قائمة
الرئيسية
ما الجديد
الأعضاء
الـتــيـــوب
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
سجل عضوية لنشر مواضيع ومشاركات ومحادثة الأعضاء بدون إزعاج الإعلانات
تم فتح باب الاشرف تقدم لطلب الاشراف علي اقسام المنتدي
قسم قصص السكس
قصص سكس تحرر ودياثة
من مذكرات د/أحمد وزوجته _ حتى الجزء الحادي عشر (Round trip to org)
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="صبرى فخرى" data-source="post: 65372"><p><strong>بقلم </strong></p><h3>(Round trip to org)</h3><p></p><p></p><p><strong>الجزء الاول</strong></p><p></p><p></p><p>سيطرت تلك الفكرة الغريبة على دماغ وخيال ذ.أحمد إلى درجة أنه اصيب بمرض الاكتئاب . صار نومه مضطربا، وبدأ يتغيب كثيرا عن عمله، حتى اشتكى مديره وزملاؤه من غيابه المتكرر..في البيت اصبح قليل الكلام. كلما اقترب منه ابنه، ذو العشر سنوات محاولا أن يلعب معه، ينهره بشدة ويبعده عنه. أما ابنته الصبية المسكينة، فهي تكتفي بالتفرج على سكوته وغضبه وصراخه من بعيد، خوفا منه. أما زوجته فقد أصبح يخشى حتى النظر إليها كلما جلست الأسرة لتناول الطعام. أما أثناء الليل فقد صار يتجنب الاقتراب منها، ويتاخر في اللجوء للفراش، معتذر لها دائما بعدد الملفات التي صار يصطحبها معه من العمل .</p><p>وكيف لا يمرض أحمد بعد أن سكنت دواخله فكرة لعينة، تطفو وتتسلط على ذهنه ، كلما خطرت بباله صورة زوجته أو كلما رآها تتحرك بغنجها المعروف أمام عينيه. حاول عدة مرات أن يوقف مسلسل الصور التي تنهال عليه مثل فلم إباحي، أو يطرد الفكرة كلها من دماغه، لكنها تزداد تعلقا به بشكل عنيد. كيف له أن يطردها بعد أن أخذت تحمس رجولته وتضاعف شهوته. كلما هبت رياحها يحس بايره ينتصب ويتقوى كالحديد تحته. حتى أن زوجته نفسها تعجبت من عودة الحياة القديمة لفراشها بعد مدة من الهجر والغياب. تظهر الصور متلاحقة فتجحظ عيناه، محملقة في جسد الزوجة العارية، بقوامها الممتشق وتغنجها المثير، نهداها نافران...مؤخرتها التي تزداد صلابة وتتقوس كانها صبية في العشرين. فكيف يصمد أحمد لكل هذا الإغراء أو يقدر على الرفض والمعارضة؟</p><p>عبثا يحاول أن يعصر ذهنه لعله يعثر على نقطة البداية. أن يعرف من اين جاءته الفكرة وكيف تمكنت منه حتى صارت تتحكم في رجولته. فهو منذ زواجه رجل تقليدي محافظ، يغير على أهل بيته ويسهر على كرامته وكرامة زوجته، فكيف يتحول إلى شخص يستلذ بصورة زوجته ويقبل أن يعريها كل حين ولو في خياله؟ بل كيف يتقبل بهذه السهولة أن يراها تغازل وتتغنج وتستلقي أمام عينيه لتتلاعب وتسعد مرحبة بأزبار غيره؟ هذا شئ لا يطاق ولا يمكن تقبله. وما يزيد طينته بلة أن الصور بدأت تنزل عليه في الوقت الذي نسيت فيه زوجته طبيعته الأولى وما عرفته معه من أوقات حميمية متهيجة. فهو نفسه صار قليل الاقتراب منها، بمعدل لا يتعدى مرة أو مرتين كل شهر. فكيف تسمح له تلك الأفكار اللعينة أن يشاهد زوجته في حالة من الهيجان تجعلها شبقة وثائرة ومغامرة؟ والأغرب في هذا، أنه كلما أمعن وأغرق في تخيلاته إلى درجة أن يراها ضاحكة وسعيدة تنيك غيره، تتبدل حالته من الجمود إلى الهيجان والشهوة المفتقدة لديه منذ حين.</p><p>أما زوجته، فهي ما تزال في سن الثلاثينات، وجسمها الشهي لم يتغير كثيرا. شعرها..بريق عينيها...نهداها النافرتان كالرمان...مؤخرتها العجيبة التي تسحر القلوب وتجلب الأنظار من كل حدب وصوب...كل ملامحها ما تزال كما كانت يوم عرفها في سن العشرين، باستثناء انتفاخ بسيط بدأ يعلو فوق صرتها. هل تكون الأفلام الإباحية التي صار يدمن مشاهدتها هي السبب؟ أم هو تاثير كؤوس الويسكي التي يحتسيها كل مساء قبيل النوم؟ وحتى لو اعتبر أنها هي السبب، فلماذا لم تؤثر على زوجته ولم تغيرها كما فعلت معه؟ ألم تكن زوجته تشاركه أحيانا في شرب الويسكي ومشاهدة الأفلام الإباحية أيضا؟</p><p>وهاهو يقف كالعادة أمام المراية الموضوعة عند الباب، يتمعن النظر في وجهه. نظر طويلا وشعر برغبة تأمره أن يبصق على وجهه. يخاطب وجهه. قل ايها الأحمق، يا فاقد الكرامة والمروءة، من اين جلبت لنفسك هذه الحالة؟ متى بالضبط سمحت لها أن تحيطك بسحرها وتمسك بخناقك وتستعبدك؟ فأنت لست أنت الذي أعرفه، اللعنة عليك، تبيح لحم زوجته للأزبار من كل صنف ولون، كي تسترجع حماسك وشهوتك بعد أن ضيعتهما بشرب الخمر ومشاهدة الأفلام من دون فائدة. لم تجد سوى هذه الحيلة التي صارت الدواء الشافي في حياتك.</p><p>يتوقف قليلا قبالة المراية دائما كي يسترجع قليلا من هدوئه وأنفاسه...يسمع من وراء زجاج المراية صوته يخاطبه، يقول له: ها أنت تعترف بنفسك، الشهوة هي المشكل، لقد صرت واحدا من هؤلاء الذين يأكلون الغلة ويسبون الملة..تستفيد من أوهامك ثم تلعنها...لم أعهدك هكذا تنكر الجميل...أما عذابك فهو ناتج عن التردد والحيرة، فأنت بدلا من السير إلى الأمام بشجاعة، تقف حائرا وخائفا...قل لي لماذا لا تخبر زوجتك ؟ لماذا لا تأخذ وجهة نظرها في الموضوع بدلا من الاستمرار في استغلال صورتها بدون استشارتها؟ من أدراك أنها ليست مكتئبة أو حائرة مثلك وأنها تنتظر منك المبادرة؟ تشجع فأنت لن تخسر، على كل حال، أكثر مما خسرت لحد الساعة ..</p><p>يفارق المراية عائدا إلى المطبخ نحو قنينة الويسكي. صب منها كأسا وعاد للصالون لعله يجد في برامج التلفزة ما يلهيه لحظة عن الاستغراق في تخيلاته الحمقاء. بدأ يستعرض قنواته المألوفة، توقف عند قناة تعرض مشهدا مثيرا. رجلان أحدهما ذو بشرة سمراء داكنة، يأكلان لحم أنثى بيضاء كالحليب. أحدهما تحتها والثاني خلفها. تركز الكاميرا على أعضاء الرجلين وظهر الأنثى وطيزها وأطراف من جسدها وهي تصرخ من اللذة والمتعة. خطرت له فكرة مباغتة فوضع رأسه متكئا على كفه اليمن. أغلق القناة، لقد ذكره المشهد بجلسة سابقة. تذكر المناسبة التي أوحت له أول مرة بالفكرة. كان مع زوجته ضيفا عند أحد اصدقائه. عاد بكل حواسه إلى تلك الأمسية، ليلة خروج الشياطين من القمقم المحفوظ.</p><p>كان صديقه متخصصا في تجارة الصناعات التقليدية اليدوية. وله علاقات عديدة مع بعض البلدان الإفريقية. في تلك الليلة نظم أمسية للاحتفال بتعاقد جديد، أجراه مع ضيفين لديه، أحدهما من الغابون والثاني من الكاميرون. كانت حفلة صغيرة شبه عائلية. حضرها الضيفان مرفوقين بزوجتيهما، لذلك ألح عليه صاحبه أن يحضر زوجته إذا كانت موافقة</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>الجزء الثانى</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>لحسن الحظ، كان توقيت الحفلة مناسبا لأن تنظيمها كان في يوم شديد الحرارة. لذلك حرصت كل الزوجات، على ارتداء ملابس تبدي كل ما هو جميل في أجسادهن يحرصن علي إبرازه وتقديمه للناظرين على أكمل وجه. لم تخرج زوجة ذ.أحمد عن هذه العادة الأنثوية ، حيث لبست تنورة قصيرة لعلمها مسبقا بأن أفخاذها تجلب الأنظار بسبب لونها الأبيض وانسياب خطوطها التي حافظت منذ زواجها على تماسكها وصلابتها بممارسة الرياضة بطريقة احترافية ، كما تركت جزءا مهما من صدرها مكشوفا بارتداء قميص نصف شفاف بدون ياقة وتدلت حول عنقها سلسلة ذهبية في وسطها بلورة تنبعث منها أنوار كأنها قوس قزح.</p><p></p><p>ولأن باقي النساء الثلاثة قمن بنفس الشئ تقريبا، فقد صار اللقاء كأنه استعراض فني للقدود والأزياء النسائية الفاتنة. كان لون زوجة أحمد أكثر بياضا ولمعانا في هذا الاستعراض بحكم أصلها الأندلسي. بينما لون زوجة صديقه يميل للسمرة، أما الزوجتان الإفريقيتان فقد كانت ألوانهن السمراء تلمع تحت الأضواء بحكم المراهم والدهون.</p><p></p><p>لاحظ أحمد، بعد أن دارت كؤوس الويسكي والبيرة برؤوس النساء الأربعة، كيف تركزت أنظار الرجال الثلاثة، صديقه وضيفاه الإفريقيان، على لحم زوجته. كانت فخذاها تلوح مثل مغناطيس يجلب نحوه العيون، بسبب طول قامة زوجته وتناسق أطرافها وصلابة نهديها. أما زوجة صديقه فهي متوسطة الطول والجمال. لهذا بدت زوجته وسط المجموعة كأنها ثريا مصنوعة من أفخم أنواع الكريسطال.</p><p></p><p>شعر أحمد أن الرجال كلهم يحاولون التقرب من جسد زوجته. حتى أن أحد الضيفين، عندما تلاعبت الخمر والنشوة بدماغه، بدأ يترنح تارة ويعطف راسه نحو عنق زوجته تارة أخرى. كاد الرجل يفقد السيطرة على نفسه لولا أن زوجته كانت تنبهه بين حين وحين. ظل المسكين يتحدث عن نساء إفريقيات، وعن زواجهن وكيفية ممارستهن للجنس، وعن جمال المرأة بالمغرب وعن شهرتها الطيبة وتفانيها في خدمة الزوج وكرم الضيافة، دون أن يمنع عينيه من التركيز بشكل يثير الشك، على صدر زوجة أحمد.</p><p></p><p>ومن غرائب ما حدث، أنها هي أيضا كانت تشجعه من خلال الاحتكاك به ومطالبته بالاستمرار في الحديث، سيما عندما بدأ يحكي بعض النكت التي تعدت حدود اللياقة ناسيا ما تفرضه عليه وضعيته كضيف، حيث تسلل إلى مجال النكت الجنسية المفضوحة بلا استئذان. كانت زوجة أحمد تتفاعل معه وتضحك بصوت عال، وكلما احتجت بقية النساء أوالرجال، تعارضهم وتلتمس منهم أن يتركوا للرجل حريته، فالمناسبة كما قالت تنظم من أجل التعارف، ولا تتعدى الكلام. لم تتوقف عند هذا القدر من الترحيب، بل شجعته أكثر لما جلست بقربه، وحاولت أن تستفزه بطرق مختلفة، تعرف النساء وحدهن أسرارها الخفية. وخيل لأحمد في لحظة معينة كما لو أن الضيف يسرق أثناء الضحك قبلة سريعة من خد زوجته.</p><p></p><p>كان غريبا ألا تتدخل زوجة الضيف الكونغولي حتى عندما انتقلت زوجة أحمد إلى جواره، وصارت تحتكره وحدها، وتضع يدها على كتفه أو تلتمس منه أن يزيدها من النكت وان يرويها بدون تحفظ. حتى أنها عاتبته لأنه يحكي النكت بطريقة متحفظة وأرستقراطية، فيها قدر من الاحترام الذي لا يناسب الموضوع. طالبته بتبديل أسماء الأعضاء الجنسية والحركات وأن يدقق في وصف الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بالأجهزة التناسلية، بدلا من سعيه لتزيينها بالزخرفة أو باستعمال مصطلحات علمية فصيحة ومؤدبة لا تنفع ولا تؤدي الغرض المطلوب. قالت له إن حلاوة هذه النكت هي أن تروى كما هي في الأصل بدون تنميق أو تزويق. وفي خضم انسجامها ترفع صوتها ضاحكة وتخبط فخذ الرجل أو تضرب صدره ورأسها يترنح تارة من الأمام إلى الوراء، وتارة أخرى يميل نحو الكتفين. وكادت تسقط مرارا من كثرة الضحك لولا أنه كان يغتنم الفرصة ويسارع لإمساكها.</p><p></p><p>حاول الرجال التدخل لإقناعه بضرورة التخفيف من اندفاعه وكبح جماح تحمسه، لكنها بلباقة معهودة، عدلت من جلستها وتكلمت مثل محامية وهي تتأسف لموقف الرجال خاصة، قالت لهم كيف تمنعوننا من الضحك بعد أن وجدنا الفرصة أخيرا؟ أنا لا أفهم ما الذي يحدث لكم؟ نحن هنا من أجل الفرفشة وتخفيف ما نعانيه جميعا من توترات ومشاكل عائلية، وإذا كان كلامنا وضحكاتنا تزعجكم فالمرجو ألا تحتجوا علينا إذا انعزلنا عنكم. هذا شيء غير مقبول. التفتت نحوه وهمست في أذنه بكلمات لم تسمع فضحك بصوت مرتفع وهيجان ظاهر حتى كاد يستلقي على ظهره.</p><p></p><p>ظل أحمد يشاهد بصمت دون تدخل. والغريب أنه لم يتدخل بل لم يشعر بالغيرة أو الغضب، رغم أن بقية الرجال كانوا يتطلعون إليه وينظرون ما يحدث باستغراب. كان يتابع المشهد كضيف كما لو أنه يتفرج على فلم بين نقيضين في اللون والشكل. لم يحس في أي لحظة أن الموضوع يعنيه، أو أنه يهدد بالخروج عن الصواب والمألوف. بل لم يشعر أن المرأة التي أمامه هي زوجته. كان يعرف أنها اجتماعية وأنها تنسجم بسهولة وتحب الأنشطة الفنية والرقص والأعراس، لكنه لم يتوقع منها مثل هذا السلوك، ولولا أنه يعرفها حق المعرفة لكان المشهد قد أسقطه في الشك حول ما وراءه. كانت تلك أول مرة يرى فيها زوجته في حالة مماثلة.</p><p></p><p>كلما استعرض ما حدث، يتأكد أن تلك الحفلة هي السبب الذي أدخل فكرته الحمقاء إلى حواسه وعقله. فقد تذكر أنه منذ تلك الليلة وخلال رجوعه مع زوجته من الحفلة، بدأ خياله يمسك بتفاصيل المشهد، وأخذ يضخمها ويزيد فيها، مثل *** يتلهى بتخطيط صورة أعجبته. حاول مرارا بعد ذلك أن يطفئ فكرة تضخيم ما حصل في مهدها قبل أن تقتحم دواخله وتسكن في أعماقه، غير أنها لازمته وأحكمت توثيق عقله وسجنته في خيوطها المغرية والجذابة. ما إن يعمل جاهدا على إبعادها حتى تعود إليه من بدايتها، وتقفز فوق الحدود إلى نهاية يؤلفها الخيال ويبدع في تصويرها. يرى خلالها زوجته تدفع كفها نحو حجر الرجل الأسود، ويراها تتركز حول شيء منتفخ تعثر عليه. تبدأ أصابعها تتحسس الشكل والحجم وتدخل ما بين الفخذين على طول امتداده وعظمته. وترى صاحب الحجر يساعدها ويدس يدها حتى المرفق داخل سرواله ويدعوها للتلاعب بعضوه المنتصب. ويراها تشهق وتجحظ عيناها وهي تخرج ذلك المارد المنتفض كالعفريت أمام بصرها. يرى لونها يحمر فجأة وشفتاها ترتعشان وهي تقرب العضو الخارج من سجنه كالعمود يترنح سكرانا. يرى العضو متلهفا جائعا يكاد يغطس داخل فمها المفتوح من الدهشة. يراها تنزع قميصها لتهدي للضيف نهديها النافرتين. فينقض وجهه كالصقر ليخفي أنفه ولسانه في بياضهما. تمسك يداه الكنز لحمايته من السقوط، بينما يلوي شفتيه الغليظتين حول الحلمتين وينهمك في مصهما وزوجته تبدأ في التأوه والصراخ...يراها تلحس رأس القضيب. ولحد الساعة لا تغيب صورة ذلك الغول عن ذهنه كأنها مغناطيس يجذب كل جوارحه. ومع كل هذا المسلسل يحس أحمد بتغيرات خطيرة تجتاح جسده الميت. وهكذا يستمر الخيال في كتابة قصة لم تولد بعد ولم يكتب لها بعد أن تكون.</p><p></p><p>منذ تلك الليلة الملعونة، سكن المشهد خيال أحمد، وبقي يضايقه ويهدد هدوءه. ورغم أنه حين يعقل، يتأرجح بين قبول ما يرى وما هو واقع معروف في حياته اليومية. من غير المعقول أن يستمر المشهد أو يتطور، لكن من أين له بالقدرة الكافية لمحوه وطرده من الخلايا التي سكنها ورحبت به وصارت تغذيه وتزرعه في كل أعضاء جسمه حتى وصل لزوايا رجولته.</p><p></p><p>كان أحمد يعاند أحيانا دون فائدة، وانتهى به الأمر إلى أن أقنع نفسه على أن الحل الوحيد هو أن يفضي لزوجته برؤياه وخيالاته الغريبة مهما كلفه الأمر من تضحيات.</p><p></p><p>خرج باكرا في الصباح واتجه مباشرة إلى محلات بيع الملابس النسائية. كان قد قرر اقتناء تشكيلة مختلفة لأنه لم يكن خبيرا في أحوال المودة. لجأ لمساعدة من طرف فتاة تعمل في أحد تلك المحلات...اشترى في النهاية ملابس داخلية متعددة الألوان، وقميصين راعى فيهما تفصيلة مفتوحة عند الصدر كما راعى الأكمام واللون، وسروالين وتنورتين من النوع القصير الذي تفضل زوجته، حرصا على إبراز جزء من الفخذين والساقين، ألا ينزل تحت الركبتين. أدى الثمن واتجه نحو مكان عمل زوجته.</p><p></p><p>تفاجأت زوجته ساعة دخوله عليها محملا بالعديد من الأكياس الورقية. واكتملت المفاجأة لما شاهدته مبتسما سعيدا أمامها يحملق في وجهها وغمازتيها كأنه يكتشف جمالها لأول مرة. سألته عن سر ومناسبة الهدايا فأجابها بارتباك غير مألوف منه</p><p></p><p>= مش ضروري أستنى مناسبات عشان أهدي مراتي شوية ملابش؟ افتكرت قد إيه أنا بعيد عنك من زمان مش شايفة ازاي نسينا حتى ذكرى جوازنا السنة ديه.</p><p></p><p>= صحيح، أنا نسيت موعد ذكرى جوازنا، لكن إيه الكرم ده؟ مش عوايدك</p><p></p><p>= متقوليش لكن، أنا جيت هنا عشان أعزمك الليلة ع العشاء. حاخرج من هنا دغري لأحجز طربيزة. حضري نفسك كويس</p><p></p><p>قبلها ثم خرج بعد أن تركها في حيرة فاغرة فمها من الدهشة والاستغراب.</p><p></p><p>قضى أحمد طيلة نهاره يفكر في أفضل الطرق التي تسعفه وتسهل عليه شرح ما يحس به تجاه المشهد الذي سكن قلبه وعقله. يتساءل كيف سيوصل إليها فكرة مشاهدتها عارية مستمتعة مع الضيف الأسود؟ بل كيف وصل به الخيال إلى درجة مشاهدتها تمارس معه وتلعق عضوه وهي في حالة انتشاء لم يرها عليه من قبل. بل كيف يفسر لها ما يحدث له من انتعاش وحماس وشهوة كلما رآها مستمتعة في حضن ذلك الضيف، كما لو أنه يشتهي فعلا أن يدفعها عمليا إلى حضنه. تنتهي به الحيرة إلى الاستقرار على خطة معينة لكنه من تخوفه من ردة فعلها المرتقبة، يحول الخطة دون أن ينتهي إلى قرار محدد. لعل من الأحسن له أن يترك الموضوع إلى الليل، ساعة يختليان لبدء ممارسة حميمية من الصنف الذي كانا متعودين عليه في بداية الزواج. سيغتنم فرصة تأثير الصور التي تزوره وتحمسه، وسيجعلها تحس وحدها مفعول هذا التأثير على ممارسته. لا بد أنها سوف تستغرب من تحوله وستسأله عن كل تلك القوة المباغتة التي أحستها معه.</p><p></p><p>في الأخير، تذكر أحمد أنها هي التي خلقت المشهد بتصرفها تلك الليلة. ألم تكن هي التي بدأت؟ صحيح أنه ساعدها بصمته وقلة غيرته وعدم تدخله. كان في قرارة نفسه مقتنعا أنه احترم نفسه كضيف لدى صديقه وأمام ضيوفه، لكنه عاتب نفسه لأنه لم يستطع مساءلتها بعد خروجهما من تلك الحفلة. كان مترددا بين إحساسه بالمتعة ورغبته في معاتبة الزوجة. لا يريد أن يعيد معها أحداث تلك الليلة لأنها بدورها ستعاتبه على عدم التدخل ما دام متأكدا أنها تصرفت بخطأ، وخالفت أخلاق الضيافة وتجرأت أكثر من اللزوم أمام ضيف غريب.</p><p></p><p>في المساء، ذهبا لمطعم يطل على البحر. كانت زوجته في ثيابها الجديدة وحذائها ذي الكعب العالي تبدو مثل أميرة. تذكرت أنهما كانا يترددان علي نفس المطعم كثيرا في أيام الزواج الأولى. تذكرت أنها تحب المكان وتجد راحتها فيه. شكرته على اختياره، ثم سألته عن سر هذه الدعوة الممتعة وكل المفاجآت الجديدة.</p><p></p><p>= قلت لك مفيش سبب معين، كل اللي حصل أني عاوز أفرح بيك بعد طول غياب.</p><p></p><p>نظرت إليه مبتسمة وأحنت راسها دون أن تصدق ما قاله. بعد قليل لاحظ أحمد أن زوجته تشرب بسرعة، وقد بدأت علامات الشرب تلوح عليها.</p><p></p><p>= متشربيش كثير يا حبيبتي. أصلنا حنروح بعدين مكان تاني</p><p></p><p>= حنروح فين؟ إيه الألغاز ده اللي كل شوية تطلعها من غير سبب؟</p><p></p><p>= ولا يهمك. المهم تنبسطي زي زمان وتفرحي. وبعدين حتشوفي مني مفاجآت كثير</p><p></p><p>= إزاي يا حبيبي. قل متخلنيش زي الأطرش في الزيطة</p><p></p><p>= متخافيش، مفيش حاجة غريبة، حنروح نادي ليلي نرقص شوية</p><p></p><p>= بالراحة علي يا حبيبي، بلاش نرقص أنا تعبانة وباين عجزت معدتش قادرة</p><p></p><p>= متقوليش عجزت ومش قادرة. إنت لسه شباب. خليك من الأفكار البايخة ديت</p><p></p><p>= باين عليك مخبي علي حاجات متقول لي بس إيه الحكاية وخلصني.</p><p></p><p>ضحك أحمد وقبل يد زوجته ثم حاول تهدئتها قائلا</p><p></p><p>= إطمني. قلت لك مفيش حاجة، أنا بس جاي عشان أستمتع بجمالك وحلاوتك اللي فرطت فيها. مش معقول اللي يحصل معاك، بصي حواليك وشوفي قد إيه نظرات المعجبين بجمالك وانت ولا سامعة ولا شايفة.</p><p></p><p>= جمال إيه يا حبيبي. إنت بس شايفني حلوة عشان أنا مراتك وحبيبة قلبك.</p><p></p><p>= يا سلام يعني إنت مش عارفة كل اللي يحصل من حواليك. تحبي أفكرك؟</p><p></p><p>= بإيه؟</p><p></p><p>= نسيت اللي حصل في سهرتنا مع الصديق يوم ما كان بيحتفل بأصدقاء من إفريقيا.</p><p></p><p>= وإيه اللي حصل بالسلامة؟</p><p></p><p>= لأ. حصل كثير. إنت مفتكرة وبتهزري بس</p><p></p><p>= ضحكنا وحكينا نكت كثير. آدي كل اللي حصل.</p><p></p><p>= خلينا م الماضي اللي فات. عاوزين ننبسط الليلة وبعدين أحكي لك اللي شفتو وشافوه الضيوف كلهم.</p><p></p><p>= لأه. الحقيقة الراجل كان شارب وحط إيدو علي شويه وطلب مني رقم تلفوني وخلاص.</p><p></p><p>= مش خلاص. دانا شفتو وهو مهتم بيك وبيقرب منك وكان عاوز يبوسك لما باس إيدك، كنتم في عز الانسجام، وبعدين مكنش واخذ بالو من كلامو البايخ. مكنش فاضل غير نسيبكم تكملو لوحديكم تبوسو وتتمتعو</p><p></p><p>= حرام عليك ده انت زودتها كثير</p><p></p><p>= خلينا في اللي احنا فيه. أنا مش زعلان. بالعكس أنا حبيت كثير لما شفتك سعيدة ومنبسطة معاه. يا ريت تغني لي ثاني أغنية شادية اللي تدلعيني بيها</p><p></p><p>= أغنية إيه وسعيدة إيه؟ متكمل كلامك وتريحني</p><p></p><p>= حريحك يا ست. قلت لك أنا عجبني أشوفك مبسوطة مع واحد من الكونغو. خصوصا لما كنت تضحكي وتهزري وياه، بصراحة تمنيت لو كنا لوحدينا معاه من غير صديقي. أصل منظركم كان مثير وزود حماسي.</p><p></p><p>= زود حماسك ازاي. مش فاهمة</p><p></p><p>= أنا جايبك اليوم هنا عشان أوريك قد إيه انت جميلة ومش مقدرة جمالك، وحبيت أخليك تتأكدي من كلامي. من زمان وأنا عاوز أحكي لك أني أتخيل حاجات...أشوفك يعني في الخيال مع نفس الضيف وكل ما اتفرج عليك معاه أحس أني محظوظ</p><p></p><p>= عادي الكلام ده يحصل مع ناس كثير، الواحد لما يحب مراتو ويغير عليها يبتدي يشك ويتخيل أن كل الرجالة يتحرشو بيها ويرغبون فيها..</p><p></p><p>= لأ مش ده اللي حصل معايا. اصلي بشوفك كمان عريانة وتعملي حاجات جنسية مش طبيعية</p><p></p><p>= يا سيدي وبتحس كمان بإيه لما تشوفني عريانة وياه</p><p></p><p>= أحس أني مش غيران ولا حاجة. بالعكس أتفرج وكل مرة يعجبني أشوف الضيف هيجان وملهوف عليكي وانت برده هيجانة موت عليه.</p><p></p><p>= هي وصلت لحد كده؟ يعني تصنع أفلام جنسية على حسابي، وأنا اللي أسأل نفسي ازاي زوجي هيجان علي وحيبسطني . مش حرام عليك تخبي اللي انت حاسس بيه؟</p><p></p><p>= من زمان وأنا بفكر ازاي أحكي معاك من غير ما تزعلي مني.</p><p></p><p>= لأه ما دام تحكي عن اللي شفتو ومش غيران وكمان متهيج أنا كمان مش زعلانة. خليني أفضفض عشان فيه حاجات حصلت متعرفهاش.</p><p></p><p>= إحك يا حبيبتي فضفضي</p><p></p><p>= الراجل اللي تتكلم عليه، أعطاني رقم تلفونو وطلب مني أتصل بيه في الغد. وفعلا تلفنت لقيتو طلب مني أزورو في الأوتيل وعدني أنو مستنيني ومعاه هدية حلوة.</p><p></p><p>= وبعدين؟ رحت ولا لأه؟</p><p></p><p>= ولا قبلين، فكرت كويس ثم تراجعت، لقيت نفسي مترددة وخيفانة مع أني بصراحة طمعت في الهدية وكنت هيجانة موت. بعد يومين رحت اسأل عليه بالأوتيل لقيتو رجع للكونغو.</p><p></p><p>ازداد هيجان أحمد وهو يستمع بلهفة لما قالته زوجته. لكنه تدارك نفسه. نظر لوجهها فخيل له أنها لم تفصح بعد عن كل الحقيقة التي تخفيها.</p><p></p><p>= خلاص يا حبيبتي معلهش خيرها بغيرها، نكمل كلامنا بالبيت. إنت باين عليك نسيتي حاجات حلوة.</p><p></p><p>ابتسمت زوجته وأمسكت يده ث طلبت منه تسوية الحساب والتعجيل بالذهاب للنادي.</p><p></p><p>عندما ركبا السيارة اتكأت على كتفه وهمست قائلة</p><p></p><p>= مخبيش عليك، من كثر الضحك في تلك الليلة حلمت بالليل، شفت الضيف وهو يلعب بزبو، كان شكله تمام زي متخيلت لما كنا بنضحك</p><p></p><p>= كده تعجبيني أوي، صار لي كثير وأنا أحاول أشرح لك أنك تضيعي وقتك معايا. وحده زيك تتمتع بالحياة وتاخذ حريتها وتمتعني معاها. شوفي هيجتيني ازاي. أنا كمان شفت في الخيال أنو يحضنك ويبوسك ويلحس كل جسدك وينيكك نيك جامد، وانت كنت مرفوعة ومرتعشة وعينيك مقلوبة ومليت الفضاء صياح وصراخ وآهات. عمري مشفتك كده.</p><p></p><p>= أقل لك طلب ومتخيبش ظني، يا اللا بينا نروح وبلاش النادي الليلة، خليها بعدين.</p><p></p><p>قالت كلمتها وانحنت على حجره لتخرج زبه المنتصب. بدأت تتحسسه كأنها تكتشفه لأول مرة. قبلته وبدأت تلعقه من الرأس حتى القدر الذي خرج من سحابة البول. ترفع رأسها لتتنفس بصعوبة. تسحب نفسا طويلا وتعود للقضيب المنتصب في يدها.</p><p></p><p>= عمري مشفتك زي كده يا حبيبي. تصور ازاي حيكون زب صاحبنا الكونغولي؟</p><p></p><p>= حيكون إيه يعني. بدون شك زي الحصان. أجابها وهو يلهث ويتأوه. يا بختك بيه.</p><p></p><p>= يخرب بيتك، هيجتيني.</p><p></p><p>= لو تحبي بعد كام يوم نتصل ونعزموه هو ومراتو</p><p></p><p>= يا ريت يا حبيبي يا أحلى جوز في الدنيا، يخليك ويحفظك ليا. صار لي مدة وأنا بحلم بيه.</p><p></p><p>= بكره أخلي زميلي يعزمهم ثاني بس بلاش صاحبي يعرف هو ومراتو.</p><p></p><p>أبعد أحمد رأس زوجته عن زبه بعد أن شرعت تمص. قال لها نحن في حالة من السكر والأنوار ضعيفة. اتركي زبي حتى نصل. قال لها وهو يسكت محرك السيارة عند الوصول</p><p></p><p>= باين عليك حتخليني أجدع ديوث في البلد.</p><p></p><p>نزلت ثم لفت حول السيارة حتى وصلت لأحمد. قبلته من شفتيه قبلة سريعة وبدأت تغني</p><p></p><p>أغنية المرحومة شادية اللي بتقول</p><p></p><p><strong>لأ يا سي أحمد لأ يا حماده أنا حبيتك حب عباده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حتجنني أبعد عني أنا مقدرش عليك بزياد</strong></p><p></p><p></p><p>عانقته وهي تكاد تسقط. فتح الباب ثم حملها بين ذراعيه وأسرع مباشرة نحو غرفة النوم.</p><p></p><p></p><p></p><p>تتبع في الجزء 3</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p><strong>الحلقة الثالثة</strong></p><p></p><p></p><p>مضت الليلة كما كان يشتهي أحمد وزوجته. استيقظت غرفة النوم من سباتها العميق لتعيش من جديد كحلبة ستعرف ساعات طويلة من التصارع والتنافس بين غريمين كادا يستسلمان للموت البطئ. تحولت من الجمود إلى حظيرة حيوانات تضج بالصهيل والصراخ والنهيق. كل التخيلات التي خطرت على بال أحمد من قبل، نفذها بكامل التفاصيل. بدأ يلحس لحم زوجته من القدمين على غير عادته الروتينية. كان قد عودها أن يباشرها بداية من العنق، ثم ينحدر بهدوء رويدا رويدا عبر فقرات عمودها الفقري، نافثا في كل فقرة همومه وهواجسه وجوعه، إلى أن يبلغ قوس التقاء الظهر بالأرداف المقوسة. لكنه اليوم، بدأ من القدمين والأصابع ذات الأظافر المصبوغة باللون الأحمر، عبر الكعبين، فالساقين متوقفا للراحة قليلا عند محطة ما وراء الركبتين. ثم واصل الصعود إلى محيط انطلاق الردفين. وحين أمسك بهما ليفتح لأنفه ولسانه طريق الوصول إلى جنة الأخدود، سمع زوجته تئن وتتأوه مستغيثة تطلب المزيد.</p><p></p><p></p><p></p><p>مضى عليها حين من الدهر لم تعد تتفاعل معه. لكنها هذه الليلة، تحركت متراجعة بكامل حوضها نحو وجهه كما لو أن مؤخرتها تلتمس حظها من المتعة القادمة كالتيار المكهرب...وما إن غطس وجهه في حرارة الأخدود حتى سمعها تنطق بكلمات متقطعة تختلط بالأنين:</p><p></p><p>= أرجوك " مامادو" .... أرجوك، لا ترحمني.</p><p></p><p>ها هي ذي تشجعه كما لم تفعل منذ شهور...ولو لم يكن لفكرته اللعينة سوى هذه الحسنة، لكان فيها كل الخير والبركة.. فتحت ما بين فخذيها لتمكنه من تعميق لسانه في رحيق العسل المتقاطر من منبع الحياة والخلود. ثم واصل صعوده نحو العنق عبر طريقه المعهود، عابرا بهدوء كالنمل، يحس أن له في كل فقرة نقطة رادار تلتقط ذبذبات اللسان لتنقلها إلى مراكز القرار في مجموع الجسم الذي صار يئن تحته. فلما شعر الجسد بعضوه المتصلب يتراقص عابرا غير متوقف ما بين الردفين، اندفعت المؤخرة نحوه لتلتهمه مثل سمكة مترصدة تقفز فاغرة فاها لابتلاع ثعبان. فجأن وجد أحمد نفسه في أعماق جنة الخلد، ملفوفا بحرارة ساحرة، عندئذ ضاعت منه الصور والتخيلات، كما ضاعت ذراعاه تحت صدر زوجته ليسجن داخل كفيه الجائعتين نهديها المتكورين كتفاح الجنان المفقودة، مباغتا إياها بما تبقى من طعنة القضيب، بعنف افتقد القدرة عليه منذ زمن بعيد. سمعها تئن صارخة وصوتها المهموس المتقطع يدعوه قائلا:</p><p></p><p>= " مامادو" إطعن أرجوك، لا ترحمني أيها الخبيث. قالتها باللغة الفرنسية.</p><p></p><p>لم يهتم أحمد لكلماتها أول الأمر، لكنه بعدما استقر به المقام فوق ظهرها، ذكره اسم "مامادو" وكلماتها بالفرنسية، بالحفلة المعلومة. كان الضيف الكونغولي يحمل هذا الاسم. بدأت تتقاطر عليه الأسئلة، ما هو سر ذكر زوجته لهذا الاسم في هذه الوضعية، بينما هي تحته هو؟ قادته الذكرى إلى شريط الفلم الذي يسكنه ويقض مضاجعه. ترك السؤال وعاد يطعن بأقصى قوته، مستجيبا لرغبة زوجته، محاولا إغراق متاعه وخصيتيه في عمق سحرها الفتان.</p><p></p><p>= زدني يا ملعون. زدني . دائما بلغة فرنسية.</p><p></p><p>قالت ذلك رغم أنها كانت تتجاوز رعشتها الرابعة. انتظرت ردة فعله قليلا، فلما لم تتوصل بما كانت تتوقعه من العطاء السخي، انتفضت بقوة حتى تغير الوضع ليصبح زوجها منقلبا على ظهره، ودون سابق إشعار، استلت القضيب مغمضة العينين، وأمسكته من الجذر كأنها تمتشق سيفا براقا، بدأت تلحسه بشبق شديد حتى اطمأنت لصلابته ثم صعدت فوقه ممتطية إياه مثل حصان جامح. استمرت تجري وتقفز وشعرها يتطاير في كل صوب تحت تأثير رياح الشبق الغامرة. كلما اقتربت لحظة الارتعاش، تنكفئ بجذعها فوق صدر الحصان، تلكزه بركبتيها، وتحيطه بفخذيها. تفترسه مثل لبؤة تمكنت من ضحية لذيذة بعد طول الصيام. تعض شفتيه وأذنيه وجزءا من كتفه، دون أن تتوقف عن ركضها السريع، كما لو أنها تغزو عدوا خياليا يستعمر خيرات ليست من حقه. كان واضحا أنها تتخلص من توتر عشش تحت جلدها منذ أعوام.</p><p></p><p>لم يدر أحمد من أين جاءته القوة ليسترسل معها وراء هذا التحدي الماراطوني العجيب. كان من اللازم والطبيعي، في لحظة ما، أن يتوقف الحصان لاهثا عن الجري في منتصف الطريق...عبثا يحاول الفارس دفعه ولكزه بقدميه لكنه لا يقدر على مواصلة الإيقاع المرتفع لصاحبه. فإذا بها تنتفض من جديد وتضرب صدره بقوة وهي تلعن مضطربة قبل أن تتوقف. تفتح عينيها لتنظر لحصانها الحرون. تنظر إليه بعيون مستغربة، ثم تقف أمام جسده بطولها وشموخ جسدها، مثل سارية شامخة.. تحملق ثانية نحوه، كأنها لم تكن تتوقع أن تراه هو بالذات والصفات، ثم تقفز إلى أرض الغرفة ساخطة لتتجه إلى الحمام.</p><p></p><p>بقي أحمد وحده، شاغرا فاه متعجبا مما يقع. لقد بذل أقصى ما في طاقته لإرضائها. وهو منذ مدة لم يمارس بنفس الشهوة والقوة، فلماذا تلعنه وتشتم أصوله وتغضب منه؟ هل خيب ظنها فيه إلى هذا الحد؟ أم أنها كانت تتوقع منه المستحيل الذي يعجز عنه؟ هل كانت تختبر حدود طاقته؟ ألم تكن الرعشات التسعة التي حصلت عليها كافية لإرضاء نزواتها؟ ومن أين استمدت هي كل هذه القدرة الحيوانية المباغتة؟ اعتقد قبل قليل أنه يجدد معها عهد شبابه البعيد، بفضل ما تولد لديه من صور وهلوسات جراء تلك الحفلة، لكن نظرتها إليه وهي واقفة فوق الفراش تحملق في جسده، وكل ما صدر عنها من الشتائم واللعنات، خيب ظنونه ومشاعره.</p><p></p><p>كانت آلاف الأسئلة تهجم عليه تنتظر الرد المريح، غير أن مزاجه المتوتر جعله يؤجل الحسم إلى صباح الغد، لعله يعثر على تفسير للألغاز التي تقاطرت فوق رأسه المغبون.</p><p></p><p>عندما استيقظ من نومه في الصباح، لم يجد زوجته بجواره. أسرع إلى الحمام، فوجدها هناك تكمل زينتها بعد الاستحمام. ألقى عليها التحية فلم ترد. اكتفت بهز رأسها واستمرت في مكياجها المعهود. شعر وهو يدخل الحمام أنها تتابعه بنظرة جانبية. زاد شكه وتضخم شلال الأسئلة المتهاطلة عليه. لم يعد يدري ما يجب فعله. أكمل حمامه وخرج ليدرك زوجته بالمطبخ قبل أن تغادر للعمل.</p><p></p><p>وجدها ما تزال تحتسي ببطء ملحوظ كأس القهوة السوداء كالعادة. يعرف أنها لا تحب الحليب وأنها لا تتناول فطورها بالبيت. يعرف أنها تفضل المقهى المجاور لمكتب العمل، حيث تمضي فترة استراحة مع أصدقاء وصديقات في تبادل آخر الأخبار. نوع من النميمة الأنثوية. حضر أحمد لنفسه كاس قهوته من آلة " النيسبريسو" الإيطالية. نظر لزوجته التي تتحاشى أن تلتقي عيناها بعينيه. كانت ليلة الأمس على خير ما يرام. ترى ما هو الجديد الذي غيرها فجأة إلى هذا الحد؟ ألم تكن موافقة على اقتراحه؟ بل ألم تشارك في الحوار الذي أفضى إلى اتفاق بينهما؟ الم تسهل عليه الإفضاء بما يثقل عليه من المشاعر والتخيلات؟ ألم تخبره بإرادتها عما كانت تنوي فعله من خيانة عندما اعترفت له بنية القيام بزيارة "مامادو" في فندق إقامته؟ ألم تعترف بأنها ذهبت فعلا لزيارته فوجدته قد غادر إلى وطنه؟</p><p></p><p>تشجع أخيرا وسألها:</p><p></p><p>= ما الذي حصل؟ كنت على أحسن حال ...</p><p></p><p>انتبهت لوجوده معها بالمطبخ أخيرا، التفتت نحوه. ركزت عليه نظرة حادة، وقالت:</p><p></p><p>= في الحقيقة أنا مرتبكة جدا. أشعر بأني بدأت أتسرع كثيرا في اتخاذ قرارات تنتهي دائما بالندم.</p><p></p><p>= أتفهم حالتك حبيبتي. لكن ما هو ذنبي أنا؟ تحدثي معي بكل صراحة ارجوك</p><p></p><p>= لم أعد أشعر بالراحة والاطمئنان معك منذ مدة حتى اختلطت علي الأمور</p><p></p><p>= كيف؟ ألم نتحدث ليلة أمس عن الماضي والمستقبل السعيد؟</p><p></p><p>= تحدثنا لكني كنت فقط أجاريك. حسبت أنك تستغفلني لتثير مشاعري. واقولها لك اليوم بصراحة.. إن كنت تنوي أو تخطط لإيقاعي في فخ، فاعلم أني أنا أيضا لم أعد أهتم بشئ، لقد عيل صبري ولم أعد قادرة على تحمل المزيد. يمكنك أن تطلقني لو شئت وسنتفق بكل سهولة. حول باقي الإجراءات.</p><p></p><p>= ما هذا الكلام الغريب؟ من ذكر الطلاق؟ هذه ليست طريقة حضارية للتفاهم. هل تودين أن أقسم لك برؤوس الأولاد لتصدقيني؟ أنا فعلا عانيت ما يقرب من ثلاثة أشهر من المشكلة التي رويتها لك بصدق. واعتقدت أنك اقتنعت وصدقت ما قلته لك من قلبي الخالص.</p><p></p><p>= ولكن يا....</p><p></p><p>= ليس ثمة أي مناسبة للحيرة يا حبيبتي. أنا أحبك، ورغبت من قلبي أن أراك سعيدة. ألم تعيشي معي ليلة أمس تأثير ما كنت أتخيله عنك وعن "مامادو" بالذات؟</p><p></p><p>= إذن لم يكن ما قلته استفزازا أو مجرد فخ للتخلص مني بذكاء؟</p><p></p><p>= لا لم يكن كما تظنين. لكن ما الذي جعلك تفكرين بهذه الطريقة؟ هل أنا شرير إلى هذه الدرجة؟</p><p></p><p>= لقد جعلني حماسك المفاجئ أثناء الممارسة أنسى نفسي واستعيد أمرا سابقا ملك علي أنفاسي. لقد صدقتك ولكن يجب...</p><p></p><p>= أرجوك. كفانا من الشك والتردد والهروب. دعينا نستدرك الزمن الضائع من فضلك وانسي ما حدث. أما الآن فأريد منك أن تخبريني عن شيء سمعته منك أثناء الممارسة فزادني حماسا وقوة.</p><p></p><p>= وما هو؟</p><p></p><p>= لقد ناديتني بالفرنسية مرارا باسم "مامادو" لكني لم أفهم العلاقة والسبب.</p><p></p><p>= لا أذكر إطلاقا أني نطقت بهذا الاسم.</p><p></p><p>= بل فعلت، وعندما عجزت عن مواصلة إشباع شهوتك، رغم ما بذلت، وقفت فوق الفراش ساخطة وبدأت تشتمين ونظراتك الساخطة تحرقني. لم أفهم شيئا.</p><p></p><p>أحنت رأسها وصمتت لحظة تفكر، ثم بدأت تبكي دون أي تمهيد.</p><p></p><p>= لماذا تبكين حبيبتي، هل قلت ما يدعو للبكاء؟</p><p></p><p>مسحت دموعها ومدت كفها نحوه كأنها تستعطفه أو تتودد إليه. أمسك يدها وقبلها فشهقت وعادت تأخذ نفسا عميقا لعلها تستطيع استرجاع هدوئها وتفكيرها. اخذت مهلة كافية لترتيب أفكارها المتلاطمة كالموج، ثم قالت:</p><p></p><p>= سامحني يا حبيبي. لقد قلت لك أني لم أعد أتمالك نفسي. لقد حدث وأنا في عز النشوة أثناء الممارسة، وبسبب قوتك التي كنت نسيت لونها وطعمها... فبدأت أتخيل أني لست معك. بل مع....</p><p></p><p>= مع "مامادو" أليس كذلك؟ ولماذا الارتباك والخوف؟ ألم أقل لك أني سأقبل أي طريق يمتعك ويعيدك لي كما كنت من قبل؟</p><p></p><p>= الخيال أبعدني عنك وعن الواقع... كأنك لم تعد موجودا البتة. حسبت نفسي فعلا مع "مامادو". المشكل حدث عندما توقفت عن الرهز قبل أن أصل بقليل، فتحت عيني فاكتشفت أني كنت أحلم، لأن "مامادو" لا يتوقف قبل الأوان بل يطلب المزيد حتى بعد أن أشبع...</p><p></p><p>سقط حديث الزوجة على أذني احمد كالصاعقة. ما هذا الذي سمع؟ ارتبك بدوره بينما عادت زوجته للبكاء والنشيج حين اكتشفت الخطأ الذي سقطت فيه.</p><p></p><p>= كيف عرفت هذه المعلومات الدقيقة عن ممارسة "مامادو"؟ هل...</p><p></p><p>= نعم. هذا بالضبط ما أربكني وأدخلني في حيرة وجعلني أفقد أعصابي وبدأت أسب واشتم.. نعم حدثت أمور ما زلت أخفيها عنك.</p><p></p><p>تذكر أحمد أنه خلال حوارهما بالأمس، شك أنها لم تخبره بكامل ما تخبئه عنه.</p><p></p><p>= وما هو الشئ الذي لم أعرفه بعد؟ تحدثي بطلاقة ومن دون خوف ما دمت تعرفين أني بعيد عن الغيرة ولا أمانع. أفرغي ما في جعبتك لننتهي من الموضوع دفعة واحدة.</p><p></p><p>= أرجوك حبيبي، عدني ألا تغضب مني. أنا في حاجة لعطفك وحبك. لقد أخطأت في حقك مرتين.</p><p></p><p>= قلت لك تحدثي ولا تخافي. ما حدث قد حدث.