ص
صبرى فخرى
عنتيل زائر
غير متصل
عشق لا ينتهي
الجزء الأول
لا زلت على نفس حالتي من السرحان , الصدمة , الخوف الممزوج بالفرحة واستعادة الثقة بالنفس , رجعت لحبي للدنيا من جديد بعد أن كنت قد كرهتها كراهية المفلس الذي لا يجرؤ على الذهاب للسوق لأنه يعلم انه لن يعود منه بشيء غير الحسرة , الحسرة على عمر ضاع في انتظار شيء يعتبره الناس وهما "وهو الحب" , حتى أنني كنت على وشك أن اصدق أنه فعلا وهم , كدت أن اكفر به وألعنه و ألعن من تؤمن به وتنتظره مثلي , فقد كلفني ذلك الكثير , كلفني أن أحصل على لقب مطلقة وأنا بعمر الثانية والعشرين بعد زواج هو فاشل دام فقط لمدة شهرين , زواج اقترنت فيه السلطة بالمال , اقترنت فيه ثروة والدي الذي أنا وريثته الوحيدة مع سلطه ابن احد الوزراء , واقترنت فيه أيضا أحزاني وآلامي بالآم طليقي التافه الذي عرفته مكانه الحقيقي بين الرجال وعرفني هو ووالدي ووالده مكاني الحقيقي بين الضحايا , وها أنا ذا بعمر الخامسة والثلاثون يتيمة الأب والأم , مطلقة وحيدة حزينة يائسة على الرغم من جمالي المعقول وثروتي التي لم تغني عني من السعادة شيئا , ولا زلت أوصف بهذا الوصف , كما أني لا زلت لا اصدق , لا اعرف أهو حلم ما أمر به أم حقيقة , هل أنا بالفعل أقرأ ثاني خطاباتها لي ؟!!
هل يوجد احد على وجه الأرض يحمل لي كل هذا الحب , كل هذا العشق و أنا لا اعلم من تكون ؟! , أخاف حتى أن اصدق , من أي مكان تأتي بكلمات تحمل كل هذه الرقة وكل هذه العذوبة , من أي مكان جئتيني بكل هذا الإحساس وبكل هذه السعادة , أخاف أن اصدق ما أنا فيه , أخاف خوف التائهة الظمآنة في صحراء خلت من الماء فأفيق على أن الماء الذي فاجأني في الأفق ليس إلا سرابا , فمثلي قد أنهكتها الأيام ولا تحتمل صدمة جديدة من هذا النوع تحديدا , فقد اكتفيت منها واكتفت تلك الصدمات مني , فما سعى إليّ بعد طلاقي وبعد وفاة والدي إلا طامع في ثروتي أو تافه يشبه زوجي الأول فلم أجد منهم من يحرك ركود المشاعر في قلبي الجريح ففضلت الانتظار , انتظار الحب الذي قد لا يأتي , فهل أتى الآن ؟
و هل أنا مستعدة لأن أخوض غمار تجربة تمنيتها وانتظرتها لسنين طويلة لتأتي بهذا الشكل الذي أبدا لم يخطر لي على بال ؟؟!
كل هذا العشق وكل هذه الكلمات التي تعيد الحياة لقلب ماتت واندفنت فيه المشاعر والأحاسيس طوال هذه السنين تأتيني من امرأة مثلية , وأنا التي لم أفكر يوما أن أكون على علاقة بامرأة مثلي ؟؟! , و أنا التي لم يخطر ببالي حتى أن أطالع صورة أو أشاهد فيلما سحاقيا على احد المواقع الإباحية التي اهرب إليها على فترات لألبي مطالب جسدي اليائس من شريك في السرير ؟ ثم سرعان ما اهرب منها مع مزيد من الندم والأحزان؟
ألاف بل ملايين الأسئلة تغتصب عقلي وقلبي : هل هذا ممكن , و من تكون صاحبة تلك الخطابات , أهي صديقة ؟ أم زميلة في العمل ؟ أهي إحدى طالباتي في الجامعة التي املكها وادرس فيها بحكم عملي كمدرسة في كلية الآداب في الجامعة الخاصة التي املكها وورثتها عن والدي , أهي إحدى الزميلات في الجمعية الخيرية التي ارأس مجلس إدارتها وأمارس من خلالها بعض النشاطات المجتمعية واستهلك فيها ما تبقى من وقتي لأمنع نفسي من عذاب التفكير في وحدتي التي ترافقني كظلي ؟
هل هي متزوجة ؟ , مطلقة مثلي ؟ , قد تكون أرملة ؟ هل تكون أكبر مني في السن ؟ أم أنها فتاة صغيرة تفرغ في خطاباتها لي ما تبقى من مخزون مشاعر المراهقة عديمة الخبرة ولكن إن كانت كذلك فكيف لها أن تكون على هذا القدر الرائع من البلاغة والإحساس في ما تكتبه لي فتجعلني أتجول في حنايا نفسها وقلبها وجسدها بكل هذه السهولة فأرى منها ما لا تراه العشيقة من عشيقتها إلا إذا احتواهما سرير واحد لأعوام , والأهم من ذلك كيف يمكن لها أن تدس خطاباتها الجهنمية داخل حقيبتي دون أن أشعر مرة بعد مرة , وبنفس الأسلوب فأجد ذلك الكيس الحريري الوردي المعطر الذي يحتوى بداخله على ورقة تحررت بداخلها كلمات لو وقعت على الحجر لنطق.
وهل بهذه السرعة جعلتني كلماتك مثلية , وأنا التي لم أفكر يوما أن أكون كذلك ؟ وكيف سأفعل عندما أعرفك ؟ , هل أشكرك ؟ هل أطردك من حياتي لأكمل مسيرة حزني وانتظاري؟ , أم احترم ما تحمله كلماتك لي من حب ؟ , وكيف سيمر علي الوقت حتى أعرفك ؟ , وكيف سأتحمل أن انظر إلى حقيبتي فور أن اركب سيارتي واختلي بنفسي فلا أجد خطابا جديدا منك وقد أصبحت خطاباتك وقودا أضرم النار في قلبي وجسدي من جديد ؟.
هل أصبحت فعلا مثلية بفعل كلماتك الساحرة في تلك الخطابات ؟ , وإن لم أكن كذلك فلماذا عدت للاهتمام بجسدي و ملابسي وزينتي من جديد كما لم أفعل من قبل ؟ وكيف أصبحت أناظر مرآتي عشرات المرات قبل أن أجرؤ على الخروج من باب الفيللا التي اسكن فيها في حي الشيخ زايد لأكون أجمل في عينيك المجهولتين ؟, كيف استعد لسريري بأفضل ما عندي من قمصان النوم و أكثرها عريا و إثارة ؟ , وكيف أكون على هذه الحالة العجيبة من الهياج الجنسي كل ليلة وكأني أتفنن في أن أكون دميتك الجنسية الجميلة التي لا متعة لها في عادتها السرية إلا وهي تهديكي جسدها في خيالها المجنون , وتتخيلك أناملك الرقيقة وشفتيك الناعمة وهي تتحسس كل جزء من جسدي الجائع فتقبلي هنا وتداعبي هناك إلى أن ارتعش بشبقي رعشة أكثر متعة وعذابا من التي سبقتها.
خبريني ارجوكي من تكونين ؟, وإلا فابحثي لقلبك وجسدك عن عاشقة عاقلة فأنا الآن على وشك الجنون.
عشق لا ينتهي 2
الجزء الثاني
الساعة الآن الثامنة مساءا , وحيدة في غرفة نومي أطالع النافذة و ارصد قطرات المطر التي تتساقط علي زجاجها فتخلط أنوار الحديقة مع ظلام الليل لتعمق بداخلي إحساس الوحدة و العزلة عن كل شيء في الدنيا إلا أنتي يا عاشقتي المجنونة المجهولة , اقرأ خطاباتك للمرة العاشرة تقريبا , أتناول ريموت التكييف واجعله على وضع التدفئة وأتجرد من بيجامتي الشتوية التي البسها وما تحتها من ملابس واجلس عارية أما المرآة , أتفحص ذلك الجسد الذي اراه أمامي وكأني أراه لأول مرة , ترى هل تعلمين عنه ما أعلم , هل تفحصتيه جيدا , هل تعرفي كيف يبدو لي الآن أمام مرآتي , هل تعلمي حدوده ومنحنياته ؟ , هل تشعري بذلك السم الزعاف الذي حقنته بكلماتك بدلا من الدم ليسري في عروقي ؟ هل تشعرين بمدى القشعريرة التي تجتاحني الآن بفعل ذلك السم فتجعل كل سنتيمتر في جسدي يصرخ طالبا للمسة من يديك أو لقبلة من شفتيك , أو لترطيب بفعل مرور وحشي من لسانك , هل تشعرين بذلك الصدر الطري البض الممتلئ , ومدى التصلب الذي يسيطر على حلمته الكبيرة الملتاعة داكنة اللون وهي تنتظر أن تلمس حلمة صدرك فتغيب معها في قبلة أبدية موازية لقبلة شفتينا ثم سرعان ما تتحول إلى معركة يخسر فيها المنتصر وينتصر فيها الخاسر , تشبه تماما المعركة التي تدور بين ألسنتنا الملتهبة بلعاب الحب في عراك حميم داخل ميدان القبلة الشهوانية المجنونة ؟ حتى لا يبقى بعدها من أحمر الشفاه شيئا , هل تشعرين الآن كما أشعر , أجيبيني أيتها الظالمة : هل تعانين الآن مثلما أعاني؟
أكملت زينتي وتعطرت وتهيأت كما تتهيأ العروس في ليلة زفافها لتهدي جسدها بكل العشق و****فة لفارس أحلامها الذي تذوقت معه طعم الحب لمرة واحدة ثم حرمت منه لسنوات , فهل أصبحت الآن أهيئ نفسي فعلا لخيالي مع فارسة أحلام بدلا من فارس الأحلام ؟
ها أنا ذا أعطر جسدي واضع عليه افجر ملابسي وأكثرها فحشا و عريا : قميص من الستان الوردي الفاتح الذي لا يمنعه شيئا من الاحتكاك المباشر بكسي و صدري فيقع لحمي على قميصي وقع الجمر على الجليد حتى أنني أكاد اسمع بأذني هذا القميص وهو يتأوه ملتاعا ويقول : ابحثي عنها , اكشفي سترها واملكيها في الحقيقة كما ملكتك هي في الخيال , فأرد عليه في خيالي وأقول له صبرا فإن كل ما املكه ألان هو خطابين كتبتهما بخط أنثوي رقيق.
ذهبت إلى سريري و أطفأت الأنوار إلا من بعض الضوء الخافت الذي ينبعث من مصباح النوم أحمر اللون ثم أعدت إشعاله وأنا أتذكر أنني سوف أعيد قراءة خطاباتك اللعينة للمرة غير الأخيرة .
تناولت خطابك الأول :
" حبيبتي سحر : نعم حبيبتي , ومعشوقتي وحلمي الذي منعت نفسي كثيرا أن أبوح لكي به لكني لم اعد أطيق الكتمان , اعلم أنك سوف تتعجبين كثيرا أن تتلقي خطابا كهذا من أنثى مثلك إلا أن ليس لأحدنا سلطانا على قلبه فعشقي لكي يتجاوز حدود المتع الجسدية التي تصم العلاقات المثلية بالعار و الخطيئة فكما للجسد أحكام فللقلب أيضا أحكام , وأنا احبك , احبك بقلبي وروحي وعقلي وجسدي وبكل جوارحي , صدقيني يا سحر أنني حاولت كثيرا أن اكتم هذا الحب الجارف لكي في قلبي فلم استطيع , اعلم انك قد ترفضي حبي لكي , وانك لست مثلي في ميولي العاطفي للأنثى , فما اعلمه عنك انك امرأة سوية عاطفيا , قوية الشخصية وملتزمة ومرموقة بين الناس ولم اسمع عنك ما يجعلني أجرؤ على مصارحتك بمشاعري ناحيتك , إلا أنني اعتقد أن هلاكي في كتماني لمشاعري عنك أكثر من ذلك , فحبي لكي يا سحر فاق قدرتي على الكتمان .
لم اعد أتخيل نفسي مع غيرك , لا أطيق أن يلمسني غيرك ,لن أن أكون في حضن أي امرأة في الدنيا إلا أنت يا سحر , بل أنني أرى كل من هم غيرك من النساء كأصنام تتحرك على الأرض , اغفري لي جرأتي التي تدفعني الآن لأخبرك بشخصيتي فأريح وأستريح , إلا أن خوفي أن افتقدك قبل أن انعم بقربك هو الذي يقيد قلمي ويلجم لساني عن أن أقولها لك صريحة : "سحر أنا ....... احبك من كل قلبي , احبك بقلبي وعقلي وروحي وجسمي وكل كياني , احبك واعدك ألا أكون لغيرك حتى ولو لم أكن لكي وتكوني لي , ولكن من يدري فقد ينفذ صبري فأبوح بالثانية كما بحت بالأولى فإما نعيم بقربك طال ما تمنيته , وإما أن أجد طريقة أنهى بها حياتي وأتمنى أن تكوني لي في حياتي الأخرى , بحبك"
وضعت الخطاب الأول على الكومودينو المجاور للسرير بعد أن شممت رائحة أناملها فيه وتناولت الخطاب الثاني :
" حبيبيتي سحر , لم أتوقف للحظة واحدة عن التفكير فيكي , عن خيالات تهديها لي مشاعري ناحيتك , أين أنت الآن ؟ ماذا تفعلين ؟ ماذا تلبسين ؟ هل من رجل أو امرأة ينعم بقربك دوني فأكون أكثر نساء الأرض حزنا وتعاسة ؟ أم أنك مثلي وحيدة بالرغم من كثرة من حولك فيبقى لي أمل أعيش لأحققه ؟ أملي أن أكون لكي , وأن تكوني لي في يوم من الأيام.
حبيبتي سحر , يحملني شوقي لمعرفة ما تشعرين به بعد قراءة خطابي الأول , أن اهرع إليك فورا احتضنك بعيني وأصارحك , ثم يقلقني رد فعلك وخوفي أن أفقدك فأمتنع وأنتظر فأسارع بكشف غطاء قلمي و أكتب لكي ما تقرئينه الآن ثم اكشف ستر جسدي المحموم بشوقه لجسدك فأتمدد فوق سريري وأتخيلك إلى جواري , بعطرك الساحر و جسدك الذي طالما حلمت بتقبيل كل جزء فيه , وأغمض عيني وأتخيل رائحة شعرك و أتحسس حلمة إذنك وخديك ورقبتك بظهر أصابعي , ................................... ....... "
لم تستطع أن أكمل الخطاب , لا إراديا وجدت نفسي ارتعش , وأنفاسي تعلو وتصبح أكثر صعوبة , تبا لكي أيتها اللعينة , لم اشعر في حياتي بمثل هذا القدر من الإثارة , حتى عندما كنت وحيدة وأعاني من الفراغ العاطفي والحرمان الجنسي , لم يكن الأمر كذلك , كانت فقط حاجة الجسد التي تلبيها أصابعي أمام احد الأفلام الجنسية التي أشاهدها على شاشتي العملاقة المعلقة على الحائط المواجه للسرير على فترات متباعدة , سرعان ما يعقبها ندم و أكره نفسي للحظات ثم احضن وسادتي المبللة بدموعي وأنام لأستيقظ بدون رغبة لي في الحياة لاستقبل يوم جديد ممل وتعيس , أما الآن : أصبحت اعشق ملمس أصابعي على جسدي العاري وأنا أفكر فيكي , أتخيلك , أشم راحتك المجهولة تملأ صدري و أتساءل هل هذه رائحتك فعلا ؟ , تحتاج حلمات صدري إلى من يهدئ روعتها ويداعبها حتى يؤنس ما بها من لدغات الاحتكاك بقميصي الذي أصبح الان أمام سوتي الطرية الملساء من حركاتي اللا إرادية التي تسببها شهوتي دون أدنى تحكم مني , أصبحت اشعر بسيلان السوائل من كسي لتنساب لأسفل بفعل الجاذبية لتترك بعض قطرات لزجة على مفرش السرير الحريري الذي يحتضن فخذاي من الأسفل , احتاجك الآن إلى جواري , احتاج أن المسك , أقبلك ,احتاج أن تتذوقي طعم الحبيبات المنتصبة المتناثرة على حلمات صدري النافرة المنتصبة بطرف لسانك , أن تلعقيها بل تعضيها عضا لتنتصري على ذلك التحدي السافر الذي تعلنه لكي بانتصابها ثم تيأسي من إزالة انتصابها فتتركيها لتحركي شفتيك ولسانك على جسدي العاري بعد أن خلعت قميصي وأصبحت متاحة لكي بكل جسمي , تصاعدت الشهوة في داخلي و اجتاحت يدي كل مكان فيه بحركات عصبية وبلا رحمة وجدتني انتقم من كسي بأناملي فتجيء شهوتي مرة تلو الأخرى , فلا ارتاح إلا لحظات ثم تجتاحني خيالاتك من جديد , ساعات مرت وأنا على هذا الحال , انتقم من سنوات الحرمان بخيالاتي المجنونة معك مرة بعد مرة وليلة تلو ليلة ولا أشبع , وكأنك ودون أن أعرف من تكونين , بفعل كلماتك فقط قد أطلقتي بداخل جسدي وحش كاسر انطلق من محبسه ولا سبيل للسيطرة عليه إلا بترويضك له وملاطفتك إياه , الغريب في الأمر أنني لم أفكر حتى مجرد تفكير في تشغيل الأفلام الجنسية التي كنت استفز بها شهوتي , لا احتاج إليها , إن ما أنا فيه من شهوة فقط و أنا أتخيل أني أسلمك جسمي تكفي لتثير كل نساء الأرض لينتقمن حبا من كل نساء الأرض فلا مكان للرجال.
هل ما أراه أمامي في ساعة الحائط حقيقة؟
هل هي فعلا الثانية بعد منتصف الليل , هل بقيت عارية في سريري آتي شهوتي بعدد لا يمكن إن أحصيه لمدة ستة ساعات كاملة فقط وأنا أتخيلك .؟ لقد بح صوتي بفعل صرخات الشهوة المكتومة وأرهقت حنجرتي وأنا أتأوه طلبا للمزيد من المتعة بفعل طيف امرأة مجهولة يساحقني ؟
اشك الآن أنني لدي القدرة على أن استمر في حياتي ليوم واحد وأنا لا أعرفك.
إلى اللقاء في الجزء الثالث
عشق لا ينتهي 3
الجزء الثالث
فتحت عيناي رغم عني بفعل الضوضاء التي تحدثها المكنسة الكهربائية , من المؤكد أنها سماح قد استيقظت وبدأت في ممارسة عملها اليومي المعتاد من التنظيف والترتيب , ليس غيري أنا وهي , نعيش في هذه الفيلا المنعزلة في أرقى أحياء أكتوبر , هي شابة أرمله في الثامنه والعشرين من عمرها ذات أصول ريفية , تشاركني وحدتي في هذا المكان الواسع , فقد انقطعت علاقتها بأهلها تماما إلا خالتها المسنة التي تسكن في الإسكندرية , تزورها لمدة يومين أو ثلاث كلما سنحت الفرصة , بعد أن تزوجت سماح بمن تحب بدون موافقة أهلها تبرءوا منها , فاشترت بغضبهم أشهر قليلة من السعادة , ثم مات عنها حبيبها وزوجها , وبقيت معي كمديرة للفيلا .
رفعت جسمي عن الفراش بعد دقائق من الخمول الممزوج بالإرهاق من ليلتي السابقة ولم أكن لأفعل لولا الأمل الذي انبعث داخلي من جديد بتلك الرسالات وشوقي لمعرفة صاحبتها المجهولة ! , فمن تكون هل هي إحدى طالباتي في الجامعة أم أنها إحدى زميلاتي في هيئة التدريس ؟, ربما تكون إحدى موظفات أو عضوات مجلس إدارة الجمعية ؟ من يدري .
تناولت إفطاري بسرعة و شربت قهوة الصباح و ركبت سيارتي المرسيدس بانوراما موديل 2018 متوجهة إلى الجامعة , الساعة في السيارة تشير إلى العاشرة صباحا ودرجة الحرارة 11 درجة مئوية خارج السيارة , انه نهار بارد في صباح يوم السبت 30 ديسمبر لعام 2017 , يوم من أيام الأجازة إلا أن اجتماعين مهمين أحدهما لأعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب و الآخر لمجلس إدارة الجمعية , هو الذي يجبرني على الخروج , لكنني بالفعل لست مجبرة على الخروج فأنا أريد أن اخرج وأن أقابل كل من أعرفهم لعلي أجد حلا لهذا اللغز الذي يملك كل أحاسيسي و تفكيري , لعلي أجدها أو اعرف من تكون.
وصلت إلى الاجتماع في قاعة الاجتماعات الكبرى بالكلية وعلى الفور وقعت عيني على كل من يمكن أن اشك فيهم أن تكون هي إحداهن : الدكتورة أسماء مدرسة بقسم اللغة الفرنسية , الدكتورة ملك , أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا , الأستاذة سوسن مديرة شئون الطلبة , و الآنسة روح , نعم اسمها "روح" , مديرة مكتب عميد الكلية و مديرة الوثائق و في نفس الوقت ملكة جمال الجامعة بلا منافس ويشاع أنها على علاقة مع العميد .
ألقيت التحية : " صباح الخير جميعا "
رد جميع الحاضرين بالاجتماع : صباح النور يا دكتورة حنان ...... نعم هذا هو اسمي الذي لم أخبركم به من قبل "حنان " من المفارقات الغريبة أن يكون معنى اسمي هو أكثر شيء افتقده في حياتي.
بدأ الاجتماع وأوشك على الانتهاء ولم اجن منه شيئا ولم ألاحظ أي شيء غير عادي على الحاضرات , فلا نظرة غريبة ولا كلمة ذات معنيين , ولا أي شيء مما كنت أتمنى أن أجده ويمكن لأنثى أن تثير به انتباه من تهوى وتحب , فهل هي بين الحاضرين وهي على هذه الدرجة من الحيطة والحذر أم أنني ابحث عنها في المكان غير الصحيح؟ , انتهى الاجتماع ولا زالت حيرتي باقية لم تنتهي , تعمدت الاستئذان للذهاب إلى دورة المياه تاركة الفرصة لعشيقتي المجهولة أن تترك لي رسالتها في حقيبتي الموجودة على طاولة الاجتماعات , إلا أنني بعد عودتي تناولت الحقيبة و توجهت للسيارة وبمجرد أن أغلقت على نفسي باب السيارة فتحت الحقيبة وفتشتها لمرات ومرات دون أن أجد فيها شيئا , فلا جديد , لازال الغموض موجودا , الحبيبة مجهولة , العقل حائر والقلب حزين.
بعد أن شربت قهوتي المعتادة في الكافية الذي اعتدت الجلوس به لساعة كل يوم في الطريق ما بين الجامعة و الجمعية , توجهت لمقر الجمعية بالتجمع الخامس و دخلت إلى غرفة الاجتماعات , كان الجميع حاضرون , رجل واحد " هو الأستاذ فتحي المدير المالي للجمعية " والبقية جميعا من النساء و الفتيات الموظفات ومقررات اللجان والأنشطة , لا شيء في الدنيا يعادل حيرتي إلا أملي أنني قد أجدها بين كل هؤلاء , ألقيت التحية : مساء الخير .
رد الأستاذ فتحي بصوته الأجش : مساء الخير يا حنان هانم.
أنا : ها عندنا موضوعات إيه النهاردة ؟
الدكتورة فيونا : في موضوعين مهمين عاوزين ناخد فيهم قرارات غير الأعمال المعتادة "الموضوع الأول هو التعيينات الجديدة للشباب اللي هيستلموا شغلهم في قسم التبرعات , والموضوع التاني هو استيراد ماكينات ولوازم مشروع مشغل لكل قرية اللي الجمعية خدت عليه موافقة الوزارة الشهر اللي فات "
· " الدكتورة فيونا : هي مديرة الجمعية ونائب رئيس مجلس الإدارة , صيدلانية عندها 36 سنة , لم يسبق لها الزواج على الرغم من جمالها اللاتيني فهي مولودة لأب برازيلي و أم ****** مصرية وعاشت في البرازيل إلى أن توفى والدها وعمرها 19 سنة فعادت مع والدتها إلى مصر , فيونا تملك وتدير مجموعة صيدليات كبيرة في أنحاء القاهرة , وتعتبر يدي اليمنى في الجمعية "
أنا : يا عفاف لو سمحتي ابدئي في إجراءات استيراد معدات تجهيز لعشر مشاغل بشكل مبدئي وأنا فاتحة اعتماد مالي للأستاذ فتحي ب2 مليون دولار أظنها هتغطي التكلفة
عفاف : حاضر يا دكتورة , هاطلب عروض أسعار من الموردين وهارد على حضرتك .
· عفاف : فتاة ذات شخصية رائعة من أصول صعيدية تخرجت من كلية إدارة الأعمال من سنتين ومنذ تخرجها وهي تعمل معي في الجمعية كمدير للتعاقدات , فتاه طموحة ومجتهدة و تؤدي عملها بشكل أكثر من رائع.
أنا : تابع معاها يا أستاذ فتحي لو سمحت انت وفيونا و جهزولي عروض الأسعار واعرضوها عليا علشان ننفذ ف أسرع وقت ممكن , وواتتني فكرة قلت انها قد تشجع حبيبتي المجهولة على الإفصاح عن نفسها إن كانت بين الحضور , فقلت : أنا بطبعي جريئة وبحب أتحرك بخطوات سريعة ولازم كلنا نكون كده علشان نوصل لأهدافنا بسرعة ونحققها , الحلم اللي مش بنسعى لتحقيقه هيفضل مجرد حلم عمره ما هيبقى حقيقة ...................................
................................... .......................الخ , و استمر الاجتماع لساعتين ونصف حتى النهاية و أيضا قمت هذه المرة بالذهاب لدورة المياه تاركة الفرصة لتلك المجهولة العاشقة أن تريحني مما أنا فيه من عذاب وحيرة وتفصح عن نفسها .
خرجت من التواليت , لم يبقى في غرفة الاجتماعات إلا عفاف و فتحي و فتاتين أخريين , أخذت حقيبتي وتوجهت إلى السيارة , ضربات قلبي تزيد فلم أجرؤ على فتح الحقيبة في السيارة, فقد تيقنت أنني لن أكون قادرة حتى على قيادة سيارتي إذا فتحتها ولم أجد شيئا, فقد كانت الفترة بين الرسالة الأولى والثانية ثلاثة أيام وأنا أعرف جيدا أنني لن استطيع أن أتحمل هذا العذاب وهذه الحيرة حتى ليوم واحد , تحركت بالسيارة ونظرت إلى مرآة السيارة لأجد فيونا تتجه ناحية سيارتها لتتحرك وهي تنظر في اتجاه سيارتي حتى اختفيت عنها واختفت صورتها من المرآة
تشاغلت عن التفكير في الأمر طوال الطريق ببعض برامج الإذاعة وبعض الأغاني والإعلانات حتى وصلت إلى الفيللا , كانت الساعة في السيارة تشير إلى السابعة مساءا و درجة الحرارة تقريبا أربع درجات مأوية على أقصى تقدير , كانت التكييف في السيارة يحجب عني برودة الجو خارجها إلا أنني شعرت بما يشبه الصدمة بمجرد خروجي منها , بعد معاناة في البرد خلال المسافة الضئيلة بين جراج الفيللا والباب ,دخلت و أنا احمل حقيبتي التي قد يكون فيها نجاتي أو استمرار معاناتي ليوم أو أيام , وجدت سماح تجلس على إحدى الكنبات المريحة بجوار نار المدفأة في ريسيبشن الفيللا وهي تحمل هاتفها المحمول وابتسامة باهتة ترتسم على وجهها الهادئ الملامح تخبرك بأنها غير مقتنعة بكل ما تطالعه على الفيس بوك أو الواتس آب أيا ما يكون ما تطالعه , كانت ترتدي روب شتوي ببرنس من القطيفة يداري كل ما تحته لبرودة الجو , ويجعلها تبدو كالملاك , قامت من مكانها وتجهزت لاستقبال تعليماتي او تكليف بأي عمل , فابتسمت وقلت لها , يا بختك يا سماح , قاعدة جنب الدفاية و سايباني ف التلج اللي بره ده , ابتسمت سماح و قالت معلش يا دكتورة , انا حالا هاحضرلك الحمام , هاملالك البانيو مية سخن , هتحسي ان كل تعب وبرد اليوم راح كأنه مفيش , ابتسمت و قلتلها , ميرسي اووي , صعدت سماح أمامي تسبقني الى حمام غرفتي و دخلت خلفها إلى الغرفة و أنا غارقة في أفكاري التي تعلمونها , لم أفق منها إلا على صوت سماح وهي تقول لي : الحمام جاهز يا دكتورة , ولحد ما تخلصي حمامك هيكون العشا جاهز.
شكرتها و تجردت من ملابسي و أخذت تليفوني المحمول معي وتوجهت الى الحمام فإن هوايتي المفضلة مطالعة حساباتي الاليكترونية وأنا جالسة في البانيو ,قبل أن أضع جسمي في البانيو تذكرت الحقيبة فخرجت إلى الغرفة لأحضرها ورجعت سريعا وضعت جسمي في البانيو و تقبلت المفاجأة الرائعة التي فاجأتني بها المياه الساخنة المعطرة بماء اللافندر التي تملأ البانيو , وتناولت حقيبتي من على الأرض و فتحتها ببطء يحدوه الخوف من ألا أجد فيها شيئا إلا أنني وجدت ما لم أكن أتوقع : علبة من القطيفة البنفسجية بحجم علبة الماكياج الصغيرة ففتحتها لأجد فيها أرق هدية ممكن أن أجدها في هذا الوقت من العام " وجدت شجرة صغيرة مجسمة لعيد الميلاد تتمدد مجسمة مع اكتمال فتح العلبة لتضيء منها أنوار خافتة غاية في الروعة و الأناقة وتنبعث منها موسيقى أغنية ليلة عيد للمطربة فيروز.
ياللروعة , ياللعذوبة , وياللحيرة التي تعتري قلبي المتسارع في النبضات , ويالشوقي الذي يتزايد مع كل شيء تهديني اياه هذه العاشقة المجهولة المجنونة التي لم اعد اعرف أتقصد بكل هذا أن تملكني أكثر مما ملكتني روحا وعقلا وقلبا وجسدا أم أنها تريد أن تزيد من حيرتي وعذابي فتدفعني إلى الجنون .
مرت ساعة و أكثر و أنا انسج حوارات وهمية مع تلك الشجرة ولم أفيق إلا على طرقات للباب , فقلت بصوت مسموح , ادخلي يا سماح , فتحت سماح الباب و تعمدت ألا تنظر ناحية البانيو العشا جاهز يا دكتورة وحضرتك اتأخرتي أوووي في الحمام لدرجة إني قلقت عليكي , قلت لها أنا جاية يا سماح حاضر.
نظرت للشجرة نظرة المودع العائد بعد قليل و هممت أن أغلق العلبة إلا أن عيني لمحت ما يشبه المخطوطة الورقية الصغيرة المثبتة بشريط من الساتان الأحمر المربوط بسقف العلبة فتداريها الشجرة عن عيني طوال هذه الساعة التي آنست فيها تلك الشجرة وحدتي في حمامي , تناولت الورقة و كلي حرص عليها من البلل و فتحتها بكل لهفة الدنيا , لأجد فيها رقم تليفون و تحتة رسالة شديدة الرقة والعذوبة كصاحبتها باللغة الانجليزية تحمل جملة تهنئة بالعام الجديد " merry Christmas my love "
بسرعة تناولت تليفوني و بحثت عن الرقم في برامج إظهار الهوية فوجدت نتيجة غير متوقعة وجدت الرقم باسم " عاشقتك المجهولة " , يااااااااللحيرة , مرة أخرى تنتصر علي تلك الشيطانة الملائكية فتنجح في أن تفشل كل محاولاتي أن اعرفها كما تعرفني .
طرقات أخرى على الباب أستفيق عليها من سرحاني الذي لا ينتهي , وصوت سماح الأكل هيبرد يا دكتورة , فأجبتها بصوت مسموع حالا يا سماح .
