاقة النقية، لأنه لن يتجاوز حتى مرحلة إزالة الطاقة الشائبة و سيرتكب خطأ فادحا مدمرا بذلك مسار نقط الأصل تحكم باسل في السحر كان جيدا للغاية، فشخص مثله قد وصل للكمال في التحكم بالأسلحة الأثرية، شيء مثل التحكم في طاقته السحرية كان أمرا في غاية السهولة بالنسبة له و الآن وصل لمرحلة إصلاح التشققات، أزال الطاقة الشائبة، و جعل الطاقة النقية تتخذ مسارا موحدا، مما يُبقِي له عملا واحدا، إصلاح تشققات المسار من أجل تحصينه، فتعرضه لطاقة شائبة من كلا العنصرين و لطاقة نقية مضطربة قد جعله يتضرر كثيرا هذه المرحلة لم تكن بتلك الصعوبة، لأن كل ما كان على باسل فعله هو تمديد المسار بالطاقة النقية قصد الإصلاح، لكن جودة الإصلاح تعتمد على المتدرب، فهنا يلعب التحكم الدور الرئيسي أيضا و أخيرا، انتهى باسل من جعل نقط الأصل تتصل جيدا كما كانت قبلا، و الآن، مع احتفاظه بتركيزه على تحصين المسار، يجب عليه تهدئة العنصرين لحسن الحظ، باسل قد مر من مثل هذه المرحلة سابقا، عندما توغلت الطاقة الخارجية لجسده، كانت عبارة عن سحابة من الطاقة الهائجة قبل أن يوصلها بنقط الأصل، ساحر آخر لن يمر بها إلا عند اكتسابه عنصر الثاني، لذا فقد كانت له أفضلية هنا نوعا ما، حتى أن تجربته مع تلك السحابة في الحقيقة هي أصعب من التجربة التي سيخوضها الساحر أثناء اكتسابه العنصر الثاني، لأن الساحر الطبيعي يكون قد اكتسب التحكم في الطاقة الخارجية و امتص هذه الأخيرة بنفسه، أما باسل، فكان عليه التعامل معها من دون اكتساب القدرة على التحكم بها لأنها قد دخلت لجسده وصولا لبحر روحه من دون إرادته بسرعة قام باسل بتهدئة عنصر النار بما أنه العنصر الأساسي، و في الحال انتقل لعنصر التعزيز، عند إنهاءه هذه المرحلة، انتقل للمرحلة الأخيرة و التي قد سبق و مر بها أيضا فعند توغل سحابة الطاقة الخارجية سابقا لجسده عنوة، تسبب هذا له في جعل بحر الروح يتصدع و يهتز، مع أنه لم يكن بمثل هذه الشدة كالآن، لكن يبقى أمر مروره بها و تجربته إياها مع أنها كانت بشدة أقل أمرا جيدا شدة تصدع بحر الروح كبيرة عن المرة السابقة، لكن في المقابل، قوة باسل كبيرة بكثير عما كانت عليه عندها الآن، تحكم في عنصريه الاثنين و وجه طاقته السحرية نحو التشققات التي ظهرت في بحر الروح، أصلحها كلها واحدة تلو الأخرى، هذا الأمر قد استنزف منه طاقة سحرية وفيرة، لكنه لا يملك خيارا آخر، أصلح جميع التشققات لكن، تزلزل بحر الروح لم يتوقف حتى الآن، آلامه لم تتوقف حتى الآن، فكر باسل بهذا لمدة طويلة بتركيز كبير. في الخارج، كانت أنمار تحمل نظرات قلق على تعبيرات باسل كان من الظاهر أن باسل يعاني كثيرا، لم يسع أنمار سوى أن تشعر بالقلق أكثر و أكثر كلما مر الوقت، أثناء انتظاره، تغيرت تعبيراته من الجيد للأسوء، ثم من الأسوء للجيد، تقلبت طاقته السحرية بجنون، لكن كل ما كان بإمكانها فعله هو إمساك يده بإحكام عبر لف يديها المكسورتين حولها و الدعوة له بالأفضل حدق الإمبراطور شيرو طويلا في باسل، و الآن ما يفكر به ليس معاناة و حالة باسل السيئة، و إنما طاقة هذا الفتى الصغير المرعبة، مثل هذا الوحش موجود حقا، لقد شاهد قوة الأقدم الكبير، و بالطبع عرف أنها تفوق المستوى السابع بكثير، فحتى كل أولئك الأشخاص الأقوياء من المستوى الخامس و السادس و السابع لا يزالون غير قادرين على مواجهته أبدا مع قوة باسل الكبيرة في مثل هذا العمر، و قوة الأقدم الكبير المخيفة، فهم أخيرا أن المستوى السابع الذي كان يعتقد أنه أعلى مستوى في الوجود، هو في الحقيقة مجرد مستوى وسط مستويات أعلى و أقل لقد مرت مدة طويلة حتى الآن، و حالة باسل لم تتغير طوال هذه المدة، طاقته و هالته توقفت عن التغير و ثبتت، تعبيراته لا زالت سيئة، لا زال يتألم بشكل كبير و بعدها بقليل، اختفت تعبيرات الألم تماما و أصبحت طاقة باسل هادئة بشكل مخيف، ظهرت تعبيرات الفرح على وجه أنمار و تلهفت لرؤية باسل يفتح عينيه، و الآن، إنها تنتظره بفارغ الصبر، و مع ذلك، لا زال باسل لم يخرج داخل بحر الروح، ابتسم باسل و قال "يبدو أن المعلم قد أخفى عني مثل هذا الأمر المهم، لا، أظن أن حتى المعلم نفسه لم يتوقع أن مثل هذا الأمر سيحدث لي، لهذا لم يخبرني، حتى لو أخبرني لم أكن سأفهم على أي حال، من كان يعلم أن لبحر الروح في الحقيقة إرادة؟" "لكن..." استغرب باسل، حدق في الجسم الأبيض، و رأى أن هناك قطعة أرضية صغيرة قد ظهرت تحت قدميه، قطعة أرضية مكونة من التراب فقط، كانت صغيرة لدرجة أنها كانت كافية فقط للقدمين "لما ظهرت مثل هذه القطعة الأرضية في بحر روحي؟" تساءل باسل لم يفهم باسل كيف لقطعة أرضية أن تظهر في بحر روحه، ما يعرفه أن بحر الروح خاص بالطاقة فقط لا غير. ركز على الجسم الأبيض ثم تحسس هذه القطعة الأرضية عبره و إذا به يحس بطاقة نقية جدا تأتي من تلك القطعة الأرضية، نقية لدرجة تجعل فيها الطاقة السحرية النقية تظهر كطاقة شائبة مقارنة بها حاول التحكم بهذه الطاقة و جعلها تحت سيطرته، لكنها قاومته و صدت نيته مما جعل وعيه يتشتت و يفتح عينيه ليجد أنمارا تحدق به عن قرب شديد حدق في عينيها الزرقاوين ثم خفق قلبه قليلا، وجه أنمار كان قريبا، لدرجة أن نفسها كان يسمع بأذنيه، حتى أن شفتيها كادت تتلاقى بشفتيه قفزت أنمار من الفرحة و انقضت على باسل معانقة إياه، غمرته رائحتها العطرة، و بما أن يديها مكسرتان لم يكن بإمكانها إيقاف نفسها حتى لمس صدرها صدره مما جعله يخجل من هذا الوضع و يخفق قلبه أكثر، لقد كان دائما يأخذ مسافة عنها لعدة أسباب، و أحدها كان تشبثها به كلما رأته، بسبب أنه قد وقع في حبها سابقا عندما صغيرا، هذا الأمر كان صعبا قليلا عليه ليتحمله وقف بعدما أزاح عنه أنمار ثم تكلم "شي يو، هيل، شكرا لكما، لقد كنتما ذوا نفع حقا" التف ناحية الإمبراطور شيرو و حدق به مطولا، في البداية باسل كان يهدف لجعل هذا العالم كله قوة واحدة، و من أجل هذا خطط لكسب سلطة كافية في إمبراطورية النضير الوهاج، و عندما ينجح في ذلك، سوف يقوم بجعل الإمبراطوريتين الأخريين تخضعان له، فكر باسل لوقت طويل و كان هذا هو الخيار الوحيد الذي كان يمكنه تحقيق 'اتحاد العالم' كله بشكل أسرع لكن، بشكل غير متوقع، ظهر عدو من حيث لا يدري، في هذا الوقت، بدأ باسل بالفعل يفكر في خطة بديلة، قد لا يكون من الضروري قتال الإمبراطوريتين من أجل كسب ولائهما، أو على الأقل كسب مساعدتهما الكاملة [I]بووم[/I] [I]بووم[/I] [I]بووم[/I] انفجرت عدة أعاصير مرة واحدة جاعلة الكبير أكاغي و من كان يقاتل معه ضد الأقدم الكبير يحلقون لمئات الأمتار بينما الدماء تسيل منهم بغزارة عبس باسل عندما شاهد هذا المنظر ثم أسرع و تحدث "أنمار، اشربي إكسير العلاج بسرعة، شي يو، هيل، قوما بعلاج أنمار، أنت يا شي يو متعبة بالفعل، لذا إن كنت لا تقدرين فاتركي الأمر لـهيل ليتعامل معه" تحرك الاثنان في الحال، بالرغم من أن شي يو متعبة جدا، حتى أن مفعول إكسير التعزيز الذي شربته قد انتهى، فلا زالت تريد القيام بأمر مفيد تكلمت أنمار بنبرة مشوشة "ما الذي تنوي فعله؟" التف باسل و حدق بها مطولا، أجاب بعد أن حدق في الأقدم الكبير و عبس "لقد أخذت قبل قليل مخاطرة صعبة و نجوت، لكن كما تعلمين هذا هو ما عشت عليه منذ نعومة أظافري، و المغامرة كانت أفضل شيء بالنسبة لي في حياتي اليومية المملة" أخرج باسل قنينة إكسير تعزيز مما جعل أنمار تشحب و تتكلم بسرعة "لا تقل لي... لا تفعل، لقد منعك المعلم من القيام بهذا، إن قمت بهذا فسوف..." توقفت أنمار بعد أن شاهدت ابتسامة باسل، هذا الأخير تكلم "ليس كما لو أننا نملك خيارا آخر على أي حال، و أيضا المعلم لم يمنعني من استخدامه، و إنما أخبرني بالحرص على عدم استخدامه قدر المستطاع" "لكن..." قالتها أنمار و تحسرت لم يكن بإمكانها إيقاف باسل من القيام بهذا الأمر، فبعد كل شيء، حتى عندما لاحقته طوال حياتها، لم يكن بإمكانها و لو لمرة واحدة إيقافه عن أخذ مغامرة يريدها، أو عن ملاحقة شيء ما كسب اهتمامه، لم يكن باستطاعتها يوما منع فضوله و مع تحريك باسل لذراعه اليمنى التي تحمل إكسير التعزيز، خفق قلب أنمار بشدة، مرت هذه اللحظات عليها ببطء شديد، حتى وصلت القنينة لفم باسل و شربها [I]بووووووووووووم[/I] انفجرت هالة باسل، و ارتفعت طاقته السحرية الخاصة بعنصر النار بجنون، و في الحال ارتقى عنصر النار من القسم النهائي من المستوى السادس للقسم النهائي من المستوى السابع و بمجرد حدوث هذا الأمر، حتى أحس باسل بذلك الأمر، بارتفاع عنصر النار و الذي هو العنصر الأساسي في المستوى، ضعُف الختم مما كان عليه، و هذه المرة ضعف كثيرا لدرجة أنه كاد أن يتكسر ثم فورا، صرخ باسل بشدة و بغرابة سعل الدم و عضلاته التي شفيت قبلا قد نزفت، لكن هذه المرة لم يقتصر نزيفه على ذراعيه فقط، و إنما نزف من كل مكان، و أثناء تعذُبِه هذا، ارتفعت طاقة عنصر التعزيز بجنون ارتفعت هذه الطاقة حتى جعلت كل من يوجد في الساحة يلتف و يرى من أين تأتي كل هذه الطاقة المرعبة التي ضغطت عليهم و جعلتهم يتوقفون عن أيٍّ كانوا يقومون به سواء أعداء أم حلفاء كانوا، لم يسعهم سوى مشاهدة هذا المنظر المرعب من بعيد و التحسر في أماكنهم، لم يفهم أي أحد ما الذي يحدث بالضبط كيف يمكن لطاقته هذه أن ترتفع هكذا؟ حتى لو شرب شخص ما إكسير التعزيز لن يكون قادرا على اكتساب مثل هذه الطاقة المخيفة حدق الأقدم الكبير في باسل بعدما أزاح عن طريقه الكبير أكاغي و معاونيه الذين لم يعودوا يقتصرون فقط على الجنرال منصف و كين نبيل و البقية، و إنما حتى الجنود الموجودين الذين تغلبوا على خوفهم و ساعدوا قادتهم عندها شاهد الأقدم الكبير فالتشر قوة باسل ترتفع من دون توقف، تكلم من دون أن يشعر "القسم الأولي، و لا زالت ترتفع" تغيرت نظرته كثيرا و ارتعب مما يحدث "القسم النهائي من المستوى التاسع؟" صُدِم تماما، قبل مدة فقط كان ذلك الشقي على وشك الموت، مع أنه شرب إكسير العلاج و تم علاجه من قبل السحرة، إلا أن أمر تماثله للشفاء بالكامل كان كافيا ليجعل الأقدم الكبير يعض على شفتيه، لكن ارتفاع طاقته السحرية لهذا المدى أمر غير قابل للتصديق لكن في هذه الأثناء التي كان الكل حينها مصدوما من قوة باسل، هذا الأخير كان يعاني بشدة، فبعد أن ضعُف الختم بسبب ارتفاع عنصر النار في المستوى، تسبب له هذا في توغل قدر أكبر من الطاقة الخارجية بشكل مفاجئ في يوم من الأيام، واجه باسل الأسد الأحمر ذو الرأسين و الذي يعتبر وحشا سحريا من المستوى الثالث بينما كان هو حينها في المستوى الثاني، عندها كان عنصريه الاثنين في نفس المستوى، لكنه اضطر خلال قتاله أن يشرب إكسير التعزيز، و عندما فعل، تسبب له هذا في تعرض جسمه لصدمة كبيرة من الطاقة الخارجية و التي لا زال جسده لم يتطور ليكون قادرا على تحملها عندها تدخل المعلم و أنقده، ثم أخبره بتجنب استخدام إكسير التعزيز قدر المستطاع و شرح له السبب. درب المعلم جسد باسل من أجل تحمل موجة الطاقة الخارجية الأولى عندما سيكتسب باسل سحره، و عندها سيتطور جسده مع تقدمه في المستويات، مما سيتيح له القدرة على تحمل موجات الطاقة الخارجية التي ستتضخم مع ارتفاع المستويات كذلك لكنه عندما شرب إكسير التعزيز، جعل عنصر النار يرتفع في لحظة و تسبب في إضعاف الختم أكثر و توغل الطاقة الخارجية بشكل مفاجئ عبر جسده الذي لم يتطور بعد ليتحمل كل تلك الطاقة، و هذا كان كافيا ليجعل باسل طريح الفراش لأيام ليُشفى، و لم يستخدم سحر التعزيز حتى درب جسده ليتحمل موجة الطاقة الخارجية التي ستتوغل لجسده عندما يفرغ عنصر التعزيز من الطاقة باستخدامه و الآن، بما أنه قد عالج جسده قبل قليل فقط، فلا يمكن لجسده استقبال المزيد من الطاقة الخاصة بسحرة آخرين و لن يكون بإمكانه شرب إكسير العلاج أيضا، مما يعني أنه سيضطر لترك جسده يتعالج من تلقاء نفسه و تحمل كل تلك الآلام لأيام قبل أن يكون مستعدا للحصول على علاج من طرف سحرة مرة أخرى قلقت أنمار بشدة، تلك المرة لم يضعُف الختم كثيرا و لم يؤثر بشكل كبير على بحر روحه، لكن هذه المرة لا يمكن أن تكون كالسابقة، ففي كل مستوى ارتفع به باسل، ضعُف الختم بشكل أكبر، و الآن عندما ارتفع للمستوى السابع، فقد اقترب الختم من التكسر، مما يعني أنه يكاد يترك الطاقة الخارجية تدخل لبحر روح باسل من دون توقف، و إن استمر هذا الأمر، سيتحطم بحر روح باسل في النهاية استمرت طاقة عنصر التعزيز في الارتفاع أكثر، شحُب الأقدم الكبير و تكلم "القسم المتوسط من المستوى العاشر؟" أما باسل، كانت حالته قاسية للغاية، موجة الطاقة الخارجية الكبير تسببت في الكثير من الضرر لجسده، و الآن يجب عليه أن يتعامل مع الطاقة الخارجية التي بدأت تجعل بحر روحه يهتز بشدة و يتصدع في هاته الأثناء، بشكل غير اعتيادي، وسط كل هذه الفوضى، بينما يتقطع بالآلام، دخل باسل لبحر روحه كبرت الكرات الأربعة عشر الخاصة بعنصر التعزيز كثيرا، حتى أنه بدأ يفقد السيطرة عليهن مما جعلهن يبدأن في فقدان شكلهن و التحول لسحابة من الطاقة الشائبة و الهائجة استمر باسل في محاولته التحكم بعنصر التعزيز، لكن لسوء الحظ كانت كل تلك الطاقة فوق قدرته، هو في الحقيقة مجرد ساحر بالقسم الأخير من المستوى السادس، و مع موهبته، بإمكانه التحكم في الطاقة السحرية بشكل جيد جدا، حتى أنه كان قادرا على التحكم في عنصر التعزيز الذي يفوق مستواه الأصلي بمستوى أو أكثر، لكن طاقة سحرية من المستوى العاشر كثيرة عليه حتى بتحكمه الجيد كان الأمر أشبه بمحاولته إمساك كرة كبيرة للغاية بيد واحدة، حتى لو كانت قوة قبضته كبيرة جدا، فلن يكون باستطاعته إمساك كرة لا يمكن لأصابعه الالتفاف حولها أو بجزء كاف منها لكنه ليس في موقف حيث يمكنه الاستسلام بكل سهولة، فإن فعل، ستكون عندها النهاية بالنسبة له، حاول بكل ما امتلك من قوة، لكن لا زال الأمر لم ينفع عندها تزلزل بحر الروح بشدة كبيرة و إذا بالقطعة الأرضية تحت قدمي الجسم الأبيض تتوهج بضوء ساطع جدا، مر هذا الضوء من نقطتي الأصل بالقدمين و صعد للتين بالركبتين، ثم للتي بالصدر، ثم للاتي باليدين و الكوعين و الكتفين مرة واحدة، و من اللتين بالكتفين للتين بالجبهة و الرقبة، و من التي بالرقبة إلى النقطة الأخيرة أسفل الظهر توهجت النقط كلها بالضوء الساطع، هذا الأخير توجه عبر نقطة الأصل التي بالجبهة و المتصلة بالعنصرين إلى هذين الأخيرين توهجت الكرات الأربعة عشر الخاصة بعنصر النار و هدأت كثيرا بعدما كانت مضطربة قليلا بسبب الارتفاع المؤقت في المستوى. بعد ذلك، توقف فقدان شكل الكرات الأربعة عشر الخاصة بعنصر التعزيز و رجعت لشكلها الطبيعي، ثم توهجت كلها و توقفت عن الاضطراب و الازدياد في الضخامة و في الحقيقة لم يتوقف عنصر التعزيز عن الازدياد في الضخامة، و إنما الطاقة التي يوجهها نحو الجسم الأبيض قد كبُرت، و ما سبَّبَ حدوث هذا، هو قيام القطعة الأرضية بامتصاص الطاقة السحرية من عنصر التعزيز، لكن نقط الأصل لن تتحمل كل هذه الطاقة السحرية مرة واحدة عندها، مرت الطاقة الفائضة عبر نقط الأصل وصولا للنقطتين اللتين في القدمين و قامت القطعة الأرضية بشفطها كلها مرة واحدة استمرت الطاقة الخارجية في التوغل، و استمرت القطعة الأرضية في شفط الطاقة الزائدة و التي لا يقدر باسل على التحكم بها. و بما أن طاقة عنصر التعزيز تنقص، فالطاقة الخارجية سوف تستمر في التوغل بما أن هناك مكان يتسع لها لكن امتصاص القطعة الأرضية للطاقة من عنصر التعزيز كان قويا و كافيا ليتراجع مستوى عنصر التعزيز للمستوى التاسع بالقسم النهائي و يهدأ أخيرا لكن مع أن طاقة عنصر التعزيز قد هدأت، إلى أن باسل لو استخدمها و فرغت أكثر، فسيتعرض لموجة من الطاقة الخارجية مرة أخرى، لذا إن كان هناك شيء يجب عليه القيام به، فهو الإسراع بكل ما أمكنه فجسده لن يتحمل طويلا، فبعد كل شيء لا زالت طاقة مرتفعة المستوى تتوغل لجسده باستمرار، لكن القطعة الأرضية تقوم بشفطها من دون توقف، مما جعل عنصر التعزيز يبدو كما لو أنه متوقف في قمة المستوى التاسع كل ما فعلته القطعة الأرضية كان حماية بحر روحه من هيجان طاقة عنصر التعزيز، أما جسده، فلا زال لم يصل للمستوى المطلوب بعد ليتحمل مثل هذه الطاقة الخارجية، تدرب باسل بجنون مقويا جسده، فعندما انتهى تدريبه الأول، عندما لم يكن يعرف حالته جيدا، ظن أنه لن يكون بحاجة لتدريب جسده بعد ذلك لكن المعلم قد أخبره أن البنية الجسدية التي تتطور مع المستويات غير كافية، و سيجب عليه الحرص دائما و في كل الأوقات على تقوية بنيته. لكن هذا سيكون واجبا عليه فعله إلى أن يجيد التحكم في الطاقة الخارجية عن طريق الاختراق للقسم الثاني من مستويات الربط، بعد ذلك سيكون قادرا على التحكم في الطاقة التي يريد منها التوغل لجسده كيفما شاء، لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة، فهذا الأمر سيكون أصعب بكثير من التحكم في الطاقة الخارجية لامتصاصها كما يفعل السحرة العاديين فهم باسل شرح معلمه آنذاك، لكن هذا الشرح ترك سؤالا في باله و الذي لم يستطع منع نفسه من طرحه على معلمه، باختراقه للقسم الثاني من مستويات الربط سيكون قادرا على إيقاف الطاقة الخارجية من التوغل لجسده لكي لا تدمر جسده، لكن، من ناحية أخرى، ألا يعني هذا أنه فقط عليه تقوية بنيته الجسدية؟ و كلما أصبحت أقوى كلما كان بإمكانه استخدام قدر أكبر من الطاقة الخارجية، بمعنى أنه سيكون قادرا على ترك قدر كبير جدا من الطاقة الخارجية تتوغل لجسده بشرط أن يكون ذلك الأخير قادرا على تحملها و الآن، مع أن جسد باسل لا زال يتضرر إلى أنه لم يعد يتضرر كالسابق، لديه وقت محدود يجب عليه استغلاله بشكل جيد، هدأ باسل و تحمل كل تلك الآلام، بتوقف آلام بحر روحه، عندها كل شيء جيد بالنسبة له، إن كان عليه تحمل آلام جسده فقط، فهذا أمر بسيط بالنسبة له، فالتدريبات الشاقة و الآلام التي مر منها لا تختلف كثيرا عن الحالية [I]ووووش[/I] ظهر الأقدم الكبير بسرعة خاطفة و لوح بسيفه الأثري من الدرجة الرابعة مع جلبه الأعاصير معه و العواصف، التف حول السيف سحر الرياح من المستوى التاسع و تضخم بفعل السيف الأثري ثم صُقِل و أصبح قادرا على قطع سحرة من المستوى السابع بكل سهولة [I]زبااام[/I] تلاقى سيفه بسيف باسل، هذا الأخير لم يبدو عليه ذرة قلق أو خوف، كل ما فعله هو إمداد أحد سيفيه الأثريين بطاقته و التحكم به لدرجة الكمال ثم إطلاق العنان للمستوى التاسع من عنصر التعزيز بالتقاء السيفين تموج الهواء المحيط و انطلقت الشرارات في كل مكان، لكن، و بشكل واضح، لم يكن هناك أي شك، حتى أن تعبيرات الأقدم الكبير يمكنها أن تخبرك بالأمر بكل وضوح. سيف باسل تفوق على سيف الأقدم الكبير فأُرسِل هذا الأخير محلقا لمئات الأمتار من حيث أتى باسل الآن في القسم النهائي من المستوى التاسع، مع سلاح بالدرجة الثالثة بكمال في التحكم، مما يتيح له إمكانية منافسة سلاح أثري من الدرجة الخامسة، أما بالجهة الأخرى، فالأقدم الكبير ساحر بالقسم المتوسط من المستوى التاسع بسيف أثري من الدرجة الرابعة، ليس هناك حاجة للتفكير مرتين، هنا و الآن، باسل هو صاحب اليد العليا قذف الأقدم الكبير لمئات الأمتار قبل أن يدرك ما يحدث، أراد أن يباغت باسل و يحصد بعض النتائج التي ستمنحه الأفضلية، لكنه لم يتوقع أن ذلك الفتى سيكون متيقظا لما حوله هكذا "همف" استهجن باسل و تكلم "إرخائي للدفاع في هذه المرحلة سيكون شيئا في أوج الغباء، حرص معلمي على تدريبي على قتل الثغرات في دفاعي مرارا و تكرارا، من أول يوم بدأت فيه تدريبي استمر في نصحي عن عدم إرخاء دفاعي حتى لو أنهيت عدوي" عبس الأقدم الكبير بشدة، و في نفس الوقت فعل باسل، بمجرد ما أن استخدم عنصر التعزيز حتى توغلت الطاقة الخارجية لجسده مسببة له بعض الأضرار، حدق باسل في الأرجاء و صرخ "أيها الرجل الأشقر، أعتمد عليك في التكفل بذلك الشخص" أماء الجنرال رعد رأسه له، إنه الآن يقاتل كازيمارو بمساعدة الإمبراطور غلاديوس و أتباعه، لا شك في أن لهم اليد العليا هنا ثم وجه نظره لجهة تورتش و تكلم "يا تورتش، لا أريد أن أرى جثتك" ابتسم تورتش و تكلم بصوت ليس بمرتفع "هاهاها، يا له من أمر سهل تحقيقه" في طريق باسل إلى هنا من القاعة الرئيسية سابقا، نادى الجنرال رعد ليأتي للمساعدة، و بالطبع أخبره أن يجلب معه رئيس عائلة آو 'لان' و رئيس عائلة كيِرو 'هوانغ' بما أنه كان يحتاج لأي مساعدة يمكنها أن توجد، لكنه علم عندها بقدوم الإمبراطورين فأخبر الجنرال رعد أن يخبر 'آو لان' و 'كيِرو هوانغ' أن يأتيا مع جلبهما لجنود من المستوى الخامس، و يقوم هو الإمبراطورين بالإسراع بكل ما أمكنهم، فهم لا يمكنهم انتظار وصول الرئيسين لان و هوانغ البعيدين كان باسل يريدهم أن يساعدوه في مواجهة الأقدم الكبير، و يركز الآخرين على مواجهة كازيمارو شاهين، لكن الأحداث قد تطورت، و بشكل غير متوقع كان بإمكانه التطور لمستوى حيث بإمكانه به مواجهة الأقدم الكبير بمساواة توقف الأقدم الكبير في السماء و عبس بشدة في باسل ثم صرخ "أيها الصعلوك، سأجعلك حياتك جحيما" في هذه الأثناء بدأ الأقدم الكبير يفكر في قوة باسل الغير مفهومة كليا، كانت منخفضة بالنسبة لساحر بالقسم الثاني من مستويات الربط، ثم ارتفعت بشكل جنوني و غير معقول حتى وصلت للمستوى العاشر، ثم انخفضت مرة أخرى، و الأكثر غرابة هو كمية الطاقة الخارجية التي تدخل لجسمه مرارا و تكرارا من دون توقف لقد أتى إلى هنا آملا إمساك باسل، لكن هذا الأخير أظهر قوة غير متوقعة، و إبّان هذه الأحداث، مع أنه أتى بأمر إمساكه حيا، بدأ يشعر أنه يجب عليه قتل هذا الوحش الصغير قبل أن ينمو، إن سمع شخص في هذا العالم أن فتى لم يبلغ الخامسة عشر بعد قد دخل للقسم الثاني من مستويات الربط، بل حتى أنه قد وصل لقمة المستوى التاسع، فسيخرج من فمه استهزاء و ضحك فقط على الذي أخبره بهذا الكلام باسل الذي لا يملك وقتا ليضيعه انطلق متوجها نحو الأقدم الكبير مستخدما عنصر التعزيز بينما يتحمل آلام توغل الطاقة الخارجية مرارا و تكرارا، و في لحظة كان قد قطع مئات الأمتار و اقترب من الأقدم الكبير [I]بوووم[/I] انفجرت عاصفة تحت قدمي باسل و أرسلته مندفعا بالسماء متوجها بسرعة كبيرة جدا نحو الأقدم الكبير الذي صفق بيده و صرخ "وحشي الفتخاء" تحرك وحشي الفتخاء و ركبا السماء نفسها ثم حركوا أجنحتهم التي جلبت معها العواصف و الأعاصير المدمرة، هذه الأخيرة قامت بمحو الأعداء في طريقها نحو باسل باسل الذي كان متوجها نحو الأقدم الكبير لم يلقي بالا لوحشي الفتخاء و استمر فقط في الاندفاع عبر زيادة قوة العاصفة النارية أكثر و أكثر، استخدم عنصر التعزيز و عزز سحر النار و تحكم به حتى أصبح يتحرك في السماء كما يشاء لن يصل وحشي الفتخاء في الوقت المناسب، لذا أسرع الأقدم الكبير في إخراج إكسير التعزيز و شربه بسرعة كبيرة [I]بووووم[/I] انفجرت هالته و غطت الساحة بأكملها جاعلة كل الموجودين يرتجفون و يُضغطون من هالة ساحر بالمستوى العاشر حرك الأقدم الكبير سيفه الأثري، بعدما ارتفع مستوى آخر أصبح تحكمه في سيفه الأثري من الدرجة الرابعة أكبر مما كان عليه، و توجه نحو باسل منطلقا كالرياح [I]بااام[/I] [I]بااام[/I] [I]بااام[/I] تلاقى سيفيهما مع بعض و انطلقت الشرارات و ارتدت الأعاصير التي استهدفت باسل، و حمت العواصف جسد الأقدم الكبير من سيف باسل بدأ باسل يتعود أكثر و أكثر على المستوى التاسع و بدأ يجيد التحكم فيه مع مرور الوقت، مهارته تتطور مع الوقت. أخرج سيفه الثاني و شحذ طاقة عنصر التعزيز أكثر، و كذلك عنصر النار، و في الحال كوّن اللهبين اللذين على شكل سيفين و بتلويحه، امتد اللهبين على شكل سيفين و قطعا الهواء نفسه، عندها، أحس باسل بقوة عنصر التعزيز التي أصبح يتحكم بها بشكل جيد أكثر و أكثر، أحس بإمكانياتها بالمستوى التاسع في قمته عندما لوح، امتدت طاقة عنصر التعزيز مصطحبة معها طاقة عنصر النار المعززة كل الطريق نحو الأقدم الكبير [I]بووووم[/I] دافعت العواصف الناتجة من تلويح السيف الأثري عن الأقدم الكبير و قاومت تلك الطاقة التي بدا كما لو أنها تشكلت في لحظة أمامه، و في الأخير ربحت الطاقة التي بدا كما لو أنها تشكلت على حين غرة و اخترقت العواصف و قطعت من خلال الأقدم الكبير قطعت الطاقة من خلال الدرع السحري من المستوى التاسع وصولا للجسد، لكنها بعدما مرت من كل تلك العقبات، لم تترك آثارا كبيرة على جسد الأقدم الكبير سوى بعض الجراح، حدق باسل في سيفيه و ابتسم، أحكم القبض عليهما ثم تكلم "لهذا أحب السحر، دائما ما أجد به أشياء جديدة تثير اهتمامي، حسنا، سأطلق على هذا الهجوم 'الامتداد الكلي'، و الآن كل ما علي فعله هو استخدامه لمرات قليلة أكثر ليكون قدرا و أهلا للاسم الممنوح له" شحذ باسل طاقته من جديد، جسده بدأ يقترب من الحدود بالفعل، لكنه مع ذلك لم يهتم و استمر، جراح الجسد سهلة الشفاء، جراح بحر الروح هي الصعبة، لذا لم يلقي بالا لأمر جسده و استمر فقط في استخدام عنصر التعزيز بجنون عبس الأقدم الكبير، لكن ابتسامة ظهرت حينها على وجهه [I]ووووووش[/I] [I]بااااام[/I] ظهر وحشي الفتخاء و استخدما قدرتهما لصنع حاجز غير مرئي ثم ضربا باسل حتى أرسلوه محلقا من دون توقف لكن هذا كان ما ظنه الأقدم الكبير فقط، فباسل الذي قام بتفجير عاصفة نار جعلته يتوقف من الطيران، دافع في آخر لحظة عن نفسه عبر سيفيه الأثريين، هذين الأخيرين قاما بتشكيل طاقة متموجة في الهواء مشكلين حاجزا تبعا لإرادة باسل ابتسم باسل و قال "الامتداد الكلي في الدفاع، جيد حقا" كان الامتداد الكلي الذي اكتشفه باسل عبارة عن امتداد لطاقة عنصر التعزيز، هذا الأخير بإمكانه الإحاطة بجسد مستخدمه مثلا و تعزيزه، لكن عند بلوغ المستوى المطلوب، سيكون بإمكان هذا المستخدم أن يجعل عنصر التعزيز يمتد خارج جسده و ينطلق كامتداد لجسده فيكون باستطاعته حتى لكم شخص بعيد عنه بعشرات الأمتار عبر هذا الامتداد، و هذا ما فعله باسل أول مرة نفذ فيها 'الامتداد الكلي'، عندها، بسبب تفاجؤ الأقدم الكبير، ظن أن تلك الطاقة قد تشكلت أمامه على حين غرة، لكن في الحقيقة، لقد كانت تلك امتداد لتلويح سيفي باسل، لكن المثير في هذا الأمر، هو تحكم باسل في السحر الذي كان قادرا على جعله يجعل عنصر التعزيز يصطحب معه عنصر النار في هذا الامتداد ما يجعل عنصر التعزيز أقوى سحر من بين الأربعة عشر سحر أساسي في هذا العالم حقا هو إمكانياته الكبيرة، فإمكانيات عناصر السحر الأخرى لا تقارن به أبدا، فمثلا إمكانيات عنصر الرياح الجديدة ليست بالشيء الكبير مقارنة بإمكانيات عنصر التعزيز، بما أنها تقوم بجعل ساحر الرياح يطير في السماء بحرية كبيرة و تزداد درجة تحكم في الرياح لدرجة مخيفة، مع كل هذه الإمكانيات المذهلة، على الأقل في حالة باسل و الأقدم الكبير، فـ'الامتداد الكلي الخاص بباسل يتفوق على تحكم الأقدم الكبير في رياح هذا العالم كأنها رياحه الخاصة عبس الأقدم الكبير بشدة ثم حدق في باسل بحقد شديد، مثل هذا الغر، يا لها من موهبة لا تصدق يملكها، فكر الأقدم الكبير أنه عليه حقا قتل هذا الوحش الصغير هنا قبل فوات الأوان فجأة، سعل باسل الكثير من الدماء، ملابسه البيضاء المتمزقة أصحبت حمراء كليا بدمه و ددمم الأعداء، مما أعطى لباسل شعورا غير مريح قليلا عند سعله لتلك الدماء، أحس باسل باقتراب حدوده حقا، حدق في الأقدم الكبير و تكلم بعدما ضيق عينيه "من أنتم؟ ما هدفكم؟" حدق الأقدم الكبير في باسل بعدما سمع كلامه و تحدث "من نحن؟ ما هدفنا؟ حسنا، هذا شيء ستعلمونه عما قريب على أي حال، لذا ليس هناك مانع من إخبارك، نحن الأشخاص الذي وكلت لهم مهمة من قبل الأسياد، نحن الذين سنحكم هذا العالم عما قريب، سنحكم هذا العالم من أجل الأسياد، أي شخص سيعلم باسمنا و وجودنا عما قريب، هذا الاسم الذي سيجعل أي شخص في هذا العالم يرتعب عند سماعه، هذا الاسم الذي سيتربع على عرش هذا العالم من أجل الأسياد، نحن 'حلف ظل الشيطان'، نحن خليفة الأسياد في سيادة هذا العالم، كل شخص عليه طاعتنا، كل شخص عليه خوفنا و رهبنا، فزعنا سيجلب الكارثة التي ستفتح الطريق إلى السيادة العظمى" في لحظة، عم الهدوء في كامل الساحة، ما الذي يتحدث عنه هذا الشخص؟ سيادة هذا العالم؟ كارثة؟ الطريق إلى السيادة العظمى؟ لم يفهم أي شخص هنا ما الذي يحدث حقا أو ما الذي يقصده ذلك الشخص بكلامه غير باسل و أنمار حلف ظل الشيطان، تردد هذا الاسم في مسامع باسل مرارا و تكرارا، لم يسعه سوى أن تستغرقه الأفكار، هذا الاسم أكد شيئا واحدا لا غير، الشياطين لديهم يد في هذا الأمر كما كان متوقعا، و انطلاقا من هذه الفكرة، عرف باسل مَن الأسياد الذين تحدث عنهم الأقدم الكبير، لكن ما لم يفهمه هو أيضا، هو 'الكارثة التي ستفتح الطريق للسيادة العظمى'، هل عنى به أنهم سيقومون بحرب من أجل سيادة هذا العالم أم شيء أكثر من ذلك تحدث باسل بعدما أحكم قبضتيه على سيفيه "حثالة باعت روحها للشيطان، ليس هناك مجال لتبقى على قيد الحياة في حضوري بعدما عادتني، تبيع روحك من أجل العظمة و القوة، هذا أحقر شيء قد يفعله أي شخص في الوجود، يجب أن تقدر روحك التي منحت لك، لكنك لم تفعل ذلك، بل و أيضا بعتها، لمن؟ للروح الشريرة" "...يجب تصفيتكم من هذا العالم أيتها الآفة، لا يهمني ما الذي تنون فعله بعد الآن، لكن الشيء المؤكد و الواضح تماما هو أنكم عدو لي، أنتم عقبة في طريقي فقط، مجرد حجر يجب علي إزاحته من رحلتي في 'المسار الروحي'، بمجرد ما أن تقوم بإهداء روحك للشيطان، فعندها تلك نهايتك، 'المسار الروحي' يجب أن يخلو من الشوائب، و لن يستطيع السير فيه سوى من يُبقي على روحه سليمة" "همف" استهجن الأقدم الكبير و شحذ طاقته ثم صرخ "ما الذي يعلمه *** صغير مثلك ! ؟ نحن نخدم الأسياد الذين سيقومون بأخذنا معهم للسيادة العظمى، بيع روحي؟ و ماذا في ذلك ! ؟ إن كان سيحقق لي رغباتي و أهدافي، فذلك شيء سهل للقيام به" "في الأخير هذا هو حدكم" تكلم باسل بنبرة خطيرة "أن تتبعوا و تعبدوا من سلمتم روحكم إليه، أشخاص مثلكم لا يستحقون حتى أن يقفوا في مساري الروحي، إن أردت العظمة و القوة، إن أردت تحقيق رغباتك و أهدافك، فاحفظ روحك من أجل ثباتها بالمسار الروحي، و اتبع طريق الأقوياء، لاحق أحلامك و حققها بيدك، عندها، ستحس بالإنجاز الحقيقي عندما تحققها، أما إن حققت أهدافك و روحك لم تعد تنتمي لك، فما الغاية إذا؟ ما الغاية إن لم تكن لك روح لتتمتع بالإنجاز الذي قمت به؟ هذا إن كنت قادرا على الاستمرار في رحلتك بالمسار الروحي بروح ضعيفة و لا تملك أنت مالكها السيطرة عليها، في النهاية، ليست سوى كلمات روح فقيرة، الشفقة عليك" صرخ الأقدم الكبير "هاا" و شحذ طاقته السحرية كما تحكم في وحشي الفتخاء و انطلق راكبا العربة، استخدم سحره و سحر الوحشين ثم صنع أعدادا هائلة من الرماح و السيوف من الرياح و التي لف حولها حاجزا بقدرة وحشي الفتخاء ثم أضاف مرة أخرى رياح قاطعة تكهربت من شدة دورانها و تداخلها في بعضها، في الحال كان قد كون آلاف الرماح و السيوف [I]ووووووووش[/I] توجهت الرماح و السيوف كلها مرة واحدة تجاه باسل، هذا الأخير استعد و جمع كل ما يملك من طاقة، شحذ عنصر التعزيز و عنصر النار، دمجهما ببعضهما ثم بالسيفين الأثريين. التفت النار الحارقة حول باسل و أصبح كملك نار يقف في السماء صرخ باسل "الامتداد الكلي" و لوح عدة مرات بسيفيه اللذين امتدا و قطعا كل ما استهدفه باسل على بعد شاسع بينما باسل يدافع عن نفسه، ظهر وحشي الفتخاء أمامه و ركلاه مع صراخهما الذي يصم الآذان "إييييييك" حمل ركلتاهما قوة قدرتهما و أرسلتا باسل محلقا لمئات الأمتار، لاحقه الأقدم الكبير بعربته بسرعة و وجه نحوه الرماح و السيوف صارخا "فلتمت أيها الصعلوك" [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] دافع باسل بكل ما يملك، أصيب بعدة جروح إضافة لجراحه التي تسببها الطاقة الخارجية و مع ذلك استمر في استخدام عنصر التعزيز بجنون، شحذ طاقته إلى أوجها بكل ما يملك و لوح نحو الأقدم الكبير فالتشر مكونا عدة موجات من عنصر التعزيز و عنصر النار قام الأقدم الكبير بتلويح بسيفه عدة مرات مكونا عدة عواصف، لكنه يعلم أنها لن تعمل، لذا تحكم في قدرة وحشيه و كون عدة حواجز مرة تلو الأخرى حتى استطاع قتل قوة تلك الطاقة التي استهدفته وصلت المعركة لقمتها و كذلك قوة الطرفين، كلاهما بدأ يبلغ حده، توقف الأقدم الكبير عن استخدام قوة الوحشين، لم يعد بإمكانه استخدامها أكثر، فكل ما كان بإمكانه فعله للآن هو المحافظة على وجودهما أما باسل فكان جسده محطما، لقد صبر و تحمل كثيرا، لكنه لم يعد يستطيع الاستمرار بنفس المردودية التي كان يعطيها قبلا، أصبح مرهقا كثيرا و غير قادر على استخدام طاقته بشكل صحيح كذلك الأقدم الكبير، أرهق كثيرا و لم يتوقع أن باسل سيستمر في مواجهته بمساواة هكذا، و كخيار أخير أخرج كنزا و ابتسم ثم قال بداخله "إن لم تمت بالطريقة العادية، فليس هناك خيار آخر سوى تدمير بحر روحك" كان الكنز الذي أخرجه عبارة كرة صغيرة زرقاء يحيط بها خطوط عريضة أكثر زرقة تشبه الأفاعي، بداخلها توهجت طاقة تشبه الخاصة بأحجار الأصل، طاقة بلون أزرق فاتح، لكن هذه الطاقة لم تكن هادئة كالخاصة بأحجار الأصل، و على العكس كانت تتكهرب و تبدو كما لو أنها ستنفجر في أي لحظة حدق الأقدم الكبير في تلك الكرة و تكلم بداخله "قد يكون خسارة إضاعة مثل هذا الكنز على مثل هذا الصعلوك، لكن لا يوجد خيار آخر" شحذ الأقدم الكبير طاقته و حلق نحو باسل، هذا الأخير استعد له و شحذ طاقته كذلك، لقد وصل لحدود حدوده بالفعل، كل ما يحركه الآن هو إرادته، يجب عليه التحمل لوقت أطول قليلا فقط و إنهاء كل شيء في هذه الهجمة توغلت الطاقة الخارجية لجسد باسل بسرعة كبيرة مدمرة إياه، مما دل على الكمية التي بدأ باسل يستهلكها من طاقة عنصر التعزيز، إنه عازم على تنفيذ هجمة أخيرة أصبح اللهبين على شكل سيفين أكثر إشراقا، و الضوء الأزرق المحيط بهما أصبح عريضا و بدأ يصبح أكثر سمكا كلما شحذ باسل طاقته و في النهاية أصبح اللهبين محاطين بطاقة زرقاء بنفس حجمهما مما جعلهما يبدوان كسيفين ضخمين بطبقتين مختلفتين، وضع باسل كل ما يملك من طاقة بهما صفق الأقدم الكبير بيديه و صرخ بينما يستجمع آخر قطرات طاقته ثم كون ثلاث أعاصير مرة واحدة، كانوا كبارا كفاية لتحريك الساحة بأكملها معهم، بإشارة منه وجههم نحو باسل حُوصر باسل من جميع الجهات بالأعاصير، فاستجمع كل ما امتلك من قوة و لوح بسيفه نحو الأقدم الكبير [I]بووووووم[/I] انفجرت الأعاصير مرة واحدة و ثُقِب الهواء نفسه من شدة الضغط حتى وصلت طاقة اللهبين على شكل سيفين بسبب الامتداد الكلي للأقدم الكبير الذي دافع عن نفسه بشدة، و بينما يدافع لوح بسيفه تجاه باسل الذي لم يعد يقوى على الدفاع عن نفسه مزق الامتداد الكلي الخاص بباسل الأقدم الكبير، ثم انطلقت موجة من الرياح نحو باسل الذي دافع بسيفيه مع أنه لم يكن لديه قدرة تحمل كافية للدفاع بها قعطت الرياح من خلاله، ثم من حيث لا يدري، ظهر بالرياح تلك الكرة الزرقاء، و عندما شاهدها باسل، شحُب وجهه كثيرا و تكلم بصوت مرتفع من شدة الصدمة "كرة الروح الهائجة؟" لمست الكرة جسد باسل و تحولت لضوء ثم اخترقت جسده مرورا لبحر روحه عندها، ضحك الأقدم الكبير بينما يدافع في آخر لحظاته "تأكدت نهايتك أيها الغر الصغي..." و لم يكمل كلامه حتى سالت منه الدماء كالشلال فصرخ بشكل مزري "غااااااه" تحرك وحشي الفتخاء فاستخدما عنصر الرياح الخاص بهما و دمجاه بقدرتهما مما جعل سرعتهما كبيرة جدا و وصلا في لحظة تحت الأقدم الكبير و حملاه بالعربة بمجرد ما أن دخلت الكرة التي تحولت لضوء إلى بحر روح باسل حتى صرخ هذا الأخير بشكل مزري "آآآآآه" لم يصرخ هكذا من قبل، اهتاجت طاقته و لم تعد مستقرة بعد الآن، بحر روحه كان يتزلزل بشدة و أوشك على الانكسار كليا. الأقدم الكبير الذي كان يشاهد هذا الأمر ضحك بينما كانت حالته مثل حالة النصف ميت توقف الجميع عن أيّ كانوا يفعلونه و ركزوا على مشاهدة باسل، صرخت أنمار بشدة "باااسل" و كذلك فعل الكبير أكاغي و البقية الذين كانت حالتهم مزرية بعد قتالهم للأقدم الكبير، لم يسع تورتش و بقية قادة التشكيل سوى التحسر في مكانهم بينما تسيل منه الدماء بغزارة، ضحك الأقدم الكبير بجنون "كياهاهاها" ثم تكلم "كازيمارو، شاهين، فلنتحرك، سيكون هناك انكسار بحر روح كبير" أسرع شاهين و كازيمارو بالتحرك و انطلقا نحو العربة ثم ركباها، تحدث الأقدم الكبير آمرا الوحشين "تحركا" أنشأ الوحشين الطريق الغير مرئي و حلقا في السماء مبتعدين، استمرت طاقة باسل في الهيجان، لكن في لحظة [I]ووووووش[/I] هدأت طاقة باسل تماما، كما لو أنه لم يحدث أي شيء، فتح الثلاثة الذين يركبون العربة أفواههم من شدة الصدمة، خرجت كلمة واحدة من فم كازيمارو "مستحي..." لكن هذه الكلمة لم تكتمل حتى طار رأسه من مكانه، طاقة ملكية امتدت من جهة باسل و تشكلت كـيد ضخمة كافية لحمل سبعة أشخاص مرة واحدة ثم قطعت رأس كازيمارو مع صوت [I]سسسسش[/I] ثم اختفت اليد التي جلبت معها أحكام ملكية و بدا كما لو أنها يد ملكية يمكنها أن تهيمن على كل شيء لم يعرف أي شخص ما حدث، باسل لا زال بعيدا عنهم، إنه يقف في السماء من دون أن يتحرك سنتمتر واحد، لكن الشيء الذي تغير به، كانت تلك الطاقة الملكية النقية للغاية التي التفت بجسده، و القطعة الأرضية الصغيرة التي ظهرت أسفل قدميه كما لو أنها تحمله، في ذلك الحضور، لم يستطع أي شخص الوقوف على قدمه بشكل صحيح و فشلت أركبهم فجثوا على الأرض فقد الأقدم الكبير و شاهين ألوانهما، صرخ الأقدم الكبير بعدما شاهد رأس كازيمارو يطير من مكانه "انطلقااا" صرخ بجنون، لا يعرف ما الذي حدث بالضبط، لكن كرة الروح الهائجة لم تنفع، لماذا ! ؟ هذا الفتى استمر في القيام بالعجائب حتى النهاية، تحرك وحشي الفتخاء بسرعة كبيرة هاربين لكن من دون أن يلاحظ أحد حتى كان باسل أمام وحشي الفتخاء، ظهر كما لو أنه انتقل آنيا، لكن الحقيقة هي أنه تنقل بسرعة ضوئية جعلت من سرعة العربة التي يقودها وحشي الفتخاء اللذان كانا يطيران بسرعة تصل لآلاف الأميال في الساعة تبدو بطيئة، توهجت عيني باسل بضوء أبيض لامع، سيفيه الأثريين قد سقطا منه بالفعل أثناء هيجان طاقته، فرفع ذراعه للسماء قبل أن ينزل بذراعه، توهجت القطعة الأرضية و صعدت الطاقة مع جسم باسل و توجهت لذراعه اليمنى التي رفعها و عندها نزل بها للأسفل مع صوت [I]زباااام[/I] ظهرت طاقة ملكية حملت معها عنصري التعزيز و النار معا و دمجتهما ثم عدلتهما ليصبحا طاقة أنقى، امتدت الطاقة الملكية من يد باسل و نزلت على العربة في لحظة، تخطت الطاقة الملكية الوحشين وصولا للأقدم الكبير ثم قطعته لنصفين قبل أن يدري، ثم قطعت بقايا جسده لأجزاء صغيرة جدا حتى أصبحت جثته كالرمال اختفى الوحشين كما لو أنهما تبخرا بموت سيدهما، فنزلت العربة من السماء بينما يحاول شاهين إيجاد طريقة لإنقاذ نفسه من السقوط من هذا الارتفاع الشاهق و من هذا الوحش المرعب عندها، خمدت طاقة باسل و اختفت القطعة الأرضية الصغيرة من تحت قدميه ثم سقط من السماء هو الآخر متوجها نحو الأرض بلع الجميع ريقهم و استعادوا أنفسهم التي هربت مع اصطحابها للروح معها من شدة الارتعاد من تلك الطاقة الملكية التي طغت على كل شيء بعدما هدأت تلك الطاقة التي أطلقها باسل على حين غرة، تنفس الجميع الصعداء أخيرا بعد أن كانوا يشعرون بالاختناق من ذلك الوجود الذي أصبح عليه باسل سابقا، في مثل ذلك الحضور لم يكن بإمكانهم التحرك لإنش واحد رأوا تلك القوة العظيمة التي أظهرها باسل، لقد محى الاثنين القويين من الأعداء بتلك السرعة الخيالية، أنْهاهُم كما لو أنهم حشرة، قطع رأس ذلك الكازيمارو الذي وجد الجنرال رعد و الإمبراطور غلاديوس بمعاونيه صعوبة بالغة في مواجهته في لحظة كما لو أنه لا شيء تماما ثم بعدها تحرك بسرعة خيالية و استخدم قوة مهيمنة حولت ذلك الأقدم الكبير لرمال، لم يترك منه لحما و لا عظما، كلهم جربوا قوة ذلك الأقدم الكبير و شاهدوها بأعينهم، لكنه قتل بمثل هذه الطريقة التي لا يتمناها أي أحد، لم يبقى من جثته أي شيء هذا الأمر جعل الجميع يفرحون، لكنهم في نفس الوقت أحسوا بالرعب الشديد من ذلك الفتى الصغير، لا، هل يجب حتى مناداته بفتى بعد ما شاهدوه يفعل؟ ذلك ليس من عمل البشر، لا يمكن لذلك الفتى أن يكون فتى، إنه وجود غير طبيعي شعر الجميع بغرابة كبيرة بينما يتساقط باسل من السماء، كان شاهين في مثل حالته تقريبا، الفرق الوحيد هو أن باسل غائب عن الوعي، أما شاهين فلا زال واعيا بالكامل، لا زال واعيا كفاية ليدرك أن عليه التخلص من هذا الوحش الصغير قبل أن ينمو أكثر مما هو عليه لا يمكنه استخدام سحر الرياح بحرية كبيرة و يتحكم فيه بشكل جيد حتى يكون باستطاعته الطيران في السماء بأريحية بواسطته مثل الأقدم الكبير، لكنه مع ذلك لا زال بإمكانه استخدامه لخلق قوة دفع كما فعل باسل عن طريق العاصفة النارية التي كان يكونها لترفعه للسماء، لا يمكنه التحكم في السحر مثل باسل و تكوين مثل تلك العاصفة و التحكم فيها باستمرار لمدة طويلة، لكنه بإمكانه استخدام قوة الرياح لتدفعه بقوة كافية ليصل لباسل تذكر مقتل كازيمارو و الأقدم الكبير و أصبحت عينيه حمراوين، لن يسمح لهذا الغر أن يهرب أبدا، كازيمارو كان مثل أخيه، فهما كبرا معا، أما الأقدم الكبير، فكان أخاه الأكبر، لقد قتل هذا الوحش الصغير أخويه الاثنين مرة واحدة أمام عينيه، فكيف له أن يضيع مثل هذه الفرصة المواتية بعد أن ظهرت شحذ طاقته السحرية بسرعة و بدأ يكون رياحا وراءه، مر وقت طويل منذ أن تم إزالة أصفاد السحر عن يديه، لذا قوته رجعت لحالتها الطبيعية، خصوصا بعد تحفيزها بالقتال ضد تورتش، استل سيفه و شحن به طاقته باستمرار، لقد شرب قبل مدة ليست بطويلة إكسير التعزيز، بحر روحه لا يزال غير مستقر لكي يغامر بشرب إكسير تعزيز آخر ليكون قادرا على استخدام سيفه الأثري من الدرجة الثانية، لكنه لا يحتاج لذلك، فسيفه السحري من المستوى الخامس لوحده كاف ليقتل ذلك الوحش الصغير النائم بعد بلوغ طاقته السحرية أوجها، انكمش في مكانه - بينما يتساقط من السماء - بتقريب ركبتيه لذقنه، ثم ركز سحر الرياح الذي شحذه سابقا و فجره مرة واحدة [I]باام[/I] انفجر الضغط مرة واحدة ثم انطلق بعد إطلاقه لصوت كقنبلة صوتية، كان سرعته كبيرة جدا، لم تصل لسرعة الأقدم الكبير عندما يطير باستخدامه سحر الرياح، لكن مع ذلك سرعته كانت كافية ليصل لباسل و يخترقه بسيفه السحري المشحون بالطاقة السحرية في كامل قوته، ضربة من هذا السيف في حالة باسل الحالية، ستكون موتا مؤكدا بلا شك، جسد باسل كله مهشم من جميع النواحي، مجرد ساحر من المستوى الأول سيكون قادرا على قتله في الوقت الحالي "فلتمت أيها الوغد، الدم بالدم، بعد قتلك سأحرص على الرجوع إلى هنا و قتل تلك اللقيطة الصغيرة التي تهتم بها، و أبحث عن عائلتك ثم أمحوها من الوجود، سوف أقتل كل من تعتز به و أجعل كل شيء بَنيته يوما غير موجود" صرخ شاهين بينما يقترب من باسل موجها سيفه على شكل أفقي مخترقا الهواء بسرعته الكبيرة ضمن شاهين قتله لباسل و ارتاح قليلا، ثم بدأ يفكر في طريقة للهرب بعد أن يقتل هذا الوحش الصغير النائم، لكن في هذه اللحظة [I]زززشش[/I] مر من جانبه صعق برقي كاد أن يشويه تماما، راوغه في آخر لحظة عن طريق تحريف مساره الشخصي بانفجار من الرياح، لو أنه قد أصيب بهذا الهجوم لمات من دون شك، التف ليجد الجنرال رعد يشحذ طاقته من أجل الهجوم مرة أخرى عندها عرف أنه يجب عليه الإسراع أكثر مما هو عليه، انطلق مع صوت [I]باااام[/I] ينفجر من وراءه بسبب الرياح و لم يبقى بينه و بين باسل سوى أمتار قليلة ابتسم و أرجع سيفه للخلف مستعدا للطعن، صرخ من شدة غضبه "مت أيها الوحش الصغير" [I]تشششششش[/I] قطع شاهين من خلال باسل الذي انقسم لاثنين و انتشرت دماؤه في السماء بغزارة............... يتبع!!!!!!!!![/B] [HEADING=1](الجزء الثاني)[/HEADING] [B]فأحس شاهين بشعور لا يوصف من السعادة و السرور، لقد انتقم لأخويه، لذا فقد نفذ واجبه تجاههما، و الآن عليه الهرب بسرعة من هذا لكنه أدرك شيئا ما في آخر اللحظات، لقد كان قتل ذلك الوحش الصغير سهلا للغاية بالنسبة للحالة التي هو فيها، لماذا لم يتحرك أي أحد آخر غير الجنرال رعد؟ لو أنهم فعلوا لما كان بإمكانه النجاح في مهمته و سيضطر للتركيز على الهرب بكل ما يملك متخليا عن فكرة الانتقام للوقت الحالي عندها تذكر أمرا و شحُب وجهه كثيرا، كيف لهم أن لا يتحركوا؟ لن يفعلوا إلا إن كان لهم هدف وراء ذلك، و في لحظة، وجد شاهين نفسه محاصر من جميع الجهات مع أنهم كانوا بالأرض و هو لا يزال بالسماء محلقا بسبب قوة الدفع الكبيرة، إلى أنه لا يمكنه البقاء في السماء لكل هذا الوقت، و الأكثر من ذلك، لا يمكنه مراوغة كل هؤلاء الشخصيات العظيمة مرة واحدة من جميع الجهات أحاط به الإمبراطور غلاديوس من الأمام، و مساعديه من اليسار و الإمبراطور شيرو من اليمين، و بالخلف يوجد الجنرال رعد و البقية "همم..." استغرب شاهين ثم لاحظ أن الجنرال رعد الذي كان يشحذ طاقته السحرية غير موجود، بحث في كل مكان، أين ذهب؟ اللعنة عليه، أين اختفى؟ في هذه اللحظات التي كان محاصرا بها و لا يعرف ما الذي يحدث هنا؟ تكلمت أنمار "ألا زلت لا تعرف ما يحدث؟ سأنيرك لجعلك تغرق في ظلام أكبر" لوحت بسيفها الأثري من الدرجة الثالثة ثم بدا كما لو أنها قد اخترقت الفضاء نفسه و قطعته، كما لو أنها قد شوهت الفضاء، لكن مع انتهاء تلويحها حتى ظهرت الصورة الحقيقية، باسل الذي كان مقطوعا لنصفين اختفى، و الجنرال رعد الذي اختفى من أمام عينيه كان يحمل باسل في الأسفل تكلمت أنمار "هل تعتقد أن حثالة مثلك يمكنه إيذاء رجلي؟ ذلك لن يحدث سوى في أحلامك أو في أوهامي التي أمتعك بها قبل أن أجعلك تدرك الحقيقة القاسية" عبس شاهين و لاحظ أن سرعته في السماء قد قلت كثيرا حتى أن قوة الدفع من السابق لم تعد كافية للإبقاء عليه محلقا و بدأ يسقط من السماء، لكن ليس هناك ما يفعل، أمامه الموت و خلفه ابن عمه، سواء أ قام بدفع نفسه للأمام أو ترك نفسه يسقط للأسفل أو تراجع، لا يهم ما يفعله، سوف يكون مصيره نفس مصير أخويه لقد حوصر من جميع الجهات تماما، في هذه المرحلة ضحك الإمبراطور غلاديوس "أنا لا زلت أتعجب حتى النهاية" قبل قليل من الوقت، عندما بدأ باسل و شاهين يسقطان من السماء، تكلم الإمبراطور غلاديوس بسرعة "هذا سيء، الفتى سيكون في خطر، يجب علينا إنقاذه" عندها ظهرت أنمار و أوقفته قائلة "لا، لا تفعل، سأريد من باسل أن يلعب دور الفريسة لقليل من الوقت" تكلم الإمبراطور غلاديوس "ها؟ هل تعلمين ما تقولين يا فتاة؟ الفتى سيموت إن انتظرنا أكثر" تدخل الجنرال رعد "ما الذي يدور في خلدك؟" "حسنا، أريد منكما..." أعطتهم أنمار تعليمات الخطة بكل سرعة بالعودة للحاضر تكلم الجنرال رعد الذي يحمل باسل "لقد خُدِعت يا رجل من طرف الفتاة الشقراء" "همم...؟" عبس شاهين، فهم ما حدث أخيرا، كل تحرك حتى الآن كان من مخطط تلك اللقيطة، عض على شفتيه حتى سال الدم منهما حتى هجوم الجنرال رعد سابقا كان من الخطة، أولا، تركوه يعتقد أن بإمكانه حقا قتل باسل، ثم عندما يقترب من فعلها، هاجمه الجنرال رعد باستماتة، أو بدا كما لو أنه كان مستميتا، ففي الحقيقة كان ذلك مجرد فعل لصرف انتباهه للحظات، في تلك اللحظة، تفعّلت خدعة أنمار، تلك اللحظات القليلة كانت كافية لتخلق وهما على مدى واسع كهذا، و بما أن شاهين مجرد ساحر في المستوى الخامس، فلا يمكنه الكشف من خلال وهمها إلا بعد مرور مدة طويلة لذا عندما راوغ هجوم الجنرال رعد، و رأى أنه قد اقترب من باسل، ارتاح و اعتقد أنه نجح، و بالنسبة له، فقد فعل، لكن حتى تصرفه هذا كان متوقعا، سابقا قالت أنمار للإمبراطور أنها ستجعل من باسل 'الفريسة'، لكن حتى أنمار لن تقوم أبدا بمثل هذا الشيء في حق باسل، و ما قصدته فعلا، هو وهم يكون باسل فيه هو الفريسة و كل هذا من أجل شيء واحد، كل هذا التخطيط من أجل محاصرة شاهين، فأثناء انشغاله بقتل باسل الوهمي، أثناء ذلك، تحرك الإمبراطورين و الاثنين الآخرين ثم أغلقوا طريق هروبه أما الجنرال رعد الذي شحذ طاقته مرة أخرى ليهاجمه بعد أن هاجمه في المرة الأولى، فقد كانت تلك خدعة فقط، ففي الحقيقة هو كان يشحذ طاقته من أجل الانطلاق بسرعة و إمساك باسل الذي سيكون قريبا من الاصطدام بالأرض في النهاية، كان يلعب في راحة يد أنمار، و قامت بجعله يتحرك على هواها و كيفما شاءت، قامت بهذه المسرحية كلها حتى تضمن القبض على شاهين، لو أنها سمحت للإمبراطور غلاديوس و البقية بالدفاع عن باسل، للاحظ شاهين عدم امتلاكه أي فرصة و ركز على الهروب بكل ما يملك، قد يكون بإمكانهم إمساكه عبر اللحاق به، لكن أنمار لا تريد أخذ مثل هذه المراهنة، امتلاك الأقدم الكبير 'كرة الروح الهائجة' جعلها حذرة أكثر مما تكون عليه بكثير تكلمت أنمار بعبوس "لقد كان أصدقاؤك السبب في معاناة باسل، لا تظن أنك ستهرب من دون الإفصاح عن بعض المعلومات" حوصر شاهين تماما، و احمرت عينيه ناحية أنمار و لعن كثيرا، فجر الرياح ثم انطلق متوجها نحوها "أنت السبب أيتها الغرة اللقيطة، سأقتلك أنت على الأقل لأترك ذلك الوحش الصغير يتعذب، لن أخرج فارغ اليدين" توجه نحوها بسرعة كبيرة، أراد الإمبراطور غلاديوس أن يتحرك فرفع الجنرال رعد يده موقفا إياه. اقترب شاهين من أنمار و صرخ بينما يندفع بكل طاقته [I]أوووووه[/I] اجتمعت حوله الرياح و وضع سيفه أفقيا في المقدمة أصبح كسهم بشري خارق [I]بووووم[/I] اخترق أنمار، أو هذا ما اعتقده، و في لحظة وجد نفسه مخترقا الأرض، و أنمار الحقيقية كانت خلفه رافعة سيفها بالسماء مستعدة للنزول به تكلم الجنرال رعد بداخله "كما هو متوقع من شريكة الفتى القرمزي" ظهرت نظرات الرعب على وجه شاهين بعد أن علم الحقيقة، في النهاية، اكتشف أنه خدع حتى النهاية خداع أنمار لم يتوقف عند النقطة التي حوصر فيها، و المقصد الكامل من هذه الخدعة هو الوصول لهذه المرحلة، عرف بأن تلك الأنمار التي كانت تكلمه كانت نفسها مجرد وهم آخر كان يستفزه ليتحرك كما يريد منه أن يفعل، و أنمار الحقيقية كانت مختفية عن أنظاره تنتظره ليبتلع الطعم للمرة الثانية لم يتحرك في راحة يدها فقط، بل جعلته يتحرك في منطقة محدودة من راحة يدها، مما جعله أكثر توقعا في تحركاته بالنسبة لها [I]زبااااام[/I] نزلت على قدميه قاطعة إياهما صرخ شاهين بجنون من الآلام، شاهد قدميه أمامه، فقط في هذه اللحظة، تمنى لو أنه لا يزال يُخادع من طرف هذه الفتاة، لكن للأسف، هذه المرة كان كل شيء حقيقي، انتشرت دماؤه في كل مكان و نزف بشكل غير متوقف حتى غاب عن الوعي تكلمت أنمار بينما تحدق به باحتقار "فليوقف أحدكم نزيفه، لا يزال باسل في حاجة إليه" و بعد انتهاءها اتجهت نحو الجنرال رعد الذي أنزل باسل للأرض تحرك بعض الجنود، و كان من بينهم 'هيل' الذي قام تقريبا بكل العمل، استخدم سحره ليعالج شاهين مؤقتا لإيقاف النزيف و إبقائه على قيد الحياة للآن [I]دو، دو، دو، دو[/I] أصوات تقترب و ترتفع حدتها مع الوقت، اتخذ الجنود ذوي المستوى الضعيف احتياطهم، لكن الجنرال رعد تكلم "لا تقلقوا، إنها مجرد قوات كان يفترض بها تعزيز صفوفنا" يترأس هذه القوات رئيسي عائلتي 'آو' و 'كيِرو'، 'آو لان' و 'كيِرو هوانغ'، بعد وصولهما صدما بعد معرفتهما بما حدث، مثل هذا الشيء معقول؟ فكروا في أنهم محظوظين لكونهم كانوا بعيدين، فلو أنهم كانوا هنا، من كان ليضمن نجاتهم؟ في هذه الليلة شهد جميع الشخصيات العظيمة التي قدر لها أن تكون هنا قوة جديدة، قوة ستغير هذا العالم، لن يطول الأمر حتى يصبح سحرة المستوى السابع شيئا من الماضي، سحرة المستوى السابع الذين مُجدوا كأقوى وجود في هذا العالم سوف يتكاثرون بسرعة خيالية، عندها، الألقاب ستتغير، الجنرال لن يكون ساحرا بالمستوى السادس بعد الآن، و كذلك الحال مع بقية الألقاب الحربية و النبيلة وضعت أنمار باسل على فخذيها و تحسرت لرؤيته لا يزال يعاني، بحر روحه تعرض لــ'كرة الروح الهائجة'، حذرهم معلمهم منها مرارا و تكرارا، فهي شيء سيجعل من الساحر في خبر كان، لسبب ما، كان باسل قادرا على تجاوز محنتها، لكن بحر روحه غير مستقر الآن بتاتا، و يبدو كما لو أنه في حالة اهتياج مما جعل عنصريه الاثنين كذلك جسده محطم تماما، بحر روحه مرهق لدرجة لا توصف، إنه يتعذب بواحد من أقسى أشكال التعذيب التي يمكن أن يتعرض لها الساحر، لكن و مع ذلك، لم تدمع عيني أنمار، عينيها شملت كل التعبيرات الحزينة التي يمكن أن تظهر على الشخص، لكنها لم تترك دمعة واحدة تهرب من جفنيها، و استمرت في تمرير يدها على رأس باسل بحنان، هذا المنظر جعلهما في صورة خلابة جدا و مع بزوغ الفجر، امتدت أنظار الجميع للسماء، فإذا بأشعة الجرم السماوي ترمى عليهم مانحة إياهم شعورا لا يوصف بالدفء، معلنة بذلك عن نهاية ليل طويل كان سببا في برودة قلوبهم في تلك اللحظة، لم يستطع أي شخص منع نفسه من التفكير في المنظر الذي شاهدوه، ذلك المشهد الذي جعل قلوبهم تُسلب من شدة جماله، كلهم حدقوا في جهة باسل و أنمار، و ببساطة، غمرتهم المشاعر، هذان الطفلان، في هذه اللحظة، لم يكونا سوى مجرد فتاة و فتى، لا أقل و لا أكثر بعد كل ما شهدوه منهما، بعد كل ما شعروا به أثناء المعركة من خوف و رعب منهما، كل ذلك قد ذهب مع انبثاق الضوء الذي أعلن عن دخول يوم جديد، و الذي انسل من بين السحب متوجها نحو مكان واحد، نحو أنمار التي بدت كـملاك أتى للاعتناء ببطل من البشر جعلها تعرف ماهية المشاعر في تلك اللحظة، كل شخص موجود ركز نظره عليهما، أنمار التي تمرر يدها بحنان، و باسل الذي يتعذب، كم كان هذا المنظر عاطفيا يا ترى؟ اقترب منهما شخص ما و تكلم "أيها السيدة الصغيرة، ما الذي سيحدث للسيد الصغير الآن؟" كان صاحب الصوت التاجر ناصر التاجر ناصر قاتل مع الكبير أكاغي بكل ما يملك، لكن أحكم قبضته و لعن نفسه لعدم امتلاكه القوة الكافية، لم يستطع في النهاية المساعدة بأي شيء مفيد، بشعور كهذا، تقدم نحو أنمار ليسألها عن حالة باسل بعينيها الزرقاوين، التي تجعلك تظن أنك تحدق في السماء الواسعة، و تجرك معها بعيدا، تجعلك تنغمس في أفكارك عميقا، حدقت في التاجر ناصر، و ببطء غيرت مسار نظرها لباسل و لم تتكلم عرف التاجر ناصر ما المقصد من هذا الفعل، لو أنها عرفت لسارعت بكل ما تملك في البدء بعلاج باسل، لكنها لم تفعل، أحس التاجر ناصر بالعجز أكثر و أكثر، و وقف متجمدا في مكانه بينما يحدق في باسل لوقت غير معروف أتى العديد من الأشخاص و أحاطوا بأنمار و باسل، الكبير أكاغي، الجنرال منصف، جميع القادة الذين شاركوا في هذه الحرب، وقف الرئيس 'آو لان'، الرئيس 'كيِرو هوانغ' و الرئيسة 'موراساكي فايوليت' بعيدا عنهم، شعروا أنهم لا ينتمون لذلك المكان تكلم الجنرال رعد بعد مدة من الصمت الطويل "أيتها الفتاة الشقراء، للوقت الحالي، فلنذهب به لمكان مريح للاعتناء به" حدقت أنمار به، و مع موافقتها، تحرك قادة التشكيل و حملوا سيدهم بحرص شديد، ثم اتجهوا به لعربة كنهاية للحرب التي بدت كما لو أنها طويلة مع أنها لم تأخذ سوى بضعة أيام، تنفس الجميع الصعداء و تحدث الكبير أكاغي صارخا [في هذه الحرب كلنا شاهدنا العجائب و الغرائب، لكن كل ذلك قد انتهى، و من الآن فصاعدا سنجعل من عالمنا مكانا أفضل، مكانا آمنا لعائلاتنا، أنا، كريمزون أكاغي، أعلن عن عودة 'إمبراطورية الشعلة القرمزية'، و كإمبراطور لها، سأحرص على بث الطمأنينة و السكينة في قلوب ساكنيها، أما الآن، النصر لنا في هذه الحرب] رفع يده و صرخ [هووااااه] و كذلك تبعه الجنود بحماس [هوواااااااه] توجه القادة الكبار و الإمبراطورين مع الكبير أكاغي في المقدمة نحو القاعة الرئيسية فور دخولها حتى أحس الكبير أكاغي بقلبه سينفجر، يا لها من سعادة شعر بها، خمسين عاما لم تكن سهلة على الإطلاق، كلها كانت معاناة و عدم قدرة على أخذ الثأر من العدو الذي وجب عليه طاعته اتجه نحو عرش الإمبراطور و حدق به، غمرته المشاعر، و من دو أن ينطق بكلمة واحدة، جلس عليه فقط مع دموع تسقط من جفنيه ببطء كما لو أنها تسحب معها كل الآلام التي عاناها طوال هذه السنين ____ بعد مرور بعض الأيام "متى سنقيم الاجتماع؟" تحدث الرئيس تشارلي أجاب الكبير أكاغي الذي كان يجلس على عرش الإمبراطور "يا صديق والدي، نحن لن نقوم بأي تحرك و لن نقوم بأي اجتماع حاليا" تنهد الرئيس تشارلي و قال "أنا أعلم أنك تريد انتظار الفتى باسل حتى يستيقظ، لكننا لا يمكننا إطالة انتظار الإمبراطورين بسبب هذا الأمر" "اعذرني" تأسف الكبير أكاغي و تحدث بنبرة جدية "أنا لا أنتظر حليفنا باسل بسبب عاطفتي فقط، لكنه يجب أن يحضر هذا الاجتماع مهما حصل، فكما رأينا في الحرب، فهو بدا كما لو أنه يعرف من حلف ظل الشيطان الذي تحدث عنه ذلك الأقدم الكبير، حتى لو أقمنا اجتماعا، فلن نصل لنتيجة مرضية به، و سيتحول لاجتماع يتمحور حول الإكسيرات و الأدوات التي ظهرت مؤخرا، أنا أريد جعل من هذا شيئا ثانويا بجانب الموضوع الرئيسي الذي هو كيفية تعاملنا مع هذه القوة الغير معروفة التي ظهرت في عالمنا" تنهد الرئيس تشارلي مرة أخرى و قال "لديك وجهة نظر، حسنا فلننتظر، لكن، ألم يمر حوالي عشرة أيام حتى الآن و لا زال الفتى باسل في نفس حالته؟" عبس الكبير أكاغي و تحسر على هذا الأمر في هذه الأيام، نُقِل باسل للمنزل الذي اشتراه بناء على طلب أنمار، هذه الأخيرة اعتنت به كل هذه الفترة من دون كلل أو ملل، حتى أنها لم تنم و أخذتها بضع غفوات فقط، لكنها كانت مستيقظة تماما، لم يكن بإمكانها النوم أبدا بينما باسل لا زال يتعذب في حالته تلك، جسمه بدأ يتماثل للشفاء، لكن سرعة شفاءه كانت بطيئة، لقد كان ذلك آثار أخذه لإكسيري علاج مرة واحدة، لكن هذا سبب واحد من عدة أسباب دعت أنمار بكل ما استطاعت، و لسبب ما، لم يكن بإمكانها التواصل مع معلمها عبر خاتم التخاطر مهما حاولت، مما زاد حسرتها و جعل خوفها على باسل أكبر مع كل ثانية تمر، وجه باسل كان شاحبا كثيرا كوجه الميت، رؤيته في مثل هذه الحالة جعل أنمار تشحب مثله من القلق عليه مرة كل فترة يأتي قادة التشكيل و التاجر ناصر، الجنرال منصف، العديد من الأشخاص قد أتوا، كل من لهم علاقة قريبة بباسل أتوا لزيارته، لكنهم كلهم يذهبون، و في النهاية تبقى أنمار لوحدها بينما تصنع جميع أنواع الأعشاب و الأدوية التي تعلمتها لتحسين حالة باسل لكن مع ذلك، حالته لا زالت سيئة كما هي من دون أن تتغير و لو بقليل في هذه الأثناء في مكان لا يريد بشر هذا العالم الاقتراب منه أبدا، مكان يعرف بأكبر منطقة محظورة في العالم، مكان منعزل تماما جعلته الوحوش السحرية عالما خاصا بها، كان هناك عجوز بمثل هذا المكان هذا المكان الذي عرف على مر الأزمان كــ'قارة الأصل و النهاية' شملت قارة الأصل و النهاية كل أنواع الوحوش السحرية، من أضعفها لأقواها، ترسَل بعثات لهذه القارة مرة كل سنوات من جميع القوات في العالم لتحصيل بعض الكنوز، خلالها، يكون القتال فيما بينهم حول من يستطيع جني الأرباح أكثر من هذه الرحلة لو أن قوة ما قامت بالتحرك نحو هذه القارة، فلن تبقى القوات الأخرى ساكنة في مكانها، و سوف يشدون الرحال أيضا لذلك المكان الذي يشاع عليه امتلاؤه بالعجائب و الغرائب، يقال أن هناك أشياء ليست من هذا العالم، أشياء تجعل لعاب كل الوجود في هذا العالم يسيل، لذا دائما ما تكون هناك منافسة قاسية على الكنوز خلال هذه الخمسة عشر سنة الماضية، لم يقم أي أحد بالذهاب لقارة الأصل و النهاية لكن في هذه اللحظة، كان هناك عجوز يقف في أعمق جزء من هذه القارة، وقف فقط و حدق في التماثيل الهائلة التي اتخذت شكل محاربين أشداء، هذه التماثيل بدت كما لو أنها حية، فقط بجمودها هناك، كانت كافية لإبعاد أي ساحر من شدة هيبتها، عددها وصل للمائة، بالمنطقة المحيطة، بغرابة، لم يكن هناك أي وحش سحري، و كانت الجبال تحيط بالمكان و الأنهار التي تمر من بينها بينما تنتج شلالات بسقوطها، و أشجار الغابات تتحرك بنسيم الرياح، كان المكان هادئا بشكل مخيف جدا كان هذا الرجل العجوز هو إدريس الحكيم. لقد زار جميع العوالم الرئيسية و اخترق الكثير من العوالم الثانوية، اكتسب الحكمة السيادية، استطاع فهم جميع أنواع النقوش و المخطوطات القديمة، ليس هناك كتاب لم يقرأه، يمكنك القول أنه كان الشخص الأكثر اكتسابا للمعرفة في شتى العوالم كلها، و لم يكن هناك أي شخص يستطيع القول 'أعرف' في حضوره، عندما كان يتكلم، كان يجب على الجميع الإنصات إليه، لا يمكن لأي شخص اكتساب الحكمة السيادية، فقط واحد في كل آلاف السنين من يبارك بهذه الهدية إدريس الحكيم، لُقب من الناس بهذا الاسم و انتشر هذا الأخير في جميع بقاع العوالم الروحية، و كل من سمع اسمه، وجب عليه إحناء رأسه احتراما له لكن إدريس الحكيم بنفسه كان يقف أمام هذه التماثيل و عبس بشدة كبيرة كما لو أنه يجد صعوبة ما في شيء ما ثم تكلم "لم أكن أظن في يوم من الأيام أن العالم الوهن سيكون به عالم ثانوي تحكمه نية سامية مثل هذه، أن لا أستطيع أنا بحكمتي و معرفتي فك هذه المصفوفة، ماهيتها؟ و ماهية صانعها؟ أنا هنا إلى أن أكتشف هذا الأمر" أمضى إدريس الحكيم أياما عديدة في دراسة هذه التماثيل التي تمثل المصفوفة نفسها، و بعد مدة غير معروفة من الوقت، أخيرا كان قادرا على رؤية نمط واحد من بين الآلاف من النقوش الروحية التي تمتد عبر التماثيل و التي تكون فضاء حاجزا و بمجرد ما أن وضع نيته بهذا النمط من أجل التحكم به و الانطلاق للنمط التالي، حتى تحرك تمثال من بين المائة تمثال، كان لعذراء تحمل قوسا، هذا التمثال الشاهق الذي وصل علوه لأكثر من ثلاثين متر تحرك فجأة لم يتحرك من مكانه، لكنه حرك يديه، واحدة تحمل القوس و الأخرى تسحب سهما مكونا من طاقة روحية خالصة في هذه الأثناء، ظهر القلق على وجه إدريس الحكيم، و بسرعة حرك يديه بشكل دائري و استخدم طاقته الروحية، كون دائرة من الضوء و ركز عليها لقليل من الوقت ثم صرخ "هاا" انطلق من الدائرة التي بلغ قطرها عشرة أمتار ضوء سامي، و في الجهة الأخرى انطلق السهم المكون من الطاقة الروحية الخالصة و توجه مستهدفا إدريس الحكيم السهم حمل معه قوة كبيرة جدا جعلت هجمة إدريس الحكيم عديمة النفع، هذا السهم جلب معه أحكام سامية كما لو أنه كان يريد الطغيان على كل الوجود اخترق السهم ضوء إدريس الحكيم و انطلق إليه مستهدفا إياه في هذه اللحظة، فهم إدريس الحكيم شيئا واحدا، أنه لن يكون بإمكانه الدخول لهذا العالم الثانوي مهما حاول، لقد اخترق المئات من العوالم الثانوية و جعل نية البعض منها تحت إمرته، لكن نية هذا العالم كانت تبدو فوق قدر مستطاعه بكثير، برؤية ذلك السهم، فهم إدريس الحكيم أخيرا مدى قوة تلك النية، ذلك السهم مجرد جزء بسيط جدا من قوة هذه المصفوفة، قوتها الكاملة لا يمكن تصورها، جعل هذا الأمر إدريس الحكيم يفهم لما وجد صعوبة مع هذه المصفوفة أخرج رمحا خشبيا، و بمجرد ما أن فعل حتى التفت حول هذا الرمح طاقة ملكية، و في الحال ظهرت أرض واسعة تحت قدمي إدريس الحكيم، كانت تمتد لآلاف الأمتار، هذه الأرض الواسعة توهجت كلها و بدأ شكلها يتغير، بدت كما لو أنها تُضغط لتصبح أصغر أكثر و أكثر مع الوقت، و بعد قليل، كانت قد أصبحت عبارة عن رمح ضوئي ضخم للغاية، كان هذا الرمح هو نفسه الرمح الذي أخرجه إدريس الحكيم سابقا، يبدو كما لو أنه اندمج بتلك الأرض الواسعة التي تحولت مما كون مثل هذا الرمح الضوئي الهائل، التف حول الرمح رياح عاصفة و أعاصير مدمرة، بينما كان الرمح نفسه يتشكل من الضوء و به نقط صغيرة متوهجة كالنجوم التي بالسماء المظلمة هذه النجوم الصغيرة انفجرت كلها مرة واحدة و انطلق الرمح بسرعة خارقة و التقى بالسهم [I]بوووووووووووووم[/I] انفجر المكان كله و خلف آثارا مهولة، كما لو أن هناك نيازك قد أصابت المنطقة، اهتز المكان كله على بعد آلاف الأميال و جعل كل الوحوش السحرية بجميع مستوياتها تبتعد بعيدا قدر استطاعتها تلك الهالة التي أنتجها تصادم قوة إدريس الحكيم بقوة التمثال جعلت كل الوجود في المنطقة على بعد آلاف الأميال ترتعد فجأة، الغابات و الجبال و الشلالات كانوا قد أصبحوا غبارا، توقف إدريس الحكيم و عاد رمحه لطبيعته الأصلية ثم تكلم "أنت لا تريدني أن أدخل مهما حدث ! لا يبدو أنه باستطاعتي الدخول عنوة، أنا أعرف أنك تسمعني، أجب يا أيها الخبير السامي" لم يحدث أي شيء، و بعد مدة من الوقت، تكلم صوت و الذي كان كصوت الرعد "عد يا أيها الحكيم المبتدئ، هذا ليس بمكان يمكنك الدخول إليه، فقط سكان العالم الواهن لهم الحق بذلك" "همف" تهجن إدريس الحكيم و قال "يا لها من نبرة متعجرفة التي تملكها، لقد امتلكت الحكمة السيادية منذ 1000 سنة، و أنا في المرحلة الثالثة، و مع ذلك تناديني بالمبتدئ؟" تكلم الصوت مرة أخرى كما لو أنه صوت الصاعقة "المرحلة الثالثة تترجم لمبتدئ، عد أدراجك و سأغفر لك أفعالك التي عكرت مزاجي الهادئ، إن حاولت المساس بالمصفوفة مرة أخرى فسوف تلقى عقابا شديدا" عبس إدريس الحكيم و تنهد بعد مدة، قد يكون هذا الصوت متعجرفا، لكن تعجرفه هذا ليس من فراغ، تكلم إدريس الحكيم "قلت أن سكان العالم الواهن من لهم الحق في الولوج، لك هذا" "حظا موفقا في ذلك، لكن لا تظن أن الأمر بهذه البساطة" تكلم الصوت و بدا كما لو أنه يبتعد في كل كلمة يقولها حتى اختفى تماما تكلم إدريس الحكيم "نية سامية، هاه؟" التف ثم قال "يجب علي الخروج الآن من هذا النطاق و العودة للفتى باسل، سيكون على تلقينه دروسا غير منتهية ليكون باستطاعته الدخول لهذا العالم الثانوي، لو أنه نجح، فلا أعلم ما المكاسب التي قد يتحصل عليها" تحرك إدريس الحكيم و بإشارة دائرية من يده ظهرت دائرة ضوئية، اخترقها بجسده فالتفت حوله و حلق بعيدا حتى استطاع الخروج من حاجز غير مرئي أكد خروجه من نطاق ما، لقد كان قد كسر مصفوفة أولية جعلته في نطاق آخر تحت سيطرة هذه النية السامية، هذا النطاق لوحده امتد لآلاف الأميال، و بمركز هذا النطاق كانت توجد المصفوفة الرئيسية التي أساسها تلك التماثيل عندها، أتاه اتصال بخاتم التخاطر مباشرة، بما أنه كان في نطاق آخر، لم يكن باستطاعة أي أحد آخر التواصل معه عبر خاتم التخاطر، بسرعة أجاب (ما بك أيتها الصغيرة أنمار؟) (معلمي، أسرع من فضلك، أنا لا أعرف ما الذي يجب علي فعله، لقد مر شهرين و باسل لا زال غائبا عن الوعي نتيجة لمعركة) أجابت انمار بأسرع ما أمكنها عبس إدريس الحكيم ثم تكونت أمامه عدة دوائر ضوئية مثل التي صنعها قبلا مرة أخرى بإشارة من يديه، تكلم (أنا آت، انتظري لقليل من الوقت فقط) ثم اخترق تلك الدوائر الضوئية واحدة تلو الأخرى، و في كل مرة فعل ذلك، كانت سرعته تزداد بشكل خارق، في الأخير أصبح عبارة عن ضوء و حلق في اتجاه باسل بعد أيام قليلة، وصل المعلم و ظهر أمام باسل الغائب عن الوعي، و أنمار التي كانت تأخذها غفوة استيقظت و تكلمت بفزع "معلمي، باسل، إن باسل..." وضع إدريس الحكيم يده على رأسها و جعلها تهدأ ثم قال بعد التحديق في باسل بعبوس شديد "بقايا استخدام طاقة روحية ! ؟ ما الذي يحدث هنا ! ؟" لم يفهم إدريس الحكيم لما هناك آثار لطاقة روحية متبقية على باسل، في لحظة، استجمع أفكاره و قام بوضع جميع الاحتمالات، لكنه مع ذلك لم يعلم و لم يفهم لماذا؟ حدق إدريس الحكيم في باسل بعمق و فكر لقليل من الوقت، وضع يده على ذقنه ثم جلس متقاطع القدمين أشار لأنمار بفعل المثل، عندها تحدث بادئا كلامه بجدية "أرى أن عنصر التعزيز الخاص به قد بلغ المستوى التاسع، إذا لقد شرب إكسير التعزيز مرة أخرى، يضعف الختم في كل مرة يرتفع بها في المستوى، وضع الختم على هذه الطريقة لأن جسده سيصبح أقوى في كل مستوى يرتفع به و يستطيع تحمل الطاقة الخارجية التي سيزداد حجمها مع كل مستوى يرتفع به" "...هكذا كان يجب أن يسير الأمر، و عندما سيدخل للقسم الثاني من مستويات الربط و يكتسب القدرة على التحكم في الطاقة الخارجية، سينكسر الختم نهائيا و سيكون عليه التحكم في الطاقة الخارجية من أجل إيقافها، من المفترض أن تسير الأمور على هذا المسار، لكن شربه لإكسير التعزيز لمرتين تسبب في جعل عنصر التعزيز الآتي من الطاقة الخارجية يفوق مستوى عنصر النار مما تسبب له في جعل جسده الذي لا زال كجسد ساحر من المستوى السادس يواجه طاقة أكبر من مستواه بكثير" في الحقيقة، جسد باسل أقوى من مستواه الفعلي، فهو دربه قبل حتى أن يصبح ساحرا، و حتى عندما أصبح ساحرا استمر في تدريبه من أجل تسهيل الأمر عليه كي لا يشعر بأي شيء من الطاقة السحرية الخارجية التي تتوغل لجسمه، و عندما شرب إكسير التعزيز، اضطر لعدم استخدامه حتى أصبح جسده مؤهلا لذلك عن طريق تدريبه بطريقة أقسى، لأنه بمجرد ما أن يستخدم عنصر التعزيز حتى تقوم الطاقة الخارجية بالدخول لبحر روحه عبر جسده. و في الأخير، أصبح جسده قادرا على استيعاب طاقة خارجية من المستوى السابع، لكن المستوى التاسع كان شيئا فوق قدر المستطاع بكثير تحدث إدريس الحكيم بعد أن تنهد "سيجب عليه تدريب جسده مرة أخرى و الامتناع عن استخدام عنصر التعزيز مؤقتا" سأل إدريس الحكيم أنمار عما حدث بالتفصيل ليرى إن كان بإمكانه وضع تفسير لهذا الأمر الغريب الذي يحدث لباسل حكت أنمار لمعلمها ما حدث قبل شهرين مع ذكر كل التفاصيل، مما جعل إدريس الحكيم في حيرة أكبر، بقايا الطاقة الروحية هذه ناتجة من استخدام لها (الطاقة الروحية) من طرف باسل أثناء نهاية معركته ضد الأقدم الكبير حاول إدريس الحكيم تفسير هذا الأمر بكونه له علاقة بـكرة الروح الهائجة، لكنه نفى هذا الاحتمال، لا يمكن لـكرة الروح الهائجة أن تتسبب في هذا، فالسبب في عدم تأثيرها على باسل هو استخدامه للطاقة الروحية، بمعنى أنه اكتسب الطاقة الروحية قبل أن يصاب بكرة الروح الهائجة مهما و كيفما رأيت، ستجد أن باسل لا زال في مستويات الربط، لا زال لم يضع إصبعا واحدا داخل المستويات الروحية، شيء مثل هذا غير مألوف على الإطلاق، حتى بالنسبة لإدريس الحكيم نفسه تكلمت أنمار بقلق "أيها المعلم، ماذا قصدت سابقا بـبقايا طاقة روحية؟" وجه إدريس الحكيم نظره لأنمار و تحدث بنبرة واضحة "أيتها الصغيرة أنمار، لقد سبق و حدثتكما عن مستويات الربط و فصلت لكما ما تحتاجانه من معلومات، لكني لم أعطكما معلومات كافية عن المستويات الروحية، هذا من أجل جعلكما تركزان على الأهداف القريبة من أجل تحقيقها بشكل أسرع بدل محاولة اللحاق بأهداف بعيدة عنكما قد تكون سببا في ركود نموكما بعد بلوغها" أماءت أنمار رأسها، بعد باسل، ليس هناك من هو أكثر ثقة بالنسبة لها من المعلم، لكن من ناحية التعليم، كان الأكثر ثقة بالنسبة لها و الأكثر حكمة بإرشاده، فلا يمكنها أن تجادله أبدا فيما يقول لها، كان يجب عليها هي و باسل الاستماع و التعلم، إن لم يتحدث معلمهما عن شيء ما، فهذا يكون من أجلهما، بالطبع كانت المستويات الروحية دائما تشغل بالهما، لكنهما لم يسألا عنها طالما معلمهما لم يبدأ الكلام حولها و الآن، أخيرا أتى المعلم بهذا الموضوع للحديث حوله، تكلمت أنمار سائلة معلمها "ما علاقة هذا بحالة باسل الآن يا معلمي؟" أجاب إدريس الحكيم "حسنا، مما رأيت و لازلت أفعل، فالفتى باسل قد استخدم طاقة روحية سابقا ضد ذلك الشخص الذي تحدثت عنه" "همم؟" استغربت أنمار و سألت مرة ثانية "ألم تقل أننا لا يمكننا إدراك الطاقة الروحية إلا بعد بلوغنا المستويات الروحية؟" تنهد إدريس الحكيم و أجاب "نعم هذا صحيح، و هذا ما حيرني طيلة هذا الوقت، حتى أنا لا زلت لم أفهم لما كان الفتى باسل قادرا على استخدام طاقة روحية، لكن هناك شيء أشك به مع أنه لم يحدث على مر الأزمان أبدا، ليس على حد علمي على الأقل" استفسرت أنمار حول هذا الأمر، فاستأنف المعلم شرحه "قد يكون قد حان وقت معرفتكما بهذا الأمر، قبل هذا سيكون على شرح بعض الأمور أولا" "...كما تعلمين، كل شخص يولد بنقط أصل، و من أجل البدء في رحلة المسار الروحي، سيكون عليه فتح هذه النقط، لقد حدثتكما سابقا عن هذا الأمر، كل شخص قادر على أن يصبح ساحر، سواء كانت موهبته ضعيفة أم لا، الذكاء يكون له دور فعال، و العزيمة لها نفس الأهمية، لكن مع ذلك، ليس الكل يكون باستطاعته الاختراق للمستويات الروحية" استغربت أنمار فسألت عن السبب منتظرة جواب معلمها الذي كان كالتالي "لأنهم لا يكملون ربط نقط الأصل" لم تفهم أنمار الأمر بعد، لكن إدريس الحكيم بدأ تفسيره بشكل مبسط أكثر "ربط نقط الأصل مختلف عن فتحها، تسمى المستويات الأربعة عشر مستويات الربط لأن خلالها يتم ربط كل نقطة أصل بالأخرى بينما يتكون حاجز روحي حولها (نقطة الأصل) و حول بحر الروح عند انتهاء الربط بالكامل. عادة، يتم ربط نقط الأصل الأربعة عشر كلها عند بلوغ قمة المستوى الرابع عشر، يتم ربط نقطة أصل الشخص الطبيعي ذو الموهبة الطبيعية بأخرى في كل مستوى يرتفع به" "...عند بلوغه لقمة كل مستوى، يتم تشكيل حاجز روحي حول نقطة الأصل و بهذا يكون قادرا على المرور للبدء في تشكيل حاجز حول نقطة الأصل التالية، و هذا ما يسمى بـ'ربط نقط الأصل'، هذا ما يكون عليه الوضع غالبا بالنسبة لشخص طبيعي و موهبة طبيعية، لكن ليس الكل سواء، فهناك أشخاص طبيعيين بموهبة ضعيفة و آخرين بموهبة مرتفعة، لذا تجد بعض الأشخاص قد بلغوا قمة المستوى الرابع عشر و مع ذلك لم يُتِمُّوا ربط نقط الأصل، و في الجهة الأخرى، تجد أشخاصا قد أتموا ربط نقط الأصل قبل بلوغ المستوى الرابع عشر حتى" "...هؤلاء، يعتبرون ذوي موهبة كبيرة جدا، ما ينادى عليهم بالعباقرة، فهناك من منهم قد بلغ قمة المستوى الأول فقط، و مع ذلك كان قد ربط ثلاث نقط أصل بالفعل، لأنه عندما كان قد اكتسب سحره لأول مرة، بمعنى عندما اخترق للمستوى الأول و أصبح ساحرا، استطاع ربط نقطتي أصل مرة واحدة، هؤلاء يكونون لهم شأن عظيم، فهذا يدل على موهبتهم العظيمة و المستقبل المشرق الذي ينتظرهم، غالبا ما أصبحوا شخصيات عظيمة في التاريخ. و عند إتمام الساحر لربط نقط أصله، يكتسب بحر روحه إرادة" لم تفهم أنمار ما قصده المعلم مرة أخرى، لكنه و من دون أن يترك لها المجال لتسأل، أكمل شرحه "إرادة بحر الروح شيء يكون موجود دائما، فقط تكون مجزَّأة، و عند إنهاء ربط نقط الأصل و تشكيل الحاجز على كل واحدة منهن، يتكون الحاجز أيضا حول بحر الروح نفسه و يكتسب إرادته الخاصة، إرادته تتبع إرادة مالكه، إرادته ليست مستقلة بتاتا، لكنها متصلة مع إرادة المالك، عند اكتساب بحر الروح لهذه الإرادة، سيكون عندها قادرا على التحكم في روح الوحش الروحي التي سيستحوذ عليها الساحر من أجل الاختراق للمستويات الروحية، هذه الإرادة ستكون كالختم الروحي على إرادة الروح المستحوذ عليها، و عند الاختراق، يتحول بحر الروح ليصبح روحا كاملة مكتملة" "انتظر من فضلك أيها المعلم، ماذا تقصد بالاستحواذ على روح وحش روحي؟" سألته أنمار مستغربة و متفاجئة أجاب المعلم إدريس الحكيم "سأشرح لك هذا الأمر جانبا إلى باسل عندما يستيقظ" تفاجأت أنمار و وقفت من دون أن تشعر، تكلمت بسرعة كبيرة "هل هناك وسيلة لجعله يستيقظ أيها المعلم؟" "اهدئي أيتها الصغيرة أنمار، كل ما يحدث لباسل الآن مجرد إرهاق غير طبيعي لبحر روحه الذي استخدم طاقة روحية قبل أن يتحول لروح كاملة مكتملة، الطاقة الروحية نقية للغاية، بحر الروح الذي يستطيع التعامل مع الطاقة السحرية لا يمكنه تحمل نقاوة الطاقة الروحية و قوتها المركزة بشكل لا يوصف" جلست أنمار مرة أخرى و هدأت كما طلب منها معلمها الذي أكمل قائلا "كل ما نحتاج لفعله الآن هو إخماد و تبديد بقايا الطاقة الروحية التي خلّفها استعمالها (الطاقة الروحية)، عندها سيهدأ بحر روحه مرة أخرى، لكن هذه العملية ستأخذ بضعة أيام من أجل إنهاءها، لذا فلتصبري لذلك الحين" تنفست أنمار الصعداء و فرحت كثيرا، خبر سلامة باسل أكثر من كاف ليجعل مزاجها عظيما و تقفز من الفرح، إن اختفى باسل من حياتها، فلن يكون هناك سبب لعيشها، عندها سألت معلمها "آه، إذا ما سبب اكتساب باسل لطاقة روحية؟ قلت أنك تشك في أمر ما" وقف المعلم و اقترب من باسل، حدق فيه بعمق و تحسر بداخله ثم قال " أعرف عن أشخاص اكتسب بحر روحهم إرادة قبل بلوغ قمة المستوى الرابع عشر بسبب كونهم قد أكملوا ربط نقط الأصل بالفعل، لكن هذا يكون بعد دخولهم للقسم الثاني من مستويات الربط، أسرع شخص يمكنه إتمام ربطها كلها يكون بالمستوى الثامن، لكني لم أسمع بشخص قد أكمل ربط نقط الأصل في حين لا يزال بالمستوى السادس و اكتسب بحر روحه إرادة، و ليس هذا فقط، بل و تجسدت به قليل من قوة نطاق الأرض الواسعة" "...حالة باسل مختلفة بامتلاكه عنصر التعزيز الذي بلغ المستوى التاسع، فهو شخص غير طبيعي ذو موهبة مرتفعة، لذا أظن أنه يتفوق على الأشخاص الطبيعيين ذي الموهبة المرتفعة الذين قد أكملوا ربط نقط الأصل مع أنهم في القسم الثاني من مستويات الربط فقط، عبقري بين العباقرة، حتى أنا ليس بإمكاني تحليل بحر روحه الذي لا زال لم يتطور ليتشكل كــروح" "...ما يمكنني الشك به هو أن إرادة بحر روحه كانت قادرة لمس الدرج الأول من المستويات الروحية و اكتساب القليل من قوتها، و ما سبب هذا كان المغامرتين اللتين خاضهما بشربه لإكسيري علاج و إكسير تعزيز، على ما أظن، بسببهما كان قادرا على ربط نقط الأصل جميعها و اكتساب بحر روحه لإرادة استطاعت بلوغ جزء من قوة من نطاق الأرض الواسعة، مع أن هذا يبقى أمر لا يمكنني فهمه على الإطلاق. سيجب على درس هذه الحالة جيدا" تحدث إدريس الحكيم بداخله "إرادة بحر روح استطاعت استخدام طاقة روحية قبل أن تتطور لتصبح روح، كيف ستكون إذا عندما تصبح روحا كاملة مكتملة ! ؟" جلس إدريس الحكيم بجانب باسل و وضع يده فوق جبهته، و انطلاقا من نقطة الأصل التي بها بدأ يتحكم في مجرى سيران طاقة باسل، مثل هذا الأمر لن يقدر على فعله سوى المخضرمين و الذين لهم تحكم مثالي في طاقتهم سواء السحرية كانت أم الروحية فهو سيقوم بإدخال طاقته الروحية عبر نقط أصل باسل، و هذا سيسبب ألما كبيرا له بسبب مقاومة مسار نقط أصله و بحر روحه للطاقة الخاصة بشخص آخر، لكن سيكون عليه التحمل، فبمستوى باسل الحالي بغض النظر عن حالته، لن يكون بإمكانه إخماد و تبديد بقايا الطاقة الروحية، لذا يجب عليه ترك الأمر بيد شخص آخر و تحمل الآلام الناتجة عن ذلك و ليس هناك من هو أفضل من إدريس الحكيم في القيام بهذا العمل، قد تكون حالة باسل هذه غريبة، لكنها لا تختلف كثيرا عن الكثير من الحالات التي رآها إدريس الحكيم طيلة حياته، هناك من فقد السيطرة حتى على طاقته الروحية، و هناك من أصيب بلعنة روحية، مر بالكثير من هذه الحالات و كان قادرا على النجاح في علاجها كلها مجرد إخماد و تبديد لبقايا طاقة روحية أمر في غاية البساطة بالنسبة له مقارنة بما جربه من قبل بمجرد ما أن توهجت يد إدريس الحكيم و توغلت طاقته الروحية عبر نقطة الأصل التي بالجبهة حتى اهتز جسد باسل و ارتفع ثم نزل من شدة الآلام و الصدمة التي أحس بها، هو بالفعل يمر بتجربة قاسية من التعذيب، و مع ذلك، لم يتغير تعبير وجه إدريس الحكيم و ظل هادئا كما كان و أكمل عمله في التنقية بطاقته الروحية النقية قد يبدو من الوهلة الأولى أن علاج باسل الذي سيأخذ بضعة أيام طويلا، لكن الأمر ليس كذلك، تنقية بحر روح أو روح شخص ما، تعني التوغل بطاقتك الروحية لبحر روحه أو روحه، و أبسط خطأ يمكنه أن يزيد الحالة سوءا و يتسبب في تدمير الشخص بدل علاجه، الآن يجري إدريس الحكيم عملية التنقية حيث يقوم بإخماد كل جزيْء من الطاقة الروحية الخاصة بباسل، و بعد جعله يهدأ يقمعه بطاقته الروحية و يمحوه، و هكذا ينتقل من الجزيء للآخر مرت ثلاثة أيام و لم يتوقف إدريس الحكيم عن عمله، أراد أن ينتهي من هذا الأمر بأسرع ما أمكنه، و كذلك أنمار التي بقيت حريصة على مشاهدة التغيرات التي تطرأ على باسل طيلة هذه المدة، و بنهاية اليوم الثالث، ذهب الشحوب الذي كان يظهر على جسم باسل كله و ليس فقط وجهه، كما وقف المعلم و تحدث "حسنا لقد انتهيت، الآن سيعود بحر روحه للاستقرار تدريجيا، طاقته الروحية هي التي ساعدته في النجاة من الطاقة الهائلة الخاصة بعنصر التعزيز، فهي تمتصها لجعلها قابلة للتحكم بالنسبة لباسل" فرحت أنمار كثيرا و أزيل الثقل من على صدرها الذي كان يجعل تنفسها صعبا طيلة الشهرين الماضيين تكلم إدريس الحكيم "أيتها الصغيرة أنمار، الآن بما أنك اطمأننت على صحته، ارتاحي أنت أيضا، بالنظر إليك، يمكن للشخص أن يعرف أنك لم تأخذين قسطا للراحة طيلة هذه الشهرين، لا تقلقي على الفتى باسل، سوف يكون واعيا بالغد" استمعت أنمار لكلام معلمها و نامت بوضع رأسها فقط على السرير الذي ينام عليه باسل بينما جسدها على الكرسي، و بعد أن ارتاحت نفسيتها، لم يهم الوضعية التي كانت عليها، غطت في نومها بأريحية و بنظرة هنيئة على وجهها رآهما إدريس الحكيم و فكر بداخله "رأيت الكثير من أنواع الحب، لكنني لم أرى في حياتي شخصا يعز أحدا آخر لهذه الدرجة، لقد كان خياري صائبا في جعلها تأخذ جانبه، غير ذلك، سيكون الفتى باسل وحيدا في مساره الروحي من دون أن يجد أي أحد ليرافقه قدما بقدم و يثق به بشكل أعمى، قد تكون لا زالت صغيرة، لكن عشقها له يستطيع تجاوز آلاف السنين و اختراق العوالم" ابتسم ثم التف و اختفى في الصباح التالي، أشرقت الشمس و نزلت بأشعتها على غرفة باسل، فإذا بهذا الأخير يفتح عينيه و يجلس في مكانه، عندها رأى أنمار المنهكة تماما، حدق فيها بحنان و لم يدري حتى كانت يده متوجهة نحو شعرها، عندها استيقظت أنمار فجأة مما جعله يرجع يده بسرعة أنمار التي شاهدت باسل جالسا فاتحا عينيه، طارت من الفرح و قفزت عليه بينما تصرخ "باسل" انقضت عليه و عانقته بشدة، احمر وجه باسل قليلا، صدرها يلامس وجهه، بينما ساقيها تلتف حول جسده، لقد أمسكته بجسدها كله مما جعل باسل لا يعرف ماذا يفعل [I]آآآه[/I] صرخ باسل قليلا من الألم، فأزاحت أنمار نفسها عنه و مدت يدها عليه خائفة عليه "ما بك؟ ألا زلت تعاني؟ ألم تشفى؟" تنهد باسل ثم تكلم بعد أن أزاح يده عن صدره الذي كان يمسكه بإحكام "لا، لا شيء، فقط بعض الآلام الجسدية، لا زال جسمي لم يتعافى كليا فقط" بالطبع لا زال لم يفعل، فحتى الآن لا زالت الطاقة الخارجية تتوغل لجسمه بسبب إيجادها لمكان فارغ، هذا يحدث لأن القطعة الأرضية الصغيرة تقوم بامتصاص طاقة عنصر التعزيز لجعله قابلا للتحكم و لا يدمر بحر الروح، و في المقابل، تتوغل الطاقة الخارجية لتعوض الطاقة التي فقدت، و هكذا تستمر الدورة اللانهائية تنهدت أنمار و ارتاحت، عندها سألها باسل "أين المعلم؟" "همم؟" استغربت أنمار ثم قالت "كيف علمت عن قدومه؟" أجاب باسل "البارحة عندما تماثلت للشفاء استطعت الشعور به، لم أكن قادرا على الاستيقاظ لكني كنت قادرا على الشعور بما حولي" نظرت أنمار في الأرجاء و لم تجد معلمهما فاستغربت قائلة "لقد كان هنا قبل نومي، يبدو أنه ذهب مرة أخرى" "حسنا" قالها باسل و نهض عن مكانه ثم لبس سترته و سرواله الأبيضين، ارتدى حذائه الأحمر ثم تكلم "كم مر من الوقت و أنا فاقد للوعي؟" أجابته أنمار، فوضع باسل يديه على ذقنه "شهرين، هاه ! لقد غبت طويلا، هيا، يجب أن نذهب للقصر الإمبراطوري، لقد تنقلت عائلة كريمزون إلى هناك، أليس كذلك؟" "نعم" أجابت أنمار و أكملت "لقد انتظرك جدي لتستيقظ طوال هذا الوقت من أجل إقامة الاجتماع، جعل حتى الإمبراطوريين ينتظران طيلة هذه المدة من أجلك" ابتسم باسل و قال "هكذا إذا، حسنا، سأذهب لملاقاة شخص ما أولا" "همم؟" استغربت أنمار و أرادت أن تسأل باسل، لكنها وجدته قد خرج من باب منزلهما بالفعل، بمجرد ما أن خرج باسل حتى رأى بعض الجنود المخضرمين من المستوى الخامس يقومون بحراسة منزله، و عند ظهوره انحنوا احتراما له، و في الحال، ظهر أمامه أخوا القطع 'غايرو و كاي' و 'جون' (حارس بوابة العاصمة سابقا) و ركعوا على ركبة واحدة "سيدي، إلى أين تريد الذهاب" قالها الأخ الأكبر غايرو أكمل الأخ الأصغر كاي وراءه "سنجهز لك عربة لتنقلك يا سيدي" ثم تكلم جون "هناك الكثير من المراقبين كانوا ينتظرونك لتستيقظ، يجب أن يكونوا قد علموا بالأمر و ذهبوا لإعلام أسيادهم، ماذا نفعل يا سيدي؟" وضع باسل يده على ذقنه ثم فكر بداخله "لا زلت لا أريد الالتقاء بأشخاص مزعجين الآن، أريد وقتا خاصا، حسنا" سأل باسل "أين هي العربة؟" أشار كاي بيده فأتت العربة مسرعة، كان يقودها خيل ملكي، الخيل الملكي كان عبارة عن وجود أشبه بالوحوش لكنه ليس منهم، مما جعله يقف في المنتصف، بين الحيوانات و الوحوش، يعتبر الخيل الملكي وجودا نادرا كثيرا، و لا يملكه سوى الملوك و كبار شخصيات هذا العالم، سرعتهم كبيرة جدا و يمكنها أن تجعل الخيل الطبيعي يظهر كالقط مقارنة به إن شبهناه بالنمر، كان الخيل الملكي يتميز بحوافره الحادة و القاسية و جسده الضخم أكثر من الخيل الطبيعي، مع الشعر الملون بسبع ألوان قوس قزح على عنقه، كان خلابا جدا، و هذا جعل قيمتهم كبيرة جدا في العالم، و لا يمكن مقارنتهم إلا مع خيل البحر الملكي، لذا لا تجد سوى الشخصيات العظيمة من تمتلكهم ركب الأربعة العربة إضافة لأنمار التي لحقت بباسل و بأمر من هذا الأخير الذي كان كالتالي "توجه نحو الجنوب" انطلقت العربة بأقصى سرعة لها عندها تكلم باسل "أنمار، سنستخدم عباءة الشفاف، ارتدي واحدة" فعلت أنمار كما طلب منها باسل الذي قال قبل أن يرتدي واحدة هو الآخر "احرصوا أنتم الثلاثة على تضليل أولئك المطاردين المزعجين، نحن سنذهب، أنمار، قومي بها" استخدمت أنمار طاقتها السحرية قبل فتح بوابة العربة ثم انطلقا مر الكثير من الوقت على اتجاه العربة نحو الجنوب، و هذا تسبب في جعل المطاردين يشكون، انقضوا كلهم و أوقفوا العربة ثم صرخوا "سعادة 'قاتل الدم القرمزي'، نحن مبعوثي جلالته الإمبراطور شيرو، أرجوك رافقنا، جلالته بحاجة للتكلم معك" و في الحال ظهر أشخاص آخرون و صرخوا "نحن مبعوثي جلالة الإمبراطور غلاديوس، أرجوا من فخامته 'قاتل الدم القرمزي' أن يرافقنا" حدقت المجموعتين في بعضهما بينما الشرارات تتلاقى من أعينهما، إنها منافسة فيما بينهما لمن يستطيع إحضار باسل لسيده، لقد حرصوا على انتظار هذه اللحظة طيلة الشهرين الماضيين، لا أحد من الطرفين مستعد للتراجع، و بالتأكيد سيقنعون باسل للذهاب معهم خرج جون من العربة ثم قال "لا يوجد سيدي هنا، انقلعوا" "هاه؟" استغرب الجميع و صرخوا "لا تمزح معنا لقد رأيناه بكل تأكيد يدخل للعربة و لم يخرج منها أبدا، لا شك في هذا" "نصف كلامكم صحيح" استعجب المطاردون ليكمل جون "لقد دخل سيدي لهذه العربة، لكنه خرج منها" "هاه؟" لم يفهم أي أحد ما حدث و في هذه الأثناء، كان باسل و أنمار متوجهان نحو المكان المقصود، في طريقهما، مرا على قادة التشكيل الذين كانوا يتدربون بقصر عائلة كريمزون السابق، لقد جعلوا من ذلك المكان كمعقل للتدرب بالكامل، قوتهم في هذه الشهريين الماضيين ارتفعت كثيرا، و عددهم ازداد عما كان عليه بكثير التقى باسل بقادة التشكيل الذي فرحوا كثيرا برؤية سيدهم، لم يسعهم سوى أن يشعروا بالقلق عليه طيلة هذا الوقت، لكن هذا جعلهم يريدون أن يصبحوا أقوى من أجل تسهيل الأمر على سيدهم، و كذلك كان الحال مع التاجر ناصر، هذا الأخير انضم للتدريب بجانب قادة التشكيل طيلة الشهرين الماضيين من أجل رفع قوته أكثر، ما شاهدوه قبل شهرين تسبب لهم في الشعور بالعجز كثيرا، لذا قرروا تقوية أنفسهم أكثر من أجل عدم الشعور بمثل ذلك الشعور مرة أخرى أخذ باسل عربة منهم و اتجه نحو القصر الإمبراطوري عندها تكلمت أنمار "أنت تريد اللقاء بجدتك التي تكلم عنها جدي؟" ابتسم باسل و قال "هذا صحيح" تنهدت أنمار و قالت "كان بإمكانك القيام بهذا من دون اللجوء لهذه الألاعيب" "أنت تعرفينني، وقتي الخاص، وقت راحتي، لا أريد أي إزعاج به، ملاقاة جدتي التي لم أراها في حياتي يعتبر أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لي، تدخل طرف ثالث لا علاقة له بالأمر سيكون فعلا لا تحمد عقباه بالنسبة لفاعله" أغمضت أنمار عينيها بأريحية، هذه طبيعة باسل دائما، سؤالها كان من دون فائدة، ففي النهاية، لقد كانت تعرف الجواب بالفعل قبل أن تطرح السؤال حتى أمام بوابة الساحة الخارجية المحيطة بالقاعة الرئيسية للقصر الإمبراطوري، أصلحت من جديد، مع طاقة سحرية خالصة خاصة بعدة سحرة من المستوى السابع، كان ترميمها سريعا اقتربت عربة ببطء مما جعل أحد الحارسين اللذين أمام البوابة يسرع لإيقافها، صرخ متكلما بطريقة رسمية "من أنت؟ بعد هذه المنطقة لا يحق لأي شخص الاقتراب سوى العائلة الحاكمة أو الذين لهم رخصة بالمرور كان يقود العربة جندي من التشكيل، لذا أراد أن يتحدث، لكن صوت شخص آخر من داخل العربة قد منعه من القيام بذلك، صاحب هذا الصوت كان التاجر ناصر الذي جعله باسل يرافقهم، باسل لا يمكنه إظهار نفسه، و أنمار إن ظهرت هنا، فسيشك الكثير في احتمال وجود باسل معها، هي الفتاة التي لم تتركه و لو لثانية لوحده طيلة الشهرين الماضيين، سيكون من الغريب أن تفارق جانب باسل بعد استيقاظه من غيبوبته نزل التاجر ناصر ببطء من العربة، و بمجرد ما أن ظهر حتى انحنى له الحارس بسرعة ثم قال "اعتذاراتي، لم أعلم أنه أنت يا سيدي" التف بسرعة و صرخ "إنه الأمير ناصر، افتحوا البوابة" بعد أن أصبحت عائلة كريمزون العائلة الحاكمة من جديد، التاجر ناصر الذي أخذ اسمها من قبل، أخذ لقب الأمير مع عدة أراضي داخل العاصمة الكبيرة ختم البوابة عادة يكون في حيازة أعضاء العائلة الحاكمة، لكن، يكون هناك ختم معطى لحراس البوابة، في الحرب لم يكن مثل هذا الختم الاحتياطي في حيازة الحراس من أجل الحرص على عدم فقدانه و سقوطه في يد العدو فتحت البوابة ببطء و كذلك كان تحرك العربة التي أكملت طريقها نحو القاعة الرئيسية، هذه الأخيرة محاطة بعدة قاعات جانبية، لذا العربة اتجهت نحو الموجودة باليمين عندما كانوا أمام البوابة، قام التاجر ناصر بالنزول شخصيا كي يبدد شكوك المراقبين كلها، لو أن الجندي الذي يقود العربة من تحدث، و حتى لو أرى الحارس رخصة المرور الخاصة بالأمير ناصر، فالمراقبين الذين ينتظرون بفارغ الصبر ظهور باسل سيشكون في هذا الأمر و كما أراد باسل، مر كل شيء بسلاسة و هدوء و أخيرا وصلت العربة، و مع فتح البوابة، نزل التاجر ناصر، أو هذا ما بدا للآخرين، و في الحقيقة، كان يرافق باسل و أنمار المختفيين بعباءة الشفاف دخلوا قاعة جانبية، عندها أخيرا أزال باسل و أنمار عباءة الشفاف و ذهبا براحة أكبر، بعد مرورهم في ممر طويل، وصلوا لبوابة، بعد التعرف عليهم و إبلاغ الأمر للشخص الذي في الداخل، فتحت لهم البوابة بكل احترام و مع فتح البوابة، حتى قفزت فتاة بالغة على أنمار بكل فرح "ابنة أخي أنمار" عانقت الأميرة 'كريمزون سكارليت' أنمار بشدة و لم تتركها لثوان عديدة، و في الجانب، ظهر الجنرال منصف الذي ابتهج برؤية باسل، لقد ارتعبت قلوبهم كثيرا، ظنوا أن باسل سيموت، فهم لم يروا مثل حالته من قبل أبدا، جميع الأطباء المشهورين، حتى الأطباء السحرة لم يستطيعوا فهم حالته أو علاجها، و حالة يائسة، قامت أنمار بإحضار العالم الجنون الذي أمسكه باسل سابقا و أمرته بفعل شيء ما لكن هو أيضا لم يعرف ما الذي يجب عليه فعله بالضبط، لم يرد أن يخاطر بالإقدام على فعل قد يكون سببا في موته عندما يفشل في الحقيقة، عندما كانت أنمار تنصت لمعلمها عن حالة باسل و عرفت السبب، تفاجأت كثيرا، فذلك العالم الجنون قد أعطى شرحا قريبا لذلك مع أنه كان مبهم، هو لم يعرف عن الطاقة الروحية، لكنه فهم أن السبب هو طاقة غريبة تجعل باسل يعاني هكذا، حتى أن عينيه أظهرت إشراقا غريبا يبعث القشعريرة في الجسم عندما شاهد حالة باسل، من يعلم؟ ربما إن لم تكن أنمار هناك أو كان المريض شخصا آخر غير باسل، لا أحد سيكون قادرا على الجزم بقدرة ذلك العالم المجنون على منع فضوله لكنه قمع فضوله بسبب النظرة القاتلة التي أتت بعدما صنع نظرته المشرقة، تلك النظرة جعلته يفكر ألف مرة في الفكرة التي أتته بعقله و يحذفها بعد ذلك بعدما شبعت الأميرة كريمزون سكارليت من أنمار، قفزت على باسل و عانقته مع ظهور بعض الدموع قليلا على عينيها ثم تحدثت "لم يرد أي شخص إخبارنا عن حالك، لكن حرصهم هذا كان دليلا فقط على الحالة التي كنت بها، حمدا على سلامتك" باسل الذي تفاجأ بسبب قفزها عليه، هدأ و حدق فيها بحنان ثم قال "لم يكن هناك شيء لتقلقين عليه، لذا لم يخبرك الآخرون، أنا بخير كما ترين أيتها الأميرة" أزاحت الأميرة سكارليت نفسها عن باسل و تقدم الجنرال منصف بينما يقول "عودتك شيء عظيم، لقد انتظرناك بفارغ الصبر أيها السيد الصغير" ابستم باسل فقط من دون الإجابة، جلسوا جميعهم في غرفة حول طاولة واحدة و تكموا لبعض الوقت كعائلة واحدة، التاجر ناصر أيضا انضم لهم في الحديث، بعد التعرف عليه من طرف الأميرة سكارليت و أمها، تقبلوه بكل سرور مما جعله في قمة السعادة، تحدث الجنرال منصف "إذا ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ظننت أنك ستتوجه للقاعة الرئيسية أولا" حدق باسل في الجنرال منصف و شرب الشاي ببطء ثم قال بهدوء "أريد لقاء جدتي" تكلمت الأميرة سكارليت فجأة "أوه ! هذا جيد، إنها معزومة عندنا بالغداء، يمكنك انتظارها لذلك الحين" لا زالت الظهيرة بعيدة قليلا، لذا اقترحت الأميرة سكارليت على باسل و أنمار الخروج للفناء و التمتع بنسيم الصباح الهادئ في طريقهم، أتى صبي صغير عمره حوالي الخامسة مسرعا نحوهم و تعلق بقدم أنمار ثم تكلم "أختي الكبرى أنمار" ربتت أنمار على رأسه ثم انحنت قليلا لتصبح في نفس مستوى طوله و قالت "أوه، كيف حالك أيها الملك الصغير" كانت أنمار تعامله بشكل جيد، فبعد كل شيء، ذلك الفتى يعتبر ابن عمتها، أنمار تعز باسل بشكل كبير، بعده تأتي عائلتها، لا تهتم بأي شيء آخر في هذا العالم غير هذين الاثنين فقط حدق به باسل، فبادله الطفل الصغير التحديق، حاول باسل التكلم معه "أوه، ما اسم الملك الصغير؟" حملق الطفل الصغير به بعدائية نوعا ما، ثم أدار رأسه منزعجا من باسل كما لو أنه فعل شيئا سيئا بحقه لم يفهم باسل ما يحدث، لكن الطفل الصغير تحدث "أختى الكبرى أنمار ستتزوج 'كارماين'، أليس كذلك؟" و بعد أن قالها حدق في باسل ثم أدار رأسه منزعجا مع صوت "همم" يبدو أن الشقي الصغير لا يطيق باسل، لكن السبب واضح على ما يبدو، ربتت أنمار على رأسه و ابتسمت ثم قالت "كارماين، أختك الكبرى ستتزوج من أخيك الأكبر باسل، لكنك ستبقى أخي الصغير للأبد" عبس 'كارماين' و حدق في باسل، هذا الأخير لم يستطع منع نفسه حتى صنع ابتسامة خبيثة في وجه الفتى الصغير، كانت ابتسامة تعلن فوزه، مما جعل كارماين الصغير يدمع و يضرب باسل بقدمه التي تألمت بدل أن تسبب الألم لباسل، أحس كارماين الصغير بالهزيمة فغادر مسرعا بينما يقول "أختى الكبرى أنمار الخائنة" ضحك الجنرال منصف و البقية على هذا الأمر و أكملوا طريقهم بعدها، لكن أنمار بقيت متجمدة في وضعيتها من دون أن تتحرك مما جعل باسل يستغرب و يناديها، لكنها قامت من مكانها و تبعتهم بهدوء شديد كما لو أنها أصبحت في عالم آخر، لم يفهم باسل ما الذي حدث لها و أكمل طريقه فقط في هذه الأثناء بالقاعة الرئيسية "أوه، لقد أتى حليفنا باسل، هذا جيد، فلنذهب لرؤيته" تحدث الكبير أكاغي بعدما سمع الخبر من التاجر ناصر الذي أتى ليبلغه بالأمر "لا" تكلم التاجر ناصر "في الحقيقة، لقد أخبرني السيد الصغير أنه سيأتي بنفسه إليك، أنت لست بحاجة للذهاب عنده، تحركك هذا سيتسبب في شك بعض المراقبين، إنه يريد تمضية هذا اليوم بهدوء" أحبِط الكبير أكاغي قليلا، لكنه يريد تلبية طلب باسل، لذا مكث في مكانه منتظرا قدوم باسل فقط و في القاعات الجانبية باليسار، هناك كان يمكث الإمبراطورين، كل واحد منهما أخذ قاعة كمبيت له مؤقتا في جهة الإمبراطور شيرو تحدث الإمبراطور شيرو عبر خاتم التخاطر (فلتجدوه بسرعة، لا أريد سماع أي خبر آخر منكم غير إحضاركم إياه، مما رأيت في تلك الحرب، ذلك الفتى هو ركيزة هذه الإمبراطورية، كسبه يعني كسب تلك الإكسيرات و الأدوات، مع معرفة كيفية بلوغ تلك المستويات الخارقة" بعد انتهاءه اقتربت منه فتاة بيضاء، شعرا و عينا و جسدا، كما لو أنها منحوتة ثلجية تتحرك على قدميها، جمالها يجعل أي رجل يراها يسقط في غرامها، بدت كما لو أنها أميرة الثلج من الأساطير، فقط برؤيتها تجعلك تريد الموت من أجلها و تجعل روحك تخضع لها تحدثت بصوت هادئ جدا "أبي، هل سيأتي 'قاتل الدم القرمزي' الذي تحدثت عنه؟" حدق فيها أبوها و طرأت فكرة في باله جعلته يطرح سؤالا على ابنته "ماذا هناك؟ هل لديك اهتمام به يا شيرايوكي؟" ضيقت الأميرة شيرايوكي عينيها و جعلتهما نصف مغمضتين ثم قالت بهدوء كبير "أنا فقط أريد أن أعلم، عندها سأحرص على عدم التواجد في حضوره" استغرب الإمبراطور شيرو فسأل "لماذا؟ إنه البطل الذي أرجع عائلة كريمزون لحكمها" لم تتغير تعابير الأميرة شيرايوكي و قالت "بطل؟ لقبه فقط يعطيك الخبر، أليس مجرد قاتل متعطش للدماء، شخص مثله قام بذبح عائلة كلها، كيف له أن يكون بطل؟" تنهد الإمبراطور شيرو و قال "ابنتي الصغيرة، لقد كان في وسط حرب، إن لم يَقتل سيُقتل، ماذا تتوقعين؟" التفت الأميرة شيرايوكي و تكلمت "أنا لا أهتم في الدوافع، قتل الناس كالحشرات شيء لا أطيقه فقط، لا يهمني إن ناداه الناس ببطل أو مجدوه كمنقذهم، في النهاية سيبقى مجرد قاتل بارد الدم بالنسبة لي، هناك الكثير يشبهونه في هذا العالم، من يبررون قتلهم بالعدالة، كلهم سيان بالنسبة لي، مجرد قتلة تحت قناع منقوش عليه اسم بطل" تنهد الإمبراطور شيرو مرة أخرى ثم تكلم بداخله "شخصيتها هذه جعلت من الصعب قبولها بخطوبة أي شخص تقدم إليها، و أنا الذي كنت أظن أنني سأجعلها سببا في كسبنا لذلك الفتى" بجهة الإمبراطور غلاديوس "يبدو أن الفتى لا يريد مقابلة أي أحد حاليا، لكن في النهاية سيظهر نفسه لعائلة كريمزون، ضعوا أعينكم بحرص شديد هناك، محادثة صغيرة مع ذلك الفتى ستكون بمثابة كنز لا يضاهى، و مبارزة معه ستكون أكثر قيمة" أمرهم الإمبراطور غلاديوس، فأجاب الجنرالين الراكعين على ركبة واحدة باحترام كبير "سمعا و طاعة" مر الوقت، و ارتفعت الشمس فوق رؤوسهم، مما أعلن عن اقتراب موعد مجيء جدة باسل، هذا الأخير بدأ قلبه يتسارع قليلا، لا يعرف كيف عليه أن يواجه جدته هذه، و بينما يفكر في هذا الأمر، حتى تكلم صوت من بعيد مناديا باسمه "باسل" لم يعرف باسل لمن هذا الصوت، كان لأول مرة يسمعه، لكن الصدى الناتج عن الصوت الذي ناداه تردد في قلبه مرارا و تكرارا، و أحس بشعور حنين جميل، أحس كما لو أن أمه قد نادته، صوت جديد على المسامع، مألوف للقلب، وقف باسل في مكانه بسرعة و تكلم "جدتي ! " لم يلحظ باسل حتى وجد نفسه بذراعي تلك المرأة التي ظهرت، شعر بجسده يهتز، أحس بدفء لا يوصف في تلك اللحظة، لأول مرة في حياته، أحس باسل بدفء العائلة من شخص آخر غير أمه حدقت به جدته التي لم تكن كبيرة كثيرا نظرا لعمرها، نظرت لوجه باسل من جميع الزوايا فدمعت عينيها ثم قالت "إنك تشبه أباك جاسر تماما" ثم عانقته من جديد أحس باسل برجليه تفشلان، إنه يملك صلة ددمم أخرى، لقد استسلم عن هذا الأمر، في الحقيقة، كان قد اقتنع كليا أن أمه لوحدها كافية له كشخص يرتبط به بالدم، لكن بعد ملاقاته لجدته، علم عندها دفءً آخر مختلف عن الذي يستشعره من أمه و من دون أن يدري حتى انسلت دمعة من جفنه جاعلة إياه يدرك أنه في الحقيقة لطالما تمنى في أعماق قلبه الالتقاء بشخص آخر يرتبط به بالدم بادل باسل العناق مع جدته، فحدق بهما الجنرال منصف و أنمار بتعجب، و كذلك كان حال الأميرة سكارليت، لكن تعجبها هذا لم يطل حتى تحول لدموع متأثرة من لم الشمل هذا، أمّ الأميرة سكارليت و زوجة الكبير أكاغي التي رافقت جدة باسل كل الطريق إلى هنا، لم تستطع هي أيضا منع دموعها من النزول بغزارة امرأة فقدت زوجا تاركا إياها مع ابن وحيد و والديها العجوزين، في يوم من الأيام اختفى الابن، و بعدها مات والديها الطاعنين في السن، انتظرت ابنها آملة رجوعه يوما ما، مرت سنين و لا زال لم يعد، حتى أتاها خبر موته، لكن الخبر الجيد المصاحب للخبر السيء كان الشيء الوحيد الذي جعلها لا تفقد إرادتها في الحياة خبر موت ابنها قد حطم آمالها، لكن خبر وجود حفيد من ابنها الميت جعل تلك الآمال تُنعش من جديد، و الآن، التقى الحفيد و الجدة، الاثنين معا كانا يشعران بسعادة غامرة، و أحس كل واحد منهما بالقرب الشديد من الطرف الآخر ***** في سلسلة جبلية امتدت لآلاف الأميال و اتخذت شكل حلزونيا، ظهر هناك إدريس الحكيم، كان يقف بالسماء في مركز هذه السلسلة الجبلية التي تعتبر كلها منطقة محظورة حدق بالأسفل و تكلم "حسنا، هذا المكان مناسب، سيكون جيدا لتدريب الفتى باسل القادم، و الآن، فلنبني بعض المصفوفات الروحية" نزل إدريس الحكيم من السماء، و بمجرد ما أن اقترب من الأرض حتى ظهرت الآلاف من الوحوش السحرية مرة واحدة، كانت تشمل ثلاث أنواع مختلفة حدق إدريس الحكيم بها و تمتم "كما توقعت، لقد تطورت الوحوش السحرية أيضا، اقتراب شخص ما من اختراق المستويات الروحية يجعل هذا العالم قريبا من التحول من عالم سحري لعالم روحي" كانت الوحوش تمتلك نية قتل مخيفة تجاه إدريس الحكيم، بدت كما لو أنهت اجتمعت لتصد المحتل و تقتله أو تخرجه من منطقتها حصان مخالب الظلام ، الأسد الشيطاني، الكوبرا المجنحة، كلها وحوش يعلم عنها إدريس الحكيم جيدا، قبل سنين قليلة، لم تكن قوية كالآن، حصان المخالب الظلام الذي ازدادت هالته و حجمه أيضا، بدا كما لو أنه يتعرض لتغير تطوري، و كذلك الحال مع النوعين الآخرين لم تكن هذه الوحوش تفوق حتى المستوى الخامس بالعالم الواهن، لكن إدريس الحكيم لاحظ هذا التغير الكبير في قوتها مؤخرا، هذه الوحوش ازدادت قوتها بكثير عما سبق و اخترقت للقسم الثاني من مستويات الاكتساب مستويات الوحوش تختلف قليلا عن مستويات السحرة، فالوحوش يملكون حجر الأصل، بينما السحرة يملكون نقط الأصل و الآن بعدما كانت هذه الوحوش في المستوى الخامس فقط، أصبحت الآن في المستوى التاسع و العاشر، تطورها هذا سريع للغاية، فكر إدريس الحكيم لقليل من الوقت لابد من أن السبب يعود لاختراق أحدهم من العالم الواهن للقسم الثاني من مستويات الربط قبل فترة طويلة، و إلا لن تتطور هذه الوحوش لهذه الدرجة أيضا أحاطت الوحوش السحرية بإدريس الحكيم من كل الجهات و هاجمته مرة واحدة، أحصنة مخالب الظلام استخدمت سحر الظلام و أحاطت به مخالبها و قرونها الأمامية ثم انقضت على إدريس الحكيم، و كذلك فعلت الأسود الشيطانية التي توهجت قرونها الرقيقة و ذيلها الثعباني ثم التهبت أجسادها، و أخيرا حلقت أفاعي الكوبرا المجنحة و رفرفت بأجنحتها مطلقة ريشها الغير منتهي و القاسي و المدعم بسحر الماء بحيث يمكنه اختراق الدروع السحرية الأقل منه مستوى من الهجمة الأولى كلها انقضت على إدريس الحكيم مرة واحدة وقف إدريس الحكيم مغلقا عينيه بثبات من دون تحرك، و في لحظة [I]ووووووش[/I] فتح عينيه مطلقا نية قتل مرعبة جعلت كل الوحوش السحرية تتجمد في مكانها من الخوف و لم تستطع التحرك أبدا حتى خرجت كلمة واحدة من إدريس الحكيم "انصرفي" [I]وووش[/I] [I]ووووش[/I] [I]وووش[/I] هربت الوحوش كلها في جميع الاتجاهات من شدة الفزع، نية القتل التي أخرجها إدريس الحكيم لوحدها كانت كافية لجعلها تقطع مئات الأميال مبتعدة عن مكانه، و في لحظات، كل الوحوش المحيطة بالمنطقة هرعت هاربة أصبح المحيط المقدر بحوالي ألف ميل كله خال من أي وحش سحري تماما حدق إدريس الحكيم في المكان بعناية ثم أغمض عينيه بعد التوقف في مكان محدد و جلس في الهواء متقاطع القدمين ثم صفق بيديه، فإذا بثلاث كرات بحجم رأس الإنسان ظهرت فوق رأسه بينما تحمل معها قوانين ملكية و تجعل الهواء ثقيلا بتحركها الدائري السريع، التفت حول الكرات حروف رونية تغيرت من دون توقف و بشكل لانهائي و بينما تحيط به تلك الكرات ذات الهالة الملكية بينما يحلق في السماء، رفع يده اليمنى و ترك اليسرى في نفس الوضعية التي اتخذتها من التصفيق ثم أنزل اليمنى مرة أخرى فرسم خطّا روحيا على الأرض، و بعد ذلك استمر في فعل نفس الأمر مرارا و تكرارا و باتجاهات مختلفة مكونا نقوشا روحية بادئا عمله في بناء المصفوفات الروحية ***** في هذه الأثناء، انفرد باسل بجدته في غرفة بمنزل الجنرال منصف و زوجته الأميرة سكارليت. تحدثوا حول الكثير من الأمور، و تمحور غالبها على باسل و أبيه جاسر أحس باسل بالقرب من جدته 'رقية'، و أمضى بقية النهار معها، بعد أكلهما للغذاء، ذهبا للتحرك قليلا بينما يكملان حديثهما "أوه، إذا ماذا حدث بعد ذلك؟" سأل باسل أجابت جدته رقية "هوهوهو، هذا يثير اهتمامك إذا" حك باسل رأسه ثم قال بابتسامة "حسنا، هذا صحيح، فهذه أول مرة أسمع فيها كلاما كثيرا عن أبي هكذا، لم يكن بإمكاني تذكير أمي بهذا الأمر، لذا دائما ما تحاشيته" حدقت رقية في حفيدها بحنان ثم أجابت "أقيمت مبارزة بينهما لتحديد الأقوى" "هاهاها، هكذا إذا، من فاز بالأخير؟ العم أكاي أم أبي؟" "هذا..." قالتها الجدة فأوقفها هرع جندي ما بينما يصرخ "سيدي، سيدي" حملق به باسل و تكلم بنبرة حادة "ما الذي تريده؟ ألا ترى أنني مشغول؟" "أرجوا المعذرة" نزل الجندي على ركبة واحدة و تكلم بينما يلهث "مبعوثين من الإمبراطورين شيرو و غلاديوس قد أتوا و لا يريدون المغادرة إلا بعد اللقاء بك، يبدو أنهم متأكدين من وجودك هنا، و الآن الجنرال منصف يوقفهم بينما يزداد الموقف سوءا مع مرور الوقت بما أن الجنرال منصف يخبرهم بالذهاب و هم لا يريدون" ضاقت عيني باسل فقلقت جدته، تكلم مع الجندي "أين الموقع؟" أخبره الجندي فالتف باسل لجدته ثم ابتسم لها و قال "يبدو أن كلامنا سيتأجل لبعض الوقت، آسف يا جدتي، سأحاول الاعتناء بهذا الأمر بسرعة و أعود لنكمل حديثنا" و بعدما انتهى قبل رأس جدته ثم ذهب أمام البوابة الخلفية لمنزل الجنرال منصف، كان هذا الأخير يحملق في أشخاص يرتدون زيا غريبا أسودا ملتصقا على أجسادهم و يلفون حول رؤوسهم ضمادات سوداء و بدوا كالمومياء، هؤلاء كانوا الذين على اليمين، أما الذين باليسار، فكانوا يرتدون قمصانا بيضاء تصل لأسفل الركبة مع سراويل بنفس اللون، و هم كذلك كانوا يخفون وجوههم بأقنعة اتخذت شكل النمر تكلم الجنرال منصف بغضب "سأكرر كلامي لمرة أخيرة، إن لم تنصتوا، سأستخدم العنف عندها. السيد الصغير باسل مشغول حاليا و لا يمكنه المجيء، انقلعوا" حدق السود و البيض بالجنرال منصف و لم يتكلموا، كان الجنرال منصف شخصا عاقلا و لم يرد إحداث ضجة لا فائدة منها، هؤلاء مبعوثين من الإمبراطورين نفسهما، رفضهما فقط يمكن تسميته بالفعل الشائن تجاه الإمبراطورين، لذا لم يرد استخدام العنف، عندها سيكون يتحدى الإمبراطورين بفعله هذا، هذا الوقت مهم لهم و يجب عليهم الاتحاد فيما بينهم حاول الجنرال منصف تهديدهم، لكنه لم ينجح، يبدو أنهم يعرفون ما يفعلون بالضبط عبس الجنرال منصف من الموقف الذي أصبح فيه، عندها، تكلم صوت مألوف على مسامعه "أيها العم منصف، أحيانا سيكون عليك ألا تفكر في العواقب كثيرا، فعادة تكون مجرد وهم ينشأ من تجاربك السابقة" حدق الجميع في الفتى القادم، و بمجرد ما أن شاهده السود و البيض حتى أدركوا هويته عبر الوصف الذي تلقوه ثم قالوا "قاتل الدم القرمزي" تكلم الجنرال منصف بينما يحدق في باسل الذي يقترب "ما الذي تقصده يا سيدي الصغير؟" ضيق باسل عينيه ثم قال "هذا ما أقصده" [I]وووش بووم[/I] اختفى باسل في لحظة و ظهر أمام الشخص الأمامي من السود و الذي بدا كقائدهم و لكمه على بطنه مسقطا إياه على الأرض مغميا عليه بينما تخرج الدماء من فمه تفاجأ الجميع، لكنهم لم يدروا ما حدث حتى كان باسل قد اختفى من مكانه السابق و ظهر أمام قائد البِيض و لكمه جاعلا حالته مثل قائد السود فتح الكل فمه من شدة الصدمة، تكلم واحد من السود "هل تعلم ما الذي تفعله؟" أكمل بعده واحد من البيض "ستكون هناك عواقب وخيمة لما فعلته" حدق فيهما باسل مما جعل جسدهما يقشعر ثم قال "عواقب وخيمة؟ ما هي يا ترى؟" "هذا..." لم يكن أحد قادر على إجابته تكلم باسل بنبرة حادة "سأقول شيئا واحدا لكم و بلغوه لمن أرسلكم، 'أنا مشغول حاليا، عندما يصبح لدي وقت فراغ، سأفكر في منح القليل منه لك'، و الآن انقلعوا" "أيُّه..." حاول واحد من السود الصراخ لكنه توقف بعدما وضع شخص يرتدي درعا فضيا يده على كتفه، ثم تمتم باسم من أوقفه "الجنرال أصيل ! " كان هذا الشخص واحد من الجنرالين اللذين كانا مع الإمبراطور غلاديوس تكلم الجنرال أصيل بهدوء "آسف على الإزعاج، لكن ألا تظن أنك تماديت في الأمر قليلا؟" حملق به باسل و أجاب "لا" تنهد الجنرال أصيل ثم قال "متى سيكون بإمكانك لقاء سيدي؟" أجاب باسل "عندما أقرر أنا ذلك، أنا أتذكر ديني تجاه الإمبراطورين شيرو و غلاديوس، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمنعني من التمادي في الأمر، لذا سأريد منكم التوقف عن إزعاجكم هذا في المقابل، غير ذلك، سأتمادى عندها" "هكذا إذا" تكلم الجنرال أصيل ثم التف و قال "سننتظرك إذا بفارغ الصبر" غادر فتبعه السود أيضا بعد حملهم لقائدهم حدق باسل في البيض ثم سألهم "ما هي خطوتكم القادمة؟" بلع البيض ريقهم ثم حملوا قائدهم و قال واحدا منهم "نحن متأسفين على الإزعاج، سنبلغ رسالتك لسيدنا" سارَعوا في الذهاب أيضا، فتنهد الجنرال منصف و قال "أخيرا ذهبوا" ثم أكمل سائلا باسل "سيدي الصغير، متى تنوي الذهاب للقائهم؟" أجاب باسل "لا زالت لدي بعض الأعمال الغير مكتملة يجب علي إنهاؤها، بعدما أقضي بعض الوقت مع جدتي، سأذهب للسجن المركزي لاستجواب شاهين و تلك العاهرة" "هكذا إذا" فهم الجنرال منصف ما تحدث عنه باسل، هذا الأخير سيستجوب شاهين بخصوص حلف ظل الشيطان، يجب عليه استخراج بعض المعلومات منه، فحتى الآن، بعد كل التعذيب الذي مر منه بالسجن المركزي، لا زال شاهين لم يفصح عن أي معلومة، و لم يقل أي حرف واحد، لكن في المقابل، لا زال لم يعرف حتى الآن لم يحتاج باسل لـغرين شارلوت عرف باسل الأحداث التي مرت خلال غيابه عن الوعي من أنمار أثناء طريقهم إلى هنا، و أول ما سأل عنه كان شاهين و غرين شارلوت، فهذان يعتبران وسيلة مهمة له لقضاء بعض الأعمال علم أيضا عن التغيرات التي حدثت برجوع عائلة كريمزون للحكم، و كما وعد الكبير أكاغي، أصبح كل شخص بإمكانه تلقيب نفسه، مما جعل النبلاء يثورون كثيرا و يزعجونه، لكن الكبير أكاغي تجاهلهم فقط حتى الآن، و لا زال لم يقم بالاعتناء بهذا الأمر، و خلال هذين الشهرين، بدأت تظهر بعض العلامات على عدم رضى بعض العائلات بالوضع الذي أصبحت عليه الإمبراطورية أصبح أبناؤهم يدرسون في أكاديمية السحر مع القرويين و الناس العامة من دون التفرقة بينهم أبدا، أصبح كل شخص يمكنه أن يتلقى الدروس من نفس معلمي التلاميذ من العائلات النبيلة، مثل هذا الأمر لم يكن له سابق في التاريخ، حتى أثناء حكم عائلة كريمزون سابقا لم يكن مثل هذا الأمر موجودا اعتزاز النبلاء بأنفسهم و معاملة الطبقى السفلى من المجتمع كالحشرات كان شيئا طبيعيا في هذا العالم، و بما أنه الشيء الطبيعي، محاولة تغييره ستجعل الكثير لا يقبل ذلك، مما سيتسبب في ثورة كبيرة تكلم باسل مع الجنرال منصف "غدا سأتكلم مع الكبير أكاغي حول وضع الإمبراطورية الحالي، يجب عليه معالجة هذا الأمر بسرعة من أجل التركيز على حلف ظل الشيطان" أماء الجنرال منصف رأسه ثم ذهب نحو الفناء الذي تجلس به زوجته و أمها، و أنمار و الصغير كارماين. كما اتجه باسل نحو مكان جدته بينما يفكر في شيء ما "قاتل الدم القرمزي ! ؟" قضى باسل بقية اليوم مع جدته بعد العودة إليها، و بحلول صباح اليوم الجديد، تلقى رسالة عبر خاتم التخاطر من معلمه بعد استيقاظه من النوم بقليل (كيف تشعر أيها الفتى باسل؟) سأله المعلم أجاب باسل (لا زال جسدي متضرر قليلا، لكن يبدو أن قدرة شفائي أصبحت تسبق الضرر الذي يحدث لي، جسدي تطور قليلا ليتحمل الطاقة الخارجية) (معك حق) أكمل المعلم (أنا حاليا مشغول ببناء شيء ما سيكون محور تدريبك القادم، انتهائي سيكون في بضعة أسابيع، حينها سيكون عليك القدوم إلى هنا) استغرب باسل فسأل (أين أنت الآن أيها المعلم؟) أجاب المعلم (إنني في السلاسل الجبلية الحلزونية) تفاجأ باسل قليلا، بعد قارة الأصل و النهاية، يأتي 'أرخبيل البحر العميق' كثاني أكبر منطقة محظورة، ثم تأتي السلاسل الجبلية الحلزونية في المرتبة الثالثة، ليس هناك شخص لا يعرف هذه الأماكن انقسم هذا العالم لثلاث قارات و آلاف الجزر، فقط 'أرخبيل البحر العميق' يمكن اعتباره قارة ضئيلة في حد ذاته. هناك ثاني أكبر قارة و التي بها إمبراطوريتي 'الشعلة القرمزية' و 'الأمواج الهائجة'، و هناك القارة الأصغر التي سيطرت عليها إمبراطورية 'الرياح العاتية' صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، مع أنها فقدت ربع سكانها في الدمار الشامل، إلى أنها لا تزال تحتوي على أكبر عدد من البشر، بما أنها في قارة منعزلة عن الإمبراطوريتين الأخريين، جعلها تكون بعيدة عن الحروب الطويلة التي تكون سببا في تقليل عدد البشر، و هناك أكبر قارة، قارة الأصل و النهاية، إنها كعالم منفصل خاص بالوحوش السحرية (حسنا) أكمل باسل (لكن أيها المعلم، هناك بعض الأعمال التي يجب علي إنهاءها أولا) لم يجب المعلم حالا، لكنه فعل بعد فترة قصيرة (لا بأس بهذا، لكن مهما كانت هذه الأعمال، يجب أن تنهيها بسرعة، بعدها سيكون عليك المجيء إلى هنا، لقد ذهبت إلى قارة الأصل و النهاية و وجدت شيئا مثيرا للاهتمام، و حدسي يقول أنه سيكون مفيدا لك كثيرا) تفاجأ باسل، هناك شيء في هذا العالم يمكن لمعلمه أن يقول عنه مثير للاهتمام ! عندما وجد باسل مطرقة بنقوش أثرية في حوزة غرين كانديد و إكسيرات بحوزة أختيه خلال الحرب، فكر في زيارة قارة الأصل و النهاية، العالم الواهن الذي لم يكتسب المعرفة و لا القوة، كانت قارة الأصل و النهاية التي هي جزء منه تحتوي على أسلحة بنقوش أثرية و إكسيرات ! مما يعني أنها قد حصلت على زيارات من أشخاص من عالم آخر من قبل فكر باسل في احتمال وجود أسلحة روحية أيضا، بما أن هناك أشخاص في مستويات الربط قد سبق لهم و أن أتوا لهذا العالم، فلا شك أن هناك أشخاص بالمستويات الروحية قد أتوا أيضا، و على ما يبدو، فإنهم قد ذهبوا لقارة الأصل و النهاية من دون الاهتمام في بقية العالم، فلو أنهم ظهروا في هذا العالم و رأوهم الناس و لو قليلا، لكان العالم الواهن قد اكتسب القليل من معرفتهم لكن، السؤال يبقى هو 'ما سبب قدومهم إلى العالم الواهن؟' أو بالأحرى، 'ما سبب قدومهم إلى قارة الأصل و النهاية؟' دارت العديد من الأفكار في ذهن باسل قبل أن يستنتج شيئا "هل يمكن أنه شيء مرتبط بالشيء الذي أثار اهتمام المعلم الذي تحدث عنه؟ شيء أثار اهتمام المعلم، لن يكون غريبا أن يثير اهتمام سحرة و سحرة روحيين آخرين" أكمل باسل كلامه مع المعلم (معلمي، في الحقيقة لقد كان بعض الأشخاص من عائلة غرين في الحرب يملكون سلاحا بنقوش أثرية و الإكسيرات أيضا و التي لا أزال لم أنشرها بعد في العالم، و على حسب كلامهم، فهم قد اكتسبوها من قارة الأصل و النهاية) (هوه، هكذا إذا) بعد كلام باسل، بدا على إدريس الحكيم كما لو أنه قد ربط عدة نقط مكونا شكلا واضحا في عقله، أكمل (لم أهتم بأي شيء آخر عدا شيء واحد في تلك القارة، لذا لم أبحث في أمرها كثيرا، لكن بالنظر لكلامك، فهذا يعني أن هناك أشخاصا ليسوا من هذا العالم قد أتوا إلى قارة الأصل و النهاية، مما يشير لشيء واحد، لقد تتبعوا آثار الشيء الذي أثار اهتمامي، لكن 'لم سحرة من مستويات الربط فقط كانوا قادرين على الدخول لهذا العالم؟' يبقى أمرا غامضا) "كما توقعت" قالها باسل بداخله ثم قال لمعلمه (أيها المعلم، هناك شيء مثير للاهتمام أكثر. لقد وجدت مخطوطات روحية بقاعة الكنز في القصر الإمبراطوري، إنها ثلاث) (ماذا ! ؟) حتى إدريس الحكيم نفسه قد تفاجأ، فكر لقليل من الوقت، بالطبع لا يمكن لسحرة من مستويات الربط أن يأتوا لهذا العالم، لكن الأمر مختلف إن كانوا يرافقون ساحرا روحيا، لابد من أنهم كانوا جنودا أو تلاميذ ذلك الساحر الروحي لا يزال إدريس الحكيم لا يعلم ما مستوى هذا الساحر الروحي الذي أتى إلى قارة الأصل و النهاية متتبعا ذلك العالم الثانوي، لكن النية التي تحكم هذا الأخير منعت إدريس الحكيم من الدخول عبر استخدامها للقوة الغاشمة. حتى بالحكمة السيادية، كان إدريس الحكيم سيأخذ وقتا طويلا جدا في فك أنماط النقوش الروحية من أجل الدخول لذلك العالم، لكن تلك النية لن تسمح له بهذا لم يكن إدريس الحكيم يعلم عن وجود هذا العالم الثانوي هنا، لا يمكن لأي ساحر روحي أن يأتي لمثل هذا العالم الواهن الذي يعتبر أضعف عالم على الإطلاق، لا توجد به أي أسلحة ملكية أو كنوز سيادية، لكن في الحقيقة هناك ساحر روحي قد فعل، لا، قد يكونون سحرة روحيون، مما يشير لوجود كنز خيالي جعل سحرة روحيين يأتون إلى هنا متتبعين أثره، مثل هذه الأفكار تركت إدريس الحكيم يفكر عميقا في ذلك العالم الثانوي تكلم إدريس الحكيم محدثا باسل بجدية (أيها الفتى باسل، أسرع في إنهاء أعمالك، أنا لا يمكنني ترك ما بيدي الآن، لكن عندما أنتهي، سآتي لأعود بك إلى هنا، سيكون عليك تعلم الكثير من الأشياء، أما تلك المخطوطات الروحية، فسوف أنظر في أمرها بعد لقاءنا) (حاضر) لم يزد باسل كلمة أخرى عنها، من نبرة معلمه، لابد و أن الأمر في غاية الأهمية، يجب عليه إنهاء أعماله بسرعة قال المعلم (درب في الوقت الحالي جسدك، يجب أن تجعله يصل للمستوى المطلوب ليستطيع تحمل المستوى التاسع من عنصر التعزيز لتستخدمه بحرية، لا يجب عليك استخدام عنصر التعزيز لذلك الحين أبدا، حاول تأجيل اختراق عنصر النار للمستوى السابع، فذلك سيزيد الطين بلة فقط، مما رأيت البارحة، عنصر النار يقف في قمة القسم النهائي من المستوى السادس، حاول قمعه جيدا كي لا يخترق) (نعم، أعلم أيها المعلم، لا تقلق) أجابه باسل ثم أكمل بعد تذكره لأمر ما (آه، بالمناسبة، يبدو أن العدو الذي كنت أجهله قد علمت البعض عنه، لا زلت لا أعرف حتى الآن التفاصيل، لكن الشيء المهم هو أنهم قد اكتسبوا معرفتهم من شيطان ما، اسمهم 'حلف ظل الشيطان'، قال واحد منهم عندما كنت أقاتله أنهم وُعِدوا ببلوغ السيادة العظمى أو شيء كهذا) بعد انتهاء باسل من الكلام، لم يجبه المعلم لوقت طويل حتى بدأ يناديه (أيها المعلم ! أيها المعلم ! ) (آه، لقد سهوت قليلا فقط في عملي، المهم، لقد وصلت لمرحلة مهمة في العمل و يجب علي التركيز أكثر، حاليا، ركز على الإسراع في الانتهاء من أعمالك فقط، سأتواصل معك عندما أنتهي) أنهى المعلم الاتصال في جهة إدريس الحكيم الذي كان يحلق في السماء بينما تشع أضواء من تحته، نزلت بعض قطرات العرق البارد على وجهه بينما يكرر كلمتين غير مصدق لما سمعه "السيادة العظمى ! ؟" أما في جهة باسل، شعر هذا الأخير بغرابة في تصرف معلمه، لكنه تناسى هذا الموضوع للآن و نهض من سريره بعدما كان يجلس عليه ثم توجه خارجا بمجرد ما أن فتح الباب حتى وجد أنمار تنتظره، حدق بها ثم فكر في توقيتها المثالي في كل مرة، ذهب الاثنان معا متوجهين نحو قاعة القصر الإمبراطوري الرئيسية و في طريقهم، تلقى باسل اتصالا عبر خاتم التخاطر ثم تكلم من خلاله، فتكلم بصوت مسموع من دون أن يشعر "شكرا لك على المعلومات القيمة" لاحظ باسل عندما دخلوا للقصر الإمبراطوري همس بعض الجنود فيما بينهم، و مرة أخرى سمع ذلك الاسم الغريب بينما تتجه نظراتهم إليه حتى وصلا للقاعة الرئيسية تلقى ترحيبا حارا من الكبير أكاغي ثم ذهبوا لتناول الفطور بينما يتحدثون، انضم إليهم الجنرال منصف و التاجر ناصر تكلم باسل بينما يشرب كوبا من الشاي على مهل "كم عدد العائلات النبيلة الغير راضية بالوضع الحالي؟" أجاب الكبير أكاغي بعد أن تنهد "حوالي الـ50، بسبب القوانين الجديدة التي فرضتها عليهم، يحاولون جعلي أغير رأيي، و على ما يبدو أن هناك أشخاص بينهم يحاولون جعل هذا الأمر كعذر لإثارة الفوضى و الثورة و جني الربح من الظلال، لقد مسست بالقانون الطبيعي في هذا العالم، كنت أعلم أنني سأتلقى مثل هذه الردود" وضع باسل كوب الشاي على الصحن الصغير ثم تكلم مغمض العينين و بهدوء "القانون الطبيعي هاه ! العصر يتغير، العالم يتطور، حضارات تُهدم و أخرى ترقى، لكن مع ذلك طبيعة الإنسان لا تتغير بتلك السهولة" حدق به الجميع متسائلين عن الذي يقصده، شرب باسل آخر رشفة من الشاي ثم أكمل قائلا "ليس العصر ما يجعل القانون قانونا طبيعيا، و لا العالم، و لا الحضارات كذلك، لكنها طبيعة الإنسان، و عند النظر لذلك من هذه الناحية، فستجد الجواب أمام عينيك، إن لم تكن قادرا على تغيير القانون الطبيعي، فيجب عليك ببساطة تغيير طبيعة الإنسان، عندها، ستكون قد حققت مرادك، إن أردت علاج مشكلة ما، فابحث عن جذرها و استأصله" "...طبيعة الإنسان تعمل بشكل غريب، لكن الشيء الواضح هو أنها دائما ما تتبع الطريق الذي سيجعل الإنسان ينجو، قد لا تكون تتغير بسهولة، لكن إن حدث تغير ضخم كاف لتغيير كافة المعايير التي جعلت من طبيعة الإنسان تقرر ما هو الصحيح و ما هو الخاطئ، عندها، طبيعة الإنسان نفسها ستحاول التكيف مع هذا التغير الضخم الذي حدث، ثم سيتغير القانون الطبيعي" تعجب الكبير أكاغي و البقية غير أنمار من كلام باسل، سأل الكبير أكاغي "كيف سنفعل هذا؟" عندها نهض التاجر ناصر من مكانه فقال له باسل "يبدو أنك فهمت" حدق الكبير أكاغي و الجنرال منصف في التاجر ناصر الذي قال "حان الوقت لبدئنا في بيع الإكسيرات ! " ابتسم باسل ثم قال "هذا صحيح، لكن ليس هذا فقط، سنبدأ في بيع الأسلحة بالنقوش الأثرية أيضا" فهم الكبير أكاغي و الجنرال منصف أخيرا ما عناه باسل، لكن الكبير أكاغي تساءل "أليس هذا الأمر غير كاف لتغيير طبيعتهم؟" اقتربت خادمة ثم ملأت كوب باسل بالشاي مرة أخرى ليبدأ في أخذ رشفة أخرى، قال بعد إعادته الكوب إلى الصحن مجيبا عن سؤال الكبير أكاغي "هذا صحيح، كما قلتُ، إنها لا تتغير بسهولة، لكن ماذا إن حدث نفس الأمر في العالم كله؟ ماذا إن تم المساس بالقانون الطبيعي في العالم كله إضافة للتغير الملحوظ الذي سيحدث في الشهور القليلة القادمة بعد كشف الإكسيرات؟" المساس بالقانون الطبيعي في العالم كله؟ هذا السؤال حير الكبير أكاغي قبل أن يدرك مقصد باسل، وقف ثم قال "الإمبراطوران شيرو و غلاديوس" ابتسم باسل فسأله الكبير أكاغي مرة أخرى "كيف ستقنعهما؟" تكلم التاجر ناصر مرة أخرى "طريقة الصنع" تفاجأ الكبير أكاغي و الجنرال منصف، هذا صحيح، بطريقة صنع الأدوات و الإكسيرات، إضافة لتلك النقوش الأثرية، لن يكون بوسع الإمبراطوران سوى القبول، عند مساسهما أيضا بالقانون الطبيعي، سيضطر الناس للنظر في طبيعتهم، و عندما يشهدون الإكسيرات، الأدوات و النقوش الاثرية، سيقبلون بالأمر تماما، عندها سيفهمون أن عليهم تغيير طبيعتهم من أجل التأقلم مع العالم الجديد، و بذلك سيقبلون بالقانون الطبيعي الجديد عبر قبولهم بتغيير طبيعتهم تكلم الكبير أكاغي سائلا باسل "يبدو أن الإمبراطورين يريدان لقاءك، لما لا تريد إعطاءهما وجها؟" تكلم باسل "السبب الأكبر هو أنني مشغول، و بافتراض أنني كنت متفرغا فلن أعطيهما وجها بتلك السرعة، لو أنني فعلت ذلك بتلك السهولة، ألن يبدو أمر الإكسيرات و النقوش الأثرية ذا أهمية قليلة، سأتحدث معهما بعد جعلهما يدركان أهمية الموضوع الذي سنتحدث عنه، بذلك، سيكونان قابلان للإنصات للكثير من شروطي تعويضا لطريقة الصنع" "هكذا إذا" فهم الكبير أكاغي و في تلك الأثناء، كان باسل يفكر بداخله "مع أن ذلك في الواقع ليس سوى عذر لأتهرب به من إزعاجهم، لكنه يبقى حقيقة بالرغم من أنني أستغله كعذر" انتهى باسل من شرب الشاي ثم وقف. سأله الكبير أكاغي عن وجهته التالية فأجابه باسل "أولا سأذهب لزيارة شخص ما، ثم بعد ذلك سأذهب للسجن المركزي، أريد من العم منصف مرافقتي، فهو الشخص الذي تعامل مع المحكمة المركزية كي لا تتدخل في حربنا، أريد التكلم مع قاضتها حول هذا الأمر، و أيضا حول شيء آخر" وقف الجنرال منصف ثم رافق باسل و أنمار بعد الخروج من القاعة الرئيسية و الركوب بعربة راقية يجرها خيل ملكي، سأل الجنرال منصف عن وجهتهم التي حددها باسل أجاب باسل بينما يفكر في شيء ما "سنذهب لمبيت أخوا القطع، هناك يوجد أختهما الصغيرة، يبدو أنها لم تستيقظ حتى الآن، لا يبدو عليها أي علامات تشير لمعاناتها، لكن في المقابل، لا يبدو عليها أي علامات تشير لاستيقاظها، بغرابة، لم يحدث عليها أي تغير طيلة الشهور الماضية، مثل هذا الأمر غريب جدا" فهم الجنرال منصف كلام باسل جيدا، فهو قد شاهد العديد من الأطباء المشهورين عالميا يأتون مرارا و تكرارا للنظر في حالة باسل، و بجانبه، كانوا ينظرون في حالة أخت أخوَيْ القطع الصغيرة، و أيضا، كما حدث لهم مع باسل، استعصى عليهم أمرها كذلك بقي باسل يفكر في العديد من الأشياء، هناك الكثير من الأمور التي يجب عليه حلها، و في قمتها، يأتي 'حلف ظل الشيطان'، بطريقة أو بأخرى، سيجعل شاهين يتكلم انطلق الخيل الملكي بسرعة كبيرة و قطع عشرات الأميال في مدة قصيرة جدا، دخلوا لوسط العاصمة التي عاد لها اسمها القديم عندما كانت عائلة كريمزون تحكم، 'مدينة السيف القرمزي'، بعد تولي عائلة غرين الحكم، أزالت هذا الاسم و بدلته بـ'المدينة المورقة'، لم يقتصر الأمر على الاسم فقط، بل حتى العلامات التي كانت تتميز بها مدينة السيف القرمزي قد اختفت لكنها عادت الآن، ليست كاملة، لكنها تعود رويدا رويدا مع مرور الوقت، في مركز العاصمة، كان هناك القصر الإمبراطوري الذي اعتاد أن يحاط بشعار عائلة كريمزون و أعمدة نارية مشتعلة على طول الحائط المحيط بالقاعة الخارجية، و الآن بعد عودة عائلة كريمزون للحكم، عاد شعارها ليُزَخرَف على طول الحائط و التهبت الأعمدة بينما تطلق انفجارات بين الحين و الآخر كما لو أنها تحتفل بعودتها لمكانها القديم كان شعار عائلة غرين عبارة عن شجيرة خضراء تقطر دما، و كان شعار عائلة كريمزون عبارة عن سيف قرمزي محاط بنار ملتهبة، شعار عائلة كريمزون أحاط العاصمة كلها من جديد، رفرفت الأعلام الحاملة لشعار عائلة كريمزون معلنة بذلك عن العودة الكبرى، تحولت المدينة المورقة لتصبح مدينة السيف القرمزي شيئا فشيء، و اللون الأخضر الذي كان يطغى بالمدينة المورقة، اختفى في مدينة السيف القرمزي و تحول للون القرمزي الملتهب أثناء تحركهم، تحدث باسل مع الجنرال منصف "أيها العم منصف، أنا ألاحظ وجوها سعيدة هنا، إنها أكثر إشراقا عن قبل، عندما أتيت أول مرة إلى هنا، لم تكن هناك سوى الابتسامات المزيفة و بدا على الكل كما لو أنهم مقموعين، لذا لم يكن هناك أي خيار آخر لهم سوى التظاهر بالرضى بالرغم من شعورهم بالعكس لذلك تماما" أجاب الجنرال منصف "هذا صحيح، فبعد كل شيء، لم يعد هناك أي شخص يأخذ منهم ضرائب غير معقولة، صار بإمكانهم صنع لقبهم الخاص، و التجارة أصبحت عادلة، ليس هناك أي شخص يحتكر الأسواق لنفسه فقط، و ليس هناك اختفاء غريب للناس و خصوصا الأطفال بعد الآن، قلت الجرائم مع حرص فرقة السنبلة الخضراء على أداء مهامها جيدا بقيادة الجنرال رعد، هناك تغير إيجابي ملحوظ، فكيف للشعب ألّا يكون راضيا؟ قد يكونوا فوجِئوا بالحرب السابقة، لكن رؤيتهم لطريقة حكم عائلة كريمزون جعلتهم يتقبلون عودتها بكل سرور" ابتسم باسل و أغمض عينيه ثم استمع لضحكات الناس الغير متصنعة و النشاط الذي أصبح يتخلل العاصمة، بدا كما لو أنها قد ولدت من جديد أخذت عائلة غرين، عائلة غين، عائلة هويز، و عائلات أخرى تابعة لعائلة غرين الضرائب من القرويين الفلاحين، كذلك فعلوا مع التجار، هيمنوا عليهم و لم يتركوا أي أحد يتنفس الصعداء. احتقروهم و عاملوهم بعلو كعائلات نبيلة بلقب عظيم. كان هناك تحكم بأثمنة السلع و ليس هناك أي شخص قادر على معارضة الثمن المقرر من طرف غرين هيملر (الأمير الأول سابقا). كان هناك اختفاء للناس و خصوصا الأطفال، مثل هذه الجرائم لم تعد توجد أبدا بغياب مسببها 'غرين شارلوت'، و مع حرص فرقة السنبلة الخضراء على عدم ظهور شخص آخر مثلها، كانوا قد نجحوا في بث الأمان في قلوب الناس و أثناء تصنت باسل على الأجواء الهنيئة بمدينة السيف القرمزي، سمع بعض الهمسات بين الناس و من الواضح أنهم يتكلمون بخفاء، حواس باسل أصحبت حادة جدا كفاية ليسمع همساتهم بوضوح، هذه الهمسات جعلته يأمر سائق العربة بالإبطاء من السرعة كفاية ليستطيع سماعهم تكلم رجل في منتصف العمر بينما يحيط به عدة أشخاص من أعمار مختلفة "هل سمعتم؟ يبدو أن قاتل الدم القرمزي قد ظهر مرة أخرى، يقال أنه رفض مقابلة الإمبراطورين شيرو و غلاديوس" تفاجأ أحد منهم "ماذا؟ لقد كان متخفيا لأكثر من شهرين، هل ظهر أخيرا؟ هل يمكن أنه ينوي على شيء خطير؟ كيف له أن يرفض اقتراح الإمبراطورين؟ هل جُن؟" تمتم واحد آخر منهم "لكن، يقال أنه في المستوى السابع، و كان قادرا على هزيمة الآلاف من جيش العدو في الحرب سابقا، و ليس هذا فقط، بل حتى أنه قد قتل ددمم عائلة غرين بالكامل من دون ترك أي واحد منهم حي على الإطلاق" شخص بجانبه دعم كلامه "نعم نعم، لقد سمعت بهذا أيضا، يقال أنه شخص لا يرحم أبدا و يقتل كل من يقف في طريقه و يعارضه من دون النظر إلى وجهه حتى، إنه القائد الأعلى لجيوشنا الحالية" تكلم شاب في مقتبل العمر بارتعاد "الرحمة الرحمة، مثل هذا الشخص الخطير هو القائد الأعلى لجيوشنا، لنتمنى ألّا يجلب بلاء عظيما علينا" تكلم الرجل الذي تحدث بالبداية "هذا صحيح، حتى أنه الآن يرفض اقتراح إمبراطورين للقائه، مثل هذا الشخص الخطير يجعلني فقط أخاف إن كان سيتسبب في جلب كارثة علينا بأفعاله هذه، ماذا لو أنه قام بشيء وقح تجاه الإمبراطورين مرة أخرى؟ ألن يكون سببا في اندلاع حرب عظيمة كالتي انتهت قبل 150 سنة؟" تمتم الشاب الذي في مقتبل العمر مرة أخرى "الرحمة الرحمة، يجب أن نصلي لسلامتنا" تساءل واحد منهم "لكن، ما هو أصل قاتل الدم القرمزي هذا على أي حال؟ ما اسمه الحقيقي؟ و لماذا ينادوه بقاتل الدم القرمزي؟" استمرت الهمسات على طول طريقهم، و عندما سمع باسل هذه الأسئلة، أمر سائق العربة بالتوقف ثم تصنت لهمساتهم بعناية، و بدا عليه كما لو أنه رأى شيئا مثيرا للاهتمام "أصله غير معروف حتى الآن" أجاب الرجل الذي تحدث بالبداية "لكن يقال أن اسمه الحقيقي هو باسل، لقد قام بقتل ددمم عائلة غرين بالكامل، لم يهتم بالصغير أو الكبير، لذا لقبوه بـ'قاتل الدم القرمزي'، فقط لقبه يجعلك ترى مدى قسوته" همس الشاب الذي في مقتبل العمر خائفا "الرحمة الرحمة، فلنتوقف عن الحديث عنه، من يعلم؟ قد يسمعنا أحد توابعه و نقع في مشكلة كبيرة" دعم رأيه واحد آخر "هذا صحيح هذا صحيح، لنتوقف عند هذا الحد" "لا، لما لا تكملوا؟ أريد معرفة بعض التفاصيل حول هذا الشأن" عندها اقترب منهم فتى يبدو في عمر يناهز الخامسة عشر. حدقوا كلهم به بغرابة تكلم الشاب الذي أراد إنهاء الموضوع لخوفه بلهجة تعاطفية "هيا هيا، أيها الفتى، من الأفضل لك أن تتوقف عن البحث أكثر في هذا الأمر، من المؤسف أن يكون هذا سببا في موت شخص في مثل سنك" ابتسم الفتى و تحدث بهدوء "لما سأموت فقط لأنني سألت؟ أليس هذا شيء غير طبيعي؟ هيا لا تكن هكذا أيها الأخ الأكبر و نور أخاك الأصغر الجاهل" تكلم الرجل الذي بدأ هذا الموضوع من الأول "معه حق أيها الفتى، أنا أيضا لا أريد الحديث في هذا الأمر أكثر، لا أريد أن أجد رأسي غير موجود بمكانه" ابتسم الفتى و تكلم مع الحفاظ على هدوءه "لا تقلق، أنا لا أظن أن قاتل الدم القرمزي الذي تتحدثون عنه سيقتلنا فقط لأننا تحدثنا عنه، أنا مجرد قروي أتى للدخول لأكاديمية السحر و لا أريد أن أبقى جاهلا، نوروني أيها الكبار من فضلكم" هدوء هذا الفتى الغريب و إلحاحه المستمر جعلهم يغضبون، حتى أن الشاب الخائف أسرع و تدخل جاعلا الفتى يبتعد عبر جره بعيدا بلطف بينما يتحدث "لا تسألهم أكثر من هذا، سوف تتسبب في إيذاء نفسك فقط بإغضابهم، بالرغم من مظهرهم العادي حاليا، لكنهم سحرة بالمستوى الثاني و قد أتوا لتأدية الاختبار الذي افتتحه تشكيل قاتل الدم القرمزي للانضمام إليه" "هكذا إذا" وضع الفتى يده على ذقنه و تحدث "إذا لما لا تخبرني أنت، أنت لن تؤذيني، أليس كذلك أيها الأخ الأكبر؟" "هذا..." لم يستطع الشاب الخائف التكلم، فخوفه جعله يوقِف أولئك الكبار عن التكلم حول هذا الموضوع، كيف له أن يبدأه بنفسه من جديد؟ عبس الشاب الخائف الذي أصبحت تعبيراته جدية و بدا كما لو أنه قد أصبح شخصا مختلفا تماما ثم تكلم "أيها الفتى، قلت أنك قروي من قبل، لكن من ملابسك فلابد من أنك من عائلة نبيلة، لا أعرف ما أهدافك، لكن من الأفضل لك التوقف عن البحث في هذا الأمر حقا" "أمم..." ابتسم الفتى ثم قال "أنت أيضا أيها الأخ الأكبر تبدو كما لو أنك شخص آخر تماما عن الشخص الذي كنته قبل قليل" تفاجأ ذلك الشاب، لكنه في الحال وضع يده على رأسه و حكه ثم قال بينما يضحك "لست سوى شخص خواف و جبان" "هيه ! " تعجب الفتى من تصرفه ثم قال له "قد تكون قادرا على خداع أولئك السحرة هناك، لكن لن يكون بإمكانك فعل المثل معي، ساحر في مثل عمرك بالمستوى الثالث بالفعل، كيف لشخص موهوب مثلك أن يكون مجرد جبان؟" صدم ذلك الشاب تماما، يده التي كانت تتحرك باستمرار حاكّة* رأسه قد توقفت و توجهت نظراته نحو عيني الفتى اللتين رأتا من خلاله، فجأة، تغير الجو حول ذلك الشاب، نظراته الخائفة أصبحت تحمل معها جدية غير معقولة [حاكة = مؤنث 'حاكّ' من فعل 'حكّ] سأل الشاب بعد إزالة يده عن رأسه بنبرة حادة عن التي اعتاد الحديث بها "من أنت أيها الفتى؟" كان صوته في طريقة سؤاله كما لو أنه لشخص آخر تماما تكلم الفتى "هيا، لا تأخذ حذرك فجأة هكذا، نية قتلك بدأت تتسرب منك، لا يجب عليك أن تفقد هدوءك هكذا، غير ذلك، سوف تضيع تمثيليتك هباء بعد كل العناء الذي بدلته من أجل صنع تلك الصورة عنك" لاحظ الشاب أنه بالفعل قد فقد هدوءه للحظات، لكن بعدما ضبط نفسه، أعاد نفس السؤال مرة أخرى بينما يحدق في الفتى الذي أمامه بعمق محاولا الرؤية من خلاله كما فعل له ابتسم باسل ثم قال "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن أصله؟" عبس الشاب، لكنه أدرك أن الفتى معه حق، و بعد كل شيء، لا يبدو أن الفتى سيقدم نفسه له إن لم يفعل هو أولا، قال بعبوس "أنا من عائلة عامية من مدينة بجنوب العاصمة و اسمي 'أبهم'، ماذا عنك؟" "أوه" تعجب باسل و قال "أصلك طبيعي و مع ذلك أنت ذو موهبة مذهلة، لقد أعجبتني أكثر، حسنا، أنا..." "باسل، ألا زلت لم تنتهي؟" عندها نادت الفتى فتاة بجمال خلاب ظهرت من عربة بخيل ملكي، بوقوفها بجانب الخيل الملكي، كونت صورة مثالية من الجمال، و كانت كافية لتجعل قلب أي رسام يقفز، سيتقافز الرسامون من أجل الحصول على فرصة لرسم هذا المشهد الذي صنعته تلك الفتاة بوقوفها بجانب الخيل الملكي بينما يُقذف الماء من النافورات في لحظة، توجهت نظرات الجميع نحو تلك الفتاة التي تحدثت، و جعلت الكل في صمت تام من شدة تأثرهم، أما 'أبهم'، فقد بقي مندهشا تماما حتى تكلم الفتى "لقد سمعت اسمي، و أنا قروي كما سبق و أن قلت لك، حسنا يا أبهم، سوف أتركك للآن، لدي أعمال يجب أن أنهيها، لكني سأقابلك مرة أخرى" التف الفتى و ذهب في اتجاه الفتاة التي نادته، رجع 'أبهم' لصوابه فسأل الفتى "كيف ستجدني؟ ليس و كأنني أمضي وقتي هنا، إنني لست حتى من العاصمة" تكلم الفتى من دون الالتفاف "يبدو أنك قد أتيت لاجتياز اختبار التشكيل، هذا كاف، و لقد أعطيتني اسمك أيضا" ركب الفتى و الفتاة العربة التي تحركت بعد فعلهما لذلك بقي أبهم متجمدا في مكانه، بالنظر للعربة التي ركبها، فلا بد من أنه شخصية عظيمة، من هو ذلك الفتى بالضبط؟ فكر لقليل من الوقت "يبدو أن اسمه باسل، أتساءل من يكون؟" ثم بعد أن التف ليعود إلى تلك الجماعة من قبل حتى توقف في مكانه و فتح عينيه على مصراعيهما من شدة الصدمة "باسل؟" صرخ بهذا الاسم من دون أن يشعر حتى جعل واحدا من تلك الجماعة يقترب منه و يقول "ما بك؟ هل قاتل الدم القرمزي قد أخافك لدرجة صراخك باسمه ! ؟" عاد الجو الطبيعي الخاص بالشاب الخواف الذي كان يحيط بـ'أبهم' من جديد ثم وضع يده على رأسه بينما يجيب "هيهيهي، قد لا أنام جيدا في الأيام المقبلة ! " بينما يفكر بداخله "يجب أن تكون مصادفة فقط" تكلم معه ذلك الشخص "إنك حقا لجبان كثيرا يا أبهم" ضحك أبهم من دون الإجابة و تبع ذلك الشخص عائدين لجماعتهما بينما يفكر بداخله "لكن ماذا عنى بأنه سيجدني بما أنني سأذهب لاجتياز الاختبار؟" لم يفهم أبهم ما الذي قصده ذلك الفتى و في الأخير بدأ الشك يتخلله "هل يمكن أنه حقا...؟" "همم؟ تقول لما أثار اهتمامي؟" سئِل باسل هذا السؤال من طرف الجنرال منصف بينما يتحركون بالعربة، فأجابه "إنه بالمستوى الثالث بالفعل، و عمره على الأغلب لا يتجاوز العشرين حتى، إنه موهبة نادرة جدا، يمكنك مقارنة موهبته بالخاصة بي و بأنمار حتى" تعجب الجنرال منصف كثيرا، فهو يعرف بالضبط ماهية موهبة باسل المرعبة. سابقا، عندما كانا يتدربان في غرفة التدريب بشهر الانعزال، أدرك الجنرال منصف قوة باسل الحقيقية، عندها، عرف لأول مرة عن وجود مستويات بعد المستوى السابع، عندما تدرب ضد باسل، كان هذا الأخير يريد الاختراق للمستوى الخامس، لذا كان عليه استخدام عنصر النار من أجل ذلك أول مرة شاهد الجنرال منصف باسل يستخدم عنصرا آخر غير عنصر التعزيز، كاد أن يتقيأ الدماء، فذلك شيء غير معقول، مع ذلك، لا يزال لم يفهم لِم باسل يمتلك عنصرين، فبناء على كلام باسل، يجب على الساحر الدخول لحالة الصفاء الذهني و الروحي و إمضاء وقته في عزلة تامة من أجل استشعار الطاقة الخارجية و تعلم التحكم فيها من أجل جذبها لبحر روحه و تكوين العنصر الثاني، عندها يكون الساحر قد دخل للمستوى الثامن أشار باسل فقط إلى أن حالته شاذة و لم يشرح الأمر أكثر، لذا لم يقم الجنرال منصف بالحفر أكثر. بعد مشاهدته لقوة باسل، لم يسعه سوى الشعور بأن ذلك الفتى هو أقوى شخص في هذا العالم باسل في ذلك الوقت كان يريد الاختراق للمستوى الخامس بسرعة، لكنه كان يحتاج لمحفز ما، و بالطبع لم يكن بإمكانه قتال أي شخص كان من أجل هذا، فهو سيكشف بعض الأسرار مقابل ذلك، لذا اختار الجنرال منصف بناء على شخصيته النزيهة التي لاحظها منذ قدومه إلى هنا، و الجنرال منصف كان قد وضع باسل في مكانة مرتفعة بقلبه لأنه أعطاه الفرصة للانتقام من غرين هيملر عندها، كان باسل في قمة المستوى الرابع، لكن بسبب شربه لإكسير التعزيز أول مرة عندما كان يتدرب قبل أن يمنعه معلمه من ذلك، أصبح عنصر التعزيز يفوق المستوى الرئيسي بمستوى آخر تقريبا بسبب ارتخاء الختم لأن باسل قد ارتفع بالمستوى بشكل مفاجئ بسبب شربه لإكسير التعزيز لذا عندما سمع الجنرال منصف بالموهبة التي يمتلكها ذلك الشاب الذي أثار اهتمام باسل، تفاجأ حقا، هناك أشخاص بمثل موهبة باسل و أنمار الغير طبيعية حقا تكلم باسل "توقفت فقط لأن اسم 'قاتل الدم القرمزي' قد أثار انتباهي، لكني عندها لاحظته يقمع هالته بشكل مثالي، لو كان 'أنا قبل شهور' الذي شاهده، فلن يرى من خلاله" "بالمناسبة" أكمل باسل "ما قصة ذلك الاسم؟ يبدو أنهم يخافونني كثيرا" "آه" كما لو أنه تذكر شيئا ما، قال الجنرال منصف "لقد نسيت الإشارة لهذا الأمر" حدق باسل في أنمار التي قالت "إنه ليس بذلك الأمر الكبير، لذا نسيت أيضا" حدق بها الجنرال منصف بعد تصريحها، 'إنه ليس بذلك الأمر الكبير' قالت، هذا الأمر جعله يخجل من نفسه كونه كان متحمسا بهذا الشأن، لذا هدأ قليلا قبل أن يقول "بما أنك قد أخذت القيادة في الحرب السابقة، و نظرا لنجاحك المذهل في هذا، خسارتنا لم تكن كبيرة، لذا كان الجميع يفكر في لقب لك" "...كما تعلم، الرجل المشهور في عالمنا يميزه لقبه، أنا معروف كصاحب أقوى بنية جسدية و هذا الأمر كان بسبب عنصر التعزيز، هناك شفرة الجليد كين نبيل الذي تميز بهذا الاسم بعد قطعه للأعداء من كل جهة في الرحلة لقارة الأصل و النهاية السابقة، و حتى الجنرال رعد قد اكتسب لقبا قبل سنوات قليلة، لقد لقبوه بـ'الرعد البرقي'، و بطبيعة الحال، شخص مثلك استطاع القيام بكل تلك الإنجازات، سيلقبه الناس بألقاب عدة" فهم باسل كلام الجنرال منصف الذي أكمل "لكن من بين تلك كل الألقاب، و بسبب قضاءك على عائلة غرين كاملة تقريبا كلها لوحدك، طغى لقب قاتل الدم القرمزي على الألقاب الأخرى حتى أصبح لقبك الرئيسي، دائما ما انتشرت الإشاعات السيئة بشكل أسرع من الجيدة" أزاح باسل نظره بعيدا و حدق مرة أخرى في المدينة، مما جعل الجنرال منصف يسأل "ألا يزعجك هذا الأمر؟" أجاب باسل "لا" ثم سأل "لما سيفعل؟" "هذا..." تكلم الجنرال منصف بعد توقفه بسبب تفاجئه "حسنا، إنهم ينادوك بهذا لأنهم يعتقدون أنك حقا قتلت الصغير و الكبير من دون رحمة، لكنك في الحقيقة لم تفعل، و لا زالت ابنتا أخت غرين لايت الكبرى حيتين، و هناك بعض الكبار من عائلة غرين لا يزالون أحياء" تكلم باسل بهدوء "أنا حقا لا يهمني هذا الأمر، و إن فعلت، فسأعتبره شيئا جيدا فقط. فأنا أكره الإزعاج، و إن كانت لدي سمعة ستجعل من الآخرين يخافون مني هكذا، فهذا سيكون شيئا رائعا حقا، إضافة لذلك، عدم معرفتهم ببقاء تلك الفتاتين الصغيرتين على قيد الحياة لهو أمر جيد، فبعد انتهائي، سأحرص على فقدانهما الذكرى على كونهما من عائلة غرين أصلا، بذلك سيعيشان مستقبلا هانئا على الأقل، و عدم معرفة أي أحد عنهما، سيجعل حياتهما ثابتة من دون التعرض لأي عقبات" استمرت العربة في التحرك، و بعد مدة غير معروفة من الوقت، توقفت أخيرا أمام منزل منفرد بمنطقة بالعاصمة خرج باسل و الاثنين الآخرين من العربة، و بمجرد ما أن فعلوا حتى شاهد باسل وجها مألوفا له، هذا الشخص الذي شاهده باسل كان يسقي الأزهار و يهمهم في هناء وقف باسل وراءه ثم تكلم مناديا إياه "أيها العالم المجنون" كان ذلك الشخص هو العالم الجنون، و الذي نظر للخلف ببطء شديد بعد سماعه لذلك الاسم، ليس هناك أي شخص آخر غير باسل من سيناديه هكذا، لذا أدار رأسه رويدا رويدا حتى نظر لعيني باسل اللتين كانتا تحدق به بشكل مخيف تراجع العالم المجنون للخلف بسرعة و انحنى قليلا ثم قال "آه، سيدي الصغير، لقد وصلتني الأخبار عن استيقاظك، حمدا على سلامتك" حملق به باسل ثم قال "كفانا تمثيلية، أنت تعرف سبب مجيئي إلى هنا" "هذا..." لم يستطع العالم المجنون إخراج الكلمات من فمه بداخل منزل أخوا القطع، هذان الأخيران كانا بالداخل يعتنيان بحالة أختهما الصغيرة التي لا تزال بغيبوبة حتى الآن، كانا يزوران باسل بين الحين و الآخر، و صادف وجودهما استيقاظ باسل سابقا بمجرد ما أن دخل باسل حتى انحنى له أخوا القطع، كانت نظراتهما واضحة كما هي مشاعرهما في هذه اللحظة، أختهما الصغيرة هي عائلتهما الوحيدة المتبقية لهما، و بما أنها الصغيرة، كانت دائما محمية من طرف أخويها الكبيرين، و رؤيتها الآن في هذه الحالة من دون قدرتهما على فعل أي شيء لها، كان أمرا في غاية الصعوبة لتحمله في قلبهما، لا يسعهما سوى الشعور بالامتنان الكامل تجاه باسل، فهو على الأقل جعلهما يريان أختهما مرة أخرى، هذا من جهة، و من جهة أخرى، فهما يحقدان حقدا شديدا على غرين شارلوت التي تلاعبت بأختهما الصغيرة، جعلتها فأرة تجارب بالنسبة لها، شخص مثلها لا يستحق الموت حتى، بل أكثر من ذلك، خطفها للناس و خصوصا للأطفال لاستعمالهم من أجل أهدافها الخاصة، ليس لا يقدران على مسامحتها فقط، بل لا يستطيعان النوم في هناء من دون التأكد أنها لا تستطيع رؤية باسل لتعبيراتهما هاته، و رؤية ذلك الجسد الصغير مستلقي هناك، رجعت له الذكريات عن الحالة التي وجد فيها باسل أختهما الصغيرة بداخل أنبوب زجاجي يقام عليها التجارب جانبا إلى جنب مع ذلك الشخص الذي كان قد تحول لوحش بالكامل حملق باسل في العالم المجنون ثم قال "كيف لك ألّا تعلم ما الذي يجري لها؟ لقد كنت هناك في ذلك الوقت" "همم...؟" استغرب أخوا القطع من هذا التصريح ثم نظرا مباشرة للعالم المجنون، نظراتهما اخترقته، و لولا وجود باسل، لكانا قد قطعاه لأجزاء برؤيتهما، أسرع العالم الجنون في التكلم "سيدي الصغير، كما و سبق أن قلت لك في أول مرة، أنا حقا ليس لي علاقة بالأمر، قد أكون عالما مجن... أقصد عالما متطلعا للاكتشاف لكنني لن أصل لهذه الدرجة" حدق فيه باسل بعمق: "أنا أعلم بهذا بالفعل، لا أنسى ما يقال لي مرة، فهكذا هي ذاكرتي، أنا أسألك هنا عن حالتها" "هذا..." تمتم العالم المجنون ثم قال "حتى أنا لم أرى بحر روح مثل الخاص بها من قبل، إنه شيء فوق استطاعتي، أخاف أن أمسه و أتسبب في شيء خاطئ أكثر، بحر روحها مختلف عن بحر روح الشخص الطبيعي، لا زلت لا أعرف ما ذلك بالضبط ! كما لو أن بحر روحها يتحول لشيء ما ! " حدق به باسل و ذهب لتفقد حالة الأخت الصغيرة، كان جسمها أبيضا لامعا كالجوهرة، و شعرها أزرق فاتح قريب للأبيض، كانت كجنية نائمة. و بعد أخذه لوقت طويل في محاولته تحسس بحر روحها و رؤية المختلف و إدراكه، لاحظ باسل أيضا أن طاقة بحر روحها غريبة نوعا ما وقف باسل و توجه نحو الباب خارجا من المنزل ثم قال "يا غايرو و أنت أيضا يا كاي، فلترافقاني للسجن المركزي، لقد كنت أخطط للذهاب هناك، و أشعر أنه من الواجب حضوركما أيضا لاستجوابي لتلك العاهرة" كانت نظرات باسل غاضبة، أكثر ما يكرهه هو التلاعب بحياة البشر و التحكم بها، و للأسف، كانت عائلة غرين كلها تقريبا من هذا النوع، قام غرين هيملر بالتسلط على الناس بسلطته في حين لا يقدر على القيام بأي شيء لوحده، و قامت غرين شارلوت بالتلاعب بهم كما لو أنهم ليسوا ببشر في عينيها تكلم باسل "بعد كل شيء، لا أظن أن العذاب الذي مرت به بسبب أنمار كان كافيا لها، لا هي و لا أخوها الأكبر، بغض النظر عن تعاونهما في الاستجواب أم لا، فسيكون عليهما تذوق بعض العذاب قليلا" هذه الزيارة تسببت في اهتياج مشاعر باسل التي كانت هادئة حتى الآن، يجب عليه حقا جعل آل غرين عبرة للذي قد يفكر في عمل شيء مشابه لما قاموا به "أتساءل من قام بعلاجه؟" تكلم العالم الجنون بينما يفحص جسد أخت أخوا القطع بقي لوحده في المنزل يرعى أخت أخوي القطع الصغيرة بناء على أمر باسل الذي كان واضحا جدا بلهجته المهددة قبل أن يغادر لوجهته المحددة يقع السجن المركزي بالقرب من المحكمة المركزية، و هذه الأخيرة تعتبر الكيان الذي يقرر القوانين في الإمبراطورية، بالطبع تُناقش هذه القوانين كلها مع الإمبراطور قبل الإقرار بها و جعلها تنفيذية بالمحكمة المركزية، توجد قوة خاصة، قوة كافية لتجعل غرين لايت يناديها لتساعده في الحرب، لكنها لم تستجب لطلبه و لم تتدخل، فقط، أخذت الجانب و انتظرت الحرب تنتهي و بالطبع، هذا لم يكن سيحدث لولا الصفقة التي عقدها الجنرال منصف مع المحكمة المركزية، أو يجب القول مع قائدها، كان هذا الأخير شخصية مشهورة في العالم كله، فبعد كل شيء، لقد كان ساحرا اعتبر في نفس مستوى الجنرالات و أعلى من بعضهم مؤخرا، في الشهرين الماضيين، لوحظ شيء غريب حدث بالمحكمة المركزية جنبا إلى جنب مع السجن المركزي، لقد كان هذا الشيء الغريب هو ارتفاع قوتهما المفاجئ انتشرت الإشاعات عن وجود سحرة بالمستوى الخامس في حراسة السجن المركزي فقط، مما حير الناس و بدا كما لو أنه يشير إلى أن آمر السجن المركزي سيكون أقوى من ذلك بما أن الحراس فقط في مثل ذلك المستوى و بهذا استنتجوا أن من يتحكم في السجن المركزي - المحكمة المركزية – ستكون لديها قوة أكبر بالطبع. مثل هذا التغير الملاحظ في قوة المحكمة المركزية، بدأ يجعل الناس تشك كثيرا، و بالطبع، بما أنهما حدثا في نفس الوقت، فقد ربطوا عودة عائلة كريمزون للحكم مع هذا التغير الملاحظ و الآن، قبل أن يتوجه باسل للسجن المركزي، قرر زيارة المحكمة المركزية للتحدث مع قاضيها الأكبر و الذي يعتبر قائدها و المتحكم في قوانين الإمبراطورية "سيدي القاضي الأكبر، يبدو أن قاتل الدم القرمزي قادم إلى هنا، ماذا نفعل؟" انحنى قاضٍ من المحكمة المركزية و الذي كان نفس القاضي الذي ساعد باسل و الجنرال منصف في القبض على غرين هيملر بينما يتكلم مع شخص ما كان يقف و يحدق من نافذة بالعاصمة و أجواءها كان هذا الشخص هو القاضي الأكبر، كان رجلا في منتصف العمر، و بابتسامة أجاب تابعَه "أوه، إنه آتٍ بنفسه، لما لا نرحب به إذا" بعد مرور وقت طويل، فُتِحت أبواب المحكمة المركزية لعربة يقودها خيل ملكي بينما تُقرَع الأجراس و بتوجيه من القاضي نفسه الذي بلغ القاضي الأكبر، كان باسل و البقية قادرين على الوصول للقاعة الرئيسية حيث كان ينتظرهم القاضي الأكبر هناك. بقي انمار و أخوا القطع بغرفة أخرى منتظرين عودة باسل و الجنرال منصف "أووه" توجه القاضي الأكبر الذي كان يحدق بالنافذة نحو الجنرال منصف بعد دخوله بينما تعلو الابتسامة وجهه "أوَ ليس هذا الجنرال منصف؟ شرفتنا شرفتنا، مرحبا بك، هل رافقت قاتل الدم القرمزي؟" ابتسم الجنرال منصف كذلك ثم أجاب "آه، هذا صحيح، فبعد كل شيء، هو لم يتعامل معك من قبل، بل أنا الذي فعلت" "هذا صحيح" وافقه القاضي الأكبر ثم قال متسائلا "إذا، أين هو قاتل الدم القرمزي هذا؟" "تحياتي أيها القاضي الأكبر، اسمي باسل" ظهر من خلف الجنرال منصف فتى يناهز عمر الخامسة عشر مما جعل القاضي الأكبر يستغرب سأل القاضي الأكبر الجنرال منصف "من هذا الفتى أيها الجنرال منصف؟ هذا ليس بمكان للأطفال كما تعلم، هذا مكان يخص حديث الكبار" قبل أن يجيب الجنرال منصف، تحدث ذلك الفتى الغير معروف للقاضي الأكبر مرة أخرى "قد لا أكون قد أصبحت بالغا رسميا، لكنني شارفت على بلوغ الخامسة عشر، لذا يمكنك اعتباري بالغا" "همم ! " حدق القاضي الأكبر في ذلك الفتى و نظر إليه بانحطاط، كما لو أنه يحاول إخباره بمعرفة مكانته تكلم القاضي الأكبر "أنا لا أهتم لذلك، حتى و لو كنت بالخامسة عشر و اعتُبِرت بالغا من طرف الآخرين، فهذا المكان يخص الكبار، الكبار ليس بالسن، و إنما بالمكانة، إن فهمت الآن ما عنيت، انصرف و اترك هذا المكان حالا قبل أن تلقى مصرعك أيها الفتى، فلو لم تكن مرافقا للجنرال منصف، لكنت بالفعل في عداد الموتى لوقاحتك" اصطنع الفتى وجها خائفا "هذا مخيف هذا مخيف" ثم أكمل بعدها بسخرية "لكن للأسف ليس بالنسبة لي، حاول مع أحد آخر أيها القاضي الأكبر، إن أردت التحدث مع شخص بالمكانة، فلك هذا" حملق القاضي الأكبر به و غضب كثيرا، و مزاجه الذي كان جيدا تعكر كليا، و في لحظة، شحذ طاقته و ضغط بهالته على الفتى أمامه "هاا" جعل القاضي الأكبر هالته تمتد وصولا للفتى الذي أمامه ضاغطة عليه بينما يتحدث "أيها الفتى، سأعلمك معنى المكانة قبل أن تخرج من فمك" استمر القاضي الأكبر في تنفيذ ضغطه، لكنه لاحظ بعد لحظات أن ذلك الفتى لم يتأثر أبدا، و فوق ذلك، كان ذلك الفتى يقف باسترخاء بينما يبتسم عندها توقف القاضي الأكبر بسرعة و سأل مرتعبا "من أنت أيها الفتى؟" تكلم الجنرال منصف "ألم يقدم نفسه بالفعل أيها القاضي الأكبر؟" تذكر القاضي الأكبر تقديم الفتى لنفسه ثم صرخ بعد لحظات "قاتل الدم القرمزي باسل ! ؟" "هذا صحيح" قالها باسل ثم أكمل بعدما حملق في القاضي الأكبر "و الآن، لما لا نتكلم ككبار بالمكانة أيها القاضي الأكبر؟" صُعِق القاضي الأكبر تماما، لم يخبره أي أحد أن قاتل الدم القرمزي عبارة عن فتى في هذا العمر، المعلومات حول قاتل الدم القرمزي كانت قليلة جدا، و بعد سماعهم بالإشاعات حول إنجازاته، لم يجرؤ أي أحد على البحث في أمره، و بما أنهم لم يفعلوا، لم تصل الأخبار للقاضي الأكبر أن قاتل الدم القرمزي مجرد فتى في الحقيقة فالجنود الذي شاركوا بالحرب، كانوا قد أمِروا بكتم كل ما شهِدوه، و بالطبع، أولئك كانوا جنودا مخلصين لعائلاتهم، و اختيروا بعناية شديدة، لم يكن هناك أي شخص منهم يتجرأ على عصيان أمر سيده، و مع ذلك، تسربت بعض المعلومات حول وجود قاتل الدم القرمزي و عن إنجازاته، لكن بعد معرفة هذه الإنجازات المخيفة، توقف الكل عن البحث في الأمر أكثر بقي القاضي الأكبر متجمدا في مكانه للحظات حتى تكلم الجنرال منصف "أيها القاضي الأكبر، لما لا نجلس و نتحدث؟" استفاق القاضي الأكبر من أحلام اليقظة ثم أجاب بالموافقة و جلس الثلاثة حول طاولة حدق القاضي الأكبر في باسل بغرابة شديدة غير مصدق لما يراه، لقد أصبح ساحرا بالمستوى السابع بعد شربه لتلك الإكسيرات، و بهالته تلك بذلك المستوى العالي لم يكن قادرا على التسبب لهذا الفتى الذي أمامه حاليا حتى في الاضطراب و لو قليلا "ما سبب مجيئك أيها السيد الصغير؟" تغيرت لهجة القاضي الأكبر من الشدة لليونة بسرعة حدق به باسل ثم أجاب " [أولا]، أنا لست بسيد صغير، أنا كبير بالمكانة، [ثانيا]، ألا تقدم أيها القاضي الأكبر لضيوفك كوبا من الشاي حتى؟ و [ثالثا]، سأجيبك بعدما تقوم بتنفيذ [أولا] و [ثانيا]" حملق القاضي الأكبر في باسل و حاول قمع غضبه ثم اصطنع ابتسامة مزيفة رغما عنه و قال "لك هذا أيها السيد الكبير" "لا تناديني بهذا" أغمض باسل عينيه ثم قال "أنت تجعلني أبدو كمُعمّر ما، يمكنك مناداتي بالسيد الشاب" ازداد غضب القاضي الأكبر أكثر، و في الجانب، كان الجنرال منصف متحسرا من المشهد، كان باسل يغيظ القاضي الأكبر بكل وضوح، لكنه لم يتدخل لأنه يعرف السبب فبعد كل شيء، قام باسل بتقديم نفسه بكل احترام حتى لو كان مزاجه ليس جيدا، لكن القاضي الأكبر عامله بالعكس تماما، حتى أنه تجرأ على الضغط بهالته عليه، و بما أنه يعرف كل هذا، فلم يحاول الجنرال نصف إيقاف الأمر، لأنه يعلم أن باسل لن يَعْدل عنه أمر القاضي الأكبر بإحضار الشاي، مع أنه أصبح غاضبا جدا، إلى أنه لا زال يضع مكانة باسل كالقائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية في عينيه، لذا لم يقْددمم على أي فعل شائن بعد معرفته هوية باسل بعد إحضار الشاي من طرف خادمة، هذه الأخيرة صبت كوبا لباسل الذي حمله و أخذ الرشفة الأولى قبل أن يتحدث "يبدو أن هديتي إليك قد أدت مفعولها بشكل جيد" "همم...؟" استغرب القاضي الأكبر قبل أن يفهم ما يتحدث عنه باسل، لقد قصد هذا الأخير الإكسيرات، و هذا الشيء جعل القاضي الأكبر ينذهل تماما، فبعد كل شيء، هو لم يعلم أن قاتل الدم القرمزي هو نفسه الشخص الذي أرسل له تلك الإكسيرات تلك الإكسيرات التي أخذها كصفقة مقابل عدم التدخل بتاتا في الحرب، كانت في الحقيقة شيئا مذهلا كثيرا، في مدة قصيرة، كانت قادرة على تنمية قوة المحكمة المركزية لدرجة مخيفة. و عندما علم الآن القاضي الأكبر أن فتى يناهز الخامسة عشر فقط هو صاحبها، فلم يسعه سوى فتح فمه من الاندهاش و الصدمة لكنه لم يرضى بطريقة حديث باسل، جعل هذا الأخير الأمر يبدو كما لو أنه تَصَدّق عليهم بالإكسيرات. فهم أخذوها كصفقة حدق القاضي الأكبر بباسل ثم قال "نعم معك حق، لقد كانت جيدة، كان خيارا صحيحا أخذها كبديل لعدم تدخلنا في الحرب" حرص القاضي الأكبر على توضيح هذا الأمر جيدا و باسل الذي يشرب الشاي بهدوء، كان يفهم مقصد القاضي الأكبر بالطبع، فبعد كل شيء، لقد طرح ذلك السؤال بتلك الطريقة لتحصيل بعض المعلومات عن الطرف الآخر، أراد أن يرى طريقة استجابة القاضي الأكبر و كما توقع باسل، قام القاضي الأكبر بتوضيح الفكرة بسرعة، أكد هذا الأمر أنه لا يريد من المحكمة المركزية و هو نفسه أن يبدوان مدينان لباسل أو يُعتبران كما لو أنهما أقل منه شأنا كان لدى باسل بعض الجواسيس في المحكمة المركزية الذين كانوا يخبرونه بالتغيرات التي تحدث، فبعد كل شيء، لاحظ أن المحكمة المركزية تنمي قواتها بشكل غريب قبل حتى أن يعطيها الإكسيرات لذا حرص على جعل تحركاتها تحت علمه دائما، فالسبب الذي جعله يجعل الإكسيرات كمبادلة لعدم تدخل المحكمة المركزية، هو ملاحظته لتطلع المحكمة المركزية للقوة، لذا كان متأكدا من قبول طلبه. كان بإمكانه ترك المحكمة المركزية تتدخل بالحرب، و سوف يكون قادرا على الفوز بالرغم من ذلك، لكنه لم يرد فعل ذلك من أجل الحفاظ على ردة فعل جيدة من الشعب، و الحفاظ على سمعة عائلة كريمزون على أنها استرجعت حقها و لم تأخذه عن طريق جزر كل ما في طريقها تعتبر المحكمة المركزية رمزا للحفاظ على الأمان بالإمبراطورية، و تدميرها يعني بث الخوف في قلوب الناس و جعلهم يهابون عائلة كريمزون و يبتعدون عنها قدر المستطاع بالطبع، كان الجنرال منصف و الكبير أكاغي و بعض الكبار من العائلات التي قاتلت معهم يعلمون بنوايا المحكمة المركزية بعدما أخبرهم باسل بها، لكنهم اتبعوا نصيحة باسل الذي أخبرهم بترك أمرها له عندما زار باسل المحكمة المركزية، كان يريد التظاهر باللطف بينما يستخرج بعض المعلومات، لكن مزاجه كان متعكرا، و قام القاضي الأكبر بمعاملته بشكل سيء، لذا قرر إغاظته قليلا و استخراج المعلومات منه بهذه الطريقة تكلم باسل "نعم، و بفضلها نمت قوة المحكمة المركزية لهذه الدرجة، أنا أتساءل عن نوايا القاضي الأكبر بحرصه على تنمية قواته هكذا ! ؟" تفاجأ القاضي الأكبر، لقد كان سؤال باسل مباشرا للغاية، مع أن باسل أتى بنية استخراج بعض المعلومات، لكنه لا يحب اللف و الدوران في الكلام، و فوق ذلك، فهو قد استنتج نية المحكمة المركزية بالفعل، و لم يأتي هنا إلّا لتأكيد شكوكه شرب القاضي الأكبر رشفة من الشاي ثم هدأ و ابتسم قبل أن يقول "ما الذي تقصده أيها السيد الشاب؟ أليس هذا شيء طبيعي؟ إن أصبحت قوتنا أكبر، فسوف يزداد الأمن أيضا" "هيه، يهدأ هنا ! " تكلم باسل بدخله ثم ابتسم تباعا لابتسامة القاضي الأكبر و قال "معك حق، لكن هذا كان قبل أن يكون هناك وجود لفرقة السنبلة الخضراء، فهذه الاخيرة قد نمت و انتشرت فروعها كثيرا، بسببها انعدمت الجريمة تماما من العاصمة، فما الحاجة من تقوية المحكمة المركزية؟ ألم يكن واجبها هو الاعتناء بقوانين الإمبراطورية؟ أو ماذا؟ هل أصبحت تهتم بشيء آخر أيضا؟" ضحك القاضي الأكبر ثم أجاب "ما الذي يمكنه أن يكون؟ اهتمامنا الوحيد هو الحفاظ على الأمن، و العالم يتغير شيئا فشيء، لذا إن لم نغير من أنفسنا و نطورها تباعا لذلك، ألن نكون مجرد أغبياء عندها؟" ضحك باسل أيضا ثم قال "معك حق" تذكر القاضي الأكبر أمرا "آه هذا صحيح، لما أتى السيد الشاب إلى هنا؟" بالطبع باسل قد حقق مراده بالفعل من مجيئه إلى هنا، لكنه أخذ رشفة من الشاي قبل أن يتكلم "سأزور السجن المركزي بعد خروجي من هنا، و سأريد غرفتين خاصتين، أيمكنك تجهيز هذا لي؟" استغرب القاضي الأكبر ثم قال "بإمكاني فعل هذا بالطبع، لكن أيمكنني سؤالك عما ستحتاجهما فيه؟" أجاب باسل "سأزور شاهين من حلف ظل الشيطان لجني بعض الثمار، و أزور العاهرة و الحثالة لتلقينهما بعض الدروس" لم يفهم القاضي الأكبر مَنْ قصده باسل في الجزء الثاني من كلامه فشرح له الجنرال منصف هذا الأمر، ثم تكلم عندها "لقد حاولنا استجواب ذلك الشاهين بشتى طرق التعذيب لكنه لم يتحدث أبدا، لا أظن أنك ستستفيد شيئا من محاولتك، و لما تريد لقاء غرين شارلوت و غرين هيملر؟ ألم ينتهي شغلك معهما؟" أغمض باسل عينيه ثم قال "طريقة حصدك للثمار مختلفة عن الخاصة بي، و لم أقل أن دروسي قد انتهت مع تلك العاهرة و ذلك الحثالة" حدق به القاضي الأكبر مطولا، إن هذا الفتى غريب حقا، بدأت العديد من الأفكار تشغل خلده، يجب عليه كشف سر هذا الفتى عاجلا و ليس آجلا، سيكون خطرا محدقا عليه و على خطته وقف باسل بعد انتهاءه من شرب كوبه، ثم اتجه نحو الباب، و قبل أن يتخطى القاضي الأكبر، وضع يده على كتفه و تكلم بأذنه ثم غادر بعد انتهاءه من كلامه فتبعه الجنرال منصف تحدث باسل قبل مغادرته للغرفة "حسنا أعتمد عليك أيها القاضي الأكبر في تجهيز الأمر لي بسرعة، عندما تنتهي أخبرني، سأكون أنتظر بالقرب من السجن المركزي" غادر باسل و بقي القاضي الأكبر في مكانه يغلي من الغضب، أحكم قبضاته بشدة و اسود وجهه، و بعد لحظات، وقف ثم ضرب على الطاولة بشدة [I]بااام[/I] انفجرت هالته من شدة غضبه ثم صرخ ساخطا "ذلك الشقي البغيض" في العربة، بعدما اتجه باسل و البقية نحو السجن المركزي، تحدث الجنرال منصف بنظرة متحسرة سائلا باسل "أ كان عليك إغاظته لتلك الدرجة؟" أخرج باسل من مكعب التخزين جزرة و عضها ثم قال "بالطبع، يجب عليك جعل ذلك النوع من الأشخاص يغضب، عندها سيقع في الفخ، فبغضبه غالبا ما سيكشف عن نفسه" بالعودة لقاعة المحكمة المركزية، تذكر القاضي الأكبر همس باسل بأذنه سابقا بينما تضغط هالته على الأرض من تحته "أيها القاضي الأكبر، أنا أعلم بنوايا المحكمة المركزية الجيدة، لذا سأحرص على الاعتناء بها جيدا، فكما تعلم، أنا قادر على ذلك، فأنا قاتل الدم القرمزي المشهور بعد كل شيء، لا أحاول مدح نفسي هنا، لكني بعد شهور فقط من مجيئي للعاصمة كنت قادرا على تغيير حاكمها، لذا أضمن لك أنني سأكون عند كلمتي" السجن المركزي حراسة مشددة، معروف بأفضل و أسوء سجن بالعالم، ليس هناك أي سجلات عن هروب أي سجين منه، عرف كأفضل حاجز لأولئك الذي اتهموا بأشنع الجرائم في العالم، و اعتبر كأسوء كوابيسهم كذلك، من يدخله لا يحلم مرة أخرى حلما جميلا لبقية حياته التي يمضيها هناك، يحتوي على أشنع المجرمين إطلاقا بهذا العالم، من القتلة البسطاء إلى مرتكبي المذابح علماء مجانين ارتكبوا جريمة عظيمة بمسهم للحرمة و أجروا التجارب على البشر، عصابات و قطاع طرق قتلوا السحرة و التجار من أجل إشباع رغباتهم و شهواتهم، و أشنع أنواع قراصنة البحر المعروفين في العالم بإبادتهم للعديد من القرى و المدن كل هؤلاء المجرمين يدخلون لهذا السجن المركزي من دون الحلم بالنظر للسماء الزرقاء لمرة ثانية، كل هؤلاء المجرمين عبارة عن وحوش كانت فيما سبق بشر تخلوا عن إنسانيتهم، و الحكم عليهم لا يكون الموت، لأنه رحمة لهم، بل يتعذبون بشتى طرق التعذيب و أشنعها لطيلة حياتهم، يموتون آلاف المرات بعدد ما قتلوه من الناس ليست هناك زيارات عديدة لهذا السجن، فمن يدخله غالبا لا يملك أي شخص ليزوره، و حتى لو كان، لن يستطيع الدخول سوى بموافقة المحكمة المركزية، لذا لن تجد سوى الشخصيات العظيمة من تستطيع زيارة هذا السجن، فيعيش السجناء في وحدة أبدية بغرفهم بقيود و قضبان من السحر تسجنهم آخر زيارة لهذا السجن كانت قبل شهور بالفعل من طرف غرين كانديد لأخيه غرين هيملر، و الآن، بأمر من المحكمة المركزية، فتح السجن المركزي أبوابه لخمسة أشخاص مرة أخرى بعد أن كان محكم الإغلاق عن العالم الخارجي انقسم هذا السجن لثلاث طوابق عميقا في الأرض الطابق الأول كان به المجرمين الذين ارتكبوا جريمة قتل أو اثنتين أو ما عادل ذلك. هؤلاء، غالبا ما تلقوا عذابا تمثل في الإغراق بالماء الحارق و كسر العظام و نزع الأظافر و أجبروا على العمل ليل نهار الطابق الثاني كان به المجرمين مثل العصابات و قطاع الطرق الذين قتلوا، اغتصبوا و نهبوا العديد من الأشخاص. هؤلاء، أجبروا على مرافقة الحراس في مهنتهم التي تتجلى في طعن السجناء برماحهم و تعليقهم بالمسامير على الحائط مع رش ملح أرخبيل البحر العميق عليهم مسببين لهم عذابا جسيما بالإضافة للتعذيب الذي يتعرض له سجناء الطابق الأول الطابق الثالث و الذي احتوى على أشنع المجرمين في العالم، مرتكبي المذبحات و مدمري القرى و المدن، كالعلماء المجانين و المغتالين المشهورين إضافة لقراصنة البحر ذوي الاسم الثاقب، هؤلاء، وضع كل واحد منهم في زنزانة عازلة للصوت تماما بظلام أبدي غير قادرين على التواصل مع أي أحد بتاتا، و هذا الأمر يقودهم للجنون ببطء شديد، و بين الحين و الآخر، تفتح الزنزانة مما يجعلهم يظنون أنهم سيرون الضوء من جديد مرة أخرى، لكنهم يتعرضون لنفس التعذيب الذي يتعرض له الآخرون في الطابق الأول و الثاني مع اختلاف بسيط فقط بمردودية أكبر كان مجرمي الطابق الثالث أسوء الشخصيات في العالم، و غالبا ما تلقوا التعذيب من مساعدي آمر السجن الخمسة بنفسهم، و تعذيبهم يكون عن طريق السحر. بعد دفعهم لحافة الجنون بالوحدة الأبدية، يُمنَحون أملا مزيفا عن طريق فتح البوابة، ليتفاجؤا باليأس الحقيقي قبل مجيء باسل إلى هنا، أمر القاضي الأكبر آمر السجن بتجهيز غرفتين خاصتين لباسل بناء على طلب ذلك الأخير، غرفة يضع بها غرين شارلوت و أخاها، و أخرى يضع بها شاهين بالطابق الثاني، بجانب المصعد الخشبي الذي يربط الطوابق معا "ماذا...؟ إلى أين تأخذونني، لا، لأ أريد، أرجعوني لزنزانتي، لا أريد مغادرة الزنزانة، أريد الرجوع لها، لا تفعلوا، ألا تعلمون من أنا؟ إنني الأمير الأول و الإمبراطور القادم غرين هيملر، أبعدوا أيديكم القذرة عني، سأحكم عليكم بالإعدام، ألا تصدقوني، سو..." [I]دوو[/I] ركل واحد من الحارسين اللذين يجران غرين هيملر بطن هذا الأخير حتى تقيأ الدماء ثم تكلم "أصمت أيها الحثالة، سأخبرك بشيء ممتع جدا، أنت لا تعرف هذا، لكن عائلتك قد أبيدت بكرة عن أبيها من دون بقاء أي أحد منها على قيد الحياة سوى شخص واحد و هو أختك التي انضمت إليك إلى هنا قبل شهرين، و أتعلم ماذا؟ الشخص الذي قام بإبادة عائلتك و الذي أصبح قائد جيوش الإمبراطورية الأعلى 'قاتل الدم القرمزي باسل' قادم بنفسه إلى هنا لزيارتك" تكلم الحارس بينما يحتقر غرين هيملر بنظراته و يضحك على حاله بشدة "باسل... ! ؟" تردد هذا الاسم بمسامع غرين هيملر فجعله هذا الأمر يصرخ بجنون بينما يحاول التخلص من القيود و الحارسين "أفلتوني، أرجعوني للزنزانة، أرجعوني، لا أريد مقابلته، سوف أقتلكم، أنا الأمير الأول، أطلقوا سرا..." [I]دوو[/I] ركلة أخرى في بطنه مسكتة إياه من الصراخ جاءت من الحارس الآخر الذي تكلم بعدما بصق في وجه غرين هيملر "أصمت أيها الحثالة" ثم قام هو و رفيقه بجره نازلين للطبق الثالث عبر المصعد الخشبي أما غرين شارلوت و شاهين، فكلاهما كان بالطابق الثالث بالفعل، لذا قام الحراس بنقلهم للغرفتين المقصودتين قُرِعت الأجراس معلنة بذلك عن مجيء شخصية مهمة لزيارة السجن، و بمجرد ما أن وضع الخمسة أقدامهم بالداخل حتى سمعوا الصراخ يأتي من جميع الجهات بينما يرمي السجناء أنفسهم على القضبان الحديدية و يحدقون بالآتي بعيون حمراء، كانوا يمدون أيديهم محاولين الوصول لأولئك الأشخاص الذين أتوا بألسنة متدلية، لكن كلهم تعرضوا للطعن برماح الحراس جاعلين إياهم يقذفون لداخل زنزاناتهم البعض منهم استمر في الانقضاض مرة تلو الأخرى بالرغم من الطعنات التي يتعرض إليها محاولا الوصول لتلك الفتاة التي كانت كملاك زار الجحيم، و امتدت نظراتهم و أصواتهم المتلهفة لجسدها المثير كان هناك العديد من السجناء يقومون بالعديد من الأعمال الشاقة، من الحدادة و صناعة الأسلحة إلى التنقيب عن المعادن مع جَلْدهم من طرف الحراس باستمرار ركب الخمسة بالمصعد الخشبي و نزلوا للطابق الثالث حيث كان الهدوء هناك قاتل لدرجة مخيفة، لو أنك رميت إبرة على الأرض فسيسمع صداها مرات عدة و بشكل واضح توجه الخمسة معا عميقا في الطابق، و أينما رميت نظرك، فسوف تجد زنزانات سوداء تماما كما لو أنها صندوق من دون مدخل أو مخرج، لا للصوت و لا للهواء، كل شيء معزول بتلك الزنزانات تماما، حتى عن السجن المركزي نفسه الذي تقع بداخله بعد التحرك لمدة من الوقت، وصل أخيرا باسل و البقية للغرفتين المقصودتين حيث كانتا بجانب بعضهما البعض دخل الخمسة للتي على اليمين، و بمجرد ما أن فتحت البوابة و وضع باسل قدمه بالداخل، حتى صرخ غرين هيملر بجنون "لا، أبعدوا هذا الوحش عني، لا أريد لقاءه" كما صدمت غرين شارلوت و انكمشت في الزاوية التي كانت منكمشة بها بالفعل بينما تحدق بأنمار و باسل باستمرار بنظرة غارقة في اليأس و تمتم "أنا آسفة، أنا آسفة، لن أعيدها مرة أخرى" حدق الحراس في حالتهما بتفاجؤ ثم غادروا بعدما كلمهم الجنرال منصف و أغلقوا الأبواب وراءهم بناء على طلب باسل انطلق شعاع قاتل من أربعة أعين، شعاع أتى من أعين أخوا القطع و اخترق جسد غرين شارلوت جاعلا القشعريرة تصعد مع جسمها من شدة الرعب. أمامهما الشخص الذي تسبب في معاناة أختهما الصغيرة ذات العشرة سنوات، الشخص الذي عذبها بتجارب شنيعة، الشخص المتسبب في حالة أختهما الصغيرة حاليا، أرادا أن ينقضا عليها في أي وقت بعدما يسمح لهما باسل بذلك و في الجانب الآخر، حدق الجنرال منصف بغرين هيملر باحتقار، كم من امرأة جعلها ثكلى أو أرملة أو الاثنين معا؟ و كم من *** يتمه؟ و كم من الناس و العائلات أضاع لهم حياتهم؟ فقط برؤيته، رجعت الذكريات للجنرال منصف عندما تجرأ هذا الوغد على لمس زوجته، و أخيرا أتت فرصته في أخذ انتقامه بالكامل أخرجت أنمار كرسيا و كوبا من الشاي من مكعب التخزين ثم ذهبت للجانب بعيدا و جلست بهدوء بينما تشرب رشفة تلو الأخرى أما باسل، فاقترب من غرين شارلوت و حدق بها باستمرار، ثم ذهب و فعل المثل مع غرين هيملر، جعل هذا الأخير ينضم لأخته الصغرى ثم أخرج كرسيا و جلس، وضع يديه على جانبي الكرسي كما وضع رجلا فوق الأخرى و تكلم بهدوء لكن بنبرة جعلت جسدي الأخ و الأخت من عائلة غرين يرتعد "حسنا، أخبراني عن ما مررتما به من تعزييب في هذا السجن" "همم؟" تفاجأ الأخ و الأخت من الطلب، أيريد منهما تفسير ما مرا به؟ كيف لهما أن يتكلما عنه؟ فقط تذكرهما لذلك يجعلهما يقعان في يأس عميق، و كيف لهما أن يتحدثا عنه؟ لم يتكلما و انكمشا في مكانهما، فتكلم باسل مرة أخرى "كما تريان، ورائي أشخاص غير صبورين مثلي، و إن لم تتحدثا بسرعة، فلا أعلم ما قد يفعلونه بكم ! " كان الجنرال منصف و أخوا القطع غايرو و كاي يريدون الانقضاض عليهم كالمفترس لذي تربص بفريسته لمدة طويلة حتى أتت اللحظة المناسبة لاندفاعه بدأ غرين هيملر بالتكلم أولا، بينما يتعذب نفسيا في كل كلمة يخرجها عبر فمه حيث تُذكره بما مر به، و أكثر ما ركز عليه كان الرش بملح أرخبيل البحر العميق الذي يحرق الشخص عبر الجروح التي يلقى عليها و يجعل السجين يمر بجحيم لا يطاق، كان الشخص الذي يتعرض لهذا التعذيب يشعر بأن جسده يُحرق بنار شديدة الحرارة باستمرار من دون أن تخلف آثار الحرق، مما يتيح إمكانية التعذيب بالحرق من دون الحرق الفعلي لمدة طويلة بينما يشرح غرين هيملر ما مر به، بدأ يعض أصابعه و ينكمش في مكانه من شدة الفزع، بعد قدومه إلى هنا، هو الشخص الذي لم يجرب آلاما قاسية في حياته، كان هذا المكان كالجحيم بالنسبة له بعدما ما انتهى غرين هيملر سأله باسل بهدوء "هكذا إذا، أهذا كل شيء؟" "ها؟" تفاجأ غرين هيملر من ردة فعل باسل، ما الذي يقصده بكلامه؟ ألم يسمع ما الذي مر به من تعزييب جهنمي؟ حير سؤال باسل غرين هيلمر، فقام هذا الأخير بإيماء رأسه بعدما حملق به باسل أزاح باسل نظره عن غرين هيملر ثم نظر لـغرين شارلوت التي بمجرد ما أن التقت عينيها بالخاصتين بباسل، حتى حنت لرجليه بينما تترجى "أرجوك، سأفعل أي شيء، أرجوك ارحمني" حدق بها باسل و بحالتها المزرية، اشمأز منها ثم ضربها برجله بينما يقول "ابتعدي عني، لو أردت منك شيئا فستفعلينه مهما حدث، و الآن، اشرحي لي كما فعل هذا الحثالة" ارتعدت غرين شارلوت في مكانها ثم بدأت بالتكلم بصوت منخفض، فكلمها باسل "فليكن صوتك واضحا" مع أن باسل يمكنه سماعها، إلى أن هدفه من جعلها تتحدث عن ما مرت به من تعزييب ليس لأنه يريد أن يعرف، فقد رأى خلال طريقه إلى هنا بعض السجناء يتعذبون شرحت له كل ما عانته هنا طيلة الشهرين الماضيين، و من دون أن تشعر، بينما تتحدث، نظرت لجهة أنمار الجالسة بعيدا ثم تذكرت ما فعلته بها، مقارنة بتعذيبها من طرف أنمار، فالتعذيب الذي مرت به هنا لا شيء، لكن لا يعني هذا أنه لم يأثر بها، فلم تخرج أي كلمة من فمها إلا و أخذت معها جزءا من روحها وقف باسل ثم تكلم "كما توقعت، هناك التعذيب الجسدي و النفسي فقط، حسنا" أخرج باسل بعض الأدوات الغريبة، من بينها كرسيين بقيود سحرية، و حوض مائي، مع بعض الأنابيب الرقيقة شاهده الأخ و الأخت من عائلة غرين و حدقوا في ما يخرجه باسل بغرابة، بعد مدة من الوقت سألا باسل "هل انتهينا؟" و كانا يسألان بهذا غير مصدقان لذلك حدق بهما باسل ثم قال "أظن أنكما أخطأتما في السؤال بسبب خوفكما، أقصدتما هل بدأنا؟" ظهر الرعب مرتسما على وجهي غرين شارلوت و أخيها، ثم صرخا مع في نفس الوقت من شدة الرعب قام باسل بتعليق الحوض المائي بالسقف مع إيصاله ببعض الأنابيب الرقيقة فكون ممرا للماء بين الحوض و الأنابيب الرقيقة، ثم وضع الكرسيين اللذين كان طول أرجلهما يصل لثلاثة أمتار أسفل الأنابيب الرقيقة تماما، و كان الكرسيين مندمجان مع الأرض تماما بسبب حفر مكان لهما و تثبيتهما عميقا حتى الآن، لا يعرف أي أحد ما الذي ينوي باسل فعله غير أنمار التي جلست بهدوء مغمضة عينيها من دون التحرك بينما ينتظر أخوا القطع و الجنرال منصف الإشارة من باسل قام باسل بالتكلم "اربطاهما بالكرسيين" تحرك أخوا القطع و حملا غرين شارلوت المرتعدة و وضعاها على الكرسي ثم ربطاها، و كذلك فعل الجنرال منصف لغرين هيملر جلس باسل ثم تحدث "من طريقة سردكما لما حدث لكما، أظن انه حقا كان تعذيبا مرعبا بالنسبة لكما، لكن بالنسبة لي، التعذيب الذي تختفي آثاره بهذه السهولة ليس بذلك الشيء الكبير، ستجربان معاناة مئات الناس الذين قتلوا من طرفكما في سبيل أهدافكما التافهة، التجارب على البشر و تحويلهم لوحوش، هل تعرفين العذاب الذي يمر عليهم؟ لا، لا أظن، فبعد كل شيء أنت لم تجربين آلام بحر الروح من قبل، بعد التعمق في البحث أكثر، وجدت أنك أنتَ يا أيها الحثالة من كان يغطي على اختفاء الناس الذي تسببه أختك" "...أختك بقيت على قيد الحياة لسببين، أولهما، استخلاص المعلومات منها بينما هي في جانبك لأحرص على ربط النقاط كاملة و أستأصل المشكلة من جذورها، ثانيهما، جعلها تمر بكل ما مر به من أشخاص قامت بالتجارب عليهم" "...بعد التفكير جيدا، لم يكن من المناسب ترككما تنجوان بأفعالكما ببساطة، 'الدم بالدم'، هذه الجملة تتردد بعالمنا كثيرا، لكنكما للأسف اقترفتما خطايا أكثر مما يمكن للدم وحده احتواؤها" تحدث باسل مع الاثنين اللذين ربط رأسهما مع قمة الكرسي مما جعل جبهتهما موجهة نحو الأنبوبين الرقيقين الموجهين نحوهما، و هذا الأمر جعلهما يرتعدان كثيرا، فليس هناك ما هو أكثر إخافة من المجهول "...لقد تعلمت الكثير من التقنيات لجعل الشخص يتكلم، بعضها لا يترك الشخص عاقلا بعد تجريبه لها لمدة قصيرة فقط و فتكها لجسده، لكني لست مولعا بها لنقص جماليتها، لكن كانت هناك طريقة جذبت انتباهي أكثر من الأخريات، كانت طريقة بسيطة، سهلة، غير مرهقة، سريعة و ليست قبيحة. كانت تجاربي الهادفة لتعليمي تقام على الوحوش السحرية، و عندما جربت هذه الطريقة لأول مرة، أتعرفين بماذا شعرت؟" حدقت غرين شارلوت بـباسل الذي حملق بها بحقد ثم قال "لقد شعرت بالاشمئزاز التام حتى من هذه الطريقة التي اعتبرتها الأفضل من جميع النواحي، كيف لشخص أن يقوم بمثل هذه الأعمال المتوحشة؟ القتل أسهل من ذلك بكثير، لكني مع ذلك تعلمتها كلها، لأنني أخبِرت بأنني سأحتاجها في يوم من الأيام، سيأتي يوم أكون شاكرا لتعلمي إياها، لكن للأسف، حتى الآن لا زلت أشعر بالاشمئزاز فقط" "...فكيف لكي أن تشاهدين كل أولئك الناس تتعذب من دون أن تشعرين بأي شيء؟ قد لا أكون شاكرا حتى الآن لتعلمي هذه الطرق، لكني أعترف بأنني سأحتاجها بين الحين و الآخر، فلا أظن أن هناك طريقة أخرى لجعل حثالة مثلكما يمران بعقاب مناسب لهما، لذا سأضطر للشعور بالاشمئزاز من فعل مني في كل مرة أقوم بها" وقف باسل ثم تحدث "هناك ذلك المثل، قطرات الماء تنحت الصخر، ليس بقوتها لكن بتواصلها، و من خلالها أتت فكرة التعذيب هذه، قطرة قطرة، و مع كل واحدة، تقترب الضحية من الجنون قبل أن تصل للموت، هناك مثل طريقة التعذيب هذه، استعملت على الناس العاديين فقط، ربطوا و أجبروا على مشاهدة قطرات الماء المتواصلة تنزل على جبهتهم، و بما أنها تأخذ وقتا طويلا، فغالبا ما وصلت الضحية للجنون قبل أن تموت عبر الحفرة المصنوعة بجبتها بسبب قطرات الماء المتواصلة" بدأ الأخ و الأخت يرتعدان أكثر مما كانا عليه و يترجيان باسل على حياتهما، حملق بهما باسل ثم قال "ها أنتما ذا، سأذكركما بشيء ما، هذا الشيء هو الذي يجعلني لا أرحمكما مهما أصبح شكلكما مزريا، كم مِن مرة استنجد مِن المئات التي عذبتما بنفس طريقتكما هذه؟" صمت الأخ و الأخت تماما بينما بدأت تنهمر دموعهما، فتكلم باسل "بالطبع لا تذكران، لكني بعد بحثي الطويل، كنت قادرا على تقريب العدد، لقد قمت أيتها العاهرة بالتجارب على 450 شخص، منهم 300 ***، و أنتَ أيها الحثالة تسترت على أفعالها، كما قتلت الكثير من التجار عبر استخدام قطاع الطرق و العصابات، و لا أعلم حقا كم من شخص قد قتلت، لكنه لن يكون أقل مما فعلت هذه العاهرة على الأغلب بما أن عمرك أكثر منها بكثير" "...و الآن، لنعد لموضوعنا، تلك الطريقة استعملت على الناس الطبيعيين، لكنها لن تنجح على السحرة المتفوقين جسديا و ذهنيا على الناس الطبيعيين، لذا ما رأيكما بهذا؟ قطرات من الماء الممزوج بالطاقة الخالصة، ستتوغل عبر نقطة أصلكما الموجودة بجبهتكما لتسبب عذابا جهنميا في مسار نقطكما الأصلية و بحري روحكما، و بالطبع بعد تجربتكما لهذا الألم، انتظاركما للقطرة القادمة و خوفكما من قدومها مرة تلو الأخرى سيقودكما للجنون التام، عندها سيكون التعذيب ذو مفعول حتى على ساحر، و على عكس الطريقة الطبيعية التي تأخذ وقتا طويلا، فهذه الطريقة المطورة تأخذ وقتا أقصر بكثير حتى على ساحر" "...إن أردت تعزييب ساحر ما نفسيا و جسديا من دون إرهاق نفسك، فعليك بهذه الطريقة، فهي الأكثر راحة و قسوة، الأكثر راحة لمطبقها، و الأكثر قسوة للمطبقة عليه، و الآن بعد فهمكما لما سيحدث لكما، لما لانبدأ في التطبيق، فكما تريان، القاعدة الأولى في تنفيذ هذا التعذيب، هو شرحه الكامل للضحية، هكذا يبدأ هذا التعذيب" بعد انتهاء باسل صرخ الأخ و الأخت بجنون، حاولا كسر الكرسيين لكنهما لم ينجحا في ذلك، حتى أنهما نسيا أن سحرهما مقيد فحاولا استخدامه، اهتزا بشدة من الرعب، و مع ذلك، لم يتحرك قلب باسل و لو قليلا، قد يكون يشعر بالاشمئزاز من التعذيب الذي ينفذه، لكن هذا لم يمنعه من القيام به لشعوره بضرورته "لماذا تفعل هذا؟ لماذا؟ ليس و كأن لك علاقة بهم" تحدثت غرين شارلوت بعدما فشلت كل محاولات استنجادها دعم أخوها كلامها "هذا صحيح، أنت لم تأت للعاصمة إلا قبل أقل من عام، لماذا تهتم لهذه الدرجة بمن قتلنا أو عذبنا؟ نحن لم نقترب منك حتى" حملق بهما باسل ثم تحدث بلهجة باردة و خالية من المشاعر "معكما حق، حتى أن إزعاجك لي أيتها العاهرة قد تم تسويته من قبل أنمار، أما أنت أيها الحثالة فلم تزعجني، لأنني أنهيت أمرك قبل أن تفعل" صرخ الأخ و الأخت عاليا "إذا لماذا؟ اتركنا و شأننا إن لم يكن لديك أي شيء تجاهنا" حملق بهما باسل ثم أجاب "أتفق معكما أن لا علاقة لي بالناس الذين آذيتهما، لكني لا أتفق معكما في أنني ليس لدي أي شيء تجاهكما" عبس الأخ و الأخت و صنعا وجها متسائلا ازدادت نظرات باسل خلوا من المشاعر ثم قال "اثنان لا يبلعان لي مهما حدث، الجزر المرّ و الحثالة مثلكما" صمت الأخ و الأخت بعد جواب باسل تماما شحذ باسل طاقته السحرية الخالصة بإصبعي السبابة من كلتا يديه ثم ضرب نقط أصل غرين شارلوت كلها بنفس الوقت بسرعة فائقة، و كذلك فعل مع أخيها تباعا لها فإذا بنقط أصلهما تشع كثيرا، و بما أنهما مقيدان، فليس لهما تحكم فيهن، شاهد باسل هذا الأمر و تكلم "هذه أول مرة أطبق فيها هذه التقنية، لم تكن لدي من قبل السرعة الكافية للقيام بها من قبل، إنها تقوم بتهييج نقط الأصل و جعلها غير محصنة، لكنها لن تنجح إلا إذا تم ضرب جميع نقط الأصل كلها مرة واحدة، و حتى لو نجحت، فسيقوم الساحر بإعادة ضبطها و جعلها تهدأ، لذا لا تنفع إلا في التعذيب، عندما يكون الساحر مقيدا، فليس هناك أي احتمال لمراوغته أو ضبطه لنقط أصله" وجه باسل طاقته الخالصة و مزجها مع ذلك الماء الذي بالحوض ثم قال "هذا ماء من منطقة محظورة، و هذا يجعله أكثر قابلية للاندماج بالطاقة الخالصة، لذا عندما ستلتقي قطرة من هذا الماء بنقطة أصلكما، عندها ستشعران بآلام بحر الروح، عندها ستشعران بآلام كل الأشخاص الذين جعلتهما يمران بمثل ما ستمران به، و إليكما كلمتي كشخص مجرب لآلام بحر الروح، ستشعران أنكما تموتان مئات المرات في لحظات" انتهى باسل من توجيه طاقته السحرية الخالصة ثم حمل حبلا متصلا بالحوض المائي و سحبه قليلا و أرخاه، فإذا بقطرتين من الماء تبدأ بالمرور من الحوض المائي للأنبوبين الرقيقين حدقت غرين شارلوت بالقطرة القادمة بالأنبوب ببطء شديد، و هذا الأمر زاد من عذابها فقط على المستوى الذهني و العقلي، و بالطبع، لم يكن أخوها في حالة أفضل منها، فلقد بلل سرواله بالفعل من شدة الفزع خرجت القطرتين الأوليتين من الأنبوبين و نزلت مباشرة نحو جبهتي غرين شارلوت و أخيها غرين هيملر اللذين حدقا بالقطرة بينما تكبر صورتها بالنسبة لهما شيئا فشيء بسبب اقترابها من أعينهما حتى التقت بجبهتهما نزلت القطرة على نقطة الأصل و سُمِع صوت كنزول قطرة من الماء في بركة، و تواليا مع هذا الصوت، دوى صوت آخر، كان صوت الأخ و الأخت اللذين صرخا بجنون اهتزا في كرسيهما و تحركا بجنون و بطريقة مروعة في مكانهما من دون التوقف و لو للحظة عن الصراخ من الآلام، توغلت تلك القطرة لنقطتي أصلهما بالجبهة و جعلت مساري نقط أصلهما مضطرب كليا مما تسبب في اضطراب بحر الروح تباعا لذلك ليبدآ بالشعور بآلام جهنمية لا يستطيع الشخص الطبيعي تحملها و لو قليلا استمر الأخ و الأخت في الصراخ قبل أن يهدآ أخيرا بعد مدة من الوقت بسبب معالجة بحر روحهما التلقائي و تنقيته للطاقة الخالصة الغريبة، و عندما حدث هذا الأمر، سكت الأخ و الأخت أخيرا، لكن نظرتهما تغيرت من المرتاحة للمرتعبة مرة أخرى بعدما ريا قطرتين أخريين نازلتين عبر الأنبوبين الرقيقين، بدآ يصرخان و يتحركان بشكل غريب، لكنهما مهما حاولا، كان الكرسيين ثابتين و وجههما موجه للأعلى لترى أعينهما اقتراب القطرة القادمة مرة أخرى و يغرقان في اليأس في كل مرة يحدث ذلك صرخاتهما تسببت في ثقب آذان الناس، و لولا كونهم في غرفة عازلة للصوت تماما، لبلغ صوتهم خارج السجن المركزي حدق باسل بهما بنظرة غير مرتاحة بتاتا، ذات يوم أخبره معلمه أنه سيحتاج للقيام بمثل هذه الطرق مع بعض الأشخاص، ذات يوم سيكون شاكرا لتعلمه مثل هذه التقنيات، لكن باسل حاليا لم يكن يعتقد أن هذا اليوم سيأتي أبدا، فحتى لو اعترف بأنه سيحتاج لمثل هذه الطرق، لا يعتقد أنه سيكون شاكرا لذلك أبدا و هكذا، أصبح مزاج باسل أكثر سوءً مما هو عليه حتى الآن، لكنه مع ذلك، حتى لو اشمأز من هذه الأسلوب الذي ينفذه، إلى أنه لا يعتقد أن غرين شارلوت و غرين هيملر لا يستحقانه، فلو كان كذلك، لم يكن ليجعلهما يمران به كره باسل أي نوع من التسلط و التحكم، و خصوصا إن كانا يطبقان عليه، لذا كره حتى هذه الحالة التي جعلته مضطرا أن يقوم بشيء يكرهه، و لم يجد جوابا آخر غير استئصال مثل هذه المشاكل من جذرها تماما و عدم السماح لها بالحدوث ثانية كي لا يضطر للقيام بشيء يزعجه مرة أخرى بعد مرور على تعزييب باسل لغرين شارلوت و غرين هيملر قليل من الوقت، استخلص منهما المعلومات ثم قال بينما يتوجه نحو بوابة الغرفة "سأترك لكم الأمر هنا، لا يهمني ما تفعلونه بهما، ذلك حقكم و يجب عليكم أخذه بأيديكم، ذلك الحوض المائي يحتوي على 1000 قطرة، بمعنى أن هناك 500 قطرة لكل واحد منهما، مما يجعلها مطابقة تقريبا لعدد الأشخاص الذين عذبوهم" تكلم باسل مع أخوا القطع و الجنرال منصف ثم غادر فرافقته أنمار بقي أخوا القطع و الجنرال منصف أمام غرين شارلوت و غرين هيملر و حدقوا بهما بنظرة حقودة للغاية، بالنسبة لأخوي القطع، كان أمامهما الشخص الذي عذب أختهما الصغيرة بتجارب شنيعة لا تطاق، فتلقائيا، سيطرت مشاعرهما عليهما و غمرت نية قتلهما غرين شارلوت خانقة إياها في الجانب الآخر، كان الجنرال منصف يحدق بغرين هيملر الذي تجرأ على لمس زوجته، لو أنه تأخر فيما سبق و لو للحظات، لكان قد اعتدى على زوجته و اغتصبها. لمس غرين هيملر شرفه و شرف زوجته، هذا كان أسوء من موته على يده، قلبه احترق بشدة طيلة هذه السنوات، و أخيرا أتت فرصته ليرد دينه سحب الثلاثة الحبل فجعلوا الاثنين يمران بالجحيم من جديد، كانت تلك مجرد قطرة سحرية خالصة تتوغل عبر نقطهما الأصلية، و بمقارنتها مع العذاب الذي مر به كل من قاموا بالتجارب عليه، كانت لا شيء، من تعذب على أيديهما بسبب التجارب مر بجحيم أكبر بكثير من هذا، فهناك من لم يكن بساحر حتى، و نقط أصله لم تفتح بعد، لكنها أجبرت على ذلك مما تسبب في تكوين بحر روح غير متراص و يمكنه الانكسار في أي لحظة، إضافة لذلك، شرعوا في جعل بحر روحهم يتعرض لطاقة سحرية خاصة بأحجار الأصل، الآلام الناتجة عن هذا كان أكبر بكثير من مجرد آلام ناتجة عن قطرة واحدة، تحويل البشر لوحوش أمر لا يمكن أن يكون بالهين، للكسب يجب أن تتخلى عن شيء يعادل ما ستكسبه في الجهة الأخرى، دخل باسل و أنمار للغرفة المجاورة، وجدا شاهين معلقا بحبال مقيدة للسحر مع وجود الكثير من الأغلال تقيده بينما تسيل منه الدماء، و عندما وطأت قدم باسل الغرفة، تكلم شاهين قبل أن يرفع رأسه "لقد انتظرتك كثيرا بالفعل، أمن عادتك ترك زوارك ينتظرونك كل هذه المدة؟" ثم رفع رأسه فإذا بصورته تظهر، كان وجهه محروقا كما كان جسده تكلم باسل "يبدو أنهم تفننوا في عملهم" "همم ! " استهجن شاهين ثم قال "مهما فعلوا لن يكون بمقدورهم إخراج و لو كلمة واحدة مني" "هذا ما سمعت، يبدو أنك التزمت الصمت طيلة الشهرين الماضيين" ابتسم باسل ثم قال "لكن لا يمكنك الجزم بالمثل معي" "غر مثلك، يحسب نفسه قد بلغ الذروة" تذمر شاهين ثم قال بهدوء "كما لو أن صعلوكا مثلك سيكون قادرا على إخراج و لو كلمة واحدة مني ! " تكلم باسل باستهتار "أو لم أفعل بالفعل؟" حملق به شاهين ثم قال "كفانا سخرية، هدفك من القدوم