قائمة
الرئيسية
ما الجديد
الأعضاء
الـتــيـــوب
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
سجل عضوية لنشر مواضيع ومشاركات ومحادثة الأعضاء بدون إزعاج الإعلانات
تم فتح باب الاشرف تقدم لطلب الاشراف علي اقسام المنتدي
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
في حبي يقع الشيطان ا السلسلة الثانية ا عشرة أجزاء ((منتديات العنتيل))
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="صبرى فخرى" data-source="post: 52024"><p><h2></h2><p>الفصل الحادي عشر(سعادة لا تدوم )</p><p></p><p>أغمضت عينيها وهي تضغط علي الزناد منتظرة أن تموت وتتخلص من تلك الحياة ..تتخلص من سجن رجل لا يعرف الرحمة …فجأة عقدت حاجبيها بحيرة وهي تضغط علي الزناد مرة بعد اخري …فتحت عينيها لتصطدم بعيني الصياد الساخرتين ….اقترب منها وأخذ السلاح وقال:</p><p>-لما تيجي تقتلِ نفسك اتأكدي أن السلاح فيه رصاص …</p><p>وقعت علي الأرض بإنهيار فرفع رأسه وهو يقول :</p><p>-مش هتتخلصي مني بالسهولة دي يا وعد انسي …قولتلك أنتِ ملك الصياد وحظك الوحش هو اللي وقعك في أيدي …</p><p>ركع بجوارها ثم أمسك ذقنها وهو يرفعه ببطء ويقول بصوت جاد:</p><p>-وافقِ علي عرضي. ..ليلة واحدة بس وبعدها أنتِ حرة تماما …</p><p>بكت وهي تقول:</p><p>-مقدرش و**** ما اقدر عندي اموت ولا اديك اللي انت طالبة …ابوس ايديك ارحمني …اطلب اي حاجة تاني غير دي ..حرام عليك …</p><p>اشتعلت نظراته وقال:</p><p>-انا مش عايز غيرك…أنا دفعت فلوس وعايز انبسط …والاغتصاب مش اسلوبي فعشان كده هتبقي هنا لحد ما تكوني جاهزة تبقي ليا …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>نهض وقال:</p><p>-مش هصبر كتير يا وعد …الصياد مبيسبش حقه …متستغليش نقطة اني مش عايزة اجبرك لان في اليوم ممكن اتخلي عن الموضوع ده بس ساعتها هوريكي اللي عمرك ما شوفتيه …انتِ محدش معاكي …ابوكِ باعك وخطيبك سابك …وانا في أي لحظة لو قررتِ تعاندي ممكن أعمل أي حاجة فيكي ومش هندم …</p><p>انسابت دموعها اكثر وهي تنظر إليه فأكمل حديثه:</p><p>-ببساطة هديكي يومين تفكري ان كان هتبقي ليا او هتعندي اكتر وساعتها هتأخدي علي دماغك فهمتي !!!!</p><p>ثم تركها وذهب …</p><p>…..</p><p>خرج الصياد من الفيلا وهو يشعر بالضيق…صحيح هو يحب أن يلاعبها ولكن الأمر طال وهي عنيدة لا ترضخ وهو لن يصبر اكثر من هذا …هو يريد الحصول عليها وسيفعل واليومين القادمين ستخبره قرارها. علي هذا الاساس سوف يتصرف ….</p><p>نظر الي الحارس وقال بهدوء:</p><p>-متنساش تراقبها اياكِ تسمحلها تهرب والا وقتها اقسم ب**** هقتلك انت فاهم!</p><p>هز الرجل رأسه وقال بطاعة:</p><p>-اوامرك يا صياد …</p><p>هو الصياد رأسه وقال:</p><p>-ودلوقتي دخلها اكل تاني .</p><p>-امرك يا صياد …</p><p>هز الصياد رأسه ثم ذهب</p><p>…………</p><p>في المساء …</p><p>نيران حارقة اشتعلت في روحه …شعر انه يغلي علي مراجل من الجحيم وهو يري احد آخر يضع خاتمه في اصباعها …هو حقا لا يفهم ما به …هو لا يحب حياة اذن لماذا هذا الشعور؟!لما الشعور بكل تلك الاسى؟!اليأس والغضب …ولماذا تلك الرغبة المفاجأة في خطفها من وسط الجميع …لا بد انه جن …او ان انفصال وعد عنه اثر علي عقله تماما …هو الآن يتصرف كشخص انتزعت منه حبيبته!وهي لم تكن يوما حبيبته…لعن نفسه في سره وهو يعترف انه لم يكن عليه ان يأتي ويري سعادة حياة وهي ترتبط بشخص آخر…شخص غيره وهي التي كانت تعشقه!!ماذا حل بها؟!أين ذهب هذا العشق؟!او ماذا حل به هو ؟!لماذا الاهتمام المفاجئ بحياة!طرد الافكار من عقله وقرر أن يبارك لها ثم يذهب بسرعة …اقترب يوسف منها عندما لاحظ ان حسام ابتعد عنها ليتحدث لأحد المدعويين ..بينما حافظ علي ابتسامة مهذبة وما ان رأته حياة حتي تجمدت تماما وحاولت الاقتراب من حسام الا ان يوسف وقف امامها وقال:</p><p>-رايحة فين يا بنت خالتي .؟!</p><p>-عايز ايه يا يوسف؟!</p><p>قالتها حياة برعب وهي تشعر بقلبها يكاد يخرج من صدرها بينما تنظر حولها برعب خوفا من الفضيحة ..</p><p>ابتسم يوسف وقال:</p><p>-جاي ابوظ خطوبتك!…</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>شحب وجهها كالأموات وهي تتطلع اليه …كان جسدها يرتجف وهي تري نظرة الاصرار بعينيه …رباه ماذا يفعل ؟!!هل يريد تدمير حياتها ؟!!!! ابتلعت ريقها وقالت بهمس:</p><p>-انت بتقول ايه ؟!انت عايز ايه مني؟!</p><p>ضحك بخفوت وهو يري الرعب في عينيها وقال:</p><p>-متخافيش كنت بهزر …أنا مش هقف في طريق سعادتك بس تكوني متأكدة أن هو هيسعدك ميكونش مجرد وسيلة تهربي بيها من مشاعرك ليا …</p><p>رفعت حياة رأسها وقالت بقوة:</p><p>-لا متقلقش مشاعري تجاهك ماتت يا يوسف …انت اخويا وبس وانا حاليا مبسوطة اووي مع حسام وبطلب منك متقلقش عليا ولا تفكر فيا …</p><p>كلماتها جعلته يتألم من الداخل …عينيها ترميانه بنظرات غير مبالية وكأن حقا حبها له جف تماما …ولأول مرة منذ شهور يشعر بهذا التشتت …التشتت الذي حدث له عندما راي وعد …ولكن تشتته الان اقوي وكأن شئ ملكه قد ذهب بعيدا عن متناوله …كان يشعر حقا بالاختناق وهو ينظر إليها …عينيها اللامعة وشعرها الذي يتحرك بنعومة ….ملامحها الجذابة والتي يحاول بأقصي جهده الا يتأملها …يحاول تذكير نفسه أنها أصبحت لغيره وان ما يفعله غير صحيح …بصعوبة اشاح عينيه عنها وهو يخرج من جيبة علبة مخملية ويقدمها بلطف لها قائلا:</p><p>-انا عارف أننا مش متفقين واني غلطت في حقك بس أتمني أن تديني فرصة تانية …</p><p>تراجعت وقالت بشك:</p><p>-فرصة تانية ليه ؟!!</p><p>ابتسم وهو يقول:</p><p>-مش قصدي اللي فهمتيه قصدي فرصة نتعامل كقرايب ..زي الاول يا حياة …</p><p>تنهدت وهي تاخذ هديته وقالت:</p><p>-هديتك مقبولة يا ابن خالتي ومتقلقش انت اخويا ..</p><p>حاول السيطرة علي شعور المرارة الذي أصابه فجأة بكلماتها تلك …تنهد ثم اقترب وهو يقول :</p><p>-حياة أنا …</p><p>ولكن الكلمات توقفت في حلقه عندما رأي حسام يتخذ مكانه بجانبها ويوجه ليوسف ابتسامة مهذبة…صافحه يوسف وقال :</p><p>-مبروك …انا ابقي ..</p><p>-يوسف ابن خالة حياة …عارف حضرتك طبعا ..صحيح متقبلناش وده غلطي بس عملنا الخطوبة بسرعة وكنت مشغول فسامحني…</p><p>ابتسم له يوسف وقال:</p><p>-متقلقش هنعوضها في وقت تاني</p><p>رد عليه حسام وهو يقول بنبرة أشبه بالتحدي:</p><p>-اكيد طبعا يا يوسف …</p><p>امسك كف حياة وقال:</p><p>-في النهاية انت زي اخ لخطيبتي!!</p><p>………</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>لقد وقعت ابنة عامر النجار في فخه …فكر بإنتصار وهو ينظر إليها تلاعب الاطفال ..لقد استسلمت له كليا…اعترفت بعشقها له والان اصبحت هي خاتم في إصبعه …يمكنه أن يأخذ منها ما يريد …اي شئ …آن وقت الانتقام ممن قتل والدتها ..لقد انتظر تلك الفرصة لفترة طويلة حتي احرقه الانتقام …حتي تعاظمت داخله الكراهية فأصبحت الكراهية هي سلاحه الوحيد …اعمته عن قلب فتاة أحبته بينما هو يضمر لها الشر …لم يفكر مرتين وهو يحاول ايقاع ملاك في حبه ….لقد لعب علي نقاط ضعفها …استغل تشوشها واقترب منها حتي نال قلبها ..ابتسم لها عندما نظرت إليه وأشار إليها …احمر وجه ملاك واقتربت منه وقالت:</p><p>-ليه قاعد بعيد كده النهاردة ؟!</p><p>-بفكر فيكي..</p><p>احمر وجهها بشكل محبب لينهض هو ويمسك كفها ويقول:</p><p>-تعالي نتغدي سوا …</p><p>هزت راسها لينطلق وهو يمسك كفها …</p><p>أنها تطير لا محالة</p><p>فكرت ملاك وهي تجلس بجوار عدي في سيارته بينما هو يمسك كفها ويقبله بين الحين والآخر …كانت تذوب بسبب لمساته ونظراته …تشعر أنها لم تحب ابدا من قبل …وكأن مشاعرها القوية تجاه عاصم كانت سراب تماما …وكأنها لم تحب من قبل …أغمضت عينيها وهي تتخيل حياة سعيدة للغاية مع عدي …تتخيل أنهما سيتزوجا …ويذهبان للمرسم يوميا …ستكون سعيدة وهي تري أن عدي لا يرسم غيرها هي …هكذا هو وعدها …</p><p>تنهدت بحب ليخرجها صوت عدي وهو يقول:</p><p>-وصلنا يا حبيبي …</p><p>نظرت إليه ملاك وهي تبتسم ثم خرجت معه …</p><p>……</p><p>كانت تجلس أمامه وهي تبتسم له بحب بينما يطعمها بيده …ابتسم لها عدي ابتسامة سلبت عقلها وقال:</p><p>-قوليلي بقا باباكي شغال ايه ….عايز اعرف مستواه عشان اتقدم وانا مرتاح</p><p>ابتسمت وهي تقول بهدوء:</p><p>-بابا وجاسر ابن عمي شريكين في شركة سياحة كبيرة يعني ينظم للأجانب رحلات …يرشحوا ليهم فنادق كويسة حاجة زي كده بصراحة أنا مجال شغلي كمهندسة ديكور بعيد عنهم ..رغم أن بابا طلب كتير مني أني اشتغل معاهم بس رفضت قررت اشتغل لوحدي لحد ما اقدر اعمل شركتي الخاصة …</p><p>نظر إليها بإعجاب وقال:</p><p>-انتِ ملهمة …تعرفِ أننا متشابهين أنا وأنتِ يا ملاك …بابا ضابط كبير وكان نفسه ابقي أنا كمان ضابط بس اختارت الرسم ..</p><p>ابتسمت له وقالت:</p><p>-احلي حاجة أننا نعمل الحاجة اللي بنحبها …الحاجة اللي عندنا شغف ليها لان دي الحاجة الوحيدة مش هنندم عليها لو عملناها …</p><p>امسك كفها وقال:</p><p>-فعلا وانا شغفي حاليا كله ليكي أنتِ وبس …</p><p>اطرقت برأسها وهي تذوب خجلا ولكنها تجمدت وصوت أنثوي جذاب يقول :</p><p>-عدي انت …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>اختفت ابتسامة عدي وهو يقول:</p><p>-ليالي!!!!</p><p>ابتلعت ملاك ريقها وقد شعرت العالم يهتز من تحتها ….</p><p>……….</p><p>في المساء</p><p>شهقت وعد برعب عندما ولج الصياد للغرفة …رباه كانت اخر فرصة لها اليوم وسينفذ تهديده …ولكنها عبست وهي تري خطواتها غير المتزنة …عينيه الحمراء من شدة البكاء….اقترب منها لتصرخ بفزع عندما هجم عليها ولكنه لم يفعل شئ إلا أنه نام علي قدميها وهو يقول بصوت محطم :</p><p>-ماما وحشتني …</p><p>ثم بدأ بالبكاء!!</p><p>……..</p><p>كانت مريم تضع الثياب في الغسالة وبدأت تفحصها جيدا بحثا عن أي أموال خوفا أن تتلفها الغسالة …أمسكت بنطال حسام وفحصته وتجمدت تماما وهي تخرج كيس ابيض شفاف به مادة بيضاء وهنا تحطم عالمها تماما !!لقد عاد حسام للمخدرات !!!</p><p></p><p>يتبع…</p><p></p><p>الفصل الثاني عشر(شرط)</p><p>-ايه ده يا حسام ..</p><p>قالتها مريم. هي تمسك الكيس الشفاف…ابتلع حسام ريقه وقال بنبرة متوترة وهو يمد كفه ليأخذ الكيس ولكن والدته ابعدته ثم بكفها الاخر صفعته بقوة …ليغضب حسام ثم فجأة يبدأ بخنقها …اتسعت عيني مريم وتبللت بالدموع ليبعد حسام كفيه وقد عاد الي وعيه وأطرق برأسه…هزت مريم راسها. وهي تمسح دموعها وقالت:</p><p>-و**** عال …هتضرب امك يا حسام …بتمد ايدك عليا…طبعا مش رجعت للهباب ده تاني بعد ما عملت المستحيل عشان اعالجك …</p><p>-يا ماما أنا …</p><p>دفعته مريم وهي تقول:</p><p>-اخرس خالص …اخرس مش عايزة اسمع صوتك …يا خسارة اللي عملته عشان اعالجك …يا خسارة الوقت اللي انا ضيعته وانا بحاول اعملك راجل …</p><p>-يا ماما أنا مرجعتش للمخدرات …</p><p>قالها بضيق لتلقي هي الكيس في وجهه بعصبية وتصرخ به :</p><p>-اومال ده ايه ..ايه ده ؟!!</p><p>امسكته من قميصه وقالت:</p><p>-يا اخي حرام عليك بعد كل اللي عملناه ترجع للقرف ده تاني …انت كنت هتموت في أول مرة لولايا أنا وابوكي اللي دفعنا دم قلبنا في مصحة برة مصر عشان تتعالج وفي الاخر مجهودنا يتهد ويتساوي بالتراب …انت عايز تموتني …انت عايز تقهرني …</p><p>اخذت تهزه بقوة :</p><p>-عايز ترجع للادمان…عايز ترجع واحد ملكش.لازمة …اتفضل …بس ساعتها تطلع برة بيتي انت فاهم ولا لا …فاهم …</p><p>اخذت تصرخ به وهي تبكي ..كانت قلبها يحترق …عندما عرفت انه عاد لذلك السم شعرت بعالمها الذي جاهدت لإعادة بناؤه قد انهار مجددا واخذت تتساءل لماذا فعل هذا …لماذا عاد بهما الي نقطة الصفر …الي المعاناة التي عاشاها منذ سنة …لقد كاد ان يموت بسبب هذا السم…كادت أن تفقده للأبد …..نشجت بعنف ثم سقطت ارضا وهي تبكي بقوة وتقول:</p><p>-ليه كده يا بني …قولي ليه كده حرام عليك …ده أنا اتذليت حرفيا عشان اعالجك …ليه خلتني اعيش الكابوس ده تاني …ليه رجعتنا لنقطة الصفر حرام عليك البنت اللي انا خطبتهالك دي ذنبها ايه تمررها معاك …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>هزت رأسها ونهضت وهي تقول :</p><p>-انت لازم تفسخ الخطوبة دي حرام عليك البنت دي تعيش معاك …حرام تشوف اللي شوفناه هي ملهاش ذنب…أنا هتصل بيهم واقول كل شئ قسمة ونصيب ….مستحيل اخليهم عايشين مخدوعين …أنا …</p><p>امسك حسام ذراعيها وهو يقول بتوسل:</p><p>-لا يا أمي ابوس ايديكِ …أنا محتاج حياة في حياتي …محتاجاها اووي …صدقيني أنا مرجعتش للادمان …ده بس فين وفين..وصدقيني خلاص هبطلها خالص …بس ابوس ايديكِ متقوليش لحياة أي حاجة ولا حتي لبابا …أنا خلاص اوعدك مش هرجع تاني …</p><p>بكت مريم وقالت؛</p><p>-وايه ذنب المسكينة دي لو قررت ترجع ….هي مش مضطرة تعيش في المرار ده …كده هبقي بخدعها وبرتكب ذنب …حرام عليك افسخ الخطوبة دي ..</p><p>امسك حسام كف والدته ثم بدأ بتقبيله وهو يقول :</p><p>-صدقيني يا امي خلاص آخر مرة …و**** ما هرجع للقرف ده تاني …بس ابوس ايديكي متبعدنيش عن حياة أنا محتاجاها …أنا حاسس انها هتصلح حاجات كتير في حياتي …</p><p>مسحت مريم دموعها ثم قالت :</p><p>-احلف ب**** أنك مش هترجع للسم ده تاني .</p><p>-و**** العظيم آخر مرة يا امي مش هرجع للهباب.ده تاني …وعد مني …</p><p>ضمته إليه مريم وهي تبكي وقالت:</p><p>-اوعي يا بني تخذلني مرة تانية و**** أموت فيها ..</p><p>-متقلقيش يا ماما …أنا خلاص وعدتك …</p><p>…..</p><p>بعد دقائق</p><p>ولج حسام لغرفته بتعب ..هز رأسه بيأس ثم أغلق الباب جيدا وذهب الي فراشه بسرعة رفع المرتبة وهو يتطلع الي الاكياس الموجودة بكثرة تحته ..اخذ كيس منهم ثم علي الطاولة افرغ محتوياته واخذ يستنشق بمتعة وهو يفكر انه يجب أن يحذر المرة القادمة !</p><p>……..</p><p>حاولت أن تبعده عنها الا انه ضم نفسه بقوة إليها وهو يبكي ….كان يهذي بقوة وهي لا تفهم شيئا …فقط يردد امي ..امي …تنهدت وهي تبعد شعور التعاطف البغيض الذي احتل قلبها لثواني</p><p>..هو يستحق هذا الألم …يستحق هذا العذاب …ولكن هذيانه وانهيار شخص مثله جعلها في حيرة من امرها وقد تزايد الفضول داخلها…ارتفع حاجبيها بدهشة بينما برقت عينيها الزرقاء بقوة وهي تتكلم بصعوبة:</p><p>-مال مامتك ؟!</p><p>-ماتت !</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>قالها بنبرة ثقيلة وهو ينشج ببكاء …لم ترد أن تشعر بالشفقة عليه ولكن اللعنة شعرت …لانها أيضا تعاني بسبب موت والدتها وهي صغيرة …تصاعدت الدموع لعينيها لتغمضها فتنساب دموعها …حاولت السيطرة علي نفسها ولكن ذكرياتها عن والدتها اخذت في التدافع الي عقلها …تتذكر كيف ان حياتها تدمرت عندما ماتت والدتها …كيف اصبحت تحت سيطرة رجل ظالم لا يرحم …كيف ان والدها دمرها وكاد ان يبيعها مرات عديدة …لم يشعرها ابدا انه والدها …كان دوما يحتقرها….يضربها ويهينها …لم يقترب منها الا نادرا فقط ان اراد منها شئ واخر شئ فعله انه باعها كأنها جارية …ابتسمت وتذكرت ان والدتها كانت علي النقيض تماما …والدتها كانت تحبها ….رغم فقرهما ولكنها كانت تحاول توفير كل شئ لإبنتها …لم تكن تريدها ان تعاني من الحرمان …اعطتها الكثير من الحب…عوضتها عن قسوة والدها …ولكن سعادتها لم تدوم …تلك هي الحياة …لا شئ دائم فيها خاصة السعادة ففي يوم ضاع هذا كله عندما ماتت والدتها …حينها اهتز عالمها بقوة وعرفت ان لن يكون أي شئ كالسابق …وان حياتها سوف تتغير كليا وبالفعل هذا ما حدث …</p><p>-وحشتك صح ؟!</p><p>قالتها ودموعها تتساقط عليه ليرفع رأسه وينظر إليها …ثم يمسك كفها ويقول بنبرة ثقيلة:</p><p>-منستهاش عشان توحشني …أنا فاكر كل تفاصليها …فاكر انها كانت كل الحياة بالنسبالي …أنا كنت اتمنى اموت بس هي تعيش …بس الحياة سابتها هي …..</p><p>اغمض عينيه وهو يشعر بألم كبير في قلبه …الألم كان يمزقه …لقد ظن انه تعافي من الماضي ولكن ما زالت ظلال الماضي تعكر حياته ….ما زال الماضي يخنقه والاسوا من هذا شعوره بالذنب لانه لم يصبح الشخص الذي ارادته والدته…فبدل من ان يبقي انسان صالح أصبح تاجر مخدرات ودمر حياة الكثيرين ولكن العالم هو من جعله وحش …العالم سرق منه والدته وقتل الجزء الابيض الذي داخله لتتشبع روحه بالسواد…انهكته الحياة حتي قرر ان يحاربها بأكثر الطرق شراسة …فكما قال عمه ان الانسان دون مال لا يساوي شيئا وهو الان يمتلك المال ولكنه ليس سعيد …هو مستعد ان يتخلي عن كل شئ لتعود والدته إليه …تنهدت وعد وهي تنظر الي حالته ودون وعي اخذت تتلمس شعره وتقول؛</p><p>-وانا كمان امي وحشتني …وحشتني اووي..</p><p>تنهد هو بألم وقال:</p><p>-أدفع كل اللي معايا بس ترجع ثانيتين وأحضنها…نفسي احضنها وابكي …نفسي انام علي رجلها وتقعد تلعب في شعري لحد ما انام …أنا واثق ان ساعتها هنام مرتاح …حتي لو وقتها مت مش مهم …</p><p>اخذت وعد تتلاعب في شعره دون وعي منها حتي ذهب هو في النوم …</p><p>…..</p><p>بعد قليل …</p><p>كانت تقف امام المرأة وهي تتأمل نفسها وتفكر ان لكل انسان نقطة ضعف وهي عرفت اليوم ما هي نقطة ضعف الصياد …هو ليس رجل بلا مشاعر علي العكس تماما جزء كبير من قلبه متضرر …رفعت خصلات شعرها للاعلي وهي تفكر ان لديها سلاحين جيدين تماما للقضاء عليه …اولهما جمالها …والاخر ماضيه …سوف تلعب علي تلك النقطة…سوف تجعل الصياد يعشقها وحينها يمكنها القضاء عليه …</p><p>نظرت اليه من خلال المرآة وهي تعترف انها تتوق الي اليوم الذي ستجعل الصياد يركع لها!!!</p><p>……..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>كانت متسطحة علي فراشها ..مغمضة عينيها وهي تتذكر ليالي تلك …تتذكر كيف اشتعلت نيران الغيرة بقلبها …ابتسمت فجأة وهي تتذكر ان عدي استطاع اطفاء تلك النيران بحبه الواضح لها…</p><p>عادت احداث الساعات السابقة الي رأسها …</p><p>……</p><p>-ليالي !</p><p>كررتها ملاك وهي تشعر ان سعادتها تتهاوي امامها…خاصة يوجد تلك اللمعة بعيني عدي والتي جرحت قلبها بعمق …هل يحبها حتي الآن ؟!!..</p><p>ارادات الهروب أو الصراخ به لكن كل ما فعلته انها بقت مكانها تتلاعب بالمحارم منتظرة عدي ان يتكلم وفعلا بعد لحظات من الصمت نهض عدي وهو يبتسم ويصافح ليالي قائلا:</p><p>-امتي جيتي من دبي ؟وفين حازم؟!</p><p>تنهدت ليالي وقالت:</p><p>-جيت من ست شهور بعد ما اطلقت من حازم …</p><p>شعرت ملاك ان الأرض تميد بها بينما حاولت رفع عينيها الا انها فشلت في هذا ….اخذ قلبها يدق بشكل مؤلم …تخاف ان تجرح مرة اخري …تخاف ان تكون مشاعر عدي بالنسبة لها مجرد سراب …</p><p>تنهد عدي وقال :</p><p>-اسف مكنتش اعرف ..</p><p>هزت ليالي كتفيها وقالت:</p><p>-عادي ده نصيب …</p><p>ثم اشارت لملاك وقالت:</p><p>-مش تعرفني؟!</p><p>نظر عدي الي ملاك بإبتسامة ثم امسك كفها لتنهض …نهضت هي ليجذبها عدي إليه ويقول بسعادة:</p><p>-اعرفك يا ليالي دي ملاك خطيبتي …</p><p>لم تغفل ملاك عن الغيرة التي لمعت بعيني ليالي ..</p><p>اكمل عدي وقال:</p><p>-ليالي ..صديقة قديمة …</p><p>رفعت ليالي حاجبيها وقالت:</p><p>-صديقة بس …</p><p>ابتسمت ملاك بأدب وتدخلت في الحديث :</p><p>-هو الحقيقة عدي قالي أنك خطيبته القديمة …هو بس محبش يحرجك …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>ربعت ليالي ذراعيها وقد لمعت عينيها بشراسة وردت:</p><p>-لا ويحرجني ليه؟!دي حقيقة أنا وعدي كنا بنحب بعض…</p><p>ابتسمت ملاك وردت:</p><p>-فعلا كنتوا ..</p><p>وضغطت علي خروف كلماتها الأخيرة …</p><p>بعد ان ذهبت ليالي متجهمة …ابتعدت ملاك عن عدي ولكنه امسك كفها وقال:</p><p>-انا قولتلك كل حاجة انها خطيبتي القديمة فليه واخده جنب وزعلانة..</p><p>ابعدت ملاك كفها وقالت بصوت مختنق:</p><p>-لسه بتحبها يا عدي ؟!!</p><p>ضحك عدي وقال:</p><p>-انتِ بتهزري صح ؟!! انتِ شوفتي في عيني أي حنين ليها ؟!</p><p>اختنقت ملاك وقالت:</p><p>-للوهلة الاولي عينيك لمعت ليها…</p><p>ابتسم وقال بخفوت:</p><p>-بتغيري ؟!</p><p>-انت بتغير الموضوع ..</p><p>هز رائع وأمسك ذقنها وقال بإصرار:</p><p>-بتغيري عليا ؟!</p><p>اطرقت وهي تهز رأسها …ابتسم برضي وقال:</p><p>-انبسطت من غيرتك …بس ده مش معناه اني بحبها …أنا مبحبش ليالي واوعدك محطكيش في أي موقف يجرحك تاني يا ملاك …</p><p>امسك كفها بقوة وأكمل :</p><p>-انا بحبك انتِ …انتِ وبس …</p><p>وبكلماته المطمئنة تلك اراح بالها كليا …</p><p>عادت من شرودها وهي تبتسم بحب …لم تظن ابدا ان يفهمها ويقدرها احد بتلك الطريقة …كل يوم يمر تحبه اكثر واكثر …رغم خوفها الطبيعي من ان تتطور تلك العلاقة ولكن اصبحت الآن تتوق لتصبح ملكه…..</p><p>…..</p><p>في المرسم الخاص بعدي…</p><p>كان متسطح علي الاريكة الصغيرة وهو يفكر في خطوته التالية …يبدو جليا ان ملاك لا تعرف بشأن عمل والدها ولكن ماذا إن استخدمها كوسيلة ضغط علي عامر النجار ليسلم نفسه …انحرف عقله لأفكار شريرة حاول بجهد ان يخرجها منه ولكن كانت تتشبث بعقله شيئا فشئ ولم يشعر بنفسه وغرق بالنوم ….</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>في اليوم التالي .</p><p>استيقظ عدي علي رنين الجرس ونهض وهو يشعر بالدوار فتح الباب ليتجمد وهو يقول:</p><p>-ليالي؟!!</p><p>……..</p><p>-رايحة تقابلي خطيبك ؟!</p><p>قالها يوسف وهو يتأمل حياة …مشطها بنظراته وهو يفكر بتعجب انها لم تكن مهتمة بنفسها لتلك الدرجة ..ففستانها الكريمي الطويل وحقيبتها الأنيقة بالاضافة الي مساحيق التجميل الرقيقة التي تجمل وجهها …كل تلك الاشياء ليس من عادة حياة ان تفعلها…ليس بكل تلك المبالغة…تضايقت حياة من نظراته وقالت؛</p><p>-ايوة رايحة …عن اذنك …</p><p>وكادت أن تذهب الا انه قطع طريقها وقال:</p><p>-تعالي اوصلك …</p><p>رسمت ابتسامة باردة علي شفتيها وقالت:</p><p>-لا شكرا مش عايزة…هركب تاكسي …</p><p>ولكنه لم يسمح لها بالمرور وقال:</p><p>-كده كده رايح الجامعة عندي محاضرات فتعالي اوصلك وبلاش عناد …لو حابة اتصل بحسام اقوله ماشي …انتِ زي اختي ولا نسيتي …</p><p>تنهدت بسخط وهي تقول:</p><p>-طيب ..طيب …</p><p>ثم ذهبت امامه ليبتسم هو بغموض ويذهب خلفها …استقلت سيارته وهي تتنهد بتوتر ليركب هو بجوارها …نظرت إليه وقالت:</p><p>-بس سوق بسرعة لو سمحت بقاله كتير مستنيني وانا اتأخرت !</p><p>نظر إليها بضيق وهز رأسه وهو يقود السيارة …</p><p>بعد دقائق عديدة …</p><p>بهتت حياة وهي تجد انه اتخذ طريقة مختلفا وقالت:</p><p>-ده مش طريق الكافية …</p><p>ولكنه لم يرد عليها …</p><p>-يوسف ده مش طريق الكافية…</p><p>صرخت به لينظر إليها ويقول:</p><p>-عارف ..بس أنا حابب نروح مكان ونتكلم سوا …</p><p>-انت اتجننت صح ؟!</p><p>صرخت بذهول ليبتسم ويقول:</p><p>-بيقولي اني مخي لاسع شوية ودلوقتي اسكتي عشان اخلص كلامي معاكي وأوصلك لخطيبك …</p><p>توسعت عينيها بذهول …لا تصدق ما يفعله …حقا ماذا يريد هذا منها …لقد كان يتأفف دوما بسبب ملاحقتها له وعندما قررت الا تلاحقه الآن هو يتصرف بتلك الطريقة …حقا هي تكاد ان تجن من تصرفاته..فتصرفاته تلك تليق بمراهق وليس رجل عاقل مثله!!!!!</p><p>…..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>أخيرا توقف في مكان ما علي النهر ثم ترجل وهو يستند علي الحاجز …هزت حياة رأسها بذهول وهي تشك انه بالتأكيد فقد عقله تماما …ترجلت هي الاخري من السيارة ووقفت بجواره …ظل عدة لحظات صامتا لتغمض حياة عينيها بغضب وتقول:</p><p>-اكيد مجبتنيش هنا عشان تسمعني صمتك …عايز ايه ..انا بالأصل متأخرة علي حسام وانت…</p><p>-مبسوطة مع حسام يا حياة …</p><p>قالها بهدوء لتنحشر الكلمات في حلقها ويكمل وهو يقترب منها ..</p><p>-مبسوطة معاه …بتحبيه يعني ؟!!عندك أي مشاعر ناحيته؟!</p><p>تراجعت بحذر وهي تقرأ ما فيه عينيه من غيرة …لا هذا مستحيل …مستحيل ان يكون يوسف يغار من حسام …هذا جنون …هو حتي لا يحبها …لابد انها تتوهم …</p><p>ضحكت بإرتباك وقالت:</p><p>-انت جايبني هنا عشان تسألني السؤال العبيط ده …انت اتجننت يا يوسف ؟!!</p><p>هزت رأسها وكادت أن تغادر ولكنه امسك ذراعها وقال:</p><p>-متتجاهليش سؤالي يا حياة …ردي عليا بتحبي حسام ؟!!ولا وافقتِ عليه عشان تهربي من مشاعرك ليا…</p><p>ضحكت بذهول وهي تهز رأسها وتقول :</p><p>-هو انت بتغير عليا يا يوسف؟!</p><p>……..</p><p>وقفت امام المرأة وهي تنظر الي فستانها الأزرق الطويل التي اقتنته من ضمن العديد من الفساتين التي احضرها لها الصياد والتي رفضت ان ترتدي أي منهما ولكن من اليوم تغيرت جميع خططها …ستلاعبه علي طريقتها…امسكت المشط ومشطت شعرها الطويل وتركته حرا…. ثم اقتربت من الفراش حيث ينام الصياد وابتسمت بخبث ثم امسكت كوب الماء وسكبته علي وجهه …فزع الصياد وهو ينهض وينظر حوله برعب …ابتسمت وعد وهي تقول:</p><p>-صباح الخير.</p><p>شعر بالتشوش …متي اتي الي هنا ؟!!</p><p>حك شعره وقال:</p><p>-انا جيت هنا ازاي ؟!</p><p>هزت كتفيها وقالت:</p><p>-متقلقش مبتمشيش وانت نايم…انت بس كنت سكران امبارح وجيت نمت هنا وانا حاولت اصحيك بس انت كنت عامل زي الاموات …</p><p>تنهد وهو يتذكر ان الامس كان ذكري وفاة والدته لهذا كان بتلك الحالة …نهض بصعوبة وكاد ان يغادر الا انه تجمد تماما بسبب ما سمعه …</p><p>-موافقة …أنا موافقة !</p><p>نظر إليها الصياد بحيرة لتتنهد وعد وهي تكتم ألمها وتقول:</p><p>-موافقة ابقي ليك !</p><p>ابتسم بإنتصار لتكمل هي بينما عينيها تلمعان بقوة: ..</p><p>-بس بعد كدة تحررني منك ومتعترضتش طريقي تاني …</p><p>ابتسم ورد:</p><p>-موافق …ليكي شروط تانية ؟!</p><p>هزت رأسها بضعف وقالت :</p><p>-الشرط الأهم ان لو عايزني ابقي ليك يبقي بالحلال …</p><p>-يعني ؟!</p><p>قالها والشرر يتطاير من عينيه لتلقي الكلمات بوجهه:</p><p>-يعني تتجوزني !!</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>ضحك ساخرا وقال:</p><p>-ودي احلام العصر صح ؟!!</p><p>رفعت رأسها وقالت:</p><p>-لا ده شرطي عشان اكون ليك …أما كده او لا مش هكون ليك ابدا ومش هتقدر تأخد حاجة مني الا بالغصب بس ساعتها هقاومك لآخر نفس يا صياد ووقتها واحد مننا هيموت اما انت او أنا !!!</p><p></p><p>يتبع…</p><p></p><p>الفصل الثالث عشر (مفاجأة )</p><p>اتسعت عينيه البنية ثم بدأ يضحك بسخرية…كان يضحك بصوت مرتفع وهي تملي عليه شروطه …اقترب منها ثم أمسك ذراعها وأخذ يهزها قائلا:</p><p>-انتِ مجنونة …بتحطِ شروط للصياد…الصياد!!!أنتِ مش عارفة اني ممكن اقتلك دلوقتي ..</p><p>-اقتلني ..</p><p>قالتها بهدوء ثم أكملت:</p><p>-متعرفش انك وقتها عملت معروف كبير ليا يا صياد …</p><p>هزت كتفيها وقالت:</p><p>-بس لا انت مش عايز تقتلني ولا تغتصبني حتي انت عايزني اسلملك نفسي بمزاجي …</p><p>رسمت ابتسامة متلاعبة علي شفتيها بينما برقت عينيها بخبث وهي تحاوط عنقه ثم تقترب من شفتيه هامسة:</p><p>-انت عايزني بأي طريقة …أنا قدرت اجذبك …وانا عارفة أن مش شكلي بس اللي جذبك … قوتي كمان…انا مش مجرد واحدة انت عايزها أنا عارفة اني قدرت اسيطر علي جزء منك والا كنت قتلتني من زمان علي اللي عملته معاك …</p><p>ابتسم برضي وهو ينظر إليها وقال:</p><p>-واثقة من نفسك اووي …</p><p>هزت رأسها موافقة إياها وقالت:</p><p>-تقدر تقول اني فهمتك …انتصارك عليا اني اسلملك نفسي وبمزاجي صح ؟!</p><p>صمت لتبتعد عنه وتتهادي في مشيتها وهي تبتسم بخبث…خطتها تعمل جيدا …هي تلعب بطريقته الدنيئة وإن كان سلاحه القوة فسلاحها جمالها …فجمالها ليس لعنة كما فكرت دوما …بل اللعنة أنها لم تكن تعرف كيفية استخدامه …جلست علي الفراش وهي تنظر إليه جيدا وتقول:</p><p>-مش هسلملك نفسي يا صياد الا بالطريقة دي …الجواز ..غير كده لا …</p><p>ضحك بسخرية وقال:</p><p>-انتِ متعرفيش اللي ممكن أعمله ؟!</p><p>برقت عينيها وقالت :</p><p>-هتعمل ايه هتقتلني مثلا ؟!</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>مطت شفتيها وردت علي نفسها قائلة:</p><p>-مظنش …لو كنت عايز تقتلني كنت عملتها من زمان من وقت ما أنا حاولت أقتلك …غير كده انت لسه عاوزني …فلا مظنش هتقدر تستغني عني حاليا …أو هتلجأ للاغتصاب مثلا ؟!!</p><p>مررت عينيها عليه وهي تبتسم بشدة:</p><p>-لا يا صياد …صحيح انت حقير ومجرم …</p><p>رفع حاجبيه من جرائتها لتكمل هي بلامبالاة :</p><p>-بس لا مظنش انك من نوع الرجالة اللي يلمسوا ست غصب عنهم …كبرياءك هيتجرح وانا ببين نفوري منك …هتحس انك رخيص وانت بتلمس واحدة غصب عنها …ببساطة انت عايزاني وبمزاجي يبقي خلاص تتجوزني لو حتي ليومين وهديك اللي انت عايزه من غير اي عنف قولت ايه …</p><p>-قولت انك متقدريش تلوي دراع الصياد يا وعد …</p><p>توسعت عينيها بدهشة مصطنعة وهي تقول:</p><p>-استغفر **** أنا مبلويش دراعك أنا بعرض عليك عرض ..</p><p>-وعرضك مرفوض !</p><p>هزت كتفيها وقالت:</p><p>-خلاص وانا مش هسمحلك تلمسني وهفضل اقاومك واللي تقدر تعمله اعمله …</p><p>كانت تتحداه حرفيا …تلك الصغيرة امتلكت الجراءة وتحدته في منزله دون أي خوف …كيف تجرؤ علي هذا ألا تخاف منه؟!!اقترب ببطء منها وعلي الرغم من الرعب الذي استبد داخلها بسبب نظراته المشتعلة الا أنها حافظت علي ثباتها من الخارج …فجأة صرخت عندما قبض الصياد علي شعرها وشده بقوة …</p><p>-انتِ بتتحديني يا روح أمك …أنا الصياد ..يعني لا أنتِ ولا غيرك تحطوا صباعكم تحت ضرسي …لو فاكرة جمالك ده هيخليني خاتم في صباعك تبقي عبيطة ..</p><p>تأوهت بألم وانسابت دموعها وهي تقول:</p><p>-عارفة انت مين …وعارفة أن جمالي مش هيخليك تنفذ اللي أنا عايزاه …بس ده شرطي انا مقدرش اعمل حاجة حرام …حتي لو قتلتني … مستحيل لو كنت ناوية علي الحرام كنت اديتك من البداية اللي انت عايزه عشان اتحرر من السجن اللي أنا عايشة فيه ده …لكن أنا استحملت وهستحمل…لكن اقرب علي الحرام مستحيل ولو عايز تقتلني اقتلني مش هتفرق معايا …</p><p>احمر وجهه من الغضب ثم دفعها بعنف علي الفراش وخرج غاضبا !!!!!</p><p>………..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-بتعملي ايه هنا؟!</p><p>قالها عدي بضيق …ولجت ليالي وقالت:</p><p>-دي مش طريقة تعامل بها حبيبتك القديمة يا عدي… ذوقك في التعامل راح فين؟!.</p><p>تنهد عدي وقال:</p><p>-عايزة ايه ؟!!..</p><p>-لسه بترسم ؟!</p><p>سألته وهي تتطلع الي لوحاته ثم توقفت فجأة ورفعت حاجبيها وهي تري صورة تلك الفتاة التي رأتها معه من قبل وقالت:</p><p>-واضح جدا انك لقيت البديل ..بس للاسف يا عدي البديل ده ميرتقيش لمستوايا …</p><p>ابتسم لها …تلك الابتسامة تعرفها جيدا …وتعرف أن بعدها سوف يقول شيئا سيؤذيها كثيرا وبالفعل رفع رأسه وقال:</p><p>-هي فعلا مش من مستواكي …لاني مظنش في حد ارخص منك يا ليالي …ملاك هي ملاك وانتِ متوصليش لمستواها اصلا …</p><p>تصاعدت الدموع في عينيها وقالت:</p><p>-انا مش مصدقة يا عدي ؟!</p><p>-مش مصدقة ايه يا ليالي ؟!اني خلاص مبقتش أحبك..طيب احبك ليه وأنتِ خاينة بعتيني في اكتر وقت كنت محتاجك فيه وبعد ما فسختي خطوبتنا بأسبوع اتجوزتِ …فحضرتك راجعة متوقعة اني هكون عايش علي أطلال الأميرة …فوقي يا حبيبتي انا خلاص رميتك برا حياتي في الوقت اللي قررتِ تغدريني فيه….أنا دلوقتي في حياتي واحدة انضف منك بكتير …</p><p>اقتربت ليالي منه …عينيها البنية لامعة بفعل الدموع …جمالها في هذا الوقت كان مبهر ومهدد …لقد شعر بالتهديد ولكن قرر ان يسيطر علي نفسه …لن يجعل نفسه فريستها مجددا…هو قد تجاوزها الان ولديه هدف يجب أن يركز عليه …اقتربت ليالي منه وهي تلمس وجنته وتقول:</p><p>-الكلام ده تخدع بيه حد غيري يا عدي …انت مبتحبش البنت دي …عينيك مش بتلمع ليها …أنا اعرفك كويس لما تحب …حافظاك صم …حافظة ابتسامتك اللي واخدة كل وشك مع البنت اللي بتحبها …حافظة لمعة عينيك …وتوترك وانا جمبها…كل الحاجات دي شوفتها وانا معاك ..عشان انا كنت حب حقيقي …لكن انت بتقنع نفسك انك بتحبها وللاسف انت مبتحبهاش فبلاش تكدب علي نفسك …</p><p>ابتسم بسخرية وقال:</p><p>-انتِ عايزة تصدقي كده عشان كبرياءك ميتجرحش …يعني تشوفي المغفل اللي سيبتيه لسه فاكرك وعايش علي أطلالك …مش عايزة تقتنعي أن خلاص بقا في حياتي واحدة تانية ومبقتش عايزك …ووجودك هنا غير مرغوب فيه فلو سمحتي امشي من هنا …</p><p>-انت كداب …انت لسه بتحبني …</p><p>وضعت كفها علي قلبه وهي تقول :</p><p>-انا لسه حاسة بقلبك اللي بيدق ليا …ليا أنا وبس …</p><p>شعر بالحنين للحظات لتستغل هي ضعفه للحظات ثم اقتربت لتقبله …ظل ثواني مصدوم من فعلتها ولكنه بادلها قبلتها وانجرف معها وسرعان ما تجمد وهو يسمع صوت ضعيف مألوف:</p><p>-عدي!!!</p><p>ابتعد عدي بسرعة ليبهت وهو يجد ملاك تقف أمام الباب وتنظر إليه بتحطم …دموعها تنساب بقوة علي وجهها والألم يرسم آثاره علي ملامحها الرقيقة …</p><p>-ملاك أنا …</p><p>ولكنها لم تستمع إليه بل ركضت بسرعة …ركض عدي خلفها وحاول إيقافها ولكنها استقلت سيارتها وذهبت …</p><p>وضع عدي كفيه علي رأسه بيأس…لقد تدمرت خطته تماما …ملاك لن تثق به كالسابق ….لقد ألقت خطيبها خارج حياتها وفي ليلة زفافهما فماذا ستفعل به هو ….عاد بغضب للمرسم ليجد ليالي جالسة علي الأريكة براحة …اقترب عدي بغضب وأمسك ذراعها وهو يصرخ بها:</p><p>-اطلعي برة !!!</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>انتفضت ليالي وشعرت بالرعب وهي تري عدي بتلك الحالة …</p><p>-عدي أنا ….</p><p>-اخرسي…اخرسي …دمرتي حياتي قبل كده وجاية تدميرها تاني ..ضيعتي ملاك مني !!!</p><p>جذبها بقوة ثم دفعها للخارج حتي سقطت علي الأرض وقال:</p><p>-لو شوفتك هنا تاني هقتلك!!!</p><p>ثم اغلق الباب بعنف …نظرت إلي الباب بصدمة …جنون غضبه كان غريب …لقد خافت منه للمرة الأولى ….ليس هذا عدي حبيبها الذي كان يعشقها …لقد أصبح شخص غريب تماما …</p><p>في الداخل كان عدي يحطم اللوحات …لقد تدمرت خطته بسبب تلك الغبية ليالي …ملاك لن تعود إليه …لن تعود وبالتالي لن يستطيع امساك عامر النجار !!!</p><p>………….</p><p>-بغير ؟!!</p><p>قالها يوسف بصدمة ثم أخذ يضحك بقوة وهو يهز رأسه …كان لا يصدق أنها توصلت لهذا الاستنتاج الغبي …ولكن أليست علي حق…الا يشعر هو بالغيرة ؟!أن كان الجواب لا …إذن فلماذا متضايق لتلك الدرجة …لماذا هذة الغيرة الغريبة من حسام …لماذا منزعج من حياة التي اختارت أن تتجاوز حبه …كان لا يفهم نفسه …كل الأدلة تشير أنه يحترق من الغيرة ولكن كبرياؤه رفض الاعتراف فنظر إلي حياة وأكمل:</p><p>-مبيغريش ولا حاجة …أنا بس قلقان عليكي…خايفة يكون اختيارك غلط عشان تهربي مني …</p><p>رفعت حياة رأسها وقالت:</p><p>-متخافش يا يوسف …حسام كويس جدا …انسان محترم وانا مبسوطة معاه …حاسة أنه هيعوضني عن حاجات كتير …بتمني تهتم بحياتك أفضل وتشيلني من دماغك …</p><p>شعر يوسف بالضيق منها ولكن رغم هذا لم يجادلها ابدا …بل هز رأسه وقال:</p><p>-عندك حق أنا آسف …بقيت بتدخل في خصوصياتك كتير مؤخرا وده مش صح …سامحيني يا حياة</p><p>تنفست بعمق وردت ببساطة:</p><p>-مفيش مشكلة بس ياريت توصلني للكافية اللي فيه حسام …أنا اتأخرت عليه اوووي …</p><p>هز يوسف رأسه بطاعة ثم سبقها الي السيارة لتذهب هي خلفه وهي تحاول أن تسيطر علي قلبها الذي عاد ينبض بسرعة له …لماذا لا يتركها بحالها كي تستطيع نسيانه ؟!!!