نزلت إلى غرفة الطعام و وجدت ما يشبه الوليمة فنظرت إلى سماح مبتسمة قائلة : ايه ده كله يا بنتي انتي ناوية تبوظيلي جسمي خالص بقى , انتي حد مسلطك عليا ؟
ضحكت سماح وقالت : ده عمره ما هيحصل يا دكتورة انتي قمر وهتفضلي قمر كده على طول وبعدين انتي ما بتحطيش حاجة ف بقك من ساعة ما بتخرجي لحد ما بترجعي , يعني بتبقى على لحم بطنك طول اليوم , علشان انا عارفة ومتأكده انك ما بتاكليش بره البيت يبقى لازم انا اعوضك .
انا : طيب يا ستي تعالي بقى كلي معايا
سماح : العفو يا دكتورة .
انا : لا العفو ايه , انتي هتاكلي معايا طبعا , انا مش هاكل لوحدي .
سماح : انتي حد جميل اوي يا دكتورة , وتستاهلي كل خير .
بدأنا في تناول الطعام و قطعت عليّ سماح سرحاني كالعادة بصوتها العذب , يا دكتورة انتي كويسة ؟
أنا : ليه بتسألي السؤال ده , شايفاني مالي ؟
سماح : أبدا , اصلي ملاحظة ان حضرتك بقالك كم يوم بتسرحي على طول وساعات بكلمك ما بترديش وبحسك مش مركزه , وفي حاجة شاغلة تفكيرك .!
انا : لا ابدا مفيش , متشغليش بالك انتي , وعلى فكرة الأكل يجنن تسلم ايدك .
سماح : كنت محتاجة اطلب من حضرتك طلب .
أنا : خير , اطلبي يا حبيبتي.
سماح : كنت محتاجة اروح ازور خالتي كم يوم , اصلي كلمتها النهاردة لقيتها تعبانة شوية و عندها برد وحضرتك عارفة أننا مالناش غير بعض وكده يعني , وعلى فكرة أنا عملت حسابي اني هاغيب كام يوم وعملت لحضرتك أكل يكفي طول مدة غيابي , هاتعب حضرتك بس انك هتحطي الاكل في الميكروويف تدفيه وبس , وجهزت لحضرتك .....
قاطعتها قائلة : ما تقلقيش يا حبيبتي عليا , روحي زوري خالتك واطمني عليها و ما تقلقيش , أنا هاعرف اتصرف , ماتشيليش هم.
سماح : انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاي , بجد انا لو ليا أخت ما كانتش هتعاملني بحنية زيك كده , انتي بجد اسم على مسمى يا دكتورة حنان.
انا : احنا فعلا اخوات يا سماح و مش عاوزاكي تقولي كده تاني , انا بجد مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه , يللا بقى بطلي رغي وقومي اعمليلي النسكافيه بتاعي وهتيهولي على فوق .
سماح : من عينية الاتنين يا دكتورة , بس حضرتك ما كلتيش , الاكل زي ما هوا !
أنا : لا انا خلاص شبعت , كملي انتي أكلك وهاتيلي النسكافيه بتاعي على فوق.
توجهت الى غرفتي , و اشعلت الاضائة الخافتة واحضرت الشجرة الى جواري و بدأت أتأمل الاضواء الرقيقة والموسيقى العذبة التي تنبعث منها و و أفقت من شرودي على طرقات خفيفة على الباب , فأذنت لسماح بالدخول , فوضعت النسكافيه على الكومودينو الى جوار السرير و نظرت الى الشجرة باعجاب شديد و قالت بخبث أنثوي : مش بقولك مش بحالتك وفي حاجة شاغلة تفكيرك , فنظرت لها بابتسامة وقلت لها , بطلي غلبة وروحي افتحي درج التسريحة اللي ع الشمال ده هتلاقي فلوس خديها , ده مرتبك وعليه 5000 جنيه علشان تاخدي معاكي حاجة لخالتك و تسيبيلها فلوس .
سماح : انا بجد مش عارفة أقولك ايه يا دكتورة ,
أنا : ولا حاجة تقوليلي تصبحي على خير , و بكرة اتأكدي انك هتقفلي باب الفيللا كويس وانتي ماشية علشان أنا هانام للضهر بكره ومش هاخرج .
سماح : حاضر يا دكتورة ونظرت بابتسامة رقيقة للشجرة مرة أخرى وقالت بصوت ممزوج بالضحك , اسيبك تكملي سرحان وتصبحى على خير.
أنا بابتسامة : وانتي من اهله.
تناولت تليفوني المحمول و نظرت الى الرقم الذي سجلته قبل قليل بنفس الاسم الذي أسفر عنه البحث " عاشقتك المجهولة " , وبعد تفكير تأكدت أن هذا الرقم لا يعرفه أحد غيري و أنها قامت بنفسها بتسجيل الرقم بهذا الاسم ليظهر هكذا لمن يبحث عنه , صراع داخلي رهيب , هل أتصل على هذا الرقم , هل لدي من الجرأة ما يكفي ان اقوم بذلك , هل سترد و أستطيع ان اسمع صوتها على الهاتف .
واخيرا اهتديت لفكرة بعد أن وجدت حسابا للواتس اب على هذا الرقم : وهي أن أقوم بمراسلتها على الواتس اب , فمن المؤكد أنها سترد على الرسائل لأنها لا زالت تحتفظ لنفسها بغموضها و سيكون الحديث معها أفضل ألف مرة من تلقي رسائلها وهداياها دون ان استطيع الرد حتى و إن لم اعرف شخصيتها .
بالفعل فتحت الواتس اب و ارسلت لها رسالتي الأولى.
مساء الخير 9:20 م
مساء النور 9:21 م
متشكرة جدا على رسايلك و كمان على هديتك الرقيقة 9:21 م
كل سنة وانتي طيبة وسنة سعيدة عليكي 9:22 م
طيب مش حرام عليكي تخبي شخصيتك عني وتسيبيني كده
محتارة و مش عارفة انتي مين .! 9:23م
انا كمان محتارة زيك و يمكن اكتر منك و بقول لنفسي ازاي
ما عرفتنيش من نفسها! 9:24م
انا تقريبا شكيت ف كل اللي حواليا واكيد عمري ما هيكون عندي
الجرأة اني احاول اعرف , ولحد دلوقتي مش عارفة 9:25م
ولو عرفتي هتعملي ايه ؟! 9:25م
اقولك الصراحة ؟ 9:26م
ايوة طبعا لازم تصارحيني 9:25م
طب هو ينفع نتكلم في التليفون ؟ 9:26م
لو اتكلمنا هتعرفيني من صوتي 9:25م
طب فيها ايه لما اعرفك ولا انتي مش عاوزة ترحميني بقى من
العذاب والحيرة اللي انا فيهم و تعرفيني انتي مين ,,,,,,,,,,,,,
؟ 9:27م
لا مش كده , انا هكلمك . 9:27م
وبالفعل لقيت التليفون بيرن , نظرت لشاشة التليفون فوجدت أجمل جملة يمكن أن أجدها "عاشقتك المجهولة يتصل بك" فرددت بمنتهى السرعة.
أنا : ألو
هي : بحبك
أنا : امممم , وإيه كمان
هي: لسه برضو مش عارفة صوتي ؟
أنا : وهي كلمة واحدة كفاية إني أعرفك ؟
هي : بحبك وبعشقك ونفسي اقضي اللي فاضل من عمري جنبك , ها عرفتيني .
جسدي ينتفض بشدة وأنا انطق اسمها لأول مرة واناديها به كحبيبتي التي اعادت لي الحياة من جديد : فيونا
................................... ................................... ................................... ................
و إلى اللقاء في الجزء الرابع
عشق لا ينتهي 4
الجزء الرابع
وبالفعل وجدت هاتفي المحمول يرن , نظرت لشاشة التليفون فوجدت أجمل جملة يمكن أن أجدها "عاشقتك المجهولة يتصل بك" لم أكن أدري وقتها هل هو حلم أم أنها الحقيقة , و هل أنا بالفعل أرى ما أراه عاشقتي المجهولة ستكلمني ؟ و أسمعها وتسمعني ؟ , أم أن هذا كله مجرد وهم ؟, فأفقت نفسي من شرود هذا و قلت لنفسي أنه حتى لو كان حلما فهو حلم جميل ولا أريد أن أفيق منه أبدا , فرددت بمنتهى السرعة وبصوت لم استطع أن أخفي ارتجافه و كأن حنجرتي تخونني و أنا في أمس الحاجة إليها استجمع قواي وتخور قواها فاستجديها و أتوسل إليها " لا يا عزيزتي فأنا احتاج اليكي الآن أكثر من أي وقت مضي فلا تخذليني ".
أنا : ألو
هي : بحبك
أنا : امممم , وإيه كمان
هي: لسه برضو مش عارفة صوتي ؟
أنا : وهي كلمة واحدة كفاية إني أعرفك ؟
هي : بحبك وبعشقك ونفسي اقضي اللي فاضل من عمري جنبك , ها عرفتيني .
جسدي ينتفض بشدة وأنا انطق اسمها لأول مرة و أناديها به كحبيبتي التي أعادت لي الحياة من جديد : فيونا
فيونا : ايوه ,,, فيونا
أنا "وانا اجتهد لامنع نفسي من البكاء" : وليه ما قلتيليش قبل كده , وليه رسايل واحنا بنشوف بعض كل يوم تقريبا ؟
فيونا : خفت
أنا "بانفعال": من إيييه ؟!
فيونا : من رد فعلك , و إنك لو عرفتي حقيقة احاسيسي ناحيتك تقطعي علاقتك بيا و أبقى اتحرمت منك للأبد , واتحرمت حتى من اني اكون معاكي وجنبك في الشوية الصغيرين اللي بشوفك فيهم و اكون قريبة منك في الجمعية , وخصوصا انك من النوع المتحفظ أوووي في المعاملات مع الناس و بالرغم من انك من اسرة ارستقراطية وكده , بس ستايلك و طريقتك بيقولوا انك كمان مش من النوع اللي ممكن يتفهم حقيقة ميولي بشكل عام و مشاعري ناحيتك انتي بالذات بشكل خاص يا حنان.
أنا " وانا أمسح أول دمعة تفشل عيني من منعها فتنهمر رغما عني" : ويا ترى لسه خايفة ؟
فيونا : بصراحة ؟
أنا : ايوه طبعا بصراحة .
فيونا "بعد فترة صمت" : اه لسه خايفة لسببين " ثم صمتت لفترة "
أنا "وسط دموع تنسكب لا اسيطر عليها وبصوت باكي" : كملي أنا سامعاكي , ايه هما السببين؟
فيونا "بصوت مرتعش" : السبب الأول ان انسانة زيك في ذوقك وادبك ممكن يكونو بيخلوكي تجاريني دلوقتي بس علشان ما تجرحينيش و انك تكوني بينك وبين نفسك ناوية ترفضي مشاعري ناحيتك ومع الوقت اخسرك كصديقة و تبعدي عني " ثم فترة صمت "
أنا " بصوت تخنقه العبرات " : والسبب التاني
فيونا : السبب التاني هو اننا عايشين في مجتمع مقرف و متعفن بيرفض العلاقات اللي من النوع ده وبيجرمها وبيعتبر أصحابها منحلين و ماعندهمش أخلاق , فاكرين انها مجرد شهوة جنسية شاذة مجردة من الاحاسيس والمشاعر , وبصراحة خفت انك " ثم صمتت "
أنا "بصوت مرتفع ظهر عليه البكاء" : كملي , خفتي إن أنا أكون بفكر زيهم مش كده ؟
فيونا "بصوت باكي اشبه بالصراخ المكتوم" : مش بالظبط بس ما كنتش قادرة اصارحك يا حنان , صدقيني ما قدرتش , سنتين و أكتر دلوقتي من يوم ما شفتك لاول مره تقريبا وانا باتعذب وكل ما كنت باخد القرار واقول لنفسي هاعترفلها بحبي واللي يحصل يحصل , كنت باجي ف اخر لحظة و اضعف و اتراجع , كنت باتخيل انك ممكن ترفضي ده وانك ممكن تبعديني عنك, افتكري كم مره حسيتي اني كنت ببقى عاوزة اقولك حاجة و بمنع نفسي اني اقولها , كم مره تقوليلي اني باسرح كتير لما بنكون مع بعض ف مكتبي او ف مكتبك و كنتي بتسأليني بإلحاح مالك وسرحانة ف ايه ؟ وانا كنت بقولك ما فيش و ماتشغليش بالك , مش ممكن ماتكونيش حاسة بنظراتي ليكي ولا باللي بيبان على صوتي وانا بكلمك , معقولة ما كنتيش حاسة بده كله ولا شايفاه يا حنان ؟ انتي لو كنتي عرفتي احاسيسي ناحيتك ورفضتيها يا حنان و بعدتي عني انا ممكن اموت.
أنا : ياااااااااااه ! كله ده !
فيونا : واكتر , انتي مش متخيلة انا كنت بموت في اليوم الواحد ألف مره , وانتي جنبي وقدام عينية كل يوم ومش قادرة اطولك . انتي متخيلة ؟!
أنا : انتي جبارة بجد , ازاي قدرتي تصبري كل ده , ده انا من كم يوم احساسي بيكي من جواباتك بس كان هيموتني , مش هاعرف اوصفلك مهما حاولت اللي انا كنت فيه واللي كنت حاسة بيه وانتي جايه دلوقتي تقوليلي اني ممكن اكون زيهم و اني ممكن ارفض مشاعرك اللي هيا اصلا حسستني ان انا لسه عايشه !
فيونا "بصوت متحشرج متسائلة" : تقصدي إنك ....
أنا : ايوه اقصد , اقصد إن انا ما صدقت لقيتك , واني عمري ما هاسيبك , وانك رجعتيني للحياه من تاني , افهمي بقى يا حمارة
فيونا : أنا ..... أنا
أنا "مقاطعة" : انتي ايه بس ؟ انتي حبيبتي , حبيبتي اللي ما صدقت لقيتها واللي عمري ما هابعد عنها أبدا
فيونا: والناس !
أنا : الناس عمرهم ما هيقدروا يبعدونا عن بعض مهما عملوا , انا محتاجالك انتي مش محتاجالهم , أنا خلاص ما بقيتش حاسة بأي حاجة ولا أي حد من اللي حواليا من أول ما عيني وقعت على أول كلمة كتبتيها في جواباتك .
فيونا : أيوه بس .....
أنا : بس ايه ؟!
فيونا : أنا برضو خايفة أحسن يكون اللي جواكي ده إحساس مؤقت وهيروح مع الوقت أو انك ممكن تكوني مش مستوعبه احنا هنا ممكن المجتمع يبصلنا ازاي أو يعمل معانا ايه .
أنا : يعملوا اللي يعملوه , أنا افضل إني اعيش معاكي لحظة سعادة واحدة و أموت بعدها , ولا إني املك الدنيا واللي فيها وانتي مش معايا يا فيونا .
فيونا : أنا مش مصدقة , هو انا بحلم يا حنان ولا اللي أنا بسمعه منك ده انتي بتقوليهولي بجد .؟!
أنا "بعد ان هدأت دموعي قليل " : انا من دقايق كنت بسأل نفس السؤال وبقول لنفسي هل اللي انا فيه ده حلم ولا حقيقة , بس أنا دلوقتي متأكده إنه حقيقة , احلى حقيقة عشتها من يوم ما اتولدت , وانتي بجد أحلى حاجة حصلت لي ف حياتي.
فيونا : طب ممكن اسألك سؤال ؟
أنا : اممممم طبعا ممكن
فيونا : قبل ما توصلك جواباتي و قبل ما تعرفي ان أنا حاسة بالنوع ده من الاحاسيس والمشاعر ناحيتك , انتي كنتي بتشوفي البنات اللي زيي كده ازاي.؟؟؟؟ , أقصد يعني...
أنا "مقاطعة" : ما تقوليهاش لو سمحتي , أنا رافضه ان اللي انا وانتي فيه ده يبقى له أي اسم غير الحب , حب وبس من غير ما نشوف أي حاجة تانية غيره ولا نسميه اسم تاني , الحب ده يا فيونا حاجة أكبر من أنها تتصنف أو تتقسم اللي بيحب بيحب وخلاص.
فيونا : طب ممكن تجاوبي ع السؤال ؟ كنتي بتشوفي الحالة نفسها ازاي ؟
أنا "بدلال" : وهو انا لسه ما جاوبتش ؟!!
فيونا "بعد لحظات من الصمت" : طب ممكن سؤال كمان ؟!
أنا "بصوت ضاحك" : اسألي .
فيونا : هو أنا ممكن أجيلك دلوقتي ؟
أنا : يخرب عقلك ,,, بطلي جنان
فيونا : ده مش جنان , أنا بجد نفسي أكون معاكي دلوقتي ,, " وتكمل بدلال " وحياتي وحياتي .
أنا : بجد مش هينفع ,أنا مش لوحدي , سماح الهاوس كيبر موجودة .
فيونا : طيب تعاليلي انتي .
أنا : ولا دي كمان .
فيونا "بدلال لا مكن أن يوصف" : يووو بقى , أنا هاعيط
أنا : لا خلاص ما تعيطيش , خليها بكره.
فيونا : يوووووه , لسه هاستنى لبكرة.
أنا : أنتي مستنيه بقالك سنتين , وسايباني انا كمان استنى ! , و زعلانة دلوقتي علشان بقولك بكره ؟!
فيونا : طب أشمعنه بكره يعني.
أنا : لأ بقى دي مفاجأة
فيونا " بدلال " : حنان , اخس عليكي , وحياتي وحياتي ليه بكره.
أنا : اممممممممم تدفعي كام واقولك ؟
فيونا : يووووه بطلي بواخة بقى وقوليلي.
أنا : اصل سماح الهاوس كيبر هتسافر بكره اسكندرية وهتغيب كام يوم
فيونا : يعني انتي هتكوني ف البيت لوحدك الكم يوم اللي جايين ؟
أنا "بعد ضحكة غير مجهولة السبب " : ايوه
فيونا : احلفي
أنا : وحياتك عندي
فيونا "بنبرة ممزوجة بالخبث و خفة الروح" : يعني بكراااااا ............"صمت"
أنا " بعد ضحكة طويلة " : ايوه بكره
فيونا : طب هو ينفع نفضل نتكلم كده ف التليفون لحد بكره , انا مش عاوزة اسيبك.
أنا "بدلال" : أممممم هو ينفع , بس أنا كنت بقول يعني لو نمنا بكره هييجي أسرع و نتقابل , مش لو اتقابلنا أحسن من الكلام في التليفون
فيونا "ضاحكة" : وهو انا هيجيلي نوم أصلا ؟!
أنا : معلش حاولي تنامي , وانا كمان هاحاول أنام .
فيونا : مش هيجيني قلب أقفل السكة وانام , انتي هتقدري ؟!
أنا : هاحاول , يللا بقى تصبحي على خير .
فيونا : أنتي مصممة ؟
انا : مش قوي , بس خلينا ننام , وانا بكره أول ما اصحى هاكلمك .
فيونا : اوك , تصبحي على خير يا روحي .
أنا " بعد ضحكة قصيرة " : وانتي من أهله .
قفلت الخط , واحتضنت الهاتف بين شفتي في قبلة تخيلت نفسي فيها اقبل شفتي فيونا , وبدأ شرودي وسرحاني من جديد , وكأن عقلي يرفض أن يصدق ان ما أمر به الان هو حقيقة وليس حلما كما كنت اعتقد , أم انه حلم , أم أنه فعلا حقيقة , فعلا لست متأكده , لمدة ليست بالقليلة لم يزل هاتفي بين شفتي مستمتعا مثلي بتلك القبلة الخيالية , وجدتني افتح سجل المكالمات لأتأكد من مدة آخر مكالمة وجدتها بالفعل مع عاشقتك المجهولة ومدتها 22 دقيقة , بالفعل إنها حقيقة نظرت إلى هاتفي وكأنني اشكره أنه قدم لي الدليل الوحيد على أنني لم أكن احلم , لم أفق من شرودي هذا إلا على صوت رسالة واتس اب وصلتني من فيونا :
فيونا : بحبك
فلم افتح الرسالة إلا بعد أن أمرني قلبي الملهوف اليها أن ارد قائلة
أنا : وانا كمان
فيونا : مش عارفة أنام
أنا : لازم تنامي وانا كمان لازم أنام , نامي بقى
فيونا : مش هانم إلا لما توعديني
أنا : اوعدك بايه ؟!!
فيونا : انك هتنامي وانتي بتفكري فيا
أنا : من غير ما اوعدك , أنا أصلا مش قادرة أعمل غير كده بقالي ايام .
فيونا : وانا كمان ليالي طويلة دلوقتي وانا بانام واقوم واكل واشرب واتحرك انتي معايا و ف خيالي كل دقيقة وكل ثانية عايشة بيكي ومعاكي , وطيفك بيحوم حواليا وسرحانة فيكي حتى وانا معاكي .
أنا : خلاص , انا دلوقتي معاكي بجد , مش طيفي ولا حاجة .
فيونا : بعشقك
أنا : وانا بحبك اوووي يا فيونا.
فيونا : "أرسلت لي مجموعة من القبلات"
أنا : يللا بقى تصبحي على خير و أول ما تصحي الصبح كلميني ثم ارسلت لها قبلة.
فيونا : حاضر , وانتي من أهله.
نظرت إلى الساعة فإذا بها تشير إلى العاشرة والنصف , لم اشعر ببرودة الجو من حولي طوال تلك المدة , تناولت ريموت التكييف وضغطت لرفع درجة الحرارة لأستجلب بعض الدفئ وسرعان ما تجسدت صورتها أمامي , فتاه نصف مصرية نصف لاتينية ذات جمال ملحوظ تعتبر نموذج لحالة الخليط بين الجنسين فلم يتفوق على جمال عينيها العسليتين إلا لونها الخمري الفاتح الهادئ المثير ولم يغلب منحنيات جسدها اللاتينية الواضحة إلا صوتها ذو البحة الأنثوية المثيرة فكل ما فيها أنثى , أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معاني فلا يضاهي جمالها الجذاب إلا أنوثتها المثيرة التي تعد كل من يراها بأمور يعجز العقل أن يتخيلها فإذا أمعنّا في التفاصيل نجد ذلك الشعر البني الفاتح المموج والذي يهيج حول وجهها الممتلئ في لمحة جمال غجرية تنم عن أصلها اللاتيني الذي يؤكده خديها الرقيقين الناعمين ذو الغمازتين و أنفها الرقيق الشامخ في غير اعوجاج أو تعدي , وعينان واسعتان برموشهما الطويلة و حاجبيها الدقيقين وكأنهما هلال في مطلع الشعر يظهران بدقتهما جبين ناصع كصحراء ممتدة على مرمى البصر , أما شفتيها فهما الشفتين الممتلئتين إلى حد الدعوة الصريحة الى مئات من القبلات حيث امتلأتا بكنز من اللمعان الذي يصعب عليك أن تحدد ما إذا كان إرثا أصيلا من بني قومها أم أنه بفعل نوع طلاء الشفاه لامع اللون الذي لا تغيره منذ أن عرفتها فتهرب عينيك من تأثيرهما لأسفل قليلا لتجد نفسك أسيرا مرة أخرى لرقبة تخلو من أي عظام أو عروق او تجاعيد , ليس إلا اللحم الشهي المكتنز من غير سمنه ولا نحافة , ثم تنطلق العين لتصول وتجول في ذلك الجسد الشهي بالمنحنيات التي تخبرك بما تخبئة الملابس فتكشف ما سترت , صدر نافر أكبر من المتوسط بقليل يبدو لك من حركته العفوية كثمرة مانجو ممتلئة من الحجم الكبير التي يمعن كل مصممي أزياء العالم أن يمنعوه عن جذب أعين الناس فلا يستطيعون , ولا يكمل جمال صدرها إلا ذلك المنحنى الرائع عند الكتف الذي يخبرك بذراعين متلئين امتلاء الأنثى مكتملة الجمال وليس الانثى البدينة , فلا تبرح ذلك إلا لتقابل خصرها البض وسوتها المتخفية المتكاملة مع استدارة أردافها المرتفعة في شموخ يسلب العقول لتكتمل معها تلك المنحنيات العبقرية التي تقود عينيك إلى ساقين لم يكن لمرأة على وجة الأرض استدارتهما و قسمتهما بمنتهى العناية ما بين الطول والامتلاء الأنثوي الواعد بأن ما خفي داخل حذائها من اصابع للقدم لن تكون بأي حال من الأحوال مختلفة عن تلك التي تطعّم كفي اليد وكأنه لا عظم فيها ولا أثر إلا لأمواج من اللحم الطري الذي يخفي عن كل ناظر اليها أي فرق بين كفيها وكفي *** صغير ضيعت نعومة بشرته و امتلاء اصابعه حدود عقلات تلك الاصابع , خيالات و تخيلات تقاسمتني إلى ان سرقني النعاس , ولم أفق من نومي إلا على صوت هاتفي إلى جواري يوقظني من نومي لأجد ما توقعت بالضبط , إنها هي " عاشقتك المجنونة يتصل بك ".
الى اللقاء في الجزء الخامس,,,
عشق لا ينتهي 5
الجزء الخامس
هذا الجزء ترويه فيونا
تقريبا لم انم ليلتي هذه وكأني تحت تثير منبه , ولكنه منبه من نوع مخصوص , فما أنا تحت تأثيره الآن ليس منبها للعقل والحواس بقدر ما هو منبه للقلب والمشاعر والأحاسيس , إنها ليست فقط شهوتي التي تؤرقني , ولكنه نوع غريب من أنواع الاشتياق , ذلك الاشتياق الذي يحرك القلب قبل الجسد والمشاعر قبل الجوارح , نعم أريدها ولكني أريد لها أن تكون هي مقتنعة بذلك أولا , أريد منها أن تطلبني , تمنحني نفسها وقلبها وجسدها و مفاتنها بناءا على رغبتها الكاملة , دون أي ضغط مني أو ترغيب , فقد اتخذت خطوتي الأولى إلى هذا و لكن هل هذا كافي لأن يقنعها بأن تمنحني ما أريد , هل هو كافي أن تمنحني ذلك الجسد ليحتويني بين أحضانه لأكون اسعد امرأة على وجه الأرض , هل هو كافي لتكون لي و تسمح لي أن أكون لها ؟
مرت الساعات المتبقية من الليل بطيئة متثاقلة وكأنها ضيف غير مرغوب فيه يصر على البقاء , تحايلت على نفسي بتشغيل بعض الموسيقى اللاتينية , أبطأ نغمات الفلامينجو و أكثرها هدوءا لم تجدي , أمنع نفسي بالكاد أن اتصل بها أو أن أعيد مراسلتها على الواتس اب , لا أريد أن أكون تلك اللحوحة المزعجة , أريد أن أشعر داخليا باحتياجها لي لا أن تلبي فقط احتياجي إليها , أريد أن امتلكها كما ملكتني و أشعلت بقلبي وجسدي كل هذه النيران دون جهد منها أو قصد أو ترتيب , غفوت لدقائق , و تأرقت لساعات إلى أن أصبح الصباح أخيرا , يوم آخر من أيام الشتاء الغائمة التي تفرق فيها بصعوبة بالغة بين الليل و النهار من خلف زجاج النافذة المنفذ للضوء , آخر يوم في سنة 2017 ونحن الليلة على موعد مع بداية سنة 2018 فتراها كيف تكون ؟ , قطرات خفيفة من المطر التي ضلت طريقها إلى زجاج نافذتي , تزيد من حالة هياجي واحتياجي إليها الآن في سريري هذا , نظرت إلى هاتفي المحمول لأعرف الوقت , إنها السابعة والنصف , ولا وجود للشمس , يوم آخر من أيام الشتاء لكنه يوم غير عادي , هو اليوم الفاصل بين العام الذي مضى بكل ما فيه من وحدة وحرمان , وعام آخر جديد بكل ما فيه من وعود وآمال , نعم أنا في أمس الحاجة لأن اسمع صوتها وهي ترد على تحية الصباح في اليوم الأول من علاقتنا التي انسجها في خيالي منذ عامين ولا أعلم ما سيتحقق من هذا الخيال على الحقيقة , و أنا أيضا في حاجة لكوب كبير من القهوة , و أيضا احتاج إلى حمام ساخن اغمر فيه جسدي الملتاع بأشواقي وشهواتي بالماء الدافئ المعطر ,,, فبأيها ابدأ ؟
نهضت متثاقلة بعد أن اتخذت قراري سريعا على حمام غرفتي وقمت بضبط نظام الجاكوزي ماركة كال سبا العالمية عند درجة حرارة 41 ثم ذهبت لانتقاء احد أروابي الحريرية من الدولاب كان أكثرهم نعومة و قمت بضبط تكييفات شقتي جميعها لتقوم بمهمتها الشاقة في تدفئة الشقة بالكامل , كانت لمسة قدمي للمياه أثناء نزولي إليه شبيهة بالصدمة إلا أنها صدمة لذيذه , جسدي الآن بالكامل في حوض الجاكوزي , فوهات التدليك تقوم بدورها كما يجب أن يكون , ويبدأ الشرود والسرحان , كيف ستكون ليلتنا الأولى , كيف سيكون طعم أول قبلة , كيف ستشعر هي حينها , هل ستستمتع بها أم أنها ستشعر بذلك الشعور الغريب الذي شعرت به حينها في مرتي الأولى مع " جابي " , أنا أتذكر ذلك الآن و كأني أعيشه من جديد , لقد كنت يومها انتفض كعصفور صغير أصابه البلل في يوم برد مطير عاصف حتى أصبح جناحيه اضعف من أن يحملانه على الطيران , فهل هذا ما ستشعر به حنان , أم أنني لست أول امرأة في حياتها ؟ , لا يمكن أن أكون أكثر هدوءا , لن استطيع أن امنع عقلي من السير في كل هذه الدروب والمسارات الوهمية , لا استطيع أن امنعه أن يسبقني إليها ويقتحم عقلها وقلبها أو أن يجعلني أشعر بما تشعر به قبل أن تشعر به , فأنا لن احتمل أن ترفضني أو أن افقدها .
كيف ستشعر لو كنت أنا أول امرأة في حياتها , كيف أطمئنها وأرغبها فيّ كما أرغب فيها , هل كان تجاوبها معي في الليلة الماضية مجرد حالة وجدانية إصابتها من خطاباتي وكلماتي , أم أنها فعلا تفهم ما أريده منها و كيف سيكون ما بيننا بعد أن تزول بيننا حواجز الخوف والخجل فيحرك قلبينا جسدينا ليكونا جسدا واحدا في الفراش , إن حنان مثالا حيا للمرأة العربية المصرية كما يجب ان تكون , عينيها الواسعتين السوداوين الكحيلتين بكحل طبيعي لا يكاد يضيف اليها كحل الزينة شيئا , بشرتها البيضاء الناصعة التي تجعلك تكاد أن ترى الدم وهو يمر في تلك العروق الخضراء في كفيها ممتلئة الأصابع حين تتناول قلمها المحظوظ الذي لم ألاحظ يوما أنها غيرته لتكتب أو توقع شيئا , جبينها الغض المستقيم في غير اتساع أو ضيق الذي يبرز بياضه مدى كثافة حاجبيها الغزيرين العريضين الذي لا يزيد جمال عينيها إلا جمالا و بهاء طلتها إلا بهاءا وكأنها البدر في ليلة التمام , أما عن خديها فإنني أكاد اجزم أن ذلك اللون القرمزي الذي يكسوها ما هو إلا جمالا ارستقراطيا مصريا طبيعيا خالصا , ثم لا تنصرف عيني عن تلك الخدود إلا لتبقى مذهولة أمام أجمل شفتين رأتهما عيني بين كل النساء اللائي عرفت أو لم أعرف , اللائي تذوقتهن واللائي تمنيت أن اتذوقهن أيضا , ثم لا البث أن أتخيلها عارية من أي ملابس فلا استطيع , فتحفظها في ملابسها و حجابها لا يتيح للراغبة المحمومة مثلي إلا أن تعترف بصعوبة ذلك اللغز المحير , ما هي حدود هذه المنحنيات , كيف هو شكل صدرك الذي يبدو لي من الملابس المحتشمة أنه لا بالصغير ولا بالكبير , أرجح أنه من ذلك النوع الطري الذي يرتاح على سوتها في غير كسل أو ترهل , لا يبدو لي أن خصرها نحيل او أن أردافها من النوع اللاتيني المرتفع العريض مثل إردافي , فهي كما قلت تعتبر نموذجا للأنثى الشرقية فيشبه جسدها جسد تلك الجارية الحزينة التي أبدعها الفنان هيبوليت دومينيك بيرتو في لوحته المتحفية "جارية مع العود" ""odalisque with a lute فإن كل ما تحتشم في داخله من ملابس لا يمكنه أن يداري عن عيوني تلك المنحنيات الرائعة التي تبشر بمحتواها عن خصر طري ملتحم مع وسط ملفوف مع إرداف لا هي بالعريضة المرتفعة ولا هي بالناحلة المجهولة ولم يزل اللغز باقيا عصيا على الجميع إلا على التي تسعدها دنياها فتتحرك يديها على عري كامل منها سامحه لها بان تتفقد تلك الانحناءات بيدين حالمتين وبصر كفيف.