</p><p></p><p>= كذبت عليك عندما قلت بأني لم أتصل ب"مامادو" في الفندق غداة ليلة الحفلة. لقد استجبت لطلبه مسرورة وقمت بزيارته في الفندق. لقد خنتك فعلا.</p><p></p><p>= وبعد؟</p><p></p><p>= القصة طويلة ويستحسن أن نتركها للمساء.</p><p></p><p></p><p></p><p>انتظروا بقية المسلسل قريبا في الحلقة رقم 4</p><p></p><p></p><p></p><p>--------------------------------------------------------</p><p></p><p>الجزء الرابع</p><p></p><p>1 = <u>في انتظار جلسة المساء </u>: بين الشوق والحيرة والقلق، أمضى أحمد ساعات يومه منتظرا على أحر من الجمر قدوم المساء. يسأل نفسه كيف يجب أن يتعامل مع هذا السلوك الغريب، غير المنتظر من زوجته العزيزة. فما قامت به شيء فظيع، عبارة عن جريمة لا تغتفر. جريمة تسمى "خيانة" تمت بجرأة عن سبق إصرار. وما يزيد من فداحتها، أن زوجته كذبت عليه وظلت تخفيها لمدة فاقت ثلاثة شهور. جعلته يعيش في الكذب دون أن تشعر بأي تأنيب للضمير، رغم أن زواجهما فاق عشر سنوات من العشرة والمعاملة الحسنة. منذ تلك الليلة المشؤومة التي نبعت منها كل المصائب، اغتنمت سكوته على ما حصل بينها وبين الكونغولي من تفاهم وانسجام، وتصرفت وحدها بكل حرية دون أن تعيره أدنى قيمة أو تستشيره فيما أقدمت عليه. يسأل نفسه، لماذا تتصرف النساء بشجاعة وحماس كلما لاحظت إحداهن أن زوجها يتساهل معها أكثر من اللازم، أو يحبها بشكل مفرط، وكأنها سلطانة قوية مسموح لها بفعل ما تريد؟ تظل الأنثى متمسكة بالوقار والحشمة والتقاليد فإذا انفتحت أمامها أول فرصة جادة للتحرر والانطلاق، اغتنمتها وطارت بلا عودة.</p><p></p><p>تصرفها الغريب، يعني ببساطة أنها زارت الفندق، في فترة ما بعد الزوال، غداة ليلة الحفلة وسلمت نفسها بسهولة لرجل لا تعرف عنه سوى أنه تاجر إفريقي صديق الصديق الذي عزمه للاحتفال بمناسبة معاهدة تجارية بينهما، ثم احتفظت بجريمتها السرية دون أن يظهر على سلوكها في البيت أي تغيير. وقد تكون متعتها الخارقة مع الإفريقي، هي ما جعلها تتكتم على الجريمة حتى لا تثير مع الزوج مناقشات لا تحمد عواقبها، لهذا فضلت الصمت وركنت للهدوء حفاظا على ما كسبته من سعادة لم تتوقعها.</p><p></p><p>اضطر أحمد للتفكير في مسؤولياته كزوج لأول مرة في حياته. المفروض فيه هذا المساء، أن يثور ويحتج على الأقل. أن يشرح لها الفرق بين أن يطلب منها هو بإرادته معاشرة رجل وبين أن تتصرف هي من ذاتها بدون أن تخبره. هناك فرق بين التواطؤ وبين الخيانة. لهذا، لا ينبغي أن تمر الخيانة بدون عقاب مناسب. وإلا سيكون عليه أن يقرأ الفاتحة على نفسه وزواجه وحياته كلها. لا بد له من تصرف يعيد له كرامته المفقودة. سوف يسجل خفية ما ستعترف به من الألف إلى الياء، ليحتفظ بالتسجيل كوثيقة يستفيد منها عند اللزوم. قد تصلح له للضغط على زوجته في حالة التمادي أو حين يطيب لها أن تعيد فعلتها.</p><p></p><p>عليه الآن أن يشكر الظروف التي وضحت لعينيه الحقيقة في الوقت المناسب، أي قبل المرور لتنفيذ فكرته واقتراحه المعروف. لقد كان سيدفعها من ذات نفسه لارتكاب ما فعلت بحرية وهدوء لو أنها لم تستعجل ولم تصبر قليلا. ومن حسن الحظ أنها فضلت التصرف وحدها، لأنها لو تصرفت بأوامره وطبق اقتراحه، لكانت بالتأكيد ستصبح في موقع قوة، مما يجعلها مغرورة قادرة على المستحيل. كان بوسعها لو انتظرت أكثر، أن تتلاعب به كيفما شاءت. يمكن أن تحوله إلى عبد راكع عند قدميها. أو حتى أن تأمره ليلحس بلسانه ما يقذفه الإفريقي فوق جسدها من المياه الآسنة. لكنها خسرت اللعبة بتسرعها وكذبها. لن يمكنها الآن أن تكون حرة بمحض إرادتها، فضلا عن تطبيق ما يخطر لها ولعشيقها من الصور والأفكار الإباحية اللعينة على حسابه كزوج.</p><p></p><p>لهذا، فإن عليه منذ هذه اللحظة، أن يتخذ القرار الحاسم. لن يعطيها مطلقا أي فرصة لتقلل من شأنه أمام أي كان. هذا لو قرر الاستمرار فيما كان بدأه أمس. لأنه لن يتراجع كلية عن رغباته وشهواته، لكن يجب عليه أن يفعل ذلك وفق برنامجه وتحت مسؤوليته هو فقط. وإذا صدقت فعلا أن " نيك الغرباء" منعش وممتع لها وبدأت تستعطفه وتترجاه، فإنه لن يتكرم عليها بالموافقة بسهولة. لن يستجيب لشهوتها وشبقها قبل أن يعذبها ويماطلها. هي التي عقدت الأمور بفعلتها الشنعاء. لقد كاد يضيع كرامته دفعة واحدة بعد أن كد وعمل على بنائها وتشييدها طيلة ما يفوق أربعين سنة من العمر. سيتحكم الآن بصلابة وقوة في مصيره. سيقول للشيطان الذي يسكنه ويطلب منه تقديم زوجته لغيره أن يتمهل. صحيح أنها حرة، وأنه لا يدعي ملكية جسدها بالكامل، لكن من حقه كزوج أن يكون وحده صاحب القرار، إما أن تكون المتعة مشتركة، تتم بعلمه وتحت وصايته، وإما علي وعلى زوجتي الطوفان. لن ينبطح بلا شروط، بل لن ينبطح أصلا.</p><p></p><p>خطته إذن أن يعلن لها عن تراجعه عن تنفيذ فكرته. سيرى حدود ردة فعلها. وبعد ذلك يتلاعب بها ويماطل ويراوغ حتى يغضبها ويعذبها قبل أن يقبل في النهاية. هذا هو المنطق. من أراد المتعة فليقبل العذاب. أنا نفسي، يقول أحمد، لست حرا فيما أنوي فعله. إذ ليس من السهل علي أن أقبل مشاهدة زوجتي بين أحضان الكونغولي أو غيره. لكن شاءت الشهوة أن تفرض عليه القبول. سيشاهدها وهي ترتعش أو شبه غائبة عن الوعي، وعيناها المقلوبتان تحملقان في الفراغ أو إلى الداخل وكأنها طائرة في أبعد سماء. وما عدا ذلك، لن يفعل أي شيء آخر حتى لو دعتها الشهوة لتكرار مطالبها ألف مرة. لن يقترب من "مامادو" أو سواه، ولن يمسك أو يمص عضوه، ولن يلحس ماءه أو يقود عضوه الفخم إلى جوف زوجته سواء من الخلف أو من الأمام. سوف يسجل بتفصيل ممل كل شهقة وكل حركة. وكلما عبرت عن رغبتها في مغامرة جديدة، يتقمص ما تسجله ذاكرته ليسخر منها بتقليدها، ويعذبها ويعرضها لمراجعة نفسها قبل أن يسعفها بالقبول. ستصبح هذه هي القاعدة منذ اليوم ولا شيء غير ذلك.</p><p></p><p>سيحولها إلى أمة تحت قدميه، بدل أن تحوله هي إلى مهرج. سينيكها بعنف رغم أنها تقلل وتحتقر عضوه وممارسته. سيغزو مؤخرتها متى شاء. المهم أن يمسح بها الأرض قبل أن يجيب رغبتها. لن يمكنها من أي زب تشتهيه حتى تخضع صاغرة لزبه.</p><p></p><p></p><p></p><p>2 = <u>نفس اليوم، فترة ما بعد الزوال</u></p><p></p><p>قبل العودة إلى البيت، مر أحمد على السوق ليشتري مستلزمات العشاء. أولها اللحم والدجاج والبطاطس والطماطم والبقدونس وبعض الخضر المختلفة وقليلا من الفواكه. قرر أن يعد طعام الأطفال بنفسه ويساعدهم في أداء الواجبات ومراجعة الدروس ليخلدوا إلى النوم باكرا كي يخلو له الجو لسهرة المساء. سينهي أولا واجبه كأب ثم يتفرغ لشهواته كديوث مسؤول.</p><p></p><p></p><p></p><p>تلفن لزوجته ليخبرها بالبرنامج ففرحت شاكرة وفي نفس الوقت التمس منها شراء بعض المشروبات الرحية لأنه نسي ذلك. لما عادت زوجته عند السادسة مساء كان هو قد انتهى من التحضير، وجلس مع الطفلين للمراجعة بعد أن قدم لهما الطعام. دخلت الزوجة مسرورة إلى الحمام ولم تخرج منه حتى كانت قد زينت صورتها على أكمل وجه. لم تلبس شيئا بل اكتفت بروب مصنوع من الفوطة لفته حول وسطها وصدرها بارز يتحداه. لفت حول شعرها فوطة أخرى لتجفيفه.</p><p></p><p>عند التاسعة تماما، أخذت طفليها لغرفة نومهما وقضت معهما بضع دقائق، قبل أن تعود شبه عارية نحو زوجها. كانت تدندن باغنية لعبد الحليم" رسالة من تحت الماء" وخاصة جملة " إني أغرق....أغرق ...أغرق". جلست قرب زوجها مبتسمة تستحثه على الحديث، غير أنه بقي صامتا.</p><p></p><p><u>3 = قنطرة نحو السهرة: تمهيد</u></p><p></p><p>كانا قد أفرغا ساعة الأكل قنينة كاملة من النبيذ الأحمر الفرنسي. فقامت الزوجة لتخرج زجاجة ثانية من الثلاجة. قدمتها لأحمد كي يفتض بكارتها. فتحها وصب لها كأسا مملوءة حتى كاد تفيض منها الخمرة. تناولت الكأس متسائلة:</p><p></p><p>= وأنت؟ لماذا تركت كأسك فارغة؟</p><p></p><p>= أفضل الاكتفاء بما احتسيت خلال العشاء. لم أعد أطيقها كثيرا.</p><p></p><p>= كما تريد. كيف قضيت يومك اليوم؟</p><p></p><p>= قضيته كسائر الأيام...لا شيء جديد باستثناء أنه كان أطول من المعتاد</p><p></p><p>= أنا أيضا شعرت أنه أطول من المعتاد. طبيعي نتيجة لانتظارنا لهذا المساء.</p><p></p><p>= وهو كذلك...هيا. فإني في الانتظار منذ الصباح</p><p></p><p>= إذن حضر أذنيك ...واصبر قليلا ريثما ينام الأطفال يا حبيبي.</p><p></p><p></p><p></p><p><u>4 = صلب الموضوع أو الكلام المفيد</u></p><p></p><p>طيب. دعني آلتقط أنفاسي وأرتب الكلام. سيكون تدخلي طويلا بعض الشئ. إلا أن تكون راغبا في الاختصار. هناك أشياء عديدة أخفيتها عنك، ومن ضمنها أني أنا أيضا عانيت طيلة شهور عديدة. ربما تفوق السنة. اعتقدت بعد أن قلت معاشرتنا الجنسية، أنك بدأت تخونني. سلطت عليك من يتتبع خطواتك ويتقصى أخبارك، لكني لم أحصل على دليل. كنت أقول في نفسي أنه من غير المعقول أن تكون هذه ممارسة أحمد، وأنه لا شك يفرغ حقينة ظهره في جهة لا أعرفها. لأنه صار يتجاهلني كثيرا، ولا يقربني إلا نادرا، وحين يفعل يعبث بجسدي بعضو رخو لا أعرفه، يسرع على غير عادته في القذف ويوليني ظهره، تاركا إياي جريحة القلب والجسد مثل الجيفة. يغرقني في رمشة عين بمائه الذي خفت كثافته حتى صار مجرد ماء بلا لون بعد أن كان كرغوة الصابون في الكثافة واللون.</p><p></p><p>هل فكرت يوما واحدا أني كنت ألجأ للحمام لأداعب جسدي وأفرغ شهوتي؟</p><p></p><p>أصابتني لوثة الشك في مقتل. ورغم عدم وصولي لما من شأنه تأكيد شكوكي ومخاوفي، عشت غارقة في الخوف والحيرة والغيرة والشك القاتل. وصادف كل هذا، أن تراكمت رغباتي متأثرة بتغيرات هرمونية تصيب النساء في منتصف الثلاثينات من العمر. حاصرتني الشهوة وقيدت حركاتي وسكناتي حتى بدأت كالمراهقين أصب طاقتي وشهوتي من خلال العادة السرية. كنت كل مساء، قبل اللجوء للفراش أختلي بنفسي لأمارس في الخفاء. وزاد إدماني على كل أنواع الخمور حيث بدأت أجد فيها مسكنات وقتية تساعدني على النسيان والإغراق في النوم. ورغم هذه التحولات لم تشعر يوما بحالتي، ولم تسألني عن تصرفاتي. كنت أعاني وحدي بالبيت. كما كنت أنتقم خارجه. أكاد أعرض نفسي على من يتغزل بي أو يلتفت لجمالي بنظرة أو كلمة رقيقة. وكم مرة أقدمت على الخيانة ثم تراجعت في آخر لحظة. وفي النهاية عزمت على طلب الطلاق بحجة الضرر وقلة الجماع داخل الأسرة.</p><p></p><p>وهكذا سيطرت علي الأفكار السوداء والنوازع الشيطانية. اشتد اشتياقي لجو الحفلات والأنشطة والسهرات، علها تعينني على التخفيف، أو تجمعني بمن يخرجني من الورطة، فكان أن جاءت الحفلة المعلومة. كنت مشتاقة ومحتاجة لشخص يطرد بحرارته موجة الشك الباردة التي تخنق أنفاسي. شخص يعيد إلي ثقتي بنفسي وأنوثتي ولو بالكلام والنظرات.</p><p></p><p>وجاءتني أول فرصة من خلال شخص" مامادو" الذي رأيته لا يحيد بصره عن صدري. كانت نظرات الشبق تتطاير من عينيه. أحسست بحرارته من بعيد، رغم الحذر والخوف. نقلت نظري بينك وبين زوجته. كانت هي مبتسمة بينما رأيتك غير مهتم لتركيزك على الشراب. شيئا فشيئا استنتجت أنك لن تتدخل مهما حصل. لم أكن متأكدة بالضبط وإنما دفعني الحماس والنشوة للمغامرة.</p><p></p><p>اقترب مني"مامادو" حتى بدأنا نتبادل الملامسة من تحت الطاولة. كان حديثه خفيفا على النفس، ورسائله مغرية توحي بصيد ثمين. التفت بحذر صوب زوجته وإذا به ينحني على عنقي حتى شعرت بأنفاسه الحارة. قبل عنقي بسرعة وقال لي بفرنسية ركيكة: " لا تضربي حسابا لزوجتي" سألته مستغربة: كيف؟ فرد علي ضاحكا: تلك قصة سأشرحها لك فيما بعد. وعندما لم يصدر منك أي ردة فعل تجرأت أكثر فأكثر. انسحب الخوف والتردد والحيرة وحلت مكانها الشهوة والرغبة في الانتقام. دفعت رجلي دون أن تشاهدني من تحت الطاولة لألمس عضوه المنتصب. كدت ساعتها أن أجن وتمنيت لو كانت الحفلة تسمح لنا بالانعزال بعيدا. شعرت بسائل لزج بين أفخاذي. ضحكنا علنا وبكينا في الداخل بسبب عجزنا عن تفريغ الرغبات.</p><p></p><p>المهم أني قبل انقضاء الحفلة، وجدت سبيلا لتبادل أرقام الهواتف، كما تسلمت منه اسم الفندق الذي ينزل به. التمس مني بإلحاح أن أزوره بعد زوال يوم غد، حيث سينتظرني صحبة زوجته، وختم كلامه قائلا: إذا لم يكن لديك مانع طبعا.</p><p></p><p>في يوم غد، استجبت للرغبة وذهبت إلى الفندق في تمام الساعة الثالثة. توقعت أن أجده في انتظاري هو وزجته أو أحدهما على الأقل. لكن ظني قد خاب، حتى أن الوسواس كاد يدفعني للتراجع، لأني اعتبرت عدم وجوده في الانتظار، وعدم اتصاله بي كنوع من عدم الاهتمام. سألت موظفة الاستقبال عنه بالاسم، فأجابتني بأنه أوصاها أن تخبرني بانه ينتظرني مع زوجته بالشقة الخاصة. أعطتني رقم الشقة ورقم الطابق فشكرتها واتجهت نحو المصعد.</p><p></p><p></p><p></p><p>تتمة القصة في الحلقة الخامسة</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p><strong>الجزء الخامس</strong></p><p></p><p></p><p>وصلت إلى السويت وكانت زوجة"مامادو" هي من فتح لي الباب. رحبت بي وأخذتني إلى الصالون في انتظار خروج زوجها من الحمام. لن أحكي لك بتفصيل عن السويت وفخامتها. كانت عبارة عن صالون واسع ومطبخ مجهز وثلاجة مملوءة بما لذ وطاب من أنواع المشروبات المستوردة وما يناسبها من طعام، وحجرة نوم بفراش عريض يصلح لاحتواء خمس أجساد بشرية أو أكثر.</p><p></p><p>فاجأتني زوجته عند استقبالي لأنها قبلتني بطريقة غريبة، يعني فاجأتني بقبلة فوق الشفاه. كما أنها كانت شبه عارية. زينتها مكتملة بشكل مفضوح ومبالغ فيه، كما لو أنها مستعدة لمقابلة خاصة، أو خارجة للتو من معركة غرامية حامية الوطيس. على طاولة منحدرة في الصالون لاحظت وجود زجاجة ويسكي مفتوحة وبجوارها سطل معدني صغير مملوء بقطع ثلجية، وقربه بضعة صحون صغيرة معبأة بمقبلات من اللحم المجفف، والجبن وأنواع من السمك المخلل، فضلا عن أنواع عديدة من المكسرات المملحة. أما جو الشقة، فكانت تغمره روائح من أنواع الطيب المختلطة والمختارة من أزهار وثمار الأدغال الإفريقية. ذكرتني برائحة "الشيشة" أو النارجيلة الشرقية.</p><p></p><p>نظرت إلى وجهها حينما أرادت أن تصب لي أول كأس، فخيل لي أنها مرتبكة بعض الشئ. كانت عيناها تشعان ببريق لافت كاللهيب. بدت مثل حيوان جائع يتأمل أمام عينيه غزالة يخاف أن تفر قبل أن يأكلها. تصنعت الابتسام وقالت بأن زوجها سيظهر بعد قليل. كان من المفروض أن أجده وحيدا، لأنني جئت أساسا من أجل هدف اتفقنا عليه معا ليلة البارحة. لم أكن أدري بالضبط، في حالة بقاء زوجته معنا، ما يتعين علي فعله. لكني خمنت أنه على الأقل، سوف يكرر معي ما حدث خلال الحفلة. شيء يجعلني أمام رجل حقيقي تطفح الرجولة والفحولة من عينيه وحركاته. شيء أرضي به غروري كأنثى لم تلمس منذ مدة..ولو كنت محظوظة، ربما قد نكمل الجلسة ببضع قبلات حارة أو أكثر. لكن حضور زوجته أربكني وحطم طموحي، وابعدني عن كل أهدافي.</p><p></p><p>انتقلت بي زوجته بسرعة إلى الكأس الثانية، كما لو أنها لاحظت إغراقي في التفكير والصمت، وأرادت أن تدخلني مباشرة إلى جو الاسترخاء اللذيذ. ما أروع الويسكي المستورد. تجد نفسك محلقا في حالة تخدير وكأنك تملك أجنحة سحرية. كل شيء يصبح ممكنا بمجرد أن تحلم أو تتخيل أو يوحي لك به من يجالسك. اقتربت مني لتسألني قائلة:</p><p></p><p>= لعلك مرتبكة بعض الشئ. أنا هنا لخدمتك في انتظار إكمال "مامادو" لتهيئ نفسه</p><p></p><p>= لكن أعذريني، في الحقيقة... كنت أنتظر وجوده وحده.</p><p></p><p>قهقهت بصوت عال وتمايل رأسها للخلف حتى انكفأ نهداها البارزان نحو عنقها.</p><p></p><p>= أعرف ذلك. قالت، ألم يخبرك "مامادو" أمس بالبرنامج كاملا؟</p><p></p><p>= أي برنامج؟ أجبتها</p><p></p><p>= ألم يقل لك أننا لا نفترق حتى في اللحظات الحميمية</p><p></p><p>= لا...كل ما قاله أنه سيخبرني فيما بعد</p><p></p><p>= وها أنا ذي أخبرتك. زوجي في كل مغامراته لا يباشر أي أنثى بدون حضوري معه. نحن متفاهمان على هذا</p><p></p><p>= لكني لست ....</p><p></p><p>= أعرف ما تخافين منه، لست سحاقية. هذا ما تخافين منه. أطمئنك، دوري يقتصر على التحضير ومتابعة المشهد وأنتظر بعدك أن ينهي "مامادو" جولته فوق ظهري</p><p></p><p>= هل يمكنني معرفة حدود التحضير</p><p></p><p>= طبعا. على الرحب والسعة. نبدأ بالمص ولحس الحلمات وبعض القبل...ودائما بحضور "مامادو" لن تحسي بشئ غريب، صدقيني</p><p></p><p>= أنا غير متعودة، ولكن يبدو عليك الخبرة</p><p></p><p>= لا تخافي، بعد قليل ستتعودين وتطلبين المزيد. كل شيء سيمر كما تشتهين وأكثر.</p><p></p><p>قالت ذلك وانحنت تقبل عنقي. أفرغت كاسي وطلبت كأسا ثالثة. كان غرضي أن ألهيها عن عنقي. فقد تأخر زوجها كثيرا. طاوعتني دون إلحاح كي لا تزعجني. لكنها ما إن صبت لي الكاس، وناولتني إياها حتى مدت ذراعها خلف ظهري، ونزلت بها فوق خصري من ناحية اليسار، ثم هبطت حتى استقرت فوق الردف، فأحاطته بالكامل، بينما رفعت الكأس لأحتسي منه جرعة أولى، فإذا هي تدفع كفها الأيمن بين نهدي، كما لو أنها كانت تتربص بي وتنتظر أن أرفع ذراعي بعيدا عن صدري. أمسكت نهدي الأيسر وأخرجته من تحت الحمالة. صار بارزا يلمع تحت أنوار الثريا المدلاة من سقف الصالون، وإذا هي تفتح شفتيها وتلقم حلمته النافرة. دب في صدري تيار كهربائي لحرارة الشفتين، وغمرتني رائحة زكية من عطرها الإفريقي غير المعروف. وضعت الكاس أمامي في حين تراجعت هي قليلا للوراء حتى تمكنني من خلع القميص الشفاف ومن حمالة النهدين.</p><p></p><p>ما إن أزلت القميص حتى مدت لي يدها وأوقفتني واتجهت بي صوب غرفة النوم. جاريتها دون أن أترك الكاس ورائي. بمجرد أن فتحت باب الحجرة لاح لي جسد "مامادو" عاريا منبطحا على ظهري كالمارد فوق الفراش الوثير. كان يلعب كطفل بقضيبه المنتصب بين يديه. فوجئت بالمشهد حتى كدت أسقط من الدهشة. أوقفتني الزوجة عند الفراش دون أن يتحرك زوجها، كأنه لم يشاهدني. كان مستغرقا في تمسيد عضوه الممدود مثل سارية. لا تقدر الكف على إحاطته، بل يطل رأسه من كف إلى كفه الثانية، كان يدلكه بمرهم أو زيت غير معروفة لأنه كان يلمع كلما أطل رأسه بين الأصابع. أخذت هي كاسي ووضعتها بعيدا عن الفراش ثم عادت تستلقي بجوار زوجها الذي تجاهلها وبقي يدلك ما في يديه من عجب.</p><p></p><p></p><p></p><p>وقفت لحظة أتأمل مأخوذة، جذبني منظر الغول كأني حديدة مجرورة بمغناطيس. لم أدر إلا أني ارتميت عليه فتلقفني"مامادو" بذراعين قويتين من الخصر قبل ان يحتويني في حضنه. ترك وجهي يسقط قريبا من عنقه. كنت جائعة وهائجة وملهوفة إلى درجة أني توقعت منه أن يغرس عموده فورا في كسي المحترق. لكن هيهات. كان يحس بلهفتي ولم يستجب. تركني أحترق وزاد الحطب على النارعندما استلم شفتي وسط شفتيه السمينتين. دفع لسانه داخل فمي وجعل يبعث عبره رسائله النارية من ركن إلى آخر. تجول به فوق كل أسناني ووصل به إلى أقصى ما يستطيع. في تلك الأثناء كانت زوجته تلعب بلسانها فوق عنقي وظهري ومؤخرتي. ثم تحولت صوب القدمين. لم تترك أصبعا إلا مصته، لحست حتى أخمص قدمي. شعرت بثقل نهديها يتحرك ويتجول فوق أردافي وفخذي وساقي ثم يستقر أحدهما بين الأرداف، بدأت تحاول دفع حلمتها داخل الأخدود كأنها ستمسح بها خرمي وباب كسي. كنت موزعة الأحاسيس بين القضيب النابض أسفل بطني ولسان زوجة "مامادو" وحلمتاها ولسان وذراعا "مامادو". غير أن حوضي كان يحاول الوصول لطريق عضوه يائسا. دقات ثلاثة قلوب تهز جسدي. أحدها عند صدري والثاني فوق ردفي والثالث قريبا من صرتي. شفاه كسي تتمطط وتكافح كي تتمكن من الثعبان الملتوي بقربها. لكني كنت مسجونة بين نارين. وما أن استوت الفاكهة المحرمة حتى شعرت بيد زوجته تمسك الثعبان وتدفع رأسه بدقة وقوة نحو الهدف كأنها تسدد كرة النصر القريب.</p><p></p><p>تراجعت الزوجة قليلا للوراء حتى تمكن زوجها مني. أحسست بعضوه يزحف داخلي بهدوء. كان مروره صعبا لكني كنت شبه مخدرة. انحنت زوجته لتلحس خرمي وأخدودي. وبتجربتها الطويلة ساعدتني كي أطوي ركبتي دون أن تفلت عضو زوجها من أعماقي. أحسست بكفها يجمع الخصيتين ويودعهما تحت شفاه كسي. امتلأت بالكامل وزوجها يحضنني ويضغط نهدي فوق صدره ذي الشعر الكثيف كأنه صدر غوريلا، ولسان زوجته يتأرجح بين الخرم والظهر والعنق. يمسك "مامادو" الردفين وسط كفيه الكبيرين، يصفعهما بقوة ثم يسحبهما للخلف وللأسفل لكي يحس أنه أصبح يمتلكني بالكامل.</p><p></p><p>أصبح بوسعي أن أتعامل معه بحرية. بدأت اتحرك مثل حيوان يتمرغ فوق التراب. حشرت الزوجة فجأة اثنين من أصابع كفها داخل خرمي. تصاعدت أنفاسي ولهاث "مامادو" واسنانه تتجسس لحم عنقي حتى خلت أنه سيعضني. خطرت ببالي حينها كل الليالي الباردة التي قضيتها محرومة من الامتلاء اللذيذ. كل الشهور الميتة التي قضيتها في العادة السرية وحدي. إحساسي بالعالم يتراجع تدريجيا. بدأت أصرخ بقوة وزوجته تحاول إسكاتي، خوفا من الفضيحة. لم أعد أفكر في شيء على الإطلاق، ولا أدري كم من الأوضاع التي مررت بها تحت وفوق وجنب "مامادو"، كنت أحس فقط أني أتقلب كالمجنونة من وضع لآخر بدون إرادتي. وضعت فخذي فوق كتفيه وضغط على رأسي جاذبا إياه نحوه حتى صار بين ركبتي. وضع لم أجربه في حياتي على الإطلاق. كل هذا وهو جاثم على ركبتيه، وأنا بين يديه وزبه يخترقني بسرعة وعنف لم أعهد مثله منذ أصبحت بلا بكارة. في كل هجمة منه أحس رحمي يتمدد قبل أن يكمل دخول الثعبان مسيرته. أتحسس الباقي منه خارج الرحم وأسعى لاحتوائه رغم الألم. كنت أرتعش بكل أعضائي بدون توقف، جنيت عشرات الارتعاشات، وطردت جوعي وتوتراتي. بقي "مامادو" يطعن بدون رحمة حتى فقدت الصواب وغبت عن وعيي.</p><p></p><p></p><p></p><p>لا أدري كم غبت، كل ما أذكره أني حين فتحت عيني واستوعبت ما يدور حولي، كان "مامادو" يطعن زوجته من الخلف وهي تتأوه في وضعية الكلبة. نظر نحوي مبتسما ولم يتكلم. انتبهت زوجته لتيقظي فقالت بسرعة وهي تلهث" على سلامتك". نظرت للساعة المعلقة فوق جدار الحجرة غير بعيد عن الفراش. كانت الساعة فيها حوالي السابعة مساء. كم نكنا وكم نمت؟ لا أعلم بالضبط.</p><p></p><p>نزلت من الفراش واتجهت للحمام. فتشت عن ثيابي. لبستها بسرعة وأخرجت من القمطر ورقة وقلما لأكتب ل "مامادو" كلمة: شكرا سيد "مامادو" كنت كريما معي. أرجو لقاءك مرة أخرى قبل السفر. أنتظر اتصالك غدا صباحا. إلى اللقاء، عشيقتك "فلانة". وضعت الورقة فوق طاولة بجانب الفراش. استمر يطعن زوجته كأنه لم يفعل معي شيئا. اتصل بي فعلا صباح الغد ودعاني هذه المرة لقضاء سهرة استمرت إلى ما بعد منتصف الليل.</p><p></p><p>ها قد قلت كل ما كنت أخفيه عنك، والآن جاء دورك. أرحني وأفرغ بدورك ما يثقل كاهلك. دعنا نرى بواضح كيف ستكون الحياة بعد الذي حصل.</p><p></p><p></p><p></p><p>انتظروا الجزء الساد</p><p></p><p></p><p></p><p>الجزء السادس</p><p></p><p>1 = <u>زواج الديك والنعامة</u> :</p><p></p><p>أكملت زوجة أحمد حكايتها الطويلة مع "مامادو" وزوجته. بينما بقي أحمد صامتا واضعا رأسه بين كفيه، متكئا على مرفقيه. كان يجلس أمام طاولة المطبخ دون أن يلمس شيئا كأنه ضيف خجول. يفكر في أمرين: الحديث الذي سمع للتو من زوجته، والفرار الحاسم الذي كان علييه اتخاذه. بالنسبة للحديث، كان مطمئنا أن زوجته وقعت رسميا على اعتراف يثبت ارتكابها لجريمتين. الخيانة من جهة، وما أعظمها، والكذب من جهة أخري.</p><p></p><p>كان إصرار أحمد على السكوت لفترة طويلة، أمرا غير عادي بالنسبة لزوجته، لأنها كانت تتوقع منه أحد أمرين: إما الغضب أو الترحيب والقبول، ما دام أنه هو نفسه سبق أن طلب منها أن تعاشر رجلا غيره، بل أخبرها أن ذلك سينفعه ويقوي من رجولته وإن كان يشترط عليها ألا يتم ذلك مع أي شخص من المعارف والأقربين حفاظا على حد أدنى من الكرامة وسمعة الأسرة. غير أن إصراره على الصمت أدخلها في حالة من القلق.</p><p></p><p>من جهته، شعر أحمد كأن زوجته وضعت على كتفه جبلا ثقيلا لا قدرة له على احتماله. إذ أنه لن يكون قادرا سواء على التساهل والسماح أو على معاقبة زوجته جراء خيانتها. وهو أيضا لم يعد قادرا حتى على استئناف ما بدأه معها قبل أن يسمع حديثها. بل بات نادما على تسرعه وتمنى لو أنه لم يلتمس منها شيئا شديد الحساسية كالذي صدر منه. كان فعلا يسعى لمصلحتها وراحتها بعد الذي اشتكت منه مرارا، ومحبة في إبعادها عن الإدمان الذي تغلب عليها وبات يهدد سمعتها وصحتها. ذلك أن حالتها النفسية وهلوساتها وفانتازماتها المرضية، إضافة لما أثارته فيه الفكرة من القوة والحماس، كانت هي السبب الفعلي والحقيقي لدفعه لمصارحتها بكل ما اقترحه. لذلك فحتى التراجع عن قراره السابق سيبدو لها كأنه لم يعد يعير صحتها ومصلحتها أي اهتمام. ستتهمه بأنه لم يعد يحبها وأنه بالعكس يسعى لدفعها للهلاك.</p><p></p><p>أحس بالعجز التام إزاء الوضع. وبات يحس كأنه مجرد ديك متزوج من نعامة. صورة مضحكة لكنها تعكس الواقع والحقيقة. زوجته أقوى منه، ووضعها يبيح لها كامل الحرية لفعل ما تشاء. فما فعلته، حتى قبل معرفة نواياه، أمر خارج عن المألوف. وكيف للديك مهما صرخ أو طار بجناحيه أن يفكر في معاقبة نعامته؟ والأمر الفادح حقا أن يتقمص شخصية الزوج ويستمر معها في تطبيق المخطط الذي طالما حلم به. فحتى هذا الحلم خرجت إمكانية تطبيقه من يده.</p><p></p><p>امرأة تمكنت من خيانته ببرودة ثم كذبت عليه بإخفاء خيانتها شهورا عديدة، كيف يمكنه أن يتصور أنها سوف تطاوعه وتمشي حسب المخططات التي يخلقها؟ كيف يضمن أنها ستطيعه وتمتثل دون أن تفكر في مخالفة رأيه، وألا تمارس الجنس في الوقت الذي تريد، ومع أي شخص تختاره بدون علمه؟ سيكون مثل هذا التفكير مجرد خيال وتناقض لا معنى له. فالمرأة حين تتجرأ مرة واحدة على مخالفة الأعراف والتقاليد، فإنها ستتجرأ ألف مرة دون حساب أو خوف. لن يمنعها أي قانون من إعادة التجربة، لأن اللذة والشهوة التي سكنتها أصبحت بمثابة الإغراء الذي لا يقاوم. وربما لهذا السبب يحرص الرجال على ضبط زوجاتهم، ويعملون على إرغامهن للتستر ولبس ال**** والبرقع. يجب أن تظل المرأة عمياء لا ترى ولا تحس كي يسهل تسييرها والتحكم فيها. الرجل الحقيقي، الذي يمكن أن يكبر في عين زوجته، ويمكن أن تضرب له ألف حساب، وتأتمر فعلا بأوامره حتى لو طالبها بالمستحيل، هو الرجل الذي يثور ويغضب لأي شيء مهما كان بسيطا. أي الرجل الذي يحكم عليها بالبقاء في حلبة الخوف والتوتر والانتظار. لو كانت تعرف أنه قادر على تهديدها بفضح خيانتها أو تطليقها لما اقترفت جريمتها الشنعاء. فهل باستطاعة أحمد أن يفعل مثل هذا أو أقل منه؟</p><p></p><p>بقيت زوجته تنتظر منه أن يتحرك أو يفتح فمه ليقول أي شيء.</p><p></p><p>= قل كلمة واحدة على الأقل. لا تتركني هكذا غارقة في الحيرة. طلبت منه.</p><p></p><p>ابتسم أحمد رغم الجبل الجاثم فوقه. كان يقول في داخله: يا لها من امرأة عجيبة. حتى الخوف لم تعد تشعر به. كل ما تعانيه هو الحيرة. أي مجرد إحساس شبيه بالارتباك والقلق، أما الخوف فهو فهو بعيد عنها وغير وارد أو لا داعي له. لماذا ستخاف وهي اليوم قد جربت التحرر التام بعيدا عنه هو؟ يزداد شعوره بأنه مجرد ديك لا يقدر على معاقبة ذبابة فما بالك بنعامة. هي أكبر منه وأقوى الف مرة.</p><p></p><p>= لا أدري ما يمكن قوله الأن. أعتقد أن عليك أن تأخذي عطلة لقترة محدودة، تقضيها صحبة أهلك وتنتظري هناك حتى نرى ما يمكن فعله بيننا. أتركي لي وقتا كافيا للتفكير.</p><p></p><p>= ولكن ما هو الداعي لذلك؟ الأمر محلول، ألم تكن دعوتني أمس لخيانتك أمام بصرك؟</p><p></p><p>= نعم دعوتك، لكن هناك فرقا بين أن نتفق ونتواطأ معا، وبين الخيانة بدون علمي. هناك فلاق بين أن تأخذي شيئا ليس من حقك وبين أن تأخذيه بعد أن اسمح لك بأخذه. أما الذي قمت أنت به فهو يسمى سرقة.</p><p></p><p>= غريب، هل تسمي تصرفي في جسدي سرقة؟</p><p></p><p>= نعم، هو سرقة. يمكنك التصرف في جسدك حقا بحرية ولكن بعد استشارتي، لأنك أعطيتني بموجب العقد حق التصرف وحدي في جسدك، فإذا رغبت في استرجاعه فعلى الأقل يجب أن تستشيريني. اضيفي إلى هذا سكوتك عن السرقة طيلة شهور. يعني خيانة مضاعفة.</p><p></p><p>= أراك تعقد الأمور فقط. لقد اعتقدت أنك ستوافق بما أنك شاهدتني أثناء سهرتنا بالحفلة أغازل واضحك وأحتك مع "مامادو" الذي قبلني مرارا ولم تتدخل أو تحتج. فلا رجاء لا تضخم الأمر أكثر من اللازم.</p><p></p><p>= من قال لك أصلا أني موافق؟ قاعدة الصمت علامة القبول لا تنطبق على الرجال. ألم تتخيلي أنني قد أتراجع عما طلبت منك؟ وأما الآن بالخصوص، بعد أن أحسست بتأثير ومفعول خيانتك، أصبحت نادما، لم أستطع فعلا التخلص من الغيرة كما كنت أتصور. نعم كنت أشتهي وأتخيل ولكن بعد الذي سمعت تبدل رأيي. تبين لي أني كنت أحلم بتغيير العالم وقوانين الطبيعة.</p><p></p><p>= إذن إفعل ما شئت، واستمر في أحلامك. وعلى أي أنت تعرف قبل اليوم كم كنت راغبة في الطلاق. لم يعد يهمني الأمر.</p><p></p><p>= قلت لك اصبري قليلا ودعينا نفكر بهدوء بضعة أيام ثم يحلها حلال...</p><p></p><p>= وماذا سنفعل بخصوص الطفلين؟</p><p></p><p>= خذي الصغيرة معك، أما "ياسر" فسيبقى معي بسبب دراسته.</p><p></p><p>اتجهت هي إلى غرفة النوم بعد أن حملت معها قنينة خمر جديدة. بينما بقي أحمد بالمطبخ يفكر. سوف يمضي الليلة بالصالون بعيدا عنها. صب لنفسه كأسا من زجاجة الويسكي وانسحب بدوره إلى الصالون. أشعل التلفزة وتركها مكتومة الصوت ليغرق في أفكار لا قرار فيها. استبعد فكرة الطلاق تماما، لأنه لن يستطيع العيش بعيدا عن طفليه...وحتى بعيدا عن نعامته. عليه أن يجد حلا آخر لا يغير العالم من حوله. يبجث عن التغيير داخل الاستمرار. يحتاج لفيلسوف عالم كي يفك له اللغز المحير. عليه أن يحاول الانسجام معها من جديد ولكن بدون أن يخضع لها.</p><p></p><p>فجأة خطرت بباله فكرة استحوذت عليه. هي فكرة غريبة بعض الشئ لكنها قد تصل به إلى بر السلامة. ستمكنه من استعادة الزوجة التي عرفها منذ البداية. عبارة عن حل بسيط. إن وجد سبيلا لتطبيقه.</p><p></p><p>خلال ذلك، كانت زوجته تتساءل: هل يمكنها أن تقبل فكرة العودة لزمن الحرمان؟ كيف لها أن تنسى تجربتها الرائعة مع "مامادو" وزوجته؟ بالتأكيد لن تستطيع. لأن الطائر لن يعود لقفصه الفضي بعد أن جرب استخدام أجنحته وطار بها وصار ينظر للعالم السفلي من فوق قمم الأشجار الشامخة. ما أجمل التحليق في زمن القهر واالحرمان. يجب عليها أن ترتب أحوالها سواء بقيت مع زوجها أو ابتعدت عنه. يجب أن تعيش حياتها الجديدة بكل حرية. لهذا قررت أن تغادر صباح الغد، ستتجه إلى مدينة طفولتها وشبابها، ستحيي صلة الوصل مع ماضيها ومع أهلها ومعارفها. ستغسل روحها من عناء السنوات الأخيرة.</p><p></p><p>ستستقل قطار الساعة السابعة نحو مراكش في الدرجة الأولى. ومنه تستقل حافلة تابعة للسكك الحديدية، مزودة بالمكيف و الانترنيت مجانا، ولهذا لن تضايقها مسافة السفر الطويل لأكادير. وستتصل هاتفيا مع أحد المهندسين التابعين لها بمكتب الدراسات الهندسية والمعمارية، لتخبره بسفرها المفاجئ وتنظم معه برنامج الأسبوع في انتظار عودتها. أخذت ورقة بيضاء وبدأت تخط عليها كل النقط المتعلقة بالرحلة وبرنامج العمل بالمكتب لتتركها لزوجها فوق طاولة المطبخ حتى يبقى على صلة بكل تحركاتها ومشاريعها المهنية والعائلية.</p><p></p><p>في الصباح، بمجرد أن اطلع أحمد على ما ورد في الورقة، ابتسم وشكر حظه. لأنه وجد ما جاء بالبرنامج مساعدا ومناسبا مع الفكرة التي خطرت بباله. أحيانا تكون الحلول أمامنا وأقرب إلينا من حبل الوريد ولا نراها. يعتمد الحل الجديد في ذهنه على فكرة بسيطة استقاها من المثل القائل" الشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده". لأنه إن كانت كثرة الحرمان تولد لدى من يعاني منه كثرة الشهوة والرغبة، والإفراط في المشي يولد التعب، والإكثار من الطعام تسبب الرغبة في القئ، وهكذا...فلماذا لا يسبب الإفراط في الجنس لدى الممارس نفورا وتهربا من الجنس برمته. ما عليه إذن سوى أن يتقصى ويبحث كيف يغرق زوجته في سلسلة مكثفة من اللقاءات الجنسية لتعيف وتطلب التوقف، وتعود لطبيعتها الأولى.</p><p></p><p>تريد أن تديثه حسب هواها، فلتجرب إذن المعنى العميق للدياثة، وسنرى من هو الديك ومن النعامة إذ ذاك. موعدنا المستقبل القريب إذن يا زوجتي العزيزة.</p><p></p><p></p><p></p><p>تتبع في الجزء السابع</p><p></p><p>الجزء السابع</p><p></p><p></p><p></p><p>2 <u>= ترويض الخصلة المتمردة</u></p><p></p><p>استقلت زوجة أحمد قطار السابعة صباحا من الرباط. وما كادت تستقر وابنتها حتى جلس في المقعد المواجه لهما رجل في الثلاثين من عمره. حملقت في وجهه مشدوهة وقالت بصوت غلبته الدهشة:</p><p></p><p>= عمر؟ يا للمفاجأة السعيدة.</p><p></p><p>= نادية إنها فعلا مفاجأة غير متوقعة. أنت آخر شخص كنت أتوقع مصادفته.</p><p></p><p>= وأنا أيضا. إلى أين بالسلامة؟ لا تقل لي إن وجهتك تقف عند مدينة الدار البيضاء؟</p><p></p><p>= لا. أنا متجه نحو مراكش، لدي مهمة عمل هناك. وسأغتنم الفرصة للقيام بزيارة سريعة لأكادير لأن والدي دخل المستشفى قبل يومين. وأنت؟</p><p></p><p>= أنا كذلك ذاهبة لأكادير. لأن صحة الوالدة ليست على ما يرام.</p><p></p><p>= كم ستمكثين هناك؟</p><p></p><p>= ما بين أسبوع إلى عشرة أيام، حسب الظروف...</p><p></p><p>= ولماذا لم يصحبك الأستاذ كالعادة؟</p><p></p><p>= ضرورات العمل ومدرسة الولد كذلك. وانت أين زوجتك؟</p><p></p><p>= أووووف، تعلمين موقفها من زيارة اهلي. فهي ترفض مرافقتي، وقد بدأت أقلدها بدوري عندما تزور أهلها بفاس. إنها تجد صعوبة في التفاهم مع أمي.</p><p></p><p>ردت عليه"نادية" بخبث وهي تبتسم:</p><p></p><p>= تلك عقدة أهل فاس عندما يتعلق الأمر بسكان المغرب الأصليين.</p><p></p><p>= لا أظن ذلك هو السبب. المشكل أن والدتي لا تتحدث العربية وزوجتي لا تفهم اللغة الأمازيغية. ولهذا تتجنب مرافقتي خوفا من أي سوء تفاهم. هذا كل ما في الأمر</p><p></p><p>سكت الإثنان لفترة ريثما تجاوز القطار محطة البيضاء ثم استأنفا الحديث حول أمور يتعلق معظمها بظروف العمل. كان عمر زميلا لنادية منذ الدراسة الثانوية بأكادير، وقد انتقلا معا للرباط لدراسة الهندسة المعمارية. بعد التخرج، فتحت هي مكتبها الذي سرعان ما حاز شهرة كبيرة بفضل علاقات زوجها المتعددة. أما عمر فقد وجد وظيفة كمهندس ملحق بإحدى الوزارات التقنية. وقد استمرت العلاقات قائمة بينهما حتى بعد الزواج. حيث تتبادل الأسرتان الزيارات في بعض المناسبات، خصوصا عندما تحظى أسرة نادية بزيارة أمها أو أخيها المحامي.</p><p></p><p>أخرجت "نادية" رزمة أوراق، عبارة عن ملف يتعلق بمشروع لتشييد مركب ترفيهي بجبال الأطلس لفائدة وزارة الشباب. وهو مشروع ضخم سبق أن حصل مكتب نادية على حقوق بنائه ولكن الرخص الإدارية والمالية ظلت تتعثر رغم مرور فترة زمنية فاقت السنة. كانت الوزارة المعنية تتماطل لأسباب لا تعرفها "نادية". وبينما هي منهمكة في تقليب التصاميم والملاحظات والملاحق، رأى عمر تقاسيم وجهها تتغير تعبيرا عن القلق، فسألها:</p><p></p><p>= هل ما زلتم في مرحلة تدقيق الدراسة لهذا المشروع؟ اعتقدت أن تنفيذه قد انطلق. لقد تأخرتم كثيرا، هل ثمة صعوبات؟</p><p></p><p>= أنا نفسي لا أعرف لماذا تتماطل وزارة الشباب في مسألة التراخيص، من جهة المكتب نحن مستعدون ابتداء من الوقت الذي توافق عليه الوزارة.</p><p></p><p>= لا تهتمي كثيرا، دعي الأمر لي، المهندس المكلف من طرف الوزارة بمتابعة هذا المشروع من أقرب أصدقائي. عندما نلتقي بأكادير أعدك أن اتصل به لمعرفة السبب وتسويته إن أمكن.</p><p></p><p>= لن أنسى لك هذا الجميل لو تمكنت من إقناعه بالموافقة. بالمناسبة، متى تنوي أن تحل بأكادير؟</p><p></p><p>= لدي يومان فقط بمراكش، إن شئت نتواصل عشية الثلاثاء.</p><p></p><p>= موافقة. اتصل بي مسبقا لأحضر نفسي، وكذا لنتفق حول المكان.</p><p></p><p>تم اللقاء بأحد المطاعم القريبة من الكورنيش. كانت "نادية" قد سبقته في أزهى حلة. جلست في زاوية خافتة الأنوار تشرب جعتها المفضلة، عبارة عن زجاجة "كازابلانكا". جلس "عمر" مبتسما بلا سبب. وقبل أن يطلب مشروبه قال ساخرا:</p><p></p><p>= سيكون العشاء هذه الليلة على حساب مكتبكم الموقر.