…</p><p>استقلت السيارة بجواره ثم انطلقا بسرعة ….</p><p>……</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>في المقهي …</p><p>كان حسام يجلس ويهز ساقيه بتوتر …لقد تأخرت عليه …حاول الاتصال بها مرة أخري ولكن لا رد ….بدأت نيران الغضب تتصاعد داخله …أخبر نفسه أنه سوف ينتظر لعشر دقائق فقط ثم سيذهب…أمام حياة فسيكون له معها تصرف اخر نتيجة لعدم احترامها له …..</p><p>مرت العشر دقائق ببطء ثم أخيرا نهض غاضبا وهو يأخذ هاتفه ومفاتيحه ثم خرج من المقهي …ولكنه تجمد تماما وهو يري حياة تترجل من سيارة يوسف !!!!</p><p>اصبح وجهه متجمدا …ونظراته تشبعت بالجليد ولكن داخله كان كمن يغلي علي مراجل الجحيم …الهانم تخدعه وتقابل حبيبها القديم !!!نيران الشك والغيرة اخذت تعبث بعقله كليا …مئات الأفكار أتت بعقله حتي شعر أن عقله سوف ينفجر …اقتربت حياة منه بتوجس وهي تقول:</p><p>-اسفة علي التأخير …أنا …</p><p>ولكن يوسف قاطعها من خلفها وهو يقول بابتسامة بسيطة:</p><p>-انا بعتذر يا حسام …أنا اللي اخرت حياة …</p><p>كان حسام ينظر إليه …ود لو يخرج عينيه من مكانهما …</p><p>امسك يوسف ذراع حياة وشدها خلفه بطريقة فاجأت كل من يوسف وحياة !</p><p>-ابعد عن خطيبتي !</p><p>قالها حسام بعدوانية شديدة وهو ينظر إلي يوسف بكره بينما يقف أمام حياة…</p><p>-حسام!!</p><p>قالتها حياة موبخة…ولكن حسام تجاهلها تماما وهو يكمل تهديده ليوسف :</p><p>-هي مبقتش تخصك دلوقتي فأبعد عنها احسنلك والا هزعلك بجد …</p><p>ابتسم يوسف ساخرا وقال:</p><p>-بتهددني عشان ابعد عن بنت خالتي …انت اكيد مجنون ….</p><p>-هي بنت خالتك لكن بالنسبالي خطيبتي اللي هتبقي مراتي …يعني ملكي أنا وبس</p><p>استاءت حياة من حديثه وكادت أن تتدخل ألا إن كانت ليوسف كلمته الأخيرة حينما قال:</p><p>-هي خطيبتك بس مش مراتك …لما تكون مراتك يبقي افرض تحكماتك زي ما انت عايز مفهوم!!</p><p>ثم تركهما وذهب …نظر حسام الي حياة ليجدها تنظر إليه بغضب ..</p><p>-حياة أنا …</p><p>اوقفتها حياة بإشارة من كفها وقالت:</p><p>-كونك خطيبي ميدلكش الحق تتكلم كأني ملكية خاصة ليك مفروض تحترمني ولو غلطت تفهمني غلطي براحة ..أنا همشي دلوقتي لاني خلاص اتقفلت …</p><p>ثم كادت أن تذهب ولكن حسام امسك ذراعها وقال:</p><p>-استني هوصلك …</p><p>ولكن حياة أبعدته وردت ببرود:</p><p>-معلش حابة اتمشي لوحدي …</p><p>ثم غادرت بسرعة تاركه إياه وهو يشعر بغضب كبير .لم يتوقع أن تكون متمردة لهذا الحد وهو لا يحب هذا …ظن أنها ستفرح عندما يظهر غيرته ولكنه كان مخطئ تماما !!!</p><p>اخرج هاتفه واتصل بشخص ما وقال:</p><p>-ايوة يا عماد بقولك السهرة الليلة عندك صح …ضبط بقا الأداء يا معلم …. أيوة طبعا معايا فلوس ..انت ضبط الدنيا وانا هضبطك !!</p><p>…………</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>في المساء …</p><p>استنشق حسام المسحوق الابيض بإنتشاء وشعر به يتغلغل الي روحه ليرفعه للاعلي ويفصله عن الأرض تماما ..شعر بعقله خفيف للغاية وأن العالم أصبح وردي لا مشاكل به …هنا يشعر بالسعادة…وكأنها دخل الي أحد العوالم الخرافية التي لا تعترف بالحزن …أخذ يضحك بقوة وهو يشعر بالدوار بينما اقتربت منه أحد الفتيات والتصقت به وهي تغازله…نظر إليها حسام وأخذ يتلاعب بشعرها وقال:</p><p>-تعرفي انك شبهها يا مانو ؟</p><p>-شبه مين ؟!</p><p>قالتها الفتاة وهي تشعل سيجارتها …</p><p>ضحك حسام وقال:</p><p>-خطيبتي ..</p><p>-ايه ماتت؟!</p><p>سألته وهي تغمز بعينيها فهز رأسه وقال :</p><p>-لسه بس خلينا نكثف الدعاء أنها تغور …</p><p>ضحكت الفتاة بشدة وقالت:</p><p>-طيب ما تسيبها يا معلم …</p><p>اخد حسام السيجارة من الفتاة وقال:</p><p>-البت فرسة مقدرش اسيبها الا لما اخد اللي انا عايزه منها …بس للاسف طالعة متمردة …بفضل اعاملها بحنية …لكن هي بتتكبر عليا …وده حاجة غايظاني…عايزة اكسر مناخيرها يا مانو …عايز اخليها ذليلة ليا …متشوفش غيري أنا وبس …</p><p>سحبت منة السيجار علي حين غفلة وضحكت وهي تقول:</p><p>-طب ما الحل في ايدك يا معلم وانت مش واخد بالك …</p><p>نظر إليها حسام بحيرة وقال:</p><p>-مش فاهم يا مانو قصدك ايه ؟!</p><p>أمسكت منة بالكيس الشفاف وقالت بلهجة شيطانية :</p><p>-خليها تدمن ….حطلها ده في قهوة مثلا لما تخرجوا سوا في كافيه أو لما تيجي عندكم البيت …وزود الكمية لحد ما تبقي خاتم في صباعك وساعتها خد منها اللي انت عايزة !!!</p><p>ابتسم حسام وقد أعجبته الفكرة تماما !!</p><p>……….</p><p>أوقف سيارته أمام الفيلا ثم اسند رأسه علي المقعد واغمض عينيه …رباه هو يريدها ….أصبحت تحتل جزء كبير من عقله ولن يرتاح الا عندما ينالها …تلك المتوحشة صاحبة العينين الزرقاوتين …ابتسم وهو يتذكر كيف أنها وقفت تملي شروطها عليه دون خوف …لقد وقفت أمام الصياد بكل جبروت وأخبرته أنه يريدها …حسنا هي محقة جدا…فهو الان لا يريد غيرها …تأثيرها أعمق مما توقع …يتخيل أحيانا ماذا سيكون شعوره عندما ينالها وتصبح له …هل كان الأمر يستحق كل تلك المعاناة والانتظار …هل يوافق علي الزواج منها لفترة ام ينتظر قليلا ربما تستلم…ولكن عينيها أخبرته أنها لن تستلم بسهولة …أخبرته أنها ستحاربه للنهاية …ورغم أنه يحب مشاكساتها الا ان صبره نفذ وإن كان الحل الوحيد لينالها هو الزواج فحقا ليس لديه مانع !!!سيتزوجها مؤقتا وينالها ثم يطلقها…بالتأكيد لن يخسر اي شئ …خرج وهو سعيد بهذة الفكرة ولكنه لم يدرك أنه يخسر اهم شئ!!!!</p><p>….</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>ولج جاسر للفيلا ثم أتجه لغرفته مباشرة …فتح الباب ليبهت وهو يري ملاك جالسة علي فراشه وهي تبكي…صدم جاسر واقترب منها وجذبها إليه وهو يقول برعب بينما يحاوط وجنتيها ؛</p><p>-ملاك حبيبتي !!مالك فيه ايه مين زعلك؟!</p><p>مسحت ملاك عينيها التي انتفخت من كثرة البكاء ونظرت إليه وقالت:</p><p>-انا اسفة يا جاسر…اسفة لاني كسرت قلبك .</p><p>هز رأسه وهو يمسح دموعها برفق وقال:</p><p>-انا مش زعلان ولا اقدر ازعل منك وبعدين دي مشاعرك وانتِ للاسف مكنتيش بتحب . .</p><p>ولكن ملاك قاطعته وقالت:</p><p>-جاسر هو عرضك للجواز لسه ساري؟!</p><p>-نعم …</p><p>أمسكت كفه وقالت وهي تبكي:</p><p>-انا موافقة اتجوزك!!!!</p><p></p><p>الفصل الرابع عشر(مكيدة)</p><p>بهت وهو يسمع كلامها وقد شعر ان قلبه يسقط في قدميه …تراجع قليلا وهو يزدرد ريقه …رباه لماذا الان ؟!فكر بسخط ..اقتربت منه ملاك وقالت:</p><p>-جاسر فيه ايه انت مبقتش تحبني ؟!</p><p>نظر إليها بعمق لتهدد.الدموع اسوار عينيها وتقول:</p><p>-محدش بقا يحبني خلاص …</p><p>امسك جاسر كفها بقوة وقال:</p><p>-لا طبعا اوعي تفكري في كده …كلنا بنحبك …</p><p>صمت قليلا وابتسم بحنان وهو يداعب شعرها:</p><p>-انا بحبك يا ملاك أنتِ أغلي حد في حياتي …أغلي من الكل وأنتِ عارفة معزتك ايه عندي …ملاك أنتِ عارفة أنتِ ايه بالنسبالي …أنا مستعد أموت بس عشانك بس …</p><p>بكت وهي تقول:</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-بس ايه يا جاسر بطلت تحبني صح ؟!!</p><p>نظر إلي عينيها وقال بقوة:</p><p>-لا مبطلتش احبك واظن اني مش هبطل…هتفضلي دايما واخدة مكان في قلبي وعقلي يا ملاك …هتفضلي دايما الاغلي…بس …</p><p>صمت وهو يتذكر كلام والدها …يتذكر أنه لا يليق بها ….فهو تاجر مخدرات …شيطان لا يرحم …وهي …هي ملاك وستظل هكذا …هو سيلوثها إن اقترب منها أكثر والحقيقة الأعمق أن حاجتها القوية لامرأة لديها عينين زرقاوتين كالقطط تمنعه من التفكير اصلا بالزواج من ملاك …وكان تلك الأيام غيرت تفكيره تماما فالفتاة التي أرادها أكثر من أي شئ أمامه الان وتقبل الزواج به ولكن هو يرفض من أجلها ومن أجل …من أجل أن تظل روحها دوما نقية ومن أجل أن يحصل هو علي المرأة التي يريد وحتي إن وافق هو عمه لن يوافق …سينظر إليه دوما كرجل أقل من ابنته وأنه لا يستحقها من الأساس …لقد أخبره بالفعل أنه لن يزوج ابنته لشخص مثله …</p><p>-انت ايه يا جاسر ؟!</p><p>قالتها ملاك بنبرة جريحة ليرد هو :</p><p>-انا مستحقيش …</p><p>انسابت دموعها وقالت:</p><p>-انت كداب يا جاسر انت بطلت تحبني .</p><p>هز رأسه بقوة وقال:</p><p>-انتِ عارفة اني بحبك ..بس</p><p>أمسكت كفه بقوة وقالت بنبرة قاطعة:</p><p>-بتحبني يبقي اثبت وخلينا نتجوز !</p><p>لمس جاسر وجنتها وقال:</p><p>-مالك يا ملاك ؟!ده مش أنتِ …أنتِ متعرضيش الجواز علي حد بالشكل ده ؟!انا عارفك وحافظك…مين زعلك …قوليلي علي اللي زعلك وانا أشيل رأسه من جسمه …</p><p>لم تستطع هي أن تتحمل أكثر من هذا وانهارت وهي تبكي …ضمها هو إليه وقال:</p><p>-كنت عارف ان فيه حاجة مضايقاكي ….جاهزة تتكلمي عنها ؟!</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>هزت راسها بالنفي ليبتسم ويقول :</p><p>-مفيش مشكلة …مفيش مشكلة هستناكي لما تكوني جاهزة …واللي ضايقك صدقيني أنا اللي هقفله ..ما عاش ولا كان اللي يبكيكي يا ملاك …</p><p>-قلبي واجعني يا جاسر …ماما وحشتني اوووي ياريتها كانت هنا مكنتش هتعذب بالشكل ده .</p><p>قالتها وهي تبكي بقوة ليربت هو علي شعرها فتكمل هي :</p><p>-هو انا وحشة يا جاسر …متحبش يعني ليه اللي بحبهم بيجرحوني ؟!</p><p>ابتسم بحنان وقال:</p><p>-انتِ احلي بنت في العالم …واكتر واحدة أنا بحبها …</p><p>أبعدها عنه وقال وهو يحاوط وجهها ؛</p><p>-وعشان أنتِ اجمل واحدة في العالم هيجيلك فارس ابيض احسن مني واحسن من اي حد عرفتيه ويأخدك …ويهتم بيكي ويخليكي اهم حد في حياته زي ما كنتِ دايما …بس حتي لو اهتم بيكي هو انا هفضل كمان معاكِ … دايما هتأكد ان مفيش اي مخلوق علي الأرض هيأذيكِ …</p><p>امسك كفها وقال:</p><p>-هحميكي دايما بحياتي واستني الراجل المناسب اللي هيجي يأخدك وانا اللي ههدده بنفسي يوم فرحكم أنه لو زعلك هوريه الوش التاني .</p><p>ضحكت ملاك وقالت وهي تمسح دموعها :</p><p>-وعد …</p><p>-وعد يا ست البنات .</p><p>-انت احسن اخ في العالم ..</p><p>ابتسم بوجع طفيف وقال :</p><p>-اهي رجعت ملاك اللي أنا اعرفها …</p><p>قبلها علي رأسها وأكمل:</p><p>-يالا علي النوم .</p><p>ابتسمت وهي تقول:</p><p>-تصبح علي خير</p><p>-وانتِ من أهله …</p><p>رد عليها لتغادر هي الغرفة ويتسطح هو علي فراشه مغمضا عينيه</p><p>……….</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>في اليوم التالي …</p><p>جالس في سيارته وهو ينتظرها ….يعرف أن الحصول علي غفرانها لن يكون سهلا بالمرة ولكنه لن يفقد الأمل …يجب ألا يفقد الأمل …ملاك هي الامل الوحيد له ….اغمض عينيه وهو يسب ليالي في سره …تلك المخادعة …لقد فعل المستحيل ليتخلص من مشاعره تجاهها وعندما أصبح بخير اتت لتدمره …ولكن الشئ الجيد أنه أدرك أن مشاعره لها ماتت صحيح ضعف للحظات بسبب طبيعته كرجل ولكنه عندما طردها خارج المرسم لم يشعر بالألم ولا بالحزن عليها …كان يري انكسارها ولم يهمه الأمر فقط كانت في باله تلك اللحظة هي ملاك فقط وكيف سيصلح الوضع معها …كيف سيجعلها تثق به مرة آخري وقد فقد ثقتها ؟!يعرف كم هي أمراة قوية …كبرياؤها عنيف ….وليكن صادقا شعر بالرعب منها للحظات …كاد أن يضحك علي نفسه….عدي العمري الضابط صاحب النفوذ الاقوي يخاف من فتاة رائعة بعينين رمادتين بالكاد طولها يصل إلي كتفيه …ولكنه حقا يخاف منها …لقد رأي في عينيها وقتها شراسة لم يراها من قبل وكأن قطته الوديعة أصبحت شرسة وتخدش …فقط لو لم تكن ابنة من قتل والدته لكان لقصتهما مسار مختلف وشيق تماما فالغبي الذي يترك امرأة كهذة تفلت من بين يديه هو حقا يري أن عاصم غبي لانه افلتها وخانها بكل غباء…امرأة كملاك لا يجب أن تخان بل تعامل كأميرة….هز رأسه بعنف وهو يجد نفسه يفكر بأشياء بعيدا عن خطته الأصلية …ما علاقته هو بحياتها ولما يفكر بتلك الطريقة…أنب نفسه ..يجب أن يحذر والا سوف يقع في حبها كما أخبره والده …وهو لا يريد توريط مشاعره معها والا سيستسلم …هو ضعيف حين يحب…تلك هي الحقيقة البائسة بحياته …فالحب ضعف وحبيبته هي نقطة ضعفة…وهو لن يجعل ملاك نقطة ضعفه …بل ستكون ملاك مجرد بيدق في لعبته حتي ينتقم من والدها ثم يتخلص منها بسهولة ويلتفت الي حياته …تجمد وهو يراها تخرج من النادي الذي ذهبت إليه …ابتسم وهو يري أنها اخيرا خرجت بعد ساعتين في النادي …كان ترتدي نظاراتها الشمسية وملابس مريحة من بنطال جينز وبلوزة كريمية وهي تسير تجاه سيارتها …وجهها خالي من المشاعر وليكون صريح خاف الان منها أكثر …ماذا إن صرخت في الشارع وجمعت عليه أمة لا اله الا **** ..ماذا يفعل حينها …تنهد وهو يقرر أن يتحلي بالشجاعة ويحدثها …بالتأكيد لن تفعل شئ له …حسنا هو ليس متأكد بل يتمني الا تفعل شئ…</p><p>خرج من سيارته تجاه ملاك …فتحت ملاك حقيبتها لتخرج مفتاحها ولكن فجأة تجمدت وهي تشعر بأحد يمسك ذراعها …نظرت لتجده عدي …ارتعش قلبها للحظات …وتصاعدت الدموع في عينيها …ازدادت سرعة تنفسها … حاولت بقوة أن تسيطر علي نفسها الا انها فشلت وفجأة انفجرت بالبكاء ..</p><p>-حبيبتي اسف و**** …مكنتش اقصد اللي حصل …سامحيني ابوس ايديكي …</p><p>-انت حيوان .</p><p>قالتها وهي تضرب بقدمها علي قدمها ليتأوه هو ويعود للخلف ثم فتحت باب السيارة بعنف ليصطدم برأسه فيقع علي الأرض ولكنها لم تهتم به بل صعدت سيارتها وهي تنطلق بها وداخلها تفكر أنه يستحق….هذا الخائن الغشاش …</p><p>تأوه عدي بألم وهو متسطح علي الأرض …ابعد كفه عن رأسه ليجدها مخضبة بالدماء …اتسعت عينيه برعب وقال:</p><p>-يا بنت المجنونة يا مفترية!</p><p>…………</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>في المساء</p><p>دارت حول نفسها وهي تتطلع الي الفستان الرائع الذي اشتراه لها حسام كاعتذار وطلب أن ترتديه في حفل خطوبة رفيقه …كان فستان وردي لامع بأكمام طويلة ينحسر عند الخصر ويتسع قليلا بعده….يصاحبه حزام لامع يلف حول الخصر …كان الفستان مدهش …بسيط لكن مدهش لائم جدا بشرتها البيضاء …ابتسمت حياة وهي تعدل من وضع الفستان …عشر دقائق وسوف يصل حسام الي هنا …ألقت نظرة أخيرة الي نفسها في المرآة وابتسمت برضا وهي تتطلع الي نفسها ….لقد بدت بسيطة وجميلة كما هي دوما …فتحت الجارور لتسكن لحظات وهي تجد الهدية التي احضرها لها يوسف في حفل خطوبتها … أمسكت العلبة المخملية وهي تنظر إليها ودون شعور ارتسمت علي شفتيها ابتسامة حلوة وهي تتلمس العلبة بينما تشعر بقلبها يرتعش داخلها وقد شعرت أن الوقت قد تجمد تماما …تنهدت وهي تضع كفها الأخر علي قلبها وتغمض عينيها</p><p>لما لا تنساه فحسب ؟!لما لا تمحيه من عقلها بسهولة كسهوله تركه لها وارتباطه بوعد …لما لا تقسي قلبها عليه …كم تمنت أن تخرجه من قلبها وعقلها وتحب حسام فقط …حسام خطيبها الذي يفعل الكثير لارضائها …رغم اختلافهما احيانا الا انه يعاملها بلطف ويحترمها كثيرا وهي حقا تشعر بالذنب لأنها مخطوبة له وتفكر بآخر…تشعر أنها خائنة رغم أن **** وحده يعلم أنها تحاول بأقصي جهدها أن تنسي يوسف…تحاول بقدر الإمكان أن تتجنبه…تتجنب لقاءاته كي لا يخونها قلبها ولكن يبدو أنه مصر دوما علي الظهور أمامها ….تنهدت حياة وهي تفتح العلبة وتخرج منه الاسورة الذهبية الأنيقة ..ابتسمت وهي تجد دولفين صغير ذهبي معلق بها…كم تعشق الدلافين …الجميع يعرف عشقها لهم لدرجة أرادت أن تعمل مدربة لهم ولكن والدها خاف علي سلامتها ورفض …هل اختار يوسف تلك الاسورة لهذا السبب ام أن هذة صدفة…ولكن حقا لم تهتم بل ارتدت الاسورة وهي تنظر إلي نفسها نظرة أخيرة وتبتسم ثم أخذت حقيبتها وخرجت لتنتظر حسام في الخارج …</p><p>….</p><p>صفر والدها عندما رآها وقال:</p><p>-ايه الجمال ده بس ؟</p><p>ابتسمت حياة بخجل وكادت أن تتكلم إلا أن جرس الباب أوقفها …ابتسم والدها وقال:</p><p>-حسام جه اهو ..</p><p>فتحت والدتها الباب وابتسمت بحبور وقالت:</p><p>-اتفضل يا حبيبي .</p><p>مد حسام عبوة الشيكولاتة لها وقال:</p><p>-هدية بسيطة يا حماتي …فين حياة عشان ا….</p><p>ولكن الكلمات انحشرت في فمه وهو يراها تقترب منهما…كم بدت جميلة …اجمل ما راي في حياته …لحظات وسيطر علي نفسه بينما الجزء الخبيث منه كان سعيد …اليوم هو اليوم المناسب لأخذ ما يريده من حياة!</p><p>-يالا يا حياة.</p><p>قالها بإبتسامة لتهز حياة رأسها ثم تقترب منه وتلوح لوالدتها …قالت والدتها وقد شعرت بقلق مفاجئ:</p><p>-متأخرهاش يا حسام ب**** عليك …</p><p>-متقلقيش يا حماتي …حياة في عينيا …</p><p>ثم امسك كفها وغادر …بينما وضعت والدتها كفها علي قلبها وقالت:</p><p>-**** يسترها عليكي يا بنتي …معرفش ايه الاحساس اللي أنا حاساه ده …</p><p>……</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>نزلا حياة وحسام سويا ليتوقفا وهما يجدا يوسف علي بابا العمارة …تجمدت ابتسامة حياة ثم اطرقت برأسها وهي تشعر بالتوتر …تأملها يوسف بغيرة عندما وضع حسام يده علي كتفها…شعر حينها بالغضب يتصاعد داخله ونظر الي حياة بغضب …تراجعت حياة بحيرة وخوف من غضبه المفاجئ إلا أن حسام كسر هذا الموقف السخيف عندما قال:</p><p>-مساء الخير يا استاذ يوسف لو سمحت عدينا عشان احنا اتأخرنا بجد …</p><p>وبالفعل تراجع يوسف ليجذب حسام حياه خلفه ويذهب تاركا رجل يغلي علي مراجل الجحيم !</p><p>…………..</p><p>-مش مرتاح ليه …قلبي مقبوض من خروجها معاه</p><p>قالها يوسف وهو يضع كفه علي قلبه الذي ينبض بخوف لتبتسم والدته وتقول :</p><p>-او يمكن تكون غيران مثلا يا يوسف مش كده؟!</p><p>هز يوسف رأسه وهو يضحك بتوتر وقال:</p><p>-انا مش غيران يا امي …اغير ليه …حياة تبقي زي اختي !…</p><p>كان فمه يعارض أوامر قلبه …وعقله يسخر منه …أليس آن الأوان أن يعترف أنه يغار عليها …أنه يكره حسام هذا بشكل غريب …لا يطيق سماع صوته ولا تحمل ابتسامته الكريه …حاول كثيرا دفع تلك الأفكار من عقله …حاول طرد حياة التي بدأت بإحتلال جزء كبير من روحه ولكنه فشل ..أيمكن أن يكون وقع في حبها …فتلك المشاعر القوية داخلها هي مشاعر حب …بل عشق …ولكن كيف يعشقها وهو الذي حاول عدة مرات الهروب منها وجعلها تنسي أمره …كيف يمكن للمرء أن يحب بتلك السهولة شخص هو بنفسه رفضه مرات عديدة …تنهد وهو يشعر بالتعب والتشويش …يشعر أن عقله لا يفكر بطريقة سليمة …هو غاضب معظم الوقت …غاضب من خروجها معه دوما …خائف من فكرة أن حياة تحب حسام وتتزوج به …اليوم عندما رآه يضع يده علي كتفها كاد أن يقطع ذراعه من الغضب ولكنه يرجع ويقول:</p><p>هل لديه حق أن يفعل هذا؟!!لقد فقد هذا الحق منذ زمن !والان حياة أخبرته بوضوح عن مكانته أنه اخ لها فقط …فيبدو أن حياة قررت فعليا أن تنساه …رغم أن الأمر يزعجه كثيرا ولكنه اعترف أن لا يحق له أن يشعر بالإهانة لانه هو من رفضها في الاول وهي بالتأكيد لن تغفر له …بل ستذهب مع المدعو حسام …سوف تتزوج منه ..فكر بقهر …</p><p>-يوسف رحت فين ؟!</p><p>قالتها والدته بخبث ثم أكملت بطريقة مسرحية:</p><p>-غريب امركم ايها الرجال تسيب البنت في الاول وتكسر قلبها ودلوقتي سي عاطف بقيت بغير عليها يا سي عاطف …اعترف يا منيل انك بتحبها .</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-ولو اعترفت يعني هتعملي ايه ؟!!نسيتي أنها مخطوبة .</p><p>-ملكش دعوة …</p><p>ضحك يوسف بذهول ثم قال بعصبية:</p><p>-تمام أنا بحبها…يالا اتصرفي وخليها تبقي ليا</p><p>..يالا</p><p>ثم تركها غاضبا لتنظر والدته الي أثره بذهول …لم تتوقع أن يعترف بتلك السرعة !!!</p><p>… ….</p><p>في الحفل …</p><p>كان حفل الخطبة في منتزه واسع بديكور رائع …كانت حياة تتأمل الديكور بإعجاب وهي تتلاعب بالأسورة الخاصة بها …تحاول الهاء نفسها عن نظرات الغيرة الواضحة التي رأتها في عيني يوسف ….تنهدت بحسرة وهي تخبر نفسها أنها كلما أرادت أن تزيحه عن تفكيرها يأتي ويحتل عقلها بقوة …يفرض سيطرته علي روحها …اليوم شعرت أنها أسيرة عينيه بينما ينظر إليها بغضب لم تفهمه …هل يحبها …هل يعاني يوسف الان من تلك النيران التي كانت تعاني منها عندما كانت تراه….تنهدت وهي تخبر نفسها الا تفكر بيوسف وتستمتع بالحفل علي الاقل …اخذت تنظر حولها بحثا عن حسام لتجده يشير إليها من مسافة أنه قادم إليها …</p><p>هزت حياة رأسها ثم بدأت تنسجم بالحفل …</p><p>نظر حسام الي رفيقه وقال؛</p><p>-بقولك مفتاح شقتك اللي قريبة من هنا معاك ؟!</p><p>نظر إليه سعد بحيرة وقال:</p><p>-ليه فيه ايه؟!</p><p>-عايزها</p><p>قالها بنبرة قاطعة …</p><p>نظر سعد الي خطيبة حسام ثم نظر إليه وقال بخبث :</p><p>-هي خطيبتك من نوع كل شىء مباح في الخطوبة ولا ايه …</p><p>اخرج المفتاح من جيبه وأعطاه له وقال:</p><p>-عموما استمتع يا معلم وارفع راسنا ها …</p><p>هز حسام رأسه ثم أخذ كوب العصير الذي أمامه وخلسة وضع به شيئا ثم ذهب تجاه حياة …انتهي الامر …ستكون ملكه الليلة …الليلة سوف يكسر غرورها …</p><p>…..</p><p>كانت تتسطح علي الفراش وهي تبتسم بخبث بينما تتلاعب في خصلات شعرها …الصياد يقع في فخها…أصبحت هي من تتلاعب به الان…والأمر ليس صعبا حتي يقع في حبها بجنون وحينها سوف تنتقم منه علي كل ما فعله به …ستقتله وهو علي قيد الحياة وتستمتع وهي تراه ينزف بقوة …هم لم تظن ابدا أنها سوف تستخدم طرق ملتوية لتحصل من خلالها علي ما تريد ولكن هو من دفعها لهذا…هو استنزف طاقتها وظن أنها سوف تستلم له سريعا …ولكنه لا يعرف انها عاشت في جحيم والدها من قبل واستطاعت النجاه وسوف تنجو الان ولكن ليس قبل أن تنتقم منه …شهقت بقوة مع دخول الصياد عليها …</p><p>-مش تخبط يا اخ انت</p><p>قالتها بنبرة غاضبة وهي تشد الفستان وتغطي ساقيها …</p><p>حاول الصياد بقدر الإمكان الا ينظر إلي ساقيها وقال بقوة:</p><p>-يالا اجهزي</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-هتقتلني ولا ايه ؟!</p><p>قالت بسخرية ليرد عليها بسخرية اكبر :</p><p>-لا هدخلك قفصي …</p><p>اتسعت عينيها وهي تنظر إليه ليقول هو:</p><p>-يالا هنتجوز مش ده شرطك عشان تبقي ليا …</p><p>لم ترد وقد شعرت بالذهول ليضرب هو كفه علي الباب ويقول:</p><p>-يالا يا عروسة لسه هتنحي!!!!!</p><p></p><p>يتبع…</p><p></p><p>الفصل الخامس عشر (زواج )</p><p>-هنتجوز؟!!</p><p>قالتها وعد بصدمة …رباه لقد وافق سريعا !!كان تريد أن تماطله اكثر حتي يقع في حبها وتتحرر منه …هذا ليس جيد الآن هي ستتورط فعليا مع هذا المجنون وتصبح زوجته ….لا..لا …</p><p>نظر إليها الصياد وقال بسخرية :</p><p>-مالك يا عروسة زعلانة ليه…ولا غيرتِ رايك وقررتِ تديني اللي انا عاوزه من غير جواز ..و**** أنا موافق وده يناسبني اكتر بصراحة …</p><p>هزت وعد رأسها ونظرت إليه قائلة :</p><p>-لا طبعا مش هيحصل الا لما نتجوز …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>صمتت قليلا وهي تفكر انها لو اصبحت زوجته لن تتحرر منه بسهولة…رباه ما تلك الكارثة!!!!</p><p>نظرت اليه وقالت:</p><p>-احنا هنتجوز دلوقتي يعني ؟!</p><p>هز رأسه وقال:</p><p>-ايوة هنضرب ورقتين عرفي وتخلص الليلة …</p><p>ضحكت بسخرية وقالت:</p><p>-ورقتين العرفي دوول تتجوز بيهم واحدة غيري …لا مستحيل مش هتجوز الا عند مأذون…</p><p>نظر إليه الصياد بصدمة وقال :</p><p>-عند مين يا اختي لا بجد انتِ معتوهة صح ؟!</p><p>هزت وعد راسها وقالت:</p><p>-لا يا صياد أنا بتكلم بجد جوازنا يكون عند مأذون ويكون صحيح مية بالمية لولا اني أقبل اتجوزك …</p><p>هو راسه وضحك بذهول:</p><p>-انا بجد مش مصدق بجاحتك؟!لا بجد عندك الجراءة أنك تتحديني بالشكل ده…تقفي وتتحديني أنا …أنا الصياد …</p><p>نهضت هي ببطء وابتسمت له ابتسامة حلوة وهي تحاوط عنقه ثم بخبث طبعت قبلة علي ذقنه وهي تقول بدلال:</p><p>-بس انت بتحب كده يا صياد …بتحب اللي يتحداك …مبتحبش تاخد حاجة بسهولة صح …عشان كده انت معجب بيا .</p><p>لمعت عينيه بقوة وهو ينظر إليها ويقول:</p><p>-انا عايزك بس …لكن مشاعري مش متورطة معاكِ فمتديش نفسك اكتر من حجمك عشان متقعكيش علي جدور رقبتك …</p><p>ابتسمت وقالت:</p><p>-بس ممكن مشاعرك تتورط معايا فعلا …ممكن تحبني بجنون وساعتها هكسر قلبك …</p><p>-انا معنديش قلب عشان تكسريه …</p><p>قالها ببرود لترفع حاجبيها وتقول:</p><p>-بجد؟!!</p><p>ثم ابتعدت قليلا ووضعت كفها علي قلبه وقالت :</p><p>-بس أنا حاسة ان فيه قلب هنا …قلب بيدق …قلب اتكسر قبل كده كتير واتخذل اكتر …شايفة ان من جوا الانسان البارد اللي جواه ده *** صغير بيعاني ومستني اللي ينقذه …أنا شايفة كتير اووي يا صياد وعارفة أنك مش الشخص اللي بتحاول تبينه ليا …عارفة ان جواك نقطة بيضا صغيرة اووي ومستنية تسيطر علي السواد اللي جواك …</p><p>اغمض عينيه وكلماته تنساب الي اذنه كالسحر بينما امتعضت ملامحها وهي تفكر ان الي متي سوف تقول هذا الهراء وتخدع هذا الحقير كي تهرب من هنا …فكرة المأذون فكرة جيدة …فما ان يأتي سوف تخبره بكل شئ حتي يبلغ الشرطة وبهذا تتخلص من هذا الثور…</p><p>-انا موافق .</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>قال كلمته ببساطة ثم فتح عينيه وقال بنبرة غامضة :</p><p>-انا موافق نتجوز شرعي بمأذون…بعد تلات ايام هنتجوز اجهزي كويس .</p><p>وكاد ان يذهب الا انها امسكت ذراعه وقالت:</p><p>-انا عايزة فستان فرح..</p><p>ضحك بذهول وقال:</p><p>-هو انتِ شايفاني مصباح علاء الدين يا اختي ؟!</p><p>هزت كتفيها وقالت:</p><p>-من غير فستان فرح مش هتجوز …</p><p>هو رأسه وقال:</p><p>-حاضر هخلي حد من هنا ياخد مقاساتك ونجيب فستان فرح …بس انسي أنك تطلعي من هنا يا قطة ماشي ؟!</p><p>مطت شفتيها بضيق لتجذبه حركتها تلك ثم اقترب منها كي يقبلها الا انها وضعت كفها وقالت:</p><p>-بعد الجواز يا صياد اصبر …</p><p>هو رأسه وقال:</p><p>-عندك حق …</p><p>ثم خرج لتتنهد وهي تشعر بالجنون …سوف يتزوجها …ولكن سرعان ما ابتسمت وهي تتذكر انها عند المأذون يمكنها فضح امره …كما ان ليس لديها ولي وسيكون الزواج باطل…</p><p>….</p><p>خرج الصياد من الفيلا واجري اتصالا …</p><p>-ايوة يا سيد بقولك عايزك تجيبلي حد بس الكلام ده يكون في ظرف تلات ايام بالضبط عايزه يكون عند رجلي</p><p>……</p><p>-اتفضلي اشربي يا حبيبتي عصير .</p><p>قالها حسام برقة وهو ينظر إليها …نظراته كانت بريئة تماما ولكن كان داخله يحيك خطط عديدة عندما تشرب العصير سوف تأتي معه الي شقة صديقه وهناك سوف يسلب منها كل شئ …كما أنه فكر في تصويرها.ليبتزها لاحقا…كان كل شئ يسير في عقله كما اراد …انتظر بشغف لتشرب العصير ولكنها قالت بتعب:</p><p>-معلش يا حسام بجد مش قادرة اشربه …فعلا معدتي وجعاني …</p><p>ولكنه اصر وهو يمسك كفها قائلا:</p><p>-وحياتي عندك يا حياة لتشربيه …أنا جايبه بنفسي ليكي …اشربيه حتي نصه مش كله واوعدك بس تشربيه نمشي من هنا لو تعبانة …متكسفنيش بقا …اشربي يا حبيبتي ..</p><p>قالها وهو يرفع العصير لفمها كي تتناوله الا ان كف اوقفته …نظر الي صاحب اليد ليجده امامه يوسف …ابتسم له يوسف ابتسامة صفراء ووضع الكوب علي الطاولة وقال:</p><p>-للاسف حياة مبتحبش عصير البرتقال …هي بس خافت لتقول كدة وتحرجك ….</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>تعكر وشه حسام وقال بفظاظة:</p><p>-ايه اللي جابك هنا؟!</p><p>ابتسم له يوسف باستفزاز وقال:</p><p>-دي خطوبة اخت صاحبي ولا أنا ممنوع اجي هنا يا حس…وبعدين اهو يا اخي نتسلي أنا واياك شوية ونتكلم بما أننا هنبقي نسايب…</p><p>كز حسام علي اسنانه بغضب …هذا الحقير دمر خطته تماما …كم هو مزعج لماذا يلاحقهما لولاه لكانت حياة لتكون ملكه الليلة وكان سيجعلها خاضعة له …</p><p>كان يوسف يبتسم إليه بإستفزاز …هذا القذر يخطط لشئ ما …كان محق عندما قال انه لا يشعر بالارتياح له…نواياه تجاه حياة ليست سليمة بالمرة…يري هذا في عينيه…**** يعلم ماذا يوجد بعصير البرتقال …تنهد وهو يتذكر انه لم يكن ينوي ان يأتي اصلا لحفل الخطبة عندما عرف ان خطيب شقيقة صديقه هو صديق لحسام…ففضل ان يبقي بالمنزل حتي لا يقع فريسة لنيران الغيرة التي بدأت تشتعل بروحه مؤخرا …ولكن خالته هي من نبهته لنوايا حسام دون ان تدري وقد عرف ان شعوره صادق تماما … تذكر يوسف الذي حدث بينه بين خالته قبل ان يأتي الي هنا !!!</p><p>……</p><p>خرج يوسف من منزله بضيق ..لقد اعترف بكل تلك البساطة …اعترافه لم يصدم والدته بقدر ما صدمه هو …لقد شعر بالصدمة وهو يقول تلك الكلمات …متي وقع في حبها …متي اصبح مجنون بها الي ذلك الحد ؟!هو حقا لا يعرف ولكنه يعرف ان الغيرة التي تشتعل به كلما رأي حياة مع حسام ليست من فراغ …تنهد بيأس وهو يفكر انه تأخر كثيرا في الاعتراف …كثيرا ..كاد ان يذهب عندما توقف ورأي خالته تقف عند باب منزلها وهي تضع كفها علي قلبها …اقترب يوسف منها وقال:</p><p>-فيه حاجة يا خالتي ؟!</p><p>انتفضت خالته ونظرت إليه وهي تقول بنبرة خائفة :</p><p>-معرفش بس حاسة قلبي بيتنفض يا ابني …حاسة ان حياة هتحصلها حاجة وحشة !</p><p>امسك يوسف كفها وقال:</p><p>-متخافيش يا خالتي إن شاء **** خير وعشان تطمني اكتر أنا هروح بنفسي واطمنك عليها …</p><p>….</p><p>عاد من شروده وابتسم بإنتصار …نظرت حياة إليه بضيق ثم نظرت الي حسام الغاضب الذي ابتعد علي الفور وذهب لأصدقاؤه …</p><p>نظرت حياة الي يوسف بغضب وقالت:</p><p>-انت ليه بتعمل كده؟؟!</p><p>-انا بحبك ..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>اعترف يوسف بصدق وهو يتطلع الي ملامح وجهها الفاتنة لتتسع عينيها بصدمة بينما اصبح قلبها يخفق بقوة …لابد انها تحلم ….اقترب يوسف وامسك كفها وقال:</p><p>-حياة قولي حاجة …سكوتك مخوفني</p><p>أخيرا عادت الي رشدها وهي تبعده عنها بقوة وتصرخ:</p><p>-جاي تعترف دلوقتي ؟!!بعد ما رفضتني مليون مرة وسيبتني عشان وعد …فلما سابتك هي جاي دلوقتي تشوف المغفلة اللي حبتك صح.؟!!اهو أي حاجة تمشي بيها نفسك عشان بكرة لما تلاقي اللي تحبها تاني ترميني مرة تانية!!</p><p>هز يوسف رأسه بالنفي لترفع هي كفها مشيرة الي خاتم الخطبة وتقول:</p><p>-بس حبك مرفوض يا استاذ يوسف …أنا مخطوبة …ومخطوبة لواحد محترم كمان …فياريت تاخد حبك وتعرضه علي مغفلة تانية ولو سمحت امشي من هنا…دي خطوبة صاحب حسام ووجودك مش مرغوب فيه هنا !!</p><p>ثم تركته وابتعدت لتحتمي بحسام من تلك المشاعر غير المرغوب بها التي هاجمتها فجأة! بينما ابتسم حسام بخبث لا بأس فشل اليوم ولكنه سينجح يوما ما</p><p>…….</p><p>بعد ثلاث ايام ..</p><p>في المساء …</p><p>كان يصفر وهو رائق البال اليوم سوف يحصل علي القطة صاحبة العينين الزرقاوتين …سوف ينعم بجوارها …سوف يتذوق شهد شفتيها دون اي اجبار …ابتسامة سعيدة شقت شفتيه وهو يشعر بقلبه يقصف داخل صدره …انها المرة الاولى التي يكون متحمسا بها لتلك الدرجة ….تلك المرأة مذهلة تجعله يلهث دون ركض …تشعره دوما بالحماس …مكرها وجرائتها يجذبانه إليها كما تنجذب الفراشة للنار فتحترق …ولكن لن يحترق هو فقط بل ستحترق هي معه …انتهي من اعداد نفسه وكاد ان يخرج الا انه توقف وهو يري وشاح والدته الذي يحتفظ به دوما …اقترب من الوشاح وامسكه ثم قربه من انفه وهو يشمه بينما الدموع تتصاعد في عينيه….لقد اشتاق إليها …اشتاق إليها كثيرا ليتها تكون معه الأول …هو يحتاج بقوة الي ان تضمه إليه …يحتاج الي أن يبكي بين احضانها ويشكو لها العالم …ابعد الوشاح عن انفه وقبله برقة وقال؛</p><p>-النهاردة مفروض اتجوز ..من واحدة انا مبحبهاش اصلا …بس أنا فرحان ومتحمس بطريقة كبيرة …عارفة انها بتفكرني بيكي نفس القوة والاصرار والجراءة …هي الوحيدة بعدك وبعد ملاك اللي خلتني ارضخ لقرارها بس الشرارة اللي في عينيها الزرقا مشوفتهاش الا فيكي انتِ يا امي …شرارة الحياة …مبحبهاش بس كل اللي اعرفه ان وجودها في الفترة دي مهم ليا لانه بيفكرني بيكي انتِ ومين عارف ممكن جوازنا يستمر للأبد …</p><p>ابتسم ووضع الوشاح مكانه وهو يذهب بينما يصفر بإستمتاع…</p><p>-ايه الروقان ده؟!</p><p>قالها عمه وهو يتطلع الي جاسر ثم اكمل :</p><p>-خير يا حبيبي رايح فين ؟!</p><p>-رايح اتجوز يا عمي</p><p>قالها جاسر بتسلية ليضحك عمه ويرد قائلا:</p><p>-نكتة حلوة بجد …صحيح رايح فين متهزرش ؟!</p><p>هز كتفه وقال:</p><p>-زي ما قولتلك رايح اتجوز .</p><p>وثم ترك عمه مصدوم وذهب ..هز عمه رأسه وفكر ان ابن شقيقه فقد عقله تماما …كيف سيتزوج فجأة ؟!!وممن سوف يتزوج؟!</p><p>….</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>خرج جاسر من المنزل وورده اتصال ..ابتسم بخبث ورد وقال:</p><p>-قدرتوا تجيبوه صح ؟!</p><p>ضحك بإنتصار وقال:</p><p>-عال هو ده الكلام …جيبوه وحصلوني علي هناك تمام !</p><p>وبعدين اغلق الهاتف وقال:</p><p>-كنتي عايزة جواز شرعي مية في المية امرك .</p><p>…..</p><p>وصل الصياد للفيلا الاخري وجلس في الصالة ثم اشار للحارس ان يأتي بوعد …</p><p>…..</p><p>بعد لحظات …</p><p>انتفض قلبه لها ولأول مرة وهو ينظر إليها…فستان الزفاف الرقيق كان ينساب علي جسدها برقة بدت كأميرة خرجت من احدي القصص الخرافية ….بدت جميلة جدا ….جمالها اوقفه عن الكلام للحظات …نهض وهو يسير تجاهها ثم امسك كفها وقبله برقة قائلا:</p><p>-يظهر اني اكتر راجل محظوظ في الكون عشان هحصل عليكِ</p><p>ارتعش قلبها بتوتر وزاغت عينيها وهي تبحث عن المأذون</p><p>-بتدوري علي حاجة يا حبي ؟!</p><p>قالها ساخرا لترد هي :</p><p>-اومال فين المأذون مش شايفاه؟!</p><p>-اهو جه .</p><p>قالها الصياد وهو يشير الي المأذون بسعادة …حينها صرخت وعد وقالت:</p><p>-يا شيخ انقذني منه ده خاطفني وعايز يتجوزني …بلغ البوليس ..</p><p>ضحك الصياد بسخرية ليهز المأذون كتفيه ويقول:</p><p>-كان علي عيني يا بنتي و**** بس هو خاطفني أنا كمان …</p><p>بهتت وعد ثم نظرت الي الصياد وقالت بتحدي:</p><p>-بس يا صياد أنا مليش ولي يعني جوازنا باطل …..</p><p>-مين قال كده ؟!</p><p>قالها الصياد مبتسما</p><p>ثم صفق بيده ليأتي أحدهم وهو ممسك برجب بقوة نظر الصياد الي وعد وقال:</p><p>-شوفي مين جه يحضر فرحك يا وعد …باباكي واللي هيكون هو الولي بتاعك …جبته من فرنسا مخصوص عشانك عشان تعرفي بس غلاوتك عندي!!!</p><p>……..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>وضعت احمر الشفاه علي شفتيها ثم قلبت شفتيها برفق حتي يثبت ….وتراجعت قليلا وهي تنظر لنفسها برضا ..كادت أن تربط شعرها الاشقر ولكنها قررت تركه حرا …ابتسامة لطيفة زينت شفتيها …الآن هي قررت ان تنسي عدي للأبد وتستمتع بحياتها …الليلة زفاف صديقتها المقربة وسوف تذهب اليه وترقص وتستمتع بوقتها حتي تنساه تماما …هذا الحقير !!! امسكت حقيبتها غالية الثمن والتي كانت تلائم كثيرا فستانها الاحمر الطويل وخرجت …</p><p>قابلت والدها في الطرقة قبل تنزل الدرج…ابتسم والدها واقترب وهو يقبل جبينها ويقول:</p><p>-خلي بالك من نفسك يا ملاك …هتسوقي انتي ولا اخلي السواق يوصلك ..