ح
حور محب
عنتيل زائر
غير متصل
ظهر مصطلح Polyamory أول مرّة عام 1990 في مجلة Green Egg Magazine في مقال عنوانه " A Bouquet of Lovers " أو باقة من العشاق. يتحدّث المقال عن العلاقات العاطفية المفتوحة أو ما يعرف بالـOpen relationships والمختلفة التي تتخطى المفهوم الأحادي المتعارف عليه للعلاقات العاطفية الأحادية. ويناقش التأثيرات النفسية والاجتماعية على الشريكين وعلى الأولاد، مستنداً إلى أبحاث ودراسات أثبتت أن العلاقة الأحادية ليست بالضرورة الحلّ الأمثل لضمان الاستقرار العاطفي للشخص، وأن بعض الأشخاص قد يلجأون إلى خيارات أخرى أكثر توافقاً مع قناعاتهم ويكون ذلك خياراً لديهم بعد تجارب عاطفية مرّوا بها
البولياموري تعني إقامة علاقة عاطفية وحميمة مع أكثر من شخص واحد في الوقت نفسه بعلم وموافقة مختلف أطراف العلاقة. أي أن لشخص قادر أن يحب أكثر من شخص في آن واحد، فيقيم معهم علاقات بعلم من شريكه ورضاه. يختلف ذلك عن الـPolygamy أي العلاقات التي يسمح تعدد الزواجات فيها، لأن في الأخيرة يكون رجل واحد يقيم علاقات مع أكثر من امرأة
أما في الـPolyamory فالهوية الجنسية للأشخاص غير مهمة، والارتباطات العاطفية ليست مفروضة على أحد. منذ ذلك الحين لم تتوقف الدراسات حول مساوئ العلاقات الأحادية والضغوط النفسية التي تحملها وفشلها في تأمين حاجات الأشخاص وتوفير حال من الاستقرار العاطفي والسعادة لهم.
في مقال نشر عام 2013، عددت المعاجة النفسية الأمريكية وصاحبة كتابLove without Limits ديبورا أنابول، بضعة عوامل ساهمت في انتشار تلك الظاهرة في الغرب والدول الأوروبية وخروج العديد من الأشخاص عن المفهوم النمطي للعلاقة العاطفية. منها أن المبادئ التي قامت على أساسها العلاقة الأحادية أثبتت عدم صلاحيتها لدى البعض في أيامنا هذه، فهي لم تعد تحمي من الغيرة أو الوفاء أو حتى انتقال الأمراض الجنسية للشريك.
ماذا عن مشاعر الخوف والغيرة؟
ليست الـPolyamory خياراً سهلاً، خصوصاً في المجتمعات العربية المشجع على الشريك الواحد والعمل على استمرار العلاقة حتى الجهد الأخير. وليست خيارًا لكل الناس عموماً مهما اختلفت توجهاتهم الإجتماعية. تربّي معظم المجتعات الشخص على مبدأ الحصرية في الحب. وأن الحبيب يجب أن يملك قلب حبيبه ليصبحا شخصاً واحداً ويسعى إلى إحاطته بكل ما هو بحاجة له
يشعر الشخص أنه مسؤول عن سعادة وراحة الشريك فيغدو ذلك الهدف الأسمى في حياته للتعبير عن حبه ليتحوّل إلى أولويّة ثم ضغط كبير تذوب معه أهدافه الخاصة وتطوّره الذاتي. ضغط العلاقة الأحادية تلك وما يرافقه من واجبات عاطفية وروتين جنسي يومي يحوّل الشخص تدريجياً إلى كائن منزوع الرغبات يعيش من أجل تأدية فروض عاطفية جنسية اجتماعية. ليست تلك الظاهرة حكراً على المجتمع الغربي فحسب، فهناك العديد من الأشخاص في العالم العربي يتوافقون مع ذلك المعتقد ويطبقونه في علاقاتهم ولكنهم لا