</p><p></p><p>= مرحبا. لكن ما هي المناسبة يا ترى؟</p><p></p><p>= المناسبة هي أني اتصلت بصديقي مهندس وزارة الشباب. فهمت من خلال حديثه أنه يصر على إدراج بعض التعديلات الطفيفة على دراستكم. ويبدو أنه كان ينتظر زيارة ممثل عن مكتبكم للاتفاق. ولتسهيل المهمة وعدني أن يلتقي بك قريبا في الوزارة. بقي عليك فقط الاتصال به لتحديد الموعد.</p><p></p><p>= شكرا عزيزي، تستحق إذن أكثر من العشاء. سكتت قليلا وأخذت أصابع يدها اليسرى تتلاعب بشفتها السفلى كالعادة عندما يستغرقها التفكير العميق، ثم سألته فجأة دون تمهيد:</p><p></p><p>= هل تعلم أني مقبلة على الطلاق؟</p><p></p><p>= واوو...ولماذا؟ ما هو السبب؟ عهدي بكم أسرة في غاية التفاهم، والسيد أحمد كما أعرفه، رجل لطيف وهادئ وسلوكه مستقيم، والأهم أن عينه باردة وغير فضولية. ثم ابتسم لها لتفهم قصده بالضبط.</p><p></p><p>= صحيح ما تقول لكن الموضوع معقد بعض الشئ وشرحه يطول. أعتقد يجب علينا تغيير المكان. أنا بحاجة شديدة لأن أسكر هذه الليلة. أحمل فوق أكتافي توترا دام منذ حين. هلم بنا نتذكر أيام الكلية وايام المراهقة الجميلة.</p><p></p><p>= إن شئت الحق فأنا أيضا متوتر لأني أعاني مع زوجتي من سوء تفاهم لا معنى له. فهي مصرة على الولادة من جديد.</p><p></p><p>= حاول إقناعها إذ أن كثرة الأطفال متعبة في هذا الزمن العجيب.</p><p></p><p>= للأسف أمي وحماتي أيضا متفقتان معها. يقولان كل *** له رزقه...خزعبلات الزمن القديم كالعادة</p><p></p><p>تناولت "نادية" هاتفها. اتصلت بأمها لتخبرها بأنها ستقضي الليلة مع صديقة قديمة، وأوصتها أن تعتني بابنتها وألا تخبر زوجها أحمد إذا سأل عنها. أزاحت بعد ذلك خصلة متمردة تدلت فوق جبينها تحجب عنها شاشة الهاتف. نظرت نحو عمر مبتسمة وهي تحاول الاتصال بفندق "كنزي" الذي لم يكن بعيدا عن المكان كثيرا. قامت بحجز غرفتين باسم مكتبها في حين كان عمر يتطلع في وجهها مستغربا. لم يكن بمقدوره كموظف أن يفعل مثلها.</p><p></p><p>= تستحق مني كل خير هذه الليلة. لقد أنقدتني من مشكل عويص.</p><p></p><p>في الفندق كان البار شبه فارغ. ثمة موسيقى هادئة تتهادى متلاشية تحت النور الخافت. استرسل الحوار بينهما مثل شلال هائج. أخبرته بكل أحوالها ومشاعرها. وكيف وصلت لمطالبة زوجها بالطلاق كحل للخروج من وضعية لم يعد فيها من حماس الزوجية وسكينتها سوى الذكريات. ثم عرجت على معاناتها الجنسية مع زوجها. أخبرته بأنها دخلت منذ فترة في حالة من الهلوسات القهرية، جعلتها مدمنة على الخمر والجنس. وكيف أنها تضطر لممارسة العادة السرية بكثرة كل مساء. والمشكل حسب تفسيرها، أنها تعاني من إحساس قوي بالذنب لأنها ما زالت تحب زوجها ولا تريد أن تنفصل عنه خوفا من تحطيم أسرتها مما قد يتسبب لطفليها في اكتئاب يؤثر على دراستهم. وحدث تقريبا ما يماثل ذلك من مشاكل عمر أيضا. فزوجته تكثر من أسفارها داخل وخارج الوطن لكونها تعمل ممثلة لشركة معروفة متخصصة في التجميل. حتى صارت كثرة غياباتها تتسبب للأطفال في مشاكل كثيرة. وهي مع هذا حريصة على ولادات جديدة.</p><p></p><p>كل الأسباب اجتمعت لكي يطفئ الطرفان همومهما في الخمر، وكل الأسباب أيضا ساقتهما لقضاء ليلة غرامية في أحضان بعض. كانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة.</p><p></p><p>في الصباح وهما يتناولان الفطور، عاودت نادية الحديث في موضوع الطلاق. حاول عمر أن يثنيها عن أبغض الحلال فإذا بتقاسيم وجهها تأخذ صيغة الجد. نظرت نحو عمر وسألته:</p><p></p><p>= هل تعلم أن أحمد لم يجد حلا سوى...توقفت قليلا لترى مدى اهتمام عمر، سوى أن يقترح علي التحرر أكثر مما نحن فيه..</p><p></p><p>= ولم لا؟ ولو أني لم أفهم جيدا</p><p></p><p>= الرجل يخرف، يريدني أن أخونه بحضوره أو بدون حضوره</p><p></p><p>= كيف، أوضحي ما زلت لا أفهم</p><p></p><p>= حسب رايه فإني، ما دمت مهووسة بالجنس، يمكنني أخذ حريتي واتخاذ عاشق أو أكثر بدلا من ممارسة العادة السرية.</p><p></p><p>= هذا أمر جديد وغريب فعلا، ألم تعرضي نفسك على دكتور؟</p><p></p><p>= بلى فعلت لكن الدكتور لم يسعفني بشئ مفيد. أوصاني باستعمال حبوب مسكنة، عبارة عن مخدرات وهذه ليست حلا. قال لي بأن حالتي ستخف بغتة كما ظهرت بغتة، وعلي بالصبر. ولهذا لا أرى سوى الطلاق حلا. تربيتي لا تسمح لي بحياة مزدوجة ولو بعلم زوجي ومساعدته.</p><p></p><p>= صراحة أمرك عويص ولا تستحقين لا أنت ولا سي أحمد مصيرا من هذا النوع.</p><p></p><p>= لا أخفيك أني حاولت تجريب هذا النوع من الحلول...عشت تجربة فريدة مع رجل أجنبي. وبقدر ما أعجبتني وحررتني من الاكتئاب والتوتر بقدر ما أتعبتني وسببت لي تأنيب الضمير.</p><p></p><p>= بصراحة دائما، لا أدري ما أقول. الطلاق في نظري لا يفيدك لأنك مريضة بالشبق والهلوسات. وسوف تزيدك الحرية إدمانا، أظن في النهاية أن المسكين زوجك على صواب. أفضل لك أن تحافظي على أسرتك ما دامت حالتك قد تتغير دون إشعار.</p><p></p><p>= هااااه...وأستمر في الخيانة؟ شكرا على اقتراحك أنت أيضا.</p><p></p><p>= هنا أو هناك أنت ملزمة ومجبرة على الخيانة. حتى لو تطلقت فالممارسة بكثرة ستعذبك وتجعلك تخسرين نفسك وقد تخسرين عملك ومكتبك كذلك، خاصة مع إدمان الخمر</p><p></p><p>= إذن حسب رأيك علي الاستسلام لاقتراح زوجي.</p><p></p><p>= هذا هو الحل وغالبا سوف تتعودين إذا كانت علاقاتك مضبوطة وفيها حد أدني من التنظيم و الحذر. إذا لم يؤثر الأمر سلبيا على علاقة زوجك معك ومع الأطفال فسوف تنسجمين مع الوضع ريثما يأتيك الفرج. المهم احرصي جيدا ألا يبلغ خبر علاقاتك لأي فرد من العائلة. هذا سيزيد من أعبائك ولكن بوسعك الخروج من الأزمة بمساعدة الأستاذ زوجك. كان الرب في عونه.</p><p></p><p>افترقا بعد أن أوصى كل منهما الآخر بحفظ السر فيما وقع بينهما.</p><p></p><p></p><p></p><p>تتمة القصة في الجزء الثامن</p><p></p><p>تكملة قصة : من مذكرات ذ/أحمد وزوجته</p><p>الجزء 8 الثامن</p><p></p><p><u>= زواج نموذجي بين جمال "الأندلس" وأدغال إفريقيا:</u></p><p></p><p>مضى أسبوع كامل منذ سافرت "نادية" زوجة أحمد لزيارة أهلها، ومحاولة نسيان سوء التفاهم مع زوجها. كانت تتابع أخبار مكتبها من أكادير عبر تواصل يومي، أو بواسطة إيميلات مع زميلها بالمكتب، المهندس عبد الحميد. لكن حصلت أمور تستدعي ضرورة اتخاذ قرارات سريعة. لهذا فكرت "نادية" في زوجها، لأن العادة جرت بينهما منذ تأسيس المكتب، أن تشاركه أحيانا في الأمور الإدارية، خصوصا عند البدايات. لهذا كان بوسعه، بعد استشارتها، أن يحسم في مصير شؤون عديدة لا تتطلب توقيعها الشخصي.</p><p></p><p>في هذا النطاق، اتصل بها المهندس المساعد ليخبرها بزيارة أحد أساتذتها بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية للمكتب. كان مصحوبا بثلاثة طلاب أفارقة. كلفته المدرسة بالإشراف على تدريبهم ضمن بعض المشاريع المعمارية العملية، على أن يحضر الطلبة الثلاثة رسائلهم في نهاية التدريب، شريطة أن يكون التخصص مقتصرا على تراث المعمار الأندلسي، نزولا عند رغبة الطلاب.</p><p></p><p>كانت المدرسة قد وقعت من قبل، عدة معاهدات مع دول ومدارس إفريقية. وبذلك فهي ملزمة بتقديم المساعدات الضرورية لطلابها من إفريقيا، في فترة نهاية الدراسة، والبحث لهم عن تدريبات عملية تدوم ستة أشهر بدون أجر، مقابل الحصول في نهاية التدريب على شهادة من الشركة المكلفة بتدريبهم. على أن يحتسب تقييم مساهماتهم ضمن نقطة التخرج بنسبة 50% والنصف الباقي يخضع لتقييم الأستاذ المشرف.</p><p></p><p>أعدت المدرسة والأستاذ ملفا شخصيا لكل طالب على حدة. فيه معلومات عن عائلته وأصوله وهواياته وأنشطته خلال الدراسة. وعندما بلغ الخبر لنادية، ترددت في قبول الطلبة تحت ذريعة أن مكتبها لا يتوفر في الوقت الحالي على أي مشروع ذي طابع يمت للمعمار الأندلسي بصلة. لكنها في نفس الوقت تكن لأستاذها القديم ومدرستها كامل التقدير والاحترام، وتحس نحوهما بنوع من الاعتراف بالجميل ولهذا تركت الفصل في الأمر لزوجها. تركت جانبا مسألة سوء التفاهم مع الزوج، أو لعلها وجدت فرصة مناسبة تسمح لها بربط الاتصال معه، تحت تبرير الواجب والمسؤولية المهنية. إذ للضرورة أحكام كما يقول المثل. لا بد إذن أن ترد على طلب المدرسة في أقل وقت ممكن. وفي وضعها الحالي، لن يكون بوسعها تقديم أي شرح أو تبرير للقرار الذي يتخذه المكتب. لذلك كلفت زوجها بدراسة الملفات ويتخذ القرار المناسب على ضوء ما يراه من تبريرات.</p><p></p><p>في نفس الوقت، كانت نادية قد اتصلت بمهندس الوزارة المعنية بمشروع المؤسسة الترفيهية لتسأله عن أسباب تأخير الرخص، وتعرف وجهة نظره النهائية في الدراسة والتقديرات المالية. ومن حسن الحظ أنه أطلعها على بعض الملاحظات والنقط التي ترغب الوزارة في إدراجها ضمن المشروع. من بينها أن الوزارة تحبذ أن يتم توسيع مساحة النادي، وأن يتميز بتعديلات تجعله يأخذ طابعا معماريا أندلسيا، وذلك بسبب أنه سيدرج ضمن المخيمات التي يمضي بها ***** الموظفين وعائلاتهم فترة الصيف ونهاية الربيع، وبالتالي سيوظف الطابع المعماري كوسيلة تربوية تخدم التراث الوطني العربي والإسلامي. وارتأت الوزارة ضرورة توظيف تقنيات النحت على الخشب والجبس والزليج والأبراج الغرناطية والقبب )جمع قبة( ونوعية الحدائق والنباتات إلخ.</p><p></p><p>رحبت "نادية" بالمقترحات بعد أن أخذت التزاما من المهندس بإصدار ترخيصات الشروع في العمل بمجرد التوصل بتصاميم جديدة تحترم وجهة نظر الوزارة. بل قررت بموازاة مع المشروع أن تبدأ حملة إعلامية لفائدة المشروع الذي يخدم التراث الوطني، تشجيعا منها لاقتراحات المهندس. وزادت سعادتها عندما علمت أن الوزارة ستشارك في الحملة عن طريق إشراك التلفزة والإذاعة وبعض الصحف، كما ستساهم بالتكلف بانتقال وإطعام وإيواء أطر المكتب في مؤسسات قريبة من مكان المشروع، وذلك خلال فترة الإنجاز، مما سيترتب عنه تخفيضات محترمة في تكاليف الإنجاز.</p><p></p><p>في نهاية المطاف، وجد أحمد نفسه من جديد، أمام فكرته الجهنمية التي قرر من خلالها أن يحضر لزوجته سهرات جماعية يحضرها الطلبة والمهندس المساعد وحتى أستاذها السابق لو رغب في الحضور. كان طبيعيا أن تقوم الزوجة بمجرد البدء في التنفيذ، بالإشراف المباشر عن طريق مراقبات دورية نصف شهرية. تمضي خلالها يومين على الأقل مع أطر المكتب والمتدربين. هكذا بدأ أحمد يدرس كيفية تحويل بعض تلك الزيارات إلى مناسبة لينتقم من تصرفات زوجته وخيانتها السابقة. عاد مرة ثانية يفكر في أسهل وسيلة تقنعها بأنه لا يمزح وأنه مصر على تطبيق فكرته الأولى، التي وعدها بها من قبل. لكن المشكل سيكون من ناحية التقرب من الطلبة بالخصوص. وكيفية الانسجام معهم إلى درجة إقناعهم بالمشاركة فيما يدور بخلده. فهو لا يعرف بالضبط نفسياتهم وأخلاقهم ومدى احترامهم للتقاليد إلخ. أما المهندس فزوجته وحدها بوسعها أن تقرر.</p><p></p><p>شرع أحمد مباشرة في فتح التواصل مع الطلبة. حيث نظم في نهاية أول أسبوع لتواجدهم بالمكتب، وبدون إخبار زوجته، حفلة حضرها الأستاذ والمهندس. تم خلالها تعارف وثيق بين الجميع، ورحب باسم المكتب بالمتدربين. عرف خلال ذلك أنهم ينحدرون من أسر أرستقراطية ذات نفوذ، فأحدهما ابن جنرال بالكونغو، والثاني من ساحل العاج، أبوه وزير وأمه مهندسة، والثالث من الكاميرون، أبوه تاجر وبرلماني معروف. كانوا ميسوري الحال، متفتحين جدا، يشربون كل أنواع الخمر بشراهة، وكلها مميزات تسهل عليه الاقتراب منهم والانسجام معهم بأقصى سرعة. لم تكن أوراق خطته مفضوحة ولهذا فهم الحاضرون أنه يسعى فقط لرفع الكلفة بين أشخاص سيكلفون بتنفيذ مشروع مهم. ولم تخرج "نادية" نفسها عن هذا الفهم البسيط بعد أن أخبرها المهندس بما قام به زوجها.</p><p></p><p>في الأسابيع التي تلت الحفلة. التزم أحمد في نهاية كل أسبوع أن يلتقي بالطلبة على حدة. يعزمهم للسهر جماعيا في مطعم أو بار، يأكلون ويشربون على حسابه، ثم يوصلهم في منتصف الليل لأمكنة إقامتهم في الحي الجامعي الخاص بالطلبة الأفارقة بحي الرياض. أصبحت العلاقة بينهم تعكس مستوى الاهتمام مما جعلهم أكثر رغبة في العمل بكل إخلاص. لم تؤثر عودة نادية على طبيعة تعامل زوجها مع الطلبة، حيث ظل يعتني بهم ويشاركهم حتى صاروا أصدقاء. وسرعان ما تم نقلهم للمشروع الجديد، المقرر إنجازه في منطقة جبلية محاطة بغابات ومزارع تفاح وخوخ تقع تقريبا بين مدينتي "إفران" و"أزرو". تأخذهم سيارة خاصة كل مساء للمبيت بمدينة إفران ثم تعيدهم في الصباح لمكان الورش. يزورهم الأستاذ المشرف مرة كل أسبوع تقريبا في حين يقضي معهم المهندس عبد الحميد أسبوعا ويغيب في الأسبوع الموالي. أما أحمد فزارهم مع زوجته مرة واحدة. كان هناك عمال من المنطقة، مكلفين بالخدمات البسيطة وتنفيذ التصاميم، بينما كلف كل من المهندس والأستاذ بالالتزام بتعليمات كل من المكتب والوزارة. هكذا أخذت الخطوات الأولى سرعة غير منتظرة حظيت بتشجيع وتقدير خاص من طرف نادية التي اطمأنت لمستوى عمل الطلبة وأخذت تعاملهم كأصدقاء، أو كموظفين دائمين بالمكتب. صارت تشاركهم الشرب والنكت وتسألهم عن بلدانهم وأهلهم وعاداتهم، وتعودت على غير المألوف أن تكثر من الزيارات وتطيل السهر مع زملائها الجدد، سواء حضر زوجها أم غاب.</p><p></p><p>حينما لاحظ أحمد أن شروط خطته للانتقام قد نضجت، بدأ يحرص على مرافقتها كلما قررت زيارة الورش. بدا له أن ظروف عقد قران نموذجي بين زوجته ذات الأصول الأندلسية، صاحبة المشروع، وبين الطلبة المهندسين الأفارقة، قد اكتملت. حان وقت نقل كنوز ورونق الأندلس إلى الأدغال. لم يعد هناك عائق ولا مبرر يحول دون تمرير الموروث برمته إلى جغرافيا غريبة متعطشة وهائجة. يكفي أن يضبط أحمد إيقاع الانتقال لتؤتي الخطة غايتها على أكمل وجه.</p><p></p><p>كان يفكر في خطته وهو في قمة الهيجان. بل اغتنم الفرصة ليصالح زوجته، وينسيها سخطه وغضبه وحديثه عن الخيانة. عاد يوهمها بأن تفكيره في قضيب "مامادو" وفيما روته له مع زوجته، هو الذي يغيره ويحمسه ويدخله في الهيجان. كان كلما أراد الممارسة معها يتحدث ويعيد ما روته له. يتوقف طويلا عند وصفها للقضيب العفريت وتأثيره الناري الفريد من نوعه. قال لها مرة لو كنت حاضرا معك لأمسكت عضوه بيدي ومررته على نهديك وفمك. بل لو أمسكته بيدي لمسحت به كسك وأخدودك وطعنتك برأسه كالمدفع في خرم طيزك. كانت تضحك وترد عليه بأنه إنما يقول كلامه لأنه غير حاضر، وأنه سيتركها وحدها تعاني، يتفرج عليها من بعيد وهذا أقصى ما يستطيع فعله. قالت إنها تعرفه، فهو متحدث ومتكلم بارع لكنه متجمد وعاجز عندما يتطلب الوضع منه أن يتحرك. لم تصدقه تماما لكنها لم تعارض، مما جعلها تتخفف قليلا من توترات هوسها الجارف، وشبقها العنيد. لم يحدثها عن نهاية خطته أبدا، وإن باتت هي نفسها من كثرة النكت والسهر، ومن تداخل علاقتها الأسرية مع المتدربين، تفكر في توطيد العلاقة مع أحدهم، وأن تكبح بناره جماح شهوتها، لكنها فكرت في تأخير هدفها إلى أن يقترب وقت نهاية التدريب وموعد سفر الطلبة، حتى تتجنب المخاطرة بسمعة المكتب.</p><p></p><p>مرات عديدة، كان هوسها يقودها للاندفاع وخاصة عندما تسكر بحضورهم. كانت تميل للطالب ابن الجنرال المنحدر من الكونغو، بسبب ذكرياتها مع أول إفريقي أحرق جسدها وغاص في أغوارها حتى غيبها عن الوعي. فكرت عدة مرات أن تسأله عن "مامادو" كتاجر وكمقاول معروف، فهو ابن بلده، لكنها خافت أن يستنتج من سؤالها أنها سبق أن تذوقت من عسل الرجل فسكتت رغم أن رغبتها في استحضاره لا تغيب ولا تخف. بالطبع لاحظ أحمد كيف تنظر وكيف تتعامل مع هذا الطالب، لكنه لم يهتم لأنه كان يفكر في حفلة جماعية لا تبقي لزوجته أي رأي أو اختيار. لكن ظل يتساءل عن الطريقة والوقت المناسبين للتنفيذ.</p><p></p><p>في إحدى الزيارات، حرص الولد ابن الجنرال أن يرافقهما أثناء العودة للرباط، لأنه كان ملزما بقضاء أغراض هناك. كانت تلك فرصة لا تعوض بالنسبة لنادية، قصد التقرب منه سواء في طريق العودة، أو أثناء وجوده بالرباط. لم تجد حرجا رغم وجود أحمد معهما، أن تسأله عن أمور خصوصية. رغبت في معرفة علاقاته مع الجنس اللطيف خاصة. سألته وهي تبتسم:</p><p></p><p>= هل لك علاقة حب معينة؟ وهل تفكر في الزواج بعد رجوعك لأهلك؟ فأجابها ضاحكا:</p><p></p><p>= أمي تحضر لي مفاجأة لدى عودتي، لعلها تريد تزويجي من إحدى قريباتها. أما عن الحب للأسف، الدراسة لا تسمح</p><p></p><p>= يعني أنك لا تستمتع بوجودك هنا بالمغرب.</p><p></p><p>= صراحة، هناك طالبات يقمن بزيارتنا للسهر</p><p></p><p>= هل يحدث مثل هذا بالحي الجامعي؟</p><p></p><p>= لا بالطبع. أنا وطالبان آخران نكتري شقة بحي شعبي، وهناك كنا نستقبل الطالبات</p><p></p><p>= وهل هن جميعا إفريقيات؟</p><p></p><p>= لا..المغربيات أكثر</p><p></p><p>= وما هو السبب؟ هل هناك مبرر لكثرتهن</p><p></p><p>= هناك فتيات لهن هوس الممارسة مع أفارقة، بل منهن فتيات يعشقن الممارسات الجماعية، وبالخصوص الاستمتاع ببعض الأعشاب الإفريقية التي تقوي شهوتهن وتجعلهن يغبن عن الوعي.</p><p></p><p>= وهل تلك الأعشاب متوفرة فعلا أم مجرد كلام خيالي؟</p><p></p><p>= بل هي موجودة، لكن فيها أنواع وأكثرها مزيف، تأثيرها محدود وسريع الزوال.</p><p></p><p>= أنت خبير إذن، هل يمكنني أن أطمع في خبرتك؟</p><p></p><p>نظر الولد لزوج نادية الذي يتصنع عدم الاستماع، قبل أن يجيبها</p><p></p><p>= لا أفهم قصدك بالضبط</p><p></p><p>= أقصد هل يمكنك أن ترشدني لنوع جيد يؤثر ويدوم أكبر وقت ممكن</p><p></p><p>= تستحقين طبعا، هذا يتوقف على درجة تفاعلك مع هذه الأعشاب.</p><p></p><p>نظرت نادية لزوجها مبتسمة، وسألته</p><p></p><p>= ما هو رأيك يا أحمد؟ هل تريد تجريب مفعول سلعة الولد؟</p><p></p><p>= تعرفين أني لا أحب هذه الخزعبلات. أنت حرة، لكن لا تعولي علي.</p><p></p><p>استدارت صوب الطالب وأمرته قائلة:</p><p></p><p>= غدا نكمل حديثنا بالمكتب. لا تسافر حتى أراجع معك بعض التوجيهات.</p><p></p><p></p><p></p><p>التكملة في الجزء التاسع</p><p></p><p>من مذكرات ذ/أحمد وزوجته في عالم الدياثة</p><p></p><p></p><p></p><p>الجزء التاسع</p><p></p><p></p><p></p><p><u>1 = المشهد الأول:</u></p><p>صباح يوم الثلاثاء،وهي تشرب قهوتها بالمكتب، فوجئت نادية بزيارة شخص لم تكن تتوقع زيارته. وزادت المفاجأة عندما رأت بصحبته طالبها الكونغولي. انشغلت لحظة بترتيب مظهرها قبل أن تهب مرحبة بالزائر العزيز، ثم قالت:</p><p></p><p></p><p></p><p>= مرحبا سيد "مامادو" ما هذه المفاجأة السعيدة؟</p><p></p><p>= شكرا. اغتنمت فرصة تنظيم سفارة الكونغو لحفلة خاصة بسبب إحدى المناسبات الوطنية، وفكرت في زيارتك بالمكتب بعد أن صادفت في الحفلة الشاب "راوول" ابن الجنرال "مالونغو". وهي مناسبة كذلك لأشكركم على قبول طلابنا كمتدربين لديكم.</p><p></p><p>= لا داعي للشكر. نحن نقوم بالواجب فقط.</p><p></p><p>= يجب أن تضعي في الحساب أن والد "راوول" مرشح قريبا لاحتلال منصب وزارة هامة.</p><p></p><p>= صحيح؟ هذا خبر جيد طبعا يستحق بمناسبته أن نهنئ "راوول"</p><p></p><p>= المطلوب أن تضاعفوا الاهتمام والعناية. من يدري، ربما يفتح لنا والده آفاقا جديدة وقوية للتعاون والتعامل.</p><p></p><p>= نحن معروفون بحسن معاملاتنا مع الجميع خصوصا مع الطلبة الأفارقة. لكن أراك مستعجلا بعض الشئ، لماذا كل هذه السرعة؟ ألا تعلم أننا مشتاقون للقائك؟</p><p></p><p>= أعرف ذلك لكن للضرورة أحكام. لدي مهمة مستعجلة غدا بباريس، وسأسافر بعد قليل.</p><p></p><p>= في هذه الحالة، لا بد أن تحل بيننا ضيفا أثناء رحلة العودة من باريس. لدي أوراش مهمة أحب أن أطلعك عليها. اتفقنا؟</p><p></p><p>= اتفقنا مبدئيا، لكن لا يمكنني البقاء معكم طويلا. إلى اللقاء</p><p></p><p>= إلى اللقاء، رافقتك السلامة.</p><p></p><p></p><p></p><p><u>2 = المشهد الثاني:</u></p><p></p><p>مباشرة بعد مغادرة "مامادو" للمكتب، شعرت نادية بانتعاشة دافئة. استعادت كل اللحظات الحلوة التي عاشتها معه خلال زيارته السابقة. تذكرت زوجته أيضا فابتسمت للذكرى. نسيت وجود"راوول" ابن الجنرال، الذي كان يجلس قريبا منها مكبا على بعض الملفات يتصفح بعناية أوراقها. وبعد أن استعادت هدوءها، نظرت إلى الشاب المنشغل بعمق في عمله فبدا لها جميلا وسيما لأول مرة. صحيح أن لونه أسمر لكن سمرته خفيفة وأنفه رومي الشكل. ربما بسبب أمه البلجيكية. ظلت مركزة بصرها في وجهه حتى أحس بنظراتها فرفع عينيه عن الملف. ابتسمت له محاولة تفادي إحساسها المتوتر. رد عليها الابتسامة وعاد يركز على أوراقه كأنه لم يضبطها متلبسة بالنظر إليه طويلا دون مبرر. لم تستطع العودة لما كانت تعمله قبل الظهور المفاجئ لضيفها. عندئذ قررت الاتصال بزوجها لتخبره:</p><p></p><p>= صباح الخير عزيزي، حزر من الذي قام بزيارة المكتب صباح اليوم.</p><p></p><p>= ومن يكون هذا المحظوظ؟</p><p></p><p>= لا يمكن أن يخطر نهائيا ببالك مهما فكرت، إنه "مامادو"</p><p></p><p>= صحيح؟ ومتى سنراه إذن؟</p><p></p><p>= للأسف كانت زيارته خاطفة، بسبب كثرة انشغالاته. لكنه وعدني أنه سيقضي بعض الوقت معنا أثناء عودته من باريس.</p><p></p><p>= متى سيعود بالضبط، ألم يخبرك عن موعد محدد؟</p><p></p><p>= لا لم يقل شيئا، لكن بلا شك سيعود بعد يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير.</p><p></p><p>= إذن لا بد أن نحجز له بفندق الهلتون حيث تعود الإقامة من قبل.</p><p></p><p>= هناك مستجدات أخبرني عنها قبل المغادرة. تتعلق بوالد "راوول" الجنرال "مالونغو" الذي سيعين بالحكومة المقبلة في منصب هام. ألا يعني لك هذا الخبر شيئا؟</p><p></p><p>= هذا خبر جيد وسيكون له ما بعده حين يتحقق. من رأيي أن نتقرب أكثر لابنه منذ الآن.</p><p></p><p>= فعلا، أنت على حق ولكن...</p><p></p><p>= صدفة مناسبة لا تعوض. ربما سيكون عليك إدماج الولد ضمن برنامج السهرات...</p><p></p><p>ضحكت بدون مبالغة وعادت تنظر نحو راوول.</p><p></p><p>= لا تستعجل الأمور. أنا أفكر في التفكير بطريقة تجعلنا نستفيد من المصادفة من الناحية المهنية. يعني سوف يصبح من السهل ترتيب تعاقدات لإنجاز مشاريع في الكونغو سواء مع الجنرال أو ابنه كوسيط أو حتى مع "مامادو"</p><p></p><p>= صدقيني يا حبي أنت فعلا عبقرية وتعرفين من أين تؤكل الكتف كما يقولون. يجب استثمار كل الإمكانيات المتاحة دائما.</p><p></p><p></p><p></p><p>سمعته يضحك بنشوة زائدة عبر الهاتف قبل أن يغلق الخط. عادت لذكرياتها دون رفع بصرها عن الولد أمامها. لأول مرة تتخيل إمكانية التعامل معه بجدية. إذا كان "مامادو" قد أفقدها الوعي في أول لقاء معها، فإن هذا الولد يثيرها حتى قبل أن تقرر مصيرها. ما تزال تفصلها مسافة طويلة عن فتح مجال الجنس والمغامرة معه. الولد أبعد ما يكون عن التفكير فيها جنسيا. وليس من المعقول أن تغامر بفضح نفسها أمامه والتحرش به. ربما قد يغير نظرته مستقبلا ولهذا لا ينبغي عليها أن تحرق المراحل كي لا تفسد البرنامج بتسرع غير مدروس. قررت أن تترك تفاصيل الموضوع حتى تستشير فيه مع زوجها، فهو ذو موهبة في هذه الأمور.</p><p></p><p></p><p></p><p><u>3 = المشهد الثالث:</u></p><p></p><p>قوى حضور "مامادو" ما كان يدور في ذهن ذ/أجمد. ذلك أن تهافت ولهفة زوجته لإعادة ما عاشته من قبل سوف يسهل على أحمد أن ينفذ فكرة انتقامه. لكنه عاد يسأل نفسه: ترى هل سيقبل "مامادو" أن يشاركه الطلبة الآخرون في الاستمتاع بجسد الزوجة؟ على أي لا بد من تطبيق الفكرة بحذافيرها سواء قبل أم لا. شعر أحمد كما لو أنه يحضر لهم وليمة على نار هادئة. الشئ الوحيد الذي سيتغير، هو أن أحمد صار مجبرا على تسريع وتيرة تنفيذ الخطة. الأمر مرتبط بالمدة القصيرة التي سيمكثها "مامادو". لكن أحمد لم يشرع بعد في التقرب الكافي من الطلبة، بحيث يقدر على إدماجهم في العملية بدون مشاكل أو فوضى من شأنها أن تؤثر على الجو الترفيهي. من غير المعقول أن يفاجئهم بدون تمهيد قائلا:</p><p></p><p>= أيها السادة الكرام، بمناسبة حضور السيد "مامادو" معنا فإن مديرتكم وأستاذتكم بالنيابة، السيدة نادية تستدعيكم لسهرة تقدم لكم فيها جميع أنواع الأطباق التي تشتهون.</p><p></p><p>سوف يعتبرونه مجنونا. وربما قد ينتج عن دعوته لهم بهذه الصورة سوء تفاهم تفسد الخطة وقد تنعكس حتى على المشروع الذي يشتغلون في تطبيقه مع المكتب.</p><p></p><p>بات على أحمد أن يفكر في حيلة عفوية لا يكون لها أي تأثير سلبي على نواياه ومخططاته، وبأقصى سرعة ممكنة. أخذ يستعيد كل الأسباب والخواطر والذكريات. كانت رغبته في الأول ودافعه الرئيسي هو أن يعمل على تعويض النقص الكبير الذي عانت منه زوجته بعد تعب ولم يعد قادرا على إشباع شهواتها. أما اليوم فقد اختلطت الشهوة بالمنفعة. والجنس مع النجاح في المهنة والتجارة.</p><p></p><p></p><p></p><p>صار كل تصرف من شأنه تسهيل الوصول لهذا الهدف أمرا مقبولا ومرغوبا فيه. الغاية تبرر الوسيلة كما يقول العقلاء. تماما كما يحدث في عمله مع الطلبة والتلاميذ، الذين يناقش معهم تحول الفن من " نظرية الفن للفن" إلى الفن من أجل الحياة. نفس الشئ في حالة زوجته مع الجنس. لم يعد الجنس مطلوبا وحده من أجل تفريغ الشهوة وبلوغ الرعشة فقط. لا بد أن تحقق معه ومن خلاله أمورا أخرى تزيدها شوقا ومتعة ونجاحا وإقبالا على الحياة بكل ما فيها. سينتقل جسدها من آلة تنتج الشبق والمتعة إلى آلة تنتج المال والرفاهية.</p><p></p><p></p><p></p><p>بعد مرور ثلاثة أيام على زيارة السيد "مامادو" لمكتب نادية، اتصلت بزوجها صباح الجمعة هاتفيا:</p><p></p><p>= صباح الخير حبي. لقد اتصل بي "مامادو" قبل قليل، سوف يصل إلى مطار الرباط على الساعة الثانية ظهر اليوم. أرجو أن تنوب عني في استقباله لأنني مرتبطة بحضور اجتماع مع زبناء آخرين.</p><p></p><p>= حاضر حبيبتي. وهل أخبرك عن عدد الأيام التي سيقضيها معنا؟</p><p></p><p>= ليس بالتفصيل، قال فقط أنه سيعمل على تلبية رغبتي للسفر إلى إفران قصد الاطلاع على ورشة مشروع المركب الترفيهي هناك.</p><p></p><p>= جيد. إطمئني سوف أقوم بالواجب.</p><p></p><p></p><p></p><p>وصل الضيف فعلا في الوقت المحدد. وجد أحمد في الاستقبال لنقله إلى الفندق حيث حجزت له نادية على حساب المكتب. أثناء الطريق سأل الضيف:</p><p></p><p>= لو سمحت السيد "مامادو" متى تنوي القيام بزيارة الورش؟</p><p></p><p>= في أقرب وقت ممكن، غدا لو أمكن. لقد أخبرت السيدة نادية بأني مهتم وربما ينتهي التعاون بيننا إلى بناء مشاريع مماثلة بالكونغو</p><p></p><p>= أعلم ذلك لأن زوجتي أخبرتني. المكتب على أتم استعداد لو كانت الظروف مواتية طبعا. هناك مسألة ثانية أرغب في توضيحها لو سمحت.</p><p></p><p>= ما هي؟</p><p></p><p>= أريدك سيد "مامادو" أن تتصرف بكل حرية. أقصد أن زوجتي أطلعتني بتفصيل عن نشاطها السابق مع حضرتك. نحن أيضا نعيش حياة مفتوحة ومتحررة. لا نخفي أي شيء عن بعضنا. أرجو أن تتكرر اللقاءات لصالح الطرفين.</p><p></p><p>ابتسم الضيف وقال:</p><p></p><p>= أرجو ألا أكون ضيفا ثقيلا على أية حال</p><p></p><p>= بالعكس، أنا الذي أشكرك وأتمنى لك إقامة طيبة بيننا.</p><p></p><p></p><p></p><p><u>4 = أنثى الغراب حاضنة البيض</u>:</p><p></p><p>عند الساعة الحادية عشر ليلا من يوم الجمعة، سمعت عدة نقرات خفيفة محتشمة على باب "السويت" بفندق الهلتون. كان أحمد وزوجته نادية قد التحقا على الساعة التاسعة تماما لتلبية دعوة مستعجلة من صديقهم "مامادو". اتفقت نادية مع زوجها مسبقا على أن يرخص لها بقضاء ليلة كاملة مع عشيقها على أن تسمح له بدورها أن يحضر معركة الغرام تلبية لما كان يحلم به، وأن ينسحب قبيل منتصف الليل، حيث من المفروض أن يعود للبيت لرعاية الإبن.</p><p></p><p></p><p></p><p>كانت نادية وعشيقها "مامادو" غارقين في الأحلام. وحده أحمد سمع النقرات، رغم أنه بدوره كان يداعب نفسه ويحك عضوه بهدوء بين يديه وهو يتفرج على تفاصيل المعركة. كان على علم مسبق بصاحب النقر على الباب، لأنه اتفق معه من قبل. كان قد اتصل بالطالب االكونغولي "راوول" على الساعة الرابعة بمجرد أن تم تحديد الزيارة مع عشيق نادية. أعطاه رقم السويت، وأخبره أنه مدعو لقضاء سهرة شبه عائلية بدعوة من "مامادو".</p><p></p><p></p><p></p><p>أسرع أحمد يفتح الباب. بمجرد دخول "راوول" وقف مصدوما فاغر الفم أمام المشهد المثير والغريب. وقف أحمد ماسكا عضوه وبصره وكيانه كله متعلق بمتابعة حركات زوجته وعشيقها. كانا عاريين تماما. وقف "مامادو" مديرا ظهره للجدار أمام مرآة كبيرة، بينما تعلقت نادية بعنقه تلف ذراعيها حول كتفيه، وفخذاها تحيطان بجذعه وهو يرفعها بيدين قويتين تمسكان بردفيها. في حين كان عضوه الثخين يختفي ويخرج منها بحركات متتالية وسريعة. يبعدها قليلا عن وسطه ثم يعيدها بسرعة حتى تلتصق بحجره وتزول المسافة الصغيرة الفاصلة بينهما. صمت قاتل يغمر المكان، باستثناء صوت اللهاث والأنات والتأوهات. كأنها سمفونية تغني ألحان الحياة.</p><p></p><p>لم يعيرا معا أدنى اهتمام بمن وقف أو خرج. ظل "راوول" واقفا لا يدري ما يفعل. كان يبدو عليه الحيرة والتردد للعودة من حيث جاء. ينظر لحظة جهة أحمد كأنه يسأله عن سبب دعوته له. لكنه يعيد نظراته صوب البطلين عندما يكتشف أن أحمد غارق في المعركة بطريقته وأسلوبه. لم يتوقف أحمد عن تدليك عضوه غير شاعر بفمه المشدوه. الجميع مسلوب يتابع المشهد الساحر. وسرعان ما لاحظ أحمد موقف "راوول" المحرج فخاطبه من دون أن يلتفت نحوه:</p><p></p><p></p><p></p><p>= ماذا تنتظر يا راوول؟ تفضل فأنت مدعو للمشاركة لا للتفرج.</p><p></p><p>لم يصدق راوول ما سمع. فأعاد عليه أحمد العوة بصيغة مغايرة بعد أن لاحظ حيرته:</p><p></p><p>= تقدم قلت لك ولا تخجل، ألا ترى أنهما لا يشعران بوجودنا؟ تقدم. الأستاذة ترحب بك أيضا.</p><p></p><p></p><p></p><p>نزع الولد لباسه بعجالة خوفا من تراجع أحمد عن الدعوة الغريبة. فظهر عضوه نصف منتصب، كأنه أنثى غراب تحضن بيضها فوق عش من الشعر الأسود المتكاثف حول أسفل بطنه. وسرعان ما انتفض العضو كأن الأنثى طارت فجأة. تحولت إلى جسم خشن ثخين ذي رأس كأنه بيضة الديك الرومي. لم يكن عضو "مامادو" بنفس المنظر ولا بذات القياس والخشونة. زاد حماس أحمد وارتفعت شهوته أكثر عندما بدأ "راوول" يقترب من حلبة الصراع. قذف حليبه بعيدا عن قدميه وسرواله دون أن يفقد انتصابه. حالة لم أسعد بها منذ زمن بعيد، خاطب أحمد نفسه بداخله مما جعله يبدو سعيدا طائرا مثل زوجته في سماء مليئة بالنجوم. وقف "راوول" خلف نادية العالقة والمرفوعة بين ذراعي عشيقها، وعضوه يتراقص. ينطح صرته ثم يندفع نحو الفراغ كبطل يحارب الهواء. كانت يدا "مامادو" لا تتوقف عن الحركة. ترفع جسد نادية وتدفعه قليلا ثم تسترجعه، بينما تحاول هي أن تتحرك في اتجاه مخالف. تتكئ على ذراعيه وعنقه وكتفيه لترتفه وتنخفض حتى تمكن عضوه المندس في جوفها من الغوص إلى أبعد ما تحتمله. تشهق ويبدو أنها تجاهد وتسعى نحو شيء هارب لا يدرك بسهولة. كأنها تركب حصانا لا يطاوع رغبتها ولا يستسلم.</p><p></p><p></p><p></p><p>عندما لمست شفاه "راوول" نادية من العنق، التفتت في نظرة خاطفة نحوه. فلما تأكدت من صورته ابتسمت، وألقت نظرة ثانية متسائلة صوب زوجها. لكنها عادت لمعركتها وتمسكت أكثر بعنق العشيق. منظر فخذيها المحيطتان بجذع "مامادو" يجعلها تبدو كما لو أنها راكبة فوق حيوان طائر. يؤرجحها بثقة زائدة، بعد أن غرس وتدا صلبا في صلبها كي لا تطوحها رياح الشبق بعيدا عن حضنه.</p><p></p><p></p><p></p><p>تشجع الولد. غرز أصبعه الوسطى في خرمها. انتفضت لحظة ثم ابتسمت في وجهه كأنها تشجعه على المشاركة. زادت شجاعته فعاد نحو أحمد وخلف نظراته عشرات الأسئلة. فهم أحمد غرضه فاتجه مرغما نحو قمطر قريب. أخرج منه "مرهم الفازلين" وسلمه إياه دون أن يحول بصره عن مسرح المعركة. كان قد أفرغ مرتين ولم يزل يداعب عضوه المنتصب بين أصابعه. في طريق العودة أفرغ "راوول" قبسة من المرهم وراح يطلي بها عضوه الغريب. ترك على الرأس نصيبا من القبسة ليساعده على التسلل بهدوء إلى أمعاء نادية. وما كاد الرأس يستقر فوق الخرم حتى اهتز جسد نادية بقوة بين ذراعي "مامادو" الذي لولا ضخامة جسمه لسقطت أو طار منه الجسد. وضع راوول كفيه على خصرها ليخفف قليلا عن "مامادو" ثقل الجسد المنحل الذي يزداد امتدادا كلما تمكن منه الاسترخاء.</p><p></p><p></p><p></p><p>شعرت نادية بألم شديد من عضو راوول، لكنها ما كادت تحس به يندفع إلى النصف حتى التفتت إليه تلقم شفاهه وتقبله بعنف. لم تنس أنها ملك موثق بيدي العشيق لكنها انتبهت لغزوة العاشق الجديد، بعدما بدأ يحاول دفع عضوه ليجد مكانا لنفسه داخلها. عضو "مامادو" يملأ الفضاء الجوفي كاملا ومن الصعوبة لعضو يشبه القنفد حجما وشوكا أن يجد المساحة الكافية بجوار صاحبه. تراجع "مامادو" قليلا ليفسح الطريق لابن الجنرال كي يساويه في السيطرة الداخلية. بعد لحظات بدت ملامح انسجام غريزي تلوح في معركة الاحتواء والسيطرة. يتناوبان في الكر والفر. يهجم هذا فيتراجع ذاك، ليعود الأول للهجوم حين يتخلى الثاني عن موقعه.</p><p></p><p>أدى الانسجام في التناوب إلى إحساس متزايد باللذة المنشودة من طرف نادية. ارتفع صراخها لفترة قبل أن ترتعش. طلبت وضعها فوق الفراش لتستطيع التحليق والتنسيق بينهما بكل حرية.</p><p></p><p></p><p></p><p>كانت تلك إشارة متفق عليها مع أحمد ليغادر المكان. انسحب مطمئنا على درجة الانسجام بين العشاق الثلاثة. بينما اتجهت نادية نحو غرفة النوم التي تحفظ شكلها وحجم سريرها، متبوعة بالعاشقين.</p><p></p><p></p><p></p><p>أما كيف تحقق هذا المشهد، فقد دار بين نادية وزوجها أثناء النهار حوار ساخن لم يصلا فيه إلى اتفاق. بمجرد أن أخبرته أنها ستقضي الليلة كاملة مع "مامادو" سألها أحمد قائلا:</p><p></p><p>= لماذا لا تستدعي "راوول" أيضا؟</p><p></p><p>= هل جننت؟ ردت عليه. إنه مجرد طالب متدرب لدينا.</p><p></p><p>= نعم هو مجرد طالب، لكن لماذا كنت تحومين حوله قبل أن يزورك "مامادو"؟</p><p></p><p>= لا تخلط الأمور من فضلك. تعلم جيدا أن "مامادو" لم يعد عاشقا فقط، إنه مشروع شريك في المستقبل القريب.</p><p></p><p>= لا تنسي أنه بدون والد "راوول" لن يكون هناك شراكة ولا هم يحزنون.</p><p></p><p>= صحيح أيضا، غير أننا لن نكون مضطرين للتدخل في الأمور الإدارية مباشرة. سينوب عنا دائما "مامادو"</p><p></p><p>= وكيف ستكون حالتنا فيما لو علم "راوول" بعلاقتك الغرامية مع "مامادو"؟ ألا تتخيلين أنه قد يتصرف ضد انسجامنا مع صاحبك. ثم من أدراك أن "راوول" نفسه سيفتح لنفسه مكتبا أكبر وأنجح من مكتبك؟ ألا يخطر ببالك أن والده موجود؟</p><p></p><p>= هذا أمر محتمل في المستقبل، أما الليلة فإني عولت على تخصيصها ل"مامادو". ربما نفكر في "راوول" بعد سفر مواطنه.</p><p></p><p></p><p></p><p>هكذا انتهى حوار الزوجين. ولأن فكرة أحمد مبنية على شعار" الشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده" فقد عول على تنفيذ خطته مهما كانت الظروف. أما وقد جاءته المناسبة سهلة وثمينة فإنه لا يمكن أن يضيعها. من يدري، قد لا تسنح له فرصة ثانية. المثل يقول" عصفور في اليد خير من عشرة فوق الشجرة". إذن كان لا بد أن يعرض شهوة زوجته وشبقها للافتراس حتى التخمة. وهكذا يبدأ انتقامه على اختيارها لعشاقها الأفارقة. كيف تترك أصدقاءه القدامى الذين لا شرر ولا خطر يأتيها من ناحيتهم لتذهب إلى الأدغال؟ وما دامت زوجته تستسلم لشهوتها ورغباتها لهذه الدرجة، فليس عليها سوى قبول ما يعرضه عليها من التجارب.</p><p></p><p>عندما وصل تفكير أحمد لهذه الحالة، تناول هاتفه ليتصل براوول قصد تحديد الموعد المعلوم معه، زاعما أن الولد معزوم لنفس السهرة.</p><p></p><p>من ناحية زوجته، فقد بات ليلته يفكر في كيفية تهدئتها لو واجهته بغضب وتوتر. لكن على غير المنتظر بمجرد عودتها في الصباح، ارتمت عليه تقبله وتشكره. تحدثت بانفعال لا يقدر عن ليلتها بين العاشقين. قالت وهي تقبل زوجها فوق وجنته:</p><p></p><p>= سأحكي لك بتفصيل فيما بعد. كل شيء رائع، ليلة لن تنسى. استفدت كثيرا ولم أخسر سوى أن الولد وسع خرمي وكسي. لم أكن أتخيل أنه سيكون بمثل ما عشت ورأيت.