تحت الماء الساخن و في جو مليء بالبخار بدأت الهواجس الجنسية تجتاح جسدي رغبة فيها كما كان يحدث عادة منذ رأيتها إلى الآن إلا أنني الآن وبصعوبة بالغة امنع يدي من أن تتجول في أرجاء جسدي الجائع للمسة منها لأعلن عن بدء معركتي الفاحشة الداعرة مع ذلك الجسد تحت تأثير خيالات , وما يجعلني أقوى على ذلك هو وعود صاغتها ساعاتي القليلة الماضية و مكالمتي معها ليلة أمس تبينت منها أنني على وشك أن أحقق حلمي بامتلاكها أو بمعنى أدق , حلمي بأن اجعلها تمتلك جسدي كما امتلكت قلبي وهيمنت عليه منذ وقعت عيناي عليها , فرحة عارمة تجتاح قلبي و شهوة تزيد تجعلني اردد بكل العزم أنني لن اجعل ليلتنا هذه تمر إلا وهي بين أحضاني وأنا بين أحضانها عاريتين في فراش دفيء.
أعدك يا حنان : أنني سأجعل من ليلتنا الأولى التي ستشهد ميلاد عام جديد ليلة للذكرى بين عاشقة أضناها الشوق إليك وبين معشوقة تلتقي أخيرا بموعدها المؤجل مع السعادة .
ثم أعود لرشدي مرة أخرى وقد بدأت عيناي تجول بجسدي من تحت الماء لأتفقد مدة استعداده لها , نعم انه شبه مستعد , فقد قامت تريز " تلك الفتاة الرائعة المحترفة التي تعمل في اكبر و أرقى مراكز التجميل في مصر " منذ أيام قليلة " أثناء زيارتها الأخيرة لي " بفعل ما تبرع فيه دائما : أزالت الشعر الزائد من تلك الأماكن , و عمل البادي كير اللازم إلا أنني لم اتمم معها ما تعودنا عليه في كل مرة وكأنني كنت أشعر أو أرتب لموعد قريب مع السعادة الحقيقية التي طالما حلمت بها وتمنيتها , حاولت كثيرا دون جدوى , إن ما ينقصني الآن هو فقط جلسة مساج استعدادا لتحقيق الحلم.
ثم عدت الى شرودي في من أحب و أهوى فوجدتني أعاهد نفسي و ألقنها تلقينا , كوني رقيقة معها , كوني صبورة و تفهمي ما ستكون عليه من خوف و مهابة للأمر فالأرجح أنها مرتها الأولى و من الطبيعي جدا أن تكون خائفة من هذا خوفا تختلط فيه مظاهر الرهبة ومظاهر الرفض , كوني حبيبتها أولا واطمئني فستكونين عشيقتها حتى و إن طال الوقت , احتويها قلبا وعاطفة قبل أن تطلبي منها أن تحتويكي جسدا , هذه وصيتي لك فاسمعي وأطيعي .
نهضت حينها من حوض الجاكوزي وتجففت ببشكير الحمام الكبير الذي مل من انتظاري على الرف الرخام المجاور للباب , تفحصت للحظات جسدي في المرآة التي تغطي كل الحائط تقريبا وحدثت نفسي : اطمئني فلن ترفض كل هذا , لن تقارن حتى بين امتلاك كل هذه الكنوز الأنثوية المتفجرة بالشهوة لتعود لوحدتها التي لازمتها كل هذه السنين دون طعم حقيقي للحب , ولكنني طردت هذه الفكرة من رأسي لاستبدلها بنفس وصيتي لنفسي كوني رفيقة بها و لا تكوني عجولة فلا ذنب لها في جموحك اليها ورغبتك فيها دون بوح كل هذه المدة فلها الحق بأن تتمهلي عليها حتى تملكي قلبها المكسور ثم يكون لكي منها ما تريدين.
وضعت نفسي في الروب الحريري الأزرق الغامق الذي لا يستر جسدي شيئا غيره و توجهت للبار حيث ماكينة القهوة و رف الخمور , كافأت نفسي بكوب من القهوة الأمريكية وتناولت هاتفي فوجدت الساعة تشير إلى التاسعة والربع , طلبتها و انتظرت قليلا لأسمع أجمل صوت لأجمل أنثى في الدنيا:
حنان : صباح الخير ,,,, هي الساعة كام ؟
أنا : صباح النور ,, النهاردة راس السنة وانتي لسه نايمة يا كسلانة قومي ده الساعة بقت تسعة وربع
حنان : ياااااه ده أنا كنت فاكراها ستة أو بالكتير ستة ونص , كل سنة وانتي طيبة .
أنا : وانتي طيبة يا حبيبتي وسنة سعيدة علينا , لا الساعة تسعة وربع بس مفيش شمس و الدنيا شكلها بتمطر جامد النهاردة كمان
حنان "بدلال" : امممممممم بس انتي شكلك صاحية من بدري صوتك بيقول كده .
أنا : هو انا عرفت نمت أصلا ؟
حنان " بدلا ودلع " : وياترى ايه اللي طير النوم من عينيكي .
أنا : وحدة بقى **** يسامحها من لحظة ما شفتها وهيا مطيره النوم من عيني مش عارفة أبطل تفكير فيها معايا ومش سايباني ولا وانا صاحية ولا وانا نايمة , لما كنت خلاص قربت اتجنن
حنان "بدلع " : سلامتك يا روحي من الجنان.
انا " بعد صمت " : روحك؟!!
حنان : ايوه ,, روحي ,,, وحبيبتي ,,, وحياتي ,,,, وكل دنيتي كمان .
أنا : بجد انا قلبي قرب ينط بره صدري من اللي أنا باسمعه ,, انا مش بعيد يجيني سكته قلبيه دلوقتي من الفرحة .
حنان : بعد الشر عنك يا فيونا , وحياتي عندك ما تقوليش كده تاني ارجوكي
أنا : حنان.
حنان : يا روح حنان.
أنا : أنا بحبك أووووي .
حنان : أنا مش هارد عليكي , هأجل الرد لحد أما نتقابل وهتحسي ساعتها أنتي بقيتي ايه بالنسبالي .
أنا : هنتقابل امته .
حنان : زي ما تحبي .
أنا : الساعة 4 كويس ؟
حنان : اوك كويس , فين ؟
انا : نتقابل ف مطعم مايسترو اللي ف سيتي ستارز ده مطعم ايطالي أنا بحبه أووي , أنا زبونة هناك على فكرة إيه رأيك ؟
حنان : ايوه عارفاه ,, أوك نتقابل هناك الساعة 4 .
أنا : هتوحشيني لحد الساعة 4 .
حنان : وانتي كمان يا روحي , يللا بقى باي.
أنا : باي
انتظرت حتى أغلقت الخط ثم طلبت تريز :
تريز : صباح الخير ,, كل سنة وانتي طيبة
أنا : وانتي طيبة يا حبيبتي ,, فينك ؟
تريز : في السنتر .
أنا : ممكن تيجيلي البيت كمان نص ساعة ؟
تريز : صعب أووي ,, انتي عارفة أنا مش ممكن اتأخر عنك بس النهاردة السنتر صعب أووي ,, ليلة راس السنة بقى كل سنة وانتي طيبة ما انتي عارفة .
أنا : لاااا , راس سنة ايه وبتاع ايه , انا محتاجالك ضروري جدا النهاردة .
تريز " بضحكة مكتومة " : امممممم , شكلي وحشتك !
أنا : طبعا وحشتيني , بس أنا كنت محتاجة أعمل مساج ضروري أووي , مش اللي في دماغك يا سافلة .!
تريز " مستمرة في الضحك " : طب عندي فكره , كلمي مدام ايفون واطلبي منها إنها تبعتني ليكي , معلش هو الشيك ممكن يكون عالي شوية علشان زيارة منزلية بس معلش مفيش حل تاني , يا إما تستنيني بالليل وانا مروحة اعدي عليكي.
أنا : لا لا لا بالليل ايه , انا هاكلمها وارجع اكلمك
تريز : أوك , مستنياكي.
اغلقت الخط واتصل ب " ايفون "
ايفون : ازيك يا وحشة , كده برضو متسأليش الشهور دي كلها ؟
أنا : معلش يا ايفون غصب عني مانتي عارفة , الشغل والجمعية مش ملاحقة .
ايفون : معلش انا عاذراكي , بس وحشتيني "وتكمل بنبره صوت تحمل في طياتها بعض الإغراء" ولا أنا ما وحشتكيش .؟!
أنا : بالعكس , دا أنا هاموت واشوفك بس انا دلوقتي عاوزة منك طلب ضروري وانا عارفة انك مش هتكسفيني.
ايفون : أؤمري طبعا يا حبيبتي.
أنا : النهاردة راس السنة وعمي و بنته جايين يزوروني طيارتهم توصل 3 وانا مش هالحق اعدي عليكي في السنتر كنت محتاجة بنت من عندك تعمللي بادي كير ومساج عندي ف البيت .
ايفون " بخبث " : بدي كير ومساج وبس ؟!!
أنا "ضاحكة " : ايوه , وبس .
أيفون : حاضر يا روحي , هاشوف مها لو فاضية هابعتهالك .
أنا : لا بلاش مها المساج بتاعها ما بيعجبكيش ايدها تقيلة اووي .
ايفون " بعد ضحكة طويلة " : أمال مين اللي بتريحك .
أنا " بعد ضحكة طويلة " : انتي عارفة اني مش بارتاح غير معاكي , بس لو تريز فاضية ابعتيها .
ايفون : امممممم , اوك هيا بس معاها زبونة هاخليها تخلص وتجيلك على طول , وانتي ماتبقيش وحشة , كلميني أول ما عمك وبنته يسافرو علشان انتي بجد وحشتيني أووي.
انا : حاضر يا روحي , وانتي كمان واحشاني قوي , هاكلمك , انا هاجهز وهاستنى تريز ماشي ؟
ايفون "ضاحكة": ماشي , يللا باي وزي ما اتفقنا .
أنا : باي .
اغلقت الخط وانتظرت خمس دقائق ثم اتصلت بتريز.
تريز : ايوه يا دكتورة , مدام ايفون كلمتني وادتني الاوردر .
أنا : طب تمام , قدامك قد ايه .
تريز : بالكتير ساعة واكون عندك.
أنا : اوك حبيبتي مستنياكي , يللا باي.
تريز : باي , مع السلامة.
أحضرت لنفسي كوبا آخر من القهوة وانتظرت بعض الوقت حتى دق جرس الباب ففتحت لأجد تريز , رحبت بها بابتسامة تعبر عن الشكر للوفاء بالوعد , كانت تحمل حقيبة متوسطة الحجم , أومأت لها برأسي للدخول وأنا أمد يدي لها مصافحة , فوضعت الحقيبة بداخل الباب ودخلت وأغلقت باب الشقة خلفها و مدت يدها لتقابل يدي لتسلم وهي تهم بجسدها نحو جسدي لتحضنني , فوجدت أنه لا مشكله من قبول ذلك على سبيل المجاملة , إلا أنها تمادت في ذلك و أطالت ولم تنسى وهي تنهى الحضن أن تقبلني قبلتي السلام على خدي الأيمن و الأيسر , إلا أن قبلتها الأخيرة كانت أطول قليلا مما يجب أن تكون و قد أصابت بقبلتها جانب شفتيّ وقد كانت قبلتها بشفتين غير مغلقتين , وكأنها إعلان عن رغبة منها بألا تكون هذه الجلسة مجرد جلسة عادية للعناية بجسدي , ولكنها كانت تستهدف ما هو أبعد من ذلك وأكثر , لن يجوز اليوم يا عزيزتي فأنا الآن أريد منك ان تساعديني أن أكون لغيرك لا أن اكون لك , ان المرات القليلة التي حدث فيها ذلك بيننا لم تكن كمثل هذه المرة , لم أشعر بهذا الشعور الذي أشعر به الان , لم أكن اجهز نفسي لكي أو ل إيفون كما أفعل الان , كان ما يسوقني لكما هو حاجة الجسد فقط , إلا أنها الان حاجة القلب والجسد معا , بل ان في كثير من الاحيان كان يسوقني جسدي لكما حتى يتقوى بما نفعله على سلطان القلب الذي يسوقني اليها كما تساق العاشقة الولهانة الى ذل العشق بلا أمل في الوصال , أما الآن فأنا لها , ولها وحدها إلى أن تكتفي مني أو أكتفي منها ولا أظن ذلك يحدث.
انتبهت من شرودي على صوت "تريز" تلك الفتاة الفقيرة الجميلة ذات العشرين ربيعا الذي ألفت نبرته التي تكررت كثيرا وعرفت تلك النبرة معرفة جيدة , بدأت أشعر بها واسمعها تقريبا منذ ثالث لقاء لنا , فقد كنت أول امرأة في حياتها , وعندما تزال الحواجز وينمحي الخوف , تجد تلك النبرة طريقها للآذان , فيكون الكلام كيفما يكون ويكون لهزة الصوت ونبرة الشهوة والاحتياج كلام مختلف , النبرة في حد ذاتها تتكلم وتقول "أريدك الان , اشتهيك , فلنجعل أقرب فراش الينا يحتوينا ولنذهب سويا في رحلة الملذات التي لا اشبع منها والتي الفناها معا" قالت لي بنبرتها :
تريز : هنا ولا في اوضة النوم "قالتها وهي ترمقني بنظرتها الجريئة التي تحمل الاف الدعوات وكانها تقول ها انا ذا ملكك فافعلي بي ما تشائين"
أنا " وانا اتحرك في اتجاه البار " نشرب قهوة الأول يا تريز؟!
تريز " بنفس الصوت " : مش عاوزة اتعبك .
أنا : لا ابدا مفيش تعب , أنا عاوزة اشرب قهوة معاكي قبل ما نبتدي.
تريز : أوك زي ما تحبي.
استكملت طريقي الى البار وبماكينة القهوة الفاخرة التي امتلكها و اعتبرها اقرب صديقاتي سرعان ما كان لدينا فنجالين من القهوة التركية " نوعها المفضل " , ناولتها فنجالها و توجهنا ناحية الأنتريه الموجود بريسيبشن الشقة وجلست هي على كنبة مزدوجة وجلست أنا على مقعد منفرد , ثم بدأت في الحديث بنبرة قد تغيرت الى ما يشبه الخوف من حدوث أمر ما.
تريز : انا حاساكي متغيرة , هو في حاجة.
أنا : لا أبدا يا حبيبتي , هيكون فيه ايه .
تريز : امال ليه حاسة اني مش واحشاكي زي ما انتي واحشاني , وكمان اخر مرة كنت عندك مكنتيش في المود , انا كنت جاية قلبي بيرقص من الفرحة طول الطريق .
أنا : لا ابدا بس انا جايلي ضيوف النهاردة من قرايب بابا , من البرازيل وطيارتهم هتوصل على الساعة 3 , متوترة بس علشان بقالي مدة ما شفتهمش و عاوزة اجهزلهم .
تريز : تجهزيلهم ؟!!!! , ليه هما مين اللي جايين دول .؟
أنا : عمي وبنته .
تريز : وبنت عمك دي عندها كم سنة بقى .
أنا : دي بنوتة صغيرة 13 سنة , "ثم نظرت اليها بابتسامة وبدون ارادتي ارتفع حاجبي الأيمن" ثم أكملت كلامي , انتي بتغيري عليا يا تريز ؟!!
تريز : ................................ لم ترد وعينيها في الأرض خجلا ثم تناولت فنجانها وارتشفت منه رشفة مع ارتعاش ظاهر في يدها.
أنا "ضاحكة" : تريز , أنتي غيرانة بجد ؟!!
تريز : طب لو انا بغير عليكي دي حاجة تزعلك ؟
أنا : مش قصدي , بالعكس , بس انا مش عاوزاكي تسرحي في حاجات وهمية و مش حاصلة وحاجات مالهاش وجود , ده عمي وبنته وجايين يقضوا معايا اسبوع وماشيين دي كل الحكاية .
تريز : اوك
أنا "بعد أن افرغت فنجال قهوتي " : يللا بينا ؟
تريز : أنا خلصت قهوتي وجاهزة , هنروح اوضة النوم ؟
أنا " بعد تفكير قصير " : أوك بس ارجوكي عاوزة أشوف مواهبك بقى وياريت لو نخلص بسرعة علشان عاوزة الحق اروح المطار اجيبهم .
توجهنا الى غرفة النوم وقامت تريز باستخراج المفرش و مجموعة من الفوط وبدات في الاعتناء بجسدي من إزالة الشعر هنا وهناك و بدات في تدليكي بزيت المساج العطري مع محاولات لإثارتي إلا أنني كنت اعرف كيف اجعلها تيأس مما تحاول ان تفعله , فلدي الليلة من اريد أن احتفظ بكل جوعي الجنسي لها وحدها .
مر من الوقت ساعتان تقريبا , لم تنجح ولم أضعف ولم تستطع بقدر ما حاولت أن تجعلني أخون العهد الذل لم يبدأ بعد , سوف أمنحها وحدها جسدي هذا عن طيب خاطر , سوف أكون لها وحدها فهل ساستطيع ؟
الساعة تشير الى الثانية عشرة وقد فرغت تريز مما بدأت وتركتني بعد أن اشعلت بجسدي نارا فوق النار ولهيب فوق ****يب , لدرجة انني اعتبرت نفسي بصمودي أمامها كبطلة من أبطال الروايات الأسطورية , إلا أنني اردت أن اكون لحنان وحدها وها هو موعدنا يقترب , اصطحبت تريز الى الباب بعد ان حاولت ان اعوضها دون جدوى بمبلغ كبير على وعد زائف بلقاء قريب ونظرة منها تحمل حزن ظاهر و إن حاولت ان تخفيه .
أغلقت الباب و حدثت نفسي : كوب أخير من القهوة ربما يعوض ما خلفه الأرق في لياليّ الماضية , فلم يكن في ليالي الشتاء الطويلة أقصر من ساعات نومي , فقد كانت تمر عليّ الليلة تلو الليلة و أنا أتلوى في فراشي لا يشاركني وحدتي فيها إلا طيفها الرقيق و أملي في أن تلقى كتاباتي لها ما أرجوه منها و أتمنى.
صببت لنفسي كوبا من الدابل اسبريسو الخالي من السكر وأخيرا ظهرت رائحة تستطيع أن تباري رائحة ذلك الزيت العبقري الذي جعل من جسدي منبعا لعطور جهنمية تدعو القاصي قبل الداني للفراش و تعده بمتعة ليس لها في الدنيا نظير , فقد أمعنت تريز في أن تغدق جسدي بذلك الدهان العجيب و أسرفت في تدليك تلك الأماكن التي تفجر داخل الانثى كل بركان خامد فتشبع بها جسدي حتى اكتفى كانت تظن أنها ستنجح لتحصل على ما تريد فأنفقت على ذلك كا ما أمكن أن تنفق إلا أنه لم يجدي , لازال ذلك الروب الحريري هو الساتر الوحيد للحمي الذي يلتاع شوقا فتمنيت وقتها أن استطيع أن اسبق الزمن الى موعدي معها , توجهت لغرفة نومي بعد ان ارتشفت اخر رشفة من كوب الاسبريسو , فتحت دولابي العملاق , انا الآن ابدأ رحلة أخرى من رحلات حيرتي "ماذا ارتدي؟ " بعد جهد وعناء وضعت جسدي في جيب ضيقة قصيرة فاتحة اللون تظهر ساقيّ من قبل الركبة بقليل , لم أكن بحاجة أن اتأكد من أنها لا تبدي لمن ينظر حدود الأندر فلم يكن هناك أندر من الأساس , و بلوزة بترولية اللون تصف بمنتهى الوضوح تلك المنحنيات اللاتينية التي ورثتها عن قومي , لم أكن بحاجة لارتداء سوتيانة فقد كان نهديّ المغرورين كفيلين بأن يقفا بمنتهى الاستقلال بلا تهدل او ارتخاء إلا أنني نظرت في المرآة فوجدت حلمتيّ البارزتين تهمان بفضح سري الذي اخفيته عن الجميع فتراجعت وتناولت سوتيانة مبطنة احتوت على نهدي بسعادة وكأنها تكاد تنطق لتشكرني على اختيارها لهذه الليلة الواعدة إلا أنها اكتفت برد الجميل و أبرزت نهديّ بشموخ للإعلان عن هوة سحيقة بين جبلين من البرونز , ارتديت بلوزتي البترولية وحرصت على أن أبقى زرها العلوي مفتوحا لأترك لسوتيانتي المجال لرد الجميل , ثم انتقيت بعناية جوربين من جواربي التي يطابق لونهما لون لحمي فلا تجعل الناظر اليهما يفرق بين الكساء واللحم العاري إلا إذا مد يده وتحسس ليكشف عن مصدر هذه اللمعة العجيبة عند هذه السمانة الملفوفة الممتلئة , أخيرا وضعت معطفي الصوفي الثقيل على جسدي و اخترت احد احذيتي البوت عالية الكعب و توجهت لباب الشقة , استدعيت المصعد وقد جهزت رقم سمر الكوافيرة الخاصة بي على الهاتف , وبمجرد دخولي لسيارتي سمعت صوت الجرس وصوتها الانثوي المثير ينطلق من سماعة السيارة عبر البلوتوث :
سمر: ألوووو , ازيك يا دكتورة
أنا : هاي يا سمر ازيك , أنا جايالك في الطريق , انتي في المحل ؟
سمر : ايوه , موجودة .
أنا : تمام , أنا في الطريق اهوه.
سمر : أوك توصلي بالسلامة.
أنا : باي
سمر : باي .
بعد حوالي الساعة والنصف كنت قد ركبت سيارتي في اتجاه المطعم , عشرة دقائق تفصل بيني وبين أول موعد لنا , اشعر بإثارة لم اشعر بها في حياتي , ابدعت سمر في تصفيف شعري هذه المرة كما لم تفعل من قبل , لم اظهر بتسريحتي هذه من قبل , فقد كنت دائما أظهر بقصة الشعر الغجرية التي تجعلني دائما ابدو كفتاه لاتينية تجهل من الدنيا أكثر مما تعلم , أما الان فكأنني ابدو لمن يعرفني " الليدي فيونا " في طلّة جديدة , جديدة حتى عليّ أنا نفسي , فترى هل سيعجبها هذا التغيير , ترى ماذا ستخبرني عينيها حين تقع عليّ لأول مرة و أنا فيونا حبيبتها وليس فيونا التي تعودت على أن تراها كل يوم دون أن يتحرك فيها ذلك الساكن المخيف.
ها أنا ذا اصف سيارتي الميني كوبر في البارك الخاص بالمول , تتحرك اقدامي بأسرع ما تستطيع , إلا أنها ابطأ من اشواقي ولهفتي للقائها بالاف المرات , أنا قبل موعدي بربع ساعة على الأقل , كنت اريد ان أكون هناك قبل الموعد بعام او حتى بأعوام , إلا أنني علمت أنني لن اقوى على احتمال عذاب الانتظار , دخلت الى المطعم تسبقني عيناي و يسبقها قلبي الملتاع بأطنان من الشوق و****فة , وتسمرت عيناي فجأة , هل ما أراه حقيقة أم أنه اختلط لدي الحلم بالحقيقة و الامنيات بالواقع , لا إنها حقيقة , لقد سبقتني بالفعل , هي الان تجلس في أبعد الطاولات ع الناس و اكثرها احتجابا عن اعين المتطفلين , جائت لموعدنا قبل أن أفعل أنا , يكاد قلبي أن يقفز من صدري فرحا , إلا أنه تحلى بالصبر الذي اعتاد عليه , ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيّ و تحركت في اتجاه الطاولة استجابة مني لذراعها الذي يلوح لي بالتحية ولفت الانتباه , نفس الابتسامة ترتسم على وجهها إلا أنني اراها أجمل , استقبلتني بتلك النظرة التي كنت انتظرها منها , نظرة ليست بالقصيرة ولا بالطويلة و عناق يحمل الاف المعاني , عناق لم تتعجل هي ان تنهيه وتمنيت انا ان يستمر ما طال بنا الأمد , تخلصت من معطفي الثقيل فقد كانت تدفئة المكان كافية لأبدي لها كل ما اعددت للقائنا من الزينة و الاناقة , جلست على مقعدي وجلست عينيّ لترتاح على عينيها اللامعتين ببريق لم أراه بهما من قبل , فبادرتني بمجاملتها :
حنان : النيو لوك بتاعك يجنن على فكرة .
أنا : ميرسي قوي , عجبك بجد ؟
حنان : بجد طبعا , هو مغيرك كتير بس عاجبني أوووي.
أنا : انتي اللي زي القمر .
كانت تسريحة شعري باقتراح من سمر , تلك الشيطانة التي طالما اجادت الاعتناء بشعري , وبجسدي ايضا , كانت قد ابدعت بأناملها السحرية و صففت شعري لأعلى فلا يحجب رقبتي عن من يريد ان ينظر اليها شيئا , إلا تلك الخصلة الصغيرة التي ارسلتها على خدي الأيمن لتداعب القرط الدائري العملاق الذي البسه في اذني فيحتك برقبتي ببرودة معدنة البلاتيني اللامع فيقشعر جسدي في كل لمسة قشعريرة مختلفة عمّا قبلها , فيزيد رغبتي رغبة , إلا أن الجدير بأن يوصف فعلا : هو ما بدت عليه حنان في لقائنا , هذا هو التغيير الذي يجب أن يوصف , فعلى الرغم من برودة الجو إلا أنها اختارت أن تتخلى عن تحفظها واحتشامها بعض الشيء , فتأنقت في فستان طويل الاكمام مرتفق الرقبة إلا أن به فتحة في الصدر على شكل قلب فلا يحجب لحم الجزء العلوي من صدرها عن عيني إلا غشاء من الشيفون الرقيق بلن ازرق يجعل بياض لحمها ينطق بكل عبارات الاغراء , كانت تلك الفتحة تحيد عن المنتصف لتميل قليلا الى اليمين , فتهدي للناظرين مساحة على قدر صغرها إلا أنها تصف من النهدين ما يفيد فتشف عن نهد ايمن وكأنه ضوء القمر في الليلة الظلماء , وشق بين النهدين يخبر بأن النهد الذي لم يظهر منه إلا قليل من كثير ليس وحيدا اسفل هذا الرداء المحظوظ , و انما يؤنسه اخر , فيجعل لساني يكاد ينطق غزلا و يقول : ليس اروع من هذا إلا ذاك.
استمر بنا الحديث لساعات مرت وكأنها ثواني , فلا كلمة قيلت ولا اذن سمعت , وبعد العديد من فناجيل لقهوة التي تتبدل على طاولتنا بانواعها المختلفة تناولنا عشائنا فلم تصب احدانا من طعامها إلا القليل , ليس بفعل القهوة وحدها , إنه ليس الجوع للطعام الذي اتى بنا الى هنا , إنه جوع من نوع اخر , فإن جوعي هذا اشبعته من اجساد عشرات النساء اللائي عرفتهن وساحقتهن فلم أشبع , وجوعها الذي بدا واضحا جليا في نظراتها لي وكانه يهمس في اذني بفحيح كفحيح الأفعى , اريدك الان فانطقيها ارجوكي .
فتجرأت ونطقتها أخيرا : حنان , انا شقتي قريبة هنا وكنت عاوزة اعرف رايك فيها بعد ما جددتها , يللا نقوم نكمل سهرتنا هناك ؟
حنان " بعد ابتسامة عرفت مغزاها وتمنيتها كثيرا : اوك زي ما تحبي.
نهضنا واستقلت كل واحدة منا سيارتها وتحركنا وقد فتحنا خطوط الهاتف طوال الطريق وكأنه الضمان لكي لا يبقى أي احتمال ان تفقد إحدانا الأخرى , دخلت الى جراج العمارة ودخلت هي خلفي بسيارتها وانتظرتها حتى نزلت منها و كأنني أقاتل نفسي قتالا ان ارتمي في حضنها وليرانا من يرانا و ليكن ما يكون , إلا أنني تمهلت و ها نحن الان ننتظر المصعد , تضيئ شاشته بأرقام تتناقص في بطء بغيض ينفتح باب المصعد اخيرا و أشير لها بيدي فتهم بالدخول وادخل خفها لأجد نفسي لا اراديا اضع يدي خلف ظهرها ما بين وسطها واردافها و تستقر راحتي عند التقاء وسطها بفخذيها من الجنب و أهمس لها في اذنها بصوت يخرج مني بصعوبة و كأني انطق من أعماق بئر سحيق : أنا بحلم مش كده ؟!!
لم ترد حينها بل اكتفت بابتسامة خجل زادتها جمالا ودلالا على ما بها من جمال ودلال .
أغلقت باب الشقة خلفنا أخيرا بعد أن دخلنا وها نحن الآن وحدنا و كأن الحلم الذي حلمت به لعامين متتاليين يوشك أن يتحقق .
الى اللقاء في الجزء السادس ,,, قريبا جدا
عشق لا ينتهي
الجزء السادس
هذا الجزء ترويه حنان
لم أتمالك نفسي حين أغلقت فيونا باب الشقة خلفنا بعد الدخول و اصبحنا ولأول مرة في عزلة عن الناس وبيننا ما بيننا , تواجدنا وحدنا دون ثالث في مكتبي أو مكتبها بالجمعية مرات عديدة , إلا أن هذه المرة مختلفة , لم اكن اشعر بما اشعر به الان , كنت افكر فيها كزميلة وليس كحبيبة أو عشيقة , لم أن على ما انا عليه الان من الارتباك , لم أكن اشتهيها الى هذا الحد , لم يكن لملمس يدها على جسمي في الاسانسير ذلك السحر ولم تسري في لحم جسدي هذه القشعريرة , القشعريرة التي جعلتني أكاد أن انقض عليها بمجرد أن اغلقت باب الشقة خلفنا , فالتهمها كما يلتهم الذئب فريسته , كدت أن افعل ذلك إلا أنني بالكاد كبحت جماح رغبتي و منعت نفسي , فلقد أردت أن يكون لها هي زمام المبادرة , نعم أنا أريدها , ونعم أنا اشتهيها , وبالفعل سوف أمنحها جسدي اليوم وكل يوم حتى ترتوي من حبي وحتى اشبع جوع جسدي لجسدها طوال تلك السنوات , إلا أنني تمهلت لأرى منها ما اعددت نفسي لقبوله وجهزت جسمي له .
بعد ان تلاقت عينانا بعد دخولنا الشقة للحظات قصيرة قضيتها شاردة , افقت من شرودي على تحركها في اتجاه اريكة فخمة منفردة مجاورة للباب , تتحرك من المكان الذي كنا نقف فيه عند الباب سويا وكانها مرغمة مغصوبة على ان تتحرك , وكأنها تعلم أنها لن تكن قادرة على أن تبقى على حالها هذا من الهدوء والتعقل , كانت كمن تدفع نفسها دفعا للهروب من امامي , نزعت عنها معطفها الشتوي الثقيل ووضعته على الأريكة وهي في طريقها الى البار اصبحت خلف البار بنصفها السفلي فغابت عني مؤخرتها المرتجة امامي مع كل خطوة تخطوها فينصرف نظري لحدود تلك السوتيانة التي احتوت نهديها الممتلئين تناولت فنجال من على الرف ووضعته تحت مصب ماكينة القهوة التي تتصدر البار , وانطلق صوتها ذو البحة الشهوانية ليحتضن عطر جسدها الجذاب في فضاء شقتها الدافئة الأنيقة , ذلك العطر الذي تحرر فور ان تخلصت من معطفها ليتخلل الى انفي ويزيد من خيالاتي الماجنة التي اظنها توشك أن تصبح حقيقة , سمعتها وهي تقول :
فيونا " وهي لا تزال تحاول ان تخفي ارتباكها " : انا محتاجة فنجال اسبريسو , تشربي معايا ؟
أنا : أوك
فيونا : سكرك مظبوط ,,, صح ؟
حنان : صح .