</p><p>ابتسمت وقالت بهدوء:</p><p>-معلش يا بابا حابة اخد تاكسي اريح ..</p><p>-براحتك يا حبيبتي ..بس خلي بالك من نفسك ومتتأخريش…</p><p>هزت رأسها ثم نظرت إليه وقالت:</p><p>-صحيح فين جاسر مش ظاهر يعني…</p><p>ابتسم والدها بسخرية خفية علي جاسر الذي قرر فجأة ان يتزوج اليوم من فتاة لا يدري هويتها حتي ولكنه لم يرد ان يصدم ابنته فقال:</p><p>-وراه شوية شغل فخرج ..</p><p>هزت رأسها ثم خرجت من الفيلا وهي تسير بحذر بسبب حذاؤها ذو الكعب العالي …</p><p>أخيرا خرجت من بوابة الفيلا ثم اشارت لسيارة أجرة التي وقفت لها فورا …استقلتها وقالت وهي تنظر الي هاتفها بينما تسير السيارة بسرعة :</p><p>قاعة ال….</p><p>ولكن الكلمات انحشرت في حلقها عندما سمعت صوت مميز للغاية يقول:</p><p>-شكلك حلو النهاردة …</p><p>اتسعت عيني ملاك بصدمة وازدادت وتيرة تنفسها بينما اخذ قلبها ينتفض داخل صدرها كطير جريح…عجزت عن الكلام للحظات بينما هو يقود السيارة بسرعة في طريق غير الذي ستسلكه بينما يقول بهدوء:</p><p>-للاسف انتِ اجبرتيني اخطفك يا ملاك …لأنك رافضة أي تواصل بيننا …كل ما احاول اكلمك تصرخي في وشي زي المجنونة…رافضة تردي علي تليفوناتي او رسايلي لدرجة اني قعدت اليومين اللي فاتوا وانا مستنيكي جمب فيلتكم …أنا أول مرة اتذل الذل ده …</p><p>أخيرا عادت لها قدرتها علي الكلام وقالت:</p><p>-محدش اجبرك تعمل كده !وياريت تبطل لاني مش هرجعلك تاني …ده مستحيل …</p><p>تنهد وهو يقف السيارة في مكان خالي نوعا ما من الناس امام النهر وينظر إليها ويقول:</p><p>-ملاك اديني فرصة اشرحلك طيب …أنا و**** ما خنتك ولا حاجة …هي اللي قربت صحيح ضعفت بس …</p><p>وضعت كفها علي اذنها وهي تصرخ:</p><p>-كفاية …كفاية مش عايزة اسمع كدبك ولا يهمني اصلا ..أنا الحمد*** عرفتك وعرفت حقيقتك …عرفت أنك شخص خاين وكداب بتلعب ببنات الناس …وانا **** بيحبني لانه انقذني من شخص زيك …اتفضل رجعني للبيت ومتحاولش تقرب مني تاني والا وقتها هدخل والدي في الموضوع وصدقني هيعملك مشاكل كتيرة اووي انت في غني عنها .</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>انها تتسرب من بين يديه كالدخان…ها هو بيدق انتقامه يتحرر منه …وهو لن يسمح لها أن تتحرر …ليس بعد كل ما فعله …لقد انتظر كثيرا تلك الفرصة للانتقام ممن سلب والدته منه …والدته كانت كل حياته ولكن فجأة اتي عامر النجار ودمر حياته بأكملها …ما زال يتذكر شكل والدته وهي مغرفة بالرصاص …يتذكر كيف بكي وقتها حتي فقد صوابه …هو لن يترك دماء والدته تضيع هدر لذلك نظر لملاك وقال:</p><p>-لو مرجعتليش يا ملاك أنا هنتحر …</p><p>ضحكت بسخرية عليه ليفتح هو الباب بهدوء ثم يتجه الي النهر ويلقي نفسه في المياة العميقة …</p><p>-عدي!!!</p><p>صرخت ملاك برعب وهي تتذكر كلماته انه لا يعرف السباحة !!!</p><p></p><p>يتبع…</p><p></p><p>الفصل السادس عشر(جريمة )</p><p>-بابا!!!</p><p>قالتها وعد بصدمة ..ثم اقتربت منه بينما تصاعدت الدموع لعينيها …كان قلبها يتخبط داخل صدرها وهي تري ذلك الرجل الذي باعها بسهولة لمجرم مثل الصياد …</p><p>-انت بعتني ليه!!!مهتمتش اني بنتك وبعتني بشوية فلوس لمجرم زيه يشتري ويبيع فيا!!</p><p>صرخت وعد وهي تنتفض كطائر جريح بينما التزم والدها الصمت تماما ….اقتربت منه وقالت برجاء:</p><p>-ابوس ايديك أعمل حاجة صح في حياتك …حسسني ولو مرة واحدة أنك ابويا ومتخذلنيش …خدني من هنا ومتوافقش تحط ايدك في ايده وتسلمني ليه مرة تانية…ابوس ايديك متبعنيش تاني….</p><p>كانت تتوسل غريزة الاب داخله لعله يشفق عليها …كانت مستعدة ان تتوسل للصباح فقط كي يأخذها من هذا المكان المقيت …يحميها… ولكنه قتل املها فيه عندما قال بضعف:</p><p>-اسف يا بنتي ..</p><p>تراجعت وعد وهي تبكي بقوة …لقد باعها والدها مرة اخري!!!</p><p>اقترب الصياد منها وقال بنبرة غريبة :</p><p>-متستنيش انه ينقذك لانه هو اللي عرضك عليا …</p><p>نظرت اليه وعد وهي تبكي فأكمل الصياد بأسف:</p><p>-اسف يا بيبي الموضوع مش شخصي بس أنا عايزك وعشان أنا عايزك نفذتلك شروطك كلها …ده دورك تنفذي وعدك ليا من غير دراما ولا كلام كتير …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>هزت وعد رأسها وقد استسلمت للأمر الواقع ثم ذهبت وجلست علي الاريكة وهي تبكي …كان تريد افراغ كل طاقتها في البكاء لكي تبقي كالجثة عندما يسلبها الصياد كل شئ بعد قليل ….رفضت ان ترفع عينيها عن الأرض …كانت لا تريد رؤية احد منهما لا والدها الذي باعها ولا الصياد الذي اجبرها ان تتزوجه …</p><p>كانت تتم مراسم زواجها من آخر بينما هي منفصلة عن العالم تماما لا تدري شيئا عقلها يلف في دائرة مغلقة… الألم داخل قلبها لا يحتمل …وروحها تحترق…تشعر انها سوف تموت وكم تمنت فعلا ان تموت وترتاح كليا من هذا العذاب علي الأقل عندما تموت سوف تهرب من هذا الجحيم الذي تعيش به …</p><p>-بارك **** لهما وبارك عليهما وجمع بينهما</p><p>كلمات خرجت من فم المأذون اخبرتها انها اصبحت زوجته والحقيقة كانت انها اصبحت سجينته التي سوف ينتهك جسدها تحت مسمي الزواج …احضر الصياد الدفتر بنفسه وقال:</p><p>-امضي يا عروسة</p><p>…. مضت ولمعت عيني وعد بشرارتها المعتادة وقد اشتعل الامل فيها …ما بها …هل ستستسلم الآن …بالطبع لا …اصبحت زوجته فعلا ولكنها ستماطله ولن تدعه يلمس شعرة منها …ستسير الي خطتها الاساسية حتي تقضي عليه ….</p><p>نهض الصياد من مكانه وقال؛</p><p>-مبروك يا عروسة …بقيتي ليا رسمي …</p><p>وثم دون اي احترام للموجودين جذبها إليه ثم قبلها بقوة ….</p><p>اتسعت عيني وعد وهي تستقبل قبلته الكريهة وثم فجأة دفعته عنها بكره ودخلت بسرعة الي الغرفة …ابتسم وعد وقال:</p><p>-العروسة طلعت بتتكسف …</p><p>تنهد ونظر لرجب ببرود وقال:</p><p>-خلصت مهمتك يا رجب ووعد بقت مراتي ..روح دلوقتي المكان اللي كنت فيه ولو شوفتك قريب من مراتي هأذيك فاهم؟!</p><p>هز رجب رأسه بطاعة ليذهب مع احد رجال بينما نظر الصياد للمأذون وقال بإبتسامة:</p><p>-اسف علي تصرفي غير اللائق معاك …تقدر تمشي بس اتمنى مشوفكش مرة تانية اوكيه …</p><p>هز المأذون رأسه وذهب….ابتسم الصياد بسعادة وولج الي الغرفة ليجد وعد تجلس علي الفراش وهي تنتفض بخوف …جلس بجوارها وهي يتطلع الي جمالها بإنبهار وقال:</p><p>-انا مش مصدق اني أخيرا امتلكت اللي كان نفسي فيه من زمان …انتِ النهاردة ملكي يا وعد …ملكي وبس ….</p><p>ثم بدأ في ارجاعها للخلف لتنتفض وتقول:</p><p>-عايزة ادخل الحمام …</p><p>ثم بسرعة ولجت للحمام وهي ترتعش…فتحت عبوة الصيدلية الصغيرة التي بها وابتسمت عندما وجدت الغرض المنشود …</p><p>…</p><p>خرجت وعد بشكل اكثر راحة وابتسمت بإغواء وهي تقول :</p><p>-استني يا حبيبي اعملك عصير الأول وبعدين هنعيش احلي ليلة ..</p><p>ثم فتحت الثلاجة الصغيرة وأخرجت زجاجة العصير …احضرت كوبين وبدأت بصب العصير …كان الصياد ينظر إليها وهو وجهه ابتسامة رائعة ..اخرجت وعد من صدر الفستان حبة المنوم ثم وضعته ليذوب بالعصير امسكت الكوبين وهي تقترب من الصياد وتقول وهي تقدم له العصير:</p><p>-في صحة حياتنا الجديدة…</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>امسك الصياد الكوبين ووضعهم علي الطاولة وقال :</p><p>-خلينا نبدأ حياتنا الجديدة الأول …</p><p>ثم هجم عليها ليقبلها وفي خضم صراعها معه بدل الكوؤس بمهارة …ابعدته وعد بضيق وقالت :</p><p>-لا نشرب العصير الأول ..</p><p>هز رأسه وقال:</p><p>-طيب نشربه سوا …</p><p>ثم شربا العصير سويا …</p><p>وما ان انتهيا من شربه حتي ضحكت وعد وقالت:</p><p>-شربتها يا كروديا…</p><p>ولكن فجأة شعرت بالدوار لتضع الكأس علي الطاولة وتقول:</p><p>-هو فيه ايه انا دايخة ليه..</p><p>وفجأة سقطت علي الفراش وغاصت في النوم وبدأت بالشخير أيضا !!</p><p>ضحك الصياد بتسلية وقال؛</p><p>-مغفلة!</p><p>……….</p><p>-عدي …عدي</p><p>صرخت ملاك وهي تبكي بخوف …ركضت تجاه الحاجز وهي تنظر للمياه ودون انتظار او تفكير حتي القت حقيبتها وقفزت للماء …وجدت عدي ينازع من أجل ان يخرج …في المياه كان عدي يدعي انه يغرق …كانت حركة جيدة منه ان يخبر ملاك انه لا يستطيع السباحة …لم يعرف ان كذبته تلك سوف تساعده الآن …قرر ان ينزل تحت الماء لفترة كي ترتعب اكثر وحينما شعر بها تقفز احس بالإنتصار لانه ها هي خطته قد نجحت …بفزع اتجهت ملاك إليه وهي تسبح بقوة بينما تشعر بالرعب عليه وجذبته بقوة إليها محاولة ان تخرجه من المياه امسكته بقوة وقالت:</p><p>-فكرني لما نطلع من هنا اضربك قلمين علي وشك …</p><p>……</p><p>بعد دقائق خرجا من النهر …اقترب عدي من ملاك وكاد ان يتكلم الا انها صفعته بقوة …اغمض عينيه لتصفعه مرة اخري …ثم بدأت تضربه علي صدره. بعنف وهي تبكي ..ثم انهارت علي صدره ليضمها هو إليه قائلا:</p><p>-اسف …بس أنا كنت هتجنن من فكرة أنك تسيبيني مفكرتش الا في الفكرة المجنونة ودي وكنت فاكر أنك هتسامحيني …أنا بحبك يا ملاك …بحبك اكتر من أي حد في حياتي …انتِ الجزء الاجمل في حياتي كلها …</p><p>ابعدته وهي تقول بعنف :</p><p>-انت كداب وخاين …مفرقتش عن عاصم في حاجة …والشويتين اللي عملتهم دوول مش هيخلوني اسامحك …</p><p>وكادت أن تذهب الا انه امسك كفها وقال:</p><p>-ورحمة امي هي اللي قربت مني يا ملاك …أنا ضعفت لثواني بس وده غلطي الوحيد …ب**** عليكِ متسبنيش …اديني فرصة تانية …وانا اوعدك عمري ما اغلط تاني …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>اغمضت عينيها لوهلة كان قلبها يعتصر من الألم …كبرياؤها ما زال جريح وقلبها المكسور يتخبط داخل صدرها بينما الروح تحترق …هي ما زالت مكسورة من فعلته ولانها اعتادت دوما ان الخائن لا فرصة له وان لا أحد مضطر ان يتقبل الخيانة كأنه شئ اعتيادي لن تغفر …كيف تخبره ان صحيح الحب مهم في حياتها ولكن الكرامة والكبرياء هم الاهم دوما وعدي جرح كبرياؤها وحطم قلبها كيف تثق به …عندما رأته مع تلك الفتاة شعرت بقلبها يحتضر داخل صدرها …شعرت بمرارة الخيانة …انبت نفسها كثيرا لانها وثقت بسهولة في رجل آخر بعد تجربتها السيئة مع عاصم …احست انها فشلت للمرة الثانية …هي لا يمكنها ارتكاب هذا الخطأ مرة اخري …لا يمكنها ان تغفر ….عدي انتهي من حياتها للأبد …نظرت إليه وقالت بهدوء:</p><p>-انا مقدرش اسامحك يا عدي …لان …</p><p>تلكأت قليلا ثم اجابت:</p><p>-لان دي طبيعتي…أنا مبسامحش لا الكداب ولا الخاين….</p><p>كلامها اشعره برعب غير مبرر لينتبه وهي تكمل:</p><p>-انا مبسامحش حد جه علي كبريائي …انت قولتلي مش هتبقي زي عاصم بس للأسف انت بقيت أسوأ منه …انت خذلتني اكتر منه لاني أنا حبيتك اكتر من عاصم…خلاص احنا انتهينا …</p><p>ثم كادت أن تذهب الا انه جذبها إليه بقوة وقبلها رغما عنها …اتسعت عيني ملاك وهي تدرك انه قد سرق قبلتها الاولي!!!!</p><p>ابعدته بعنف ثم صفعته بقوة وصرخت:</p><p>-انت حقير!!!</p><p>ثم ركضت من امامه وهي تبكي !</p><p>ليشد عدي شعره بقهر وهو يفكر أن خطته فشلت تماما …تلك الفتاة عنيدة وهو لن يقدر علي ترويضها …</p><p>……..</p><p>في اليوم التالي …</p><p>عقدت وعد حاجبيها وهي تشعر بشئ ثقيل يحاوطها …حاولت أن تبعده وهي نائمة ولكن هذا الشئ كان ملتصق بها تماما ورفض ان يتزحزح عنها …فتحت هي عينيها بحيرة وهي تجد نفسها بغرفة غريبة تماما عن التي اعتادت النوم بها …حاولت أن تتذكر ما حدث …</p><p>-هو ايه اللي حصل امبارح؟!</p><p>قالتها وعد وهي تشعر بالتشويش ….ليرد عليها صوت مميز قائلا:</p><p>-احنا اتجوزنا …</p><p>شهقت بعنف وهي تستدير لتجد الصياد عاري الجذع …شعره مبعثر بفوضوية …ابتسامة كسولة ورائعة علي شفتيه وهو ينظر إليها بتسلية …اتسعت عيني وعد برعب وهي تنظر اليها بينما ينظر إليها بتلك الطريقة غير المريحة … حاولت أن تنهض وتبتعد عنه ..الا انه امسكها بقوة واعتلاها وقال بنبرة كسولة:</p><p>-امبارح كانت اجمل ليلة في حياتي يا وعد …انتِ خليتيني سعيد ..</p><p>-ق…قصدك ايه ؟!!</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>قالتها برعب بينما تجمعت الدموع في عينيها ليبتسم بمكر وهو يقبل وجنتها ويقول :</p><p>-مش معقول نسيتي أول ليلة لينا سوا …أنا كده ازعل منك يا وعد …ازاي تنسي ليلة مميزة زي كده …بجد كسرتي قلبي …</p><p>هزت رأسها وهي تبكي قائلة:</p><p>-لا مستحيل …محصلش أكيد حاجة بيننا امبارح …قول الحقيقة ايه اللي حصل .</p><p>مرر نظراته عليها وقال بإيحاء؛</p><p>-اخاف اقول ايه اللي حصل بالتفصيل واخدش حيائك يا وعد …خصوصا أنك بتتكسفي اووي …</p><p>حاولت دفعه بعنف الا انه امسك كفيها جيدا وانحني لتقبيلها….لم تمهله هي فرصة وعضته بقوة ليجفل بألم وتنهض هي …نظر الصياد بصدمة الي الدماء التي تنزف من شفتيه ثم نظر الي وعد التي كان في عينيها تمرد لم يراه لدي احد من قبل …كانت عينيها تلمعان كعيني القطط البرية وتنظر الي بتشفي</p><p>-يا عضاضة</p><p>قالها الصياد ضاحكا لينهض …استدارت هي لتركض ولكن الصياد ضمها من الخلف وهو يشل حركتها تماما …حاولت أن تتحرر بشراسة ولكنها فشلت …ضحك الصياد بعمق في اذنها وقال:</p><p>-تعرفِ يا وعد قصتنا أنا وانتِ بتفكرني بالاسد وفريسته… الاسد بيحب يلاعب الفريسة وخاصة لو كانت شرسة زيك ….أنا بحب الاعبك يا وعد</p><p>قبلها علي عنقها برقة وأكمل:</p><p>-انا نفسي طويل في اللعب متقلقيش وانتِ فريسة تستاهلي الصبر بس لما اتمكن منك هاكلك من غير رحمة …</p><p>افلتها وهو يقول بهدوء:</p><p>-عموما عشان ترتاحي اكتر …أنا ملمستكيش …ولا حصل بيننا حاجة امبارح ..أنا بس اديتك العصير اللي كنتِ حاطة فيه المنوم وفجأة نومتِ ..</p><p>تنهدت براحة ولكن فجأة نظرت إليه وقالت بشك:</p><p>-اومال مين اللي غير الفستان ليا ؟!</p><p>ابتسم ابتسامة شيطانية وهو يقول:</p><p>-اكيد أنا ..</p><p>احمر وجهها بخجل ليكمل:</p><p>-بس كنت مغطيكي أنا مشوفتش حاجة …</p><p>ابتسمت براحة وقالت:</p><p>-بجد كنت مغطيني لما كنت بتغير الفستان …يعني مشوفتش أي حاجة خالص؟!!</p><p>ضحك بمكر وقال:</p><p>-وانا عبيط يا بيبي عشان افوت فرصة جميلة زي دي أنا شوفت كل حاجة …كل حاجة حرفيا و…</p><p>صرخت وعد بعصبية وأمسكت المزهرية ثم القتها عليه ولكنه تفاداها بمهارة …كادت أن تضربه مرة اخري ولكنه جذبها بقوة واوقعها علي الفراش وقال:</p><p>-حياتنا مع بعض هتكون حماسية اووي يا وعد …</p><p>ثم بدأ في تقبيلها رغما عنها…</p><p>…..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>قرب اذان المغرب …</p><p>رن هاتف حياة معلنة عن اتصال من حسام …ردت حياة عليه مبتسما …</p><p>-ازيك يا حسام أنا كمان نص ساعة وهلب…</p><p>ولكن حسام قاطعها قائلا:</p><p>-معلش يا حياة مش هنخرج النهاردة …سامحيني …ماما تعبانة اووي وانا قلقان عليها جبنالها الدكتور وقال ان وضعها صعب شوية عندها حمي …</p><p>والخدعة كانت مستهلكة منذ الازل ولكنها انطلت علي تلك المسكينة فلم تشعر بنفسها الا وهي تقول بلهفة:</p><p>-يا خبر…طيب يا حسام ..هجيب اهلي وا..</p><p>-لا لا معلش يا حياة ماما هتزعل لو عرفت اني قولت ليكم عشان متتعبوش وتيجوا.. معلش ارتاحي انتِ النهاردة في البيت وانا هبقي هنا ارعي لماما بما ان بابا مسافر …صحيح أنا معرفش هعمل ايه بالضبط عشان اهتم بيها بس اهو بحاول …</p><p>نهضت حياة وقالت بهدوء:</p><p>-انا هلبس دلوقتي واجيلك …</p><p>وابتسامة ماكرة شقت شفتيه وقال بإحراج مصطنع:</p><p>-مش عايز اتعبك …</p><p>-لا ولا يهمك …نص ساعة وأكون عندك وثم أغلقت الهاتف …</p><p>….</p><p>ضحك حسام بإنتصار لقد وقعت المغفلة في الفخ …اخذ يفرك في عينيه التي احمرت ثم جلس بجوار الطاولة وهي يمسك محقن ويحقن ذراعه وعندما سري المخدر في وريده شعر بإستمتاع رهيب …اليوم ستأتي…اليوم سيحصل عليها …لا يوسف ولا أي شخص سوف ينقذها من يده …</p><p>……</p><p>-مالك يا حياة يا بنتي فيه ايه ؟!</p><p>قالتها والدة حياة لإبنتها التي تجهز نفسها للخروج لتقول حياة:</p><p>-الست مريم تعبانة اووي يا ماما أنا رايحة اشوفها …</p><p>قالتها حياة وهي تتجه نحو الباب بسرعة وتفتحه …</p><p>-طسب استني البس واجي معاكِ ميصحش تروحي لوحدك ..</p><p>تنهدت حياة وقالت:</p><p>-متتعبيش نفسك يا ماما أنا هروح بسرعة واجي متقلقيش عليا …</p><p>نظرت والدتها إليها بقلق وقالت:</p><p>-يا بنتي المغرب قرب يأذن …ازاي اسيبك تروحي دلوقتي بس أنا …</p><p>-انا هروح معاها يا خالتي ..</p><p>صوت عميق اتي من خلفها لتنظر حياة الي يوسف بضيق وتقول بتحدي :</p><p>-لا هروح لوحدي</p><p>تجاهلها تماما وقال:</p><p>-انا مستنيها في العربية يا خالتي …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>ثم نزل الدرج دون ان يسمع رد حياة …</p><p>-يا ماما مش عايزاه يروح معايا …حسام مش بيطيقه ..</p><p>امسكت والدتها كفها وقالت:</p><p>-معلش يا بنتي عشان خاطري …علي الأقل هبقي مطمنة عليكي …</p><p>زفرت حياة بضيق وقالت:</p><p>-طيب …طيب …</p><p>………</p><p>طول الطريق لم تقل حرفا ولا هو أيضا …</p><p>….</p><p>أخيرا وصلا الي منزل حسام نظرت حياة الي يوسف وقالت:</p><p>-استناني هنا هطلع فوق اطمن علي الست وانزل …</p><p>ضحك يوسف بسخرية وقال:</p><p>-اكيد بتحلمي صح ؟!!</p><p>ثم ترجل من السيارة وهو يسبقها الي البناية…لتتبعه وهي تزفر بضيق</p><p>…..</p><p>ارتجف قلب حسام بسعادة وهو يسمع جرس الباب …اخرج المفتاح ونظر إليه بنظرات شيطانية ثم ذهب ليفتحه …تجمدت ابتسامته فعليا وهو يري ان حياة لم تأتي بمفردها …بل اتي معها يوسف …</p><p>ابتسم يوسف له وقال :</p><p>-الف سلامة علي الوالدة جايين نزورها …</p><p>نظر إليه حسام بكره ثم ابتعد ليدخلا …اغلق الباب بالمفتاح وادخل المفتاح في جيبه …نظرا كلا من حياة ويوسف إليه بدهشة بينما يوسف قام بالوقوف امام حياة وقال لها هامسا وهو يلاحظ متأخرا الاثار التي بذراع حسام:</p><p>-ادخلي أي اوضة واقفلي علي نفسك …ده فخ امه مش موجودة اصلا وهو شارب مش واعي للي بيعمله …</p><p>اتسعت عيني حياة بصدمة بينما حسام يقترب من المطبخ .. ليهمس يوسف بإصرار:</p><p>-قولتلك روحي</p><p>وكادت أن تذهب الا ان حسام امسك سكين كبير كانت بجواره وقال:</p><p>-مكانك يا خطيبتي المحترمة اللي مش عاملة اعتبار لخطيبك ورايحة جاية مع حبيبك القديم و**** اعلم بتعملوا ايه !!!</p><p>نظر إليه يوسف بحذر وقال:</p><p>-اهدي بس …صدقني هي خطيبتك مفيش بيننا أي حاجة…..سيب السكينة وخلينا نتفاهم …</p><p>-انا هقتلك لأنك في كل مرة بتبوظ خطتي…أنا عايز حياة وهأخدها …</p><p>-وانا مستحيل اديهالك …</p><p>قالها يوسف بتحدي …</p><p>ابتسم حسام وقال:</p><p>-يبقي تموت …</p><p>ثم اقترب منه وهو يراوغه بالسكين…كان يوسف يتراجع بحذر وهو يصرخ بحياة :</p><p>-قولتلك ادخلي جوه …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>كادت حياة ان تركض للداخل فعلا ولكن حسام اتجه إليها بينما يوسف حاول منعه من الوصول الي حياة ليطعنه حسام بقوة في بطنه ويقع يوسف علي الفور …</p><p>-يوسف!!!!</p><p>صرخت حياة وهي تقترب من يوسف الغارق في دمه ولكن حسام امسكها من شعرها وهو يجرها خلفه ثم دخل غرفة ما واغلق الباب …</p><p>دفعها الي الفراش وقال وهو يخلع ملابسه:</p><p>-متخافيش. يا حلوة اخد منك اللي انا عايزه وبعدين اخليكي تحصلي حبيب القلب !</p><p>ثم هجم عليها بقوة ممزقا بلوزتها!!!</p><p></p><p>يتبع…</p><p></p><p>الفصل السابع عشر(مشاعر متدفقة)</p><p>تأوه يوسف بألم شديد وهو يسمع صراخ حياة كان يحاول أن ينهض ولكن دون جدوي …تصاعدت الدموع لعينيه وبدأ بالبكاء…حياة في الداخل …هي في خطر …تُنتهك علي يد مجرم حقير وهو لا يستطيع النهوض …حاول بكل ما لديه من قوة ان يحارب الألم الذي يعصف بجسده ولكنه فشل …فشل تماما …لقد انتهي كل شئ …هو لم يستطيع أن يحمي حياة …حياة المرأة التي يحبها اكثر من اي شئ …فكر في هذا بينما الظلام يغلف عقله ويفقد الوعي ….</p><p>…</p><p>كانت حياة تصرخ بينما حسام يسلبها ثيابها بجنون ويقول:</p><p>-محدش هينقذك مني …انا هدمر حياتك واقتلك يا فاجرة ..يا خاينة …تمن خيانتك ليا مع حبيبك يوسف !</p><p>ثم انقض عليها يقبلها قسرا ولم يلاحظ الباب الذي انفتح ولا والدته التي أصبحت تنظر إليه بصدمة ودموعها تتساقط …</p><p>-ابعد عنها ….</p><p>قالتها مريم بعنف …ليتجمد حسام وينهض عن حياة التي شدت الشرشف لتستر جسدها شبه العاري وهي تبكي بقوة حتي فقدت الوعي …</p><p>اشهرت مريم السكين وقالت:</p><p>-لو فكرت تقرب منها تاني هقتلك يا حسام …</p><p>-امي ..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>قالها بصدمة فردت مريم بعنف:</p><p>-متجيبش سيرتي علي لسانك …أنا بلغت البوليس والاسعاف …كنت عارفة انك مش هتتغير …هتفضل طول عمرك ارخص من التراب …لما اتصلت بيا ام حياة عشان تتطمن عليا فهمت الكدبة الحقيرة اللي اخترعتها فجيت بسرعة وانا في الطريق بلغت البوليس عنك لاني كنت …</p><p>اختنقت حروف كلماتها وهي تتذكر الجسد الهامد لقريب حياة وهو غارق في دمه بالخارج ….انسابت دموعها واكملت:</p><p>-عارفة انك هتعمل مصيبة …انت دمرتنا ..منك *** …</p><p>كاد حسام أن يرد ولكن صوت سارينة الشرطة أوقفه…حاول أن يخرج ويهرب لتقرب والدته السكين من بطنه بشكل خطير وتقول:</p><p>-حاول تهرب يا حسام وانا فعلا هقتلك. …</p><p>-يا امي أنا هتحبس .</p><p>ابتسمت والدته ابتسامة ميتة وان كانت تحتضر من الداخل وقالت:</p><p>-السجن مناسب لأمثالك …</p><p>وما هي الا ثواني واقتحما الشرطة المنزل ..وقبضا علي حسام !!</p><p>انهارت مريم علي الأرض وهي تري الشرطة تجر ابنها للحبس وأخذت تبكي بعنف …يا الهي لقد دمر ابنها حياة الجميع …الجميع حرفيا !!</p><p>………</p><p>في المشفي….</p><p>فتحت حياة عينيها وهي تشعر بالخدر في جميع أنحاء جسدها …كانت الرؤية مشوشة ولكن اخيرا استطاعت تمييز والدتها التي تبكي بجانبها …</p><p>-يوسف !</p><p>قالتها حياة وهي تشعر بالدوار …ثم أكملت وهي تبكي :</p><p>-يوسف …يوسف حصله ايه يا ماما؟!.</p><p>حاولت أن تنهض إلا أن والدتها حاولت أن تهدئها ولكن حياة اخذت تصرخ بفزع:</p><p>-حسام ضربه بالسكينة ….كان بينزف…قولولي فين ؟!</p><p>ضمتها والدتها وقالت بتوتر :</p><p>-متقلقيش ..يوسف بخير يا حياة الدكاترة طمنونا عليه …</p><p>-عايزة اشوفه!</p><p>قالتها بإصرار لتحاول والدتها ردعها ولكن حياة أصرت علي هذا …</p><p>…….</p><p>بهتت حياة وهي تتطلع الي خالتها وهي تبكي أمام غرفة العمليات …نظرت لوالدتها وقالت:</p><p>-كدبتِ عليا …يوسف مش كويس …..</p><p>شعرت بالدوار واستندت علي والدتها وهي تبكي بعنف …هي السبب …هي من فعلت هذا …يوسف كان يحذرها من حسام ولكن بسبب غباؤها وكبرياؤها العنيد رفضت تصديقه …فقط ليستيقظ وهي سوف تفعل ما يريده …هي لا تريد أن تخسره ..ما زالت تحبه بجنون…فكرت وهي تبكي ….</p><p>فجأة خرج الطبيب من غرفة العمليات ليلتف الجميع حوله يسألونه بلهفة عن يوسف …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>ابتسم والطبيب وقال:</p><p>-الحمد*** يا جماعة اتكتبله عمر جديد صحيح نزف كتير بس نقلناله دم وفصيلته كانت متوفرة هنا الحمد*** ….دلوقتي هننقله لاوضة تانية وتقدروا تزوره بكرة بس سيبوه يرتاح النهاردة …</p><p>-الحمد*** …</p><p>قالتها حياة وهي تبكي ثم فقدت الوعي!</p><p>. ……..</p><p>جالس علي الاريكة وهو يشرب سيجارته …شعره مبعثر ومنزله في فوضي تامة…لقد فشلت خطته …فكر بقهر بينما روحه تحترق بنيران الانتقام …كان تحت يديه ابنة عدوه وهو اضاعها بغباؤه…كل هذا بسبب ليالي …تلك الحقيرة…كم يكرهها …لو يستطيع لأزهق روحها حتي تهدا تلك النيران التي تشتعل به …لا يدري ماذا يفعل ملاك القته خارج حياتها تماما والان هو عاد لنقطة الصفر …اللعنة هو يعرف كم هي امرأة ذات كبرياء ولن تغفر الخيانة ابدا وهو بكل غباء وقع في الفخ …لقد حاول ان يبتزها عاطفيا لتعود إليه ولكنه فشل …كيف يجعلها تعود إليه …كيف …كان عقله يؤلمه تماما …هل سيستسلم الآن ؟!!..</p><p>دفن راسه بين قدميه وهو يشعر بالضياع ….تجمعت الدموع بعينيه وهو يتذكر والدته …تلك المرأة المحبة التي أفنت حياتها لتربيته والعناية بوالده …كانت هي الجزء المشرق في الحياة الصارمة التي فرضها عليه والده من صغره…تعلق بها كثيرا لدرجة انه ظن انه لن يقوي علي الحياة بدونه…وبالفعل هو مات ليلة عرف بخبر وفاتها …تزلزل عالمه السعيد تحت قدميه وسقط في قعر الجحيم واحترق بنيران الانتقام …انسابت دموعه بغزاره ثم غطي وجهه وأجهش بالبكاء …كان يتمزق وهو يري حق والدته يتسرب من بين يديه كالدخان …بيدق انتقامه تحرر منه …نقطة ضعف عامر النجار اصبحت بعيده عن متناوله الآن ….</p><p>-ليه شايل طاجن ستك كده …حصل ايه؟!</p><p>صوت والده اخرجه من شروده ليرفع هو رأسه ويمسح دموعه ويقول:</p><p>-خسرت يا بابا …ملاك قدرت تفلت من بين ايدي …مفيش ثغرة ادخل منها لعامر عشان أقضي عليه….</p><p>احمر وجه والده من الغضب ثم اقترب من عدي وشده من قميصه ليقف علي قدمه وقال:</p><p>-ضيعت انتقامك يا غبي …ضيعت فرصة دهبية ما بين ايديك …انت كنت عارف ان ملاك هي الطعم اللي هيجيب عامر تحت رجلينا …أنا كنت خايف فعلا أنك تحبها وتبوظ الدنيا …</p><p>هز عدي رأيت وقال؛</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-مبحبهاش …مبحبهاش …</p><p>-انت كداب …كداب وغبي…ضيعتها من بين ايديك وحبتها …حبيت بنت عدونا …الراجل اللي قتل امك ..امك اللي كانت اغلي حد في حياتك يا عدي …فاكرها ولا نسيتها …</p><p>مسح عدي دموعه وقال:</p><p>-مقدرش انساها …أنا فاكرها وبعمل المستحيل عشان ارجع حقها …المستحيل عشان اطفي النار اللي جوايا وانا بشوف عامر حر وهو قتل أمي …انت فاكر اني مش زعلان عليها …امي كانت حياتي وانت عارف …نسيت اني فقدت النطق لما ماتت بالطريقة دي …فضلت اتعالج نفسيا ست شهور عشان اتقبل خبر وفاتها …النار اللي جوايا مش هتهدي يا بابا الا لما اقتل عامر ….وصدقني بملاك أو من غيرها أنا هعمل كده ومش هفشل …ثق فيا المرة دي …</p><p>ابتعد مالك وهو يري نظرة الاصرار بعيني عدي…</p><p>نظر إليه والده بجدية وقال:</p><p>-اوعدني يا عدي أن دم امك ميروحش هدر اوعدني يا ابني ..</p><p>ابتلع عدي ريقه وقال:</p><p>-اوعدك …</p><p>ابتسم مالك ثم ضم عدي إليه بقوة…عدي الذي زلزلته كلمات والده …ليس بسبب والدته فحسب بل لأنه أخبره بصراحة أنه وقع في حب ملاك …هل يمكن أن يحب ملاك ؟!!هل هو غبي ليحب ابنة الرجل الذي قتل والدته؟! الرعب سكن قلبه …هو يخاف…يخاف أن يحبها لدرجة أنه قد يتخلي عن انتقامه من أجلها حينها لن يسامح نفسه ابدا ….يجب ألا يسمح لملاك أن تسيطر علي قلبه وان كان فعلا يحبها هو سوف يتخلص من هذا الحب !</p><p>………..</p><p>خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها الطويل لتتجمد فجأة وهي تراه يجلس علي الفراش …ابتسم ونظر إليها وقال:</p><p>-مساء الورد يا حبيبتي ..ايه خضيتك …</p><p>ضمت روب الحمام الي جسدها وقالت:</p><p>-انت دخلت ازاي هنا؟!أنا كنت قافلة الباب بالمفتاح ..</p><p>ضحك الصياد وقال:</p><p>-انتِ نسيتي ان ده بيتي يا حبيبتي …يعني كل مفاتيح الاوض دي معايا …</p><p>نهض وهو يقترب منها وقال:</p><p>-انا صبرت كتير مش آن الاوان تديني اللي انا عاوزه …</p><p>رجعت للخلف وقالت بتوتر:</p><p>-انا مش مستعدة دلوقتي …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-متلعبيش معايا يا وعد لأنك انتِ اللي هتزعلي وانا صبري نفذ …</p><p>-وانا مش عايزة ده …مش هقدر…أنا …</p><p>-انتِ ملك الصياد يا وعد …أنا عملت المستحيل عشان تبقي ليا مش هسمحلك تتراجعي عن وعدك….</p><p>هزت راسها وعينيها تبرق كعيني القطط :</p><p>-انا مش ملكية خاصة …انا انسانة وزي ما حطيت شروطي نتجوز هنمشي بشروطي للاخر….</p><p>ضحك ساخرا ثم اقترب منها بسرعة وقبض علي شعرها وهو يقرب وجهها من وجهه ويقول :</p><p>-اياكِ يا وعد تفتكري ان عشان حابب لعبة الفريسة والصياد دي واني سايبك بمزاجي اني ضعيف…أنا بس مش عايز اوريك الوش التاني واللي صدقيني هتزعلي منه …</p><p>دفعها برفق لتسقط علي الفراش ثم اخرج قميص نوم من الخزانة وقال وهو يدفعه إليها:</p><p>-البسي ده واجهزي لجوزك …النهاردة هتكوني ليا… اللعبة من يوم ورايح هتتم بشروطي أنا !</p><p>قبلها علي شفتيها ثم ابتعد وقال:</p><p>-يالا يا بيبي …عشر دقايق والاقيكي جاهزة ..</p><p>ثم خرج وتركها تضرب وجهها بفزع …اخذت تدور علي نفسها وتقول :</p><p>-يا مرك يا وعد …خلاص كده هتستسلمي للشيطان…أنا الغبية اللي فكرت هقدر عليه …ده طلع خبيث ..يا خرابي ياما …</p><p>جلست وعد برعب علي الفراش …عينيه اخبرتها ان الليلة ستكون له كليا ….انها تعرف ان الصياد سوف يحصل عليها اليوم …اغمضت عينيها وهي تشعر انها محاصرة في ركن ضيق …دماغها توقفت تماما عن العمل …هي الآن محاصرة ولا مفر من ان تعطيه ما يريده …تنهدت وهي تمسك هذا القميص الأسود…خلعت روبها وارتدته وهي ترتجف…وقفت امام المرآة وهي تتطلع الي نفسها بصدمة …كان القميص يظهر اكثر مما يخفي …لم ترتدي شيئا بهذا الجراءة من قبل …كانت تشعر انها عارية تماما ….تجمعت الدموع في عينيها وهي تخاف مما ينتظرها …تخاف من تلك التجربة التي ستخوضها بعد قليل مع رجل تكرهه …مع زوجها …شقهت برعب عندما انفتح الباب ليدخل الصياد ….تراجعت وهي تبحث عن شئ لتستر جسدها ولكن النظرة التي في عينيه جمدتها وارعبتها اكثر …وقف الصياد وهو يتطلع إليها مبهورا …كانت فعلا جميلة بشكل لا يصدق …لم يري في حياته ما هو أجمل منها…اغلق الباب ثم بدأ بالاقتراب منها لتتراجع هي بخوف ابتسم ثم دفعها لتسقط علي الفراش برقة أمسكت الغطاء لتستر نفسها ولكنه سحب الغطاء منها والقاه بعيدا وهو يبتسم له …كان يبتسم لها وهو يشعر بالإنبهار…يعترف أنها تبهره أكثر واكثر فها هي لمعة القطة البرية اختفت وحل محلها الخوف والتوتر …كان يريد أن يلاعبها أكثر ولكن رغبته فيها كانت اقوي مما يتحمل جلس علي الفراش واقترب منها …وضع يده علي ظهرها ثم جعلها تستلقي بحنان …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-ايه رايك نستني شوية…نتعرف علي بعضنا اكتر و …</p><p>ولكنه قاطعها وهو يقبلها قائلا:</p><p>-اسف يا بيبي مش هستني …</p><p>ثم برفق بدأ يجردها من كل شئ ليجعلها له قولا وفعلا ….</p><p>….</p><p>بعد أن انتهي ..كان يلهث في الظلام وهو يدرك أنه لا يرغب فيها فحسب بل إن مشاعر مجنونة بدأت تنتابه بشأنها …مشاعر مختلفة تماما عن مشاعره الهادئة نحو ملاك …فمشاعره نحو وعد مشاعر عاصفة مجنونة ونادرة !</p><p>………</p><p>من بين الغيوم كان يراها …تقف بهيئتها الجميلة …عينيها البنية اللامعة والشرارة المميزة التي بها …تقف شامخة ابية بينما ترتدي فستان كريمي فضفاض وشعرها الأسود الطويل يتطاير حولها …</p><p>تصاعدت الدموع في عينيه وقد اشتعلت في قلبه الشوق إليها …ابتسم واقترب يمد يده وهو يقول بخفوت:</p><p>-أمي…</p><p>قالها جاسر بلهفة بينما الدموع تنسكب من عينيه كان يريد أن يركض ويختبأ بحضنها ولكن ما ان اقترب نظرات الحب انقلبت لإشمئزاز وعتاب…تلك النظرات قتلته ..اقترب اكثر وهو يقول بصدمة:</p><p>-امي …</p><p>ولكنها كانت تبتعد عنه شيئا فشيئا بينما تهز رأسها ودموعها تنساب من عينيها التي تشبهان عيني جاسر …العتاب كان عاصف في عينيها بشكل اوجعه …كانت حزينة للغاية ..هو يشعر بها ويعرفها فهي لم تكن والدته فحسب كل كانت كل حياته …اقترب منها وهو يبكي وقال:</p><p>-عارف انك زعلانة مني بس انا نفسي احضنك وبس …امي أنا ..</p><p>انهار عند قدميها وأخذ يبكي وأكمل:</p><p>-انتِ وحشتيني اووي مبتروحيش ابدا عن بالي بس رغم كده نفسي احضنك وبس …نفسي تلعبي في شعري ..تعملي اي حاجة بس يوصلني حنانك …</p><p>لمعت الدموع في عينيها ومدت ذراعيها لكي تضمه ..ابتسم جاسر وقد شعر أنه عاد *** صغير ونهض ليندفع الي احضان والدته ولكن فجأة وجد نفسه يضم الهواء …لقد اختفت والدته …هطلت دموعه ثم بقوة صرخ :</p><p>-امي !!!</p><p>….</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>نهض الصياد من نومه مفزوعا وهو يلهث …ما زال بعينيه اثر دموع ….جسده مغطي بالعرق وقلبه ينبض بجنون …ابتلع ريقه وتنهد وهو ينهار علي الوسادة مرة أخري مسح بقايا الدموع و نظر بجواره ليجد وعد نائمة ووجهها من الجانب الآخر …</p><p>ابتسم واقترب منها وهو يضمها من الخلف ثم قبل كتفها العاري واغمض عينيه ….ولكن هي كانت مستيقظة …كانت ترتعش وهي تتذكر هذيانه في نومه …هذا الرجل يحمل ماضي اسود ووجع لا ينتهي …وبالتأكيد سوف يؤلمها إن استمرت معه …ولكن هو أخذ بالأمس ما يريده منه فهل سيتركها وشأنها اخيرا …التفكير في هذا ضايقها بشكل مفاجئ …حاولت أن تطرد هذا الضيق غير المبرر وهي تخبر نفسها أنها يجب أن تكون سعيدة فهي اخيرا سوف تتحرر من سجنه بعدما حدث أمس …وبذكر امس بدأت الذكريات تندفع لعقلها …احمرت وجهها وهي تتذكر تفاعلها المفاجئ معه …لقد ظنت أن الأمر سيكون كالإغتصاب ولكنها وجدت نفسها تعطيه برضا ما يريده …لقد تعاملت معه كزوجة …كيف فعلت هذا …عندما انتهي منها بالأمس ونام ظلت تؤنب نفسها حتي الخيوط الأولي من الفجر …الرجل …</p><p>-بطلي تفكير …</p><p>صوته الأجش أخرجها بقوة من شرودها وارتعش جسدها بينما أدارها هو إليه بينما ينظر إليها بعينين ناعستين …ابتسم وهو يقبل رأسها وقال :</p><p>-شكرا …</p><p>ازدردت ريقها وهي لا تقوي علي الكلام …أخذ هو يداعب شعرها وهو ينظر إليها …يتأملها جيدا بينما يدرك أن شعوره ناحيتها ليست رغبة فقط …بالأمس عندما كانت بين ذراعيه عرف أن وعد استحوذت علي جزء منه …وصلت إلي أعمق جزء في روحه …عرف أن لديه مشاعر لها …مشاعر لا يعرف ماهيتها …</p><p>تحررت وعد منه وهي تلتقط قميصها وترتديه بسرعة وتقول بتوتر :</p><p>-انا رايحة الحمام …</p><p>ابتسم بينما تهرب هي الي الحمام وتختبئ بسبب موجة الخجل التي بدأت تنتابها بسببه …ولجت للحمام وما كادت أن تتحرك حتي شعرت أنها قد داست علي شئ لزج ثم شعرت بعضة قوية زلزلتها …سقطت علي الأرض وصرخت بألم وفزع وهي تري ثعبان ضخم يتحرك بحرية في الحمام!!!</p><p></p><p>يتبع…</p><p></p><p>الفصل الثامن عشر(هل يعشق الصياد الفريسة ؟)</p><p>اخذت تصرخ وعد بقوة وهي تشعر بالرعب بينما هذا الثعبان يتحرك بتلك الطريقة المرعبة…كانت تشعر انها سوف تموت …دقات عنيفة علي الباب وصوت الصياد القلق يتغلب علي صراخها:</p><p>-وعد …وعد فيه ايه ؟!</p><p>-قرصني تعبان …</p><p>صاحت بألم ورعب وهي تبكي ..ليبهت الصياد و يتراجع الي الخلف ثم بكتفه يدفع الباب حتي انكسر المزلاج…ولج الصياد واصبح ينظر الي وعد القابعة علي الأرض ولكنه تنهد عندما رأي الثعبان …</p><p>-هموت …هموت …</p><p>قالتها برعب وهي تبكي ليقترب الصياد من الثعبان ويمسكه برفق ثم يخرجه من النافذة المفتوحة حيث اتي ..