إلى هنا واضح، لذا سأنصحك بشيء جيد من الآن، بعد المرور بالتعذيب الجهنمي هنا من طرف أولئك الخمسة مجتمعين علي، لا أظن أن غرا مثلك قد بدأ الحياة للتو سيكون قادرا على جعلي أتكلم، وفر على نفسك بعض العناء و أرحني معك" ضحك باسل ثم قال له "يا لها من ثقة لديك، سأنورك ببعض الأشياء، أنا أعرف كل ما تعرفونه، فلما تظن أنني لا أعرف بعض التقنيات التي لكم علم بها و تساعد على استخراج المعلومات؟" حدق شاهين في باسل فشحب وجهه بعد قليل من الوقت، عندها ظهر حوله جوا من التوتر، و صمت لمدة طويلة قبل أن يبدأ الكلام مجددا بصياح "أيها الغر، أنت لا تعرف مع من تتعامل، لا تظن أنك سوف تنجو بأفعالك هذه، لقد غاب أخي الأكبر عن المقر لشهرين متتابعين مع فقدان التواصل به، عاجلا و ليس آجلا سوف يعرفون السبب جيدا، و عندها ستحل الكارثة عليكم، قد تكون فخورا بكونك ساحرا بالقسم الثاني من مستويات الربط، لكن صعلوك لعين مثلك قد دخل لمستويات الربط حديثا سيكون مثل وجبة خفيفة للقدماء الكبار الآخرين، أنت لا تعرف مع من تتعامل فقط أيها الشقي المجنون" اقترب باسل و تكلم بهدوء "معك حق في نقطة، أنا لا أعرف مع من أتعامل، لكن أليس هذا هو سبب مجيئي إلى هنا من الأول؟" "أيها..." صدم شاهين، لقد حاول إخافة باسل لكن الأمر لم ينجح تكلم باسل "يبدو أنكم كنتم تحالون اصطحابي معكم حيا عند قدومكم في البداية، على الأغلب كنتم ستعذبونني بشتى طرقكم لأبوح لكم بما تريدون معرفته، لكن إنها 'وا أسفاه' بالنسبة لكم" أخرج باسل كرسيا ثم بعض الأدوات الأخرى فجعل هذا الأمر شاهين يرتعد في مكانه بينما يصرخ "أيها المجنون، أتريد تكسير بحر روحي؟" "همم...؟" استغرب باسل ثم قال له "بالطبع لن أفعل، لكن بما أنك تعرف نهاية هذا التعذيب القاتلة، فلا بد من أنك قد نفذتها أو على الأقل سبق و أن حضرتها" بلع شاهين ريقه ببطء شديد ثم قال "و مع ذلك، لن أبوح بشيء، خوفي منك ليس بالقدر الذي أخافه منهم" استعد باسل جيدا ثم توجه نحو الحبلين اللذين يعلقان شاهين و قال "خوفك مني أو من غيري لا دخل له بالموضوع، هذا الأخير يتعلق بدرجة تحملك للتعذيب، و عندها سنرى إن كان خوفك هذا سيمنعك من التكلم و يجعلك تتحمل كل تلك الآلام" قام باسل بربط شاهين بالكرسي ثم قال "حسنا، لما لا نبدأ" صرخ شاهين "ستندم على هذا قطعا، سينتقم القدماء الكبار و سيدنا ظل الشيطان لنا، عندها لن ينفعك حتى ندمك ذاك" و في لحظة، سُمِع صوت كنزول قطرة في بركة من الماء يتبعه صوت صراخ عظيم دوى في الغرفة *** في هذه الأثناء، بالقاعة الرئيسية الخاصة بالقصر الإمبراطوري "لقد بلغت حدودي بالفعل، لقد سمعت بعض البلاغات الغير سارة تأتي من أتباعي بعاصمة إمبراطوريتي، لا يمكنني الانتظار لأكثر من هذا، فلنقم الاجتماع حالا، غير ذلك، سنغادر و لا تحلم بالحصول على مساعدة منا، حتى التحالف الذي كان بين الإمبراطوريات اعتبره ملغيا" صرخ إمبراطور إمبراطورية 'الرياح العاتية' غلاديوس بوجه الكبير أكاغي بغضب. تعامل باسل الغير محترم تجاهه جعله يصل لقمة غضبه، ليس هناك من تجرأ على معاملته هكذا منذ أن أثبت نفسه و قتل الإمبراطور السابق ثم اغتنم العرش تكلم إمبراطور إمبراطورية 'الأمواج الهائجة' شيرو معلنا عن استياءه "قد يكون ذلك الفتى قد أظهر قوة استثنائية بالفعل، لكن لا يمكنك ترك فتى في مثل عمره يتحكم في أعمالك، و كما قال الإمبراطور غلاديوس، عدم إقامتك للاجتماع حاليا، ستكون بمثابة تصريحك بعدم مساواتنا لذلك الفتى بالمكانة، و مثل هذا الشيء لا يمكننا تقبله" حدق بهما الكبير أكاغي ثم قال "أنا لا يتحكم بي أحد، و لا أهين أحد، و أجزم لكما بنية القائد الأعلى باسل الخالصة، هناك معلومات يجب أن نشاركها نحن الثلاثة في سبيل الاستعداد للشر الأعظم، و تصريحكما الحالي بفسخ التحالف لن يكون له أي ضرر على أي أحد آخر سوى نحن أنفسنا، القائد الأعلى باسل لديه بعض الأعمال المهمة التي يجب عليه الاهتمام بها، و عند انتهاءه منها سيوفر لكما الوقت الكافي" عبس الإمبراطور غلاديوس ثم قال "واحسرتاه، لقد سقطت من عيني أيها الإمبراطور أكاغي، ظننت أن عائلة كريمزون عادت جالبة المجد معها، لكن يبدو أنها كانت مجرد دمية يتحكم بها وحش صغير" "أنت..." تواجد شيوخ عائلة كريمزون بالجانب، و لما سمعوا مثل هذا الكلام، صاحوا في وجه الإمبراطور غلاديوس أدار الإمبراطور غلاديوس وجهه ثم قال "ماذا هناك؟" تدخل الكبير أكاغي فرفع يده تجاه الشيخ الذي تحدث موقفا تدخله، ثم نظر للإمبراطور غلاديوس و قال "بعد مدة ستعرف أنك الخاسر أيها الإمبراطور غلاديوس، لا تلمني عندما يقترب من إمبراطوريتك شر لا يمكنك إبعاده" "همم ! " استهجن الإمبراطور غلاديوس و غادر فتبعه الجنرالان اللذان يرافقانه دائما تكلم الكبير أكاغي "ماذا عنك أيها الإمبراطور شيرو؟" وضع الإمبراطور شيرو يده على ذقنه ثم فكر لقليل من الوقت قبل أن يقول "يبدو أنني سأنتظر لقليل من الوقت............... يتبع!!![/B] [HEADING=1](الجزء الثالث)[/HEADING] [B]ارتاح الكبير أكاغي لهذا الأمر و تحسر لمغادرة الإمبراطور غلاديوس، لن يكون هناك أي خسارة بالنسبة له في الوقت الحالي، لكن عدم انضمام الإمبراطور غلاديوس لهم سيتسبب في موت أرواح من دون جدوى لا غير، عند تحرك حلف ظل الشيطان، فلن يستهدف سوى الطرف الأضعف، و إمبراطورية منعزلة تماما عن الإمبراطوريتين الأخريين ستكون هي التي ينطبق عليها الشروط تماما، و خصوصا بعدما تصبح إمبراطوريتي الشعلة القرمزية و الأمواج الهائجة أقوى بعدما تنتشر الإكسيرات كانت إمبراطورية الرياح العاتية عبارة عن قارة كاملة، و لو أنها وقعت تحت سيطرة حلف ظل الشيطان و بدؤوا في تكوين قوتهم العظيمة، لن يكون عندها بإمكان أي أحد إيقافهم هذا العالم شمل فقط ثلاث قارات مع الكثير من الجزر، قارة الأصل و النهاية غير مأهولة من البشر بتاتا باعتبارها عالما خاصا بالوحوش السحرية، و عند وقوع قارة كاملة تحت سيطرة العدو، سيقوم هذا الأخير باستعباد سكانها من دون شك و تحويلهم لمقاتلين من أجلهم، هناك أكبر تعداد سكاني بإمبراطورية الرياح العاتية، و استعباد سكانها كلهم سينتج أقوى جيش عرفه تاريخ هذا العالم، عندها سيكون على القارة الأكبر و التي تحتوي على إمبراطوريتي الشعلة القرمزية و الأمواج الهائجة مواجهة هذا العدو الذي ستكون قوته قد نمت لدرجة مخيفة إضافة للقارات الثلاث الكبرى، كان هناك أرخبيل البحر العميق الذي كان كقارة صغيرة في حد ذاته، كان أكبر منطقة محظورة في العالم بعد قارة الأصل و النهاية، و كهذه الأخيرة، عرف بعدم وجود أي بشر يعيش به، لكن في السنوات الأخيرة، و من دون علم القوى الثلاث العظمى، كانت هناك قوة تنمو بداخله، هذه القوة جعلت من الوحوش في أرخبيل البحر العميق تنصاع لها، و أصبحت الوحوش هي الطرف الأضعف في حين كانت تهيمن على كل شيء موجود بالأرخبيل في الجزيرة الرئيسية و التي كانت بمركز الأرخبيل، كان هناك قلعة عظيمة سوداء مبنية على قمة جبل ضخم وصل علوه للسحاب، كانت هناك الكثير من القلاع الصغيرة تحيط بها بداخل القلعة التي كانت بالمركز و اتخذت موقعا عاليا على أي شيء يحيط بها، و بوضوح، أحاط بها جو قاتل، كان من الجلي أنها معقل لشخصية عظيمة، بداخلها، تكلم صوت من الظلال بصوت حاد تجاه الشخص ذو الرداء الأسود الراكع على ركبة واحدة أمامه "لقد غاب لمدة تتجاوز الشهرين، لقد أصبح أقدما أكبرا مؤخرا فقط، و بالنسبة لشخص مثله طمح لهذا المركز بشدة، لن يقطع اتصاله معنا طيلة هذه المدة من دون إخبارنا بأي شيء" وقف هذا الشخص بينما لا تزال صورته غير ظاهرة في الظلام الحالك، ثم لوح بيده تجاه ذو الرداء الأسود و قال "يمكنكم اعتباره ميتا، عليكم البحث في هذا الأمر جيدا، و إن صادفتموه حيا، اجلبوه لي، مهما كان سببه، سيكون عليه المعاناة لتركي أنا ظل الشيطان أنتظره لكل هذه المدة" "حاضر يا مولاي" [I]وووش[/I] اختفى ذو الرداء الأسود في الظلال، ثم رجع ظل الشيطان ليجلس على مقعده، فتحدث شخص ما من الجانب "سيدي ظل الشيطان، الأقدم الكبير فالشتر سيكون قد لقي مشكلة ما على الأغلب، لا أظن أنه سيخيب ظن سيادتك عمدا" عند النظر جيدا، تجد أن هناك بعض الظلال على جانبي ظل الشيطان واقفين هناك، كان هناك ستة منهم، و الشخص الذي تكلم سابقا كان واحدا منهم تحدث ظل الشيطان "أنتم القدماء الكبار هم أذرعي و أرجلي، فكيف لي ألا أثق بكم؟ لكن، كأذرع و أرجل، أريد منكم القيام بما آمره بكم فقط، و هذا يشمل الموت أيضا" [I]وووش[/I] "نعم" "نعم" "نعم" "نعم" "نعم" "نعم" تكررت الكلمة لست مرات بسبب قدومها من كل ظل على حدة و الذي كل واحد منهم أصبحت صورته على شكل ظل منحني لظل الشيطان قالت الظلال الستة مرة واحدة "يحيا ظل الشيطان، الشخص المختار من طرف السادة العظماء لقيادتنا للسيادة العظمى" تكلم ظل الشيطان تباعا لكلامهم "ما أحوال قواتنا بإمبراطورية الرياح العاتية؟" بالرجوع للسجن المركزي، خرج باسل و البقية منه بينما تعتلي باسل نظرة عبوسة، بقي يفكر في شيء واحد بينما يتوجهون للعربة "المختار من السادة العظماء، ظل الشيطان" أمام منزل ما بالعاصمة "نحن ممتنين، نحن حقا شاكرين لكما كثيرا، لكما كل الشكر و الامتنان لأخذكما حق ابنتنا" كانت هناك امرأة و رجل يبكيان بوجه أخوا القطع بشدة بينما يشكرانهما بشدة، حتى أن المرأة انهارت و سقطت على الأرض لفشل رجليها على حملها، بكت كثيرا بينما تنادي باسم ابنتها "كاتلين، صغيرتي كاتلين" حدق بها أخوا القطع بينما يتذكران صورة أختهما الصغيرة، انحنى أخوا القطع للوالدين ثم غادرا، و بعد قليل من الوقت، توقفا عند منزل آخر و بلغا لهما نفس الخبر لم يكونا هما الوحيدين اللذين يقومان بهذا، ففي جميع أنحاء العاصمة انتشر بعض الجنود كذلك قاصدين بعض المنازل موصلين لهم أخبارا عن أبناءهم، هناك بعض الآباء الذين هاجموا من بلغهم و سبوهم لعدم قدرتهم على حمايتهم لأفراد أسرهم، و هناك من فزع كثيرا من حقيقة موت شخص من دمه، لكن كلهم في الأخير شعروا بالراحة لتلقي المجرم العقوبة المناسبة له تنوعت الأسر المظلومة، هناك العاميون و هناك العبيد، هناك تجار رحالة، كلهم تعرضوا لنفس التعدي، و كلهم أرادوا الانتقام لأحبابهم، و الآن بعدما سمعوا بلقاء المتعدي لمصيره الذي يستحقه، حتى من كان غير راض عن السلطات التي أتت لتخبره، كل واحد منهم أصبح ممتنا للغاية، و ارتاح بالهم أخيرا الذي شغل لمدة طويلة، فهناك من تعذب لسنوات على غياب أحبابه، و خبر تأكيد موتهم إضافة لعقاب المجرم كان عبارة عن راحة لقلوبهم من العذاب المستمر بعد مرور وقت طويل، حل الليل كما تحركت بعض الظلال، قامت هذه الأخيرة بالزحف بناء على أوامر شخص واحد و الذي قادهم بنفسه كان الشخص الذي يقودهم هو باسل، و الظلال التي كانت تنفذ أوامره ترأسها قادة التشكيل و توجهوا نحو مكان محدد من دون أن يشعر بهم أي أحد، لكن كانت هناك رفقة معهم، كان هناك قاضٍ يمشي بجانب باسل الذي تحدث "أيها القاضي عادل، هل أخبرت السجن المركزي أن يستعد؟" هذا القاضي عادل كان هو القاضي نفسه الذي ساعد باسل و الجنرال منصف على القبض على غرين هيملر، و الآن يرافق باسل نحو مكان ما بعد أن استجاب لندائه أجاب القاضي عادل "نعم بالطبع، كل ما علينا فعله هو القبض على المجرمين" "إذا لنفعل هذا، يبدو أن السجن المركزي سيستضيف مجموعة كبيرة" تحدث باسل ثم تكلم عبر خاتم التخاطر، فتشتت الظلال كلها التي كانت كسواد كبير، تفرقوا على ست مجموعات، كل مجموعة ترأسها قائد من التشكيل مع المجموعة الأخيرة التي تبعت باسل في غرفة ما "ماذا يجب أن نفعل، لم يعد لدينا داعم قوي الآن بما أن عائلة غرين لم تعد موجودة، لم يعد بإمكاننا الحصول على السكان العامة لنتاجر بهم و نحولهم لعبيد، لم يعد بإمكاننا التحرك بأريحية بعدما انتشرت فرقة السنبلة الخصراء في جميع الأنحاء، أظن أن خيارنا الوحيد هو الابتعاد من العاصمة و إيجاد سوق مربح آخر" كان بهذه الغرفة عدة محظيات حول رجل عجوز بينما يتحدث هذا الاخير مع رجل آخر كان بجانبه فتاتين صغيرتي العمر – حوالي الثالثة عشر- يقومان بتدليكه [I]باااام[/I] "المكان الوحيد الي ستذهب إليه هو السجن المركزي أيها العجوز القذر" فجأة ضربت الباب بقوة و دخل عليهما فتى يتبعه جيش صرخ الرجل العجوز "من أنت، ألا تعرف أنك في قصر عائلة ناب الذئب؟ وقاحتك هذه ستلقى عقابا قاسيا" "اصمت أيها الخرف" عبس باسل ثم قال "أنت من سيتلقى عقابا قاسيا" تقدم القاضي عادل و رفع ورقة في وجه رئيس عائلة ناب الذئب ثم صرّح "أنا قاض من المحكمة المركزية، و هذا خطاب عليه ختم الحكم إضافة لتوقيع القاضي الأكبر، يتضمن الحكم عليك بالحبس بالسجن المركزي مدى الحياة لتجارتك الغير مشروعة بالبشر و مساعدتك على القيام بالتجارب عليهم، و أيضا التلاعب بالسلع و مهاجمة القوافل و مساعدتك لقراصنة البحر" فتح رئيس عائلة ناب الذئب عينيه بشدة و صرخ "اللعنة عليكم، كما لو أنني سأنصاع لأوامر دجالين يقودهم غرّ وقح ! " تكلم جندي صارخا "احترم نفسك أيها الوضيع، ألا تعلم مع من تتحدث؟" تعجب رئيس العائلة ليكمل الجندي "أنت في حضرة سيادته القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، الغر هنا هو أنت أيها العجوز، فلتنحني حالا و اعتذر ثم اخضع للحكم" "القاا...ئد الأعلى لجيوش الإمبراطورية ! ؟" تفاجأ رئيس العائلة كثيرا ثم صرخ آمرا "اقتلوهم و احموني ريثما أهرب" خرج في الحال بعض الجنود من خلف الستار كانوا مختبئين، كانوا ينتظرون فقط أوامر رئيس العائلة هرب رئيس العائلة بينما يفكر "لقد تجاوزوا الجيش الذي يحرس القصر بكل سهولة حتى أننا لم نعلم عن قدومهم إلا بعد أن دخلوا علينا، يجب أن أهرب بسرعة بينما يؤخرونهم أولئك الجنود الذين أعتبرهم أمهر الجنود في الإم..." التف رئيس عائلة ناب الذئب و صدم بعدما وجد كل أولئك الجنود الذين يفتخر بهم على الأرض "ماذا...؟" و بعدما التف مرة أخرى نحو الطريق أمامه ليكمل هربه، ظهر ذلك الفتى من قبل أمام وجهه مانعا إياه من التقدم، فاستل سيفه و صرخ "كما لو أنني سأسمح لغر مثلك أن يهينني؟" شحذ طاقته السحرية و لوح بسيفه الذي حمل معه شفرات جليدية من المستوى الخامس، و بكل ثقة، تكلم صارخا "لا يهمني من أنت؟ لكن غر مثلك لن يستطيع أن يتجن..." [I]بااام[/I] أتت لكمة لباطن رئيس العائلة بسرعة كبيرة جعلته يتقيأ الكثير من الدماء قبل أن يدرك أنه قد أرسل لعدة أمتار محلقا، و بعدما أدرك ما حدث كان متأخرا. في لحظة، اختفى باسل من أمام عينيه و لكمه بلكمة كانت سرعتها كبيرة جدا مما جعلها تدخل عميقا في بطنه و تسحق أعضاءه الداخلية تكلم باسل "احملوه و خذوه للسجن المركزي" التف باسل و حدق في الرجل الذي كان يرافق رئيس العائلة في متعته ثم قال "و ذلك الشخص أيضا" ارتعدت المحظيات من الخوف فاقترب باسل منهن مما زاد خوفهن أكثر، لكنه عندها تحدث مع ابتسامة تبعث الاطمئنان في النفوس "لا تقلقن أيتها السيدات، ليس عليكن مرافقة أي عجوز قذر بعد الآن، ستعدن لعائلاتكن و تعشن الحياة التي تردنها" مع وسامة باسل، و ابتسامته المشرقة، إضافة لكلامه اللطيف، جعل الدموع تنهمر من أعينهن بينما يحاولن معانقته و يبكين بشدة مخرجات كلمات الشكر الغير مفهومة بسبب عدم نطقها بشكل صحيح لفرحتهن الكبيرة هذه الليلة التي كانت ساكنة، عجت بالقتالات فجأة، و هذا الأمر جعل العديد من الشخصيات تتحرك قاصدة الهرب خارج العاصمة. وصلتهم الأخبار عن تحرك قاتل الدم القرمزي بنفسه حيث يقوم بإلقاء القبض على كل شخص له علاقة بالسوق السوداء كان هناك العديد ممن حاول الهرب بعد اندلاع القتالات هنا و هناك، لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب ملاقاتهم لفرقة السنبلة الخضراء تحرس مخارج العاصمة كلها قام باسل بالتحرك خفية و ألقى القبض على البعض على حين غرة، و بالطبع، كان يعرف أنه لن يستطيع منع البعض من الهرب بعدما يعلمون بما يحدث، لذا استغل هذا الوضع لصالحه في هذه الليلة، قُبِض على جميع تجار السوق السوداء الموجودين بالعاصمة، و لا واحد منهم استطاع الهرب أو الإفلات، كلهم امتثلوا للحكم لكن حتى بعد القبض على كل تاجر بالسوق السوداء موجود بالعاصمة، لا يعني أنهم استطاعوا الانتهاء منهم كلهم، فقط كبار التجار كانوا يجعلون العاصمة كمعقل لهم ليقتربوا من غرين هيملر و غرين شارلوت و بقية عائلة غرين كان هناك أيضا بعض التجار الكبار بالسوق السوداء الذين هربوا بعدما سمعوا بنهاية عائلة غرين المأساوية خوفا من مجيء دورهم، أولئك، وضعهم باسل في قائمته أيضا التي أعطاها للجنرال رعد الذي جعل فرقة السنبلة الخضراء تتكفل بهم بعد هذه الليلة التي عرفت كـ'ليلة التطهير' فيما بعد بعد انتهاء باسل من هذا المشكل، و حلول الغد، التقى بالكبير أكاغي و تحدث معه "بشأن الإمبراطور غلاديوس، لا تقلق، لن يطول الأمر حتى يعلم أنه الخاسر و سيطلب النجدة متخليا عن كبرياءه ذاك، كانت لدي شكوك، لكن بعدما استخلصت المعلومات من شاهين، تأكدت من أن إمبراطورية الرياح العاتية هي هدف حلف ظل الشيطان الأول لاقترابها من عرينهم في أرخبيل البحر العميق و افتراقها عن الإمبراطوريتين الأخريين" سأل الكبير أكاغي "و لما لا يجب أن أقلق؟" ابتسم باسل ثم قال "سأشرح لك هذا الأمر فيما بعد، و الآن، لما لا تنادي الإمبراطور شيرو ليأتي و نقوم بالاجتماع؟" حدق الكبير أكاغي في باسل و بغرابة أتت فكرة خطيرة في ذهنه "هل يمكن أنه تجنب ملاقاة الإمبراطورين عمدا من أجل هذا السبب؟" لم يستطع الكبير أكاغي أن يصدق هذا الأمر، إلى أي مدى فكر هذا الفتى و وضع خططا مستقبلية؟ عاد باسل لغرفته و بدأ يتدرب، دخل في حالة الصفاء الذهني و الروحي لبعض الوقت من أجل ترتيب أفكاره و تصفية ذهنه، ثم بدأ يمرن جسده، أخرج رداء غريبا كان مكونا من القطع الحديدية بالكامل، هذا الرداء أعطاه له معلمه ليتدرب به عند يصبح قادرا على ذلك هذا الرداء وصل وزنه لـ500 كيلوغرام، ارتداه باسل و شرع في القيام بكل أنواع تمارين الضغط بشتى أنواعها، لم يستطع باسل حتى أن يتحرك بشكل مناسب، لكنه مع ذلك أمضى اليوم كله في تلك التمارين من دون توقف و لو للحظة واحدة بصباح الغد أقيم الاجتماع و حضر رؤساء العائلات، جلسوا كلهم بطاولة واحدة مع جلوس الكبير على عرش الإمبراطور و بجانبه الإمبراطور شيرو دخل باسل بينما ترافقه أنمار ثم توجه نحو الكرسي المقابل للإمبراطورين، أما أنمار فتوجهت نحو الكبير أكاغي و ألقت عليه التحية و قدمت نفسها للإمبراطور شيرو "اسمي أنمار و أنا حفيدة الإمبراطور كريمزون أكاغي، تشرفت بمعرفتك أيها الإمبراطور وايتنِس شيرو" صدم الجميع عندها، لم يكن أي أحد يعلم عن هذا غير الجنرال منصف و الرئيس تشارلي، كل من لم يعلم تفاجأ كثيرا بهذا التصريح، الجنرال رعد أيضا لم يعلم ما الذي يحدث هنا، أما الإمبراطور شيرو، فقد حدق بأنمار طويلا، ظن أنها مجرد فتاة قروية بجمال فائق، لذا كان متأكدا من أن خطته في جعل ابنته شيرايوكي التي تعادل أنمار جمالا تقترن بـباسل ستنجح لكونها من مكانة أرقى من أنمار، لكنه عض لسانه الآن بعدما سمع هذا التصريح و حملق في أنمار بشدة وقف رئيس عائلة آو 'لان' ثم تحدث "أيمكنك تفسير هذا الأمر لنا يا جلالتك؟" لم يسأل الآخرون بما أن الرئيس 'آو لان' قد فعل، لكنهم أيضا كانوا ينتظرون الإجابة بكل حرص فتكلم الكبير أكاغي "كلكم تعلمون عن ابني المفقود كريمزون أكاي، علمت فيما بعد أن ابني قد مات بالدمار الشامل، لكنه ترك لي حفيدة وراءه، من اليوم فصاعدا، سيكون لدينا أميرة جديدة، و اعتمادا على رغبتها، قد أمرر لها العرش، في هذا اليوم الذي سيكون عبارة عن انطلاقة الثورة في هذا العالم، أقدّم لكم الأميرة كريمزون أنمار" فتح الجميع أفواههم من شدة الصدمة، لم يستطع أي أحد فهم ما يحدث أمام أعينهم إلا بعد مرور قليل من الوقت، لكن بعد استيعابهم لهذا الأمر تكلم الكبير أكاغي من جديد "و ليس بالضرورة ستكونون كلكم تعلمون عن تلك العشيرة التي كانت العائلة الأخت لعائلتنا كما كانت علاقة مؤسساهما، تلك العشيرة التي ضحت بنفسها من أجل نجاة عائلة كريمزون قبل 50 سنة، تلك العشيرة المخلصة لعائلتنا، تلك العشيرة التي حمتنا من الظلال من دون أن تخرج للضوء. بعد مرور وقت طويل، في هذا اليوم الكبير، أقدم لكم نسل عشيرة النار القرمزية، القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، حليف عائلة كريمزون الأوثق و الأقوى، و منقذها و جالب مجدها، الجنرال الأعلى باسل" ألقى الكبير أكاغي بتصريحين، أولهما كان استيعابه ممكنا بعد مدة من الوقت الممنوح للتفكير به، لكن ثانيهما كان غير قابل للتصديق تماما، لدرجة أن جميع الجنرالات صاحوا بتفاجؤ بينما يحدقون في باسل الهادئ "الجنرال الأعلى ! ؟" حقيقة أن باسل نسل تلك العشيرة الأسطورية فاجأت جميع من يعرف بحقيقتها غير الرئيس تشارلي و الجنرال منصف إضافة للرئيسة موراساكي الذين سبقوا و أن علموا بهذا الأمر، لكن بسبب ما قاله الكبير أكاغي بعد ذلك، جُذِب الجميع تماما لذلك الجزء و نسوا الجزء الأول مؤقتا، فبعد كل شيء، الجزء الثاني هو الأكثر أهمية بالنسبة لكل واحد منهم كجنرال وقف الرئيس كيِرو هوانغ و تكلم بصوت مرتفع معبرا عن رأيه الصريح "اعذرني يا جلالتك، لقد تقبلت حقيقة كونه القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، نظرا لإنجازاته، لم يمانع أي أحد هذا أو عارضه، لكن، أليس منحه لقب الجنرال الأعلى شيء... ! " كان الكل لديه نفس السؤال في ذهنه، و لو أن الرئيس كيِرو هوانغ لم يسأل، لتكلم أحد آخر. الجنرالات الذين حضروا هم كريمزون منصف، مارون براون، كورو هي، موراساكي فايوليت، آو لان، كيِرو هوانغ، كين تشارلي، كاميناري رعد كلهم صدموا بما قاله الكبير أكاغي في الجزء الثاني من كلامه، لكن لم تكن صدمة الكل متشابهة، فالرئيسين لان و هوانغ لم يصدقا هذا الأمر و بدا لهما كالجنون عينه، أما الرئيسة فايوليت، فقد بدأ عقلها يفكر في تلك المشروبات التي جربت واحدا منها عند بداية انقلاب الاسترداد، و بدأت تحاول الرؤية من خلال باسل الذي أظهر قوة غير معقولة بالحرب، أما الباقي فكان يعلم ما هي إمكانيات باسل الكبيرة، لكنهم فقط تفاجؤوا كثيرا، لأنهم لم يظنوا أن الكبير أكاغي سيمنح باسل هذا اللقب الآن لذا كلهم أرادوا السؤال عن السبب، فقط، كان هدفهم كان مختلفا و انقسم لثلاث أنواع، نوع لا يريد تقبل هذا الأمر و يجد أنه جنون و عارضه بكل ما يملك، و نوع أراد إشباع فضوله حول ماهية هذا الفتى الذي أعطِيَ مثل هذا اللقب، و نوع أراد تفسيرا فقط تكلم الكبير أكاغي بعدما سأل الرئيس هوانغ "هذا الأمر له علاقة بالثورة التي ستحدث عما قريب، أنت و الرئيس لان لم تريا قوة الجنرال الأعلى باسل لذا سأترك الجنرالات الآخرين يفسرون لكما هذا الأمر أولا" تحدث الجنرال منصف عن إنجازات باسل التي لا يعرفها أحد غير من حضر الحرب، انتشرت الإشاعات عن كونه قاد الجيش و فاز بالحرب بأقل الخسائر التي يمكن أن يحلم بها أي قائد حربي و ما إلى ذلك، لكن و لا واحد علم عن تلك القوة التي أعلنت عن وجودها بظهور أولئك الثلاثة، و بالطبع لم يعلم كذلك أي أحد عن الشخص الذي عارضهم و هزمهم بعدما علم الرئيسان لان و هوانغ بإنجازات باسل، بلعا ريقهما من شدة الفزع، أرادا التأكد من صحة هذا الأمر عن طريق تحديقهما ببقية الجنرالات و الإمبراطورين، فوجداهم يعلنون عن موافقتهم لكلام الجنرال منصف بهز رؤوسهم بعد استيعابهما أن هذا الأمر حقيقي، ألزما الصمت و فتحا أعينهما على مصراعيهما بشدة في جهة باسل و لم يزيلا عينيهما عنه لمدة طويلة عندها، تحدثت الرئيسة فايوليت بوقار "إذا، أيمكنك التفسير لنا أي ثورة تقصد؟ و ما علاقتها باستحقاق السيد باسل للقب الجنرال الأعلى؟" كانت الشكوك تراود ذهن الرئيسة فايوليت طوال الوقت عن الثورة التي تحدث عنها الكبير أكاغي، لذا كانت تنتظر الفرصة للسؤال في أسرع وقت، فهي تظن أن هذا الأمر له علاقة بتلك المشروبات، فأمام عينيها جعلت تلك المشروبات الجنود يصبحون أقوى بعدما أرهقوا تماما، كما أنها جربت واحدا منها قد جعلها تشفى من إصابة كانت ستأخذ وقتا طويلا لتفعل غير الرئيسين لان و هوانغ اللذين غرقا في أفكارهما، علم باقي الجنرالات عن الإكسيرات، لذا كانوا فاهمين للثورة التي يقصدها الكبير أكاغي أجاب الكبير أكاغي "اليوم، سأعلن لكم عن إكسيرات خارقة، إكسيرات ستجعلنا نقفز قفزة مرتفعة جدا عن مكاننا السابق من دون العودة إليه. قبل عدة شهور، عائلتي قدمت للسوق أدوات جديدة سهلت الأمر كثيرا على السحرة، سواء أثناء صيدهم أو مغامراتهم بالمناطق المحظورة أو حتى في حياتهم الطبيعية، و اليوم، كإمبراطور إمبراطورية الشعلة القرمزية، أقدم لكم بعض العينات لتجربوها و تحكموا بأنفسكم" رفع الكبير أكاغي يده ثم فتحت بوابة القاعة الرئيسية فدخل ثلاث كيميائيين في أواخر العشرينات، ألقوا التحية على الجميع بكل احترام عن طريق انحناءهم قليلا تكلم الكبير أكاغي "الرئيسان لان و هوانغ، و الرئيسة فايوليت إضافة للإمبراطور شيرو، أرجوا منكم تقبل هذه الهدية و تجربتها لتفهموا ما سأتحدث عنه جيدا، فالكل غيركم قد سبق و جربها" تقدم الكيميائيين الثلاثة و فرقوا بعض القنينات على الذين أشار لهم الكبير أكاغي بكلامه ثم تراجعوا كل واحد منهم حصل على ثلاث قنينات، و كلها كان لونها متشابها، قنينة بلون أزرق فاتح أقرب للأبيض، و أخرى كان لونها أزرق فاتح، أما الأخيرة فكان لونها أزرق تكلم الكبير أكاغي عنها بنفس الترتيب "الأول هو إكسير العلاج، الثاني هو إكسير التقوية و الثالث هو إكسير التعزيز" ثم شرح لهم غاية كل واحدة منها ثم قال بعد أن فهم الأربعة "و الآن، جربوا إكسير التقوية من فضلكم" شرب الثلاثة الإكسير ثم أحسوا بشيء غريب يحدث لهم، دخلوا كلهم لبحر روحهم و تأملوا لمدة من الوقت قبل أن يفتحوا أعينهم واحدا تلو الآخر بينما تعلوا وجوههم نظرات غير مصدقة لما حدث قبل قليل، كسحرة بالمستوى السادس، أصبح تدريب نموهم صعبا عليهم، و لم يتقدموا أكثر مهما حاولوا، لكن بعد أن جربوا هذا الإكسير، كان هناك تغير ملاحظ بالنسبة لهم في ارتفاع قوتهم في الحال ابتسم الكبير أكاغي و قال "و الآن، بشأن سؤال الرئيسية فايوليت، سأجعلكم تجيبون عنه بأنفسكم بطرحي هذا السؤال عليكم، ما الذي تظنونه سيحدث بعد انتشار هذه الإكسيرات في شتى أنحاء العالم؟" خرجت كلمة من فم الرئيسة فايوليت من دون أن تشعر "ثورة ! " تحدث الإمبراطور شيرو عندها "لقد سألت هيل عن المشروب جربه أثناء المعركة، و لم يصدق حتى الآن مدى تأثير ذلك الإكسير العجيب، و الآن، إني أفهم شعوره تماما، في غضون سنوات، لا، أقل من ذلك، في غضون سنتين فقط، سيدخل عالمنا لعصر جديد تماما من ناحية القوة، و من كان ساحرا بالمستوى الأول بموهبة مذهلة، سيشق طريقه نحو مستويات الجنرالات في عمر صغير، بهذا، سيصبح عدد السحرة في مستوى الجنرال لا يحصون، و هذا فقط مجرد تغير من بين الكثير من التغيرات التي ستحدث" حدق الأربعة الذين جربوا هذه الإكسيرات بهذه الأخيرة بتعجب غير مصدقين لمدى تأثيرها إلى أن تكلمت الرئيسة فايوليت "إذا، لهذا السبب... ! " استغرب الثلاثة الآخرين فتحدث الكبير أكاغي "هذا صحيح، لهذا السبب أنا أجعل القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية باسل الجنرال الأعلى، فبعد كل شيء، ليس هناك أي أحد غيره من قدم لنا كل هذه الأشياء التي ستتقدم بنا للأمام من الآن فصاعدا" التف الإمبراطور شيرو و الرئيسين لان و هوانغ لجهة باسل و حدقا فيه غير مصدقان لما سمعاه قبل قليل، فقط ما هو عدد الإنجازات التي قام بها هذا الفتى؟ و بعد أن طُرِح هذا السؤال في أذهانهم، فجأة فهموا، أنه لهذا السبب، بسبب هذه الإنجازات الخيالية التي لم و لن يستطيع أي أحد منهم الحلم ببلوغها يوما، ارتقى باسل لمنصب الجنرال الأعلى تحسرت الرئيسة فايوليت بعد معرفتها بهذا الأمر، فقط لو أنها كانت الشخص الذي التقى به باسل عند مجيئه للعاصمة ! لكن بعد ذلك رفضت هذا الاحتمال أيضا من رأسها، و ضحكت على نفسها، فاعتقدت بأعماقها، أنها حتى لو كانت من التقت باسل عندما أتى للعاصمة، فلم تكن علاقتها به ستكون مثل التي بينه و بين الكبير أكاغي الآن، ليس لأنه كان نسل عشيرة النار القرمزية، لكن لأن الكبير أكاغي كان الشخص الوحيد الذي سيعطي فرصة لباسل و يعامله بشكل جيد من دون تكبر أو غرور، غيره كان سيرى باسل مجرد ضفدع صغير و مغرور لا يعرف اتساع السماء خارج فوهة البئر اقتنع الأربعة باللقب الممنوح لباسل، و كذلك فعل الآخرون، فهؤلاء، كانوا قد تقبلوا باسل بالفعل من قبل، و بعد ذكر الكبير أكاغي أن علاقة استحقاق باسل للقب بالثورة، فهموا و لم يقولوا أي كلمة معارضة بعد ذلك و في النهاية، وافق الجميع على ولادة الجنرال الأعلى الجديدة كان الجنرال الأعلى لقبا لا يعطى بكل سهولة، فلو لم يكن الشخص قام بإنجازات خارقة، لم يكن سيترشح ليناله حتى، فبعد كل شيء هو لقب يجعل الشخص تحت مكانة الإمبراطور مباشرة، أي أن أوامره تأتي بعد أوامر الإمبراطور تماما و هو الشخص الذي يتحكم في أي جندي موجود بالإمبراطورية مهما كان انتماؤه، فعلى عكس القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية الذي يقود الجيوش في الحرب فقط حتى أنه يمكن لهذا اللقب أن يُسحب منه و يُعطى لجنرال آخر على حسب الموقف، فالجنرال الأعلى يمكنه التحكم في أي جيش في أي مكان و في أي وقت حتى لو لم يكن أثناء الحرب كما أنه يعتبر قائد الجنرالات أنفسهم، و يمكنه أمرهم بأي شيء من دون عصيانه، إلا إذا جاء أمر آخر من الإمبراطور يخالف ما أمر به القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية كان لقبا يعطى لشخص تُوَكّل له مهمة قيادة الحرب، أي يمكن تسميته بقائد حربي أيضا، لكن هذا يكون في حالة عدم وجود جنرال أعلى، عندها يتم اختيار واحد من الجنرالات ليقود الحرب، فعند وجود جنرال أعلى، يكون هذا الأخير هو القائد الحربي تلقائيا طالما لم يمنح اللقب لشخص آخر في القرون الأخيرة، لم يتواجد أي جنرال أعلى، لأنه لم يكن هناك أي شخص كانت قوته أكبر من الإمبراطور نفسه أو قام بإنجازات تجعله يستحق هذا اللقب، لذا كان يوجد قائد حربي يتغير في كل مرة، فإن لم يُمنَح لقب الجنرال الأعلى لأي جنرال، يكون عندها ممنوح تلقائيا للإمبراطور لذا بالإمكان القول أن الإمبراطور يسلم لقبا خاصا به إلى جنرال، مما يجعل هذا الأخير في مكانة أعلى من أي جنرال و أي شخص آخر غير الإمبراطور، و حتى لو كان أميرا، يكون لديه السلطة التامة على أي شيء في الإمبراطورية ما دامت لا تتعارض مع رغبات الإمبراطور و القوانين التنفيذية و لأول مرة في التاريخ، منح لقب الجنرال الأعلى لفتى لا زال لم يبلغ الخامسة عشر حتى، مما يجعله أول جنرال أعلى غير بالغ أدهش هذا الأمر الجميع، و أكثرهم الإمبراطور شيرو الذي أحكم قبضته و حدق بباسل كما لو أنه يرى كنزا ما لا يستطيع بلوغه تكلم عندها الإمبراطور شيرو بعدما أهدأ نفسه "هناك أمر لا يزال يشغل بالي طوال هذا الوقت بجانب هذه الإكسيرات، لقد أظهرت أيها الجنرال الأعلى باسل قوة غير معقولة في المعركة التي كانت بعد الحرب، قوة لا يمكن القول أنها من المستوى السابع، و كذلك كانت قوة العدو الذي قاتلته، ما رأيك أن تفسر هذا الأمر لنا؟" ابتسم باسل ثم قال بداخله "حسنا، لما لا نجعل الإمبراطور الأول يرضخ لنا" كان هدف باسل بالأول جعل عائلة كريمزون تحتل العالم ليصبح واحدا و تخطي الصراعات الناتجة عن وجود الكثير من القوى المتحكمة من أجل مواجهة الشر الأعظم لكن بعد علمه عن وجود قوة ضخمة كانت تقوم بنفس الأمر الذي يحاول القيام به، اختلفت طرقهم و غايتهم فقط، عندها، أدرك أنه يجب عليه تغيير خططه إن أراد الانتصار على هذه القوة التي ظهرت فجأة حيث لم تكن من خططه و كعادته، تكيف باسل و تطور مع الوضع بسرعة كبيرة و فكر بخطط بديلة، قد لا يكون بإمكانه جعل عائلة كريمزون تحتل العالم بأكمله، لكنه باستطاعته توحيد رغبة العالم و الذي كان هدفه الأصلي بالصدفة، وجد لنفسه أعذارا لكي يتجنب لقاء الإمبراطورين، عندها، أحدهما إن لم يكونا كلاهما سوف يغضب و لن يصبر أكثر على تأجيل الاجتماع و سيعتبر الأمر كإهانة له ثم يغادر، و الإمبراطور غلاديوس كان الاحتمال المرجح أكثر أخذا بالاعتبار شخصيته الفخورة و المعتزة كثيرا بمجرد ما أن سمع باسل بمغادرة الإمبراطور غلاديوس حتى قرر إقامة الاجتماع. فكانت الغاية من رفع مكانة باسل ليكون قادرا على مفاوضة الإمبراطور شيرو بكل حرية من دون معارضة أي شخص آخر و الآن، بعدما وُجِّه إليه الكلام من طرف الإمبراطور شيرو، ابتسم باسل و قال "أيها الإمبراطور شيرو، كما رأيت، في المعركة التي أخذتها ضد ذلك الأقدم الكبير، هناك مستويات بعد المستوى السابع" تفاجأ الجميع بهذا التصريح، بعضهم قد اكتشف هذا الأمر لوحده، لكن لا زال التأكيد الذي أتى من فم باسل قادر على مفاجأتهم، فبعد كل شيء، هذا يعني الدخول لنطاق لم يسبق لعالمهم أن عرف عنه شيئا. و بما أن الإمبراطور شيرو قد بدأ التحدث مع باسل، فلم يقم أي أحد بإزعاجهما بتدخله لأنها ستكون وقاحة عندها، فانتظروا فقط الإمبراطور شيرو ليسأل بالنيابة عنهم "كما توقعت" عبس الإمبراطور شيرو كما سأل بعدما جرى في باله فكرة"هل هذا له علاقة بتلك الإكسيرات؟" تصنت الجميع بحذر، فهناك منهم من قد بلغ قمة المستوى السابع بالفعل، و هذا الموضوع يهمه كثيرا. لاحظ باسل هذا الأمر و أجاب بهدوء "لا، الإكسيرات تعزز من قوتك، لكنها لن تجعلك ساحرا من القسم الثاني من مستويات الربط و لو استمررت في شربها طوال حياتك، و بالطبع ستموت من فرط استهلاكها إن قمت بذلك" توقف باسل عن الشرح عند هذا الحد و لم يزد عن ذلك. فكر الجميع فيما قاله باسل و ركز عقلهم أكثر على 'مستويات الربط'، هم لم يسمعوا بهذا الاسم من قبل، لا يعرفون حتى الآن ما يتحدث عنه باسل كان باسل يزيد من اهتمام الإمبراطور شيرو حول الموضوع شيئا فشيء، يجيب على السؤال المطروح عليه مع إضافة معلومة أخرى تجعل الإمبراطور شيرو يسأل عنها وضع الإمبراطور شيرو يده على ذقنه ثم تكلم "أبإمكانك التحدث لنا عن 'مستويات الربط' هذه أيها الجنرال الأعلى باسل؟" ابستم باسل كما لو أن اللحظة التي انتظرها قد أتت، فرفع يده في اتجاه الإمبراطور شيرو ثم قال "يمكنني هذا، لكن السؤال الذي يجب عليك طرحه هنا أيها الإمبراطور شيرو هو هل سأخبرك عن مستويات الربط أم لا؟" "همم... ! " عبس الإمبراطور شيرو ثم قال بعفوية "ما الذي تقصده بهذا؟" تكلم باسل "إن أردت شيئا، فعليك منح ما يساويه، إن أردت الأخذ، فعليك بالعطاء. ليست بيننا تلك العلاقة القريبة أو أدين لك بشيء يساوي إخبارك عن مستويات الربط" وضع باسل يده على الطاولة ثم قال "لكن لا تقلق، فقوة الذاكرة شيء أختص به منذ صغري، لذا لم أنسَ تعاونك معي أثناء المعركة مع حلف ظل الشيطان" عبس الإمبراطور شيرو و أحكم قبضته. ليس هناك أي عيب في كلام باسل، علاقتهم مجرد علاقة تحالف، ليس هناك أي اضطرار لإخبارهم، على العكس، إن أخبروهم، فلن يكونوا سوى حمقى عندها، إن كانت لديك قطعة من الخبز فشاركها، لكن عندما تكون متأكدا من لقاء الثمن المناسب لذلك، هكذا ستنجو بالعالم، هكذا انتشر هذا المثل، و هكذا استوعب الإمبراطور شيرو هذا الأمر و لم يسعه سوى التحسر أكثر صمت الإمبراطور شيرو فابتسم باسل للحظات و قال "لقاء مساعدتك، سأمنح لك بعض الإكسيرات" رجع الإمبراطور شيرو للواقع ثم قال بسرعة "شكرا لك، لكن، هل ستعطيني طريقة الصنع؟" ابستم باسل و قال "بالطبع، لو أنك قدمت ما يساوي ذلك" ظن الإمبراطور شيرو أن باسل سيتساهل معه بما أنه قرر إعطاءه بعض الإكسيرات، فهذه الأخيرة قيمتها ضخمة للغاية، و تلقي البعض منها مجانا يعتبر أمرا عظيما للغاية، لكن خاب ظنه بعد رفض باسل الذي كان أمرا طبيعيا عندها، بدأ الإمبراطور شيرو يفكر في أي شيء مساو لطريقة الصنع و المعلومات حول مستويات الربط، لكنه بالرغم من ذلك لم يجد أي شيء آخر غير ما كان بباله منذ أن عرف مكانة باسل تكلم الإمبراطور شيرو "أراض من إمبراطورية الأمواج الهائجة مساوية للتي يستحقها أي جنرال إضافة لاقترانك بابنتي الصغرى التي يعرف جمالها في العالم كله بأنه فريد من نوعه" حدق باسل في الإمبراطور شيرو بغرابة و ابتسم قبل أن ينفجر ضاحكا "هاهاهاها، لا، اعذرني، لا تأخذها مني كوقاحة، لكني لم أظن أنك ستأتي بمثل هذه الفكرة، أراض قلت؟ ابنتك التي جمالها معروف في العالم بأكمله قلت؟" حدق باسل بالكبير أكاغي و قال "ما هي الأراضي التي سأملكها بعدما أصبحت الجنرال الأعلى؟" ابستم الكبير أكاغي و قال "يمكنك القول فقط أنها أراضي سبع أمراء" حدق باسل في الإمبراطور شيرو و ابتسم كما لو أنه يقول له ها هي ذي الإجابة، فأحس الإمبراطور شيرو أنه يبلع ريقه بينما توجد شفرة حادة على عنقه قال الإمبراطور شيرو "ماذا عن ابنتي؟ الرجل العظيم يحب اللهو و الخطر، لذا دائما ما نجده يفضل النساء، ألا تريد الزواج بابنتي ذات الجمال الملائكي؟" حدق به باسل قبل أن ينقل نظره لجهة أنمار متحدثا "معك حق، لكن حالتي مختلفة قليلا، فلم تكن تجربتي مع الجمال الملائكي بتلك العظمة، لذا دائما ما ستجدني حذرا في تفضيلي للنساء، و أرجوا منك أن لا تفكر في إقناعي هنا، فبعد كل شيء، أنا لست سوى المتحدث بالنيابة عن كل من تراه حاضرا هنا، يجب عليك تقديم شيء لنا و ليس لي" عبس الإمبراطور شيرو ثم قال "لا يمكنني التفكير بأي شيء قد يساوي ما ستمنحونه لي إذا، لما لا تخبرني أنت؟" "أخيرا أصبح مستعدا للاستماع" قالها باسل بداخله قبل أن يضع يديه معا تحت ذقنيه حاملين إياه و يتكلم بصوت واضح و حاد "إزالة نظام العبودية، منح حق التلقيب لأي شخص، إضافة لـ'عهد ذهني روحي' على عائلتك الحاكمة لمدة ألف سنة تقسم فيه على أنها لن تسبب أي أذى تجاه الإمبراطوريتين الأخريين سواء بيدها أو عن طريق يد أخرى تتبع أوامرها" "ماذا ! ؟" صاح الجميع و ليس الإمبراطور شيرو فقط، ما هذه الشروط اللاعقلانية؟ إزالة نظام العبودية إضافة لمنح حق التلقيب؟ أيريد صنع ثورة عالمية يقودها النبلاء؟ ما هذا الجنون؟ و كيف له أن يفكر حتى في وضع العهد الذهني الروحي' كشرط؟ أليس هذا غير قابل للتفاوض به حتى؟ صاح الإمبراطور شيرو "ما الذ..." قاطعه باسل قبل أن يكمل كلامه "بالطبع، العهد الروحي الذهني سنقوم به نحن أيضا، هكذا سيصبح الأمر عادلا" حدق الإمبراطور شيرو بينما يفكر فيما قاله باسل. نهض الرئيس كيِرو هوانغ و صرخ قائلا "انتظر، أتعني أن على جلالته القيام بالعهد الذهني و الروحي أيضا؟ من أنت لتقرر هذا حتى نيابة عن جلالته؟" حدق باسل بالرئيس هوانغ ثم غير نظره للكبير أكاغي الذي تكلم "لقد تكلمت بهذا الشأن بالفعل مع الجنرال الأعلى باسل، و قد قررت الموافقة" سكت الرئيس هوانغ من الصدمة و جلس بدون أن يزيد حرفا آخر. قبل بداية انقلاب الاسترداد، تحدث الجنرال منصف مع الرئيس هوانغ حول إعطائه طريقة صنع الأدوات التي ظهرت في مقابل الحصول على مساعدته الرئيس هوانغ المعروف بحبه للمال، رأى أن عائلة كريمزون ستكون مصدرا للربح أكثر من عائلة غرين، و بعدما علم بانضمام جميع العائلات إلى عائلة كريمزون إلا عائلتي هويز و غين، وافق على الصفقة مباشرة و الآن، بعد تصريح باسل، كان أول شخص يعارض هذا الأمر و يوضح أنه يساند الكبير أكاغي و يحترمه. لكن، غير الإمبراطور شيرو الذي لا يعلم بشخصيته، فالجميع علم بنواياه تكلم باسل مرة أخرى بعد أن تنهد "هذا العالم سيواجه شرا أعظم عما قريب، لذا هذه هي الطريقة الأمثل لجعله مستعدا لذلك، بعد إزالة نظام العبودية و إعطاء حق التلقيب، سيكون عندها الفارق بين النبيل و الغير نبيل مدى شهرة اللقب فقط، بعد اختفاء جميع المعاملات الغير متساوية بين النبلاء و الغير نبلاء، سوف يصبح أي شخص قادر على أن يصبح ساحرا و يتلقى نفس التعليم و التوجيه الذي يحصل عليه أي نبيل، و سوف يتسلق المراتب بناء على قدراته الشخصية، بذلك، حتى الاسم الذي كان فارقا بينهم سيختفي مع مرور الوقت" "...هكذا، سيطمح أي شخص موجود بهذا العالم ليصل إلى أعلى المراتب و يجعل من لقبه مشهورا، لذا يمكنك القول أننا سنعطيهم الفرصة التي لم يمتلكوها سابقا، العبد لا يمكنه عيش حياته الخاصة بحرية، و العامي لا يمكنه تلقي نفس معاملة النبلاء من طرف المعلمين، مثل هذا الشيء سيكون عائقا، و كل ما نحتاجه لفعله هو إزالته. بعد منحهم الفرصة ليصلوا إلى أعلى المراتب بعدما كانت معدومة، فسوف يتوقف الأمر عندها على إرادتهم، لكن بمجرد تحفيزهم و إعطاءهم الشعور بالخطر المرتقب، فلن تجد طفلا بعد الآن بموهبة جيدة لم يدخل أكاديمية السحر" بقي الجميع يحدق في باسل، كيف لفتى في مثل عمره فقط أن يفكر بكل هذا؟ و لا واحد منهم فكر في يوم من الأيام بمثل هذه الأشياء، حتى لو أتت مثل هذه الأفكار في عقولهم، فسوف يرفضونها لأنهم لن يرونها سوى زوال للعقل تحدث باسل بعدما أخرج جزرة و عضها مكسرا الصمت بالصوت الناتج عن ذلك ثم قال "نفذوا هذا الأمر، و أعدكم عندها بشيء واحد" حدق به الجميع قبل أن يقول أخيرا بعدما بلع القضمة التي سبق و أن عضها "الانتصار" تكلم الكبير أكاغي "إعطاء حق التلقيب، لقد سبق و طبقنا هذا الأمر، لكن لا زالت هناك الكثير من المشاكل، و أغلب العائلات لا تقبل بهذا، و إن لم نعالج هذا الأمر عما قريب، فستكون هناك ثورة عظيمة، فلولا دعم الشعب الحالي لعائلة كريمزون، لتجرأ المعارضون على القيام بتحركاتهم نحو القصر الإمبراطوري بالفعل. لكن عندما يصبح هذا الأمر شائعا في العالم، فسيقل عدد المعارضين و يكثر عدد المؤيدين، و بعد انتشار الإكسيرات، فلن يبقى كل شيء كما هو" حدق الإمبراطور شيرو بباسل مطولا ثم نهض من مكانه و قال "شروطك صعب تقبلها حقا، لكن أنا لا أرفضها، سأفكر فيها قبل أن أقرر ما سأفعله" وقف باسل أيضا ثم قال "أيها الإمبراطور شيرو، اعطِ لتكسب، واجه لتفوز، تحرك لتَبْلُغ، فإن لم تقم بأي شيء، لن يحدث أي شيء، لكن لا تنسَ، لا يجب عليك تضييع الوقت المثالي لذلك" ابتسم الإمبراطور شيرو و لم يقل شيئا ثم غادر جلس باسل مرة أخرى بعد مغادرة الإمبراطور شيرو الذي كانت تعتلي وجهه نظرة عميقة، يجب عليه التقرير بسرعة الخيار الأفضل، إزالة نظام العبودية الموجود منذ العصور السحيقة ليس بأمر هين، فضلا عن منح حق التلقيب و العهد الذهني الروحي، هذا شيء لا سابقة له حقا جلس باسل بعد مغادرته فحدق به الجميع، و من بينهم أنمار التي جلست بجانب الكبير أكاغي بهدوء من دون أن تفعل أي شيء. لاحظ باسل نظراتها فتنهد ثم جلس بينما يفكر بداخله "من الجيد أنها لم تفعل شيئا، لكن يبدو أن كل شيء سينفجر مرة واحدة عندما تجد الفرصة" صعدت القشعريرة مع باسل ثم تناسى الأمر للوقت الحالي بعد لحظات من الصمت القاتل، حك الرئيس هوانغ يديه مع ابتسامة راغبة و قال "سعادة الجنرال الأعلى باسل، ألم يحن الوقت لنتحدث عما ستفعله بشأن طريقة صنع هذه الإكسيرات و الأدوات؟" حدق به الجميع و تنهدوا على تصرفاته الخالية من الخجل، ألم يكن قبل قليل يقوم بمعارضة باسل؟ إنه ليس لديه أي شرف حقا، يتملق من يرى أنه مصدر الربح الأكبر مع أن باسل لا تعجبه نوعيته، لكنه لم يمانع طالما لم يتجاوز الحدود، و إن كان التعامل معه بالمال سيجعله تحت الأقدام، فهذا شيء جيد، إن كان يحتاج للمال ليطيع، فليسرع و يطيع فقط، لأنه سيغرق في الأموال التي يحبها عندما بدأ باسل يبيع الأدوات عبر عائلة كريمزون، كان له خمس أرباحها، و الذي أصبح ثروة ضخمة للغاية في مدة وجيزة فقط، لو علم الرئيس هوانغ مقدار ثروة باسل الحالية في عمره هذا لسعل الدماء مع أن باسل قد أخذ خمس الأرباح، لم يؤثر هذا و لو قليلا على أرباح عائلة كريمزون، بل و أصبحت غنية لدرجة لا توصف، حتى أن باسل لم يكن مهتما في المال الذي تجنيه عائلة كريمزون أبدا، لكن الكبير أكاغي أصر على إعطائه نصيبا مما يجنونه. في البداية أراد منحه ما يشاء، فأخبره باسل بعدما استسلم من محاولة إقناعه بأن يمنحه عُشُر الأرباح، لكن الكبير أكاغي أراد منحه النصف، و بإصرار الكبير أكاغي و محاولة باسل إقناعه، أصبح باسل يحصل على عشرون بالمائة من الأرباح نتيجة لذلك تميز سحرة المستويين الأول و الثاني بعدم الفقر و كانوا قادرين على عيش حياة رغيدة من دون الحاجة للقلق على بطنهم في هذا العالم الذي يحكمه طبقة النبلاء، كما كان سحرة المستوى الثالث و الرابع من الطبقة الغنية، و كان سحرة المستوى الخامس أكثر غناء لندرتهم، فقط بخدمتهم لعائلة ما يتلقون معاملة جيدة للغاية و يكونون تحت حماية هذه العائلة أكثر مما يتلقاه السحرة الأقل منهم مستوى، أما سحرة المستوى السادس، فكانوا هم الجنرالات، هؤلاء، كان لهم الحق في تلقيب أنفسهم و صنع عائلتهم النبيلة الخاصة، و بالطبع ثروتهم تزداد مع الوقت، فيكون لديهم عندها أراض و جنود من الجيش يخدمونهم فمن أصبح جنرالا، غالبا لا تجده يريد أن يخدم عائلة أخرى بما أنه بإمكانه صنع واحدة خاصة به، و هكذا على مر العصور تغيرت المراتب، و أصحبت عائلات كانت تتميز بجنرال إلى أخرى تحمل لقب النبالة فقط، كما ولدت عائلات جديدة بجنرال و استطاعت بلوغ أعلى المراتب كعائلة كين الذي تسلق رئيسها تشارلي المراتب و كون عائلة قوية كالتي توجد الآن و العائلات التي صمدت لأطول وقت كانت عائلة كريمزون إضافة لعائلة غرين و العائلتين التابعتين لها – عائلتي هويز و غين – اللتين لقيتا نهايتهما في انقلاب الاسترداد الأخير. كانت المنافسة شرسة جدا، و إن فقدت عائلة ذات مرتبة عالية جنرالها الخاص، تسقط من تلك المرتبة و تأخذها عائلة أخرى أنتجت جنرالا و فوق مرتبة الجنرالات، لدينا الأمراء، بعد ذلك نجد المرتبة قبل الأخيرة و التي هي الجنرال الأعلى. لذا عندما استوعب الرئيس هوانغ حقيقة غدو باسل الجنرال الأعلى، و رأى أنه هو صاحب القرار هنا، تغيرت تصرفاته بسرعة و بدأ يلعق أحذية باسل تكلم باسل "ماذا تقصد بهذا أيها الرئيس هوانغ؟" استغرب الرئيس هوانغ من سؤال باسل، لا شك أن هذا الأخير قد فهم قصده، و يبدو أنه يحاول إثارته فقط. كان الرئيس هوانغ يعرف كيف يعامل من يرى أنه سيتحصل على مال منه، لذا قال باحترام "حسنا، يمكننا الكلام إن أردت حول طريقة الصنع، و عندها إن كان بإمكان قلبك الواسع إطلاعنا عن هذه الطريقة، فبعد فعلك لذلك سنكون شاكرين للغاية" وضع باسل يده على ذقنه و بدى على وجهه القلق، ثم قال بعدما فكر لقليل من الوقت "أممم، هذا حقا قرار صعب لاتخاذه، أنا لا زلت لا أعرف معدنك بعد أيها الرئيس هوانغ، فكيف لي أن أمنح لك مثل هذه البطاقة؟" بدى باسل حذرا للغاية في تحدثه عن الإكسيرات، و بدأ يعقد حاجبيه أكثر و أكثر بينما يفكر كثيرا. هذا الأمر جعل الرئيس هوانغ يخاف من أن لا يقبل باسل و بدأ العرق البارد ينزل على وجنته بينما يحك يديه و يقول "يمكنك إذابة معدني و إعادة تشكيله كما تريد، كل كلماتك ستتلقى السمع و الطاعة كرد لها، فبعد كل شيء، ألست أنت الجنرال الأعلى العظيم الذي سيتقدم بنا للأمام؟ من لم يتبعك فهو غبي فقط، قل الكلمة فقط و ستراها قد تحققت طالما تكون في وسعنا" بدأ الرئيس هوانغ يمدح باسل كثيرا حقا، و الذين يعرفون شخصية باسل جيدا، كتموا ضحكاتهم بالسر و شاهدوا هذا الأمر الممتع، أن هناك رجلا معمرا يخال نفسه ذكيا أمام الفتى المتردد و لا يدري أنه الشخص المربوط بخيوط بتحكم الفتى حك باسل ذقنه ثم قال مع نظرة متشككة "حقا؟ ألن تخونني؟" تفاجأ الرئيس هوانغ و قال بعد أن ضحك محاولا تلطيف الجو "كيف لي أن أفعل هذا لسعادتك؟ لن ترى من جهتي سوى الولاء" ابتسم باسل أخيرا في وجهه معطيا للرئيس هوانغ نظرة مفرحة و رفع من آماله كثيرا، فابتهجت نظرات الرئيس هوانغ الذي قال من دون أن يشعر "إذا..." فقاطعه باسل مع إبقاءه لتلك الابتسامة "سأفعل إذا قمت بعهد ذهني روحي معي" أصبح وجه الرئيس هوانغ متفاجئا و صنع نظرة غبية على وجهه، فتحت عينيه على مصراعيهما لعدم تصديقه ما سمعت أذناه، فتلكم باسل مكملا بنفس التعبير "قلت أنك ستفعل كل أي شيء أطلبه منك، العهد الذهني الروحي لن يكون بمثابة طلبي منك الموت من أجلي، أليس كذلك؟ أو ماذا؟ ألم تكن ستجعل من كلماتي حقيقة طالما أنها ممكنة بالنسبة لك؟" تغيرت تعبيرات الرئيس هوانغ و أصبحت قاتمة بعدما كانت مشعة، في لحظة اكتشف أنه وقع في شرك الفتى، ظن أن هذا الأخير مجرد فتى في النهاية بغض النظر عما أنجزه، و انطلاقا من تصرفاته السابقة، تأكد له هذا الأمر و بدأ يسايره في الكلام فقط، حتى أنه قال أنه سينفذ جميع ما يقول له باسل، و من دون أن يدري وجد نفسه قد وقع بسبب طمعه و جهله بالذي يطمع فيه حدق جميع الجنرالات بالرئيس هوانغ، هذا الأخير قد أعلن مصرحا أمامهم بتنفيذ طلبات باسل مهما كانت. هم علموا أنه كان يساير تساؤلات فتى صغير فقط، لكن الكلمات التي تخرج لا يمكن إعادتها، و خصوصا إن كانت تأتي من فم جنرال و رئيس لعائلة، رفضه لكلامه الخاص سيجعل من كلامه ذو وزن خفيف، و لن يثق به أي أحد آخر، فكيف لهم أن يفعلوا هذا بشخص لم يستطع الحفاظ على وعود خرجت من فمه قبل قليل فقط؟ وجد الرئيس هوانغ نفسه محاصرا، كل النظرات من كل الجهات تحيط به، و هذه النظرات كانت كلها لأشخاص يساوونه مرتبة، لذا تصرفه القادم سيقرر مصيره في العالم الجديد من الآن فصاعدا "أنا أنتظر جوابك أيها الرئيس هوانغ" تكلم باسل مرة أخرى مع حفاظه على نفس التعبير الذي جعل الموقف أسوء بالنسبة للرئيس هوانغ، ففي لحظة، الابتسامة التي كانت تبدو مشرقة و بلهاء أمام مخططاته، قد أصبحت تبدو كما لو أنها ابتسامة الحكيم الماكر عض الرئيس هوانغ شفتيه و قال تلك الكلمات التي خرجت متقطعة كما لو أن كل حرف منها يقطع معه جزءا من روحه قبل أن يخرج "سأستمع لطلبات الجنرال الأعلى، لكن أيمكنك إخباري عن ماذا سيكون فحوى العهد الذهني الروحي؟" أزاح أخيرا باسل تلك الابتسامة من على وجهه ثم قال بعد أن ربت على كتف الرئيس هوانغ الذي صعدت معه قشعريرة بسبب ذلك "لا تقلق، إنه ليس بالشيء الكبير، كل ما ستفعله هو العهد بعدم إعطاء هذه الطريقة لأشخاص آخرين غير الموثوق بهم من عائلتك و الذين ستجعلهم يطبقون نفس العهد الذهني و الروحي بألا يفشوا عما علموه فقط" حدق الرئيس هوانغ في باسل بتعجب كبير، و بعدما كان في ظلام عميق بأفكاره، أصبح فجأة في نور منبثق بسبب ما سمعه. أهذا هو العهد الذهني الروحي؟ لقد تخيل أنه سيطلب منه شيئا فظيعا، كأَنْ يجعله يتبعه طوال حياته أو شيء مثل هذا، لكنه كان مخطئا و ليس هذا فقط، بل حتى أنه لم يعتقد أن العهد الذهني الروحي سيكون في مثل هذه البساطة و السهولة لذا، ابتهجت نظرات الرئيس هوانغ و قفز قلبه من الفرح ثم قال "سمعا و طاعة" تفاجأ الجميع حقا بما حدث، في وقت قصير، في محادثة واحدة، كان باسل قادر على ترويض وحش الطمع و الجشع ذاك، مثل هذا الأمر جعل القشعريرة تصعد مع أجسادهم، و مرة أخرى زاد حذرهم أكثر من باسل كما فعل احترامهم له جلس باسل على الأرض متقاطع القدمين كما فعل الرئيس هوانغ ثم فعّلا طاقتهما السحرية و بدآ يقومان بالتناسق الذهني الروحي. بعد اتصال ذهنهما نُقِل العهد من الرئيس هوانغ لباسل الذي استقبله و قبله ثم قاما بإنشاء الختم بعد ذلك عن طريق روح باسل و الذي طبق على روح الرئيس هوانغ تمت العملية بسلاسة و هدوء، و الآن، إن نقض الرئيس هوانغ هذا العهد ، سيتلقى حكما قاسيا من الختم الروحي الذي وضع عليه من طرف باسل يودي بحياته، كان البقية يشاهدون هذا الأمر بنظرة متعجبة، من كان يعتقد في يوم من الأيام أن الرئيس هوانغ سيكون مستعدا ليقوم بعهد روحي يمنعه من كسب ربح أكبر؟ وقف باسل ثم تحدث "حسنا، أيها الرئيس لان، ما رأيك أن تقوم بالأمر أيضا، إنه ليس بذلك الصعوبة كما رأيت" وقف الرئيس لان و حدق في الرئيس هوانغ بغرابة، حتى الآن لا زال عقله لم يصدق ما رأته عينيه. الرئيس لان كان الشخص الذي قبل اقتراح الجنرال رعد بالانضمام. كان الرئيس لان، أو عائلة آو عائلة محايدة تماما، لم تتدخل في الحروب أبدا. لكن بعدما شاهد الرئيس لان الجنرال رعد المعروف بكرهه للصراعات الداخلية بين العائلات و الذي كان سببا في عدم أخذه للقب النبيل و عدم بدءه في إنشاء عائلته قد انضم لتلك المؤامرة، لم يكن بوسعه سوى المشي في الطريق الممهد و الآن، بعد اقتراح باسل، و بعد ما حدث مع الرئيس هوانغ، قرر الرئيس لان أيضا القيام بالعهد الذهني الروحي مر الأمر بسلاسة أيضا، فوقفت الرئيسة فايوليت و أرادت التكلم لكن باسل قد سبقها "حسنا، هل انتهى الاجتماع؟" تفاجأت كثيرا و كذلك فعل الرئيسان لان و هوانغ، ما الذي يحدث؟ ماذا عن الآخرين؟ تكلمت الرئيسة فايوليت "هل انتهيت؟ أهذا يعني أنك لن تعطي الإكسيرات للباقي بما أنك لم تقم بالعهد الذهني الروحي معهم؟" أجاب باسل بهدوء "لا، بل سأعطيهم" استغربت الرئيسة فايوليت كثيرا، كما فعل الرئيسان لان و هوانغ اللذين سألا عن السبب. فأجاب باسل "لأنني أثق بهم" سكت الرئيسان عن الكلام و فهما، فبعد كل شيء، معنى العهد الذهني الروحي هو عدم الثقة في الطرف الآخر، لكنه لن يحتاج لفعل ذلك إن كان يثق به تكلم الكبير أكاغي "أيمكنك إخباري عن وجهتك؟ فاليوم سيكون اليوم الأول لظهور الإكسيرات في العالم و أفضل وجودك هنا" رفع باسل ذراعه و أشار بيده نحو اتجاه الكبير أكاغي ثم قال "نحو الجنوب، سأزور وكر قبائل الوحش النائم" "ماذا ! ؟" صاح الجميع غير أنمار بصوت مرتفع غير مصدقين لما سمعوه "لا تتفاجؤا هكذا، لا تقلقوا، فأنا لن أغادر قبل الانتهاء من بعض الأعمال هنا، و كما قال الكبير أكاغي، اليوم يوم كبير، و قد صاحب معه بعض الأشغال المهمة" لم تتغير نظرات الاستغراب و التعجب من على وجوه الحاضرين. وقف الرئيس تشارلي و تكلم بصوت مرتفع "لا لا لا، الأمر ليس عن وقت ذهابك، بل عن سبب ذهابك، ألا تعلم ما هو وكر قبائل الوحش النائم؟" قال باسل بهدوء بينما يحدق الجميع فيه بغرابة و حالتهم مضطربة على عكسه بسبب ما سمعوه "بالطبع أعلم، لذا سأذهب" زاد كلامه الطن بلة و جعل الآخرين في دهشة كبيرة، سيذهب مع علمه؟ أهو مجنون؟ ألا يعرف ما الذي سيحدث له بمجرد وضع قدمه في وكر قبائل الوحش النائم؟ سيأكل حيا و يطبخ غليا و يسلخ كَوْيا تكلم الكبير أكاغي "يا صديق أبي، فلتهدأ قليلا، لنسمع السبب أولا، و لا تنسى أن الجنرال الأعلى باسل الآن في مستوى حيث لن يستطيع حتى مكان كوكر قبائل الوحش النائم التسبب له بأي مشاكل" جلس الرئيس تشارلي بينما يفكر عميقا كما لو أنه يبحث في ذكريات من الماضي. أما الباقين، فلبثوا في أماكنهم منتظرين إجابة باسل بفارغ الصبر، فمهما كانت الإجابة، لا يظنون أنها ستكون مقنعة، الذهاب لوكر قبائل الوحش النائم كالذهاب لعرين عدو ينتظرك بكل قواته تكلم باسل مع حفاظه على رزانته "السبب بسيط، سأتحدث معهن عن ضم قواتهن لي" "ما هذا الجنون؟" وقف الرئيس براون و صاح كما فعل الرئيس كورو هي مع بقاءه جالسا لم يتقبل هذا الكلام جميع الأشخاص أيضا و بدؤوا يناقشون هذا الأمر "ما الذي تقصده بضم قواتهن إلينا؟ إن كنا سنحتاج لهمج مثل قبائل الوحش النائم، فأنا أفضل التعاون مع الوحوش على ذلك" صاح الرئيس براون بذلك تكلم الكبير أكاغي بصوت مرتفع "هدوء" صمت الجميع تاركين الكبير أكاغي ليتكلم "استمعوا من فضلكم لما قاله الجنرال الأعلى جيدا، لم يقل أبدا أنه سيضم قواتهن إلينا، لكنه قال أنه سيضم قواتهن له، هناك اختلاف هنا، لما لا نركز على الاستماع مع الحرص على نسيان الأحقاد مؤقتا للتفكير بمنطقية أكثر" تكلم باسل بنبرة حادة "كما قال الكبير أكاغي، أنا لا يهمني ما حدث بينكم في الحرب قبل 55 سنة، قد يبدو كلامي قاسيا لكنني أعنيه كليا، فإن أراد هذا العالم النجاة، قوة قبائل الوحش النائم ضرورية و لا غنى عنها، تلك الحرب كانت بينكم و انتهت، كلا الطرفين تلقى أضرارا وخيمة، و كنتيجة لذلك انعزلت قبائل الوحش النائم عن العالم الخارجي و لم تتدخل بعد ذلك في مشاكله، لم يُرى بعدها أي شخص من قبيلة من قبائل الوحش النائم، لا يمكنني القول سوى أنهم يريدون السلام عبر ابتعادهم عنكم محاولين تفادي المشاكل قدر المستطاع" تكلم الرئيس كورو هي مع عبوس على وجهه "قد يكون كلامك منطقي، لكن حتى لو افترضنا أنهن سيضممن قواتهن لك، ألا يعني هذا أننا سنضطر للتعاون معهن أيضا؟ لا تنسى أنك جنرالنا الأعلى، و تحركاتك ستؤثر علينا أيضا من الآن فصاعدا" حدق الجميع بباسل الذي تحدث برصانة "لا علاقة لهذا بكوني الجنرال الأعلى هنا، فأنا سأذهب بصفتي باسل لا الجنرال الأعلى لإمبراطورية الشعلة القرمزية، لأنني أعلم أن هذا سيجعلهن يكوِّنن مقاومة ضدي لا غير إن قمت به. و بالنسبة لجوابك أيها العم هيْ، فليست هناك أي حاجة لتعاونكم معهن، فقط، عندما سأحتاجهن سيأتين، هذه هي العلاقة التي سأهدف إليها معهن، عندها، ربما قد تتلاقى أهدافكم بما أنكم ستكُونون أنتم تتبعون أوامري، و إن أردت تسمية هذا بالتعاون، فأنت حر في فعل ذلك، لكني لا أنوي التنازل عن هذا الأمر مهما حدث" بعدما تحدث باسل، تكلم الرئيس تشارلي الذي هدأ لفترة بسبب غرقه في ذكرياته "لدي سؤال واحد، لقد قال الرئيس كورو هي أننا لن نتعاون معهن بافتراض أنهن ضممن قواتهن لك، لكن هذا كان افتراضا فقط، ليس هناك أي ضمان على أنهن سيضممن قوتهن لك، كيف لك أن تكون متأكدا من فعلهن لذلك؟" ابتسم باسل و أجاب "لم أفكر في ذلك بعد، أليس هذا سؤال صعب الإجابة عنه حاليا؟ فبعد كل شيء، أنا لم ألتقي بواحد منهن من قبل حتى، فكيف لي أن أعرف ما الذي سيجعلهن يضممن قوتهن لي؟ سأفكر في ذلك بعدما أزور وكرهن، لكن على الأقل هناك بعض الأشياء التي في ذهني سأعرضها عليهن، و مع ذلك لا أزال غير قادر على إخبارك كيف سأقنعهن، فلا أعلم كيف سيستجيبون لما سأقترحه عليهن" تنهد الرئيس تشارلي و قال "أظن أنك قصدت طريقة الصنع بالشيء الذي في ذهنك. إن أعطاني أحد آخر مثل هذه الإجابة، فلم أكن لأقتنع، لكن بما أنها أتت من فمك، فلا خيار لي سوى الوثوق بها، سأؤمن أنك ستصنع المستحيل من جديد" رفع باسل يده و قال شارحا "أنت تمدحني كثيرا أيها الرئيس تشارلي، بمجرد تحقيق شيء ما فهذا معناه أنه لم يكن مستحيلا، و عدم تحقيقه معناه أنه مستحيل بالنسبة لك فقط و لا يعني أنه مستحيل تماما، ببساطة تحقيق الشيء يعتمد على منجزه، و يكون مستحيلا على الذي عجز عنه فقط" "معك حق" تكلم الرئيس تشارلي "أنا موافق أيضا، قوة قبائل الوحش النائم سيكون لها فائدة عظيمة" "معلمي" صاح الرئيس براون "أنت لم تنسَ ما فعلوه بابنك البكر و بأخي و بأخوي هي ! أليس كذلك ! ؟" عبس الرئيس تشارلي و قال "بالطبع لم أنسَ، لا زلت أتحرق لموت ابني، لكنها كانت الحرب، و كما قتل أحبابنا، قتل كذلك أحبابهم، الحكمة هنا هي ترك أحقاد الماضي من أجل مواجهة أخطار المستقبل، هذا ما سيفعله الرجل الحكيم" عبس الرئيس براون و تكلم "أنا لن أسامحهم أبدا، لا يهمني سواء كان ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا، قُتل أخي بأشنع الطرق التي لن يتمناها أي ساحر فخور، فكيف لي أن أنسى كل ذلك بهذه السهولة؟ ماذا عنك يا هي؟" تكلم الرئيس كورو بعدما فتح عينيه اللتين كانتا مغلقتين مع عقد حاجبيه "و لا أنا أيضا، لدي نفس رأيك يا براون" الرؤساء تشارلي، براون و هي، هؤلاء الثلاثة كانوا أكثر من تلقى المعاناة، كذلك كانت العائلات الأخريات، لكن هؤلاء الثلاثة فقدوا أقرب الأحباب إليهم في الحرب قبل 55 سنة، لذا لم يكن من السهل عليهم القبول بهذه السهولة. حتى الآخرين قد عانوا من خسائر كبيرة، لكن هؤلاء الثلاثة فقدوا أقرب الأشخاص لهم بالدم تحدث الرئيس تشارلي "على عكس عائلة غرين التي خانت عائلة كريمزون آنذاك و انقلبت عليها ثم حاولت إبادتها، فنحن كنا في حرب مع قبائل الوحش النائم، و من الطبيعي أن يموت المحاربين بها، حتى أنا لن أنسى، لكنني سأخمد تلك الأحقاد للوقت الحالي، فكما مات أحبابنا، كذلك مات أحباب العدو" تنهد باسل، موت الأحباب شيء لا يطاق، لكن يجب عليه تحجير قلبه و رؤية الأشياء مع حكمه عليها من دون ترك مشاعره تتدخل بذلك، هكذا سيكون قادرا على تحقيق هدفه، فما يحركه أيضا هو حبه للأقربين له، و لو لم يكونوا من البداية لما أزعج نفسه بكل هذه المشاكل و أكمل حياته في هدوء تكلم باسل بعدما رتب مشاعره التي اختلطت عليه قليلا "هذا مؤسف للبعض منكم، لكننا كلنا من عالم واحد، و إن كانت طبيعة قبائل الوحش النائم الحقيقية جيدة، فلا شك أنهن سيكُنْن ذوات فائدة كبيرة نظرا لقدراتهن" توجه باسل نحو الخارج بعدما أنهى كلامه تحسر الكبير أكاغي على هذا الموقف، لقد نجا أفراد عائلته من الموت عبر الحماية التي تلقوها من العشيرة القرمزية، لكن لم يكن الشيء نفسه للآخرين، مات مئات الآلاف في تلك الحرب مما خلف أثارا سيئة جدا. أصبح من المحرم ذكر اسم قبائل الوحش النائم بأي طريقة جيدة، انتهت جميع التعاملات معهن و أصبحن مكروهات من العالم بأكمله كان أفراد قبائل الوحش النائم يتميزون ببنيات جسدية خارقة يقال أنها وحشية، *** عادي من أي قبيلة له بنية جسدية تعادل تلك التي لدى ساحر من المستوى الأول، و قُدِّر عدد القبائل بـ40 إلى 50. اقترب عدد أفراد القبيلة الواحدة للعشرين ألف، و يختلف هذا العدد من قبيلة لأخرى إما بالازدياد أو الانخفاض. كل أفرادها اشتركوا في ميزة واحدة، و هي السحر الذي يمتلكونه، سحر التحول امتدت الأراضي التي تعيش عليها قبائل الوحش النائم لآلاف الأميال، حيث كانت تمتلك أراض من كلا إمبراطوريتي الشعلة القرمزية و الأمواج الهائجة، و هذا ما كان يجعلها نقطة اتصال و تواصل بين الإمبراطوريتين تجاريا و كانت تعتبر كقوة رابعة مع أنها لم تصل لمستوى القوى الثلاث الأخرى و كان المكان الذي تعيش به يسمى بوكر قبائل الوحش النائم لاحتوائه على عدة مناطق محظورة مفترقة بمسافة قليلة بداخله. لذا كان وكرهن عبارة عن مكان مناسب للتدريب و يستهدف من العديد من السحرة، فهو كمنطقة محظورة مأهولة. فضّل السحرة ذلك المكان لقرب المناطق المحظورة التي تحتوي على كنوز و وحوش قوية من بعضها البعض و من أماكن مأهولة من البشر ليكونَ في استطاعتهم استعادة طاقتهم في أي وقت أرادوه بعد الحرب، قامت قبائل الوحش النائم بوضع حدود حول وكرها مغلقة بذلك عن نفسها تماما عن العالم الخارجي، و لم يعلم أي أحد عنهن أي شيء طيلة هذه المدة كما لا يعلمن هنّ أيضا عما يحدث خارج وكرهن لم يرض الكثير على ما يحاول باسل فعله، لكنه قال أنه سيقوم بالأمر مهما حدث، و معارضتهم لذلك لن تغير أي شيء، لذا من تكلم مبديا عن رأيه تكلم، و من لم يفعل اكتفى بترك الأشخاص الذين سبقوه في إبداء رأيهم المماثل للخاص به قبل خروج باسل سأله الكبير أكاغي عن وجهته بما أنه تحدث عن بعض الأعمال، فأجابه باسل "سأذهب لقصر عائلة كريمزون القديم، فلقد أصبح كما تعلمون معقلا للتشكيل، و هذا الأخير لديه اختبار قبول لأعضاء جدد حاليا، لذا سأذهب لأستكشف بعض المواهب" فهم الكبير أكاغي، فهو يعلم عن الاختبار، لكنه سأل باسل لأنه لا يعرف إلى أين سيذهب فقط. حدق الكبير أكاغي في باسل ثم التف لأنمار و سألها إن كانت ستذهب مع باسل أم لا، فردت عليه أنمار بالرفض، و أخبرته أن لديها بعض الأعمال التي تركها باسل لها لإنهائها ذهب باسل بينما يفكر بداخله مبتسما "كما أن هناك شخص مثير للاهتمام قد سبق و أن رأيته قبل أيام يجب علي الالتقاء به" سأل الكبير أكاغي انمار التي بجانبه بعد مغادرة باسل "أتعلمين لِمَ أشرك حليفنا باسل الرئيسة موراساكي مع الأشخاص الذين يثق بهم مع أن علاقته بها ليست بتلك القرب كالتي بينه و بين لآخرين؟" كانت الرئيسة موراساكي لا زالت غير مصدقة للأمر، فهي الآن غارقة في أفكارها محاولة فهم مقصد باسل من ثقته بها. لكنها لم تعرف مهما بحثت في عقلها، لم تفعل شيئا يجعل باسل يضع فيها نفس الثقة التي وضعها بالآخرين حدقت أنمار في الكبير أكاغي و ابتسمت ثم قالت "إنه سهل، شخص مثلها، وضّح له أنك تثق به و ستجده يسعى بكل ما يملك ليواكب تلك الثقة التي وضعتها به" تكلمت أنمار شارحة الأمر الذي لم يفهمه الكبير أكاغي. لم يكن هناك أي شخص آخر غيرها يعلم بشخصية باسل جيدا و يفهمها أكثر منها. و برؤية الكبير أكاغي لأنمار تجيب عن سؤاله بكل سهولة، سأل مرة أخرى متوقعا جوابا آخر "إذا أيمكنك أن تفسرين لي الخدعة وراء ما فعله باسل حتى استطاع إقناع الرئيس هوانغ بالقيام بالوعد الذهني الروحي؟" حدق الكبير أكاغي بها بتلهف، أراد أن يشبع فضوله، كما يقولون، فضول الإنسان لا حدود له. و في الجانب الآخر، ابتسمت أنمار و قالت "لقد طبق خدعة بسيطة لا غير. جعل الرئيس هوانغ يخرج كلمات الولاء من فمه بتصرفه الطفولي، ثم حاصره في الزاوية بذكره الوعد الذهني الروحي. غالبا أي شخص عندما يجد نفسه في مثل ذلك الموقف سوف يخضع. و كبهارات، جعل الوعد الذهني الروحي بسيطا جدا، هكذا، سيشعر ذلك الشخص كما لو أنه قد أنقِذ و أعفِيَ عنه، مما سيجعله يشعر بأنه مدين للآخر نوعا ما" بلع الكبير أكاغي ريقه، إن هذا حقا لفن في الخداع. لكن ما جعل الكبير أكاغي مندهشا ليس ما فعله باسل، بل كشف أنمار لذلك بكل سهولة و تكلمها عنه مشيرة له بالخدعة البسيطة، هذا كان رهيبا للغاية تنهد ثم تكلم بصوت مرتفع موجها حديثه للحاضرين أجمع "حسنا، سنتكلم عن كيفية بدئنا في نشر للإكسيرات" استمر الاجتماع، كما استمر باسل في تحركه عن طريق العربة التي يقودها الخيل الملكي بينما يحدق في الآفاق مستمتعا بالمناظر مع عضه لجزرة حلوة (قصر عائلة كريمزون سابقا و معقل التشكيل حاليا) اجتمع عشرات الآلاف من الأشخاص بالساحة الخارجية أمام منصة ضخمة، كانت المنصة عالية و مرتفعة و مدعمة بالسحر، و في وسطها، كان هناك عرش فخم كما لو أنه للإمبراطور. بينما كان الجميع ينتظر المنظمين ليظهروا، كانت أبدانهم تقشعر من الحماس، الخوف، كل أنواع المشاعر شغلت الساحة الخارجية بسبب الحشد المجتمع بها اليوم هو يوم اختبار القبول الذي وضعه التشكيل، أصبحت لهذا الأخير شعبية كبيرة في كامل الإمبراطورية، و أصبح أي ساحر بدون أصل ينوي الانتماء يريد الانضمام للتشكيل، فقد عرف هذا الأخير بإنجازاته المذهلة بقيادة قاتل الدم القرمزي، و أصبح حاليا أشهر جيش في الإمبراطورية و الأكثر إقبالا لطلبات الانضمام. لذا بعد ازدياد عدد الطلبات، أقيم هذا الاختبار، و بعدما انتشر خبر هذا، أتى جميع الأشخاص من جميع أنحاء الإمبراطورية قاصدين التأهل ليصبحوا جزءا من التشكيل كانت هناك العديد من الأقاويل تمر من بين الحشد المنتظر "هل سيظهر قاتل الدم القرمزي؟ ماذا إن فعل؟ لن أعرف ما الذي يجب علي فعله عندها" أصبح اسم قاتل الدم القرمزي اسما ثاقبا و مهيبا للغاية في جميع أنحاء الإمبراطورية، و حاليا، لم يعد يقتصر على الإمبراطورية فقط و إنما انتشر بالعالم أجمع، و بالطبع إنجازاته صاحبت اسمه مخلفة بذلك آثارا عميقة من الرعب و الفزع بسامعها تكلم شخص واثق بنفسه "أليس مجرد جنرال قد ظهر حديثا و قاد الحرب ثم صادف أن ربحها، ليس بذلك الشيء الكبير لتخافوا هكذا، فبعد كل شيء، إنه مجرد بشري" تكلم بعض الأشخاص موجهين أصابعهم و نظراتهم إليه "إنه الساحر المنفرد سولو، لقد أتى أيضا، لم أتوقع هذا، إنه ساحر بالمستوى الرابع و يقال أنه لا يشترك في أي مجموعات أبدا و يقاتل منفردا، يقال أنه نجى من السلاسل الجبلية الحلزونية لشهر كامل من دون الخروج منها، انضمام شخص مثله يوضح لك فقط كم هو هذا التشكيل مذهل و ثاقب" استمرت الهمسات، بعضها عن قاتل الدم القرمزي و توقعاتهم عنه، و بعضها عن الشخصيات المذهلة التي أتت لتجتاز الاختبار، و بسرعة، كثُر عدد المشاهدين و المراقبين اجتمع الحشد المقصود به اختباره بالساحة الخارجية، و جهزت حلبة دائرية بقطر يصل للثلاثين متر من أجل المعارك التي ستقام داخل كولسيوم، كما وصل عدد المتفرجين للآلاف و في ازدياد، كما كانت هناك رهانات كانت الحلبة التي بنيت قبل أيام بجانب الساحة الخارجية، و حولها، كان يوجد آلاف المشاهدين بالفعل، بعضهم أتى قاصدا التمتع بالقتالات، و بعض آخر أتى ليجني بعض الأرباح من الرهانات، كما تواجد بعض المراقبين من الظلال من بين هذا الحشد المجتمع بالساحة الخارجية، كانت هناك مجموعة عادية يتحدث أعضاؤها فيما بينهم. تكلم الشخص الذي بدا كقائد لهم "يا أبهم، لقد قلت أن أختك قد انضمت للتشكيل قبل شهور عندما بدأ تكوينه، إن كانت أختك الجبانة قد انضمت للتشكيل، فلا يمكن ألا نستطيع نحن، أليس كذلك؟ هاهاها" ضحك الأشخاص الآخرون كما تكلم الشخص الذي وجه الكلام إليه ذو الاسم أبهم مع حكه لرأسه "هيهيهي، معكم حق، أتمنى أن يُقبل شخص جبان مثلي أيضا" تكلم شخص آخر من المجموعة "يا لكما من أخ و أخت، كيف لكما أن تكونا متشابهين هكذا، حتى شخصيتكما متطابقة" أكمل آخر "كيكيكيكي، معك حق، عائلة من الجبناء، كيف لهذا أن يحدث حتى؟ يا له من أمر عجيب، كيكيكي" ضحك الجميع فيما بينهم و استهزؤوا بذلك الشخص ذو الاسم أبهم. و فجأة، أضيف لأصواتهم صوت ضحك آخر مما جعلهم يتساءلون عن مصدره فإذا بهم يجدون فتى يناهز الخامسة عشر يضحك معهم فإذا بقائدهم يعبس و يتكلم "أنت، ما الذي تحاول فعله؟ نحن نضحك فيما بيننا، لم يجب على غر مثلك أن يتدخل و يحاول مزج نفسه معنا؟ إنك مصدر إزعاج، اغرب عن هنا قبل أن تلقى مصرعك" التف أبهم ليرى من هذا الفتى، فإذا به يجده نفس الفتى الذي التقى به قبل أيام حتى أنه نطق من دون أن يشعر "أنت، باسل ! " "همم ! " استغرب البقية فحققوا في وجه باسل و تذكروا فتكلم شخص منهم "أنت، ألست أنت هو الشخص الذي تحدث معه أبهم قبل أيام؟ ما بك؟ أتلحقنا أم ماذا؟ هل تنوي إدخال نفسك بمجموعتنا بتقربك لنا؟" أهمل باسل سؤاله و لم يجب كما فعل لسؤال الشخص الأول و تهديده له، و بدل ذلك وجه كلامه لأبهم "لقد أخبرتك أننا سنلتقي" حدق فيه أبهم بغرابة ثم عقد حاجبيه قبل أن يقول "آه، لقد كنت محقا" بقي أبهم يفكر في أمر ما، هذا الفتى قدم نفسه سابقا على أن اسمه باسل، و بغرابة شك فيه بأن يكون قاتل الدم القرمزي نفسه، حتى أن شكه قد ازداد بعدما أخبره باسل أنه سيلتقي به طالما سيذهب لاجتياز اختبار قبول التشكيل. حتى هو ظن أن هذا مستحيلا بعد فترة من التفكير، فكيف لفتى صغير أن يكون قاتل الدم القرمزي ذاك ! ؟ هذا جنون فقط و الآن، بعدما وجد باسل مختلطا بالحشد، تبددت شكوكه تماما، و فهم الأمر، باسل أيضا ينوي اجتياز الاختبار، لذا قال مثل ذلك الكلام. ضحك أبهم على نفسه لتفكيره بمثل ذلك الأمر، تكلم بعدما اتضحت الفكرة في رأسه "هل أتيت أيضا لاجتياز الاختبار؟" بجانب أبهم، كان الشخصان اللذان سألا باسل سابقا يهتزان من الغضب لتجاهله لهما، فتى مثل هذا غض بصره و سمعه عنهما كما لو أنهما حشرتان، فكيف لهما أن يبقيا هادئين؟ تكلم باسل مع وجود ابتسامة على وجهه "آه، ليس لاجتيازه و إنما..." قاطعه ذانك الرجلان بانقضاضهما عليه "أيها الصعلوك" عبس باسل و أحكم قبضته ثم قال "يا له من إزعاج" قبل قليل، في قاعة ما، تكلم شخص يرتدي درعا فضيا مخاطبا أربعة أشخاص آخرين "أيها الرفاق، لقد قال لي سيدنا أنه سيأتي و أن نبدأ عملنا من دون انتظاره، لنذهب" بعد انتهاءه التف و تحرك، فتبعه الأربعة المرتدين لدروع فضية أيضا متبعين خطواته حاليا، عندما حاول باسل توجيه لكمته للرجلين المنقضين عليه، توقف فجأة كما فعل الرجلان، و هذا كان بسبب الصوت المنبثق و المرتفع [انتباااااااه] وجه الجميع أنظارهم نحو المنصة حيث ظهر خمسة أشخاص يتقدمهم واحد منهم يرتدي درعا فضيا و يحمل مكبر صوت. كل شخص بلع ريقه عندما شاهد هؤلاء الخمسة، و برؤيتهم للدروع التي يرتدونها، اقشعرت أبدانهم كما تحمسوا كثيرا، مع وجود بعض المتوترين و المشوشين تحدث ذلك الشخص الحامل لمكبر الصوت "أمامكم تورتش من تشكيل القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، و الذي أصبح مؤخرا الجنرال الأعلى، اليوم سنقدم اختبارا أوليا سيتأهل به مجموعة صغيرة فقط من عشرات الآلاف التي حضرت، 1000، هذا هو العدد الذي سيجتاز هذا الاختبار" صدم العديد من الأشخاص من التصريحات التي ذكرت كلها مرة واحدة، أولها هو تورتش الذي ذاع صيته مؤخرا كقائد قادة التشكيل، عرف بشعلة التشكيل حيث محى المئات من الجنود في الحرب السابقة بناره الحارقة، و برؤيته بالدرع الفضي، بلعوا ريقهم و فهموا "إنه في مستوى جنرال" انتشرت الكلمات فيما بينهم "إذا لا بد من أن كل أولئك الأشخاص الذين وراءه في مستوى جنرال أيضا" "انتظر، إذا أولئك هم قادة التشكيل المشهورين ! " ارتعد الجميع من هذا الأمر، قادة التشكيل لوحدهم في مستوى جنرال ! فما بالك بسيدهم و رئيسهم؟ لقد انتشرت بعض الإشاعات عن كونه بالمستوى السابع، و بعد مشاهدتهم لقادة التشكيل، تأكدت لهم هذه الإشاعات و أصبحت حقيقة، لكن هذا كان الشيء الأول الذي أبهرهم. بعدها، أتى التصريح الثاني، قاتل الدم القرمزي و القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية قد أصبح الجنرال الأعلى ! هذا الأمر كان الشيء الأكثر صدمة، الجنرال الأعلى، الوجود الذي يأتي بعد الإمبراطور مباشرة في السلطة، كم كان هذا مهيبا و رهيبا يا ترى؟ لكن بعد رؤيتهم لمستوى قادة التشكيل، فهموا الأمر نوعا ما، لا شك في أن الجنرال الأعلى باسل عبارة عن شخصية عظيمة، لديه تحت إمرته خمسة أشخاص بمستوى جنرال، كيف لهم ألا يصدموا من هذا؟ و أما عن تصريح عدد الذين سيجتازون الاختبار، فلا أحد منهم علق على ذلك الأمر بسبب التصريحين اللذين سبقاه، فالصدمة الناتجة عنهما أنستهم الكلام الذي أتى بعدهما تماما بعدما تحدث تورتش، توقف الرجلان عن محاولتهما مهاجمة باسل و ركزا على الأخبار الثاقبة التي يشهدونها، حاليا، كانت مجموعة أبهم قد نست باسل بالفعل و فتحوا أفواههم فقط كالآخرين من شدة الصدمات لكن، أبهم كانت صدمته مختلفة نوعا ما، لقد صدم بالفعل من هذه الأخبار، لكن كان هناك أمر ثان جعل عينيه تهتزان و ذقنه يصل للأرض، حدق في اتجاه واحد بينما يخرج كلمتين بكل صعوبة غير مصدق لما يشاهده "أختي الكبرى ! ؟" "همم ! " حدق به باسل بعدما سمع ما قال، ثم وجه نظره للاتجاه الذي يوجه أبهم نظره إليه، فوجد أن أبهم ينظر للمنصة كباقي الأشخاص، لكن كان نظره مركَّز على شخص واحد فقط من بينهم. و بعد لحظات، أدرك باسل ما يحدث فإذا به يتفاجأ أيضا بمشاهدة الشخص الذي قصده أبهم بكلامه، تذكر باسل كلامهم الذي ضحك عليه سابقا (إن كانت أختك الجبانة قد انضمت للتشكيل، فلا يمكن ألا نستطيع نحن، أليس كذلك؟). تفاجأ باسل حقا، لكنه هدّأ من نفسه ثم ابتسم و قال "إن العالم صغير حقا" و ابتعد عن المكان الذي كان به في حين، بقي أبهم يشاهد ذلك الشخص الذي بالمنصة غير مصدق لما يراه حتى الآن، و بعد لحظات، تكلم شخص من مجموعته بنظرة استغراب "همم ! شخص من أولئك القادة يبدو مألوفا لي نوعا ما" تساءل واحد منهم "ها؟ كيف لك أن تعرف واحدا منهم؟" عبس ذلك الشخص و قال "هذا..." تكلم الآخر "إنك تحلم فقط، يبدو أنك تحاول القول أنك تعرف واحدا من القادة كي تظهر بشكل رائع، هيهيهي" "آآآآه" صرخ ذلك الشخص بشكل مرتفع جاعلا باقي أشخاص المجموعة يتفاجؤون التفوا كلهم نحوه و تكلموا "ما بك؟ هل جننت من قوة الصدمات التي اختبرتها مرة واحدة؟" قال ذلك الشخص بتلعثم غير قادر على إخراج الكلمات بشكل صحيح "إ-إنها... إنها شي يو" "همم ! " استغرب الجميع ثم قال قائدهم "ما بالك تتفاجأ هكذا؟ لقد قالت أنها من التشكيل، فليس من المفاجئ رؤيتها بالأنحاء" باقي الأشخاص صدموا بعد صراخ ذلك الشخص، يبدو أنهم أدركوا ما يتحدث عنه، لكن الوحيد الذي لا زال لا يعرف ما يحدث هو قائدهم، فإذا بذلك الشخص ينكزه بإصبعه بينما يقول "انظر للفتاة التي بالمنصة جيدا" عبس قائدهم و التف بينما يقول "يوجد هناك القادة فقط، ما الذي... شي يو ! " صرخ بهذا الاسم أيضا بعدما رأى تلك الفتاة و أدرك ما يحدث أداروا رؤوسهم ببطء شديد لجهة أبهم ثم انقضوا عليه "أنت، أيها الأبهم، ما الذي يحدث هنا؟ لما أختك تقف مع قادة التشكيل؟ و لماذا ترتدي درعا لا يرتديه إلا الجنرالات؟" هزوا جسد أبهم بشدة و الذي لا زال غارقا في أفكاره، كيف له أن يعلم؟ حتى الآن لا يزال مصدوما هو الآخر. أخته الجبانة تقف أمامه في مستوى بعيد عما تخيله. وصلته رسالة منها قبل شهور تقول فيها أنها انضمت لقوة خاصة بعائلة كريمزون. فيما بعد، علم أن هذه القوة هي التشكيل، لكنه في اعتقاده أنها مجرد جندية فقط "أنت، ما الذي تحاول فعله بدفعنا؟" "عد للخلف أيها الغر و قف هناك" "لما صعلوك مثلك يحاول الوقوف أمامنا؟" تذمر بعض الأشخاص و انتشرت الشكاوي من شخص ما، و بعد قليل، ازدادت حدة هذا الأمر أكثر و بدأ العديد من المتقدمين للاختبار يصيحون "سنقتلك أيها الفتى، احترم كبارك و إلا لن تعيش طويلا" جلب هذا الأمر انتباه العديد من الأشخاص، و بعدما حدقوا في المنصة و الواقفين عليها لمدة كافية، التفوا ناحية الضوضاء ليعرفوا من سبب كل هذا الصداع، و من الشخص الذي يتجرأ على ألاّ يكون مهذبا في حضرة قادة التشكيل؟ و بالطبع، مجموعة أبهم كذلك كانت من بينهم. و أبهم الذي كان في صدمة، استفاق فجأة و حدق في الجهة التي تأتي منها الضوضاء، و في الحال رأى باسل في وسطها و كان من الواضح أنه المتسبب فيها، كما كان العديد من الأشخاص يحيطون به موجهين نية قتلهم نحوه "ما الذي يفعله؟" قالها أبهم بداخله. لقد كان باسل قبل قليل بجانبه، و من دون أن يدري، وجده قد أثار بعض المشاكل في مكان آخر مرة أخرى، ألا يمكنه أن يضع قدما في أي مكان من دون أن يكون أعداءً؟ تكلم قائد مجموعته "أ هو ذلك الصعلوك مرة أخرى؟ هل يجلب المتاعب أينما حل؟ يا له من داهية حقا ! لكن يبدو أن هذه هي نهايته، لقد نسيت أمره لكني بما أنني تذكرت الآن اشتعلت من الغضب مرة أخرى، سيكون من المريح إطفاء غضبي بتمتعي بمشاهدتي لمعاناته" أصبح عدد الأشخاص الذين اجتمعوا حول باسل يصل للعشرات و في ازدياد، و كلهم لم يعجبهم أسلوب ذلك الفتى. من أتى متأخرا وقف بالوراء فقط و لم يحاول تجاوز عشرات الآلاف ليصل للأمام. لكن هذا الفتى بدأ يدفعهم واحدا تلو الآخر من أجل صنع ممر له مكونا العداوة كل طريقه إلى هنا كان هناك عشرات الآلاف من السحرة هنا، و مستوياتهم مختلفة، لكن يوجد جميع المستويات من الأول للخامس، بالطبع سحرة المستوى الخامس كانوا نادرين، و فقط بوجودهم هنا استطاعوا جلب الأنظار إليهم، انتقلت الأنظار بعد ذلك للمنصة، لكن حاليا، تحولت الأنظار إلى فتى صغير مما جعل البعض غير مسرور صاح واحد من المحيطين بباسل و الذي بدا كساحر مخضرم مقارنة بالذين يقفون بجانبه، لذا تكلم نيابة عنهم "قيامك بهذا الأمر الجريء لأمر مدهش حقا، أظننت أنك ستمر بسلاسة من دون أن تواجه أي مشاكل أم ماذا؟ أنت لست لم تحترمنا نحن كبارك فقط، بل و أحططت من قيمة قادة التشكيل المكرمين، لا يجب أن تفلت بسهولة، يجب أن تتلقى عقابا مناسبا" تكلم باسل بعدما تنهد "كيف يمكن أن أكون قد أحططت من قيمة قادة التشكيل بمروري من بينكم أنتم؟ يمكنني فهم لما أخذتم عبوري من خلالكم كتقليل من شأنكم، لكن إدخالك لقادة التشكيل بهذا الأمر لشيء غبي، أتحاول كسب تأييدهم بفعلك هذا؟ لقد مررت فقط، هذا كل ما فعلته، سأحترمك عندما تحترمني، و لن أفعل أي شيء تجاهك طالما أبقيت تحركاتك تجاهي ساكنة، و كلكم هنا متقدمين للاختبار، و بافتراض أنني متقدم مثلكم، يعني أنني بنفس مرتبتكم، فكيف لي أن أكون عندها قد أهنتكم؟ لو أردت كبش فداء، فاختر بعناية، و إلّا صادفت يوما ما ذئبا في وبر خروف" صمت المحيطين الذين كانوا يتذمرون للحظات قبل أن يصرخوا "يبدو أنك تعرف كيف تتكلم" رد باسل في الحال قبل أن يكمل ذلك الشخص كلامه "نعم، على ما أذكر بذاكرتي التي لا تنسى، فلم يسبق لأحد أن هزمني في جدال بالكلام حتى الآن" ازداد غضب ذلك الشخص، كما ارتفع ضغط ددمم الآخرين أيضا و انقضوا عليه كلهم مرة واحدة "سنعلمك درسا أو اثنين أيها الشقي" عشرات من الأشخاص كلهم رموا أنفسهم على الفتى الصغير، لو رأى شخص ما مثل هذا المنظر من دون أن يعرف ما حدث، فسوف يرى الأمر على أنه جنون فقط. مجموعة من السحرة يقومون بالتعاون ضد فتى كهذا ! لكن غضبهم تجاهه أنساهم ما هو الشرف مؤقتا تكلم قائد مجموعة أبهم "و أخيرا سيلقى مصرعه، كيكيكي، فليواجه ما يستحقه" أما أبهم، فلم يفهم ما سبب تحركات باسل هذه، لما احتاج أصلا أن يتقدم للأمام؟ يجب أن يكون بعلمه أنه سيجذب انتباها غير ضروريا بفعله لذلك فقط ! "آه" خرجت صرخة من ناحية باسل جاعلة الكثير يخرج تنفسا من الراحة كما لو أن ثقلا قد زال من على صدرهم، فقط برؤيتهم لغرور ذلك الفتى أرادوا له الموت، في عالم يطغى القوي على الضعيف، وجود مغرور ضعيف هو أسوء شيء لكن، و على عكس ما اعتقده الكثيرون، لم تكن تلك الصرخة آتية من فم باسل، و إنما في الحقيقة كانت لذلك الشخص الذي عارضه و انقض عليه أولا. عندها شاهد الجميع شيئا غريبا يحدث أمام أعينهم، بتحليق الأول في السماء متقيئا للدماء، تبعه الثاني و الثالث... و الأخير كل من هاجم باسل و الذين وصل عددهم للعشرات، أصبحوا مرتفعين بالسماء كما لو أنهم تعرضوا لهجوم من قوة غاشمة، و بالطبع، كان من الواضح أن من سبب لهم هذا هو اللكمات الآتية من يدي ذلك الفتى الذي فجأة أصبح الجو المحيط به ثقيلا، و بدا كما لو أنه ذئبا قد أزال وبر الخروف كل شخص صدم بعدما تعرض كل أولئك السحرة لمثل هذه الهزيمة الغير متوقعة بتاتا، فأغلبهم كان ساحرا بالمستوى الثالث، فكيف لفتى مثل هذا أن يكون باستطاعته مجاراتهم؟ لا بل حتى التعرض لانقضاضهم و النجاة منه؟ فما بالك برد هجومهم بواحد أقوى من خاصتهم جاعلا إياهم غائبين عن الوعي. رموا بأجسادهم التي يفتخرون بها عليه، فإذا بهم يجدونها تحلق في السماء من دون معرفة سبب ذلك حتى تُرِك الجميع في حالة من إعادة التفكير، حتى مجموعة أبهم كاد أن يتقيأ أعضاؤها الدماء، القائد و الشخص الذي رافقه في الانقضاض على باسل سابقا، قام عقلاهما مباشرة بتذكيرهما بتلك اللحظة، و جعلاهما يفكران في احتمالية ما كان سيحدث لولا تحدث تورتش الذي أوقفهما عن السعي وراء موتهما "حسنا، أنتم مستبعدون" تكلم ذلك الفتى موجها كلامه للأشخاص الذين ضربهم و استبعدهم من الاختبار الذي أتوا من أجله كما لو أن لديه الحق في ذلك لقد كان من المفاجئ جدا ظهور شخص بهذا السن و بهذه القوة حقا، لم يعلم أي أحد ما الذي يحدث و بقوا ساكنين فاتحين أفواههم و أعينهم محاولين استيعاب ما حدث جيدا. لكن تصرفه الأخير زاد الطين بلة، فقط ما هي نية هذا الفتى بتصرفاته هذه؟ تقريره المقصي من غيره، هذا شيء يستطيع فعله فقط قادة التشكيل الحاضرين هنا و المخول لهم بذلك من طرفهم بعد الصمت الطويل الذي تبع كلمات باسل، تكلم أحد ما أخيرا كاسرا إياه، هذا الشخص كان تورتش الذي نزل من المنصة الضخمة و تساوى بالارتفاع مع المتقدمين للاختبار. و هذا الأمر جعلهم يغرقون في بحر من الرعب، لقد نزل القائد تورتش بنفسه ليتكلف بالأمر، لا شك أنها نهاية هذا الفتى انتقلت الهمسات من بين الحضور "لا أعلم عن سبب قوة ذلك الفتى الغريبة، لكن الآن بأخذ القائد تورتش زمام الأمور، فلن يستطيع ذلك الغر فعل ما يحلو له بعد الآن، فبعد كل شيء، الجنرالات بالمستوى السادس و الذي يعتبر وجودا لا يقهر في العالم ضد المستويات التي تقع أسفله" تكلم البعض عن ما سيحدث و توقعوا عقوبة باسل "قد تكسر عظامه و يرسل عائدا بسبب تصرفاته هذه" تكلم أحد آخر "لا، قد يتعرض لحجز مؤقت حتى" و في هذه الأثناء، استمر تورتش بالتقدم من خلال الممر الذي صُنِع له بابتعاد المتقدمين للاختبار عن طريقه، كل شخص منهم استمر في التحديق به، حتى الآن لا يزالون متحمسين للغاية بشأن مستوى قادة التشكيل، هذا يعني ازدياد قوة إمبراطوريتهم أكثر، خمس جنرالات مرة واحدة عبارة عن إضافة لا يمكن اعتبارها بالعادية أبدا لم يفهموا كيف لأشخاص لم يُعرفوا إلا قبل شهور أن يصلوا لمستوى جنرال ! لكن الشيء الذي لا يفهمونه غير مهم حاليا، بل المهم هو أنهم سيدخلون لجيش عظيم لو استطاعوا اجتياز الاختبار بدرعه الفضي المتلألئ، اقترب تورتش من باسل بنظرة جدية جعلت كل واحد يتملكه شعور حاد كرياح باردة صعدت مع ظهورهم العارية، كنزول قطرة ماء باردة جدا على رقابهم الساخنة، مما تسبب لهم في قشعريرة غير سارة، بسبب هذا، لم يسعهم سوى التحسر على مصير ذلك الفتى في الجانب الآخر، كان الفتى هادئا جدا على عكس ما توقع الآخرون منه، حتى في حضرة القائد تورتش الذي بالمستوى السادس لا زال الفتى محافظا على رزانته و رصانته. لكن هدوؤُه هذا تسبب في ضحك الحضور عليه فقط، فإن لم يقم بردة فعل طبيعية كالخوف من شخص بمستوى جنرال يتقدم نحوه بنظرة حادة كتلك، فهو ليس سوى غبي فقط، و غالبا أعمال الغبي تلاقي ردودا مثل الضحك و الازدراء، لذا ضحك الجميع عليه فقط، و البعض منهم ازدراه على غروره الناتج من غباوته و الذي سينتهي بعد قليل و أخيرا، وقف القائد تورتش أمام الفتى باسل و نظر إليه بنظرة جدية، كل شخص اعتقد أن القائد تورتش يحدق بالفتى هكذا لغضبه منه و عدم رضاه عن تصرفاته، لكن فجأة، حدث أمر جعل كل ما سبب صدماتهم السابقة يبدو خفيفا على القلب، حتى أن هناك العديد منهم فشلت أرجله و لم يعد يستطيع تمييز الصحيح من الخطأ، أو الواقع من الوهم أمام أعين الكل، و على عكس توقعاتهم كلها، نزل القائد تورتش على ركبة واحدة مع حفاظه على إحناء رأسه و تكلم بلهجة تصل لأقصى درجات الاحترام "مرحبا بك يا سيدي باسل، لقد بدأنا كما قلت لنا، لكن بما أن أنك أتيت، لما لا تترأس هذا الحدث بنفسك؟ ستكون فرصة جيدة لإعلان هويتك حتى لا تتعرض لمثل هذا الإزعاج مستقبلا" القائد تورتش بنفسه، الذي وصل لمستوى الجنرال، ساحر المستوى السادس العظيم، بكل إخلاص و احترام، يعامل فتى يناهز الخامسة عشر كما لو أنه سيده المطلق، ماذا يمكن أن يطلق أي شخص على هذا غير 'الجنون'؟ لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، حتى بقية القادة الأربع نزلوا و انضموا لقائدهم تورتش في ما يقوم به مع صياحهم "مرحبا بسيدنا باسل" فجأة، تكونت صورة غير قابلة للتصديق أبدا، خمسة أشخاص بمستوى جنرال منحنين لفتى صغير، يا لها من صورة لا تجدها سوى في حكايات الأساطير ! لم يستطع أي أحد أن يفهم ما يحدث هنا. لكن شخص من الخلف، في البعيد عن مكان الحدث كان قد بدأ يدرك ما الذي يحدث بالضبط هذا الشخص كان أبهم الذي راودته شكوك وصفها فيما سبق بالمجنونة فصادف أن وجدها حقيقية، و ارتعد جسده كما اهتز كثيرا قبل أن تخرج تلك الكلمات من شفتيه اللتين تلتقيان و تفترقان بسبب الارتعاد مع مرافقة ذلك أصواتُ أسنانه التي تلتقي ببعضها مرارا و تكرارا بسرعة كبيرة "قاتل الدم القرمزي باسل" صرخ بهذا الاسم فسمعه من استطاع مسببا لهم بذلك تذكر ما نادى قادة التشكيل به ذلك الفتى، و بسرعة أدركوا و استوعبوا أخيرا، فاتضحت لهم الصورة الكاملة، كما استطاعوا تمييز الواقع من الوهم من جديد انتشر هذا الاسم من بين الحضور بسرعة الضوء جاعلا كل شخص يرى الصورة جيدا، ففشلت ركاب العديد كما صرخ الجميع بذلك الاسم "قاتل الدم القرمزي باسل ! ؟" كان صياحهم يمكن سماعه من مئات الأمتار بكل سهولة، مما جعل معقل التشكيل يهتز بالكامل، و كلهم انتظروا شيئا واحدا بعد علمهم الهوية الحقيقية لذلك الفتى، حركة هذا الأخير القادمة "هذا جيد" كلمتان فقط أتيتا من فمه مخلفتان بذلك آثارا من الفزع في قلوب الجميع، و خصوصا أولئك من عارضوه بوضوح قبل قليل، حتى أن بعضهم قد أراد الهروب بسرعة فبعد استيعاب حقيقة أن ذلك الفتى هو قاتل الدم القرمزي ذاك، كيف لهم أن يبقوا ساكنين في أماكنهم بعدما خاصموه و أهانوه؟ فقط بتذكرهم لطريقة تعاملهم معه أرادوا الانتحار على أن يواجهوه مرة أخرى بعد اكتشافهم لهويته، لقد كان حقا ذئبا تحت وبر خروف توترت الأجواء و ازدادت حدة الأوضاع، و أصبح هناك شيئان يطغيان على الجو المحيط، الصدمة من هوية قاتل الدم القرمزي الحقيقية، و الفزع من وجوده بوسطهم، خصوصا رعب أولئك من تعاملوا بشكل سيء مع أن بعضهم أراد الهرب، فلم يقدر، فقط بوجودهم أمام قاتل الدم القرمزي اهتزت أجسادهم من الخوف. و بعد الصراخ باسمه بشكل مرتفع، حل سكون و هدوء مخيف في وسط هذا الهدوء، تحركت قدم باسل متوجهة نحو المنصة، فإذا بالجموع يبتعد عن طريقه. تراجعوا أكثر مما فعلوا مع تورتش و حدقوا في الفتى الذي يمر من بينهم. الإشاعات التي انتشرت عن قاتل الدم القرمزي استمرت في الانتقال مع تلقي بعض التضخمات على محتواها كما يحدث لباقي الإشاعات. و بعد إدراك هوية قاتل الدم القرمزي و إيجادها عبارة عن فتى، بث هذا الشيء الرعب فيهم، إن كان قاتل الدم القرمزي ذاك عبارة عن فتى، فلابد من أن هذا الفتى لوحش لينادى بهذا اللقب تكلم رجل من بين الحضور مبديا عن رأيه "هذا حقا غريب، لم يسبق لنا أن رأينا جنرالا بصغر قادة التشكيل، فما بالك خمسة منهم؟ و الآن يظهر لنا فتى يقال أنه بالمستوى السابع ! قد نكون نجهل عن شيء ما، شيء نموا به لهذه الدرجة" حدق بعض الأشخاص بهذا الرجل و تمتم واحد منهم بعد رؤيته "إنه ساحِت الرؤوس كوبيكيري، ما الذي يفعله هنا؟ ألم يُشَع عنه رقوده بالسلاسل الجبلية الحلزونية حاليا؟" تمتم ساحر آخر يبدو في منتصف العمر "معك حق، هذا عجيب، ظهور شخصيات مثله و مثل سولو الساحر الوحيد، و لقد رأيت أيضا صياد قطاع الطرق كيكان يدخل إلى هنا، يبدو أن أن اسم قاتل الدم القرمزي قد انتشر لدرجة جلب اهتمام هؤلاء الأشخاص" تكلم شخص آخر "بالطبع، فنحن كلنا أتينا بسبب إنجازاته المذهلة و التي لم يسبق لها مثيل، لكننا وجدنا أنه عبارة عن فتى كهذا، لنراقب ما سيفعله" ركز الجميع أنظارهم على باسل الذي وصل للمنصة و التي صعد فوقها، و كذلك فعل قادة التشكيل ثم وقفوا خلفه من دون تحرك أو إظهار أية مشاعر، كالجندي البسيط الموجود في حضرة جنرال عظيم، كانت أعينهم شاخصة برؤيتهم، مر برد قارس بين الحضور، ما الذي سيحدث الآن؟ كما كان أبهم في حالة غريبة، بعد كل الصدمات التي تلقاها، لم يعد يعتقد أنه سيصدم هكذا في حياته مستقبلا. أخذ نفسا عميقا و حدق بجدية في جهة المنصة أخرج باسل مكبر صوت ثم تكلم [يا سادة المتقدمين، كما سمعتم من قائد التشكيل، أنا هو الجنرال الأعلى باسل، رئيس هذا التشكيل، من المؤكد أن صورتي لم تنطبق مع التي كانت بتوقعاتكم و تخيلاتكم. لذا هناك شيء واحد علينا فعله، هناك بعضكم من هم غير راضين، كما أنني أريد اختبار قدراتكم في معركة حقيقية] استغرب الجميع، كما ابتسم تورتش و بقية القادة، قالت شي يو "إن هذا يذكرني بأول مرة التقينا فيها بسيدنا، ألم يفعل معنا نفس الشيء؟" تكلم برودي "هاهاها، لا شك في هذا، يبدو أن عدد المختبَرين قد ازداد هذه المرة فقط" أكمل فانسي "أوليس كذلك عدد المختبِرين؟" أضاف شينشي "لا شك في هذا" اكتفى تورتش بالابتسام فقط و تذكر تلك اللحظات الأولى له مع سيده باسل، قام هذا الأخير بتغيير حياتهم تماما، و لا واحد منهم كان يتوقع أنه سيصل لهذا المجد يوما، هكذا سيكون فخرا لعائلته انتظر الحضور باسل ليكمل و قد فعل [الاختبار بسيط و سهل الاستيعاب، سيكون هناك قتال بين طرفين] تحمس الحضور، ليس هناك ما هو أفضل من القتال لإثبات قدراتهم، بالنسبة لهم، أي شيء آخر سيكون مزعجا فقط أكمل باسل مع رفعه لحدة كلامه مهدئا الحضور المتحمس [فقط، سيكون الطرف الأول هو أنتم المتقدمين للاختبار كلكم، أما الطرف الثاني، فسيكون أنا و قادة التشكيل] صدم الجميع، فبدأ الحديث يدور بينهم "ما الذي يقصده؟ أيريد منا مقاتلته جنبا إلى جنب مع قادة التشكيل؟ كيف لنا أن نهزم سحرة من المستوى السادس؟ هذا مستحيل" تكلم باسل مكملا شرحه [بالطبع، لن يكون شريطة أن تهزمونا، فقط عليكم النجاة و الحرص على البقاء واقفين من الألف الأخيرة، لقد سبق و أن قال لكم القائد تورتش أن من سيمر من هذا الاختبار ألف فقط، لذا كتوضيح، آخر ألف متبقية و واقف أعضاؤها على أقدامهم، أولئك سيمرون للاختبار الثاني] تذكر البعض ما قاله تورتش عن هذا، بالفعل قد أشار له، لكن بسبب صدمتهم من التصريحين اللذين سبقاه، فقد نسوه تماما لكن، أن ينجو ألف فقط من عشرات الآلاف، و في الاختبار الأول فقط ! ما الذي يحاول فعله؟ تحرك باسل اتجاه الكرسي الفاخر الموضوع بوسط المنصة ثم جلس و وضع قدما فوق الأخرى و رفع يده ثم قال أخيرا [حسنا، فلنبدأ الاختبار] [I]وووش[/I] [I]وووش[/I] [I]وووش[/I] بمجرد انتهاء باسل، قفزت ثلاث ظلال و انقضت عليه. و في لحظة، تم اعتراض الظلال الثلاثة من ثلاث قادة كانت الظلال تعود لسولو، كيكان و كوبيكيري. كما كان القادة الثلاثة هم شينشي الذي أوقف سولو، و برودي الذي اعترض كيكان، إضافة لفانسي الذي دافع عن رأس باسل التي استهدفها كوبيكيري محاولا قلعها من مكانها التقت سيوفهم فخلفت موجات صوتية انتشرت عبر الساحة منقلة بذلك ضراوة مسببيها. و لم ينتهي الأمر عند هذا الحد حتى قام سولو بتفعيل سحره [I]بام بام بام[/I] حرك سولو سيفه بسرعة كبيرة مع حمله لسحابة مكهربة و ألقى بالسيف على شينشي الذي فعل سحره هو الآخر و دافع بكتلة ثلجية قاسية ثم أخرج منها عدة أشواك استهدفت سولو الذي دافع بسيفه السحابي و بقي مدفوعا حتى أسقِط من على المنصة تابعا ردة فعل شينشي تجاه سولو، حرك فانسي سيفه بشكل دائري ثم كون من نفسه العديد مشوشا بذلك كيكان الذي حاول قطعه بعدة شفرات مائية، لكن كل محاولاته باءت بالفشل لإصابتها أوهام فقط، و في الأخير تعرض لركلة في وسط بطنه من واحد من العديد من فانسي الذي ظهر من حيث لا يدري فجعله يحلق لأمتار خارج المنصة أما كوبيكيري، فرفع سيفه للأعلى و صرخ "مضحيا باسمي و دمي و روحي" قطع يده مخرجا بذلك دما و نقشه على الأرضية كاتبا اسمه ثم شحذ به طاقته السحرية و قال صارخا "عندما أناديك تأتي مستجيبا، لا يمكنك العصيان، و إن فعلت لك الموت، اظهر يا أيها الذئب الفضي ذو القرنين" توهج اسمه المنقوش بدمه فظهر من الأرضية ذئب فضي ضخم بقرنين. تفاجأ الحضور أجمع فتمتم واحد منه "إنه ملك الذئاب الفضية، إنه بالمستوى الخامس بالفعل، هل وصل كوبيكيري للمستوى الخامس بالفعل؟" في الحال أسرع برودي في تفعيل سحره و سحب سيفه السحري للخلف ثم استعد لأي تحرك مع شحذه المستمر لطاقته تكلم كوبيكيري بلهجة متأمرة "هشم جسده" انطلق الذئب الفضي الذي كان بطول المترين و ارتفاع متر، كان حضوره مهيمن مع حركات سريعة للغاية، و في لحظة من اندفاعه كان قد وصل أمام برودي فتح فمه و ظهرت أنيابه الحادة، و التي بدا كما لو أنها بإمكانها تهشيم الحديد كقطعة من الورق. لذا كردة فعل و دفاع عن نفسه، قام برودي و بإطلاق الطاقة التي شحذها مرة واحدة [I]زووش[/I] بتوجيه سيفه نحو الذئب كما لو أنه يحاول اختراقه به، امتد حفار جليدي و استهدف جمجمة الذئب الفضي بسرعة دوران كبيرة. كان هذا الحفار مدهشا للغاية ترك القشعريرة تصعد مع ظهور الكثيرين، جعلهم يفكرون في الانسحاب من الآن، أو على الأقل الحرص على عدم مواجهته أما الذئب الفضي، ففعل طاقته السحرية و قفز في اتجاه الحفار ثم وجه جبهته التي تحمل قرنين فضيين، واحد طويل و ضخم حيث وصل طوله لثلاثين سنتمترا، و الآخر بنصف حجم الأول في مواجهة الحفار، تكهرب قرني الذئب الفضي فتكونت صاعقة و أحاطت بجسد الذئب الفضي بالكامل مع تركيز قوة أكثر بالقرنين و تلاحم بالحفار الجليدي [I]ززن[/I] حدث احتكاك شديد جعل آذان الحاضرين تُصَمّ للحظات قبل أن يتعادل الطرفين كنهاية فانفجر الحفار و ارتد جسد الذئب الفضي للخلف لكن في هذه اللحظات، ظهر بسرعة خاطفة كوبيكيري خلف برودي و لوح بسيفه نحو رقبته بكل ما يملك من قوة. مما جعل برودي يسرع و يلتف دائريا في السماء مكونا قوة دفع بعد مراوغته للسيف و ركل كوبيكيري جاعلا إياه يلتقي بوحشه المستدعى و إنزالهما بذلك من على المنصة تابعين سولو و كيكان في لحظة، كانت المنصة قد تحولت لحلبة قتال بين ثلاثة ضد ثلاثة، لكنها عادت لكونها منصة بسرعة بعد أن قام قادة التشكيل الثلاثة بإسقاط المهاجمين الثلاثة بقوة طاغية جعلت الكل يصبح مرغما على تصديق إمكانياتهم بقي الكل فاتح لفمه، لقد حدث هذا بسرعة كبيرة جدا، لم يستطيعوا تتبع القتالات كلها مرة واحدة، مشاهدة قتال واحد كان كل ما يستطيعون فعله، و بعد انتهاء الأول، التفوا ليروا ماذا حدث في القتالين الآخرين فوجدوهما قد انتهيا كانت ثلاث تلاحمات بسيطة لكنها كانت مدهشة جدا، ثلاث مواهب مدهشة ضد ثلاث أخرى بنفس القدر من الموهبة، يا لها من بداية لمعركة جنونية ! شعر الكثير بعدم وجود مكان لهم في التشكيل بعدما شاهدوا هذه القتالات القصيرة، لو كانت هذه مجرد مقدمة ! ماذا عساه أن يكون القتال الحقيقي؟ وقف الثلاثة و حدقوا بالمنصة التي بالأعلى بعدما أُنزِلوا للأسفل و ابتسم كل واحد منهم، كما لو أنهم يستمتعون بما يحدث، و بغرابة، كلهم نطقوا في نفس الوقت بنفس الجملة "لقد كان من الجدير المجيء إلى هنا" كانت ابتسامة سولو خالية من المشاعر، لم تكن عريضة و إنما ضيقة للغاية، كما لو أنها خرجت رغما عنه فقط. كما كانت ابتسامة كيكان مشرقة و طبيعية، لكنها نبعت من غرائز قاتلة، أما الخاصة بكوبيكيري فكانت تحمل معها نية قتل مخيفة بعدما جلب الثلاثة الأنظار، سُمِعت تصفيقات من المنصة التي وجه الجميع نظرهم إليها ليجدوا يدي باسل هي المسؤولة عن ذلك. كما تكلم باسل بعد ذلك بابتسامة متكلفة "جيد، جيد جدا، هذا ما يجب أن يكون عليه البقية أيضا، تعلموا منهم، فهؤلاء الثلاثة هم من فهموا ما أتكلم عنه جيدا، عندما أقول لنبدأ الاختبار، فلا تحدقوا بي، لكن قوموا بما فعله هؤلاء، سأضيف شرطا آخر، من لم يتحرك سيتجه إليه قائد من التشكيل بنفسه، لذا أنصحك إن كنت تملك قدمين، فاحرص على استخدامهما، عدم استخدام أفضليات و ميزات مملوكة بالرغم من احتياجك لها عبارة عن شيء غبي فقط" بقي الجميع يشاهد و بعدما استمعوا بحذر، دهشوا بقفز أربع قادة مرة واحدة من على المنصة و أحاطوا بهذه الأخيرة بجميع جهاتها، و تبقت فقط شي يو بجانب باسل الجالس على الكرسي الفاخر منتظرا بدا قادة التشكيل الأربع كما لو أنهم جنرالات يحمون الملك الذي يتربع على عرشه بقلعته، و الآن بوقوفهم في الساحة و تطبيقهم لضغطهم على الحضور، اهتزت ركاب الكثيرين و سقطوا على الأرض تكلم باسل بعبوس "ألم تسمعوا ما قلت؟" استغرب الكثير فأكمل باسل "لقد قلت حركوا مؤخراتكم إن لم تفهموا بالطريقة الطبيعية" [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] تحرك القادة الأربع في الجهات الأربع و استهدفوا أي شخص يقف من دون أن يتحرك، و في لحظة، اندلعت فوضى عارمة في الساحة بأكملها، أصبح هناك هاربون و مواجهون، كما كان هناك أشخاص لا زالوا غير قادرين على التحرك من شدة رعبهم هؤلاء، كانوا أول من استهدفهم قادة التشكيل الأربعة و جعلوهم غير قادرين على التحرك حقا بجعلهم يفقدون الوعي أما باسل، فوقف بمكانه و ابتسم بينما يقول "حسنا، لما لا نستمتع نحن الأربعة قليلا، أليس كذلك أيها السادة؟" تكلم باسل موجها كلامه لثلاث أشخاص صعدوا للمنصة. بعدما شرع قادة التشكيل في تصفية المتقدمين الذين لا يتحركون، أصبح طريق أولئك الثلاثة نحو باسل خاليا تماما، فكيف لهم أن يفوتوا مثل هذه الفرصة بعدما ظهرت؟ بعدما تكلم باسل مخاطبا إياهم، تكلم كيكان "لقد سمعت بليلة التطهير التي قمت بها، لذا أتيت لأرى ما معدنك، أتمنى ألا تخيب أملي" كما قال كوبيكيري "إنهم يسمونك قاتل الدم القرمزي، أتمنى أن تكون أهلا للقبك" أما سولو، فقد حافظ على هدوئه من دون التكلم، و بدل ذلك بدأ يشحذ طاقته السحرية، و فعل الاثنين الآخران نفس الشيء تباعا له قال باسل بعدما وجه يده نحوهم "لديكم أسباب مختلفة، لكنها تشترك في هدف واحد، اهتمامكم بي" أخذ باسل وضعية قتال غريبة، وقف بشكل مستقيم من دون أن يحدث أي اعوجاج بجسده و رفع يديه، اليد اليمنى أعلى بقليل من اليسرى، لكنهما اتخذا نفس الشكل. حرّك أصابع يده الأربعة مشيرا بذلك للثلاثة ليأتوا مع قوله "أنا مستعد كليا لكم، فلتقوموا بأفضل ما لديكم، هكذا ستكونون قادرين على الخروج بأقل قدر ممكن من العظام المكسورة" عبس الثلاثة فتحرك كيكان أولا بسرعة خاطفة و وصل سريعا أمام باسل ثم لوح بسيفه الذي جلب معه عدة سيوف مائية حادة يمكنها تقطيع الحديد بكل سهولة. عندما كان السيف متوجها، كان يحيط به عدة نسخ مائية من الأعلى و الأسفل، كما كان السيف السحري نفسه محاطا بعنصر الماء الذي تشكل كماء فعلي و دار بشكل مخيف حتى أن سرعة دورانه كانت تسمع من بعيد، كان الماء المحيط بالسيف ذو حجم رقيق للغاية و بدورانه اجتمعت الرياح حول السيف أصبح مدى السيف المحاط بعدة نسخ مائية منه يستطيع قتل عدة وحوش سحرية في تلويح واحد و المرور عبر الحوائط كأنها قطعة من الورق في مواجهة الهجوم الآتي من جانبه الأيمن، تحرك باسل بسرعة خاطفة للأمام قليلا عن طريق تنفيذه لخطوات خفيفة محاولا صنع مسافة أطول بينه و بين السيف السحري ثم ركل جنب كيكان الأيمن بشكل خلفي جاعلا إياه يفقد التوازن كان يبدو الأمر من الوهلة الأولى شيئا بسيطا، لكن عند تحليله، ستجد أن ساحرا من المستوى السابع و لن يكون بمقدرته التحرك بمثل هذه السرعة و تجنب هاته الهجمة القريبة منه هكذا، و لم يقتصر الأمر على التجنب فقط، بل مواصلة التحرك بهجوم مضاد جعل هجمة العدو عديمة النفع مع ضرب جنب كيكان، انتقلت صدمة الضربة عبر جسده بالكامل جاعلة إياه يتراجع لبضعة أمتار تكلم باسل بعدما أعاد وقوفه على نفس الوضعية التي اتخذها بالأول "الخطوة الأولى : قيادة الرياح" شهق و زفر باسل بشكل متواصل. حدق فيه كيكان و الآخران بشكل مستعجب، ما الذي فعله قبل قليل؟ لقد كانت خطواته غريبة للغاية، لم يفهموا ما حدث بالضبط ! لقد بدا كما لو أن رجليه قد انزلقتا مع الرياح، كما لو أن رجليه لم تتعرضا لأي مقاومة من الرياح التي تنتجها سرعة تحركه لكن بما أنهما لم يفهما لم يفكرا في الأمر أكثر. قام سولو الذي كان أول من شحذ طاقته السحرية برفع سيفه للأعلى ثم نزل به من دون أن يخرج حرفا واحدا [I]وووش[/I] مع نزول السيف السحري، نزلت سحابة تحمل خاصيتين، الصوت و البرق، قام الصوت بفرقعات مدوية بالهواء، معطية المجال للعقل ليتخيل ماذا سيحدث لو أصيب أي شخص بسحابة مثل هذه ! سوف يتعرض جسمه لصدمات صوتية تجعل أعضاءه من الداخل تنفجر. لكن هذه السحابة جلبت معها برقا أيضا، مما زاد من الأمر خطورة، قد لا يكون البرق الذي تكونه هذه السحابة بقوة الخاص بساحر البرق، لكنه مع ذلك كاف لشوي أي شخص لم يدافع عن نفسه بشكل جيد في مواجهة السحابة الطويلة و التي توجهت من الأعلى للأسفل بسرعة كبيرة - بنفس سرعة سولو في إنزال سيفه – لم يفعل باسل أي شيء حتى شارفت السحابة على ضربه، في لحظة، اختفى باسل من أمام ناظر سولو ليجده بعد ذلك خلف ظهره "الخطوة الثانية : ركوب الرياح" تمتم باسل ثم ركل سولو بركلة خلفية مرة أخرى في وسط ظهر سولو جاعلا إياه يبتعد لعدة أمتار كما حدث لكيكان دهش الثلاثة مرة أخرى، كيف يفعل هذا بالضبط؟ إنها ليست فقط السرعة، بواسطة هذه الأخيرة فقط لن يكون كافيا لمراوغة هجوم عن بعد مليمترات فقط، سيكون هذا مستحيلا، لكن مع ذلك قام باسل بمراوغة هجوم سولو في آخر لحظة قبل الاصطدام و ليس هذا فقط، بل حتى أنه قطع كل تلك الأمتار من دون أن يلاحظ بشكل جيد التقت السحابة بالأرض فانفجرت بصوت مدو تاركة آثار حرق، لو لم تكن المنصة مدعومة بسحر من المستوى السابع لظهرت حفرة عميقة في وسطها. قوة الصوت و حرارة البرق، هذان الاثنان معا كافيان ليحدثا حفرة عميقة في وسط الأرض إن تم تنفيذهما عن طريق هجمة بهذه القوة، ناهيك عن سرعة السحابة التي حملت هاتين القوتين، مما يجعل مثل هذا الهجوم صعب تجنبه و مستحيل الخروج بجسد سالم بعد تلقيه لو لم يكن هناك وسيلة دفاع جيدة لكن باسل راوغ هذا الهجوم بكل بساطة، و هذا الأمر جعل الثلاثة يصدمون تماما، فهو لم يستخدم أي سحر، لكنه مع ذلك كان قادرا على التحرك بمثل هذه الخفة حتى أنهم لم يستطيعوا تتبعه بعيونهم، بدت هذه المرة قدماه كما لو أنها استطاعت ضرب الهواء و القفز لمسافات بعيدة بخطوة واحدة لكنها في الحقيقة لم تضرب الهواء، و إنما جعل باسل الرياح التي تنتجها سرعة تحركه تساعده بدلا من أن تحد من حركته، كما لو أنه يركبها. عند تحرك أي شخص يصطدم برياح نتيجة لذلك، و هذه الرياح تزداد شدتها كلما زادت سرعة التحرك، لكن بدا كما لو أن باسل باستطاعته ركوب هذه الرياح و جعلها تزيد من سرعته بدل إنقاصها، لذا بدا كما لو أنه يركل الهواء تباعا لهجوم سولو، أمرَ كوبيكيري الذئب الفضي الذي توجه نحو باسل مع تفعيله لسحر البرق و بدأ يطلق شرارات برقية نحو عدوه بالفعل قبل أن يستهدف باسل بقرنيه مرة أخرى، اختفى باسل و ظهر خلف الذئب الفضي ثم لوح برجله راكلا إياه بشكل خلفي. ضُرِب الذئب الفضي بجنبه الأيسر فحلق لأمتار هو الآخر بينما يصرخ من الألم لكن بمجرد ما أن ركل باسل الذئب الفضي حتى وجد سيفا سحريا يتكهرب قليلا يستهدف رقبته. في هذه اللحظة، اعتقد كوبيكيري أنه قد أنهى أمر باسل تماما و لا شك في هذا، فهو بدأ يرى التقاء سيفه السحري برقبة باسل و في لحظة [I]ووش بام[/I] "الخطوة الثالثة : مواكبة الرياح" تكلم باسل بهذا بعدما ضرب ظهر كوبيكيري بركلة خلفية و جعله ينضم للذئب الفضي هذه المرة، صعق الثلاثة كليا، هذا مستحيل تماما، لقد شاهدوا السيف يبدأ بلمس رقبته بلا شك، لم يعد هناك أي مجال للمراوغة بتلك اللحظة، و مع ذلك، كان باسل قادرا على الانسلال و ركل العدو مرة أخرى لم يسع الثلاثة سوى التحديق به بغرابة كبيرة و لم يعد بإمكانهم معرفة ماذا يفعلون بعد الآن، فمحاولاتهم كلها كانت من دون فائدة. و الأكثر إدهاشا في الأمر هو قدرة باسل على مراوغة هجماتهم مع ردها في نفس الوقت بدون استخدام و لو قدر قليل من الطاقة السحرية في الحركة الأخيرة، كان باسل قادرا على كسر جميع مفاهيمهم التي اكتسبوها من خبراتهم القتالية، ففي المرة الأخيرة، لم يستطيعوا رؤية أي شيء أبدا، لا الظاهر و لا الخفي ابتسم باسل ثم قال بداخله "أتفهم صدماتهم تلك، فعند إتقاني لهذا الفن كليا البارحة، لم يعد بإمكاني منع نفسي من الشعور بنشوة لا توصف" كان باسل قادرا على التحرك بهذا الشكل بسبب تنفيذه لفن قتالي كان يتعلمه طوال سنتين تقريبا باستمرار، لكنه لعدم وصول جسده للمستوى المطلوب، لم يكن باستطاعته إتقانه مهما حاول. لكن بعد الحرب، و بدءه التدرب من جديد، وجد نفسه قد تطور كثيرا عما سبق، و جسده وصل للمستوى المطلوب أخبره معلمه فيما سبق أن يتدرب باستمرار و من دون توقف على هذا الفن القتالي الذي علمه إياه حتى لو لم يكن باستطاعته إتقانه حاليا، فعلى الأغلب سيكون بإمكانه فعل ذلك بعدما يصل لقمة المستوى السابع لكن بسبب التطورات الغير متوقعة التي حدثت لباسل، كان جسده قادرا على الوصول للمستوى المطلوب بشكل أسرع و أتقن الفن القتالي كليا، و البارحة فقط كان قد أكمله تماما، لذا هذه أول مرة يستخدمه في معركة حقيقية سبب عدم فهم الثلاثة لما يحدث بسيط، هذا الفن القتالي غير موجود بهذا العالم أبدا، فباسل الذي تدرب على الفنون القتالية منذ صغره، تفاجأ بالفرق الشاسع بين الفنون القتالية التي هنا و هذا الفن القتالي الذي علمه معلمه له كانت ذاكرة باسل جيدة للغاية، حتى أنه يتذكر أبسط التفاصيل و يراها بذاكرته كما لو أنها صورة أمام عينيه، و هذا الأمر ساعده كثيرا في حل الألغاز و الأحجيات، إضافة للفنون القتالية التي كان يستطيع تنفيذها بمجرد المحاولة لمرات قليلة فقط لحمله صورة الحركة في ذاكرته بكل وضوح و مع ذلك، كان إتقان هذا الفن أمر صعب للغاية، فقد مرت تقريبا سنتين على أول مرة بدأ يتعلمه فيها، و النتائج التي تحصل عليها باسل من ذلك أخيرا جعلته يتجاوز مزاجه المعكر بسبب ما حدث في الأيام الأخيرة و يرجع له مزاجه الجيد مرة أخرى سمع باسل من معلمه أن هذا الفن القتالي مجرد فرع صغير جدا من جزء بسيط من واحد من الفنون السامية الأربعة عشر. مما جعل باسل يتساءل عن مدى قوة الفنون السامية الأربعة عشر إن كان مجرد فرع صغير جدا منها يحمل معه كل هذه الإمكانيات و بالطبع، الفنون السامية الأربعة عشر شيء لن يستطيع فهمه و لا استيعابه حاليا، فما بالك بتعلمه و إتقانه؟ من بين السحرة الروحيين، من يستطيع استخدام جزء بسيط من الفنون السامية الأربعة عشر يكون بمقدوره ذبح سحرة روحيين أرفع منه في المستوى حتى. فقط بإدراكه لجزء بسيط يهابه الجميع و يصبح في مكانة خبير فنون سامي الآن، أتقن باسل مجرد فرع صغير جدا من جزء بسيط من فن سامي، و مع ذلك، هذا الفرع الصغير جدا باستطاعته أن يكون ذو فائدة عظيمة في مواجهة سحرة، فكما حدث ضد الثلاثة، كان باسل قادرا على مراوغة هجماتهم ببساطة مع ردها بشكل غريب، لا يعرفون متى و كيف راوغ أو من أين رد الهجوم ابتسم باسل و أحس بشعور مرضٍ للغاية، لقد أثمرت جهوده أخيرا، كم كان من المرهق الاستمرار لأكثر من سنة و نصف في التدرب على فن قتالي لا يمكنه رؤية صورة مستقبلية لإتقانه إياه اتخذ وضعية القتال مرة أخرى و تكلم مخاطبا الثلاثة "هذه المرة لن أدافع فقط و أرد الهجوم" عبس الثلاثة و أغلقوا جميع ثغراتهم الدفاعية و رفعوا من حذرهم لأقصاه مع قيامهم بالمثل لحواسهم مع حفاظه على ابتسامته على وجهه، قال باسل بداخله "الفنون السامية ! لقد أثارت اهتمامي الآن، فقط هذا الفرع الصغير جدا بهذا المستوى ! يا له أمر مثير للاهتمام، يا له أمر يجعل فضولي يغلي" كان هذا الفرع الصغير جدا عبارة عن فن قتالي أصله من فن سامي، و بناء على كلام معلمه، علم باسل أن اسم هذا الفن القتالي كان 'خطوات الرياح الخفيفة' شحذ الثلاثة سحرهم في انتظار باسل ليتحرك بينما قطرات التوتر تنزل على وجناتهم. ليس هناك ما هو أكثر إخافة من المجهول، قد لا يكون باسل حاليا يبدو لهم بذلك التهديد، لكن مع ذلك، عدم معرفتهم بما يفعله جعلهم حذرين للغاية، من يضمن لهم أن تلك التحركات الغريبة التي يقوم بها لن تكون سببا في خسارتهم؟ في الجانب الآخر، شهق باسل و زفر عدة مرات، حتى رتب دورته التنفسية و أصبحت كالنسيم العليل، هادئة للغاية، و بدى باسل الذي ينفذها مرتاحا للغاية في لحظة، زفر باسل كما انطلق كشعاع ضوء و انزلق مع الرياح فركبها ثم واكب سرعتها. لم يعرف الثلاثة ما حدث بالضبط حتى وجدوا أنفسهم قد ركلوا مرة واحدة من الخلف، و هذه المرة لم يسلموا ببضع كدمات، هذه المرة سمعوا عظامهم قد بدأت تكسر هذه المرة، لم تكن سرعة باسل تقارن بما سبقها من سرعة أبدا. و السبب كان في خطوات الرياح الخفيفة التي نفذها. لم يقتصر باسل في تحركه هذه المرة على خطوة واحدة، بل قام بجمع الثلاث خطوات مرة واحدة و جمعها في تقنية مشتركة "خطوات الرياح الخفيفة" باجتماع الخطوات الثلاث - قيادة الرياح، ركوب الرياح، مواكبة الرياح – يتم خلق الفن القتالي خطوات الرياح الخفيفة. قام باسل سابقا بتنفيذ كل خطوة على حدة، لذا عندما قام بتنفيذها كلها مرة واحدة في تحركه، تفاجأ كثيرا الثلاثة سولو، كيكان، و كوبيكيري لم يتوقف باسل عن هجومه، فهذه المرة أصبح هو المهاجم و الثلاثة هم المدافعين، لكن اختلفت حالتاهما، فباسل قد نجح في دفاعه، لكن الثلاثة لم يستطيعوا و تعرضوا لركلات باسل الذي يختفي و يظهر بسبب سرعته الهائلة و التي لا يستطيعون تتبعها بأعينهم استخدم الثلاثة سحرهم و رموا باسل بهجماتهم، اتجهت سحب محاصرة طريقه لكنه انسل من بينها قبل أن تغلق جميع منافذ هروبه، فاعترض طريقه الذئب الفضي الذي نوى اختراقه بقرنيه مع تنفيذه لعدة صعقات برقية كالتي قام بها مستدعيه كوبيكيري من خلف باسل، و مع ذلك، استطاع باسل الهرب من هجمات كوبيكيري عن طريق فتح طريقه بإبعاد الذئب الفضي عنها بواسطة ركلة جعلت أضلاع الذئب الفضي تتحطم ليصرخ بشكل مزري، و من حيث لا يتوقع، هطلت عليه رماح و أسهم من الماء وصل عددها للعشرات من السماء مع مواجهته لسيف كيكان الذي نوى اختراق حنجرته، لكن باسل قام ببساطة كما بدى للثلاثة بمراوغة الرماح و الأسهم كلها إضافة لسيف كيكان السحري و المعزز بعنصر الماء راوغ باسل جميع هجماتهم من دون استثناء و لم تستطع و لا واحدة منهن إصابته، كان ينزلق من هجماتهم كما لو أنه الرياح، و كان ينطلق لمهاجمتهم كالرياح، ثم يركلهم بمساعدة من الرياح الثلاثة الذين لم يعودوا يفهمون ما يحدث، بدؤوا بالاعتقاد أن بنية باسل الجسدية تصل لمستوى خارق، و إلا لن يكون قادرا على التحرك هكذا من دون استخدام أي سحر. و مثل هذا الشيء جعل قلوبهم تهتز، لو كانت له مثل هذه البنية الجسدية، فما مستواه إذا؟ هل هو حقا بالمستوى السابع فقط كما سمعوا من الإشاعات، هل هذه الأخيرة كانت تقلل من شأنه بدل رفعه؟ حتى الآن، لم يبدو على باسل أي تعب على الإطلاق، لكن في الجهة الأخرى، كان الثلاثة مرهقون للغاية. لكنهم مع ذلك لم يستسلموا و استمروا في كفاحهم. لم يستطيعوا معرفة ما يحدث ! فَـفَجأة، بدأ هذا الفتى الصغير يبدو لهم كجبل لا تُرى قمته لهم مهما حاولوا تسلقه كان باسل يستمتع بالقتال في الحقيقة، فلقد أتى قتال مناسب ليتدرب في معركة حقيقية على هذا الفن القتالي المذهل، لذا كان مزاجه جيدا للغاية، و على عكسه، لهث الثلاثة و تنفسوا بصعوبة استمر باسل في تحركاته بخطواته الخفيفة كاسرا عظام الثلاثة في هذه الأثناء، كان قادة التشكيل قد أخرجوا الكثير من الاختبار و قل عدد المشتركين من عشرات الآلاف للآلاف، هناك من لم يستطع التحرك فوجد نفسه غير قادر على ذلك حقا بفقدانه الوعي، و هناك هرب فصادف قادة التشكيل في طريقه، و هناك من امتلك الشجاعة فقاتل لكنه لم يمتلك الإمكانيات ليصمد طوال هذه المدة أمام قادة التشكيل لم يتبقى سوى خمسة آلاف، و لم يتبقى الآن سوى المقاتلون، كلهم كانوا في حالة يرثى لها، حتى لو اجتمعوا كلهم على أربعة من سحرة بالمستوى السادس فلن يكون بمقدورهم هزيمتهم، فغالبهم كان بالمستوى الثالث، كما كان هناك بعض الموهوبين النادرين بالمستوى الرابع، و هؤلاء، بعددهم هذا، لا زال أربعة جنرالات فوق قدر تحملهم استخدم قادة التشكيل الأربعة سحرهم، فاحترق البعض، و تجمد الآخر، كما صرخ الآخر من الرعب، اختلفت طرق معاناتهم، لكنهم جميعا انتهوا بتلقي الهزيمة مهما كانت الطريقة كان فانسي يتلاعب بالمتقدمين و يفقدهم الوعي بضربات منه، كما قطع برودي الأعداء بشفرات جليدية، و دفن شينشي البعض بكتل جلدية ساحقا إياهم، ثم حرق تورتش كل من يقترب منه أو من لا يتحرك. لم يكن هناك من هو قادر على مجاراتهم لوقت طويل أبدا أولئك الثلاثة الذين يقاتلهم باسل كانوا أقوى المتقدمين للاختبار، و مع ذلك، لم يصمدوا أمامه من دون استخدامه للسحر حتى، هناك بعض الأشخاص قد شاهدوا مثل هذا الأمر المجنون و فقدوا الرغبة في القتال تماما، فتوقفوا ليجدوا قادة التشكيل ينهونهم تماما و فوق المنصة، استهلك الثلاثة قدرة تحملهم بالكامل، و فرغت طاقتهم السحرية، و لم يعد أمامهم أي خيار آخر غير قبول مصيرهم و تحمل تكسر بعض العظام الأخرى ابتسم باسل ثم قال "لقد كنتم أولاء فائدة حقا، افرحوا، لقد اجتزتم الاختبار" استغربوا فالتفوا ليجدوا شي يو قد تقدمت إلى أمام المنصة ثم تكلمت عبر مكبر الصوت "لقد انتهى الاختبار الأول، الألف المتبقية ستمر للاختبار الثاني" توقف الجميع عندها عن التحرك، و لا يهم إن كان متقدما قد نجح في الختبار الأول أم لا، كلهم سقطوا على الأرض من شدة الإرهاق أما الثلاثة الذين قاتلوا بالمنصة، استهجنوا بعد كلام باسل و سقطوا غائبين عن الوعي، لقد استنزفوا طاقتهم السحرية بالكامل في محاولة إصابة باسل، و مع ذلك لم ينجح هذا معهم أبدا و خرجوا من دون الحصول على نتيجة بذلك اقترب باسل من شي يو ثم تكلم "حسنا، هل وجدنا بعض المواهب؟" ابتسمت شي يو و أجابت "نعم يا سيدي، لقد حرصت على اختيارهم طبقا للمواصفات التي قلتها لي" ابتسم باسل ثم قال "كما هو متوقع منك يا شي يو، ليس هناك أحد آخر قد أعتمد عليه في هذا غيرك" خجلت شي يو من كلام باسل، فكلامها معه بطريقة مناسبة و صحيحة فقط لأمر مدهش، و بمدحها من طرف باسل، بدأت تتوتر مرة أخرى تكلم باسل بعد مشاهدته لهذا الأمر "حسنا، لما لا تخبريهم بما أنك بدأت الكلام بالفعل؟" شي يو التي كانت ستدخل في حالة من التوتر، هدأت من نفسها ثم حدقت في باسل و قالت بابتسامة "حسنا يا سيدي" تكلمت عبر مكبر الصوت من جديد "لقد من الاختبار ألف بالفعل، لكن لم يقصى كل من لم يتجاوزه، سأختار البعض منكم من تأهل في اختبار خفي" "اختبار خفي؟" استغرب الجميع كما فرح أكثرهم. لم يتجاوزا الاختبار الفعلي لكن من كان يعلم أن هناك اختبارا خفيا في الحقيقة، هذا الأمر جعل الذين لم يتأهلوا في الاختبار الفعلي يفرحون لأن فرصة قد ظهرت أمام أعينهم، و الآن كل ما عيهم فعله هو تمني أن يكونوا من بين المختارين الذين تم اقتناءهم نزلت شي يو من على المنصة ثم مرت من بين الجموع بينما تشير بأصابعها لبعضهم لينضموا لجانب الألف التي مرت، فرح الكثير بما أنهم تم اختيارهم، كما تم تخييب أمل الأكثر مرة أخرى كانت شي يو صاحبة موهبة في كشف المواهب، إضافة لاستراتيجيات الحروب، و خطط للهجوم و الدفاع، و شخص مثلها، كان قوة الذاكرة شيء من اختصاصها، لذا ترك باسل لها مثل هذه المهمة الهامة لثقته بها اختارت شي يو العشرات من الآلاف، لذا المجموعة المحظوظة كانت قليلة العدد مقارنة بعدد المتقدمين، لكن لم يكن هناك أي شكاوي من أي شخص أبدا بدأ المتقدمين في التراجع محاولين الخروج من المعقل بعدما انتهى عملهم لكن قبل فعلهم لذلك، صرخ باسل بمكبر الصوت جاعلا إياهم يتوقفون في أماكنهم "سأمنحكم فرصة" قفز باسل من المنصة و نزل على الأرض ثم ابتسم و قال بغرور "قاتلوني، أنا لوحدي، و أنتم كلكم ضدي، و إن فعلتم، سأفكر في منح البعض منكم فرصة أخرى" لم يصدق أي أحد من الغير متأهلين ما سمعوه، و ليس هم فقط، بل جميع الأشخاص الموجودين هنا غير قادة التشكيل ألا يعلم أن هناك عشرات الآلاف منهم هنا؟ قد يكونون مرهقين، و بعضهم لم يعد قادرا على التحرك جيدا حتى، لكن مع ذلك، إنهم عشرات الآلاف، هذا أمر مثير للسخرية تكلم باسل "سترافقونني في متعتي بما أنني في مزاج جيد أم ستحرمونني منها؟ الخيار لكم، كلانا سيفقد شيئا إن لم تقبلوا، أنتم ستنزلق الفرصة التي قلت أنني سأعطيها لكم، و أنا لن أستمر في التمتع أكثر، لذا الخيار الأفضل واضح وضوح تلك الشمس في الأعلى" حدق الغير متأهلين في بعضهم البعض و ظهرت ابتسامة عريضة على وجه كل واحد منهم كما احمرت أعينهم، فأزال الذي يحمل أحدا آخر هذا الأخير عنه و تركه يحمل نفسه، فالآن، لن يكون هناك أي رحمة في قلوبهم، أمامهم فرصة ليتلقوا مجدا عظيما و ثروة ضخمة، من سيتذكر أحدا آخر في هذه الأزمة؟ في الحال، صرخ الغير متأهلين و الذين وصل عددهم لعشرات الآلاف و انطلقوا نحو باسل كوحوش جائعة أمامها الوجبة الوحيدة و التي ستكفيهم جميعا، فقط السطح الخارجي لهذه الوجبة له مذاق خاص، و كذلك كان فهم الغير متأهلين للأمر، فهم تسابقوا بفكرة أنهم إن استطاعوا هزيمة باسل أولا فسيتذكرهم و يجعلهم و من الذين سيعطيهم فرصة أخرى لذا تحول الأمر لسباق مفجع، من لم يستطع التحرك لعن حظه و تمنى لو أن لديه القوة ليجري فقط بدأت الآلاف تقترب من باسل كما ارتفعت صرخاتهم و كانوا كمقاتلين يحاولون استرداد حق مسلوب منهم، كما لو أن أمامهم قاتل أبوهم، لم يعد أحد يهتم بالآخر. ركزت أعينهم على باسل فقط من دون أن تتشتت نظراتها باتجاه آخر في مواجهة الأعداد المهولة، تحرك باسل بخفة خارقة و مر من بينهم كالرياح التي تأتي و تذهب مخلفة وراءها آثارا عظيمة مخبرة مشاهدها بما حدث من مشاهد فظيعة. إنه يستمر في التطور باستخدام الفن القتالي، كلما استعمله أكثر كلما استطاع فهم عمقه أكثر، تحركت أذرعه و أرجله في اتجاهات مختلفة و كل ضربة منه جعلت العشرات يقذفون بعيدا ببنيته الجسدية التي تخطت المستوى السابع بالفعل، و سرعته التي أنتجها بانطلاقته إضافة للفن القتالي خطوات الرياح الخفيفة، كانت كل لكمة أو ركلة منه تستطيع صنع رياح ضاغطة من شدة قوتها مخترقة بذلك صفوف المئات ثم الآلاف استخدم خصوم باسل سحرهم كلهم مرة واحدة، سحر التحول، الماء، الرياح، الوهم، السحاب، الأرض، الضوء، الظلام، البرق، الاستدعاء، النار، إضافة للأسحار التي تعتبر كعنصر ثانوي كسحر الجليد و سحر الثلج، فهما عنصران ثانويان لعنصر الماء، و سحر العقل كعنصر ثانوي لعنصر الوهم كان هناك أربعة عشر سحر أساسي بهذا العالم، كما كان هناك بعض عناصر السحر التي ظهر مع مرور الوقت و الزمن عناصر ثانوية لها، كالماء، مع تطور سحرة هذا العالم على مر العصور، أصبح هناك أشخاص يظهر لديهم عنصر الماء على شكل جليد، و آخرون يظهر لهم على شكل ثلج، و هذا أيضا حدث لسحر الوهم الذي ظهر منه عنصر العقل كعنصر ثانوي له تعرض باسل لهجمات من جميع أنواع السحر إلا ثلاثة، سحر العلاج و الذي يمكن توظيفه في استهداف نقط الخصم الأصلية و جعلها تعاني، مع حمل مستخدمه لميزة تركيز عنصر العلاج على جسمه ثم القتال و علاج الجروح بنفس الوقت، سحر العلاج هذا كان نادرا أيضا لكنه لم يصل لندرة عنصر التعزيز و أيضا سحر التعزيز النادر جدا، ليس هناك سوى عشرات قليلة في كل عدة أجيال، إضافة لسحر الدمار، و الذي يكاد يكون غير موجود حتى، لم يظهر لآلاف السنين حتى الآن أي شخص يحمل معه هذا العنصر الذي يعتبر أقوى عنصر سحري بهذا العالم طالما لم يظهر هذا العنصر السحري، يكون عنصر التعزيز دائما يحتل القمة، لكن عنصر التعزيز لا يحتلها مع حفاظه على مسافة بعيدة عن بعض عناصر السحر الأخرى كما يفعل عنصر الدمار الذي عندما يظهر يجعل باقي عناصر السحر الأخرى كلها تحت سيطرته، و يبقى عنصر التعزيز هو العنصر الوحيد القادر على مواجهته قليلا الآن، كان باسل يتعرض لهجمات من أحد عشرة سحر أساسي، اثنان منهم لهما عناصر ثانوية، مما جعلهم أربعة عشر عنصر سحري و مع ذلك، في مواجهة بنيته الجسدية التي تخطت المستوى السابع بالفعل، لم تأثر فيه غالب تلك الهجمات، و التي بدت أنها ستترك آثارا لها على جسده، راوغها باستخدام الفن القتالي خطوات الرياح الخفيفة ثم هاجم مرة أخرى استمرت المعركة بين باسل و الغير متأهلين لوقت طويل غير معلوم. و في الأخير بدأ يظهر التعب على باسل، كما أصبحت تحركاته أكثر بطئا. و مع ذلك، كان هذا قد حدث بعدما أنهى جميع الغير متأهلين الذين كانوا مرهقين بالفعل من معركتهم الأولى كلهم كانوا على الأرض، هناك من غاب عن الوعي، و هناك من لم يعد يستطيع التحرك أكثر، و هناك من إصابته لا تسمح له بالتحرك حتى. و في الأخير، لم يستطيعوا هزيمة باسل و أصبحوا خائبي الأمل أكثر و بدؤوا يلعنون أنفسهم على تفويتهم الفرصة الذهبية لكن، بعدما انتهى القتال الطويل و المرهق، استجمع باسل أنفاسه، حتى بالنسبة له كحامل لبنية جسدية قد فاقت المستوى السابع كان هذا الأمر مرهقا للغاية بالنسبة له، فحتى لو كان كل هؤلاء السحرة الذين قاتلهم متعبون من معركتهم السابقة ضد قادة التشكيل الأربع، فلا زال الأمر صعبا، و إضافة لذلك، استخدامه للفن القتالي خطوات الرياح الخفيفة كل هذا الوقت أثر عليه كثيرا. إذا زاد الأمر عن حده انقلب لضده بعدما انتهى باسل من استجماع أنفاسه، تحدث عبر مكبر الصوت مرة أخرى "و الآن، لنتحدث عن الفرصة التي أخبرتكم عنها" "همم ! " استغرب الجميع كثيرا، ما الذي يقصده بهذا؟ ألم يخسروا في مواجهته قبل قليل؟ لما سيعطيهم هذه الفرصة؟ ابتسم باسل بعدما شاهد نظراتهم تلك و فهم ما الذي يحدث، قال عندها "يبدو أنكم قد أسأتم الفهم، لم أقل أبدا أنكم تحتاجون لهزيمتي لأعطي البعض منكم فرصة أخرى، لقد قلت قاتلوني لأتمتع و سأفعل، لا شيء آخر" أولئك من كانوا بوعيهم، نسوا جروحهم و عظامهم المكسورة كما صاحوا بجنون من شدة الفرح أصبح الجميع في حالة من النشوة التي أتت من الفرحة، فليس أي شخص يستطيع الانتماء لجيش ما بكل بساطة، و جيش قاتل الدم القرمزي أصبح مشهورا للغاية مؤخرا، و لابد من أنه غني، لذا كان مستهدفا من الكثير من الطموحين. بالطبع كان هناك من أتى ملاحقا السمعة، الشرف، الفخر، الوطنية، كان هناك الكثير من الأهداف المختلفة كما كان اختلاف أصحابها بالطبع عندما ذكر باسل أمر مقاتلتهم إياه، مباشرة أتت فكرة لذهنهم، أنهم يحتاجون لهزيمته. لكنهم كانوا مخطئين، لذا بعد معرفتهم الحقيقة، أصبحوا في قمة سعادتهم تكلم باسل مخاطبا إياهم "كما وعدتكم، سأعطي فرصة أخرى لبعض منكم، و سأختارهم بنفسي" وقف الجميع و من لم يستطع تشبث في واحد آخر. مر باسل من بينهم بينما يختار واحدا بواحد، حتى جمع في الأخير حوالي المائتين منهم، و الباقي منهم لم يحالفه الحظ عبس كل من لم يتجاوز الاختبار، لكن هم في عالم يمكنك كسب كل تريد عن طريق الجدارة فقط. لذا لم يكن هناك أي اعتراض في قلب أي واحد منهم غادر من لم يختره باسل بكل حزن، لكن ليس هناك خيار آخر. لكن، قبل مغادرتهم كليا من المعقل، صرخ باسل عبر مكبر الصوت "بوابات الانضمام للتشكيل مفتوحة دائما من بواباته الواسعة، لكن هناك شرط واحد، يجب عليكم أن تستحقوا الانضمام بكل جدارة، و إن لم تستطيعوا، فلتعلموا أنكم كنتم رجالا بذلك المستوى فقط. لقد خسرتم اليوم ضدي، لكني كما لا أريد لنفسي التعرض للضرب فقط و عدم رده، سأريد هذا الأمر لكم أيضا يا من تريدون اتباعي، لذا كونوا رجالا و لا ترضوا بضرب مؤخراتكم بدون رد ذلك، أنا موجود عندما تستعدون، عندها يمكنكم المجيء و محاولة ركل مؤخرتي، فربما قد تردون بعض الضربات" توقف كل من كان مغادرا و التف نحو باسل، حدقوا به جميعا ثم تكلم واحد منهم صارخا "انتظر فقط، سوف أتدرب بجنون و أرد لك كل الضربات التي تلقيتها اليوم منك" أكمل واحد آخر "همف، فتى يخبرنا أن نكون رجالا، يا لها من مهزلة" رفع سيفه للأعلى و صرخ "أيها السفلة ! هل سنترك فتى أصغر منا يخبرنا أن نكون رجالا؟ بالطبع لا، فلنتعهد على الرجوع إلى هنا و نضرب مؤخرته السافلة إلى أن تصبح حمراء، إن أراد رجالا سيجدهم، أ أنا مخطئ أيها السفلة؟" تكلم كل من لم يتأهل بحرقة حارقة في صدورهم صارخين "بالطبع لا" أكمل العديد من الأشخاص بتتابع "لقد خسرنا اليوم، لكننا سنفوز المرة القادمة أو التي بعدها أو التي تليها، لا يهم متى، لكن بعد كلامك هذا يا قاتل الدم القرمزي، سأحرص على الدخول للتشكيل بجدارة و لو من بابه الأضيق" "هذا صحيح، نحن ذاهبون لكننا عائدون، سنأخذ طريقا منعطفا فقط" قال قائد فرقة أبهم سابقا بينما يجر معه واحدا من رفقاءه "هذا صحيح" لقد خسر اليوم الفرصة أيضا. و أكثر ما جعله متحرقا للانضمام بعد هذه الخسارة، هو فخره الذي وجده مجرد فخر وهمي. عرف أثناء المعركة عن قوة أبهم الحقيقية، كما شاهد أخته شي يو التي وجدها قد أصبحت قائدة من التشكيل. بعد رؤيته لكل هذه الأشياء، كان يريد قتل نفسه، لقد اغتر بنفسه كثيرا، و الأسوء هو أنه لم يكن أهلا لغروره ذاك و لو قليلا أصبحت الأجواء بين الغير متأهلين حية بعدما ماتت، و كل واحد منهم حمل معه نارا مشتعلة لا تنطفئ إلا بتحقيق الهدف. اليوم غادر عشرات الآلاف المعقل، لكن و لا واحد منهم كان نفس الشخص الذي دخل إليه بالأول بعد مغادرتهم، تكلم باسل للمائتين التي اختارها "لقد منحتكم فرصة، و هي كالتالي، ستُمنحون وسائل التدريب، و لكم مهلة شهرين فقط، و من لم يصل للتوقعات، لن ينضم للتشكيل، الأمر بهذه البساطة، لكني سأخبركم بشيء ما، فلتعلموا أنكم إن لم تدخلوا للتشكيل بعد منحكم كل الوسائل المساعدة، فلا أظن أنكم ستفعلون بعد ذلك أبدا" سأل واحد منهم "إذا نحن لم نمر للاختبار الثاني؟" أجاب باسل "بالطبع لا، أولئك من استحقوا المرور قد فعلوا في الاختبار الأول، لكن أنتم قد مُنِحتم فرصة أخرى، فرصة أن تتدربوا بدعم من التشكيل، و إن فشلتم و لم تحكموا القبض على هذه الفرصة، فسيتجاوزكم أولئك الأشخاص الذين غادروا قبل قليل، فالشعلة التي تولد من الخسارة لا شك في أنها أقوى من التي يضعف توهجها بسبب الفوز" أحكموا قبضاتهم و فكروا مليا بكلمات باسل بعد الانتهاء من الاختبار الأول، ظهرت فرقة علاج، و بقيادة شي يو بدأت تعالج كل من يحتاج لذلك وصلت شي يو لجهة أبهم ثم جلست تعالجه بصمت. برؤيتها لم يتحدث أبهم أيضا و ظل ساكتا و ساكنا تاركا أخته تقوم بعملها. كانت دهشته الأكبر هو مستوى أخته المذهل، لقد عالجت جروحه بسرعة كبيرة جدا، سابقا، كانت بالمستوى الثاني فقط و كانت تأخذ وقتا طويلا جدا لعلاج مثل هذه الجراح بعدما اقتربت شي يو من الانتهاء، تكلمت أخيرا بينما توجه نظرها نحو الجرح الذي في فخذ أخيها "لقد قمت بعمل جيد باجتيازك الاختبار، سيدنا باسل شخص حكيم، و إن اتبعته بإخلاص، ستتلقى مكافآت جيدة مقابل ذلك" حدق أبهم في أخته الكبرى و التي تغيرت كثيرا عما يعرفه، شي يو التي أمامه لم تعد هي نفسها التي في ذكرياته بعد الآن. جعله هذا الأمر حزينا قليلا، فهو اعتاد أن يتصرف بكل جبن و خوف ليتجنب المتاعب التي قد تسقط أخته الكبرى في مشاكل أكبر. وجد أن التصرف بضعف أفضل وسيلة ليراوغ أعين الناس و اهتماماتهم به و بأخته الضعيفة. لكنه اليوم وجد أن أخته لم تعد بحاجة لتلك الحماية المستميتة، هذا الأمر جعله يتفكر في حاله قليلا ابتسم أبهم نصف ابتسامة ثم قال "يبدو أنك تقدرينه كثيرا يا أختاه" لم تتلاقى عيني شي يو بعد بالخاصة بأبهم بسبب تركيزها على الجراح، لكنها تكلمت بالرغم من ذلك مجيبة عن سؤاله "بالطبع، فسيدنا قد غير من حياتي و حياة الكثير، ليس هناك شخص أعظم منه، ستعلم عما أتكلم إن استطعت الاقتراب منه كفاية لمشاهدته على الدوام" اقترب منهما شخص ما بعد مدة من بدءها في معالجة أخيها ثم تكلم "لقد اجتزت الاختبار الأول كما كان متوقعا، فلتبذل جهدك في الاختبار الثاني" كان هذا الشخص هو باسل الذي التف و غادر بعدما تحدث. ترك أبهم في حالة اندهاش، إنه حقا قاتل الدم القرمزي ذاك ! لا زال أبهم لم يعتد بعد على هوية باسل الحقيقية انتهت شي يو من عملها بعد مدة من الوقت ثم تكلمت بعدما حدقت في وجه أبهم "فلتبذل جهدك، يبدو أنك قد كسبت اهتمام سيدنا، بما أنه أتى بنفسه إليك مخبرا إياك بما قال، فلا شك أنه يضع عينيه عليك. إن كنت يوما في صغرك قد حلمت كباقي الرجال أن تكون أقوى رجل في العالم، فهذه فرصتك العظمى، كما تغيرت حياتي، يجب أن تغيرها أيضا" وقفت شي يو ثم قالت "لذا، لما لا تحاول البدء في التخلي عن شخصيتك المتصنعة، فكما ترى، أنا لا أحتاج للحماية بعد الآن" قالت هذا الكلام ثم غادرت تاركة أخاها مذهولا. قال أبهم بصوت منخفض بعدما وقف و نفض الغبار عن ملابسه "يبدو أنها تغيرت حقا..." تذكر صورة شي يو عندما قالت آخر جملة له "فلم يسبق لي أن رأيت مثل تلك النظرات الهادفة تأتي منها في حياتي" اجتمع كل من تأهل في الاختبار الأول و الذين اخترتهم شي يو تحت المنصة التي كان يقف عليها باسل إضافة لقادة التشكيل الذين يقفون خلفه تكلم باسل موجها كلامه لهم "من اليوم فصاعدا، أنتم من جيشي، أنتم أفراد من التشكيل" استغرب الجميع من كلام باسل، لقد ظنوا أن أمامهم اختبارات أخرى قبل أن يقبلوا في التشكيل، لكن ظنهم كان مخطئا أكمل باسل "الاختبار الأول كان للانضمام، و من نجح أو تم اختياره من قبل القائدة شي يو فليعتبر نفسه عضوا من التشكيل الآن. أما عن الاختبار الثاني، فسيكون من أجل تحديد مراتبكم. ستتقاتلون في الكولسيوم هناك، لقد جعلنا الجمهور ينتظر كثيرا لذا سنبدأ حالا، فليتوجه كل من اجتاز الاختبار الأول للكولسيوم، لكن قبل هذا ستختار القائدة شي يو مرة أخرى البعض منكم ليبقوا هنا مع من اخترتهم بالأول" اتباعا لأمر باسل، توجه كل من تأهل للاختبار الثاني و لم تختره شي يو ليبقى هنا نحو الكولسيوم الضخم الخاص بعائلة كريمزون. أقيمت العديد من المبارزات و المسابقات السحرية هنا. راهن الكثير من النبلاء على محاربيهم. كل عائلة نبيلة من بين العائلات العشر الأوائل لديها كولسيوم، و في كل مرة، كانت عائلة ما تنظم قتالات تضم سحرة من مستوى معين و ما أسفله بسماع أن تشكيل قاتل الدم القرمزي قد فتح أبواب الانضمام و سوف تقام عدة معارك بالكولسيوم، أتى آلاف الأشخاص ليشاهدوا الحدث و يتمتعوا بالقتالات، فأغلبهم ناس عامة و لا يرون قوة السحرة مباشرة عادة كان الجميع متحمسا كما كان المتأهلون، ألف إلا قليل كلها توجهت نحو الكولسيوم و دخلوا من بوابة معينة. قادهم في الطريق عدة جنود من التشكيل إلى أن وقفوا أمام 10 طاولات بها أشخاص يحمل كل واحد منهم ريشة كتابة تكلم الشخص الأوسط بينهم "فلتنقسموا لعشر مجموعات، و كل مجموعة تذهب لطاولة، سوف يتم تسجيلكم باللائحة الأولية ليتم تفريقكم بالمراتب طبقا لمهارتكم" قام المتأهلين بما قاله ذلك الشخص، و بدأ التسجيل بالساحة الخارجية، تحدث باسل مع من اخترتهم شي يو "أنتم سوف تتبعون من الآن فصاعدا أوامر القائدة شي يو و تتدربون على يدها" استغرب الحاضرون فسأل واحد منهم "اعذرني يا سيدي، لكن لما اختِرنا إن لم نكن سنقوم بالاختبار الثاني أيضا" "كما قلت، سوف تتبعون أوامر القائدة شي يو من الآن فصاعدا، هذا كل ما عليكم فعله، تعلموا منها، و احرصوا على تنفيذ كل ما تقول لكم، لا أقل و لا أكثر، و بالطبع، مراتبكم أنتم لن تحدد الآن، سنتطرق لهذا الموضوع في وقت لاحق" سكت الجميع و حدقوا في شي يو، فهي ستكون مثل سيدتهم من الآن فصاعدا. في المقابل، كانت شي يو مغمضة عينيها و هادئة جدا، لقد مرت سابقا بتجربة مثل هذه، فعندما عينها باسل كقائدة تشكيل، كانت متوترة للغاية، لكنها رأت تصرفات شخص ما ألهمها و جعلها تحزم قرارها و عزيمتها بدأت تتغير مع الوقت، و الأشخاص الذين كانت خائفة من أمرهم كونهم أتباع لا يريدونها أن تترأسهم، طبقت قواعدها عليهم و تصرفت كالقائدة فوجدتهم يتبعونها من دون أن تشعر متى حدث ذلك. بالطبع، لولا تتبعها لذلك الشخص و حلمها أن تكون مثله لما أصبحت هكذا و الآن، أصبحت قادرة على تكون فخورة جدا، يمكنها أن تقف في وجه أي أحد بالعالم من دون أن تتوتر أو تشعر بالحرج، فبعد كل شيء، إنها قائدة بالتشكيل الذي ذاع صيته في العالم أجمع، لذا يجب عليها أن تتصرف كقائدة و تواكب لقبها هذا توجه الذين اختيروا من طرف شي يو نحو قاعة ما و منحوا بعض الهدايا التي جعلت كل واحد منهم ينفجر من الصدمة، كم من الصدمات يجب عليهم أن يمروا بها اليوم؟ تفاجؤوا كثيرا بتلك المشروبات التي منحت لهم و من مدى مفعولها تركوا هناك ليصقلوا طاقتهم السحرية. و كلف بعض الجنود بتدريب المائتين التي منحها باسل فرصة أخرى. و هكذا توجه قادة التشكيل و باسل نحو الكولسيوم كما كان مخططا فتحت أبواب الكولسيوم للجميع، و بسرعة فائقة اجتمع آلاف الأشخاص و امتلأ بالكامل، و لا زال هناك الكثير من الأشخاص الذين يودون الدخول لكنهم وجدوا المكان مملوءا أعلن المنظمون أن الاختبار سيكون قتالا بين فرق، كل فرقة تحتوي على عشرة أشخاص، لذا بدأ المتأهلون يقومون بالاتحاد فيما بينهم، لكن كانت هناك بعض الشروط كان غالب المتأهلين من المستوى الثالث، و هناك البعض القليل من المستوى الثاني و الرابع، كما كان هناك ثلاثة أشخاص بالمستوى الخامس فقط قام منظم بالإفصاح عن الشروط "كل فرقة لا يجب أن يتجاوز عدد سحرة المستوى الرابع بها اثنين، و إن تواجد بها ساحر من المستوى الخامس يجب أن يكون باقي الأعضاء بالمستوى الثالث أو أقل" الاختبار الثاني كان عبارة عن مسابقة، مسابقة هدفها ملاحظة و مراقبة تحركات كل شخص جيدا لوضعه في المركز المناسب طبقا لإمكانياته قام المتأهلون بصنع فرق مكونة من عشرة أشخاص. و كذلك فعل أبهم الذي كانت فرقته كلها مكونة من سحرة المستوى الثالث، لم يكن هناك ساحر بمستوى أعلى أو أقل. لكن هذا الأمر كان مناسب له بالواقع، هكذا سيكون قادرا على القتال براحة أكثر تذكر أبهم كلمات أخته (لما لا تحاول البدء في التخلي عن شخصيتك المتصنعة، فكما ترى، أنا لا أحتاج للحماية بعد الآن) ثم تنهد و بدا عليه حزم قراره أيضا لقد عاش في الظلال دائما من أجل ضمان الراحة و السلام، لكنه وجد فجأة أنه ليس بحاجة لذلك بعد الآن، و له الحرية الكاملة في الخروج للضوء أراد أن يحمي أخته و عائلته فقط، لذا تصرف كالجبان طوال حياته متجنبا المشاكل. كان أبوه يحذره بالابتعاد عن المشاكل بأي قدر يستطيع، هم كانوا مجرد عائلة عامية صغيرة ليس لها نفوذ و لها ثورة، و عاشوا بين النبلاء و العائلات العامية التي تخدمها، لذا كعائلة لم يقبل أي أحد بخدمتها، حاولت بكل ما تملك أن تهرب عن المعضلات كي لا يزيد همهم اليوم قرر أبهم أن يتبع نصيحة أخته الكبرى، و كخطوة أولى، يجب عليه أن يرقى للتوقعات التي وضعها عليه باسل، بالتفكير في هذا الأمر، لم يسع أبهم سوى التحمس أكثر و الشعور كما لو أنه تحرر أخيرا من لعنة ما بداخل الكولسيوم، كان الجمهور ينتظر لمدة طويلة، لكن و لا واحد منهم تذمر بسبب سمعة قاتل الدم القرمزي ظهر الحكم بوسط الحلبة مما جعل الجمهور يفرح. و أخيرا ستبدأ المسابقة، تكلم الحكم عبر مكبر الصوت "مرحبا بكم يا حضرة المشاهدين في هذا اليوم العظيم، كلكم أتيتم لتتمتعوا بالمسابقة التي نظمها تشكيل الجنرال الأعلى باسل" عند سماع الجمهور بهذا التصريح بدأت العديد من الهمسات مرتفعة الصوت تنتشر بين صفوفه، بدأ الكثير منهم يحك أذنيه ليتأكد إن كان ما سمع صحيحا أم لا أكمل الحكم "هذه المسابقة ستحدد مراتب كل واحد من المقاتلين الذين ستشاهدونهم في جيش الجنرال الأعلى باسل الذي انضموا إليه مؤخرا، لذا قبل أن نتمتع باليوم الأول منها..." أعاد الحكم تكرير 'الجنرال الأعلى باسل' مرة أخرى ليبدأ الجمهور في الحديث بصوت مرتفع و كل تساؤلاتهم كانت متشابهة "ما الذي يحدث؟ الجنرال الأعلى؟" قال الحكم مع رفعه يده و إشارته بها لمكان الشخصيات الهامة بالكولسيوم ثم قال "رحبوا معي بالقائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية و الجنرال الأعلى باسل" وجه الجميع نظرهم نحو الاتجاه الذي أشار له الحكم ثم انتظروا خروج شخص ما من الممر المظلم، و بمجرد ما أن فعل حتى انفجروا صارخين "ماذا ! ؟" "الجنرال الأعلى؟ و هل يقصد بكلامه ذلك الفتى؟ لا يمكن ! يجب أن يكون هناك خطأ ما فقط" تناقلت الأخبار من بين الجمهور، فبدأت تتخلل بعض الشائعات كلامهم عن هوية قاتل الدم القرمزي "هل قاتل الدم القرمزي هو ذلك الفتى؟ أ هذه مزحة من نوع جديد؟" "يبدو أن هذا الأمر حقيقي، فعلى ما سمعت من العديد الذين لم يتأهلوا من الاختبار الأول أن هوية قاتل الدم القرمزي هي فتى في الحقيقة. لم أصدق هذا الأمر أيضا في البداية، لكن يبدو أنه حقيقي، لكن أن يصير الجنرال الأعلى ! هذا..." تحولت الهمسات لتعليقات بصوت مرتفع قبل أن تهدأ بالنهاية بسبب تحرك من الفتى الذي أشار له الحكم أشار الفتى بيده فظهر مكبر الصوت و استعد للتحدث عبره مباشرة بعد ظهور خمسة أشخاص يرتدون دروعا فضية من وراءه، كانوا يقفون بثبات و شموخ كما لو أنهم جبال متراصة لا يمكن زحزحتها "مرحبا بالحضور الشريف، أنا الجنرال الأعلى باسل، و في هذا اليوم العظيم، سأشرف على اليوم الأول من المسابقة، سيكون هناك قتالات إلى حين مغرب الشمس، و غدا ستبدأ من جديد فجرا إلى المغيب مرة أخرى، و هكذا إلى أن ننتهي. يمكنكم المراهنة و المزايدة كما يحلو لكم بدون أي قلق، طالما أنتم داخل هذا الكولسيوم و الذي بدوره داخل ممتلكاتي، فليس هناك أي غش أو تلاعب. اليوم يوم عظيم، و مزاجي في أفضل أحواله، لذا دعونا نستمتع بالقتالات التي سيقدمها لنا هؤلاء المتقدمين" عم الصمت لمدة طويلة و لم تكن هناك أي ردة فعل من الجمهور. بالطبع، فسماع مثل هذا الكلام من فتى في هذا العمر لشيء غريب للغاية. لم يسبق لهم أن رأوا جنرالا في عمر العشرين حتى، فما بالك بشخص يناهز الخامسة عشر فقط؟ كان هذا الأمر مناف للعقل أكثر مما هو حقيقي لعيونهم لم يعرف أي أحد بما يجب أن يعلق على هذا، لذا لم يتكلم أي شخص قبل أن يستأنف الحكم حديثه من جديد "لقد سمعتم الجنرال الأعلى باسل، لذا عند إشارته ستنطلق المسابقة" تكلم الحكم موجها حديثه لباسل "أيها الجنرال الأعلى، أ يمكنك أن تتفضل و تخبرنا بما يجب أن نلقب هذه المسابقة؟" كان باسل قد جلس على كرسي فخم، و عندما سمع كلام الحكم أشار بيده لشي يو بأن تتكفل بالأمر. تقدمت شي يو للأمام و تحدثت "لقد أعطاني سيدي الإذن لألقب هذه المسابقة، لذا اخترت لقبا مناسبا لها. مسابقة اليوم العظيم" استغرب الكل من اللقب الذي أتى من فاه شي يو، و عندما سمعها باسل ضحك ثم قال "لا شك في هذا، نعم، إنه يوم عظيم حقا يا شي يو، الأبسط غالبا ما يكون الحل الأمثل" ثم أكمل باسل ضحكه تاركا الناس في حالة من الشك و التساؤل تكلم الحكم مكملا "لقد سمعتم، في هذا اليوم العظيم، أخذت هذه المسابقة نفس لقب هذا اليوم، لذا لما لا نستمتع كما قال الجنرال الأعلى و ننسى حاليا الاهتمامات الأخرى. أيها الجنرال الأعلى، أ يمكنك أن تعلن عن بداية المسابقة؟" لوح باسل و تكلم بصوت مرتفع "أعلن عن بداية مسابقة اليوم العظيم" و تباعا لإعلانه، نسي الجمهور للحظات هوية قاتل الدم القرمزي و كل التساؤلات الحالية عنه ثم صرخوا بكل حماس لانطلاق المسابقة دخلت الفرقتان اللتان اختيرتا كخصمين لبعضهما فصرخ الجمهور و تفاعل مع أعضاءهما. كانت هناك بعض الوجوه المعروفة بالنسبة لهم، لذا كل واحد راهن على الفرقة التي يظن أنها ستربح انطلقت المعركة الأولى التي كانت فوق حلبة معززة بالسحر، كما انطلق أعضاء الفرقتين و تقاتلوا فيما بينهم كانت هناك شروط عن عدم القتل، إضافة لخسارة الفرقة بمجرد فقدان كل أعضاءها الوعي، و الشخص الذي يخرج من الحلبة يُقصى من القتال ليترك فرقته تنقص عضوا لكن أثناء قتال هاتان الفرقتان، كانت هناك بعض الظلال الغير مهتمة بتاتا في قتالهما و تناقلوا الهمسات فيما بينهم فقط "إذا هذا هو قاتل الدم القرمزي ذاك، يبدو أنه غر مغرور كما قال القاضي الأكبر، لنرى كيف سيتفاعل مع المفاجأة التي سنقدمها له" تمتم واحد آخر من الظلال المتخفية "يبدو أنه الشخص الذي يملأ عقل كريمزون أكاغي بأحلام واهية كمنح حق التلقيب و غيرها من الأشياء الواهمة، إن أزلناه من الطريق، فسيكون من السهل على ما أعتقد تغيير رأي كريمزون أكاغي" أضاف شخص آخر من الظلال "لن يكون هناك حاجة لتغيير رأي كريمزون أكاغي، عندما نبدأ عملنا الفعلي، لن يكون هناك وجود لعائلة كريمزون حتى" علق واحد آخر "بحلول المغرب، سيقوم القاضي الأكبر بحركته، عندها، سيكون بإمكاننا قطع رأسه بعدما يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه" "بحلول المغرب" بحلول المغرب" "بحلول المغرب" تناقلت الرسالة بين المتخفيين في الظلال. كانوا مندمجين مع الجمهور تماما، تحمسوا مثل الآخرين على القتال، تزايدوا و راهنوا كما لو لم يكن هناك شيء في أذهانهم غير المسابقة استمرت المسابقة و كانت هناك قتالات مثيرة للغاية لأعين مشاهديها ** بالسوق المركزي أصبح السوق أكثر إشراقا بعد اختفاء عائلة غرين، لم تعد هناك ضرائب خيالية عليهم، كما كان الثمن يقرر بالإجماع و ليس من طرف شخص واحد فقط، أصبح السوق أكثر شعبية أكثر من أي وقت مضى أصبح يتواجد هناك العديد من التجار المشهورين من كل أنحاء العالم لإيجادهم حرية أكبر و رخاء مريحا. و التاجر الذي أصبحت مؤخرا له شهرة كبيرة جدا خصوصا في السوق المركزي كان تاجر عائلة كريمزون، التاجر كريمزون ناصر لم يعرف هذا الشخص بالنسبة للعالم إلا منذ مدة وجيزة، و بالرغم من ذلك، بسبب حمله للقب كريمزون و الذي جعله يصبح أميرا، كان قادرا على أن يصبح من أشهر التجار و أكثرهم ربحا على عكس غرين هيملر الذي كان سابقا يتحكم بالسوق التجاري كما يشاء لكونه الأمير، فكريمزون ناصر كان خلافا لشخصيته و أفعاله كليا. حتى أن الأمير ناصر لا زال يتاجر بنفسه، و الشيء الوحيد الذي تغير كان توسع أعماله على مستوى العالم أجمع اليوم، ظهر التاجر ناصر في السوق المركزي بعدما اختفى لمدة طويلة، فهو كان يأتي ليتاجر لمدة من الوقت ثم يغادر لمكان ما تعرض للكثير من الاطراءات من قبل الكثير من الناس أثناء توجهه لمتجره الذي أصبح عبارة عن مبنى ضخم للغاية به كل أنواع السلع التي تخطر على البال "سيدي الأمير ناصر، هل تنوي مشاركتنا اليوم في تجارتنا؟" "عندما يحل علينا الأمير ناصر يصبح السوق مشرقا للغاية، فلتزد من عدد زياراتك لنا يا سيدي" على الرغم من أن التاجر ناصر كان داخل عربة بسيطة، إلى أن الناس علمت عمن يتواجد بداخلها بسبب تناقل الأقوال، لذا لم يكن هناك شخص لا يعلم عن مجيئه. كان يعتبر فخرا لكل تاجر، فهو أصبح عبارة عن هدفهم الأعلى، تاجر عامٍ لا يملك عائلة، أصبح أميرا. ليس هناك تاجر لم يشعر بالغيرة و الحسد كما شعر البعض الآخر بالاحترام و التقدير تجاهه بعدما وصل التاجر ناصر لمتجره، دخل ثم بدأ العديد من العمال يتحركون بسرعة كبيرة كما أفرغ العديد من السحرة مكعبات تخزينهم، و كل ما خرج منها كان الإكسيرات بأنواعها الثلاث تكلم التاجر ناصر موجها كلامه نحو العمال "سيكون هناك قتال في البيع لأيام، لا أريد من أي واحد منكم أن يتوقف و لو لثانية واحدة عن إنجاز أعماله، عند مجيء دورك في الراحة يمكنك التوقف، لكن إلى أن أقول 'انتهينا'، فسنستمر بالعمل بجنون حتى نستطيع أن نكون البائع الأكبر. هناك عدة عائلات ستنافسنا هذه المرة في السلعة الجديدة، لذا من لا يثق في إمكانياته أو أنه لا يرى إمكانية استمراره معي حتى النهاية، فليخرج حالا من متجري، هذا قتال يجب علينا ربحه مهما حصل" مع انتهاء التاجر ناصر من كلامه، صرخ العمال كلهم جاعلين المكان يهتز بالكامل في الخارج، بدأ الناس يتساءلون عما يحدث فاقتربوا من المتجر، فإذا بهذا الأخير يفتح أبوابه كاملة مع صراخ التاجر ناصر "إعلان لجميع السحرة، إعلان لجميع الطموحين، إعلان للقوي و الضعيف. أنا التاجر ناصر من عائلة كريمزون، و أعلن لكم عن طرحي لسلعة تتجاوز السلعة التي ظهرت للعالم من خلالي قبل شهور قيمةً بكثير. أنا أناشدكم بالإسراع، فهذه المرة الأسرع هو الأوفر حظا، لدينا أدوات و سلع ستجعل لعابكم يسيل، لدينا أشياء ستغير تفكيركم كليا، و من الآن فصاعدا، ستشهدون كلكم تحولا عظيما. تغير في التاريخ، كل شيء سينقلب، توازن القوى سيكون له تحديث و جميع ما عرفتم عنه سابقا سيكون من الماضي المختلف عن مستقبله. و كل هذا سيحدث بما سترونه و تختبرونه من عندنا" صرخ التاجر ناصر و جلب أعدادا مهولة من المشترين، بدأت بعشرات فصارت مئات حتى أصحبت آلافا، و لم يمر وقت طويل حتى بدأت الدهشة في الانتشار و الخبر في الامتداد عبر أراضي الإمبراطورية، من العاصمة نحو الاتجاهات الثمانية كاملة وصلت أخبار عن بدء العديد من العائلات الكبرى أيضا في بيع ما عرضته عائلة كريمزون الحاكمة بنفس الوقت الذي شرع فيه التاجر ناصر بالتحدث. لذا لم يكن يرتكز الأمر على العاصمة فقط، بل حتى العديد من المدن المجاورة لها عائلة موراساكي، كيرو، لان، كين، كورو... كل العائلات الكبرى بدأت فجأة في التجارة بمثل هذه السلع هذه السلع جعلت لعاب الآلاف يسيل كما وعد التاجر ناصر، بل و أنها تجاوزت هذا المدى و نشبت بعض القتالات هنا و هناك بسببها بسرعة كبيرة أصبح الكل يرى فائدة هذه السلع التي ظهرت، كما توقع البعض الذكي ما يمكن أن يحدث بعدما انبثقت مثل هذه الأدوات التي يمكنها أن تجعل عديم الفائدة ذي استخدام أعميت عيون الكثير، و تراقصت الأموال كما تتراقص أسراب الطيور في السماء. ثم بدأت تظهر علامات صغيرة لثورة عظيمة، فبدأ الناس يتوقعون رؤية العلامات الكبيرة عما قريب، و مدى تأثيرها على العالم كله فرح العديد، كما تفاجؤوا كلهم، و بدأت المنافسة العظمى من أجل كسب و لو واحدة من تلك السلع التي بدت لكل واحد منهم كما لو أنها كنز مفقود ظهر للوجود من كان يخفي ثروة، صرفها في هاته السلع و شرع في تكوين ثروة أخرى بما كونه من هذه السلع لكن، في أي وقت و أي مكان، كما يتواجد المؤيدون يظهر المعارضون * بالمحكمة المركزية كان القاضي عادل بالقاعة الرئيسية للمحكمة المركزية و يقف خلف القاضي الأكبر الذي تكلم بصوت مرتفع بينما يحدق من واحدة من المنافذ نحو العاصمة "لقد قام ذلك الغر بخطوته أسرع مما توقعت، لكن هذا لا يهم، لأنه سوف يلقى نهايته هذه الليلة، أليس كذلك أيها القاضي عادل؟" انحنى القاضي عادل ثم أجاب "نعم، كل ما يخرج من فم القاضي الأكبر عبارة عن حقيقة لا تشوبها شائبة" "هاهاها" ضحك القاضي الأكبر بجنون كما لو أنه جنرال عظيم كسب حربا أبدية. ثم بعد ضحكته الطويلة خرجت كلمات معبرة عن سبب تصرفه السابق "الغر المغرور، قال أنه يريد أن يتكلف بأموري ! يا له من أمر مضحك، فلنر كيف سيتكفل بأموره أولا" استمر القاضي الأكبر في ضحكه باستمرار كما أضاف "أليس كذلك أيها القاضي عادل؟" انحنى القاضي عادل ثم قال "معك كل الحق أيها القاضي الأكبر" و مع انتهاءه من كلامه التوت حافة فمه التي لم يرها القاضي الأكبر، لا هي و لا ما يقبع خلفها مر اليوم على طوله مليئا بأحداث ثاقبة، أعلن عن وجود أميرة باسم أنمار، كما علم الجميع عن ترقي قاتل الدم القرمزي لمنصب الجنرال الأعلى. و الشيء الصادم أكثر كان السلع التي ظهرت و شغلت اهتمام كل شخص موجود بالوجود تناقلت الأخبار بين التجار و وصلت للآخرين حول العالم كما لو أنها رياح متنقلة لا يمنعها من السفر بر و لا بحر. و في لحظة، أصبحت الإكسيرات حديث العالم الواهن الذي لم يكن يعلم سكانه عنها شيء كما انبثق صوت مرعب من أعماق أرخبيل البحر العميق، كان صوتا عميقا للغاية و حادا لدرجة لا توصف، كما حمل معه غضبا مستبدا، و نية قتل جعلت الستة المحيطين بصاحبه يقشعرون من وجوده الضاغط "سألعن من تجرأ على إفساد خططي، سأقتل من أقدم على مواجهتي. لم تعد هناك تحركات بالظلال، من تجاسر على التحرك بكل ضراوة في حضرتي سيلقى الصرع المجحف. فلتتحرك كل القوات المتمركزة بإمبراطورية الرياح العاتية بجرأة أكبر، و بمجرد ما أن تصل للقلب، فليتم القلب. اليوم أقرب من أي وقت مضى لسيطرتنا الكاملة التي ستكون انطلاقتنا نحو السيادة العظمى" انحنى الستة المحيطين به و تكلموا بنفس الوقت "كلمات ظل الشيطان حقيقة" أصبحت العاصمة في حالة هائجة حاليا بعدما كان سكانها أول من سمع تلك الأخبار المفجرة للعقول ظهور أميرة تسمى بأنمار على حين غرة، و يبدو أنها حفيدة الإمبراطور أكاغي من ابنه المفقود أكاي. إضافة إلى تسرب هوية قاتل الدم القرمزي و إيجاد أنها تعود لفتى في عمر يناهز الخامسة عشر، ناهيك عن ترقيه لمنصب الجنرال الأعلى و الإكسيرات التي فجرت عقول السحرة و التجار، كل من جربها كاد أن يطير من الفرحة. و من رأى مفعولها تسابق لشراءها. أصبحت الأجواء حامية أكثر و أكثر مع مرور الوقت تكلم بعض السحرة الذين في المستوى الأول فيما بينهم "يبدو أن تلك الإكسيرات لها مفعول قوي جدا. و بسبب هذا، فهي باهضة الثمن كثيرا، أتصدق أن واحدا منها يصل ثمنه لـ50 قطعة أصلية ذهبية؟ إنه ثمن مرتفع جدا" تكلم واحد آخر "لا تكن غبيا، قد يكون يبدو مرتفعا بالنسبة لنا، لكنه بسيط لسحرة من المستوى الخامس و السادس، حتى سحرة المستوى الرابع يمكنهم شراءه إن اجتهدوا. و إضافة لذلك، ألم تسمع بفائدتها؟ فهي يمكن أن تجعل الساحر يرتفع في المستويات بسرعة مدهشة للغاية" تناقل الكلام من بين الناس جميعا. قد يبدو من الوهلة الأولى أن ثمن الإكسيرات مرتفع، لكن بعد معرفة مفعوله و عطاءه، يفقد الجميع ألوانه و يقر بالثمن على أنه بخس حقا كانت الإكسيرات تصنع من طرف الكيميائيين خصيصا لأنهم قد حولوا طاقتهم السحرية كلها لطاقة سحرية خالصة. لكن من كان له تحكم مذهل في الطاقة السحرية عامة و في الطاقة الخالصة خاصة، كان بإمكانه استخدام القليل من الكيمياء أو الكثير وفقا لمدى تحكمه في طاقته صنعت الإكسيرات من مسحوق أحجار الأصل المصنوع من أحجار الأصل، إضافة لبعض الأعشاب من المناطق المحظورة، و أحجار الأصل نفسها. لم يهم مستوى الحجر الأصلي الموضوع في الخليط، لأن ما كان مهما هو الطاقة السحرية الخاصة بالوحوش السحرية التي يحتوي عليها حجر الأصل هذا. فكان بالإمكان خلط أحجار أصل من مستويات مختلفة في مرجل واحد و بدء العملية فقط، يكون من الصعب على كيميائيين بمستوى معين السيطرة بطاقتهم الخالصة على أحجار أصل بمستوى أعلى من الخاص بهم، لذا يلجئون لاستخدام أحجار أصل من مستوى أقل من الخاص بهم عن طريق وضع أعداد كبيرة منها حتى يصلوا للطاقة المطلوبة بناء على مقدار المقادير الأخرى التي وضعت في المرجل كان مردود الإكسيرات واحد دائما و لا يختلف من واحد لآخر. و الشيء الذي كان يختلف هو مدى نقاء هاته الإكسيرات. قد يكون هناك كيميائيون غير موهوبين و لم يستطيعوا إنتاج إكسير نقي، و هذا يجعل المستهلك يصرف وقتا أطول في استخلاص فائدة الإكسير، إضافة إلى إزالة الشوائب و تنقية مسار نقط الأصل الخاص به كل هذا يكون عملا مرهقا و غير محبذ. لذا عندما قرر باسل تعليم الكيميائيين الثلاثة من عائلة كريمزون طرق الصنع، حرص على تلقينهم دروسا مكثفة يصبح نمو الساحر الذي يحول طاقته السحرية كاملة إلى طاقة خالصة سريعا للغاية. فكما كان الحال مع الكيميائيين، كذلك كان الأمر بالنسبة للحدادين. فالجد سميث كان بالمستوى السادس عندما التقى به باسل لأول مرة. و الآن، بعدما استهلك الإكسيرات هو الآخر، أصبح في قمة المستوى السابع منذ زمن، و وصل لمرحلة متطورة. و كل ما ينتظره الآن، هو معرفة طريقة الاختراق لمستوى أعلى، فلم يعد يبدو له المستوى السابع كالحد الأقصى على الإطلاق عندما كان الكيميائيون و الحدادون يستهلكون الإكسيرات، كانوا يتطورون بشكل أسرع، فطاقة الإكسيرات تكون أقرب لكونها خالصة، و هذا الأمر كان في صالحهم أكثر مما هو للسحرة و حاليا، ليس الجد سميث فقط، بل الكيميائيون الثلاثة الذين كانوا بالمستوى الثاني فقط قبل شهور، هم أيضا أصبحوا في المستوى السابع و أصبحوا ركيزة عائلة كريمزون في صنع الإكسيرات و إنتاجها استمرت التجارة بالإكسيرات طوال اليوم. اشتعلت قتالات و خلافات عدة في كل مكان. لكن في الأخير من كان يستحق فقط هو من كسب. ليس أي شخص استطاع كسب نصيب له، أولئك من هم من العائلات المرموقة كانوا أول من استطاع تجربة الإكسيرات و معرفة قيمتها كانت هناك العديد من الطلبات على طريقة الصنع كما حدث مع الأدوات التي ظهرت قبل شهور. لكن كانت ردة الفعل التي أتت من البائعين هي نفسها التي أتت منهم قبل شهور. لم تكن طريقة الصنع متاحة للبيع أبدا استغل الفرصة من استطاع، و من لم يفعل، فلم يستسلم، لا زالت الأيام طويلة، و ما عليه فعله هو الإسراع في جني المال و شراء الإكسيرات ليتطور في المستوى انتشرت أخبار طريقة الاستهلاك أيضا، فلم يكن على الشخص شرب إكسير التعزيز مرتين متتاليتين و لا يجب أن يفعل حتى يهدأ بحر روحه و يستقر. كما كان الحال نفسه مع إكسير العلاج، و أخيرا إكسير التقوية الذي نصح بعدم الإكثار منه لعدم ترك فراغ في المستوى بين الطاقة السحرية و البنية الجسدية و الذي سيسبب في الكثير من الأضرار أثناء استخدام الساحر لسحره ببنية ضعيفة، إضافة لانخفاض درجة تأثيرها مع مرور الوقت و في كل استخدام لها إن استخدمت بشكل مكثف لكن كان هناك بعض الأشخاص من أهملوا مثل هذا الأمر، لكن ليس لأنهم لم يثقوا بالتعليمات، أو لأنهم كانوا أغبياء. على العكس، بل لأنهم وثقوا في كلام البائعين و لأنهم كانوا أذكى من البعض الآخر. فهؤلاء، كانت بنية جسدهم قوية للغاية و تفوق مستواها الطبيعي، لذا طرأت فكرة في عقولهم قالوا لما لا نجرب استهلاك الإكسيرات إلى أن تتساوى بنية أجسادنا مع مستوى طاقتنا السحرية؟ هكذا لن يكون هناك مشكل عندها. و بمجرد ما أن فعلوا حتى حدث أمر عجيب للغاية في جميع أنحاء العاصمة و المدن القريبة منها و التي خرجت من أسواقها الإكسيرات أيضا، اخترق العشرات من المستوى الخامس للسادس مرة واحدة. هذا الشيء جعلهم ينفجرون من الحماس. لم يفرحوا هم فقط، بل حتى العائلات التي ينتمون لها و المحيطين بهم تكلم واحد منهم "الآن ببلوغي المستوى السادس، لن أخدم أحدا بعد الآن، سأطالب بلقب الجنرال و أصنع لقبا لي و عائلة نبيلة سأجعلها تصل لأعلى الدرجات" لم يكن هو الوحيد فقط، بل كان هناك العديد من الأشخاص الذي حدث لهم نفس الأمر و صرحوا "إنني من أقوى السحرة في العالم الآن، سوف أطمح للقمة من الآن فصاعدا، لقد ظننت أن الأوان قد فات علي بما أنني بلغت المائة، لكن من كان يعلم أن هناك بعضا من الأمل متبقي؟ ! " كان غالب سحرة المستوى الخامس عبارة عن عجزة، فهم وصلوا لهذا المستوى بعد إفناء حياتهم في التدرب محاولين بلوغ المستوى السادس لكنهم لم يستطيعوا، فبعدما بلغوا المستوى الخامس، وجدوا أنفسهم قد أصبحوا كبارا في العمر كثيرا و نموهم أصبح بطيئا للغاية و يكاد يصبح متوقفا بالطبع مثل هذا الشيء حدث للكثير، فهناك بعض رؤساء العائلات الذين كانوا بقمة المستوى الخامس، لكنهم كانوا قد كبروا في السن و توقف نموهم. و عندما اخترقوا للمستوى السادس الآن، صرحوا كلهم "لن يزدري عائلتي أي شخص آخر بعد الآن أو يتم قمعها من عائلة كبيرة أخرى. الآن بعدما بلغت المستوى السادس، سأصبح جنرالا و أطالب بحقي في الأراضي و حقي في اعتبار عائلتي من العائلات الكبرى" بدأ بعض الأشخاص يتحمسون كثيرا، هناك من اعتقد أن بإمكانه أن يصبح الحاكم الجديد حتى، هناك من رأى أنه يقترب من كونه الرجل الأقوى في العالم، هناك من بدأ يرى قيمة لنفسه أكثر من السابق و أخرج جذوره من أي عائلة انتمى لها سابقا و بالطبع، هذا كله حدث هذا اليوم فقط، و قبل أن يصل غروب الشمس حتى لكن، هؤلاء الأشخاص الذين أحسوا بمثل هذا الشعور اليوم، لم يكونوا هم الأولين، فقد كان هناك سابقون. قبل أكثر من شهرين من الآن، أعطيت الإكسيرات لشخص آخر، هذا الشخص كان القاضي الأكبر بالطبع عند استهلاكه للإكسير الأول، لم يخترق، لكن مع مرور بعض الوقت و التدرب مع شرب الإكسيرات، استطاع الاختراق من المستوى السادس للمستوى السابع. و لم يكن هو الشخص الوحيد الذي تطور، فبعد كل شيء، هو لم يحتكر هذه الإكسيرات لنفسه فقط، بل حتى أنه قد أسرع في إعطاءها للبعض، لم يقتصر الأشخاص الذي أعطاهم هذه الإكسيرات على أعضاء المحكمة المركزي فقط، بل حتى أنه أقدم على منحها لرؤساء بعض العائلات مقابل بعض الخدمات بالمحكمة المركزية "هاهاها، ها هي ذي الشمس تغرب، ها هو الوقت ذا يحين، و ها نحن أولاء قادمون أيها المجد العظيم" فرح القاضي الأكبر في مكانه و أكمل "الغر المغرور، سوف يلقى حتفه بيديه. سأريه معنى التجرؤ على التصرف بتعال في حضرتي أنا الإمبراطور القادم، أنا الإمبراطور الذي سيختاره الشعب و الناس أجمعين. يبدو أنه في المستوى السابع على ما أعتقد بما أن هالتي لم تنفع ضده سابقا، لكن ليس هناك شيء كبير بهذا، فكل ما علي فعله هو جعله يواجه أشخاصا بنفس مستواه، هاهاهاها" لكن بعدما ضحك القاضي الأكبر عبس و فكر بداخله "لا يزال أمر شاهين ذاك يشغلني، فهو فاقد للوعي تماما و مهما حاول السجانون إيقاظه لم يستطيعوا. لم يكن بإمكاني الذهاب إلى هناك بعدما زار ذلك الغر ذلك المكان لإبعاد الشبهات، لكن... ! حسنا، قال أولئك الأشخاص أنه لن يتكلم مهما حدث. لكن لا يهم إن تحدّث أم لا، فهذا لن يغير مصير ذلك الغر هذه الليلة" بدأت الشمس تغيب و اقتربت من الاختفاء كليا، كما اقتربت المسابقة في معقل التشكيل من الانتهاء. أحاط خمسة سحرة بساحر بالحلبة و استخدموا سحرهم عليه كلهم مرة واحدة مخرجين إياه من الحلبة و كإعلان لفوزهم، صرخ الحكم باسمهم مرافقا لكلمة الانتصار، كما أضاف بعد ذلك "و هكذا ننتهي من اليوم الأول من مسابقتنا، أتمنى أن تكون قد حازت على إعجابكم" غربت الشمس [I]بوووووم[/I] فجأة، حيث لا يتوقع أحد و لا يظن و لو في أحلامه، في المكان الخاص بالجنرال الأعلى باسل و قادة التشكيل الخاص به، حصل انفجار خلف وراءه نارا عظيمة استطاعت جعل كل الحاضرين يشعرون أنهم يشوون من بعيد بمجرد حضورهم أمامها صرخ الجمهور كما ارتعد الكثير، ما الذي يحدث؟ من الذي يجرؤ على مهاجمة قاتل الدم القرمزي و أتباعه؟ لن يكون أبدا شخصا في كامل عقلانيته ! كان غالب الحضور من الناس العامة، كما كان هناك بعض النبلاء، إضافة لسحرة أتوا للمراقبة أو التمتع. العديد منهم سمع بالأخبار التي بالخارج، لكن لسبب ما، و لا واحد منهم استطاع الخروج. بناء على أمر من الجنرال الأعلى باسل، كل من تواجد بالكولسيوم لم يسمح له بالانصراف إلى حين انتهاء المسابقة كان هناك من أراد التصرف بعنف، لكنه وجد نفسه محاطا بسحرة من المستوى الخامس، لذا وقف في مكانه من دون أن يفعل شيئا و عاد لموضعه السابق بكل طاعة فقط و الآن، أغلب من أراد المغادرة سابقا بدأ يحس بأمر غريب، و لسبب ما فهم ما يحدث. لم تم منع خروج أي أحد حتى يحين المغرب؟ الآن، بعدما حدث مثل هذا الانفجار فجأة، هرع الناس في كل اتجاه باحثين عن مهرب. لكن، ظهرت فرقة من العدم من حيث لا يدري أحد. كان هناك من استطاع الملاحظة من أين أتت هذه الفرقة، فمن بين الجمهور خرج هؤلاء الأشخاص، فقط قاموا بتغيير بملابسهم إلى أخرى مختلفة هؤلاء، أسرعوا في قيادة الناس لمخارج الكولسيوم. لكن في الحقيقة، لم يكن هدفهم إخراج الناس، بل الحرص على عدم امتزاج أشخاص محددين معهم بعد لحظات، فرغ الكولسيوم تماما من الناس، و أغلقت جميع المخارج. و من تبقى بداخل الكولسيوم كان عددا قليلا بالمقارنة بما سبق كان لا يزال هناك أشخاص في درج الجمهور، كانوا عشرة أشخاص بالضبط. وقف كل واحد منهم في مكان على طول الدرج الدائري بينما يحلق واحد آخر في السماء. مرتفعا بسبب نار تنفجر من تحته جاعلة إياه يحلق في السماء. هذا الشخص كان يلتف حوله اللهب و يحدق في جهة مكان باسل و قادة التشكيل، و بعد لحظات تغيرت نظراته فعبس ثم تكلم بصوت منزعج مع حفاظه على هدوئه "كما هو متوقع، هجوم كهذا ليس كافيا" في الجهة المقابلة له و التي يحدق بها، انقشع الغبار فاتضحت الصورة جيدا للمشاهدين كان باسل لا يزال يجلس على كرسيه الفخم و يضع قدما على الأخرى كما كان قبل أن تغرب الشمس. و بينما تقف شي يو بجانبه، كان القادة الأربع الآخرين يحيطون به من جميع الجهات مع تفعيلهم لطاقتهم السحرية بسبب دفاعهم من الهجوم السابق تكلم باسل مع ظهور عبوس على وجهه "لقد وصف لي القاضي عادل ما يحدث، لذا كانت لدي شكوك، و ها هي ذي تتأكد" حتى هذا الوقت لم يكن باسل يحدق في جهة الشخص الذي بالأعلى و إنما نظر للآخرين الذين بالأسفل في الدرج فقط. لكنه أكمل كلامه بعدما رفع وجهه للأعلى و حدّث ذلك الشخص الطائر في السماء "أليس كذلك يا تابع حلف ظل الشيطان؟ لقد حرصت على استخلاص بعض المعلومات القيمة من صديقكم شاهين، على عكس أفعاله، فأقواله كانت مفيدة للغاية" عبس ذلك الشخص الطائر بالسماء ثم حدق في ابتسامة باسل التي جعلته يغضب أكثر و أكثر كلما حدق فيها. انطلاقا من كلام باسل، فلا بد من أن شاهين قد أفصح عن بعض الأمور التي لا يجب عليه قولها تكلم هذا الشخص الطائر في السماء بداخله "كما توقعت، عندما وقع في يد الأعداء كان يجب علي قتله" تكلم باسل بعدما رأى تعابير الشخص الطائر بالسماء "لا إجابة صوتية، لكنني أخذت الإجابة التعبيرية. يبدو أنكم استطعتم التوغل أكثر مما كنت أظن. شاهين بجانب الأمير الذي طمح ليكون إمبراطورا، وايد بجانب الأميرة التي أرادت بلوغ القوة التي لا يجب على البشر مسها. و الآن، أنتم بجانب ذلك المغفل الذي يحلم أن يكسب العرش لنفسه. يا له من أسلوب مضلل حقا، لو أنني تأخرت في المجيء إلى هنا لعام آخر لكانت هذه الإمبراطورية في يدكم بالفعل، لا، ليست الإمبراطورية فقط، بل العالم أجمع" وقف باسل من على الكرسي الفخم ثم تكلم "أحلام واهية من أرواح فقيرة، يجب أن يكون ذلك المغفل يطير من الفرحة في الوقت الحالي" "أحلامك هي الواهية" تكلم أخيرا ذلك الشخص الطائر في السماء. كان يصنع تعبيرا فخورا للغاية، كان يبدو كما لو أنه يزدري الذين يحدق بهم. تحدث بعدما رفع من حدة صوته أكثر "سيدنا ظل الشيطان شخص عظيم، غر مثلك لا يقارن به أبدا" تكلم باسل بكل هدوء "شخص عظيم؟ كيف لروح فقيرة أن يكون مالكها شخصا عظيما؟ هل بسبب شخصيته؟ طموحه؟ أتباعه؟ قوته؟ لا شيء من هذا، ما يجعل الشخص عظيما هو روحه. سأنادي أي شخص حافظ على روحه سليمة و خطى بها على طريق الأقوياء طامحا في بلوغ ذروة المسار الروحي بالشخص العظيم. و أيّا كان، إن خالف شرطا واحدا من تلك الشروط لن يكون في عيني سوى روحا فقيرة" أكمل باسل بعدما ظهرت عليه بعض الإشارات لتفعيله طاقته السحرية "سأخبرك بشيء يا أيتها الروح الفقيرة، لقد أتيت أنت و حاشيتك إلى هنا آملين في تلقيني بعض الدروس. لكن، ألم تصلكم بعض الأخبار عن اختفاء واحد من الذين تنادونهم بالقدماء الكبار؟ هل تريد مني إنارتك عما حصل له؟" حدق الشخص الطائر في السماء في باسل محاولا اكتشاف ما الذي يقصده بكلامه. لقد وصلتهم الأخبار بالطبع عن اختفاء واحد من قادتهم الكبار، لكنهم لم يعلموا أين اختفى بالضبط، فهو كان يتمركز بإمبراطورية الأمواج الهائجة بينما يوسع قواته و يتبع أوامر سيدهم ظل الشيطان قبل أكثر من شهرين، اختفى فجأة الأقدم الكبير فالتشر إضافة لمساعده كازيمارو. هذا الأمر جعل ظل الشيطان يغضب كثيرا، و أمر بالبحث عنه، إن وُجِد حيا فسيلقى عقابا أسوء من الموت، و إن كان ميتا، فيجب الانتقام له و جلب رأس قاتله قامت أنمار و القادة الكبار بعد انتهاء المعركة ضد الأقدم الكبير بأمر الجنود و كل من شهد ما حدث بالتستر عن الأمر. فالسبب الأكبر من هذا كان إخفاء الأخبار عن حلف ظل الشيطان، و لهذا لم تكن هناك أي أخبار عما حدث غير الحرب، أو القوة التي أظهرها باسل، أو العدو الذي ظهر من العدم بالطبع، كان يجب على الكبير أكاغي كإمبراطور أن يقوم باجتماع مع القاضي الأكبر ليخبره بأن هناك عدوا للعالم كله قد ظهر، و شاهين واحد منهم. لكنه لم يخبره أبدا عن باسل أو عن المعركة التي حدثت بينه و بين هذا العدو تجنبا لكشف هوية باسل. فهذا الأخير كان عبارة عن ورقة رابحة لا يجب أن يعلم عنها أحد قبل أوان الوقت المناسب لذلك قبل أن تكون هناك حربا حتى، حذر باسل القادة الكبار جنبا إلى جنب مع الكبير أكاغي من المحكمة المركزية. و بسبب نوايا هذه الأخيرة، وجد باسل أنه من السهل عليه جعلها تتحرك وفقا لمخططاته. فأعطى للقاضي الأكبر الإكسيرات و جعله يبقى خارجا عن شؤون الحرب حتى يخصص وقتا ليهتم به لمرة واحدة و أخيرة لم يكن يعلم الكبير أكاغي أن حلف ظل الشيطان قد بدأ ينمي جذوره داخل المحكمة المركزية بالفعل. و بعد مدة من الوقت، أتى خبر لأذن الكبير أكاغي بينما كان باسل لا يزال غائبا عن الوعي. قام القاضي عادل بتبليغ رسالة له عن ظهور أشخاص بمستوى مرتفع جدا بالمحكمة المركزية لم يكن القاضي عادل يعلم عنهم حتى كشفهم له القاضي الأكبر، فهذا الأخير كان يخفيهم عن الضوء لمدة طويلة، حتى رأى أن الوقت المناسب لظهورهم قد حان لكن القاضي عادل لم يعلم أن هؤلاء الأشخاص هم في الحقيقة توابع لحلف ظل الشيطان. و ليس هو فقط، بل حتى القاضي الأكبر بنفسه لم يعلم عندها أنهم من حلف ظل الشيطان. فكما حدث مع غرين شارلوت و أخيها غرين هيملر، تقرب منه أعضاء من حلف ظل الشيطان من دون أن يعلم. و ظن أنه قد وجد أشخاصا موهوبين فقط كما ظنت غرين شارلوت أنها وجدت ساحرا في المستوى السادس و كانت محظوظة، و لم تعلم أنها كانت مجرد أداة لذلك الساحر و منظمته ليبلغوا هدفهم بعد استيقاظ باسل و سماع الأخبار من القاضي عادل مباشرة، راودته بعض الشكوك. و عندما سمع كلام شاهين و رأى هؤلاء الأشخاص تأكدت ظنونه كلها كانت نوايا القاضي الأكبر تصل لمسامع باسل طوال الوقت، و كان هذا من خلال القاضي عادل الذي أصبح تابعا مخلصا لباسل. فبعد لقاءهما الأول خلال إلقاء القبض على غرين هيملر، و بعدما رأى القاضي عادل أهداف باسل النبيلة، أخبره عما ينوي القاضي الأكبر فعله. و هكذا كان باسل قادرا على وضع المحكمة المركزي تحت أعينه فالقاضي عادل كان شخصا يريد دائما المصلحة لوطنه، و طموحات القاضي الأكبر جعلته يشعر بالاشمئزاز منه فقط. كيف لقاض أقسم على حماية وطنه و اتباع القوانين بكل إخلاص أن ينوي التسبب في حرب داخلية و ثورة ستؤدي بهذا الوطن للتهلكة؟ الآن، في حين كان القاضي الأكبر منشغلا بالانتهاء من أمر باسل، لم يلاحظ تلك الظلال التي كانت تقترب من خلفه بالمحكمة المركزية تكلم القاضي الأكبر مع القاضي عادل بفرحة كبيرة "يجب أن يكون ذلك الفتى المغرور الآن يعاني، و أخيرا ثم أخيرا، لقد اقترب أوان الوقت" حدق فيه القاضي عادل ثم أحنى رأسه و قال "نعم يا سيدي، لقد اقترب حقا" عض القاضي الأكبر تفاحة ثم فكر بداخله "لم أكن أعلم أن أولئك الأشخاص من حلف ظل الشيطان ! لكن هذا لا يهم، لقد قالوا أنني سأستطيع الغدو إمبراطور هذه البلاد، و يجب علي فقط الاستماع لهم. لكن من المغفل الذي سيفعل هذا؟ بعدما أقضي حاجتي معهم سأقتلهم، لا يجب أن أترك أي خيط ورائي يدل على تلقي العون من حلف ظل الشيطان، هذا سيسبب لي المشاكل لاحقا فقط لا غير" ابتسم القاضي الأكبر ثم ضحك بعدها بشدة و اقترب من القاضي عادل فضرب بيده على ظهره بينما يقول "فلترافقني أيها القاضي عادل في فرحتي، فلتنادي باقي القضاة، سوف تكون هناك وليمة اليوم" بالعودة للكولسيوم تكلم ذلك الشخص الطائر في السماء بعدما اسود وجهه "ما الذي تحاول قوله؟ هل تلمح إلى أنك قتلت الأقدم الكبير فالتشر؟ شخص في مستواك فعل؟ ما هذه المزحة؟" قال باسل بصوت حاد "سنرى إن كان كلامي مزاحا أم لا" ارتفعت طاقة باسل السحرية فبدأ عنصر النار يتشكل حوله، ازدادت كثافته أكثر فأكثر حتى بلغ قمته. مباشرة بعدها أخرج سيفيه الأثريين و شحذهما بطاقته التي شحنها عندها، استهجن ذلك الشخص المحلق في المساء ثم قال باستهزاء "همف، كما توقعت، قمتك هي المستوى السابع فقط، و مع ذلك لا زلت تتحدث بمثل تلك العجرفة ! " سيفا باسل الأثريان عبارة عن أسلحة بالدرجة الثالثة، و عنصر النار الخاص به بقمة المستوى السادس، لذا في الحالات الطبيعية لن يكون بإمكانه استخدام سلاح أثري بالدرجة الثالثة. فساحر من المستوى السابع و ما فوق من بمقدورهم استخدام سلاحا أثريا بالدرجة الثالثة لكن بما أن باسل يمتلك بحر روح قوي للغاية بالنسبة لساحر بقمة المستوى السادس، إضافة لتحكم خارق، حتى بمستواه الفعلي الذي هو المستوى السادس، كان باسل قادرا على التحكم في عنصر العزيز الذي بلغ المستوى التاسع. و بالطبع كان هذا ممكنا فقط بمساعدة من تلك القطعة الأرضية التي ظهرت في بحر روحه لذا بقدرات باسل، حتى لو كان ساحرا بقمة المستوى السادس فقط، فتحكمه في الطاقة السحرية و الأسلحة السحرية إضافة للأسلحة الأثرية كان مدهشا للغاية لذا باستخدامه لسلاحيه الأثريين، كان قادرا على التحكم فيهما لدرجة الكمال مرة أخرى فأصبح السيفين لهبين. و بتلويح من باسل، كان قادرا على قطع الهواء نفسه لمسافة طويلة بسبب قوة التلويح. اصطحبت القوة الناتجة عن التلويح معها قوة عنصر النار الخاص بباسل و الذي انطلق عبر السيف الأثري بتحكمه في أسلحته لدرجة الكمال، كان باسل قادرا على أن يصنع هجوما مماثلا لسلاح أثري بالدرجة الخامسة في مواجهة النار الآتية عبر اختراقها للهواء، ارتعد ذلك الشخص المحلق بالسماء و صرخ "الكمال في التحكم؟" و بسرعة شحذ طاقته السحرية ثم أطلق انفجارا ناريا و هرب مبتعدا عن الهجمة التي وجدها قد شارفت على إزهاق روحه بعدما استطاع هذا الشخص النجاة من هجوم باسل، وجد نفسه يتعرق من التوتر. فصرخ في وجه باسل "من أنت بالضبط أيها الغر اللعين؟" لم يجبه باسل و بدأ يستعد لتنفيذ الهجوم القادم. في حين، كان ذلك الشخص يحدق به كما لو أنه يرى وحشا أمام عينيه. الكمال في التحكم ليس شيئا يستطيع أي شخص استخدامه، فحتى من بين قدماءهم الكبار، ليس هناك من بلغ الكمال كله، بل استطاع الاقتراب منه فقط صعدت القشعريرة مع ظهره، هو كساحر بقمة المستوى السابع، كان واثقا من نفسه للغاية، و ظن أنه باستطاعته هزيمة مثل هذا الفتى المغرور بكل سهولة. لكن، بعد رؤيته لما رأى، تعرق كثيرا و بدأ يرى أن الفتى ليس بغر مغرور، و إنما وحشا صغيرا لا يتكلم كلاما فارغا تحدث هذا الشخص بصوت عال جدا "كلكم، اهجموا من جميع الاتجاهات، يجب علينا أن نقتل هذا الوحش الصغير هنا و الآن" شحذ العشرة الذين كانوا في صدمة مما شهدوه قبل قليل، ثم قفزوا كلهم مرة واحدة منقضين على قادة التشكيل و باسل [I]بام[/I] [I]بام[/I] [I]بام[/I] انفجر مكان باسل و قادة التشكيل بسبب هجوم العشرة الذي جلب معه العواصف النارية و الجليدية، انهيارات ثلجية و إشعاعات ضوئية، اختلفت هجماتهم لكنها استهدفت نفس المكان من بين الانفجار الضخم الذي حدث، انبثق ظل خارجا من الغبار المنتشر بسرعة كبيرة جدا ثم استخدم خطوات لم يستطع تتبعها و لا واحد من العشرة [I]وووش بوووم[/I] في لحظة، بعدما استطاع الكل مشاهدة ذلك الظل بسبب توقفه، كان هناك شخصا محلقا في السماء و جسده يحترق من الخارج و يرتعد كما لو كان ينفجر كان من الداخل بسبب هذا، تقيأ هذا الشخص الدماء بغزارة و درعه السحري الذي كان يرتديه قد تدمر كليا و أحس أن أعضاءه الداخليه تحترق من الداخل بعدما تعرضت للانفجار بعد مشاهدتهم لهذا الأمر، توقف التسعة و الشخص الذي كان يحلق في السماء عن التحرك تماما من شدة صدمتهم. كلهم حدقوا في باسل الذي كان صاحب هوية ذلك الظل ثم شعروا بالخوف الشديد تكلم ذلك الشخص الطائر في السماء غير مصدق لما رآه "فن قتالي أثري؟" لم تخرج هذه الكلمات من فمه إلا بعدما عانى الأمرين نفسيا، بعد مشاهدته لهذا الفتى يستخدم سلاحا أثريا بالكمال في التحكم، الآن يشاهده يستخدم فنا قتاليا أثريا، كم كان هذا الأمر مرعبا؟ و كم كان يجعل النفس تهاب هذا الشخص؟ استخدم باسل الفن القتالي الأثري خطوات الرياح الخفيفة، لكنه هذه المرة أضاف لركلته عنصر النار الذي كان بقمة المستوى السادس، و ببنيته التي تجاوزت المستوى السابع بالفعل، جعل ركلته هذه تظهر كما لو أنها ركلة نارية من ساحر بالمستوى التاسع كان الفن القتالي الذي كان أصله فنا ساميا يسمى بالفن القتالي الأثري، و لم يكن سوى فرعا صغيرا جدا من الفن السامي، و بعدما يتطور ليصبح جزء بسيطا، يسمى عندها بالفن القتالي الروحي ضد مثل هذه الركلة، لم يكن مصير ذلك الشخص الذي كان ساحرا بالمستوى السادس سوى أن يتعرض للانهيار الكلي أمامها بركلة واحدة، انهار ساحر بالمستوى السادس تماما قبل أن يعرف ماذا حدث حتى. كانت بنية باسل الجسدية قوية للغاية مقارنة بمستواه السحري. لكن ما جعل هذه الركلة بمثل هذه القوة المذهلة، هو الفن القتالي الأثري مع أن باسل قد أتقنه منذ مدة لا يمكن وصفها بالطويلة، إلا أن القوة التي أخرجها كانت غير معقولة، و رفعت من إمكانياته لدرجة مخيفة. كان إتقان الفن القتالي الأثري بداية التوجه نحو إدراك الفن السامي، كان الانطلاقة التي يجب على كل شخص المرور بها قبل أن يحلم بالفن السامي حتى لا زال باسل يتقن فرعا صغيرا جدا فقط، لا زال في الغصن الأول فقط. و مع ذلك، بقوة هذا الغصن الأول فقط كان قادرا على جعل ساحر بالمستوى السادس يخرج من الحسابات تماما من دون التفكير في عودته للمعركة عندما شاهد ذلك الساحر الطائر في السماء ما حدث، لم يعد يستطيع تحمل هذه الصدمات أكثر بعد الآن. أولا الكمال في التحكم، و الآن، فن قتالي أثري، من أتقن واحد من هذين الاثنين كان بمقدوره أن يصل للقمة، و في طريقه إليها، يكون بإمكانه ذبح أعداءه بكل سهولة، و لو كانوا بمستويات أعلى منه حتى لا زال باسل في الغصن الأول فقط، لا زال بالفرع الصغير جدا من الفن القتالي الأثري فقط. لكن، بعدما يصل الشخص لمرحلة حيث يكون باستطاعته استخدام و لو الجزء البسيط فقط، أي الجذع الأول، فعندها سيكون بإمكانه فتح طريقه عبر إبعاد كل من يعترضه، سيكون بإمكانه مناداة نفسه بخبير الفنون السامي و يصنع مساره الفني الخاص من بين السحرة الروحيين، فقط القليل من كان يستطيع استخدام جزء من الفن السامي. كل من استطاع منهم، كان قادرا على صنع اسما له و تخليده في التاريخ بشكل غير متزحزح. كل خبراء الفن الساميين كانوا معروفين بهيبتهم، رهبتهم، و طغيانهم. كل من تجرأ على تحديهم كان يلقى مصرعه قبل أن يعلم حتى، و مسارهم اشتهر بالمجازر و المذابح التي كانت تضحية من أجل تطورهم لم يكن لدى ذلك الساحر معرفة كبيرة بشأن الفنون السامية الأربعة عشر، لكنه علم بشأن الفن القتالي الأثري. بلع ريقه بشدة و لم يعلم كيف يجب أن تكون خطوته القادمة، لأنه مهما حاول العثور على خطوة ناجحة، يجدها تفشل و تسقط في الأعماق تنفس باسل ببطء كما اتخذ وضعية القتال الخاصة به. وقف بشكل مستقيم بدون أي اعوجاج، ثم رفع يديه أمام وجهه، و كانت اليد اليمنى أعلى من اليسرى قليلا. فقط باتخاذه لوضعيته، كان قادرا على جعل الرياح الباردة تصعد مع العمود الفقري لذلك الشخص الطائر [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] في لحظة، ظهرت أربع ظلال خلف باسل بسرعة خاطفة. لقد كانوا قادة التشكيل إلا شي يو التي حافظت على مركزها السابق من دون أن تتحرك تكلم واحد من التسعة موجها كلامه لذلك الشخص الطائر "أيها القائد فلايمر، ما الذي يجب علينا فعله؟ هل نتراجع؟" حدق به فلايمر ثم أخرج نية قتله تجاهه كما لو أنه ينوي قتله . في الحال، التفت ذلك التابع لجهة باسل و أحكم القبض على سيفه. لقد فهم معنى نظرة قائده تلك جيدا، ليس هناك تراجع، فقط معركة حتى الموت فكر فلايمر بداخله لقليل من الوقت بينما يصنع نظرات متحسرة "أصبحت الخيارات ضدنا تماما، لكن... هناك شيء يجذبني، لقد لمح لقتله السيد فالتشر، كيف كان بإمكانه فعل هذا؟ هل حقا قام بهذا فقط بالفن القتالي الأثري و كماله في التحكم بالأسلحة الأثرية فقط؟ لا يمكنني الاقتناع بهذا" "حده هو المستوى السابع فقط، و من يخترق للقسم الثاني من مستويات الربط تتضخم طاقته كثيرا. حتى بالفن القتالي الأثري أو الكمال في التحكم، لم يكن محتملا خسارة السيد فالتشر ضده. فالقسم الثاني يتجاوز القسم الأول بكثير، المستوى شاسع بينهما" لم يفهم فلايمر أبدا كيف، لذا لم يستطع الاقتناع. إلا إذا كانت هناك مساعدة ضخمة في جانب هذا الفتى أو كان يمتلك كنزا أثريا أو روحيا مذهلا، غير ذلك، لا يمكن هزيمة الأقدم الكبير أبدا لذا في الحال أمر التسعة الآخرين "كلكم، استهدفوا أولئك الأربعة، لا يجب ان تكون هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لكم معهم" انقض أولئك التسعة على قادة التشكيل الأربع بشكل متوحش، كانت بالإمكان الشعور بنية قتلهم بوضوح. كانوا كلهم بقمة المستوى السادس انقسموا لثلاث مجموعات، كل واحدة أتت من جهة. و كلهم استهدفوا قادة التشكيل فقط من دون الاهتمام بباسل أبدا فجأة، بدأ قادة التشكيل يتحركون، و أول من فعل منهم كان فانسي. بحركة يدوية دائرية، قام بتلويح سيفه الأثري و قطع الهواء فتشوه الفضاء ثم تموج لقليل من الوقت قبل أن يختفي قادة التشكيل من المشهد تماما [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] بتتابع ظهر سيفان من الفراغ و قطعا اثنين من أعضاء المجموعة التي أتت من الخلف و المكونة من ثلاث سحرة، كما توجه سهم ناري مشتعل للثالث منهم و قام باختراقه ثم انفجر بنفس الوقت. تفاجأ أعضاء هذه المجموعة كثيرا، فهذه الهجمات التي ظهرت من العدم حملت معها شفرات جليدية و كتل ثلجية إضافة لانفجارات نارية بسرعة تفرقوا و تشتت تشكيلتهم. المجموعتان الأخريان اللتان أتيتا من اليمين و اليسار وجدتا نفسيهما قد التقتا ببعضهما، و أمامهما باسل. أراد أعضاؤهما التراجع بسرعة لكن فات الأوان و كان باسل قد نقذ حركته بالفعل [I]بام[/I] [I]بام[/I] [I]بام[/I] بخطوات الرياح الخفيفة، استطاع باسل تنفيذ ثلاث ركلات متتابعة حطمت دروع أعضاء المجموعة الأولى، أما الثانية، فكان من بينهم ساحر وهم قام بجعل مجموعته تفر من الهجوم حدث الأمر بشكل سريع للغاية، و قبل أن يدرك فلايمر ما حدث حتى كان الأوان قد فات بالفعل لو أنه لم يأمر تينك المجموعتين بالتراجع لكانا قد تعرضا للإبادة. أمرهما عبر خاتم التخاطر، و مع ذلك كان متأخرا، في تلك اللحظة كانت الخدعة قد نُفذت تم تشتيت ذهن أعضاء المجموعات الثلاث بسحر فانسي الوهمي، فتم مهاجمة المجموعة الأولى ليجذب لها الانتباه. هكذا نسي المجموعتان الأخريان باسل الذي كان قد رتب دورته التنفسية و كان في أتم الاستعداد عندها، تم تحذيرهم، لكن مجموعة فقط من استطاعت الهرب هجوم باسل، أما المجموعتان الأخريان، فقد تعرض أعضاءها لإصابات بالغة استخدم قادة التشكيل كلهم أسلحة أثرية من الدرجة الثانية، و الشخص الذي كان لضربته تأثيرا أكبر من بينهم كان تورتش الذي كان معتادا على سلاحه الأثري أكثر من الآخرين كان تحكمه جيد للغاية به، و بضربة واحدة منه كان قادرا على اختراق درع العدو السحري و تفجير جسده مباشرة. و هذا الشخص الذي تعرض لمثل هذا الهجوم منه كان ميتا بالفعل. أما الاثنين الآخرين من مجموعته، فقد تعرض واحد منهما لشفرات جليدية مترابطة من برودي، كما حفر شينشي الآخر المتبقي بحفار ثلجي كان قاسيا لدرجة جعلت من درع العدو السحري يتكسر كالزجاج و يترك طريقا للحفار ليخترق الجسد كل هجماتهم كانت مصحوبة بدعم من الأسلحة الأثرية من الدرجة الثانية، لذا أولئك السحرة لم يكن أمامهم مصير آخر غير التعرض للهزيمة النكراء الثلاثة الذين هزمهم باسل بركلاته المدعمة بعنصر النار إضافة لبنيته الجسدية التي تعززت بالفن القتالي الأثري تحطموا تماما و فقدوا الوعي في الحال. كانت ركلاته سريعة للغاية، و بسبب هذا أصبحت كتلتها أكبر و أكبر حتى حطمت الدروع السحرية لأشلاء تماما و حطمت أجساد الأعداء هُزِم ستة، واحد منهم قتل بالفعل من طرف تورتش، و لم يتبقى سوى ثلاثة بجانب فلايمر الذي صرخ مرة أخرى "كيف لك لهم أن يملكوا أسلحة أثرية كلهم؟ من الذي صنعها لهم؟ أيها الوحش الصغير ! من يدعم ظهرك؟ كيف لك أن تحوز على كل هذه الأشياء النادرة؟" اتخذ باسل وضعة القتال ثم شهق و زفر ببطء مغمض العينين. فتح هاتان الأخيرتان بعدما هدأت الأوضاع و عم الصمت تماما بالكولسيوم، ثم قال عندها بكل رصانة "لو كنت تمتلك فضولا لا يشبع و تعلمت من الأفضل، فصنع الأسلحة الأثرية سيكون شيئا سهلا القيام به مع الممارسة. لكن، جزء التعلم من الأفضل هو الأهم، فمن دون إرشاد، لن يكون بإمكانك إشباع فضولك النهم و الشره" تعلّمَ من الأفضل؟ بسماع هذا التصريح، اقتنع و فهم أخيرا فلايمر و اعتقد مع نفسه "كما توقعت، هناك من يدعم ظهره ! لكن من عساه يكون؟" ابتسم باسل ثم قال "سأقول لك شيئا جيدا، شيئا تعلمته من الأفضل. 'أولئك من ليس لديهم طموح ثابت، لن يبلغوا. و أولئك من لديهم شغف و فضول لا ينتهيان، سيكون بمقدورهم فتح الباب الروحي لبلوغ ذروة مساره'. أرواح فقيرة مثلكم لن تستطيع استيعاب عمق هذا الكلام أبدا" اسود وجه فلايمر تماما فصرخ في وجه باسل "أصمت أيها الوحش الصغير ! " تكلم باسل "اصرخ كما تشاء، لكن كما حدث لأقدمك الكبير، ستلقى مصرعك أيضا. لكن لا تقلق، سأمنحك وقتا لتندب. و الآن، فلتقم بخطوتك، فأنا أنتظرك أيتها الروح الفقيرة" استفز باسل فلايمر، فجعله ينزل من السماء ليحافظ على طاقته أكثر كي يواجه باسل تكلم باسل مرة أخرى "سأجعل الأمر عادلا بالنسبة لك، لن أستخدم سلاحيّ، و الآن، فلتتقدم" حرك باسل أصابعه الأربع جاعلا فلايمر يهتز من الغضب أكثر و أكثر لم يشعر فلايمر بهذه الإهانة منذ أن انضم لحلف ظل الشيطان قبل سنتين، و هذا اليوم تعرض لأكبر إهانة في حياته كلها و ليس فقط بعدما انضم للحلف أخرج سيفه الأثري و الذي كان من الدرجة الثالثة، كساحر بقمة المستوى السابع شارف على بلوغ القسم الثاني من مستويات الربط، كان فخورا للغاية و ازدرى كل العباقرة الآخرين بموهبته المدهشة بعمر الخامسة و العشرين فقط، كان بإمكانه أن يصبح اليد اليمنى لأقدم كبير، و توقع منه الجميع أن يكون الأقدم الكبير القادم و الذي سيخدم ظل الشيطان بشكل مباشر. و ها هو ذا اليوم يكتشف فتى أصغر منه بعقد بموهبة و عبقرية لا يجرؤ على ازدراءها قبل أن يهجم، فكر في كيفية تنفيذه لخطوته. و هكذا، تذكر فجأة أمرا نسيه بسبب ملاحظته للأسلحة الأثرية و التي جذبت كل انتباهه سابقا عندما هاجمت الثلاث مجموعات، لم يكن في الحقيقة بإمكان قادة التشكيل الاستجابة بتلك السرعة الهائلة إلا لو كان هناك تنظيما معينا، و أي تنظيم يحتاج لملقي التعليمات. عندها، أخيرا تدارك فلايمر الأمر و حدق في المكان الذي كان به باسل و قادة التشكيل الأربع سابقا. هناك، وجد شي يو تحدق به و بالثلاثة المتبقين معه من دون أن ترمش فتضيع منها أي لحظة "اللعنة" شتم فلايمر "ابنة العاهرة، كنت أظن أنها مجرد إضافة، لكن من كان يتوقع أنها مخططة قتالاتهم. كان يجب علي البدء بها أولا" كانت شي يو تهمس بخاتم التخاطر لقادة التشكيل و باسل طوال الوقت، و تخبرهم عن التحركات التي يجب عليهم تنفيذهم، كل خطوة منهم كانت مقررة بناء على حكمها و فهمها الخاص لتحركات العدو. كانت إرشاداتها كاملة و مكتملة من دون عيوب على الإطلاق، لم يكن هناك أي خلل في تعليماتها، لا زيادة و لا نقصان برؤية فلايمر يلعن، تكلم باسل مرة أخرى "أكبر خطأ قمت به ليس استخفافك بي، و إنما عدم وضعك تشكيلي في عينك و عاملتهم كإضافة. لو أنك تحركت بعقلانية أكثر لكان أتباعك قادرين على الحركة على الأقل حتى الآن" لعن فلايمر و انطلق بسرعة صارخا "أصمت أيها اللعين. أنتم، كلكم ادعموني، سنقتل هذا الشقي مجتمعين" [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] [I]ووش[/I] [I]ووش[/I][/B] [/QUOTE]
إدراج الإقتباسات…
التحقق
1+1
رد
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
عصر الأهوال (للكاتبYukio_HTM) | السلسلة الثانية | ـ حتى الجزء الثالث
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
موافق
معرفة المزيد…
أعلى
أسفل