تحركت فيونا باتجاهي وهي تحمل فنجالين من الاسبريسو ناولتني احدها بابتسامة ظهرت في عينيها اللامعتين وشفتيها المرتعشتين وكانها تهم ان تنطق بكلمة ثم تتراجع في اللحظة الاخيره إلى ان لمست يدي يدها وانا اتناول منها فنجالي فكأنما صاعقة أصابت كل منا , ارتباكنا كاد ان يسقط فنجالي القهوة من أيدينا إلا اننا تمالكنا انفسنا , فبادرت فيونا بقولها لكسر حدة الموقف :
فيونا : هو احنا واقفين ليه .؟
انا ضاحكة : ايوه صحيح ما نقعد .
فيونا "وهي في طريقها الى الانتريه " : ماقلتيليش ايه رأيك في شقتي.
أنا "و أنا اتبع خطواتها" : بصراحة زوقك يجنن , شقتك حلوة فعلا وكل حاجة فيها شبهك , و الأهم من كده انها دفا , "أكملت بصوت ضاحك" تقريبا حر أنا نسيت اننا في الشتا أصلا .
فيونا "ضاحكة" : ايوه انا شغلت كل التكييفات على اعلى درجة .
يسود الصمت مرة أخرى , فبالرغم من كل الأحاديث التي دارت في الأذهان و المشاعر التي في القلوب إلا ان احدانا لم تجد ما تقوله للأخرى , أعلم جيدا وهي أيضا أن اصعب شيء الان هو البداية ثم يحدث بعدها ما باتت كل منا تحلم به طوال ليالينا الماضية , فتعود فيونا لكسر الصمت من جديد , لتقول :
فيونا : أنا هاستأذنك دقايق بس هاغير هدومي وارجعلك , مش هتأخر عليكي .
أنا : اوك برحتك .
غابت فيونا عن عيني الى ممر كان في نهاية الريسيبشن الواسع فتحولت عيني عنها لتبدأ رحلة التجوال في حوائط الشقة و اللوحات المعلقة على الجدران , كل شيئ في الشقة ينم عن ذوق راقي في الاختيار بمنتهى العناية لكل قطعة أثاث , كل ركن وكل رف , لم أكن أعلم أين هي المصابيح التي تبعث كل هذا الضوء الساطع الذي يملأ المكان ولا اين هي المكيفات التي تبعث كل هذه الحرارة , مكان تألفه النفس وترتاح له الروح وتختفي فيه قسوة ليالي الشتاء , فترى كيف سيكون شكل غرفة النوم التي غالبا ما ستشهد على ميلاد حبنا و توحد جسدينا و سيتردد بين جنباتها آهات اللوعة والحرمان المتبوعة بصرخات الشبق والمتعة , هل ستكون الإضاءة فيها كافية لتكتشف ما أعددته لها من مفاجأة استهلكت مني تقريبا كل ساعات الصباح استعدادا للقائنا , وكيف أنني و لأول مرة منذ طلاقي اكشف جسمي امام أحد غير زوجي أو طبيبي لأضع ذلك الوشم الذي يفضح ستر مشاعري ومكنون قلبي ؟ , فإذا ما رأت تلك الصورة المطبوعة على ظهري بوشم الحنة تحت الكتف بقليل لامرأة عارية تمارس عادتها السرية دون حياء فتتأكد أنني اهفو اليها كما تهفو إليّ و أنني عزمت على أن أكون لها كما ستكون هي لي ؟ , هل ستلاحظ إلى أي درجة اهتممت بموعدي معها و أعددت جسدي لها , هل ستطمئن إلى ما لم تصدقه مني صباحا في مكالمتنا الهاتفية حين ناديتها بروحي فلم تصدق ما سمعت ؟ .
كالعادة يهرب الشرود والسرحان من صوتها العذب وهي لم تظهر بعد من ذلك الممر الذي أخفاها عني و أنا اسمع صوت باب غرفة ينغلق وهي تقول بذلك الصوت الذي يستهدف من يتكلم به أن يسمعه من لا يراه : معلش انا آسفة , إتأخرت عليكي ؟
ثم تظهر فجأه فكأن صاعقة من السماء ألجمت لساني فلا أرد عليها و لا أنا استوعب ما أرى فيضيع مني الكلام , فقد ظهرت في أول الريسيبشن بما لم أراه منها من قبل ولم اكن أتخيله , فقد كانت ترتدي بيجامة بيتي بلون سكرى فاتح من قطعتين , القطعة السفلية ليست إلا هوت شورت قصير يفاجئني بان كل ما تخيلته عن جمال مؤخرتها لم يكن كافي , لم يكن حقيقي , و انني لم اكن اعلم كيف كانت مثالا نموذجيا للفتاة اللاتينية ذات الأرداف الممتلئة العريضة , أما القطعة العلوية فقد كانت عبارة عن توب بحمالة واحدة على كتفها الايمن ليأخذ دورانه الطبيعي من تحت ابطها الأيسر مبديا ما لم تصل اليه عيناي من قبل من امتلاء واضح في الصدر و اهتزاز مع الحركة وهي تمشي في طريقها الىّ فلما اقتربت مني أوشكت ان افقد وعيي تماما مما تأكدت منه فقد كانت تلبس هذه البيجاما على اللحم , فحلمتين بهذا الحجم وذلك والانتصاب لا يمكن ان يظهران لناظر من خلف سوتيانة مهما كانت رقيقة , اصبحت الان تقف أمامي مباشرة بعد أن اوقفتني المفاجأة على قدميّ و أنا لا أستطيع ان ارفع عيناي عن صدرها لاستكمل اكتشافاتي لجسدها الذي ظهرت فيه تلك الصفة السائدة بين كل البنات اللاتينيات الغجريات , فقد كانت بيجامتها الرقيقة النسيج تخبر بأن لصدر فيونا حلمتين غامقتي اللون وكأنهما حبتي التوت اللتان تسبحان في بحر من كريمة الفستق , استشعرت الحرج من إطالة النظر الى امرأة يدعوك جسدك اليها فلا تخطئها الاف المرات بين الاف النساء , فرفعت عيني بصعوبة الى وجهها بابتسامة تكاد تتوه بين علامات الارتباك فوجدتها دون ان تتكلم بكلمة واحدة تقتادني الى ذلك الممر ووجدتني استسلم لها طائعة دون أن انبس ببنت شفاه , فبالفعل كنت قد فقدت النطق وتاهت مني الكلمات فلم أعد استطيع الكلام , وجدتني اتبعها وقد استراحت راحتي بين يديها و استسلمت لها خطواتي أذهب معها حيث شائت لتفعل بي ما أشاء , وجدتني امام باب غرفة فتحته لأرى أمامي غرفة نوم واسعة وسرير وثير عليه مفرش من الحرير و حوله عشرات الشموع المنتشرة على ارضية الغرفة لا يساعدها من مصابيح الكهرباء شيئا وقد تناثرت على السرير بعض اوراق الورود و ندخل وينغلق الباب , وتقف فيونا امامي و يدي في يدها فتزيل اخر ما كان بفصلنا من المسافات باقترابها مني فلا يكون بين وجهينا إلا بعض ملليمترات قليلة فلا تتنفس إلا من الهواء الذي يخرج من صدري لتعيده الىّ مره اخرى بعد ان يخرج منها لاتنفسه من جديد , قدماي تحملني بصعوبة وأشعر بدوار كبير وهي تهمس في اذني بعد انحنائة بسيطة جعلت فمها في اذني وهي تقول : "ممكن ابوسك ؟ "
لم تنتظر مني الاجابة , لم اكن اصلا قادرة على الكلام , وكانني فقدت النطق , تلامست شفتيها العذبتين الممتلئتين مع شفتاي وانفصلتا سريعا , لا زالت يديها ممسكتان بيدي و لم تزل انفاسها تحرق وجهي بعد ان ابتعدت بوجهها عن وجهي قليلا لتفسح المجال لعينيها أن ترى رد فعل ما فعلته ظاهرا على وجهي , لم تجد شيئا إلا عينان تنظران الى الأرض في خجل و ترقب , تركت يدها اليمنى راحتى وارتفعت على وجهي لترسم خطوط وهمية على خدي الأيمن بظهر اصابعها الرقيقة الممتلئة لتستقر اسفل ذقني وكأنها تطلب مني أن ارفع عينيّ و أنظر اليها ففعلت , فتحرت يدها لتزيح بأصابعها خصلة من شعري هوت على جبيني فيستقر باطن كفها على رقبتي وابهامها الأيمن على خدي وتنطلق سهام النظرات من عينيها لتنم عن الشهوة بقدر ما تنم عن الحب , اقتربت بشفتيها من شفتيّ في قبلة اطول من التي سبقتها , حينها شعرت بكفها الأيسر وهو يتحرك تاركا كفي الايمن الموازي لجنبي في ارتخاء لا أتحكم فيه لتستقر على خصري من الخلف ويجد مكانه الطبيعي ما بين خصري واردافي , كل هذا حدث و أنا ساكنه وكأن لم يبقى في جسدي من مظاهر الحياة إلا ذلك القرار الذي اتخذه عقلي وقلبي معا وامرا به جسدي أن استسلم لها فهي تعلم ما تريده كل منا , بدأت اشعر بحرارة جهنمية تنبعث من شفتيها فتكاد شفتاي أن تحترق في تلك القبلة التي طالت عن ما كنت أظن , انتهت القبلة اخيرا دون ان تنفصل شفتيها عن شفتي ,لكنها بدأت تزحف بشفتيها الى اسفل , تقبلني في شفتي السفلى ثم اسفلها , تتحرك بشفتيها الى خدي الأيمن وكأنها لا تريد أن تترك مكانا فيه إلا قبلته , وجدت نفسي لا اراديا احرك وجهي لأمنحها مساحة من جانبي الأيمن لتستكشفه بشفتيها وأنعم أنا بملامسة كفها المستقر على خدي الأيسر و رقبتي قاربت شفتيها اذني و بدأت أذوب بفعل زفير ****يب من أنفاسها التي بدأت تعلو فالتقمت حلمة أذني بين شفتيها في قبلة لا بالسريعة ولا بالبطيئة انهتها بهمسة في اذني فقالت " بحبك يا حنان , بحبك أوووي " وجدتني لا اراديا احضنها وكأنها تلك الحبيبة التي غابت عني لأعوام والتقيتها على غير موعد , تشبثت بها كما يتشبث الطفل الرضيع بثدي أمه بعد ساعات من الظمأ , استجمعت قواي أخيرا و نطقت هامسة لها : وأنا من النهاردة كلي ملكك يا فيونا , ملكك بروحي وبقلبي وبجسمي وكأنني امنحها الاذن أن تفعل بي ما تشاء و ان تجعلني أفعل بها ما اريد وهنا بدات المعركة التي طالما انتظرناها .
بدأش شفتيها في التحرك في اتجاه شفتي مرة أخرى لتجد شفتاي تنتظرانهما في شوق الملهوف الى اللقاء فباعدت بين شفتاي لأستقبل شفتيها المنفرجتين , لينطلق من بينهما لسانا قرمزيا رطبا يحمل كل الوعود بالفعل لا بالكلام , انهالت عليّ بشفتيها فازداذ انفراج شفتيّ ليجد لسانها طريقة الى داخل فمي فما أجمل طعم لعابها وما أروع رائحة انفاسها فتغلغل لسانها داخل فمي والتحم مع لساني في قبلة استمرت لدقائق فلا انا بالمنتبهة الواعية ولا أنا بالغافلة المغيّبة , أنا ما بين هذا وذاك , ارتفعت يدها على ظهري لتبحث عن سحابة فستاني لتقبض دليلها تحركه نزولا على ظهري الى ان وصلت بها الى اخر مشوارها الى اسفل لتقابل اصابعها لأول مرة ملمس جسمي دون ساتر أو حاجز فتبدأ رحلة اصابعها الساحرة في عزف ألحانها المميزة على ظهري , فيجاملها فستاني ويثور على بقائة على جسدي فيتململ من على كتفي بعد ان ازاحت بيدها اليمنى سوار الفستان من على رقبتي , وجدتني لا اراديا احرك يدي على صدري وكأنني امنع فستاني عن السقوط , لم أدري لماذا فعلت ذلك ولم أعلم إن كنت اريد ان ابقي على فستاني على جسمي ام انني اريد نفسي عارية أمامها كما ولدتني امي , وجدتها تترك ما تفعل وتحتضنني بشدة وتهمس في أذني : "حنان حبيبتي , لو انا عملت أي حاجة انتي مش عاوزاها قوليلي اوقفي وانا هاقف فورا" , وجدتني اترك حضنها واتوجه بيدي الى كتفي فستاني فأزيحه عن كتفي ليسقط على الأرض لأقف امامها عارية إلا من ذلك الأندر الضئيل الذي يستر بالكاد موطن عفتي , وكأنني ارد عليها بالفعل لا بالكلام على ما قالته واجدد وعدي لها وأقول انا لك الليلة فافعلي بي ما تشائين , وجدتها تتخلص من التوب الرقيق الذي يستر لحمها عن ناظريّ ثم تخلع عنها الشورت لأجد نفسي أمام أجمل امرأة وقعت عيناي عليها , ولقد تأكدت من ظني فيا لها من حلمات تلك التي تقف منتصبة أمامي بلونهما الداكن المثير وكأنهما حبتين من العنب الذي يقطر خمرا , ارتفعت حرارة جسمي وكأنني في مهب ريح تنفث من بركان خمد منذ مئات السنين ثم عاد ليثور مرة واحدة , احتضنتني فيونا وغبنا معا في قبلة محمومة وكأنها حرب بين شفتيّ وشفتيها و معتلج بين لساني ولسانها و كأن كل واحدة منا تنتقم لكل سنوات الحرمان , تلاقى نهدينا في معركة اخرى فتصيب حلمتي حلمتها وكأن كل حلمة منهما تريد أن تثبت أن انتصابها بفعل الشهوة أقوى , ويصيب خصرها خصري فنتفرج سيقاننا قليلا لتسمح كل منا لفخذ الاخرى في الاقتراب من فرجها طلبا للمزيد , ووجدنا انفسنا نهوى على ذلك الفراش القريب لتلتحم الاقدام بالاقدام والسيقان بالسيقان دون رحمة أو هوادة , بدأت انّاتي تعلو و تعلو تحولت الى نحيب , تحركت يدها اليسرى لتقبض راحتها على نهدي الايمن , تعتصره بشهوة مجنونة فتستجيب لها حلمته بتصلب أكبر من التصلب يوشك ان يؤلمني و استجيب لها انا بآهة ملتاعة يطلقها فمي دون إرادة مني , هي تتصيد حلمة نهدي الان تعتصرها بين اصابعها فتعلو الآهات وتتكاثر لتصبح اهات , هي أقرب الى الصراخ منها الى التأوه , اجدني اقول بعد الخجل الذي زال والشهوة التي غلبت وتحكمت :" فيونا , بلسانك , عشان خاطري بلسانك يا فيونا " فانقضت فيونا على حلمات صدري دون تمهل لتلتقمهما في فمها لحسا ومصا وعضعضة أحيانا , تبا لكل السنوات التي ضاعت وتبا لكل رجال الأرض , تحولت الاهات الى صراخ , لم اعد احتمل , تجتاح يديها جسدي , تستبيحة بكامله ليصبح ملكها , اهات تلو الاهات وصرخات تتبع صرخات , استشعر يدها تتخلص من اخر قطعة تستر عنها فرجي و يد مدربة تذهب الى هناك , و أصابع تبدو مدربة بما يكفي للتعامل مع هاتين الشفرتين الداعرتين والبظر الذي يعلوهما فتدوي صرخة انفلتت مني مع أول لمسة لأشفار كسي من أصابعها وكأنها نفير الحرب , ذلك البظر الحارس للفرج ليس إلا الحارس الخائن الذي لا يحرس شيئا , لم أعد تلك المرأة الشريفة المتحفظة الملتزمة , انا الان عاهرة , عاهرة لها وحدها دون كل نساء ورجال الارض , تتفنن في إثارة لا تنقصني و تتسبب في اصوات لم أكن اتخيل ان تخرج مني يوما , لم أعد احتمل كل هذا أنا بالفعل فريستها و هي بعد قليل فريستي , تستبدل لسانها الذي يتناول على حلمتيّ بأصابعها و تتحرك بهذا الشيطان الذي هو في صورة لسان الى أسفل تمعن في القبلات على بطني وسرتي وسوتي ثم تستقر على باطن فخذيّ وكأنها تجعل لرأسها متسع ليصل الى ما يقصد تمتعني كلماتها ما بين القبلة والقبلة , بحبك يا حنان , بعشقك يا روحي وبعشق كل حتة ف جسمك , كلمات لها على جسدي الهائج مفعول السحر , والسحر دائما يكمن في الكلمات , وصلت هناك اخيرا , انتفض جسدي بالكامل حين لمست بظري بلسانها وكأنها تصعقني بكهرباء تميتني ثم تحييني , اصبحت الان اصرخ , تبا لهذه العاشقة الماهرة , يخترق لسانها الان شفرات مهبلي , يعربد في داخلي وكانه ثعبان ذو سم لذيذ يقتل قتل لذيذ , تحركت يديها الى اردافي فأصبحت بين اردافي والفراش و انا مسجاة على ظهري لا حول لي ولا قوة , ترفع يديها اردافي ليصل لسانها الى اعمق مكان ممكن في احشائي لا زال هناك يعربد ويلعق تخرجة وتدخله مرات تلو المرات ليفسح لنفسة المجال ليعود ويعربد من جديد , و اضغط انا رأسها بيديّ الى أسفل ليصل لسانها الى مكان ابعد يستكشفة و ينصب نفسه فيه حاكما , ليحكم بقانون لا يعرف الرحمة , تنفجر شهوتي وأنا اصرخ وانا على قمة هرم الشهوة وشبق الرعشة : فيوناااااا , ااااااااااه , اااااااااااااااااااااااااااااه , أأأأأأأأأييييي , تتدفق سوائلي الثانية بعد أن انسابت سوائلي الاولى , تتركني قليلا دون حركة وتترك لسانها هناك دون ان تخرجه , ثم تهدأ انفاسي اخيرا لتأتي وتدفن رأسي بين نهديها وهي تملس براحتيها على شعري الذي اصبح مبعثرا في كل مكان , ويديها اليمنى تمسح بكل حنان الدنيا على ظهري , دموعي تبلل صدرها وشفتاي تستقر على نهدها الأيسر وتفارقة لتنطق لها بكلمات الحب والعرفان ثم لا تلبث أن تعود وتستقر على ذلك النهد من جديد .
الى اللقاء في الجزء السابع ,,,
عشق لا ينتهي
الجزء السابع
هذا الجزء ترويه حنان
بقينا على حالتنا هذه لزمن , لا اعرف إن طال هذا الزمن أم قصر , إلا أنني اعرف جيدا أنه كان كل زمني , كان كل عمري الذي عشته أخيرا وكأنني لم اعش قبلها , و كأنني ولدت من جديد , وكأن كل عمري الذي مضى و أنا بعيده عن حضنها ليس إلا كابوسا مزعجا لا أكاد أصحو منه , مر وقت حتى هدأت أنفاسنا , وخفت كثافة الدموع التي تسكبها عيناي إلا أنها لم تنقطع , فدموعي هي ذاك الرفيق الذي شهد شجوني وأحزاني لسنوات طالت خلت الدنيا فيها من كل مظاهر الراحة والسعادة , وها أنا الآن وقد غمرتني سعادة لم أكن أظن أنني سألقاها يوما , فلترافقني دموعي في سعادتي كما رافقتني أحزاني , اشعر الآن بأصابعها تتحرك من جديد تختلس اللمس هنا وهناك , لمسات من النوع الذي عرفته الليلة من خلالها , هدأت أنفاسنا بعد ما كان , وها هي راحتها المخملية وأصابعها الساحرة الساخنة تتحرك , تلك الأصابع التي ما وقعت على شيء إلا ذاب من لمساتها كما يذوب الجليد , تحرك فيونا يدها من تحت إبطي , تتسلل بها إلى نهدي وكأنها تسلك طريقا تعرفه جيدا , توشك النيران أن تشتعل في جسمي من جديد , فألملم شتات جسدي واستجمع ما تبعثر من عزمي وقوتي و أقرر أن أرد لها صنيعها صنعته في جسدي الذي ظننته مات منذ سنوات طوال فأعادت إليه هي الحياة من جديد .
تحركت يمناي إلى يمناها التي كانت قد بدأت تعربد على نهدي الأيمن من تحت أبطي فتقابلتا عند ذلك النهد , يدها الآن تقبضه برفق ويدي تقبض يدها ثم أمسك بيدها لأقربها من شفتاي و أقرب شفتاي منها فيسقط نهدي منسحبا بعد أن عاد لحلمته الانتصاب , فوقعت شفتاي في قبلات سريعة على تلك الفاكهة الغضة ما بين السبابة والإبهام ثم تحولت القبلات السريعة دون إرادتي لقبلة طويلة ثم انفرجت شفتي وأنا ألف يدها لتستقبل شفتيّ الرطبتين المنفرجتين تلك التلال الأسفنجية المكسوة بالحرير في راحة يدها فيختلط على راحتها ما علق على خدي من الدموع وما نبع من شفتاي ولساني من ماء فمي , فأقبلها قبلات تتلو القبلات حتى حركت هي كفها الرقيق لأسفل جاعلة شفتيّ على بداية عقلات أصابعها ففهمت ما أرادت ومضيت أنا في طريقي صعودا بقبلاتي إلى أن وصلت إلى طرف سبابتها فلقمته بين شفتي امتص منه رحيقا عرفت مذاقه منذ قليل و شممت منه عبيرا ألفته أنفي فأصبحت لا تخطئه , امتص ولا اشبع , اشرب ولا ارتوي , تحاول هي سحب يدها لتعود إدراجها وتخرجها من تحت إبطي فأتشبث بها وكأن احدهم يهم ليخطف طفلي الرضيع الذي أنجبته بعد عقم دام لسنوات , فأنظر إليها وعيوني مملوءة بتوسلات الشهوة والشبق تكاد تنطق وتقول : دعيها لي فلا أريدك أن تأخذي مني ما منحتيني إياه , كوني أكرم من ذلك يا فيونا .
تحرك فيونا يدها اليسرى إلى وجهي لتداعب رقبتي ما وراء الأذن و تملس بها على وجنتيّ , تذهب يسراها وتجيء وأنا استكمل قبلاتي على يدها اليمنى , تربت على خدي وكأنها تنبهني : أن انظري إلى وجهي ففعلت لأجد تلك الدعوة الصريحة منها بعينيها اللامعتين ببريق الشبق , و بشفتيها المنفرجتين اللتين تنطقان بتوسلات صامته تشبه توسلاتي , وقد تكون الرسائل الصامتة أحيانا أجدى و أوضح من الكلام , أجدني ألبي لها ندائها هذا دون تردد فأودع يدها بقبلة أخيرة سريعة لأسمح لها بأن تخرجها من تحت إبطي فتقصد بها تلك الأربطة التي تبقي شعرها على شكل كحكة من الذهب فتطلقه لينساب على جسدها البديع وتطلق من عينيها سهما يقتلني ليحييني فتخترق النظرة العين ويخترق ذلك السهم القلب , نعم فهمت : هذا ما قالته لها عينيّ وابتسمت لها ابتسامة بقلبي لا أعلم إن كانت قد ظهرت على شفتاي أم لم تظهر , فوجدتني ازحف بجسدي على جسدها بعد أن أصبحت ممددة على ظهرها على الفراش , فينسحق نهداي في نهديها و تتسلل يداي لتحتضن أصابعي أصابعها و يقابل صدري عطر أنفاسها فينهار خجلي الذي خبأته في قبلاتي ليدها و مص لأصابعها منذ قليل أمام كل هذا لأجدني التقم شفتيها بين شفتي واخترق بلساني ثغرها المشتاق فاقتحمه واستكشف ما فيه في قبلة تليت عليها كل تراتيل العشق و الهوى و أطعمتني هي فيها سوائل شهد ما تذوقت مثيلها في حياتي أبدا , فتذكرت حينها تلك الليالي التي سهرتها أتمنى فيها هذا واحلم به , فلما تحقق الحلم الآن أدركت مدى فقر خيالي , فالحقيقة أروع من كل روعات الخيال , لم أفق من هذا الخمر إلا على أنين بدأ يخرج منها ليأتيني وكأنني اسمعه من أعماق بئر سحيق فيستجيب له جسدي ليتحرك جيئة وذهابا على جسدها لينتهك جسدي جسدها فيعصف باللحم اللحم وتنتهك الحلمات الحلمات فتعلو أناتها لتصبح آهات ولا تنطفئ القبلة ولا ينضب معين الشهد المتفجر من بين شفتيها وتتصاعد نبرة الشبق من كل منا فلا اشعر بيديّ إلا وهي تترك يديها حرة طليقة لتلتف من تحت إبطيها فتستقر على تلك الأكتاف المكتنزة بلحم غض له ملمس الحرير و نقاء الفضة و لون الخمر , قبضت على كتفيها جيدا رغم الأجساد المتعرقة بفعل الشهوة المجنونة وبرغم برد الشتاء وكأننا جسد واحد , زادت حركة جسدي فوق جسدها وكأنني أردت أن اسحقها تحتي فأحاطتني بيديها المتحررتين لتقبض بهما على أردافي تدفعني بهما فوقها وكأن كل واحدة منّا أرادت أن تقتحم بجسدها جسد الأخرى حتى نصبح جسدا واحد , يتفجر مزيدا من العرق وتزداد الحمّى , يلتهم النهد النهد وتطعن الحلمات الحلمات , ولا تنطفئ القبلة ولا ينضب معين الشهد المتفجر من بين شفتيها , وتتحول الآهات عندها إلى صراخ مجنون يملأ أرجاء الغرفة التي كانت بالنسبة لنا هي كل العالم , عالم ليس فيه إلا أنا وهي , عالم طالما حلمت به وها هو الحلم يتحقق , لا أقوى على أن اكتم صرخاتها بقبلتي بعد الآن ومع ذلك لا تنطفئ القبلة ولا ينضب معين الشهد المتفجر من بين شفتيها , أصبحت كالطبيب العاجز الذي يصرخ المريض بين يديه و هو لا يعلم كيف يصنع ليخفف عنه آلامه , اعذريني يا عاشقتي المجهولة , سامحيني يا فيونا فهذه مرتنا الأولى وأنا من أنا وأنت من أنت , فأنا المخمورة بالحب وأنتي المخمورة بالحب و الملتاعة بالشهوة أيضا , فأنا على قلة خبرتي و بقايا خجلي وضعف درايتي لا استطيع أن أجاريكي في مرّتي الأولى وقد ورثتي تلك الشهوة المجنونة عن بنات قومك فهيهات أن أكون ندا لك , أصبحت تنتفض بين يديّ فلم أعد اعلم كيف أصنع , وكيف سيكون حالها حين تأتي شهوتها وهي على ما هي عليه الآن ؟!!
سأجتهد وأقلدها فلقد أردتها سعيدة منذ أن وقعت عينيّ على أول كلمة كتبتها في خطاباتها لي , هي تستحق ذلك و نعم سأكون لها كما تمنتني أن أكون .
فارقت شفتيّ شفتيها وكأنه خروج الظفر من اللحم فأخيرا تنطفئ القبلة ويبقى شهد الرضاب بمذاقة العذب على شفتي حين زحفت بجسدي على جسدها إلى أسفل , فأنفصل نهداي عن نهديها وودعت حلماتي حلماتها بوخزه مؤلمة حزينة في كل حلمة وكأنه وداع العاشقين على وعد بلقاء جديد , ما كانت هذه النهود وتلك الحلمات لتقوى على الانفصال لولا أن البلل الذي يكسو جسدينا من عرق الشبق يعرف كيف يصنع المستحيل, انزلق لساني على رقبتها العاجية في رحلة طويلة الأمد ينتحب كلما ترك بقعة منها ويبتهج إذا جاء لأخرى , إلى أن صادف في طريقة هضبتين من الذهب الخالص تعلو كل واحدة منهما كتلة من العجوة عذبة المذاق , فيقرر أن يقيم قليلا على تلك الحلمات , أبى أن يفارقها إلا أن يكتفي منها , يشبع منها , فهل يشبع ؟ , فتغير الأسنان و تبدأ في العض وتصرخ فيونا وكأنني أذيقها ألوانا من العذاب فأكف عن ما أفعل فيزيد صراخها أضعافا وتقول بصوت تاهت حروف الكلمات فيه بين تلك الصرخات : لاااااا كمليييي , فأفهم أنها لم تريدني أن أتوقف بصراخها هذا , بل أنها كانت تصرخ طلبا للمزيد , فأعود لألتهم حلماتها من جديد , فيصارع لساني شفتاي وتزاحم أسناني ضروسي وأنا استبيح حلماتها هذه فلا اشبع ولا تشبع , فأحرك يدي لأهدئ من روع النهد الآخر ففمي هنا وأصابعي هناك , وتنسل اليد الأخرى إلى أسفل , تقتحم ذلك الالتحام الذي بين صدري و سوتها فتصادف سرتها في الطريق فاعرف أنها على الدرب وأنها توشك أن تصل , تنزلق بلا خوف ولا تردد فوق أمواج من العرق وسوائل أخرى لا أعرف من أين أتت , فتصل أخيرا إلى بيت القصيد , وتتعرف أصابعي على ذلك الوادي الخصيب الذي تتفجر فيه عيونا بماء لا ينبع إلا من تلك العيون , تتفجر منه حمم كحمم البراكين , فتنادي صرخاتها اصابعي إلى جوف البركان , فتلبي النداء وكأنها تذهب بفضول لتصل إلى العين التي تنبع منها كل هذه السوائل , لا أعرف من أين أتت يدها لتزاحم يدي وأصابعها لتسبق أصابعي عند فوهة ذلك البركان , تتقاسم أيدينا فرجها المتوحش فيلتهم هذه ويهدد تلك بأن لو غادرتي فلسوف آتي إليك وألتهمك حيثما تكونين فيكون ليدي السبق فينزلق أصبعي الأوسط في تلك الفجوة الملتهبة فيستفزها ذلك فيرتفع خصرها حتى يحرر أردافها من ملمس الفراش , ليصل أصبعي إلى أعمق مكان يمكن أن يصل إليه في فرجها , إلى تلك العين التي تنفث حمم البركان , و تستقر أصابع يدها هى على بظرها المجنون فتنتقم منه بقسوة وكأنها تحثني على ألا ارحمها إذ لم ترحم هي نفسها , فأزيد من حركة يدي دخولا وخروجا بفرجها الملتاع وتزيد هي من حركة إصبعها على بظرها كلما زدت , فأزيد أنا من انتهاكي لنهديها فألوك إحداها بفمي دون رحمة وتستبيح راحتي حرمة الأخر فتفتك به وكأنها تريد أن تستأصل اللحم الذي يكسوه ليكتسي لحما آخر, صرنا في سباق مجنون لا يمكن لإحدانا أن تفوز فيه .
لم أعد اسمع صوتها , توقف ذلك الصراخ , وتلاشت أنفاسها وتبدلت بزفرات جبّارة تخرج بين الفينة والفينة فرفعت وجهي عن صدرها لأتفقد صورة وجهها فوجدت ما لم يخطر لي ببال : وجدتها غائرة العينين محولّة المقلتين تنظر بكل عين في مكان غير التي تنظر إليه الأخرى وكأنها توشك أن تذهب في غيبوبة , وفجأة تنتفض انتفاضة مروعة وتصرخ بصرخة فاقت كل ذلك الصراخ وتفور حمم تنطلق من فرجها فلا يستطيع أصبعي أن يمنعها من الاندفاع للخارج لأشعر بها على بطني وكأنه ماء يقذف من الجحيم , انتفضت وصرخت , مرات تلو المرات حتى هدأت أخيرا و عادت بظهرها على الفراش واحتضنت ملائتة الحريرية الزرقاء ردفيها الطريين من جديد فتعود صرخاتها لتخفت ثم لتصبح آهات من جديد , كأنها آهات لمريض أعياه مرضه فلا يقوى حتى على أن يتألم , فيتأوه بصوت خافت وهو لا يأمل أن يسمعه أحد ثم تنطلق منها آهة طويلة تختتم بها كل ما سبقها من آهات لتسكن يدي على صدرها , وتصفح عن حلمتها أخيرا ويرق لحالها فمي فيعيد شفتاي إلى أعلى من جديد لتستقر على خدها في قبلة حانية , فتحتضن هي وجهي براحتيها وتطبع قبلة امتنان على جبيني ونغيب سويا في صمت يسكت في حضرته كل الكلام .