</p><p>-ده بدل ما تقتله ؟!!!!</p><p>قالتها بغيظ ليضحك الصياد بخفوت ويقول :</p><p>-متقلقيش مش هتموتي …</p><p>-نعم يا اخويا …بقولك عضني تعبان هي سلحفة!!!</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>انحني نحوها ثم حملها بخفة وهو يقول:</p><p>-ده تعبان أرقم صحراوي ..دخل هنا بسبب ان حوالين الفيلا صحرا ومش سام اصلا بس عضاض …</p><p>غمز لها وأكمل :</p><p>-زيك بالضبط …</p><p>-بس العضة وجعاني ..</p><p>قالتها وهي تبكي من الألم ليرد :</p><p>-طبيعي …هديكي مسكن يهديكي…</p><p>خرجا من الحمام …ثم وضعها علي الفراش واحضر من الحمام مطهر وقطن ولاصقة طبية ثم بدأ في تنظيف الجرح البسيط ..</p><p>نظرت اليه وعد وهو منهك في عمله وقالت:</p><p>-انت ازاي عرفت ان تعبان غير سام ..يعني ازاي بتعرف انواع التعابين …</p><p>ابتسم الصياد وقال:</p><p>-وانا وصغير اشتعلت مع واحد بيصطاد افاعي ..كانت مهنته واكل عيشه احيانا عشان يبيعها او يربيها ….هو كان صديق لجارنا وهو اللي رشحني اشتغل معاه …كان عندي عشر سنة وقتها وهو بدأ يعلمني ازاي اصطاد وعلمني انواع التعابين ايه …فضلت معاه ست شهور …علمني كتير لحد ما بقي صيد الافاعي شغف عندي وغير كده كان بيديني مرتب محترم…</p><p>-من صيد التعابين؟!!!</p><p>قالتها بسخرية ليهز رأسه:</p><p>-فيه ناس بتشتريها بمبالغ عالية جدا علي فكرة …وفيه ناس عندهم شغف يربوهم ..ده غير ان ناس بيستخدموا جلوده والسم بتاعه ..بس أنا شغفي كان اصطادهم وبس مفكرتش اربي واحد</p><p>ولا استخدم سمه …بس للأسف وكالعادة الحاجة اللي بحبها مبتكملش معايا …مكملتش مع صاحب الشغل ده …</p><p>-ليه ؟!</p><p>قالتها وعد بفضول وقد نست المها تماما ليرد هو :</p><p>-في مرة روحنا الصحرا عشان نصطاد طريشة…كنت وقتها معرفتش اتعامل معاها كويس لانها شرسة جدا وسريعة وسمها يزعل بالذات واحد صغير زيي ..وعشان كنت متهور أول ما شوفتها شغفي غلبني وروحت عشان امسكها ولدغتني …وقتها نجيت بإعجوبة والراجل اداني بقيت حسابي ومشاني …</p><p>-طيب مفكرتش تصطاد لوحدك بعدها…</p><p>هز الصياد رأسه وقال:</p><p>-لا قررت ادور علي شغل تاني ..</p><p>-طيب ودلوقتي شغال ايه ؟!</p><p>قالتها بفضول ليرد ببساطة:</p><p>-تاجر مخدرات …</p><p>انفجرت بالضحك وقالت:</p><p>-لا اتكلم بجد شغال ايه وازاي بقا عندك الفلوس دي كلها …اوعي تكون بتخطف بنات وتسرق اعضاءها ..</p><p>ابتسم وهو يضع قبلة سريعة علي خدها ويقول:</p><p>-فكرة حلوة هعملها بعد ما اتوب من تجارة المخدرات</p><p>نظرت اليه بضيق فقال:</p><p>– عندي شركة سياحة اللي ابوكي كان شغال معايا فيها …</p><p>بهتت تماما عندما ذكر والدها وأطرقت برأسها ليمسك هو ذقنها ويرفع راسها ويقول:</p><p>-اسف لاني ضايقتك ..</p><p>اتسعت عينيها بدهشة ليبتسم هو ويقول بإفتتان:</p><p>-تعرفي ان عينيكي بالذات مش بتفارقني ابدا سواء نايم او صاحي…عيونك جميلة اووي يا وعد …عاجباني لدرجة اني لما اقتلك هحتفظ بيهم بس هبيع باقي اعضاءك …</p><p>ضربته بقوة علي كتفه ليضحك هو ويمسك كفها ويقول:</p><p>-الالم خف ولا اجيبلك مسكن ؟!</p><p>هزت راسها وقالت:</p><p>-لا خف …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-جميل …تعالي بقا عشان تشوفي كيتي ..</p><p>-مين كيتي دي ؟!</p><p>ابتسم وهو يجرها خلفه قائلا:</p><p>-قطتي اللي مربيها …</p><p>-**** انا بحب القطط …</p><p>قالتها بحماس ليرد ضاحكا :</p><p>-عقبال ما تحبيني ..</p><p>-في احلامك .</p><p>قالتها ببرود</p><p>…….</p><p>صراخ وعد شق هدوء المكان بينما تلتصق بالصياد الذي يضحك قائلة:</p><p>-تمساح…مربي تمساح يخربيت جنانك !!</p><p>ضمها إليه بقوة وقال:</p><p>-ايوة عشان بعدين لو مسمعتيش كلامي هيجيبك هنا عشان يأكلك!!</p><p>………</p><p>نهضت من فراشها بالمشفي وهي تشعر بالتوتر …قلبها يقصف داخل صدرها بقوة …لا تعرف لماذا تشعر بكل هذا التوتر …رغم اللهفة التي تملأ قلبها لكي تراه الا ان التوتر يسيطر عليها …وقفت وهي تعدل من وضعها المذري …كانت ترتدي زي المشفي البشع بينما شعرها مبعثر …عينيها حمراء ومنتفخة …ضحكت بخفوت وهي تتخيل ان يوسف قد يرتعب إن رأها …</p><p>ولجت والدتها للغرفة وابتسمت لها وقالت:</p><p>-كلمت الدكتور وقال ممكن تخرجي ..</p><p>-انا عايزة اشوف يوسف الأول</p><p>قالتها بخفوت لتهز والدتها رأسها وتقول:</p><p>-طيب يا بنتي هو صحي دلوقتي هنشوفه سوا كلنا …</p><p>ثم خرجا سويا …كان قلبها ينتفض داخل صدرها متحمسة كثيرا لتراه ..ولجا الي غرفة يوسف …قصف قلب حياة وهي تراه …كان وجهه شاحب ولكن عينيه التي لمعت عندما راتها جعلته اوسم رجل في العالم …احمر وجهها عندما احتلت هي انتباه الجميع …اقتربت من يوسف وقالت بخفوت:</p><p>-الف سلامة عليك …</p><p>ابتسم لها وكاد ان يرد الا ان دقة علي الباب بتردد اوقفته ..نظر ليجدها والده حسام!!!</p><p>-انتِ ايه اللي جابك هنا؟! مش كفاية اللي حصل بسبب ابنك!!</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>قالتها والدة حياة بعصبية …</p><p>-ماما اهدي ..</p><p>قالتها حياة ..لتصرخ والدتها وهي تقترب من مريم :</p><p>-كنتِ عارفة ان ابنك مدمن وخلتيه يخطب بنتي ليه إن شاء **** كنتِ واخداها مصلحة اجتماعية تصلح اخلاق ابنك البايظة !</p><p>-يا ماما اهدي شوية ..</p><p>قالتها حياة وهي تنظر بشفقة لمريم التي تبكي بخجل ولكن والدة حياة لم تهتم بل اخذت توبخ مريم بقسوة وتقول:</p><p>-يعني بنتي هتربي ابنك اللي انتِ معرفتيش تربيه … واحد مدمن ليه تخليه يخرب حياة بنات الناس …انت واحدة معندكيش دم ولا احساس وانا مش عايزة اشوفك …</p><p>-يسرية اسمعيني بس …</p><p>-خلاص اسكتي …روحي من هنا مش عايزة اشوف وشك …اعتبري ان ملكيش صاحبة ..أنا ميشرفنيش أنك تبقي صاحبتي …حسبي **** ونعم الوكيل فيكي انتِ وابنك كنتوا هتضيعوا بنتي من ايديا …</p><p>-يا ماما كفاية بقا …كفاية !!</p><p>صرخت حياة بقهر بينما قالت مريم:</p><p>-امك عندها حق يا حياة …أنا كنت عارفة انه مدمن بس متكملتش بس و**** هو وعدني انه هيبطل …أنا مفتكرتش انه هيعمل كده سامحيني يا بنتي …ب**** عليكِ ما تزعلي مني …</p><p>ثم ذهبت سريعا وهي تبكي …</p><p>القت حياة علي والدتها نظرة عتاب ثم خرجت خلف مريم …</p><p>…</p><p>-طنط مريم استني شوية …</p><p>قالتها حياة وهي تركض خلفها …وقفت مريم وهي تمسح دموعها وابتسمت لحياة ابتسامة حزينة …كانت تشعر بتأنيب الضمير لما سببته لتلك الفتاة التي كاد ابنها ان يدمر حياتها …لقد عرفت من البداية ان حسام لن يفي بوعده …عرفت انه سوف يعذب حياة ولكنها بأنانية صمتت وانتظرت بأمل ان تصلح حياة الدمار الذي به لانها ظنت انه فعلا يحبها…</p><p>اقتربت حياة من مريم وامسكت كفها وهي تقول بخجل:</p><p>-اسفة يا طنط …امي و**** …</p><p>شدت مريم علي كفها وقالت:</p><p>-امك عندها حق يا حياة …أنا غلطانة اللي متكلمتش ومقولتش علي ادمان حسام …أنا لما وديته المصح واتعالج افتكرت ان المشكلة خلصت وانه هيرجع طبيعي …بس للأسف رجع تاني وحسيت وقتها كأني رجعت لوقت ما كان مدمن …ساعتها انا انهارت وكنت ناوية فعلا اقولك لاني حرام اسيبك مخدوعة او حتي اقولك ان كل شئ قسمة ونصيب من غير تفاصيل …بس هو اترجاني وقتها …قال انه محتاجك ..وانا فكرت بأنانية …</p><p>انسابت دموعها وأكملت بقهر:</p><p>-فكرت وقتها انه فعلا بيحبك وهيسمع كلامك …بس للأسف النتيجة كانت انتِ كان حياتك هتتدمر بسببه ويوسف كان هيموت وهو دلوقتي في السجن وانا اللي بلغت عليه بنفسي ..</p><p>بكت حياة وضمتها قائلة :</p><p>-متفقديش الامل يا طنط بإذن **** حسام هيتعالج ويبطل السم ده ولو حابة اتنازل عن اللي …</p><p>هزت مريم رأسها وقالت:</p><p>-لا لازم ياخد عقابه …</p><p>ثم ابتعدت عنها وهي تغادر…</p><p>ذهبت حياة الي غرفة يوسف لتجد الجميع علي وجههم ابتسامة …</p><p>اقترب والد حياة وقال:</p><p>-يوسف بيقول انه عايز خطوبتكم الأسبوع اللي جاي …</p><p>-افندم وليه محدش اخد رأيي افرض رفضت …</p><p>نظر إليها يوسف وقال :</p><p>-وانتِ هترفضيني مثلا؟!!</p><p>احمر وجهها تحت نظراته ليقول يوسف:</p><p>-اهو السكوت علامة الرضا .</p><p>……..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>بعد اسبوع…</p><p>كان يراقبها من بعيد …مر أسبوع وهو يراقبها بتلك الطريقة …يحاول ايجاد أي ثغرة صغيرة كي يجعلها تسامحه …كلامه مع والده اعطي له دفعة وجعله يشعر بتأنيب الضمير لانه لم يأخذ بثأر والدته من هذا القاتل…لقد فعل والده ما في وسعه واتي دوره الآن …تنهد بحزن وهو يفكر أن ملاك صعبة الارضاء كثيرا فهي رغم ما فعله لم تسامحه حتي الآن …فماذا ستفعل عندما تعرف انه يستغلها للإنتقام…بالتأكيد سوف تطلق النار عليه …ابتسم بتسلية وهو يفكر انها حقا امرأة قوية … عبس وهو يفكر انها المرة الاولي التي يفكر في رد فعل ملاك عندما تعرف ..وحقا لا يفهم لما اصبحت تحتل تفكيره بتلك الطريقة …المرعبة!!!</p><p>نعم هو يشعر بالرعب من هذا الغزو من ناحيتها …انه يشعر انها تغزوه…تغزو افكاره …تتسرب داخل روحه … ملاك تجعله يشعر بشعور مخيف للغاية …شعور لم يختبره من قبل …حتي مع ليالي …اغمض عينيه بيأس وهو يفكر …هل حقا احب ابنة عدوه …ما تلك الكارثة …هذا ما كان يحذره منه والده …لقد اخبره انه سوف يتأثر بها …فتح عينيه وهو يهز رأسه …يحاول أن يطرد تلك الافكار السخيفة من عقله …ليته فقط يستطيع أن يبتعد عنها حتي يخرجها من رأسه ولكنه للأسف مجبور علي الاقتراب منها حتي يأخذ ما يريده …تنهد بضيق ولكنه فجأة تجمد وهو يراها تخرج من النادي وتقف معه …مع عاصم !!!خطيبها السابق ….نيران مؤلمة اشتعلت داخله …شعر فعليا انه يغلي علي مراجل الجحيم …انه يغار … يغار عليها …ضحك بسخط …هذا حقا ما كان ينقصه !!ان يغار عليها ….كان يشعر بالقهر وهي تتكلم معه …الغيرة الشديدة تفتك به ولأول مرة لا يستطيع السيطرة علي نفسه ويخرج من السيارة وهو يندفع بغضب إليها…قررت ان تعطيه فرصة وهو الذي يلهث خلفها من أيام لا !!!!…</p><p>امسكها بعنف من ذراعها وقال؛</p><p>-ملاك عايز اتكلم معاكي…</p><p>-عدي !!</p><p>قالتها بصدمة ثم اكملت بصرامة:</p><p>-ايه اللي انت بتعمله ده …سيب ايدي !!!</p><p>-سيب ايديها يا محترم والا هكسرهالك…</p><p>نظر إليه عدي بغضب وقال:</p><p>-اخر مرة ضربتك بس …لكن المرادي هقتلك فعلا !!!فأحسنلك ملكش دعوة ..</p><p>ثم نظر الي ملاك وقال:</p><p>-ملاك تعالي معايا عشان ميحصلش مشاكل …حابب اتكلم معاكي .</p><p>دفعته عنها وقالت وهي ترفع راسها:</p><p>-بس أنا مش عايزة اتكلم معاك…مش عايزة ..وكفاية بقا سيبني في حالي اللي بيننا خلاص انتهي خالص ليه مش عايز تفهم …عدي المرة الجاية اللي هتضايقني فيها هبلغ البوليس ..</p><p>شدها من ذراعها إليه وقال وهو يطحن اسنانه بغيظ؛</p><p>-قولتلك تعالي معايا مش عايز اعملك فضايح هنا …هنتكلم وبعدين هسيبك ..يالا …</p><p>ثم حاول سحبها معه دون رضاها …</p><p>-عدي انت شكلك اتجننت صح …ايه اللي انت بتعمله ده سيبني !! …</p><p>تدخل عاصم وهو يزعق؛</p><p>-ما تحترم نفسك يا بني ادم انت و…</p><p>دفعه عدي حتي سقط ارضا وكاد ان يذهب ويضربه الا ان ملاك وقفت امامه وقالت:</p><p>-اخرج برا حياتي يا عدي لاني خلاص مش عايزاك …</p><p>تنهدت واكملت:</p><p>-انا رجعت لعاصم!!!</p><p>…….</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-وعد …وعد …</p><p>كان صوته اللطيف يخترق احلامها …ابتسم الصياد وهو ينظر إليها وهي نائمة…تبدو جميلة جدا وهي نائمة ولكن تبدو اجمل وهي مستيقظة…واجمل واجمل وهي تحاربه بتلك الشراسة التي لا يمتلكها احد مثلها …لقد قضي معها اسبوع كزوجين وكم تغيرت مشاعره كثيرا في ذلك الأسبوع ….يشعر انه أصبح شخصا آخر تماما …فالصياد الذي يخافه الجميع تقف هي في وجهه وتتحداه …هو يحب الطريقة التي تتحداه بها …يحب سخريتها منه …ويحب تلك اللحظات التي تسمع له وتحاوره ناسية تماما ظروف زواجهما … وعد تتسرب الي قلبه شيئا فشئ …تلك المرأة خطيرة فلها قدرة علي السيطرة عليه رهيبة والاسوأ هو يحب هذا …يحب أن يفعل ما تريده …يحب ان يري ابتسامتها …يحب ان يري عينيها تتألق وكم يتمني ان تتألق من اجله …</p><p>انحني وقبلها علي رأسها وقال مرة اخري :</p><p>-وعد اصحي …</p><p>فتحت عينيها لتتراجع قليلا وقالت:</p><p>-خير عايز ايه مصحيني من احلي نومة ليه….لو ناوي تنكد عليا اجلها لما افوق …</p><p>ابتسم لها وقال:</p><p>-فوقي يالا هطلعك …</p><p>ثم نهض لتقول بسخرية:</p><p>-ايه هتهربني منك!</p><p>نظر إليها مبتسما وقال؛</p><p>-لا عايزك تيجي معايا وتزوري قبر امي ..</p><p>اتسعت عينيها ونبض قلبها وهي تري تلك النظرة الخاصة في عينيه…لا تعلم لماذا ولكن طلبه اثر بها كثيرا …شعرت بقلبها ينتفض داخل صدرها ولم تشعر بنفسها الا وهي تعطيه ابتسامة لطيفة وتقول:</p><p>-حالا دلوقتي هلبس …</p><p>…….</p><p>في المقبرة….</p><p>كان الصياد يمسك كف وعد ويسير بها …نظرت اليه وعد بعمق ملامحه تغيرت تماما وحفر الحزن اثاره العميقة في ملامحه …وقف أخيرا امام قبر والدته وترك كف وعد …تأملت وعد القبر بدهشة كان حوله ازهار كثيرا …أحدهم يعتني كثيرا بهذا القبر وهي بالتأكيد عرفت من الذي يعتني به بتلك الطريقة …نظرت الي الصياد الذي ركع بجوار قبر والدته وقال:</p><p>-انتِ أول واحدة اجيبك هنا تزوري معايا امي …محدش بيزورها غيري ولا استنيت من حد يزورها غيري …ومطلبتش كمان…انتِ الوحيدة اللي طلبت منك تيجي هنا يا وعد …اللي مدفونة هنا …</p><p>قالها الصياد وهو يلمس القبر بيديه بينما دموعه الساخنة تتساقط علي كفه وأكمل:</p><p>-اللي مدفونة هنا تبقي كل حياتي حرفيا يا وعد …ماما هي اكتر واحدة حبيتها ولسه بحبها …أنا كبرت ومعرفتش غيرها …ابويا مات وانا عندي شهرين فمعرفهوش …امي كانت الاب والام ليا وواحدة واحدة بقت هي كل حياتي …عملت كل اللي اقدر عليه عشانها….كل اللي اقدر عليه عشان تبقي معايا بس مكانش كفاية ….امي سابتني ومن وقتها أنا انكسرت فعلا …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>تسربت الشفقة لقلب وعد وجلست بجواره وهي تربت علي كتفه …امسك هو كفها ونهض وهو يمسح دموعه وقال؛</p><p>-وعد انا ممكن اكون أسوأ انسان في العالم برا المكان ده بس اعرفي انا هنا قدام امي صادق معاكي تماما ..</p><p>-مش فاهمة.</p><p>قالتها هي بتوتر ليرد هو قائلا:</p><p>-انا مش عايز اطلقك …</p><p>اتسعت عينيها بصدمة ليقول هو بكلمات غير مترابطة قليلا:</p><p>-انا معرفش أنا مالي بس فيه مشاعر من ناحيتي ليكي ….مشاعر قوية …عنيفة …بحب جدا ابقي معاكي …مبحسش بالوقت …بحب اتكلم معاكي …بحب سخريتك وكلامك الحاد …. انتِ كنتِ فريستي يا وعد بس في اغرب احلامي مكنتش اتخيل ان الصياد يحب الفريسة …الخلاصة اني معجب بيكي وعايز جوازنا يستمر !!…</p><p>اتسعت عينيها بصدمة وازداد معدل تنفسها ليقترب هو منها ويلمس وجنتها قائلا:</p><p>-موافقة تديني فرصة نبقي سوا يا وعد …مع بعض للأبد!!!</p><p></p><p>يتبع…</p><p></p><p>الفصل التاسع عشر(سجين العشق )</p><p>كانت تنظر إليه بصدمة …كان يعرض عليها أن تكون معه للأبد …تراجعت خطوة ولكنه لم يسمح لها أن تبتعد …حاصرها وهو يمسك كفها ويقول بصدق:</p><p>-عارف اني اذيتك وعارف اني بشع عمري ما هجمل نفسي بس انا بجد محتاجك في حياتي يا وعد …أنتِ بنفسك قولتي أن جوايا نقطة بيضة بتحارب السواد اللي جوايا….أنا عايزك تحاربي معايا السواد اللي في روحي …اديني فرصة يا وعد اصلح اللي عملته واوعدك اني مش هخذلك …لكن …</p><p>صمت قليلا وهو يشعر بثقل غريب علي قلبه …فكره الابتعاد عنها تقتله …لم يتخيل ابدا أن يصبح مهووسا بها لتلك الدرجة…متي أصبحت فريسته هي الصياد وأصبح هو الفريسة …متي وقع في الفخ لا يعرف بالضبط ولكن جل ما يعرفه أنه وقع بالفخ وهو سعيد للغاية …وجوده مع وعد اصلح الكثير …يشعر أن وجودها يرمم قلبه….. يقتل السواد بداخله …اغمض عينيه وقرر أن يعطيها حرية الاختيار ..قرر الصياد أن يعطي لفريسته حرية الهرب أو تبقي في سجنه للابد …تبقي في نفس السجن الذي وقع هو فيه …سجن العشق وبقا هو سجين العشق !!</p><p>تنهد الصياد وقال:</p><p>-لكن لو عايزة انك تتحررِ مني انا معنديش مانع …بس فكري يا وعد أنا مستعد اجيب العالم كله تحت رجلك …مستعد اعمل المستحيل عشان تحبيني وتبقي معايا …اديني فرصة احاول ومترفضيش علطول لو سمحتي…</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>نظرت اليه وعد بعمق …كانت مشتتة …هو يعطيها الحرية الان …الحرية لتبتعد عنه …كان من المفترض ألا تفكر مرتين وتهرب منه ولكن لا تعرف لماذا ولكن شعرت بأن ساقيها مثبتة في الأرض بينما عينيها تنظر إليه بذهول …ذهول من هذا الرجل الذي ظنته بلا قلب …ها هو يعرض قلبه بل كل حياته عليها …هل احبها ؟!!معقول …كيف يحبها بتلك البساطة وهو الذي كان يهذي بإسم محبوبته منذ فترة ليست بالطويلة …كيف للمرء أن يحب بتلك السرعة بل هي كيف تفكر بعرضه من الأساس …لقد أعطاها حريتها لماذا لا تهرب؟!!تبتعد عنه وتعود لحياتها المملة الآمنة …لما تبقي مع رجل خطر كهذا يحرك داخلها عواصف لا تفهمها …نعم رغم كرهها لهذا الا انها تعترف أن الصياد حرك داخلها مشاعر فشل يوسف في تحريكها …مشاعر ظنت أنها ماتت منذ زمن …لقد ظنت احيانا أنها باردة لا تشعر ولكن معه هو أصبحت مشاعرها تجاه هي نقطة ضعفها …اصبح قلبها هو الذي يحركها لذلك قالت دون وعي حتي:</p><p>-موافقة …</p><p>…. …….</p><p>في المساء …</p><p>كان يقف بجوار فيلتها ….لم يصدق أنها سوف تعود لعاصم هذا …مستحيل أن يصدق هذا …منذ أن أخبرته وقد انفجرت براكين غضبه ونسي كل شىء إلا هي ….ماذا تفعل إن كانت نارين تشتعل بك …نار الانتقام ونار العشق والغيرة…كلاهما مؤلمين للغاية وهو احترق بالاثنين …تائه هو بين انتقامه وعشقه …لا يستطيع التخلي عن. انتقامه ولا التخلي عنها ..ماذا يفعل الان …كلما قرر أن يقاوم تأثيرها عليه يجد نفسه يغرق بها أكثر …يفكر بها أكثر هي احتلته وانتهي أمره …عرف أن وضعه ميؤوس منه عندما رآها مع عاصم اشتعلت نيران الغيرة به وكاد أن يقتل هذا الرجل لانه يحاول سرقتها منه …</p><p>تنهد واخرج هاتفه وهو يرسل لها رسالة …تلك الرسالة بالذات كانت من قلبه مباشرة …لقد خرجت من قلبه إليها هي ….</p><p>……..</p><p>كانت ملاك متسطحة علي الفراش …دموعها تتساقط…تشعر بألم كبير في قلبها …يا الهي لماذا احبت مرة أخري إن كان سيكون جزاءها الالم والعذاب …لقد انكسر قلبها مرة أخري والاسوأ أنها ما زالت تحبه …ما زالت تفتقد وجوده …هي لم تعشق أحد كما عشقته هو …حتي عاصم لم تتألم هكذا عندما تركته …رغم أن وجودها مع عاصم مدة أطول من عدي ولكن تأثير عدي عليها كبير … لقد تسلل الي روحها حتي أصبح هو الحياة لها وبدونه هي ضائعة …حزينة ومحطمة….صوت رسالة علي تطبيق الواتس اب أخرجها من شرودها…دق قلبها بعنف وهي تشعر أن تلك الرسالة منه هو …بلهفة أمسكت هاتفها ودموعها تساقطت وهي تري المرسل …أنه هو …ابتسمت من بين دموعها وفتحت الرسالة بلهفة لتتسع عينيها الرمادية بدهشة وهي تقرأ رسالته:</p><p>-انا جمب بيتك …</p><p>بلهفة فتحت التراس وأخذت تبحث عنه لتجده فعليا يقف تحت المنزل بجوار سيارته ينظر إليها بيأس والحزن يرسم خطوطه علي وجهه …تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة …شعرت ولأول مرة الضعف يتسلل إليها …لأول مرة قلبها يقودها بذلك التهور ولم تشعر بنفسها الا وهي تستدير وتركض خارجة من غرفتها …نزلت الادراج بسرعة وهي تلهث ثم فتحت باب الفيلا ثم البوابة وخرجت إليه دون أن تهتم أنها ترتدي بيجامة النوم …توقفت وهي تلهث عندما رأته كان ينظر إليها وهو لا يصدق أنها أتت …أخذ قلبه يدق بعنف وابتسامة مرتجفة ترددت علي شفتيه ولم يشعر بنفسه الا وهو يفتح ذراعيه لها وبالفعل دون تردد ركضت ملاك ثم اندفعت بين ذراعيه وهي تبكي ….</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>ابتسم عدي بذهول وهو يضمها أكثر إليه …قبل رأسها وقال وهو مبهوتا:</p><p>-افتكرت ان هقضي طول حياتي اطلب منك السماح يا ملاك …فقدت الامل انك تسامحيني …أنا مش قادر اصدق انك اخيرا سامحتيني..</p><p>لم تتكلم هي وبقت تضمه إليها بصمت ودموعها تنكسب…مرت لحظات وهي بين ذراعيه…ثم ابتعدت عنه اخيرا بينما وجنتيها مخضبة بلون الدم من شدة الخجل …أخذ عدي يداعب شعرها بينما عينيه رطبة بسبب الدموع …هو سعيد الان …سعيد أكثر مما يتخيل….لقد انتهي الأمر وهو يعترف أنه يعشقها هي …هي فقط …لم يعشق أحد مثلها وسيفعل المستحيل من أجل أن تبقي معه…ولكن فجأة شعر بغصة في حلقة وقال؛</p><p>-عاصم …</p><p>هزت راسها وهي تمسح دموعها وتقول:</p><p>-مرجعتش ليه …كنت بكدب عليك عشان تبطل تلحقني …وقتها هو قابلني في النادي صدفة وكان حابب يتكلم معايا بس انا …</p><p>احتوي عدي وجهها بين يديه وقال بغيرة:</p><p>-اوعي في يوم تتكلمي معاه حتي انتِ فاهمة ..</p><p>دفعته هي وقالت بقوة:</p><p>-دي اخر فرصة يا عدي لو غلطت في حقي تاني و**** ما هسامحك انت فاهم …</p><p>ارتعش قلبه بخوف وهو يهز رأسه ….وللمرة الاولي يخاف لتلك الدرجة من فقدانها …يبدو أن الحب انتصر علي الانتقام !….</p><p>……</p><p>في منزل والد عدي …</p><p>ولج عدي للمنزل وقال فجأة:</p><p>-هدور علي طريقة تاني عشان اقبض علي عامر النجار …بس خرج ملاك برا حساباتنا !</p><p>………</p><p>في احد القاعات …</p><p>كان حياة تتألق وهي تتأبط ذراع يوسف …يوسف حبيبها الذي اخيرا أصبح لها …بعد أن حطمها كثيرا …حاولت أن تمنع دموعها من الظهور وهي تتذكر هذا …أنبت نفسها لأنها تجعل الشيطان يتلاعب في عقلها في هذا اليوم السعيد …..قررت أن تكون سعيدة الليلة …لن تجعل أحد يعكر مزاجها …ستنسي الجميع وتبقي مع الشخص الذي كاد يموت من أجلها. …جلسا علي الكرسي المخصص للعروسين اخيرا ..بينما قلب حياة كان يقفز بسعادة …كانت عينيها تلمع بسعادة كبيرة …الليلة خطبتها علي من تحبه …الليلة هي ليلتها فلتسعد قليلا …</p><p>اقترب يوسف من أذنها وقال:</p><p>-الليلة أنتِ اجمل واحدة شوفتها في حياتي يا حياة …</p><p>ضحكت بخجل وهي تنظر إليه وتنظر الي فستانها الكريمي الرقيق الذي اختارته مع عقد مع فصوص كريمية اللون يلائمه تماما …بدت بسيطة ولكن جميلة للغاية …هزت رأسها وقالت بخجل:</p><p>-شكرا …</p><p>ابتسم لها وهو يفكر أنه كاد أن يخسر حياة بسبب غباؤه ولكن **** أعطاه فرصة اخري ليصلح الوضع معها وهو بالتأكيد سيستغل تلك الفرصة …لقد عرف الان أنه يحب حياة …يحبها بقوة ليس مشوش ولكن بالفعل يحبها ويريدها في حياته …يريدها زوجة له …ام لأطفاله ….يتخيل حياتهم سويا كيف أنها سوف تشاركه كل شئ …</p><p>قبض يوسف علي كف حياة. وقال:</p><p>-انا بحبك فعلا يا حياة …بحبك اكتر مما تتخيلي</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>كادت تذوب من الخجل …وابتسمت له وقالت بخفوت:</p><p>-وانا كمان بحبك ..</p><p>ابتسم يوسف بسعادة بينما اقتربت والدته ووالدة حياة ومعهما الخواتم ….وتذكر اول مرة خطب فيها حياة …وقتها كان يشعر بالضيق لا السعادة …كان يشعر أن يوجد هناك شيئا خاطئا ولكن الآن يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل ولا حتي عندما خطب …</p><p>هز رأسه وهو لا يريد التفكير بها ….يكفي ما فعلته به …لا يريد حتي استحضار صورتها …لا يريد أن يفكر بها …فمجرد التفكير في وعد خيانة لحياة</p><p>…ابتسم وهو يمسك الخاتم ثم وضعه في اصبع حياة برقة …ابتسمت حياة وهي تنظر لقيده الذي وُضع بيده ولم تعترض إذ أن قيود عشقه وُضعت منذ زمن علي قلبها !!!</p><p>…….</p><p>انتهت الخطبة وجلسا حياة ويوسف سويا في منزل حياة ليتكلما بمفردهما….كان يوسف ينظر إلي حياة بإفتتان وقال:</p><p>-ايه رأيك نقدم الفرح شوية ؟!</p><p>ضحكت حياة برقة وقالت:</p><p>-احنا خطوبتنا كانت من ساعة وانت بتفكر في الفرح ..لا انسي انا عايزة خطوبتنا تطول عشان ادرس اخلاقك</p><p>-تدرسي أخلاقي ؟!!ده انا كنت هموت بسببك</p><p>قالها بإستهجان …لتضحك هي برقة ولكن فجأة ملامحها أصبحت باهتة ولمعت عينيها بالدموع</p><p>-حياة مالك يا حبيبتي ؟!</p><p>قالها يوسف بقلق …</p><p>-انت لسه بتحب وعد؟!</p><p>قالتها حياة فجأة وقلبها يقصف داخل صدرها …لا تعرف ما الذي يجعلها تفتح الدفاتر القديمة وتذكره بها ولكن نيران الغيرة في قلبها لا ترحمها وهي تتذكر تلك الفتاة التي بسببها تركها يوسف …لقد كرهت وعد حتي دون أن تتعامل معها حتي …نظرت إليها دوما علي انها المرأة التي خطفت حبيبها وهي لا تحبه من الأساس …</p><p>نظر إليها يوسف بحيرة ورد:</p><p>-ايه اللي جاب سيرة وعد دلوقتي ؟!وليه افتكرتيها فجأة؟!</p><p>-وانت ليه مش راضي ترد ؟!</p><p>قالتها بتحدي ثم أكملت:</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>-ولا تكون لسه بتحبها …</p><p>نهض يوسف وزعق بها :</p><p>-لا أنتِ مش طبيعية النهاردة يا حياة …مالك؟!ليه مصرة تنكدي علينا؟! …</p><p>تصاعدت الدموع في عينيها وقالت بصوت مختنق:</p><p>-عايزة اتأكد أنها لما تظهر تاني في حياتك متسبنيش وتجري وراها!</p><p>تنهد هو وجلس بجوارها وهو يمسك كفها ويقول :</p><p>-عمري ما اعمل كده …وعد خلاص خرجت برة حياتي بس أنتِ في حياتي يا حياة وانا عمري ما هزعلك وهثبتلك اني بحبك أنتِ وبس ..</p><p>-انا مش مصدقاك ..</p><p>قالتها بألم وذكري تركها من أجل اخري تلاحقها لينهض هو ويقول:</p><p>–يووه هي طالبة معاكِ نكد فعلا وانا راسي وجعاني ..</p><p>ثم تركها وذهب بينما هي انفجرت في البكاء</p><p>…….</p><p>بعد اسبوع</p><p>في مستودع الصياد …</p><p>كان يجلس علي كرسيه ينفخ سيجارته بعمق بينما احد رجال موردي المخدرات جالس بجواره وهو يعرض عليه بضاعته قائلا:</p><p>-ده نوع جديد يا صياد …مستر جاك عرف أنك رفضت بضاعة المرة اللي فاتت بس ده نوع معتبر وهو موصي جدا اراضيك واتفق معاك …</p><p>امسك الصياد الكيس وهو يعاينه وللمرة الاولي يشعر أنه متضايق لتلك الدرجة …صحيح أنه كل مرة يشعر بالضيق ولكن تلك المرة يشعر بشئ ثقيل يقبع علي صدره يمنعه من التنفس …يشعر بالقرف والاشمئزاز ولكنها تلك ستكون صفقته الأخيرة عندها سوف يتوب من هذا العمل …..</p><p>تنهد وهو يفتح الكيس ويتذوق البضاعة …هز رأسه برضا تام وهو يقول للرجل :</p><p>-جميل احنا هنأخد ضعف الكمية المرادي لأن دي هتكون اخر صفقة لينا معاكم ….</p><p>ابتسم الرجل وهو يقترب منه ويقول بخبث:</p><p>-عرفت أن عمك ناوي يبطل تجارة وعنده حق هو كبر دلوقتي ..لكن يا صياد انت لسه صغير …ومستر جاك معجب بيك جدا …انت اكتر واحد تقدر توزع البضاعة داخل البلد بإحترافية ومن غير ما يتقبض عليك …ايه رأيك تبقي انت المستورد الرئيسي للبضاعة بتاعتنا والربح كله هيبقي ليك …</p><p>ابتسم له الصياد بسخرية وقال:</p><p>-للاسف أنا كمان دي اخر صفقة ليا …</p><p>بهت الرجل وقال:</p><p>-مش عايزين نخسر واحد زيك …مستر جاك بيحب التعامل معاك اوووي …</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>قاطعه الصياد وقال:</p><p>-وانا مقدر مستر جاك و**** بس انا وعمي اخدنا قرارنا …احنا هنبطل …قول لمستر جاك طلبي وحددوا معاد الشحنة تمام !</p><p>هز الرجل رأسه بالإيجاب .</p><p>……….</p><p>-برافو يا صياد …</p><p>قالها عامر وهو يعطيه كأس اخدته الصياد منه وشكره بخفوت …</p><p>جلس عامر بجواره وقال:</p><p>-حرفيا دي هتبقي اكبر عملية في تاريخنا يا صياد …هتكون العملية الافضل لينا …هنكسب دهب من وراها بعدها نعتزل الشغلة دي ونخلص … وبعدين اقضي الباقي من حياتي اراعي لملاك واجوزها من انسان يستحقها …</p><p>ابتسم الصياد وقال :</p><p>– هنجوزها لواحد محترم اكيد يا عمي ….</p><p>نظر إليه عامر وقال:</p><p>-لسه بتحبها …بتحب ملاك ..</p><p>تفاجئ الصياد بهذا السؤال وقال:</p><p>-ايه مناسبة السؤال ده دلوقتي؟!!</p><p>هز عامر كتفه وقال :</p><p>-عايزة اتأكد انك لسه مش زعلان …</p><p>هز الصياد رأسه وقال بصدق:</p><p>-لا متقلقش مش زعلان !…</p><p>ضحك عامر وقال:</p><p>-طبعا هتزعل ليه انت دلوقتي عريس جديد واكيد مبسوط مع مراتك</p><p>ابتسم الصياد عندما اتي بذكر زوجته …ارتعش قلبه والسعادة طفت علي وجهه …</p><p>-شكلك مبسوط اووي معاها يا صياد …شكلها دي اللي هتغير الصياد وتخليه جاسر وبس …</p><p>هز رأسه وقال :</p><p>-انا فعلا مبسوط اووي معاها …اول مرة اكون مبسوط للدرجادي …مكنتش اتخيل أنها هتأثر فيا للدرجادي …محدش اثر فيا بالشكل ده بعد أمي غيرها …</p><p>امسك عامر كف الصياد وقال بصدق:</p><p>-انا فعلا مبسوط عشانك يا جاسر …مبسوط انك لقيت الحب الحقيقي …لقيت الإنسانة اللي قدرت تأثر فيك بالشكل ده …لقيت هدف تعيش عشانه ..</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>ربت الصياد علي كف عمه وقال :</p><p>-وانا كمان مبسوط يا عمي …</p><p>ابتعد عمه وتنهد وهو يكمل :</p><p>-المهم دلوقتي فيه موضوع مهم لازم نناقشه يا صياد …</p><p>نظر إليه بحيرة فرد عامر:</p><p>-مالك العمري مش سايبني في حالي …بيدور ورايا ومعرفش من فين جاتله المعلومة دي بس هو عرف أننا هنعمل اكبر صفقة في شغلنا ومتلهف يعرف المكان والمعاد…</p><p>هز الصياد رأسه وقال:</p><p>-انت خليت الراجل ده عدوك لما قتلت مراته يا عمي …للاسف مالك العمري مش سهل ومش هينسي اللي عملته في مراته …أنا حذرتك بس …</p><p>-كان لازم أوقفه عند حده …</p><p>زعق عامر ثم أكمل :</p><p>-مالك كان بيحاول يثبت بأي طريقة اني تاجر مخدرات .و…</p><p>-بابا ..</p><p>قالتها ملاك وهي تدخل ليبهت عامر ويقول وقد شحب وجهه كالاموات:</p><p>-ملاك !!!!</p><p></p><p>يتبع…</p><p></p><p>الفصل العشرون (اعتراف)</p><p>تبادل كل من الصياد وعامر النظر بقلق بالغ وهما ينظران الي ملاك التي اقتحمت المكان فجأة …كان كلاهما يشعران بالرعب …يعرفان ان ملاك لن تتحمل ان تعرف ان والدها تاجر مخدرات ..لقد حاولا كثيرا كي لا تعرف بهذا الأمر …تكلم أولا عامر وقال:</p><p>-ملاك أنا …</p><p>هزت ملاك رأسها بحيرة وقالت :</p><p>-فيه حاجة يا بابا …مالك شكلك متوتر ليه…فيه حاجة مخبينها عني؟!</p><p>تنهد جاسر براحة بينما ابتسم عامر واقترب وعانق ابنته وقال:</p><p>-لا يا حبيبتي مفيش حاجة …</p><p>ابتعد عنها وأكمل :</p><p>-انتِ كنتِ عايزة حاجة ..</p><p>هزت ملاك راسها بالسلب وابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت:</p><p>-لا جيت اقولك اني طالعة دلوقتي علي الشغل وهتأخر شوية …</p><p>-تمام يا حبيبتي …</p><p>خرجت ملاك مسرعة لينظر عامر الي جاسر ويقول:</p><p>-كنا هنتمسك ..</p><p>…….</p><p>استقلت ملاك سيارتها بسرعة وهي تمنع دموعها من الانهمار…لا تصدق ما سمعته !!والدها تاجر مخدرات !!!لقد حاولت جاهدة الا تظهر انفعالاتها حتي لا يعرف انها سمعت …حتي لا يعرف ان صورته في عينيها اهتزت كثيرا ….قادت سيارتها بسرعة كبيرة وهي تتنفس بسرعة …تشعر وكأن جسدها اصبح كقطع من الجحيم …انها تغلي….قلبها ينعصر وروحها تنصهر …والدها …الشخص الذي كان المثل الاعلي لها لا يكون الا تاجر مخدرات ومجرم دمر حياة الكثيرين …كيف يفعل هذا ؟!وكيف خدعها بتلك الطريقة؟!اخذت تضرب علي المقود بغضب وهي تصرخ بألم بينما دموعها تتحرر اخيرا محررة معها شهقاتها…انها تموت …تموت الآن بسبب ما عرفته …</p><p>أخيرا وصلت الي المنتزة الذي من المفترض ان تقابل فيه عدي …خرجت من السيارة وجلست علي العشب وانفجرت بالبكاء …كانت تتنفس بصعوبة … عالمها الخيالي تحطم علي راسها…والدها المثالي الذي عشقته اكتشفت انه مجرم وكذلك جاسر …جاسر صديقها وابن عمها …كيف تم خداعها بتلك الطريقة …كيف …</p><p>-ملاك …ملاك مالك؟!</p><p>قالها عدي بفزع لملاك التي تبكي بعنف …نظرت إليه ملاك وهي تبكي …كانت تبكي ولا تقول شيئا …ضمها إليه بقوة للحظات ثم ساعدها علي النهوض وادخلها سيارته وقاد بعيدا …</p><p>…….</p><p>-يا ملاك ابوس ايديك بقالي ساعة بترجاكي تحكيلي ايه اللي حصل …أنا مرعوب عليكِ ..ليه بتبكي حد ضايقك …</p><p>كانت وكأنها فقدت القدرة علي التواصل …لم تكن تستمع اليه من الاساس …كانت تبكي فحسب وكلمات والدها ترن في اذنها …هي تشعر الأن وكأنها في كابوس بشع تتمني ان تستيقظ منه ….</p><p>دق قلب عدي برعب …انها تبكي وهو عاجز عن فعل اي شئ …هو يتألم لألمها…بل يتألم اكثر منها …يتمني ان ينتزع الألم الذي في قلبها ويزرعه في قلبه …امسك عدي وجهها وجعلها تنظر في عينيه وقال بهدوء:</p><p>-ملاك ايه اللي حصل …انتِ كده بتخوفيني عليكِ بقالك ساعة بتبكي وبس …مين زعلك بس قوليلي…من ضايقك …ايه اللي حصل ؟!قوليلي عشان دماغي هتنفجر من كتر التفكير …</p><p>شهقت ودموعها تنسكب من عينيها وتقول :</p><p>-حياتي كلها كانت كدبة يا عدي …أنا كنت عايشة في كدبة كبيرة …عايشة في كدبة ان بابا راجل مثالي …راجل شريف …بس مطلعش هو الانسان اللي كنت وخداه قدوة ليا يا عدي …</p><p>ابتلع ريقه وتراجع عنها وقد فهم … لقد عرفت هوية والدها الحقيقي …عرفت انه مجرد مجرم تاجر مخدرات …دمر حياة الكثير …لقد تلقت ملاك أكبر صدماتها للتو ولا يعرف ماذا سيكون رد فعلها عندما تعرف حقيقته …تعرف انه تقرب منها فقط للانتقام …بالتأكيد لن تسامحه …فكر بحزن بينما يجذبها إليه ويربت علي كتفها قائلا:</p><p>-كل حاجة هتتصلح …اوعدك .</p><p>مسحت دموعها وقالت فجأة بتهور:</p><p>-عدي خدني بعيد عن هنا …مش عايزة افضل مع بابا تاني …مش هقدر …تقدر تأخدني بعيد عنه …</p><p>تطلع إليها بصدمة وقال:</p><p>-نهرب سوا يعني …</p><p>هزت رأسها وهي تبكي …</p><p>امسك كفها وقال:</p><p>-ملاك اهدي …مهما حصل في بيتك فكري قبل ما تتصرفي اي تصرف متهور …</p><p>هزت راسها وهي تشعر بالنيران تشتعل بقوة في روحها وقالت:</p><p>-عدي لو فضلت في البيت بتاعنا هنتحر …مقدرش خدني ابوس ايديك …خلينا نهرب مع بعض …أنا…أنا …</p><p>عانق وجهها وقال:</p><p>-انتِ دلوقتي متعصبة ومتضايقة ومنهارة …تفكيرك مش سليم …اهدي وكل حاجة هتتصلح بس الهروب من مشاكلنا مش حل …..</p><p>أبعدت كفيه عن وجهها وقالت:</p><p>-افهمني لوفضلت هناك هموت …انت عايزني اموت يا عدي …أنا هموت صدقني…أنا …</p><p>-موافق خلاص موافق بس بشرط هنهرب بعد اسبوع مش النهاردة يا ملاك اكون ضبطت اموري وبعدها نتجوز وساعتها محدش هيقدر يأخدك مني …ماشي …</p><p>هزت راسها وهي تبتسم ليبادلها هو ابتسامتها بحزن …كانت فرصة ذهبية له لتبقي ملكه فقط ويتأكد أنها لن تتركه ولكن لن يضعها في هذا الموقف …هو حتي رفض أن يستغلها ويجعلها تتكلم عما جعلها حزينة لتلك الدرجة وهو متأكد مليون بالمائة أن والدها هو السبب …تلك المسكينة لقد تهاوي عالمها الوردي تماما بعد ما عرفته …ملاكه الصغير يعاني كثيرا !</p><p>………</p><p>-بقالك اسبوع رافضة تكلميني يا حياة ..اسبوع متجاهلاني …</p><p>قالها يوسف بعد محاولات عديدة للتواصل معها عبر الهاتف وعندما لم يجد فائدة قرر ان يأتي الي منزلها بعد ان عرف ان العناد لن يحل شيئا …بعدما ادرك انه مخطئ …حياة لديها كامل الحق ان تفقد الثقة فيه بعد كل ما حدث …هو لا يلومها…لقد تخلي عنها في الماضي بأسوأ طريقة ممكنة وحطم قلبها وركض خلف سعادته الوهمية دون ان يهتم بذلك القلب الذي حطمه …دون ان يشعر بثقل علي ضميره يمنعه من هذا …هو الآن يشعر بالنار التي كانت تشتعل غيرها …فهو اصبح يعشقها ولو حدث وتركته من أجل احد آخر لكان جن تماما …لم يكن ليسامحها ابدا حتي لو ركعت علي ساقيها …إذن لماذا يغضب عندما تظهر قلة ثقتها به ؟!…. الشجار ليس حلا …حياة فاقدة الثقة به والاسوأ أنها فاقدة الثقة بحبهما ونفسها أيضا وهو عليه أن يعيد تلك الثقة لن يضعها في موقف يجعلها تشك بحبهما ابدا يجب عليه أن يخبرها أنه لا يحب وعد لقد نسيها تماما …أخرجها برا حياته لأنها خائنة خانته وتركته في الوقت الذي تمسك هو بها …اغمض عينيه وهو يخرج وعد من رأسه قسرا ..وولي اهتمامه لتلك التي ترفض الكلام معه …مد يده ليمسك كفها ولكن حياة شدت كفها ونهضت بخفة …ما زالت تشعر بالقهر منه …ما زال قلبها مجروح …لقد ظنت أنها تخلصت من الماضي ولكن الماضي لن يتركهما …دوما سوف تقارن بينها وبين وعد …دايما سوف تتسائل ما الذي كانت وعد تتميز به ليتركها يوسف ويهرع الي وعد غير آبه بقلبها الذي تحطم …لقد حاولت كثيرا أن تخبر نفسها أنه مجرد ماضي …ولكن الشيطان لا يسمح لها أن تنسي …مصر أن يعكر سعادتها ويسرب الشكوك لقلبها …تعرف انها تبالغ …نعم هي متأكدة من هذا ولكن هي دوما كان لديها مشاكل بسبب الثقة بالنفس وعندما تركها يوسف تحطمت بقايا الثقة التي كانت تمتلكها …دوما كانت تظن أنه يراها لا تستحقه وحتي الان لديها هذا الشك …لديها شك أنه إذا ظهرت وعد فجأة سوف يتركها بسهولة وينسي كل شىء …</p><p>انتفضت وخرجت من شرودها وهي تشعر بيوسف خلفها يمسك كتفيها برفق ويقول:</p><p>-حياة أنا عارف اني جرحتك…عارف انك عندك حق متثقيش فيا …وعارف اني غلطان …مش ببرر لنفسي أنا اتصرفت بحقارة معاكي …بس انا عرفت اني بحبك لما عرفت اني خسرتك …لما شوفت دبلة غيري في ايدك … شوفت ابتسامتك ليه حسيت بالقهر ..دي كانت أول مرة اجرب الغيرة اللي بالشكل ده …اول مرة احس الغيرة تقتلني وانا حي لما شوفتك مع حسام …ولما طلب مني ابعد عنك حسيت انك بتتسربي من حياتي وان لما تتجوزي حسام هيمنعك تشوفيني وصدقيني التفكير في كده قتلني ….لما اخيرا اعترفت بحبي وأنتِ تجاهلتيني اترعبت لما شوفت اني مش هامك …وافتكرت أن خلاص بطلتي تحبيني ووقتها قررت اسيبك لحسام لو كان هيسعدك بس لما شكيت في سلوكه قررت احميكِ منه حتي لو هموت…..</p><p>تجمعت الدموع في عينيها وانسابت بسهولة وسرت رعشة في جسدها وهي تتذكر كيف أن يوسف لم يفكر مرتين قبل أن يقف في وجه حسام …وكيف كاد أن يموت من أجلها ..ابتسمت من بين دموعها وهو يكمل :</p><p>-انا بس عايزة اقولك …اني بحبك بطريقة محبتش بيها حد قبل كده ولا هحب …أنا صحيح مستحقكيش لكن هعمل المستحيل عشان اسعدك وعمري ما هخليكي تبكي ده وعد …</p><p>استدارت إليه وهي تبتسم بسعادة ليمسح هو دموعها ويقول فجأة:</p><p>-وحاجة كمان فرحنا بعد تلات اسابيع !</p><p>-نعم !!!</p><p>قالتها بصدمة ليرد ببساطة:</p><p>-زي ما سمعتي</p><p>……………</p><p>شهقت وعد عندما شعرت به يحاصرها من الخلف بينما يضع شفتيه علي رقبتها …اغمضت عينيها وهي تشعر بقلبها ينتفض داخل صدرها…انه يهاجمها عاطفيا …يستولي علي قلبها وروحها …يغزوها حرفيا وهي من كانت دائما ضد الهجمات العاطفية…تصدها بمهارة اصبحت الآن هشة امام هاجماته هو …تذوب بين يديه وقلبها ينبض من اجله…لقد نست الكثير وهي بين بيديه …نست انتقامها …مبادئها ….نست كل شئ ولم تتذكر الا انها زوجته …ملكه وحسب وستظل ملكه طالما يحرك قلبها بتلك الطريقة العنيفة …</p><p>ابتعدت عنه وهي تستدير …تنظر الي عينيه الجذابة التي سلبت عقلها وقالت:</p><p>-وعدتني بشهر عسل …</p><p>ابتسم وهو يطبع قبلة علي وجنتها ويقول :</p><p>-فيه شغل كده بس اخلصه هأخدك ونلف العالم كله يا وعد ..</p><p>ابتسمت له بحب وقالت:</p><p>-نفسي اروح إيطاليا ..</p><p>ضحك وهز رأسه قائلا:</p><p>-هوديكي إيطاليا …فرنسا …أي مكان تشاوري عليه …هعوضك عن ايه حاجة وحشة شوفتيها مني او من حد غيري ….</p><p>ضمها إليه وقال بشرود وهو يتلاعب بخصلات شعرها …:</p><p>-انا عايز ابدأ معاكي من جديد يا وعد …بداية جديدة بعيد عن كل حاجة …حتي قررت اسيب الشركة عمي يتولاها واحنا نبدأ شغلنا وحياتنا بعيد عن هنا …</p><p>ابتسمت بدهشة وقالت:</p><p>-وليه ده كله …ليه عايز تبعد بالشكل ده …فيه حاجة هنا !؛</p><p>قالت جملتها الأخيرة بشك ولا تعلم لماذا ولكنها شعرت بالقلق بسبب جملته تلك …لما يريد الهروب ؟!ما السبب …في عينيها كان هناك تساؤل اخافه …هو يخاف ان يفقدها لو اخبرها حقيقته …انه مجرد مجرم دمر حياة الكثير ..بالتأكيد سوف تكرهه وسوف يخسرها….نبض قلبه بخوف وهو يتخيل حياته من دونها …إن رحلت وعد سيعود لحياته الباردة المظلمة …سيعود الظلام ليحتل روحه مجددا …ستحتل الكوابيس لياليه وستتحول حياته الي جحيم لا يطاق …هو لا يريد خسارتها..</p><p>امسك كفها وقال بهدوء:</p><p>-معرفش ممكن تصدقي ولا لا يا وعد …بس انا بحبك ..</p><p>احمر وجهها ليسحب كفها ويقبله ويكمل :</p><p>-الموضوع صعب تصديقه عندك حق …عارفة أن مشاعري دي ظهرت فجأة بس هو ده الحب يا وعد ..بيظهر في حياتك فجأة …وحبك ظهر فجأة …ظهر في الوقت اللي كنت فاكر فيه اني بحب واحدة تاني بس معاكِ عرفت أن المشاعر اللي حسيتها معاكِ عمري ما هحسها مع حد تاني …أنا عمري ما هحب حد للدرجة دي تاني …</p><p>ابتسمت له وهي تقبل كفه وتقول :</p><p>-الموضوع صعب تصديقه فعلا لاني انا كمان بحبك يا جاسر …</p><p>ابتسم بحب وقال:</p><p>-الاسم ده احسن من الصياد صح ؟!</p><p>هزت كتفها وقالت:</p><p>-بصراحة الصياد اسم لايق عليك اكتر …تحس ان اللي اختار الاسم ده مختل عقليا …</p><p>حاوطت عنقه وقالت:-</p><p>-ويا زوجي العزيز مشوفتش حد مختل زيك في حياتي كلها …</p><p>-وانتِ بتحبي المختل ده .</p><p>قالها ثم أخذ يقبلها في عنقها لتضحك بقوة وهي تحاول أبعاده عنها …فجأة ابتعد عنها وقد تغيرت ملامحه كثيرا …لقد قرر أن يعترف الان…والان هو الوقت المناسب</p><p>-انا تاجر مخدرات يا وعد !</p><p>قالها فجأة وهو ينظر في عينيها دون اثر للمزاح…لتنفجر هي ضاحكة وتقول وهي تضربه علي كتفه :</p><p>-نكتة حلوة …</p><p>ثم كادت أن تذهب من أمامه إلا أنه جذبها إليها وهو يعانق وجهها ويقول بصدق تام رأته في عينيه :</p><p>-انا مبكدبش ولا بهزر يا وعد …أنا مجرم …تاجر مخدرات …دمرت حياة ناس كتير …مش بتباهي بنفسي …انا ندمان اووي وقررت اتوب بس حسيت أن من حقك تعرفي أنا ايه !!من حقك تعرفي أن جوزك وحش دمر ناس كتير .</p><p></p><p>يتبع…</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="صبرى فخرى, post: 52024"] [HEADING=1][/HEADING] الفصل الحادي عشر(سعادة لا تدوم ) أغمضت عينيها وهي تضغط علي الزناد منتظرة أن تموت وتتخلص من تلك الحياة ..تتخلص من سجن رجل لا يعرف الرحمة …فجأة عقدت حاجبيها بحيرة وهي تضغط علي الزناد مرة بعد اخري …فتحت عينيها لتصطدم بعيني الصياد الساخرتين ….اقترب منها وأخذ السلاح وقال: -لما تيجي تقتلِ نفسك اتأكدي أن السلاح فيه رصاص … وقعت علي الأرض بإنهيار فرفع رأسه وهو يقول : -مش هتتخلصي مني بالسهولة دي يا وعد انسي …قولتلك أنتِ ملك الصياد وحظك الوحش هو اللي وقعك في أيدي … ركع بجوارها ثم أمسك ذقنها وهو يرفعه ببطء ويقول بصوت جاد: -وافقِ علي عرضي. ..ليلة واحدة بس وبعدها أنتِ حرة تماما … بكت وهي تقول: -مقدرش و**** ما اقدر عندي اموت ولا اديك اللي انت طالبة …ابوس ايديك ارحمني …اطلب اي حاجة تاني غير دي ..حرام عليك … اشتعلت نظراته وقال: -انا مش عايز غيرك…أنا دفعت فلوس وعايز انبسط …والاغتصاب مش اسلوبي فعشان كده هتبقي هنا لحد ما تكوني جاهزة تبقي ليا … نهض وقال: -مش هصبر كتير يا وعد …الصياد مبيسبش حقه …متستغليش نقطة اني مش عايزة اجبرك لان في اليوم ممكن اتخلي عن الموضوع ده بس ساعتها هوريكي اللي عمرك ما شوفتيه …انتِ محدش معاكي …ابوكِ باعك وخطيبك سابك …وانا في أي لحظة لو قررتِ تعاندي ممكن أعمل أي حاجة فيكي ومش هندم … انسابت دموعها اكثر وهي تنظر إليه فأكمل حديثه: -ببساطة هديكي يومين تفكري ان كان هتبقي ليا او هتعندي اكتر وساعتها هتأخدي علي دماغك فهمتي !!!! ثم تركها وذهب … ….. خرج الصياد من الفيلا وهو يشعر بالضيق…صحيح هو يحب أن يلاعبها ولكن الأمر طال وهي عنيدة لا ترضخ وهو لن يصبر اكثر من هذا …هو يريد الحصول عليها وسيفعل واليومين القادمين ستخبره قرارها. علي هذا الاساس سوف يتصرف …. نظر الي الحارس وقال بهدوء: -متنساش تراقبها اياكِ تسمحلها تهرب والا وقتها اقسم ب**** هقتلك انت فاهم! هز الرجل رأسه وقال بطاعة: -اوامرك يا صياد … هو الصياد رأسه وقال: -ودلوقتي دخلها اكل تاني . -امرك يا صياد … هز الصياد رأسه ثم ذهب ………… في المساء … نيران حارقة اشتعلت في روحه …شعر انه يغلي علي مراجل من الجحيم وهو يري احد آخر يضع خاتمه في اصباعها …هو حقا لا يفهم ما به …هو لا يحب حياة اذن لماذا هذا الشعور؟!لما الشعور بكل تلك الاسى؟!اليأس والغضب …ولماذا تلك الرغبة المفاجأة في خطفها من وسط الجميع …لا بد انه جن …او ان انفصال وعد عنه اثر علي عقله تماما …هو الآن يتصرف كشخص انتزعت منه حبيبته!وهي لم تكن يوما حبيبته…لعن نفسه في سره وهو يعترف انه لم يكن عليه ان يأتي ويري سعادة حياة وهي ترتبط بشخص آخر…شخص غيره وهي التي كانت تعشقه!!ماذا حل بها؟!أين ذهب هذا العشق؟!او ماذا حل به هو ؟!لماذا الاهتمام المفاجئ بحياة!طرد الافكار من عقله وقرر أن يبارك لها ثم يذهب بسرعة …اقترب يوسف منها عندما لاحظ ان حسام ابتعد عنها ليتحدث لأحد المدعويين ..بينما حافظ علي ابتسامة مهذبة وما ان رأته حياة حتي تجمدت تماما وحاولت الاقتراب من حسام الا ان يوسف وقف امامها وقال: -رايحة فين يا بنت خالتي .؟! -عايز ايه يا يوسف؟! قالتها حياة برعب وهي تشعر بقلبها يكاد يخرج من صدرها بينما تنظر حولها برعب خوفا من الفضيحة .. ابتسم يوسف وقال: -جاي ابوظ خطوبتك!… شحب وجهها كالأموات وهي تتطلع اليه …كان جسدها يرتجف وهي تري نظرة الاصرار بعينيه …رباه ماذا يفعل ؟!!هل يريد تدمير حياتها ؟!!!! ابتلعت ريقها وقالت بهمس: -انت بتقول ايه ؟!انت عايز ايه مني؟! ضحك بخفوت وهو يري الرعب في عينيها وقال: -متخافيش كنت بهزر …أنا مش هقف في طريق سعادتك بس تكوني متأكدة أن هو هيسعدك ميكونش مجرد وسيلة تهربي بيها من مشاعرك ليا … رفعت حياة رأسها وقالت بقوة: -لا متقلقش مشاعري تجاهك ماتت يا يوسف …انت اخويا وبس وانا حاليا مبسوطة اووي مع حسام وبطلب منك متقلقش عليا ولا تفكر فيا … كلماتها جعلته يتألم من الداخل …عينيها ترميانه بنظرات غير مبالية وكأن حقا حبها له جف تماما …ولأول مرة منذ شهور يشعر بهذا التشتت …التشتت الذي حدث له عندما راي وعد …ولكن تشتته الان اقوي وكأن شئ ملكه قد ذهب بعيدا عن متناوله …كان يشعر حقا بالاختناق وهو ينظر إليها …عينيها اللامعة وشعرها الذي يتحرك بنعومة ….ملامحها الجذابة والتي يحاول بأقصي جهده الا يتأملها …يحاول تذكير نفسه أنها أصبحت لغيره وان ما يفعله غير صحيح …بصعوبة اشاح عينيه عنها وهو يخرج من جيبة علبة مخملية ويقدمها بلطف لها قائلا: -انا عارف أننا مش متفقين واني غلطت في حقك بس أتمني أن تديني فرصة تانية … تراجعت وقالت بشك: -فرصة تانية ليه ؟!! ابتسم وهو يقول: -مش قصدي اللي فهمتيه قصدي فرصة نتعامل كقرايب ..زي الاول يا حياة … تنهدت وهي تاخذ هديته وقالت: -هديتك مقبولة يا ابن خالتي ومتقلقش انت اخويا .. حاول السيطرة علي شعور المرارة الذي أصابه فجأة بكلماتها تلك …تنهد ثم اقترب وهو يقول : -حياة أنا … ولكن الكلمات توقفت في حلقه عندما رأي حسام يتخذ مكانه بجانبها ويوجه ليوسف ابتسامة مهذبة…صافحه يوسف وقال : -مبروك …انا ابقي .. -يوسف ابن خالة حياة …عارف حضرتك طبعا ..صحيح متقبلناش وده غلطي بس عملنا الخطوبة بسرعة وكنت مشغول فسامحني… ابتسم له يوسف وقال: -متقلقش هنعوضها في وقت تاني رد عليه حسام وهو يقول بنبرة أشبه بالتحدي: -اكيد طبعا يا يوسف … امسك كف حياة وقال: -في النهاية انت زي اخ لخطيبتي!! ……… لقد وقعت ابنة عامر النجار في فخه …فكر بإنتصار وهو ينظر إليها تلاعب الاطفال ..لقد استسلمت له كليا…اعترفت بعشقها له والان اصبحت هي خاتم في إصبعه …يمكنه أن يأخذ منها ما يريد …اي شئ …آن وقت الانتقام ممن قتل والدتها ..لقد انتظر تلك الفرصة لفترة طويلة حتي احرقه الانتقام …حتي تعاظمت داخله الكراهية فأصبحت الكراهية هي سلاحه الوحيد …اعمته عن قلب فتاة أحبته بينما هو يضمر لها الشر …لم يفكر مرتين وهو يحاول ايقاع ملاك في حبه ….لقد لعب علي نقاط ضعفها …استغل تشوشها واقترب منها حتي نال قلبها ..ابتسم لها عندما نظرت إليه وأشار إليها …احمر وجه ملاك واقتربت منه وقالت: -ليه قاعد بعيد كده النهاردة ؟! -بفكر فيكي.. احمر وجهها بشكل محبب لينهض هو ويمسك كفها ويقول: -تعالي نتغدي سوا … هزت راسها لينطلق وهو يمسك كفها … أنها تطير لا محالة فكرت ملاك وهي تجلس بجوار عدي في سيارته بينما هو يمسك كفها ويقبله بين الحين والآخر …كانت تذوب بسبب لمساته ونظراته …تشعر أنها لم تحب ابدا من قبل …وكأن مشاعرها القوية تجاه عاصم كانت سراب تماما …وكأنها لم تحب من قبل …أغمضت عينيها وهي تتخيل حياة سعيدة للغاية مع عدي …تتخيل أنهما سيتزوجا …ويذهبان للمرسم يوميا …ستكون سعيدة وهي تري أن عدي لا يرسم غيرها هي …هكذا هو وعدها … تنهدت بحب ليخرجها صوت عدي وهو يقول: -وصلنا يا حبيبي … نظرت إليه ملاك وهي تبتسم ثم خرجت معه … …… كانت تجلس أمامه وهي تبتسم له بحب بينما يطعمها بيده …ابتسم لها عدي ابتسامة سلبت عقلها وقال: -قوليلي بقا باباكي شغال ايه ….عايز اعرف مستواه عشان اتقدم وانا مرتاح ابتسمت وهي تقول بهدوء: -بابا وجاسر ابن عمي شريكين في شركة سياحة كبيرة يعني ينظم للأجانب رحلات …يرشحوا ليهم فنادق كويسة حاجة زي كده بصراحة أنا مجال شغلي كمهندسة ديكور بعيد عنهم ..رغم أن بابا طلب كتير مني أني اشتغل معاهم بس رفضت قررت اشتغل لوحدي لحد ما اقدر اعمل شركتي الخاصة … نظر إليها بإعجاب وقال: -انتِ ملهمة …تعرفِ أننا متشابهين أنا وأنتِ يا ملاك …بابا ضابط كبير وكان نفسه ابقي أنا كمان ضابط بس اختارت الرسم .. ابتسمت له وقالت: -احلي حاجة أننا نعمل الحاجة اللي بنحبها …الحاجة اللي عندنا شغف ليها لان دي الحاجة الوحيدة مش هنندم عليها لو عملناها … امسك كفها وقال: -فعلا وانا شغفي حاليا كله ليكي أنتِ وبس … اطرقت برأسها وهي تذوب خجلا ولكنها تجمدت وصوت أنثوي جذاب يقول : -عدي انت … اختفت ابتسامة عدي وهو يقول: -ليالي!!!! ابتلعت ملاك ريقها وقد شعرت العالم يهتز من تحتها …. ………. في المساء شهقت وعد برعب عندما ولج الصياد للغرفة …رباه كانت اخر فرصة لها اليوم وسينفذ تهديده …ولكنها عبست وهي تري خطواتها غير المتزنة …عينيه الحمراء من شدة البكاء….اقترب منها لتصرخ بفزع عندما هجم عليها ولكنه لم يفعل شئ إلا أنه نام علي قدميها وهو يقول بصوت محطم : -ماما وحشتني … ثم بدأ بالبكاء!! …….. كانت مريم تضع الثياب في الغسالة وبدأت تفحصها جيدا بحثا عن أي أموال خوفا أن تتلفها الغسالة …أمسكت بنطال حسام وفحصته وتجمدت تماما وهي تخرج كيس ابيض شفاف به مادة بيضاء وهنا تحطم عالمها تماما !!لقد عاد حسام للمخدرات !!! يتبع… الفصل الثاني عشر(شرط) -ايه ده يا حسام .. قالتها مريم. هي تمسك الكيس الشفاف…ابتلع حسام ريقه وقال بنبرة متوترة وهو يمد كفه ليأخذ الكيس ولكن والدته ابعدته ثم بكفها الاخر صفعته بقوة …ليغضب حسام ثم فجأة يبدأ بخنقها …اتسعت عيني مريم وتبللت بالدموع ليبعد حسام كفيه وقد عاد الي وعيه وأطرق برأسه…هزت مريم راسها. وهي تمسح دموعها وقالت: -و**** عال …هتضرب امك يا حسام …بتمد ايدك عليا…طبعا مش رجعت للهباب ده تاني بعد ما عملت المستحيل عشان اعالجك … -يا ماما أنا … دفعته مريم وهي تقول: -اخرس خالص …اخرس مش عايزة اسمع صوتك …يا خسارة اللي عملته عشان اعالجك …يا خسارة الوقت اللي انا ضيعته وانا بحاول اعملك راجل … -يا ماما أنا مرجعتش للمخدرات … قالها بضيق لتلقي هي الكيس في وجهه بعصبية وتصرخ به : -اومال ده ايه ..ايه ده ؟!! امسكته من قميصه وقالت: -يا اخي حرام عليك بعد كل اللي عملناه ترجع للقرف ده تاني …انت كنت هتموت في أول مرة لولايا أنا وابوكي اللي دفعنا دم قلبنا في مصحة برة مصر عشان تتعالج وفي الاخر مجهودنا يتهد ويتساوي بالتراب …انت عايز تموتني …انت عايز تقهرني … اخذت تهزه بقوة : -عايز ترجع للادمان…عايز ترجع واحد ملكش.لازمة …اتفضل …بس ساعتها تطلع برة بيتي انت فاهم ولا لا …فاهم … اخذت تصرخ به وهي تبكي ..كانت قلبها يحترق …عندما عرفت انه عاد لذلك السم شعرت بعالمها الذي جاهدت لإعادة بناؤه قد انهار مجددا واخذت تتساءل لماذا فعل هذا …لماذا عاد بهما الي نقطة الصفر …الي المعاناة التي عاشاها منذ سنة …لقد كاد ان يموت بسبب هذا السم…كادت أن تفقده للأبد …..نشجت بعنف ثم سقطت ارضا وهي تبكي بقوة وتقول: -ليه كده يا بني …قولي ليه كده حرام عليك …ده أنا اتذليت حرفيا عشان اعالجك …ليه خلتني اعيش الكابوس ده تاني …ليه رجعتنا لنقطة الصفر حرام عليك البنت اللي انا خطبتهالك دي ذنبها ايه تمررها معاك … هزت رأسها ونهضت وهي تقول : -انت لازم تفسخ الخطوبة دي حرام عليك البنت دي تعيش معاك …حرام تشوف اللي شوفناه هي ملهاش ذنب…أنا هتصل بيهم واقول كل شئ قسمة ونصيب ….مستحيل اخليهم عايشين مخدوعين …أنا … امسك حسام ذراعيها وهو يقول بتوسل: -لا يا أمي ابوس ايديكِ …أنا محتاج حياة في حياتي …محتاجاها اووي …صدقيني أنا مرجعتش للادمان …ده بس فين وفين..وصدقيني خلاص هبطلها خالص …بس ابوس ايديكِ متقوليش لحياة أي حاجة ولا حتي لبابا …أنا خلاص اوعدك مش هرجع تاني … بكت مريم وقالت؛ -وايه ذنب المسكينة دي لو قررت ترجع ….هي مش مضطرة تعيش في المرار ده …كده هبقي بخدعها وبرتكب ذنب …حرام عليك افسخ الخطوبة دي .. امسك حسام كف والدته ثم بدأ بتقبيله وهو يقول : -صدقيني يا امي خلاص آخر مرة …و**** ما هرجع للقرف ده تاني …بس ابوس ايديكي متبعدنيش عن حياة أنا محتاجاها …أنا حاسس انها هتصلح حاجات كتير في حياتي … مسحت مريم دموعها ثم قالت : -احلف ب**** أنك مش هترجع للسم ده تاني . -و**** العظيم آخر مرة يا امي مش هرجع للهباب.ده تاني …وعد مني … ضمته إليه مريم وهي تبكي وقالت: -اوعي يا بني تخذلني مرة تانية و**** أموت فيها .. -متقلقيش يا ماما …أنا خلاص وعدتك … ….. بعد دقائق ولج حسام لغرفته بتعب ..هز رأسه بيأس ثم أغلق الباب جيدا وذهب الي فراشه بسرعة رفع المرتبة وهو يتطلع الي الاكياس الموجودة بكثرة تحته ..اخذ كيس منهم ثم علي الطاولة افرغ محتوياته واخذ يستنشق بمتعة وهو يفكر انه يجب أن يحذر المرة القادمة ! …….. حاولت أن تبعده عنها الا انه ضم نفسه بقوة إليها وهو يبكي ….كان يهذي بقوة وهي لا تفهم شيئا …فقط يردد امي ..امي …تنهدت وهي تبعد شعور التعاطف البغيض الذي احتل قلبها لثواني ..هو يستحق هذا الألم …يستحق هذا العذاب …ولكن هذيانه وانهيار شخص مثله جعلها في حيرة من امرها وقد تزايد الفضول داخلها…ارتفع حاجبيها بدهشة بينما برقت عينيها الزرقاء بقوة وهي تتكلم بصعوبة: -مال مامتك ؟! -ماتت ! قالها بنبرة ثقيلة وهو ينشج ببكاء …لم ترد أن تشعر بالشفقة عليه ولكن اللعنة شعرت …لانها أيضا تعاني بسبب موت والدتها وهي صغيرة …تصاعدت الدموع لعينيها لتغمضها فتنساب دموعها …حاولت السيطرة علي نفسها ولكن ذكرياتها عن والدتها اخذت في التدافع الي عقلها …تتذكر كيف ان حياتها تدمرت عندما ماتت والدتها …كيف اصبحت تحت سيطرة رجل ظالم لا يرحم …كيف ان والدها دمرها وكاد ان يبيعها مرات عديدة …لم يشعرها ابدا انه والدها …كان دوما يحتقرها….يضربها ويهينها …لم يقترب منها الا نادرا فقط ان اراد منها شئ واخر شئ فعله انه باعها كأنها جارية …ابتسمت وتذكرت ان والدتها كانت علي النقيض تماما …والدتها كانت تحبها ….رغم فقرهما ولكنها كانت تحاول توفير كل شئ لإبنتها …لم تكن تريدها ان تعاني من الحرمان …اعطتها الكثير من الحب…عوضتها عن قسوة والدها …ولكن سعادتها لم تدوم …تلك هي الحياة …لا شئ دائم فيها خاصة السعادة ففي يوم ضاع هذا كله عندما ماتت والدتها …حينها اهتز عالمها بقوة وعرفت ان لن يكون أي شئ كالسابق …وان حياتها سوف تتغير كليا وبالفعل هذا ما حدث … -وحشتك صح ؟! قالتها ودموعها تتساقط عليه ليرفع رأسه وينظر إليها …ثم يمسك كفها ويقول بنبرة ثقيلة: -منستهاش عشان توحشني …أنا فاكر كل تفاصليها …فاكر انها كانت كل الحياة بالنسبالي …أنا كنت اتمنى اموت بس هي تعيش …بس الحياة سابتها هي ….. اغمض عينيه وهو يشعر بألم كبير في قلبه …الألم كان يمزقه …لقد ظن انه تعافي من الماضي ولكن ما زالت ظلال الماضي تعكر حياته ….ما زال الماضي يخنقه والاسوا من هذا شعوره بالذنب لانه لم يصبح الشخص الذي ارادته والدته…فبدل من ان يبقي انسان صالح أصبح تاجر مخدرات ودمر حياة الكثيرين ولكن العالم هو من جعله وحش …العالم سرق منه والدته وقتل الجزء الابيض الذي داخله لتتشبع روحه بالسواد…انهكته الحياة حتي قرر ان يحاربها بأكثر الطرق شراسة …فكما قال عمه ان الانسان دون مال لا يساوي شيئا وهو الان يمتلك المال ولكنه ليس سعيد …هو مستعد ان يتخلي عن كل شئ لتعود والدته إليه …تنهدت وعد وهي تنظر الي حالته ودون وعي اخذت تتلمس شعره وتقول؛ -وانا كمان امي وحشتني …وحشتني اووي.. تنهد هو بألم وقال: -أدفع كل اللي معايا بس ترجع ثانيتين وأحضنها…نفسي احضنها وابكي …نفسي انام علي رجلها وتقعد تلعب في شعري لحد ما انام …أنا واثق ان ساعتها هنام مرتاح …حتي لو وقتها مت مش مهم … اخذت وعد تتلاعب في شعره دون وعي منها حتي ذهب هو في النوم … ….. بعد قليل … كانت تقف امام المرأة وهي تتأمل نفسها وتفكر ان لكل انسان نقطة ضعف وهي عرفت اليوم ما هي نقطة ضعف الصياد …هو ليس رجل بلا مشاعر علي العكس تماما جزء كبير من قلبه متضرر …رفعت خصلات شعرها للاعلي وهي تفكر ان لديها سلاحين جيدين تماما للقضاء عليه …اولهما جمالها …والاخر ماضيه …سوف تلعب علي تلك النقطة…سوف تجعل الصياد يعشقها وحينها يمكنها القضاء عليه … نظرت اليه من خلال المرآة وهي تعترف انها تتوق الي اليوم الذي ستجعل الصياد يركع لها!!! …….. كانت متسطحة علي فراشها ..مغمضة عينيها وهي تتذكر ليالي تلك …تتذكر كيف اشتعلت نيران الغيرة بقلبها …ابتسمت فجأة وهي تتذكر ان عدي استطاع اطفاء تلك النيران بحبه الواضح لها… عادت احداث الساعات السابقة الي رأسها … …… -ليالي ! كررتها ملاك وهي تشعر ان سعادتها تتهاوي امامها…خاصة يوجد تلك اللمعة بعيني عدي والتي جرحت قلبها بعمق …هل يحبها حتي الآن ؟!!.. ارادات الهروب أو الصراخ به لكن كل ما فعلته انها بقت مكانها تتلاعب بالمحارم منتظرة عدي ان يتكلم وفعلا بعد لحظات من الصمت نهض عدي وهو يبتسم ويصافح ليالي قائلا: -امتي جيتي من دبي ؟وفين حازم؟! تنهدت ليالي وقالت: -جيت من ست شهور بعد ما اطلقت من حازم … شعرت ملاك ان الأرض تميد بها بينما حاولت رفع عينيها الا انها فشلت في هذا ….اخذ قلبها يدق بشكل مؤلم …تخاف ان تجرح مرة اخري …تخاف ان تكون مشاعر عدي بالنسبة لها مجرد سراب … تنهد عدي وقال : -اسف مكنتش اعرف .. هزت ليالي كتفيها وقالت: -عادي ده نصيب … ثم اشارت لملاك وقالت: -مش تعرفني؟! نظر عدي الي ملاك بإبتسامة ثم امسك كفها لتنهض …نهضت هي ليجذبها عدي إليه ويقول بسعادة: -اعرفك يا ليالي دي ملاك خطيبتي … لم تغفل ملاك عن الغيرة التي لمعت بعيني ليالي .. اكمل عدي وقال: -ليالي ..صديقة قديمة … رفعت ليالي حاجبيها وقالت: -صديقة بس … ابتسمت ملاك بأدب وتدخلت في الحديث : -هو الحقيقة عدي قالي أنك خطيبته القديمة …هو بس محبش يحرجك … ربعت ليالي ذراعيها وقد لمعت عينيها بشراسة وردت: -لا ويحرجني ليه؟!دي حقيقة أنا وعدي كنا بنحب بعض… ابتسمت ملاك وردت: -فعلا كنتوا .. وضغطت علي خروف كلماتها الأخيرة … بعد ان ذهبت ليالي متجهمة …ابتعدت ملاك عن عدي ولكنه امسك كفها وقال: -انا قولتلك كل حاجة انها خطيبتي القديمة فليه واخده جنب وزعلانة.. ابعدت ملاك كفها وقالت بصوت مختنق: -لسه بتحبها يا عدي ؟!! ضحك عدي وقال: -انتِ بتهزري صح ؟!! انتِ شوفتي في عيني أي حنين ليها ؟! اختنقت ملاك وقالت: -للوهلة الاولي عينيك لمعت ليها… ابتسم وقال بخفوت: -بتغيري ؟! -انت بتغير الموضوع .. هز رائع وأمسك ذقنها وقال بإصرار: -بتغيري عليا ؟! اطرقت وهي تهز رأسها …ابتسم برضي وقال: -انبسطت من غيرتك …بس ده مش معناه اني بحبها …أنا مبحبش ليالي واوعدك محطكيش في أي موقف يجرحك تاني يا ملاك … امسك كفها بقوة وأكمل : -انا بحبك انتِ …انتِ وبس … وبكلماته المطمئنة تلك اراح بالها كليا … عادت من شرودها وهي تبتسم بحب …لم تظن ابدا ان يفهمها ويقدرها احد بتلك الطريقة …كل يوم يمر تحبه اكثر واكثر …رغم خوفها الطبيعي من ان تتطور تلك العلاقة ولكن اصبحت الآن تتوق لتصبح ملكه….. ….. في المرسم الخاص بعدي… كان متسطح علي الاريكة الصغيرة وهو يفكر في خطوته التالية …يبدو جليا ان ملاك لا تعرف بشأن عمل والدها ولكن ماذا إن استخدمها كوسيلة ضغط علي عامر النجار ليسلم نفسه …انحرف عقله لأفكار شريرة حاول بجهد ان يخرجها منه ولكن كانت تتشبث بعقله شيئا فشئ ولم يشعر بنفسه وغرق بالنوم …. في اليوم التالي . استيقظ عدي علي رنين الجرس ونهض وهو يشعر بالدوار فتح الباب ليتجمد وهو يقول: -ليالي؟!! …….. -رايحة تقابلي خطيبك ؟! قالها يوسف وهو يتأمل حياة …مشطها بنظراته وهو يفكر بتعجب انها لم تكن مهتمة بنفسها لتلك الدرجة ..ففستانها الكريمي الطويل وحقيبتها الأنيقة بالاضافة الي مساحيق التجميل الرقيقة التي تجمل وجهها …كل تلك الاشياء ليس من عادة حياة ان تفعلها…ليس بكل تلك المبالغة…تضايقت حياة من نظراته وقالت؛ -ايوة رايحة …عن اذنك … وكادت أن تذهب الا انه قطع طريقها وقال: -تعالي اوصلك … رسمت ابتسامة باردة علي شفتيها وقالت: -لا شكرا مش عايزة…هركب تاكسي … ولكنه لم يسمح لها بالمرور وقال: -كده كده رايح الجامعة عندي محاضرات فتعالي اوصلك وبلاش عناد …لو حابة اتصل بحسام اقوله ماشي …انتِ زي اختي ولا نسيتي … تنهدت بسخط وهي تقول: -طيب ..طيب … ثم ذهبت امامه ليبتسم هو بغموض ويذهب خلفها …استقلت سيارته وهي تتنهد بتوتر ليركب هو بجوارها …نظرت إليه وقالت: -بس سوق بسرعة لو سمحت بقاله كتير مستنيني وانا اتأخرت ! نظر إليها بضيق وهز رأسه وهو يقود السيارة … بعد دقائق عديدة … بهتت حياة وهي تجد انه اتخذ طريقة مختلفا وقالت: -ده مش طريق الكافية … ولكنه لم يرد عليها … -يوسف ده مش طريق الكافية… صرخت به لينظر إليها ويقول: -عارف ..بس أنا حابب نروح مكان ونتكلم سوا … -انت اتجننت صح ؟! صرخت بذهول ليبتسم ويقول: -بيقولي اني مخي لاسع شوية ودلوقتي اسكتي عشان اخلص كلامي معاكي وأوصلك لخطيبك … توسعت عينيها بذهول …لا تصدق ما يفعله …حقا ماذا يريد هذا منها …لقد كان يتأفف دوما بسبب ملاحقتها له وعندما قررت الا تلاحقه الآن هو يتصرف بتلك الطريقة …حقا هي تكاد ان تجن من تصرفاته..فتصرفاته تلك تليق بمراهق وليس رجل عاقل مثله!!!!! ….. أخيرا توقف في مكان ما علي النهر ثم ترجل وهو يستند علي الحاجز …هزت حياة رأسها بذهول وهي تشك انه بالتأكيد فقد عقله تماما …ترجلت هي الاخري من السيارة ووقفت بجواره …ظل عدة لحظات صامتا لتغمض حياة عينيها بغضب وتقول: -اكيد مجبتنيش هنا عشان تسمعني صمتك …عايز ايه ..انا بالأصل متأخرة علي حسام وانت… -مبسوطة مع حسام يا حياة … قالها بهدوء لتنحشر الكلمات في حلقها ويكمل وهو يقترب منها .. -مبسوطة معاه …بتحبيه يعني ؟!!عندك أي مشاعر ناحيته؟! تراجعت بحذر وهي تقرأ ما فيه عينيه من غيرة …لا هذا مستحيل …مستحيل ان يكون يوسف يغار من حسام …هذا جنون …هو حتي لا يحبها …لابد انها تتوهم … ضحكت بإرتباك وقالت: -انت جايبني هنا عشان تسألني السؤال العبيط ده …انت اتجننت يا يوسف ؟!! هزت رأسها وكادت أن تغادر ولكنه امسك ذراعها وقال: -متتجاهليش سؤالي يا حياة …ردي عليا بتحبي حسام ؟!!ولا وافقتِ عليه عشان تهربي من مشاعرك ليا… ضحكت بذهول وهي تهز رأسها وتقول : -هو انت بتغير عليا يا يوسف؟! …….. وقفت امام المرأة وهي تنظر الي فستانها الأزرق الطويل التي اقتنته من ضمن العديد من الفساتين التي احضرها لها الصياد والتي رفضت ان ترتدي أي منهما ولكن من اليوم تغيرت جميع خططها …ستلاعبه علي طريقتها…امسكت المشط ومشطت شعرها الطويل وتركته حرا…. ثم اقتربت من الفراش حيث ينام الصياد وابتسمت بخبث ثم امسكت كوب الماء وسكبته علي وجهه …فزع الصياد وهو ينهض وينظر حوله برعب …ابتسمت وعد وهي تقول: -صباح الخير. شعر بالتشوش …متي اتي الي هنا ؟!! حك شعره وقال: -انا جيت هنا ازاي ؟! هزت كتفيها وقالت: -متقلقش مبتمشيش وانت نايم…انت بس كنت سكران امبارح وجيت نمت هنا وانا حاولت اصحيك بس انت كنت عامل زي الاموات … تنهد وهو يتذكر ان الامس كان ذكري وفاة والدته لهذا كان بتلك الحالة …نهض بصعوبة وكاد ان يغادر الا انه تجمد تماما بسبب ما سمعه … -موافقة …أنا موافقة ! نظر إليها الصياد بحيرة لتتنهد وعد وهي تكتم ألمها وتقول: -موافقة ابقي ليك ! ابتسم بإنتصار لتكمل هي بينما عينيها تلمعان بقوة: .. -بس بعد كدة تحررني منك ومتعترضتش طريقي تاني … ابتسم ورد: -موافق …ليكي شروط تانية ؟! هزت رأسها بضعف وقالت : -الشرط الأهم ان لو عايزني ابقي ليك يبقي بالحلال … -يعني ؟! قالها والشرر يتطاير من عينيه لتلقي الكلمات بوجهه: -يعني تتجوزني !! ضحك ساخرا وقال: -ودي احلام العصر صح ؟!! رفعت رأسها وقالت: -لا ده شرطي عشان اكون ليك …أما كده او لا مش هكون ليك ابدا ومش هتقدر تأخد حاجة مني الا بالغصب بس ساعتها هقاومك لآخر نفس يا صياد ووقتها واحد مننا هيموت اما انت او أنا !!! يتبع… الفصل الثالث عشر (مفاجأة ) اتسعت عينيه البنية ثم بدأ يضحك بسخرية…كان يضحك بصوت مرتفع وهي تملي عليه شروطه …اقترب منها ثم أمسك ذراعها وأخذ يهزها قائلا: -انتِ مجنونة …بتحطِ شروط للصياد…الصياد!!!أنتِ مش عارفة اني ممكن اقتلك دلوقتي .. -اقتلني .. قالتها بهدوء ثم أكملت: -متعرفش انك وقتها عملت معروف كبير ليا يا صياد … هزت كتفيها وقالت: -بس لا انت مش عايز تقتلني ولا تغتصبني حتي انت عايزني اسلملك نفسي بمزاجي … رسمت ابتسامة متلاعبة علي شفتيها بينما برقت عينيها بخبث وهي تحاوط عنقه ثم تقترب من شفتيه هامسة: -انت عايزني بأي طريقة …أنا قدرت اجذبك …وانا عارفة أن مش شكلي بس اللي جذبك … قوتي كمان…انا مش مجرد واحدة انت عايزها أنا عارفة اني قدرت اسيطر علي جزء منك والا كنت قتلتني من زمان علي اللي عملته معاك … ابتسم برضي وهو ينظر إليها وقال: -واثقة من نفسك اووي … هزت رأسها موافقة إياها وقالت: -تقدر تقول اني فهمتك …انتصارك عليا اني اسلملك نفسي وبمزاجي صح ؟! صمت لتبتعد عنه وتتهادي في مشيتها وهي تبتسم بخبث…خطتها تعمل جيدا …هي تلعب بطريقته الدنيئة وإن كان سلاحه القوة فسلاحها جمالها …فجمالها ليس لعنة كما فكرت دوما …بل اللعنة أنها لم تكن تعرف كيفية استخدامه …جلست علي الفراش وهي تنظر إليه جيدا وتقول: -مش هسلملك نفسي يا صياد الا بالطريقة دي …الجواز ..غير كده لا … ضحك بسخرية وقال: -انتِ متعرفيش اللي ممكن أعمله ؟! برقت عينيها وقالت : -هتعمل ايه هتقتلني مثلا ؟! مطت شفتيها وردت علي نفسها قائلة: -مظنش …لو كنت عايز تقتلني كنت عملتها من زمان من وقت ما أنا حاولت أقتلك …غير كده انت لسه عاوزني …فلا مظنش هتقدر تستغني عني حاليا …أو هتلجأ للاغتصاب مثلا ؟!! مررت عينيها عليه وهي تبتسم بشدة: -لا يا صياد …صحيح انت حقير ومجرم … رفع حاجبيه من جرائتها لتكمل هي بلامبالاة : -بس لا مظنش انك من نوع الرجالة اللي يلمسوا ست غصب عنهم …كبرياءك هيتجرح وانا ببين نفوري منك …هتحس انك رخيص وانت بتلمس واحدة غصب عنها …ببساطة انت عايزاني وبمزاجي يبقي خلاص تتجوزني لو حتي ليومين وهديك اللي انت عايزه من غير اي عنف قولت ايه … -قولت انك متقدريش تلوي دراع الصياد يا وعد … توسعت عينيها بدهشة مصطنعة وهي تقول: -استغفر **** أنا مبلويش دراعك أنا بعرض عليك عرض .. -وعرضك مرفوض ! هزت كتفيها وقالت: -خلاص وانا مش هسمحلك تلمسني وهفضل اقاومك واللي تقدر تعمله اعمله … كانت تتحداه حرفيا …تلك الصغيرة امتلكت الجراءة وتحدته في منزله دون أي خوف …كيف تجرؤ علي هذا ألا تخاف منه؟!!اقترب ببطء منها وعلي الرغم من الرعب الذي استبد داخلها بسبب نظراته المشتعلة الا أنها حافظت علي ثباتها من الخارج …فجأة صرخت عندما قبض الصياد علي شعرها وشده بقوة … -انتِ بتتحديني يا روح أمك …أنا الصياد ..يعني لا أنتِ ولا غيرك تحطوا صباعكم تحت ضرسي …لو فاكرة جمالك ده هيخليني خاتم في صباعك تبقي عبيطة .. تأوهت بألم وانسابت دموعها وهي تقول: -عارفة انت مين …وعارفة أن جمالي مش هيخليك تنفذ اللي أنا عايزاه …بس ده شرطي انا مقدرش اعمل حاجة حرام …حتي لو قتلتني … مستحيل لو كنت ناوية علي الحرام كنت اديتك من البداية اللي انت عايزه عشان اتحرر من السجن اللي أنا عايشة فيه ده …لكن أنا استحملت وهستحمل…لكن اقرب علي الحرام مستحيل ولو عايز تقتلني اقتلني مش هتفرق معايا … احمر وجهه من الغضب ثم دفعها بعنف علي الفراش وخرج غاضبا !!!!! ……….. -بتعملي ايه هنا؟! قالها عدي بضيق …ولجت ليالي وقالت: -دي مش طريقة تعامل بها حبيبتك القديمة يا عدي… ذوقك في التعامل راح فين؟!. تنهد عدي وقال: -عايزة ايه ؟!!.. -لسه بترسم ؟! سألته وهي تتطلع الي لوحاته ثم توقفت فجأة ورفعت حاجبيها وهي تري صورة تلك الفتاة التي رأتها معه من قبل وقالت: -واضح جدا انك لقيت البديل ..بس للاسف يا عدي البديل ده ميرتقيش لمستوايا … ابتسم لها …تلك الابتسامة تعرفها جيدا …وتعرف أن بعدها سوف يقول شيئا سيؤذيها كثيرا وبالفعل رفع رأسه وقال: -هي فعلا مش من مستواكي …لاني مظنش في حد ارخص منك يا ليالي …ملاك هي ملاك وانتِ متوصليش لمستواها اصلا … تصاعدت الدموع في عينيها وقالت: -انا مش مصدقة يا عدي ؟! -مش مصدقة ايه يا ليالي ؟!اني خلاص مبقتش أحبك..طيب احبك ليه وأنتِ خاينة بعتيني في اكتر وقت كنت محتاجك فيه وبعد ما فسختي خطوبتنا بأسبوع اتجوزتِ …فحضرتك راجعة متوقعة اني هكون عايش علي أطلال الأميرة …فوقي يا حبيبتي انا خلاص رميتك برا حياتي في الوقت اللي قررتِ تغدريني فيه….أنا دلوقتي في حياتي واحدة انضف منك بكتير … اقتربت ليالي منه …عينيها البنية لامعة بفعل الدموع …جمالها في هذا الوقت كان مبهر ومهدد …لقد شعر بالتهديد ولكن قرر ان يسيطر علي نفسه …لن يجعل نفسه فريستها مجددا…هو قد تجاوزها الان ولديه هدف يجب أن يركز عليه …اقتربت ليالي منه وهي تلمس وجنته وتقول: -الكلام ده تخدع بيه حد غيري يا عدي …انت مبتحبش البنت دي …عينيك مش بتلمع ليها …أنا اعرفك كويس لما تحب …حافظاك صم …حافظة ابتسامتك اللي واخدة كل وشك مع البنت اللي بتحبها …حافظة لمعة عينيك …وتوترك وانا جمبها…كل الحاجات دي شوفتها وانا معاك ..عشان انا كنت حب حقيقي …لكن انت بتقنع نفسك انك بتحبها وللاسف انت مبتحبهاش فبلاش تكدب علي نفسك … ابتسم بسخرية وقال: -انتِ عايزة تصدقي كده عشان كبرياءك ميتجرحش …يعني تشوفي المغفل اللي سيبتيه لسه فاكرك وعايش علي أطلالك …مش عايزة تقتنعي أن خلاص بقا في حياتي واحدة تانية ومبقتش عايزك …ووجودك هنا غير مرغوب فيه فلو سمحتي امشي من هنا … -انت كداب …انت لسه بتحبني … وضعت كفها علي قلبه وهي تقول : -انا لسه حاسة بقلبك اللي بيدق ليا …ليا أنا وبس … شعر بالحنين للحظات لتستغل هي ضعفه للحظات ثم اقتربت لتقبله …ظل ثواني مصدوم من فعلتها ولكنه بادلها قبلتها وانجرف معها وسرعان ما تجمد وهو يسمع صوت ضعيف مألوف: -عدي!!! ابتعد عدي بسرعة ليبهت وهو يجد ملاك تقف أمام الباب وتنظر إليه بتحطم …دموعها تنساب بقوة علي وجهها والألم يرسم آثاره علي ملامحها الرقيقة … -ملاك أنا … ولكنها لم تستمع إليه بل ركضت بسرعة …ركض عدي خلفها وحاول إيقافها ولكنها استقلت سيارتها وذهبت … وضع عدي كفيه علي رأسه بيأس…لقد تدمرت خطته تماما …ملاك لن تثق به كالسابق ….لقد ألقت خطيبها خارج حياتها وفي ليلة زفافهما فماذا ستفعل به هو ….عاد بغضب للمرسم ليجد ليالي جالسة علي الأريكة براحة …اقترب عدي بغضب وأمسك ذراعها وهو يصرخ بها: -اطلعي برة !!! انتفضت ليالي وشعرت بالرعب وهي تري عدي بتلك الحالة … -عدي أنا …. -اخرسي…اخرسي …دمرتي حياتي قبل كده وجاية تدميرها تاني ..ضيعتي ملاك مني !!! جذبها بقوة ثم دفعها للخارج حتي سقطت علي الأرض وقال: -لو شوفتك هنا تاني هقتلك!!! ثم اغلق الباب بعنف …نظرت إلي الباب بصدمة …جنون غضبه كان غريب …لقد خافت منه للمرة الأولى ….ليس هذا عدي حبيبها الذي كان يعشقها …لقد أصبح شخص غريب تماما … في الداخل كان عدي يحطم اللوحات …لقد تدمرت خطته بسبب تلك الغبية ليالي …ملاك لن تعود إليه …لن تعود وبالتالي لن يستطيع امساك عامر النجار !!! …………. -بغير ؟!! قالها يوسف بصدمة ثم أخذ يضحك بقوة وهو يهز رأسه …كان لا يصدق أنها توصلت لهذا الاستنتاج الغبي …ولكن أليست علي حق…الا يشعر هو بالغيرة ؟!أن كان الجواب لا …إذن فلماذا متضايق لتلك الدرجة …لماذا هذة الغيرة الغريبة من حسام …لماذا منزعج من حياة التي اختارت أن تتجاوز حبه …كان لا يفهم نفسه …كل الأدلة تشير أنه يحترق من الغيرة ولكن كبرياؤه رفض الاعتراف فنظر إلي حياة وأكمل: -مبيغريش ولا حاجة …أنا بس قلقان عليكي…خايفة يكون اختيارك غلط عشان تهربي مني … رفعت حياة رأسها وقالت: -متخافش يا يوسف …حسام كويس جدا …انسان محترم وانا مبسوطة معاه …حاسة أنه هيعوضني عن حاجات كتير …بتمني تهتم بحياتك أفضل وتشيلني من دماغك … شعر يوسف بالضيق منها ولكن رغم هذا لم يجادلها ابدا …بل هز رأسه وقال: -عندك حق أنا آسف …بقيت بتدخل في خصوصياتك كتير مؤخرا وده مش صح …سامحيني يا حياة تنفست بعمق وردت ببساطة: -مفيش مشكلة بس ياريت توصلني للكافية اللي فيه حسام …أنا اتأخرت عليه اوووي … هز يوسف رأسه بطاعة ثم سبقها الي السيارة لتذهب هي خلفه وهي تحاول أن تسيطر علي قلبها الذي عاد ينبض بسرعة له …لماذا لا يتركها بحالها كي تستطيع نسيانه ؟!!!… استقلت السيارة بجواره ثم انطلقا بسرعة …. …… في المقهي … كان حسام يجلس ويهز ساقيه بتوتر …لقد تأخرت عليه …حاول الاتصال بها مرة أخري ولكن لا رد ….بدأت نيران الغضب تتصاعد داخله …أخبر نفسه أنه سوف ينتظر لعشر دقائق فقط ثم سيذهب…أمام حياة فسيكون له معها تصرف اخر نتيجة لعدم احترامها له ….. مرت العشر دقائق ببطء ثم أخيرا نهض غاضبا وهو يأخذ هاتفه ومفاتيحه ثم خرج من المقهي …ولكنه تجمد تماما وهو يري حياة تترجل من سيارة يوسف !!!! اصبح وجهه متجمدا …ونظراته تشبعت بالجليد ولكن داخله كان كمن يغلي علي مراجل الجحيم …الهانم تخدعه وتقابل حبيبها القديم !!!نيران الشك والغيرة اخذت تعبث بعقله كليا …مئات الأفكار أتت بعقله حتي شعر أن عقله سوف ينفجر …اقتربت حياة منه بتوجس وهي تقول: -اسفة علي التأخير …أنا … ولكن يوسف قاطعها من خلفها وهو يقول بابتسامة بسيطة: -انا بعتذر يا حسام …أنا اللي اخرت حياة … كان حسام ينظر إليه …ود لو يخرج عينيه من مكانهما … امسك يوسف ذراع حياة وشدها خلفه بطريقة فاجأت كل من يوسف وحياة ! -ابعد عن خطيبتي ! قالها حسام بعدوانية شديدة وهو ينظر إلي يوسف بكره بينما يقف أمام حياة… -حسام!! قالتها حياة موبخة…ولكن حسام تجاهلها تماما وهو يكمل تهديده ليوسف : -هي مبقتش تخصك دلوقتي فأبعد عنها احسنلك والا هزعلك بجد … ابتسم يوسف ساخرا وقال: -بتهددني عشان ابعد عن بنت خالتي …انت اكيد مجنون …. -هي بنت خالتك لكن بالنسبالي خطيبتي اللي هتبقي مراتي …يعني ملكي أنا وبس استاءت حياة من حديثه وكادت أن تتدخل ألا إن كانت ليوسف كلمته الأخيرة حينما قال: -هي خطيبتك بس مش مراتك …لما تكون مراتك يبقي افرض تحكماتك زي ما انت عايز مفهوم!! ثم تركهما وذهب …نظر حسام الي حياة ليجدها تنظر إليه بغضب .. -حياة أنا … اوقفتها حياة بإشارة من كفها وقالت: -كونك خطيبي ميدلكش الحق تتكلم كأني ملكية خاصة ليك مفروض تحترمني ولو غلطت تفهمني غلطي براحة ..أنا همشي دلوقتي لاني خلاص اتقفلت … ثم كادت أن تذهب ولكن حسام امسك ذراعها وقال: -استني هوصلك … ولكن حياة أبعدته وردت ببرود: -معلش حابة اتمشي لوحدي … ثم غادرت بسرعة تاركه إياه وهو يشعر بغضب كبير .لم يتوقع أن تكون متمردة لهذا الحد وهو لا يحب هذا …ظن أنها ستفرح عندما يظهر غيرته ولكنه كان مخطئ تماما !!! اخرج هاتفه واتصل بشخص ما وقال: -ايوة يا عماد بقولك السهرة الليلة عندك صح …ضبط بقا الأداء يا معلم …. أيوة طبعا معايا فلوس ..انت ضبط الدنيا وانا هضبطك !! ………… في المساء … استنشق حسام المسحوق الابيض بإنتشاء وشعر به يتغلغل الي روحه ليرفعه للاعلي ويفصله عن الأرض تماما ..شعر بعقله خفيف للغاية وأن العالم أصبح وردي لا مشاكل به …هنا يشعر بالسعادة…وكأنها دخل الي أحد العوالم الخرافية التي لا تعترف بالحزن …أخذ يضحك بقوة وهو يشعر بالدوار بينما اقتربت منه أحد الفتيات والتصقت به وهي تغازله…نظر إليها حسام وأخذ يتلاعب بشعرها وقال: -تعرفي انك شبهها يا مانو ؟ -شبه مين ؟! قالتها الفتاة وهي تشعل سيجارتها … ضحك حسام وقال: -خطيبتي .. -ايه ماتت؟! سألته وهي تغمز بعينيها فهز رأسه وقال : -لسه بس خلينا نكثف الدعاء أنها تغور … ضحكت الفتاة بشدة وقالت: -طيب ما تسيبها يا معلم … اخد حسام السيجارة من الفتاة وقال: -البت فرسة مقدرش اسيبها الا لما اخد اللي انا عايزه منها …بس للاسف طالعة متمردة …بفضل اعاملها بحنية …لكن هي بتتكبر عليا …وده حاجة غايظاني…عايزة اكسر مناخيرها يا مانو …عايز اخليها ذليلة ليا …متشوفش غيري أنا وبس … سحبت منة السيجار علي حين غفلة وضحكت وهي تقول: -طب ما الحل في ايدك يا معلم وانت مش واخد بالك … نظر إليها حسام بحيرة وقال: -مش فاهم يا مانو قصدك ايه ؟! أمسكت منة بالكيس الشفاف وقالت بلهجة شيطانية : -خليها تدمن ….حطلها ده في قهوة مثلا لما تخرجوا سوا في كافيه أو لما تيجي عندكم البيت …وزود الكمية لحد ما تبقي خاتم في صباعك وساعتها خد منها اللي انت عايزة !!! ابتسم حسام وقد أعجبته الفكرة تماما !! ………. أوقف سيارته أمام الفيلا ثم اسند رأسه علي المقعد واغمض عينيه …رباه هو يريدها ….أصبحت تحتل جزء كبير من عقله ولن يرتاح الا عندما ينالها …تلك المتوحشة صاحبة العينين الزرقاوتين …ابتسم وهو يتذكر كيف أنها وقفت تملي شروطها عليه دون خوف …لقد وقفت أمام الصياد بكل جبروت وأخبرته أنه يريدها …حسنا هي محقة جدا…فهو الان لا يريد غيرها …تأثيرها أعمق مما توقع …يتخيل أحيانا ماذا سيكون شعوره عندما ينالها وتصبح له …هل كان الأمر يستحق كل تلك المعاناة والانتظار …هل يوافق علي الزواج منها لفترة ام ينتظر قليلا ربما تستلم…ولكن عينيها أخبرته أنها لن تستلم بسهولة …أخبرته أنها ستحاربه للنهاية …ورغم أنه يحب مشاكساتها الا ان صبره نفذ وإن كان الحل الوحيد لينالها هو الزواج فحقا ليس لديه مانع !!!سيتزوجها مؤقتا وينالها ثم يطلقها…بالتأكيد لن يخسر اي شئ …خرج وهو سعيد بهذة الفكرة ولكنه لم يدرك أنه يخسر اهم شئ!!!! …. ولج جاسر للفيلا ثم أتجه لغرفته مباشرة …فتح الباب ليبهت وهو يري ملاك جالسة علي فراشه وهي تبكي…صدم جاسر واقترب منها وجذبها إليه وهو يقول برعب بينما يحاوط وجنتيها ؛ -ملاك حبيبتي !!مالك فيه ايه مين زعلك؟! مسحت ملاك عينيها التي انتفخت من كثرة البكاء ونظرت إليه وقالت: -انا اسفة يا جاسر…اسفة لاني كسرت قلبك . هز رأسه وهو يمسح دموعها برفق وقال: -انا مش زعلان ولا اقدر ازعل منك وبعدين دي مشاعرك وانتِ للاسف مكنتيش بتحب . . ولكن ملاك قاطعته وقالت: -جاسر هو عرضك للجواز لسه ساري؟! -نعم … أمسكت كفه وقالت وهي تبكي: -انا موافقة اتجوزك!!!! الفصل الرابع عشر(مكيدة) بهت وهو يسمع كلامها وقد شعر ان قلبه يسقط في قدميه …تراجع قليلا وهو يزدرد ريقه …رباه لماذا الان ؟!فكر بسخط ..اقتربت منه ملاك وقالت: -جاسر فيه ايه انت مبقتش تحبني ؟! نظر إليها بعمق لتهدد.الدموع اسوار عينيها وتقول: -محدش بقا يحبني خلاص … امسك جاسر كفها بقوة وقال: -لا طبعا اوعي تفكري في كده …كلنا بنحبك … صمت قليلا وابتسم بحنان وهو يداعب شعرها: -انا بحبك يا ملاك أنتِ أغلي حد في حياتي …أغلي من الكل وأنتِ عارفة معزتك ايه عندي …ملاك أنتِ عارفة أنتِ ايه بالنسبالي …أنا مستعد أموت بس عشانك بس … بكت وهي تقول: -بس ايه يا جاسر بطلت تحبني صح ؟!! نظر إلي عينيها وقال بقوة: -لا مبطلتش احبك واظن اني مش هبطل…هتفضلي دايما واخدة مكان في قلبي وعقلي يا ملاك …هتفضلي دايما الاغلي…بس … صمت وهو يتذكر كلام والدها …يتذكر أنه لا يليق بها ….فهو تاجر مخدرات …شيطان لا يرحم …وهي …هي ملاك وستظل هكذا …هو سيلوثها إن اقترب منها أكثر والحقيقة الأعمق أن حاجتها القوية لامرأة لديها عينين زرقاوتين كالقطط تمنعه من التفكير اصلا بالزواج من ملاك …وكان تلك الأيام غيرت تفكيره تماما فالفتاة التي أرادها أكثر من أي شئ أمامه الان وتقبل الزواج به ولكن هو يرفض من أجلها ومن أجل …من أجل أن تظل روحها دوما نقية ومن أجل أن يحصل هو علي المرأة التي يريد وحتي إن وافق هو عمه لن يوافق …سينظر إليه دوما كرجل أقل من ابنته وأنه لا يستحقها من الأساس …لقد أخبره بالفعل أنه لن يزوج ابنته لشخص مثله … -انت ايه يا جاسر ؟! قالتها ملاك بنبرة جريحة ليرد هو : -انا مستحقيش … انسابت دموعها وقالت: -انت كداب يا جاسر انت بطلت تحبني . هز رأسه بقوة وقال: -انتِ عارفة اني بحبك ..بس أمسكت كفه بقوة وقالت بنبرة قاطعة: -بتحبني يبقي اثبت وخلينا نتجوز ! لمس جاسر وجنتها وقال: -مالك يا ملاك ؟!ده مش أنتِ …أنتِ متعرضيش الجواز علي حد بالشكل ده ؟!انا عارفك وحافظك…مين زعلك …قوليلي علي اللي زعلك وانا أشيل رأسه من جسمه … لم تستطع هي أن تتحمل أكثر من هذا وانهارت وهي تبكي …ضمها هو إليه وقال: -كنت عارف ان فيه حاجة مضايقاكي ….جاهزة تتكلمي عنها ؟! هزت راسها بالنفي ليبتسم ويقول : -مفيش مشكلة …مفيش مشكلة هستناكي لما تكوني جاهزة …واللي ضايقك صدقيني أنا اللي هقفله ..ما عاش ولا كان اللي يبكيكي يا ملاك … -قلبي واجعني يا جاسر …ماما وحشتني اوووي ياريتها كانت هنا مكنتش هتعذب بالشكل ده . قالتها وهي تبكي بقوة ليربت هو علي شعرها فتكمل هي : -هو انا وحشة يا جاسر …متحبش يعني ليه اللي بحبهم بيجرحوني ؟! ابتسم بحنان وقال: -انتِ احلي بنت في العالم …واكتر واحدة أنا بحبها … أبعدها عنه وقال وهو يحاوط وجهها ؛ -وعشان أنتِ اجمل واحدة في العالم هيجيلك فارس ابيض احسن مني واحسن من اي حد عرفتيه ويأخدك …ويهتم بيكي ويخليكي اهم حد في حياته زي ما كنتِ دايما …بس حتي لو اهتم بيكي هو انا هفضل كمان معاكِ … دايما هتأكد ان مفيش اي مخلوق علي الأرض هيأذيكِ … امسك كفها وقال: -هحميكي دايما بحياتي واستني الراجل المناسب اللي هيجي يأخدك وانا اللي ههدده بنفسي يوم فرحكم أنه لو زعلك هوريه الوش التاني . ضحكت ملاك وقالت وهي تمسح دموعها : -وعد … -وعد يا ست البنات . -انت احسن اخ في العالم .. ابتسم بوجع طفيف وقال : -اهي رجعت ملاك اللي أنا اعرفها … قبلها علي رأسها وأكمل: -يالا علي النوم . ابتسمت وهي تقول: -تصبح علي خير -وانتِ من أهله … رد عليها لتغادر هي الغرفة ويتسطح هو علي فراشه مغمضا عينيه ………. في اليوم التالي … جالس في سيارته وهو ينتظرها ….يعرف أن الحصول علي غفرانها لن يكون سهلا بالمرة ولكنه لن يفقد الأمل …يجب ألا يفقد الأمل …ملاك هي الامل الوحيد له ….اغمض عينيه وهو يسب ليالي في سره …تلك المخادعة …لقد فعل المستحيل ليتخلص من مشاعره تجاهها وعندما أصبح بخير اتت لتدمره …ولكن الشئ الجيد أنه أدرك أن مشاعره لها ماتت صحيح ضعف للحظات بسبب طبيعته كرجل ولكنه عندما طردها خارج المرسم لم يشعر بالألم ولا بالحزن عليها …كان يري انكسارها ولم يهمه الأمر فقط كانت في باله تلك اللحظة هي ملاك فقط وكيف سيصلح الوضع معها …كيف سيجعلها تثق به مرة آخري وقد فقد ثقتها ؟!يعرف كم هي أمراة قوية …كبرياؤها عنيف ….وليكن صادقا شعر بالرعب منها للحظات …كاد أن يضحك علي نفسه….عدي العمري الضابط صاحب النفوذ الاقوي يخاف من فتاة رائعة بعينين رمادتين بالكاد طولها يصل إلي كتفيه …ولكنه حقا يخاف منها …لقد رأي في عينيها وقتها شراسة لم يراها من قبل وكأن قطته الوديعة أصبحت شرسة وتخدش …فقط لو لم تكن ابنة من قتل والدته لكان لقصتهما مسار مختلف وشيق تماما فالغبي الذي يترك امرأة كهذة تفلت من بين يديه هو حقا يري أن عاصم غبي لانه افلتها وخانها بكل غباء…امرأة كملاك لا يجب أن تخان بل تعامل كأميرة….هز رأسه بعنف وهو يجد نفسه يفكر بأشياء بعيدا عن خطته الأصلية …ما علاقته هو بحياتها ولما يفكر بتلك الطريقة…أنب نفسه ..يجب أن يحذر والا سوف يقع في حبها كما أخبره والده …وهو لا يريد توريط مشاعره معها والا سيستسلم …هو ضعيف حين يحب…تلك هي الحقيقة البائسة بحياته …فالحب ضعف وحبيبته هي نقطة ضعفة…وهو لن يجعل ملاك نقطة ضعفه …بل ستكون ملاك مجرد بيدق في لعبته حتي ينتقم من والدها ثم يتخلص منها بسهولة ويلتفت الي حياته …تجمد وهو يراها تخرج من النادي الذي ذهبت إليه …ابتسم وهو يري أنها اخيرا خرجت بعد ساعتين في النادي …كان ترتدي نظاراتها الشمسية وملابس مريحة من بنطال جينز وبلوزة كريمية وهي تسير تجاه سيارتها …وجهها خالي من المشاعر وليكون صريح خاف الان منها أكثر …ماذا إن صرخت في الشارع وجمعت عليه أمة لا اله الا **** ..ماذا يفعل حينها …تنهد وهو يقرر أن يتحلي بالشجاعة ويحدثها …بالتأكيد لن تفعل شئ له …حسنا هو ليس متأكد بل يتمني الا تفعل شئ… خرج من سيارته تجاه ملاك …فتحت ملاك حقيبتها لتخرج مفتاحها ولكن فجأة تجمدت وهي تشعر بأحد يمسك ذراعها …نظرت لتجده عدي …ارتعش قلبها للحظات …وتصاعدت الدموع في عينيها …ازدادت سرعة تنفسها … حاولت بقوة أن تسيطر علي نفسها الا انها فشلت وفجأة انفجرت بالبكاء .. -حبيبتي اسف و**** …مكنتش اقصد اللي حصل …سامحيني ابوس ايديكي … -انت حيوان . قالتها وهي تضرب بقدمها علي قدمها ليتأوه هو ويعود للخلف ثم فتحت باب السيارة بعنف ليصطدم برأسه فيقع علي الأرض ولكنها لم تهتم به بل صعدت سيارتها وهي تنطلق بها وداخلها تفكر أنه يستحق….هذا الخائن الغشاش … تأوه عدي بألم وهو متسطح علي الأرض …ابعد كفه عن رأسه ليجدها مخضبة بالدماء …اتسعت عينيه برعب وقال: -يا بنت المجنونة يا مفترية! ………… في المساء دارت حول نفسها وهي تتطلع الي الفستان الرائع الذي اشتراه لها حسام كاعتذار وطلب أن ترتديه في حفل خطوبة رفيقه …كان فستان وردي لامع بأكمام طويلة ينحسر عند الخصر ويتسع قليلا بعده….يصاحبه حزام لامع يلف حول الخصر …كان الفستان مدهش …بسيط لكن مدهش لائم جدا بشرتها البيضاء …ابتسمت حياة وهي تعدل من وضع الفستان …عشر دقائق وسوف يصل حسام الي هنا …ألقت نظرة أخيرة الي نفسها في المرآة وابتسمت برضا وهي تتطلع الي نفسها ….لقد بدت بسيطة وجميلة كما هي دوما …فتحت الجارور لتسكن لحظات وهي تجد الهدية التي احضرها لها يوسف في حفل خطوبتها … أمسكت العلبة المخملية وهي تنظر إليها ودون شعور ارتسمت علي شفتيها ابتسامة حلوة وهي تتلمس العلبة بينما تشعر بقلبها يرتعش داخلها وقد شعرت أن الوقت قد تجمد تماما …تنهدت وهي تضع كفها الأخر علي قلبها وتغمض عينيها لما لا تنساه فحسب ؟!لما لا تمحيه من عقلها بسهولة كسهوله تركه لها وارتباطه بوعد …لما لا تقسي قلبها عليه …كم تمنت أن تخرجه من قلبها وعقلها وتحب حسام فقط …حسام خطيبها الذي يفعل الكثير لارضائها …رغم اختلافهما احيانا الا انه يعاملها بلطف ويحترمها كثيرا وهي حقا تشعر بالذنب لأنها مخطوبة له وتفكر بآخر…تشعر أنها خائنة رغم أن **** وحده يعلم أنها تحاول بأقصي جهدها أن تنسي يوسف…تحاول بقدر الإمكان أن تتجنبه…تتجنب لقاءاته كي لا يخونها قلبها ولكن يبدو أنه مصر دوما علي الظهور أمامها ….تنهدت حياة وهي تفتح العلبة وتخرج منه الاسورة الذهبية الأنيقة ..ابتسمت وهي تجد دولفين صغير ذهبي معلق بها…كم تعشق الدلافين …الجميع يعرف عشقها لهم لدرجة أرادت أن تعمل مدربة لهم ولكن والدها خاف علي سلامتها ورفض …هل اختار يوسف تلك الاسورة لهذا السبب ام أن هذة صدفة…ولكن حقا لم تهتم بل ارتدت الاسورة وهي تنظر إلي نفسها نظرة أخيرة وتبتسم ثم أخذت حقيبتها وخرجت لتنتظر حسام في الخارج … …. صفر والدها عندما رآها وقال: -ايه الجمال ده بس ؟ ابتسمت حياة بخجل وكادت أن تتكلم إلا أن جرس الباب أوقفها …ابتسم والدها وقال: -حسام جه اهو .. فتحت والدتها الباب وابتسمت بحبور وقالت: -اتفضل يا حبيبي . مد حسام عبوة الشيكولاتة لها وقال: -هدية بسيطة يا حماتي …فين حياة عشان ا…. ولكن الكلمات انحشرت في فمه وهو يراها تقترب منهما…كم بدت جميلة …اجمل ما راي في حياته …لحظات وسيطر علي نفسه بينما الجزء الخبيث منه كان سعيد …اليوم هو اليوم المناسب لأخذ ما يريده من حياة! -يالا يا حياة. قالها بإبتسامة لتهز حياة رأسها ثم تقترب منه وتلوح لوالدتها …قالت والدتها وقد شعرت بقلق مفاجئ: -متأخرهاش يا حسام ب**** عليك … -متقلقيش يا حماتي …حياة في عينيا … ثم امسك كفها وغادر …بينما وضعت والدتها كفها علي قلبها وقالت: -**** يسترها عليكي يا بنتي …معرفش ايه الاحساس اللي أنا حاساه ده … …… نزلا حياة وحسام سويا ليتوقفا وهما يجدا يوسف علي بابا العمارة …تجمدت ابتسامة حياة ثم اطرقت برأسها وهي تشعر بالتوتر …تأملها يوسف بغيرة عندما وضع حسام يده علي كتفها…شعر حينها بالغضب يتصاعد داخله ونظر الي حياة بغضب …تراجعت حياة بحيرة وخوف من غضبه المفاجئ إلا أن حسام كسر هذا الموقف السخيف عندما قال: -مساء الخير يا استاذ يوسف لو سمحت عدينا عشان احنا اتأخرنا بجد … وبالفعل تراجع يوسف ليجذب حسام حياه خلفه ويذهب تاركا رجل يغلي علي مراجل الجحيم ! ………….. -مش مرتاح ليه …قلبي مقبوض من خروجها معاه قالها يوسف وهو يضع كفه علي قلبه الذي ينبض بخوف لتبتسم والدته وتقول : -او يمكن تكون غيران مثلا يا يوسف مش كده؟! هز يوسف رأسه وهو يضحك بتوتر وقال: -انا مش غيران يا امي …اغير ليه …حياة تبقي زي اختي !… كان فمه يعارض أوامر قلبه …وعقله يسخر منه …أليس آن الأوان أن يعترف أنه يغار عليها …أنه يكره حسام هذا بشكل غريب …لا يطيق سماع صوته ولا تحمل ابتسامته الكريه …حاول كثيرا دفع تلك الأفكار من عقله …حاول طرد حياة التي بدأت بإحتلال جزء كبير من روحه ولكنه فشل ..أيمكن أن يكون وقع في حبها …فتلك المشاعر القوية داخلها هي مشاعر حب …بل عشق …ولكن كيف يعشقها وهو الذي حاول عدة مرات الهروب منها وجعلها تنسي أمره …كيف يمكن للمرء أن يحب بتلك السهولة شخص هو بنفسه رفضه مرات عديدة …تنهد وهو يشعر بالتعب والتشويش …يشعر أن عقله لا يفكر بطريقة سليمة …هو غاضب معظم الوقت …غاضب من خروجها معه دوما …خائف من فكرة أن حياة تحب حسام وتتزوج به …اليوم عندما رآه يضع يده علي كتفها كاد أن يقطع ذراعه من الغضب ولكنه يرجع ويقول: هل لديه حق أن يفعل هذا؟!!لقد فقد هذا الحق منذ زمن !والان حياة أخبرته بوضوح عن مكانته أنه اخ لها فقط …فيبدو أن حياة قررت فعليا أن تنساه …رغم أن الأمر يزعجه كثيرا ولكنه اعترف أن لا يحق له أن يشعر بالإهانة لانه هو من رفضها في الاول وهي بالتأكيد لن تغفر له …بل ستذهب مع المدعو حسام …سوف تتزوج منه ..فكر بقهر … -يوسف رحت فين ؟! قالتها والدته بخبث ثم أكملت بطريقة مسرحية: -غريب امركم ايها الرجال تسيب البنت في الاول وتكسر قلبها ودلوقتي سي عاطف بقيت بغير عليها يا سي عاطف …اعترف يا منيل انك بتحبها . -ولو اعترفت يعني هتعملي ايه ؟!!نسيتي أنها مخطوبة . -ملكش دعوة … ضحك يوسف بذهول ثم قال بعصبية: -تمام أنا بحبها…يالا اتصرفي وخليها تبقي ليا ..يالا ثم تركها غاضبا لتنظر والدته الي أثره بذهول …لم تتوقع أن يعترف بتلك السرعة !!! … …. في الحفل … كان حفل الخطبة في منتزه واسع بديكور رائع …كانت حياة تتأمل الديكور بإعجاب وهي تتلاعب بالأسورة الخاصة بها …تحاول الهاء نفسها عن نظرات الغيرة الواضحة التي رأتها في عيني يوسف ….تنهدت بحسرة وهي تخبر نفسها أنها كلما أرادت أن تزيحه عن تفكيرها يأتي ويحتل عقلها بقوة …يفرض سيطرته علي روحها …اليوم شعرت أنها أسيرة عينيه بينما ينظر إليها بغضب لم تفهمه …هل يحبها …هل يعاني يوسف الان من تلك النيران التي كانت تعاني منها عندما كانت تراه….تنهدت وهي تخبر نفسها الا تفكر بيوسف وتستمتع بالحفل علي الاقل …اخذت تنظر حولها بحثا عن حسام لتجده يشير إليها من مسافة أنه قادم إليها … هزت حياة رأسها ثم بدأت تنسجم بالحفل … نظر حسام الي رفيقه وقال؛ -بقولك مفتاح شقتك اللي قريبة من هنا معاك ؟! نظر إليه سعد بحيرة وقال: -ليه فيه ايه؟! -عايزها قالها بنبرة قاطعة … نظر سعد الي خطيبة حسام ثم نظر إليه وقال بخبث : -هي خطيبتك من نوع كل شىء مباح في الخطوبة ولا ايه … اخرج المفتاح من جيبه وأعطاه له وقال: -عموما استمتع يا معلم وارفع راسنا ها … هز حسام رأسه ثم أخذ كوب العصير الذي أمامه وخلسة وضع به شيئا ثم ذهب تجاه حياة …انتهي الامر …ستكون ملكه الليلة …الليلة سوف يكسر غرورها … ….. كانت تتسطح علي الفراش وهي تبتسم بخبث بينما تتلاعب في خصلات شعرها …الصياد يقع في فخها…أصبحت هي من تتلاعب به الان…والأمر ليس صعبا حتي يقع في حبها بجنون وحينها سوف تنتقم منه علي كل ما فعله به …ستقتله وهو علي قيد الحياة وتستمتع وهي تراه ينزف بقوة …هم لم تظن ابدا أنها سوف تستخدم طرق ملتوية لتحصل من خلالها علي ما تريد ولكن هو من دفعها لهذا…هو استنزف طاقتها وظن أنها سوف تستلم له سريعا …ولكنه لا يعرف انها عاشت في جحيم والدها من قبل واستطاعت النجاه وسوف تنجو الان ولكن ليس قبل أن تنتقم منه …شهقت بقوة مع دخول الصياد عليها … -مش تخبط يا اخ انت قالتها بنبرة غاضبة وهي تشد الفستان وتغطي ساقيها … حاول الصياد بقدر الإمكان الا ينظر إلي ساقيها وقال بقوة: -يالا اجهزي -هتقتلني ولا ايه ؟! قالت بسخرية ليرد عليها بسخرية اكبر : -لا هدخلك قفصي … اتسعت عينيها وهي تنظر إليه ليقول هو: -يالا هنتجوز مش ده شرطك عشان تبقي ليا … لم ترد وقد شعرت بالذهول ليضرب هو كفه علي الباب ويقول: -يالا يا عروسة لسه هتنحي!!!!! يتبع… الفصل الخامس عشر (زواج ) -هنتجوز؟!! قالتها وعد بصدمة …رباه لقد وافق سريعا !!كان تريد أن تماطله اكثر حتي يقع في حبها وتتحرر منه …هذا ليس جيد الآن هي ستتورط فعليا مع هذا المجنون وتصبح زوجته ….لا..لا … نظر إليها الصياد وقال بسخرية : -مالك يا عروسة زعلانة ليه…ولا غيرتِ رايك وقررتِ تديني اللي انا عاوزه من غير جواز ..و**** أنا موافق وده يناسبني اكتر بصراحة … هزت وعد رأسها ونظرت إليه قائلة : -لا طبعا مش هيحصل الا لما نتجوز … صمتت قليلا وهي تفكر انها لو اصبحت زوجته لن تتحرر منه بسهولة…رباه ما تلك الكارثة!!!! نظرت اليه وقالت: -احنا هنتجوز دلوقتي يعني ؟! هز رأسه وقال: -ايوة هنضرب ورقتين عرفي وتخلص الليلة … ضحكت بسخرية وقالت: -ورقتين العرفي دوول تتجوز بيهم واحدة غيري …لا مستحيل مش هتجوز الا عند مأذون… نظر إليه الصياد بصدمة وقال : -عند مين يا اختي لا بجد انتِ معتوهة صح ؟! هزت وعد راسها وقالت: -لا يا صياد أنا بتكلم بجد جوازنا يكون عند مأذون ويكون صحيح مية بالمية لولا اني أقبل اتجوزك … هو راسه وضحك بذهول: -انا بجد مش مصدق بجاحتك؟!لا بجد عندك الجراءة أنك تتحديني بالشكل ده…تقفي وتتحديني أنا …أنا الصياد … نهضت هي ببطء وابتسمت له ابتسامة حلوة وهي تحاوط عنقه ثم بخبث طبعت قبلة علي ذقنه وهي تقول بدلال: -بس انت بتحب كده يا صياد …بتحب اللي يتحداك …مبتحبش تاخد حاجة بسهولة صح …عشان كده انت معجب بيا . لمعت عينيه بقوة وهو ينظر إليها ويقول: -انا عايزك بس …لكن مشاعري مش متورطة معاكِ فمتديش نفسك اكتر من حجمك عشان متقعكيش علي جدور رقبتك … ابتسمت وقالت: -بس ممكن مشاعرك تتورط معايا فعلا …ممكن تحبني بجنون وساعتها هكسر قلبك … -انا معنديش قلب عشان تكسريه … قالها ببرود لترفع حاجبيها وتقول: -بجد؟!! ثم ابتعدت قليلا ووضعت كفها علي قلبه وقالت : -بس أنا حاسة ان فيه قلب هنا …قلب بيدق …قلب اتكسر قبل كده كتير واتخذل اكتر …شايفة ان من جوا الانسان البارد اللي جواه ده *** صغير بيعاني ومستني اللي ينقذه …أنا شايفة كتير اووي يا صياد وعارفة أنك مش الشخص اللي بتحاول تبينه ليا …عارفة ان جواك نقطة بيضا صغيرة اووي ومستنية تسيطر علي السواد اللي جواك … اغمض عينيه وكلماته تنساب الي اذنه كالسحر بينما امتعضت ملامحها وهي تفكر ان الي متي سوف تقول هذا الهراء وتخدع هذا الحقير كي تهرب من هنا …فكرة المأذون فكرة جيدة …فما ان يأتي سوف تخبره بكل شئ حتي يبلغ الشرطة وبهذا تتخلص من هذا الثور… -انا موافق . قال كلمته ببساطة ثم فتح عينيه وقال بنبرة غامضة : -انا موافق نتجوز شرعي بمأذون…بعد تلات ايام هنتجوز اجهزي كويس . وكاد ان يذهب الا انها امسكت ذراعه وقالت: -انا عايزة فستان فرح.. ضحك بذهول وقال: -هو انتِ شايفاني مصباح علاء الدين يا اختي ؟! هزت كتفيها وقالت: -من غير فستان فرح مش هتجوز … هو رأسه وقال: -حاضر هخلي حد من هنا ياخد مقاساتك ونجيب فستان فرح …بس انسي أنك تطلعي من هنا يا قطة ماشي ؟! مطت شفتيها بضيق لتجذبه حركتها تلك ثم اقترب منها كي يقبلها الا انها وضعت كفها وقالت: -بعد الجواز يا صياد اصبر … هو رأسه وقال: -عندك حق … ثم خرج لتتنهد وهي تشعر بالجنون …سوف يتزوجها …ولكن سرعان ما ابتسمت وهي تتذكر انها عند المأذون يمكنها فضح امره …كما ان ليس لديها ولي وسيكون الزواج باطل… …. خرج الصياد من الفيلا واجري اتصالا … -ايوة يا سيد بقولك عايزك تجيبلي حد بس الكلام ده يكون في ظرف تلات ايام بالضبط عايزه يكون عند رجلي …… -اتفضلي اشربي يا حبيبتي عصير . قالها حسام برقة وهو ينظر إليها …نظراته كانت بريئة تماما ولكن كان داخله يحيك خطط عديدة عندما تشرب العصير سوف تأتي معه الي شقة صديقه وهناك سوف يسلب منها كل شئ …كما أنه فكر في تصويرها.ليبتزها لاحقا…كان كل شئ يسير في عقله كما اراد …انتظر بشغف لتشرب العصير ولكنها قالت بتعب: -معلش يا حسام بجد مش قادرة اشربه …فعلا معدتي وجعاني … ولكنه اصر وهو يمسك كفها قائلا: -وحياتي عندك يا حياة لتشربيه …أنا جايبه بنفسي ليكي …اشربيه حتي نصه مش كله واوعدك بس تشربيه نمشي من هنا لو تعبانة …متكسفنيش بقا …اشربي يا حبيبتي .. قالها وهو يرفع العصير لفمها كي تتناوله الا ان كف اوقفته …نظر الي صاحب اليد ليجده امامه يوسف …ابتسم له يوسف ابتسامة صفراء ووضع الكوب علي الطاولة وقال: -للاسف حياة مبتحبش عصير البرتقال …هي بس خافت لتقول كدة وتحرجك …. تعكر وشه حسام وقال بفظاظة: -ايه اللي جابك هنا؟! ابتسم له يوسف باستفزاز وقال: -دي خطوبة اخت صاحبي ولا أنا ممنوع اجي هنا يا حس…وبعدين اهو يا اخي نتسلي أنا واياك شوية ونتكلم بما أننا هنبقي نسايب… كز حسام علي اسنانه بغضب …هذا الحقير دمر خطته تماما …كم هو مزعج لماذا يلاحقهما لولاه لكانت حياة لتكون ملكه الليلة وكان سيجعلها خاضعة له … كان يوسف يبتسم إليه بإستفزاز …هذا القذر يخطط لشئ ما …كان محق عندما قال انه لا يشعر بالارتياح له…نواياه تجاه حياة ليست سليمة بالمرة…يري هذا في عينيه…**** يعلم ماذا يوجد بعصير البرتقال …تنهد وهو يتذكر انه لم يكن ينوي ان يأتي اصلا لحفل الخطبة عندما عرف ان خطيب شقيقة صديقه هو صديق لحسام…ففضل ان يبقي بالمنزل حتي لا يقع فريسة لنيران الغيرة التي بدأت تشتعل بروحه مؤخرا …ولكن خالته هي من نبهته لنوايا حسام دون ان تدري وقد عرف ان شعوره صادق تماما … تذكر يوسف الذي حدث بينه بين خالته قبل ان يأتي الي هنا !!! …… خرج يوسف من منزله بضيق ..لقد اعترف بكل تلك البساطة …اعترافه لم يصدم والدته بقدر ما صدمه هو …لقد شعر بالصدمة وهو يقول تلك الكلمات …متي وقع في حبها …متي اصبح مجنون بها الي ذلك الحد ؟!هو حقا لا يعرف ولكنه يعرف ان الغيرة التي تشتعل به كلما رأي حياة مع حسام ليست من فراغ …تنهد بيأس وهو يفكر انه تأخر كثيرا في الاعتراف …كثيرا ..كاد ان يذهب عندما توقف ورأي خالته تقف عند باب منزلها وهي تضع كفها علي قلبها …اقترب يوسف منها وقال: -فيه حاجة يا خالتي ؟! انتفضت خالته ونظرت إليه وهي تقول بنبرة خائفة : -معرفش بس حاسة قلبي بيتنفض يا ابني …حاسة ان حياة هتحصلها حاجة وحشة ! امسك يوسف كفها وقال: -متخافيش يا خالتي إن شاء **** خير وعشان تطمني اكتر أنا هروح بنفسي واطمنك عليها … …. عاد من شروده وابتسم بإنتصار …نظرت حياة إليه بضيق ثم نظرت الي حسام الغاضب الذي ابتعد علي الفور وذهب لأصدقاؤه … نظرت حياة الي يوسف بغضب وقالت: -انت ليه بتعمل كده؟؟! -انا بحبك .. اعترف يوسف بصدق وهو يتطلع الي ملامح وجهها الفاتنة لتتسع عينيها بصدمة بينما اصبح قلبها يخفق بقوة …لابد انها تحلم ….اقترب يوسف وامسك كفها وقال: -حياة قولي حاجة …سكوتك مخوفني أخيرا عادت الي رشدها وهي تبعده عنها بقوة وتصرخ: -جاي تعترف دلوقتي ؟!!بعد ما رفضتني مليون مرة وسيبتني عشان وعد …فلما سابتك هي جاي دلوقتي تشوف المغفلة اللي حبتك صح.؟!!اهو أي حاجة تمشي بيها نفسك عشان بكرة لما تلاقي اللي تحبها تاني ترميني مرة تانية!! هز يوسف رأسه بالنفي لترفع هي كفها مشيرة الي خاتم الخطبة وتقول: -بس حبك مرفوض يا استاذ يوسف …أنا مخطوبة …ومخطوبة لواحد محترم كمان …فياريت تاخد حبك وتعرضه علي مغفلة تانية ولو سمحت امشي من هنا…دي خطوبة صاحب حسام ووجودك مش مرغوب فيه هنا !! ثم تركته وابتعدت لتحتمي بحسام من تلك المشاعر غير المرغوب بها التي هاجمتها فجأة! بينما ابتسم حسام بخبث لا بأس فشل اليوم ولكنه سينجح يوما ما ……. بعد ثلاث ايام .. في المساء … كان يصفر وهو رائق البال اليوم سوف يحصل علي القطة صاحبة العينين الزرقاوتين …سوف ينعم بجوارها …سوف يتذوق شهد شفتيها دون اي اجبار …ابتسامة سعيدة شقت شفتيه وهو يشعر بقلبه يقصف داخل صدره …انها المرة الاولى التي يكون متحمسا بها لتلك الدرجة ….تلك المرأة مذهلة تجعله يلهث دون ركض …تشعره دوما بالحماس …مكرها وجرائتها يجذبانه إليها كما تنجذب الفراشة للنار فتحترق …ولكن لن يحترق هو فقط بل ستحترق هي معه …انتهي من اعداد نفسه وكاد ان يخرج الا انه توقف وهو يري وشاح والدته الذي يحتفظ به دوما …اقترب من الوشاح وامسكه ثم قربه من انفه وهو يشمه بينما الدموع تتصاعد في عينيه….لقد اشتاق إليها …اشتاق إليها كثيرا ليتها تكون معه الأول …هو يحتاج بقوة الي ان تضمه إليه …يحتاج الي أن يبكي بين احضانها ويشكو لها العالم …ابعد الوشاح عن انفه وقبله برقة وقال؛ -النهاردة مفروض اتجوز ..من واحدة انا مبحبهاش اصلا …بس أنا فرحان ومتحمس بطريقة كبيرة …عارفة انها بتفكرني بيكي نفس القوة والاصرار والجراءة …هي الوحيدة بعدك وبعد ملاك اللي خلتني ارضخ لقرارها بس الشرارة اللي في عينيها الزرقا مشوفتهاش الا فيكي انتِ يا امي …شرارة الحياة …مبحبهاش بس كل اللي اعرفه ان وجودها في الفترة دي مهم ليا لانه بيفكرني بيكي انتِ ومين عارف ممكن جوازنا يستمر للأبد … ابتسم ووضع الوشاح مكانه وهو يذهب بينما يصفر بإستمتاع… -ايه الروقان ده؟! قالها عمه وهو يتطلع الي جاسر ثم اكمل : -خير يا حبيبي رايح فين ؟! -رايح اتجوز يا عمي قالها جاسر بتسلية ليضحك عمه ويرد قائلا: -نكتة حلوة بجد …صحيح رايح فين متهزرش ؟! هز كتفه وقال: -زي ما قولتلك رايح اتجوز . وثم ترك عمه مصدوم وذهب ..هز عمه رأسه وفكر ان ابن شقيقه فقد عقله تماما …كيف سيتزوج فجأة ؟!!وممن سوف يتزوج؟! …. خرج جاسر من المنزل وورده اتصال ..ابتسم بخبث ورد وقال: -قدرتوا تجيبوه صح ؟! ضحك بإنتصار وقال: -عال هو ده الكلام …جيبوه وحصلوني علي هناك تمام ! وبعدين اغلق الهاتف وقال: -كنتي عايزة جواز شرعي مية في المية امرك . ….. وصل الصياد للفيلا الاخري وجلس في الصالة ثم اشار للحارس ان يأتي بوعد … ….. بعد لحظات … انتفض قلبه لها ولأول مرة وهو ينظر إليها…فستان الزفاف الرقيق كان ينساب علي جسدها برقة بدت كأميرة خرجت من احدي القصص الخرافية ….بدت جميلة جدا ….جمالها اوقفه عن الكلام للحظات …نهض وهو يسير تجاهها ثم امسك كفها وقبله برقة قائلا: -يظهر اني اكتر راجل محظوظ في الكون عشان هحصل عليكِ ارتعش قلبها بتوتر وزاغت عينيها وهي تبحث عن المأذون -بتدوري علي حاجة يا حبي ؟! قالها ساخرا لترد هي : -اومال فين المأذون مش شايفاه؟! -اهو جه . قالها الصياد وهو يشير الي المأذون بسعادة …حينها صرخت وعد وقالت: -يا شيخ انقذني منه ده خاطفني وعايز يتجوزني …بلغ البوليس .. ضحك الصياد بسخرية ليهز المأذون كتفيه ويقول: -كان علي عيني يا بنتي و**** بس هو خاطفني أنا كمان … بهتت وعد ثم نظرت الي الصياد وقالت بتحدي: -بس يا صياد أنا مليش ولي يعني جوازنا باطل ….. -مين قال كده ؟! قالها الصياد مبتسما ثم صفق بيده ليأتي أحدهم وهو ممسك برجب بقوة نظر الصياد الي وعد وقال: -شوفي مين جه يحضر فرحك يا وعد …باباكي واللي هيكون هو الولي بتاعك …جبته من فرنسا مخصوص عشانك عشان تعرفي بس غلاوتك عندي!!! …….. وضعت احمر الشفاه علي شفتيها ثم قلبت شفتيها برفق حتي يثبت ….وتراجعت قليلا وهي تنظر لنفسها برضا ..كادت أن تربط شعرها الاشقر ولكنها قررت تركه حرا …ابتسامة لطيفة زينت شفتيها …الآن هي قررت ان تنسي عدي للأبد وتستمتع بحياتها …الليلة زفاف صديقتها المقربة وسوف تذهب اليه وترقص وتستمتع بوقتها حتي تنساه تماما …هذا الحقير !!! امسكت حقيبتها غالية الثمن والتي كانت تلائم كثيرا فستانها الاحمر الطويل وخرجت … قابلت والدها في الطرقة قبل تنزل الدرج…ابتسم والدها واقترب وهو يقبل جبينها ويقول: -خلي بالك من نفسك يا ملاك …هتسوقي انتي ولا اخلي السواق يوصلك .. ابتسمت وقالت بهدوء: -معلش يا بابا حابة اخد تاكسي اريح .. -براحتك يا حبيبتي ..بس خلي بالك من نفسك ومتتأخريش… هزت رأسها ثم نظرت إليه وقالت: -صحيح فين جاسر مش ظاهر يعني… ابتسم والدها بسخرية خفية علي جاسر الذي قرر فجأة ان يتزوج اليوم من فتاة لا يدري هويتها حتي ولكنه لم يرد ان يصدم ابنته فقال: -وراه شوية شغل فخرج .. هزت رأسها ثم خرجت من الفيلا وهي تسير بحذر بسبب حذاؤها ذو الكعب العالي … أخيرا خرجت من بوابة الفيلا ثم اشارت لسيارة أجرة التي وقفت لها فورا …استقلتها وقالت وهي تنظر الي هاتفها بينما تسير السيارة بسرعة : قاعة ال…. ولكن الكلمات انحشرت في حلقها عندما سمعت صوت مميز للغاية يقول: -شكلك حلو النهاردة … اتسعت عيني ملاك بصدمة وازدادت وتيرة تنفسها بينما اخذ قلبها ينتفض داخل صدرها كطير جريح…عجزت عن الكلام للحظات بينما هو يقود السيارة بسرعة في طريق غير الذي ستسلكه بينما يقول بهدوء: -للاسف انتِ اجبرتيني اخطفك يا ملاك …لأنك رافضة أي تواصل بيننا …كل ما احاول اكلمك تصرخي في وشي زي المجنونة…رافضة تردي علي تليفوناتي او رسايلي لدرجة اني قعدت اليومين اللي فاتوا وانا مستنيكي جمب فيلتكم …أنا أول مرة اتذل الذل ده … أخيرا عادت لها قدرتها علي الكلام وقالت: -محدش اجبرك تعمل كده !وياريت تبطل لاني مش هرجعلك تاني …ده مستحيل … تنهد وهو يقف السيارة في مكان خالي نوعا ما من الناس امام النهر وينظر إليها ويقول: -ملاك اديني فرصة اشرحلك طيب …أنا و**** ما خنتك ولا حاجة …هي اللي قربت صحيح ضعفت بس … وضعت كفها علي اذنها وهي تصرخ: -كفاية …كفاية مش عايزة اسمع كدبك ولا يهمني اصلا ..أنا الحمد*** عرفتك وعرفت حقيقتك …عرفت أنك شخص خاين وكداب بتلعب ببنات الناس …وانا **** بيحبني لانه انقذني من شخص زيك …اتفضل رجعني للبيت ومتحاولش تقرب مني تاني والا وقتها هدخل والدي في الموضوع وصدقني هيعملك مشاكل كتيرة اووي انت في غني عنها . انها تتسرب من بين يديه كالدخان…ها هو بيدق انتقامه يتحرر منه …وهو لن يسمح لها أن تتحرر …ليس بعد كل ما فعله …لقد انتظر كثيرا تلك الفرصة للانتقام ممن سلب والدته منه …والدته كانت كل حياته ولكن فجأة اتي عامر النجار ودمر حياته بأكملها …ما زال يتذكر شكل والدته وهي مغرفة بالرصاص …يتذكر كيف بكي وقتها حتي فقد صوابه …هو لن يترك دماء والدته تضيع هدر لذلك نظر لملاك وقال: -لو مرجعتليش يا ملاك أنا هنتحر … ضحكت بسخرية عليه ليفتح هو الباب بهدوء ثم يتجه الي النهر ويلقي نفسه في المياة العميقة … -عدي!!! صرخت ملاك برعب وهي تتذكر كلماته انه لا يعرف السباحة !!! يتبع… الفصل السادس عشر(جريمة ) -بابا!!! قالتها وعد بصدمة ..ثم اقتربت منه بينما تصاعدت الدموع لعينيها …كان قلبها يتخبط داخل صدرها وهي تري ذلك الرجل الذي باعها بسهولة لمجرم مثل الصياد … -انت بعتني ليه!!!مهتمتش اني بنتك وبعتني بشوية فلوس لمجرم زيه يشتري ويبيع فيا!! صرخت وعد وهي تنتفض كطائر جريح بينما التزم والدها الصمت تماما ….اقتربت منه وقالت برجاء: -ابوس ايديك أعمل حاجة صح في حياتك …حسسني ولو مرة واحدة أنك ابويا ومتخذلنيش …خدني من هنا ومتوافقش تحط ايدك في ايده وتسلمني ليه مرة تانية…ابوس ايديك متبعنيش تاني…. كانت تتوسل غريزة الاب داخله لعله يشفق عليها …كانت مستعدة ان تتوسل للصباح فقط كي يأخذها من هذا المكان المقيت …يحميها… ولكنه قتل املها فيه عندما قال بضعف: -اسف يا بنتي .. تراجعت وعد وهي تبكي بقوة …لقد باعها والدها مرة اخري!!! اقترب الصياد منها وقال بنبرة غريبة : -متستنيش انه ينقذك لانه هو اللي عرضك عليا … نظرت اليه وعد وهي تبكي فأكمل الصياد بأسف: -اسف يا بيبي الموضوع مش شخصي بس أنا عايزك وعشان أنا عايزك نفذتلك شروطك كلها …ده دورك تنفذي وعدك ليا من غير دراما ولا كلام كتير … هزت وعد رأسها وقد استسلمت للأمر الواقع ثم ذهبت وجلست علي الاريكة وهي تبكي …كان تريد افراغ كل طاقتها في البكاء لكي تبقي كالجثة عندما يسلبها الصياد كل شئ بعد قليل ….رفضت ان ترفع عينيها عن الأرض …كانت لا تريد رؤية احد منهما لا والدها الذي باعها ولا الصياد الذي اجبرها ان تتزوجه … كانت تتم مراسم زواجها من آخر بينما هي منفصلة عن العالم تماما لا تدري شيئا عقلها يلف في دائرة مغلقة… الألم داخل قلبها لا يحتمل …وروحها تحترق…تشعر انها سوف تموت وكم تمنت فعلا ان تموت وترتاح كليا من هذا العذاب علي الأقل عندما تموت سوف تهرب من هذا الجحيم الذي تعيش به … -بارك **** لهما وبارك عليهما وجمع بينهما كلمات خرجت من فم المأذون اخبرتها انها اصبحت زوجته والحقيقة كانت انها اصبحت سجينته التي سوف ينتهك جسدها تحت مسمي الزواج …احضر الصياد الدفتر بنفسه وقال: -امضي يا عروسة …. مضت ولمعت عيني وعد بشرارتها المعتادة وقد اشتعل الامل فيها …ما بها …هل ستستسلم الآن …بالطبع لا …اصبحت زوجته فعلا ولكنها ستماطله ولن تدعه يلمس شعرة منها …ستسير الي خطتها الاساسية حتي تقضي عليه …. نهض الصياد من مكانه وقال؛ -مبروك يا عروسة …بقيتي ليا رسمي … وثم دون اي احترام للموجودين جذبها إليه ثم قبلها بقوة …. اتسعت عيني وعد وهي تستقبل قبلته الكريهة وثم فجأة دفعته عنها بكره ودخلت بسرعة الي الغرفة …ابتسم وعد وقال: -العروسة طلعت بتتكسف … تنهد ونظر لرجب ببرود وقال: -خلصت مهمتك يا رجب ووعد بقت مراتي ..روح دلوقتي المكان اللي كنت فيه ولو شوفتك قريب من مراتي هأذيك فاهم؟! هز رجب رأسه بطاعة ليذهب مع احد رجال بينما نظر الصياد للمأذون وقال بإبتسامة: -اسف علي تصرفي غير اللائق معاك …تقدر تمشي بس اتمنى مشوفكش مرة تانية اوكيه … هز المأذون رأسه وذهب….ابتسم الصياد بسعادة وولج الي الغرفة ليجد وعد تجلس علي الفراش وهي تنتفض بخوف …جلس بجوارها وهي يتطلع الي جمالها بإنبهار وقال: -انا مش مصدق اني أخيرا امتلكت اللي كان نفسي فيه من زمان …انتِ النهاردة ملكي يا وعد …ملكي وبس …. ثم بدأ في ارجاعها للخلف لتنتفض وتقول: -عايزة ادخل الحمام … ثم بسرعة ولجت للحمام وهي ترتعش…فتحت عبوة الصيدلية الصغيرة التي بها وابتسمت عندما وجدت الغرض المنشود … … خرجت وعد بشكل اكثر راحة وابتسمت بإغواء وهي تقول : -استني يا حبيبي اعملك عصير الأول وبعدين هنعيش احلي ليلة .. ثم فتحت الثلاجة الصغيرة وأخرجت زجاجة العصير …احضرت كوبين وبدأت بصب العصير …كان الصياد ينظر إليها وهو وجهه ابتسامة رائعة ..اخرجت وعد من صدر الفستان حبة المنوم ثم وضعته ليذوب بالعصير امسكت الكوبين وهي تقترب من الصياد وتقول وهي تقدم له العصير: -في صحة حياتنا الجديدة… امسك الصياد الكوبين ووضعهم علي الطاولة وقال : -خلينا نبدأ حياتنا الجديدة الأول … ثم هجم عليها ليقبلها وفي خضم صراعها معه بدل الكوؤس بمهارة …ابعدته وعد بضيق وقالت : -لا نشرب العصير الأول .. هز رأسه وقال: -طيب نشربه سوا … ثم شربا العصير سويا … وما ان انتهيا من شربه حتي ضحكت وعد وقالت: -شربتها يا كروديا… ولكن فجأة شعرت بالدوار لتضع الكأس علي الطاولة وتقول: -هو فيه ايه انا دايخة ليه.. وفجأة سقطت علي الفراش وغاصت في النوم وبدأت بالشخير أيضا !! ضحك الصياد بتسلية وقال؛ -مغفلة! ………. -عدي …عدي صرخت ملاك وهي تبكي بخوف …ركضت تجاه الحاجز وهي تنظر للمياه ودون انتظار او تفكير حتي القت حقيبتها وقفزت للماء …وجدت عدي ينازع من أجل ان يخرج …في المياه كان عدي يدعي انه يغرق …كانت حركة جيدة منه ان يخبر ملاك انه لا يستطيع السباحة …لم يعرف ان كذبته تلك سوف تساعده الآن …قرر ان ينزل تحت الماء لفترة كي ترتعب اكثر وحينما شعر بها تقفز احس بالإنتصار لانه ها هي خطته قد نجحت …بفزع اتجهت ملاك إليه وهي تسبح بقوة بينما تشعر بالرعب عليه وجذبته بقوة إليها محاولة ان تخرجه من المياه امسكته بقوة وقالت: -فكرني لما نطلع من هنا اضربك قلمين علي وشك … …… بعد دقائق خرجا من النهر …اقترب عدي من ملاك وكاد ان يتكلم الا انها صفعته بقوة …اغمض عينيه لتصفعه مرة اخري …ثم بدأت تضربه علي صدره. بعنف وهي تبكي ..ثم انهارت علي صدره ليضمها هو إليه قائلا: -اسف …بس أنا كنت هتجنن من فكرة أنك تسيبيني مفكرتش الا في الفكرة المجنونة ودي وكنت فاكر أنك هتسامحيني …أنا بحبك يا ملاك …بحبك اكتر من أي حد في حياتي …انتِ الجزء الاجمل في حياتي كلها … ابعدته وهي تقول بعنف : -انت كداب وخاين …مفرقتش عن عاصم في حاجة …والشويتين اللي عملتهم دوول مش هيخلوني اسامحك … وكادت أن تذهب الا انه امسك كفها وقال: -ورحمة امي هي اللي قربت مني يا ملاك …أنا ضعفت لثواني بس وده غلطي الوحيد …ب**** عليكِ متسبنيش …اديني فرصة تانية …وانا اوعدك عمري ما اغلط تاني … اغمضت عينيها لوهلة كان قلبها يعتصر من الألم …كبرياؤها ما زال جريح وقلبها المكسور يتخبط داخل صدرها بينما الروح تحترق …هي ما زالت مكسورة من فعلته ولانها اعتادت دوما ان الخائن لا فرصة له وان لا أحد مضطر ان يتقبل الخيانة كأنه شئ اعتيادي لن تغفر …كيف تخبره ان صحيح الحب مهم في حياتها ولكن الكرامة والكبرياء هم الاهم دوما وعدي جرح كبرياؤها وحطم قلبها كيف تثق به …عندما رأته مع تلك الفتاة شعرت بقلبها يحتضر داخل صدرها …شعرت بمرارة الخيانة …انبت نفسها كثيرا لانها وثقت بسهولة في رجل آخر بعد تجربتها السيئة مع عاصم …احست انها فشلت للمرة الثانية …هي لا يمكنها ارتكاب هذا الخطأ مرة اخري …لا يمكنها ان تغفر ….عدي انتهي من حياتها للأبد …نظرت إليه وقالت بهدوء: -انا مقدرش اسامحك يا عدي …لان … تلكأت قليلا ثم اجابت: -لان دي طبيعتي…أنا مبسامحش لا الكداب ولا الخاين…. كلامها اشعره برعب غير مبرر لينتبه وهي تكمل: -انا مبسامحش حد جه علي كبريائي …انت قولتلي مش هتبقي زي عاصم بس للأسف انت بقيت أسوأ منه …انت خذلتني اكتر منه لاني أنا حبيتك اكتر من عاصم…خلاص احنا انتهينا … ثم كادت أن تذهب الا انه جذبها إليه بقوة وقبلها رغما عنها …اتسعت عيني ملاك وهي تدرك انه قد سرق قبلتها الاولي!!!! ابعدته بعنف ثم صفعته بقوة وصرخت: -انت حقير!!! ثم ركضت من امامه وهي تبكي ! ليشد عدي شعره بقهر وهو يفكر أن خطته فشلت تماما …تلك الفتاة عنيدة وهو لن يقدر علي ترويضها … …….. في اليوم التالي … عقدت وعد حاجبيها وهي تشعر بشئ ثقيل يحاوطها …حاولت أن تبعده وهي نائمة ولكن هذا الشئ كان ملتصق بها تماما ورفض ان يتزحزح عنها …فتحت هي عينيها بحيرة وهي تجد نفسها بغرفة غريبة تماما عن التي اعتادت النوم بها …حاولت أن تتذكر ما حدث … -هو ايه اللي حصل امبارح؟! قالتها وعد وهي تشعر بالتشويش ….ليرد عليها صوت مميز قائلا: -احنا اتجوزنا … شهقت بعنف وهي تستدير لتجد الصياد عاري الجذع …شعره مبعثر بفوضوية …ابتسامة كسولة ورائعة علي شفتيه وهو ينظر إليها بتسلية …اتسعت عيني وعد برعب وهي تنظر اليها بينما ينظر إليها بتلك الطريقة غير المريحة … حاولت أن تنهض وتبتعد عنه ..الا انه امسكها بقوة واعتلاها وقال بنبرة كسولة: -امبارح كانت اجمل ليلة في حياتي يا وعد …انتِ خليتيني سعيد .. -ق…قصدك ايه ؟!! قالتها برعب بينما تجمعت الدموع في عينيها ليبتسم بمكر وهو يقبل وجنتها ويقول : -مش معقول نسيتي أول ليلة لينا سوا …أنا كده ازعل منك يا وعد …ازاي تنسي ليلة مميزة زي كده …بجد كسرتي قلبي … هزت رأسها وهي تبكي قائلة: -لا مستحيل …محصلش أكيد حاجة بيننا امبارح …قول الحقيقة ايه اللي حصل . مرر نظراته عليها وقال بإيحاء؛ -اخاف اقول ايه اللي حصل بالتفصيل واخدش حيائك يا وعد …خصوصا أنك بتتكسفي اووي … حاولت دفعه بعنف الا انه امسك كفيها جيدا وانحني لتقبيلها….لم تمهله هي فرصة وعضته بقوة ليجفل بألم وتنهض هي …نظر الصياد بصدمة الي الدماء التي تنزف من شفتيه ثم نظر الي وعد التي كان في عينيها تمرد لم يراه لدي احد من قبل …كانت عينيها تلمعان كعيني القطط البرية وتنظر الي بتشفي -يا عضاضة قالها الصياد ضاحكا لينهض …استدارت هي لتركض ولكن الصياد ضمها من الخلف وهو يشل حركتها تماما …حاولت أن تتحرر بشراسة ولكنها فشلت …ضحك الصياد بعمق في اذنها وقال: -تعرفِ يا وعد قصتنا أنا وانتِ بتفكرني بالاسد وفريسته… الاسد بيحب يلاعب الفريسة وخاصة لو كانت شرسة زيك ….أنا بحب الاعبك يا وعد قبلها علي عنقها برقة وأكمل: -انا نفسي طويل في اللعب متقلقيش وانتِ فريسة تستاهلي الصبر بس لما اتمكن منك هاكلك من غير رحمة … افلتها وهو يقول بهدوء: -عموما عشان ترتاحي اكتر …أنا ملمستكيش …ولا حصل بيننا حاجة امبارح ..أنا بس اديتك العصير اللي كنتِ حاطة فيه المنوم وفجأة نومتِ .. تنهدت براحة ولكن فجأة نظرت إليه وقالت بشك: -اومال مين اللي غير الفستان ليا ؟! ابتسم ابتسامة شيطانية وهو يقول: -اكيد أنا .. احمر وجهها بخجل ليكمل: -بس كنت مغطيكي أنا مشوفتش حاجة … ابتسمت براحة وقالت: -بجد كنت مغطيني لما كنت بتغير الفستان …يعني مشوفتش أي حاجة خالص؟!! ضحك بمكر وقال: -وانا عبيط يا بيبي عشان افوت فرصة جميلة زي دي أنا شوفت كل حاجة …كل حاجة حرفيا و… صرخت وعد بعصبية وأمسكت المزهرية ثم القتها عليه ولكنه تفاداها بمهارة …كادت أن تضربه مرة اخري ولكنه جذبها بقوة واوقعها علي الفراش وقال: -حياتنا مع بعض هتكون حماسية اووي يا وعد … ثم بدأ في تقبيلها رغما عنها… ….. قرب اذان المغرب … رن هاتف حياة معلنة عن اتصال من حسام …ردت حياة عليه مبتسما … -ازيك يا حسام أنا كمان نص ساعة وهلب… ولكن حسام قاطعها قائلا: -معلش يا حياة مش هنخرج النهاردة …سامحيني …ماما تعبانة اووي وانا قلقان عليها جبنالها الدكتور وقال ان وضعها صعب شوية عندها حمي … والخدعة كانت مستهلكة منذ الازل ولكنها انطلت علي تلك المسكينة فلم تشعر بنفسها الا وهي تقول بلهفة: -يا خبر…طيب يا حسام ..هجيب اهلي وا.. -لا لا معلش يا حياة ماما هتزعل لو عرفت اني قولت ليكم عشان متتعبوش وتيجوا.. معلش ارتاحي انتِ النهاردة في البيت وانا هبقي هنا ارعي لماما بما ان بابا مسافر …صحيح أنا معرفش هعمل ايه بالضبط عشان اهتم بيها بس اهو بحاول … نهضت حياة وقالت بهدوء: -انا هلبس دلوقتي واجيلك … وابتسامة ماكرة شقت شفتيه وقال بإحراج مصطنع: -مش عايز اتعبك … -لا ولا يهمك …نص ساعة وأكون عندك وثم أغلقت الهاتف … …. ضحك حسام بإنتصار لقد وقعت المغفلة في الفخ …اخذ يفرك في عينيه التي احمرت ثم جلس بجوار الطاولة وهي يمسك محقن ويحقن ذراعه وعندما سري المخدر في وريده شعر بإستمتاع رهيب …اليوم ستأتي…اليوم سيحصل عليها …لا يوسف ولا أي شخص سوف ينقذها من يده … …… -مالك يا حياة يا بنتي فيه ايه ؟! قالتها والدة حياة لإبنتها التي تجهز نفسها للخروج لتقول حياة: -الست مريم تعبانة اووي يا ماما أنا رايحة اشوفها … قالتها حياة وهي تتجه نحو الباب بسرعة وتفتحه … -طسب استني البس واجي معاكِ ميصحش تروحي لوحدك .. تنهدت حياة وقالت: -متتعبيش نفسك يا ماما أنا هروح بسرعة واجي متقلقيش عليا … نظرت والدتها إليها بقلق وقالت: -يا بنتي المغرب قرب يأذن …ازاي اسيبك تروحي دلوقتي بس أنا … -انا هروح معاها يا خالتي .. صوت عميق اتي من خلفها لتنظر حياة الي يوسف بضيق وتقول بتحدي : -لا هروح لوحدي تجاهلها تماما وقال: -انا مستنيها في العربية يا خالتي … ثم نزل الدرج دون ان يسمع رد حياة … -يا ماما مش عايزاه يروح معايا …حسام مش بيطيقه .. امسكت والدتها كفها وقالت: -معلش يا بنتي عشان خاطري …علي الأقل هبقي مطمنة عليكي … زفرت حياة بضيق وقالت: -طيب …طيب … ……… طول الطريق لم تقل حرفا ولا هو أيضا … …. أخيرا وصلا الي منزل حسام نظرت حياة الي يوسف وقالت: -استناني هنا هطلع فوق اطمن علي الست وانزل … ضحك يوسف بسخرية وقال: -اكيد بتحلمي صح ؟!! ثم ترجل من السيارة وهو يسبقها الي البناية…لتتبعه وهي تزفر بضيق ….. ارتجف قلب حسام بسعادة وهو يسمع جرس الباب …اخرج المفتاح ونظر إليه بنظرات شيطانية ثم ذهب ليفتحه …تجمدت ابتسامته فعليا وهو يري ان حياة لم تأتي بمفردها …بل اتي معها يوسف … ابتسم يوسف له وقال : -الف سلامة علي الوالدة جايين نزورها … نظر إليه حسام بكره ثم ابتعد ليدخلا …اغلق الباب بالمفتاح وادخل المفتاح في جيبه …نظرا كلا من حياة ويوسف إليه بدهشة بينما يوسف قام بالوقوف امام حياة وقال لها هامسا وهو يلاحظ متأخرا الاثار التي بذراع حسام: -ادخلي أي اوضة واقفلي علي نفسك …ده فخ امه مش موجودة اصلا وهو شارب مش واعي للي بيعمله … اتسعت عيني حياة بصدمة بينما حسام يقترب من المطبخ .. ليهمس يوسف بإصرار: -قولتلك روحي وكادت أن تذهب الا ان حسام امسك سكين كبير كانت بجواره وقال: -مكانك يا خطيبتي المحترمة اللي مش عاملة اعتبار لخطيبك ورايحة جاية مع حبيبك القديم و**** اعلم بتعملوا ايه !!! نظر إليه يوسف بحذر وقال: -اهدي بس …صدقني هي خطيبتك مفيش بيننا أي حاجة…..سيب السكينة وخلينا نتفاهم … -انا هقتلك لأنك في كل مرة بتبوظ خطتي…أنا عايز حياة وهأخدها … -وانا مستحيل اديهالك … قالها يوسف بتحدي … ابتسم حسام وقال: -يبقي تموت … ثم اقترب منه وهو يراوغه بالسكين…كان يوسف يتراجع بحذر وهو يصرخ بحياة : -قولتلك ادخلي جوه … كادت حياة ان تركض للداخل فعلا ولكن حسام اتجه إليها بينما يوسف حاول منعه من الوصول الي حياة ليطعنه حسام بقوة في بطنه ويقع يوسف علي الفور … -يوسف!!!! صرخت حياة وهي تقترب من يوسف الغارق في دمه ولكن حسام امسكها من شعرها وهو يجرها خلفه ثم دخل غرفة ما واغلق الباب … دفعها الي الفراش وقال وهو يخلع ملابسه: -متخافيش. يا حلوة اخد منك اللي انا عايزه وبعدين اخليكي تحصلي حبيب القلب ! ثم هجم عليها بقوة ممزقا بلوزتها!!! يتبع… الفصل السابع عشر(مشاعر متدفقة) تأوه يوسف بألم شديد وهو يسمع صراخ حياة كان يحاول أن ينهض ولكن دون جدوي …تصاعدت الدموع لعينيه وبدأ بالبكاء…حياة في الداخل …هي في خطر …تُنتهك علي يد مجرم حقير وهو لا يستطيع النهوض …حاول بكل ما لديه من قوة ان يحارب الألم الذي يعصف بجسده ولكنه فشل …فشل تماما …لقد انتهي كل شئ …هو لم يستطيع أن يحمي حياة …حياة المرأة التي يحبها اكثر من اي شئ …فكر في هذا بينما الظلام يغلف عقله ويفقد الوعي …. … كانت حياة تصرخ بينما حسام يسلبها ثيابها بجنون ويقول: -محدش هينقذك مني …انا هدمر حياتك واقتلك يا فاجرة ..يا خاينة …تمن خيانتك ليا مع حبيبك يوسف ! ثم انقض عليها يقبلها قسرا ولم يلاحظ الباب الذي انفتح ولا والدته التي أصبحت تنظر إليه بصدمة ودموعها تتساقط … -ابعد عنها …. قالتها مريم بعنف …ليتجمد حسام وينهض عن حياة التي شدت الشرشف لتستر جسدها شبه العاري وهي تبكي بقوة حتي فقدت الوعي … اشهرت مريم السكين وقالت: -لو فكرت تقرب منها تاني هقتلك يا حسام … -امي .. قالها بصدمة فردت مريم بعنف: -متجيبش سيرتي علي لسانك …أنا بلغت البوليس والاسعاف …كنت عارفة انك مش هتتغير …هتفضل طول عمرك ارخص من التراب …لما اتصلت بيا ام حياة عشان تتطمن عليا فهمت الكدبة الحقيرة اللي اخترعتها فجيت بسرعة وانا في الطريق بلغت البوليس عنك لاني كنت … اختنقت حروف كلماتها وهي تتذكر الجسد الهامد لقريب حياة وهو غارق في دمه بالخارج ….انسابت دموعها واكملت: -عارفة انك هتعمل مصيبة …انت دمرتنا ..منك *** … كاد حسام أن يرد ولكن صوت سارينة الشرطة أوقفه…حاول أن يخرج ويهرب لتقرب والدته السكين من بطنه بشكل خطير وتقول: -حاول تهرب يا حسام وانا فعلا هقتلك. … -يا امي أنا هتحبس . ابتسمت والدته ابتسامة ميتة وان كانت تحتضر من الداخل وقالت: -السجن مناسب لأمثالك … وما هي الا ثواني واقتحما الشرطة المنزل ..وقبضا علي حسام !! انهارت مريم علي الأرض وهي تري الشرطة تجر ابنها للحبس وأخذت تبكي بعنف …يا الهي لقد دمر ابنها حياة الجميع …الجميع حرفيا !! ……… في المشفي…. فتحت حياة عينيها وهي تشعر بالخدر في جميع أنحاء جسدها …كانت الرؤية مشوشة ولكن اخيرا استطاعت تمييز والدتها التي تبكي بجانبها … -يوسف ! قالتها حياة وهي تشعر بالدوار …ثم أكملت وهي تبكي : -يوسف …يوسف حصله ايه يا ماما؟!. حاولت أن تنهض إلا أن والدتها حاولت أن تهدئها ولكن حياة اخذت تصرخ بفزع: -حسام ضربه بالسكينة ….كان بينزف…قولولي فين ؟! ضمتها والدتها وقالت بتوتر : -متقلقيش ..يوسف بخير يا حياة الدكاترة طمنونا عليه … -عايزة اشوفه! قالتها بإصرار لتحاول والدتها ردعها ولكن حياة أصرت علي هذا … ……. بهتت حياة وهي تتطلع الي خالتها وهي تبكي أمام غرفة العمليات …نظرت لوالدتها وقالت: -كدبتِ عليا …يوسف مش كويس ….. شعرت بالدوار واستندت علي والدتها وهي تبكي بعنف …هي السبب …هي من فعلت هذا …يوسف كان يحذرها من حسام ولكن بسبب غباؤها وكبرياؤها العنيد رفضت تصديقه …فقط ليستيقظ وهي سوف تفعل ما يريده …هي لا تريد أن تخسره ..ما زالت تحبه بجنون…فكرت وهي تبكي …. فجأة خرج الطبيب من غرفة العمليات ليلتف الجميع حوله يسألونه بلهفة عن يوسف … ابتسم والطبيب وقال: -الحمد*** يا جماعة اتكتبله عمر جديد صحيح نزف كتير بس نقلناله دم وفصيلته كانت متوفرة هنا الحمد*** ….دلوقتي هننقله لاوضة تانية وتقدروا تزوره بكرة بس سيبوه يرتاح النهاردة … -الحمد*** … قالتها حياة وهي تبكي ثم فقدت الوعي! . …….. جالس علي الاريكة وهو يشرب سيجارته …شعره مبعثر ومنزله في فوضي تامة…لقد فشلت خطته …فكر بقهر بينما روحه تحترق بنيران الانتقام …كان تحت يديه ابنة عدوه وهو اضاعها بغباؤه…كل هذا بسبب ليالي …تلك الحقيرة…كم يكرهها …لو يستطيع لأزهق روحها حتي تهدا تلك النيران التي تشتعل به …لا يدري ماذا يفعل ملاك القته خارج حياتها تماما والان هو عاد لنقطة الصفر …اللعنة هو يعرف كم هي امرأة ذات كبرياء ولن تغفر الخيانة ابدا وهو بكل غباء وقع في الفخ …لقد حاول ان يبتزها عاطفيا لتعود إليه ولكنه فشل …كيف يجعلها تعود إليه …كيف …كان عقله يؤلمه تماما …هل سيستسلم الآن ؟!!.. دفن راسه بين قدميه وهو يشعر بالضياع ….تجمعت الدموع بعينيه وهو يتذكر والدته …تلك المرأة المحبة التي أفنت حياتها لتربيته والعناية بوالده …كانت هي الجزء المشرق في الحياة الصارمة التي فرضها عليه والده من صغره…تعلق بها كثيرا لدرجة انه ظن انه لن يقوي علي الحياة بدونه…وبالفعل هو مات ليلة عرف بخبر وفاتها …تزلزل عالمه السعيد تحت قدميه وسقط في قعر الجحيم واحترق بنيران الانتقام …انسابت دموعه بغزاره ثم غطي وجهه وأجهش بالبكاء …كان يتمزق وهو يري حق والدته يتسرب من بين يديه كالدخان …بيدق انتقامه تحرر منه …نقطة ضعف عامر النجار اصبحت بعيده عن متناوله الآن …. -ليه شايل طاجن ستك كده …حصل ايه؟! صوت والده اخرجه من شروده ليرفع هو رأسه ويمسح دموعه ويقول: -خسرت يا بابا …ملاك قدرت تفلت من بين ايدي …مفيش ثغرة ادخل منها لعامر عشان أقضي عليه…. احمر وجه والده من الغضب ثم اقترب من عدي وشده من قميصه ليقف علي قدمه وقال: -ضيعت انتقامك يا غبي …ضيعت فرصة دهبية ما بين ايديك …انت كنت عارف ان ملاك هي الطعم اللي هيجيب عامر تحت رجلينا …أنا كنت خايف فعلا أنك تحبها وتبوظ الدنيا … هز عدي رأيت وقال؛ -مبحبهاش …مبحبهاش … -انت كداب …كداب وغبي…ضيعتها من بين ايديك وحبتها …حبيت بنت عدونا …الراجل اللي قتل امك ..امك اللي كانت اغلي حد في حياتك يا عدي …فاكرها ولا نسيتها … مسح عدي دموعه وقال: -مقدرش انساها …أنا فاكرها وبعمل المستحيل عشان ارجع حقها …المستحيل عشان اطفي النار اللي جوايا وانا بشوف عامر حر وهو قتل أمي …انت فاكر اني مش زعلان عليها …امي كانت حياتي وانت عارف …نسيت اني فقدت النطق لما ماتت بالطريقة دي …فضلت اتعالج نفسيا ست شهور عشان اتقبل خبر وفاتها …النار اللي جوايا مش هتهدي يا بابا الا لما اقتل عامر ….وصدقني بملاك أو من غيرها أنا هعمل كده ومش هفشل …ثق فيا المرة دي … ابتعد مالك وهو يري نظرة الاصرار بعيني عدي… نظر إليه والده بجدية وقال: -اوعدني يا عدي أن دم امك ميروحش هدر اوعدني يا ابني .. ابتلع عدي ريقه وقال: -اوعدك … ابتسم مالك ثم ضم عدي إليه بقوة…عدي الذي زلزلته كلمات والده …ليس بسبب والدته فحسب بل لأنه أخبره بصراحة أنه وقع في حب ملاك …هل يمكن أن يحب ملاك ؟!!هل هو غبي ليحب ابنة الرجل الذي قتل والدته؟! الرعب سكن قلبه …هو يخاف…يخاف أن يحبها لدرجة أنه قد يتخلي عن انتقامه من أجلها حينها لن يسامح نفسه ابدا ….يجب ألا يسمح لملاك أن تسيطر علي قلبه وان كان فعلا يحبها هو سوف يتخلص من هذا الحب ! ……….. خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها الطويل لتتجمد فجأة وهي تراه يجلس علي الفراش …ابتسم ونظر إليها وقال: -مساء الورد يا حبيبتي ..ايه خضيتك … ضمت روب الحمام الي جسدها وقالت: -انت دخلت ازاي هنا؟!أنا كنت قافلة الباب بالمفتاح .. ضحك الصياد وقال: -انتِ نسيتي ان ده بيتي يا حبيبتي …يعني كل مفاتيح الاوض دي معايا … نهض وهو يقترب منها وقال: -انا صبرت كتير مش آن الاوان تديني اللي انا عاوزه … رجعت للخلف وقالت بتوتر: -انا مش مستعدة دلوقتي … -متلعبيش معايا يا وعد لأنك انتِ اللي هتزعلي وانا صبري نفذ … -وانا مش عايزة ده …مش هقدر…أنا … -انتِ ملك الصياد يا وعد …أنا عملت المستحيل عشان تبقي ليا مش هسمحلك تتراجعي عن وعدك…. هزت راسها وعينيها تبرق كعيني القطط : -انا مش ملكية خاصة …انا انسانة وزي ما حطيت شروطي نتجوز هنمشي بشروطي للاخر…. ضحك ساخرا ثم اقترب منها بسرعة وقبض علي شعرها وهو يقرب وجهها من وجهه ويقول : -اياكِ يا وعد تفتكري ان عشان حابب لعبة الفريسة والصياد دي واني سايبك بمزاجي اني ضعيف…أنا بس مش عايز اوريك الوش التاني واللي صدقيني هتزعلي منه … دفعها برفق لتسقط علي الفراش ثم اخرج قميص نوم من الخزانة وقال وهو يدفعه إليها: -البسي ده واجهزي لجوزك …النهاردة هتكوني ليا… اللعبة من يوم ورايح هتتم بشروطي أنا ! قبلها علي شفتيها ثم ابتعد وقال: -يالا يا بيبي …عشر دقايق والاقيكي جاهزة .. ثم خرج وتركها تضرب وجهها بفزع …اخذت تدور علي نفسها وتقول : -يا مرك يا وعد …خلاص كده هتستسلمي للشيطان…أنا الغبية اللي فكرت هقدر عليه …ده طلع خبيث ..يا خرابي ياما … جلست وعد برعب علي الفراش …عينيه اخبرتها ان الليلة ستكون له كليا ….انها تعرف ان الصياد سوف يحصل عليها اليوم …اغمضت عينيها وهي تشعر انها محاصرة في ركن ضيق …دماغها توقفت تماما عن العمل …هي الآن محاصرة ولا مفر من ان تعطيه ما يريده …تنهدت وهي تمسك هذا القميص الأسود…خلعت روبها وارتدته وهي ترتجف…وقفت امام المرآة وهي تتطلع الي نفسها بصدمة …كان القميص يظهر اكثر مما يخفي …لم ترتدي شيئا بهذا الجراءة من قبل …كانت تشعر انها عارية تماما ….تجمعت الدموع في عينيها وهي تخاف مما ينتظرها …تخاف من تلك التجربة التي ستخوضها بعد قليل مع رجل تكرهه …مع زوجها …شقهت برعب عندما انفتح الباب ليدخل الصياد ….تراجعت وهي تبحث عن شئ لتستر جسدها ولكن النظرة التي في عينيه جمدتها وارعبتها اكثر …وقف الصياد وهو يتطلع إليها مبهورا …كانت فعلا جميلة بشكل لا يصدق …لم يري في حياته ما هو أجمل منها…اغلق الباب ثم بدأ بالاقتراب منها لتتراجع هي بخوف ابتسم ثم دفعها لتسقط علي الفراش برقة أمسكت الغطاء لتستر نفسها ولكنه سحب الغطاء منها والقاه بعيدا وهو يبتسم له …كان يبتسم لها وهو يشعر بالإنبهار…يعترف أنها تبهره أكثر واكثر فها هي لمعة القطة البرية اختفت وحل محلها الخوف والتوتر …كان يريد أن يلاعبها أكثر ولكن رغبته فيها كانت اقوي مما يتحمل جلس علي الفراش واقترب منها …وضع يده علي ظهرها ثم جعلها تستلقي بحنان … -ايه رايك نستني شوية…نتعرف علي بعضنا اكتر و … ولكنه قاطعها وهو يقبلها قائلا: -اسف يا بيبي مش هستني … ثم برفق بدأ يجردها من كل شئ ليجعلها له قولا وفعلا …. …. بعد أن انتهي ..كان يلهث في الظلام وهو يدرك أنه لا يرغب فيها فحسب بل إن مشاعر مجنونة بدأت تنتابه بشأنها …مشاعر مختلفة تماما عن مشاعره الهادئة نحو ملاك …فمشاعره نحو وعد مشاعر عاصفة مجنونة ونادرة ! ……… من بين الغيوم كان يراها …تقف بهيئتها الجميلة …عينيها البنية اللامعة والشرارة المميزة التي بها …تقف شامخة ابية بينما ترتدي فستان كريمي فضفاض وشعرها الأسود الطويل يتطاير حولها … تصاعدت الدموع في عينيه وقد اشتعلت في قلبه الشوق إليها …ابتسم واقترب يمد يده وهو يقول بخفوت: -أمي… قالها جاسر بلهفة بينما الدموع تنسكب من عينيه كان يريد أن يركض ويختبأ بحضنها ولكن ما ان اقترب نظرات الحب انقلبت لإشمئزاز وعتاب…تلك النظرات قتلته ..اقترب اكثر وهو يقول بصدمة: -امي … ولكنها كانت تبتعد عنه شيئا فشيئا بينما تهز رأسها ودموعها تنساب من عينيها التي تشبهان عيني جاسر …العتاب كان عاصف في عينيها بشكل اوجعه …كانت حزينة للغاية ..هو يشعر بها ويعرفها فهي لم تكن والدته فحسب كل كانت كل حياته …اقترب منها وهو يبكي وقال: -عارف انك زعلانة مني بس انا نفسي احضنك وبس …امي أنا .. انهار عند قدميها وأخذ يبكي وأكمل: -انتِ وحشتيني اووي مبتروحيش ابدا عن بالي بس رغم كده نفسي احضنك وبس …نفسي تلعبي في شعري ..تعملي اي حاجة بس يوصلني حنانك … لمعت الدموع في عينيها ومدت ذراعيها لكي تضمه ..ابتسم جاسر وقد شعر أنه عاد *** صغير ونهض ليندفع الي احضان والدته ولكن فجأة وجد نفسه يضم الهواء …لقد اختفت والدته …هطلت دموعه ثم بقوة صرخ : -امي !!! …. نهض الصياد من نومه مفزوعا وهو يلهث …ما زال بعينيه اثر دموع ….جسده مغطي بالعرق وقلبه ينبض بجنون …ابتلع ريقه وتنهد وهو ينهار علي الوسادة مرة أخري مسح بقايا الدموع و نظر بجواره ليجد وعد نائمة ووجهها من الجانب الآخر … ابتسم واقترب منها وهو يضمها من الخلف ثم قبل كتفها العاري واغمض عينيه ….ولكن هي كانت مستيقظة …كانت ترتعش وهي تتذكر هذيانه في نومه …هذا الرجل يحمل ماضي اسود ووجع لا ينتهي …وبالتأكيد سوف يؤلمها إن استمرت معه …ولكن هو أخذ بالأمس ما يريده منه فهل سيتركها وشأنها اخيرا …التفكير في هذا ضايقها بشكل مفاجئ …حاولت أن تطرد هذا الضيق غير المبرر وهي تخبر نفسها أنها يجب أن تكون سعيدة فهي اخيرا سوف تتحرر من سجنه بعدما حدث أمس …وبذكر امس بدأت الذكريات تندفع لعقلها …احمرت وجهها وهي تتذكر تفاعلها المفاجئ معه …لقد ظنت أن الأمر سيكون كالإغتصاب ولكنها وجدت نفسها تعطيه برضا ما يريده …لقد تعاملت معه كزوجة …كيف فعلت هذا …عندما انتهي منها بالأمس ونام ظلت تؤنب نفسها حتي الخيوط الأولي من الفجر …الرجل … -بطلي تفكير … صوته الأجش أخرجها بقوة من شرودها وارتعش جسدها بينما أدارها هو إليه بينما ينظر إليها بعينين ناعستين …ابتسم وهو يقبل رأسها وقال : -شكرا … ازدردت ريقها وهي لا تقوي علي الكلام …أخذ هو يداعب شعرها وهو ينظر إليها …يتأملها جيدا بينما يدرك أن شعوره ناحيتها ليست رغبة فقط …بالأمس عندما كانت بين ذراعيه عرف أن وعد استحوذت علي جزء منه …وصلت إلي أعمق جزء في روحه …عرف أن لديه مشاعر لها …مشاعر لا يعرف ماهيتها … تحررت وعد منه وهي تلتقط قميصها وترتديه بسرعة وتقول بتوتر : -انا رايحة الحمام … ابتسم بينما تهرب هي الي الحمام وتختبئ بسبب موجة الخجل التي بدأت تنتابها بسببه …ولجت للحمام وما كادت أن تتحرك حتي شعرت أنها قد داست علي شئ لزج ثم شعرت بعضة قوية زلزلتها …سقطت علي الأرض وصرخت بألم وفزع وهي تري ثعبان ضخم يتحرك بحرية في الحمام!!! يتبع… الفصل الثامن عشر(هل يعشق الصياد الفريسة ؟) اخذت تصرخ وعد بقوة وهي تشعر بالرعب بينما هذا الثعبان يتحرك بتلك الطريقة المرعبة…كانت تشعر انها سوف تموت …دقات عنيفة علي الباب وصوت الصياد القلق يتغلب علي صراخها: -وعد …وعد فيه ايه ؟! -قرصني تعبان … صاحت بألم ورعب وهي تبكي ..ليبهت الصياد و يتراجع الي الخلف ثم بكتفه يدفع الباب حتي انكسر المزلاج…ولج الصياد واصبح ينظر الي وعد القابعة علي الأرض ولكنه تنهد عندما رأي الثعبان … -هموت …هموت … قالتها برعب وهي تبكي ليقترب الصياد من الثعبان ويمسكه برفق ثم يخرجه من النافذة المفتوحة حيث اتي .. -ده بدل ما تقتله ؟!!!! قالتها بغيظ ليضحك الصياد بخفوت ويقول : -متقلقيش مش هتموتي … -نعم يا اخويا …بقولك عضني تعبان هي سلحفة!!! انحني نحوها ثم حملها بخفة وهو يقول: -ده تعبان أرقم صحراوي ..دخل هنا بسبب ان حوالين الفيلا صحرا ومش سام اصلا بس عضاض … غمز لها وأكمل : -زيك بالضبط … -بس العضة وجعاني .. قالتها وهي تبكي من الألم ليرد : -طبيعي …هديكي مسكن يهديكي… خرجا من الحمام …ثم وضعها علي الفراش واحضر من الحمام مطهر وقطن ولاصقة طبية ثم بدأ في تنظيف الجرح البسيط .. نظرت اليه وعد وهو منهك في عمله وقالت: -انت ازاي عرفت ان تعبان غير سام ..يعني ازاي بتعرف انواع التعابين … ابتسم الصياد وقال: -وانا وصغير اشتعلت مع واحد بيصطاد افاعي ..كانت مهنته واكل عيشه احيانا عشان يبيعها او يربيها ….هو كان صديق لجارنا وهو اللي رشحني اشتغل معاه …كان عندي عشر سنة وقتها وهو بدأ يعلمني ازاي اصطاد وعلمني انواع التعابين ايه …فضلت معاه ست شهور …علمني كتير لحد ما بقي صيد الافاعي شغف عندي وغير كده كان بيديني مرتب محترم… -من صيد التعابين؟!!! قالتها بسخرية ليهز رأسه: -فيه ناس بتشتريها بمبالغ عالية جدا علي فكرة …وفيه ناس عندهم شغف يربوهم ..ده غير ان ناس بيستخدموا جلوده والسم بتاعه ..بس أنا شغفي كان اصطادهم وبس مفكرتش اربي واحد ولا استخدم سمه …بس للأسف وكالعادة الحاجة اللي بحبها مبتكملش معايا …مكملتش مع صاحب الشغل ده … -ليه ؟! قالتها وعد بفضول وقد نست المها تماما ليرد هو : -في مرة روحنا الصحرا عشان نصطاد طريشة…كنت وقتها معرفتش اتعامل معاها كويس لانها شرسة جدا وسريعة وسمها يزعل بالذات واحد صغير زيي ..وعشان كنت متهور أول ما شوفتها شغفي غلبني وروحت عشان امسكها ولدغتني …وقتها نجيت بإعجوبة والراجل اداني بقيت حسابي ومشاني … -طيب مفكرتش تصطاد لوحدك بعدها… هز الصياد رأسه وقال: -لا قررت ادور علي شغل تاني .. -طيب ودلوقتي شغال ايه ؟! قالتها بفضول ليرد ببساطة: -تاجر مخدرات … انفجرت بالضحك وقالت: -لا اتكلم بجد شغال ايه وازاي بقا عندك الفلوس دي كلها …اوعي تكون بتخطف بنات وتسرق اعضاءها .. ابتسم وهو يضع قبلة سريعة علي خدها ويقول: -فكرة حلوة هعملها بعد ما اتوب من تجارة المخدرات نظرت اليه بضيق فقال: – عندي شركة سياحة اللي ابوكي كان شغال معايا فيها … بهتت تماما عندما ذكر والدها وأطرقت برأسها ليمسك هو ذقنها ويرفع راسها ويقول: -اسف لاني ضايقتك .. اتسعت عينيها بدهشة ليبتسم هو ويقول بإفتتان: -تعرفي ان عينيكي بالذات مش بتفارقني ابدا سواء نايم او صاحي…عيونك جميلة اووي يا وعد …عاجباني لدرجة اني لما اقتلك هحتفظ بيهم بس هبيع باقي اعضاءك … ضربته بقوة علي كتفه ليضحك هو ويمسك كفها ويقول: -الالم خف ولا اجيبلك مسكن ؟! هزت راسها وقالت: -لا خف … -جميل …تعالي بقا عشان تشوفي كيتي .. -مين كيتي دي ؟! ابتسم وهو يجرها خلفه قائلا: -قطتي اللي مربيها … -**** انا بحب القطط … قالتها بحماس ليرد ضاحكا : -عقبال ما تحبيني .. -في احلامك . قالتها ببرود ……. صراخ وعد شق هدوء المكان بينما تلتصق بالصياد الذي يضحك قائلة: -تمساح…مربي تمساح يخربيت جنانك !! ضمها إليه بقوة وقال: -ايوة عشان بعدين لو مسمعتيش كلامي هيجيبك هنا عشان يأكلك!! ……… نهضت من فراشها بالمشفي وهي تشعر بالتوتر …قلبها يقصف داخل صدرها بقوة …لا تعرف لماذا تشعر بكل هذا التوتر …رغم اللهفة التي تملأ قلبها لكي تراه الا ان التوتر يسيطر عليها …وقفت وهي تعدل من وضعها المذري …كانت ترتدي زي المشفي البشع بينما شعرها مبعثر …عينيها حمراء ومنتفخة …ضحكت بخفوت وهي تتخيل ان يوسف قد يرتعب إن رأها … ولجت والدتها للغرفة وابتسمت لها وقالت: -كلمت الدكتور وقال ممكن تخرجي .. -انا عايزة اشوف يوسف الأول قالتها بخفوت لتهز والدتها رأسها وتقول: -طيب يا بنتي هو صحي دلوقتي هنشوفه سوا كلنا … ثم خرجا سويا …كان قلبها ينتفض داخل صدرها متحمسة كثيرا لتراه ..