</p><p></p><p>ضحكت وخلدت لبعض الراحة، فقد كانت تعرف أن عليهما أن يسافرا صحبة العاشقين لمدينة "إفران" في المساء. سيقضيان الليلة مع الجماعة في الورش، ويعودان صحبة "مامادو" يوم الإثنين في الصباح. اتصل أحمد بفندق "ميشليفن" ليحجز غرفتين واندس قرب زوجته.</p><p></p><p><strong>من ذكريات أحمد وزوجته مع الدياثة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجزء العاشر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اتجهت "نادية" إلى غرفة النوم لتستريح من مغامرة الليلة الأخيرة، بينما جلس أحمد وحده يفكر. استيقظ باكرا وظل ينتظر عودة زوجته من ليلتها العجيبة. كان يود معرفة ردود فعلها إزاء ما صدر منه بغير موافقتها. تخيل أنها لن تغفر له، وستجعل من المستحيل عليه أن يواصل تنفيذ حلمه الجديد. من الغريب كيف يتضخم فينا أي تصرف مشكوك في سلامته إلى مستويات بلا حدود بعد أن كان في بدايته يخلق لنا ألف حيرة. بعد أن عذبته فكرة تحرير زوجته زمنا ها هو يطمح الآن لإبلاغها لما هو أكبر وأكثر غرابة. كانت البداية تغريه وتهيجه لكنه تواطأ معها اليوم فلم تعد تثيره بالشكل المرغوب فيه. يراجع نفسه قليلا وينتهي به التفكير إلى أنه يرغب في تكثيف مغامرات زوجته إلى الحد الأقصى. صورتها مع رجل واحد صارت روتينا لا يفضي به لشئ جديد. لذلك يحلم بوضعها كل يوم أمام تجربة غنية ومكثفة. يدعي أنه ينتقم منها لمبادرتها الأولى عندما قامت بزيارة "مامادو" دون أن تستشيره أو تخبره، بينما هو في داخله يحتاج لجرعة زائدة كي يستمر في هيجانه. كأنها أصبحت المفتاح السحري لرجولته.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عادت زوجته حوالي العاشرة صباحا. كانت عيناها غارقتين في الضباب. يكاد التعب أن يسقطها من السهر وكثرة ما ضيعته من الطاقة. لقد عاش من قبل محنة تبليغها فكرة الهاجس الذي سيطر عليه، لكنه لم يتصور أن زوجته ستتغير بهذه السرعة من العدم إلى هواجسها ولهفتها. أين كانت تخبئ كل هذا العطش والشهوة؟ طرد فكرة أنها مريضة حتى لا تفسد عليه الاستماع بما سيأتي. يتمنى لو أن المسيرة تطول وتمتد إلى نهاية العمر. صحيح أنه أحيانا يتساءل عن سر شهوتها العارمة، لكنه يتمنى لو يستطيع وضع يده على عوامل التحول وأسبابه من باب العلم بالأحوال على الأقل. هل للماضي البعيد الذي لا يعرفه نصيب من التأثير على تصرفها؟ وحتى بالنسبة إليه، كيف وصل تفكيره لدرجة التسامح والتخلي عن حقه كزوج عن لحم زوجته؟ لا شك أن ماضيه الخاص يلعب دورا فيما حدث وإلا لماذا يحس أحيانا بتأنيب الضمير؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ما يزال أمامه متسع من الزمن، لأن موعد اللقاء الجديد مع "مامادو" تفصله عنه خمس ساعات على الأقل. أعد لنفسه كأس قهوة وعاد يجلس في غرفة الاستقبال.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول أن يعصر ذاكرته علها تجود عليه بما تخفيه من صور. ربما تهديه لاكتشاف ما تخبؤه من آثار مدفونة سبق له أن اصطدم بها أو عاشها في صباه وطفولته. تتراقص في مخيلته ذكريات غائمة كأنها صور مرسومة على شكل نقط مشتته فوق السحاب. صورة خالته الصبية الرائعة الجمال التي زوجوها من أحد الأقرباء في سن الستين. صورته صبيا حين كانت الخالة تزورهم وتغتنم الفرصة لتستعمله مرسولا كساعي بريد مغفل لابن الجيران. صورتها وهي تتسلل ليلا نحو سطح البيت لتلتقي عاشقها الشاب وتكلفه هو بالوقوف عند الباب المفضي للأدراج لمراقبة الفضوليين. صورتها وهي تقدم له هدايا من لعب وحلويات. صورتها عندما افتضحت وطلقت من زوجها الشيخ العاقر. صورتها وقد صارت تؤنسه بعد الطلاق في غرفته. بكاؤها حينا وتأوهاتها الموسيقية العجيبة وهي نائمة أو تتصنع النوم. ثم حين تزوجت ثانية وظلت تقيم صحبة زوجها معه شهورا عديدة في نفس الغرفة ريثما يجد الزوج لها بيتا ترحل إليه. كانت دائما تستعجل زوجها الذي يطالبها بالتريث والانتظار حتى يستغرق الولد في نومه. لكن هيهات.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تهب عليه الصور مثل ينبوع تفجر فجأة في غفلة من الزمن القديم.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يستحضر صورته حين شب وكبر ودخل الجامعة. يوم كان يزور عمه في مدينة أخرى خلال الصيف. يتذكر كيف كان ابن عمه الذي يكبره بسنوات قليلة يشاركه معه في إحدى صديقاته. كانت المسكينة مطلقة تقيم مع أمها بنفس الحي. يتذكر أنه لم يصادف في حياته امرأة أشد شهوة وشبقا منها. كانت فليلة الكلام كثيرة الابتسام لا تشبع حين تدخل الفراش. لم يكن يفصلها عن بيت العم سوى بيتين أو ثلاثة، فكان صحبة ابن عمه ينتظران نوم سكان البيت، ثم يتسللان إلى السطح حيث تلحق بهما الفتاة بعد أن تتخطى بأعجوبة كل الأسطح الفاصلة. يغتنمان جو الصيف الدافئ الذي يسمح بالتعري وحرية الصراخ فوق السطح، كي يتبادلا الحراسة والجسد الجائع، يبالغان عندما ترتفع بهما درجة الهيجان، فتصبح الفتاة مجرد شريحة لحم مدسوس بينهما. لا يعلم كيف ولا من أين اكتسبت تلك المطلقة شجاعتها ولا كيف تهرب من أمها طيلة ليالي الصيف. استمرت الحالة خلال عطلتين قبل أن تتزوج المسكينة وتختفي صحبة والدتها.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم ينتقل به التفكير لمراحل لاحقة من حياته. سنوات الشغل الأولى قبل الزواج. كان يحرص على الابتعاد ما أمكن عن البنات خوفا من المرض حينا ورغبة في جمع رصيد مالي يكفيه للتزوج في أقرب وقت. يذكر مرة واحدة مغامرة فريدة لم يسع بإرادته لتحقيقيها. مصادفة من النوع الذي يعترض طريقك أو يسقط عليك من السماء فجأة. كان في مهمة مهنية لفرنسا استمرت شهرا كاملا. كانت تلك أول مرة يسافر فيها خارج الوطن. مغامرة زلزلت في داخله كل القيم التي تربى عليها من قبل. لم يفهم الذي حصل بالضبط وإن تقبل بلهفة وسعادة لا توصف ما يعتبره مجرد هدية سماوية، تشبه شريطا سينمائيا عاشه بطلا كما لو أنه يتفرج من بعيد على أبطال آخرين. لم يسأل نفسه ساعتها عن الدافع والسبب وغيره من الأسئلة التي تفسد الحياة حينما تكون لذيذة وجميلة.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في بداية المهمة تعرف على زميل فرنسي. لاحظ من أول يوم أنه شخص خجول يحب الانعزال ولا يتدخل في المناقشات إلا نادرا رغم أنه كان واحدا من مؤطري اللقاء. يخرج مباشرة بعد انتهاء وقت العمل ويختفي بسرعة تهربا من أسئلة الحاضرين أو لعله بسبب الخجل. بعد أيام قليلة وجد أحمد فرصة للتقرب منه. دعاه لشرب كأس خلال فترة الظهيرة قبل الغذاء فقبل الدعوة. حاوره في كل شيء بعيدا عن جو العمل، ثم ما لبث أن صار يلازمه عند المساء. عندما بدأ الرجل يسترخي ويتلطف في تصرفاته، استعمله في البداية ليتعرف على باريس وخاصة بالليل، وأسر له بأنه جاء لفرنسا راغبا في تجربة جنسية مع سيدة فرنسية محترمة وأنه سيعترف له بالجميل طيلة الحياة لو ساعده في هذا الاتجاه. ظهرت بعد ذلك صفات خفية لدى الزميل الجديد فإذا به يرمي خجله وتحفظه خلف ظهره. قام بالواجب لأيام بكل سرور. خصوصا أن أحمد كان يؤدي واجبات التنقل في سيارات الأجرة لزيارة مواقع بعيدة ويدفع ثمن الشراب والساندويتشات أيضا.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في إحدى الليالي فوجئ بزميله يستدعيه لمرافقته إلى البيت. كانت حجته أن زوجته تشتكي من الوحدة خلال تأخره، لم تصدق أنه يصاحب رجلا إفريقيا عربيا لطيفا. لعلها شكت في تصرفه أو تخيلت أنه يتجول مع صديقة أو زميلة في العمل. قبل أحمد الدعوة بفرح وحبور. تصرف كنبيل واشترى زجاجة من الخمر المعتق وحزمة من الورود.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتخيل ساعتها أن باب السماء ستفتح في وجهه بصورة استثنائية. أعربت زوجة الزميل عن إعجابها بصديق زوجها. سألته عن بلاده وعمله، واستغربت كثيرا كيف يكون منفتحا بهذا الشكل رغم ما يقال عن أهل بلده من تزمت وخوف من طبيعة الحياة الأوروبية. أصرت أن تشاركهما في الغد جولتهما الباريسية. حيث انتظرت مغادرتهما العمل لتبدأ رحلة التنقل بين حانات عديدة. استغرب أحمد من ثقافة السيدة، سيما بعد أن عرف أنها حاصلة على دكتوراه في الأدب وتاريخ الحضارات القديمة، وأنها تشتغل كمحافظة مكتبة جامعية فرنسية. عمرها لا يتجاوز الثلاثين إلا ببضع سنوات، لم يكن شكل لباسها يغري أو يسمح بالتطاول عليها أو الاقتراب منها إذا لم ترد ذلك. غلبت السمنة على وسطها بينما كتفاها ضامرتان وفخذاها صلبتان من كثرة الحركة والمشي. أما صدرها فقد كان آية ونموذجا كتمثال روماني يتحدى الناظرين.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يتذكر أحمد مرارا ما دار بينهم من نقاش وحوار طيلة تلك السهرة. بهرته السيدة بمستوى ثقافتها الرفيع. كانت تصول وتجول بأفكار تنتقل من الفلسفة للتاريخ والجغرافيا والفن والحضارات الشرقية ومنها تاريخ وحضارة بلده. بدا أنها مغرمة على الخصوص بالسمعة الجنسية لعرب العصور الوسطى وبأدبيات جريئة وكتب قل نظيرها اليوم عندهم في هذا الباب. كان لها في ممارسة الجنس وفي الأخلاق نظريات عجيبة لم يسمع بها. يتذكر فقط أنها متفقة مع زوجها على ممارسة الجنس مع من تشاء لكن بشروط ربما تشرحها له من بعد. وهي لا تعتبر هذا الأمر مخالفا للأخلاق إلا من الناحية النظرية. يعني أن البشرية تضع قوانين وأعرفا للحفاظ على نمط حياة معينة داخل الأسرة التقليدية نظرا لحاجة الاقتصاد والطبيعة والوظائف المختلفة لهذا النمط من العيش. وهو نمط يشبه الهيكل العظمي للجسد، به تقف الدول وتتحرك الحياة. وحوله تنبت قيم وأعراف ومعطيات تزيد الجسد الاجتماعي قوة وصلابة. أما من الناحية العملية فكل هذه القيم ليست مطلقة ولا خالدة ولا هي ضرورية. يمكن لمن استطاع أن يخالفها أن يستمتع بأحواله وشهواته وأمواله وعاداته، لكن الجسد قائم بقواعده وهيكله. إنما أي مخالفة لها شروط منها ألا تؤدي المخالفة لتضرر أي طرف آخر بما في ذلك جسد المجتمع الذي تقف عليه الأسرة. وفي حالتي، تقول الدكتورة، لقد اتفقت مع زوجي وممارساتي لا تضره بل فيها بعض النفع له. وحين أرى أنها تضره سأتوقف عنها. هناك العقل النظري وهناك العقل العملي، وعلى الأذكياء أن يتصرفوا دون الإساءة للقيم داخل المجتمع. أي بدون إشهار المخالفات وإشاعتها بين الناس. لأن للمجتمع علينا حق المحافظة عليه ورعايته. ولنا عليه حق ضمان عيشنا ومتعتنا وسعادتنا. لا ضرر ولا ضرار.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الأخير وجد الثلاثة أنفسهم سكارى بعد منتصف الليل، في مكان بعيد عن الفندق الذي ينزل به أحمد. لهذا عرضا عليه قضاء الليلة صحبتهما بالبيت. هنا وقع أحمد في موقف جعله يتغير تماما ويدخل مشاهد لم يتخيل وقوعها مطلقا.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد الدخول للشقة تصرفت الزوجة بعفوية مطلقة، نزعت كل لباسها واحتفظت بما يستر العورة فقط. لعلها كانت تلمح بأن وجوده معهما لا يغير سلوكها المعهود. تركت نهديها النافرتين لحرية الاهتزاز والرقص. وسرحت شعرها ليتمايل كلما استدارت أو حركت رأسها. بدت كأنها ساحرة تسللت خفية من ظلمات العصور الوسطى إلى أنوار العصر الراهن. أخرجت من الثلاجة زجاجة النبيذ المعتق وصبت له كأسا وتصنعت أن تلامس بنهديها وجهه. اعتذرت وهي تجلس قرب زوجها لتقبله. التفتت نحو أحمد لتعتذر من جديد ثم أمسكت يد زوجها وقادته نحو غرفة النوم. بعد لحظة عادت وفي يدها بيجامة سلمتها لأحمد للنوم. ألقت التحية مبتسمة ثم نظرت إليه طويلا. خيل له أنها كانت تود أن تقول شيئا لكنها ترددت. أخيرا انصرفت تاركة ضيفها ينام في غرفة المعيشة كيفما اتفق. بعد زيارة الحمام لبس البيجامة على عجل وألقى نفسه في أقرب كنبة ثم استغرق في النوم.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبيل الفجر بقليل، شعر بها تزوره وتتفحص وضعه وتغطيه. تحمل في يدها كأسا جديدة ملآنة وتختفي. عندما استيقظ في الصباح مع زوجها. اعتذر عن الإزعاج لكنها فاجأته مع زوجها بأن عرضا عليه أن يترك الفندق ليمضي معهما بقية الشهر بلا تكلف. هذا إن لم يكن المكان قد ضايقه طبعا. حاول الاعتذار لكنها أصرت وهي تبتسم. في الطريق إلى العمل أخبره الزوج أن لديهم بغرفة النوم فراشا يصلح لإقامته إن لم ير مانعا لمشاركتهما في نفس الغرفة. داخله شعور ملئ بالشك وبدأ يتساءل عن نوايا زميله وعما إن كان الغرض فعلا هو تخفيف نفقاته. هل يستضيفانه لوجه التعارف حقا أم لغايات أخرى؟ طلب مهلة للتفكير انتهت بقبول العرض. في المساء رافقه الزميل للفندق ليحمل حقيبته ويرحل نحو الإقامة الجديدة.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>على غير عادته مع الزميل، عادا ذلك اليوم في المساء مباشرة للبيت. كانت الدكتورة قد هيأت طعام العشاء ولوازم السهر على شرف الضيف. ما أعجب أحمد واستغرب له، ذلك الجو الصوفي العجيب الموجود في الشقة. وجد الديكور كأنه دخل معبدا بوذيا أو محفلا أسطوريا في الصين القديمة. أطفئت أنوار البيت والتمعت مكانها قناديل وأصابع شمع وبخور، زركشات من ورق ملون بالذهب والفضة تتلألأ رغم النور الخافت. ربة البيت ترتدي روبا ) بنوار( صينيا مشدودا حول خصرها بحزام من الحرير المذهب، كأنها مصارعة خارجة للتو من حضارة بائدة. بدا الجسد كإله بوذي ساحر. لأول مرة لاح الصدر بتفاصيله النورانية فوق صرة ضامرة وخصر ضئيل الاستدارة كما لو أن صاحبته تعمدت فضح استدارة المؤخرة والوركين. لا وجود لأي إضافة لحمية هنا أو هناك. قدمان صغيرتان مختبئتان في خفين من ثوب مخملي وردي اللون. ابتسامة جذابة هادئة تستقبل أحمد وزميله، وكل الشعر المهفهف الأملس مربوط خلف الرأس مثل كرة، مما أفصح عن الخدين والعينين والأنف المستقيم والأذنين الدقيقتين، فأحس أحمد، حتى قبل تاثير الشراب أنه يغادر الزمن الحاضر في سفر سري نحو المجهول.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أشارت الدكتورة لزوجها بلغة العيون، حركة فهم الغاية منها بسرعة. اتجه فورا للدوش فتبعته زوجته. بعد لحظات خرجا معا وعلى زوجها روب حريري مطرز من ناحية الصدر بخيوط ذهبية، يشابه في شكله ما لبسته الزوجة إلا أنه أسود اللون. وبدون استشارته مدت يدها لأحمد وأخذته بلطف بدوره إلى الدوش. هناك جردته من لباسه بهدوء وهو مندهش. ثم فتحت صنبور الدوش ونزعت الروب ولحقت به. أراد أن يتحرك أو يفعل شيئا لكنها نبهته بحركة من وجهها ليستسلم. ابتعدت عنه قللا وسمرت بصرها على وجهه ثم سائر جسده. كان هناك شعر كثيف يغطي عانته وتحت إبطيه. رفعت يده إلى أعلى لتتأكد. دهنته بصابون جيل وفركت بسرعة كامل المساحة المغطاة بالشعر حتى اختفى الشعر تحت الرغوة. تناولت آلة الحلاقة وشطبته بعناية. كان ينظر لحركاتها مذهولا وخيل له أن أيره يكبر أكثر فأكثر كلما تخفف من الشعر الذي يحيط به. عندما أكملت طقوسها أدخلته ثانية تحت الدوش، دون أن تغفل عن غسل أيره. عندما شاهدت انتصابه ضحكت وقبلته وهي تقول بصوت يكاد لا يسمع مع صوت رشاش الدوش:</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>= إنتظر قليلا حتى يأتي دورك يا غزال.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ألبسته بعد ذلك روبا حريريا أسود مطرزا بخيوط الذهب ثم سبقته للخروج بعد أن صبت عليه جرعة من الطيب.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حول المائدة المملوءة بما لذ من الطعام والشراب، مدت لكل منهما كوبا به منقوع يشبه الشاي. قال زوجها إن مفعوله أقوى من حبوب الفياغرا. شربت هي منقوعا مخالفا. ثم قالت بأن على كل منهما أن يغلق عينيه وألا يفكر في شيء كمحاولة لتفريغ الدماغ من شوائب ومشاكل الحياة وإفراغ الأعصاب والقنوات من التوتر. ساعتها فقد أحمد كل صلة له بحياته وبلده. كما لو أنه انتقل إلى وجود خارج الوجود الأرضي. كان يشعر بجسده خفيفا أو بلا وزن البتة. لم يعد لوعيه إلا بعدما مدت له الدكتورة قطعة من الثلج ليضعها فوق جبهته. ابتسمت له وعادت لعملها.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سألته هو بالذات إن كان يؤمن بتناسخ الأرواح. وعندما أنكر ذلك بحكم تقاليده التي تؤمن بخلود الروح في السماء، ضحكت وبدأت تشرح له من تعاليم البوذية والهندوسية ما يعاكس ذلك. هز رأسه وأعرب عن عدم اهتمامه. عادت تسأله عن أهم أنواع اللذة في الحياة، أجاب بما يعرفه باختصار. اعترضت لما انتهى من إجابته قائلة:</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>= البشر في أول الحياة يبدؤون بلذة الفم أثناء استلذاذ الجنين بثدي أمه. ثم يكتسب بعدها لذة التلذذ بمتعة الشرج أثناء التبرزما بين الثانية والخامسة من عمره. ثم ينتقل إلى لذة اكتشاف الجسد وفوائد كل عضو فيبدأ الانتباه لوجود عضوه الجنسي بحيث يهتم ويتلاعب به كتمهيد لاكتشاف وظيفته الكبرى بعيدا عن البول المعتاد. لهذا، تقول الدكتورة لأحمد علينا أن نستعيد القيمة الهامة للمرحلة الأولى بواسطة لذة الفم واللسان.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك زوجها وسمعه أحمد وهو يقول بصوت خافت:</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>= هيئ نفسك يا صديقي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرت الزوجة تشرح فلسفتها:</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>= لقد أخذت على نفسي التزاما مقدسا. أحب الجنس حتى العبادة، لكني لا أسلم جسدي إلا لمن يستحقه. لهذا من عادتي أن أخضع من يريدني لامتحان خاص. أنا مولوعة حد المرض بلذة المص. لي فيها مرونة وإتقان ستختبره بنفسك. وعلى من يريد الفوز بجسدي كله أن يصمد لفمي ولساني ما يقارب عشر دقائق. ستخضع لنفس الامتحان بعد قليل. كان أير أحمد منتصبا بشكل مثير تحت روبه الحريري. عندما انتبهت إليه الدكتورة ابتسمت وقالت:</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>= هذا الانتصاب القوي المبكر ليس من مصلحتك. لن يساعدك على الصمود أكثر من دقائق قليلة. حاول أن تفكر في أمور دنيوية تخفف عنك. والآن إن كنت مستعدا دعنا قبل ذلك نشرب ونأكل قليلا. تفضلوا.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لن ينسى أحمد كل هذا ولن يكذب إن قال بأنه نجح تلك الليلة في الامتحان. إذ ما كادت الدكتورة تمسك عضوه بكفها حتى بدأ ينتفض حتى خاف أن يصب محتواه بين أصابعها. لاحظت هي انفعاله وعصبيته، فبدأت تحاول تهدئته قائلة:</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>= من حيث حجم عضوك وطوله يا هذا فهو جيد. لا هو غليظ طويل فأحتاج لترويضه إلى يدي الاثنتين، ولا يصعب الحركة على اللسان عند مضايقته، ولا هو قصير فيضيع كالحلوى في الفم قبل بلوغ الحلق. عضوك يكفي للمطلوب لأن لساني سيراقصه ويتتبع عروقه من الجذر إلى الرأس وطوله يكفيه ليتجاوز مدخل الحلق بقليل. عليك أن تكثف من تركيزك وخاصة لما يتسلل الرأس مدخل الحلق نحو البلعوم. ستتردد هذه الحركة عدة مرات وهي الدليل إن صبرت على قدرة تجعلك خبيرا في اقتحام كل الثقوب الأخرى بعزيمة وصبر، عندما أسمح لك يمكنك القذف داخل حلقي مباشرة لو أردت. هل أنت مستعد؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكنه للأسف بعد برهة قصيرة لم يصمد لمداعبات لسانها المتمرن، لأنه مع أول إطلالة لرأس أيره تجاوزت الحلق تصبب حليبه ساخنا بقناة البلعوم، ما وراء المجال الذي يلعب ويحس فيه اللسان. أما كيف انتهت السهرة، فإن الدكتورة خاب ظنها مع القذف إذ أخرجت عضوه متأسفة وقالت لزوجها:</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>= مع الأسف، ستكون وحدك الليلة، غدا نعيد التجربة مع ضيفنا العزيز، والآن جاء دورك.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وجد أحمد نفسه متفرجا عندما أولج الزوج عضوه في فمها وطال المص حتى أخرجته من فمها وهي متهيجة ثم نزعت الروب وخيرت زوجها فأشار لها أنه يريد طيزها. اتخذت وضعية الكلب وأمسكت فلقتيها بيديها وتركته يخترق خرمها بدون تحضير أو خوف. ثم انتقلوا جميعا لغرفة النوم حيث كان على أحمد أن يتابع المشاهد اللاحقة من فراشه.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تتحسن وضعية أحمد إلا بعد محاولتين. عندها دخل في حساب الدكتورة وصار من حقه أن يفعل معها، بحضور الزوج، كل ما يخطر بباله. كانت مقارباته الأولى عنيفة وقوية حتى لاحظت عليه ذلك بتعليق سريع على شكل سؤال.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>= خفف عن نفسك، الأمر لا يتطلب كل هذا الانتقام يا حبيبي.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كاد أحمد يغفل موعد الرابعة زوالا مع "مامادو" هي الثالثة الآن. عليه أن يوقظ "نونو" زوجته لتستعد للموعد والسفر. كان يرغب أن يستمر في مراجعة ذكرياته ليعثر على ما سبب انتقاله من حالة التعقل إلى حالة لا يقبلها العقل البرئ، لكن الموعد أدركه. وهو على كل حال يعرف من جهة التفكير في زوجته أنه من المستحيل أن يجد جوابا شافيا. فهي لم يسبق لها أن قصت عليه حياتها قبل الزواج. يذكر أنها كانت بكرا حين تزوجها. ولم يحدث أن طاوعته طيلة أعوام حين كانت تميل به الشهوة إلى طلب شيء غير معقول من جهتها حتى يستنتج أنه كانت لها ممارسات من هذا النوع. كل ما عرفه من خلال بعض الجلسات أنها لم تعش أي تجربة جنسية من قبل. وأن أقصى ما فازت به في حياتها الطلابية هو بعض الرسائل الغرامية الأفلاطونية. وهو يصدقها طبعا لأنه يعرف والدها وأخاها حق المعرفة. فقد كان الأول مدير مدرسة محترم ومتشدد معروف باستقامته وصلابته. أما الأخ فلطالما قام كلفته الأسرة بدور الحارس من بعيد. وأقرب تفسير لتصرفها الراهن أنها تشبه الطائر المسجون في قفصه ما يقارب الثلاثين سنة. فلما فتح أمامها الباب طارت لتحرك جناحيها في الهواء الطلق. لعل الأمر بالنسبة لها يشبه الانتقام. هو بالفعل انتقام فقد سبق لها أن فسرت تصرفاتها الجنسية الضيقة والتقليدية معه بنفس السبب. لقد حرمته لفترة حتى من الممارسة تحت النور. ظلت تصر على إطفاء الضور والانسلال تحت الغطاء قرابة العام. وقد حرمته لمدة طويلة من مشاهدة الأفلام الإباحية قبل أن تبتلى مثله بمشاهدتها في السنوات الأخيرة. لهذا فهي تتخلص اليوم من رصيد هائل كان مخزنا داخلها بعد أن وجدت شهوتها منفذا للانفجار. هي بلا شك قنبلة موقوتة ما إن صادفت من يدحرجها حتى انفجرت.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التتمة في الجزء الحادي عشر.</strong></p><p></p><p>من مذكرات /ذ.أحمد وزوجته مع الدياثة</p><p></p><p></p><p></p><p>الجزء الحادي عشر</p><p></p><p></p><p></p><p>بدأ تطور "نونو" أو نادية بعد الحمل والولادة بقليل. يمكن القول إنها بدأت تخرج من تحت الماء لترى الحياة والمجتمع بعين المهندسة صاحبة مكتب ناجح للدراسات الهندسية والمعمارية. عرفت لأول مرة معنى مواعد العشاء خارج المنزل، في أفخم المطاعم بحضور ضيوف شركاء أوغرباء. فيها عقد ذوقها مع أنواع مختلف الكحوليات صداقة لم يخنها أبدا لحد الساعة. كما صار لها صداقات مع أناس مهمين، نساء ورجالا. تحرر لباسها بالشكل المعبر عن شخصية المهندسة التي تحرص على الظهور بمنظر المرأة الحديثة. انخرطت في جمعيات خيرية وأخرى رياضية للمحافظة على رونق جسدها الفتان. وكان أقصى ما انفتحت عليه بلهفة نادرة هو مشاركتها لزوجها عند نهاية الأسبوع في مشاهدة أفلامه الإباحية. بلغ بها الارتباط بهذه الأفلام، أنها صارت خبيرة تحفظ أسماء الممثلين وخاصة بعض الممثلات، وتتابع أفلام بعض المخرجين، اختارتهم لأسباب لم تشرحها.</p><p></p><p></p><p></p><p>قام أحمد واقفا بمجرد حلول الساعة الثالثة. راح يتفقد السيارة رباعية الدفع التي ستنقله مع الضيفين وزوجته إلى "إفران" بعد قليل. فتح الراديو وجلس يستمع لأغنية لعبد الحليم بعنوان " أنا لك على طول خليك ليا" وينتظر أن تلحق به زوجته. في تمام الساعة الرابعة كانت السيارة تتجه بسرعة ملحوظة عبر الطريق السيار. عند مدينة مكناس غادرت هذا الطريق لتنحرف نحو الجنوب الشرقي، عبر طريق غير سيار.</p><p></p><p>جلست المهندسة عن يمين زوجها، بينما احتل الضيف" مامادو" ومواطنه "راوول" المقاعد الخلفية. اقتصرت الأحاديث على تعاليق سريعة حول مناظر الطريق، وحالة الطقس وتأثير الجفاف على الموسم الزراعي. مواضيع لا يشك من يسمعها نهائيا أن أصحابها يتحولون أثناء الليل إلى وحوش جنسية تفترس بعضها بلا أي رحمة.</p><p></p><p>عند وصول السيارة لمدينة الحاجب، تغيرت معالم الطبيعة رأسا على عقب. ملامح الأطلس المتوسط بدأت تفرض نفسها من خلال غابات الأرز الشامخة وأشجار السرو والبلوط. كما بدأت تغيب عن المشهد تلك الضيعات الواسعة وحقول البصل والتفاح والإجاص.</p><p></p><p>لاحظ "مامادو" على امتداد الطريق وجود حراسة مشددة. سيارات لرجال الدرك وأخرى للجيش وأعلام وطنية منصوبة فوق أعمدة عالية. مما دفعه للتساؤل بعد تردد، فأجابه أحمد قائلا:</p><p></p><p>= لا تهتم، يحدث مثل هذا عادة عندما تحظى المنطقة بزيارة أحد الشخصيات المهمة. مسألة أمن واحتياط لا غير.</p><p></p><p></p><p></p><p>وصلوا لمدينة إفران قبيل الغروب بقليل. استغرقت الرحلة قرابة ساعتين فقط. كانت المدينة كعادتها غارقة في صمت قاتل. الشارع الرئيسي وخاصة عند مدارات محددة مملوءة بمشهد الشرطة والجيش والدرك. من بعيد، في قمة ربوة عالية يظهر فندق" ميشليفن" مثل قصر أثري يحرس المدينة. هناك طريق ضيق يتلوى صاعدا نحوه كأنه ثعبان يتسلل بين أشجار الغابة. غير بعيد تبدو بناية جامعة الأخوين الشهيرة. في مدخل النهج الضيق وقفت سيارة الدرك تحول بين الراغبين في التوجه للفندق. عبثا حاولت "نونو" إقناع الدركي أنها حجزت في الفندق شقتين، لكن الرجل بدوره أقنعها أن هناك تعليمات، لأن الفندق بكامله محجوز من طرف الدولة.</p><p></p><p></p><p></p><p>أصبح من المطلوب، يقول أحمد، أن ندرك المدينة لكراء فيلا نقضي بها يومين أو ثلاثة. فعلا استطاعوا العثور على بغيتهم بسهولة، حيث أن رجالا يمثلون بعض الوكالات يقفون في المنعرجات، يلوحون بمفاتيح للدعاية. اتجهوا فورا للمكان صحبة أحدهم. نزلت "نادية" لتحضر نفسها للسهرة بينما كان على أحمد وضيفيه أن يذهبوا للتبضع، بعد أن سوى الإجراءات مع الوكيل قبل أن يصرفه. كان عليه الذهاب نحو مدينة "آزرو" التي تبعد بحوالي عشرين كيلو عن "إفران" لهذا الغرض لأن أسواق إفران تغلق أبوابها باكرا. في طريق العودة، فكر أحمد في زيارة الصديقين الآخرين، الإفواري والكاميروني. كان مشروع المركب الترفيهي يقع تقريبا في الوسط بين المدينتين.</p><p></p><p></p><p></p><p>لم يكن مروره وتفكيره في الطالبين المتدربين بالمركب مجرد صدفة. كان يحتاج لهما لإغناء الحفلة وتنفيذ فكرته التي يتخيلها على صورة انتقام. وحده كان يسير على هدي أحلامه وتخيلاته. لا أحد غيره يفهم ما يحدث بالضبط. في المركب، حيث يقيم الطالبان، قضى أحمد مع ضيوفه وقتا تجاوز الساعة، بحيث غرقت الطبيعة في ظلام تام. فوجئ أحمد قبل العودة لإفران براوول يسأله إن كان بالإمكان أن يسهر معهم الطالبان لبعض الوقت، للترفيه عنهما قليلا وإخراجهما من روتين الشغل والهدوء والصمت. كأنه يقرأ ويحس بما يجري داخل دهن أحمد. مع هذا تصنع الدهشة، ورد عليه بأنه لن يستطيع إعادتهما لأن الطريق صعب خاصة خلال الليل. لكن راوول لم يستسلم واقترح عليه أن يبيتا في الفيلا لأن بها غرفا كثيرة صالحة لذلك. لم يجد أحمد بدا من الموافقة، أما "مامادو" فقد كان مركزا اهتمامه على المشروع فقط. حين سأله أحمد عن رأيه، كان الأمر بالنسبة إليه سيان، وإن كان يرى أن في حضورهما بعض الفائدة، لأنه يتمنى أن يناقشهم ويستفيد من معلوماتهم في الموضوع.</p><p></p><p></p><p></p><p>بمجرد دخولهم للفيلا كان منظر "نادية" مثيرا للجميع. أخذت حماما وزوقت نفسها ورتبت شعرها بالشكل المطلوب. لم تكن تتوقع حضور بقية طلابها ولهذا أحست بتوتر قد يغير مزاجها، حيث لاح عليها الاستغراب. أخيرا أخبرها "راوول" بأنهما اتفقا مع الأستاذ أحمد لكي يعيدهما بعد العشاء إلى المركب.</p><p></p><p>كل شيء حاضر. تكلف أحمد وبقية الطلاب بتهيئ طاولة الطعام والشراب. فتحت قوارير البيرة وزجاجات النبيذ. بدأت السهرة بمزيج من الضحك والنكت والمعلومات التقنية. أخرج الطالب الكاميروني من جيبه حبوبا وزعها على صديقيه وابتلع بعضها. تشكل المجلس من دائرتين في البداية. أحمد و"مامادو" و"نونو" من جهة، وبقية الطلبة من جهة ثانية.</p><p></p><p>ارتفع الضحك. فتح أحمد التلفزة. جعل يسبح متنقلا بين القنوات باحثا عن أفلامه المفضلة. لم يجد شيئا يروقه. شتم من صنعها ومن اشتراها وهو يضحك قبل أن يتوقف عند قناة مختصة في أغاني، أغلبها غربي باللغة الإنجليزية. بدأ الطالب الكاميروني يرقص بخفة ومرونة. تدريجيا التحق به الآخرون، يهتمون ويصفقون. لم يلبث بقية الطلبة أن شاركوه في الرقص.</p><p></p><p></p><p></p><p>بدا أن "نونو" لم تعد متضايقة لحضور الشابين. راقها الجو. قامت لتعبر عن إعجابها بمبادرة غير منتظرة. أمسكت "مامادو" من الخصر ودعته للرقص. الطريقة التي أحاطها بها هذا الأخير فضحت درجة الانسجام بينهما. ثم دخلت وسط الطلاب الذين أحاطوا بها من كل ناحية. تعانق هذا وتنتقل لغيره. عندما تقترب من "مامادو" لا يجد أي غضاضة في وضع كفيه حول مؤخرتها فتجيبه بأن تتلوى وترجع رأسها وصدرها للخلف. يتعمد هذا تقريب حجره ووسطه من حجرها. تستدير نحو أحمد بوجهها فيما مؤخرتها ملتصقة بحجر "مامادو".</p><p></p><p></p><p></p><p>بدا على أحمد أنه دخل عالم السعادة التي طالما انتظر وصولها. يرى نفسه أقرب لفكرته من أي وقت سابق. هاهو يقود الجماعة للمشهد الذي طالما حلم به. يبدو أن زوجته لم تعد تميز أو تهتم بمن يحضر ومن يغيب. تأكد له ذلك عندما جرته بعيدا عن الجماعة وهمست في أذنه سائلة:</p><p></p><p></p><p></p><p>= هل تفكر حقا في إعادة الشابين للمركب في هذا الليل البهيم؟</p><p></p><p>= طبعا يا حبيبتي، ليس معقولا أن أفسد عليك السهرة، أنا نفسي سوف أختفي من المشهد لو كان حضوري يضايقك.</p><p></p><p>= لا تقل هذا. بل بالعكس. هذه الليلة من الضروري أن تكون حاضرا. تعلم أني لم أجرب من قبل الجنس الجماعي. سأكون الليلة ملكة أنت أمينها وحارسها العام. من الآن آمرك ألا تسوق السيارة بالليل وأنت سكران. لا يمكن أن أعرضك للخطر. يمكنهما أن يبيتا في غرفة ثانية، لو ظهر أن حضورهما سيكون مزعجا.</p><p></p><p>= شكرا على اهتمامك، لكن لا تنسي أنهما لن يغادرا الرقص والهيصة والنشاط هكذا بسهولة. لم يبق هناك ما يستحق الإخفاء والتستر..</p><p></p><p>= لا يهم، لعل زميلهما "راوول" أخبرهما بدون شك عن سهرته السابقة معنا. وبصراحة، أصبح بقاؤهما ضروريا، أشعر أني ملكة فعلا، إفريقيا كلها تحت إرادة شهوتي. أشعر بهيجان شديد، دعنا نجرب شيئا جديدا يا حبيبي.</p><p></p><p>= كما تحبين يا عزيزتي. أجابها وهو في قمة السعادة بما تحقق له. ثم رجعا نحو الجماعة.</p><p></p><p></p><p></p><p>اتجهت مباشرة نحو "مامادو". عانقته وقبلته كإعلان عن بداية السهرة. أجلسته حول الطاولة وجلست قربه. وبدون تمهيد قالت:</p><p></p><p>= أنت يا "راوول" أين الأعشاب التي طلبتها منك سابقا؟ هل نسيتني؟</p><p></p><p>= لم أطلبها لأني كنت معكم في المكتب، لكن هناك ما يعوضها. قال ذلك والتفت مادا يده نحو صديقه الكاميروني:</p><p></p><p>= هات واحدة يا "شارل". قدم له "شارل" حبة واحدة، فمدها بدوره إلى "نادية" التي ابتلعتها بسرعة، ثم قالت:</p><p></p><p></p><p></p><p>= على كل من يرغب في حضور السهرة أن يدخل الحمام ويحضر نفسه. نظفوا أنفسكم جيدا، لعلمكم أنا لا أحب العانات ذات الشعر الكثيف. العانة المشعرة تحول العضو المسكين إلى وحش مخيف. سأقدم لكل واحد منكم هدية تناسبه. استدارت نحو "مامادو" قبلته وهمست في أذنه بكلمات غير مسموعة. وقف هذا بدوره واتجه نحو الحمام.</p><p></p><p></p><p></p><p>انتظرت نادية صحبة زوجها حتى عاد "مامادو" أولا ثم بقية الطلبة واحدا بعد الآخر. كان أحمد، بطلب من زوجته قد نحى الطاولة جانبا وصفف المقاعد الأربعة اللازمة بجانب بعضها في خط واحد. وقفت نادية شبه عارية لا يستر وسطها سوى تبان قصير تلوح من تحته معالم العانة والكس بوضوح. أما المؤخرة فكانت مفضوحة بالكامل. خيط رفيع يفصل ما بين الردفين. نهداها مدببان نافران بدون حمالات. تقدمت أولا جهة عاشقها القديم وشرعت تنزع عنه قميص الصدر. وقف أماها مطيعا، وأنزلت السروال كذلك قبل أن تأمره بالجلوس من جديد. نفس الشئ كان نصيب الطلبة وأحمد الذي ظل واقفا بلا مقعد. جلست هي مقابل المعاقد الأربعة.</p><p></p><p></p><p></p><p>نادت أولا على "مامادو" تحت نظرات التعجب والاستغراب التي بدت على الطالبين الجديدين على الخصوص. وقف أمامها مثل تلميذ أمام معلمه. مدت يدها لتبانه وشرعت تنزله ببطء شديد حتى قارب الركبتين وهي تقول:</p><p></p><p>= هديتك الأولى تتوقف على نجاحك في التجربة. سأقوم بتدليك أيرك مدة خمس دقائق، فإذا لم تقذف، سأمصه خمس دقائق أخرى. فإن لم تقذف، سيكون من حقك أن تكون الأول، وسأترك لك حرية الاختيار كما تشاء. أحمد زوجي سيراقب عداد الساعة. هل أنت مستعد؟</p><p></p><p></p><p></p><p>= أتم الاستعداد. أجابها بحماس تعرفه، مثل طالب مجتهد</p><p></p><p>طيلة عشر دقائق لم يقذف "مامادو" بل زاد أيره صلابة واستنفرت عروقه حتى صار شكله مثل قنفذ شائك.</p><p></p><p>= نجحت لكن عليك الانتظار حتى نعرف حصيلة البقية. نادت على زوجها لتسأله عن قصاصات ورقية سبق له إعدادها. كتب على كل منها اسم طالب من هؤلاء الثلاثة. مزجت القصاصات بخفة دائرية كأنها تدير قرعة مقابلات الكرة، قبل أن تمتد أناملها لتحمل منها واحدة. كان النصيب من حق الكاميروني، فتقدم هذا نحوها ذاهلا غير مصدق. عبر عن دهشته بشهقة ثم بدأ يسعل مرتبكا بعض الشئ. صب له أحمد كأس نبيذ فابتلعه في جرعتين، ثم تقدم نحوها.</p><p></p><p></p><p></p><p>أنزلت تبانه بنفس الطريقة. ظهر أيره في نصف انتصاب كأنه خيارة ذابلة في نهايتها مظلة. ضحكت "نونو" من منظره. كان رأسه مدببا يهبط نحو محيطه بإتقان حتى يفيض بما يقارب سنتم واحدا بعيدا عن الوسط. يبدو منظره كأنه خيارة تخترق نصف حبة طماطم كبيرة الحجم.</p><p></p><p>= عجيب، لا يبدو عليك أنك تملك مدفعا قويا هكذا. يا لحظك التعيس. حجم عضوك لا يمكنني المغامرة بمصه. لهذا سأدلكه عشر دقائق فإن لم تقذف، سيكون لك أن تختار الوضع الذي تريد سواء وحيدا أو مع شريك آخر من اختيارك. قالت هذا وهي تملأ كفيها بمرهم أبيض اسمه "نيفيا". بدأت تدلكه ببطء متلذذة بحجم الرأس على الخصوص. ما لا يصلح للفم يصلح للضم، تقول في نفسها. بدأ يتضخم حتى زاد وزنه مما جعلها تستعمل يديها معا لحمله. تعالت شهقات الولد وارتفعت دقات قلبه. أحست نادية بنوع من الاضطراب في تنفسه. نظرت إليه فوجدت عينيه مغلقتين ورأسه يتمايل محاولا الصمود، كأنه سابح في الهواء. حركاتها بطيئة. تمسك العضو داخل كفها من أسفله دون أن تحيطه بالكامل، بينما تصعد الأخرى فوقها بحركة دائرية نحو الرأس حتى تحضنه وتجتازه لتعود نحو أسفل القضيب، في النقط التي تخلت عنها اليد الأخرى قبلها. تعيد زحفها إلى الأعلى من جديد. كلما ذاب المرهم تمد كفها دون أن توقف التدليك نحو زوجها ليملأه بمرهم النيفيا مرة أخرى.</p><p></p><p></p><p></p><p>تصاعد الضغط على الولد الذي يحاول أن يصبر. في الدقيقة الثامنة صرخ شاهقا وهو يقذف بقوة مثل صنبور مياه فتح دون إشعار حتى ملأ حليبه شعر ووجه نادية. فاجأها القذف فأغلقت عينيها. سقطت نقط منه على صدرها العاري. قبل أن يكمل القذف، سقط أمامها مغشيا عليه وعضلات فخذيه وذراعيه ترتعش، كأنما أصابته نوبة صرع. كان فمه مفتوحا ورغوة بيضاء تخرج منه ومن أنفه.</p><p></p><p>أصيب الكل بالدهشة لما حصل. لم يصدقوا خطورة الذي حدث إلا من خلال الرغوة التي تغطي وجه الولد، و رعشة الأطراف. عيناه مغمضتان وعنقه مسترخ. كلما حاول أحد تحريكه كان رأسه يلتوي ميالا للسقوط، كأنه منقطع عن الجسد لا يشده إليه سوى اللحم بلا عظم يسنده. تحدث الجميع دفعة واحدة. بعضهم ينصح بصب الماء على الوجه والصدر. آخر يدعي أن وضع مفاتيح السيارة أو البيت في كفه سيحل المشكل. "نادية" مصعوقة تفقد شهوتها، وتفتح فمها خائفة، تتساءل عما يجب فعله بسرعة غير عابئة بما تسمع. عاصفة الحدث قصفت بنشوة الجميع، فعادوا للواقع.