إلى اللقاء قريبا في الجزء الثامن ,,,
الجزء الأول
لا زلت على نفس حالتي من السرحان , الصدمة , الخوف الممزوج بالفرحة واستعادة الثقة بالنفس , رجعت لحبي للدنيا من جديد بعد أن كنت قد كرهتها كراهية المفلس الذي لا يجرؤ على الذهاب للسوق لأنه يعلم انه لن يعود منه بشيء غير الحسرة , الحسرة على عمر ضاع في انتظار شيء يعتبره الناس وهما "وهو الحب" , حتى أنني كنت على وشك أن اصدق أنه فعلا وهم , كدت أن اكفر به وألعنه و ألعن من تؤمن به وتنتظره مثلي , فقد كلفني ذلك الكثير , كلفني أن أحصل على لقب مطلقة وأنا بعمر الثانية والعشرين بعد زواج هو فاشل دام فقط لمدة شهرين , زواج اقترنت فيه السلطة بالمال , اقترنت فيه ثروة والدي الذي أنا وريثته الوحيدة مع سلطه ابن احد الوزراء , واقترنت فيه أيضا أحزاني وآلامي بالآم طليقي التافه الذي عرفته مكانه الحقيقي بين الرجال وعرفني هو ووالدي ووالده مكاني الحقيقي بين الضحايا , وها أنا ذا بعمر الخامسة والثلاثون يتيمة الأب والأم , مطلقة وحيدة حزينة يائسة على الرغم من جمالي المعقول وثروتي التي لم تغني عني من السعادة شيئا , ولا زلت أوصف بهذا الوصف , كما أني لا زلت لا اصدق , لا اعرف أهو حلم ما أمر به أم حقيقة , هل أنا بالفعل أقرأ ثاني خطاباتها لي ؟!!
هل يوجد احد على وجه الأرض يحمل لي كل هذا الحب , كل هذا العشق و أنا لا اعلم من تكون ؟! , أخاف حتى أن اصدق , من أي مكان تأتي بكلمات تحمل كل هذه الرقة وكل هذه العذوبة , من أي مكان جئتيني بكل هذا الإحساس وبكل هذه السعادة , أخاف أن اصدق ما أنا فيه , أخاف خوف التائهة الظمآنة في صحراء خلت من الماء فأفيق على أن الماء الذي فاجأني في الأفق ليس إلا سرابا , فمثلي قد أنهكتها الأيام ولا تحتمل صدمة جديدة من هذا النوع تحديدا , فقد اكتفيت منها واكتفت تلك الصدمات مني , فما سعى إليّ بعد طلاقي وبعد وفاة والدي إلا طامع في ثروتي أو تافه يشبه زوجي الأول فلم أجد منهم من يحرك ركود المشاعر في قلبي الجريح ففضلت الانتظار , انتظار الحب الذي قد لا يأتي , فهل أتى الآن ؟
و هل أنا مستعدة لأن أخوض غمار تجربة تمنيتها وانتظرتها لسنين طويلة لتأتي بهذا الشكل الذي أبدا لم يخطر لي على بال ؟؟!
كل هذا العشق وكل هذه الكلمات التي تعيد الحياة لقلب ماتت واندفنت فيه المشاعر والأحاسيس طوال هذه السنين تأتيني من امرأة مثلية , وأنا التي لم أفكر يوما أن أكون على علاقة بامرأة مثلي ؟؟! , و أنا التي لم يخطر ببالي حتى أن أطالع صورة أو أشاهد فيلما سحاقيا على احد المواقع الإباحية التي اهرب إليها على فترات لألبي مطالب جسدي اليائس من شريك في السرير ؟ ثم سرعان ما اهرب منها مع مزيد من الندم والأحزان؟
ألاف بل ملايين الأسئلة تغتصب عقلي وقلبي : هل هذا ممكن , و من تكون صاحبة تلك الخطابات , أهي صديقة ؟ أم زميلة في العمل ؟ أهي إحدى طالباتي في الجامعة التي املكها وادرس فيها بحكم عملي كمدرسة في كلية الآداب في الجامعة الخاصة التي املكها وورثتها عن والدي , أهي إحدى الزميلات في الجمعية الخيرية التي ارأس مجلس إدارتها وأمارس من خلالها بعض النشاطات المجتمعية واستهلك فيها ما تبقى من وقتي لأمنع نفسي من عذاب التفكير في وحدتي التي ترافقني كظلي ؟
هل هي متزوجة ؟ , مطلقة مثلي ؟ , قد تكون أرملة ؟ هل تكون أكبر مني في السن ؟ أم أنها فتاة صغيرة تفرغ في خطاباتها لي ما تبقى من مخزون مشاعر المراهقة عديمة الخبرة ولكن إن كانت كذلك فكيف لها أن تكون على هذا القدر الرائع من البلاغة والإحساس في ما تكتبه لي فتجعلني أتجول في حنايا نفسها وقلبها وجسدها بكل هذه السهولة فأرى منها ما لا تراه العشيقة من عشيقتها إلا إذا احتواهما سرير واحد لأعوام , والأهم من ذلك كيف يمكن لها أن تدس خطاباتها الجهنمية داخل حقيبتي دون أن أشعر مرة بعد مرة , وبنفس الأسلوب فأجد ذلك الكيس الحريري الوردي المعطر الذي يحتوى بداخله على ورقة تحررت بداخلها كلمات لو وقعت على الحجر لنطق.
وهل بهذه السرعة جعلتني كلماتك مثلية , وأنا التي لم أفكر يوما أن أكون كذلك ؟ وكيف سأفعل عندما أعرفك ؟ , هل أشكرك ؟ هل أطردك من حياتي لأكمل مسيرة حزني وانتظاري؟ , أم احترم ما تحمله كلماتك لي من حب ؟ , وكيف سيمر علي الوقت حتى أعرفك ؟ , وكيف سأتحمل أن انظر إلى حقيبتي فور أن اركب سيارتي واختلي بنفسي فلا أجد خطابا جديدا منك وقد أصبحت خطاباتك وقودا أضرم النار في قلبي وجسدي من جديد ؟.
هل أصبحت فعلا مثلية بفعل كلماتك الساحرة في تلك الخطابات ؟ , وإن لم أكن كذلك فلماذا عدت للاهتمام بجسدي و ملابسي وزينتي من جديد كما لم أفعل من قبل ؟ وكيف أصبحت أناظر مرآتي عشرات المرات قبل أن أجرؤ على الخروج من باب الفيللا التي اسكن فيها في حي الشيخ زايد لأكون أجمل في عينيك المجهولتين ؟, كيف استعد لسريري بأفضل ما عندي من قمصان النوم و أكثرها عريا و إثارة ؟ , وكيف أكون على هذه الحالة العجيبة من الهياج الجنسي كل ليلة وكأني أتفنن في أن أكون دميتك الجنسية الجميلة التي لا متعة لها في عادتها السرية إلا وهي تهديكي جسدها في خيالها المجنون , وتتخيلك أناملك الرقيقة وشفتيك الناعمة وهي تتحسس كل جزء من جسدي الجائع فتقبلي هنا وتداعبي هناك إلى أن ارتعش بشبقي رعشة أكثر متعة وعذابا من التي سبقتها.
خبريني ارجوكي من تكونين ؟, وإلا فابحثي لقلبك وجسدك عن عاشقة عاقلة فأنا الآن على وشك الجنون.
عشق لا ينتهي 2
الجزء الثاني
الساعة الآن الثامنة مساءا , وحيدة في غرفة نومي أطالع النافذة و ارصد قطرات المطر التي تتساقط علي زجاجها فتخلط أنوار الحديقة مع ظلام الليل لتعمق بداخلي إحساس الوحدة و العزلة عن كل شيء في الدنيا إلا أنتي يا عاشقتي المجنونة المجهولة , اقرأ خطاباتك للمرة العاشرة تقريبا , أتناول ريموت التكييف واجعله على وضع التدفئة وأتجرد من بيجامتي الشتوية التي البسها وما تحتها من ملابس واجلس عارية أما المرآة , أتفحص ذلك الجسد الذي اراه أمامي وكأني أراه لأول مرة , ترى هل تعلمين عنه ما أعلم , هل تفحصتيه جيدا , هل تعرفي كيف يبدو لي الآن أمام مرآتي , هل تعلمي حدوده ومنحنياته ؟ , هل تشعري بذلك السم الزعاف الذي حقنته بكلماتك بدلا من الدم ليسري في عروقي ؟ هل تشعرين بمدى القشعريرة التي تجتاحني الآن بفعل ذلك السم فتجعل كل سنتيمتر في جسدي يصرخ طالبا للمسة من يديك أو لقبلة من شفتيك , أو لترطيب بفعل مرور وحشي من لسانك , هل تشعرين بذلك الصدر الطري البض الممتلئ , ومدى التصلب الذي يسيطر على حلمته الكبيرة الملتاعة داكنة اللون وهي تنتظر أن تلمس حلمة صدرك فتغيب معها في قبلة أبدية موازية لقبلة شفتينا ثم سرعان ما تتحول إلى معركة يخسر فيها المنتصر وينتصر فيها الخاسر , تشبه تماما المعركة التي تدور بين ألسنتنا الملتهبة بلعاب الحب في عراك حميم داخل ميدان القبلة الشهوانية المجنونة ؟ حتى لا يبقى بعدها من أحمر الشفاه شيئا , هل تشعرين الآن كما أشعر , أجيبيني أيتها الظالمة : هل تعانين الآن مثلما أعاني؟
أكملت زينتي وتعطرت وتهيأت كما تتهيأ العروس في ليلة زفافها لتهدي جسدها بكل العشق و****فة لفارس أحلامها الذي تذوقت معه طعم الحب لمرة واحدة ثم حرمت منه لسنوات , فهل أصبحت الآن أهيئ نفسي فعلا لخيالي مع فارسة أحلام بدلا من فارس الأحلام ؟
ها أنا ذا أعطر جسدي واضع عليه افجر ملابسي وأكثرها فحشا و عريا : قميص من الستان الوردي الفاتح الذي لا يمنعه شيئا من الاحتكاك المباشر بكسي و صدري فيقع لحمي على قميصي وقع الجمر على الجليد حتى أنني أكاد اسمع بأذني هذا القميص وهو يتأوه ملتاعا ويقول : ابحثي عنها , اكشفي سترها واملكيها في الحقيقة كما ملكتك هي في الخيال , فأرد عليه في خيالي وأقول له صبرا فإن كل ما املكه ألان هو خطابين كتبتهما بخط أنثوي رقيق.
ذهبت إلى سريري و أطفأت الأنوار إلا من بعض الضوء الخافت الذي ينبعث من مصباح النوم أحمر اللون ثم أعدت إشعاله وأنا أتذكر أنني سوف أعيد قراءة خطاباتك اللعينة للمرة غير الأخيرة .
تناولت خطابك الأول :
" حبيبتي سحر : نعم حبيبتي , ومعشوقتي وحلمي الذي منعت نفسي كثيرا أن أبوح لكي به لكني لم اعد أطيق الكتمان , اعلم أنك سوف تتعجبين كثيرا أن تتلقي خطابا كهذا من أنثى مثلك إلا أن ليس لأحدنا سلطانا على قلبه فعشقي لكي يتجاوز حدود المتع الجسدية التي تصم العلاقات المثلية بالعار و الخطيئة فكما للجسد أحكام فللقلب أيضا أحكام , وأنا احبك , احبك بقلبي وروحي وعقلي وجسدي وبكل جوارحي , صدقيني يا سحر أنني حاولت كثيرا أن اكتم هذا الحب الجارف لكي في قلبي فلم استطيع , اعلم انك قد ترفضي حبي لكي , وانك لست مثلي في ميولي العاطفي للأنثى , فما اعلمه عنك انك امرأة سوية عاطفيا , قوية الشخصية وملتزمة ومرموقة بين الناس ولم اسمع عنك ما يجعلني أجرؤ على مصارحتك بمشاعري ناحيتك , إلا أنني اعتقد أن هلاكي في كتماني لمشاعري عنك أكثر من ذلك , فحبي لكي يا سحر فاق قدرتي على الكتمان .
لم اعد أتخيل نفسي مع غيرك , لا أطيق أن يلمسني غيرك ,لن أن أكون في حضن أي امرأة في الدنيا إلا أنت يا سحر , بل أنني أرى كل من هم غيرك من النساء كأصنام تتحرك على الأرض , اغفري لي جرأتي التي تدفعني الآن لأخبرك بشخصيتي فأريح وأستريح , إلا أن خوفي أن افتقدك قبل أن انعم بقربك هو الذي يقيد قلمي ويلجم لساني عن أن أقولها لك صريحة : "سحر أنا ....... احبك من كل قلبي , احبك بقلبي وعقلي وروحي وجسمي وكل كياني , احبك واعدك ألا أكون لغيرك حتى ولو لم أكن لكي وتكوني لي , ولكن من يدري فقد ينفذ صبري فأبوح بالثانية كما بحت بالأولى فإما نعيم بقربك طال ما تمنيته , وإما أن أجد طريقة أنهى بها حياتي وأتمنى أن تكوني لي في حياتي الأخرى , بحبك"
وضعت الخطاب الأول على الكومودينو المجاور للسرير بعد أن شممت رائحة أناملها فيه وتناولت الخطاب الثاني :
" حبيبيتي سحر , لم أتوقف للحظة واحدة عن التفكير فيكي , عن خيالات تهديها لي مشاعري ناحيتك , أين أنت الآن ؟ ماذا تفعلين ؟ ماذا تلبسين ؟ هل من رجل أو امرأة ينعم بقربك دوني فأكون أكثر نساء الأرض حزنا وتعاسة ؟ أم أنك مثلي وحيدة بالرغم من كثرة من حولك فيبقى لي أمل أعيش لأحققه ؟ أملي أن أكون لكي , وأن تكوني لي في يوم من الأيام.
حبيبتي سحر , يحملني شوقي لمعرفة ما تشعرين به بعد قراءة خطابي الأول , أن اهرع إليك فورا احتضنك بعيني وأصارحك , ثم يقلقني رد فعلك وخوفي أن أفقدك فأمتنع وأنتظر فأسارع بكشف غطاء قلمي و أكتب لكي ما تقرئينه الآن ثم اكشف ستر جسدي المحموم بشوقه لجسدك فأتمدد فوق سريري وأتخيلك إلى جواري , بعطرك الساحر و جسدك الذي طالما حلمت بتقبيل كل جزء فيه , وأغمض عيني وأتخيل رائحة شعرك و أتحسس حلمة إذنك وخديك ورقبتك بظهر أصابعي , ................................... ....... "
لم تستطع أن أكمل الخطاب , لا إراديا وجدت نفسي ارتعش , وأنفاسي تعلو وتصبح أكثر صعوبة , تبا لكي أيتها اللعينة , لم اشعر في حياتي بمثل هذا القدر من الإثارة , حتى عندما كنت وحيدة وأعاني من الفراغ العاطفي والحرمان الجنسي , لم يكن الأمر كذلك , كانت فقط حاجة الجسد التي تلبيها أصابعي أمام احد الأفلام الجنسية التي أشاهدها على شاشتي العملاقة المعلقة على الحائط المواجه للسرير على فترات متباعدة , سرعان ما يعقبها ندم و أكره نفسي للحظات ثم احضن وسادتي المبللة بدموعي وأنام لأستيقظ بدون رغبة لي في الحياة لاستقبل يوم جديد ممل وتعيس , أما الآن : أصبحت اعشق ملمس أصابعي على جسدي العاري وأنا أفكر فيكي , أتخيلك , أشم راحتك المجهولة تملأ صدري و أتساءل هل هذه رائحتك فعلا ؟ , تحتاج حلمات صدري إلى من يهدئ روعتها ويداعبها حتى يؤنس ما بها من لدغات الاحتكاك بقميصي الذي أصبح الان أمام سوتي الطرية الملساء من حركاتي اللا إرادية التي تسببها شهوتي دون أدنى تحكم مني , أصبحت اشعر بسيلان السوائل من كسي لتنساب لأسفل بفعل الجاذبية لتترك بعض قطرات لزجة على مفرش السرير الحريري الذي يحتضن فخذاي من الأسفل , احتاجك الآن إلى جواري , احتاج أن المسك , أقبلك ,احتاج أن تتذوقي طعم الحبيبات المنتصبة المتناثرة على حلمات صدري النافرة المنتصبة بطرف لسانك , أن تلعقيها بل تعضيها عضا لتنتصري على ذلك التحدي السافر الذي تعلنه لكي بانتصابها ثم تيأسي من إزالة انتصابها فتتركيها لتحركي شفتيك ولسانك على جسدي العاري بعد أن خلعت قميصي وأصبحت متاحة لكي بكل جسمي , تصاعدت الشهوة في داخلي و اجتاحت يدي كل مكان فيه بحركات عصبية وبلا رحمة وجدتني انتقم من كسي بأناملي فتجيء شهوتي مرة تلو الأخرى , فلا ارتاح إلا لحظات ثم تجتاحني خيالاتك من جديد , ساعات مرت وأنا على هذا الحال , انتقم من سنوات الحرمان بخيالاتي المجنونة معك مرة بعد مرة وليلة تلو ليلة ولا أشبع , وكأنك ودون أن أعرف من تكونين , بفعل كلماتك فقط قد أطلقتي بداخل جسدي وحش كاسر انطلق من محبسه ولا سبيل للسيطرة عليه إلا بترويضك له وملاطفتك إياه , الغريب في الأمر أنني لم أفكر حتى مجرد تفكير في تشغيل الأفلام الجنسية التي كنت استفز بها شهوتي , لا احتاج إليها , إن ما أنا فيه من شهوة فقط و أنا أتخيل أني أسلمك جسمي تكفي لتثير كل نساء الأرض لينتقمن حبا من كل نساء الأرض فلا مكان للرجال.
هل ما أراه أمامي في ساعة الحائط حقيقة؟
هل هي فعلا الثانية بعد منتصف الليل , هل بقيت عارية في سريري آتي شهوتي بعدد لا يمكن إن أحصيه لمدة ستة ساعات كاملة فقط وأنا أتخيلك .؟ لقد بح صوتي بفعل صرخات الشهوة المكتومة وأرهقت حنجرتي وأنا أتأوه طلبا للمزيد من المتعة بفعل طيف امرأة مجهولة يساحقني ؟
اشك الآن أنني لدي القدرة على أن استمر في حياتي ليوم واحد وأنا لا أعرفك.
إلى اللقاء في الجزء الثالث
عشق لا ينتهي 3
الجزء الثالث
فتحت عيناي رغم عني بفعل الضوضاء التي تحدثها المكنسة الكهربائية , من المؤكد أنها سماح قد استيقظت وبدأت في ممارسة عملها اليومي المعتاد من التنظيف والترتيب , ليس غيري أنا وهي , نعيش في هذه الفيلا المنعزلة في أرقى أحياء أكتوبر , هي شابة أرمله في الثامنه والعشرين من عمرها ذات أصول ريفية , تشاركني وحدتي في هذا المكان الواسع , فقد انقطعت علاقتها بأهلها تماما إلا خالتها المسنة التي تسكن في الإسكندرية , تزورها لمدة يومين أو ثلاث كلما سنحت الفرصة , بعد أن تزوجت سماح بمن تحب بدون موافقة أهلها تبرءوا منها , فاشترت بغضبهم أشهر قليلة من السعادة , ثم مات عنها حبيبها وزوجها , وبقيت معي كمديرة للفيلا .
رفعت جسمي عن الفراش بعد دقائق من الخمول الممزوج بالإرهاق من ليلتي السابقة ولم أكن لأفعل لولا الأمل الذي انبعث داخلي من جديد بتلك الرسالات وشوقي لمعرفة صاحبتها المجهولة ! , فمن تكون هل هي إحدى طالباتي في الجامعة أم أنها إحدى زميلاتي في هيئة التدريس ؟, ربما تكون إحدى موظفات أو عضوات مجلس إدارة الجمعية ؟ من يدري .
تناولت إفطاري بسرعة و شربت قهوة الصباح و ركبت سيارتي المرسيدس بانوراما موديل 2018 متوجهة إلى الجامعة , الساعة في السيارة تشير إلى العاشرة صباحا ودرجة الحرارة 11 درجة مئوية خارج السيارة , انه نهار بارد في صباح يوم السبت 30 ديسمبر لعام 2017 , يوم من أيام الأجازة إلا أن اجتماعين مهمين أحدهما لأعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب و الآخر لمجلس إدارة الجمعية , هو الذي يجبرني على الخروج , لكنني بالفعل لست مجبرة على الخروج فأنا أريد أن اخرج وأن أقابل كل من أعرفهم لعلي أجد حلا لهذا اللغز الذي يملك كل أحاسيسي و تفكيري , لعلي أجدها أو اعرف من تكون.
وصلت إلى الاجتماع في قاعة الاجتماعات الكبرى بالكلية وعلى الفور وقعت عيني على كل من يمكن أن اشك فيهم أن تكون هي إحداهن : الدكتورة أسماء مدرسة بقسم اللغة الفرنسية , الدكتورة ملك , أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا , الأستاذة سوسن مديرة شئون الطلبة , و الآنسة روح , نعم اسمها "روح" , مديرة مكتب عميد الكلية و مديرة الوثائق و في نفس الوقت ملكة جمال الجامعة بلا منافس ويشاع أنها على علاقة مع العميد .
ألقيت التحية : " صباح الخير جميعا "
رد جميع الحاضرين بالاجتماع : صباح النور يا دكتورة حنان ...... نعم هذا هو اسمي الذي لم أخبركم به من قبل "حنان " من المفارقات الغريبة أن يكون معنى اسمي هو أكثر شيء افتقده في حياتي.
بدأ الاجتماع وأوشك على الانتهاء ولم اجن منه شيئا ولم ألاحظ أي شيء غير عادي على الحاضرات , فلا نظرة غريبة ولا كلمة ذات معنيين , ولا أي شيء مما كنت أتمنى أن أجده ويمكن لأنثى أن تثير به انتباه من تهوى وتحب , فهل هي بين الحاضرين وهي على هذه الدرجة من الحيطة والحذر أم أنني ابحث عنها في المكان غير الصحيح؟ , انتهى الاجتماع ولا زالت حيرتي باقية لم تنتهي , تعمدت الاستئذان للذهاب إلى دورة المياه تاركة الفرصة لعشيقتي المجهولة أن تترك لي رسالتها في حقيبتي الموجودة على طاولة الاجتماعات , إلا أنني بعد عودتي تناولت الحقيبة و توجهت للسيارة وبمجرد أن أغلقت على نفسي باب السيارة فتحت الحقيبة وفتشتها لمرات ومرات دون أن أجد فيها شيئا , فلا جديد , لازال الغموض موجودا , الحبيبة مجهولة , العقل حائر والقلب حزين.
بعد أن شربت قهوتي المعتادة في الكافية الذي اعتدت الجلوس به لساعة كل يوم في الطريق ما بين الجامعة و الجمعية , توجهت لمقر الجمعية بالتجمع الخامس و دخلت إلى غرفة الاجتماعات , كان الجميع حاضرون , رجل واحد " هو الأستاذ فتحي المدير المالي للجمعية " والبقية جميعا من النساء و الفتيات الموظفات ومقررات اللجان والأنشطة , لا شيء في الدنيا يعادل حيرتي إلا أملي أنني قد أجدها بين كل هؤلاء , ألقيت التحية : مساء الخير .
رد الأستاذ فتحي بصوته الأجش : مساء الخير يا حنان هانم.
أنا : ها عندنا موضوعات إيه النهاردة ؟
الدكتورة فيونا : في موضوعين مهمين عاوزين ناخد فيهم قرارات غير الأعمال المعتادة "الموضوع الأول هو التعيينات الجديدة للشباب اللي هيستلموا شغلهم في قسم التبرعات , والموضوع التاني هو استيراد ماكينات ولوازم مشروع مشغل لكل قرية اللي الجمعية خدت عليه موافقة الوزارة الشهر اللي فات "
· " الدكتورة فيونا : هي مديرة الجمعية ونائب رئيس مجلس الإدارة , صيدلانية عندها 36 سنة , لم يسبق لها الزواج على الرغم من جمالها اللاتيني فهي مولودة لأب برازيلي و أم ****** مصرية وعاشت في البرازيل إلى أن توفى والدها وعمرها 19 سنة فعادت مع والدتها إلى مصر , فيونا تملك وتدير مجموعة صيدليات كبيرة في أنحاء القاهرة , وتعتبر يدي اليمنى في الجمعية "
أنا : يا عفاف لو سمحتي ابدئي في إجراءات استيراد معدات تجهيز لعشر مشاغل بشكل مبدئي وأنا فاتحة اعتماد مالي للأستاذ فتحي ب2 مليون دولار أظنها هتغطي التكلفة
عفاف : حاضر يا دكتورة , هاطلب عروض أسعار من الموردين وهارد على حضرتك .
· عفاف : فتاة ذات شخصية رائعة من أصول صعيدية تخرجت من كلية إدارة الأعمال من سنتين ومنذ تخرجها وهي تعمل معي في الجمعية كمدير للتعاقدات , فتاه طموحة ومجتهدة و تؤدي عملها بشكل أكثر من رائع.
أنا : تابع معاها يا أستاذ فتحي لو سمحت انت وفيونا و جهزولي عروض الأسعار واعرضوها عليا علشان ننفذ ف أسرع وقت ممكن , وواتتني فكرة قلت انها قد تشجع حبيبتي المجهولة على الإفصاح عن نفسها إن كانت بين الحضور , فقلت : أنا بطبعي جريئة وبحب أتحرك بخطوات سريعة ولازم كلنا نكون كده علشان نوصل لأهدافنا بسرعة ونحققها , الحلم اللي مش بنسعى لتحقيقه هيفضل مجرد حلم عمره ما هيبقى حقيقة ...................................
................................... .......................الخ , و استمر الاجتماع لساعتين ونصف حتى النهاية و أيضا قمت هذه المرة بالذهاب لدورة المياه تاركة الفرصة لتلك المجهولة العاشقة أن تريحني مما أنا فيه من عذاب وحيرة وتفصح عن نفسها .
خرجت من التواليت , لم يبقى في غرفة الاجتماعات إلا عفاف و فتحي و فتاتين أخريين , أخذت حقيبتي وتوجهت إلى السيارة , ضربات قلبي تزيد فلم أجرؤ على فتح الحقيبة في السيارة, فقد تيقنت أنني لن أكون قادرة حتى على قيادة سيارتي إذا فتحتها ولم أجد شيئا, فقد كانت الفترة بين الرسالة الأولى والثانية ثلاثة أيام وأنا أعرف جيدا أنني لن استطيع أن أتحمل هذا العذاب وهذه الحيرة حتى ليوم واحد , تحركت بالسيارة ونظرت إلى مرآة السيارة لأجد فيونا تتجه ناحية سيارتها لتتحرك وهي تنظر في اتجاه سيارتي حتى اختفيت عنها واختفت صورتها من المرآة
تشاغلت عن التفكير في الأمر طوال الطريق ببعض برامج الإذاعة وبعض الأغاني والإعلانات حتى وصلت إلى الفيللا , كانت الساعة في السيارة تشير إلى السابعة مساءا و درجة الحرارة تقريبا أربع درجات مأوية على أقصى تقدير , كانت التكييف في السيارة يحجب عني برودة الجو خارجها إلا أنني شعرت بما يشبه الصدمة بمجرد خروجي منها , بعد معاناة في البرد خلال المسافة الضئيلة بين جراج الفيللا والباب ,دخلت و أنا احمل حقيبتي التي قد يكون فيها نجاتي أو استمرار معاناتي ليوم أو أيام , وجدت سماح تجلس على إحدى الكنبات المريحة بجوار نار المدفأة في ريسيبشن الفيللا وهي تحمل هاتفها المحمول وابتسامة باهتة ترتسم على وجهها الهادئ الملامح تخبرك بأنها غير مقتنعة بكل ما تطالعه على الفيس بوك أو الواتس آب أيا ما يكون ما تطالعه , كانت ترتدي روب شتوي ببرنس من القطيفة يداري كل ما تحته لبرودة الجو , ويجعلها تبدو كالملاك , قامت من مكانها وتجهزت لاستقبال تعليماتي او تكليف بأي عمل , فابتسمت وقلت لها , يا بختك يا سماح , قاعدة جنب الدفاية و سايباني ف التلج اللي بره ده , ابتسمت سماح و قالت معلش يا دكتورة , انا حالا هاحضرلك الحمام , هاملالك البانيو مية سخن , هتحسي ان كل تعب وبرد اليوم راح كأنه مفيش , ابتسمت و قلتلها , ميرسي اووي , صعدت سماح أمامي تسبقني الى حمام غرفتي و دخلت خلفها إلى الغرفة و أنا غارقة في أفكاري التي تعلمونها , لم أفق منها إلا على صوت سماح وهي تقول لي : الحمام جاهز يا دكتورة , ولحد ما تخلصي حمامك هيكون العشا جاهز.
شكرتها و تجردت من ملابسي و أخذت تليفوني المحمول معي وتوجهت الى الحمام فإن هوايتي المفضلة مطالعة حساباتي الاليكترونية وأنا جالسة في البانيو ,قبل أن أضع جسمي في البانيو تذكرت الحقيبة فخرجت إلى الغرفة لأحضرها ورجعت سريعا وضعت جسمي في البانيو و تقبلت المفاجأة الرائعة التي فاجأتني بها المياه الساخنة المعطرة بماء اللافندر التي تملأ البانيو , وتناولت حقيبتي من على الأرض و فتحتها ببطء يحدوه الخوف من ألا أجد فيها شيئا إلا أنني وجدت ما لم أكن أتوقع : علبة من القطيفة البنفسجية بحجم علبة الماكياج الصغيرة ففتحتها لأجد فيها أرق هدية ممكن أن أجدها في هذا الوقت من العام " وجدت شجرة صغيرة مجسمة لعيد الميلاد تتمدد مجسمة مع اكتمال فتح العلبة لتضيء منها أنوار خافتة غاية في الروعة و الأناقة وتنبعث منها موسيقى أغنية ليلة عيد للمطربة فيروز.
ياللروعة , ياللعذوبة , وياللحيرة التي تعتري قلبي المتسارع في النبضات , ويالشوقي الذي يتزايد مع كل شيء تهديني اياه هذه العاشقة المجهولة المجنونة التي لم اعد اعرف أتقصد بكل هذا أن تملكني أكثر مما ملكتني روحا وعقلا وقلبا وجسدا أم أنها تريد أن تزيد من حيرتي وعذابي فتدفعني إلى الجنون .
مرت ساعة و أكثر و أنا انسج حوارات وهمية مع تلك الشجرة ولم أفيق إلا على طرقات للباب , فقلت بصوت مسموح , ادخلي يا سماح , فتحت سماح الباب و تعمدت ألا تنظر ناحية البانيو العشا جاهز يا دكتورة وحضرتك اتأخرتي أوووي في الحمام لدرجة إني قلقت عليكي , قلت لها أنا جاية يا سماح حاضر.
نظرت للشجرة نظرة المودع العائد بعد قليل و هممت أن أغلق العلبة إلا أن عيني لمحت ما يشبه المخطوطة الورقية الصغيرة المثبتة بشريط من الساتان الأحمر المربوط بسقف العلبة فتداريها الشجرة عن عيني طوال هذه الساعة التي آنست فيها تلك الشجرة وحدتي في حمامي , تناولت الورقة و كلي حرص عليها من البلل و فتحتها بكل لهفة الدنيا , لأجد فيها رقم تليفون و تحتة رسالة شديدة الرقة والعذوبة كصاحبتها باللغة الانجليزية تحمل جملة تهنئة بالعام الجديد " merry Christmas my love "
بسرعة تناولت تليفوني و بحثت عن الرقم في برامج إظهار الهوية فوجدت نتيجة غير متوقعة وجدت الرقم باسم " عاشقتك المجهولة " , يااااااااللحيرة , مرة أخرى تنتصر علي تلك الشيطانة الملائكية فتنجح في أن تفشل كل محاولاتي أن اعرفها كما تعرفني .
طرقات أخرى على الباب أستفيق عليها من سرحاني الذي لا ينتهي , وصوت سماح الأكل هيبرد يا دكتورة , فأجبتها بصوت مسموع حالا يا سماح .