يتحدثون عنه علناً خوفاً من الحكم عليهم واعتبارهم شاذين عن القواعد الإجتماعية. ولكل منهم تجربته الخاصة وتفسيره الخاص لمفهوم التعدد الصريح. فمنهم من يحصره بالتبادل العاطفي مع شريك دون التورط بعلاقة جنسية وبعلم الشريك طبعاً ومنهم من يذهب أبعد من ذلك. الأساس في الأمر ألا تكون العلاقة مبنية على الكذب والمداراة. فالصدق هو السمة الأهم فيها. السؤال الذي قد يدور في أذهانكم الآن هو كيف يمكن لشخص يحبّ شريكه فعلاً أن يتقبّل فكرة وجوده مع شريك آخر دون أن تحرقه الغيرة والخوف من خسارته؟
ربما يكون جوابكم "لا يحبّه بصدق. لذلك يتقبل وجوده مع غيره". ماذا لو كنتم مخطئين؟ ماذا لو كان يحبّه بالفعل؟ ماذا لو كان يحبّه بحرية؟ يحبّه لدرجة أنه يريده أن يكون سعيداً حتى ولو كانت سعادته الآن مع غيره. حتى ولو استطاع أحد غيره أن يلبي واحدة من حاجاته. هو لا يشعر تجاهه بذلك التعلق المرضي ولا يريده أن يبقى حصرياً في تلك العلاقة رغماً عنه أو أن يكبت رغباته من أجله. هو يريده أن يكون نفسه دون تمثيل أو تخفّي. هل يجب لكل العلاقات أن تنتهي إن كان أحد الطرفين يشعر بنقص ما في العلاقة أم أن البحث عن ذلك النقص خارج العلاقة دون ضرورة اللجوء إلى العلاقة الجنسية إن لم يتفق على ذلك الطرفان؟
لا يختلف اثنان على أن الصدق هو العنصر الأساسي في إنجاح أي علاقة، والعنصر الثاني الذي لا يقل أهمية هو أن تستطيع أن تكون أنت، كما أنت في العلاقة كما خارجها. تعتبر إليزابيت شيف صاحبة كتاب When someone you love is Polyamorous في مقال لها أنه ليس من السهل اعتماد ذلك الخيار.
لكن لا شك أن تلك الظاهرة تحوي دروساً يمكن أن تكون مفيدة لأي شخص سواء كان أحادي العلاقة أم لا. منها الحوار بصدق وانفتاح في العلاقة مع الشريك دون الحكم عليه وعلى أفكاره حتى لو لم تشبه أفكاركم.
الحوار الخالي من الأحكام يفتح آفاق علاقتكم على احتمالات جديدة قد تزيدكم سعادة. التعلق بالشخص الآخر والبقاء معه رغم المشاعر السلبية التي تشعرون بها قد يؤذي العلاقة والأولاد وقد يؤذيكم أنتم على الصعيدين الشخصي والعملي. ربما لا تريدون الانفصال لأنكم ما زلتم تحبّون شريككم أو لأنكم تكنون له المودة والاحترام أو أنكم تريدون تربية الأولاد معاً.. كل تلك الاحتمالات قد تأخذكم إلى خيار جديد لم يكن في الحسبان أو ببساطة إلى إعادة النظر في حاجاتكم. الخوف من أن يخونكم الشريك جنسياً والعمل على منع ذلك سواء بمراقبته أو التحول إلى أداة جنسية لإرضائه أمران في غاية الخطورة. في العلاقات الأحادية يكون التركيز على هذه المسألة كبيراً.
لذلك ينتهي الأمر بالخيانة هروباً أو انتقاماً. من المهم إذاً كسر المحظور حول التفاهم الجنسي والتحدث بانفتاح تام عن رغباتكم الجنسية أمام الشريك. والنقطة الأهم هي أن تكون سعادة الشخص وتطوره الذاتي أولوية بالنسبة لكم كما هي سعادتكم أنتم وألا تحاولوا التمسك به رغماً عنه أو عنكم.