ولجا الي غرفة يوسف …قصف قلب حياة وهي تراه …كان وجهه شاحب ولكن عينيه التي لمعت عندما راتها جعلته اوسم رجل في العالم …احمر وجهها عندما احتلت هي انتباه الجميع …اقتربت من يوسف وقالت بخفوت: -الف سلامة عليك … ابتسم لها وكاد ان يرد الا ان دقة علي الباب بتردد اوقفته ..نظر ليجدها والده حسام!!! -انتِ ايه اللي جابك هنا؟! مش كفاية اللي حصل بسبب ابنك!! قالتها والدة حياة بعصبية … -ماما اهدي .. قالتها حياة ..لتصرخ والدتها وهي تقترب من مريم : -كنتِ عارفة ان ابنك مدمن وخلتيه يخطب بنتي ليه إن شاء **** كنتِ واخداها مصلحة اجتماعية تصلح اخلاق ابنك البايظة ! -يا ماما اهدي شوية .. قالتها حياة وهي تنظر بشفقة لمريم التي تبكي بخجل ولكن والدة حياة لم تهتم بل اخذت توبخ مريم بقسوة وتقول: -يعني بنتي هتربي ابنك اللي انتِ معرفتيش تربيه … واحد مدمن ليه تخليه يخرب حياة بنات الناس …انت واحدة معندكيش دم ولا احساس وانا مش عايزة اشوفك … -يسرية اسمعيني بس … -خلاص اسكتي …روحي من هنا مش عايزة اشوف وشك …اعتبري ان ملكيش صاحبة ..أنا ميشرفنيش أنك تبقي صاحبتي …حسبي **** ونعم الوكيل فيكي انتِ وابنك كنتوا هتضيعوا بنتي من ايديا … -يا ماما كفاية بقا …كفاية !! صرخت حياة بقهر بينما قالت مريم: -امك عندها حق يا حياة …أنا كنت عارفة انه مدمن بس متكملتش بس و**** هو وعدني انه هيبطل …أنا مفتكرتش انه هيعمل كده سامحيني يا بنتي …ب**** عليكِ ما تزعلي مني … ثم ذهبت سريعا وهي تبكي … القت حياة علي والدتها نظرة عتاب ثم خرجت خلف مريم … … -طنط مريم استني شوية … قالتها حياة وهي تركض خلفها …وقفت مريم وهي تمسح دموعها وابتسمت لحياة ابتسامة حزينة …كانت تشعر بتأنيب الضمير لما سببته لتلك الفتاة التي كاد ابنها ان يدمر حياتها …لقد عرفت من البداية ان حسام لن يفي بوعده …عرفت انه سوف يعذب حياة ولكنها بأنانية صمتت وانتظرت بأمل ان تصلح حياة الدمار الذي به لانها ظنت انه فعلا يحبها… اقتربت حياة من مريم وامسكت كفها وهي تقول بخجل: -اسفة يا طنط …امي و**** … شدت مريم علي كفها وقالت: -امك عندها حق يا حياة …أنا غلطانة اللي متكلمتش ومقولتش علي ادمان حسام …أنا لما وديته المصح واتعالج افتكرت ان المشكلة خلصت وانه هيرجع طبيعي …بس للأسف رجع تاني وحسيت وقتها كأني رجعت لوقت ما كان مدمن …ساعتها انا انهارت وكنت ناوية فعلا اقولك لاني حرام اسيبك مخدوعة او حتي اقولك ان كل شئ قسمة ونصيب من غير تفاصيل …بس هو اترجاني وقتها …قال انه محتاجك ..وانا فكرت بأنانية … انسابت دموعها وأكملت بقهر: -فكرت وقتها انه فعلا بيحبك وهيسمع كلامك …بس للأسف النتيجة كانت انتِ كان حياتك هتتدمر بسببه ويوسف كان هيموت وهو دلوقتي في السجن وانا اللي بلغت عليه بنفسي .. بكت حياة وضمتها قائلة : -متفقديش الامل يا طنط بإذن **** حسام هيتعالج ويبطل السم ده ولو حابة اتنازل عن اللي … هزت مريم رأسها وقالت: -لا لازم ياخد عقابه … ثم ابتعدت عنها وهي تغادر… ذهبت حياة الي غرفة يوسف لتجد الجميع علي وجههم ابتسامة … اقترب والد حياة وقال: -يوسف بيقول انه عايز خطوبتكم الأسبوع اللي جاي … -افندم وليه محدش اخد رأيي افرض رفضت … نظر إليها يوسف وقال : -وانتِ هترفضيني مثلا؟!! احمر وجهها تحت نظراته ليقول يوسف: -اهو السكوت علامة الرضا . …….. بعد اسبوع… كان يراقبها من بعيد …مر أسبوع وهو يراقبها بتلك الطريقة …يحاول ايجاد أي ثغرة صغيرة كي يجعلها تسامحه …كلامه مع والده اعطي له دفعة وجعله يشعر بتأنيب الضمير لانه لم يأخذ بثأر والدته من هذا القاتل…لقد فعل والده ما في وسعه واتي دوره الآن …تنهد بحزن وهو يفكر أن ملاك صعبة الارضاء كثيرا فهي رغم ما فعله لم تسامحه حتي الآن …فماذا ستفعل عندما تعرف انه يستغلها للإنتقام…بالتأكيد سوف تطلق النار عليه …ابتسم بتسلية وهو يفكر انها حقا امرأة قوية … عبس وهو يفكر انها المرة الاولي التي يفكر في رد فعل ملاك عندما تعرف ..وحقا لا يفهم لما اصبحت تحتل تفكيره بتلك الطريقة …المرعبة!!! نعم هو يشعر بالرعب من هذا الغزو من ناحيتها …انه يشعر انها تغزوه…تغزو افكاره …تتسرب داخل روحه … ملاك تجعله يشعر بشعور مخيف للغاية …شعور لم يختبره من قبل …حتي مع ليالي …اغمض عينيه بيأس وهو يفكر …هل حقا احب ابنة عدوه …ما تلك الكارثة …هذا ما كان يحذره منه والده …لقد اخبره انه سوف يتأثر بها …فتح عينيه وهو يهز رأسه …يحاول أن يطرد تلك الافكار السخيفة من عقله …ليته فقط يستطيع أن يبتعد عنها حتي يخرجها من رأسه ولكنه للأسف مجبور علي الاقتراب منها حتي يأخذ ما يريده …تنهد بضيق ولكنه فجأة تجمد وهو يراها تخرج من النادي وتقف معه …مع عاصم !!!خطيبها السابق ….نيران مؤلمة اشتعلت داخله …شعر فعليا انه يغلي علي مراجل الجحيم …انه يغار … يغار عليها …ضحك بسخط …هذا حقا ما كان ينقصه !!ان يغار عليها ….كان يشعر بالقهر وهي تتكلم معه …الغيرة الشديدة تفتك به ولأول مرة لا يستطيع السيطرة علي نفسه ويخرج من السيارة وهو يندفع بغضب إليها…قررت ان تعطيه فرصة وهو الذي يلهث خلفها من أيام لا !!!!… امسكها بعنف من ذراعها وقال؛ -ملاك عايز اتكلم معاكي… -عدي !! قالتها بصدمة ثم اكملت بصرامة: -ايه اللي انت بتعمله ده …سيب ايدي !!! -سيب ايديها يا محترم والا هكسرهالك… نظر إليه عدي بغضب وقال: -اخر مرة ضربتك بس …لكن المرادي هقتلك فعلا !!!فأحسنلك ملكش دعوة .. ثم نظر الي ملاك وقال: -ملاك تعالي معايا عشان ميحصلش مشاكل …حابب اتكلم معاكي . دفعته عنها وقالت وهي ترفع راسها: -بس أنا مش عايزة اتكلم معاك…مش عايزة ..وكفاية بقا سيبني في حالي اللي بيننا خلاص انتهي خالص ليه مش عايز تفهم …عدي المرة الجاية اللي هتضايقني فيها هبلغ البوليس .. شدها من ذراعها إليه وقال وهو يطحن اسنانه بغيظ؛ -قولتلك تعالي معايا مش عايز اعملك فضايح هنا …هنتكلم وبعدين هسيبك ..يالا … ثم حاول سحبها معه دون رضاها … -عدي انت شكلك اتجننت صح …ايه اللي انت بتعمله ده سيبني !! … تدخل عاصم وهو يزعق؛ -ما تحترم نفسك يا بني ادم انت و… دفعه عدي حتي سقط ارضا وكاد ان يذهب ويضربه الا ان ملاك وقفت امامه وقالت: -اخرج برا حياتي يا عدي لاني خلاص مش عايزاك … تنهدت واكملت: -انا رجعت لعاصم!!! ……. -وعد …وعد … كان صوته اللطيف يخترق احلامها …ابتسم الصياد وهو ينظر إليها وهي نائمة…تبدو جميلة جدا وهي نائمة ولكن تبدو اجمل وهي مستيقظة…واجمل واجمل وهي تحاربه بتلك الشراسة التي لا يمتلكها احد مثلها …لقد قضي معها اسبوع كزوجين وكم تغيرت مشاعره كثيرا في ذلك الأسبوع ….يشعر انه أصبح شخصا آخر تماما …فالصياد الذي يخافه الجميع تقف هي في وجهه وتتحداه …هو يحب الطريقة التي تتحداه بها …يحب سخريتها منه …ويحب تلك اللحظات التي تسمع له وتحاوره ناسية تماما ظروف زواجهما … وعد تتسرب الي قلبه شيئا فشئ …تلك المرأة خطيرة فلها قدرة علي السيطرة عليه رهيبة والاسوأ هو يحب هذا …يحب أن يفعل ما تريده …يحب ان يري ابتسامتها …يحب ان يري عينيها تتألق وكم يتمني ان تتألق من اجله … انحني وقبلها علي رأسها وقال مرة اخري : -وعد اصحي … فتحت عينيها لتتراجع قليلا وقالت: -خير عايز ايه مصحيني من احلي نومة ليه….لو ناوي تنكد عليا اجلها لما افوق … ابتسم لها وقال: -فوقي يالا هطلعك … ثم نهض لتقول بسخرية: -ايه هتهربني منك! نظر إليها مبتسما وقال؛ -لا عايزك تيجي معايا وتزوري قبر امي .. اتسعت عينيها ونبض قلبها وهي تري تلك النظرة الخاصة في عينيه…لا تعلم لماذا ولكن طلبه اثر بها كثيرا …شعرت بقلبها ينتفض داخل صدرها ولم تشعر بنفسها الا وهي تعطيه ابتسامة لطيفة وتقول: -حالا دلوقتي هلبس … ……. في المقبرة…. كان الصياد يمسك كف وعد ويسير بها …نظرت اليه وعد بعمق ملامحه تغيرت تماما وحفر الحزن اثاره العميقة في ملامحه …وقف أخيرا امام قبر والدته وترك كف وعد …تأملت وعد القبر بدهشة كان حوله ازهار كثيرا …أحدهم يعتني كثيرا بهذا القبر وهي بالتأكيد عرفت من الذي يعتني به بتلك الطريقة …نظرت الي الصياد الذي ركع بجوار قبر والدته وقال: -انتِ أول واحدة اجيبك هنا تزوري معايا امي …محدش بيزورها غيري ولا استنيت من حد يزورها غيري …ومطلبتش كمان…انتِ الوحيدة اللي طلبت منك تيجي هنا يا وعد …اللي مدفونة هنا … قالها الصياد وهو يلمس القبر بيديه بينما دموعه الساخنة تتساقط علي كفه وأكمل: -اللي مدفونة هنا تبقي كل حياتي حرفيا يا وعد …ماما هي اكتر واحدة حبيتها ولسه بحبها …أنا كبرت ومعرفتش غيرها …ابويا مات وانا عندي شهرين فمعرفهوش …امي كانت الاب والام ليا وواحدة واحدة بقت هي كل حياتي …عملت كل اللي اقدر عليه عشانها….كل اللي اقدر عليه عشان تبقي معايا بس مكانش كفاية ….امي سابتني ومن وقتها أنا انكسرت فعلا … تسربت الشفقة لقلب وعد وجلست بجواره وهي تربت علي كتفه …امسك هو كفها ونهض وهو يمسح دموعه وقال؛ -وعد انا ممكن اكون أسوأ انسان في العالم برا المكان ده بس اعرفي انا هنا قدام امي صادق معاكي تماما .. -مش فاهمة. قالتها هي بتوتر ليرد هو قائلا: -انا مش عايز اطلقك … اتسعت عينيها بصدمة ليقول هو بكلمات غير مترابطة قليلا: -انا معرفش أنا مالي بس فيه مشاعر من ناحيتي ليكي ….مشاعر قوية …عنيفة …بحب جدا ابقي معاكي …مبحسش بالوقت …بحب اتكلم معاكي …بحب سخريتك وكلامك الحاد …. انتِ كنتِ فريستي يا وعد بس في اغرب احلامي مكنتش اتخيل ان الصياد يحب الفريسة …الخلاصة اني معجب بيكي وعايز جوازنا يستمر !!… اتسعت عينيها بصدمة وازداد معدل تنفسها ليقترب هو منها ويلمس وجنتها قائلا: -موافقة تديني فرصة نبقي سوا يا وعد …مع بعض للأبد!!! يتبع… الفصل التاسع عشر(سجين العشق ) كانت تنظر إليه بصدمة …كان يعرض عليها أن تكون معه للأبد …تراجعت خطوة ولكنه لم يسمح لها أن تبتعد …حاصرها وهو يمسك كفها ويقول بصدق: -عارف اني اذيتك وعارف اني بشع عمري ما هجمل نفسي بس انا بجد محتاجك في حياتي يا وعد …أنتِ بنفسك قولتي أن جوايا نقطة بيضة بتحارب السواد اللي جوايا….أنا عايزك تحاربي معايا السواد اللي في روحي …اديني فرصة يا وعد اصلح اللي عملته واوعدك اني مش هخذلك …لكن … صمت قليلا وهو يشعر بثقل غريب علي قلبه …فكره الابتعاد عنها تقتله …لم يتخيل ابدا أن يصبح مهووسا بها لتلك الدرجة…متي أصبحت فريسته هي الصياد وأصبح هو الفريسة …متي وقع في الفخ لا يعرف بالضبط ولكن جل ما يعرفه أنه وقع بالفخ وهو سعيد للغاية …وجوده مع وعد اصلح الكثير …يشعر أن وجودها يرمم قلبه….. يقتل السواد بداخله …اغمض عينيه وقرر أن يعطيها حرية الاختيار ..قرر الصياد أن يعطي لفريسته حرية الهرب أو تبقي في سجنه للابد …تبقي في نفس السجن الذي وقع هو فيه …سجن العشق وبقا هو سجين العشق !! تنهد الصياد وقال: -لكن لو عايزة انك تتحررِ مني انا معنديش مانع …بس فكري يا وعد أنا مستعد اجيب العالم كله تحت رجلك …مستعد اعمل المستحيل عشان تحبيني وتبقي معايا …اديني فرصة احاول ومترفضيش علطول لو سمحتي… نظرت اليه وعد بعمق …كانت مشتتة …هو يعطيها الحرية الان …الحرية لتبتعد عنه …كان من المفترض ألا تفكر مرتين وتهرب منه ولكن لا تعرف لماذا ولكن شعرت بأن ساقيها مثبتة في الأرض بينما عينيها تنظر إليه بذهول …ذهول من هذا الرجل الذي ظنته بلا قلب …ها هو يعرض قلبه بل كل حياته عليها …هل احبها ؟!!معقول …كيف يحبها بتلك البساطة وهو الذي كان يهذي بإسم محبوبته منذ فترة ليست بالطويلة …كيف للمرء أن يحب بتلك السرعة بل هي كيف تفكر بعرضه من الأساس …لقد أعطاها حريتها لماذا لا تهرب؟!!تبتعد عنه وتعود لحياتها المملة الآمنة …لما تبقي مع رجل خطر كهذا يحرك داخلها عواصف لا تفهمها …نعم رغم كرهها لهذا الا انها تعترف أن الصياد حرك داخلها مشاعر فشل يوسف في تحريكها …مشاعر ظنت أنها ماتت منذ زمن …لقد ظنت احيانا أنها باردة لا تشعر ولكن معه هو أصبحت مشاعرها تجاه هي نقطة ضعفها …اصبح قلبها هو الذي يحركها لذلك قالت دون وعي حتي: -موافقة … …. ……. في المساء … كان يقف بجوار فيلتها ….لم يصدق أنها سوف تعود لعاصم هذا …مستحيل أن يصدق هذا …منذ أن أخبرته وقد انفجرت براكين غضبه ونسي كل شىء إلا هي ….ماذا تفعل إن كانت نارين تشتعل بك …نار الانتقام ونار العشق والغيرة…كلاهما مؤلمين للغاية وهو احترق بالاثنين …تائه هو بين انتقامه وعشقه …لا يستطيع التخلي عن. انتقامه ولا التخلي عنها ..ماذا يفعل الان …كلما قرر أن يقاوم تأثيرها عليه يجد نفسه يغرق بها أكثر …يفكر بها أكثر هي احتلته وانتهي أمره …عرف أن وضعه ميؤوس منه عندما رآها مع عاصم اشتعلت نيران الغيرة به وكاد أن يقتل هذا الرجل لانه يحاول سرقتها منه … تنهد واخرج هاتفه وهو يرسل لها رسالة …تلك الرسالة بالذات كانت من قلبه مباشرة …لقد خرجت من قلبه إليها هي …. …….. كانت ملاك متسطحة علي الفراش …دموعها تتساقط…تشعر بألم كبير في قلبها …يا الهي لماذا احبت مرة أخري إن كان سيكون جزاءها الالم والعذاب …لقد انكسر قلبها مرة أخري والاسوأ أنها ما زالت تحبه …ما زالت تفتقد وجوده …هي لم تعشق أحد كما عشقته هو …حتي عاصم لم تتألم هكذا عندما تركته …رغم أن وجودها مع عاصم مدة أطول من عدي ولكن تأثير عدي عليها كبير … لقد تسلل الي روحها حتي أصبح هو الحياة لها وبدونه هي ضائعة …حزينة ومحطمة….صوت رسالة علي تطبيق الواتس اب أخرجها من شرودها…دق قلبها بعنف وهي تشعر أن تلك الرسالة منه هو …بلهفة أمسكت هاتفها ودموعها تساقطت وهي تري المرسل …أنه هو …ابتسمت من بين دموعها وفتحت الرسالة بلهفة لتتسع عينيها الرمادية بدهشة وهي تقرأ رسالته: -انا جمب بيتك … بلهفة فتحت التراس وأخذت تبحث عنه لتجده فعليا يقف تحت المنزل بجوار سيارته ينظر إليها بيأس والحزن يرسم خطوطه علي وجهه …تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة …شعرت ولأول مرة الضعف يتسلل إليها …لأول مرة قلبها يقودها بذلك التهور ولم تشعر بنفسها الا وهي تستدير وتركض خارجة من غرفتها …نزلت الادراج بسرعة وهي تلهث ثم فتحت باب الفيلا ثم البوابة وخرجت إليه دون أن تهتم أنها ترتدي بيجامة النوم …توقفت وهي تلهث عندما رأته كان ينظر إليها وهو لا يصدق أنها أتت …أخذ قلبه يدق بعنف وابتسامة مرتجفة ترددت علي شفتيه ولم يشعر بنفسه الا وهو يفتح ذراعيه لها وبالفعل دون تردد ركضت ملاك ثم اندفعت بين ذراعيه وهي تبكي …. ابتسم عدي بذهول وهو يضمها أكثر إليه …قبل رأسها وقال وهو مبهوتا: -افتكرت ان هقضي طول حياتي اطلب منك السماح يا ملاك …فقدت الامل انك تسامحيني …أنا مش قادر اصدق انك اخيرا سامحتيني.. لم تتكلم هي وبقت تضمه إليها بصمت ودموعها تنكسب…مرت لحظات وهي بين ذراعيه…ثم ابتعدت عنه اخيرا بينما وجنتيها مخضبة بلون الدم من شدة الخجل …أخذ عدي يداعب شعرها بينما عينيه رطبة بسبب الدموع …هو سعيد الان …سعيد أكثر مما يتخيل….لقد انتهي الأمر وهو يعترف أنه يعشقها هي …هي فقط …لم يعشق أحد مثلها وسيفعل المستحيل من أجل أن تبقي معه…ولكن فجأة شعر بغصة في حلقة وقال؛ -عاصم … هزت راسها وهي تمسح دموعها وتقول: -مرجعتش ليه …كنت بكدب عليك عشان تبطل تلحقني …وقتها هو قابلني في النادي صدفة وكان حابب يتكلم معايا بس انا … احتوي عدي وجهها بين يديه وقال بغيرة: -اوعي في يوم تتكلمي معاه حتي انتِ فاهمة .. دفعته هي وقالت بقوة: -دي اخر فرصة يا عدي لو غلطت في حقي تاني و**** ما هسامحك انت فاهم … ارتعش قلبه بخوف وهو يهز رأسه ….وللمرة الاولي يخاف لتلك الدرجة من فقدانها …يبدو أن الحب انتصر علي الانتقام !…. …… في منزل والد عدي … ولج عدي للمنزل وقال فجأة: -هدور علي طريقة تاني عشان اقبض علي عامر النجار …بس خرج ملاك برا حساباتنا ! ……… في احد القاعات … كان حياة تتألق وهي تتأبط ذراع يوسف …يوسف حبيبها الذي اخيرا أصبح لها …بعد أن حطمها كثيرا …حاولت أن تمنع دموعها من الظهور وهي تتذكر هذا …أنبت نفسها لأنها تجعل الشيطان يتلاعب في عقلها في هذا اليوم السعيد …..قررت أن تكون سعيدة الليلة …لن تجعل أحد يعكر مزاجها …ستنسي الجميع وتبقي مع الشخص الذي كاد يموت من أجلها. …جلسا علي الكرسي المخصص للعروسين اخيرا ..بينما قلب حياة كان يقفز بسعادة …كانت عينيها تلمع بسعادة كبيرة …الليلة خطبتها علي من تحبه …الليلة هي ليلتها فلتسعد قليلا … اقترب يوسف من أذنها وقال: -الليلة أنتِ اجمل واحدة شوفتها في حياتي يا حياة … ضحكت بخجل وهي تنظر إليه وتنظر الي فستانها الكريمي الرقيق الذي اختارته مع عقد مع فصوص كريمية اللون يلائمه تماما …بدت بسيطة ولكن جميلة للغاية …هزت رأسها وقالت بخجل: -شكرا … ابتسم لها وهو يفكر أنه كاد أن يخسر حياة بسبب غباؤه ولكن **** أعطاه فرصة اخري ليصلح الوضع معها وهو بالتأكيد سيستغل تلك الفرصة …لقد عرف الان أنه يحب حياة …يحبها بقوة ليس مشوش ولكن بالفعل يحبها ويريدها في حياته …يريدها زوجة له …ام لأطفاله ….يتخيل حياتهم سويا كيف أنها سوف تشاركه كل شئ … قبض يوسف علي كف حياة. وقال: -انا بحبك فعلا يا حياة …بحبك اكتر مما تتخيلي كادت تذوب من الخجل …وابتسمت له وقالت بخفوت: -وانا كمان بحبك .. ابتسم يوسف بسعادة بينما اقتربت والدته ووالدة حياة ومعهما الخواتم ….وتذكر اول مرة خطب فيها حياة …وقتها كان يشعر بالضيق لا السعادة …كان يشعر أن يوجد هناك شيئا خاطئا ولكن الآن يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل ولا حتي عندما خطب … هز رأسه وهو لا يريد التفكير بها ….يكفي ما فعلته به …لا يريد حتي استحضار صورتها …لا يريد أن يفكر بها …فمجرد التفكير في وعد خيانة لحياة …ابتسم وهو يمسك الخاتم ثم وضعه في اصبع حياة برقة …ابتسمت حياة وهي تنظر لقيده الذي وُضع بيده ولم تعترض إذ أن قيود عشقه وُضعت منذ زمن علي قلبها !!! ……. انتهت الخطبة وجلسا حياة ويوسف سويا في منزل حياة ليتكلما بمفردهما….كان يوسف ينظر إلي حياة بإفتتان وقال: -ايه رأيك نقدم الفرح شوية ؟! ضحكت حياة برقة وقالت: -احنا خطوبتنا كانت من ساعة وانت بتفكر في الفرح ..لا انسي انا عايزة خطوبتنا تطول عشان ادرس اخلاقك -تدرسي أخلاقي ؟!!ده انا كنت هموت بسببك قالها بإستهجان …لتضحك هي برقة ولكن فجأة ملامحها أصبحت باهتة ولمعت عينيها بالدموع -حياة مالك يا حبيبتي ؟! قالها يوسف بقلق … -انت لسه بتحب وعد؟! قالتها حياة فجأة وقلبها يقصف داخل صدرها …لا تعرف ما الذي يجعلها تفتح الدفاتر القديمة وتذكره بها ولكن نيران الغيرة في قلبها لا ترحمها وهي تتذكر تلك الفتاة التي بسببها تركها يوسف …لقد كرهت وعد حتي دون أن تتعامل معها حتي …نظرت إليها دوما علي انها المرأة التي خطفت حبيبها وهي لا تحبه من الأساس … نظر إليها يوسف بحيرة ورد: -ايه اللي جاب سيرة وعد دلوقتي ؟!وليه افتكرتيها فجأة؟! -وانت ليه مش راضي ترد ؟! قالتها بتحدي ثم أكملت: -ولا تكون لسه بتحبها … نهض يوسف وزعق بها : -لا أنتِ مش طبيعية النهاردة يا حياة …مالك؟!ليه مصرة تنكدي علينا؟! … تصاعدت الدموع في عينيها وقالت بصوت مختنق: -عايزة اتأكد أنها لما تظهر تاني في حياتك متسبنيش وتجري وراها! تنهد هو وجلس بجوارها وهو يمسك كفها ويقول : -عمري ما اعمل كده …وعد خلاص خرجت برة حياتي بس أنتِ في حياتي يا حياة وانا عمري ما هزعلك وهثبتلك اني بحبك أنتِ وبس .. -انا مش مصدقاك .. قالتها بألم وذكري تركها من أجل اخري تلاحقها لينهض هو ويقول: –يووه هي طالبة معاكِ نكد فعلا وانا راسي وجعاني .. ثم تركها وذهب بينما هي انفجرت في البكاء ……. بعد اسبوع في مستودع الصياد … كان يجلس علي كرسيه ينفخ سيجارته بعمق بينما احد رجال موردي المخدرات جالس بجواره وهو يعرض عليه بضاعته قائلا: -ده نوع جديد يا صياد …مستر جاك عرف أنك رفضت بضاعة المرة اللي فاتت بس ده نوع معتبر وهو موصي جدا اراضيك واتفق معاك … امسك الصياد الكيس وهو يعاينه وللمرة الاولي يشعر أنه متضايق لتلك الدرجة …صحيح أنه كل مرة يشعر بالضيق ولكن تلك المرة يشعر بشئ ثقيل يقبع علي صدره يمنعه من التنفس …يشعر بالقرف والاشمئزاز ولكنها تلك ستكون صفقته الأخيرة عندها سوف يتوب من هذا العمل ….. تنهد وهو يفتح الكيس ويتذوق البضاعة …هز رأسه برضا تام وهو يقول للرجل : -جميل احنا هنأخد ضعف الكمية المرادي لأن دي هتكون اخر صفقة لينا معاكم …. ابتسم الرجل وهو يقترب منه ويقول بخبث: -عرفت أن عمك ناوي يبطل تجارة وعنده حق هو كبر دلوقتي ..لكن يا صياد انت لسه صغير …ومستر جاك معجب بيك جدا …انت اكتر واحد تقدر توزع البضاعة داخل البلد بإحترافية ومن غير ما يتقبض عليك …ايه رأيك تبقي انت المستورد الرئيسي للبضاعة بتاعتنا والربح كله هيبقي ليك … ابتسم له الصياد بسخرية وقال: -للاسف أنا كمان دي اخر صفقة ليا … بهت الرجل وقال: -مش عايزين نخسر واحد زيك …مستر جاك بيحب التعامل معاك اوووي … قاطعه الصياد وقال: -وانا مقدر مستر جاك و**** بس انا وعمي اخدنا قرارنا …احنا هنبطل …قول لمستر جاك طلبي وحددوا معاد الشحنة تمام ! هز الرجل رأسه بالإيجاب . ………. -برافو يا صياد … قالها عامر وهو يعطيه كأس اخدته الصياد منه وشكره بخفوت … جلس عامر بجواره وقال: -حرفيا دي هتبقي اكبر عملية في تاريخنا يا صياد …هتكون العملية الافضل لينا …هنكسب دهب من وراها بعدها نعتزل الشغلة دي ونخلص … وبعدين اقضي الباقي من حياتي اراعي لملاك واجوزها من انسان يستحقها … ابتسم الصياد وقال : – هنجوزها لواحد محترم اكيد يا عمي …. نظر إليه عامر وقال: -لسه بتحبها …بتحب ملاك .. تفاجئ الصياد بهذا السؤال وقال: -ايه مناسبة السؤال ده دلوقتي؟!! هز عامر كتفه وقال : -عايزة اتأكد انك لسه مش زعلان … هز الصياد رأسه وقال بصدق: -لا متقلقش مش زعلان !… ضحك عامر وقال: -طبعا هتزعل ليه انت دلوقتي عريس جديد واكيد مبسوط مع مراتك ابتسم الصياد عندما اتي بذكر زوجته …ارتعش قلبه والسعادة طفت علي وجهه … -شكلك مبسوط اووي معاها يا صياد …شكلها دي اللي هتغير الصياد وتخليه جاسر وبس … هز رأسه وقال : -انا فعلا مبسوط اووي معاها …اول مرة اكون مبسوط للدرجادي …مكنتش اتخيل أنها هتأثر فيا للدرجادي …محدش اثر فيا بالشكل ده بعد أمي غيرها … امسك عامر كف الصياد وقال بصدق: -انا فعلا مبسوط عشانك يا جاسر …مبسوط انك لقيت الحب الحقيقي …لقيت الإنسانة اللي قدرت تأثر فيك بالشكل ده …لقيت هدف تعيش عشانه .. ربت الصياد علي كف عمه وقال : -وانا كمان مبسوط يا عمي … ابتعد عمه وتنهد وهو يكمل : -المهم دلوقتي فيه موضوع مهم لازم نناقشه يا صياد … نظر إليه بحيرة فرد عامر: -مالك العمري مش سايبني في حالي …بيدور ورايا ومعرفش من فين جاتله المعلومة دي بس هو عرف أننا هنعمل اكبر صفقة في شغلنا ومتلهف يعرف المكان والمعاد… هز الصياد رأسه وقال: -انت خليت الراجل ده عدوك لما قتلت مراته يا عمي …للاسف مالك العمري مش سهل ومش هينسي اللي عملته في مراته …أنا حذرتك بس … -كان لازم أوقفه عند حده … زعق عامر ثم أكمل : -مالك كان بيحاول يثبت بأي طريقة اني تاجر مخدرات .و… -بابا .. قالتها ملاك وهي تدخل ليبهت عامر ويقول وقد شحب وجهه كالاموات: -ملاك !!!! يتبع… الفصل العشرون (اعتراف) تبادل كل من الصياد وعامر النظر بقلق بالغ وهما ينظران الي ملاك التي اقتحمت المكان فجأة …كان كلاهما يشعران بالرعب …يعرفان ان ملاك لن تتحمل ان تعرف ان والدها تاجر مخدرات ..لقد حاولا كثيرا كي لا تعرف بهذا الأمر …تكلم أولا عامر وقال: -ملاك أنا … هزت ملاك رأسها بحيرة وقالت : -فيه حاجة يا بابا …مالك شكلك متوتر ليه…فيه حاجة مخبينها عني؟! تنهد جاسر براحة بينما ابتسم عامر واقترب وعانق ابنته وقال: -لا يا حبيبتي مفيش حاجة … ابتعد عنها وأكمل : -انتِ كنتِ عايزة حاجة .. هزت ملاك راسها بالسلب وابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت: -لا جيت اقولك اني طالعة دلوقتي علي الشغل وهتأخر شوية … -تمام يا حبيبتي … خرجت ملاك مسرعة لينظر عامر الي جاسر ويقول: -كنا هنتمسك .. ……. استقلت ملاك سيارتها بسرعة وهي تمنع دموعها من الانهمار…لا تصدق ما سمعته !!والدها تاجر مخدرات !!!لقد حاولت جاهدة الا تظهر انفعالاتها حتي لا يعرف انها سمعت …حتي لا يعرف ان صورته في عينيها اهتزت كثيرا ….قادت سيارتها بسرعة كبيرة وهي تتنفس بسرعة …تشعر وكأن جسدها اصبح كقطع من الجحيم …انها تغلي….قلبها ينعصر وروحها تنصهر …والدها …الشخص الذي كان المثل الاعلي لها لا يكون الا تاجر مخدرات ومجرم دمر حياة الكثيرين …كيف يفعل هذا ؟!وكيف خدعها بتلك الطريقة؟!اخذت تضرب علي المقود بغضب وهي تصرخ بألم بينما دموعها تتحرر اخيرا محررة معها شهقاتها…انها تموت …تموت الآن بسبب ما عرفته … أخيرا وصلت الي المنتزة الذي من المفترض ان تقابل فيه عدي …خرجت من السيارة وجلست علي العشب وانفجرت بالبكاء …كانت تتنفس بصعوبة … عالمها الخيالي تحطم علي راسها…والدها المثالي الذي عشقته اكتشفت انه مجرم وكذلك جاسر …جاسر صديقها وابن عمها …كيف تم خداعها بتلك الطريقة …كيف … -ملاك …ملاك مالك؟! قالها عدي بفزع لملاك التي تبكي بعنف …نظرت إليه ملاك وهي تبكي …كانت تبكي ولا تقول شيئا …ضمها إليه بقوة للحظات ثم ساعدها علي النهوض وادخلها سيارته وقاد بعيدا … ……. -يا ملاك ابوس ايديك بقالي ساعة بترجاكي تحكيلي ايه اللي حصل …أنا مرعوب عليكِ ..ليه بتبكي حد ضايقك … كانت وكأنها فقدت القدرة علي التواصل …لم تكن تستمع اليه من الاساس …كانت تبكي فحسب وكلمات والدها ترن في اذنها …هي تشعر الأن وكأنها في كابوس بشع تتمني ان تستيقظ منه …. دق قلب عدي برعب …انها تبكي وهو عاجز عن فعل اي شئ …هو يتألم لألمها…بل يتألم اكثر منها …يتمني ان ينتزع الألم الذي في قلبها ويزرعه في قلبه …امسك عدي وجهها وجعلها تنظر في عينيه وقال بهدوء: -ملاك ايه اللي حصل …انتِ كده بتخوفيني عليكِ بقالك ساعة بتبكي وبس …مين زعلك بس قوليلي…من ضايقك …ايه اللي حصل ؟!قوليلي عشان دماغي هتنفجر من كتر التفكير … شهقت ودموعها تنسكب من عينيها وتقول : -حياتي كلها كانت كدبة يا عدي …أنا كنت عايشة في كدبة كبيرة …عايشة في كدبة ان بابا راجل مثالي …راجل شريف …بس مطلعش هو الانسان اللي كنت وخداه قدوة ليا يا عدي … ابتلع ريقه وتراجع عنها وقد فهم … لقد عرفت هوية والدها الحقيقي …عرفت انه مجرد مجرم تاجر مخدرات …دمر حياة الكثير …لقد تلقت ملاك أكبر صدماتها للتو ولا يعرف ماذا سيكون رد فعلها عندما تعرف حقيقته …تعرف انه تقرب منها فقط للانتقام …بالتأكيد لن تسامحه …فكر بحزن بينما يجذبها إليه ويربت علي كتفها قائلا: -كل حاجة هتتصلح …اوعدك . مسحت دموعها وقالت فجأة بتهور: -عدي خدني بعيد عن هنا …مش عايزة افضل مع بابا تاني …مش هقدر …تقدر تأخدني بعيد عنه … تطلع إليها بصدمة وقال: -نهرب سوا يعني … هزت رأسها وهي تبكي … امسك كفها وقال: -ملاك اهدي …مهما حصل في بيتك فكري قبل ما تتصرفي اي تصرف متهور … هزت راسها وهي تشعر بالنيران تشتعل بقوة في روحها وقالت: -عدي لو فضلت في البيت بتاعنا هنتحر …مقدرش خدني ابوس ايديك …خلينا نهرب مع بعض …أنا…أنا … عانق وجهها وقال: -انتِ دلوقتي متعصبة ومتضايقة ومنهارة …تفكيرك مش سليم …اهدي وكل حاجة هتتصلح بس الهروب من مشاكلنا مش حل ….. أبعدت كفيه عن وجهها وقالت: -افهمني لوفضلت هناك هموت …انت عايزني اموت يا عدي …أنا هموت صدقني…أنا … -موافق خلاص موافق بس بشرط هنهرب بعد اسبوع مش النهاردة يا ملاك اكون ضبطت اموري وبعدها نتجوز وساعتها محدش هيقدر يأخدك مني …ماشي … هزت راسها وهي تبتسم ليبادلها هو ابتسامتها بحزن …كانت فرصة ذهبية له لتبقي ملكه فقط ويتأكد أنها لن تتركه ولكن لن يضعها في هذا الموقف …هو حتي رفض أن يستغلها ويجعلها تتكلم عما جعلها حزينة لتلك الدرجة وهو متأكد مليون بالمائة أن والدها هو السبب …تلك المسكينة لقد تهاوي عالمها الوردي تماما بعد ما عرفته …ملاكه الصغير يعاني كثيرا ! ……… -بقالك اسبوع رافضة تكلميني يا حياة ..اسبوع متجاهلاني … قالها يوسف بعد محاولات عديدة للتواصل معها عبر الهاتف وعندما لم يجد فائدة قرر ان يأتي الي منزلها بعد ان عرف ان العناد لن يحل شيئا …بعدما ادرك انه مخطئ …حياة لديها كامل الحق ان تفقد الثقة فيه بعد كل ما حدث …هو لا يلومها…لقد تخلي عنها في الماضي بأسوأ طريقة ممكنة وحطم قلبها وركض خلف سعادته الوهمية دون ان يهتم بذلك القلب الذي حطمه …دون ان يشعر بثقل علي ضميره يمنعه من هذا …هو الآن يشعر بالنار التي كانت تشتعل غيرها …فهو اصبح يعشقها ولو حدث وتركته من أجل احد آخر لكان جن تماما …لم يكن ليسامحها ابدا حتي لو ركعت علي ساقيها …إذن لماذا يغضب عندما تظهر قلة ثقتها به ؟!…. الشجار ليس حلا …حياة فاقدة الثقة به والاسوأ أنها فاقدة الثقة بحبهما ونفسها أيضا وهو عليه أن يعيد تلك الثقة لن يضعها في موقف يجعلها تشك بحبهما ابدا يجب عليه أن يخبرها أنه لا يحب وعد لقد نسيها تماما …أخرجها برا حياته لأنها خائنة خانته وتركته في الوقت الذي تمسك هو بها …اغمض عينيه وهو يخرج وعد من رأسه قسرا ..وولي اهتمامه لتلك التي ترفض الكلام معه …مد يده ليمسك كفها ولكن حياة شدت كفها ونهضت بخفة …ما زالت تشعر بالقهر منه …ما زال قلبها مجروح …لقد ظنت أنها تخلصت من الماضي ولكن الماضي لن يتركهما …دوما سوف تقارن بينها وبين وعد …دايما سوف تتسائل ما الذي كانت وعد تتميز به ليتركها يوسف ويهرع الي وعد غير آبه بقلبها الذي تحطم …لقد حاولت كثيرا أن تخبر نفسها أنه مجرد ماضي …ولكن الشيطان لا يسمح لها أن تنسي …مصر أن يعكر سعادتها ويسرب الشكوك لقلبها …تعرف انها تبالغ …نعم هي متأكدة من هذا ولكن هي دوما كان لديها مشاكل بسبب الثقة بالنفس وعندما تركها يوسف تحطمت بقايا الثقة التي كانت تمتلكها …دوما كانت تظن أنه يراها لا تستحقه وحتي الان لديها هذا الشك …لديها شك أنه إذا ظهرت وعد فجأة سوف يتركها بسهولة وينسي كل شىء … انتفضت وخرجت من شرودها وهي تشعر بيوسف خلفها يمسك كتفيها برفق ويقول: -حياة أنا عارف اني جرحتك…عارف انك عندك حق متثقيش فيا …وعارف اني غلطان …مش ببرر لنفسي أنا اتصرفت بحقارة معاكي …بس انا عرفت اني بحبك لما عرفت اني خسرتك …لما شوفت دبلة غيري في ايدك … شوفت ابتسامتك ليه حسيت بالقهر ..دي كانت أول مرة اجرب الغيرة اللي بالشكل ده …اول مرة احس الغيرة تقتلني وانا حي لما شوفتك مع حسام …ولما طلب مني ابعد عنك حسيت انك بتتسربي من حياتي وان لما تتجوزي حسام هيمنعك تشوفيني وصدقيني التفكير في كده قتلني ….لما اخيرا اعترفت بحبي وأنتِ تجاهلتيني اترعبت لما شوفت اني مش هامك …وافتكرت أن خلاص بطلتي تحبيني ووقتها قررت اسيبك لحسام لو كان هيسعدك بس لما شكيت في سلوكه قررت احميكِ منه حتي لو هموت….. تجمعت الدموع في عينيها وانسابت بسهولة وسرت رعشة في جسدها وهي تتذكر كيف أن يوسف لم يفكر مرتين قبل أن يقف في وجه حسام …وكيف كاد أن يموت من أجلها ..ابتسمت من بين دموعها وهو يكمل : -انا بس عايزة اقولك …اني بحبك بطريقة محبتش بيها حد قبل كده ولا هحب …أنا صحيح مستحقكيش لكن هعمل المستحيل عشان اسعدك وعمري ما هخليكي تبكي ده وعد … استدارت إليه وهي تبتسم بسعادة ليمسح هو دموعها ويقول فجأة: -وحاجة كمان فرحنا بعد تلات اسابيع ! -نعم !!! قالتها بصدمة ليرد ببساطة: -زي ما سمعتي …………… شهقت وعد عندما شعرت به يحاصرها من الخلف بينما يضع شفتيه علي رقبتها …اغمضت عينيها وهي تشعر بقلبها ينتفض داخل صدرها…انه يهاجمها عاطفيا …يستولي علي قلبها وروحها …يغزوها حرفيا وهي من كانت دائما ضد الهجمات العاطفية…تصدها بمهارة اصبحت الآن هشة امام هاجماته هو …تذوب بين يديه وقلبها ينبض من اجله…لقد نست الكثير وهي بين بيديه …نست انتقامها …مبادئها ….نست كل شئ ولم تتذكر الا انها زوجته …ملكه وحسب وستظل ملكه طالما يحرك قلبها بتلك الطريقة العنيفة … ابتعدت عنه وهي تستدير …تنظر الي عينيه الجذابة التي سلبت عقلها وقالت: -وعدتني بشهر عسل … ابتسم وهو يطبع قبلة علي وجنتها ويقول : -فيه شغل كده بس اخلصه هأخدك ونلف العالم كله يا وعد .. ابتسمت له بحب وقالت: -نفسي اروح إيطاليا .. ضحك وهز رأسه قائلا: -هوديكي إيطاليا …فرنسا …أي مكان تشاوري عليه …هعوضك عن ايه حاجة وحشة شوفتيها مني او من حد غيري …. ضمها إليه وقال بشرود وهو يتلاعب بخصلات شعرها …: -انا عايز ابدأ معاكي من جديد يا وعد …بداية جديدة بعيد عن كل حاجة …حتي قررت اسيب الشركة عمي يتولاها واحنا نبدأ شغلنا وحياتنا بعيد عن هنا … ابتسمت بدهشة وقالت: -وليه ده كله …ليه عايز تبعد بالشكل ده …فيه حاجة هنا !؛ قالت جملتها الأخيرة بشك ولا تعلم لماذا ولكنها شعرت بالقلق بسبب جملته تلك …لما يريد الهروب ؟!ما السبب …في عينيها كان هناك تساؤل اخافه …هو يخاف ان يفقدها لو اخبرها حقيقته …انه مجرد مجرم دمر حياة الكثير ..بالتأكيد سوف تكرهه وسوف يخسرها….نبض قلبه بخوف وهو يتخيل حياته من دونها …إن رحلت وعد سيعود لحياته الباردة المظلمة …سيعود الظلام ليحتل روحه مجددا …ستحتل الكوابيس لياليه وستتحول حياته الي جحيم لا يطاق …هو لا يريد خسارتها.. امسك كفها وقال بهدوء: -معرفش ممكن تصدقي ولا لا يا وعد …بس انا بحبك .. احمر وجهها ليسحب كفها ويقبله ويكمل : -الموضوع صعب تصديقه عندك حق …عارفة أن مشاعري دي ظهرت فجأة بس هو ده الحب يا وعد ..بيظهر في حياتك فجأة …وحبك ظهر فجأة …ظهر في الوقت اللي كنت فاكر فيه اني بحب واحدة تاني بس معاكِ عرفت أن المشاعر اللي حسيتها معاكِ عمري ما هحسها مع حد تاني …أنا عمري ما هحب حد للدرجة دي تاني … ابتسمت له وهي تقبل كفه وتقول : -الموضوع صعب تصديقه فعلا لاني انا كمان بحبك يا جاسر … ابتسم بحب وقال: -الاسم ده احسن من الصياد صح ؟! هزت كتفها وقالت: -بصراحة الصياد اسم لايق عليك اكتر …تحس ان اللي اختار الاسم ده مختل عقليا … حاوطت عنقه وقالت:- -ويا زوجي العزيز مشوفتش حد مختل زيك في حياتي كلها … -وانتِ بتحبي المختل ده . قالها ثم أخذ يقبلها في عنقها لتضحك بقوة وهي تحاول أبعاده عنها …فجأة ابتعد عنها وقد تغيرت ملامحه كثيرا …لقد قرر أن يعترف الان…والان هو الوقت المناسب -انا تاجر مخدرات يا وعد ! قالها فجأة وهو ينظر في عينيها دون اثر للمزاح…لتنفجر هي ضاحكة وتقول وهي تضربه علي كتفه : -نكتة حلوة … ثم كادت أن تذهب من أمامه إلا أنه جذبها إليها وهو يعانق وجهها ويقول بصدق تام رأته في عينيه : -انا مبكدبش ولا بهزر يا وعد …أنا مجرم …تاجر مخدرات …دمرت حياة ناس كتير …مش بتباهي بنفسي …انا ندمان اووي وقررت اتوب بس حسيت أن من حقك تعرفي أنا ايه !!من حقك تعرفي أن جوزك وحش دمر ناس كتير . يتبع… [/QUOTE]
إدراج الإقتباسات…
التحقق
1+1
رد
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
في حبي يقع الشيطان ا السلسلة الثانية ا عشرة أجزاء ((منتديات العنتيل))
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
موافق
معرفة المزيد…
أعلى
أسفل