نزلت إلى غرفة الطعام و وجدت ما يشبه الوليمة فنظرت إلى سماح مبتسمة قائلة : ايه ده كله يا بنتي انتي ناوية تبوظيلي جسمي خالص بقى , انتي حد مسلطك عليا ؟
ضحكت سماح وقالت : ده عمره ما هيحصل يا دكتورة انتي قمر وهتفضلي قمر كده على طول وبعدين انتي ما بتحطيش حاجة ف بقك من ساعة ما بتخرجي لحد ما بترجعي , يعني بتبقى على لحم بطنك طول اليوم , علشان انا عارفة ومتأكده انك ما بتاكليش بره البيت يبقى لازم انا اعوضك .
انا : طيب يا ستي تعالي بقى كلي معايا
سماح : العفو يا دكتورة .
انا : لا العفو ايه , انتي هتاكلي معايا طبعا , انا مش هاكل لوحدي .
سماح : انتي حد جميل اوي يا دكتورة , وتستاهلي كل خير .
بدأنا في تناول الطعام و قطعت عليّ سماح سرحاني كالعادة بصوتها العذب , يا دكتورة انتي كويسة ؟
أنا : ليه بتسألي السؤال ده , شايفاني مالي ؟
سماح : أبدا , اصلي ملاحظة ان حضرتك بقالك كم يوم بتسرحي على طول وساعات بكلمك ما بترديش وبحسك مش مركزه , وفي حاجة شاغلة تفكيرك .!
انا : لا ابدا مفيش , متشغليش بالك انتي , وعلى فكرة الأكل يجنن تسلم ايدك .
سماح : كنت محتاجة اطلب من حضرتك طلب .
أنا : خير , اطلبي يا حبيبتي.
سماح : كنت محتاجة اروح ازور خالتي كم يوم , اصلي كلمتها النهاردة لقيتها تعبانة شوية و عندها برد وحضرتك عارفة أننا مالناش غير بعض وكده يعني , وعلى فكرة أنا عملت حسابي اني هاغيب كام يوم وعملت لحضرتك أكل يكفي طول مدة غيابي , هاتعب حضرتك بس انك هتحطي الاكل في الميكروويف تدفيه وبس , وجهزت لحضرتك .....
قاطعتها قائلة : ما تقلقيش يا حبيبتي عليا , روحي زوري خالتك واطمني عليها و ما تقلقيش , أنا هاعرف اتصرف , ماتشيليش هم.
سماح : انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاي , بجد انا لو ليا أخت ما كانتش هتعاملني بحنية زيك كده , انتي بجد اسم على مسمى يا دكتورة حنان.
انا : احنا فعلا اخوات يا سماح و مش عاوزاكي تقولي كده تاني , انا بجد مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه , يللا بقى بطلي رغي وقومي اعمليلي النسكافيه بتاعي وهتيهولي على فوق .
سماح : من عينية الاتنين يا دكتورة , بس حضرتك ما كلتيش , الاكل زي ما هوا !
أنا : لا انا خلاص شبعت , كملي انتي أكلك وهاتيلي النسكافيه بتاعي على فوق.
توجهت الى غرفتي , و اشعلت الاضائة الخافتة واحضرت الشجرة الى جواري و بدأت أتأمل الاضواء الرقيقة والموسيقى العذبة التي تنبعث منها و و أفقت من شرودي على طرقات خفيفة على الباب , فأذنت لسماح بالدخول , فوضعت النسكافيه على الكومودينو الى جوار السرير و نظرت الى الشجرة باعجاب شديد و قالت بخبث أنثوي : مش بقولك مش بحالتك وفي حاجة شاغلة تفكيرك , فنظرت لها بابتسامة وقلت لها , بطلي غلبة وروحي افتحي درج التسريحة اللي ع الشمال ده هتلاقي فلوس خديها , ده مرتبك وعليه 5000 جنيه علشان تاخدي معاكي حاجة لخالتك و تسيبيلها فلوس .
سماح : انا بجد مش عارفة أقولك ايه يا دكتورة ,
أنا : ولا حاجة تقوليلي تصبحي على خير , و بكرة اتأكدي انك هتقفلي باب الفيللا كويس وانتي ماشية علشان أنا هانام للضهر بكره ومش هاخرج .
سماح : حاضر يا دكتورة ونظرت بابتسامة رقيقة للشجرة مرة أخرى وقالت بصوت ممزوج بالضحك , اسيبك تكملي سرحان وتصبحى على خير.
أنا بابتسامة : وانتي من اهله.
تناولت تليفوني المحمول و نظرت الى الرقم الذي سجلته قبل قليل بنفس الاسم الذي أسفر عنه البحث " عاشقتك المجهولة " , وبعد تفكير تأكدت أن هذا الرقم لا يعرفه أحد غيري و أنها قامت بنفسها بتسجيل الرقم بهذا الاسم ليظهر هكذا لمن يبحث عنه , صراع داخلي رهيب , هل أتصل على هذا الرقم , هل لدي من الجرأة ما يكفي ان اقوم بذلك , هل سترد و أستطيع ان اسمع صوتها على الهاتف .
واخيرا اهتديت لفكرة بعد أن وجدت حسابا للواتس اب على هذا الرقم : وهي أن أقوم بمراسلتها على الواتس اب , فمن المؤكد أنها سترد على الرسائل لأنها لا زالت تحتفظ لنفسها بغموضها و سيكون الحديث معها أفضل ألف مرة من تلقي رسائلها وهداياها دون ان استطيع الرد حتى و إن لم اعرف شخصيتها .
بالفعل فتحت الواتس اب و ارسلت لها رسالتي الأولى.
مساء الخير 9:20 م
مساء النور 9:21 م
متشكرة جدا على رسايلك و كمان على هديتك الرقيقة 9:21 م
كل سنة وانتي طيبة وسنة سعيدة عليكي 9:22 م
طيب مش حرام عليكي تخبي شخصيتك عني وتسيبيني كده
محتارة و مش عارفة انتي مين .! 9:23م
انا كمان محتارة زيك و يمكن اكتر منك و بقول لنفسي ازاي
ما عرفتنيش من نفسها! 9:24م
انا تقريبا شكيت ف كل اللي حواليا واكيد عمري ما هيكون عندي
الجرأة اني احاول اعرف , ولحد دلوقتي مش عارفة 9:25م
ولو عرفتي هتعملي ايه ؟! 9:25م
اقولك الصراحة ؟ 9:26م
ايوة طبعا لازم تصارحيني 9:25م
طب هو ينفع نتكلم في التليفون ؟ 9:26م
لو اتكلمنا هتعرفيني من صوتي 9:25م
طب فيها ايه لما اعرفك ولا انتي مش عاوزة ترحميني بقى من
العذاب والحيرة اللي انا فيهم و تعرفيني انتي مين ,,,,,,,,,,,,,
؟ 9:27م
لا مش كده , انا هكلمك . 9:27م
وبالفعل لقيت التليفون بيرن , نظرت لشاشة التليفون فوجدت أجمل جملة يمكن أن أجدها "عاشقتك المجهولة يتصل بك" فرددت بمنتهى السرعة.
أنا : ألو
هي : بحبك
أنا : امممم , وإيه كمان
هي: لسه برضو مش عارفة صوتي ؟
أنا : وهي كلمة واحدة كفاية إني أعرفك ؟
هي : بحبك وبعشقك ونفسي اقضي اللي فاضل من عمري جنبك , ها عرفتيني .
جسدي ينتفض بشدة وأنا انطق اسمها لأول مرة واناديها به كحبيبتي التي اعادت لي الحياة من جديد : فيونا
................................... ................................... ................................... ................
و إلى اللقاء في الجزء الرابع
عشق لا ينتهي 4
الجزء الرابع
وبالفعل وجدت هاتفي المحمول يرن , نظرت لشاشة التليفون فوجدت أجمل جملة يمكن أن أجدها "عاشقتك المجهولة يتصل بك" لم أكن أدري وقتها هل هو حلم أم أنها الحقيقة , و هل أنا بالفعل أرى ما أراه عاشقتي المجهولة ستكلمني ؟ و أسمعها وتسمعني ؟ , أم أن هذا كله مجرد وهم ؟, فأفقت نفسي من شرود هذا و قلت لنفسي أنه حتى لو كان حلما فهو حلم جميل ولا أريد أن أفيق منه أبدا , فرددت بمنتهى السرعة وبصوت لم استطع أن أخفي ارتجافه و كأن حنجرتي تخونني و أنا في أمس الحاجة إليها استجمع قواي وتخور قواها فاستجديها و أتوسل إليها " لا يا عزيزتي فأنا احتاج اليكي الآن أكثر من أي وقت مضي فلا تخذليني ".
أنا : ألو
هي : بحبك
أنا : امممم , وإيه كمان
هي: لسه برضو مش عارفة صوتي ؟
أنا : وهي كلمة واحدة كفاية إني أعرفك ؟
هي : بحبك وبعشقك ونفسي اقضي اللي فاضل من عمري جنبك , ها عرفتيني .
جسدي ينتفض بشدة وأنا انطق اسمها لأول مرة و أناديها به كحبيبتي التي أعادت لي الحياة من جديد : فيونا
فيونا : ايوه ,,, فيونا
أنا "وانا اجتهد لامنع نفسي من البكاء" : وليه ما قلتيليش قبل كده , وليه رسايل واحنا بنشوف بعض كل يوم تقريبا ؟
فيونا : خفت
أنا "بانفعال": من إيييه ؟!
فيونا : من رد فعلك , و إنك لو عرفتي حقيقة احاسيسي ناحيتك تقطعي علاقتك بيا و أبقى اتحرمت منك للأبد , واتحرمت حتى من اني اكون معاكي وجنبك في الشوية الصغيرين اللي بشوفك فيهم و اكون قريبة منك في الجمعية , وخصوصا انك من النوع المتحفظ أوووي في المعاملات مع الناس و بالرغم من انك من اسرة ارستقراطية وكده , بس ستايلك و طريقتك بيقولوا انك كمان مش من النوع اللي ممكن يتفهم حقيقة ميولي بشكل عام و مشاعري ناحيتك انتي بالذات بشكل خاص يا حنان.
أنا " وانا أمسح أول دمعة تفشل عيني من منعها فتنهمر رغما عني" : ويا ترى لسه خايفة ؟
فيونا : بصراحة ؟
أنا : ايوه طبعا بصراحة .
فيونا "بعد فترة صمت" : اه لسه خايفة لسببين " ثم صمتت لفترة "
أنا "وسط دموع تنسكب لا اسيطر عليها وبصوت باكي" : كملي أنا سامعاكي , ايه هما السببين؟
فيونا "بصوت مرتعش" : السبب الأول ان انسانة زيك في ذوقك وادبك ممكن يكونو بيخلوكي تجاريني دلوقتي بس علشان ما تجرحينيش و انك تكوني بينك وبين نفسك ناوية ترفضي مشاعري ناحيتك ومع الوقت اخسرك كصديقة و تبعدي عني " ثم فترة صمت "
أنا " بصوت تخنقه العبرات " : والسبب التاني
فيونا : السبب التاني هو اننا عايشين في مجتمع مقرف و متعفن بيرفض العلاقات اللي من النوع ده وبيجرمها وبيعتبر أصحابها منحلين و ماعندهمش أخلاق , فاكرين انها مجرد شهوة جنسية شاذة مجردة من الاحاسيس والمشاعر , وبصراحة خفت انك " ثم صمتت "
أنا "بصوت مرتفع ظهر عليه البكاء" : كملي , خفتي إن أنا أكون بفكر زيهم مش كده ؟
فيونا "بصوت باكي اشبه بالصراخ المكتوم" : مش بالظبط بس ما كنتش قادرة اصارحك يا حنان , صدقيني ما قدرتش , سنتين و أكتر دلوقتي من يوم ما شفتك لاول مره تقريبا وانا باتعذب وكل ما كنت باخد القرار واقول لنفسي هاعترفلها بحبي واللي يحصل يحصل , كنت باجي ف اخر لحظة و اضعف و اتراجع , كنت باتخيل انك ممكن ترفضي ده وانك ممكن تبعديني عنك, افتكري كم مره حسيتي اني كنت ببقى عاوزة اقولك حاجة و بمنع نفسي اني اقولها , كم مره تقوليلي اني باسرح كتير لما بنكون مع بعض ف مكتبي او ف مكتبك و كنتي بتسأليني بإلحاح مالك وسرحانة ف ايه ؟ وانا كنت بقولك ما فيش و ماتشغليش بالك , مش ممكن ماتكونيش حاسة بنظراتي ليكي ولا باللي بيبان على صوتي وانا بكلمك , معقولة ما كنتيش حاسة بده كله ولا شايفاه يا حنان ؟ انتي لو كنتي عرفتي احاسيسي ناحيتك ورفضتيها يا حنان و بعدتي عني انا ممكن اموت.
أنا : ياااااااااااه ! كله ده !
فيونا : واكتر , انتي مش متخيلة انا كنت بموت في اليوم الواحد ألف مره , وانتي جنبي وقدام عينية كل يوم ومش قادرة اطولك . انتي متخيلة ؟!
أنا : انتي جبارة بجد , ازاي قدرتي تصبري كل ده , ده انا من كم يوم احساسي بيكي من جواباتك بس كان هيموتني , مش هاعرف اوصفلك مهما حاولت اللي انا كنت فيه واللي كنت حاسة بيه وانتي جايه دلوقتي تقوليلي اني ممكن اكون زيهم و اني ممكن ارفض مشاعرك اللي هيا اصلا حسستني ان انا لسه عايشه !
فيونا "بصوت متحشرج متسائلة" : تقصدي إنك ....
أنا : ايوه اقصد , اقصد إن انا ما صدقت لقيتك , واني عمري ما هاسيبك , وانك رجعتيني للحياه من تاني , افهمي بقى يا حمارة
فيونا : أنا ..... أنا
أنا "مقاطعة" : انتي ايه بس ؟ انتي حبيبتي , حبيبتي اللي ما صدقت لقيتها واللي عمري ما هابعد عنها أبدا
فيونا: والناس !
أنا : الناس عمرهم ما هيقدروا يبعدونا عن بعض مهما عملوا , انا محتاجالك انتي مش محتاجالهم , أنا خلاص ما بقيتش حاسة بأي حاجة ولا أي حد من اللي حواليا من أول ما عيني وقعت على أول كلمة كتبتيها في جواباتك .
فيونا : أيوه بس .....
أنا : بس ايه ؟!
فيونا : أنا برضو خايفة أحسن يكون اللي جواكي ده إحساس مؤقت وهيروح مع الوقت أو انك ممكن تكوني مش مستوعبه احنا هنا ممكن المجتمع يبصلنا ازاي أو يعمل معانا ايه .
أنا : يعملوا اللي يعملوه , أنا افضل إني اعيش معاكي لحظة سعادة واحدة و أموت بعدها , ولا إني املك الدنيا واللي فيها وانتي مش معايا يا فيونا .
فيونا : أنا مش مصدقة , هو انا بحلم يا حنان ولا اللي أنا بسمعه منك ده انتي بتقوليهولي بجد .؟!
أنا "بعد ان هدأت دموعي قليل " : انا من دقايق كنت بسأل نفس السؤال وبقول لنفسي هل اللي انا فيه ده حلم ولا حقيقة , بس أنا دلوقتي متأكده إنه حقيقة , احلى حقيقة عشتها من يوم ما اتولدت , وانتي بجد أحلى حاجة حصلت لي ف حياتي.
فيونا : طب ممكن اسألك سؤال ؟
أنا : اممممم طبعا ممكن
فيونا : قبل ما توصلك جواباتي و قبل ما تعرفي ان أنا حاسة بالنوع ده من الاحاسيس والمشاعر ناحيتك , انتي كنتي بتشوفي البنات اللي زيي كده ازاي.؟؟؟؟ , أقصد يعني...
أنا "مقاطعة" : ما تقوليهاش لو سمحتي , أنا رافضه ان اللي انا وانتي فيه ده يبقى له أي اسم غير الحب , حب وبس من غير ما نشوف أي حاجة تانية غيره ولا نسميه اسم تاني , الحب ده يا فيونا حاجة أكبر من أنها تتصنف أو تتقسم اللي بيحب بيحب وخلاص.
فيونا : طب ممكن تجاوبي ع السؤال ؟ كنتي بتشوفي الحالة نفسها ازاي ؟
أنا "بدلال" : وهو انا لسه ما جاوبتش ؟!!
فيونا "بعد لحظات من الصمت" : طب ممكن سؤال كمان ؟!
أنا "بصوت ضاحك" : اسألي .
فيونا : هو أنا ممكن أجيلك دلوقتي ؟
أنا : يخرب عقلك ,,, بطلي جنان
فيونا : ده مش جنان , أنا بجد نفسي أكون معاكي دلوقتي ,, " وتكمل بدلال " وحياتي وحياتي .
أنا : بجد مش هينفع ,أنا مش لوحدي , سماح الهاوس كيبر موجودة .
فيونا : طيب تعاليلي انتي .
أنا : ولا دي كمان .
فيونا "بدلال لا مكن أن يوصف" : يووو بقى , أنا هاعيط
أنا : لا خلاص ما تعيطيش , خليها بكره.
فيونا : يوووووه , لسه هاستنى لبكرة.
أنا : أنتي مستنيه بقالك سنتين , وسايباني انا كمان استنى ! , و زعلانة دلوقتي علشان بقولك بكره ؟!
فيونا : طب أشمعنه بكره يعني.
أنا : لأ بقى دي مفاجأة
فيونا " بدلال " : حنان , اخس عليكي , وحياتي وحياتي ليه بكره.
أنا : اممممممممم تدفعي كام واقولك ؟
فيونا : يووووه بطلي بواخة بقى وقوليلي.
أنا : اصل سماح الهاوس كيبر هتسافر بكره اسكندرية وهتغيب كام يوم
فيونا : يعني انتي هتكوني ف البيت لوحدك الكم يوم اللي جايين ؟
أنا "بعد ضحكة غير مجهولة السبب " : ايوه
فيونا : احلفي
أنا : وحياتك عندي
فيونا "بنبرة ممزوجة بالخبث و خفة الروح" : يعني بكراااااا ............"صمت"
أنا " بعد ضحكة طويلة " : ايوه بكره
فيونا : طب هو ينفع نفضل نتكلم كده ف التليفون لحد بكره , انا مش عاوزة اسيبك.
أنا "بدلال" : أممممم هو ينفع , بس أنا كنت بقول يعني لو نمنا بكره هييجي أسرع و نتقابل , مش لو اتقابلنا أحسن من الكلام في التليفون
فيونا "ضاحكة" : وهو انا هيجيلي نوم أصلا ؟!
أنا : معلش حاولي تنامي , وانا كمان هاحاول أنام .
فيونا : مش هيجيني قلب أقفل السكة وانام , انتي هتقدري ؟!
أنا : هاحاول , يللا بقى تصبحي على خير .
فيونا : أنتي مصممة ؟
انا : مش قوي , بس خلينا ننام , وانا بكره أول ما اصحى هاكلمك .
فيونا : اوك , تصبحي على خير يا روحي .
أنا " بعد ضحكة قصيرة " : وانتي من أهله .
قفلت الخط , واحتضنت الهاتف بين شفتي في قبلة تخيلت نفسي فيها اقبل شفتي فيونا , وبدأ شرودي وسرحاني من جديد , وكأن عقلي يرفض أن يصدق ان ما أمر به الان هو حقيقة وليس حلما كما كنت اعتقد , أم انه حلم , أم أنه فعلا حقيقة , فعلا لست متأكده , لمدة ليست بالقليلة لم يزل هاتفي بين شفتي مستمتعا مثلي بتلك القبلة الخيالية , وجدتني افتح سجل المكالمات لأتأكد من مدة آخر مكالمة وجدتها بالفعل مع عاشقتك المجهولة ومدتها 22 دقيقة , بالفعل إنها حقيقة نظرت إلى هاتفي وكأنني اشكره أنه قدم لي الدليل الوحيد على أنني لم أكن احلم , لم أفق من شرودي هذا إلا على صوت رسالة واتس اب وصلتني من فيونا :
فيونا : بحبك
فلم افتح الرسالة إلا بعد أن أمرني قلبي الملهوف اليها أن ارد قائلة
أنا : وانا كمان
فيونا : مش عارفة أنام
أنا : لازم تنامي وانا كمان لازم أنام , نامي بقى
فيونا : مش هانم إلا لما توعديني
أنا : اوعدك بايه ؟!!
فيونا : انك هتنامي وانتي بتفكري فيا
أنا : من غير ما اوعدك , أنا أصلا مش قادرة أعمل غير كده بقالي ايام .
فيونا : وانا كمان ليالي طويلة دلوقتي وانا بانام واقوم واكل واشرب واتحرك انتي معايا و ف خيالي كل دقيقة وكل ثانية عايشة بيكي ومعاكي , وطيفك بيحوم حواليا وسرحانة فيكي حتى وانا معاكي .
أنا : خلاص , انا دلوقتي معاكي بجد , مش طيفي ولا حاجة .
فيونا : بعشقك
أنا : وانا بحبك اوووي يا فيونا.
فيونا : "أرسلت لي مجموعة من القبلات"
أنا : يللا بقى تصبحي على خير و أول ما تصحي الصبح كلميني ثم ارسلت لها قبلة.
فيونا : حاضر , وانتي من أهله.
نظرت إلى الساعة فإذا بها تشير إلى العاشرة والنصف , لم اشعر ببرودة الجو من حولي طوال تلك المدة , تناولت ريموت التكييف وضغطت لرفع درجة الحرارة لأستجلب بعض الدفئ وسرعان ما تجسدت صورتها أمامي , فتاه نصف مصرية نصف لاتينية ذات جمال ملحوظ تعتبر نموذج لحالة الخليط بين الجنسين فلم يتفوق على جمال عينيها العسليتين إلا لونها الخمري الفاتح الهادئ المثير ولم يغلب منحنيات جسدها اللاتينية الواضحة إلا صوتها ذو البحة الأنثوية المثيرة فكل ما فيها أنثى , أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معاني فلا يضاهي جمالها الجذاب إلا أنوثتها المثيرة التي تعد كل من يراها بأمور يعجز العقل أن يتخيلها فإذا أمعنّا في التفاصيل نجد ذلك الشعر البني الفاتح المموج والذي يهيج حول وجهها الممتلئ في لمحة جمال غجرية تنم عن أصلها اللاتيني الذي يؤكده خديها الرقيقين الناعمين ذو الغمازتين و أنفها الرقيق الشامخ في غير اعوجاج أو تعدي , وعينان واسعتان برموشهما الطويلة و حاجبيها الدقيقين وكأنهما هلال في مطلع الشعر يظهران بدقتهما جبين ناصع كصحراء ممتدة على مرمى البصر , أما شفتيها فهما الشفتين الممتلئتين إلى حد الدعوة الصريحة الى مئات من القبلات حيث امتلأتا بكنز من اللمعان الذي يصعب عليك أن تحدد ما إذا كان إرثا أصيلا من بني قومها أم أنه بفعل نوع طلاء الشفاه لامع اللون الذي لا تغيره منذ أن عرفتها فتهرب عينيك من تأثيرهما لأسفل قليلا لتجد نفسك أسيرا مرة أخرى لرقبة تخلو من أي عظام أو عروق او تجاعيد , ليس إلا اللحم الشهي المكتنز من غير سمنه ولا نحافة , ثم تنطلق العين لتصول وتجول في ذلك الجسد الشهي بالمنحنيات التي تخبرك بما تخبئة الملابس فتكشف ما سترت , صدر نافر أكبر من المتوسط بقليل يبدو لك من حركته العفوية كثمرة مانجو ممتلئة من الحجم الكبير التي يمعن كل مصممي أزياء العالم أن يمنعوه عن جذب أعين الناس فلا يستطيعون , ولا يكمل جمال صدرها إلا ذلك المنحنى الرائع عند الكتف الذي يخبرك بذراعين متلئين امتلاء الأنثى مكتملة الجمال وليس الانثى البدينة , فلا تبرح ذلك إلا لتقابل خصرها البض وسوتها المتخفية المتكاملة مع استدارة أردافها المرتفعة في شموخ يسلب العقول لتكتمل معها تلك المنحنيات العبقرية التي تقود عينيك إلى ساقين لم يكن لمرأة على وجة الأرض استدارتهما و قسمتهما بمنتهى العناية ما بين الطول والامتلاء الأنثوي الواعد بأن ما خفي داخل حذائها من اصابع للقدم لن تكون بأي حال من الأحوال مختلفة عن تلك التي تطعّم كفي اليد وكأنه لا عظم فيها ولا أثر إلا لأمواج من اللحم الطري الذي يخفي عن كل ناظر اليها أي فرق بين كفيها وكفي *** صغير ضيعت نعومة بشرته و امتلاء اصابعه حدود عقلات تلك الاصابع , خيالات و تخيلات تقاسمتني إلى ان سرقني النعاس , ولم أفق من نومي إلا على صوت هاتفي إلى جواري يوقظني من نومي لأجد ما توقعت بالضبط , إنها هي " عاشقتك المجنونة يتصل بك ".
الى اللقاء في الجزء الخامس,,,
عشق لا ينتهي 5
الجزء الخامس
هذا الجزء ترويه فيونا
تقريبا لم انم ليلتي هذه وكأني تحت تثير منبه , ولكنه منبه من نوع مخصوص , فما أنا تحت تأثيره الآن ليس منبها للعقل والحواس بقدر ما هو منبه للقلب والمشاعر والأحاسيس , إنها ليست فقط شهوتي التي تؤرقني , ولكنه نوع غريب من أنواع الاشتياق , ذلك الاشتياق الذي يحرك القلب قبل الجسد والمشاعر قبل الجوارح , نعم أريدها ولكني أريد لها أن تكون هي مقتنعة بذلك أولا , أريد منها أن تطلبني , تمنحني نفسها وقلبها وجسدها و مفاتنها بناءا على رغبتها الكاملة , دون أي ضغط مني أو ترغيب , فقد اتخذت خطوتي الأولى إلى هذا و لكن هل هذا كافي لأن يقنعها بأن تمنحني ما أريد , هل هو كافي أن تمنحني ذلك الجسد ليحتويني بين أحضانه لأكون اسعد امرأة على وجه الأرض , هل هو كافي لتكون لي و تسمح لي أن أكون لها ؟
مرت الساعات المتبقية من الليل بطيئة متثاقلة وكأنها ضيف غير مرغوب فيه يصر على البقاء , تحايلت على نفسي بتشغيل بعض الموسيقى اللاتينية , أبطأ نغمات الفلامينجو و أكثرها هدوءا لم تجدي , أمنع نفسي بالكاد أن اتصل بها أو أن أعيد مراسلتها على الواتس اب , لا أريد أن أكون تلك اللحوحة المزعجة , أريد أن أشعر داخليا باحتياجها لي لا أن تلبي فقط احتياجي إليها , أريد أن امتلكها كما ملكتني و أشعلت بقلبي وجسدي كل هذه النيران دون جهد منها أو قصد أو ترتيب , غفوت لدقائق , و تأرقت لساعات إلى أن أصبح الصباح أخيرا , يوم آخر من أيام الشتاء الغائمة التي تفرق فيها بصعوبة بالغة بين الليل و النهار من خلف زجاج النافذة المنفذ للضوء , آخر يوم في سنة 2017 ونحن الليلة على موعد مع بداية سنة 2018 فتراها كيف تكون ؟ , قطرات خفيفة من المطر التي ضلت طريقها إلى زجاج نافذتي , تزيد من حالة هياجي واحتياجي إليها الآن في سريري هذا , نظرت إلى هاتفي المحمول لأعرف الوقت , إنها السابعة والنصف , ولا وجود للشمس , يوم آخر من أيام الشتاء لكنه يوم غير عادي , هو اليوم الفاصل بين العام الذي مضى بكل ما فيه من وحدة وحرمان , وعام آخر جديد بكل ما فيه من وعود وآمال , نعم أنا في أمس الحاجة لأن اسمع صوتها وهي ترد على تحية الصباح في اليوم الأول من علاقتنا التي انسجها في خيالي منذ عامين ولا أعلم ما سيتحقق من هذا الخيال على الحقيقة , و أنا أيضا في حاجة لكوب كبير من القهوة , و أيضا احتاج إلى حمام ساخن اغمر فيه جسدي الملتاع بأشواقي وشهواتي بالماء الدافئ المعطر ,,, فبأيها ابدأ ؟
نهضت متثاقلة بعد أن اتخذت قراري سريعا على حمام غرفتي وقمت بضبط نظام الجاكوزي ماركة كال سبا العالمية عند درجة حرارة 41 ثم ذهبت لانتقاء احد أروابي الحريرية من الدولاب كان أكثرهم نعومة و قمت بضبط تكييفات شقتي جميعها لتقوم بمهمتها الشاقة في تدفئة الشقة بالكامل , كانت لمسة قدمي للمياه أثناء نزولي إليه شبيهة بالصدمة إلا أنها صدمة لذيذه , جسدي الآن بالكامل في حوض الجاكوزي , فوهات التدليك تقوم بدورها كما يجب أن يكون , ويبدأ الشرود والسرحان , كيف ستكون ليلتنا الأولى , كيف سيكون طعم أول قبلة , كيف ستشعر هي حينها , هل ستستمتع بها أم أنها ستشعر بذلك الشعور الغريب الذي شعرت به حينها في مرتي الأولى مع " جابي " , أنا أتذكر ذلك الآن و كأني أعيشه من جديد , لقد كنت يومها انتفض كعصفور صغير أصابه البلل في يوم برد مطير عاصف حتى أصبح جناحيه اضعف من أن يحملانه على الطيران , فهل هذا ما ستشعر به حنان , أم أنني لست أول امرأة في حياتها ؟ , لا يمكن أن أكون أكثر هدوءا , لن استطيع أن امنع عقلي من السير في كل هذه الدروب والمسارات الوهمية , لا استطيع أن امنعه أن يسبقني إليها ويقتحم عقلها وقلبها أو أن يجعلني أشعر بما تشعر به قبل أن تشعر به , فأنا لن احتمل أن ترفضني أو أن افقدها .
كيف ستشعر لو كنت أنا أول امرأة في حياتها , كيف أطمئنها وأرغبها فيّ كما أرغب فيها , هل كان تجاوبها معي في الليلة الماضية مجرد حالة وجدانية إصابتها من خطاباتي وكلماتي , أم أنها فعلا تفهم ما أريده منها و كيف سيكون ما بيننا بعد أن تزول بيننا حواجز الخوف والخجل فيحرك قلبينا جسدينا ليكونا جسدا واحدا في الفراش , إن حنان مثالا حيا للمرأة العربية المصرية كما يجب ان تكون , عينيها الواسعتين السوداوين الكحيلتين بكحل طبيعي لا يكاد يضيف اليها كحل الزينة شيئا , بشرتها البيضاء الناصعة التي تجعلك تكاد أن ترى الدم وهو يمر في تلك العروق الخضراء في كفيها ممتلئة الأصابع حين تتناول قلمها المحظوظ الذي لم ألاحظ يوما أنها غيرته لتكتب أو توقع شيئا , جبينها الغض المستقيم في غير اتساع أو ضيق الذي يبرز بياضه مدى كثافة حاجبيها الغزيرين العريضين الذي لا يزيد جمال عينيها إلا جمالا و بهاء طلتها إلا بهاءا وكأنها البدر في ليلة التمام , أما عن خديها فإنني أكاد اجزم أن ذلك اللون القرمزي الذي يكسوها ما هو إلا جمالا ارستقراطيا مصريا طبيعيا خالصا , ثم لا تنصرف عيني عن تلك الخدود إلا لتبقى مذهولة أمام أجمل شفتين رأتهما عيني بين كل النساء اللائي عرفت أو لم أعرف , اللائي تذوقتهن واللائي تمنيت أن اتذوقهن أيضا , ثم لا البث أن أتخيلها عارية من أي ملابس فلا استطيع , فتحفظها في ملابسها و حجابها لا يتيح للراغبة المحمومة مثلي إلا أن تعترف بصعوبة ذلك اللغز المحير , ما هي حدود هذه المنحنيات , كيف هو شكل صدرك الذي يبدو لي من الملابس المحتشمة أنه لا بالصغير ولا بالكبير , أرجح أنه من ذلك النوع الطري الذي يرتاح على سوتها في غير كسل أو ترهل , لا يبدو لي أن خصرها نحيل او أن أردافها من النوع اللاتيني المرتفع العريض مثل إردافي , فهي كما قلت تعتبر نموذجا للأنثى الشرقية فيشبه جسدها جسد تلك الجارية الحزينة التي أبدعها الفنان هيبوليت دومينيك بيرتو في لوحته المتحفية "جارية مع العود" ""odalisque with a lute فإن كل ما تحتشم في داخله من ملابس لا يمكنه أن يداري عن عيوني تلك المنحنيات الرائعة التي تبشر بمحتواها عن خصر طري ملتحم مع وسط ملفوف مع إرداف لا هي بالعريضة المرتفعة ولا هي بالناحلة المجهولة ولم يزل اللغز باقيا عصيا على الجميع إلا على التي تسعدها دنياها فتتحرك يديها على عري كامل منها سامحه لها بان تتفقد تلك الانحناءات بيدين حالمتين وبصر كفيف.
تحت الماء الساخن و في جو مليء بالبخار بدأت الهواجس الجنسية تجتاح جسدي رغبة فيها كما كان يحدث عادة منذ رأيتها إلى الآن إلا أنني الآن وبصعوبة بالغة امنع يدي من أن تتجول في أرجاء جسدي الجائع للمسة منها لأعلن عن بدء معركتي الفاحشة الداعرة مع ذلك الجسد تحت تأثير خيالات , وما يجعلني أقوى على ذلك هو وعود صاغتها ساعاتي القليلة الماضية و مكالمتي معها ليلة أمس تبينت منها أنني على وشك أن أحقق حلمي بامتلاكها أو بمعنى أدق , حلمي بأن اجعلها تمتلك جسدي كما امتلكت قلبي وهيمنت عليه منذ وقعت عيناي عليها , فرحة عارمة تجتاح قلبي و شهوة تزيد تجعلني اردد بكل العزم أنني لن اجعل ليلتنا هذه تمر إلا وهي بين أحضاني وأنا بين أحضانها عاريتين في فراش دفيء.
أعدك يا حنان : أنني سأجعل من ليلتنا الأولى التي ستشهد ميلاد عام جديد ليلة للذكرى بين عاشقة أضناها الشوق إليك وبين معشوقة تلتقي أخيرا بموعدها المؤجل مع السعادة .
ثم أعود لرشدي مرة أخرى وقد بدأت عيناي تجول بجسدي من تحت الماء لأتفقد مدة استعداده لها , نعم انه شبه مستعد , فقد قامت تريز " تلك الفتاة الرائعة المحترفة التي تعمل في اكبر و أرقى مراكز التجميل في مصر " منذ أيام قليلة " أثناء زيارتها الأخيرة لي " بفعل ما تبرع فيه دائما : أزالت الشعر الزائد من تلك الأماكن , و عمل البادي كير اللازم إلا أنني لم اتمم معها ما تعودنا عليه في كل مرة وكأنني كنت أشعر أو أرتب لموعد قريب مع السعادة الحقيقية التي طالما حلمت بها وتمنيتها , حاولت كثيرا دون جدوى , إن ما ينقصني الآن هو فقط جلسة مساج استعدادا لتحقيق الحلم.
ثم عدت الى شرودي في من أحب و أهوى فوجدتني أعاهد نفسي و ألقنها تلقينا , كوني رقيقة معها , كوني صبورة و تفهمي ما ستكون عليه من خوف و مهابة للأمر فالأرجح أنها مرتها الأولى و من الطبيعي جدا أن تكون خائفة من هذا خوفا تختلط فيه مظاهر الرهبة ومظاهر الرفض , كوني حبيبتها أولا واطمئني فستكونين عشيقتها حتى و إن طال الوقت , احتويها قلبا وعاطفة قبل أن تطلبي منها أن تحتويكي جسدا , هذه وصيتي لك فاسمعي وأطيعي .
نهضت حينها من حوض الجاكوزي وتجففت ببشكير الحمام الكبير الذي مل من انتظاري على الرف الرخام المجاور للباب , تفحصت للحظات جسدي في المرآة التي تغطي كل الحائط تقريبا وحدثت نفسي : اطمئني فلن ترفض كل هذا , لن تقارن حتى بين امتلاك كل هذه الكنوز الأنثوية المتفجرة بالشهوة لتعود لوحدتها التي لازمتها كل هذه السنين دون طعم حقيقي للحب , ولكنني طردت هذه الفكرة من رأسي لاستبدلها بنفس وصيتي لنفسي كوني رفيقة بها و لا تكوني عجولة فلا ذنب لها في جموحك اليها ورغبتك فيها دون بوح كل هذه المدة فلها الحق بأن تتمهلي عليها حتى تملكي قلبها المكسور ثم يكون لكي منها ما تريدين.
وضعت نفسي في الروب الحريري الأزرق الغامق الذي لا يستر جسدي شيئا غيره و توجهت للبار حيث ماكينة القهوة و رف الخمور , كافأت نفسي بكوب من القهوة الأمريكية وتناولت هاتفي فوجدت الساعة تشير إلى التاسعة والربع , طلبتها و انتظرت قليلا لأسمع أجمل صوت لأجمل أنثى في الدنيا:
حنان : صباح الخير ,,,, هي الساعة كام ؟
أنا : صباح النور ,, النهاردة راس السنة وانتي لسه نايمة يا كسلانة قومي ده الساعة بقت تسعة وربع
حنان : ياااااه ده أنا كنت فاكراها ستة أو بالكتير ستة ونص , كل سنة وانتي طيبة .
أنا : وانتي طيبة يا حبيبتي وسنة سعيدة علينا , لا الساعة تسعة وربع بس مفيش شمس و الدنيا شكلها بتمطر جامد النهاردة كمان
حنان "بدلال" : امممممممم بس انتي شكلك صاحية من بدري صوتك بيقول كده .
أنا : هو انا عرفت نمت أصلا ؟
حنان " بدلا ودلع " : وياترى ايه اللي طير النوم من عينيكي .
أنا : وحدة بقى **** يسامحها من لحظة ما شفتها وهيا مطيره النوم من عيني مش عارفة أبطل تفكير فيها معايا ومش سايباني ولا وانا صاحية ولا وانا نايمة , لما كنت خلاص قربت اتجنن
حنان "بدلع " : سلامتك يا روحي من الجنان.
انا " بعد صمت " : روحك؟!!
حنان : ايوه ,, روحي ,,, وحبيبتي ,,, وحياتي ,,,, وكل دنيتي كمان .
أنا : بجد انا قلبي قرب ينط بره صدري من اللي أنا باسمعه ,, انا مش بعيد يجيني سكته قلبيه دلوقتي من الفرحة .
حنان : بعد الشر عنك يا فيونا , وحياتي عندك ما تقوليش كده تاني ارجوكي
أنا : حنان.
حنان : يا روح حنان.
أنا : أنا بحبك أووووي .
حنان : أنا مش هارد عليكي , هأجل الرد لحد أما نتقابل وهتحسي ساعتها أنتي بقيتي ايه بالنسبالي .
أنا : هنتقابل امته .
حنان : زي ما تحبي .
أنا : الساعة 4 كويس ؟
حنان : اوك كويس , فين ؟
انا : نتقابل ف مطعم مايسترو اللي ف سيتي ستارز ده مطعم ايطالي أنا بحبه أووي , أنا زبونة هناك على فكرة إيه رأيك ؟
حنان : ايوه عارفاه ,, أوك نتقابل هناك الساعة 4 .
أنا : هتوحشيني لحد الساعة 4 .
حنان : وانتي كمان يا روحي , يللا بقى باي.
أنا : باي
انتظرت حتى أغلقت الخط ثم طلبت تريز :
تريز : صباح الخير ,, كل سنة وانتي طيبة
أنا : وانتي طيبة يا حبيبتي ,, فينك ؟
تريز : في السنتر .
أنا : ممكن تيجيلي البيت كمان نص ساعة ؟
تريز : صعب أووي ,, انتي عارفة أنا مش ممكن اتأخر عنك بس النهاردة السنتر صعب أووي ,, ليلة راس السنة بقى كل سنة وانتي طيبة ما انتي عارفة .
أنا : لاااا , راس سنة ايه وبتاع ايه , انا محتاجالك ضروري جدا النهاردة .
تريز " بضحكة مكتومة " : امممممم , شكلي وحشتك !
أنا : طبعا وحشتيني , بس أنا كنت محتاجة أعمل مساج ضروري أووي , مش اللي في دماغك يا سافلة .!
تريز " مستمرة في الضحك " : طب عندي فكره , كلمي مدام ايفون واطلبي منها إنها تبعتني ليكي , معلش هو الشيك ممكن يكون عالي شوية علشان زيارة منزلية بس معلش مفيش حل تاني , يا إما تستنيني بالليل وانا مروحة اعدي عليكي.
أنا : لا لا لا بالليل ايه , انا هاكلمها وارجع اكلمك
تريز : أوك , مستنياكي.
اغلقت الخط واتصل ب " ايفون "
ايفون : ازيك يا وحشة , كده برضو متسأليش الشهور دي كلها ؟
أنا : معلش يا ايفون غصب عني مانتي عارفة , الشغل والجمعية مش ملاحقة .
ايفون : معلش انا عاذراكي , بس وحشتيني "وتكمل بنبره صوت تحمل في طياتها بعض الإغراء" ولا أنا ما وحشتكيش .؟!
أنا : بالعكس , دا أنا هاموت واشوفك بس انا دلوقتي عاوزة منك طلب ضروري وانا عارفة انك مش هتكسفيني.
ايفون : أؤمري طبعا يا حبيبتي.
أنا : النهاردة راس السنة وعمي و بنته جايين يزوروني طيارتهم توصل 3 وانا مش هالحق اعدي عليكي في السنتر كنت محتاجة بنت من عندك تعمللي بادي كير ومساج عندي ف البيت .
ايفون " بخبث " : بدي كير ومساج وبس ؟!!
أنا "ضاحكة " : ايوه , وبس .
أيفون : حاضر يا روحي , هاشوف مها لو فاضية هابعتهالك .
أنا : لا بلاش مها المساج بتاعها ما بيعجبكيش ايدها تقيلة اووي .
ايفون " بعد ضحكة طويلة " : أمال مين اللي بتريحك .
أنا " بعد ضحكة طويلة " : انتي عارفة اني مش بارتاح غير معاكي , بس لو تريز فاضية ابعتيها .
ايفون : امممممم , اوك هيا بس معاها زبونة هاخليها تخلص وتجيلك على طول , وانتي ماتبقيش وحشة , كلميني أول ما عمك وبنته يسافرو علشان انتي بجد وحشتيني أووي.
انا : حاضر يا روحي , وانتي كمان واحشاني قوي , هاكلمك , انا هاجهز وهاستنى تريز ماشي ؟
ايفون "ضاحكة": ماشي , يللا باي وزي ما اتفقنا .
أنا : باي .
اغلقت الخط وانتظرت خمس دقائق ثم اتصلت بتريز.
تريز : ايوه يا دكتورة , مدام ايفون كلمتني وادتني الاوردر .
أنا : طب تمام , قدامك قد ايه .
تريز : بالكتير ساعة واكون عندك.
أنا : اوك حبيبتي مستنياكي , يللا باي.
تريز : باي , مع السلامة.
أحضرت لنفسي كوبا آخر من القهوة وانتظرت بعض الوقت حتى دق جرس الباب ففتحت لأجد تريز , رحبت بها بابتسامة تعبر عن الشكر للوفاء بالوعد , كانت تحمل حقيبة متوسطة الحجم , أومأت لها برأسي للدخول وأنا أمد يدي لها مصافحة , فوضعت الحقيبة بداخل الباب ودخلت وأغلقت باب الشقة خلفها و مدت يدها لتقابل يدي لتسلم وهي تهم بجسدها نحو جسدي لتحضنني , فوجدت أنه لا مشكله من قبول ذلك على سبيل المجاملة , إلا أنها تمادت في ذلك و أطالت ولم تنسى وهي تنهى الحضن أن تقبلني قبلتي السلام على خدي الأيمن و الأيسر , إلا أن قبلتها الأخيرة كانت أطول قليلا مما يجب أن تكون و قد أصابت بقبلتها جانب شفتيّ وقد كانت قبلتها بشفتين غير مغلقتين , وكأنها إعلان عن رغبة منها بألا تكون هذه الجلسة مجرد جلسة عادية للعناية بجسدي , ولكنها كانت تستهدف ما هو أبعد من ذلك وأكثر , لن يجوز اليوم يا عزيزتي فأنا الآن أريد منك ان تساعديني أن أكون لغيرك لا أن اكون لك , ان المرات القليلة التي حدث فيها ذلك بيننا لم تكن كمثل هذه المرة , لم أشعر بهذا الشعور الذي أشعر به الان , لم أكن اجهز نفسي لكي أو ل إيفون كما أفعل الان , كان ما يسوقني لكما هو حاجة الجسد فقط , إلا أنها الان حاجة القلب والجسد معا , بل ان في كثير من الاحيان كان يسوقني جسدي لكما حتى يتقوى بما نفعله على سلطان القلب الذي يسوقني اليها كما تساق العاشقة الولهانة الى ذل العشق بلا أمل في الوصال , أما الآن فأنا لها , ولها وحدها إلى أن تكتفي مني أو أكتفي منها ولا أظن ذلك يحدث.
انتبهت من شرودي على صوت "تريز" تلك الفتاة الفقيرة الجميلة ذات العشرين ربيعا الذي ألفت نبرته التي تكررت كثيرا وعرفت تلك النبرة معرفة جيدة , بدأت أشعر بها واسمعها تقريبا منذ ثالث لقاء لنا , فقد كنت أول امرأة في حياتها , وعندما تزال الحواجز وينمحي الخوف , تجد تلك النبرة طريقها للآذان , فيكون الكلام كيفما يكون ويكون لهزة الصوت ونبرة الشهوة والاحتياج كلام مختلف , النبرة في حد ذاتها تتكلم وتقول "أريدك الان , اشتهيك , فلنجعل أقرب فراش الينا يحتوينا ولنذهب سويا في رحلة الملذات التي لا اشبع منها والتي الفناها معا" قالت لي بنبرتها :
تريز : هنا ولا في اوضة النوم "قالتها وهي ترمقني بنظرتها الجريئة التي تحمل الاف الدعوات وكانها تقول ها انا ذا ملكك فافعلي بي ما تشائين"
أنا " وانا اتحرك في اتجاه البار " نشرب قهوة الأول يا تريز؟!
تريز " بنفس الصوت " : مش عاوزة اتعبك .
أنا : لا ابدا مفيش تعب , أنا عاوزة اشرب قهوة معاكي قبل ما نبتدي.
تريز : أوك زي ما تحبي.
استكملت طريقي الى البار وبماكينة القهوة الفاخرة التي امتلكها و اعتبرها اقرب صديقاتي سرعان ما كان لدينا فنجالين من القهوة التركية " نوعها المفضل " , ناولتها فنجالها و توجهنا ناحية الأنتريه الموجود بريسيبشن الشقة وجلست هي على كنبة مزدوجة وجلست أنا على مقعد منفرد , ثم بدأت في الحديث بنبرة قد تغيرت الى ما يشبه الخوف من حدوث أمر ما.
تريز : انا حاساكي متغيرة , هو في حاجة.
أنا : لا أبدا يا حبيبتي , هيكون فيه ايه .
تريز : امال ليه حاسة اني مش واحشاكي زي ما انتي واحشاني , وكمان اخر مرة كنت عندك مكنتيش في المود , انا كنت جاية قلبي بيرقص من الفرحة طول الطريق .
أنا : لا ابدا بس انا جايلي ضيوف النهاردة من قرايب بابا , من البرازيل وطيارتهم هتوصل على الساعة 3 , متوترة بس علشان بقالي مدة ما شفتهمش و عاوزة اجهزلهم .
تريز : تجهزيلهم ؟!!!! , ليه هما مين اللي جايين دول .؟
أنا : عمي وبنته .
تريز : وبنت عمك دي عندها كم سنة بقى .
أنا : دي بنوتة صغيرة 13 سنة , "ثم نظرت اليها بابتسامة وبدون ارادتي ارتفع حاجبي الأيمن" ثم أكملت كلامي , انتي بتغيري عليا يا تريز ؟!!
تريز : ................................ لم ترد وعينيها في الأرض خجلا ثم تناولت فنجانها وارتشفت منه رشفة مع ارتعاش ظاهر في يدها.
أنا "ضاحكة" : تريز , أنتي غيرانة بجد ؟!!
تريز : طب لو انا بغير عليكي دي حاجة تزعلك ؟
أنا : مش قصدي , بالعكس , بس انا مش عاوزاكي تسرحي في حاجات وهمية و مش حاصلة وحاجات مالهاش وجود , ده عمي وبنته وجايين يقضوا معايا اسبوع وماشيين دي كل الحكاية .
تريز : اوك
أنا "بعد أن افرغت فنجال قهوتي " : يللا بينا ؟
تريز : أنا خلصت قهوتي وجاهزة , هنروح اوضة النوم ؟
أنا " بعد تفكير قصير " : أوك بس ارجوكي عاوزة أشوف مواهبك بقى وياريت لو نخلص بسرعة علشان عاوزة الحق اروح المطار اجيبهم .
توجهنا الى غرفة النوم وقامت تريز باستخراج المفرش و مجموعة من الفوط وبدات في الاعتناء بجسدي من إزالة الشعر هنا وهناك و بدات في تدليكي بزيت المساج العطري مع محاولات لإثارتي إلا أنني كنت اعرف كيف اجعلها تيأس مما تحاول ان تفعله , فلدي الليلة من اريد أن احتفظ بكل جوعي الجنسي لها وحدها .
مر من الوقت ساعتان تقريبا , لم تنجح ولم أضعف ولم تستطع بقدر ما حاولت أن تجعلني أخون العهد الذل لم يبدأ بعد , سوف أمنحها وحدها جسدي هذا عن طيب خاطر , سوف أكون لها وحدها فهل ساستطيع ؟
الساعة تشير الى الثانية عشرة وقد فرغت تريز مما بدأت وتركتني بعد أن اشعلت بجسدي نارا فوق النار ولهيب فوق ****يب , لدرجة انني اعتبرت نفسي بصمودي أمامها كبطلة من أبطال الروايات الأسطورية , إلا أنني اردت أن اكون لحنان وحدها وها هو موعدنا يقترب , اصطحبت تريز الى الباب بعد ان حاولت ان اعوضها دون جدوى بمبلغ كبير على وعد زائف بلقاء قريب ونظرة منها تحمل حزن ظاهر و إن حاولت ان تخفيه .
أغلقت الباب و حدثت نفسي : كوب أخير من القهوة ربما يعوض ما خلفه الأرق في لياليّ الماضية , فلم يكن في ليالي الشتاء الطويلة أقصر من ساعات نومي , فقد كانت تمر عليّ الليلة تلو الليلة و أنا أتلوى في فراشي لا يشاركني وحدتي فيها إلا طيفها الرقيق و أملي في أن تلقى كتاباتي لها ما أرجوه منها و أتمنى.
صببت لنفسي كوبا من الدابل اسبريسو الخالي من السكر وأخيرا ظهرت رائحة تستطيع أن تباري رائحة ذلك الزيت العبقري الذي جعل من جسدي منبعا لعطور جهنمية تدعو القاصي قبل الداني للفراش و تعده بمتعة ليس لها في الدنيا نظير , فقد أمعنت تريز في أن تغدق جسدي بذلك الدهان العجيب و أسرفت في تدليك تلك الأماكن التي تفجر داخل الانثى كل بركان خامد فتشبع بها جسدي حتى اكتفى كانت تظن أنها ستنجح لتحصل على ما تريد فأنفقت على ذلك كا ما أمكن أن تنفق إلا أنه لم يجدي , لازال ذلك الروب الحريري هو الساتر الوحيد للحمي الذي يلتاع شوقا فتمنيت وقتها أن استطيع أن اسبق الزمن الى موعدي معها , توجهت لغرفة نومي بعد ان ارتشفت اخر رشفة من كوب الاسبريسو , فتحت دولابي العملاق , انا الآن ابدأ رحلة أخرى من رحلات حيرتي "ماذا ارتدي؟ " بعد جهد وعناء وضعت جسدي في جيب ضيقة قصيرة فاتحة اللون تظهر ساقيّ من قبل الركبة بقليل , لم أكن بحاجة أن اتأكد من أنها لا تبدي لمن ينظر حدود الأندر فلم يكن هناك أندر من الأساس , و بلوزة بترولية اللون تصف بمنتهى الوضوح تلك المنحنيات اللاتينية التي ورثتها عن قومي , لم أكن بحاجة لارتداء سوتيانة فقد كان نهديّ المغرورين كفيلين بأن يقفا بمنتهى الاستقلال بلا تهدل او ارتخاء إلا أنني نظرت في المرآة فوجدت حلمتيّ البارزتين تهمان بفضح سري الذي اخفيته عن الجميع فتراجعت وتناولت سوتيانة مبطنة احتوت على نهدي بسعادة وكأنها تكاد تنطق لتشكرني على اختيارها لهذه الليلة الواعدة إلا أنها اكتفت برد الجميل و أبرزت نهديّ بشموخ للإعلان عن هوة سحيقة بين جبلين من البرونز , ارتديت بلوزتي البترولية وحرصت على أن أبقى زرها العلوي مفتوحا لأترك لسوتيانتي المجال لرد الجميل , ثم انتقيت بعناية جوربين من جواربي التي يطابق لونهما لون لحمي فلا تجعل الناظر اليهما يفرق بين الكساء واللحم العاري إلا إذا مد يده وتحسس ليكشف عن مصدر هذه اللمعة العجيبة عند هذه السمانة الملفوفة الممتلئة , أخيرا وضعت معطفي الصوفي الثقيل على جسدي و اخترت احد احذيتي البوت عالية الكعب و توجهت لباب الشقة , استدعيت المصعد وقد جهزت رقم سمر الكوافيرة الخاصة بي على الهاتف , وبمجرد دخولي لسيارتي سمعت صوت الجرس وصوتها الانثوي المثير ينطلق من سماعة السيارة عبر البلوتوث :
سمر: ألوووو , ازيك يا دكتورة
أنا : هاي يا سمر ازيك , أنا جايالك في الطريق , انتي في المحل ؟
سمر : ايوه , موجودة .
أنا : تمام , أنا في الطريق اهوه.
سمر : أوك توصلي بالسلامة.
أنا : باي
سمر : باي .
بعد حوالي الساعة والنصف كنت قد ركبت سيارتي في اتجاه المطعم , عشرة دقائق تفصل بيني وبين أول موعد لنا , اشعر بإثارة لم اشعر بها في حياتي , ابدعت سمر في تصفيف شعري هذه المرة كما لم تفعل من قبل , لم اظهر بتسريحتي هذه من قبل , فقد كنت دائما أظهر بقصة الشعر الغجرية التي تجعلني دائما ابدو كفتاه لاتينية تجهل من الدنيا أكثر مما تعلم , أما الان فكأنني ابدو لمن يعرفني " الليدي فيونا " في طلّة جديدة , جديدة حتى عليّ أنا نفسي , فترى هل سيعجبها هذا التغيير , ترى ماذا ستخبرني عينيها حين تقع عليّ لأول مرة و أنا فيونا حبيبتها وليس فيونا التي تعودت على أن تراها كل يوم دون أن يتحرك فيها ذلك الساكن المخيف.
ها أنا ذا اصف سيارتي الميني كوبر في البارك الخاص بالمول , تتحرك اقدامي بأسرع ما تستطيع , إلا أنها ابطأ من اشواقي ولهفتي للقائها بالاف المرات , أنا قبل موعدي بربع ساعة على الأقل , كنت اريد ان أكون هناك قبل الموعد بعام او حتى بأعوام , إلا أنني علمت أنني لن اقوى على احتمال عذاب الانتظار , دخلت الى المطعم تسبقني عيناي و يسبقها قلبي الملتاع بأطنان من الشوق و****فة , وتسمرت عيناي فجأة , هل ما أراه حقيقة أم أنه اختلط لدي الحلم بالحقيقة و الامنيات بالواقع , لا إنها حقيقة , لقد سبقتني بالفعل , هي الان تجلس في أبعد الطاولات ع الناس و اكثرها احتجابا عن اعين المتطفلين , جائت لموعدنا قبل أن أفعل أنا , يكاد قلبي أن يقفز من صدري فرحا , إلا أنه تحلى بالصبر الذي اعتاد عليه , ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيّ و تحركت في اتجاه الطاولة استجابة مني لذراعها الذي يلوح لي بالتحية ولفت الانتباه , نفس الابتسامة ترتسم على وجهها إلا أنني اراها أجمل , استقبلتني بتلك النظرة التي كنت انتظرها منها , نظرة ليست بالقصيرة ولا بالطويلة و عناق يحمل الاف المعاني , عناق لم تتعجل هي ان تنهيه وتمنيت انا ان يستمر ما طال بنا الأمد , تخلصت من معطفي الثقيل فقد كانت تدفئة المكان كافية لأبدي لها كل ما اعددت للقائنا من الزينة و الاناقة , جلست على مقعدي وجلست عينيّ لترتاح على عينيها اللامعتين ببريق لم أراه بهما من قبل , فبادرتني بمجاملتها :
حنان : النيو لوك بتاعك يجنن على فكرة .
أنا : ميرسي قوي , عجبك بجد ؟
حنان : بجد طبعا , هو مغيرك كتير بس عاجبني أوووي.
أنا : انتي اللي زي القمر .
كانت تسريحة شعري باقتراح من سمر , تلك الشيطانة التي طالما اجادت الاعتناء بشعري , وبجسدي ايضا , كانت قد ابدعت بأناملها السحرية و صففت شعري لأعلى فلا يحجب رقبتي عن من يريد ان ينظر اليها شيئا , إلا تلك الخصلة الصغيرة التي ارسلتها على خدي الأيمن لتداعب القرط الدائري العملاق الذي البسه في اذني فيحتك برقبتي ببرودة معدنة البلاتيني اللامع فيقشعر جسدي في كل لمسة قشعريرة مختلفة عمّا قبلها , فيزيد رغبتي رغبة , إلا أن الجدير بأن يوصف فعلا : هو ما بدت عليه حنان في لقائنا , هذا هو التغيير الذي يجب أن يوصف , فعلى الرغم من برودة الجو إلا أنها اختارت أن تتخلى عن تحفظها واحتشامها بعض الشيء , فتأنقت في فستان طويل الاكمام مرتفق الرقبة إلا أن به فتحة في الصدر على شكل قلب فلا يحجب لحم الجزء العلوي من صدرها عن عيني إلا غشاء من الشيفون الرقيق بلن ازرق يجعل بياض لحمها ينطق بكل عبارات الاغراء , كانت تلك الفتحة تحيد عن المنتصف لتميل قليلا الى اليمين , فتهدي للناظرين مساحة على قدر صغرها إلا أنها تصف من النهدين ما يفيد فتشف عن نهد ايمن وكأنه ضوء القمر في الليلة الظلماء , وشق بين النهدين يخبر بأن النهد الذي لم يظهر منه إلا قليل من كثير ليس وحيدا اسفل هذا الرداء المحظوظ , و انما يؤنسه اخر , فيجعل لساني يكاد ينطق غزلا و يقول : ليس اروع من هذا إلا ذاك.
استمر بنا الحديث لساعات مرت وكأنها ثواني , فلا كلمة قيلت ولا اذن سمعت , وبعد العديد من فناجيل لقهوة التي تتبدل على طاولتنا بانواعها المختلفة تناولنا عشائنا فلم تصب احدانا من طعامها إلا القليل , ليس بفعل القهوة وحدها , إنه ليس الجوع للطعام الذي اتى بنا الى هنا , إنه جوع من نوع اخر , فإن جوعي هذا اشبعته من اجساد عشرات النساء اللائي عرفتهن وساحقتهن فلم أشبع , وجوعها الذي بدا واضحا جليا في نظراتها لي وكانه يهمس في اذني بفحيح كفحيح الأفعى , اريدك الان فانطقيها ارجوكي .
فتجرأت ونطقتها أخيرا : حنان , انا شقتي قريبة هنا وكنت عاوزة اعرف رايك فيها بعد ما جددتها , يللا نقوم نكمل سهرتنا هناك ؟
حنان " بعد ابتسامة عرفت مغزاها وتمنيتها كثيرا : اوك زي ما تحبي.
نهضنا واستقلت كل واحدة منا سيارتها وتحركنا وقد فتحنا خطوط الهاتف طوال الطريق وكأنه الضمان لكي لا يبقى أي احتمال ان تفقد إحدانا الأخرى , دخلت الى جراج العمارة ودخلت هي خلفي بسيارتها وانتظرتها حتى نزلت منها و كأنني أقاتل نفسي قتالا ان ارتمي في حضنها وليرانا من يرانا و ليكن ما يكون , إلا أنني تمهلت و ها نحن الان ننتظر المصعد , تضيئ شاشته بأرقام تتناقص في بطء بغيض ينفتح باب المصعد اخيرا و أشير لها بيدي فتهم بالدخول وادخل خفها لأجد نفسي لا اراديا اضع يدي خلف ظهرها ما بين وسطها واردافها و تستقر راحتي عند التقاء وسطها بفخذيها من الجنب و أهمس لها في اذنها بصوت يخرج مني بصعوبة و كأني انطق من أعماق بئر سحيق : أنا بحلم مش كده ؟!!
لم ترد حينها بل اكتفت بابتسامة خجل زادتها جمالا ودلالا على ما بها من جمال ودلال .
أغلقت باب الشقة خلفنا أخيرا بعد أن دخلنا وها نحن الآن وحدنا و كأن الحلم الذي حلمت به لعامين متتاليين يوشك أن يتحقق .
الى اللقاء في الجزء السادس ,,, قريبا جدا
عشق لا ينتهي
الجزء السادس
هذا الجزء ترويه حنان
لم أتمالك نفسي حين أغلقت فيونا باب الشقة خلفنا بعد الدخول و اصبحنا ولأول مرة في عزلة عن الناس وبيننا ما بيننا , تواجدنا وحدنا دون ثالث في مكتبي أو مكتبها بالجمعية مرات عديدة , إلا أن هذه المرة مختلفة , لم اكن اشعر بما اشعر به الان , كنت افكر فيها كزميلة وليس كحبيبة أو عشيقة , لم أن على ما انا عليه الان من الارتباك , لم أكن اشتهيها الى هذا الحد , لم يكن لملمس يدها على جسمي في الاسانسير ذلك السحر ولم تسري في لحم جسدي هذه القشعريرة , القشعريرة التي جعلتني أكاد أن انقض عليها بمجرد أن اغلقت باب الشقة خلفنا , فالتهمها كما يلتهم الذئب فريسته , كدت أن افعل ذلك إلا أنني بالكاد كبحت جماح رغبتي و منعت نفسي , فلقد أردت أن يكون لها هي زمام المبادرة , نعم أنا أريدها , ونعم أنا اشتهيها , وبالفعل سوف أمنحها جسدي اليوم وكل يوم حتى ترتوي من حبي وحتى اشبع جوع جسدي لجسدها طوال تلك السنوات , إلا أنني تمهلت لأرى منها ما اعددت نفسي لقبوله وجهزت جسمي له .
بعد ان تلاقت عينانا بعد دخولنا الشقة للحظات قصيرة قضيتها شاردة , افقت من شرودي على تحركها في اتجاه اريكة فخمة منفردة مجاورة للباب , تتحرك من المكان الذي كنا نقف فيه عند الباب سويا وكانها مرغمة مغصوبة على ان تتحرك , وكأنها تعلم أنها لن تكن قادرة على أن تبقى على حالها هذا من الهدوء والتعقل , كانت كمن تدفع نفسها دفعا للهروب من امامي , نزعت عنها معطفها الشتوي الثقيل ووضعته على الأريكة وهي في طريقها الى البار اصبحت خلف البار بنصفها السفلي فغابت عني مؤخرتها المرتجة امامي مع كل خطوة تخطوها فينصرف نظري لحدود تلك السوتيانة التي احتوت نهديها الممتلئين تناولت فنجال من على الرف ووضعته تحت مصب ماكينة القهوة التي تتصدر البار , وانطلق صوتها ذو البحة الشهوانية ليحتضن عطر جسدها الجذاب في فضاء شقتها الدافئة الأنيقة , ذلك العطر الذي تحرر فور ان تخلصت من معطفها ليتخلل الى انفي ويزيد من خيالاتي الماجنة التي اظنها توشك أن تصبح حقيقة , سمعتها وهي تقول :
فيونا " وهي لا تزال تحاول ان تخفي ارتباكها " : انا محتاجة فنجال اسبريسو , تشربي معايا ؟
أنا : أوك
فيونا : سكرك مظبوط ,,, صح ؟
حنان : صح .