لا شك أن مثل هذه الظاهرة جديدة وربما تكون غريبة للكثيرين. ولكن تكوّنها يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقات العاطفية في زمننا هذا في ظل المتغيرات التي نعيشها والضغوط التي نواجهها. لذلك من المهم والمفيد أن ترجعوا لأنفسكم الآن وتسألوا هل أنتم سعداء في علاقتكم العاطفية كما هي؟ هل تسمح لكم أن تتقدموا في الحياة؟ إن كان جوابكم لا فلا تنتظروا كثيراً قبل إعادة النظر بخياراتكم وقبلها في مفاهيمكم
البولياموري تعني إقامة علاقة عاطفية وحميمة مع أكثر من شخص واحد في الوقت نفسه بعلم وموافقة مختلف أطراف العلاقة. أي أن لشخص قادر أن يحب أكثر من شخص في آن واحد، فيقيم معهم علاقات بعلم من شريكه ورضاه. يختلف ذلك عن الـPolygamy أي العلاقات التي يسمح تعدد الزواجات فيها، لأن في الأخيرة يكون رجل واحد يقيم علاقات مع أكثر من امرأة
أما في الـPolyamory فالهوية الجنسية للأشخاص غير مهمة، والارتباطات العاطفية ليست مفروضة على أحد. منذ ذلك الحين لم تتوقف الدراسات حول مساوئ العلاقات الأحادية والضغوط النفسية التي تحملها وفشلها في تأمين حاجات الأشخاص وتوفير حال من الاستقرار العاطفي والسعادة لهم.
في مقال نشر عام 2013، عددت المعاجة النفسية الأمريكية وصاحبة كتابLove without Limits ديبورا أنابول، بضعة عوامل ساهمت في انتشار تلك الظاهرة في الغرب والدول الأوروبية وخروج العديد من الأشخاص عن المفهوم النمطي للعلاقة العاطفية. منها أن المبادئ التي قامت على أساسها العلاقة الأحادية أثبتت عدم صلاحيتها لدى البعض في أيامنا هذه، فهي لم تعد تحمي من الغيرة أو الوفاء أو حتى انتقال الأمراض الجنسية للشريك.
ماذا عن مشاعر الخوف والغيرة؟
ليست الـPolyamory خياراً سهلاً، خصوصاً في المجتمعات العربية المشجع على الشريك الواحد والعمل على استمرار العلاقة حتى الجهد الأخير. وليست خيارًا لكل الناس عموماً مهما اختلفت توجهاتهم الإجتماعية. تربّي معظم المجتعات الشخص على مبدأ الحصرية في الحب. وأن الحبيب يجب أن يملك قلب حبيبه ليصبحا شخصاً واحداً ويسعى إلى إحاطته بكل ما هو بحاجة له
يشعر الشخص أنه مسؤول عن سعادة وراحة الشريك فيغدو ذلك الهدف الأسمى في حياته للتعبير عن حبه ليتحوّل إلى أولويّة ثم ضغط كبير تذوب معه أهدافه الخاصة وتطوّره الذاتي. ضغط العلاقة الأحادية تلك وما يرافقه من واجبات عاطفية وروتين جنسي يومي يحوّل الشخص تدريجياً إلى كائن منزوع الرغبات يعيش من أجل تأدية فروض عاطفية جنسية اجتماعية. ليست تلك الظاهرة حكراً على المجتمع الغربي فحسب، فهناك العديد من الأشخاص في العالم العربي يتوافقون مع ذلك المعتقد ويطبقونه في علاقاتهم ولكنهم لا يتحدثون عنه علناً خوفاً من الحكم عليهم واعتبارهم شاذين عن القواعد الإجتماعية. ولكل منهم تجربته الخاصة وتفسيره الخاص لمفهوم التعدد الصريح. فمنهم من يحصره بالتبادل العاطفي مع شريك دون التورط بعلاقة جنسية وبعلم الشريك طبعاً ومنهم من يذهب أبعد من ذلك. الأساس في الأمر ألا تكون العلاقة مبنية على الكذب والمداراة. فالصدق هو السمة الأهم فيها. السؤال الذي قد يدور في أذهانكم الآن هو كيف يمكن لشخص يحبّ شريكه فعلاً أن يتقبّل فكرة وجوده مع شريك آخر دون أن تحرقه الغيرة والخوف من خسارته؟