</p><p></p><p></p><p></p><p>أسرع أحمد بفوطة نحوه، بينما ازداد فزع "نادية" طالما بقي الولد غائبا عن الوعي. لم تكن لأحمد ولا لزوجته خبرة كافية لمعرفة ما يحدث. اقترب "مامادو" منه. حملق في وجهه لحظة وتلمس بكفه على قلبه، التفت نحو أحمد قائلا:</p><p></p><p>= يجب أن نعرضه على طبيب، يبدو أنه تناول شيئا غير الشراب قبل حضوره معنا. هنا تدخل "راوول" ليقول:</p><p></p><p>= نسيت أن أخبركم أنه متعود على تعاطي مخدرات مختلفة، لعله بالغ اليوم. يجب عرضه على طبيب بصفة عاجلة.</p><p></p><p></p><p></p><p>لم يبق هناك مجال للتأخير. اتصل أحمد برقم الإرشادات على هاتفه ليستفسر عن عنوان قسم المستعجلات. للأسف لا يوجد أي قسم بالمدينة، وبذلك أصبح من الواجب التنقل بالمريض إلى مدينة "أزرو"</p><p></p><p>نظر أحمد لزوجته ليعرف من سيرافقه ليساعده. تفهم "راوول" الوضع فتطوع للمساعدة. حاولا معا حمل الولد للسيارة فوجداه ثقيلا جدا، ولولا مساعدة "مامادو" والولد الإفواري لما نجحا في إيصاله إليها. هكذا خلا الجو لنادية وعشيقها من جديد. يتطلب الوصول للمستعجلات ما يربو على نصف الساعة تقريبا. تم تثبيت المريض في وضع الجلوس في الخلف مسندا بمخدة من كل جانب، وبجانبه صديقه "راوول". حاول أحمد أن يسوق بأقصى سرعة ممكنة مراعيا حالة السكر ما أمكن، خوفا على صحة الولد. عند الوصول للقسم، حمل على عجل للمعالجة. تطلب الأمر القيام بغسيل داخلي بعد عرضه على الطبيب. تبين فعلا أن حالته نتيجة إجهاد ومبالغة في تعاطي مخدر قوي زيادة على الكحول. ولوحظ أن القسم رفض أي تدخل قبل تسجيل كل المعلومات، ولولا جنسية الولد ووظيفة والده الوزير لتم تأجيل التدخل إلى صباح الغد.</p><p></p><p></p><p></p><p>بعد حوالي الساعتين صحا الولد من غيبته. كان متعبا يحس بصداع شديد في الرأس. سلموه بضع أدوية لتخفيف الألم ريثما يزور طبيبا آخر في الصباح. لما تقررت العودة لمدينة إفران وجد أحمد ومن معه أنفسهم واقفين أمام رجلين بلباس مدني يطلبان منهم مرافقتهما لقسم الشرطة. حاول أحمد معرفة السبب، لكنه لم يحظ بجواب مقنع. قالوا له أن القوانين تفرض ذلك في مثل هذه الحالة. في القسم، سجلوا معلومات مستفيضة عنه وعن "راوول" وعن المريض. سئلوا عن نوع المخدر وعن المكان الذي تم اقناؤه منه.</p><p></p><p></p><p></p><p>لم يستطيعوا مغادرة القسم إلا قبيل الفجر بقليل، بعد أن تعرفوا على جنسيتي الطالبين، وعن وسطهما العائلي، دون نسيان أحوال أحمد وشركة زوجته أيضا، وسبب وجودهم جميعا بهذه المنطقة. كان أحمد في حالة حرجة بسبب ما حدث. أحس بنوع من الندم وتأنيب الضمير، لأنه تقبل حضور الطالبين معهم. حاول مهاتفة زوجته لكن هاتفها لم يكن في وضعية الاشتغال.</p><p></p><p></p><p></p><p>عندما وصلوا لمدينة "إفران" كانت الأضواء قد بدأت تلوح في المشرق فوق القمم البعيدة بينما الغابة غارقة في ضباب كثيف. دق أحمد الباب لتفتح لهم زوجته لفترة طويلة نسبيا. عندما تأخرت تخيل أنها نائمة في حضني "مامادو" والطالب الآخر.. وبينما هو يلح إذا بشخص يحمل عصا في يده ومعه كلبان، يظهر من فراغ. قدم نفسه لأحمد بصفته حارسا ليليا مكلفا من سكان الحارة. وأخبره أن سيارة الشرطة حضرت في حوالي منتصف الليل وأخذوا من كان بالفيلا، وأنه لا يعرف السبب. استغرب أحمد ما سمع وأخذ يلعن كل من هب ودب. ألح على الحارس لمعرفة المزيد عن زوجته، لكن كل ما أضافه الحارس أنه سمع من يقول بأن الشرطة اتهمت السيدة التي كانت برفقة أجنبيين من إفريقيا بالفساد، خصوصا بعد الشك في تعاطي المخدرات.</p><p></p><p></p><p></p><p>أسرع أحمد نحو قسم الشرطة ليبحث عن مصير زوجته وضيفها وهو يواصل الطعن والسب فيما حدث. لم تسلم المدينة من لعناته. في القسم حاول الدفاع عن زوجته لكن الضابط استمع لأقواله وتريث طويلا قبل أن يخبره بأن الشرطة وجدت السيدة عارية صحبة ضيفيها. أراد أحمد أن ينفي ما سمع لكن الضابط أقنعه بوجود صور واعترافات تثبت التهمة. لم يبق أمام أحمد سوى التوجه لمكتب أحد المحامين. تسلم من الضابط بعض الأرقام ساعدته على الاتصال بأحدهم. هكذا بمعية المحامي تنازل أحمد عن حقه في محاسبة زوجته، ليتم إخلاء سبيلها بكفالة. أما "مامادو" والطالب الإفواري، فقد تم تحريرهما لأنهما مسيحيان، ولأن خبر اعتقالهما وصل لسفارتي البلدين، مما أدى فورا للمطالبة بإطلاق سراحهما، بضمانة السفارتين.</p><p></p><p>أما كيف جرت زيارة البوليس للفيلا ليلا لتلقي القبض على الجماعة، فقد أخبره المحامي عن تنظيم التواصل بين المستشفى وأقسام الشرطة في المدينتين، سيما بعد أن تم تسجيل كل التفاصيل والمعلومات بما في ذلك عنوان الفيلا من طرف إدارة المستشفى.</p><p></p><p></p><p></p><p>لم تقف هذه الحادثة حاجزا نهائيا في وجه أحمد ومغامرات الزوجة. كان هناك حالات ثانية، لكن ما وقع كان كافيا لهما للتفكير وأخذ المزيد من الحيطة والحذر. تطلب الأمر التوقف لمرحلة طويلة نسبيا تعدت ستة أشهر، قبل أن تشتعل نيران الشهوة من جديد، وتبدأ المهندسة "نادية" مغامرات أكثر حظا واطمئنانا من مصيرها الأخير.</p><p></p><p></p><p></p><p>النهاية في الحلقة الأخيرة، الثانية عشر</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="صبرى فخرى, post: 65372"] [B]بقلم [/B] [HEADING=2](Round trip to org)[/HEADING] [B]الجزء الاول[/B] سيطرت تلك الفكرة الغريبة على دماغ وخيال ذ.أحمد إلى درجة أنه اصيب بمرض الاكتئاب . صار نومه مضطربا، وبدأ يتغيب كثيرا عن عمله، حتى اشتكى مديره وزملاؤه من غيابه المتكرر..في البيت اصبح قليل الكلام. كلما اقترب منه ابنه، ذو العشر سنوات محاولا أن يلعب معه، ينهره بشدة ويبعده عنه. أما ابنته الصبية المسكينة، فهي تكتفي بالتفرج على سكوته وغضبه وصراخه من بعيد، خوفا منه. أما زوجته فقد أصبح يخشى حتى النظر إليها كلما جلست الأسرة لتناول الطعام. أما أثناء الليل فقد صار يتجنب الاقتراب منها، ويتاخر في اللجوء للفراش، معتذر لها دائما بعدد الملفات التي صار يصطحبها معه من العمل . وكيف لا يمرض أحمد بعد أن سكنت دواخله فكرة لعينة، تطفو وتتسلط على ذهنه ، كلما خطرت بباله صورة زوجته أو كلما رآها تتحرك بغنجها المعروف أمام عينيه. حاول عدة مرات أن يوقف مسلسل الصور التي تنهال عليه مثل فلم إباحي، أو يطرد الفكرة كلها من دماغه، لكنها تزداد تعلقا به بشكل عنيد. كيف له أن يطردها بعد أن أخذت تحمس رجولته وتضاعف شهوته. كلما هبت رياحها يحس بايره ينتصب ويتقوى كالحديد تحته. حتى أن زوجته نفسها تعجبت من عودة الحياة القديمة لفراشها بعد مدة من الهجر والغياب. تظهر الصور متلاحقة فتجحظ عيناه، محملقة في جسد الزوجة العارية، بقوامها الممتشق وتغنجها المثير، نهداها نافران...مؤخرتها التي تزداد صلابة وتتقوس كانها صبية في العشرين. فكيف يصمد أحمد لكل هذا الإغراء أو يقدر على الرفض والمعارضة؟ عبثا يحاول أن يعصر ذهنه لعله يعثر على نقطة البداية. أن يعرف من اين جاءته الفكرة وكيف تمكنت منه حتى صارت تتحكم في رجولته. فهو منذ زواجه رجل تقليدي محافظ، يغير على أهل بيته ويسهر على كرامته وكرامة زوجته، فكيف يتحول إلى شخص يستلذ بصورة زوجته ويقبل أن يعريها كل حين ولو في خياله؟ بل كيف يتقبل بهذه السهولة أن يراها تغازل وتتغنج وتستلقي أمام عينيه لتتلاعب وتسعد مرحبة بأزبار غيره؟ هذا شئ لا يطاق ولا يمكن تقبله. وما يزيد طينته بلة أن الصور بدأت تنزل عليه في الوقت الذي نسيت فيه زوجته طبيعته الأولى وما عرفته معه من أوقات حميمية متهيجة. فهو نفسه صار قليل الاقتراب منها، بمعدل لا يتعدى مرة أو مرتين كل شهر. فكيف تسمح له تلك الأفكار اللعينة أن يشاهد زوجته في حالة من الهيجان تجعلها شبقة وثائرة ومغامرة؟ والأغرب في هذا، أنه كلما أمعن وأغرق في تخيلاته إلى درجة أن يراها ضاحكة وسعيدة تنيك غيره، تتبدل حالته من الجمود إلى الهيجان والشهوة المفتقدة لديه منذ حين. أما زوجته، فهي ما تزال في سن الثلاثينات، وجسمها الشهي لم يتغير كثيرا. شعرها..بريق عينيها...نهداها النافرتان كالرمان...مؤخرتها العجيبة التي تسحر القلوب وتجلب الأنظار من كل حدب وصوب...كل ملامحها ما تزال كما كانت يوم عرفها في سن العشرين، باستثناء انتفاخ بسيط بدأ يعلو فوق صرتها. هل تكون الأفلام الإباحية التي صار يدمن مشاهدتها هي السبب؟ أم هو تاثير كؤوس الويسكي التي يحتسيها كل مساء قبيل النوم؟ وحتى لو اعتبر أنها هي السبب، فلماذا لم تؤثر على زوجته ولم تغيرها كما فعلت معه؟ ألم تكن زوجته تشاركه أحيانا في شرب الويسكي ومشاهدة الأفلام الإباحية أيضا؟ وهاهو يقف كالعادة أمام المراية الموضوعة عند الباب، يتمعن النظر في وجهه. نظر طويلا وشعر برغبة تأمره أن يبصق على وجهه. يخاطب وجهه. قل ايها الأحمق، يا فاقد الكرامة والمروءة، من اين جلبت لنفسك هذه الحالة؟ متى بالضبط سمحت لها أن تحيطك بسحرها وتمسك بخناقك وتستعبدك؟ فأنت لست أنت الذي أعرفه، اللعنة عليك، تبيح لحم زوجته للأزبار من كل صنف ولون، كي تسترجع حماسك وشهوتك بعد أن ضيعتهما بشرب الخمر ومشاهدة الأفلام من دون فائدة. لم تجد سوى هذه الحيلة التي صارت الدواء الشافي في حياتك. يتوقف قليلا قبالة المراية دائما كي يسترجع قليلا من هدوئه وأنفاسه...يسمع من وراء زجاج المراية صوته يخاطبه، يقول له: ها أنت تعترف بنفسك، الشهوة هي المشكل، لقد صرت واحدا من هؤلاء الذين يأكلون الغلة ويسبون الملة..تستفيد من أوهامك ثم تلعنها...لم أعهدك هكذا تنكر الجميل...أما عذابك فهو ناتج عن التردد والحيرة، فأنت بدلا من السير إلى الأمام بشجاعة، تقف حائرا وخائفا...قل لي لماذا لا تخبر زوجتك ؟ لماذا لا تأخذ وجهة نظرها في الموضوع بدلا من الاستمرار في استغلال صورتها بدون استشارتها؟ من أدراك أنها ليست مكتئبة أو حائرة مثلك وأنها تنتظر منك المبادرة؟ تشجع فأنت لن تخسر، على كل حال، أكثر مما خسرت لحد الساعة .. يفارق المراية عائدا إلى المطبخ نحو قنينة الويسكي. صب منها كأسا وعاد للصالون لعله يجد في برامج التلفزة ما يلهيه لحظة عن الاستغراق في تخيلاته الحمقاء. بدأ يستعرض قنواته المألوفة، توقف عند قناة تعرض مشهدا مثيرا. رجلان أحدهما ذو بشرة سمراء داكنة، يأكلان لحم أنثى بيضاء كالحليب. أحدهما تحتها والثاني خلفها. تركز الكاميرا على أعضاء الرجلين وظهر الأنثى وطيزها وأطراف من جسدها وهي تصرخ من اللذة والمتعة. خطرت له فكرة مباغتة فوضع رأسه متكئا على كفه اليمن. أغلق القناة، لقد ذكره المشهد بجلسة سابقة. تذكر المناسبة التي أوحت له أول مرة بالفكرة. كان مع زوجته ضيفا عند أحد اصدقائه. عاد بكل حواسه إلى تلك الأمسية، ليلة خروج الشياطين من القمقم المحفوظ. كان صديقه متخصصا في تجارة الصناعات التقليدية اليدوية. وله علاقات عديدة مع بعض البلدان الإفريقية. في تلك الليلة نظم أمسية للاحتفال بتعاقد جديد، أجراه مع ضيفين لديه، أحدهما من الغابون والثاني من الكاميرون. كانت حفلة صغيرة شبه عائلية. حضرها الضيفان مرفوقين بزوجتيهما، لذلك ألح عليه صاحبه أن يحضر زوجته إذا كانت موافقة الجزء الثانى لحسن الحظ، كان توقيت الحفلة مناسبا لأن تنظيمها كان في يوم شديد الحرارة. لذلك حرصت كل الزوجات، على ارتداء ملابس تبدي كل ما هو جميل في أجسادهن يحرصن علي إبرازه وتقديمه للناظرين على أكمل وجه. لم تخرج زوجة ذ.أحمد عن هذه العادة الأنثوية ، حيث لبست تنورة قصيرة لعلمها مسبقا بأن أفخاذها تجلب الأنظار بسبب لونها الأبيض وانسياب خطوطها التي حافظت منذ زواجها على تماسكها وصلابتها بممارسة الرياضة بطريقة احترافية ، كما تركت جزءا مهما من صدرها مكشوفا بارتداء قميص نصف شفاف بدون ياقة وتدلت حول عنقها سلسلة ذهبية في وسطها بلورة تنبعث منها أنوار كأنها قوس قزح. ولأن باقي النساء الثلاثة قمن بنفس الشئ تقريبا، فقد صار اللقاء كأنه استعراض فني للقدود والأزياء النسائية الفاتنة. كان لون زوجة أحمد أكثر بياضا ولمعانا في هذا الاستعراض بحكم أصلها الأندلسي. بينما لون زوجة صديقه يميل للسمرة، أما الزوجتان الإفريقيتان فقد كانت ألوانهن السمراء تلمع تحت الأضواء بحكم المراهم والدهون. لاحظ أحمد، بعد أن دارت كؤوس الويسكي والبيرة برؤوس النساء الأربعة، كيف تركزت أنظار الرجال الثلاثة، صديقه وضيفاه الإفريقيان، على لحم زوجته. كانت فخذاها تلوح مثل مغناطيس يجلب نحوه العيون، بسبب طول قامة زوجته وتناسق أطرافها وصلابة نهديها. أما زوجة صديقه فهي متوسطة الطول والجمال. لهذا بدت زوجته وسط المجموعة كأنها ثريا مصنوعة من أفخم أنواع الكريسطال. شعر أحمد أن الرجال كلهم يحاولون التقرب من جسد زوجته. حتى أن أحد الضيفين، عندما تلاعبت الخمر والنشوة بدماغه، بدأ يترنح تارة ويعطف راسه نحو عنق زوجته تارة أخرى. كاد الرجل يفقد السيطرة على نفسه لولا أن زوجته كانت تنبهه بين حين وحين. ظل المسكين يتحدث عن نساء إفريقيات، وعن زواجهن وكيفية ممارستهن للجنس، وعن جمال المرأة بالمغرب وعن شهرتها الطيبة وتفانيها في خدمة الزوج وكرم الضيافة، دون أن يمنع عينيه من التركيز بشكل يثير الشك، على صدر زوجة أحمد. ومن غرائب ما حدث، أنها هي أيضا كانت تشجعه من خلال الاحتكاك به ومطالبته بالاستمرار في الحديث، سيما عندما بدأ يحكي بعض النكت التي تعدت حدود اللياقة ناسيا ما تفرضه عليه وضعيته كضيف، حيث تسلل إلى مجال النكت الجنسية المفضوحة بلا استئذان. كانت زوجة أحمد تتفاعل معه وتضحك بصوت عال، وكلما احتجت بقية النساء أوالرجال، تعارضهم وتلتمس منهم أن يتركوا للرجل حريته، فالمناسبة كما قالت تنظم من أجل التعارف، ولا تتعدى الكلام. لم تتوقف عند هذا القدر من الترحيب، بل شجعته أكثر لما جلست بقربه، وحاولت أن تستفزه بطرق مختلفة، تعرف النساء وحدهن أسرارها الخفية. وخيل لأحمد في لحظة معينة كما لو أن الضيف يسرق أثناء الضحك قبلة سريعة من خد زوجته. كان غريبا ألا تتدخل زوجة الضيف الكونغولي حتى عندما انتقلت زوجة أحمد إلى جواره، وصارت تحتكره وحدها، وتضع يدها على كتفه أو تلتمس منه أن يزيدها من النكت وان يرويها بدون تحفظ. حتى أنها عاتبته لأنه يحكي النكت بطريقة متحفظة وأرستقراطية، فيها قدر من الاحترام الذي لا يناسب الموضوع. طالبته بتبديل أسماء الأعضاء الجنسية والحركات وأن يدقق في وصف الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بالأجهزة التناسلية، بدلا من سعيه لتزيينها بالزخرفة أو باستعمال مصطلحات علمية فصيحة ومؤدبة لا تنفع ولا تؤدي الغرض المطلوب. قالت له إن حلاوة هذه النكت هي أن تروى كما هي في الأصل بدون تنميق أو تزويق. وفي خضم انسجامها ترفع صوتها ضاحكة وتخبط فخذ الرجل أو تضرب صدره ورأسها يترنح تارة من الأمام إلى الوراء، وتارة أخرى يميل نحو الكتفين. وكادت تسقط مرارا من كثرة الضحك لولا أنه كان يغتنم الفرصة ويسارع لإمساكها. حاول الرجال التدخل لإقناعه بضرورة التخفيف من اندفاعه وكبح جماح تحمسه، لكنها بلباقة معهودة، عدلت من جلستها وتكلمت مثل محامية وهي تتأسف لموقف الرجال خاصة، قالت لهم كيف تمنعوننا من الضحك بعد أن وجدنا الفرصة أخيرا؟ أنا لا أفهم ما الذي يحدث لكم؟ نحن هنا من أجل الفرفشة وتخفيف ما نعانيه جميعا من توترات ومشاكل عائلية، وإذا كان كلامنا وضحكاتنا تزعجكم فالمرجو ألا تحتجوا علينا إذا انعزلنا عنكم. هذا شيء غير مقبول. التفتت نحوه وهمست في أذنه بكلمات لم تسمع فضحك بصوت مرتفع وهيجان ظاهر حتى كاد يستلقي على ظهره. ظل أحمد يشاهد بصمت دون تدخل. والغريب أنه لم يتدخل بل لم يشعر بالغيرة أو الغضب، رغم أن بقية الرجال كانوا يتطلعون إليه وينظرون ما يحدث باستغراب. كان يتابع المشهد كضيف كما لو أنه يتفرج على فلم بين نقيضين في اللون والشكل. لم يحس في أي لحظة أن الموضوع يعنيه، أو أنه يهدد بالخروج عن الصواب والمألوف. بل لم يشعر أن المرأة التي أمامه هي زوجته. كان يعرف أنها اجتماعية وأنها تنسجم بسهولة وتحب الأنشطة الفنية والرقص والأعراس، لكنه لم يتوقع منها مثل هذا السلوك، ولولا أنه يعرفها حق المعرفة لكان المشهد قد أسقطه في الشك حول ما وراءه. كانت تلك أول مرة يرى فيها زوجته في حالة مماثلة. كلما استعرض ما حدث، يتأكد أن تلك الحفلة هي السبب الذي أدخل فكرته الحمقاء إلى حواسه وعقله. فقد تذكر أنه منذ تلك الليلة وخلال رجوعه مع زوجته من الحفلة، بدأ خياله يمسك بتفاصيل المشهد، وأخذ يضخمها ويزيد فيها، مثل *** يتلهى بتخطيط صورة أعجبته. حاول مرارا بعد ذلك أن يطفئ فكرة تضخيم ما حصل في مهدها قبل أن تقتحم دواخله وتسكن في أعماقه، غير أنها لازمته وأحكمت توثيق عقله وسجنته في خيوطها المغرية والجذابة. ما إن يعمل جاهدا على إبعادها حتى تعود إليه من بدايتها، وتقفز فوق الحدود إلى نهاية يؤلفها الخيال ويبدع في تصويرها. يرى خلالها زوجته تدفع كفها نحو حجر الرجل الأسود، ويراها تتركز حول شيء منتفخ تعثر عليه. تبدأ أصابعها تتحسس الشكل والحجم وتدخل ما بين الفخذين على طول امتداده وعظمته. وترى صاحب الحجر يساعدها ويدس يدها حتى المرفق داخل سرواله ويدعوها للتلاعب بعضوه المنتصب. ويراها تشهق وتجحظ عيناها وهي تخرج ذلك المارد المنتفض كالعفريت أمام بصرها. يرى لونها يحمر فجأة وشفتاها ترتعشان وهي تقرب العضو الخارج من سجنه كالعمود يترنح سكرانا. يرى العضو متلهفا جائعا يكاد يغطس داخل فمها المفتوح من الدهشة. يراها تنزع قميصها لتهدي للضيف نهديها النافرتين. فينقض وجهه كالصقر ليخفي أنفه ولسانه في بياضهما. تمسك يداه الكنز لحمايته من السقوط، بينما يلوي شفتيه الغليظتين حول الحلمتين وينهمك في مصهما وزوجته تبدأ في التأوه والصراخ...يراها تلحس رأس القضيب. ولحد الساعة لا تغيب صورة ذلك الغول عن ذهنه كأنها مغناطيس يجذب كل جوارحه. ومع كل هذا المسلسل يحس أحمد بتغيرات خطيرة تجتاح جسده الميت. وهكذا يستمر الخيال في كتابة قصة لم تولد بعد ولم يكتب لها بعد أن تكون. منذ تلك الليلة الملعونة، سكن المشهد خيال أحمد، وبقي يضايقه ويهدد هدوءه. ورغم أنه حين يعقل، يتأرجح بين قبول ما يرى وما هو واقع معروف في حياته اليومية. من غير المعقول أن يستمر المشهد أو يتطور، لكن من أين له بالقدرة الكافية لمحوه وطرده من الخلايا التي سكنها ورحبت به وصارت تغذيه وتزرعه في كل أعضاء جسمه حتى وصل لزوايا رجولته. كان أحمد يعاند أحيانا دون فائدة، وانتهى به الأمر إلى أن أقنع نفسه على أن الحل الوحيد هو أن يفضي لزوجته برؤياه وخيالاته الغريبة مهما كلفه الأمر من تضحيات. خرج باكرا في الصباح واتجه مباشرة إلى محلات بيع الملابس النسائية. كان قد قرر اقتناء تشكيلة مختلفة لأنه لم يكن خبيرا في أحوال المودة. لجأ لمساعدة من طرف فتاة تعمل في أحد تلك المحلات...اشترى في النهاية ملابس داخلية متعددة الألوان، وقميصين راعى فيهما تفصيلة مفتوحة عند الصدر كما راعى الأكمام واللون، وسروالين وتنورتين من النوع القصير الذي تفضل زوجته، حرصا على إبراز جزء من الفخذين والساقين، ألا ينزل تحت الركبتين. أدى الثمن واتجه نحو مكان عمل زوجته. تفاجأت زوجته ساعة دخوله عليها محملا بالعديد من الأكياس الورقية. واكتملت المفاجأة لما شاهدته مبتسما سعيدا أمامها يحملق في وجهها وغمازتيها كأنه يكتشف جمالها لأول مرة. سألته عن سر ومناسبة الهدايا فأجابها بارتباك غير مألوف منه = مش ضروري أستنى مناسبات عشان أهدي مراتي شوية ملابش؟ افتكرت قد إيه أنا بعيد عنك من زمان مش شايفة ازاي نسينا حتى ذكرى جوازنا السنة ديه. = صحيح، أنا نسيت موعد ذكرى جوازنا، لكن إيه الكرم ده؟ مش عوايدك = متقوليش لكن، أنا جيت هنا عشان أعزمك الليلة ع العشاء. حاخرج من هنا دغري لأحجز طربيزة. حضري نفسك كويس قبلها ثم خرج بعد أن تركها في حيرة فاغرة فمها من الدهشة والاستغراب. قضى أحمد طيلة نهاره يفكر في أفضل الطرق التي تسعفه وتسهل عليه شرح ما يحس به تجاه المشهد الذي سكن قلبه وعقله. يتساءل كيف سيوصل إليها فكرة مشاهدتها عارية مستمتعة مع الضيف الأسود؟ بل كيف وصل به الخيال إلى درجة مشاهدتها تمارس معه وتلعق عضوه وهي في حالة انتشاء لم يرها عليه من قبل. بل كيف يفسر لها ما يحدث له من انتعاش وحماس وشهوة كلما رآها مستمتعة في حضن ذلك الضيف، كما لو أنه يشتهي فعلا أن يدفعها عمليا إلى حضنه. تنتهي به الحيرة إلى الاستقرار على خطة معينة لكنه من تخوفه من ردة فعلها المرتقبة، يحول الخطة دون أن ينتهي إلى قرار محدد. لعل من الأحسن له أن يترك الموضوع إلى الليل، ساعة يختليان لبدء ممارسة حميمية من الصنف الذي كانا متعودين عليه في بداية الزواج. سيغتنم فرصة تأثير الصور التي تزوره وتحمسه، وسيجعلها تحس وحدها مفعول هذا التأثير على ممارسته. لا بد أنها سوف تستغرب من تحوله وستسأله عن كل تلك القوة المباغتة التي أحستها معه. في الأخير، تذكر أحمد أنها هي التي خلقت المشهد بتصرفها تلك الليلة. ألم تكن هي التي بدأت؟ صحيح أنه ساعدها بصمته وقلة غيرته وعدم تدخله. كان في قرارة نفسه مقتنعا أنه احترم نفسه كضيف لدى صديقه وأمام ضيوفه، لكنه عاتب نفسه لأنه لم يستطع مساءلتها بعد خروجهما من تلك الحفلة. كان مترددا بين إحساسه بالمتعة ورغبته في معاتبة الزوجة. لا يريد أن يعيد معها أحداث تلك الليلة لأنها بدورها ستعاتبه على عدم التدخل ما دام متأكدا أنها تصرفت بخطأ، وخالفت أخلاق الضيافة وتجرأت أكثر من اللزوم أمام ضيف غريب. في المساء، ذهبا لمطعم يطل على البحر. كانت زوجته في ثيابها الجديدة وحذائها ذي الكعب العالي تبدو مثل أميرة. تذكرت أنهما كانا يترددان علي نفس المطعم كثيرا في أيام الزواج الأولى. تذكرت أنها تحب المكان وتجد راحتها فيه. شكرته على اختياره، ثم سألته عن سر هذه الدعوة الممتعة وكل المفاجآت الجديدة. = قلت لك مفيش سبب معين، كل اللي حصل أني عاوز أفرح بيك بعد طول غياب. نظرت إليه مبتسمة وأحنت راسها دون أن تصدق ما قاله. بعد قليل لاحظ أحمد أن زوجته تشرب بسرعة، وقد بدأت علامات الشرب تلوح عليها. = متشربيش كثير يا حبيبتي. أصلنا حنروح بعدين مكان تاني = حنروح فين؟ إيه الألغاز ده اللي كل شوية تطلعها من غير سبب؟ = ولا يهمك. المهم تنبسطي زي زمان وتفرحي. وبعدين حتشوفي مني مفاجآت كثير = إزاي يا حبيبي. قل متخلنيش زي الأطرش في الزيطة = متخافيش، مفيش حاجة غريبة، حنروح نادي ليلي نرقص شوية = بالراحة علي يا حبيبي، بلاش نرقص أنا تعبانة وباين عجزت معدتش قادرة = متقوليش عجزت ومش قادرة. إنت لسه شباب. خليك من الأفكار البايخة ديت = باين عليك مخبي علي حاجات متقول لي بس إيه الحكاية وخلصني. ضحك أحمد وقبل يد زوجته ثم حاول تهدئتها قائلا = إطمني. قلت لك مفيش حاجة، أنا بس جاي عشان أستمتع بجمالك وحلاوتك اللي فرطت فيها. مش معقول اللي يحصل معاك، بصي حواليك وشوفي قد إيه نظرات المعجبين بجمالك وانت ولا سامعة ولا شايفة. = جمال إيه يا حبيبي. إنت بس شايفني حلوة عشان أنا مراتك وحبيبة قلبك. = يا سلام يعني إنت مش عارفة كل اللي يحصل من حواليك. تحبي أفكرك؟ = بإيه؟ = نسيت اللي حصل في سهرتنا مع الصديق يوم ما كان بيحتفل بأصدقاء من إفريقيا. = وإيه اللي حصل بالسلامة؟ = لأ. حصل كثير. إنت مفتكرة وبتهزري بس = ضحكنا وحكينا نكت كثير. آدي كل اللي حصل. = خلينا م الماضي اللي فات. عاوزين ننبسط الليلة وبعدين أحكي لك اللي شفتو وشافوه الضيوف كلهم. = لأه. الحقيقة الراجل كان شارب وحط إيدو علي شويه وطلب مني رقم تلفوني وخلاص. = مش خلاص. دانا شفتو وهو مهتم بيك وبيقرب منك وكان عاوز يبوسك لما باس إيدك، كنتم في عز الانسجام، وبعدين مكنش واخذ بالو من كلامو البايخ. مكنش فاضل غير نسيبكم تكملو لوحديكم تبوسو وتتمتعو = حرام عليك ده انت زودتها كثير = خلينا في اللي احنا فيه. أنا مش زعلان. بالعكس أنا حبيت كثير لما شفتك سعيدة ومنبسطة معاه. يا ريت تغني لي ثاني أغنية شادية اللي تدلعيني بيها = أغنية إيه وسعيدة إيه؟ متكمل كلامك وتريحني = حريحك يا ست. قلت لك أنا عجبني أشوفك مبسوطة مع واحد من الكونغو. خصوصا لما كنت تضحكي وتهزري وياه، بصراحة تمنيت لو كنا لوحدينا معاه من غير صديقي. أصل منظركم كان مثير وزود حماسي. = زود حماسك ازاي. مش فاهمة = أنا جايبك اليوم هنا عشان أوريك قد إيه انت جميلة ومش مقدرة جمالك، وحبيت أخليك تتأكدي من كلامي. من زمان وأنا عاوز أحكي لك أني أتخيل حاجات...أشوفك يعني في الخيال مع نفس الضيف وكل ما اتفرج عليك معاه أحس أني محظوظ = عادي الكلام ده يحصل مع ناس كثير، الواحد لما يحب مراتو ويغير عليها يبتدي يشك ويتخيل أن كل الرجالة يتحرشو بيها ويرغبون فيها.. = لأ مش ده اللي حصل معايا. اصلي بشوفك كمان عريانة وتعملي حاجات جنسية مش طبيعية = يا سيدي وبتحس كمان بإيه لما تشوفني عريانة وياه = أحس أني مش غيران ولا حاجة. بالعكس أتفرج وكل مرة يعجبني أشوف الضيف هيجان وملهوف عليكي وانت برده هيجانة موت عليه. = هي وصلت لحد كده؟ يعني تصنع أفلام جنسية على حسابي، وأنا اللي أسأل نفسي ازاي زوجي هيجان علي وحيبسطني . مش حرام عليك تخبي اللي انت حاسس بيه؟ = من زمان وأنا بفكر ازاي أحكي معاك من غير ما تزعلي مني. = لأه ما دام تحكي عن اللي شفتو ومش غيران وكمان متهيج أنا كمان مش زعلانة. خليني أفضفض عشان فيه حاجات حصلت متعرفهاش. = إحك يا حبيبتي فضفضي = الراجل اللي تتكلم عليه، أعطاني رقم تلفونو وطلب مني أتصل بيه في الغد. وفعلا تلفنت لقيتو طلب مني أزورو في الأوتيل وعدني أنو مستنيني ومعاه هدية حلوة. = وبعدين؟ رحت ولا لأه؟ = ولا قبلين، فكرت كويس ثم تراجعت، لقيت نفسي مترددة وخيفانة مع أني بصراحة طمعت في الهدية وكنت هيجانة موت. بعد يومين رحت اسأل عليه بالأوتيل لقيتو رجع للكونغو. ازداد هيجان أحمد وهو يستمع بلهفة لما قالته زوجته. لكنه تدارك نفسه. نظر لوجهها فخيل له أنها لم تفصح بعد عن كل الحقيقة التي تخفيها. = خلاص يا حبيبتي معلهش خيرها بغيرها، نكمل كلامنا بالبيت. إنت باين عليك نسيتي حاجات حلوة. ابتسمت زوجته وأمسكت يده ث طلبت منه تسوية الحساب والتعجيل بالذهاب للنادي. عندما ركبا السيارة اتكأت على كتفه وهمست قائلة = مخبيش عليك، من كثر الضحك في تلك الليلة حلمت بالليل، شفت الضيف وهو يلعب بزبو، كان شكله تمام زي متخيلت لما كنا بنضحك = كده تعجبيني أوي، صار لي كثير وأنا أحاول أشرح لك أنك تضيعي وقتك معايا. وحده زيك تتمتع بالحياة وتاخذ حريتها وتمتعني معاها. شوفي هيجتيني ازاي. أنا كمان شفت في الخيال أنو يحضنك ويبوسك ويلحس كل جسدك وينيكك نيك جامد، وانت كنت مرفوعة ومرتعشة وعينيك مقلوبة ومليت الفضاء صياح وصراخ وآهات. عمري مشفتك كده. = أقل لك طلب ومتخيبش ظني، يا اللا بينا نروح وبلاش النادي الليلة، خليها بعدين. قالت كلمتها وانحنت على حجره لتخرج زبه المنتصب. بدأت تتحسسه كأنها تكتشفه لأول مرة. قبلته وبدأت تلعقه من الرأس حتى القدر الذي خرج من سحابة البول. ترفع رأسها لتتنفس بصعوبة. تسحب نفسا طويلا وتعود للقضيب المنتصب في يدها. = عمري مشفتك زي كده يا حبيبي. تصور ازاي حيكون زب صاحبنا الكونغولي؟ = حيكون إيه يعني. بدون شك زي الحصان. أجابها وهو يلهث ويتأوه. يا بختك بيه. = يخرب بيتك، هيجتيني. = لو تحبي بعد كام يوم نتصل ونعزموه هو ومراتو = يا ريت يا حبيبي يا أحلى جوز في الدنيا، يخليك ويحفظك ليا. صار لي مدة وأنا بحلم بيه. = بكره أخلي زميلي يعزمهم ثاني بس بلاش صاحبي يعرف هو ومراتو. أبعد أحمد رأس زوجته عن زبه بعد أن شرعت تمص. قال لها نحن في حالة من السكر والأنوار ضعيفة. اتركي زبي حتى نصل. قال لها وهو يسكت محرك السيارة عند الوصول = باين عليك حتخليني أجدع ديوث في البلد. نزلت ثم لفت حول السيارة حتى وصلت لأحمد. قبلته من شفتيه قبلة سريعة وبدأت تغني أغنية المرحومة شادية اللي بتقول [B]لأ يا سي أحمد لأ يا حماده أنا حبيتك حب عباده حتجنني أبعد عني أنا مقدرش عليك بزياد[/B] عانقته وهي تكاد تسقط. فتح الباب ثم حملها بين ذراعيه وأسرع مباشرة نحو غرفة النوم. تتبع في الجزء 3 [B]الحلقة الثالثة[/B] مضت الليلة كما كان يشتهي أحمد وزوجته. استيقظت غرفة النوم من سباتها العميق لتعيش من جديد كحلبة ستعرف ساعات طويلة من التصارع والتنافس بين غريمين كادا يستسلمان للموت البطئ. تحولت من الجمود إلى حظيرة حيوانات تضج بالصهيل والصراخ والنهيق. كل التخيلات التي خطرت على بال أحمد من قبل، نفذها بكامل التفاصيل. بدأ يلحس لحم زوجته من القدمين على غير عادته الروتينية. كان قد عودها أن يباشرها بداية من العنق، ثم ينحدر بهدوء رويدا رويدا عبر فقرات عمودها الفقري، نافثا في كل فقرة همومه وهواجسه وجوعه، إلى أن يبلغ قوس التقاء الظهر بالأرداف المقوسة. لكنه اليوم، بدأ من القدمين والأصابع ذات الأظافر المصبوغة باللون الأحمر، عبر الكعبين، فالساقين متوقفا للراحة قليلا عند محطة ما وراء الركبتين. ثم واصل الصعود إلى محيط انطلاق الردفين. وحين أمسك بهما ليفتح لأنفه ولسانه طريق الوصول إلى جنة الأخدود، سمع زوجته تئن وتتأوه مستغيثة تطلب المزيد. مضى عليها حين من الدهر لم تعد تتفاعل معه. لكنها هذه الليلة، تحركت متراجعة بكامل حوضها نحو وجهه كما لو أن مؤخرتها تلتمس حظها من المتعة القادمة كالتيار المكهرب...وما إن غطس وجهه في حرارة الأخدود حتى سمعها تنطق بكلمات متقطعة تختلط بالأنين: = أرجوك " مامادو" .... أرجوك، لا ترحمني. ها هي ذي تشجعه كما لم تفعل منذ شهور...ولو لم يكن لفكرته اللعينة سوى هذه الحسنة، لكان فيها كل الخير والبركة.. فتحت ما بين فخذيها لتمكنه من تعميق لسانه في رحيق العسل المتقاطر من منبع الحياة والخلود. ثم واصل صعوده نحو العنق عبر طريقه المعهود، عابرا بهدوء كالنمل، يحس أن له في كل فقرة نقطة رادار تلتقط ذبذبات اللسان لتنقلها إلى مراكز القرار في مجموع الجسم الذي صار يئن تحته. فلما شعر الجسد بعضوه المتصلب يتراقص عابرا غير متوقف ما بين الردفين، اندفعت المؤخرة نحوه لتلتهمه مثل سمكة مترصدة تقفز فاغرة فاها لابتلاع ثعبان. فجأن وجد أحمد نفسه في أعماق جنة الخلد، ملفوفا بحرارة ساحرة، عندئذ ضاعت منه الصور والتخيلات، كما ضاعت ذراعاه تحت صدر زوجته ليسجن داخل كفيه الجائعتين نهديها المتكورين كتفاح الجنان المفقودة، مباغتا إياها بما تبقى من طعنة القضيب، بعنف افتقد القدرة عليه منذ زمن بعيد. سمعها تئن صارخة وصوتها المهموس المتقطع يدعوه قائلا: = " مامادو" إطعن أرجوك، لا ترحمني أيها الخبيث. قالتها باللغة الفرنسية. لم يهتم أحمد لكلماتها أول الأمر، لكنه بعدما استقر به المقام فوق ظهرها، ذكره اسم "مامادو" وكلماتها بالفرنسية، بالحفلة المعلومة. كان الضيف الكونغولي يحمل هذا الاسم. بدأت تتقاطر عليه الأسئلة، ما هو سر ذكر زوجته لهذا الاسم في هذه الوضعية، بينما هي تحته هو؟ قادته الذكرى إلى شريط الفلم الذي يسكنه ويقض مضاجعه. ترك السؤال وعاد يطعن بأقصى قوته، مستجيبا لرغبة زوجته، محاولا إغراق متاعه وخصيتيه في عمق سحرها الفتان. = زدني يا ملعون. زدني . دائما بلغة فرنسية. قالت ذلك رغم أنها كانت تتجاوز رعشتها الرابعة. انتظرت ردة فعله قليلا، فلما لم تتوصل بما كانت تتوقعه من العطاء السخي، انتفضت بقوة حتى تغير الوضع ليصبح زوجها منقلبا على ظهره، ودون سابق إشعار، استلت القضيب مغمضة العينين، وأمسكته من الجذر كأنها تمتشق سيفا براقا، بدأت تلحسه بشبق شديد حتى اطمأنت لصلابته ثم صعدت فوقه ممتطية إياه مثل حصان جامح. استمرت تجري وتقفز وشعرها يتطاير في كل صوب تحت تأثير رياح الشبق الغامرة. كلما اقتربت لحظة الارتعاش، تنكفئ بجذعها فوق صدر الحصان، تلكزه بركبتيها، وتحيطه بفخذيها. تفترسه مثل لبؤة تمكنت من ضحية لذيذة بعد طول الصيام. تعض شفتيه وأذنيه وجزءا من كتفه، دون أن تتوقف عن ركضها السريع، كما لو أنها تغزو عدوا خياليا يستعمر خيرات ليست من حقه. كان واضحا أنها تتخلص من توتر عشش تحت جلدها منذ أعوام. لم يدر أحمد من أين جاءته القوة ليسترسل معها وراء هذا التحدي الماراطوني العجيب. كان من اللازم والطبيعي، في لحظة ما، أن يتوقف الحصان لاهثا عن الجري في منتصف الطريق...عبثا يحاول الفارس دفعه ولكزه بقدميه لكنه لا يقدر على مواصلة الإيقاع المرتفع لصاحبه. فإذا بها تنتفض من جديد وتضرب صدره بقوة وهي تلعن مضطربة قبل أن تتوقف. تفتح عينيها لتنظر لحصانها الحرون. تنظر إليه بعيون مستغربة، ثم تقف أمام جسده بطولها وشموخ جسدها، مثل سارية شامخة.. تحملق ثانية نحوه، كأنها لم تكن تتوقع أن تراه هو بالذات والصفات، ثم تقفز إلى أرض الغرفة ساخطة لتتجه إلى الحمام. بقي أحمد وحده، شاغرا فاه متعجبا مما يقع. لقد بذل أقصى ما في طاقته لإرضائها. وهو منذ مدة لم يمارس بنفس الشهوة والقوة، فلماذا تلعنه وتشتم أصوله وتغضب منه؟ هل خيب ظنها فيه إلى هذا الحد؟ أم أنها كانت تتوقع منه المستحيل الذي يعجز عنه؟ هل كانت تختبر حدود طاقته؟ ألم تكن الرعشات التسعة التي حصلت عليها كافية لإرضاء نزواتها؟ ومن أين استمدت هي كل هذه القدرة الحيوانية المباغتة؟ اعتقد قبل قليل أنه يجدد معها عهد شبابه البعيد، بفضل ما تولد لديه من صور وهلوسات جراء تلك الحفلة، لكن نظرتها إليه وهي واقفة فوق الفراش تحملق في جسده، وكل ما صدر عنها من الشتائم واللعنات، خيب ظنونه ومشاعره. كانت آلاف الأسئلة تهجم عليه تنتظر الرد المريح، غير أن مزاجه المتوتر جعله يؤجل الحسم إلى صباح الغد، لعله يعثر على تفسير للألغاز التي تقاطرت فوق رأسه المغبون. عندما استيقظ من نومه في الصباح، لم يجد زوجته بجواره. أسرع إلى الحمام، فوجدها هناك تكمل زينتها بعد الاستحمام. ألقى عليها التحية فلم ترد. اكتفت بهز رأسها واستمرت في مكياجها المعهود. شعر وهو يدخل الحمام أنها تتابعه بنظرة جانبية. زاد شكه وتضخم شلال الأسئلة المتهاطلة عليه. لم يعد يدري ما يجب فعله. أكمل حمامه وخرج ليدرك زوجته بالمطبخ قبل أن تغادر للعمل. وجدها ما تزال تحتسي ببطء ملحوظ كأس القهوة السوداء كالعادة. يعرف أنها لا تحب الحليب وأنها لا تتناول فطورها بالبيت. يعرف أنها تفضل المقهى المجاور لمكتب العمل، حيث تمضي فترة استراحة مع أصدقاء وصديقات في تبادل آخر الأخبار. نوع من النميمة الأنثوية. حضر أحمد لنفسه كاس قهوته من آلة " النيسبريسو" الإيطالية. نظر لزوجته التي تتحاشى أن تلتقي عيناها بعينيه. كانت ليلة الأمس على خير ما يرام. ترى ما هو الجديد الذي غيرها فجأة إلى هذا الحد؟ ألم تكن موافقة على اقتراحه؟ بل ألم تشارك في الحوار الذي أفضى إلى اتفاق بينهما؟ الم تسهل عليه الإفضاء بما يثقل عليه من المشاعر والتخيلات؟ ألم تخبره بإرادتها عما كانت تنوي فعله من خيانة عندما اعترفت له بنية القيام بزيارة "مامادو" في فندق إقامته؟ ألم تعترف بأنها ذهبت فعلا لزيارته فوجدته قد غادر إلى وطنه؟ تشجع أخيرا وسألها: = ما الذي حصل؟ كنت على أحسن حال ... انتبهت لوجوده معها بالمطبخ أخيرا، التفتت نحوه. ركزت عليه نظرة حادة، وقالت: = في الحقيقة أنا مرتبكة جدا. أشعر بأني بدأت أتسرع كثيرا في اتخاذ قرارات تنتهي دائما بالندم. = أتفهم حالتك حبيبتي. لكن ما هو ذنبي أنا؟ تحدثي معي بكل صراحة ارجوك = لم أعد أشعر بالراحة والاطمئنان معك منذ مدة حتى اختلطت علي الأمور = كيف؟ ألم نتحدث ليلة أمس عن الماضي والمستقبل السعيد؟ = تحدثنا لكني كنت فقط أجاريك. حسبت أنك تستغفلني لتثير مشاعري. واقولها لك اليوم بصراحة.. إن كنت تنوي أو تخطط لإيقاعي في فخ، فاعلم أني أنا أيضا لم أعد أهتم بشئ، لقد عيل صبري ولم أعد قادرة على تحمل المزيد. يمكنك أن تطلقني لو شئت وسنتفق بكل سهولة. حول باقي الإجراءات. = ما هذا الكلام الغريب؟ من ذكر الطلاق؟ هذه ليست طريقة حضارية للتفاهم. هل تودين أن أقسم لك برؤوس الأولاد لتصدقيني؟ أنا فعلا عانيت ما يقرب من ثلاثة أشهر من المشكلة التي رويتها لك بصدق. واعتقدت أنك اقتنعت وصدقت ما قلته لك من قلبي الخالص. = ولكن يا.... = ليس ثمة أي مناسبة للحيرة يا حبيبتي. أنا أحبك، ورغبت من قلبي أن أراك سعيدة. ألم تعيشي معي ليلة أمس تأثير ما كنت أتخيله عنك وعن "مامادو" بالذات؟ = إذن لم يكن ما قلته استفزازا أو مجرد فخ للتخلص مني بذكاء؟ = لا لم يكن كما تظنين. لكن ما الذي جعلك تفكرين بهذه الطريقة؟ هل أنا شرير إلى هذه الدرجة؟ = لقد جعلني حماسك المفاجئ أثناء الممارسة أنسى نفسي واستعيد أمرا سابقا ملك علي أنفاسي. لقد صدقتك ولكن يجب... = أرجوك. كفانا من الشك والتردد والهروب. دعينا نستدرك الزمن الضائع من فضلك وانسي ما حدث. أما الآن فأريد منك أن تخبريني عن شيء سمعته منك أثناء الممارسة فزادني حماسا وقوة. = وما هو؟ = لقد ناديتني بالفرنسية مرارا باسم "مامادو" لكني لم أفهم العلاقة والسبب. = لا أذكر إطلاقا أني نطقت بهذا الاسم. = بل فعلت، وعندما عجزت عن مواصلة إشباع شهوتك، رغم ما بذلت، وقفت فوق الفراش ساخطة وبدأت تشتمين ونظراتك الساخطة تحرقني. لم أفهم شيئا. أحنت رأسها وصمتت لحظة تفكر، ثم بدأت تبكي دون أي تمهيد. = لماذا تبكين حبيبتي، هل قلت ما يدعو للبكاء؟ مسحت دموعها ومدت كفها نحوه كأنها تستعطفه أو تتودد إليه. أمسك يدها وقبلها فشهقت وعادت تأخذ نفسا عميقا لعلها تستطيع استرجاع هدوئها وتفكيرها. اخذت مهلة كافية لترتيب أفكارها المتلاطمة كالموج، ثم قالت: = سامحني يا حبيبي. لقد قلت لك أني لم أعد أتمالك نفسي. لقد حدث وأنا في عز النشوة أثناء الممارسة، وبسبب قوتك التي كنت نسيت لونها وطعمها... فبدأت أتخيل أني لست معك. بل مع.... = مع "مامادو" أليس كذلك؟ ولماذا الارتباك والخوف؟ ألم أقل لك أني سأقبل أي طريق يمتعك ويعيدك لي كما كنت من قبل؟ = الخيال أبعدني عنك وعن الواقع... كأنك لم تعد موجودا البتة. حسبت نفسي فعلا مع "مامادو". المشكل حدث عندما توقفت عن الرهز قبل أن أصل بقليل، فتحت عيني فاكتشفت أني كنت أحلم، لأن "مامادو" لا يتوقف قبل الأوان بل يطلب المزيد حتى بعد أن أشبع... سقط حديث الزوجة على أذني احمد كالصاعقة. ما هذا الذي سمع؟ ارتبك بدوره بينما عادت زوجته للبكاء والنشيج حين اكتشفت الخطأ الذي سقطت فيه. = كيف عرفت هذه المعلومات الدقيقة عن ممارسة "مامادو"؟ هل... = نعم. هذا بالضبط ما أربكني وأدخلني في حيرة وجعلني أفقد أعصابي وبدأت أسب واشتم.. نعم حدثت أمور ما زلت أخفيها عنك. تذكر أحمد أنه خلال حوارهما بالأمس، شك أنها لم تخبره بكامل ما تخبئه عنه. = وما هو الشئ الذي لم أعرفه بعد؟ تحدثي بطلاقة ومن دون خوف ما دمت تعرفين أني بعيد عن الغيرة ولا أمانع. أفرغي ما في جعبتك لننتهي من الموضوع دفعة واحدة. = أرجوك حبيبي، عدني ألا تغضب مني. أنا في حاجة لعطفك وحبك. لقد أخطأت في حقك مرتين. = قلت لك تحدثي ولا تخافي. ما حدث قد حدث. = كذبت عليك عندما قلت بأني لم أتصل ب"مامادو" في الفندق غداة ليلة الحفلة. لقد استجبت لطلبه مسرورة وقمت بزيارته في الفندق. لقد خنتك فعلا. = وبعد؟ = القصة طويلة ويستحسن أن نتركها للمساء. انتظروا بقية المسلسل قريبا في الحلقة رقم 4 -------------------------------------------------------- الجزء الرابع 1 = [U]في انتظار جلسة المساء [/U]: بين الشوق والحيرة والقلق، أمضى أحمد ساعات يومه منتظرا على أحر من الجمر قدوم المساء. يسأل نفسه كيف يجب أن يتعامل مع هذا السلوك الغريب، غير المنتظر من زوجته العزيزة. فما قامت به شيء فظيع، عبارة عن جريمة لا تغتفر. جريمة تسمى "خيانة" تمت بجرأة عن سبق إصرار. وما يزيد من فداحتها، أن زوجته كذبت عليه وظلت تخفيها لمدة فاقت ثلاثة شهور. جعلته يعيش في الكذب دون أن تشعر بأي تأنيب للضمير، رغم أن زواجهما فاق عشر سنوات من العشرة والمعاملة الحسنة. منذ تلك الليلة المشؤومة التي نبعت منها كل المصائب، اغتنمت سكوته على ما حصل بينها وبين الكونغولي من تفاهم وانسجام، وتصرفت وحدها بكل حرية دون أن تعيره أدنى قيمة أو تستشيره فيما أقدمت عليه. يسأل نفسه، لماذا تتصرف النساء بشجاعة وحماس كلما لاحظت إحداهن أن زوجها يتساهل معها أكثر من اللازم، أو يحبها بشكل مفرط، وكأنها سلطانة قوية مسموح لها بفعل ما تريد؟ تظل الأنثى متمسكة بالوقار والحشمة والتقاليد فإذا انفتحت أمامها أول فرصة جادة للتحرر والانطلاق، اغتنمتها وطارت بلا عودة. تصرفها الغريب، يعني ببساطة أنها زارت الفندق، في فترة ما بعد الزوال، غداة ليلة الحفلة وسلمت نفسها بسهولة لرجل لا تعرف عنه سوى أنه تاجر إفريقي صديق الصديق الذي عزمه للاحتفال بمناسبة معاهدة تجارية بينهما، ثم احتفظت بجريمتها السرية دون أن يظهر على سلوكها في البيت أي تغيير. وقد تكون متعتها الخارقة مع الإفريقي، هي ما جعلها تتكتم على الجريمة حتى لا تثير مع الزوج مناقشات لا تحمد عواقبها، لهذا فضلت الصمت وركنت للهدوء حفاظا على ما كسبته من سعادة لم تتوقعها. اضطر أحمد للتفكير في مسؤولياته كزوج لأول مرة في حياته. المفروض فيه هذا المساء، أن يثور ويحتج على الأقل. أن يشرح لها الفرق بين أن يطلب منها هو بإرادته معاشرة رجل وبين أن تتصرف هي من ذاتها بدون أن تخبره. هناك فرق بين التواطؤ وبين الخيانة. لهذا، لا ينبغي أن تمر الخيانة بدون عقاب مناسب. وإلا سيكون عليه أن يقرأ الفاتحة على نفسه وزواجه وحياته كلها. لا بد له من تصرف يعيد له كرامته المفقودة. سوف يسجل خفية ما ستعترف به من الألف إلى الياء، ليحتفظ بالتسجيل كوثيقة يستفيد منها عند اللزوم. قد تصلح له للضغط على زوجته في حالة التمادي أو حين يطيب لها أن تعيد فعلتها. عليه الآن أن يشكر الظروف التي وضحت لعينيه الحقيقة في الوقت المناسب، أي قبل المرور لتنفيذ فكرته واقتراحه المعروف. لقد كان سيدفعها من ذات نفسه لارتكاب ما فعلت بحرية وهدوء لو أنها لم تستعجل ولم تصبر قليلا. ومن حسن الحظ أنها فضلت التصرف وحدها، لأنها لو تصرفت بأوامره وطبق اقتراحه، لكانت بالتأكيد ستصبح في موقع قوة، مما يجعلها مغرورة قادرة على المستحيل. كان بوسعها لو انتظرت أكثر، أن تتلاعب به كيفما شاءت. يمكن أن تحوله إلى عبد راكع عند قدميها. أو حتى أن تأمره ليلحس بلسانه ما يقذفه الإفريقي فوق جسدها من المياه الآسنة. لكنها خسرت اللعبة بتسرعها وكذبها. لن يمكنها الآن أن تكون حرة بمحض إرادتها، فضلا عن تطبيق ما يخطر لها ولعشيقها من الصور والأفكار الإباحية اللعينة على حسابه كزوج. لهذا، فإن عليه منذ هذه اللحظة، أن يتخذ القرار الحاسم. لن يعطيها مطلقا أي فرصة لتقلل من شأنه أمام أي كان. هذا لو قرر الاستمرار فيما كان بدأه أمس. لأنه لن يتراجع كلية عن رغباته وشهواته، لكن يجب عليه أن يفعل ذلك وفق برنامجه وتحت مسؤوليته هو فقط. وإذا صدقت فعلا أن " نيك الغرباء" منعش وممتع لها وبدأت تستعطفه وتترجاه، فإنه لن يتكرم عليها بالموافقة بسهولة. لن يستجيب لشهوتها وشبقها قبل أن يعذبها ويماطلها. هي التي عقدت الأمور بفعلتها الشنعاء. لقد كاد يضيع كرامته دفعة واحدة بعد أن كد وعمل على بنائها وتشييدها طيلة ما يفوق أربعين سنة من العمر. سيتحكم الآن بصلابة وقوة في مصيره. سيقول للشيطان الذي يسكنه ويطلب منه تقديم زوجته لغيره أن يتمهل. صحيح أنها حرة، وأنه لا يدعي ملكية جسدها بالكامل، لكن من حقه كزوج أن يكون وحده صاحب القرار، إما أن تكون المتعة مشتركة، تتم بعلمه وتحت وصايته، وإما علي وعلى زوجتي الطوفان. لن ينبطح بلا شروط، بل لن ينبطح أصلا. خطته إذن أن يعلن لها عن تراجعه عن تنفيذ فكرته. سيرى حدود ردة فعلها. وبعد ذلك يتلاعب بها ويماطل ويراوغ حتى يغضبها ويعذبها قبل أن يقبل في النهاية. هذا هو المنطق. من أراد المتعة فليقبل العذاب. أنا نفسي، يقول أحمد، لست حرا فيما أنوي فعله. إذ ليس من السهل علي أن أقبل مشاهدة زوجتي بين أحضان الكونغولي أو غيره. لكن شاءت الشهوة أن تفرض عليه القبول. سيشاهدها وهي ترتعش أو شبه غائبة عن الوعي، وعيناها المقلوبتان تحملقان في الفراغ أو إلى الداخل وكأنها طائرة في أبعد سماء. وما عدا ذلك، لن يفعل أي شيء آخر حتى لو دعتها الشهوة لتكرار مطالبها ألف مرة. لن يقترب من "مامادو" أو سواه، ولن يمسك أو يمص عضوه، ولن يلحس ماءه أو يقود عضوه الفخم إلى جوف زوجته سواء من الخلف أو من الأمام. سوف يسجل بتفصيل ممل كل شهقة وكل حركة. وكلما عبرت عن رغبتها في مغامرة جديدة، يتقمص ما تسجله ذاكرته ليسخر منها بتقليدها، ويعذبها ويعرضها لمراجعة نفسها قبل أن يسعفها بالقبول. ستصبح هذه هي القاعدة منذ اليوم ولا شيء غير ذلك. سيحولها إلى أمة تحت قدميه، بدل أن تحوله هي إلى مهرج. سينيكها بعنف رغم أنها تقلل وتحتقر عضوه وممارسته. سيغزو مؤخرتها متى شاء. المهم أن يمسح بها الأرض قبل أن يجيب رغبتها. لن يمكنها من أي زب تشتهيه حتى تخضع صاغرة لزبه. 2 = [U]نفس اليوم، فترة ما بعد الزوال[/U] قبل العودة إلى البيت، مر أحمد على السوق ليشتري مستلزمات العشاء. أولها اللحم والدجاج والبطاطس والطماطم والبقدونس وبعض الخضر المختلفة وقليلا من الفواكه. قرر أن يعد طعام الأطفال بنفسه ويساعدهم في أداء الواجبات ومراجعة الدروس ليخلدوا إلى النوم باكرا كي يخلو له الجو لسهرة المساء. سينهي أولا واجبه كأب ثم يتفرغ لشهواته كديوث مسؤول. تلفن لزوجته ليخبرها بالبرنامج ففرحت شاكرة وفي نفس الوقت التمس منها شراء بعض المشروبات الرحية لأنه نسي ذلك. لما عادت زوجته عند السادسة مساء كان هو قد انتهى من التحضير، وجلس مع الطفلين للمراجعة بعد أن قدم لهما الطعام. دخلت الزوجة مسرورة إلى الحمام ولم تخرج منه حتى كانت قد زينت صورتها على أكمل وجه. لم تلبس شيئا بل اكتفت بروب مصنوع من الفوطة لفته حول وسطها وصدرها بارز يتحداه. لفت حول شعرها فوطة أخرى لتجفيفه. عند التاسعة تماما، أخذت طفليها لغرفة نومهما وقضت معهما بضع دقائق، قبل أن تعود شبه عارية نحو زوجها. كانت تدندن باغنية لعبد الحليم" رسالة من تحت الماء" وخاصة جملة " إني أغرق....أغرق ...أغرق". جلست قرب زوجها مبتسمة تستحثه على الحديث، غير أنه بقي صامتا. [U]3 = قنطرة نحو السهرة: تمهيد[/U] كانا قد أفرغا ساعة الأكل قنينة كاملة من النبيذ الأحمر الفرنسي. فقامت الزوجة لتخرج زجاجة ثانية من الثلاجة. قدمتها لأحمد كي يفتض بكارتها. فتحها وصب لها كأسا مملوءة حتى كاد تفيض منها الخمرة. تناولت الكأس متسائلة: = وأنت؟ لماذا تركت كأسك فارغة؟ = أفضل الاكتفاء بما احتسيت خلال العشاء. لم أعد أطيقها كثيرا. = كما تريد. كيف قضيت يومك اليوم؟ = قضيته كسائر الأيام...لا شيء جديد باستثناء أنه كان أطول من المعتاد = أنا أيضا شعرت أنه أطول من المعتاد. طبيعي نتيجة لانتظارنا لهذا المساء. = وهو كذلك...هيا. فإني في الانتظار منذ الصباح = إذن حضر أذنيك ...واصبر قليلا ريثما ينام الأطفال يا حبيبي. [U]4 = صلب الموضوع أو الكلام المفيد[/U] طيب. دعني آلتقط أنفاسي وأرتب الكلام. سيكون تدخلي طويلا بعض الشئ. إلا أن تكون راغبا في الاختصار. هناك أشياء عديدة أخفيتها عنك، ومن ضمنها أني أنا أيضا عانيت طيلة شهور عديدة. ربما تفوق السنة. اعتقدت بعد أن قلت معاشرتنا الجنسية، أنك بدأت تخونني. سلطت عليك من يتتبع خطواتك ويتقصى أخبارك، لكني لم أحصل على دليل. كنت أقول في نفسي أنه من غير المعقول أن تكون هذه ممارسة أحمد، وأنه لا شك يفرغ حقينة ظهره في جهة لا أعرفها. لأنه صار يتجاهلني كثيرا، ولا يقربني إلا نادرا، وحين يفعل يعبث بجسدي بعضو رخو لا أعرفه، يسرع على غير عادته في القذف ويوليني ظهره، تاركا إياي جريحة القلب والجسد مثل الجيفة. يغرقني في رمشة عين بمائه الذي خفت كثافته حتى صار مجرد ماء بلا لون بعد أن كان كرغوة الصابون في الكثافة واللون. هل فكرت يوما واحدا أني كنت ألجأ للحمام لأداعب جسدي وأفرغ شهوتي؟ أصابتني لوثة الشك في مقتل. ورغم عدم وصولي لما من شأنه تأكيد شكوكي ومخاوفي، عشت غارقة في الخوف والحيرة والغيرة والشك القاتل. وصادف كل هذا، أن تراكمت رغباتي متأثرة بتغيرات هرمونية تصيب النساء في منتصف الثلاثينات من العمر. حاصرتني الشهوة وقيدت حركاتي وسكناتي حتى بدأت كالمراهقين أصب طاقتي وشهوتي من خلال العادة السرية. كنت كل مساء، قبل اللجوء للفراش أختلي بنفسي لأمارس في الخفاء. وزاد إدماني على كل أنواع الخمور حيث بدأت أجد فيها مسكنات وقتية تساعدني على النسيان والإغراق في النوم. ورغم هذه التحولات لم تشعر يوما بحالتي، ولم تسألني عن تصرفاتي. كنت أعاني وحدي بالبيت. كما كنت أنتقم خارجه. أكاد أعرض نفسي على من يتغزل بي أو يلتفت لجمالي بنظرة أو كلمة رقيقة. وكم مرة أقدمت على الخيانة ثم تراجعت في آخر لحظة. وفي النهاية عزمت على طلب الطلاق بحجة الضرر وقلة الجماع داخل الأسرة. وهكذا سيطرت علي الأفكار السوداء والنوازع الشيطانية. اشتد اشتياقي لجو الحفلات والأنشطة والسهرات، علها تعينني على التخفيف، أو تجمعني بمن يخرجني من الورطة، فكان أن جاءت الحفلة المعلومة. كنت مشتاقة ومحتاجة لشخص يطرد بحرارته موجة الشك الباردة التي تخنق أنفاسي. شخص يعيد إلي ثقتي بنفسي وأنوثتي ولو بالكلام والنظرات. وجاءتني أول فرصة من خلال شخص" مامادو" الذي رأيته لا يحيد بصره عن صدري. كانت نظرات الشبق تتطاير من عينيه. أحسست بحرارته من بعيد، رغم الحذر والخوف. نقلت نظري بينك وبين زوجته. كانت هي مبتسمة بينما رأيتك غير مهتم لتركيزك على الشراب. شيئا فشيئا استنتجت أنك لن تتدخل مهما حصل. لم أكن متأكدة بالضبط وإنما دفعني الحماس والنشوة للمغامرة. اقترب مني"مامادو" حتى بدأنا نتبادل الملامسة من تحت الطاولة. كان حديثه خفيفا على النفس، ورسائله مغرية توحي بصيد ثمين. التفت بحذر صوب زوجته وإذا به ينحني على عنقي حتى شعرت بأنفاسه الحارة. قبل عنقي بسرعة وقال لي بفرنسية ركيكة: " لا تضربي حسابا لزوجتي" سألته مستغربة: كيف؟ فرد علي ضاحكا: تلك قصة سأشرحها لك فيما بعد. وعندما لم يصدر منك أي ردة فعل تجرأت أكثر فأكثر. انسحب الخوف والتردد والحيرة وحلت مكانها الشهوة والرغبة في الانتقام. دفعت رجلي دون أن تشاهدني من تحت الطاولة لألمس عضوه المنتصب. كدت ساعتها أن أجن وتمنيت لو كانت الحفلة تسمح لنا بالانعزال بعيدا. شعرت بسائل لزج بين أفخاذي. ضحكنا علنا وبكينا في الداخل بسبب عجزنا عن تفريغ الرغبات. المهم أني قبل انقضاء الحفلة، وجدت سبيلا لتبادل أرقام الهواتف، كما تسلمت منه اسم الفندق الذي ينزل به. التمس مني بإلحاح أن أزوره بعد زوال يوم غد، حيث سينتظرني صحبة زوجته، وختم كلامه قائلا: إذا لم يكن لديك مانع طبعا. في يوم غد، استجبت للرغبة وذهبت إلى الفندق في تمام الساعة الثالثة. توقعت أن أجده في انتظاري هو وزجته أو أحدهما على الأقل. لكن ظني قد خاب، حتى أن الوسواس كاد يدفعني للتراجع، لأني اعتبرت عدم وجوده في الانتظار، وعدم اتصاله بي كنوع من عدم الاهتمام. سألت موظفة الاستقبال عنه بالاسم، فأجابتني بأنه أوصاها أن تخبرني بانه ينتظرني مع زوجته بالشقة الخاصة. أعطتني رقم الشقة ورقم الطابق فشكرتها واتجهت نحو المصعد. تتمة القصة في الحلقة الخامسة [B]الجزء الخامس[/B] وصلت إلى السويت وكانت زوجة"مامادو" هي من فتح لي الباب. رحبت بي وأخذتني إلى الصالون في انتظار خروج زوجها من الحمام. لن أحكي لك بتفصيل عن السويت وفخامتها. كانت عبارة عن صالون واسع ومطبخ مجهز وثلاجة مملوءة بما لذ وطاب من أنواع المشروبات المستوردة وما يناسبها من طعام، وحجرة نوم بفراش عريض يصلح لاحتواء خمس أجساد بشرية أو أكثر. فاجأتني زوجته عند استقبالي لأنها قبلتني بطريقة غريبة، يعني فاجأتني بقبلة فوق الشفاه. كما أنها كانت شبه عارية. زينتها مكتملة بشكل مفضوح ومبالغ فيه، كما لو أنها مستعدة لمقابلة خاصة، أو خارجة للتو من معركة غرامية حامية الوطيس. على طاولة منحدرة في الصالون لاحظت وجود زجاجة ويسكي مفتوحة وبجوارها سطل معدني صغير مملوء بقطع ثلجية، وقربه بضعة صحون صغيرة معبأة بمقبلات من اللحم المجفف، والجبن وأنواع من السمك المخلل، فضلا عن أنواع عديدة من المكسرات المملحة. أما جو الشقة، فكانت تغمره روائح من أنواع الطيب المختلطة والمختارة من أزهار وثمار الأدغال الإفريقية. ذكرتني برائحة "الشيشة" أو النارجيلة الشرقية. نظرت إلى وجهها حينما أرادت أن تصب لي أول كأس، فخيل لي أنها مرتبكة بعض الشئ. كانت عيناها تشعان ببريق لافت كاللهيب. بدت مثل حيوان جائع يتأمل أمام عينيه غزالة يخاف أن تفر قبل أن يأكلها. تصنعت الابتسام وقالت بأن زوجها سيظهر بعد قليل. كان من المفروض أن أجده وحيدا، لأنني جئت أساسا من أجل هدف اتفقنا عليه معا ليلة البارحة. لم أكن أدري بالضبط، في حالة بقاء زوجته معنا، ما يتعين علي فعله. لكني خمنت أنه على الأقل، سوف يكرر معي ما حدث خلال الحفلة. شيء يجعلني أمام رجل حقيقي تطفح الرجولة والفحولة من عينيه وحركاته. شيء أرضي به غروري كأنثى لم تلمس منذ مدة..ولو كنت محظوظة، ربما قد نكمل الجلسة ببضع قبلات حارة أو أكثر. لكن حضور زوجته أربكني وحطم طموحي، وابعدني عن كل أهدافي. انتقلت بي زوجته بسرعة إلى الكأس الثانية، كما لو أنها لاحظت إغراقي في التفكير والصمت، وأرادت أن تدخلني مباشرة إلى جو الاسترخاء اللذيذ. ما أروع الويسكي المستورد. تجد نفسك محلقا في حالة تخدير وكأنك تملك أجنحة سحرية. كل شيء يصبح ممكنا بمجرد أن تحلم أو تتخيل أو يوحي لك به من يجالسك. اقتربت مني لتسألني قائلة: = لعلك مرتبكة بعض الشئ. أنا هنا لخدمتك في انتظار إكمال "مامادو" لتهيئ نفسه = لكن أعذريني، في الحقيقة... كنت أنتظر وجوده وحده. قهقهت بصوت عال وتمايل رأسها للخلف حتى انكفأ نهداها البارزان نحو عنقها. = أعرف ذلك. قالت، ألم يخبرك "مامادو" أمس بالبرنامج كاملا؟ = أي برنامج؟ أجبتها = ألم يقل لك أننا لا نفترق حتى في اللحظات الحميمية = لا...كل ما قاله أنه سيخبرني فيما بعد = وها أنا ذي أخبرتك. زوجي في كل مغامراته لا يباشر أي أنثى بدون حضوري معه. نحن متفاهمان على هذا = لكني لست .... = أعرف ما تخافين منه، لست سحاقية. هذا ما تخافين منه. أطمئنك، دوري يقتصر على التحضير ومتابعة المشهد وأنتظر بعدك أن ينهي "مامادو" جولته فوق ظهري = هل يمكنني معرفة حدود التحضير = طبعا. على الرحب والسعة. نبدأ بالمص ولحس الحلمات وبعض القبل...ودائما بحضور "مامادو" لن تحسي بشئ غريب، صدقيني = أنا غير متعودة، ولكن يبدو عليك الخبرة = لا تخافي، بعد قليل ستتعودين وتطلبين المزيد. كل شيء سيمر كما تشتهين وأكثر. قالت ذلك وانحنت تقبل عنقي. أفرغت كاسي وطلبت كأسا ثالثة. كان غرضي أن ألهيها عن عنقي. فقد تأخر زوجها كثيرا. طاوعتني دون إلحاح كي لا تزعجني. لكنها ما إن صبت لي الكاس، وناولتني إياها حتى مدت ذراعها خلف ظهري، ونزلت بها فوق خصري من ناحية اليسار، ثم هبطت حتى استقرت فوق الردف، فأحاطته بالكامل، بينما رفعت الكأس لأحتسي منه جرعة أولى، فإذا هي تدفع كفها الأيمن بين نهدي، كما لو أنها كانت تتربص بي وتنتظر أن أرفع ذراعي بعيدا عن صدري. أمسكت نهدي الأيسر وأخرجته من تحت الحمالة. صار بارزا يلمع تحت أنوار الثريا المدلاة من سقف الصالون، وإذا هي تفتح شفتيها وتلقم حلمته النافرة. دب في صدري تيار كهربائي لحرارة الشفتين، وغمرتني رائحة زكية من عطرها الإفريقي غير المعروف. وضعت الكاس أمامي في حين تراجعت هي قليلا للوراء حتى تمكنني من خلع القميص الشفاف ومن حمالة النهدين. ما إن أزلت القميص حتى مدت لي يدها وأوقفتني واتجهت بي صوب غرفة النوم. جاريتها دون أن أترك الكاس ورائي. بمجرد أن فتحت باب الحجرة لاح لي جسد "مامادو" عاريا منبطحا على ظهري كالمارد فوق الفراش الوثير. كان يلعب كطفل بقضيبه المنتصب بين يديه. فوجئت بالمشهد حتى كدت أسقط من الدهشة. أوقفتني الزوجة عند الفراش دون أن يتحرك زوجها، كأنه لم يشاهدني. كان مستغرقا في تمسيد عضوه الممدود مثل سارية. لا تقدر الكف على إحاطته، بل يطل رأسه من كف إلى كفه الثانية، كان يدلكه بمرهم أو زيت غير معروفة لأنه كان يلمع كلما أطل رأسه بين الأصابع. أخذت هي كاسي ووضعتها بعيدا عن الفراش ثم عادت تستلقي بجوار زوجها الذي تجاهلها وبقي يدلك ما في يديه من عجب. وقفت لحظة أتأمل مأخوذة، جذبني منظر الغول كأني حديدة مجرورة بمغناطيس. لم أدر إلا أني ارتميت عليه فتلقفني"مامادو" بذراعين قويتين من الخصر قبل ان يحتويني في حضنه. ترك وجهي يسقط قريبا من عنقه. كنت جائعة وهائجة وملهوفة إلى درجة أني توقعت منه أن يغرس عموده فورا في كسي المحترق. لكن هيهات. كان يحس بلهفتي ولم يستجب. تركني أحترق وزاد الحطب على النارعندما استلم شفتي وسط شفتيه السمينتين. دفع لسانه داخل فمي وجعل يبعث عبره رسائله النارية من ركن إلى آخر. تجول به فوق كل أسناني ووصل به إلى أقصى ما يستطيع. في تلك الأثناء كانت زوجته تلعب بلسانها فوق عنقي وظهري ومؤخرتي. ثم تحولت صوب القدمين. لم تترك أصبعا إلا مصته، لحست حتى أخمص قدمي. شعرت بثقل نهديها يتحرك ويتجول فوق أردافي وفخذي وساقي ثم يستقر أحدهما بين الأرداف، بدأت تحاول دفع حلمتها داخل الأخدود كأنها ستمسح بها خرمي وباب كسي. كنت موزعة الأحاسيس بين القضيب النابض أسفل بطني ولسان زوجة "مامادو" وحلمتاها ولسان وذراعا "مامادو". غير أن حوضي كان يحاول الوصول لطريق عضوه يائسا. دقات ثلاثة قلوب تهز جسدي. أحدها عند صدري والثاني فوق ردفي والثالث قريبا من صرتي. شفاه كسي تتمطط وتكافح كي تتمكن من الثعبان الملتوي بقربها. لكني كنت مسجونة بين نارين. وما أن استوت الفاكهة المحرمة حتى شعرت بيد زوجته تمسك الثعبان وتدفع رأسه بدقة وقوة نحو الهدف كأنها تسدد كرة النصر القريب. تراجعت الزوجة قليلا للوراء حتى تمكن زوجها مني. أحسست بعضوه يزحف داخلي بهدوء. كان مروره صعبا لكني كنت شبه مخدرة. انحنت زوجته لتلحس خرمي وأخدودي. وبتجربتها الطويلة ساعدتني كي أطوي ركبتي دون أن تفلت عضو زوجها من أعماقي. أحسست بكفها يجمع الخصيتين ويودعهما تحت شفاه كسي. امتلأت بالكامل وزوجها يحضنني ويضغط نهدي فوق صدره ذي الشعر الكثيف كأنه صدر غوريلا، ولسان زوجته يتأرجح بين الخرم والظهر والعنق. يمسك "مامادو" الردفين وسط كفيه الكبيرين، يصفعهما بقوة ثم يسحبهما للخلف وللأسفل لكي يحس أنه أصبح يمتلكني بالكامل. أصبح بوسعي أن أتعامل معه بحرية. بدأت اتحرك مثل حيوان يتمرغ فوق التراب. حشرت الزوجة فجأة اثنين من أصابع كفها داخل خرمي. تصاعدت أنفاسي ولهاث "مامادو" واسنانه تتجسس لحم عنقي حتى خلت أنه سيعضني. خطرت ببالي حينها كل الليالي الباردة التي قضيتها محرومة من الامتلاء اللذيذ. كل الشهور الميتة التي قضيتها في العادة السرية وحدي. إحساسي بالعالم يتراجع تدريجيا. بدأت أصرخ بقوة وزوجته تحاول إسكاتي، خوفا من الفضيحة. لم أعد أفكر في شيء على الإطلاق، ولا أدري كم من الأوضاع التي مررت بها تحت وفوق وجنب "مامادو"، كنت أحس فقط أني أتقلب كالمجنونة من وضع لآخر بدون إرادتي. وضعت فخذي فوق كتفيه وضغط على رأسي جاذبا إياه نحوه حتى صار بين ركبتي. وضع لم أجربه في حياتي على الإطلاق. كل هذا وهو جاثم على ركبتيه، وأنا بين يديه وزبه يخترقني بسرعة وعنف لم أعهد مثله منذ أصبحت بلا بكارة. في كل هجمة منه أحس رحمي يتمدد قبل أن يكمل دخول الثعبان مسيرته. أتحسس الباقي منه خارج الرحم وأسعى لاحتوائه رغم الألم. كنت أرتعش بكل أعضائي بدون توقف، جنيت عشرات الارتعاشات، وطردت جوعي وتوتراتي. بقي "مامادو" يطعن بدون رحمة حتى فقدت الصواب وغبت عن وعيي. لا أدري كم غبت، كل ما أذكره أني حين فتحت عيني واستوعبت ما يدور حولي، كان "مامادو" يطعن زوجته من الخلف وهي تتأوه في وضعية الكلبة. نظر نحوي مبتسما ولم يتكلم. انتبهت زوجته لتيقظي فقالت بسرعة وهي تلهث" على سلامتك". نظرت للساعة المعلقة فوق جدار الحجرة غير بعيد عن الفراش. كانت الساعة فيها حوالي السابعة مساء. كم نكنا وكم نمت؟ لا أعلم بالضبط. نزلت من الفراش واتجهت للحمام. فتشت عن ثيابي. لبستها بسرعة وأخرجت من القمطر ورقة وقلما لأكتب ل "مامادو" كلمة: شكرا سيد "مامادو" كنت كريما معي. أرجو لقاءك مرة أخرى قبل السفر. أنتظر اتصالك غدا صباحا. إلى اللقاء، عشيقتك "فلانة". وضعت الورقة فوق طاولة بجانب الفراش. استمر يطعن زوجته كأنه لم يفعل معي شيئا. اتصل بي فعلا صباح الغد ودعاني هذه المرة لقضاء سهرة استمرت إلى ما بعد منتصف الليل. ها قد قلت كل ما كنت أخفيه عنك، والآن جاء دورك. أرحني وأفرغ بدورك ما يثقل كاهلك. دعنا نرى بواضح كيف ستكون الحياة بعد الذي حصل. انتظروا الجزء الساد الجزء السادس 1 = [U]زواج الديك والنعامة[/U] : أكملت زوجة أحمد حكايتها الطويلة مع "مامادو" وزوجته. بينما بقي أحمد صامتا واضعا رأسه بين كفيه، متكئا على مرفقيه. كان يجلس أمام طاولة المطبخ دون أن يلمس شيئا كأنه ضيف خجول. يفكر في أمرين: الحديث الذي سمع للتو من زوجته، والفرار الحاسم الذي كان علييه اتخاذه. بالنسبة للحديث، كان مطمئنا أن زوجته وقعت رسميا على اعتراف يثبت ارتكابها لجريمتين. الخيانة من جهة، وما أعظمها، والكذب من جهة أخري. كان إصرار أحمد على السكوت لفترة طويلة، أمرا غير عادي بالنسبة لزوجته، لأنها كانت تتوقع منه أحد أمرين: إما الغضب أو الترحيب والقبول، ما دام أنه هو نفسه سبق أن طلب منها أن تعاشر رجلا غيره، بل أخبرها أن ذلك سينفعه ويقوي من رجولته وإن كان يشترط عليها ألا يتم ذلك مع أي شخص من المعارف والأقربين حفاظا على حد أدنى من الكرامة وسمعة الأسرة. غير أن إصراره على الصمت أدخلها في حالة من القلق. من جهته، شعر أحمد كأن زوجته وضعت على كتفه جبلا ثقيلا لا قدرة له على احتماله. إذ أنه لن يكون قادرا سواء على التساهل والسماح أو على معاقبة زوجته جراء خيانتها. وهو أيضا لم يعد قادرا حتى على استئناف ما بدأه معها قبل أن يسمع حديثها. بل بات نادما على تسرعه وتمنى لو أنه لم يلتمس منها شيئا شديد الحساسية كالذي صدر منه. كان فعلا يسعى لمصلحتها وراحتها بعد الذي اشتكت منه مرارا، ومحبة في إبعادها عن الإدمان الذي تغلب عليها وبات يهدد سمعتها وصحتها. ذلك أن حالتها النفسية وهلوساتها وفانتازماتها المرضية، إضافة لما أثارته فيه الفكرة من القوة والحماس، كانت هي السبب الفعلي والحقيقي لدفعه لمصارحتها بكل ما اقترحه. لذلك فحتى التراجع عن قراره السابق سيبدو لها كأنه لم يعد يعير صحتها ومصلحتها أي اهتمام. ستتهمه بأنه لم يعد يحبها وأنه بالعكس يسعى لدفعها للهلاك. أحس بالعجز التام إزاء الوضع. وبات يحس كأنه مجرد ديك متزوج من نعامة. صورة مضحكة لكنها تعكس الواقع والحقيقة. زوجته أقوى منه، ووضعها يبيح لها كامل الحرية لفعل ما تشاء. فما فعلته، حتى قبل معرفة نواياه، أمر خارج عن المألوف. وكيف للديك مهما صرخ أو طار بجناحيه أن يفكر في معاقبة نعامته؟ والأمر الفادح حقا أن يتقمص شخصية الزوج ويستمر معها في تطبيق المخطط الذي طالما حلم به. فحتى هذا الحلم خرجت إمكانية تطبيقه من يده. امرأة تمكنت من خيانته ببرودة ثم كذبت عليه بإخفاء خيانتها شهورا عديدة، كيف يمكنه أن يتصور أنها سوف تطاوعه وتمشي حسب المخططات التي يخلقها؟ كيف يضمن أنها ستطيعه وتمتثل دون أن تفكر في مخالفة رأيه، وألا تمارس الجنس في الوقت الذي تريد، ومع أي شخص تختاره بدون علمه؟ سيكون مثل هذا التفكير مجرد خيال وتناقض لا معنى له. فالمرأة حين تتجرأ مرة واحدة على مخالفة الأعراف والتقاليد، فإنها ستتجرأ ألف مرة دون حساب أو خوف. لن يمنعها أي قانون من إعادة التجربة، لأن اللذة والشهوة التي سكنتها أصبحت بمثابة الإغراء الذي لا يقاوم. وربما لهذا السبب يحرص الرجال على ضبط زوجاتهم، ويعملون على إرغامهن للتستر ولبس ال**** والبرقع. يجب أن تظل المرأة عمياء لا ترى ولا تحس كي يسهل تسييرها والتحكم فيها. الرجل الحقيقي، الذي يمكن أن يكبر في عين زوجته، ويمكن أن تضرب له ألف حساب، وتأتمر فعلا بأوامره حتى لو طالبها بالمستحيل، هو الرجل الذي يثور ويغضب لأي شيء مهما كان بسيطا. أي الرجل الذي يحكم عليها بالبقاء في حلبة الخوف والتوتر والانتظار. لو كانت تعرف أنه قادر على تهديدها بفضح خيانتها أو تطليقها لما اقترفت جريمتها الشنعاء. فهل باستطاعة أحمد أن يفعل مثل هذا أو أقل منه؟ بقيت زوجته تنتظر منه أن يتحرك أو يفتح فمه ليقول أي شيء. = قل كلمة واحدة على الأقل. لا تتركني هكذا غارقة في الحيرة. طلبت منه. ابتسم أحمد رغم الجبل الجاثم فوقه. كان يقول في داخله: يا لها من امرأة عجيبة. حتى الخوف لم تعد تشعر به. كل ما تعانيه هو الحيرة. أي مجرد إحساس شبيه بالارتباك والقلق، أما الخوف فهو فهو بعيد عنها وغير وارد أو لا داعي له. لماذا ستخاف وهي اليوم قد جربت التحرر التام بعيدا عنه هو؟ يزداد شعوره بأنه مجرد ديك لا يقدر على معاقبة ذبابة فما بالك بنعامة. هي أكبر منه وأقوى الف مرة. = لا أدري ما يمكن قوله الأن. أعتقد أن عليك أن تأخذي عطلة لقترة محدودة، تقضيها صحبة أهلك وتنتظري هناك حتى نرى ما يمكن فعله بيننا. أتركي لي وقتا كافيا للتفكير. = ولكن ما هو الداعي لذلك؟ الأمر محلول، ألم تكن دعوتني أمس لخيانتك أمام بصرك؟ = نعم دعوتك، لكن هناك فرقا بين أن نتفق ونتواطأ معا، وبين الخيانة بدون علمي. هناك فلاق بين أن تأخذي شيئا ليس من حقك وبين أن تأخذيه بعد أن اسمح لك بأخذه. أما الذي قمت أنت به فهو يسمى سرقة. = غريب، هل تسمي تصرفي في جسدي سرقة؟ = نعم، هو سرقة. يمكنك التصرف في جسدك حقا بحرية ولكن بعد استشارتي، لأنك أعطيتني بموجب العقد حق التصرف وحدي في جسدك، فإذا رغبت في استرجاعه فعلى الأقل يجب أن تستشيريني. اضيفي إلى هذا سكوتك عن السرقة طيلة شهور. يعني خيانة مضاعفة. = أراك تعقد الأمور فقط. لقد اعتقدت أنك ستوافق بما أنك شاهدتني أثناء سهرتنا بالحفلة أغازل واضحك وأحتك مع "مامادو" الذي قبلني مرارا ولم تتدخل أو تحتج. فلا رجاء لا تضخم الأمر أكثر من اللازم. = من قال لك أصلا أني موافق؟ قاعدة الصمت علامة القبول لا تنطبق على الرجال. ألم تتخيلي أنني قد أتراجع عما طلبت منك؟ وأما الآن بالخصوص، بعد أن أحسست بتأثير ومفعول خيانتك، أصبحت نادما، لم أستطع فعلا التخلص من الغيرة كما كنت أتصور. نعم كنت أشتهي وأتخيل ولكن بعد الذي سمعت تبدل رأيي. تبين لي أني كنت أحلم بتغيير العالم وقوانين الطبيعة. = إذن إفعل ما شئت، واستمر في أحلامك. وعلى أي أنت تعرف قبل اليوم كم كنت راغبة في الطلاق. لم يعد يهمني الأمر. = قلت لك اصبري قليلا ودعينا نفكر بهدوء بضعة أيام ثم يحلها حلال... = وماذا سنفعل بخصوص الطفلين؟ = خذي الصغيرة معك، أما "ياسر" فسيبقى معي بسبب دراسته. اتجهت هي إلى غرفة النوم بعد أن حملت معها قنينة خمر جديدة. بينما بقي أحمد بالمطبخ يفكر. سوف يمضي الليلة بالصالون بعيدا عنها. صب لنفسه كأسا من زجاجة الويسكي وانسحب بدوره إلى الصالون. أشعل التلفزة وتركها مكتومة الصوت ليغرق في أفكار لا قرار فيها. استبعد فكرة الطلاق تماما، لأنه لن يستطيع العيش بعيدا عن طفليه...وحتى بعيدا عن نعامته. عليه أن يجد حلا آخر لا يغير العالم من حوله. يبجث عن التغيير داخل الاستمرار. يحتاج لفيلسوف عالم كي يفك له اللغز المحير. عليه أن يحاول الانسجام معها من جديد ولكن بدون أن يخضع لها. فجأة خطرت بباله فكرة استحوذت عليه. هي فكرة غريبة بعض الشئ لكنها قد تصل به إلى بر السلامة. ستمكنه من استعادة الزوجة التي عرفها منذ البداية. عبارة عن حل بسيط. إن وجد سبيلا لتطبيقه. خلال ذلك، كانت زوجته تتساءل: هل يمكنها أن تقبل فكرة العودة لزمن الحرمان؟ كيف لها أن تنسى تجربتها الرائعة مع "مامادو" وزوجته؟ بالتأكيد لن تستطيع. لأن الطائر لن يعود لقفصه الفضي بعد أن جرب استخدام أجنحته وطار بها وصار ينظر للعالم السفلي من فوق قمم الأشجار الشامخة. ما أجمل التحليق في زمن القهر واالحرمان. يجب عليها أن ترتب أحوالها سواء بقيت مع زوجها أو ابتعدت عنه. يجب أن تعيش حياتها الجديدة بكل حرية. لهذا قررت أن تغادر صباح الغد، ستتجه إلى مدينة طفولتها وشبابها، ستحيي صلة الوصل مع ماضيها ومع أهلها ومعارفها. ستغسل روحها من عناء السنوات الأخيرة. ستستقل قطار الساعة السابعة نحو مراكش في الدرجة الأولى. ومنه تستقل حافلة تابعة للسكك الحديدية، مزودة بالمكيف و الانترنيت مجانا، ولهذا لن تضايقها مسافة السفر الطويل لأكادير. وستتصل هاتفيا مع أحد المهندسين التابعين لها بمكتب الدراسات الهندسية والمعمارية، لتخبره بسفرها المفاجئ وتنظم معه برنامج الأسبوع في انتظار عودتها. أخذت ورقة بيضاء وبدأت تخط عليها كل النقط المتعلقة بالرحلة وبرنامج العمل بالمكتب لتتركها لزوجها فوق طاولة المطبخ حتى يبقى على صلة بكل تحركاتها ومشاريعها المهنية والعائلية. في الصباح، بمجرد أن اطلع أحمد على ما ورد في الورقة، ابتسم وشكر حظه. لأنه وجد ما جاء بالبرنامج مساعدا ومناسبا مع الفكرة التي خطرت بباله. أحيانا تكون الحلول أمامنا وأقرب إلينا من حبل الوريد ولا نراها. يعتمد الحل الجديد في ذهنه على فكرة بسيطة استقاها من المثل القائل" الشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده". لأنه إن كانت كثرة الحرمان تولد لدى من يعاني منه كثرة الشهوة والرغبة، والإفراط في المشي يولد التعب، والإكثار من الطعام تسبب الرغبة في القئ، وهكذا...فلماذا لا يسبب الإفراط في الجنس لدى الممارس نفورا وتهربا من الجنس برمته. ما عليه إذن سوى أن يتقصى ويبحث كيف يغرق زوجته في سلسلة مكثفة من اللقاءات الجنسية لتعيف وتطلب التوقف، وتعود لطبيعتها الأولى. تريد أن تديثه حسب هواها، فلتجرب إذن المعنى العميق للدياثة، وسنرى من هو الديك ومن النعامة إذ ذاك. موعدنا المستقبل القريب إذن يا زوجتي العزيزة. تتبع في الجزء السابع الجزء السابع 2 [U]= ترويض الخصلة المتمردة[/U] استقلت زوجة أحمد قطار السابعة صباحا من الرباط. وما كادت تستقر وابنتها حتى جلس في المقعد المواجه لهما رجل في الثلاثين من عمره. حملقت في وجهه مشدوهة وقالت بصوت غلبته الدهشة: = عمر؟ يا للمفاجأة السعيدة. = نادية إنها فعلا مفاجأة غير متوقعة. أنت آخر شخص كنت أتوقع مصادفته. = وأنا أيضا. إلى أين بالسلامة؟ لا تقل لي إن وجهتك تقف عند مدينة الدار البيضاء؟ = لا. أنا متجه نحو مراكش، لدي مهمة عمل هناك. وسأغتنم الفرصة للقيام بزيارة سريعة لأكادير لأن والدي دخل المستشفى قبل يومين. وأنت؟ = أنا كذلك ذاهبة لأكادير. لأن صحة الوالدة ليست على ما يرام. = كم ستمكثين هناك؟ = ما بين أسبوع إلى عشرة أيام، حسب الظروف... = ولماذا لم يصحبك الأستاذ كالعادة؟ = ضرورات العمل ومدرسة الولد كذلك. وانت أين زوجتك؟ = أووووف، تعلمين موقفها من زيارة اهلي. فهي ترفض مرافقتي، وقد بدأت أقلدها بدوري عندما تزور أهلها بفاس. إنها تجد صعوبة في التفاهم مع أمي. ردت عليه"نادية" بخبث وهي تبتسم: = تلك عقدة أهل فاس عندما يتعلق الأمر بسكان المغرب الأصليين. = لا أظن ذلك هو السبب. المشكل أن والدتي لا تتحدث العربية وزوجتي لا تفهم اللغة الأمازيغية. ولهذا تتجنب مرافقتي خوفا من أي سوء تفاهم. هذا كل ما في الأمر سكت الإثنان لفترة ريثما تجاوز القطار محطة البيضاء ثم استأنفا الحديث حول أمور يتعلق معظمها بظروف العمل. كان عمر زميلا لنادية منذ الدراسة الثانوية بأكادير، وقد انتقلا معا للرباط لدراسة الهندسة المعمارية. بعد التخرج، فتحت هي مكتبها الذي سرعان ما حاز شهرة كبيرة بفضل علاقات زوجها المتعددة. أما عمر فقد وجد وظيفة كمهندس ملحق بإحدى الوزارات التقنية. وقد استمرت العلاقات قائمة بينهما حتى بعد الزواج. حيث تتبادل الأسرتان الزيارات في بعض المناسبات، خصوصا عندما تحظى أسرة نادية بزيارة أمها أو أخيها المحامي. أخرجت "نادية" رزمة أوراق، عبارة عن ملف يتعلق بمشروع لتشييد مركب ترفيهي بجبال الأطلس لفائدة وزارة الشباب. وهو مشروع ضخم سبق أن حصل مكتب نادية على حقوق بنائه ولكن الرخص الإدارية والمالية ظلت تتعثر رغم مرور فترة زمنية فاقت السنة. كانت الوزارة المعنية تتماطل لأسباب لا تعرفها "نادية". وبينما هي منهمكة في تقليب التصاميم والملاحظات والملاحق، رأى عمر تقاسيم وجهها تتغير تعبيرا عن القلق، فسألها: = هل ما زلتم في مرحلة تدقيق الدراسة لهذا المشروع؟ اعتقدت أن تنفيذه قد انطلق. لقد تأخرتم كثيرا، هل ثمة صعوبات؟ = أنا نفسي لا أعرف لماذا تتماطل وزارة الشباب في مسألة التراخيص، من جهة المكتب نحن مستعدون ابتداء من الوقت الذي توافق عليه الوزارة. = لا تهتمي كثيرا، دعي الأمر لي، المهندس المكلف من طرف الوزارة بمتابعة هذا المشروع من أقرب أصدقائي. عندما نلتقي بأكادير أعدك أن اتصل به لمعرفة السبب وتسويته إن أمكن. = لن أنسى لك هذا الجميل لو تمكنت من إقناعه بالموافقة. بالمناسبة، متى تنوي أن تحل بأكادير؟ = لدي يومان فقط بمراكش، إن شئت نتواصل عشية الثلاثاء. = موافقة. اتصل بي مسبقا لأحضر نفسي، وكذا لنتفق حول المكان. تم اللقاء بأحد المطاعم القريبة من الكورنيش. كانت "نادية" قد سبقته في أزهى حلة. جلست في زاوية خافتة الأنوار تشرب جعتها المفضلة، عبارة عن زجاجة "كازابلانكا". جلس "عمر" مبتسما بلا سبب. وقبل أن يطلب مشروبه قال ساخرا: = سيكون العشاء هذه الليلة على حساب مكتبكم الموقر. = مرحبا. لكن ما هي المناسبة يا ترى؟ = المناسبة هي أني اتصلت بصديقي مهندس وزارة الشباب. فهمت من خلال حديثه أنه يصر على إدراج بعض التعديلات الطفيفة على دراستكم. ويبدو أنه كان ينتظر زيارة ممثل عن مكتبكم للاتفاق. ولتسهيل المهمة وعدني أن يلتقي بك قريبا في الوزارة. بقي عليك فقط الاتصال به لتحديد الموعد. = شكرا عزيزي، تستحق إذن أكثر من العشاء. سكتت قليلا وأخذت أصابع يدها اليسرى تتلاعب بشفتها السفلى كالعادة عندما يستغرقها التفكير العميق، ثم سألته فجأة دون تمهيد: = هل تعلم أني مقبلة على الطلاق؟ = واوو...ولماذا؟ ما هو السبب؟ عهدي بكم أسرة في غاية التفاهم، والسيد أحمد كما أعرفه، رجل لطيف وهادئ وسلوكه مستقيم، والأهم أن عينه باردة وغير فضولية. ثم ابتسم لها لتفهم قصده بالضبط. = صحيح ما تقول لكن الموضوع معقد بعض الشئ وشرحه يطول. أعتقد يجب علينا تغيير المكان. أنا بحاجة شديدة لأن أسكر هذه الليلة. أحمل فوق أكتافي توترا دام منذ حين. هلم بنا نتذكر أيام الكلية وايام المراهقة الجميلة. = إن شئت الحق فأنا أيضا متوتر لأني أعاني مع زوجتي من سوء تفاهم لا معنى له. فهي مصرة على الولادة من جديد. = حاول إقناعها إذ أن كثرة الأطفال متعبة في هذا الزمن العجيب. = للأسف أمي وحماتي أيضا متفقتان معها. يقولان كل *** له رزقه...خزعبلات الزمن القديم كالعادة تناولت "نادية" هاتفها. اتصلت بأمها لتخبرها بأنها ستقضي الليلة مع صديقة قديمة، وأوصتها أن تعتني بابنتها وألا تخبر زوجها أحمد إذا سأل عنها. أزاحت بعد ذلك خصلة متمردة تدلت فوق جبينها تحجب عنها شاشة الهاتف. نظرت نحو عمر مبتسمة وهي تحاول الاتصال بفندق "كنزي" الذي لم يكن بعيدا عن المكان كثيرا. قامت بحجز غرفتين باسم مكتبها في حين كان عمر يتطلع في وجهها مستغربا. لم يكن بمقدوره كموظف أن يفعل مثلها. = تستحق مني كل خير هذه الليلة. لقد أنقدتني من مشكل عويص. في الفندق كان البار شبه فارغ. ثمة موسيقى هادئة تتهادى متلاشية تحت النور الخافت. استرسل الحوار بينهما مثل شلال هائج. أخبرته بكل أحوالها ومشاعرها. وكيف وصلت لمطالبة زوجها بالطلاق كحل للخروج من وضعية لم يعد فيها من حماس الزوجية وسكينتها سوى الذكريات. ثم عرجت على معاناتها الجنسية مع زوجها. أخبرته بأنها دخلت منذ فترة في حالة من الهلوسات القهرية، جعلتها مدمنة على الخمر والجنس. وكيف أنها تضطر لممارسة العادة السرية بكثرة كل مساء. والمشكل حسب تفسيرها، أنها تعاني من إحساس قوي بالذنب لأنها ما زالت تحب زوجها ولا تريد أن تنفصل عنه خوفا من تحطيم أسرتها مما قد يتسبب لطفليها في اكتئاب يؤثر على دراستهم. وحدث تقريبا ما يماثل ذلك من مشاكل عمر أيضا. فزوجته تكثر من أسفارها داخل وخارج الوطن لكونها تعمل ممثلة لشركة معروفة متخصصة في التجميل. حتى صارت كثرة غياباتها تتسبب للأطفال في مشاكل كثيرة. وهي مع هذا حريصة على ولادات جديدة. كل الأسباب اجتمعت لكي يطفئ الطرفان همومهما في الخمر، وكل الأسباب أيضا ساقتهما لقضاء ليلة غرامية في أحضان بعض. كانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة. في الصباح وهما يتناولان الفطور، عاودت نادية الحديث في موضوع الطلاق. حاول عمر أن يثنيها عن أبغض الحلال فإذا بتقاسيم وجهها تأخذ صيغة الجد. نظرت نحو عمر وسألته: = هل تعلم أن أحمد لم يجد حلا سوى...توقفت قليلا لترى مدى اهتمام عمر، سوى أن يقترح علي التحرر أكثر مما نحن فيه.. = ولم لا؟ ولو أني لم أفهم جيدا = الرجل يخرف، يريدني أن أخونه بحضوره أو بدون حضوره = كيف، أوضحي ما زلت لا أفهم = حسب رايه فإني، ما دمت مهووسة بالجنس، يمكنني أخذ حريتي واتخاذ عاشق أو أكثر بدلا من ممارسة العادة السرية. = هذا أمر جديد وغريب فعلا، ألم تعرضي نفسك على دكتور؟ = بلى فعلت لكن الدكتور لم يسعفني بشئ مفيد. أوصاني باستعمال حبوب مسكنة، عبارة عن مخدرات وهذه ليست حلا. قال لي بأن حالتي ستخف بغتة كما ظهرت بغتة، وعلي بالصبر. ولهذا لا أرى سوى الطلاق حلا. تربيتي لا تسمح لي بحياة مزدوجة ولو بعلم زوجي ومساعدته. = صراحة أمرك عويص ولا تستحقين لا أنت ولا سي أحمد مصيرا من هذا النوع. = لا أخفيك أني حاولت تجريب هذا النوع من الحلول...عشت تجربة فريدة مع رجل أجنبي. وبقدر ما أعجبتني وحررتني من الاكتئاب والتوتر بقدر ما أتعبتني وسببت لي تأنيب الضمير. = بصراحة دائما، لا أدري ما أقول. الطلاق في نظري لا يفيدك لأنك مريضة بالشبق والهلوسات. وسوف تزيدك الحرية إدمانا، أظن في النهاية أن المسكين زوجك على صواب. أفضل لك أن تحافظي على أسرتك ما دامت حالتك قد تتغير دون إشعار. = هااااه...وأستمر في الخيانة؟ شكرا على اقتراحك أنت أيضا. = هنا أو هناك أنت ملزمة ومجبرة على الخيانة. حتى لو تطلقت فالممارسة بكثرة ستعذبك وتجعلك تخسرين نفسك وقد تخسرين عملك ومكتبك كذلك، خاصة مع إدمان الخمر = إذن حسب رأيك علي الاستسلام لاقتراح زوجي. = هذا هو الحل وغالبا سوف تتعودين إذا كانت علاقاتك مضبوطة وفيها حد أدني من التنظيم و الحذر. إذا لم يؤثر الأمر سلبيا على علاقة زوجك معك ومع الأطفال فسوف تنسجمين مع الوضع ريثما يأتيك الفرج. المهم احرصي جيدا ألا يبلغ خبر علاقاتك لأي فرد من العائلة. هذا سيزيد من أعبائك ولكن بوسعك الخروج من الأزمة بمساعدة الأستاذ زوجك. كان الرب في عونه. افترقا بعد أن أوصى كل منهما الآخر بحفظ السر فيما وقع بينهما. تتمة القصة في الجزء الثامن تكملة قصة : من مذكرات ذ/أحمد وزوجته الجزء 8 الثامن [U]= زواج نموذجي بين جمال "الأندلس" وأدغال إفريقيا:[/U] مضى أسبوع كامل منذ سافرت "نادية" زوجة أحمد لزيارة أهلها، ومحاولة نسيان سوء التفاهم مع زوجها. كانت تتابع أخبار مكتبها من أكادير عبر تواصل يومي، أو بواسطة إيميلات مع زميلها بالمكتب، المهندس عبد الحميد. لكن حصلت أمور تستدعي ضرورة اتخاذ قرارات سريعة. لهذا فكرت "نادية" في زوجها، لأن العادة جرت بينهما منذ تأسيس المكتب، أن تشاركه أحيانا في الأمور الإدارية، خصوصا عند البدايات. لهذا كان بوسعه، بعد استشارتها، أن يحسم في مصير شؤون عديدة لا تتطلب توقيعها الشخصي. في هذا النطاق، اتصل بها المهندس المساعد ليخبرها بزيارة أحد أساتذتها بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية للمكتب. كان مصحوبا بثلاثة طلاب أفارقة. كلفته المدرسة بالإشراف على تدريبهم ضمن بعض المشاريع المعمارية العملية، على أن يحضر الطلبة الثلاثة رسائلهم في نهاية التدريب، شريطة أن يكون التخصص مقتصرا على تراث المعمار الأندلسي، نزولا عند رغبة الطلاب. كانت المدرسة قد وقعت من قبل، عدة معاهدات مع دول ومدارس إفريقية. وبذلك فهي ملزمة بتقديم المساعدات الضرورية لطلابها من إفريقيا، في فترة نهاية الدراسة، والبحث لهم عن تدريبات عملية تدوم ستة أشهر بدون أجر، مقابل الحصول في نهاية التدريب على شهادة من الشركة المكلفة بتدريبهم. على أن يحتسب تقييم مساهماتهم ضمن نقطة التخرج بنسبة 50% والنصف الباقي يخضع لتقييم الأستاذ المشرف. أعدت المدرسة والأستاذ ملفا شخصيا لكل طالب على حدة. فيه معلومات عن عائلته وأصوله وهواياته وأنشطته خلال الدراسة. وعندما بلغ الخبر لنادية، ترددت في قبول الطلبة تحت ذريعة أن مكتبها لا يتوفر في الوقت الحالي على أي مشروع ذي طابع يمت للمعمار الأندلسي بصلة. لكنها في نفس الوقت تكن لأستاذها القديم ومدرستها كامل التقدير والاحترام، وتحس نحوهما بنوع من الاعتراف بالجميل ولهذا تركت الفصل في الأمر لزوجها. تركت جانبا مسألة سوء التفاهم مع الزوج، أو لعلها وجدت فرصة مناسبة تسمح لها بربط الاتصال معه، تحت تبرير الواجب والمسؤولية المهنية. إذ للضرورة أحكام كما يقول المثل. لا بد إذن أن ترد على طلب المدرسة في أقل وقت ممكن. وفي وضعها الحالي، لن يكون بوسعها تقديم أي شرح أو تبرير للقرار الذي يتخذه المكتب. لذلك كلفت زوجها بدراسة الملفات ويتخذ القرار المناسب على ضوء ما يراه من تبريرات. في نفس الوقت، كانت نادية قد اتصلت بمهندس الوزارة المعنية بمشروع المؤسسة الترفيهية لتسأله عن أسباب تأخير الرخص، وتعرف وجهة نظره النهائية في الدراسة والتقديرات المالية. ومن حسن الحظ أنه أطلعها على بعض الملاحظات والنقط التي ترغب الوزارة في إدراجها ضمن المشروع. من بينها أن الوزارة تحبذ أن يتم توسيع مساحة النادي، وأن يتميز بتعديلات تجعله يأخذ طابعا معماريا أندلسيا، وذلك بسبب أنه سيدرج ضمن المخيمات التي يمضي بها ***** الموظفين وعائلاتهم فترة الصيف ونهاية الربيع، وبالتالي سيوظف الطابع المعماري كوسيلة تربوية تخدم التراث الوطني العربي والإسلامي. وارتأت الوزارة ضرورة توظيف تقنيات النحت على الخشب والجبس والزليج والأبراج الغرناطية والقبب )جمع قبة( ونوعية الحدائق والنباتات إلخ. رحبت "نادية" بالمقترحات بعد أن أخذت التزاما من المهندس بإصدار ترخيصات الشروع في العمل بمجرد التوصل بتصاميم جديدة تحترم وجهة نظر الوزارة. بل قررت بموازاة مع المشروع أن تبدأ حملة إعلامية لفائدة المشروع الذي يخدم التراث الوطني، تشجيعا منها لاقتراحات المهندس. وزادت سعادتها عندما علمت أن الوزارة ستشارك في الحملة عن طريق إشراك التلفزة والإذاعة وبعض الصحف، كما ستساهم بالتكلف بانتقال وإطعام وإيواء أطر المكتب في مؤسسات قريبة من مكان المشروع، وذلك خلال فترة الإنجاز، مما سيترتب عنه تخفيضات محترمة في تكاليف الإنجاز. في نهاية المطاف، وجد أحمد نفسه من جديد، أمام فكرته الجهنمية التي قرر من خلالها أن يحضر لزوجته سهرات جماعية يحضرها الطلبة والمهندس المساعد وحتى أستاذها السابق لو رغب في الحضور. كان طبيعيا أن تقوم الزوجة بمجرد البدء في التنفيذ، بالإشراف المباشر عن طريق مراقبات دورية نصف شهرية. تمضي خلالها يومين على الأقل مع أطر المكتب والمتدربين. هكذا بدأ أحمد يدرس كيفية تحويل بعض تلك الزيارات إلى مناسبة لينتقم من تصرفات زوجته وخيانتها السابقة. عاد مرة ثانية يفكر في أسهل وسيلة تقنعها بأنه لا يمزح وأنه مصر على تطبيق فكرته الأولى، التي وعدها بها من قبل. لكن المشكل سيكون من ناحية التقرب من الطلبة بالخصوص. وكيفية الانسجام معهم إلى درجة إقناعهم بالمشاركة فيما يدور بخلده. فهو لا يعرف بالضبط نفسياتهم وأخلاقهم ومدى احترامهم للتقاليد إلخ. أما المهندس فزوجته وحدها بوسعها أن تقرر. شرع أحمد مباشرة في فتح التواصل مع الطلبة. حيث نظم في نهاية أول أسبوع لتواجدهم بالمكتب، وبدون إخبار زوجته، حفلة حضرها الأستاذ والمهندس. تم خلالها تعارف وثيق بين الجميع، ورحب باسم المكتب بالمتدربين. عرف خلال ذلك أنهم ينحدرون من أسر أرستقراطية ذات نفوذ، فأحدهما ابن جنرال بالكونغو، والثاني من ساحل العاج، أبوه وزير وأمه مهندسة، والثالث من الكاميرون، أبوه تاجر وبرلماني معروف. كانوا ميسوري الحال، متفتحين جدا، يشربون كل أنواع الخمر بشراهة، وكلها مميزات تسهل عليه الاقتراب منهم والانسجام معهم بأقصى سرعة. لم تكن أوراق خطته مفضوحة ولهذا فهم الحاضرون أنه يسعى فقط لرفع الكلفة بين أشخاص سيكلفون بتنفيذ مشروع مهم. ولم تخرج "نادية" نفسها عن هذا الفهم البسيط بعد أن أخبرها المهندس بما قام به زوجها. في الأسابيع التي تلت الحفلة. التزم أحمد في نهاية كل أسبوع أن يلتقي بالطلبة على حدة. يعزمهم للسهر جماعيا في مطعم أو بار، يأكلون ويشربون على حسابه، ثم يوصلهم في منتصف الليل لأمكنة إقامتهم في الحي الجامعي الخاص بالطلبة الأفارقة بحي الرياض. أصبحت العلاقة بينهم تعكس مستوى الاهتمام مما جعلهم أكثر رغبة في العمل بكل إخلاص. لم تؤثر عودة نادية على طبيعة تعامل زوجها مع الطلبة، حيث ظل يعتني بهم ويشاركهم حتى صاروا أصدقاء. وسرعان ما تم نقلهم للمشروع الجديد، المقرر إنجازه في منطقة جبلية محاطة بغابات ومزارع تفاح وخوخ تقع تقريبا بين مدينتي "إفران" و"أزرو". تأخذهم سيارة خاصة كل مساء للمبيت بمدينة إفران ثم تعيدهم في الصباح لمكان الورش. يزورهم الأستاذ المشرف مرة كل أسبوع تقريبا في حين يقضي معهم المهندس عبد الحميد أسبوعا ويغيب في الأسبوع الموالي. أما أحمد فزارهم مع زوجته مرة واحدة. كان هناك عمال من المنطقة، مكلفين بالخدمات البسيطة وتنفيذ التصاميم، بينما كلف كل من المهندس والأستاذ بالالتزام بتعليمات كل من المكتب والوزارة. هكذا أخذت الخطوات الأولى سرعة غير منتظرة حظيت بتشجيع وتقدير خاص من طرف نادية التي اطمأنت لمستوى عمل الطلبة وأخذت تعاملهم كأصدقاء، أو كموظفين دائمين بالمكتب. صارت تشاركهم الشرب والنكت وتسألهم عن بلدانهم وأهلهم وعاداتهم، وتعودت على غير المألوف أن تكثر من الزيارات وتطيل السهر مع زملائها الجدد، سواء حضر زوجها أم غاب. حينما لاحظ أحمد أن شروط خطته للانتقام قد نضجت، بدأ يحرص على مرافقتها كلما قررت زيارة الورش. بدا له أن ظروف عقد قران نموذجي بين زوجته ذات الأصول الأندلسية، صاحبة المشروع، وبين الطلبة المهندسين الأفارقة، قد اكتملت. حان وقت نقل كنوز ورونق الأندلس إلى الأدغال. لم يعد هناك عائق ولا مبرر يحول دون تمرير الموروث برمته إلى جغرافيا غريبة متعطشة وهائجة. يكفي أن يضبط أحمد إيقاع الانتقال لتؤتي الخطة غايتها على أكمل وجه. كان يفكر في خطته وهو في قمة الهيجان. بل اغتنم الفرصة ليصالح زوجته، وينسيها سخطه وغضبه وحديثه عن الخيانة. عاد يوهمها بأن تفكيره في قضيب "مامادو" وفيما روته له مع زوجته، هو الذي يغيره ويحمسه ويدخله في الهيجان. كان كلما أراد الممارسة معها يتحدث ويعيد ما روته له. يتوقف طويلا عند وصفها للقضيب العفريت وتأثيره الناري الفريد من نوعه. قال لها مرة لو كنت حاضرا معك لأمسكت عضوه بيدي ومررته على نهديك وفمك. بل لو أمسكته بيدي لمسحت به كسك وأخدودك وطعنتك برأسه كالمدفع في خرم طيزك. كانت تضحك وترد عليه بأنه إنما يقول كلامه لأنه غير حاضر، وأنه سيتركها وحدها تعاني، يتفرج عليها من بعيد وهذا أقصى ما يستطيع فعله. قالت إنها تعرفه، فهو متحدث ومتكلم بارع لكنه متجمد وعاجز عندما يتطلب الوضع منه أن يتحرك. لم تصدقه تماما لكنها لم تعارض، مما جعلها تتخفف قليلا من توترات هوسها الجارف، وشبقها العنيد. لم يحدثها عن نهاية خطته أبدا، وإن باتت هي نفسها من كثرة النكت والسهر، ومن تداخل علاقتها الأسرية مع المتدربين، تفكر في توطيد العلاقة مع أحدهم، وأن تكبح بناره جماح شهوتها، لكنها فكرت في تأخير هدفها إلى أن يقترب وقت نهاية التدريب وموعد سفر الطلبة، حتى تتجنب المخاطرة بسمعة المكتب. مرات عديدة، كان هوسها يقودها للاندفاع وخاصة عندما تسكر بحضورهم. كانت تميل للطالب ابن الجنرال المنحدر من الكونغو، بسبب ذكرياتها مع أول إفريقي أحرق جسدها وغاص في أغوارها حتى غيبها عن الوعي. فكرت عدة مرات أن تسأله عن "مامادو" كتاجر وكمقاول معروف، فهو ابن بلده، لكنها خافت أن يستنتج من سؤالها أنها سبق أن تذوقت من عسل الرجل فسكتت رغم أن رغبتها في استحضاره لا تغيب ولا تخف. بالطبع لاحظ أحمد كيف تنظر وكيف تتعامل مع هذا الطالب، لكنه لم يهتم لأنه كان يفكر في حفلة جماعية لا تبقي لزوجته أي رأي أو اختيار. لكن ظل يتساءل عن الطريقة والوقت المناسبين للتنفيذ. في إحدى الزيارات، حرص الولد ابن الجنرال أن يرافقهما أثناء العودة للرباط، لأنه كان ملزما بقضاء أغراض هناك. كانت تلك فرصة لا تعوض بالنسبة لنادية، قصد التقرب منه سواء في طريق العودة، أو أثناء وجوده بالرباط. لم تجد حرجا رغم وجود أحمد معهما، أن تسأله عن أمور خصوصية. رغبت في معرفة علاقاته مع الجنس اللطيف خاصة. سألته وهي تبتسم: = هل لك علاقة حب معينة؟ وهل تفكر في الزواج بعد رجوعك لأهلك؟ فأجابها ضاحكا: = أمي تحضر لي مفاجأة لدى عودتي، لعلها تريد تزويجي من إحدى قريباتها. أما عن الحب للأسف، الدراسة لا تسمح = يعني أنك لا تستمتع بوجودك هنا بالمغرب. = صراحة، هناك طالبات يقمن بزيارتنا للسهر = هل يحدث مثل هذا بالحي الجامعي؟ = لا بالطبع. أنا وطالبان آخران نكتري شقة بحي شعبي، وهناك كنا نستقبل الطالبات = وهل هن جميعا إفريقيات؟ = لا..المغربيات أكثر = وما هو السبب؟ هل هناك مبرر لكثرتهن = هناك فتيات لهن هوس الممارسة مع أفارقة، بل منهن فتيات يعشقن الممارسات الجماعية، وبالخصوص الاستمتاع ببعض الأعشاب الإفريقية التي تقوي شهوتهن وتجعلهن يغبن عن الوعي. = وهل تلك الأعشاب متوفرة فعلا أم مجرد كلام خيالي؟ = بل هي موجودة، لكن فيها أنواع وأكثرها مزيف، تأثيرها محدود وسريع الزوال. = أنت خبير إذن، هل يمكنني أن أطمع في خبرتك؟ نظر الولد لزوج نادية الذي يتصنع عدم الاستماع، قبل أن يجيبها = لا أفهم قصدك بالضبط = أقصد هل يمكنك أن ترشدني لنوع جيد يؤثر ويدوم أكبر وقت ممكن = تستحقين طبعا، هذا يتوقف على درجة تفاعلك مع هذه الأعشاب. نظرت نادية لزوجها مبتسمة، وسألته = ما هو رأيك يا أحمد؟ هل تريد تجريب مفعول سلعة الولد؟ = تعرفين أني لا أحب هذه الخزعبلات. أنت حرة، لكن لا تعولي علي. استدارت صوب الطالب وأمرته قائلة: = غدا نكمل حديثنا بالمكتب. لا تسافر حتى أراجع معك بعض التوجيهات. التكملة في الجزء التاسع من مذكرات ذ/أحمد وزوجته في عالم الدياثة الجزء التاسع [U]1 = المشهد الأول:[/U] صباح يوم الثلاثاء،وهي تشرب قهوتها بالمكتب، فوجئت نادية بزيارة شخص لم تكن تتوقع زيارته. وزادت المفاجأة عندما رأت بصحبته طالبها الكونغولي. انشغلت لحظة بترتيب مظهرها قبل أن تهب مرحبة بالزائر العزيز، ثم قالت: = مرحبا سيد "مامادو" ما هذه المفاجأة السعيدة؟ = شكرا. اغتنمت فرصة تنظيم سفارة الكونغو لحفلة خاصة بسبب إحدى المناسبات الوطنية، وفكرت في زيارتك بالمكتب بعد أن صادفت في الحفلة الشاب "راوول" ابن الجنرال "مالونغو". وهي مناسبة كذلك لأشكركم على قبول طلابنا كمتدربين لديكم. = لا داعي للشكر. نحن نقوم بالواجب فقط. = يجب أن تضعي في الحساب أن والد "راوول" مرشح قريبا لاحتلال منصب وزارة هامة. = صحيح؟ هذا خبر جيد طبعا يستحق بمناسبته أن نهنئ "راوول" = المطلوب أن تضاعفوا الاهتمام والعناية. من يدري، ربما يفتح لنا والده آفاقا جديدة وقوية للتعاون والتعامل. = نحن معروفون بحسن معاملاتنا مع الجميع خصوصا مع الطلبة الأفارقة. لكن أراك مستعجلا بعض الشئ، لماذا كل هذه السرعة؟ ألا تعلم أننا مشتاقون للقائك؟ = أعرف ذلك لكن للضرورة أحكام. لدي مهمة مستعجلة غدا بباريس، وسأسافر بعد قليل. = في هذه الحالة، لا بد أن تحل بيننا ضيفا أثناء رحلة العودة من باريس. لدي أوراش مهمة أحب أن أطلعك عليها. اتفقنا؟ = اتفقنا مبدئيا، لكن لا يمكنني البقاء معكم طويلا. إلى اللقاء = إلى اللقاء، رافقتك السلامة. [U]2 = المشهد الثاني:[/U] مباشرة بعد مغادرة "مامادو" للمكتب، شعرت نادية بانتعاشة دافئة. استعادت كل اللحظات الحلوة التي عاشتها معه خلال زيارته السابقة. تذكرت زوجته أيضا فابتسمت للذكرى. نسيت وجود"راوول" ابن الجنرال، الذي كان يجلس قريبا منها مكبا على بعض الملفات يتصفح بعناية أوراقها. وبعد أن استعادت هدوءها، نظرت إلى الشاب المنشغل بعمق في عمله فبدا لها جميلا وسيما لأول مرة. صحيح أن لونه أسمر لكن سمرته خفيفة وأنفه رومي الشكل. ربما بسبب أمه البلجيكية. ظلت مركزة بصرها في وجهه حتى أحس بنظراتها فرفع عينيه عن الملف. ابتسمت له محاولة تفادي إحساسها المتوتر. رد عليها الابتسامة وعاد يركز على أوراقه كأنه لم يضبطها متلبسة بالنظر إليه طويلا دون مبرر. لم تستطع العودة لما كانت تعمله قبل الظهور المفاجئ لضيفها. عندئذ قررت الاتصال بزوجها لتخبره: = صباح الخير عزيزي، حزر من الذي قام بزيارة المكتب صباح اليوم. = ومن يكون هذا المحظوظ؟ = لا يمكن أن يخطر نهائيا ببالك مهما فكرت، إنه "مامادو" = صحيح؟ ومتى سنراه إذن؟ = للأسف كانت زيارته خاطفة، بسبب كثرة انشغالاته. لكنه وعدني أنه سيقضي بعض الوقت معنا أثناء عودته من باريس. = متى سيعود بالضبط، ألم يخبرك عن موعد محدد؟ = لا لم يقل شيئا، لكن بلا شك سيعود بعد يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير. = إذن لا بد أن نحجز له بفندق الهلتون حيث تعود الإقامة من قبل. = هناك مستجدات أخبرني عنها قبل المغادرة. تتعلق بوالد "راوول" الجنرال "مالونغو" الذي سيعين بالحكومة المقبلة في منصب هام. ألا يعني لك هذا الخبر شيئا؟ = هذا خبر جيد وسيكون له ما بعده حين يتحقق. من رأيي أن نتقرب أكثر لابنه منذ الآن. = فعلا، أنت على حق ولكن... = صدفة مناسبة لا تعوض. ربما سيكون عليك إدماج الولد ضمن برنامج السهرات... ضحكت بدون مبالغة وعادت تنظر نحو راوول. = لا تستعجل الأمور. أنا أفكر في التفكير بطريقة تجعلنا نستفيد من المصادفة من الناحية المهنية. يعني سوف يصبح من السهل ترتيب تعاقدات لإنجاز مشاريع في الكونغو سواء مع الجنرال أو ابنه كوسيط أو حتى مع "مامادو" = صدقيني يا حبي أنت فعلا عبقرية وتعرفين من أين تؤكل الكتف كما يقولون. يجب استثمار كل الإمكانيات المتاحة دائما. سمعته يضحك بنشوة زائدة عبر الهاتف قبل أن يغلق الخط. عادت لذكرياتها دون رفع بصرها عن الولد أمامها. لأول مرة تتخيل إمكانية التعامل معه بجدية. إذا كان "مامادو" قد أفقدها الوعي في أول لقاء معها، فإن هذا الولد يثيرها حتى قبل أن تقرر مصيرها. ما تزال تفصلها مسافة طويلة عن فتح مجال الجنس والمغامرة معه. الولد أبعد ما يكون عن التفكير فيها جنسيا. وليس من المعقول أن تغامر بفضح نفسها أمامه والتحرش به. ربما قد يغير نظرته مستقبلا ولهذا لا ينبغي عليها أن تحرق المراحل كي لا تفسد البرنامج بتسرع غير مدروس. قررت أن تترك تفاصيل الموضوع حتى تستشير فيه مع زوجها، فهو ذو موهبة في هذه الأمور. [U]3 = المشهد الثالث:[/U] قوى حضور "مامادو" ما كان يدور في ذهن ذ/أجمد. ذلك أن تهافت ولهفة زوجته لإعادة ما عاشته من قبل سوف يسهل على أحمد أن ينفذ فكرة انتقامه. لكنه عاد يسأل نفسه: ترى هل سيقبل "مامادو" أن يشاركه الطلبة الآخرون في الاستمتاع بجسد الزوجة؟ على أي لا بد من تطبيق الفكرة بحذافيرها سواء قبل أم لا. شعر أحمد كما لو أنه يحضر لهم وليمة على نار هادئة. الشئ الوحيد الذي سيتغير، هو أن أحمد صار مجبرا على تسريع وتيرة تنفيذ الخطة. الأمر مرتبط بالمدة القصيرة التي سيمكثها "مامادو". لكن أحمد لم يشرع بعد في التقرب الكافي من الطلبة، بحيث يقدر على إدماجهم في العملية بدون مشاكل أو فوضى من شأنها أن تؤثر على الجو الترفيهي. من غير المعقول أن يفاجئهم بدون تمهيد قائلا: = أيها السادة الكرام، بمناسبة حضور السيد "مامادو" معنا فإن مديرتكم وأستاذتكم بالنيابة، السيدة نادية تستدعيكم لسهرة تقدم لكم فيها جميع أنواع الأطباق التي تشتهون. سوف يعتبرونه مجنونا. وربما قد ينتج عن دعوته لهم بهذه الصورة سوء تفاهم تفسد الخطة وقد تنعكس حتى على المشروع الذي يشتغلون في تطبيقه مع المكتب. بات على أحمد أن يفكر في حيلة عفوية لا يكون لها أي تأثير سلبي على نواياه ومخططاته، وبأقصى سرعة ممكنة. أخذ يستعيد كل الأسباب والخواطر والذكريات. كانت رغبته في الأول ودافعه الرئيسي هو أن يعمل على تعويض النقص الكبير الذي عانت منه زوجته بعد تعب ولم يعد قادرا على إشباع شهواتها. أما اليوم فقد اختلطت الشهوة بالمنفعة. والجنس مع النجاح في المهنة والتجارة. صار كل تصرف من شأنه تسهيل الوصول لهذا الهدف أمرا مقبولا ومرغوبا فيه. الغاية تبرر الوسيلة كما يقول العقلاء. تماما كما يحدث في عمله مع الطلبة والتلاميذ، الذين يناقش معهم تحول الفن من " نظرية الفن للفن" إلى الفن من أجل الحياة. نفس الشئ في حالة زوجته مع الجنس. لم يعد الجنس مطلوبا وحده من أجل تفريغ الشهوة وبلوغ الرعشة فقط. لا بد أن تحقق معه ومن خلاله أمورا أخرى تزيدها شوقا ومتعة ونجاحا وإقبالا على الحياة بكل ما فيها. سينتقل جسدها من آلة تنتج الشبق والمتعة إلى آلة تنتج المال والرفاهية. بعد مرور ثلاثة أيام على زيارة السيد "مامادو" لمكتب نادية، اتصلت بزوجها صباح الجمعة هاتفيا: = صباح الخير حبي. لقد اتصل بي "مامادو" قبل قليل، سوف يصل إلى مطار الرباط على الساعة الثانية ظهر اليوم. أرجو أن تنوب عني في استقباله لأنني مرتبطة بحضور اجتماع مع زبناء آخرين. = حاضر حبيبتي. وهل أخبرك عن عدد الأيام التي سيقضيها معنا؟ = ليس بالتفصيل، قال فقط أنه سيعمل على تلبية رغبتي للسفر إلى إفران قصد الاطلاع على ورشة مشروع المركب الترفيهي هناك. = جيد. إطمئني سوف أقوم بالواجب. وصل الضيف فعلا في الوقت المحدد. وجد أحمد في الاستقبال لنقله إلى الفندق حيث حجزت له نادية على حساب المكتب. أثناء الطريق سأل الضيف: = لو سمحت السيد "مامادو" متى تنوي القيام بزيارة الورش؟ = في أقرب وقت ممكن، غدا لو أمكن. لقد أخبرت السيدة نادية بأني مهتم وربما ينتهي التعاون بيننا إلى بناء مشاريع مماثلة بالكونغو = أعلم ذلك لأن زوجتي أخبرتني. المكتب على أتم استعداد لو كانت الظروف مواتية طبعا. هناك مسألة ثانية أرغب في توضيحها لو سمحت. = ما هي؟ = أريدك سيد "مامادو" أن تتصرف بكل حرية. أقصد أن زوجتي أطلعتني بتفصيل عن نشاطها السابق مع حضرتك. نحن أيضا نعيش حياة مفتوحة ومتحررة. لا نخفي أي شيء عن بعضنا. أرجو أن تتكرر اللقاءات لصالح الطرفين. ابتسم الضيف وقال: = أرجو ألا أكون ضيفا ثقيلا على أية حال = بالعكس، أنا الذي أشكرك وأتمنى لك إقامة طيبة بيننا. [U]4 = أنثى الغراب حاضنة البيض[/U]: عند الساعة الحادية عشر ليلا من يوم الجمعة، سمعت عدة نقرات خفيفة محتشمة على باب "السويت" بفندق الهلتون. كان أحمد وزوجته نادية قد التحقا على الساعة التاسعة تماما لتلبية دعوة مستعجلة من صديقهم "مامادو". اتفقت نادية مع زوجها مسبقا على أن يرخص لها بقضاء ليلة كاملة مع عشيقها على أن تسمح له بدورها أن يحضر معركة الغرام تلبية لما كان يحلم به، وأن ينسحب قبيل منتصف الليل، حيث من المفروض أن يعود للبيت لرعاية الإبن. كانت نادية وعشيقها "مامادو" غارقين في الأحلام. وحده أحمد سمع النقرات، رغم أنه بدوره كان يداعب نفسه ويحك عضوه بهدوء بين يديه وهو يتفرج على تفاصيل المعركة. كان على علم مسبق بصاحب النقر على الباب، لأنه اتفق معه من قبل. كان قد اتصل بالطالب االكونغولي "راوول" على الساعة الرابعة بمجرد أن تم تحديد الزيارة مع عشيق نادية. أعطاه رقم السويت، وأخبره أنه مدعو لقضاء سهرة شبه عائلية بدعوة من "مامادو". أسرع أحمد يفتح الباب. بمجرد دخول "راوول" وقف مصدوما فاغر الفم أمام المشهد المثير والغريب. وقف أحمد ماسكا عضوه وبصره وكيانه كله متعلق بمتابعة حركات زوجته وعشيقها. كانا عاريين تماما. وقف "مامادو" مديرا ظهره للجدار أمام مرآة كبيرة، بينما تعلقت نادية بعنقه تلف ذراعيها حول كتفيه، وفخذاها تحيطان بجذعه وهو يرفعها بيدين قويتين تمسكان بردفيها. في حين كان عضوه الثخين يختفي ويخرج منها بحركات متتالية وسريعة. يبعدها قليلا عن وسطه ثم يعيدها بسرعة حتى تلتصق بحجره وتزول المسافة الصغيرة الفاصلة بينهما. صمت قاتل يغمر المكان، باستثناء صوت اللهاث والأنات والتأوهات. كأنها سمفونية تغني ألحان الحياة. لم يعيرا معا أدنى اهتمام بمن وقف أو خرج. ظل "راوول" واقفا لا يدري ما يفعل. كان يبدو عليه الحيرة والتردد للعودة من حيث جاء. ينظر لحظة جهة أحمد كأنه يسأله عن سبب دعوته له. لكنه يعيد نظراته صوب البطلين عندما يكتشف أن أحمد غارق في المعركة بطريقته وأسلوبه. لم يتوقف أحمد عن تدليك عضوه غير شاعر بفمه المشدوه. الجميع مسلوب يتابع المشهد الساحر. وسرعان ما لاحظ أحمد موقف "راوول" المحرج فخاطبه من دون أن يلتفت نحوه: = ماذا تنتظر يا راوول؟ تفضل فأنت مدعو للمشاركة لا للتفرج. لم يصدق راوول ما سمع. فأعاد عليه أحمد العوة بصيغة مغايرة بعد أن لاحظ حيرته: = تقدم قلت لك ولا تخجل، ألا ترى أنهما لا يشعران بوجودنا؟ تقدم. الأستاذة ترحب بك أيضا. نزع الولد لباسه بعجالة خوفا من تراجع أحمد عن الدعوة الغريبة. فظهر عضوه نصف منتصب، كأنه أنثى غراب تحضن بيضها فوق عش من الشعر الأسود المتكاثف حول أسفل بطنه. وسرعان ما انتفض العضو كأن الأنثى طارت فجأة. تحولت إلى جسم خشن ثخين ذي رأس كأنه بيضة الديك الرومي. لم يكن عضو "مامادو" بنفس المنظر ولا بذات القياس والخشونة. زاد حماس أحمد وارتفعت شهوته أكثر عندما بدأ "راوول" يقترب من حلبة الصراع. قذف حليبه بعيدا عن قدميه وسرواله دون أن يفقد انتصابه. حالة لم أسعد بها منذ زمن بعيد، خاطب أحمد نفسه بداخله مما جعله يبدو سعيدا طائرا مثل زوجته في سماء مليئة بالنجوم. وقف "راوول" خلف نادية العالقة والمرفوعة بين ذراعي عشيقها، وعضوه يتراقص. ينطح صرته ثم يندفع نحو الفراغ كبطل يحارب الهواء. كانت يدا "مامادو" لا تتوقف عن الحركة. ترفع جسد نادية وتدفعه قليلا ثم تسترجعه، بينما تحاول هي أن تتحرك في اتجاه مخالف. تتكئ على ذراعيه وعنقه وكتفيه لترتفه وتنخفض حتى تمكن عضوه المندس في جوفها من الغوص إلى أبعد ما تحتمله. تشهق ويبدو أنها تجاهد وتسعى نحو شيء هارب لا يدرك بسهولة. كأنها تركب حصانا لا يطاوع رغبتها ولا يستسلم. عندما لمست شفاه "راوول" نادية من العنق، التفتت في نظرة خاطفة نحوه. فلما تأكدت من صورته ابتسمت، وألقت نظرة ثانية متسائلة صوب زوجها. لكنها عادت لمعركتها وتمسكت أكثر بعنق العشيق. منظر فخذيها المحيطتان بجذع "مامادو" يجعلها تبدو كما لو أنها راكبة فوق حيوان طائر. يؤرجحها بثقة زائدة، بعد أن غرس وتدا صلبا في صلبها كي لا تطوحها رياح الشبق بعيدا عن حضنه. تشجع الولد. غرز أصبعه الوسطى في خرمها. انتفضت لحظة ثم ابتسمت في وجهه كأنها تشجعه على المشاركة. زادت شجاعته فعاد نحو أحمد وخلف نظراته عشرات الأسئلة. فهم أحمد غرضه فاتجه مرغما نحو قمطر قريب. أخرج منه "مرهم الفازلين" وسلمه إياه دون أن يحول بصره عن مسرح المعركة. كان قد أفرغ مرتين ولم يزل يداعب عضوه المنتصب بين أصابعه. في طريق العودة أفرغ "راوول" قبسة من المرهم وراح يطلي بها عضوه الغريب. ترك على الرأس نصيبا من القبسة ليساعده على التسلل بهدوء إلى أمعاء نادية. وما كاد الرأس يستقر فوق الخرم حتى اهتز جسد نادية بقوة بين ذراعي "مامادو" الذي لولا ضخامة جسمه لسقطت أو طار منه الجسد. وضع راوول كفيه على خصرها ليخفف قليلا عن "مامادو" ثقل الجسد المنحل الذي يزداد امتدادا كلما تمكن منه الاسترخاء. شعرت نادية بألم شديد من عضو راوول، لكنها ما كادت تحس به يندفع إلى النصف حتى التفتت إليه تلقم شفاهه وتقبله بعنف. لم تنس أنها ملك موثق بيدي العشيق لكنها انتبهت لغزوة العاشق الجديد، بعدما بدأ يحاول دفع عضوه ليجد مكانا لنفسه داخلها. عضو "مامادو" يملأ الفضاء الجوفي كاملا ومن الصعوبة لعضو يشبه القنفد حجما وشوكا أن يجد المساحة الكافية بجوار صاحبه. تراجع "مامادو" قليلا ليفسح الطريق لابن الجنرال كي يساويه في السيطرة الداخلية. بعد لحظات بدت ملامح انسجام غريزي تلوح في معركة الاحتواء والسيطرة. يتناوبان في الكر والفر. يهجم هذا فيتراجع ذاك، ليعود الأول للهجوم حين يتخلى الثاني عن موقعه. أدى الانسجام في التناوب إلى إحساس متزايد باللذة المنشودة من طرف نادية. ارتفع صراخها لفترة قبل أن ترتعش. طلبت وضعها فوق الفراش لتستطيع التحليق والتنسيق بينهما بكل حرية. كانت تلك إشارة متفق عليها مع أحمد ليغادر المكان. انسحب مطمئنا على درجة الانسجام بين العشاق الثلاثة. بينما اتجهت نادية نحو غرفة النوم التي تحفظ شكلها وحجم سريرها، متبوعة بالعاشقين. أما كيف تحقق هذا المشهد، فقد دار بين نادية وزوجها أثناء النهار حوار ساخن لم يصلا فيه إلى اتفاق. بمجرد أن أخبرته أنها ستقضي الليلة كاملة مع "مامادو" سألها أحمد قائلا: = لماذا لا تستدعي "راوول" أيضا؟ = هل جننت؟ ردت عليه. إنه مجرد طالب متدرب لدينا. = نعم هو مجرد طالب، لكن لماذا كنت تحومين حوله قبل أن يزورك "مامادو"؟ = لا تخلط الأمور من فضلك. تعلم جيدا أن "مامادو" لم يعد عاشقا فقط، إنه مشروع شريك في المستقبل القريب. = لا تنسي أنه بدون والد "راوول" لن يكون هناك شراكة ولا هم يحزنون. = صحيح أيضا، غير أننا لن نكون مضطرين للتدخل في الأمور الإدارية مباشرة. سينوب عنا دائما "مامادو" = وكيف ستكون حالتنا فيما لو علم "راوول" بعلاقتك الغرامية مع "مامادو"؟ ألا تتخيلين أنه قد يتصرف ضد انسجامنا مع صاحبك. ثم من أدراك أن "راوول" نفسه سيفتح لنفسه مكتبا أكبر وأنجح من مكتبك؟ ألا يخطر ببالك أن والده موجود؟ = هذا أمر محتمل في المستقبل، أما الليلة فإني عولت على تخصيصها ل"مامادو". ربما نفكر في "راوول" بعد سفر مواطنه. هكذا انتهى حوار الزوجين. ولأن فكرة أحمد مبنية على شعار" الشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده" فقد عول على تنفيذ خطته مهما كانت الظروف. أما وقد جاءته المناسبة سهلة وثمينة فإنه لا يمكن أن يضيعها. من يدري، قد لا تسنح له فرصة ثانية. المثل يقول" عصفور في اليد خير من عشرة فوق الشجرة". إذن كان لا بد أن يعرض شهوة زوجته وشبقها للافتراس حتى التخمة. وهكذا يبدأ انتقامه على اختيارها لعشاقها الأفارقة. كيف تترك أصدقاءه القدامى الذين لا شرر ولا خطر يأتيها من ناحيتهم لتذهب إلى الأدغال؟ وما دامت زوجته تستسلم لشهوتها ورغباتها لهذه الدرجة، فليس عليها سوى قبول ما يعرضه عليها من التجارب. عندما وصل تفكير أحمد لهذه الحالة، تناول هاتفه ليتصل براوول قصد تحديد الموعد المعلوم معه، زاعما أن الولد معزوم لنفس السهرة. من ناحية زوجته، فقد بات ليلته يفكر في كيفية تهدئتها لو واجهته بغضب وتوتر. لكن على غير المنتظر بمجرد عودتها في الصباح، ارتمت عليه تقبله وتشكره. تحدثت بانفعال لا يقدر عن ليلتها بين العاشقين. قالت وهي تقبل زوجها فوق وجنته: = سأحكي لك بتفصيل فيما بعد. كل شيء رائع، ليلة لن تنسى. استفدت كثيرا ولم أخسر سوى أن الولد وسع خرمي وكسي. لم أكن أتخيل أنه سيكون بمثل ما عشت ورأيت. ضحكت وخلدت لبعض الراحة، فقد كانت تعرف أن عليهما أن يسافرا صحبة العاشقين لمدينة "إفران" في المساء. سيقضيان الليلة مع الجماعة في الورش، ويعودان صحبة "مامادو" يوم الإثنين في الصباح. اتصل أحمد بفندق "ميشليفن" ليحجز غرفتين واندس قرب زوجته. [B]من ذكريات أحمد وزوجته مع الدياثة الجزء العاشر اتجهت "نادية" إلى غرفة النوم لتستريح من مغامرة الليلة الأخيرة، بينما جلس أحمد وحده يفكر. استيقظ باكرا وظل ينتظر عودة زوجته من ليلتها العجيبة. كان يود معرفة ردود فعلها إزاء ما صدر منه بغير موافقتها. تخيل أنها لن تغفر له، وستجعل من المستحيل عليه أن يواصل تنفيذ حلمه الجديد. من الغريب كيف يتضخم فينا أي تصرف مشكوك في سلامته إلى مستويات بلا حدود بعد أن كان في بدايته يخلق لنا ألف حيرة. بعد أن عذبته فكرة تحرير زوجته زمنا ها هو يطمح الآن لإبلاغها لما هو أكبر وأكثر غرابة. كانت البداية تغريه وتهيجه لكنه تواطأ معها اليوم فلم تعد تثيره بالشكل المرغوب فيه. يراجع نفسه قليلا وينتهي به التفكير إلى أنه يرغب في تكثيف مغامرات زوجته إلى الحد الأقصى. صورتها مع رجل واحد صارت روتينا لا يفضي به لشئ جديد. لذلك يحلم بوضعها كل يوم أمام تجربة غنية ومكثفة. يدعي أنه ينتقم منها لمبادرتها الأولى عندما قامت بزيارة "مامادو" دون أن تستشيره أو تخبره، بينما هو في داخله يحتاج لجرعة زائدة كي يستمر في هيجانه. كأنها أصبحت المفتاح السحري لرجولته. عادت زوجته حوالي العاشرة صباحا. كانت عيناها غارقتين في الضباب. يكاد التعب أن يسقطها من السهر وكثرة ما ضيعته من الطاقة. لقد عاش من قبل محنة تبليغها فكرة الهاجس الذي سيطر عليه، لكنه لم يتصور أن زوجته ستتغير بهذه السرعة من العدم إلى هواجسها ولهفتها. أين كانت تخبئ كل هذا العطش والشهوة؟ طرد فكرة أنها مريضة حتى لا تفسد عليه الاستماع بما سيأتي. يتمنى لو أن المسيرة تطول وتمتد إلى نهاية العمر. صحيح أنه أحيانا يتساءل عن سر شهوتها العارمة، لكنه يتمنى لو يستطيع وضع يده على عوامل التحول وأسبابه من باب العلم بالأحوال على الأقل. هل للماضي البعيد الذي لا يعرفه نصيب من التأثير على تصرفها؟ وحتى بالنسبة إليه، كيف وصل تفكيره لدرجة التسامح والتخلي عن حقه كزوج عن لحم زوجته؟ لا شك أن ماضيه الخاص يلعب دورا فيما حدث وإلا لماذا يحس أحيانا بتأنيب الضمير؟ ما يزال أمامه متسع من الزمن، لأن موعد اللقاء الجديد مع "مامادو" تفصله عنه خمس ساعات على الأقل. أعد لنفسه كأس قهوة وعاد يجلس في غرفة الاستقبال. حاول أن يعصر ذاكرته علها تجود عليه بما تخفيه من صور. ربما تهديه لاكتشاف ما تخبؤه من آثار مدفونة سبق له أن اصطدم بها أو عاشها في صباه وطفولته. تتراقص في مخيلته ذكريات غائمة كأنها صور مرسومة على شكل نقط مشتته فوق السحاب. صورة خالته الصبية الرائعة الجمال التي زوجوها من أحد الأقرباء في سن الستين. صورته صبيا حين كانت الخالة تزورهم وتغتنم الفرصة لتستعمله مرسولا كساعي بريد مغفل لابن الجيران. صورتها وهي تتسلل ليلا نحو سطح البيت لتلتقي عاشقها الشاب وتكلفه هو بالوقوف عند الباب المفضي للأدراج لمراقبة الفضوليين. صورتها وهي تقدم له هدايا من لعب وحلويات. صورتها عندما افتضحت وطلقت من زوجها الشيخ العاقر. صورتها وقد صارت تؤنسه بعد الطلاق في غرفته. بكاؤها حينا وتأوهاتها الموسيقية العجيبة وهي نائمة أو تتصنع النوم. ثم حين تزوجت ثانية وظلت تقيم صحبة زوجها معه شهورا عديدة في نفس الغرفة ريثما يجد الزوج لها بيتا ترحل إليه. كانت دائما تستعجل زوجها الذي يطالبها بالتريث والانتظار حتى يستغرق الولد في نومه. لكن هيهات. تهب عليه الصور مثل ينبوع تفجر فجأة في غفلة من الزمن القديم. يستحضر صورته حين شب وكبر ودخل الجامعة. يوم كان يزور عمه في مدينة أخرى خلال الصيف. يتذكر كيف كان ابن عمه الذي يكبره بسنوات قليلة يشاركه معه في إحدى صديقاته. كانت المسكينة مطلقة تقيم مع أمها بنفس الحي. يتذكر أنه لم يصادف في حياته امرأة أشد شهوة وشبقا منها. كانت فليلة الكلام كثيرة الابتسام لا تشبع حين تدخل الفراش. لم يكن يفصلها عن بيت العم سوى بيتين أو ثلاثة، فكان صحبة ابن عمه ينتظران نوم سكان البيت، ثم يتسللان إلى السطح حيث تلحق بهما الفتاة بعد أن تتخطى بأعجوبة كل الأسطح الفاصلة. يغتنمان جو الصيف الدافئ الذي يسمح بالتعري وحرية الصراخ فوق السطح، كي يتبادلا الحراسة والجسد الجائع، يبالغان عندما ترتفع بهما درجة الهيجان، فتصبح الفتاة مجرد شريحة لحم مدسوس بينهما. لا يعلم كيف ولا من أين اكتسبت تلك المطلقة شجاعتها ولا كيف تهرب من أمها طيلة ليالي الصيف. استمرت الحالة خلال عطلتين قبل أن تتزوج المسكينة وتختفي صحبة والدتها. ثم ينتقل به التفكير لمراحل لاحقة من حياته. سنوات الشغل الأولى قبل الزواج. كان يحرص على الابتعاد ما أمكن عن البنات خوفا من المرض حينا ورغبة في جمع رصيد مالي يكفيه للتزوج في أقرب وقت. يذكر مرة واحدة مغامرة فريدة لم يسع بإرادته لتحقيقيها. مصادفة من النوع الذي يعترض طريقك أو يسقط عليك من السماء فجأة. كان في مهمة مهنية لفرنسا استمرت شهرا كاملا. كانت تلك أول مرة يسافر فيها خارج الوطن. مغامرة زلزلت في داخله كل القيم التي تربى عليها من قبل. لم يفهم الذي حصل بالضبط وإن تقبل بلهفة وسعادة لا توصف ما يعتبره مجرد هدية سماوية، تشبه شريطا سينمائيا عاشه بطلا كما لو أنه يتفرج من بعيد على أبطال آخرين. لم يسأل نفسه ساعتها عن الدافع والسبب وغيره من الأسئلة التي تفسد الحياة حينما تكون لذيذة وجميلة. في بداية المهمة تعرف على زميل فرنسي. لاحظ من أول يوم أنه شخص خجول يحب الانعزال ولا يتدخل في المناقشات إلا نادرا رغم أنه كان واحدا من مؤطري اللقاء. يخرج مباشرة بعد انتهاء وقت العمل ويختفي بسرعة تهربا من أسئلة الحاضرين أو لعله بسبب الخجل. بعد أيام قليلة وجد أحمد فرصة للتقرب منه. دعاه لشرب كأس خلال فترة الظهيرة قبل الغذاء فقبل الدعوة. حاوره في كل شيء بعيدا عن جو العمل، ثم ما لبث أن صار يلازمه عند المساء. عندما بدأ الرجل يسترخي ويتلطف في تصرفاته، استعمله في البداية ليتعرف على باريس وخاصة بالليل، وأسر له بأنه جاء لفرنسا راغبا في تجربة جنسية مع سيدة فرنسية محترمة وأنه سيعترف له بالجميل طيلة الحياة لو ساعده في هذا الاتجاه. ظهرت بعد ذلك صفات خفية لدى الزميل الجديد فإذا به يرمي خجله وتحفظه خلف ظهره. قام بالواجب لأيام بكل سرور. خصوصا أن أحمد كان يؤدي واجبات التنقل في سيارات الأجرة لزيارة مواقع بعيدة ويدفع ثمن الشراب والساندويتشات أيضا. في إحدى الليالي فوجئ بزميله يستدعيه لمرافقته إلى البيت. كانت حجته أن زوجته تشتكي من الوحدة خلال تأخره، لم تصدق أنه يصاحب رجلا إفريقيا عربيا لطيفا. لعلها شكت في تصرفه أو تخيلت أنه يتجول مع صديقة أو زميلة في العمل. قبل أحمد الدعوة بفرح وحبور. تصرف كنبيل واشترى زجاجة من الخمر المعتق وحزمة من الورود. لم يتخيل ساعتها أن باب السماء ستفتح في وجهه بصورة استثنائية. أعربت زوجة الزميل عن إعجابها بصديق زوجها. سألته عن بلاده وعمله، واستغربت كثيرا كيف يكون منفتحا بهذا الشكل رغم ما يقال عن أهل بلده من تزمت وخوف من طبيعة الحياة الأوروبية. أصرت أن تشاركهما في الغد جولتهما الباريسية. حيث انتظرت مغادرتهما العمل لتبدأ رحلة التنقل بين حانات عديدة. استغرب أحمد من ثقافة السيدة، سيما بعد أن عرف أنها حاصلة على دكتوراه في الأدب وتاريخ الحضارات القديمة، وأنها تشتغل كمحافظة مكتبة جامعية فرنسية. عمرها لا يتجاوز الثلاثين إلا ببضع سنوات، لم يكن شكل لباسها يغري أو يسمح بالتطاول عليها أو الاقتراب منها إذا لم ترد ذلك. غلبت السمنة على وسطها بينما كتفاها ضامرتان وفخذاها صلبتان من كثرة الحركة والمشي. أما صدرها فقد كان آية ونموذجا كتمثال روماني يتحدى الناظرين. يتذكر أحمد مرارا ما دار بينهم من نقاش وحوار طيلة تلك السهرة. بهرته السيدة بمستوى ثقافتها الرفيع. كانت تصول وتجول بأفكار تنتقل من الفلسفة للتاريخ والجغرافيا والفن والحضارات الشرقية ومنها تاريخ وحضارة بلده. بدا أنها مغرمة على الخصوص بالسمعة الجنسية لعرب العصور الوسطى وبأدبيات جريئة وكتب قل نظيرها اليوم عندهم في هذا الباب. كان لها في ممارسة الجنس وفي الأخلاق نظريات عجيبة لم يسمع بها. يتذكر فقط أنها متفقة مع زوجها على ممارسة الجنس مع من تشاء لكن بشروط ربما تشرحها له من بعد. وهي لا تعتبر هذا الأمر مخالفا للأخلاق إلا من الناحية النظرية. يعني أن البشرية تضع قوانين وأعرفا للحفاظ على نمط حياة معينة داخل الأسرة التقليدية نظرا لحاجة الاقتصاد والطبيعة والوظائف المختلفة لهذا النمط من العيش. وهو نمط يشبه الهيكل العظمي للجسد، به تقف الدول وتتحرك الحياة. وحوله تنبت قيم وأعراف ومعطيات تزيد الجسد الاجتماعي قوة وصلابة. أما من الناحية العملية فكل هذه القيم ليست مطلقة ولا خالدة ولا هي ضرورية. يمكن لمن استطاع أن يخالفها أن يستمتع بأحواله وشهواته وأمواله وعاداته، لكن الجسد قائم بقواعده وهيكله. إنما أي مخالفة لها شروط منها ألا تؤدي المخالفة لتضرر أي طرف آخر بما في ذلك جسد المجتمع الذي تقف عليه الأسرة. وفي حالتي، تقول الدكتورة، لقد اتفقت مع زوجي وممارساتي لا تضره بل فيها بعض النفع له. وحين أرى أنها تضره سأتوقف عنها. هناك العقل النظري وهناك العقل العملي، وعلى الأذكياء أن يتصرفوا دون الإساءة للقيم داخل المجتمع. أي بدون إشهار المخالفات وإشاعتها بين الناس. لأن للمجتمع علينا حق المحافظة عليه ورعايته. ولنا عليه حق ضمان عيشنا ومتعتنا وسعادتنا. لا ضرر ولا ضرار. في الأخير وجد الثلاثة أنفسهم سكارى بعد منتصف الليل، في مكان بعيد عن الفندق الذي ينزل به أحمد. لهذا عرضا عليه قضاء الليلة صحبتهما بالبيت. هنا وقع أحمد في موقف جعله يتغير تماما ويدخل مشاهد لم يتخيل وقوعها مطلقا. بمجرد الدخول للشقة تصرفت الزوجة بعفوية مطلقة، نزعت كل لباسها واحتفظت بما يستر العورة فقط. لعلها كانت تلمح بأن وجوده معهما لا يغير سلوكها المعهود. تركت نهديها النافرتين لحرية الاهتزاز والرقص. وسرحت شعرها ليتمايل كلما استدارت أو حركت رأسها. بدت كأنها ساحرة تسللت خفية من ظلمات العصور الوسطى إلى أنوار العصر الراهن. أخرجت من الثلاجة زجاجة النبيذ المعتق وصبت له كأسا وتصنعت أن تلامس بنهديها وجهه. اعتذرت وهي تجلس قرب زوجها لتقبله. التفتت نحو أحمد لتعتذر من جديد ثم أمسكت يد زوجها وقادته نحو غرفة النوم. بعد لحظة عادت وفي يدها بيجامة سلمتها لأحمد للنوم. ألقت التحية مبتسمة ثم نظرت إليه طويلا. خيل له أنها كانت تود أن تقول شيئا لكنها ترددت. أخيرا انصرفت تاركة ضيفها ينام في غرفة المعيشة كيفما اتفق. بعد زيارة الحمام لبس البيجامة على عجل وألقى نفسه في أقرب كنبة ثم استغرق في النوم. قبيل الفجر بقليل، شعر بها تزوره وتتفحص وضعه وتغطيه. تحمل في يدها كأسا جديدة ملآنة وتختفي. عندما استيقظ في الصباح مع زوجها. اعتذر عن الإزعاج لكنها فاجأته مع زوجها بأن عرضا عليه أن يترك الفندق ليمضي معهما بقية الشهر بلا تكلف. هذا إن لم يكن المكان قد ضايقه طبعا. حاول الاعتذار لكنها أصرت وهي تبتسم. في الطريق إلى العمل أخبره الزوج أن لديهم بغرفة النوم فراشا يصلح لإقامته إن لم ير مانعا لمشاركتهما في نفس الغرفة. داخله شعور ملئ بالشك وبدأ يتساءل عن نوايا زميله وعما إن كان الغرض فعلا هو تخفيف نفقاته. هل يستضيفانه لوجه التعارف حقا أم لغايات أخرى؟ طلب مهلة للتفكير انتهت بقبول العرض. في المساء رافقه الزميل للفندق ليحمل حقيبته ويرحل نحو الإقامة الجديدة. على غير عادته مع الزميل، عادا ذلك اليوم في المساء مباشرة للبيت. كانت الدكتورة قد هيأت طعام العشاء ولوازم السهر على شرف الضيف. ما أعجب أحمد واستغرب له، ذلك الجو الصوفي العجيب الموجود في الشقة. وجد الديكور كأنه دخل معبدا بوذيا أو محفلا أسطوريا في الصين القديمة. أطفئت أنوار البيت والتمعت مكانها قناديل وأصابع شمع وبخور، زركشات من ورق ملون بالذهب والفضة تتلألأ رغم النور الخافت. ربة البيت ترتدي روبا ) بنوار( صينيا مشدودا حول خصرها بحزام من الحرير المذهب، كأنها مصارعة خارجة للتو من حضارة بائدة. بدا الجسد كإله بوذي ساحر. لأول مرة لاح الصدر بتفاصيله النورانية فوق صرة ضامرة وخصر ضئيل الاستدارة كما لو أن صاحبته تعمدت فضح استدارة المؤخرة والوركين. لا وجود لأي إضافة لحمية هنا أو هناك. قدمان صغيرتان مختبئتان في خفين من ثوب مخملي وردي اللون. ابتسامة جذابة هادئة تستقبل أحمد وزميله، وكل الشعر المهفهف الأملس مربوط خلف الرأس مثل كرة، مما أفصح عن الخدين والعينين والأنف المستقيم والأذنين الدقيقتين، فأحس أحمد، حتى قبل تاثير الشراب أنه يغادر الزمن الحاضر في سفر سري نحو المجهول. أشارت الدكتورة لزوجها بلغة العيون، حركة فهم الغاية منها بسرعة. اتجه فورا للدوش فتبعته زوجته. بعد لحظات خرجا معا وعلى زوجها روب حريري مطرز من ناحية الصدر بخيوط ذهبية، يشابه في شكله ما لبسته الزوجة إلا أنه أسود اللون. وبدون استشارته مدت يدها لأحمد وأخذته بلطف بدوره إلى الدوش. هناك جردته من لباسه بهدوء وهو مندهش. ثم فتحت صنبور الدوش ونزعت الروب ولحقت به. أراد أن يتحرك أو يفعل شيئا لكنها نبهته بحركة من وجهها ليستسلم. ابتعدت عنه قللا وسمرت بصرها على وجهه ثم سائر جسده. كان هناك شعر كثيف يغطي عانته وتحت إبطيه. رفعت يده إلى أعلى لتتأكد. دهنته بصابون جيل وفركت بسرعة كامل المساحة المغطاة بالشعر حتى اختفى الشعر تحت الرغوة. تناولت آلة الحلاقة وشطبته بعناية. كان ينظر لحركاتها مذهولا وخيل له أن أيره يكبر أكثر فأكثر كلما تخفف من الشعر الذي يحيط به. عندما أكملت طقوسها أدخلته ثانية تحت الدوش، دون أن تغفل عن غسل أيره. عندما شاهدت انتصابه ضحكت وقبلته وهي تقول بصوت يكاد لا يسمع مع صوت رشاش الدوش: = إنتظر قليلا حتى يأتي دورك يا غزال. ألبسته بعد ذلك روبا حريريا أسود مطرزا بخيوط الذهب ثم سبقته للخروج بعد أن صبت عليه جرعة من الطيب. حول المائدة المملوءة بما لذ من الطعام والشراب، مدت لكل منهما كوبا به منقوع يشبه الشاي. قال زوجها إن مفعوله أقوى من حبوب الفياغرا. شربت هي منقوعا مخالفا. ثم قالت بأن على كل منهما أن يغلق عينيه وألا يفكر في شيء كمحاولة لتفريغ الدماغ من شوائب ومشاكل الحياة وإفراغ الأعصاب والقنوات من التوتر. ساعتها فقد أحمد كل صلة له بحياته وبلده. كما لو أنه انتقل إلى وجود خارج الوجود الأرضي. كان يشعر بجسده خفيفا أو بلا وزن البتة. لم يعد لوعيه إلا بعدما مدت له الدكتورة قطعة من الثلج ليضعها فوق جبهته. ابتسمت له وعادت لعملها. سألته هو بالذات إن كان يؤمن بتناسخ الأرواح. وعندما أنكر ذلك بحكم تقاليده التي تؤمن بخلود الروح في السماء، ضحكت وبدأت تشرح له من تعاليم البوذية والهندوسية ما يعاكس ذلك. هز رأسه وأعرب عن عدم اهتمامه. عادت تسأله عن أهم أنواع اللذة في الحياة، أجاب بما يعرفه باختصار. اعترضت لما انتهى من إجابته قائلة: = البشر في أول الحياة يبدؤون بلذة الفم أثناء استلذاذ الجنين بثدي أمه. ثم يكتسب بعدها لذة التلذذ بمتعة الشرج أثناء التبرزما بين الثانية والخامسة من عمره. ثم ينتقل إلى لذة اكتشاف الجسد وفوائد كل عضو فيبدأ الانتباه لوجود عضوه الجنسي بحيث يهتم ويتلاعب به كتمهيد لاكتشاف وظيفته الكبرى بعيدا عن البول المعتاد. لهذا، تقول الدكتورة لأحمد علينا أن نستعيد القيمة الهامة للمرحلة الأولى بواسطة لذة الفم واللسان. ضحك زوجها وسمعه أحمد وهو يقول بصوت خافت: = هيئ نفسك يا صديقي استمرت الزوجة تشرح فلسفتها: = لقد أخذت على نفسي التزاما مقدسا. أحب الجنس حتى العبادة، لكني لا أسلم جسدي إلا لمن يستحقه. لهذا من عادتي أن أخضع من يريدني لامتحان خاص. أنا مولوعة حد المرض بلذة المص. لي فيها مرونة وإتقان ستختبره بنفسك. وعلى من يريد الفوز بجسدي كله أن يصمد لفمي ولساني ما يقارب عشر دقائق. ستخضع لنفس الامتحان بعد قليل. كان أير أحمد منتصبا بشكل مثير تحت روبه الحريري. عندما انتبهت إليه الدكتورة ابتسمت وقالت: = هذا الانتصاب القوي المبكر ليس من مصلحتك. لن يساعدك على الصمود أكثر من دقائق قليلة. حاول أن تفكر في أمور دنيوية تخفف عنك. والآن إن كنت مستعدا دعنا قبل ذلك نشرب ونأكل قليلا. تفضلوا. لن ينسى أحمد كل هذا ولن يكذب إن قال بأنه نجح تلك الليلة في الامتحان. إذ ما كادت الدكتورة تمسك عضوه بكفها حتى بدأ ينتفض حتى خاف أن يصب محتواه بين أصابعها. لاحظت هي انفعاله وعصبيته، فبدأت تحاول تهدئته قائلة: = من حيث حجم عضوك وطوله يا هذا فهو جيد. لا هو غليظ طويل فأحتاج لترويضه إلى يدي الاثنتين، ولا يصعب الحركة على اللسان عند مضايقته، ولا هو قصير فيضيع كالحلوى في الفم قبل بلوغ الحلق. عضوك يكفي للمطلوب لأن لساني سيراقصه ويتتبع عروقه من الجذر إلى الرأس وطوله يكفيه ليتجاوز مدخل الحلق بقليل. عليك أن تكثف من تركيزك وخاصة لما يتسلل الرأس مدخل الحلق نحو البلعوم. ستتردد هذه الحركة عدة مرات وهي الدليل إن صبرت على قدرة تجعلك خبيرا في اقتحام كل الثقوب الأخرى بعزيمة وصبر، عندما أسمح لك يمكنك القذف داخل حلقي مباشرة لو أردت. هل أنت مستعد؟ لكنه للأسف بعد برهة قصيرة لم يصمد لمداعبات لسانها المتمرن، لأنه مع أول إطلالة لرأس أيره تجاوزت الحلق تصبب حليبه ساخنا بقناة البلعوم، ما وراء المجال الذي يلعب ويحس فيه اللسان. أما كيف انتهت السهرة، فإن الدكتورة خاب ظنها مع القذف إذ أخرجت عضوه متأسفة وقالت لزوجها: = مع الأسف، ستكون وحدك الليلة، غدا نعيد التجربة مع ضيفنا العزيز، والآن جاء دورك. وجد أحمد نفسه متفرجا عندما أولج الزوج عضوه في فمها وطال المص حتى أخرجته من فمها وهي متهيجة ثم نزعت الروب وخيرت زوجها فأشار لها أنه يريد طيزها. اتخذت وضعية الكلب وأمسكت فلقتيها بيديها وتركته يخترق خرمها بدون تحضير أو خوف. ثم انتقلوا جميعا لغرفة النوم حيث كان على أحمد أن يتابع المشاهد اللاحقة من فراشه. لم تتحسن وضعية أحمد إلا بعد محاولتين. عندها دخل في حساب الدكتورة وصار من حقه أن يفعل معها، بحضور الزوج، كل ما يخطر بباله. كانت مقارباته الأولى عنيفة وقوية حتى لاحظت عليه ذلك بتعليق سريع على شكل سؤال. = خفف عن نفسك، الأمر لا يتطلب كل هذا الانتقام يا حبيبي. كاد أحمد يغفل موعد الرابعة زوالا مع "مامادو" هي الثالثة الآن. عليه أن يوقظ "نونو" زوجته لتستعد للموعد والسفر. كان يرغب أن يستمر في مراجعة ذكرياته ليعثر على ما سبب انتقاله من حالة التعقل إلى حالة لا يقبلها العقل البرئ، لكن الموعد أدركه. وهو على كل حال يعرف من جهة التفكير في زوجته أنه من المستحيل أن يجد جوابا شافيا. فهي لم يسبق لها أن قصت عليه حياتها قبل الزواج. يذكر أنها كانت بكرا حين تزوجها. ولم يحدث أن طاوعته طيلة أعوام حين كانت تميل به الشهوة إلى طلب شيء غير معقول من جهتها حتى يستنتج أنه كانت لها ممارسات من هذا النوع. كل ما عرفه من خلال بعض الجلسات أنها لم تعش أي تجربة جنسية من قبل. وأن أقصى ما فازت به في حياتها الطلابية هو بعض الرسائل الغرامية الأفلاطونية. وهو يصدقها طبعا لأنه يعرف والدها وأخاها حق المعرفة. فقد كان الأول مدير مدرسة محترم ومتشدد معروف باستقامته وصلابته. أما الأخ فلطالما قام كلفته الأسرة بدور الحارس من بعيد. وأقرب تفسير لتصرفها الراهن أنها تشبه الطائر المسجون في قفصه ما يقارب الثلاثين سنة. فلما فتح أمامها الباب طارت لتحرك جناحيها في الهواء الطلق. لعل الأمر بالنسبة لها يشبه الانتقام. هو بالفعل انتقام فقد سبق لها أن فسرت تصرفاتها الجنسية الضيقة والتقليدية معه بنفس السبب. لقد حرمته لفترة حتى من الممارسة تحت النور. ظلت تصر على إطفاء الضور والانسلال تحت الغطاء قرابة العام. وقد حرمته لمدة طويلة من مشاهدة الأفلام الإباحية قبل أن تبتلى مثله بمشاهدتها في السنوات الأخيرة. لهذا فهي تتخلص اليوم من رصيد هائل كان مخزنا داخلها بعد أن وجدت شهوتها منفذا للانفجار. هي بلا شك قنبلة موقوتة ما إن صادفت من يدحرجها حتى انفجرت. التتمة في الجزء الحادي عشر.[/B] من مذكرات /ذ.أحمد وزوجته مع الدياثة الجزء الحادي عشر بدأ تطور "نونو" أو نادية بعد الحمل والولادة بقليل. يمكن القول إنها بدأت تخرج من تحت الماء لترى الحياة والمجتمع بعين المهندسة صاحبة مكتب ناجح للدراسات الهندسية والمعمارية. عرفت لأول مرة معنى مواعد العشاء خارج المنزل، في أفخم المطاعم بحضور ضيوف شركاء أوغرباء. فيها عقد ذوقها مع أنواع مختلف الكحوليات صداقة لم يخنها أبدا لحد الساعة. كما صار لها صداقات مع أناس مهمين، نساء ورجالا. تحرر لباسها بالشكل المعبر عن شخصية المهندسة التي تحرص على الظهور بمنظر المرأة الحديثة. انخرطت في جمعيات خيرية وأخرى رياضية للمحافظة على رونق جسدها الفتان. وكان أقصى ما انفتحت عليه بلهفة نادرة هو مشاركتها لزوجها عند نهاية الأسبوع في مشاهدة أفلامه الإباحية. بلغ بها الارتباط بهذه الأفلام، أنها صارت خبيرة تحفظ أسماء الممثلين وخاصة بعض الممثلات، وتتابع أفلام بعض المخرجين، اختارتهم لأسباب لم تشرحها. قام أحمد واقفا بمجرد حلول الساعة الثالثة. راح يتفقد السيارة رباعية الدفع التي ستنقله مع الضيفين وزوجته إلى "إفران" بعد قليل. فتح الراديو وجلس يستمع لأغنية لعبد الحليم بعنوان " أنا لك على طول خليك ليا" وينتظر أن تلحق به زوجته. في تمام الساعة الرابعة كانت السيارة تتجه بسرعة ملحوظة عبر الطريق السيار. عند مدينة مكناس غادرت هذا الطريق لتنحرف نحو الجنوب الشرقي، عبر طريق غير سيار. جلست المهندسة عن يمين زوجها، بينما احتل الضيف" مامادو" ومواطنه "راوول" المقاعد الخلفية. اقتصرت الأحاديث على تعاليق سريعة حول مناظر الطريق، وحالة الطقس وتأثير الجفاف على الموسم الزراعي. مواضيع لا يشك من يسمعها نهائيا أن أصحابها يتحولون أثناء الليل إلى وحوش جنسية تفترس بعضها بلا أي رحمة. عند وصول السيارة لمدينة الحاجب، تغيرت معالم الطبيعة رأسا على عقب. ملامح الأطلس المتوسط بدأت تفرض نفسها من خلال غابات الأرز الشامخة وأشجار السرو والبلوط. كما بدأت تغيب عن المشهد تلك الضيعات الواسعة وحقول البصل والتفاح والإجاص. لاحظ "مامادو" على امتداد الطريق وجود حراسة مشددة. سيارات لرجال الدرك وأخرى للجيش وأعلام وطنية منصوبة فوق أعمدة عالية. مما دفعه للتساؤل بعد تردد، فأجابه أحمد قائلا: = لا تهتم، يحدث مثل هذا عادة عندما تحظى المنطقة بزيارة أحد الشخصيات المهمة. مسألة أمن واحتياط لا غير. وصلوا لمدينة إفران قبيل الغروب بقليل. استغرقت الرحلة قرابة ساعتين فقط. كانت المدينة كعادتها غارقة في صمت قاتل. الشارع الرئيسي وخاصة عند مدارات محددة مملوءة بمشهد الشرطة والجيش والدرك. من بعيد، في قمة ربوة عالية يظهر فندق" ميشليفن" مثل قصر أثري يحرس المدينة. هناك طريق ضيق يتلوى صاعدا نحوه كأنه ثعبان يتسلل بين أشجار الغابة. غير بعيد تبدو بناية جامعة الأخوين الشهيرة. في مدخل النهج الضيق وقفت سيارة الدرك تحول بين الراغبين في التوجه للفندق. عبثا حاولت "نونو" إقناع الدركي أنها حجزت في الفندق شقتين، لكن الرجل بدوره أقنعها أن هناك تعليمات، لأن الفندق بكامله محجوز من طرف الدولة. أصبح من المطلوب، يقول أحمد، أن ندرك المدينة لكراء فيلا نقضي بها يومين أو ثلاثة. فعلا استطاعوا العثور على بغيتهم بسهولة، حيث أن رجالا يمثلون بعض الوكالات يقفون في المنعرجات، يلوحون بمفاتيح للدعاية. اتجهوا فورا للمكان صحبة أحدهم. نزلت "نادية" لتحضر نفسها للسهرة بينما كان على أحمد وضيفيه أن يذهبوا للتبضع، بعد أن سوى الإجراءات مع الوكيل قبل أن يصرفه. كان عليه الذهاب نحو مدينة "آزرو" التي تبعد بحوالي عشرين كيلو عن "إفران" لهذا الغرض لأن أسواق إفران تغلق أبوابها باكرا. في طريق العودة، فكر أحمد في زيارة الصديقين الآخرين، الإفواري والكاميروني. كان مشروع المركب الترفيهي يقع تقريبا في الوسط بين المدينتين. لم يكن مروره وتفكيره في الطالبين المتدربين بالمركب مجرد صدفة. كان يحتاج لهما لإغناء الحفلة وتنفيذ فكرته التي يتخيلها على صورة انتقام. وحده كان يسير على هدي أحلامه وتخيلاته. لا أحد غيره يفهم ما يحدث بالضبط. في المركب، حيث يقيم الطالبان، قضى أحمد مع ضيوفه وقتا تجاوز الساعة، بحيث غرقت الطبيعة في ظلام تام. فوجئ أحمد قبل العودة لإفران براوول يسأله إن كان بالإمكان أن يسهر معهم الطالبان لبعض الوقت، للترفيه عنهما قليلا وإخراجهما من روتين الشغل والهدوء والصمت. كأنه يقرأ ويحس بما يجري داخل دهن أحمد. مع هذا تصنع الدهشة، ورد عليه بأنه لن يستطيع إعادتهما لأن الطريق صعب خاصة خلال الليل. لكن راوول لم يستسلم واقترح عليه أن يبيتا في الفيلا لأن بها غرفا كثيرة صالحة لذلك. لم يجد أحمد بدا من الموافقة، أما "مامادو" فقد كان مركزا اهتمامه على المشروع فقط. حين سأله أحمد عن رأيه، كان الأمر بالنسبة إليه سيان، وإن كان يرى أن في حضورهما بعض الفائدة، لأنه يتمنى أن يناقشهم ويستفيد من معلوماتهم في الموضوع. بمجرد دخولهم للفيلا كان منظر "نادية" مثيرا للجميع. أخذت حماما وزوقت نفسها ورتبت شعرها بالشكل المطلوب. لم تكن تتوقع حضور بقية طلابها ولهذا أحست بتوتر قد يغير مزاجها، حيث لاح عليها الاستغراب. أخيرا أخبرها "راوول" بأنهما اتفقا مع الأستاذ أحمد لكي يعيدهما بعد العشاء إلى المركب. كل شيء حاضر. تكلف أحمد وبقية الطلاب بتهيئ طاولة الطعام والشراب. فتحت قوارير البيرة وزجاجات النبيذ. بدأت السهرة بمزيج من الضحك والنكت والمعلومات التقنية. أخرج الطالب الكاميروني من جيبه حبوبا وزعها على صديقيه وابتلع بعضها. تشكل المجلس من دائرتين في البداية. أحمد و"مامادو" و"نونو" من جهة، وبقية الطلبة من جهة ثانية. ارتفع الضحك. فتح أحمد التلفزة. جعل يسبح متنقلا بين القنوات باحثا عن أفلامه المفضلة. لم يجد شيئا يروقه. شتم من صنعها ومن اشتراها وهو يضحك قبل أن يتوقف عند قناة مختصة في أغاني، أغلبها غربي باللغة الإنجليزية. بدأ الطالب الكاميروني يرقص بخفة ومرونة. تدريجيا التحق به الآخرون، يهتمون ويصفقون. لم يلبث بقية الطلبة أن شاركوه في الرقص. بدا أن "نونو" لم تعد متضايقة لحضور الشابين. راقها الجو. قامت لتعبر عن إعجابها بمبادرة غير منتظرة. أمسكت "مامادو" من الخصر ودعته للرقص. الطريقة التي أحاطها بها هذا الأخير فضحت درجة الانسجام بينهما. ثم دخلت وسط الطلاب الذين أحاطوا بها من كل ناحية. تعانق هذا وتنتقل لغيره. عندما تقترب من "مامادو" لا يجد أي غضاضة في وضع كفيه حول مؤخرتها فتجيبه بأن تتلوى وترجع رأسها وصدرها للخلف. يتعمد هذا تقريب حجره ووسطه من حجرها. تستدير نحو أحمد بوجهها فيما مؤخرتها ملتصقة بحجر "مامادو". بدا على أحمد أنه دخل عالم السعادة التي طالما انتظر وصولها. يرى نفسه أقرب لفكرته من أي وقت سابق. هاهو يقود الجماعة للمشهد الذي طالما حلم به. يبدو أن زوجته لم تعد تميز أو تهتم بمن يحضر ومن يغيب. تأكد له ذلك عندما جرته بعيدا عن الجماعة وهمست في أذنه سائلة: = هل تفكر حقا في إعادة الشابين للمركب في هذا الليل البهيم؟ = طبعا يا حبيبتي، ليس معقولا أن أفسد عليك السهرة، أنا نفسي سوف أختفي من المشهد لو كان حضوري يضايقك. = لا تقل هذا. بل بالعكس. هذه الليلة من الضروري أن تكون حاضرا. تعلم أني لم أجرب من قبل الجنس الجماعي. سأكون الليلة ملكة أنت أمينها وحارسها العام. من الآن آمرك ألا تسوق السيارة بالليل وأنت سكران. لا يمكن أن أعرضك للخطر. يمكنهما أن يبيتا في غرفة ثانية، لو ظهر أن حضورهما سيكون مزعجا. = شكرا على اهتمامك، لكن لا تنسي أنهما لن يغادرا الرقص والهيصة والنشاط هكذا بسهولة. لم يبق هناك ما يستحق الإخفاء والتستر.. = لا يهم، لعل زميلهما "راوول" أخبرهما بدون شك عن سهرته السابقة معنا. وبصراحة، أصبح بقاؤهما ضروريا، أشعر أني ملكة فعلا، إفريقيا كلها تحت إرادة شهوتي. أشعر بهيجان شديد، دعنا نجرب شيئا جديدا يا حبيبي. = كما تحبين يا عزيزتي. أجابها وهو في قمة السعادة بما تحقق له. ثم رجعا نحو الجماعة. اتجهت مباشرة نحو "مامادو". عانقته وقبلته كإعلان عن بداية السهرة. أجلسته حول الطاولة وجلست قربه. وبدون تمهيد قالت: = أنت يا "راوول" أين الأعشاب التي طلبتها منك سابقا؟ هل نسيتني؟ = لم أطلبها لأني كنت معكم في المكتب، لكن هناك ما يعوضها. قال ذلك والتفت مادا يده نحو صديقه الكاميروني: = هات واحدة يا "شارل". قدم له "شارل" حبة واحدة، فمدها بدوره إلى "نادية" التي ابتلعتها بسرعة، ثم قالت: = على كل من يرغب في حضور السهرة أن يدخل الحمام ويحضر نفسه. نظفوا أنفسكم جيدا، لعلمكم أنا لا أحب العانات ذات الشعر الكثيف. العانة المشعرة تحول العضو المسكين إلى وحش مخيف. سأقدم لكل واحد منكم هدية تناسبه. استدارت نحو "مامادو" قبلته وهمست في أذنه بكلمات غير مسموعة. وقف هذا بدوره واتجه نحو الحمام. انتظرت نادية صحبة زوجها حتى عاد "مامادو" أولا ثم بقية الطلبة واحدا بعد الآخر. كان أحمد، بطلب من زوجته قد نحى الطاولة جانبا وصفف المقاعد الأربعة اللازمة بجانب بعضها في خط واحد. وقفت نادية شبه عارية لا يستر وسطها سوى تبان قصير تلوح من تحته معالم العانة والكس بوضوح. أما المؤخرة فكانت مفضوحة بالكامل. خيط رفيع يفصل ما بين الردفين. نهداها مدببان نافران بدون حمالات. تقدمت أولا جهة عاشقها القديم وشرعت تنزع عنه قميص الصدر. وقف أماها مطيعا، وأنزلت السروال كذلك قبل أن تأمره بالجلوس من جديد. نفس الشئ كان نصيب الطلبة وأحمد الذي ظل واقفا بلا مقعد. جلست هي مقابل المعاقد الأربعة. نادت أولا على "مامادو" تحت نظرات التعجب والاستغراب التي بدت على الطالبين الجديدين على الخصوص. وقف أمامها مثل تلميذ أمام معلمه. مدت يدها لتبانه وشرعت تنزله ببطء شديد حتى قارب الركبتين وهي تقول: = هديتك الأولى تتوقف على نجاحك في التجربة. سأقوم بتدليك أيرك مدة خمس دقائق، فإذا لم تقذف، سأمصه خمس دقائق أخرى. فإن لم تقذف، سيكون من حقك أن تكون الأول، وسأترك لك حرية الاختيار كما تشاء. أحمد زوجي سيراقب عداد الساعة. هل أنت مستعد؟ = أتم الاستعداد. أجابها بحماس تعرفه، مثل طالب مجتهد طيلة عشر دقائق لم يقذف "مامادو" بل زاد أيره صلابة واستنفرت عروقه حتى صار شكله مثل قنفذ شائك. = نجحت لكن عليك الانتظار حتى نعرف حصيلة البقية. نادت على زوجها لتسأله عن قصاصات ورقية سبق له إعدادها. كتب على كل منها اسم طالب من هؤلاء الثلاثة. مزجت القصاصات بخفة دائرية كأنها تدير قرعة مقابلات الكرة، قبل أن تمتد أناملها لتحمل منها واحدة. كان النصيب من حق الكاميروني، فتقدم هذا نحوها ذاهلا غير مصدق. عبر عن دهشته بشهقة ثم بدأ يسعل مرتبكا بعض الشئ. صب له أحمد كأس نبيذ فابتلعه في جرعتين، ثم تقدم نحوها. أنزلت تبانه بنفس الطريقة. ظهر أيره في نصف انتصاب كأنه خيارة ذابلة في نهايتها مظلة. ضحكت "نونو" من منظره. كان رأسه مدببا يهبط نحو محيطه بإتقان حتى يفيض بما يقارب سنتم واحدا بعيدا عن الوسط. يبدو منظره كأنه خيارة تخترق نصف حبة طماطم كبيرة الحجم. = عجيب، لا يبدو عليك أنك تملك مدفعا قويا هكذا. يا لحظك التعيس. حجم عضوك لا يمكنني المغامرة بمصه. لهذا سأدلكه عشر دقائق فإن لم تقذف، سيكون لك أن تختار الوضع الذي تريد سواء وحيدا أو مع شريك آخر من اختيارك. قالت هذا وهي تملأ كفيها بمرهم أبيض اسمه "نيفيا". بدأت تدلكه ببطء متلذذة بحجم الرأس على الخصوص. ما لا يصلح للفم يصلح للضم، تقول في نفسها. بدأ يتضخم حتى زاد وزنه مما جعلها تستعمل يديها معا لحمله. تعالت شهقات الولد وارتفعت دقات قلبه. أحست نادية بنوع من الاضطراب في تنفسه. نظرت إليه فوجدت عينيه مغلقتين ورأسه يتمايل محاولا الصمود، كأنه سابح في الهواء. حركاتها بطيئة. تمسك العضو داخل كفها من أسفله دون أن تحيطه بالكامل، بينما تصعد الأخرى فوقها بحركة دائرية نحو الرأس حتى تحضنه وتجتازه لتعود نحو أسفل القضيب، في النقط التي تخلت عنها اليد الأخرى قبلها. تعيد زحفها إلى الأعلى من جديد. كلما ذاب المرهم تمد كفها دون أن توقف التدليك نحو زوجها ليملأه بمرهم النيفيا مرة أخرى. تصاعد الضغط على الولد الذي يحاول أن يصبر. في الدقيقة الثامنة صرخ شاهقا وهو يقذف بقوة مثل صنبور مياه فتح دون إشعار حتى ملأ حليبه شعر ووجه نادية. فاجأها القذف فأغلقت عينيها. سقطت نقط منه على صدرها العاري. قبل أن يكمل القذف، سقط أمامها مغشيا عليه وعضلات فخذيه وذراعيه ترتعش، كأنما أصابته نوبة صرع. كان فمه مفتوحا ورغوة بيضاء تخرج منه ومن أنفه. أصيب الكل بالدهشة لما حصل. لم يصدقوا خطورة الذي حدث إلا من خلال الرغوة التي تغطي وجه الولد، و رعشة الأطراف. عيناه مغمضتان وعنقه مسترخ. كلما حاول أحد تحريكه كان رأسه يلتوي ميالا للسقوط، كأنه منقطع عن الجسد لا يشده إليه سوى اللحم بلا عظم يسنده. تحدث الجميع دفعة واحدة. بعضهم ينصح بصب الماء على الوجه والصدر. آخر يدعي أن وضع مفاتيح السيارة أو البيت في كفه سيحل المشكل. "نادية" مصعوقة تفقد شهوتها، وتفتح فمها خائفة، تتساءل عما يجب فعله بسرعة غير عابئة بما تسمع. عاصفة الحدث قصفت بنشوة الجميع، فعادوا للواقع. أسرع أحمد بفوطة نحوه، بينما ازداد فزع "نادية" طالما بقي الولد غائبا عن الوعي. لم تكن لأحمد ولا لزوجته خبرة كافية لمعرفة ما يحدث. اقترب "مامادو" منه. حملق في وجهه لحظة وتلمس بكفه على قلبه، التفت نحو أحمد قائلا: = يجب أن نعرضه على طبيب، يبدو أنه تناول شيئا غير الشراب قبل حضوره معنا. هنا تدخل "راوول" ليقول: = نسيت أن أخبركم أنه متعود على تعاطي مخدرات مختلفة، لعله بالغ اليوم. يجب عرضه على طبيب بصفة عاجلة. لم يبق هناك مجال للتأخير. اتصل أحمد برقم الإرشادات على هاتفه ليستفسر عن عنوان قسم المستعجلات. للأسف لا يوجد أي قسم بالمدينة، وبذلك أصبح من الواجب التنقل بالمريض إلى مدينة "أزرو" نظر أحمد لزوجته ليعرف من سيرافقه ليساعده. تفهم "راوول" الوضع فتطوع للمساعدة. حاولا معا حمل الولد للسيارة فوجداه ثقيلا جدا، ولولا مساعدة "مامادو" والولد الإفواري لما نجحا في إيصاله إليها. هكذا خلا الجو لنادية وعشيقها من جديد. يتطلب الوصول للمستعجلات ما يربو على نصف الساعة تقريبا. تم تثبيت المريض في وضع الجلوس في الخلف مسندا بمخدة من كل جانب، وبجانبه صديقه "راوول". حاول أحمد أن يسوق بأقصى سرعة ممكنة مراعيا حالة السكر ما أمكن، خوفا على صحة الولد. عند الوصول للقسم، حمل على عجل للمعالجة. تطلب الأمر القيام بغسيل داخلي بعد عرضه على الطبيب. تبين فعلا أن حالته نتيجة إجهاد ومبالغة في تعاطي مخدر قوي زيادة على الكحول. ولوحظ أن القسم رفض أي تدخل قبل تسجيل كل المعلومات، ولولا جنسية الولد ووظيفة والده الوزير لتم تأجيل التدخل إلى صباح الغد. بعد حوالي الساعتين صحا الولد من غيبته. كان متعبا يحس بصداع شديد في الرأس. سلموه بضع أدوية لتخفيف الألم ريثما يزور طبيبا آخر في الصباح. لما تقررت العودة لمدينة إفران وجد أحمد ومن معه أنفسهم واقفين أمام رجلين بلباس مدني يطلبان منهم مرافقتهما لقسم الشرطة. حاول أحمد معرفة السبب، لكنه لم يحظ بجواب مقنع. قالوا له أن القوانين تفرض ذلك في مثل هذه الحالة. في القسم، سجلوا معلومات مستفيضة عنه وعن "راوول" وعن المريض. سئلوا عن نوع المخدر وعن المكان الذي تم اقناؤه منه. لم يستطيعوا مغادرة القسم إلا قبيل الفجر بقليل، بعد أن تعرفوا على جنسيتي الطالبين، وعن وسطهما العائلي، دون نسيان أحوال أحمد وشركة زوجته أيضا، وسبب وجودهم جميعا بهذه المنطقة. كان أحمد في حالة حرجة بسبب ما حدث. أحس بنوع من الندم وتأنيب الضمير، لأنه تقبل حضور الطالبين معهم. حاول مهاتفة زوجته لكن هاتفها لم يكن في وضعية الاشتغال. عندما وصلوا لمدينة "إفران" كانت الأضواء قد بدأت تلوح في المشرق فوق القمم البعيدة بينما الغابة غارقة في ضباب كثيف. دق أحمد الباب لتفتح لهم زوجته لفترة طويلة نسبيا. عندما تأخرت تخيل أنها نائمة في حضني "مامادو" والطالب الآخر.. وبينما هو يلح إذا بشخص يحمل عصا في يده ومعه كلبان، يظهر من فراغ. قدم نفسه لأحمد بصفته حارسا ليليا مكلفا من سكان الحارة. وأخبره أن سيارة الشرطة حضرت في حوالي منتصف الليل وأخذوا من كان بالفيلا، وأنه لا يعرف السبب. استغرب أحمد ما سمع وأخذ يلعن كل من هب ودب. ألح على الحارس لمعرفة المزيد عن زوجته، لكن كل ما أضافه الحارس أنه سمع من يقول بأن الشرطة اتهمت السيدة التي كانت برفقة أجنبيين من إفريقيا بالفساد، خصوصا بعد الشك في تعاطي المخدرات. أسرع أحمد نحو قسم الشرطة ليبحث عن مصير زوجته وضيفها وهو يواصل الطعن والسب فيما حدث. لم تسلم المدينة من لعناته. في القسم حاول الدفاع عن زوجته لكن الضابط استمع لأقواله وتريث طويلا قبل أن يخبره بأن الشرطة وجدت السيدة عارية صحبة ضيفيها. أراد أحمد أن ينفي ما سمع لكن الضابط أقنعه بوجود صور واعترافات تثبت التهمة. لم يبق أمام أحمد سوى التوجه لمكتب أحد المحامين. تسلم من الضابط بعض الأرقام ساعدته على الاتصال بأحدهم. هكذا بمعية المحامي تنازل أحمد عن حقه في محاسبة زوجته، ليتم إخلاء سبيلها بكفالة. أما "مامادو" والطالب الإفواري، فقد تم تحريرهما لأنهما مسيحيان، ولأن خبر اعتقالهما وصل لسفارتي البلدين، مما أدى فورا للمطالبة بإطلاق سراحهما، بضمانة السفارتين. أما كيف جرت زيارة البوليس للفيلا ليلا لتلقي القبض على الجماعة، فقد أخبره المحامي عن تنظيم التواصل بين المستشفى وأقسام الشرطة في المدينتين، سيما بعد أن تم تسجيل كل التفاصيل والمعلومات بما في ذلك عنوان الفيلا من طرف إدارة المستشفى. لم تقف هذه الحادثة حاجزا نهائيا في وجه أحمد ومغامرات الزوجة. كان هناك حالات ثانية، لكن ما وقع كان كافيا لهما للتفكير وأخذ المزيد من الحيطة والحذر. تطلب الأمر التوقف لمرحلة طويلة نسبيا تعدت ستة أشهر، قبل أن تشتعل نيران الشهوة من جديد، وتبدأ المهندسة "نادية" مغامرات أكثر حظا واطمئنانا من مصيرها الأخير. النهاية في الحلقة الأخيرة، الثانية عشر [/QUOTE]
إدراج الإقتباسات…
التحقق
1+1
رد
قسم قصص السكس
قصص سكس تحرر ودياثة
من مذكرات د/أحمد وزوجته _ حتى الجزء الحادي عشر (Round trip to org)
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
موافق
معرفة المزيد…
أعلى
أسفل