تحركت فيونا باتجاهي وهي تحمل فنجالين من الاسبريسو ناولتني احدها بابتسامة ظهرت في عينيها اللامعتين وشفتيها المرتعشتين وكانها تهم ان تنطق بكلمة ثم تتراجع في اللحظة الاخيره إلى ان لمست يدي يدها وانا اتناول منها فنجالي فكأنما صاعقة أصابت كل منا , ارتباكنا كاد ان يسقط فنجالي القهوة من أيدينا إلا اننا تمالكنا انفسنا , فبادرت فيونا بقولها لكسر حدة الموقف :
فيونا : هو احنا واقفين ليه .؟
انا ضاحكة : ايوه صحيح ما نقعد .
فيونا "وهي في طريقها الى الانتريه " : ماقلتيليش ايه رأيك في شقتي.
أنا "و أنا اتبع خطواتها" : بصراحة زوقك يجنن , شقتك حلوة فعلا وكل حاجة فيها شبهك , و الأهم من كده انها دفا , "أكملت بصوت ضاحك" تقريبا حر أنا نسيت اننا في الشتا أصلا .
فيونا "ضاحكة" : ايوه انا شغلت كل التكييفات على اعلى درجة .
يسود الصمت مرة أخرى , فبالرغم من كل الأحاديث التي دارت في الأذهان و المشاعر التي في القلوب إلا ان احدانا لم تجد ما تقوله للأخرى , أعلم جيدا وهي أيضا أن اصعب شيء الان هو البداية ثم يحدث بعدها ما باتت كل منا تحلم به طوال ليالينا الماضية , فتعود فيونا لكسر الصمت من جديد , لتقول :
فيونا : أنا هاستأذنك دقايق بس هاغير هدومي وارجعلك , مش هتأخر عليكي .
أنا : اوك برحتك .
غابت فيونا عن عيني الى ممر كان في نهاية الريسيبشن الواسع فتحولت عيني عنها لتبدأ رحلة التجوال في حوائط الشقة و اللوحات المعلقة على الجدران , كل شيئ في الشقة ينم عن ذوق راقي في الاختيار بمنتهى العناية لكل قطعة أثاث , كل ركن وكل رف , لم أكن أعلم أين هي المصابيح التي تبعث كل هذا الضوء الساطع الذي يملأ المكان ولا اين هي المكيفات التي تبعث كل هذه الحرارة , مكان تألفه النفس وترتاح له الروح وتختفي فيه قسوة ليالي الشتاء , فترى كيف سيكون شكل غرفة النوم التي غالبا ما ستشهد على ميلاد حبنا و توحد جسدينا و سيتردد بين جنباتها آهات اللوعة والحرمان المتبوعة بصرخات الشبق والمتعة , هل ستكون الإضاءة فيها كافية لتكتشف ما أعددته لها من مفاجأة استهلكت مني تقريبا كل ساعات الصباح استعدادا للقائنا , وكيف أنني و لأول مرة منذ طلاقي اكشف جسمي امام أحد غير زوجي أو طبيبي لأضع ذلك الوشم الذي يفضح ستر مشاعري ومكنون قلبي ؟ , فإذا ما رأت تلك الصورة المطبوعة على ظهري بوشم الحنة تحت الكتف بقليل لامرأة عارية تمارس عادتها السرية دون حياء فتتأكد أنني اهفو اليها كما تهفو إليّ و أنني عزمت على أن أكون لها كما ستكون هي لي ؟ , هل ستلاحظ إلى أي درجة اهتممت بموعدي معها و أعددت جسدي لها , هل ستطمئن إلى ما لم تصدقه مني صباحا في مكالمتنا الهاتفية حين ناديتها بروحي فلم تصدق ما سمعت ؟ .
كالعادة يهرب الشرود والسرحان من صوتها العذب وهي لم تظهر بعد من ذلك الممر الذي أخفاها عني و أنا اسمع صوت باب غرفة ينغلق وهي تقول بذلك الصوت الذي يستهدف من يتكلم به أن يسمعه من لا يراه : معلش انا آسفة , إتأخرت عليكي ؟
ثم تظهر فجأه فكأن صاعقة من السماء ألجمت لساني فلا أرد عليها و لا أنا استوعب ما أرى فيضيع مني الكلام , فقد ظهرت في أول الريسيبشن بما لم أراه منها من قبل ولم اكن أتخيله , فقد كانت ترتدي بيجامة بيتي بلون سكرى فاتح من قطعتين , القطعة السفلية ليست إلا هوت شورت قصير يفاجئني بان كل ما تخيلته عن جمال مؤخرتها لم يكن كافي , لم يكن حقيقي , و انني لم اكن اعلم كيف كانت مثالا نموذجيا للفتاة اللاتينية ذات الأرداف الممتلئة العريضة , أما القطعة العلوية فقد كانت عبارة عن توب بحمالة واحدة على كتفها الايمن ليأخذ دورانه الطبيعي من تحت ابطها الأيسر مبديا ما لم تصل اليه عيناي من قبل من امتلاء واضح في الصدر و اهتزاز مع الحركة وهي تمشي في طريقها الىّ فلما اقتربت مني أوشكت ان افقد وعيي تماما مما تأكدت منه فقد كانت تلبس هذه البيجاما على اللحم , فحلمتين بهذا الحجم وذلك والانتصاب لا يمكن ان يظهران لناظر من خلف سوتيانة مهما كانت رقيقة , اصبحت الان تقف أمامي مباشرة بعد أن اوقفتني المفاجأة على قدميّ و أنا لا أستطيع ان ارفع عيناي عن صدرها لاستكمل اكتشافاتي لجسدها الذي ظهرت فيه تلك الصفة السائدة بين كل البنات اللاتينيات الغجريات , فقد كانت بيجامتها الرقيقة النسيج تخبر بأن لصدر فيونا حلمتين غامقتي اللون وكأنهما حبتي التوت اللتان تسبحان في بحر من كريمة الفستق , استشعرت الحرج من إطالة النظر الى امرأة يدعوك جسدك اليها فلا تخطئها الاف المرات بين الاف النساء , فرفعت عيني بصعوبة الى وجهها بابتسامة تكاد تتوه بين علامات الارتباك فوجدتها دون ان تتكلم بكلمة واحدة تقتادني الى ذلك الممر ووجدتني استسلم لها طائعة دون أن انبس ببنت شفاه , فبالفعل كنت قد فقدت النطق وتاهت مني الكلمات فلم أعد استطيع الكلام , وجدتني اتبعها وقد استراحت راحتي بين يديها و استسلمت لها خطواتي أذهب معها حيث شائت لتفعل بي ما أشاء , وجدتني امام باب غرفة فتحته لأرى أمامي غرفة نوم واسعة وسرير وثير عليه مفرش من الحرير و حوله عشرات الشموع المنتشرة على ارضية الغرفة لا يساعدها من مصابيح الكهرباء شيئا وقد تناثرت على السرير بعض اوراق الورود و ندخل وينغلق الباب , وتقف فيونا امامي و يدي في يدها فتزيل اخر ما كان بفصلنا من المسافات باقترابها مني فلا يكون بين وجهينا إلا بعض ملليمترات قليلة فلا تتنفس إلا من الهواء الذي يخرج من صدري لتعيده الىّ مره اخرى بعد ان يخرج منها لاتنفسه من جديد , قدماي تحملني بصعوبة وأشعر بدوار كبير وهي تهمس في اذني بعد انحنائة بسيطة جعلت فمها في اذني وهي تقول : "ممكن ابوسك ؟ "
لم تنتظر مني الاجابة , لم اكن اصلا قادرة على الكلام , وكانني فقدت النطق , تلامست شفتيها العذبتين الممتلئتين مع شفتاي وانفصلتا سريعا , لا زالت يديها ممسكتان بيدي و لم تزل انفاسها تحرق وجهي بعد ان ابتعدت بوجهها عن وجهي قليلا لتفسح المجال لعينيها أن ترى رد فعل ما فعلته ظاهرا على وجهي , لم تجد شيئا إلا عينان تنظران الى الأرض في خجل و ترقب , تركت يدها اليمنى راحتى وارتفعت على وجهي لترسم خطوط وهمية على خدي الأيمن بظهر اصابعها الرقيقة الممتلئة لتستقر اسفل ذقني وكأنها تطلب مني أن ارفع عينيّ و أنظر اليها ففعلت , فتحرت يدها لتزيح بأصابعها خصلة من شعري هوت على جبيني فيستقر باطن كفها على رقبتي وابهامها الأيمن على خدي وتنطلق سهام النظرات من عينيها لتنم عن الشهوة بقدر ما تنم عن الحب , اقتربت بشفتيها من شفتيّ في قبلة اطول من التي سبقتها , حينها شعرت بكفها الأيسر وهو يتحرك تاركا كفي الايمن الموازي لجنبي في ارتخاء لا أتحكم فيه لتستقر على خصري من الخلف ويجد مكانه الطبيعي ما بين خصري واردافي , كل هذا حدث و أنا ساكنه وكأن لم يبقى في جسدي من مظاهر الحياة إلا ذلك القرار الذي اتخذه عقلي وقلبي معا وامرا به جسدي أن استسلم لها فهي تعلم ما تريده كل منا , بدأت اشعر بحرارة جهنمية تنبعث من شفتيها فتكاد شفتاي أن تحترق في تلك القبلة التي طالت عن ما كنت أظن , انتهت القبلة اخيرا دون ان تنفصل شفتيها عن شفتي ,لكنها بدأت تزحف بشفتيها الى اسفل , تقبلني في شفتي السفلى ثم اسفلها , تتحرك بشفتيها الى خدي الأيمن وكأنها لا تريد أن تترك مكانا فيه إلا قبلته , وجدت نفسي لا اراديا احرك وجهي لأمنحها مساحة من جانبي الأيمن لتستكشفه بشفتيها وأنعم أنا بملامسة كفها المستقر على خدي الأيسر و رقبتي قاربت شفتيها اذني و بدأت أذوب بفعل زفير ****يب من أنفاسها التي بدأت تعلو فالتقمت حلمة أذني بين شفتيها في قبلة لا بالسريعة ولا بالبطيئة انهتها بهمسة في اذني فقالت " بحبك يا حنان , بحبك أوووي " وجدتني لا اراديا احضنها وكأنها تلك الحبيبة التي غابت عني لأعوام والتقيتها على غير موعد , تشبثت بها كما يتشبث الطفل الرضيع بثدي أمه بعد ساعات من الظمأ , استجمعت قواي أخيرا و نطقت هامسة لها : وأنا من النهاردة كلي ملكك يا فيونا , ملكك بروحي وبقلبي وبجسمي وكأنني امنحها الاذن أن تفعل بي ما تشاء و ان تجعلني أفعل بها ما اريد وهنا بدات المعركة التي طالما انتظرناها .
بدأش شفتيها في التحرك في اتجاه شفتي مرة أخرى لتجد شفتاي تنتظرانهما في شوق الملهوف الى اللقاء فباعدت بين شفتاي لأستقبل شفتيها المنفرجتين , لينطلق من بينهما لسانا قرمزيا رطبا يحمل كل الوعود بالفعل لا بالكلام , انهالت عليّ بشفتيها فازداذ انفراج شفتيّ ليجد لسانها طريقة الى داخل فمي فما أجمل طعم لعابها وما أروع رائحة انفاسها فتغلغل لسانها داخل فمي والتحم مع لساني في قبلة استمرت لدقائق فلا انا بالمنتبهة الواعية ولا أنا بالغافلة المغيّبة , أنا ما بين هذا وذاك , ارتفعت يدها على ظهري لتبحث عن سحابة فستاني لتقبض دليلها تحركه نزولا على ظهري الى ان وصلت بها الى اخر مشوارها الى اسفل لتقابل اصابعها لأول مرة ملمس جسمي دون ساتر أو حاجز فتبدأ رحلة اصابعها الساحرة في عزف ألحانها المميزة على ظهري , فيجاملها فستاني ويثور على بقائة على جسدي فيتململ من على كتفي بعد ان ازاحت بيدها اليمنى سوار الفستان من على رقبتي , وجدتني لا اراديا احرك يدي على صدري وكأنني امنع فستاني عن السقوط , لم أدري لماذا فعلت ذلك ولم أعلم إن كنت اريد ان ابقي على فستاني على جسمي ام انني اريد نفسي عارية أمامها كما ولدتني امي , وجدتها تترك ما تفعل وتحتضنني بشدة وتهمس في أذني : "حنان حبيبتي , لو انا عملت أي حاجة انتي مش عاوزاها قوليلي اوقفي وانا هاقف فورا" , وجدتني اترك حضنها واتوجه بيدي الى كتفي فستاني فأزيحه عن كتفي ليسقط على الأرض لأقف امامها عارية إلا من ذلك الأندر الضئيل الذي يستر بالكاد موطن عفتي , وكأنني ارد عليها بالفعل لا بالكلام على ما قالته واجدد وعدي لها وأقول انا لك الليلة فافعلي بي ما تشائين , وجدتها تتخلص من التوب الرقيق الذي يستر لحمها عن ناظريّ ثم تخلع عنها الشورت لأجد نفسي أمام أجمل امرأة وقعت عيناي عليها , ولقد تأكدت من ظني فيا لها من حلمات تلك التي تقف منتصبة أمامي بلونهما الداكن المثير وكأنهما حبتين من العنب الذي يقطر خمرا , ارتفعت حرارة جسمي وكأنني في مهب ريح تنفث من بركان خمد منذ مئات السنين ثم عاد ليثور مرة واحدة , احتضنتني فيونا وغبنا معا في قبلة محمومة وكأنها حرب بين شفتيّ وشفتيها و معتلج بين لساني ولسانها و كأن كل واحدة منا تنتقم لكل سنوات الحرمان , تلاقى نهدينا في معركة اخرى فتصيب حلمتي حلمتها وكأن كل حلمة منهما تريد أن تثبت أن انتصابها بفعل الشهوة أقوى , ويصيب خصرها خصري فنتفرج سيقاننا قليلا لتسمح كل منا لفخذ الاخرى في الاقتراب من فرجها طلبا للمزيد , ووجدنا انفسنا نهوى على ذلك الفراش القريب لتلتحم الاقدام بالاقدام والسيقان بالسيقان دون رحمة أو هوادة , بدأت انّاتي تعلو و تعلو تحولت الى نحيب , تحركت يدها اليسرى لتقبض راحتها على نهدي الايمن , تعتصره بشهوة مجنونة فتستجيب لها حلمته بتصلب أكبر من التصلب يوشك ان يؤلمني و استجيب لها انا بآهة ملتاعة يطلقها فمي دون إرادة مني , هي تتصيد حلمة نهدي الان تعتصرها بين اصابعها فتعلو الآهات وتتكاثر لتصبح اهات , هي أقرب الى الصراخ منها الى التأوه , اجدني اقول بعد الخجل الذي زال والشهوة التي غلبت وتحكمت :" فيونا , بلسانك , عشان خاطري بلسانك يا فيونا " فانقضت فيونا على حلمات صدري دون تمهل لتلتقمهما في فمها لحسا ومصا وعضعضة أحيانا , تبا لكل السنوات التي ضاعت وتبا لكل رجال الأرض , تحولت الاهات الى صراخ , لم اعد احتمل , تجتاح يديها جسدي , تستبيحة بكامله ليصبح ملكها , اهات تلو الاهات وصرخات تتبع صرخات , استشعر يدها تتخلص من اخر قطعة تستر عنها فرجي و يد مدربة تذهب الى هناك , و أصابع تبدو مدربة بما يكفي للتعامل مع هاتين الشفرتين الداعرتين والبظر الذي يعلوهما فتدوي صرخة انفلتت مني مع أول لمسة لأشفار كسي من أصابعها وكأنها نفير الحرب , ذلك البظر الحارس للفرج ليس إلا الحارس الخائن الذي لا يحرس شيئا , لم أعد تلك المرأة الشريفة المتحفظة الملتزمة , انا الان عاهرة , عاهرة لها وحدها دون كل نساء ورجال الارض , تتفنن في إثارة لا تنقصني و تتسبب في اصوات لم أكن اتخيل ان تخرج مني يوما , لم أعد احتمل كل هذا أنا بالفعل فريستها و هي بعد قليل فريستي , تستبدل لسانها الذي يتناول على حلمتيّ بأصابعها و تتحرك بهذا الشيطان الذي هو في صورة لسان الى أسفل تمعن في القبلات على بطني وسرتي وسوتي ثم تستقر على باطن فخذيّ وكأنها تجعل لرأسها متسع ليصل الى ما يقصد تمتعني كلماتها ما بين القبلة والقبلة , بحبك يا حنان , بعشقك يا روحي وبعشق كل حتة ف جسمك , كلمات لها على جسدي الهائج مفعول السحر , والسحر دائما يكمن في الكلمات , وصلت هناك اخيرا , انتفض جسدي بالكامل حين لمست بظري بلسانها وكأنها تصعقني بكهرباء تميتني ثم تحييني , اصبحت الان اصرخ , تبا لهذه العاشقة الماهرة , يخترق لسانها الان شفرات مهبلي , يعربد في داخلي وكانه ثعبان ذو سم لذيذ يقتل قتل لذيذ , تحركت يديها الى اردافي فأصبحت بين اردافي والفراش و انا مسجاة على ظهري لا حول لي ولا قوة , ترفع يديها اردافي ليصل لسانها الى اعمق مكان ممكن في احشائي لا زال هناك يعربد ويلعق تخرجة وتدخله مرات تلو المرات ليفسح لنفسة المجال ليعود ويعربد من جديد , و اضغط انا رأسها بيديّ الى أسفل ليصل لسانها الى مكان ابعد يستكشفة و ينصب نفسه فيه حاكما , ليحكم بقانون لا يعرف الرحمة , تنفجر شهوتي وأنا اصرخ وانا على قمة هرم الشهوة وشبق الرعشة : فيوناااااا , ااااااااااه , اااااااااااااااااااااااااااااه , أأأأأأأأأييييي , تتدفق سوائلي الثانية بعد أن انسابت سوائلي الاولى , تتركني قليلا دون حركة وتترك لسانها هناك دون ان تخرجه , ثم تهدأ انفاسي اخيرا لتأتي وتدفن رأسي بين نهديها وهي تملس براحتيها على شعري الذي اصبح مبعثرا في كل مكان , ويديها اليمنى تمسح بكل حنان الدنيا على ظهري , دموعي تبلل صدرها وشفتاي تستقر على نهدها الأيسر وتفارقة لتنطق لها بكلمات الحب والعرفان ثم لا تلبث أن تعود وتستقر على ذلك النهد من جديد .
الى اللقاء في الجزء السابع ,,,
عشق لا ينتهي
الجزء السابع
هذا الجزء ترويه حنان
بقينا على حالتنا هذه لزمن , لا اعرف إن طال هذا الزمن أم قصر , إلا أنني اعرف جيدا أنه كان كل زمني , كان كل عمري الذي عشته أخيرا وكأنني لم اعش قبلها , و كأنني ولدت من جديد , وكأن كل عمري الذي مضى و أنا بعيده عن حضنها ليس إلا كابوسا مزعجا لا أكاد أصحو منه , مر وقت حتى هدأت أنفاسنا , وخفت كثافة الدموع التي تسكبها عيناي إلا أنها لم تنقطع , فدموعي هي ذاك الرفيق الذي شهد شجوني وأحزاني لسنوات طالت خلت الدنيا فيها من كل مظاهر الراحة والسعادة , وها أنا الآن وقد غمرتني سعادة لم أكن أظن أنني سألقاها يوما , فلترافقني دموعي في سعادتي كما رافقتني أحزاني , اشعر الآن بأصابعها تتحرك من جديد تختلس اللمس هنا وهناك , لمسات من النوع الذي عرفته الليلة من خلالها , هدأت أنفاسنا بعد ما كان , وها هي راحتها المخملية وأصابعها الساحرة الساخنة تتحرك , تلك الأصابع التي ما وقعت على شيء إلا ذاب من لمساتها كما يذوب الجليد , تحرك فيونا يدها من تحت إبطي , تتسلل بها إلى نهدي وكأنها تسلك طريقا تعرفه جيدا , توشك النيران أن تشتعل في جسمي من جديد , فألملم شتات جسدي واستجمع ما تبعثر من عزمي وقوتي و أقرر أن أرد لها صنيعها صنعته في جسدي الذي ظننته مات منذ سنوات طوال فأعادت إليه هي الحياة من جديد .
تحركت يمناي إلى يمناها التي كانت قد بدأت تعربد على نهدي الأيمن من تحت أبطي فتقابلتا عند ذلك النهد , يدها الآن تقبضه برفق ويدي تقبض يدها ثم أمسك بيدها لأقربها من شفتاي و أقرب شفتاي منها فيسقط نهدي منسحبا بعد أن عاد لحلمته الانتصاب , فوقعت شفتاي في قبلات سريعة على تلك الفاكهة الغضة ما بين السبابة والإبهام ثم تحولت القبلات السريعة دون إرادتي لقبلة طويلة ثم انفرجت شفتي وأنا ألف يدها لتستقبل شفتيّ الرطبتين المنفرجتين تلك التلال الأسفنجية المكسوة بالحرير في راحة يدها فيختلط على راحتها ما علق على خدي من الدموع وما نبع من شفتاي ولساني من ماء فمي , فأقبلها قبلات تتلو القبلات حتى حركت هي كفها الرقيق لأسفل جاعلة شفتيّ على بداية عقلات أصابعها ففهمت ما أرادت ومضيت أنا في طريقي صعودا بقبلاتي إلى أن وصلت إلى طرف سبابتها فلقمته بين شفتي امتص منه رحيقا عرفت مذاقه منذ قليل و شممت منه عبيرا ألفته أنفي فأصبحت لا تخطئه , امتص ولا اشبع , اشرب ولا ارتوي , تحاول هي سحب يدها لتعود إدراجها وتخرجها من تحت إبطي فأتشبث بها وكأن احدهم يهم ليخطف طفلي الرضيع الذي أنجبته بعد عقم دام لسنوات , فأنظر إليها وعيوني مملوءة بتوسلات الشهوة والشبق تكاد تنطق وتقول : دعيها لي فلا أريدك أن تأخذي مني ما منحتيني إياه , كوني أكرم من ذلك يا فيونا .
تحرك فيونا يدها اليسرى إلى وجهي لتداعب رقبتي ما وراء الأذن و تملس بها على وجنتيّ , تذهب يسراها وتجيء وأنا استكمل قبلاتي على يدها اليمنى , تربت على خدي وكأنها تنبهني : أن انظري إلى وجهي ففعلت لأجد تلك الدعوة الصريحة منها بعينيها اللامعتين ببريق الشبق , و بشفتيها المنفرجتين اللتين تنطقان بتوسلات صامته تشبه توسلاتي , وقد تكون الرسائل الصامتة أحيانا أجدى و أوضح من الكلام , أجدني ألبي لها ندائها هذا دون تردد فأودع يدها بقبلة أخيرة سريعة لأسمح لها بأن تخرجها من تحت إبطي فتقصد بها تلك الأربطة التي تبقي شعرها على شكل كحكة من الذهب فتطلقه لينساب على جسدها البديع وتطلق من عينيها سهما يقتلني ليحييني فتخترق النظرة العين ويخترق ذلك السهم القلب , نعم فهمت : هذا ما قالته لها عينيّ وابتسمت لها ابتسامة بقلبي لا أعلم إن كانت قد ظهرت على شفتاي أم لم تظهر , فوجدتني ازحف بجسدي على جسدها بعد أن أصبحت ممددة على ظهرها على الفراش , فينسحق نهداي في نهديها و تتسلل يداي لتحتضن أصابعي أصابعها و يقابل صدري عطر أنفاسها فينهار خجلي الذي خبأته في قبلاتي ليدها و مص لأصابعها منذ قليل أمام كل هذا لأجدني التقم شفتيها بين شفتي واخترق بلساني ثغرها المشتاق فاقتحمه واستكشف ما فيه في قبلة تليت عليها كل تراتيل العشق و الهوى و أطعمتني هي فيها سوائل شهد ما تذوقت مثيلها في حياتي أبدا , فتذكرت حينها تلك الليالي التي سهرتها أتمنى فيها هذا واحلم به , فلما تحقق الحلم الآن أدركت مدى فقر خيالي , فالحقيقة أروع من كل روعات الخيال , لم أفق من هذا الخمر إلا على أنين بدأ يخرج منها ليأتيني وكأنني اسمعه من أعماق بئر سحيق فيستجيب له جسدي ليتحرك جيئة وذهابا على جسدها لينتهك جسدي جسدها فيعصف باللحم اللحم وتنتهك الحلمات الحلمات فتعلو أناتها لتصبح آهات ولا تنطفئ القبلة ولا ينضب معين الشهد المتفجر من بين شفتيها وتتصاعد نبرة الشبق من كل منا فلا اشعر بيديّ إلا وهي تترك يديها حرة طليقة لتلتف من تحت إبطيها فتستقر على تلك الأكتاف المكتنزة بلحم غض له ملمس الحرير و نقاء الفضة و لون الخمر , قبضت على كتفيها جيدا رغم الأجساد المتعرقة بفعل الشهوة المجنونة وبرغم برد الشتاء وكأننا جسد واحد , زادت حركة جسدي فوق جسدها وكأنني أردت أن اسحقها تحتي فأحاطتني بيديها المتحررتين لتقبض بهما على أردافي تدفعني بهما فوقها وكأن كل واحدة منّا أرادت أن تقتحم بجسدها جسد الأخرى حتى نصبح جسدا واحد , يتفجر مزيدا من العرق وتزداد الحمّى , يلتهم النهد النهد وتطعن الحلمات الحلمات , ولا تنطفئ القبلة ولا ينضب معين الشهد المتفجر من بين شفتيها , وتتحول الآهات عندها إلى صراخ مجنون يملأ أرجاء الغرفة التي كانت بالنسبة لنا هي كل العالم , عالم ليس فيه إلا أنا وهي , عالم طالما حلمت به وها هو الحلم يتحقق , لا أقوى على أن اكتم صرخاتها بقبلتي بعد الآن ومع ذلك لا تنطفئ القبلة ولا ينضب معين الشهد المتفجر من بين شفتيها , أصبحت كالطبيب العاجز الذي يصرخ المريض بين يديه و هو لا يعلم كيف يصنع ليخفف عنه آلامه , اعذريني يا عاشقتي المجهولة , سامحيني يا فيونا فهذه مرتنا الأولى وأنا من أنا وأنت من أنت , فأنا المخمورة بالحب وأنتي المخمورة بالحب و الملتاعة بالشهوة أيضا , فأنا على قلة خبرتي و بقايا خجلي وضعف درايتي لا استطيع أن أجاريكي في مرّتي الأولى وقد ورثتي تلك الشهوة المجنونة عن بنات قومك فهيهات أن أكون ندا لك , أصبحت تنتفض بين يديّ فلم أعد اعلم كيف أصنع , وكيف سيكون حالها حين تأتي شهوتها وهي على ما هي عليه الآن ؟!!
سأجتهد وأقلدها فلقد أردتها سعيدة منذ أن وقعت عينيّ على أول كلمة كتبتها في خطاباتها لي , هي تستحق ذلك و نعم سأكون لها كما تمنتني أن أكون .
فارقت شفتيّ شفتيها وكأنه خروج الظفر من اللحم فأخيرا تنطفئ القبلة ويبقى شهد الرضاب بمذاقة العذب على شفتي حين زحفت بجسدي على جسدها إلى أسفل , فأنفصل نهداي عن نهديها وودعت حلماتي حلماتها بوخزه مؤلمة حزينة في كل حلمة وكأنه وداع العاشقين على وعد بلقاء جديد , ما كانت هذه النهود وتلك الحلمات لتقوى على الانفصال لولا أن البلل الذي يكسو جسدينا من عرق الشبق يعرف كيف يصنع المستحيل, انزلق لساني على رقبتها العاجية في رحلة طويلة الأمد ينتحب كلما ترك بقعة منها ويبتهج إذا جاء لأخرى , إلى أن صادف في طريقة هضبتين من الذهب الخالص تعلو كل واحدة منهما كتلة من العجوة عذبة المذاق , فيقرر أن يقيم قليلا على تلك الحلمات , أبى أن يفارقها إلا أن يكتفي منها , يشبع منها , فهل يشبع ؟ , فتغير الأسنان و تبدأ في العض وتصرخ فيونا وكأنني أذيقها ألوانا من العذاب فأكف عن ما أفعل فيزيد صراخها أضعافا وتقول بصوت تاهت حروف الكلمات فيه بين تلك الصرخات : لاااااا كمليييي , فأفهم أنها لم تريدني أن أتوقف بصراخها هذا , بل أنها كانت تصرخ طلبا للمزيد , فأعود لألتهم حلماتها من جديد , فيصارع لساني شفتاي وتزاحم أسناني ضروسي وأنا استبيح حلماتها هذه فلا اشبع ولا تشبع , فأحرك يدي لأهدئ من روع النهد الآخر ففمي هنا وأصابعي هناك , وتنسل اليد الأخرى إلى أسفل , تقتحم ذلك الالتحام الذي بين صدري و سوتها فتصادف سرتها في الطريق فاعرف أنها على الدرب وأنها توشك أن تصل , تنزلق بلا خوف ولا تردد فوق أمواج من العرق وسوائل أخرى لا أعرف من أين أتت , فتصل أخيرا إلى بيت القصيد , وتتعرف أصابعي على ذلك الوادي الخصيب الذي تتفجر فيه عيونا بماء لا ينبع إلا من تلك العيون , تتفجر منه حمم كحمم البراكين , فتنادي صرخاتها اصابعي إلى جوف البركان , فتلبي النداء وكأنها تذهب بفضول لتصل إلى العين التي تنبع منها كل هذه السوائل , لا أعرف من أين أتت يدها لتزاحم يدي وأصابعها لتسبق أصابعي عند فوهة ذلك البركان , تتقاسم أيدينا فرجها المتوحش فيلتهم هذه ويهدد تلك بأن لو غادرتي فلسوف آتي إليك وألتهمك حيثما تكونين فيكون ليدي السبق فينزلق أصبعي الأوسط في تلك الفجوة الملتهبة فيستفزها ذلك فيرتفع خصرها حتى يحرر أردافها من ملمس الفراش , ليصل أصبعي إلى أعمق مكان يمكن أن يصل إليه في فرجها , إلى تلك العين التي تنفث حمم البركان , و تستقر أصابع يدها هى على بظرها المجنون فتنتقم منه بقسوة وكأنها تحثني على ألا ارحمها إذ لم ترحم هي نفسها , فأزيد من حركة يدي دخولا وخروجا بفرجها الملتاع وتزيد هي من حركة إصبعها على بظرها كلما زدت , فأزيد أنا من انتهاكي لنهديها فألوك إحداها بفمي دون رحمة وتستبيح راحتي حرمة الأخر فتفتك به وكأنها تريد أن تستأصل اللحم الذي يكسوه ليكتسي لحما آخر, صرنا في سباق مجنون لا يمكن لإحدانا أن تفوز فيه .
لم أعد اسمع صوتها , توقف ذلك الصراخ , وتلاشت أنفاسها وتبدلت بزفرات جبّارة تخرج بين الفينة والفينة فرفعت وجهي عن صدرها لأتفقد صورة وجهها فوجدت ما لم يخطر لي ببال : وجدتها غائرة العينين محولّة المقلتين تنظر بكل عين في مكان غير التي تنظر إليه الأخرى وكأنها توشك أن تذهب في غيبوبة , وفجأة تنتفض انتفاضة مروعة وتصرخ بصرخة فاقت كل ذلك الصراخ وتفور حمم تنطلق من فرجها فلا يستطيع أصبعي أن يمنعها من الاندفاع للخارج لأشعر بها على بطني وكأنه ماء يقذف من الجحيم , انتفضت وصرخت , مرات تلو المرات حتى هدأت أخيرا و عادت بظهرها على الفراش واحتضنت ملائتة الحريرية الزرقاء ردفيها الطريين من جديد فتعود صرخاتها لتخفت ثم لتصبح آهات من جديد , كأنها آهات لمريض أعياه مرضه فلا يقوى حتى على أن يتألم , فيتأوه بصوت خافت وهو لا يأمل أن يسمعه أحد ثم تنطلق منها آهة طويلة تختتم بها كل ما سبقها من آهات لتسكن يدي على صدرها , وتصفح عن حلمتها أخيرا ويرق لحالها فمي فيعيد شفتاي إلى أعلى من جديد لتستقر على خدها في قبلة حانية , فتحتضن هي وجهي براحتيها وتطبع قبلة امتنان على جبيني ونغيب سويا في صمت يسكت في حضرته كل الكلام .
إلى اللقاء قريبا في الجزء الثامن ,,,