ربما يكون جوابكم "لا يحبّه بصدق. لذلك يتقبل وجوده مع غيره". ماذا لو كنتم مخطئين؟ ماذا لو كان يحبّه بالفعل؟ ماذا لو كان يحبّه بحرية؟ يحبّه لدرجة أنه يريده أن يكون سعيداً حتى ولو كانت سعادته الآن مع غيره. حتى ولو استطاع أحد غيره أن يلبي واحدة من حاجاته. هو لا يشعر تجاهه بذلك التعلق المرضي ولا يريده أن يبقى حصرياً في تلك العلاقة رغماً عنه أو أن يكبت رغباته من أجله. هو يريده أن يكون نفسه دون تمثيل أو تخفّي. هل يجب لكل العلاقات أن تنتهي إن كان أحد الطرفين يشعر بنقص ما في العلاقة أم أن البحث عن ذلك النقص خارج العلاقة دون ضرورة اللجوء إلى العلاقة الجنسية إن لم يتفق على ذلك الطرفان؟
لا يختلف اثنان على أن الصدق هو العنصر الأساسي في إنجاح أي علاقة، والعنصر الثاني الذي لا يقل أهمية هو أن تستطيع أن تكون أنت، كما أنت في العلاقة كما خارجها. تعتبر إليزابيت شيف صاحبة كتاب When someone you love is Polyamorous في مقال لها أنه ليس من السهل اعتماد ذلك الخيار.
لكن لا شك أن تلك الظاهرة تحوي دروساً يمكن أن تكون مفيدة لأي شخص سواء كان أحادي العلاقة أم لا. منها الحوار بصدق وانفتاح في العلاقة مع الشريك دون الحكم عليه وعلى أفكاره حتى لو لم تشبه أفكاركم.
الحوار الخالي من الأحكام يفتح آفاق علاقتكم على احتمالات جديدة قد تزيدكم سعادة. التعلق بالشخص الآخر والبقاء معه رغم المشاعر السلبية التي تشعرون بها قد يؤذي العلاقة والأولاد وقد يؤذيكم أنتم على الصعيدين الشخصي والعملي. ربما لا تريدون الانفصال لأنكم ما زلتم تحبّون شريككم أو لأنكم تكنون له المودة والاحترام أو أنكم تريدون تربية الأولاد معاً.. كل تلك الاحتمالات قد تأخذكم إلى خيار جديد لم يكن في الحسبان أو ببساطة إلى إعادة النظر في حاجاتكم. الخوف من أن يخونكم الشريك جنسياً والعمل على منع ذلك سواء بمراقبته أو التحول إلى أداة جنسية لإرضائه أمران في غاية الخطورة. في العلاقات الأحادية يكون التركيز على هذه المسألة كبيراً.
لذلك ينتهي الأمر بالخيانة هروباً أو انتقاماً. من المهم إذاً كسر المحظور حول التفاهم الجنسي والتحدث بانفتاح تام عن رغباتكم الجنسية أمام الشريك. والنقطة الأهم هي أن تكون سعادة الشخص وتطوره الذاتي أولوية بالنسبة لكم كما هي سعادتكم أنتم وألا تحاولوا التمسك به رغماً عنه أو عنكم.
لا شك أن مثل هذه الظاهرة جديدة وربما تكون غريبة للكثيرين. ولكن تكوّنها يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقات العاطفية في زمننا هذا في ظل المتغيرات التي نعيشها والضغوط التي نواجهها. لذلك من المهم والمفيد أن ترجعوا لأنفسكم الآن وتسألوا هل أنتم سعداء في علاقتكم العاطفية كما هي؟ هل تسمح لكم أن تتقدموا في الحياة؟ إن كان جوابكم لا فلا تنتظروا كثيراً قبل إعادة النظر بخياراتكم وقبلها في مفاهيمكم
التعديل الأخير: