قائمة
الرئيسية
ما الجديد
الأعضاء
الـتــيـــوب
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
سجل عضوية لنشر مواضيع ومشاركات ومحادثة الأعضاء بدون إزعاج الإعلانات
تم فتح باب الاشرف تقدم لطلب الاشراف علي اقسام المنتدي
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
مليكة الوحش - السلسلة الثالثة - عشرة اجزاء
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="صبرى فخرى" data-source="post: 52010"><p>الفصل الحادي والعشرون</p><p></p><p>- آفاق من شروده ليجد أن أعترافه لها مجرد حلم مر أمام مخيلته. فأبتعد عنها قليلا جاذبا أياها للداخل ثم أردف بنبره رخيمه</p><p>جاسر بثبات: مش كل مرة هلحقك</p><p>آسيل باأضطراب: مطلبتش ده منك</p><p>جاسر مضيقا عينيه: أعتبريه فرض عليا، لسه معاد موتك مجاش</p><p>مودة بتنحنح: أحممم، عملتلكوا عصير فراوله بالرمان ووووواااااووووو تحفه</p><p>جاسر ناظرا لآسيل: بالهنا والشفا يامودي، انا مش عايز</p><p>مودة بذهول: طب أنت رايح فين تاني؟!</p><p></p><p></p><p>جاسر موليهم ظهره: هنزل أخلي كاثرين تحضرلك أوضتك عشان تقعدي فيها</p><p>مودة باأبتسامه واسعه: يااااااريت، أنا فعلا عايزة أرتاح ومنمتش لما وصلت</p><p>جاسر ملتفتا لها وعلى ثغره أبتسامه هادئه: متقلقيش، هتنامي وتستريحي</p><p>- هبط جاسر للأسفل بخطوات ثابته ثم هتف مناديا على كاثرين لكي تصعد له، وقف بالرواق منتظرا صعودها وهو يتأمل الغرف. ثم أردف قائلا</p><p>جاسر بنبره أجشه: عايزك تجهزي أوضة مودة عشان تنزل ترتاح.</p><p></p><p></p><p>كاثرين حاككه رأسها: إذا أين ستمكث سيدتي آسيل. وأنت أين ستكون</p><p>جاسر حاككا ذقنه: آسيل هتفضل في أوضتي زي ما هي، وانا، وانا كمان هفضل في أوضتي</p><p>كاثرين محدقه: ماذا! وهل ستكون هي متقبله الأمر هكذا</p><p>جاسر وقد لمعت عيناه وأبتسم بخبث: أه هتتقبله. روحي أنتي بس وبلغيني لماتخلصي</p><p>كاثرين لاويه شفتيها: كما تري.</p><p></p><p></p><p>- بالفعل. ذهبت كاثرين لتعد غرفة مودة لتكون جاهزة حتى تمكث بها، بينما كانوا منتظرين أنتهاء كاثرين من أعداد الغرف. وعندما أنجزت مهامها قامت بتبلغيهم للتوجه صوب غرفهم</p><p>مودة بنعاس: هو أنتو هتناموا فين</p><p>جاسر محاوطا آسيل من خصرها ومشيرا صوب الغرفه: أنا وآسيل أوضتنا أهي</p><p>آسيل محدقه بصدمه: ...</p><p>مودة باأبتسامه عفويه: طيب. تصبحوا على خير</p><p>جاسر: وأنتي من أهل الخير ياحبيبتي</p><p>آسيل دافعه ذراعه عنها: أوعي أيدك من عليا.</p><p></p><p></p><p>جاسر باأبتسامه واسعه: ودي تيجي يامراتي ياحبيبتي</p><p>- جذبها جاسر لداخل الغرفه بهدوء بينما حاولت أن تتملص من بين يديه ولكنها فشلت، دخل بها جاسر ثم أغلق الباب خلفه بقدميه و أوصده بالمفتاح ثم أقترب هاتفا</p><p>جاسر بخبث: مش أنتي مراتي برده ولا أيه؟</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: لل ل لا. بقولك أيه خليك عندك متقربش انا بقولك أهو</p><p>جاسر مقتربا: ولا مخلتنيش. هتعملي أيه يعني</p><p>آسيل بتوجس: هصوت وهلم عليك كل البيت.</p><p></p><p>جاسر باأبتسامه واسعه: أنتي عارفه أن محدش هيقدر يقرب حتى من باب الأوضه</p><p>- بدأ جاسر يحل أزرار قميصه عنه بينما أرتعدت أوصالها فزعا عندما رأته عاري الصدر أمامها فاأبتعدت وهي مخبئه وجهها أسفل يديها بينما ألقي جاسر بجسده على الفراش بأريحيه</p><p>آسيل بتردد: أنت هتقعد هنا بجد؟</p><p>جاسر بعدم أهتمام: أها</p><p>آسيل عاقده حاجبيها بتذمجر: لا بقي وانا هنام فين</p><p>جاسر ناظرا لها بمكر: وانا مالي، لو عايزة تيجي جمبي تعالي. مش هكلك.</p><p></p><p>آسيل بتهكم: جمبك أنت! طب هات المفتاح أشوف مكان تاني أقعد فيه. ما هو انا مش هنام معاك في أوضه واحده</p><p>- ألتقط جاسر المفتاح من جواره ثم مد يده لها به. فأقتربت منه بحسن نيه لتلتقطه من يديه ولكنها جذبها بقوة إليه لتسقط فوق صدره. فأقشعر جسدها وأرتعد بين أحضانه عقب محاوطتها له بذراعيه فاأبتسم أبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء الناصعه ثم أردف هامسا</p><p>جاسر بصوت خافت: مش بالسهل كده يامليكتي.</p><p></p><p></p><p>آسيل بترقب: أوعي أيدك لو سمحت، خلاص مش عايزة المفاتيح</p><p>جاسر مضيقا عينيه: تؤ مش هوعي</p><p>آسيل بتذمجر: يووة بقي</p><p>جاسر بمكر: ياتري أيه المقابل اللي عايزاه مقابل اللي عملتيه النهارده</p><p>آسيل بتنهيده: مش عايزة منك انت حاجه</p><p>جاسر مضيقا عينيه: ما هو أكيد مش عشان سواد عيوني مثلا</p><p>آسيل بتردد: يعني لو قولتلك. هتديني اللي انا عايزاه</p><p>جاسر عاقدا حاجبيه: اللي هو أيه؟!</p><p>آسيل قابضه على شفتيها: تسيبني أمشي من هنا.</p><p></p><p>جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههههههههههه ههههههههه هههههههههههههههههههههههههههه</p><p>آسيل مكفهرة الملامح: انا بزغزغك ولا بقولك نكت؟</p><p>جاسر: هههههههه كح كحكح أسيبك تمشي من هنا، وسعت منك دي يامليكتي. انتي خلاص مش هتتنقلي من هنا، تفتكري لو قىيت بعقلي وسيبتك فعلا تمشي، هتروحي لمين وفين. متنسيش حقيقة أنك مراتي وعلى أسمي، ولا دي مخطرتش على بالك</p><p>آسيل بوجه عابس: ...</p><p>جاسر: سكتي يعني!؟</p><p>آسيل بضيق: سيبني أقوم.</p><p></p><p>- قام جاسر بحركه خفيفه حيث أدارها لتكون أسفله وهو محاوطها بجسده. فتوردت وجنتيها خجلا من تلك الوضعيه ثم غطت وجهها بكفيها حتى تتجنب النظر لعينيه العميقتين اللاتي أسرتها. فاأبتسم بعفويه ثم مد أصبعه ليلامس كفها الناعم، فاأضطربت على أثر لمسته وقامت بدفعه ولكن بنيته الجسديه أقوي من مقاومتها له</p><p>جاسر بمكر: عايزة تقومي أدفعي</p><p>آسيل رامشه عينيها: اا ا ادفع ازاي يعني</p><p>جاسر ناظرا لشفتيها باافتراس: يعني...</p><p></p><p></p><p>آسيل بشهقه واضعه كفها على وجهها: هاااااااا</p><p>جاسر مضيقا عينيه: متخافيش، مش انا ده.</p><p></p><p>- أعتدل في جلسته ثم أراح ظهره للخلف. بينما نهضت آسيل وتوجهت صوب الأريكه سريعا وهي تلتقط أنفاسها بأريحيه ثم ألقت بجسدها أخيرا بعد التخلص من قبضته، بينما حدق جاسر قليلا أعلي الغرفه ثم نظر لها من زاوية عينيه قبل أن يغمض عينيه ليسكن النوم جفنيه. بينما تغلبت آسيل على حالة النعاس التي اجتاحتها ولكنها لم تصمد كثيرا حيث أستسلمت لأرهاقها وتركت جسدها للنوم.</p><p></p><p></p><p>- زحفت خيوط الشمس الصفراء الذهبيه أرجاء الغرفه وتسلطت على عينيه، فقطعت عليه عليه حلما جميلا حيث رأي مليكته ( آسيل ) باأبتسامتها المشرقه وضحكاتها المرحه. فتح عينيه بتأفف ثم نظر حوله ليجدها غافيه على الأريكه بوضعيه غير مريحه فنهض عن مكانه وأقترب منها بثبات. حملها بخفه وتوجه بها صوب الفراش ثم وضعها بهدوء، أقترب من خزانة ملابسه وألتقط منها تيشرت من القطن الناعم وتوجه لخارج الغرفه متوجها لأسفل ليجد صغيرته مودة جالسه ترتشف مشروبها المفضل.</p><p></p><p>جاسر باأبتسامه: صباح الخير على القمر بتاعي</p><p>مودة بمرح: صباح النور ياحبيبي، فين لولو</p><p>جاسر ناظرا لأعلي: لسه نايمه</p><p>جاسر مناديا على كاثرين: كااااثرين، الفطار بسرعه عشان خارج النهارده</p><p>كاثرين من الداخل: دقيقة واحدة فقط.</p><p></p><p>- أستيقظت من نومها بتثاقل حيث بدأت تتمطع بجسدها بتألم ثم نظرت حولها بفزع عندما وجدت أنها على الفراش ولكنعا شعرت بالهدوء عندما تفحصت الغرفه بعينيها ولم تجده، فنهضت عن مكانها متوجهه صوب المرحاض. لامست وجهها بقطرات المياه الدافئه ثم دلفت للخارج متوجهه للأسفل فوجدتهم بغرفة الطعام</p><p>آسيل: صباح الخير</p><p>مودة: صباح النور، تعالي أفطري معانا</p><p>آسيل: لا ماليش نفس.</p><p></p><p>جاسر بلهجه آمره: تعالي أفطري عشان العلاج بتاع رجلك اللي بتاخديه بعد الفطار ياعصفورة</p><p>آسيل رافعه حاجبيها: ...</p><p>مودة بدهشه: صحيح هي رجلك مالها</p><p>آسيل بتردد: ...</p><p>جاسر ببرود: داست على أزاز مكسور يامودي، بسيطه يعني</p><p>مودة: الف سلامه عليكي، تعالي بقي</p><p>آسيل جالسه بجوار مودة: **** يسلمك</p><p>جاسر مشيرا باأصبعه وبلهجه صلبه: آسيل، تعالي أقعدي هنا. جمبي مش جمب مودة</p><p>آسيل مصره على أسنانها: ، طيب.</p><p></p><p></p><p>- جلست بجواره على مضض بينما كان يشعر بالنشوة العارمه لوجودها بجواره. آثارته أيماءاتها وأبتسامتها حتى تناولها للطعام بهدوء وبساطه، أستحوذت على الجزء الأكبر من تفكيره فتنهد بحراره ثم نهض من مكانه بعد أن أنتهي من وجبته الغذائيه</p><p>جاسر: كاثرين، أعمليلي القهوة بتاعتي لحد ما ألبس وأنتي يامودة جهزي الملف بتاعك هاخده عشان أبدا في تحويلك لجامعه كامبريدح، متهيألي أحلي من جامعة كاليفورنيا.</p><p></p><p>مودة بفرحه: حاضر هحضره على طول، تسلملي ياحبيبي</p><p>جاسر واضعا يده بجيب بنطاله: انا نازل القاهره. مش عايزين حاجه؟</p><p>مودة ناظره لآسيل: متهيألي لا. ولا أيه يالولو</p><p>آسيل باأنتباه: هه أه بالضبط</p><p>مودة غامزه بعينيها: اللي واخد عقلك يالولتي</p><p>آسيل بضحكه مصطنعه: ههههه</p><p>جاسر بسخريه: سببيها تفكر يامودي، انا طالع أغير هدومي.</p><p></p><p>- دلف جاسر لشركته بكامل أناقته المعهودة دائما، حيث كان يرتدي ستره من اللون الرصاصي القاتم وقميصا من اللون الأزرق الكاحل. كما لم يتناسي وضع عطره المميز بغزاره حيث فاحت رائحته الذكيه في المكان. توجه لمكتبه على الفور ثم طلب من السكرتيره الخاصه به إبلاغ عيسي للحضور أليه، فلم ينتظر عيسي على تلبية النداء وتوجه له على الفور، دلف إليه ليجده واقفا أمام اللوح الزجاجي القاتم يتأمل المشهد خارج مقر شركته.</p><p></p><p>عيسي: صباح الخير ياعيسي</p><p>جاسر ملتفتا: صباح النور، السكرتيره بلغتني أن في تعاقدات جديده</p><p>عيسي حاككا رأسه: أه فعلا، بس لسه مديتش رأيي في إي حاجه ولا حتى عرفت نوع الشخنات المطلوب نشحنها</p><p>جاسر متجها صوب مكتبه: طب شوف الحكايه وأعرضها عليا قبل ما تدي ال أوكي</p><p>عيسي جالسا قبالته: ماشي</p><p>جاسر ناظرا له بدقه: متنساش أنك مسافر، أبقي خلي السكرتيره تديك التيكت والتأشيرات.</p><p></p><p>عيسي بوجه عابس: مش ناسي، عايز حاجه قبل ما أروح مكتبي</p><p>جاسر: أه في</p><p>- ألتقط مفاتيحه وقام بفتح خزانته بعد أن أدخل رقمها السري، أخرج علبه كرتونيه صغيره ثم أعطاها له هاتفا</p><p>جاسر بنبره حازمه: العلبه دي تتخلص منها، وأنت عارف أزاي طبعا</p><p>عيسي رافعا حاجبيه: أيه ده! هو أنت لسه محتفظ بالاقلام دي</p><p>جاسر ممسدا على شعره الغزير: دي أخر علبه عندي، أكيد عارف هتتخلص منها أزاي</p><p>عيسي ناهضا من مكانه: اه عارف. اشوفك بعدين.</p><p></p><p></p><p>جاسر: اتفضل</p><p>- أستند على ظهر مقعدة الوثير ثم شرد في طيفها الذي لم يتركه، حيث ظلت بمخيلته طوال اليوم.</p><p>- دلف عيسي لغرفة مكتبه وما أن وضع علبة الأقلام على سطح المكتب حتى أصدر الهاتف الخاص بمكتبه رنينا صاخبا فذفر بحنق قبل أن يلقي بجسده على المقعد وأمسك بالهاتف قائلا.</p><p></p><p>عيسي باأمتغاض: الو. أيوة يافندم مجموعة العرب جروب. معاك عيسي المدير التنفيذي بالشركه. طبعا يافزدم بلغنا طلب حضرتك بالتعاقد معانا. تقدر تديني البيانات ونوع الشحنه المطلوب شحنها عشان أعرضها على رئيس مجلس الأداره، ثانيه واحده</p><p>- بحث عيسي عن قلما بكتب به البيانات ولكنه لم يجد فاكفهر وجهه بشده واأضطر لسحب قلما خشبيا من العلبه الموضوعه على سطح المكتب ليدون به.</p><p></p><p>عيسي باأقتضاب: أتفضل قول، أه. ايوه، تمام. هنرد على حضرتك قريب. اهلا بسعادتك. سلام</p><p>- صب تركيزه بالأوراق التي دون بها البيانات ثم طواها ووضعها بصحبة القلم الخشبي داخل جيب سترته ثم نهض متوجها لخارج الغرفه</p><p>بينما قررت مودة اللهو مع صديقها الجواد ( الجاسر ) فذهبت له تداعبه وتقفذ فوق ظهره فيزداد صهيل الجواد ترحيبا بها ومرحا معها.</p><p></p><p>أما عن آسيل فخططت لدخول غرفة مكتب جاسر والبحث فيها عن مرادها، ظلت تجوب الغرفه وتعبث بكل أرجائها، ولكن بالفعل سيكون جاسر أعلي منها حرصا وتفكيرا حيث فشلت محاولاتها بأيجاد إي شئ حتى أدراج مكتبه الخشبي موصدة تماما، ذفرت بضيق بالغ ثم توجهت لخزانة الخمر عقب أن لمحتها بعينيها الثاقبتين وقامت بفتحها.</p><p></p><p>آسيل محدقه بعينيها: هااااا كل دي خمره، أمممم لا ماانا مينفعش أسكت على المنكرات دي. لازم أتخلص منها فورا، ياكاااااثرين.</p><p></p><p>- نفذت آسيل مخططها وقامت بالتخلص من كافة أنواع الخمور التي كانت تحويها الخزانه بمساعدة الوفيه كاثرين. ثم أمرتها بالأنصراف حيث تدبرت بنفسها وضع زجاجات الخمر وأعادتها مره أخري للخزانه، وعندما جاء دور أخر زجاجة خمر وضعتها شعرت بصوت ما داخل الخزانه وكأن شيئا ما قد تحرك من مكانه. فأزاحت بعض الزجاجات مره أخري لتري ما سبب هذا الصوت، حدقت عينيها عندما وجدت ما يشبه مخبأ صغير بداخل الخزانه فأزاحت كل زجاجات هذا الصف لتري ما الذي يختبئ خلفها.</p><p></p><p>- وصل جاسر لقصره أخيرا بعد أن قضي طوال نهاره خارج المنزل. فوجد مودة قابعه على ظهر الجواد تمسح بيدها على ظهره. أبتسم بعفويه ثم تركها ودلف للداخل حتى لا يقطع عنها خلوتها بصديقها الجواد، وما أن دلف لساحة القصر حتى لمح أضاءة مكتبه منيره فضيق عينيه بحده وقبض على شفتيه بغيظ قبل أن يدلف للداخل بخطوات شبه راكضه.</p><p></p><p>. وجدت الكثير من الملفات والاوراق القديمه فبدأت تتفحص أحداهم بعينيها حتى شهقت بفزع عند تطلعها لأحد الأوراق، وكادت أن تكمل عملية البحث والتفحص ولكن قاطعها صوته الجهوري الصارم وهو يهتف بأسمها بلهجه غليظه حادة، فسقطت من يدها كل ما كانت تحمله وأرتعدت أوصالها بشده عندما وجدت عينيه كجمرتي من نار تتقافذ منها ألسنة اللهب. أقترب منها بخطوات سريعه ثم قبض على ذراعيها وهزها بعنف قائلا.</p><p></p><p>جاسر مصرا على أسنانه بغضب شديد: أنتي أزاي تدخلي هنا ومين أداكي الأذن تفتشي في حاجتي</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: آ آ اا ك كنت آآ.</p><p>جاسر بنبره عاليه وصوت أجش: كنتي أيه أنطقي؟</p><p>آسيل بأرتجاف: وو و**** اا انا معرفش وو ازاي و كنت اا انا...</p><p></p><p>جاسر بنظرات قاتله مخيفه ونبرات تشبه الزئير: أياكي في يوم تحاولي تدخلي الاوضه دي تاني أو حتى تتدخلي في أمور متخصكيش، هسيبك بدون حساب المره دي. لكن المره الجايه هيكون حسابك عندي عسير، وعسير أوووي</p><p>- دفعها بحده لترتد للوراء ثم أردف قائلا</p><p>جاسر بحده: غوري من قدامي الساعه دي أحسن ليكي.</p><p></p><p>- تراجعت خطوات للوراء ثم ركضت بسرعه وصعدت درجات الدرج الخشبي بسرعه رهيبه وهي تلتقط أنفاسها غير مصدقه أنها فلتت من قبضته تلك المره. دلفت غرفتها وهي بحاله من الفزع والرعب حتى جسدها أصبح مثلجا شاحبا.</p><p></p><p>بينما أنحني جاسر بجسده ملتقطا كل سقط من يديها وعلى وجهه العبوس والضيق. نظر بأحد الأوراق وتفحص ما بها فقبض على عينيه بقوة ليبعد عن ناظريه مشهدا أليما من الماضي ثم هب من مكانه واقفا ليعيد كل شئ بمكانه الصحيح.</p><p></p><p>ظل التفكير خليلها، حيث أن الفضول لمعرفة ما حدث يراودها بشدة، وقفت أمام الشرفه عاقده ذراعيها امام صدرها وفجأة. لمحته يجلس على أحدي الطاولات بحديقة القصر ومشعلا بسيجارته، فكرت مليا قبل أتخاذ تلك الخطوة ولكن لا بديل عنها، فدلفت سريعا خارج الغرفه وهبطت درجات الدرج ثم ذهبت بأتجاه حديقة القصر. أقتربت منه بحذر شديد ثم جلست قبالته بهدوء مبتلعه ريقها بصعوبه، لمحها من زاوية عينيه ولكنه لم يبدي لها إي أهتمام ثم تنهد بحرارة قبل أن يردف قائلا.</p><p></p><p>جاسر بتنهيده: عايزة أيه!</p><p>آسيل مستجمعة شجاعتها: عملت إيه يخليك تقضي تسع سنين في الأحداث</p><p>- نظر لها بعمق ثم أراح جسده على المقعد الخوصي ونظر لعنان السماء. نفث في سيجارته بشراهه وظل يطرد أثار دخانها من فمه باأختناق، أغمض عينيه بقوة ثم أردف قائلا</p><p>جاسر بنبره مختنقه: قتلت أبويا، أيوه أنا قاتل أبويا</p><p>آسيل بذعر واضعه يدها على فمها بشهقه: هااااااااا.</p><p></p><p>جاسر بنظرات ناريه قاتله: كان لازم يموت، قتل أمي، كان لازم يحصلها وميتهناش على عمره لحظه واحده</p><p>آسيل محدقه بقوة: ...</p><p></p><p>الفصل الثاني والعشرون</p><p></p><p>- شعرت آسيل بوغزة آلمت قلبها عقب تصريحه الخطير لها، في حين صمت جاسر عن باقي حديثه عندما رأي كاثرين تخطو بقدميها نحوهم</p><p>كاثرين بهدوء: أعددت لك كوبا من عشب النعناع الطازج وأضفت إليه بعض قطرات الليمون ليثير من مذاقه</p><p>جاسر ببرود: ماشي، فين مودة؟</p><p>كاثرين مشيره بأصبعها: بغرفتها، أجهدها اللهو مع الجواد ( الجاسر ) طوال اليوم فصعدت غرفتها لتنال قسطا من الراحه</p><p>جاسر مستندا برأسه على ظهر مقعده: طيب. روحي أنتي.</p><p></p><p></p><p>كاثرين بخطوات للوراء: أمرك</p><p>- سلطت ( آسيل ) بصرها عليه في حين أرتشف قطرات قليلة من مشروبه وتركه كما هو، أعاد أستكمال سرد ما حدث عليها قائلا</p><p>جاسر بوجه مكفهر: وأكيد طبعا مش هتسكتي غير لما تعرفي أزاي وليه؟</p><p>آسيل محركه رأسها: أهاا.</p><p></p><p>- قبض جاسر على عينيه وهو يحاول أسترجاع لحظات من الوراء لم ينسها ولم تغيب عن ناظريه طيلة السنوات الطويلة الماضيه، لحظات أليمه حولت حياته لجحيم وقلبتها رأسا على عقب. نفث في سيجارته بشراهه شديده ثم أردف قائلا.</p><p></p><p></p><p>جاسر بنبره حزينه: كان عندي 12 سنه. كنت صغير بس حاسس وفاهم كل اللي حواليا، أمي وأبويا أصلا ولاد خاله. أمي كانت بتشتغل في مصنع معلبات وأبويا كان شغال في نفس المصنع. لكن اما جاله السكر مبقاش قادر يشتغل زي الأول، مدير المصنع رماله مكافأة نهاية الخدمه وأستغني عن خدماته في نفس الوقت اللي أمي أتثبتت فيه ومرتبها علي، أبويا خد القرشين اللي طلع بيهم من المصنع ودخل شريك في محل ملابس مع واحد صاحبه، بس الراجل طلع # خد الفلوس ومشفناش وشه تاني، أبويا بقي عصبي أوي وفكرة أن مراته هي اللي بتشتغل وهو مش لاقي حتى شغل كانت مجنناه بس شويه بشويه بقي عادي بالنسباله، أمي مشتكتش حتى لما كان بياخد نص مرتبها لنفسه ولقعدته على القهوة، لكن الأنسان بطبعه نمرود ومبيعجبهوش حاله، طمع في أكتر من نص المرتب لدرجة أنه كان عايزها تاخد مرتبها من المدير وتديهوله بأيده كامل. فضل الوضع على كده كتيررر كترت الخناقات وكتر الزعل لدرجة وصلت للضرب والسب كمان وفي يوم...</p><p></p><p></p><p>Flash back</p><p>الام بتملص من بين يديه: أووووعي أيدك من عليا مش هديك ولا مليم الشهر ده</p><p>الأب ضاربا على وجهها: ياولية أنتي متخلنيش أتجنن عليكي وأموتك في أيدي دلوقتي</p><p>الأم ببكاء: حرام عليك يامفتري. الفلوس دي هقدم بيها للواد في المدرسه وهجيبله حاجة الدراسة مش كفايه أنك مبلط في البيت والقهوة ويدوب بتيجي على النوم. اتقي **** فيا وفي عيالك.</p><p></p><p>الأب بصوت أجش: ماليش في كل اللي بتقوليه ده، عن الواد ما اتعلم ولا شاف مدارس، خليه ينزل يتعلمله صنعه تنفعه بدل الهم ده. هاتي الفلوس بدل ما هموتك من الضرب ياولية</p><p>الام ضاربه على ذراعه: أوعي أيدك من عليا، على جثتي أديك حاجه وهدخله المدارس وأصرف على تعليمه هو والبت دول اللي حيلتي في الدنيا، أبعد عننا بقرفك بقي وروح شوفلك شغله تصرف بيها على نفسك بدل ماانت قاعدلي زي الولايا.</p><p></p><p></p><p>الأب محدقا: بتقوليلي أنا الكلام ده، ده انتي طلعلك صوت وبتردي عليا الكلمه بكلمتها. ده انتي عايزة تتربي بقي.</p><p></p><p>- هجم عليها بكل وحشيه وظل يلكمها بقبضه ويطيح على وجهها بكفه ويركلها بقدمه في أنحاء جسدها، لم يهتم بصراخها وأستغاثاتها، في حين كان الصغير يحمل أخته ذات الثلاث أعوام وتدمع عيناه مما يري. فترك الصغيره بالغرفه وأوصد الباب خلفها وذهب يرجو أبيه لكي يترك أمه ويحل قبضته عنها، ولكن قابل الأب رجائه بالعنف. حيث دفعة بقوة ليسقط أرضا ويرتطم بالجدران بقوة، في حين أمسكت الأم بأحدي سكاكين المطبخ الموضوعه على الطاوله وهددته بالقتل أن لم ينصرف عنها وعن ولدها. فقام بضربها مجددا والدماء تغلي بعروقه ويسيطر الشيطان على حواسه فلم يعد يسمع او يري او يشعر بشيئا مما حوله.</p><p></p><p>الأم ممسكه بالسكين: سيب الواد ملكش دعوة بيه، هقتلك لو مبعدتش عن وعن ولادي</p><p>الأب بعينين مشتعلتين: أنتي ماسكالي انا السكينه يابنت ال # ده أنتي نهايتك على أيدي النهارده</p><p>الأم بتألم: اااااه سيب ايدي يامفتري. ابعد عني.</p><p></p><p>- ظل يضرب بقبضته عليها حتى سقطت السكين من يديها فألتقطها بسرعه وسدد لها طنعه عميقه أخترقت صدرها بقوة. تغيرت ملامح وجهها وشحبت كما لم تستطع حتى الصراخ أو أصدار أنينا، فزع الصغير وهب من مكانه فزعا متوجهها لأمه الساقطه على الأرضيه والتي تذرف الكثير من الدماء، أحتضنها بقوة وظل يصرخ بها لكي تنهض ولكن دون جدوي، بينما تسمر الأب بمكانه محدقة بعينيه غير مصدق ما فعله للتو ويداه ملوثتان بدمائها التي أهدرها بلا رحمة. نظر له الصغير نظرات شرسه مفترسه ثم أنقض عليه بكل قوة لتستقط السكين من يده فاألتقطها وسدد له العديد من الطعنات في أنحاء متفرقه من جسده حتى تأكد من أنقطاع أنفاسه، وقف بجسدا مثلجا أمام جثمانه غير مدرك هول الكارثه التي وقعت، أستمع لصوت بكاء أخته الصغيره فتوجه لها بسرعه وحملها بين ذراعيه، أحتضنها بشده وظل يربت على ظهرها ليهدأ بكاؤها المستمر. بينما توجه وهو يحملها لخارج المنزل وقرر الفرار من ذلك المكان فورا، فصادف صديق والده على درج المنزل القديم كما شهث الرجل بفزع عندما رأي أثار الدماء على يديه وملابسه. فصاح به ولكن لم يهتم الصغير له وأنطلق راكضا للأسفل. بينما توجه الرجل سريعا داخل المنزل ليري جثامين الأب والأم فأرتعدت أوصاله وتوجه صوب الشرفه صائحا بنبره عاليه.</p><p></p><p>الرجل بصياح: ياااااناس، حد يمسك الواد ده. قتل أبوه وأمه حد يمسكه ياناااااااااس.</p><p></p><p></p><p></p><p>- ركض خلفه العديد من الرجال حتى أمسكوا به وقاموا بأبلاغ الشرطه التي حضرت في الحال، كانت الجريمتان مثبتتان عليه حيث أن بصمات السكين للصغير وليس غيره، كما شهد صديق الأب بقتله لأبيه وأمه وصرح أنه أبن عاق ليس بارا بأبويه، ودائما مثير الشغب في المنزل. كانت شهادة الرجل هي السبب الأقوي في وضع الصغير بأحدي مؤسسات رعاية الأحداث. فلم يصدق أحدهم بأن الصغير قتل أبيه لقتله أمه، قضوا على زهرة طفولته بأتهامهم له زورا حيث تحول سلوكه للعدوانيه أتجاه الجميع واتجاه المجتمع الظالم بأكمله.</p><p></p><p>back...</p><p>- ترقرقت عبره صغيره من عينيه فمسحها سريعا وأستجمع قواه حتى يعيد رباطة جأشه. تنهد بحراره ثم أردف بنبره ساخره قائلا.</p><p></p><p>جاسر بتهكم: المؤسسه اللي رموني فيها كانت حاجه زي الفل، شوفت فيها أسووووود أيام حياتي، حتى الأطفال اللي كانوا معايا هناك مكانوش *****. كان لازم أبقي أنا اللي مسيطر على الكل عشان أقدر أعيش وسطهم، ضربت عيل هناك عملتله عاهه مستديمه وأخدت شهر تأديب، خرجت من التأديب كله بيعملي حساب. الكبير قبل الصغير كلهم كانوا يتمنوا رضايا، وفيهم اللي كان بيتحامي فيا كمان. كنت البوص الكبير هناك، لحد ما وصلت 21 سنه، خرجت من الأحداث وكان كل همي أدور على أختي اللي خدوها مني ورموها في الملجأ، وفعلا عرفت أوصلها وياريتني ما وصلت. مرضيوش يدوهاني عشان ولا معايا شقه ولا شغل ولا كان معايا حتى ورق يثبت هويتي ليها، هاجرت البلد كلها هجره غير شرعيه وأتنصب عليا في كل الفلوس اللي كانت معايا واللي أصلا كنت سارقها عشان أعرف أسافر. أتمرمط وأشتغلت كل حاجه ممكن تتخيليها، لحد ما أشتغلت عند ثروت في المطعم الكبير بتاعه، كانت عجباه دماغي أوي. الصراحه أن ثروت على قد ما هو أبن # إلا أنه كان أحن عليا من أبويا اللي خلفني. وأنا مأخدتش في أيده غلوة. وكأني مستعد أشتغل في أي حاجه بس أكبر وأمتلك كل حاجه بين أيديا، مفيش سنه واحده إلا وبقيت جاسر الليث اللي عمل للداخليه دوشه في دماغها خصوصا لما نقلت أقامتي لمصر وبقي كل شغلي هنا، خرجت أختي من الملجأ ونقلتها أكبر مدرسه داخليه في مصر، ماأنكرش أن مودة تعبتني عشان تقدر تستوعب أني أخوها وتقدر تتقبلني في حياتها لكني ميأستش وفضلت وراها لحد مابقت شايفاني كل حياتها. عمري ما قسيت عليها ولا فكرت أبينلها غير وش الأخ الكبير الحنين اللي كل همه أخته، كفايه أوي الأيام السودة اللي عاشتها في الملجأ متعرفش مين أهلها وهما فين. مش هكون أنا والزمن عليها، مودة دي الحاجه البيضا اللي عايش بسببها.</p><p></p><p>- أبتلع ريقه بمراره وتحكم بعبره كادت تنزلق من عينيه فنظر لها ليجد الدموع تنهمر من عيناها كالشلال، فأصابه الندم على مصارحته لها بتلك الحقائق المره التي لطالما كبحها بداخله سنوات طويله ثم أردف قائلا</p><p>جاسر عاقدا حاجبيه بضيق: شايف في عينك دموع الشفقه، وأنا مبحبش حد يشفق عليا</p><p>- نهض من مكانه ليدلف داخل القصر ولكن كان كفها الناعم الصغير أسبق منه، حيث أمسكت بكفه وقبضت عليه بخفه قبل أن تردف قائله.</p><p></p><p></p><p>آسيل: رايح فين</p><p>جاسر بنبره حاده: تقدري تطلعي تنامي فوق براحتك، انا داخل المكتب وهقضي فيه طول الليل</p><p>- دلف جاسر للداخل بخطوات ثقيله، فآلام الماضي ليست بقليله. جلس على مقعده الوثير وظل يفكر فيما سيفعل حتى تضل رأسه التفكير بهذا الامر الذي لطالما طارده، فقطع شروده صوت هاتفه الذي علت رناته الصاخبه ليعلن عن متصل ما فأمسك هاتفه على مضض منه وقام بالضغط عليه للايجاب</p><p>جاسر باأمتغاض: الو. أيوة ياثروت.</p><p></p><p>ثروت بهدوء ملحوظ: أزيك ياليث، أيه الأخبار</p><p>جاسر مستندا على ظهر مقعده: تمام. كله تمام</p><p>ثروت بخبث: كويس، سمعت أنك أجلت العمليه الجايه ياتري ليه!</p><p>جاسر قاطبا جبينه: اللي أنا شايفه بعمله، وانا اللي بقول امتي العمليه تتأجل وأمتي تمشي وأظن أنت مجربني</p><p>ثروت لاويا فمه: أمممم. طب ولزومه أيه تسفر عيسي في وقت زي ده وأحنا محتاجين كل راجل معانا.</p><p></p><p>جاسر بتهكم: مضطر أعيد عليك نفس الرد وأقولك اللي انا شايفه بعمله ياثروت، وبدل اللف والدوران هريحك وأقولك إني محتاج أخلص من الجاسوس بتاعك شويه</p><p>ثروت بقهقهه عاليه: هههههههههااااا أحب شجاعتك ياليث، انا برده شكيت في كده</p><p>جاسر باأقتضاب: لا مش عايزك تشك، أنا عايزك تتأكد من ده</p><p>ثروت حاككا رأسه: أنا شايف ان مصنع الماس ده مش وقته. أجله عشان قدامي كام عمليه لو خلصوا هنكسب كويس أوي ياليث.</p><p></p><p>جاسر مضيقا عينيه بضيق: ليه بتحبني أعيد وأزيد في الكلام، أنت مش ناقصك فلوس ياثروت عشان تتلهف بالشكل ده</p><p>ثروت بنبره أجشه: أنا متلهف لشغلك ودماغك، مش للفلوس ياليث، ياريت تكون الرساله وصلت</p><p>جاسر قابضا على شفتيه: ...</p><p>ثروت: اشوفك قريب، باي</p><p>جاسر باأقتضاب: باي.</p><p></p><p>- ألقي الهاتف من يديه ونهض عن مكانه متوجها صوب الشرفه الخاصه بغرفة مكتبه. فرأها ما زالت قابعه في مكانها لم تتحرك خطوة واحده، فا علم أن تصريحاته لها قد شغلت عقلها وأستخوذت على الجزء الأكبر من تفكيرها وأهتمامها. تنهد بحراره شديده ثم أغمض عينيه لتمر بمخيلته ذكري أغتصابه المميت لها وأعتداءه الوحشي عليها، عاتب نفسه التي أنتهكت روحها ونزعت منها شيئا غاليا لم يعوضه حتى زواجه منها، ذفر أنفاسه بحنق قبل أن يردف بنبره خافته محدثا نفسه.</p><p></p><p>جاسر بنبره خافته: وجودك في حياتي أكبر غلطه أرتكبتها، وأنا معترف يا، يامليكتي</p><p>( وسط ضوء الشمس الذهبي وداخل منزل عيسي بالتحديد داخل غرفة ذلك المتهور والعديم المسؤليه ).</p><p></p><p>- لم يصل النوم لعينيه ولم يشعر جفنه بطعم النعاس، ظل التفكير يراوده طوال الليل. فكيف سيصل لتلك التي أستحوذت على تفكيره، لا يدري ما سبب هذا الشعور الغريب نحوها. فهو يرغب فقط وجودها دائما بقربه يشعر جوارها بدفء يجعله لا يريد الأبتعاد. طاقه جاذبه أياه نحوها ولكن لا يجب عليه الأستسلام لهروبها المستمر فا عليه أيجاد حلا لتلك الفتاه صعبة التفاهم، وأخيرا نهض عن فراشه وألتقط هاتفه المحمول، ثم ضغط عليه لمهاتفتها على ذلك الرقم الذي أستطاع بنفوذه وحنكته الحصول عليه من داخل مكاتب شئون الطلبه والطالبات بالجامعه. حتى أتي ردها عليه.</p><p></p><p></p><p>سهيله بصوت ناعس: ألوو</p><p>سامر باأبتسامه: هو أنا صحيتك من النوم ولا أيه؟</p><p>سهيله عاقده حاجبيها: مين معايا!؟</p><p>سامر بنبره رخيمه: أنا سامر، أرجوكي متقفليش</p><p>- هبت من نومها فزعه ونظرت لشاشة هاتفها جيدا ثم وضعته على أذنها مره أخري لتتأكد مما سمعت</p><p>سهيله محدقه عينيها: أنت جيبت رقمي منين، وبتتصل بيا بدري كده ليه؟</p><p>سامر بمكر: جيبت رقمك منين دي لعبتي. أما بتصل ليه فالموضوع مهم.</p><p></p><p>سهيله بلهجه حازمه: موضوع أيه اللي يخليك تجيب رقمي وتكلمني بدري كده</p><p>سامر بتعلثم: أا اصل كنت في موضوع وو و</p><p>سهيله بحنق: روح رتب كدبك وتعالي كلمني. سلام</p><p>سامر بنبره سريعه: لا لا أستني، أصلي عايزك بخصوص أختك المختفيه</p><p>سهيله بلهفه: آسيل، أنت عرفت حاجه عنها!</p><p>سامر بتردد: أه أه بس لازم أشوفك مينفعش في التليفون</p><p>سهيله قاطبه جبينها: أمال ينفع فين!؟</p><p>سامر باأبتسامه واسعه: لازم أشوفك ياسهيله، أيه رأيك أعزمك على ال...</p><p></p><p>سهيله بحدة: ولا تعزمني ولا أعزمك ممكن أشوفك في الجامعه، وكده كده نازله أشوف النتيجه</p><p>سامر بحنق: أفندم! جامعة أيه وبتاع أيه شوفي المكان اللي يريحك بره الجامعه عشان، أصلي ضيعت الكارنيه ومش عايز اعمل مشاكل مع بتوع الامن</p><p>سهيله بتأفف: أوووف خلاص يبقي هاشوفك على آي كوفي شوب قريب</p><p>سامر بسعادة: أنا موافق، أديني العنوان وأنا ساعه وأكون عندك. بس ثواني أشوف قلم أكتب بيه.</p><p></p><p>سهيله بنفاذ صبر: ياريت بسرعه عشان ننجز الوقت</p><p>سامر: فوريره</p><p>- قفذ سامر من مكانه سريعا وتوجه صوب غرفة المكتب الخاصه بأخيه باحثا عن قلما وورقه يدون بهم العنوان ولكنه لم يجد مطلقا، وقف حاككا طرف ذقنه بتفكير ثم حدث نفسه بخفوت قائلا</p><p>سامر قابضا على شفتيه: طب وبعدين بقي ماهو على طول الأقلام بتكون مرميه مش لاقيه اللي يعبرها، أممم أكيد عيسي شايل قلمه الحبر في جيبه كالعاده، أما أروح أشوف كده.</p><p></p><p>- توجه سامر صوب غرفة أخيه الأكبر بحرص وخطوات بسيطه حذره. ثم أقترب من ملابسه المعلقه على ذلك العمود الخشبي الخاص بالملابس وأخذ يبحث عن قلما بجيب سترته. حتى وجد قلما خشبيا يظهر من شكله أنه باهظ الثمن كما أنه جذب ناظريه إليه فاألتقطه ودلف خارج الغرفه بهدوء شديد</p><p>سامر ممسكا بالقلم متأهبا للكتابه: قولي ياسهيله العنوان، اه، تمام، خلاص عرفته ساعة زمن وأكون عندك. سلام.</p><p></p><p>- أرتدي ملابسه على وجه السرعه ولم ينسي أن يهتم باأناقته ووضع أهم اللمسات على هيئته لتكتمل. ثم توجه خارج غرفته بعد أن ألتقط أشيائه الخاصه ( هاتفه - مفاتيح سيارته ) ودلف لغرفه أخيه مره أخري ليوقظه</p><p>سامر ضاربا على كتفه بهدوء: عيسي عيسي عيسب ياعييييييييييسي</p><p>عيسي بفزع: أيييه ايه في أيه اللي حصل</p><p>سامر: ده انا متقلقش كده، المهم عايز فلوس.</p><p></p><p></p><p>عيسي بصرامه: **** يحرقك ويحرق اليوم اللي بقيت أخويا فيه. غور خد اللي انت عايزة من المحفظه وسيبني أتخمد عندي سفر بالليل</p><p>سامر حاككا رأسه: مسافر! طب متنساش تحطلي رصيد في الفيزا قبل ما تسافر</p><p>عيسي بنظرات ناريه: هابقي املاهالك على أخرها عشان أخلص من رزالتك</p><p>سامر مداعبا وجنتيه: **** يخليك ياعيسوي ياقمر</p><p>عيسي دافعا أياه: غووور.</p><p></p><p>- أنطلق سامر راكضا خارج المنزل ثم أتجه صوب سيارته سريعا والسعادة تملأ قلبه. فسوف يلاقيها أخيرا بعد رحله عذاب سنوات، أستقل سيارته الفارهه وتوجه بها بسرعه رهيبه نحو العنوان الذي سبق ودونه بتلك الورقه الصغيره.</p><p></p><p>بينما أرتدت سهيله ملابسها بتثاقل، فكان شعورها بعدم الراحه يسيطر عليها ولكن ليس أمامها بديل، لقد أشتاقت عيناها لرؤية أختها العزيزة كم تفتقد الجلوس أليها ومحادثاتها كالسابق. تنهدت بقوة ثم أنطلقت خارج الغرفه لتلتقي بوالدتها</p><p>لميا بتفحص: لابسه ورايحه فين ياسهيله؟</p><p>سهيله معدله لوضيعة ملابسها: سامر كلمني وقالي أن في جديد بخصوص آسيل</p><p>لميا ملتقطه أنفاسها بأرهاق: آسيل! هي فين آسيل دي؟</p><p></p><p>سهيله: مفيهاش حاجه لما أتأكد ياماما، و**** يعطرنا فيها ****</p><p>لميا بنبره راجيه: يااارب، متتأخريش ومتقعديش معاه كتير مهما كان واحد غريب عنك</p><p>سهيله: حاضر، سلام</p><p>لميا باأختناق: سلام يابنتي.</p><p></p><p>- أستيقظت آسيل من نومها المتقطع والمرهق. ظلت تحك فروة رأسها بأطراف أصابعها الصغيره ثم نهضت عن مكانها بخطوات مترنحه صوب المرحاض. خلعت عنها ملابسها ثم وضعت جسدها المنهك أسفل صنبور المياه الكبير لتزيل عنها أثار التفكير العميق الذي أستغرق منها طوال الليل، ثم نفضت عنها قطرات المياه العالقه بجسدها كما حاوطت جسدها بالمنشفه القطنيه الكبيره قبل أن تدلف خارج المرحاض، جلست على المقعد المقابل لطاولة التجميل ( التسريحه ) نظرت لهيئتها المنعكسه بالمرآه وكأنها تحدثها.</p><p></p><p>المرآه: أنتي أتجننتي، ده واحد مجرم قاتل عايش على دم الناس</p><p>نفسها: ما هو أتظلم كتير والمجتمع عمره ما كان في صفه، ليه أنا كمان أجي عليه وأظلمه</p><p>المرآه: تظلميه! نسيتي الأرواح البريئه اللي ضاعت على أيده، نسيتي ضباط الشرطه اللي دفعوا التمن حياتهم مقابل أنهم بيأدو واجبهم</p><p>نفسها: لا منسيتش. بس هو مش ملاك ده بشر وكل البشر خطائين.</p><p></p><p>المرآه: لا مش بشر ده وحش، ذئب بشري حتى لو نسيتي أنه مجرم أزاي هتنسي أنه أغتصبك. أعتدي عليكي بكل قسوة وصراخك مكنش ليه اي قيمه عنده، أستحل قتل روحك بالبطئ. أزاي نسيتي الجريمه الشنيعه اللي ارتكبها في حقك</p><p>نفسها: بي ده كان سكران يعني مش بوعيه، وانا كمان كنت عنيده وصممت أقف في وشه رغم أنه حذرني</p><p>المرآه: وأمجد نسيتيه. نسيتي فرحك اللي أتخطفتي قبله بساعات و...</p><p></p><p>- وضعت يديها على أذنيها لتسكت أصواتا دوت بها. رنينا ظل يهتف بأذنيها ويسممها ضده. فصرخت عاليا وهي تهتف</p><p>آسيل واضعه يديها على أذنها بصراخ: بسسسسسس كفايه</p><p>- كان جالسا بغرفة مودة يتبادلان الاحاديث الخاصه بالتقديم في الجامعة الأجنبيه فأستمع لصرختها الاخيره فهب فزعا من مكانه وقد أنتفض خوفا عليها وتوجه صوب غرفتها بخطوات راكضه وتبعته مودة</p><p>جاسر بنبره مرتعشه: آسيل في أيه!</p><p>مودة بقلق: مالك يالولو بتعيطي ليه بس؟</p><p></p><p>آسيل ببكاء شديد: ...</p><p>جاسر مبتلعا ريقه بمراره: طيب روحي أنتي يامودي وسيبيني معاها</p><p>مودة بتفهم: حاضر</p><p>- دلفت مودة خارج الغرفه بينما ظل جاسر ناظرا أليها بتفحص ودقه شديدين، تأمل هيئتها وسلط بصره على عينيها الدامعتين. ثم جثي على ركبتيه أمامها ليساويها بالطول وأردف بنبره دافئه قائلا</p><p>جاسر: بتعيطي ليه؟</p><p>آسيل بدموع: مفيش، عيني وجعاني</p><p>جاسر مضيقا عينيه: مبحبش الكدب.</p><p></p><p>- نهض عن مكانه ثم جذبها لتقف قبالته، رفع وجهها لتنظر إليه، فما زالت عيناه العميقتين تمتلئ بالغموض. تأمل قسمات وجهها الملائكيه ثم أبتسم بعذوبه قبل أن يردف قائلا</p><p>جاسر ماسحا لعبراتها: محبش أشوف دموعك يامليكتي</p><p>آسيل: ...</p><p>جاسر: مش هتقوليلي كنتي بتعيطي ليه؟</p><p>آسيل مشيحه بصرها عنه: مفيش</p><p>جاسر عاقدا حاجبيه: عيب تخبي على جوزك على فكره</p><p>آسيل بملامح عابسه: جوزي! متضطرنيش أفكرك الجواز اللي بتتكلم عنه جه ازاي و...</p><p></p><p>- سلط بصره على شفتيها التي تتحرك أثناء حديثها وعروق عنقها النابضه التي تنبض بصورة سريعه نتيجه أنفعالها. فأطبق عليها بشفتيه على شفتيها ليقبلها بشغف فألجمها عن الحديث، حدقت به وحاولت دفعه عنها ولكن كانت قبضته تحاوطها بقوه. فشلت محاولاتها في الهروب من يداه الأسرتين فأستسلمت له وتركت العنان لروحها بين أحضانه. توجه بقبلاته لعنقها، حيث لثمها بقبلاته المحمومه حتى تأكد من أرتخاء جسدها بين يديه، ضمها لصدره بقوة حتى كادت تعتصر بين يديه ثم أردف بنبره هامسه مقتربا من أذنيها.</p><p></p><p>جاسر بنبره ثابته: كنتي بتقولي أيه بقي يامليكتي؟</p><p>آسيل: ...</p><p>- فتحت عينيها لتجد أنها محاطه بذراعيه وتستكين بأحضانه فحدقت عيناها بقوة ثم تملصت من قبضته بسهوله وركضت نحو المرحاض تختبئ به. وقفت خلف الباب تلتقط أنفاسها اللاهثه بينما توجه نحو المرحاض وهمس قائلا</p><p>جاسر باأبتسامه منتصرة: بلاش تقفي في الحمام كتير، أحسن تتلبسي يامليكتي.</p><p></p><p>- أنصرف جاسر خارج الغرفه وهلي ثغره أبتسامه واسعه وقد علق برأسه مشهد وجنتيها التي توردت خجلا على آثر فعلته، خفق قلبه لأول مرة وكأنه ينبض من جديد.</p><p></p><p>- أستيقظ عيسي بتذمجر، حيث أنه لم يهنأ على نومه بعد أزعاج سامر المستمر له، كانت حاله من العصبيه المفرطه تسيطر عليه. توجه نحو ملابسه المعلقه وأمسك بمحفظة نقوده ليتأكد من وجود إي أوراق نقديه باقيه له بعد أن قام سامر بألتقاط الكثير منها. فوجد عدة أوراق نقدية قليلة متبقيه له. صر على أسنانه بغيظ ثم حدق بعينيه بشده عندما تذكر القلم الخشبي الذي وضعه بجيب سترته عن طريق الخطأ، فبحث عنه بتلهف شديد في كافة جيوب سترته وبنطاله فلم يجده، ضرب على رأسه بقوة وشعر بالخطر يهدده.</p><p></p><p>عيسي بفزع: ياخراب بيتك ياعيسي، روحت في داهيه ياعيسي يااااااااااااالهوووووووووووي...</p><p></p><p>الفصل الثالث والعشرون</p><p></p><p>- جن جنون عيسي وكاد عقله ينفجر من كثرة التفكير. ثم تذكر لوهله أن ليس هناك من عبث بملابسه سوي أخيه الأصغر، توجه صوب هاتفه راكضا ثم ضغط عليه لمهاتفته. حاول مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة فقد كان هاتف أخيه مغلقا، صاح عاليا وقذف هاتفه بقوة ليرتطم بالحائط.</p><p></p><p></p><p>- بينما كان سامر جالسها على أحدي الطاولات الخشبيه المصنوعه من خشب الأرو. كان ينظر كل نصف دقيقة تقريبا لساعة يده يرجو الوقت أن يمر حتى يلتقي بها، لمح طيفها أتيا من بعيد. فاأبتسم أبتسامه واسعة برزت أسنانه وهب واقفا منتظرا حضورها تشاركه جلسته</p><p>سامر ممدا يده: نورتي</p><p>سهيله ببرود: ميرسي، ياريت تقولي وصلت لأيه في موضوع آسيل</p><p>سامر مشيرا بأصبعه نحو المقعد: طب أقعدي مش هنتكلم على الواقف. تشربي أيه؟</p><p></p><p></p><p>سهيله بتذمجر: بليز ياسامر انا مش جايه أشرب، قولي وصلت لأيه ومش لازم أخد منك الكلام بالعافيه</p><p>سامر حاككا طرف ذقنه: ما هو أنا جايبك هنا عشان نوصل لحل سوا</p><p>سهيله رافعه حاجبيها بدهشه: نعم! يعني أيه نوصل سوا. قصدك أنك موصلتش لحاجه ونزلتني من بيتي وانت بتكدب عليا و...</p><p>سامر قاطبا جبينه: أهدي طيب وأسمعيني، أختك بقالها قد أيه مختفيه</p><p>سهيله عاقده ذراعيها أمام صدرها: حوالي 3 شهور.</p><p></p><p></p><p>سامر: ومحدش عارف ليها أثر! يبقي أكيد حصلها حاجه</p><p>سهيله بشهقه: هااااا بس متقولش كده، **** يرجعها بالسلامه</p><p>سامر بعذوبه: ****، وحشتيني</p><p>سهيله بنبره حاده: تصدق أنا غلطانه فعلا أني صدقتك ونزلت</p><p>سامر بتنهيده: سهيله أنا بحبك، عايز أبتدي حياتي معاكي بجد</p><p>سهيله لاويه شفتيها: مليون بنت قبلي أتقالها نفس الكلمتين دول. عن أذنك لازم أمشي وكفايه قوي كده.</p><p></p><p>سامر ممسكا بكفها: ليه مش عايزة تصدقي أني ممكن أتغير عشانك، و أنسي إي حاجه كنت بعملها مقابل وجودك في حياتي</p><p>سهيله بلهجه حازمه: قولتلك قبل كده متمسكش أيدي بالشكل ده، أحنا يعتبر في الشارع يامحترم</p><p>سامر عاقدا حاجبيه: أسف، تقدري تمشي وأنا هثبتلك مين هو سامر. بس قبل ما تمشي ممكن أديكي حاجه</p><p>سهيله بعدم أهتمام: حاجه أيه دي؟</p><p>- أخرج سامر القلم الخشبي من جيب بنطاله ثم مد يده إليها رادفا.</p><p></p><p></p><p>سامر: خدي القلم ده، أنا عارف أنك بتحبي تحتفظي بالحاجات اللي شكلها مختلف ومش موجود. والقلم ده شكله لفت نظري قولت مش هيكون غير ليكي</p><p>سهيله عاقده حاجبيها: قلم رصاص! بس انا ا...</p><p>سامر بنبره راجيه: حتى لو مش هتستخدميه، خديه ومتكسفنيش. أنا أخدته من أخويا مخصوص عشانك</p><p>سهيله بمضض: أوكي، شكرا</p><p>سامر باأبتسامه: مفيش شكر ولا حاجه. تقدري تمشي دلوقت.</p><p></p><p>- أنصرفت سهيله من أمامه. فظل ناظرا على ظلها حتى أختفت تماما، ثم قرر في قرارة نفسه أن يصنع مستقبلا خاص به ثم يقوم بخطبتها بشكل رسمي حتى يثبت لها صدق نيته، وأثناء تفكيره شعر بأهتزاز هاتفه داخل جيبه ليعلن عن وصول رسالة نصيه. قام بفتحه ليجد العديد من المكالمات الهاتفيه التي لم تصل أليه من أخيه، فقام بالضغط على الهاتف للأتصال به حتى أتاه صوته الصادح صارخا به</p><p>عيسي بنبره منفعله: أنت فين يابني أدم!؟</p><p></p><p>سامر بحنق: أشمعنا؟</p><p>عيسي بصياح: أنت هتخوشلي أفيا، تكون مطرح ما تكون ميهمنيش. المهم القلم الخشب اللي منقوش عليه بالفرعوني فين</p><p>سامر بتردد: اا ا ا اي قلم ده!</p><p>عيسي مضيقا عينيه: قلم رصاص كان في جيب الجاكيت بتاعي</p><p>سامر بتفكير: مشوفتوش ياعيسي</p><p>عيسي خابطا على رأسه: طيب طيب، سلام</p><p>سامر: سلام.</p><p></p><p>سامر في نفسه: هو أنا كدبت عليه ليه! هوووف بقي ده حتة قلم يعني مفيهاش حاجه لما أقوله أن انا اللي أخدته. أنا أصلا مش عارف أشمعنا القلم ده اللي لفت نظري بس حاجه شدتني ليه، يلا أهو اللي حصل بقي هعمل أيه يعني اااااوف.</p><p></p><p>- ظلت الحيره مسيطرة عليه، فاأين ذهب ذلك القلم الملعون. قبض على شفتيه بغيظ ثم توجه صوب غرفة مكتبه وأخرج العلبه الكرتونيه الصغيره التي تحوي باقي الأقلام الخشبيه وتوجه للمرحاض، حيث وقف أمام حوض المياه الصغير وقام بكسر كافة الأقلام الخشبيه وأسقط كافة محتوياتها البيضاء ( مخدرات ) أسفل المياه. ثم قام بتنظيف الأقلام المنكسره جيدا وبعدها قام بإيقاد النار بها لتحترق كليا، وبذلك يكون قد تخلص منها نهائيا،.</p><p></p><p></p><p>توجه لغرفته ليستكمل أستعداداته للسفر والحيره تكاد تأكل قطعه من عقله، نفض تلك الأفكار عن رأسه وصب كل تركيزه بتلك الرحله التي أتته فجأة</p><p>- ظلت آسيل حبيسة غرفتها لا تستطيع الدلوف خارجها حتى تتجنب مواجهته، فلقد كانت فعلته الجريئه معها سببا قويا للشك في باقي تصرفاته معها ولكنها قررت أخيرا الخروج من جحرها. هبطت درجات الدرج الخشبي بخطوات حذرة وهي تتفحص المكان باحثه عنه بعينيها ولكنها لم تجده.</p><p></p><p>كاثرين باأبتسامه: صباحك سعيد سيدتي</p><p>آسيل بترقب: صباح الخير، اا ا ا هي مودة فين</p><p>كاثرين باأبتسامه ذات مغزي: سيدتي مودة منشغله باللهو مع ( الجاسر ) أما سيدي الشاب فقد أنطلق نحو عمله منذ ما يقرب من ساعتين</p><p>آسيل لاويه شفتيها: بس أنا مسألتش عنه</p><p>كاثرين بمكر: أمر طبيعي أن أذكره لكي</p><p>آسيل مسيطره على أنفعالاتها: ااا طب وأيه الجاسر ده؟</p><p>كاثرين: أنه جواد سيدي الشاب، فاز به بأحد المسابقات</p><p>آسيل متوجهه صوب الخارج: ماشي.</p><p></p><p>- دلفت آسيل للخارج باحثه عن مودة، حتى وجدتها أعلي الجواد فلوحت لها بيدها ترحيبا ثم جلست على أحدي الطاولات الخوصيه</p><p>مودة بنبره عاليه: ما تيجي تركبي شوية</p><p>آسيل باأبتسامه: لا خليكي أنتي براحتك. أنا عايزة أقعد هنا</p><p>مودة: as you like ( كما تشائين كما تحبين ).</p><p></p><p></p><p>- كان ( جاسر ) قابعا على مكتبه الوثير يقوم بالتوقيع على أحد التعاقدات الجديده الخاصه بشحن بعض البضائع الأتيه من بلاد الهند. فدلف إليه أحد رجاله الذي يرتدي حله رسميه سوداء وتبدو على ملامحه الصرامه والتقاسيم القاسيه، أردف بنبره عميقه قائلا</p><p>الحارس الخاص: الأستاذ عيسي طيارته غادرت من ساعة بالضبط ياباشا</p><p>جاسر تاركا القلم الفضي من يده: أتأكدت بنفسك أنه طلع الطيارة.</p><p></p><p></p><p>الحارس الخاص: أيوة ياباشا، ومسيبتش المطار إلا لما الطياره طلعت</p><p>جاسر طارقا باأصابعه على سطح المكتب: طب جهزت كل حاجه هناك وفهمت رجالتنا هيعملو أيه؟</p><p>الحارس مومأ رأسه بالأيجاب: أطمن سعادتك، كله تمام التمام</p><p>- أمسك جاسر بمفتاح سيارته وقذفه للحارس الخاص به ثم نهض عن مكانه متجها صوب سترته البنية المعلقه وقام بألتقاطها وهو يردف بنبره أجشه</p><p>جاسر: أنزل دور العربيه وخليك فيها لحد ما أنزلك.</p><p></p><p>الحارس بخطوات للوراء: أوامرك ياباشا.</p><p></p><p>- أغلق جاسر كافة الملفات الموضوعه على سطح المكتب ثم وضعها بأحد الأدراج الخاصه بالمكتب وتوجه بخطوات ثابته خارج الشركة. أستقل سيارته وتوجه بها صوب مزرعته، مر ما يقرب من ساعتين وهو قائدا لسيارته بسرعه شديده كما أعتاد. كان يحرق صدره بكم هائل من السجائر التي ينفث بها حتى وصل لبوابة مزرعته الحديديه وأصدر بوق سيارته الفارهه لكي تنفتح له الأبواب، دلف بسيارته عبر الممر المزدان بالرخام ثم توقف أمام بوابة القصر. وجد حيوانه المفضل الأليف بأنتظاره، فأنحني بجسده عليه ومسد على فراءه الأسود الغزير ثم صعد درجات السلم الصغيره المؤديه للقصر وقد لمح ظلها ( آسيل ) بشرفة غرفتها، ثم صعد درجات الدرج الخشبي بخطواث سربعه يتبعه ( روكس ).</p><p></p><p>- دلف داخل غرفتها بهدوء حذر ونظر صوب الشرفه فوجدها شاردة بعنان السماء لم تشعر حتى بوجوده أقترب رويدا رويدا وبصحبته ( روكس ). كانت ( آسيل ) تاركه شعرها الأسود الطويل منسدلا على ظهرها فأقترب هو أكثر حتى أنعدمت المسافات بينهما، أغمض عينيه و أشتم عبيرها، ورائحة النسيم الذي يشع من بين خصلاتها الناعمه. شعرت هي بأنفاسه الحاره تلامس كتفها فأنتفصت فزعا وقبيل أن تلتفت كانت ذراعه تحاوطها حتى تمنعها من الحركه. ثم وضع أصابع كفه على شعرها الحريري ممسدا عليه حتى أنغمست أصابعه بين خصلاتها الناعمه فهتف بنبره هامسه قائلا.</p><p></p><p>جاسر: بحب الشعر الطويل قوي</p><p>آسيل بتوجس: هاا</p><p>جاسر بنبره ماكرة: أكيد بتفكري فيا! مش كده يامليكتي؟</p><p>آسيل لاويه شفتيها: لا ياشيخ! فعلا بفكر فيك</p><p>جاسر مضيقا عينيه: وياتري بتفكري في أيه؟</p><p>آسيل ملتفته برأسها: بفكر أزاي أخليك تتغير، تبقي أنسان تاني</p><p>جاسر قابضا على شفتيه بضيق: ومين قالك أني عايز أتغير ولا حتى هتغير</p><p>آسيل: مش لازم تقول.</p><p></p><p>جاسر بنصف أبتسامه: بجد! أممممم، وياتري هتقوليلي أسلم نفسي ولا أتبرع بفلوسي للهلال الأحمر وأبتدي من أول السطر</p><p>آسيل بتردد: هو اا ا انت المفروض تسلم نفسك للقانون و...</p><p>جاسر مقاطعا بنبره حازمه: بلاش كلام فارغ ملهوش معني ولا قيمه، قفلي كلام عن الموضوع ده</p><p>آسيل دافعه ذراعه عنها: أنا قولت أيه غلط؟</p><p></p><p></p><p>جاسر ناظرا لعينيها بعمق: يوم ما هتحاسب مش هخلي بشري واحد يحاسبني، كفايه **** هيحاسبني مش محتاج إي أنسان يفرض سلطته عليا بأسم القانون اللي أبتدعتوه يابتوع القانون</p><p>آسيل: مش صح، المفروض ت...</p><p>جاسر موليها ظهره: رووووكس، تعالي سلم على طنطتك آسيل</p><p>آسيل بفزع: عااااا لا لا الكلب لا</p><p>جاسر مشيرا: تعالي ياريكو</p><p>- أمسكت آسيل ذراعه لتحتمي به ثم أردفت بخوف قائله</p><p>آسيل: لا بليز أبعده متخليهوش يقرب.</p><p></p><p>جاسر بخبث: ده روكس طلع مصلحه حلوة أوي</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ها اا ا</p><p>جاسر مشيرا للكلب بعينيه: سلم ياروكس</p><p>- أقترب روكس منها ثم وقف أمامها على قدميه الخلفيتين وأستند بأحدي قدميه الأماميتين عليها والأخري مدها صوبها. كانت ترتعد بداخلها من أقترابه الشديد منها وأستناده عليها، فقبضت بكفها على ذراع ( جاسر ) مستعينه به بينما أردف قائلا</p><p>جاسر: مدي أيدك سلمي عليه، متخافيش.</p><p></p><p>آسيل بذعر: لا لا لا أبعده، ياماااامي بخاف منهم اوي عاااااا</p><p>جاسر: قولتلك متخافيش، وبعدين أنا واقف جمبك</p><p>آسيل ممدده يدها بحذر شديد: اا ا...</p><p></p><p>- سلم روكس بقدمه اليمني عليها وكأنه أنسان يشعر ويتفهم ما حوله ثم نبح بصوته القوي ونظر لسيده وكأن يخبره بأنه نفذ أوامره. فأشار له جاسر نحو المنشفه الصغيره الخاصه بالطعام والموضوعه على سطح الطاوله الزجاجيه ليحضرها، فذهب راكضا صوبها ثم ألتقطها بأسنانه وذهب أليه. كانت آسيل بحاله من الذهول وهي تتأمل تصرفات ذلك الكائن الحيواني، رأي جاسر على وجهها تعبيرات الحيره فأردف قائلا.</p><p></p><p>جاسر ممسدا على فراءه: روكس ده أعز مخلوق عليا، كائن مطيع ووفي ومخلص. هو أصلا كلب بوليصي بس كان هديه من الداخليه ليا في واحده من المناورات اللي كانت بتتعمل عليا</p><p>آسيل محدقه: داخليه، يعني مش مشتريه كمان</p><p>جاسر: تؤ، حاولي تخدي عليه هتلاقيه حبك وفي وقت قصير قوي</p><p>آسيل بنظرات فاحصه: حبني!</p><p>جاسر موليها ظهره: أه هيحبك، أصلك سهل تتحبي، تصبحي على خير</p><p>آسيل عاقده حاجبيها: ...</p><p></p><p>- دلف جاسر خارج الغرفه ثم توجه للجزء العلوي والمفضل لديه وبصحبته حيوانه المفضل ( روكس )، ثم تذكر حاجته في أحتساء الخمر فتوجه مرة أخري للأسفل حيث زجاجات الخمر القابعه بخزانته في غرفة المكتب، أمسك بأحدي الزجاجات وكأسا مطلي بالذهب ثم بدأ في سكب المشروب المسكر ورفعه على فمه ليرتشف منه، فبصق ما أرتشفه وحدق عينيه بالزجاجه جيدا ليري ماهيتها.</p><p></p><p></p><p>جاسر محدقة: بببببفففففففففففففففف، أيه ده. عصير تفاح في أزازتي، كااااااااااااااااثررررررررين. أنتي يازفته ياللي ملكيش لازمه هنا كاااااااااااثرين</p><p>- أتت كاثرين من غرفتها مهروله إليه عقب سماعها لصوته الجهوري الصارم مناديا عليها</p><p>كاثرين بنبره مرتعده: أمرك سيدي ما الأمر</p><p>جاسر بنظرات مشتعله غاضبه ونبره تشبه الزئير: مين اللي لعب في الأزايز دي وأزاي ده يحصل وأنتي موجوده هنا ياهانم.</p><p></p><p>كاثرين مبتلعه ريقها بتوجس: اا اا انها ان...</p><p>جاسر بنبره منفعله: ما تنطقي وتخلصيني ولا هسحب الكلام بالقطاره</p><p>كاثربن بتوجس: أنها سيدتي آسيل الفاعله...</p><p>جاسر مضيقا عينيه ومصرا على أسنانه بغيظ: آسيل، دي ليلتها سوووودا معايا، آسييييييييييييييل</p><p>آسيل بأنتفاضه: هاااااااااااا...</p><p></p><p>الفصل الرابع والعشرون</p><p></p><p>- أنتفضت آسيل من مجلسها بفزع على أثر صوته الصارم الجهوري الذي صدح بأرجاء المكان، ثم توجهت صوب باب الغرفه لتفتحه بحذر. ثم أطلت برأسها لتري ما حدث فلمحته صاعدا على الدرج وبيده عدد من زجاجات الخمر التي قامت بتبديلها لعصائر التفاح، حدقت عيناها ثم أغلقت الباب على الفور ووقفت خلفه واضعه يدها على قلبها خوفا من رد فعله المتهور. ظل يصيح بها لكي تفتح له الباب ولكن دون جدوي، فقام بدفعه بقوة بأستخدام ذراع واحده لترتد هي للخلف. نظر لها بأعين غاضبه مشتعله عاقدا حاجبيه بضيق واضح ثم أردف بنبره حازمه جهوريه قائلا.</p><p></p><p></p><p>جاسر بحده: فين الأزايز الأصليه بتاعتي ياهانم؟</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: اا ا ما هي دي الأزايز</p><p>جاسر بصوت يشبه الزئير: قصدي اللي كان جوه الأزازه، وديتيه فين أنطقي؟</p><p>آسيل فاركه كفيها في توتر: اا آ آ ما آنا ا أصلي، اا اتخلصت من كل الخمره اللي. كانت تحت وبدلتها بعصير تفاح</p><p>جاسر جاحظا عينيه بقوة: أت أيه ياختي! أتخلصتي منهم. بأي حق وأزاي</p><p>آسيل حاككه رأسها: ا ا اصلها مضره.</p><p></p><p></p><p>جاسر بذهول: مضره! وأنتي مالك مضره ولا حتى نافعه. أنتي مبتحرميش يابنتي من الجنان بتاعك، ماأنتي جربتيني قبل كده وعارفه أني أجن منك مليون مرة</p><p>آسيل لاويه شفتيها: الخمره حرام أصلا وانا مقبلش أقعد في بيت فيه منكرات.</p><p></p><p></p><p>- جحظت عيناه عقب كلماتها فلم يشعر منها بالندم كما ظن أن يحدث، قبض على شفتيه بتفكير. حتى يدبر لها مغرزا جيدا بينما كان صمته سببا قويا ليدب الخوف بداخلها، وفجأة رأته يتوجه صوب باب الغرفه ويوصده جيدا ثم أقترب منها. خلع عنه سترته ثم قام بفك أزرار قميصه ورفع أكمامه لأعلي. شعرت بالفزع يحتل أوصالها والرعب يملئ قلبها فخطت بقدميها خطوات للوراء بينما أشار لها للتوقف عن الحركه. ثم أمسك زجاجه الخمر المعبأة بالعصائر وقام بفتحها وقدمها لها.</p><p></p><p>جاسر مشيرا بيده: خليكي في مكانك متتحركيش خطوة واحده</p><p>آسيل قابضه على عينيها: أنت بتعمل أيه بالضبط</p><p>جاسر ممدا يده بنبره خبيثه: خدي أشربي العصير بتاعك</p><p>آسيل محركه رأسها بالنفي: لل لا مش عايزة. ده عشانك انت</p><p>جاسر رافعا حاجبيه: مين قالك أني بحب التفاح ولا بشرب عصاير أصلا. ولا العصير فيه سم ولا حاجه وخايفه تشربيه!</p><p>آسيل: هااا لا لا خالص</p><p>جاسر مضيقا عينيه: طب أتفضلي أطفحي، قصدي أشربي.</p><p></p><p></p><p>- مدت آسيل يدها لتلتقط منه زجاجة العصير بينما جذب ذراعها نحوه لتسقط مستنده بيديها على صدره. ثم أردف بخفوت</p><p>جاسر بنبره خافته: أزازة العصير دي تخلص حالا، ودلوقتي</p><p>آسيل بأرتجاف: كلها!</p><p>جاسر ناظرا لمقلتيها بعمق: أه كلها. أمسكي.</p><p></p><p>- أبتعد عنها قليلا لكي تلتقط الزجاجه من بين يديه ثم شرعت بأرتشاف قطرات المشروب بسرعه حتى تنتهي من تلك المزحه التي يستمتع هو بها، وما أن أنتهت حتى قام بفتح زجاجه أخري من العصير وقدمها لها لكي ترتشفها كلها هي الأخري. فحدقت عيناها بصدمه ورفضت أرتشاف المزيد فقام ب</p><p>جاسر خالعا قميصه: واضح كده أنك مبتجيش غير بالعافيه</p><p>آسيل جاحظه عينيها: أ ااا أنت بتعمل أيه يامجنون.</p><p></p><p>جاسر باأبتسامه ماكره ذات مغزي: الجو حر، بغير هدومي</p><p>آسيل مبتلعه ريقها: طب غيرها بره</p><p>جاسر بلهجه تحمل التوعد والتحذير: و*** وما أعبد لو الأزازة التانيه متشربتش لأكون ا...</p><p>آسيل بفزع: بسسسسس خلاص هشربها أووووف</p><p>جاسر مضيقا عينيه: أنجزي</p><p>آسيل مرتشفه من الزجاجه الثانيه: مش قادرة</p><p>جاسر بنبره حاده: يلااااا</p><p>آسيل بتأفف: أوووف بقي، طيب أهو</p><p>جاسر واضعا يده بجيب بنطاله: بسرعه وبلاش دلع.</p><p></p><p>آسيل على مضض: اااااه كفايه كده شربت أزازة ونص مش قادره</p><p>جاسر مقتربا: أنا حلفت و...</p><p>آسيل ضاربه الأرض بقدميها: يووووووه خلاص</p><p>- وضعت آسيل الزجاجه على فمها وبدأت ترتشف سريعا للتخلص من تلك المعضله، فلقد جعلها تندم حقا على ما فعلته رغم أيمانها أنه الصواب. وما أن أنتهت حتى ألقت بجسدها الثقيل على الأريكه وقد أصبحت معدتها غير متقبله لأي شئ أخر</p><p>آسيل واضعه يدها على معدتها: ااااه، اديني شربت الأزازتين.</p><p></p><p></p><p>جاسر ممسكا بالزجاجه الثالثه: خدي دي كمان و...</p><p>آسيل وقد ردأت العبرات تتجمع بعينيها: لاااااااا حرام عليك و**** مش قادره بطني وجعاني اااااة</p><p>جاسر مقتربا من أذنها: العند معايا أخرته وحشة يامليكتي، ومحدش قدي في العند</p><p>آسيل بتوجس: طيب</p><p>جاسر موليها ظهره: بالف هنا عليكي يامليكتي، عقبال المره الجايه.</p><p></p><p>- أنصرف جاسر من غرفتها وعلى ثغره أبتسامة منتصره، حيث كان الشعور بنشوة الأنتصار يملأه عقب تأكده أنها نالت العقاب الصحيح. بينما كانت آسيل قابعه في مكانها لم تتحرك منه خطوة واحدة، واضعه يدها على معدتها تتحسسها برفق عقب أرتشافها لتلك الكميه الكبيره من مشروب عصير التفاح</p><p>آسيل بلهجه مغتاظه: أه يابن ال، بتعرف أزاي تسكتني وتعاقبني صح اووي اااااااه يابطني يامعدتي ياني اااه.</p><p></p><p>- ظلت تتلوي في فراشها طوال الليل على أمل أن تقوم عصارتها المعديه بهضم ذلك المشروب حتى تتيح لمعدتها الفرصه للتنفس باأريحيه، بينما كان جاسر مترددا ما بين الذهاب إليها ليري ما حالتها الأن وبين أبداء عدم أهتمامه بالموضوع حتى وجد نفسه ظلت قابعه لم تتحرك. فأستسلم لرغبتها ( نفسه ) وظل جالسا بمكانه، في حين أن النوم عرف طريقه لعينيها أخيرا بعد أن شعرت ببعض الراحه تتسلل لمعدتها.</p><p></p><p></p><p>- جلست سهيله بغرفتها حيث أستندت برأسها على مرفقيها وأخذت تفكر بحديث سامر المثير للدهشه، فهل حقا يستطيع التغير من نفسه لأجلها. لا تقوي على أنكار أنه ثمة مشاعر تتحرك بداخلها نحوه لكنها دائما ما تري أنه ليس بأهل لتلك المشاعر المكمونه داخله. ولكن في حال أثباته لها بصدق حديثه من المحتمل أن تغير وجهة نظرها به، ظلت شاردة لبعض الوقت حتى أفاقت على أثر الضجيج الذي أصدره هاتفها الجوال فنهضت من مكانها متجه صوب الطاولة الخشبيه الصغيره القابعه بأحدي زوايا الغرفه وألتقطت هاتفها وقامت بالضغط عليه للأيجاب.</p><p></p><p>سهيله: أيوة يانورهان. الحمد *** وانتي، ننزل فين؟، بصراحه ماليش مزاج، طب هشوف كده عشان خاطرك، بس مش عايزة أتأخر يانور، شويه هلبس هدومي وابقي أكلمك تاني، تمام.</p><p></p><p></p><p>- أغلقت هاتفها ثم عاودت وضعه على الطاولة مرة أخري فأسقطت القلم الخشبي الذي أعطاها سامر أياها دون قصد ولم تلتفت أليه. توجهت صوب خزانة ملابسها وشرعت بأنتقاء بعض القطع القماشيه التي سترتديها، حيث أنتقت ( بلوزة ) طويله تصل لأعلي ركبتيها من اللون الوردي الزاهي. وبنطال من القماش اللين أسود اللون، نظرت أسفل فراشها لتجد حذائها الاسود الجديد الذي أهدته أياه أختها المفقودة. تنهدت بحراره قبل أن تمد يدها لتلتقطه ثم أرتدته على عجاله، توجهت صوب الهاتف الموضوع على الطاوله سريعا لتهاتف رفيقتها مرة أخري فشعرت أنها قد ضغطت على شيئا ما أسفل قدميها حتى تهشم على أثر كعب حذائها العالي. فنظرت أسفل قدميها بتأفف لتجد القلم قد أصابه شرخ بالطول، أنحنت بجسدها لتلتقطه فوجدت مسحوقا أبيضا ينسدل منه. قطبت جبينها وضيقت عيناها في حيرة خاصة بعد ما أشتمت رائحته التي ليست بغريبه عليها. فقد أشتمت تلك الرائحه من قبل.</p><p></p><p>سهيله بحيره: أيه الريحه دي مش غريبه عليا، ياتري شميتها فين قبل كده.</p><p></p><p>Flash back</p><p>سهيله بدهشه: أيه الريحه دي يا سولي</p><p>آسيل ناظره لمراجعها للدراسيه: خلي بالك، دي عينة هيروين لسه جايباها من المعمل النهارده عشان ندرب عليها أنا وأصحابي</p><p>سهيله رافعا حاجبيها بذهول: تدربوا عليها! ليه هو أنتوا ضباط ولا دكاتره؟!</p><p>آسيل لاويه شفتيها: وأنتي مالك يالمضه، سيبيني أكمل الحته دي أحسن دماغي قفلت خالص وهموووت وأنام</p><p>Back.</p><p></p><p>سهيله محدقه عينيها بصدمه: ياخبر أسود ومنيل، يي ي يعني دي. هه هيروين يالهووي. طب أعمل أيه ياربي دلوقتي. بقي كده ياسامر هو ده الشغل اللي هتشتغله يانهار أبيض هيروووين ياسامر، طب وبعدين! اااه أمجد. مفيش غير أمجد هو اللي هينقذني من الورطه دي ياااارب يرد عليا.</p><p></p><p>- كانت يداها ترتعشان من هول الصدمه وقلبها لا يتوقف عن النبض السريع. ترتجف بشده ولا تقوي على التركيز فيما تفعله، حيث أهداها تفكيرها للأتصال بأمجد سريعا فلابد أن لديه الحل. فلم تمهل نفسها الفرصه للتردد بل شرعت بالتنفيذ على الفور، بينما كان أمجد جالسا أمام التلفاز ولكن أعطي لحواسه العنان للتفكير بأي شئ أخر فقطع شروده هاتفه الذي أعلن أتصالا من ( سهيله ) فلم يتردد للأيجاب عليها.</p><p></p><p>أمجد ببرود: الوو، ايوة ياسهيله</p><p>سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه: أمجد انا واقعه في ورطه أرجوك تلحقني</p><p>أمجد معتدلا في جلسته بخضه: فيه أيه ياسهيله، حصل ايه؟</p><p>سهيله بفزع: ا ا آآ انا معايا مخدرات</p><p>أمجد محدقا: أيييييييييييه</p><p>سهيله بنبره مرتعشه: مش هينفع في التليفون لازم أقابلك وأوريك بعينك</p><p>أمجد ناهضا من مكانه: طب أنا جايلك على طول</p><p>سهيله بذعر: لالا لا محدش هنا يعرف حاجه، انا هاقبلك بره.</p><p></p><p>أمجد مكورا قبضته: مش مشكله مش مشكله. هقابلك عند شارع، ونروح اي مكان بعدها نعرف نتكلم فيه</p><p>سهيله: ماا ماشي</p><p>- أغلقت سهيله هاتفها ثم أعتذرت كثيرا لرفيقتها وأختلقت لها الأعذار حتى لا تقابلها بتلك الليله، كما قدمت العديد لوالدتها من المبررات لخروجها من المنزل عدا أنها ستقوم بمقابلة أمجد. حتى لا تظهر ( لميا ) أعتراضها على الأمر</p><p>( بأثينا، عاصمة اليونان بلد الأغريق ).</p><p></p><p></p><p>- كان ثروت يتابع سير العمل بأحدي فروع سلسلة المطاعم الخاصه به، بينما كانت جوان تعد لخطه متهورة للعودة للأراضي المصريه مرة أخري. ظلت تخترع الكثير من الأسباب لكي تتمكن من أقناعه، حتى أن أسبابها بدت مقنعه بالنسبه له، كان كالحيه الرقطاء وأستطاعت الأستحواذ عليه بمكرها الذي لا مثيل له ومن ثم شرعت في التجهيز لكي تهبط بطائرتها الخاصه المملوكه لثروت على الأراضي المصريه وتبدأ تنفيذ مخططها الشيطاني والخبيث.</p><p></p><p>( داخل أحدي المحال الخاصه بالمشروبات المثلجة جلس أمجد بصحبة سهيله متلهفا ليتعرف على قصة ذلك القلم السحري الذي سقط بيدها )</p><p>أمجد بصدمه: أنا شوفت أقلام شبه القلم ده قبل كده، بس مش فاكر فين</p><p>سهيله بقلق: لا أفتكر والنبي ياأمجد، أعصر دماغك **** يخليك</p><p>أمجد رافعا حاجبه: للدرجه دي الموضوع يهمك؟</p><p>سهيله بدون تردد: طبعا يهمني أعرف الحقيقه.</p><p></p><p>أمجد ناظرا بتمعن للقلم: مش فاكر، بس شكله مألوف عليا ونفس الوقت غريب. مشوفتش في مصر قلم شبهه قبل كده</p><p>سهيله حاككه رأسها: ماهو أستيراد مش متصنع هنا و...</p><p></p><p>أمجد ضاربا مقدمة رأسه: أيووووه أفتكرت، شوفت أقلام شبه دي بالضبط وأنا بظبط شحنه جايه عن طريق المينا والشحنه دي كان متبلغ عنها أنها تبع واحد أسمه الليث وملقيناش حاجه، أتاري أبن ال، مخبيها جوه القلم، يعني زميلك ده يعرف الليث اللي هو خاطف أختك. انا كده مبقاش بيني وبينه غير خطوة</p><p>سهيله باأرتجاف: لا لا زميلي أكيد ميعرفش، ده قالي ان القلم ده واخده من أخوه، وأن أخوه جايبه من الشركه اللي شغال فيها.</p><p></p><p>أمجد بلهفه: كل ده ميهمنيش، اللي يهمني أني خلاص قربت. هعرف فين آسيل وأرجعها تاني لحضني يااااااااه معقوله، ده القدر غريب أوي فعلا</p><p>سهيله بتوجس: طب هتعمل أيه دلوقتي؟</p><p>أمجد: دلوقتي تتصلي بزميلك ده حااالا، تعرفي منه أخوه شغال أيه وفين. أنا عايز أتأكد من شكوكي</p><p>سهيله ممسكه هاتفها: حاضر.</p><p></p><p>- أنصاعت سهيله لفكرته فليس لها بديل عنها، لابد وأن تتأكد ما أن كان له ( سامر ) يد بخطف أختها أم أنه يجهل الأمر مثلها تماما. أما على الجانب الأخر، فلم يصدق سامر عينيه حينما لمح أسمها يظهر بشاشة هاتفه المحمول. فقفذ من مكانه سريعا وقام بالرد عليها</p><p>سامر بلهفه: سهيله! مش مصدق أنك متصله بيا</p><p>سهيله بتردد: اا ا ا اصلي عايزه أسئلك على حاجه بخصوص أختي. مش أخوك...</p><p>سامر: عيسي!</p><p></p><p>سهيله: ايوة ايوة عيسي، مش ليه معارف وكده</p><p>سامر قابضا على شفتيه: اه صح، بس للأسف معرفش يوصل لحاجه. وكمان هو سافر من كام يوم ومش هقدر أفكره بالموضوع تاني دلوقتي</p><p>سهيله ناظره لأمجد: مسافر! اهاا، طب **** يجيبه بالسلامه، كنت عايزة أقلام تاني أهديها لأصحابي زي اللي أديتهوني، اا اصل عاجبهم أوي</p><p>سامر مصرا على أسنانه: لأسف مفيش تاني، أصل أنا أخدته من عيسي بالعافيه.</p><p></p><p></p><p>سهيله حاككه ذقنها: طب أخوك شغال فين وانا أروح أجيب</p><p>سامر بسخريه: ههههه لا أخويا مش شغال في مكتبه، ده شغال في شركة شحن وتفريغ، ومتهيألي ده نوع من الاقلام اللي أستوردتها مجموعه شركات العرب جروب لو تسمعي عنها</p><p>سهيله: مجموعة شركات العرب جروب! طب خلاص بقي مش مشكله. شكرا ياسامر سلام</p><p>سامر بتعجب: أستني بس هو، ايه ده قفلت!</p><p>- أغلقت سهيله الهاتف سريعا دون أنتظار الرد منه وبادلت أمجد نظرات متسائله فيما سيفعله.</p><p></p><p>أمجد مضيقا عينيه: يعني كل شكوكي كانت صح، وأبن اللعيبه ده المفروض يتعمله تمثال و**** ده التمثال شويه عليه، ده بالجبروت والدماغ دي بصراحه أنا أنحنيله</p><p>سهيله باأمتغاض: هو ده وقت مدح ياأمجد!</p><p>أمجد مصرا على أسنانه: خلاص وقع ولا حدش سمي عليه. بس لازم أجمع أدله أكتر من كده. اللي في أيدي ميدينوش</p><p>سهيله بأمل: أنت متأكد أن آسيل هترجع؟</p><p>أمجد عاقدا حاجبيه: لو لسه عايشه هترجع، لازم الغلطه دي تتصلح وترجع.</p><p></p><p>- كان جاسر بغرفة مكتبه يتفحص جهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، ثم أغلقه بعد ما أنتهي مما يفعله ونهض عن مكانه ملتقطا مفاتيح سيارته وهاتفه المحمول. توجه صوب الخارج بخطي سريعه ثم توقف عندما رأي آسيل منحنيه بجسدها على زهرة حمراء اللون تشتم عبيرها المميز فأقترب منها جاسر بخطوات حذرة حتى لا تشعر به ثم أنحني بجسده هامسا</p><p>جاسر بنبره خافته: طب ما تاخديها طالما عجباكي.</p><p></p><p>آسيل بأنتفاضه: خضيتني. لا حرام، وردة مفتحه ليه تقطفها وتخطف منها الروح</p><p>- شعر جاسر بتلميحها لشئ أخر بكلماتها تلك ولكنه تغاضي عن ذلك وغير مجري الحديث هاتفا</p><p>جاسر مشيرا بيده: سيبك من الورد وخلينا في باقي العصير اللي جواه اللي هيتشرب و...</p><p>آسيل بفزع: عااااااا لا لا</p><p>- وبصورة تلقائيه مفاجئه ألقت بجسدها بين أحضانه خوفا وهي تردف بنبره راجيه.</p><p></p><p>آسيل: بليز بليز مش هقدر، كفايه اللي حصل امبارح بليززززززز انا اتعذبت عشان اقدر أنام أمبارح</p><p>جاسر بذهول: ...</p><p></p><p>- خفق قلبه بشده لوجودها قريبا منه برغبتها لأول مره وعلى مسافه لا تذكر، وضع كف يده الصلب على ظهرها وتلمسه بخفه ثم أبعد رأسها المستند على صدره وتأمل بريق عينيها وكأنه يقرأ بهما الصدق، ثم تحسس بأطراف أنامله بشرة وجهها الناعمه فأقترب من شفتيها بهدوء وكاد يطبق عليها ملتهما شفاها، إلا أن مودة قطعت لحظتهم الحميمه بصوت نحنحتها الخافته وعلى ثغرها أبتسامه رقيقة</p><p>مودة: ااحم أحم، سوري معرفش أنكوا هنا.</p><p></p><p>آسيل بأحراج: عن أذنكوا انا...</p><p>- قطع حديثها مبادرته بمحاوطتة خصرها وجذبها إليه بعد أن أبتعدت عنه، ثم أردف بنبرة رخيمه هاتفا</p><p>جاسر: لا، خليكي هنا، ولا يهمك يامودي خير كان في حاجه</p><p>مودة: لا ياحبيبي مفيش</p><p>جاسر باأبتسامه: طب جهزي نفسك عشان هتسافري اخر الشهر، يعني كمان أسبوع. كل حاجه جاهزة وبمجرد وصولك هيكون صديقي هناك منتظرك وهيكمل باقي الاجراءات</p><p>مودة بتصفيق: اووو يييس **** يخليك ليا ياحبيبي.</p><p></p><p>جاسر مربتا على ذراعها: ويخليكي ليا ياحبيبتي، أنا نازل القاهره، ساعات قليلة وأكون عندكوا تاني</p><p>مودة: ترجع بالسلامه</p><p>جاسر: يسلمك يامودة، تعالي ياآسيل</p><p>- جذبها خلفه بخفه دالفا للقصر مرة أخري وما أن دلف حتى ألتفت لها طابعا قبله صغيرة على وجنتيها المتوردتين ثم همس قائلا</p><p>جاسر: اتصرفي في العصير اللي جوه ده، ترميه تشربيه ماليش فيه المهم تتخلصي منه لاني مبحبش العصاير ولا التفاح كمان.</p><p></p><p>- ضربت على صدره بكفها الصغير ثم أنطلقت راكضه نحو درجات الدرج الخشبي وتخطته بسرعة البرق حتى تختفي من أمام أنظاره. أعتلي وجهه أبتسامه هادئه ثم ألتفت ليجد كاثرين ناظره له بتمعن وكأنها تقرأ ما يدور بخلده ثم أبتسمت بهدوء وأتجهت صوب غرفة أعداد الطعام ( المطبخ ) مرة أخري.</p><p></p><p>بينما توجه، جاسر لخارج القصر متجها نحو سيارته الفارهه الموضوعه أمام باب القصر المعدني ثم أستقلها لينطلق بها نحو مدينة القاهرة. كان طيفها لا يتركه طوال الطريق وكأنه يستشعر وجودها بقربه، ورائحة عبيرها ما زالت بأنفه حتى الأن وكأنها بين أحضانه، كيف لها أن تستحوذ على تفكيره. كيف لها أن تحرك قلبه الجاحد الجامد نحوها، لابد وأنها مميزة بالطبع عن باقي جنس النساء اللاتي عرفهن لكي تستطيع أسر قلبه، فلقد نجح بأسرها وأخضاعها له فهي ما زالت أسيره داخل عرينه. ولكنها أستطاعت أسر قلبه وهذا ليس بهين، خلل أصابع يده داخل خصلات شعره الأسود الغزير ثم دار بسيارته لكي يعبر بوابه القصر الحديديه الضخمه ومن ثم توجه لداخل قصره.</p><p></p><p>- أما عن أمجد فقد سيطر عليه شعوره بالطاقه الأيجابيه والنشاط. فها هو يمسك بأول طرف للخيط بعد معاناة أيام وليالي، لم يستطع الانتظار حيث كان شعورة بالطاقه مفرطا للغايه ولا يتحمل فكره وجود دليل دون البحث عما وراءه. قرر الذهاب لذلك القصر الفسيح مرة اخري والبحث عن ذلك الغامض العميق العينين، حيث وقف على مسافه ليست ببعيده عن القصر خلف أوراق الشجر الأخضر وخيوط الظلام الليلي التي تغمر المكان ليتأمل مداخل القصر ومخارجه وكل تقسيمه به. وأثناء تأمله وتفكيره إذ لمح سياره فضية اللون تصف أمام بوابه القصر ثم ترجل منها رجلا ليست ملامحه بالغريبه عليه فدقق بصره نحوه يدا محاولا التعرف على هويته حتى حدقت عيناه وأتسعت مقلتيه من هول الصدمه التي رأها أمامه، فأبتلع ريقه بصعوبه وأحس بمرارة تقتحم حلقه الجاف ثم أردف بنبره غير مدركه هاتفها.</p><p></p><p>أمجد بصدمه: اا ا ال اللواء سس سامي، طب أزاااااي؟!..</p><p></p><p></p><p>الفصل الخامس والعشرون</p><p></p><p>- كان جاسر جالسا بحجرة مكتبه بالقصر حينما دلف إليه أحد الحرس لأبلاغه بوجود اللواء سامي بالخارج، عقد حاجبيه بتذمجر فأنه يود لو رفض تلك المقابله ولكنه لن يتخلص منه بتلك الطريقه. فأضطر غاصبا نفسه على قبول ذلك الموعد الغير متوقع. دلف إليه سامي وعلى وجهه أبتسامه ذات مغزي بينما بادله جاسر باأيماءات بارده ووجه عابس</p><p>جاسر بوجه مكفهر: اهلا، ايه سبب الزيارة الغير متوقعه دي.</p><p></p><p></p><p>سامي باأبتسامه واسعه: بقالي كتير مشوفتكش، وبينا حساب مخلصش</p><p>جاسر بنبره حادة: حتى لو بينا حساب، ده ميخلكش تيجي لحد هنا ومن غير معاد وبدون إي حذر أو أحتراس</p><p>سامي قابضا على شفتيه: متقلقش انا مش صغير ياجاسر، ولا دي أول مره أجي هنا</p><p>جاسر ناهضا من مكانه: عموما باقي حسابك هتاخده دلوقتي، وبعدها مش عايز أشوفك هنا تاني</p><p>سامي قاطبا جبينه: **** ****، ليه كده بس ياليث؟!</p><p>جاسر بصرامه: من غير سبب.</p><p></p><p></p><p>- أولاه جاسر ظهره ثم توجه لأحد الأدراج الخاصه بمكتبه وأخرج منه حفنه ليست بقليله من النقود في شكل ( بواكي ) ثم ألقاها على سطح المكتب وأشار له قائلا</p><p>جاسر مشيرا بيده: باقي حسابك أهو</p><p>سامي باأمتغاض: بس مش ده اللي أتفقنا عليه</p><p>جاسر رافعا حاجبيه: ده الموجود ومفيش غيره</p><p>سامي بوجه عابس: أتغيرت ياليث وأتنمردت</p><p>جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههه اه بطل تتعامل معايا تاني بقي</p><p>سامي عاقدا حاجبيه: هي كده!؟ ماشي ياليث.</p><p></p><p></p><p>جاسر متجها صوب باب للغرفه: نورت القصر ياسامي</p><p>سامي مصرا على أسنانه: شكرا. عن أذنك</p><p>جاسر: أذنك معاك.</p><p></p><p>- دلف سامي خارج القصر والغيظ يم قلبه أتجاه جاسر، حيث كان فظا حاد التعامل معه لأول مرة بهذه الصورة. شعر داخله بريبه تجاهه فقرر على الفور أبلاغ ثروت بهذه التغيرات التي بدت عليه لعله يتعرف على السبب بنفسه، بينما ظل أمجد متسمرا في مكانه منتظر خروج سامي من القصر ليتأكد من هويته. وكان قد أعد هاتفه لألتقاط بعضا من الصور التلقائيه له أثناء دلوفه لخارج القصر وبالفعل نجح بذلك. كانت الصدمه تسيطر عليه كليا، ولكن ماذا يفعل وإلي من سيذهب فلقد فقد الثقه بكل من حوله عقب أكتشافه لخيانة مديره السابق بالعمل، فأهداه تفكيره للجوء لأحد أصدقائه العاملين بالنيابه ( وكيل نيابه ) لعله يستطيع مساعدته أو حتى أستخراج أمرا من سراي النيابه بالقبض عليه بناءا على تلك الصور.</p><p></p><p></p><p>- بعد أن وصلت جوان للأراضي المصريه رفضت أن تقيم بأحد الفنادق بل أستقلت منزلا صغيرا ( شقه ) مجهزة ومعده للأستقبال ( مفروشه ) لكي تمكث بها بضعة أيام فقط. شرعت بتنفيذ مخططها الذي أتت من اليونان خصيصا لتنفيذه، حيث استدعت أحدي رجال جاسر والذي كان يعمل بالأساس تحت أمرة ثروت وأمرته بتنفيذ أوامرها بالحرف. رفض الرجل ذلك خوفا من بطش سيده الذي لا يرحم أحدا قام بخداعه من قبل، ولكنها قامت بتهديده وسممت أذنيه حيث أوهمته أن تلك رغبة الرجل الأكبر ( ثروت ) وأنها ما جاءت هنا ألا لتنفذ أوامره. أضطر الرجل الأنصياع لمخططها الخبيث الذي دبرته لأجل تلك المسكينه بعد أن تلفحت كالحيه السامه المتربصه بفريستها.</p><p></p><p>- تحدث أمجد لصديقه ومحل أسراره وسرد له ما حدث وما توصل إليه من حقائق غير مصدقه بالنسبه له، أصابت أيمن ( صديقه ) الصاعقه مما علم حتى أنه شعر بالشك يراوده ولكن حديث أمجد وتمسكه برأيه يوحي بغير ذلك</p><p>أيمن بصدمه: مش ممكن! سيادة اللواء سامي يعمل كده. طب ليه ده حتى مش محتاج حاجه خصوصا بعد ترقيته للواء</p><p>أمجد ممسكا برأسه: أنا هتجنن ياأيمن، مش عارف أتصرف أزاي دبرني.</p><p></p><p>أيمن حاككا رأسه: ده لازم يتقدم للعداله، مفيش حل إلا كده</p><p>أمجد بحيره: طب وبعد ما يتقدم! متنساش أن لازم دليل قوي ده لواء ياأيمن</p><p>أيمن ذافرا أنفاسه بقوة: طب وبعدين</p><p>أمجد بتوعد: قسما ب**** لازم أوقعه في شر أعماله، خطيبتي وصاحب عمري اللي أختفوا من حياتي مش هسيب حقهم</p><p>أيمن: بقولك أيه ياعم أمجد، أهدي كده وخلينا نخططله كويس</p><p>أمجد حاككا طرف ذقنه: أنا محتاج بس أمر من النيابه وساعتها أقدر أتصرف.</p><p></p><p>أيمن قابضا على شفتيه: متنساش أنك واخد جزا وملكش حق قانونا تتصرف طول فترة الجزا بتاعتك، ده غير أنك أتنقلت ياحضرت الظابط يعني أستحاله تتابع القضيه بنفسك</p><p>أمجد فاغرا شفتيه: هاااا</p><p>أيمن: بس متقلقش هتابع الموضوع بنفسي وانت هتشاركني في ده، لكن بدون ما تظهر في الصورة</p><p>أمجد بأرتياح: المهم أني عرفت مين هو الليث، جاسر!</p><p></p><p></p><p>- أستيقظت آسيل من نومها مبكرا حيث وجدت أشعة الشمس لم تظهر بعد. فأرتدت ملابسها بعجاله شديده وهبطت للأسفل متوجهه صوب حديقة القصر، كانت رغبتها برؤيه الشروق رغبه قويه للغايه لم تستطع التغلب عليها فذهبت تشبع تلك الرغبه. حيث جلست بأحدي الطاولات الخوصيه التي تتوسط الساحه الخضراء الشاسعه ونظرت بعيناها للسماء منتظره لحظة شروق الشمس. حتى بدت الخيوط الذهبيه تعم المكان وتنعكس على وجهها، فأغمضت عينيها لتستسلم لتلك الخيوط المسلطه عليها حتى شعرت بظلا ضخما يسد عنها تلك الخيوط. فتحت عيناها لتجده ( جاسر ) أمامها.</p><p></p><p>جاسر عاقدا حاجبيه: أيه اللي مصحيكي بدري كده؟</p><p>آسيل بترقب: عادي</p><p>جاسر رافعا أحدي حاجبيه: عادي! طيب</p><p>آسيل بتردد: اا ا ه هو أنت كنت فين. امبارح</p><p>جاسر عاقدا حاجبيه: نعم!</p><p>آسيل بتعلثم: اا لا ا ا مش قصدي أقصد ليه مرجعتش. لا برده يعني كنت عايزة أقول...</p><p>جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههههههههه أنتي مالك مش على بعضك ليه؟</p><p>آسيل مصره على أسنانها في حنق: ولا حاجه، عن أذنك.</p><p></p><p></p><p>- نهضت من مكانها بأندفاع وكادت أن تنصرف من أمامه ولكن كانت قبضته أسرع أليها حيث جذبها إليه لتقف قبالته وعلى بعد سنتيمترات قليله. تعمق بالنظر لعينيها بينما شعرت هي بسحر يتخلل كيانها عبر نظراته لها. لم تقوي على مقاومة شعورها ولا التحكم بحواسها التي توقفت عن العمل. فقط أستسلمت له حتى شعرت بقدماها التي لم تعد ملامسه للأرض وعيناها التي أستصدمت رؤيتها بالسماء، فلقد حملها بين ذراعيه وقبض عليها لتقترب من صدره أكثر ثم توجه بها صوب القصر دون أن تتفوه بكلمه حتى وصل لحجرة الطعام. فأنزلها أرضا ثم سحب المقعد الخاص بطاولة الطعام وأجلسها عليه.</p><p></p><p>جاسر مناديا بنبره عاليه: كااااااثرين</p><p>كاثرين من الداخل: نعم سيدي الشاب، لحظات قليله وستجدني أقف قبالتك سيدي</p><p>جاسر بثبات: تاكلي أيه؟</p><p>آسيل فاركه أصابع يدها في توتر: اة لا مش عايزة. ماليش نفس يعني</p><p>جاسر هامسا في أذنها: متخافيش مش هاكلك</p><p>- أقشعر جسدها عقب ملامسه أنفاسه الحاره لأذنيها وأثرت الصمت ريثما تأتي كاثرين. بيما هرولت له كاثرين بعد أن وضعت الزي الخاص بها ( مريله )</p><p>كاثرين بأبتسامه: صباحك سعيد سيدي.</p><p></p><p></p><p>جاسر مستندا على ظهر المقعد: حضري فطار على زؤك</p><p>كاثرين: أمرك سيدي</p><p>روكس راكضا نحوهم: هووو هوووو هو</p><p>آسيل بقلق: ياساتر أستر</p><p>جاسر مشيرا بيده: روكي، تعالي هنا</p><p>- توجه الكلب صوب آسيل ثم رفع قدميه الأماميتين مستندا على مقعدها وأخذ ينبح ويصيح بينما خشيت آسيل من فعلته معها وكادت تقفذ من مكانها مبتعده عنه ولكن ثبتها كف جاسر الموضوع على كفها</p><p>جاسر بثبات: خليكي مكانك، ده بيسلم عليكي</p><p>آسيل محدقه بدهشه: هااا بيسلم عليا!؟</p><p></p><p>جاسر بخبث: مش قولتلك بتتحبي بسرعه، حطي أيدك عليه</p><p>آسيل بفزع: لا يمكن</p><p>روكس بنباح: هووو هوو هو</p><p>جاسر رافعا حاجبيه: على فكره هيفضل واقف هنا مش هيتحرك غير لما تملسي عليه بأيدك</p><p>آسيل قابضه على شفتيها: أوووف</p><p>- أمسك جاسر بكفها ووضعه على ظهره وأخذ يحركه داخل فروة الكلب، بينما كانت آسيل تنظر لذلك الحيوان بخيفه وتوجس من ردة فعلته. في حين أن روكس كان مستمتعا للغايه بملامستها لظهره برفق</p><p>جاسر: شايفه أنسجم معاكي أزاي؟</p><p></p><p>آسيل بتعجب: اها</p><p>جاسر: ...</p><p></p><p>- لم تتوقف آسيل بل ظلت تمسد عليه برفق حتى بعد أن نزع جاسر يده، حتى عادت لهم كاثرين مره أخري حامله بيدها بعض الوجبات التي أعددتها لأجلهم. جذبت كاثرين ( روكس ) إليها عن طريق الطعام، حيث أعدت له وجبه خاصه به وأصطحبته لحديقة المنزل ليتناولها، في حين شرع جاسر بتناول طعامه بهدوء وبدون التفوه بأي حديث فقط أكتفي بأختلاس النظر أليها من حين لأخر وهي جواره حتى فرغ من تناول وجبته فنهض عن مكانه هاتفا ب...</p><p></p><p>جاسر: خلصي كل اللي قدامك قبل ما تقومي</p><p>آسيل مومأه برأسها: ...</p><p>توجه جاسر لغرفة مكتبه بينما ظلت آسيل قابعه مكانها تستكمل وجبتها الغذائيه حتى أنضمت لها مودة أيضا</p><p>- أمسكت جوان بزجاجة صغيره تحوي سائلا مصفر اللون ثم أعطتها لذلك الحارس الذي سيقوم بتنفيذ مخططها وهي تردف بنبره ماكره وصوتا يشبه حفيف الأفعي السامه</p><p>جوان بمكر: خد، نفذ اللي قولتلك عليه النهارده.</p><p></p><p>الحارس مبتلعا رقه بصعوبه: يي ياست هانم، انا وأنتي رقبتنا هطير على أيدك</p><p>جوان قاطبا جبينها بحنق: قولتلك أنت تنفذ كلامي وبس، أنا بس اللي عارفه تعمل أيه ومتعملش أيه</p><p>الحارس بقلق: الباشا مبيرحمش وكله على يدي</p><p>جوان رافعه أحدي حاجبيها وبنظرات ناريه هاتفه: وأنا كمان مبرحمش، وثروت باشا برده مبيرحمش. اعتقد سمعتني كويس</p><p>الحارس بتنهيده حاره: أه سمعت، حاضر ياست هانم</p><p>جوان لنفسها: أما نشوف بقي هيعمل أيه مع كيد العوالم.</p><p></p><p></p><p>- تركها الحارس ثم توجه لحيث مكان عمله ( بالمزرعه ) حيث وقف بمكان حراسته المعروف والمعتاد وظل منتظرا اللحظه السانحه لتنفيذ مخططه، فكان يعتقد أن جاسر ما زال خارج القصر بعد ترك المزرعة ليلة أمس ولم يره عائدا في الصباح بوقت مبكرا للقصر. بينما ظل جاسر قابعا طوال يومه أعلي القصر بمكانه المفضل ( الروف ) فصعدت إليه آسيل وعلى وجهها الكثير من التساؤلات وعلامات الأستفهام، أستشعر من ملامحها وجود الكثير من الكلمات التي تقف بحلقها ولا تستطيع التفوه بها، فهتف بنبره ثابته رخيمه قائلا.</p><p></p><p>جاسر بثبات: عايزة تقولي أيه؟ انا سامع</p><p>آسيل بتردد: أنا هفضل هنا لحد أمتي، يعني مصيري أيه</p><p>جاسر عاقدا حاحبيه: ، سبق وقولتلك مش هتخرجي من هنا</p><p>آسيل قابضه على عينيها: أزاي؟ أنا ليا أهل معرفش لحد دلوقتي عاملين أيه من غيري</p><p>جاسر بعدم أهتمام: متقلقيش عليهم</p><p>آسيل بنبره مختنقه: أنا...</p><p></p><p>جاسر بتنهيده: أنتي عايزة تسببيني لوحدي! أقصد هتعملي أيه لو رجعتي. أهلك عمرهم ما هيتقبلوا أي حاجه من اللي حصلت، وأنا مينفعش أقع يا، ياآسيل</p><p>آسيل بحيره: وأنا مينفعش أفضل هنا طول عمري</p><p>جاسر بتهكم: أنتي مينفعش تكوني في مكان غير هنا، متنسيش أنك على زمتي يا، يامدام جاسر ولو بتفكري أني هطلق يبقي متهيألك ومتعرفنيش كويس</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: طب، طب هشوف أهلي وأطمن عليهم وأرجعلك، على الأقل خليني زوجه طبيعيه.</p><p></p><p>- جذبها جاسر إليه لتسقط فوق حجره. شعرت بالخجل لوضعيتها تلك وحاولت النهوض ولكنه كان محاوطا خصرها بيداه الصلبتين ثم أردف قائلا</p><p>جاسر ناظرا إليها: ياريت كنت أقدر أعتبرك زوجه طبيعيه، حظك رماكي في سكة الليث يامليكتي، وأنا مش أنسان طبيعي عشان مراتي تكون طبيعيه. لكل شئ نهايه، أستني وشوفي النهايه هتكون عامله أزاي</p><p>آسيل عاقده حاجبيها: ...</p><p></p><p>جلسر: متستغربيش، كل اللي اقدر اقوله أنك في حضني، أسمك على أسمي وأنا عمري ما بفرط في أملاكي ولا أي حاجه تخصني</p><p>آسيل بنبره معترضه: أملاكك! أنا بقيت أملاك و...</p><p>جاسر: بسسس بس مش لسه هتديني محاضره ياأستاذه يابتاعت القانون، روحي نامي دلوقتي</p><p>آسيل قابضه على شفتيها: طب سيبني</p><p>جاسر باأبتسامه خبيثه: ليه؟</p><p>آسيل بخجل: عايزة أقوم</p><p>جاسر محررا قبضته عنها: روحي.</p><p></p><p>- أنطلقت آسيل هابطه للطابق للسفلي ثم عبرت الرواق لكي تدلف خارج غرفتها. وما أن دلفت حتى وجدت من يلثم فمها بقوة ويقبض على ذراعيها لكي يمنعها عن الحركه. في حين نهض حاسر من جلسته وتوجه صوب حافة ( الروف ) ناظرا لكل ما حوله بتفحص، فلمح بعينيه الثاقبتين مكانا شاغرا تركه الحارس الموكل بحراسته. فضيق عينيه بقوة وأشتعلت عيناه غضبا ثم هبط درجات السلم الرخامي لكي يري أين حارس ذلك المكان وأثناء هبوطه من الأعلي أستمع لصوت همهمات وأنينا خافتا يأتي من غرفة آسيل فتوجه بخطوات سريعه نحو الحجره بعد أن ألتقط سلاحه المخبأ خلف ظهره وفتح باب الغرفه على مصرعيه وبدون تردد ليجد حارسه ملثما لفمها وحاكما قبضته عليها وباليد الأخري ممسكا بزجاجه صغيره. أشهر جاسر سلاحه بوجه الحارس والشر يتطاير من عينيه.</p><p></p><p></p><p>الحارس بذعر شديد: اا انا و**** ياباشا مش انا دد ده اصل، اااااااااااه</p><p>آسيل بصراخ: عاااااااااااااااااااااا.</p><p></p><p>- أطلق جاسر رصاصه هادرة لتصيب يده التي تحاوطها لكي تلثمها ثم أطلق رصاصه أخري على خف قدمه ليمنعه من الهرب او التحرك من أمامه، سقط الحارس أرضا وهو يتلوي ألما وقد أسقط الزجاجه الصغيره التي كان يمسك بها. بينما أبتعدت آسيل وأستقلت زاوية الغرفه وهي ترتجف بشده، نظر بعينيه الثاقبتين لتلك الزجاجه التي سقطت منه ثم أردف بنبره جهوريه صارمه قائلا</p><p>جاسر بنبره أجشه صارمه: أيه اللي كان في أيدك ده ياحيوان.</p><p></p><p>الحارس بأرتجاف: دد ده ده اا سامحني ياباشا والنبي أخر مره وو و**** انا</p><p>جاسر مقاطعا بنبره صادحه مصوبا سلاحه نحوه: متحلفليش، أنطق أيه اللي كان في أيدك وداخل هنا ليه</p><p>الحارس: دد دي نار. قق قصدي مية نار</p><p>آسيل بشهقه فزعه: هااااااااااا</p><p>- دلفت كاثرين مهروله أليهم عقب سماعها لصوت طلقات ناريه أتيا من الأعلي</p><p>كاثرين بفزع: سيدي ما تفعل</p><p>جاسر بنظرات غاضبه مشتعله: خديها برا</p><p>كاثرين بخوف: لكن...</p><p></p><p>جاسر بصياح: قولتلك خديها برررررررررررررااا</p><p>كاثرين باأنتفاضه: اا ءمرك أمرك</p><p>- أصطحبتها لخارج الحجرة وتوجهت بها صوب غرفه مودة والتي لم تكن أقل منها فزعا ولكنها ظلت جليسة غرفتها خوفا من الخروج منها</p><p>موده بذعر: كاثرين في أيه بره!</p><p>آسيل بأرتجاف: كان في...</p><p>كاثرين متحكمه بالموقف: لقد قبض سيدي الشاب على سارق كان يحتل غرفة سيدتي في أغوار الليل، هذا ما حدث</p><p>آسيل فاغره شفتيها: ...</p><p>موده بقلق: ياساتر ****.</p><p></p><p>( على الجهه الأخري )</p><p>جاسر بنبره محتقنه من الغيظ: يعني جوان هي اللي قالتلك تعمل كده وفهمتك أن ده أمر ثروت</p><p>الحارس بتألم شديد: أه اه ياباشا</p><p>جاسر متفحصا للزجاجه بين يديه: وكمان عاندتني ونزلت مصر تاني</p><p>الحارس مبتلعا ريقه بصعوبه: وو و **** المعبود هو ده اللي حصل</p><p>جاسر ممسكا بزجاجة مياه النار: أتصل بالهانم وقولها أنك نفذت أمرها، وأنك رايح عندها عشان تاخد بقيت فلوسك. وحسك عينك تحسسها أن في حاجه مش طبيعيه.</p><p></p><p>الحارس مومأ رأسه: أمرك ياباشا</p><p>- ضغط بيده المرتعشه على أزرار هاتفه الصغير ثم وضعه على أذنه منتظرا الرد</p><p>الحارس متحكما بأنفعالاته: الوو، أيوة ياست هانم، كله تم زي ماأنتي عايزة، اا ا صوتي! لأ أبدا بس قلبي واقع في رجلي وخايف ليكتشف الباشا حاجه، حاضر ياهانم، لا لا متقلقيش ده أنا شوهتهالك على الأخر. مسافة السكه.</p><p></p><p>- أنفرجت أسارير جوان وقفذ قلبها فرحا بعدما سمعت بذلك الخبر وظنت انها قد تخلصت من تلك البائسه، في حين أسند جاسر قدمه أعلي المقعد حيث كان الحارس ملقي على الارضيه امامه وأردف ب...</p><p>جاسر عاقدا حاجبيه: جدع، أنت بقي قولتلي هي قالتلك ترش الميا دي كده؟</p><p>الحارس بصراخ شديد: عااااااااااااااااااااااااا ااااااااه.</p><p></p><p>- أردف جاسر كلمته وهو يلقي بعضا من محتوي الزجاجه بوجهه حتى تشوه تماما وبرزت طبقات جلده الداخليه بعد أن سقطت الطبقه الحاميه لوجهه. دلف جاسر خارج الغرفه تاركا حارسه يصرخ ويصيح من الالم وهبط درجات الدرج وهو يصيح بصوته الجهوري مناديا على رجاله حتى أستمعوا له ولبوا ندائه على الفور</p><p>الحارس الأول بهلع: أوامرك ياباشا</p><p>الحارس الثاني: تحت أمر معاليك يافندم.</p><p></p><p>جاسر مضيقا عينيه بقوة وبنبره أجشه: اللي مرمي فوق ده تاخدوه على أوضة الكلب وتشوفوله بهيم يعالجه ولما يقف على رجله يترمي في الشارع رمية الكلاب اللي زيه</p><p>الحرس بنبره واحده: أمر معاليك.</p><p></p><p>- صدح صوت صراخه في المكان أثناء حملهم له حيث كانت ألآمه لا تحتمل، أطلت آسيل برأسها خارج الغرفه لتستكشف ما سبب كل هذه الضوضاء فلمحته وهم يحملونه هابطون درجات الدرج الخشبي فشهقت واضعه يدها على وجهها من هول المشهد الذي رأته وأعتراها الفزع الشديد حيث بدأت ترهبه أكثر من السابق ولكنها لم تستطيع الصمت، فتوجهت صوب الغرفه التي تمكث بها بأندفاع بعد أن رأته يدلف للداخل مره أخري. فوجدته يقف أمام خزانة الملابس الخاصه به ينتقي شيئا ما ليرتديه فثارت ثائرتها به هاتفه بنبره صارخه.</p><p></p><p>آسيل بنبره ثائره ولهجه مندفعه: أنت أزاي تعمل فيه كده، أنت أيه ياأخي معندكش قلب ولا رحمه، وأنا اللي كنت بدأت أقول فيك أمل ولسه جواك حاجه حلوة أنما تعمل فيه كده ليه. ده لو عبد عندك مش هتعمل كده</p><p>- ألتفت لها فجأة بعد أن كان موليها عدم أهتمامه وقبض على رسغها بقوة وأدرف بنبره محتقنه وهو يجز على أسنانه بغيظ.</p><p></p><p>جاسر بغضب أعمي: فووووقي أحنا مش في الجنه ياأستاذه أحنا في غابه بطلي سذاجه وشوفي الناس صح، اللي عملته ده كان هيتعمل فيكي أضعافه. أنتي المقصودة مش أنا، أنا محدش يقدر يمسني. اللي عملته كان رد فعل طبيعي جدا للي كان هيتعمل، أنا بمارس رد الفعل مش الفعل أفتكري كلمتي دي كويس.</p><p></p><p>- دفعها لترتد إلى الخلف بعد أن تركت أصابعه الصلبه أثرا بذراعها من شدة قبضته عليها، تركها متسمرة بمكانها تتخبط أفكارها بشده ثم توجه للمرحاض لكي يرتدي ملابسه</p><p>ماهي إلا بضع دقائق ودلف خارج الرحاض مرتديا حلته السوداء وقميصه الأسود الذي ترك أزراره منفتحه مما أظهرت عضلات صدره السداسيه. ورغم أناقته المعهودة بذلك اللون الاسود إلا أنه يضفي عليه غموضا فوق غموضه.</p><p></p><p>- لم تعقب آسيل أو تتفوه حرفا بل راقبته بصمت وظلت متتبعه لخطواته بعينيها حتى دلف خارح الغرفه وقد رأت الشر يتقافذ من عينيه فخفق قلبها خوفا عليه وليس منه ككل مره.</p><p></p><p>- توجه جاسر بأندفاع صوب سيارته وبعد أن أستقلها قادها بأندفاع وسرعه رهيبه متجها لمدينة القاهرة، وبعد ساعة ونصف من القياده السريعه والمتهورة وصل اخيرا اسفل البنايه التي تمكث بها جوان ثم هبط من سيارته وتوجه للأعلي ونيران الانتقام تشعل صدره وتاكل من عقله، طرق بخفه على باب منزلها حتى فتحت له فدفعها للداخل لتسقط أرضا ثم دلف هو ودفع الباب بقوة، وجه لها نظراته المشتعله بعينين محمرتين كجمرتي من نار ثم أردف بنبرته الشبيهه بزئير الأسد المفترس قائلا.</p><p></p><p>جاسر مقتربا بخطوات بطيئه: حذرتك من الخيانه صح ولا لأ؟</p><p>جوان مبتلعه ريقها بصعوبه: . آ آآاآ...</p><p>جاسر بصوت صادح: أنطقي</p><p>جوان باأنتفاضه: صص صح</p><p>جاسر بثبات: قولتلك أني هشيلك من على وش الدنيا لو فكرتي تمسي حاجه تخصني. صح ولا لأ؟</p><p>جوان بذعر: اا اه صح</p><p>جاسر منحني بجسده عليها: قولتلك أن العند معايا أخرته وحشه، وأنك أكيد خسرانه. صح ولا لأ</p><p>جوان مومأ رأسها بتوتر شديد: اااه.</p><p></p><p>جاسر جاذبا أياها وقد قبض على ذراعها بقسوة: الحاجه اللي تخصني غاليه اوي عليا، ومقبلش أن حد يمسها وآسيل تخصني. مراتي، ومقبلش حد يمسها بسوء</p><p>جوان محدقه عينيها: مم م مراتك! وانا؟</p><p>جاسر ببرود شديد: أنتي ولا حاجه، واحده عارضه نفسها للمتعه ومقبلش في يوم أسمها يتذكر جمب أسمي ولا حتى صدفه</p><p>جوان مبتلعه ريقها بمرارة: ...</p><p>جاسر بأبتسامه شيطانيه خبيثه: مش هموتك دلوقتي، أنا هسيبك عايشه بتتمني الموت ومش هتطوليه.</p><p></p><p>- قذفها بقوة لتسقط على الأريكه بينما أخرج زجاجة مياه النار من جيب سترته وسكبها بالكامل على وجهها وعنقها ونثر باقي قطراتها العالقه بالزجاجه على ذراعها. كانت تصرخ صرخات مدويه عاليه وتفيض عيناها بالدموع الغزيره الساخنه من هول الالم المبرح الذي تشعر به. أقترب منها بحذر ثم أمسك رسغها وقد لمست كفه تلك القطرات التي تناثرت على ذراعها ولكنه لم يبالي من الالم. بل أردف بنبره متشفيه قائلا.</p><p></p><p>جاسر: مفيش عندك أغلي من جمالك عشان أحرمك منه، والمره الجايه هحرمك من حياتك كلها. وده وعد وجاسر لما بيوعد بيوفي، أظنك جربتي بما فيه الكفايه</p><p>جوان بصراخ شديد: عااااااااا</p><p>- أنطلق جاسر خارج منزلها وقد شعر ببعض الراحه بعد أن نال حقه منها، لم يتمهل أو يعطي نفسه فرصة الانتظار بل قاد سيارته بسرعه جنونيه متجها بها صوب مزرعته مره أخري.</p><p></p><p>( باليونان حيث كان ثروت بأحد المراكز التجاريه الشهيره. تلقي أتصالات متعددة من هاتف جوان فأضطر الأنصياع لملاحقاتها له والرد عليها.</p><p></p><p>ثروت بتأفف: في أيه ياجوي شغاله زن زن، **** **** في أيه بتصرخي ليه كده، أهدي بس وفهميني في ايه، مش فاهم منك حاجه ياجوان أهدي وفهميني الليث جراله حاجه، بت أيه ومرات مين، بتقولي أيه! عايشه!؟ وعلى زمته، أنتي بتخرفي ياجوان، لا لا الكلام معاكي مينفعش على التليفون، أنا نازلك مصر بكره، لا النهارده كمان مش بكره</p><p>- أغلق ثروت هاتفه وهو غير مصدق ما سردته عليه جوان.</p><p></p><p>ثروت في نفسه: خدعتني ياليث، بتضحك عليا وتديني على قفايا، وكمان أتجوزتها طب أزاي، كانت دماغك فين لما عملت كده ودماغي أنا كانت فين لما صدقتك، هندمك وهندمها، مش هعديهالك بالساهل لو ده صح، وزي ما كنت ضهرك جوا وبره هابقي في وشك والضربه مش هتيحي من حد غيري!..</p><p></p><p>الفصل السادس والعشرون</p><p></p><p>- شعر جاسر ببعض الراحه تجتاح كيانه بعد شعوره أنه أتم أنتقامه الوحشي منها. لم يهتم بالتشوه الذي أصاب كف يده عقب ملامسته لذراعها المشوه. فقد كان عديم الشعور بتلك اللحظه نتيجة ثورته وغضبه.</p><p>وصل جاسر لقصره بالمزرعه بعد قيادة سريعه دامت لأكثر من ساعة ونصف ومن ثم عبر بوارة القصر الحديديه وتوجه صوب غرفة المكتب عبر الشرفه فتفاجأ بها جالسه على الأريكه باأنتظاره. وما أن رأته حتى بادرته قائله.</p><p></p><p></p><p>آسيل بتوجس: انت عملت ايه؟</p><p>جاسر ببرود: اللي المفروض يتعمل، جيبت حقي</p><p>آسيل: يعني أيه؟</p><p>جاسر موليها ظهره: ميعنيش حاجه، تقدري تطلعي تنامي وأنا خليت كاثرين تظبط الأوضه ومسابتش فيها أثر لأي حاجه</p><p>آسيل مبتلعه ريقها: طط طب، واللي جاي</p><p>جاسر قابضا على عينيه: مينفعش تفضلي قاعده هنا لازم تمشي</p><p>آسيل وقد أنفرجت أساريرها: هرجع بيتي؟</p><p>جاسر بنظرات زائغه: ...</p><p>آسيل بتوجس: في ايه، بتبصلي كده ليه؟</p><p></p><p></p><p>جاسر بنبره حازمه: ده بيتك. متفكريش انك هتمشي من هنا يامليكتي</p><p>آسيل عاقده حاجبيها بتذمجر: ا ا...</p><p>جاسر موليها ظهره: مهما كان اللي هتقوليه، لازم حد فينا يموت عشان التاني يسيبه، سمعتي يامليكتي</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ...</p><p>جاسر بحده خفيفه: الكلام خلص، ياريت تروحي تنامي. تصبحي على خير</p><p>- تركها ودلف للخارج حتى يجبرها على ترك المكان. ثم توجه إلى الأعلي ومكث به حتى اليوم التالي.</p><p></p><p></p><p>- في صباح اليوم التالي وصل ثروت لأرض مطار القاهره الدولي بأسم وجنسيه وشخصيه مختلفه، كما أنه أمر عيسي بالرجوع إلى مصر بأسرع وقت. حيث لم يستطيع للأنتظار للرحله القادمه بل أستقل طائرة خاصه مجهزة ولم يهتم بأى تكلفه، وما أن وصل وأتم الأجراءات توجه صوب العنوان الذي دونه بعد أن أعطته له جوان، وعندما وصل للبنايه وجدها شبه مهجورة من سكانها ولا تحتوي حتى على حارس. لوي شفتيه باأمتغاض ثم توجه صاعدا لأعلي، بينما كانت جوان ملقاه بحوض المياه الكبير ( البانيو ) وأسدلت المياه البارده على أجزاء جسدها الملتهب والمشوه. كانت تكبح دموعها حتى لا تنسدل على وجنتيها فتزيد من لهيب وجهها، وفجأة سمعت صوت طرقات عاليه على باب المنزل فهبت من مكانها على الفور وتوجهت للخارج بعد أن أحاطت جسدها بمنشفه قطنيه قصيره. وعندما فتحت باب المنزل فزع ثروت من هيئتها المشوهه والمخيفه حتى أنه كاد ينصرف من أمامها ولكن أستوقفه سقوطها فاقده للوعي وكأنها كانت منتظره قدومه حتى تستسلم لآلمها. قام ثروت بأحضار أحد الأطباء المعروفين لديه والتي تجمعهم علاقه معرفه، وبعد فحص دقيق من الطبيب أكد على ضرورة أيداعها بمشفي لعلاج ما أصابها قبل أن يتمادي أكثر من ذلك وبالفعل قام ثروت بذلك.</p><p></p><p>( وبأحد المراكز الخاصه بعمليات التجميل وعلاج الامراض الجلديه )</p><p>جوان مبتلعه ريقها: أنت مغلطني كمان ياثروت وانا...</p><p>ثروت مقاطعا بنبره حازمه: أنتي عرفتي اللي حصل وخبيتي عني ودي حاجه ما تتغفرش</p><p>جوان بدموع: ماانا كنت عايزه احل الموضوع من غير ما تحصل مشاكل بينك أنت وليث</p><p>ثروت بنبره جهوريه: تقومي تخدعيني، تكدبي عليا</p><p>جوان بنبره هادره: ماليش دعوة ياثروت، أنا عايزة حقي هاتلي حقي من ليث.</p><p></p><p></p><p>ثروت عاقدا حاجبيه بأستنكار: ليث! هو فين ليث ده؟!</p><p>جوان: أتجوزها وباعنا، شويه شويه هيقولك أتوب وأبطل شغل معاك</p><p>ثروت بحده: خلاااااص كفايه انا مش محتاج تسخين انا سخن لوحدي</p><p>جوان بتنهيده مريرة: برده عايزة حقي</p><p>ثروت موليها ظهره: الف سلامه. سلام</p><p>- توجه ثروت لخارج المشفي ومنها صوب سيارته، أمسك هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم وضعه على أذنيه متتظر الرد</p><p>ثروت: أنت فين؟</p><p>عيسي: لسخه هوصل مطار القاهره بالليا.</p><p></p><p>ثروت: لو معاك اي حاجه سيبها بأي مكان وتعالالي بسرعه اول ما توصل. انا هكون عند...</p><p>عيسي بتأفف: طيب</p><p>ثروت: سلام</p><p>- لم يتذوق جاسر طعم النوم ولم يصل النعاس لجفنه، حيث ظل يفكر فيما سيفعله بتلك المعضله التي واجهته وأثناء شروده</p><p>كاثرين بنبره رخيمه: سيدي، صنعت لك قدحا من القهوة الساخنه ووضعتها داخل حجرة المكتب كما أمرت</p><p>جاسر باأقتضاب: طيب روحي أنتي وانا نازل</p><p>كاثرين بتردد: اا ا ماذا ستفعل؟</p><p></p><p>جاسر بنظرات ذات مغزي: مش عارف، كل اللي أعرفه أن آسيل مينفعش تفضل هنا في المزرعه، لازم تسيب مصر كلها وأنتي معاها</p><p>كاثرين محدقه: ماذا عن سيدتي مودة؟</p><p>جاسر بتنهيده: مودة مسافره بكره الصبح عشان دراستها</p><p>كاثرين: وأنت؟</p><p>جاسر قابضا على شفتيه: لازم أضبط كل أموري هنا الأول وبعدين أحصلكم</p><p>كاثرين: أواعي أنت لما تقول سيدي؟</p><p>جاسر بتنهيده حاره: أيوة واعي. انزلي انتي دلوقتي</p><p>كاثرين مومأه رأسها: أمرك</p><p>- صباح اليوم التالي.</p><p></p><p></p><p>أصطحب جاسر أخته الصغيره للمطار بعد أن ودعت آسيل وداعا حارا لكي تترك أرض مصر متوجهه إلى انجلترا، حيث الجامعه البريطانيه كامبريدج. كان وداعه لها ملئ بالشوق الجارف حيث ضمها لصدره بقوه قبل أن يردد على مسامعها نصائحه الغاليه. ثم تركها برفقة الفوج الطلابي المسافر أيضا للدراسه وبعدها ذهب إلى مقر شركته بوجه عابس مكفهر</p><p>جاسر بحده: هاتيلي كل التعاقدات بتاعت السنه دي</p><p>السكرتيره: حاضر يافندم.</p><p></p><p></p><p>- ذهبت السكرتيره الخاصه بمكتبه لتنفيذ أمره بينما توجه جاسر لخزانته وبعد أن فتحها ألتقط جواز السفر الخاص به وأخذ يتفحصه عن كثب ثم ذفر أنفاسه المختنقه وألقاه بالخزانه مره أخري وتوجه صوب مقعده الوثير.</p><p>قضي لحظات قليله داخل مكتبه ولم يطيق الجلوس أكثر من ذلك، كان شعورة بالخطر يداهمه بشده. فترك الشركه بعد أن أتم مراجعة التعاقدات والتوقيع على تعاقدات جديده، ومن ثم توجه لقصره مره أخري.</p><p></p><p>كانت آسيل قابعه بحديقه القصر وجانبها روكس عندما وصل جاسر لساحة الحديقه الفسيحه، حيث وجد الأنسجام بين روكس وآسيل بدأ يزيد فعلي ثغره أبتسامه صغيره ثم دلف لشرفة مكتبه للدلوف عبرها وقام بخلع سترته وألقاها على الأريكه. بتلك اللحظه أستمع جاسر لصوت سيارة تصدر أبواقها عاليا فنظر من شرفته مضيقا عينيه ليكتشف هوية تلك السياره حتى لمح طيف ثروت فحدقت عيناه بشده وتوجه للخارج راكضا. بتلك اللخظه ايضا كانت آسيل قد أستعدت لتدلف للداخل ولكن أستوقفها صوت ثروت هاتفا.</p><p></p><p>ثروت بنبره أجشه: أقفي عندك!</p><p>آسيل بدهشه: أنا،؟</p><p>جاسر واقفا أمامها ليجعلها خلفه: أهلا ياثروت. نزلت مصر أمتي؟</p><p>ثروت ناظرا بحده لأسيل: امبارح. الف مبروك ياعريس، مش كفايه عليك ثلاث شهور عسل ولا أيه؟</p><p>جاسر مضيقا عينيه: خير ياثروت؟ جاي ليه</p><p>ثروت بنبره محتقنه مغتاظه: جاي أعظل اللي أنت معملتوش، وأنفذ اللي معرفتش تنفذه</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ...</p><p>جاسر بنبره صارمه: ياربت تتكلم بوضوح.</p><p></p><p></p><p>ثروت: اللي وراك دي أيه اللي معيشها لحد دلوقتي؟</p><p>جاسر بلهجه حازمه: دي مراتي ياثروت</p><p>ثروت: مستعد أعديلك خداعك ليا وكدبك عليا، لو قتلتها قدامي دلوقتي ونفذت كلامي</p><p>آسيل بشهقه قابضه على ذراعه: هااااااا</p><p>جاسر بحده: بقولك مراتي، يعني محدش هيمسها بسوء طول ماانا عايش.</p><p></p><p>- أخرج ثروت سلاحه من جيب بنطاله بينما بادره جاسر وأخرج هو الاخر سلاحه من خلف ظهره وأشهره بوجهه في حين دلف عيسي خارج السياره على أثر مشهدهم ذلك بينما كانت آسيل تنتفض من ذلك الرجل فزعا وأصابتها الرعشه</p><p>ثروت بنبره صادحه: أنت بترفع السلاح في وشي ياليث</p><p>جاسر بحده: انت اللي أبتديت والبادي أظلم، دي مراتي يعني تخصني. يعني عشان تمسها لازم تدوس على كفني الأول.</p><p></p><p>عيسي مهرولا: أنتوا بتعملو ايه ياجماعه، هتخسروا بعض عشان...</p><p>جاسر بنبره صارمه: أنت تسكت خالص يادلدول، وحسابك معايا بعدين مش دلوقتي و**** لأندمك على اليوم اللي خالفت فيه امر من أوامري</p><p>ثروت: الاوامر اوامري اناااا ياليث</p><p>كاثربن مهروله للداخل على أثر صوتهم: مظ ملذا بحدث، هاااا سيدي ثروت!</p><p>جاسر: خديها جوه ياكاثرين</p><p>ثروت بغضب مصوبا سلاحه بوجهها: مش هتتحرك من هنا.</p><p></p><p>جاسر بصوت أجش: لو مستغزي عن حياتك وحيات اللي معاك حاول بس تضرب رصاصه واحده عليها</p><p>ثروت بحده ونبره هادره: انت أتجننت ياليث. ازا بتقولي الكلام ده!</p><p>عيسي غامزا: ثروت باشا، تعالي نمشي دلوقت ولما جاسر يهدي هنتكلم تاني</p><p>جاسر بحده: ولا دلوقتي ولا بعدين، لفوا وارجعوا مكان ما جيتوا</p><p>عيسي محدقا: ...</p><p>ثروت رافعا حاجبيه: هي كده! طب أفتكر مين بدأ. انا اللي عملتك وزي ما عملتك ههدك والضرب مش هاييجي غير مني انا يا، ليث.</p><p></p><p>جاسر بثقه: الليث ما بيتهددش. وانا اللي عملت مش انت. انت من غيري ولا حاجه</p><p>ثروت باأبتسامه: بكره بينا</p><p>- التفت ثروت مندفعا نحو سيارته وخلفه عيسي ومن ثم تحرك بها لخارج المزرعه. بينما كانت آسيل ترتعش وترتجف خوفا من ذلك الرجل، ضمها جاسر أليه بقوه مربتا على ظهرها ثم أردف بنبره رخيمه</p><p>جاسر بهدوء: متخافيش، أنتي معايا</p><p>آسيل بدموع: عن أذنك</p><p>جاسر: آسيل، خلاص روحي، خديها ياكاثرين خليها ترتاح ومتسيبهاش خالص.</p><p></p><p>كاثرين بنبره قلقه: أمرك، هيا بنا سيدتي</p><p>آسيل ناظره إليه: ...</p><p>- داخل سيارة ثروت حيث كان يلعن حظه العسير الذي جعله يشتبك مع جاسر ويخسره للأبد، ولكنه لن يتراجع عن تهديداته له، بينما كان عيسي يشعر ببعض الراحه عقب تخلي جاسر عنه خاصه وأن عمله معه كان فرضا عليه من قبل ثروت، قطع ثروت حاجز الصمت قائلا</p><p>ثروت بخبث: هي البت دي ملهاش أهل يسألوا عليها ولا أيه؟</p><p></p><p></p><p>عيسي بعدم فهم: أكيد ليها، ده خطيبها كان قالب عليها الدنيا</p><p>ثروت باأبتسامه ماكره: يبقي لازم نقدم خدماتنا ونساعدهم يوصلو لبنتهم، أكيد وحشاهم</p><p>عيسي باأبتسامه واسعه: ياحلاوتك ياكبير</p><p>ثروت بلهجه آمره: عنوان أهلها يجيلي</p><p>عيسي غامزا: موجود ياباشا، معايا من ساعة ما كنة بنخطط لخطفها</p><p>ثروت بنبره ماكره: حلو أوي، خليهم يلبسوا في بعض. ولو مفلحتش في بدل الخطه عندي ألف</p><p>( بمنزل آسيل ).</p><p></p><p>- أرادت سهيله أن تبث الأمل في نفس والدتها التي فقدت شهيتها للحياه بعد أختفاء أبنتها. فسردت على مسامعهم ما حدث معها حرفا</p><p>لميا بلهفه: معقوله الكلام اللي بتقوليه ده ياسهيله، يعني بجد قرب يوصلها</p><p>سهيله باأبتسامه: يعتبر كده، **** يلم شملنا على خير بقي ياااارب</p><p>رؤؤف: طب أمجد مكلمكيش تاني ياسهيله ولا قالك وصل لأيه.</p><p></p><p>سهيله لاويه شفتيها: لا بصراحه انا كمان مش عايزة أخنقه بأسئلتي الكتير وسيباه يتصرف، اكيد لو في حاجه هيتصل ويقول</p><p>لميا فاركه بمكانها: لا ماأنا ميهمنيش كلامك ده، لازم اعرف عمل ايه ووصل لأيه. كلميه دلوقتي خليه يطمنا</p><p>سهيله: حاضر ياماما. ثواني أجيب تليفوني</p><p>رؤؤف: أهدي يالميا، قولي **** و**** مش هيخذلنا أبدا</p><p>لميا رافعه يدها للسماء: يااااارب، عارف يارؤؤف لو...</p><p></p><p>- لم تستكمل كلمتها حيث قاطعها الضجيج الذي سببه جرس الباب، فنهضت لميا بتأفف من مكانها متوجهه صوب الباب لتفتحه على مضض</p><p>لميا بضيق: ياربي هو ده وقته. أيوووه</p><p>ثروت بثبات ونبره عميقه: مش ده منزل رؤؤف الشاذلي المحامي</p><p>لميا عاقده حاجبيها: أيوه هو، مين حضرتك؟!</p><p>ثروت مدققا نظره: حضرتك تبقي مين؟!</p><p>لميا: أنا مراته، هو في حاجه؟</p><p>ثروت محدقا بتفحص: ، لميا!</p><p>لميا بذهول: هو حضرتك تعرفني!</p><p></p><p>ثروت بنظرات غريبه غير مصدقه: مش فكراني، معقول السنين نسيتك مين أنا؟</p><p>لميا مضيقه عينيها: ...</p><p>ثروت: أنا ثروت، ثروت يالميا</p><p>لميا فاغره شفتيها. مبتلعه ريقها بصعوبه: ثث ر ثر ثروت!..</p><p></p><p>الفصل السابع والعشرون</p><p></p><p>- تسمرت لميا مكانها لحظات تحاول أستيعاب ما تراه أمامها. لقد عادت بها ذاكرتها لسنوات طويله مضت قد تناست أمرها وأعتقدت أنها لن تعود، أفاقت من شرودها على صوته</p><p>ثروت بذهول: أنتي بتعملي أيه هنا، مش ده بيت رؤؤف المحامي؟!</p><p>لميا بتنهيده: أيوة ده بيت جوزي، خير؟</p><p>ثروت وقد لمعت عيناه: كنت عايزه في موضوع يخص بنته، بس واضح أنها مش بنته لوحده</p><p>لميا بلهفه شديده: بنتي! أنت تعرف حاجه عنها</p><p>ثروت بتهكم: أعرف قوي.</p><p></p><p></p><p>رؤؤف من الداخل: مين يالميا؟</p><p>لميا بقلق: اا د ده...</p><p>- دلف ثروت للداخل متأملا المنزل من حوله ومدققا النظر لكل تفاصيله. حتى وقعت عينه على برواز خشبي أنيق معلقا على جدار المنزل يحمل ( آسيل و أمجد ) في حفل خطبتهم. تأمل الصوره عن كثب حتى قاطعه رؤؤف بنبره جديه حازمه</p><p>رؤؤف: مين حضرتك؟</p><p>ثروت بنظرات ثابته: أنا ثروت، ثروت التهامي. معقول نسيتني</p><p>رؤؤف مدققا النظر: ثروت! مش واخد بالي.</p><p></p><p></p><p>لميا مبتلعه ريقها بصعوبه: ده أخو حمدي **** يرحمه ياثروت</p><p>رؤؤف بملامح بكفهره: جاي ليه هنا ياأستاذ؟</p><p>لميا بلهجه سريعه: جاي في حاجه تخص آسيل يارؤؤف</p><p>ثروت لاويا شفتيه: ولو أعرف أنها بنتك أنت مكنتش جيت، ياريتني سيبت قلبك يتحرق عليها زي ما حرقتي قلبي على أخويا الوحيد</p><p>لميا بتوجس: بنتي ملهاش ذنب في حاجه ياثروت دي تبقي...</p><p>رؤؤف مقاطعا بنبره صارمه: لميا، أستني أنتي، خير ياأستاذ وأيه اللي عرفك بالموضوع.</p><p></p><p></p><p>ثروت جالسا بأريحيه على الأريكه: ده مش شغلك، أنا عارف مكانها وهي مع مين كمان</p><p>لميا بتلهف وحيره: ما تتكلم ياثروت حرام عليك. ثلاث شهور معرفش حاجه عن بنتي أنطق</p><p>ثروت بنظرات حانقه: وأخويا اللي ضاع بسببك، أرجعه من تربته أزاي.</p><p></p><p>لميا قابضه على عينيها: انا ماليش ذنب في اللي أخوك عمله، مش أنا اللي قولتله يتاجر في السم الهاري اللي كان بيتاجر فيه ولا يموت نفسه في السجن. هو اللي أضطرني أرفع عليه قضية الخلع وأكسبها، كان عايزني أعيش معاه بفلوسه الحرام أنا والطفل اللي كان في بطني</p><p>ثروت بنبره أجشه: وأهو راح اللي كان في بطنك والحمد *** أنه راح</p><p>لميا مصره على أسنانها بغيظ: مين قالك أنه راح</p><p>رؤؤف محدقا: لمياااااا!</p><p></p><p>لميا بعدم أهتمام: أستني يارؤؤف، لازم يعرف أن بنتي العروسه المخطوفه واللي هو جاي شمتان فيها تبقي بنت أخوه</p><p>ثروت بقهقهه عاليه: ههههههههههههههههه بايخه أوي لعبتك وملهاش طعم، بنتك شهادة ميلادها على أسم الأستاذ الكبير. سيادة المحامي المبجل ولا فاكراني مش عارف</p><p>لميا بحده: أيوة على أسمه، من أول يوم بنتي أتولدت فيه وهي عارفه أنها بنت رؤؤف ومكتوبه على أسمه</p><p>ثروت بتهكم: أمممم بجد؟</p><p>لميا بتحدي: أنا هثبتلك كلامي.</p><p></p><p></p><p>رؤؤف ممسكا ذراعها بحنق: كفايه بقي يالميا، آسيل بنتي أنا. ليه عايزة تفتحي في الماضي وتطلعي كل المستخبي</p><p>لميا متملصه من بين يديه: لازم يشوف عشان يصدق.</p><p></p><p>- خطت بقدميها صوب غرفتها بخطوات سريعه و توجهت لخزانة الملابس الخاصه بها، ثم فتحت صندوقا صغيرا موضوع بدلفتها وأخذت تعبث بالأواق الموضوعه به. حتى أخرجت ورقه قديمه قد أصفر لونها على أثر السنوات الطويله التي مضت عليها. بينما دلفت عليها سهيله ممسكه بهاتفها المحمول بيدها، تعجبت لحالة التوتر التي أصابت والدتها ولتلك الأوراق التي تمسك بها فأردفت بنبره متسائله.</p><p></p><p>سهيله عاقده حاجبيها: أيه الورق ده ياماما، ومين الشخص إلى قاعد مع بابا بره ده</p><p>لميا بتوتر: هاا، مفيش حاجه، أدخلي أوضتك ومتخرجيش منها نهائي إلا لما أأذنلك بده</p><p>سهيله رافعه حاجبيها: ايوة بس ا...</p><p>لميا بنبره حاده: قولتلك أدخلي أوضتك ياسهيله، ليه غاويه منهاده</p><p>- تركتها والدتها ودلفت خارج الغرفه متوجهه صوب حجرة المعيشه. وقفت أمامه بثقه ثم مدت له يدها ببعض الأوراق ليطلع عليها</p><p>ثروت بلامبالاه: أيه ده!؟</p><p></p><p>لميا بلهجه حازمه: شهادة ميلاد بنتي وتحليل DNA عملته ليها يوم ولادتها. وكمان تحاليل فيها تفاصيل دمها عشان تتأكد وتقارن ال DNA بصورة الدم الكامله</p><p>رؤؤف قابضا على شفتيه بقوة: ...</p><p>ثروت مدققا النظر بالأوراق: التحليل أتعمل بعد ما أخدتي الخلع بست شهور بس، يعني مكنتيش لحقتي تتجوزي ولا تخلفي، ده أنا هسجنك أنتي وجوزك</p><p>رؤؤف بحده وصرامه: أحفظ أدبك وأنا في بيتي.</p><p></p><p>ثروت ناهضا من مكانه بأندفاع: أدبي! أنتوا خليتوا فيها أدب. بنت أخويا تتسمي بأسم واحد تاني وتقولي أدب. مزورين وتقولي أدب</p><p>رؤؤف بنبره غليظه: زورنا عشان مصلحة البنت، مش أحسن ما يتحط أسمها بعد أسم تاجر مخدرات</p><p>ثروت مشيرا بأصبعه في وجهه: متخلنيش أندمك على اليوم اللي فكرت تتجوز فيه مرات أخويا.</p><p></p><p></p><p>رؤؤف دافعا ذراعه بعيدا: أنا مبتهددش، ومتنساش أنك في بيتي وتليفون واحد للشرطه هتيجي تشيلك وأحتمال تديني وسام شرف كمان، أوعي تكون فاكرني معرفش القضيه اللي عليك واللي هربت بعد ما أتحكم فيها</p><p>لميا بنبره راجيه: بنتي، بنتي فين ياثروت أرجوك تقولي</p><p>ثروت بغيظ: ...</p><p>لميا بعيون دامعه: أنا أكدتلك أنها من دمك، حرام عليك قولي هي فين</p><p>ثروت بنبره ممتغصه: بنتك في مزرعة، على الطريق ال، الكيلو، مع جوزها.</p><p></p><p>لميا ضاربه على وجهها: يانصيبتي!</p><p>رؤؤف مبتلعا ريقه بمرارة: جج جوزها!؟ أزاي وأمتي؟</p><p>لميا بعدم وعي: يعني بنتي هربت متخطفتش!</p><p>ثروت بثبات: لا ما هربتش، اتخطفت وأتجوزها. رجعوها وهي تبقي تحكيلكوا اللي حصل</p><p>رؤؤف بمكر: وطالما عارف مكانها مترجعهاش أنت ليه. مش عامل محموق وزعلان أوي ومطلعنا مزورين.</p><p></p><p></p><p>ثروت بنبره جامده: وانا مالي، مفيش حاجه تربطني ببنتك ولا حتى شهادة ميلاد. ولو على الدم وصلة القرابه فا دي هتكون الشفيع ليها فأني مخلصش عليها</p><p>لميا بشهقه: ...</p><p>رؤؤف بتذمجر: أنت عرفت كل ده أزاي؟</p><p>ثروت بتعالي: مالكش فيه؟ وسيرتي لو جت في أي موضوع أنا هخرب حياتكوا العمرانه، ومتنسوش كلامي ده.</p><p></p><p>- وزع ثروت نظراته الساخطه عليهم قبل أن ينطلق بخطوات متعجله لخارج البنايه بأكملها، أستقل سيارته ثم أمر السائق بالأنطلاق سريعا. ظل التفكير يراوده بقوة. فقظ فسد مخططه بالكامل بعد أن علم الصله التي تربطه باآسيل فكان ينوي التخلص منها وسلب حياتها بالكامل عقب أن تعود لمنزلها. ولكن الأن لا يستطيع.</p><p></p><p>ثروت في نفسه: بنت أخويا! طلع ليك بنت ياحمدي ياأبن أبويا وأمي. وانا مش هقدر أمسها بالسوء على الأقل عشان عضم التربه، مال الحكايه كل مدي بتتعقد كده ليه، حتى الليث مبقاش هو الليث. خسرته، أيوة خسرته!</p><p></p><p></p><p>- أستمعت سهيله لجزءا كبيرا من حديثهم، لم تصدق إي كلمه تفوهو بها وكأن كابوسا مزعجا يسيطر على عقلها. تمنت لو أستيقظت من نومها في الحال لتجد أن كل ما حدث حلما ولكن لامفر من الواقع. دلفت للخارج بخطوات ثقيله للغايه وكأنها تجر قدميها عنوة عنها</p><p>سهيله بعيون دامعه: يعني أختي مش أختي!؟</p><p>لميا محدقه: ...</p><p></p><p>رؤؤف بضيق بالغ: أنتوا الأتنين بناتي ياسهيله، انا اللي مربيكوا وانا اللي معلمكوا الصح والغلط، أنا اللي شقيت عشانكوا مش حد تاني</p><p>سهيله باأختناق: بس مش من دمي؟</p><p>لميا بصرامه: أخرسي! أنتوا الأتنين من بطن واحده ودم واحد، آسيل أختك أنتي سامعه</p><p>سهيله بدموع: ...</p><p>رؤؤف بحسره: لا حول ولا قوة إلا ب****.</p><p></p><p>- بدأت أنفاسه تتقطع ( رؤؤف ) ويتصبب عرقا غزيرا كما بدا وجهه يتغير لونه للأحمرار وتشوشت رؤية عيناه. فقد كان يعاني هبوطا بمستوي السكر بالدم، أبتلع ريقه الجاف بصعوبه وأردف بصوتا خافتا</p><p>رؤؤف ملتقطا نفسه بصعوبه: ل لمياا، جالي هبوط ألحقيني.</p><p></p><p>- ركضت لميا لحيث ( المطبخ ) وأحضرت زجاجه من العصير المثلج من داخل المبرد ( الثلاجه ) وذهبت أليها بخطي سريعه حتى تسعفه قبيل أن يتطور الأمر لغيبوبة سكر. فاأرتشفها بشراهه وما هي إلا دقائق حتى عاد السكر بصورته الطبيعيه للجسم، نهض عن مكانه بتثاقل وتوجه لغرفته بخطوات بطيئه بينما جلست لميا ترثي حظها العسير وحظ أبنتها كذلك.</p><p></p><p>لميا في نفسها: أتجوزت! ليه وأزاي، طب وخطيبها هنقوله أيه، وهي هتقول للناس أيه ولا تواجههم أزاي. ياخيبتك يالميا</p><p>- كان متابعا للأحداث أولا بأول، فقد أشرف ( أيمن ) بنفسه على البحث خلف ( سامي ) ولكن باءت عملية أصطياد الأخطاء عمليه بالفشل. حيث لم يترك سامي خلفه إي دليل يدينه، بينما أقترح عليه أمجد مواجهته بالصور الملتقطه له وتهديده أما تسليم جاسر لهم أو التوريط معه.</p><p></p><p>أيمن بنبره ثابته جديه: يبقي فاضل بس نعرف هنواجهه أمتي</p><p>أمجد حاككا رأسه: وقبل كل ده لازم أعرف مكان آسيل الأول. مينفعش نشتبك مع الليث قبل ما تكون آسيل معايا، عشان ميبقاش لينا نقطة ضعف</p><p>أيمن عاقدا حاجبيه: وده نعرفه أزاي؟</p><p>أمجد ذافرا أنفاسه بضيق: و**** ماأنا عارف، بس أكيد في طريقه</p><p>- وأثناء تبادلهم الحوار والمناقشه تلقي أمجد أتصالا هاتفيا من قبل ( رؤؤف )، لم يتردد أمجد في الضغط على هاتفه والرد سريعا.</p><p></p><p>أمجد: أيوة ياعمي. أزيك</p><p>رؤؤف بنبره جامده: الحمد ***، عايزك تجيلي حالا ياأمجد</p><p>أمجد عاقدا حاجبيه: خير ياعمي في حاجه حصلت؟</p><p>رؤؤف بتنهيده: لما تيجي هتعرف، مستنيك</p><p>أمجد لاويا شفتيه: حاضر ياعمي مسافة السكه</p><p>- نظر له أيمن بترقب وكأنه ينتظر أن يقص عليه ما حدث</p><p>أمجد ناهضا من مجلسه: عمي عايزني في موضوع مهم ولازم أروحله</p><p>أيمن مومأ رأسه: طيب نكمل كلامنا بعدين</p><p>أمحد ملتقطا مفاتيحه: **** يسهل، سلام.</p><p></p><p></p><p>- كان رؤؤف متأهبا لمجئ أمجد بأي لحظه. يرتب بخلده ما الذي يجب عليه قوله حتى أنه قرر في قرارة نفسه ألا يبوح بسر زواجها الذي لا يعلمون عنه شيئا حتى للأن، فما يهمه ويشغل باله هو رجوع أبنته بين أحضانه مرة أخري. وبعد وقت ليس بالقليل وصل أمجد وقرع الباب بطرقات خافته، فهب رؤؤف من مكانه لكي يستقبله بنفسه ومن ثم أصطحبه لغرفة الأستقبال</p><p>أمجد جالسا: خير ياعمي قلقتني.</p><p></p><p>رؤؤف بتنحنح: اا ا اأحممم، كنت عايز أقولك على خبر كده وو و، و...</p><p>أمجد بتوجس: أعصابي سابت أكتر ما هي سايبه ياعمي</p><p>رؤؤف مستجمعا رباطة جأشه: أحنا عرفنا مكان آسيل</p><p>أمجد مندفعا من مكانه: أيييييييه، هي فين وعرفتوا مكانها أزاي. طب هي كويسه ولا...</p><p>رؤؤف مقاطعا: أهدي ياأمجد، أنا هاديك العنوان لكن مقدرش أقولك إي تفاصيل</p><p>أمجد قاطبا جبينه بدهشه: متقدرش ليه ياعمي</p><p>رؤؤف موليه ظهره: هتاخد العنوان وتتصرف ولا أتصرف أنا.</p><p></p><p>أمجد متحركا ليقف قبالته: أديني العنوان، وبسرعه</p><p>- هبط أمجد أسفل البنايه بخطوات راكضه وقلبه يكاد يتوقف عن العمل. لم يطيق ا نتظار بل هاتف صديقه على الفور ليبلغه بأخر التطورات</p><p>أيمن محدقا عينيه: أنت بتكلم جد، طب وصلولها أزاي</p><p>أمجد بلهفه: مش عارف، عمي مكنش عايز يتكلم معايا خالص. المهم أني عرفت مكانها</p><p>أيمن بتفكير: يبقي نبعت قوة و...</p><p></p><p>أمجد بفزع: لا لا لا أنت ناسي القوة اللي بعتناها وضاعت في شربة ميا ومنعرفش راحو فين</p><p>أيمن حاككا طرف ذقنه: أمال هنعرف نجيبها من هناك ونمسكه متلبس بقضية خطف أنثي أزاي؟</p><p>أمجد بشوق جارف: أرجعها الاول، وبعدين نبقي نلبسه زي ما أحنا عايزين، ومحدش غيري هيصلح الغلطه دي ويرجعها.</p><p></p><p>- أيقن عيسي أن وجوده بمصر خاصة بعد ما حدث بينه وبين جاسر يمثل خطورة شديده عليه وبالأخص بعد تهديده الصريح له، لذا قرر في قرارة نفسه أنه لابد وأن يغادر البلد بالكامل، دار بخلده اللجوء لليونان حيث يكون ثروت وبذلك سيعود النفع عليه بالتأكيد خاصة بعد أن تواعد أثنتاهم لبعضهما البعض ( ثروت و جاسر )، ولكن خطر بباله شيئا أكثر داهيه من ذلك. فلما لا يستكمل مشروع مصنع الماس بالبرازيل والذي شرع جاسر بناءه بالفعل. وحينها سيكون العائد أكبر وله هو فقط، أعماه الطمع والأنانية حتى أنه لم يفكر بأمر أخيه الأصغر او ما سيفعله معه. بل قرر الهرب وللأبد عن مصر وقبيل تدبير جاسر له بأي مكيده، ولكن شتان الفرق بين تفكير أثنتاهم. فلقد أعد له جاسر فخا بالفعل حتى قبل أن يفكر حتى بالهرب.</p><p></p><p>- قام عيسي بأعداد عدته لتحويل أقامته للبرازيل للأبد حتى أنه نقل حساباته كامله بالبنوك للخارج. في حين لم يشعر سامر بريبه بالأمر. حيث خدعه أخيه أنها رحلة عمل وسيعود بالقريب العاجل، وبعد أن أكتمل التجهيز لكل شئ لمغادرة البلاد في غصون يومان قرر عيسي أن يصطحب سامر معه لأرض مطار القاهره الدولي ليودعه ولكي يعود مره أخري برفقة سيارته ( سيارة عيسي )</p><p>( داخل مقر مطار القاهرة الدولي ).</p><p></p><p>عيسي بثبات: فهمت هتعمل أيه ياسامر؟</p><p>سامر: هي دي أول مرة هتسافر فيها ياعيسوي</p><p>عيسي بغيظ: تاني عيسوي!</p><p>سامر مربتا على ظهره بضحك: ههههه عديها بقي</p><p>عيسي بتأفف: سيبتلك في الفيزا فلوس تكفي سنتين قدام. أعملك مشروع ولا حاجه بدل ما تشحت بعد كده</p><p>سامر غامزا: لا متقلقش مش هشحت ولا حاجه **** يخليك ليا بقي</p><p>عيسي لاويا شفتيه: عموما أنا نصحتك، أرجع أنت البيت بالعربيه وأنا خلاص هعدي بالباسبور وأستني النداء.</p><p></p><p></p><p>سامر ملوحا بيده: ماشي. ترجع بالسلامه</p><p>عيسي: سلام</p><p>- أستدار سامر ليذهب بينما توجه عيسي للساحه الكبيره حيث الموافقه على جواز السفر الخاص به والتأكد من صحة تأشيرات السفر. شعر عيسي بريبه عندما بادله الموظف القابع خلف اللوح الزجاجي بنظرات غامضة خالية من المعاني، ثم أستأذنه الأنصراف للحظات. وبعد دقائق قليله حضر ومعه موظفو التفتيش بالمطار</p><p>ضابط التفتيش: ممكن تتفضل معانا ثواني.</p><p></p><p>عيسي بتوجس: خير ياحضرت، في حاجه مش مظبوطه</p><p>ضابط التفتيش مشيرا بيده: هنعرف كل حاجه جوه. أتفضل.</p><p></p><p>- أصطحبه الضابط معه ليتم تفتيش حقائبه الجلديه، كانت ملامح عيسي خاليه من الخوف أو حتى القلق. فهو حتما متأكد من عدم وجود ما يدينه، ولكن فجأة، حدق عينيه بصدمه وتبدلت ملامح وجهه البارده لملامح مذعورة يعتريها الخوف. فقد وجدوا كميه غير قليلة من الأوراق النقديه الأجنبيه ( الدولارات ) المزوره، كما كان بحوذته علبة من القطيفه الأزرق تحوي كما من الماس الأزرق النادر. نظر له الضابط باأستنكار ثم أردف بلهجه محتقنه.</p><p></p><p>الضابط لاويا شفتيه: ألماظ ودولارات مره واحده، ده أنت تقيل أوي بقي</p><p>الضابط مشيرا لأفراد أمن المطار: خدوا الباشا يشرفنا شويه</p><p>عيسي مبتلعا ريقه الجاف بصعوبه: ثواني بس، الحاجه دي مش بتاعتي و، ولا الشنطه. و و أكيد الشنط أتبدلت اانا...</p><p>الضابط بنبره عنيفه: الكلام ده تقوله في النيابه ياقمور، مش هنا، خدوا من هنا</p><p>عيسي بصوت متقطع: يابن ال # عملتها معايا ياجاسر...</p><p></p><p>- جلست بغرفتها أمام الشرفه على مقعد أسفنجي مبطن وناعم تستعيد ذكريات مضت من طفولتها المرحه، ظلت الأبتسامه على ثغرها تاره. والضحكة بصوت رنان هادئ تاره أخري، تنهدت بحرارة شديدة وذفرت أنفاسها المختنقه قبل أن تضع طرف الكوب الزجاجي على شفتيها ترتشف منه بعض قطرات الشاي الساخن. وبينما هي كذلك إذ بباب غرفتها ينفتح بهدوء وحرص شديدين فنهضت عن مقعدها بسرعه وخطت للوراء بقدميها لتري أمجد واقفا وعلى وجهه ملامح غريبه. كمن ردت الروح إلى جسده مرة أخري، نطق أسمها على لسانه قبيل أن يندفع إليها ليجذبها إليه حتى سقطت بين ذراعيه. تنفس الصعداء حيث تخللت رائحة عبيرها أنفه فأطمئن وهدأ باله. بينما كانت الصدمه تعتريها بقوة حتى أنها تسمرت مكانها بدون إي رد لفعله سوي أنها أبتلعت ريقها بصعوبه عندما تذكرت جاسر. فهي زوجه الأن وليست كسابق عهدها،.</p><p></p><p>أبتعد أمجد عدة سنتيمترات قليله قبل أن يردف بنبره حانيه</p><p>أمجد بنظرات عاشقه: وحشتيني أووي، شوفت الويل عشان أعرف أوصل لهنا. يومين وأنا مراقب المزرعه كويس لحد ما لقيت الفرصه عشان أدخل و أخدك من هنا وحتى لو هيكلفني الأمر حياتي</p><p>آسيل محدقه بذهول: ...</p><p>أمجد ملامسا لبشرة وجهها: ليكي حق تتصدمي هحكيلك وتحكيلي كل حاجه كامله بس نطلع من هنا وحالا ياحبيبتي</p><p>آسيل: ...</p><p></p><p>- أمسك أمجد بكف يدها ثم ضغط عليه بدفء لكي يشعرها بالأمان، ثم جذبها بهدوء لتسير خلفه مغيبه لا تشعر بما يحدث، فكانت الصدمه حقا أكثر من قدرتها على أستيعاب ما يحدث. شعرت بكونها دمية جميله يطمع الجميع باأمتلاكها، وفجأة ضرب رأسها ذكري أغتصابها وأختطافها ثم ذكري سرد جاسر لها حقيقته التي لا يعرفها سواها. شعرت بمشاعر متضاربه تقتحم أساريرها ولكنها سيطرت على عقلها المغيب أخيرا وتوقفت عن السير لتجد أنها قد وصلت لحديقة القصر. نظرت حولها لتجد مكان الحراسة الداخليه للقصر شاغرا فشعرت بريبه داخلها بينما همس لها بهدوء قائلا.</p><p></p><p>أمجد رافعا حاجبيه: وقفتي ليه ياآسيل، مفيش وقت لكل ده لازم نخرج حالا من هنا</p><p>آسيل متأمله تقاسيم وجهه: ...</p><p>أمجد بنبره جامده: آسيل مش وقت نظراتك دي، يلا وهنتكلم في كل حاجه بعدين</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بمراره: مش هقدر أجي معاك</p><p>أمجد رامشا بعينيه عدة رمشات متتاليه: هه. أنتي قولتي ايه؟</p><p>آسيل متحكمه باأنفعالاتها: بقول مش هاسيب، جوزي وأجي معاك</p><p>أمجد محدقا: ...</p><p></p><p>- شعر بالبروده تسري في جسده وقد أثلجت يداه عقب كلمتها الأخيره، حاول تكذيب أذنيه فنفض رأسه بقوة وحككها بعنف محاولا أدراك ما قالته للتو</p><p>أمجد قاطبا جبينه: أنتي قولتي أيه؟</p><p>آسيل بنظرات متوجسه: ا اآ آ بقول...</p><p>أمجد قابضا على رسغها بقوة: قولتي أيه، سمعيني تاني كده؟</p><p>آسيل متملصه من قبضته: قولت مش هسيب جوزي ياأمجد. أيوة أنا مرات، جاسر، أنا أبقي مرات الليث</p><p>أمجد بنظرات مشتعله محتقنه: مرات مين؟..</p><p></p><p>الفصل الثامن والعشرون</p><p></p><p>- أشتعلت عيناه غضبا وكاد يفقد أعصابه كليا بعد تصريحها له بأمر زواجها. جز على أسنانه بغيظ شديد وحاول كبح أنفعالاته حتى لا يتمادي معها</p><p>أمجد بغضب: أتجوزتي! أزاي وأنتي خطيبتي. مسمعتيش عن الحديث إلى بيقول ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ياسيادة المحاميه ياللي درستي الشريعه والفقه، أتجوزتي!</p><p></p><p></p><p></p><p>طب وأنا فين. مسحتيني بأستيكه؟ أنا مش مصدق اللي شايفه وبسمعه</p><p></p><p></p><p>آسيل مبتلعه ريقها بمراره: ، ده اللي حصل، وكان غصب عني!</p><p></p><p></p><p></p><p>أمجد بتهكم وسخريه: غصب عنك! لو صحيح غصب عنك كنتي ما هاتصدقي تشوفيني. كنتي هترجعي معايا مش هتختاري، جوزك يامدام</p><p>آسيل: ...</p><p>- شعرت بوغزة آلمت قلبها عقب كلماته لها، فقد كان محقا بما ألقاه على مسامعها ولكنها أصرت على التماسك وعدم التخلي عنه ( جاسر )</p><p>آسيل ناظره حولها بتوجس: أمشي من هنا، جاسر لو شافك هنا هايرتكب جنايه</p><p>أمجد لاويا شفتيه بتهكم: خايفه عليه قوي!</p><p></p><p></p><p>آسيل بنبره هادره: كفايه بقي. تعرف أنت أيه عن اللي حصل عشان تكلمني كده ولا تتهمني. أنت متعرفش إي حاجه، أمشي من هنا أمشي. مش عايزة يحصلك إي أذي</p><p>أمجد ممسكا بذراعها بقوة وبنبره أجشه: هاقتله. هقتلهولك ياآسيل، زي ما قتلني بجوازه منك هقتله</p><p>آسيل بتوجس: ...</p><p></p><p></p><p>- سحبت آسيل يدها سريعا ثم رمقته بنظرات زائغه قبل أن تنصرف من أمامه سريعا صاعده للأعلي بينما وجه بصره للقصر من الخارج حيث ظهرت نيته أتجاه زوج حبيبها نية غير مطمئنه. ظلت آسيل واضعه واضعه يدها على قلبها الذي بدت نبضاته غير منتظمه حتى وصلت لغرفتها ودلفت للداخل بسرعه ثم أوصدت الباب جيدا، وفجأة أستمعت لنبرة صوته الخشنه وهو يردف</p><p>جاسر جالسا على المقعد الأسفنجي: ليه ماروحتيش معاه لبيتك!؟</p><p></p><p>آسيل بفزع: هااااااااا</p><p>جاسر: ليه فضلتي هنا؟</p><p>آسيل قابضه على عينيها: يعني كنت عارف؟</p><p>جاسر بتهكم: أمال فاكراني نايم على وداني، ولا معرفش أيه اللي بيحصل في قصري حتى وأنا مش موجود</p><p>#flash back.</p><p></p><p>- بعد أن توصل أمجد أخيرا لعنوان القصر التي تمكث به آسيل توجه صوب المزرعه وبحذر شديد ظل مراقبا ومتفحصا لمداخل القصر ومخارجه لمدة يومان. كان جاسر يشعر به ويعلم بوجوده على مقربه شديده منه، حيث كانت عيناه الثاقبتين الأسرع لكشف مكانه. وذات يوم وبعد أن أرتدي جاسر ملابسه كامله، توجه صوب بوابه القصر الرئيسيه ووقف يلقن الأوامر لحراسته الخاصه التي تبعته للخارج وأوصدت البوابه. ثم توجهت سيارتان وهو بداخل أحداها لخارج المزرعه.</p><p></p><p>كانت تلك الفرصه هي السانحه لأمجد لكي يستطيع أقتحام القصر بكل سهوله. وبالفعل دلف داخل القصر عن طريق أحد الأسوار وتوجه صوب القصر، ظل يتأمل المكان من حوله جيدا وبخطوات حريصه صعد للطابق الثاني. كانت كاثرين تراقب الموقف بدون أن تظهر له كما أمرها جاسر، بينما عاد جاسر للقصر مرة أخري بعد أن تأكد من تواجد أمجد بالداخل ثم توجه بخطوات راكضه نحو الطابق الثالث ( الروف ) وظل متابعا للمشهد من أعلي. حيث لمح أمجد بصحبة آسيل يتوسطا الحديقه ويظهر من تعامله الفظ معها أنهما على وشك العراك. ظل يتابعهما بترقب حتى رأي آسيل تتملص من قبضته وتتوجه نحو القصر مره أخري، ألتقط أنفاسه باأريحيه وشعر بسعاده تغمر قلبه ثم هبط للأسفل راكضا ودلف لغرفتها سريعا قبل أن تصل هي لدرجات الدرج.</p><p></p><p>#back</p><p>- آسيل بعدم تصديق: يعني عارف أنه مراقب المزرعه بقاله يومين. وعارف أنه دخل؟</p><p>جاسر بثقه: وكمان أنا اللي سهلتله الدخول وسحبت رجالتي من قدام القصر</p><p>آسيل بنظرات زائغه: طب ليه؟</p><p>جاسر بتنهيده حاره ناهضا من مكانه: حبيت أسيبلك حرية الأختيار</p><p>آسيل بتوجس: يعني لو كنت روحت معاه كنت هتسيبني</p><p>جاسر متصنعا البرود: أيوه</p><p>آسيل عاقدا حاجبيها بحنق: خلاص هنزل وأروحله و...</p><p></p><p></p><p>جاسر جاذبا أياها: الفرص مبتجيش غير مرة واحده، وأنتي أختارتي. وأنا بصراحه ماصدقت أنها جت منك</p><p>آسيل: ...</p><p>- وضع رأسها بين راحتي يده ثم وزع ناظريه على مقلتيها. حاول أن يستشف الكلمات العالقه بحلقها ولكنه فشل، فرأي ببريق عيناها الحزن والسعاده والفرح والضيق، مزيج من المشاعر أختطلت سويا لتضفي على تقاسيم وجهها الغموض فبادرها قائلا</p><p>جاسر: عايزة تقولي أيه؟</p><p></p><p>آسيل قابضه على عيناها: أرجع عن اللي بتعمله، هساعدك وأقف جمبك بس لازم تصلح كل اللي حصل</p><p>- ذفر أنفاسه الحارة بوجهها حتى أقشعرت على أثرها وأرتجفت أوصالها بين يديه</p><p>جاسر بنبره رخيمه: أنا مشيت طريق مفيش منه رجوع. زي ما بيقولو كده ال one way طريق أتجاه واحد و مفيش منه رجوع، وعارف أن أكيد طريقي ليه نهايه</p><p>آسيل بتنهيده: وأنا مصيري أيه بعد ما فضلت معاك، مستحيل هرضي بحياتك وعيشتك و...</p><p></p><p>- ألجمتها قبلته المحمومه التي أطبق عليها بها، حيث بت لها شوقه الجارف إليها وشعرت هي بغرامه بها، تناست أنها أسيرته وحلقت معه للسماء ولم تشعر إلا باأستسلام حصونها أمامه</p><p>- ذهب أمجد لمنزله وهو بحاله لا يرثي لها. حيث أنه أصتطدم بواقع أليم لم يتصوره يوما ما، فلقد تزوجت حبيبته وخطيبته. عروسه التي كانت ستزف إليه قبل ساعات من أختطافها، ظل يصيح ويصرخ عاليا كما ظل يلقي بكل ما أمامه وبصوت صادح أردف.</p><p></p><p>أمجد بنبرات صادحه: ليييييييييييييييييه! أشمعنا هي. ملقيتش قدامك غيرها لييييه، دي خطيبتي أنا. حبيبتي أنا، اااااااااااااااااه</p><p>- ألتقط أنفاسه اللاهثه وذفر أنفاسه المشتعله ثم جلس ملقيا جسده على الأريكه وأردف بخفوت</p><p>أمجد بنبره حازمه: هقتلك، وحيات أمي ما هاسيبك تتهني بيها لحظه واحده.</p><p></p><p></p><p>- داخل مركز علاج الأمراض الجلديه. كان ثروت قابعا على أحدي المقاعد المريحه أمام فراشها بينما كانت تنظر أليه بأعين زائغه قبل أن تردف بنبره متقطعه</p><p>جوان مبتلعه ريقها بصعوبه: اا انت قصدك أيه ياثروت؟</p><p>ثروت واضعا قدما على قدم: كلامي كان واضح، أنتي هتفضلي هنا في مصر ومش هترجعي اليونان تاني</p><p>جوان بتوجس: ليه!</p><p>ثروت بنبره جافه: من غير سبب. وجودك معايا في اليونان ملهوش لزوم. ولو على مصاريفك هتجيلك لحد عندك.</p><p></p><p>جوان بنبره مختنقه: انا مش مش عايزة فلوس، ليه مش عايزني أرجع. ولا خلاص أخدت اللي أنت عايزه مني ولما شكلي راح عايز تمشي</p><p>ثروت بلهجه حازمه: انا مش عايز مناقشه كتير. انا مش باخد رأيك ياجوان. ده أمر</p><p>جوان بنبره صادحه: لاااا لو فاكر أنك هتاخدني لحم وترميني عضم تبقي غلطان. انا عضمي ناشف ميتكسرش ولا يتاكل، ده انا أوديك في ستين داهيه ياثروت.</p><p></p><p>ثروت رافعا حاجبيه: القطه طلعلها ضوافر ويوم ما هتهربش هتخربش الأيد اللي أتمدت ليها</p><p>جوان بحده: الضوافر مبتخربش غير اللي عايز يكسرها ياثروت وانا مش هسكت</p><p>ثروت بنظرات ذات مغزي: بقي هي كده، أممم يبقي لازم نشوف حل في شكلك ده عشان مش طايق أبص في وشك يا، ياقطه</p><p>جوان مبتلعه ريقها بمراره: ، موافقه</p><p>ثروت ناهضا من مجلسه: نبقي نشوفلك عملية تجميل ولا إي زفت</p><p>جوان: رايح فين؟</p><p></p><p></p><p>ثروت ملتفا أليها: ميخصكيش، لما تعملي العمليه نبقي نتكلم</p><p>جوان: ...</p><p>- دلف خارج الغرفه وصفع الباب خلفه، بينما شعرت جوان بمدي المهانه التي سببتها كلماته الفظه معها. وشعرت وأنها قد رخصت من قدرها ولكن قد مضي الوقت على هذا الشعور</p><p>بينما توجه ثروت صوب سيارته وأستقلها ثم أمسك هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات و...</p><p></p><p>ثروت بلهجه صارمه: أسمعني كويس، جوان تخلص عليها النهارده، أيوة تخلص عليها، ومش عايز إي أثر وراك، سمعتني؟، اللي أنت عايزة هاديهولك، يبقي أتفقنا</p><p>ثروت في نفسه: أنا هكسرلك عضمك ياجوان، ثروت مبيتهددش من واحدة رخيصه زيك، ماااشي</p><p>- وصل عيسي لسراي النيابه حيث دام التحقيق معه لأكثر من ثلاث ساعات متواصله ولكن دون جدوي.</p><p></p><p>رئيس النيابه بحده: بقولك أيه ياض أنت، بقالك ثلاث ساعات على نفس الكلمه، وشويه تقولي اه شنطتي وشويه تقولي لا مش هي وشويه تقولي لا أتبدلت، ما تثبت على كلمه ياروح أمك</p><p>عيسي قاطبا جبينه: ما قولتلك مش بتاعتي ومعرفش عنها حاجه. وعايز المحامي بتاعي</p><p>رئيس النيابه بتهكم: محامي! أبقي قابلني لو طلعك منها ياحيلتها، أكتب عندك يابني. يتم حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق ويراعي له التجديد في الميعاد المحدد.</p><p></p><p>عيسي بنبره صادحه: أنا عايز أطلب المحامي بتاعي، ده من حقي</p><p>رئيس النيابه ضاربا بيده على سطح المكتب: صوتك ميعلاش وأنت قدام النيابه ياض. ده أنا ألبسك قضيه وقتي</p><p>عيسي مبتلعا ريقه: طب عايز أطلب المحامي بتاعي لو سمحت</p><p>رئيس النيابه بنبره صارمه: أيوة كده أقف عدل و أتكلم مظبوط وانت قدامي</p><p>عيسي: ...</p><p>رئيس النيابه باأشمئزاز: تقدر تتصل بالمحامي بتاعك ومعاك دقيقتين مش أكتر</p><p>عيسي ملتقطا أنفاسه: ماشي شكرا.</p><p></p><p>- أتصل عيسي فورا على أخيه الأصغر لكي يقوم باأحضار المحامي على الفور. بينما صعق أخيه عندما علم أنه لم يسافر وما زال بمصر بل والأدهي أنه قد تم القبض عليه أيضا</p><p>قام سامر بالبحث داخل ( دفتر ) صغير الحجم فوجد به رقم هاتفي يخص المحامي الخاص بالشركه التابعه لجاسر فقام بالأتصال عليه لطلب النجده، في حين أن ذلك المحامي قام باأبلاغ جاسر على الفور.</p><p></p><p>جاسر باأبتسامه خبيثه برزت أسنانه: تمام قوي يامتر، أنت تروحله النيابه وتشوف الحكايه أيه. وتبلغه أن جاسر مبيسيبش حقه ودي كانت شكة دبوس صغيره كده عشان يحرم يتذاكي عليا</p><p>المحامي: حاضر يافندم</p><p>جاسر واضعا يده في جيب بنطاله: وبلغه كمان أن شنطته معانا وميقلقش على هدومه. هنشيلها ونحافظ عليها عشان لما يطلع من المؤبد يلاقيهم</p><p>المحامي بقهقهه عاليه: هههههههه تسلم دماغك ياباشا.</p><p></p><p></p><p>جاسر مضيقا عينيه: ميستاهلش إلا كده، أنا هخليه يتوب ويصلي على عمايله.</p><p></p><p>- أستيقظت آسيل من نومها بتثاقل شديد وجسدا مرهقا للغايه. بدأت تفتح عينيها بهدوء حتى أتضحت الرؤيه أمامها، فتذكرت تلك الليله التي قضتها بين أحضانه وأثر لمساته السحريه التي ما زالت تتحسسها. فلامت نفسها كثيرا على أستسلامها له والخضوع إليه، فقد كانت تحصن قلبها ضده بقوه ولكن أنهارت حصونها أمامه وأستسلمت دون شعور منها، نهضت عن فراشها وكأنها تجر قدمها عنوة عنها ثم دلفت للمرحاض، بينما دلف جاسر للغرفه بحذر معتقدا أنها مازالت غافله بنومها ولكنه لم يجدها بالفراش فعقد حاجبيه ثم توجه نحو خزانة الملابس لأحضار ملابسه فأستمع لصوت صنبور المياه فقرر الخروج من الغرفه قبل أن تدلف هي للخارج حتى يترك لها الحريه كامله. ولكنها دلفت خارج المرحاض قبل خروجه من الغرفه. نظر لها بأعين متفحصه حتى قرأ بهما الندم، بينما جاهدت آسيل نفسها حتى لا تظهر ضعفا أمامه فمرت من أمامه لتترك الغرفه بالكامل ولكن كانت قبضته الأسرع أليها، حيث أمسك برسغها وقبض عليه بقوة وترك العنان لقلبه لكي يتحدث ولأول مرة ثم همس بأذنيها.</p><p></p><p>جاسر بنبره رخيمه هادئه مشبعه بالحنو: أنا مش بس مستعد أعافر عشامك، أنا مستعد أقاتل عليكي وأحارب اللي يرفض وجودك في حياتي. متسبنيش، مش هتلاقي حد يعافر عليكي زيي</p><p>آسيل بذهول: ...</p><p>جاسر ملامسا لوجهها برفق وعلى ثغره أبتسامه عفويه: صباح الخير يامليكتي، خليكي هنا أنا اصلا كنت خارج عشان أسيبك براحتك.</p><p></p><p>- دلف خارج الغرفه تاركا أياها وسط أمواج هائله من المشاعر المتضاربه. فما الذي عليها فعله الان هل تتركه ام تظل جواره ام ام ام، العديد من التساؤلات الخاليه من الاجوبه، ولكن المؤكد أن شيئا ما تحرك داخلها عقب كلماته النابعه من أعماق القلب وصميمه.</p><p></p><p>( داخل مقر النيابه. ظل المحامي جالسا بصحبة عيسي يلقي على مسامعه ما تلقاه من جاسر حرفا بحرف، بينما أستشاط عيسي وغلي الدم بعروقه عندما تأكد من تورطه بتلك القضيه على أثر فعلة جاسر به )</p><p>عيسي بنبره جافه غليظه: يعني الباشا بتاعك هو اللي سلط عليا عشان يتقبض عليا في المطار</p><p>المحامي: بالضبط كده، وهو برده اللي بعتني ليك عشان أترافع عنك.</p><p></p><p>عيسي بنبره حازمه: تترافع عني! بعد ما لبسني في الحيط ودرسني في القضيه باعتك تترافع عني</p><p>المحامي باأقتصاب: أه</p><p>عيسي بنظرات مشتعله: و**** ما هسكت و**** لأكون...</p><p>المحامي بلهجه محذرة: أسمع يأستاذ عيسي، أنت أكتر واحد عارف جاسر وعارف قد أيه هو متهور ومبيهموش حاجه</p><p>عيسي بتوجس: ...</p><p></p><p>المحامي بجديه: خلي بالك من لسانك أحسن يتقطع، ومتنساش أن مفيش عندك إي دليل على اي حاجه هتقولها. ادعي بقي اعرف أخرجك منها بهدوء ومن غير شوشره</p><p>عيسي في نفسه: ضيعت في شربة ميا ياعيسي!</p><p>- داخل المكتب الخاص باللواء ( سامي ) قام أيمت بمواجههته وتوجيه أتهام صريح له بينما أشتعل سامي غضبا منه</p><p>سامي بنبره جهوريه حادة: أنت أتجننت يااحضرت وكيل النيابه، أنت بتتهمني وفي مكتبي كمان.</p><p></p><p>أيمن بنبره ثابته: أهدا ياسياده اللواء. أولا الانفعال مش كويس عشانك، وثانيا أنا وريتك الدليل. وثالثا وده الأهم أني جاي أعرض عليك عرض مش هتشوفه تاني طووول حياتك</p><p>سامي بصرامه: ولا عرض ولا زفت وأخرج بره مكتبي حالا بدل ما...</p><p>أيمن بنبره آجشه: أنت عارف أنك مش هتقدر تعملي حاجه. ولا هتبعتني مع قوة للقبض على المجرم وأختفي ولا هتقدمني للتحقيق وتبعدني عن الأداره كلها. زي بالضبط ما عملت ما أمجد ومجدي.</p><p></p><p>سامي بذهول: ...</p><p>أيمن بجديه: أحب أطمنك وأبشرك أني لو فضلت أدعبس وراك هلاقي بدل الغلطه عشره. بلاش تخسر الفرصه اللي بقدمهالك. أحنا مش عايزين حاجه غير أن الليث يسيب المزرعه لمدة ساعة واحده وأحنا هنتصرف</p><p>سامي بتردد: أنت بتتكلم عن أيه انا...</p><p>أيمن ناهضا من مكانه: قدامك ساعة زمن ياسياده اللواء وياريت ترد عليا على طول. وزي ما فهمتك احنا مش عايزين غير أن الليث يسيب المزرعه وبس</p><p>سامي بقلق: ...</p><p></p><p>أيمن بثقه: المقابل هيكون Delet لكل الصور اللي شوفتها دلوقتي. واي أثر وراك هنردم عليه، مستني ردك. سلام</p><p>- شعر وأن ناقوس الخطر قد دق بابه ولحق به. ولكن يشعر بالتردد والخيفه في التعامل معهم ولكن إلى أين المفر فلقد فقد حريته بعد أكتشافهم له ولم يعد لديه خيار أخر.</p><p></p><p>( هاتفيا قام أيمن بمحادثة أمجد لأخباره بأن سامي قد وافق على الأنضمام في مخططهم ومساعدتهم على إبعاد جاسر عن مزرعته. فكان الهدف الأول لدي أمجد الحصول على آسيل وأستبعادها عن موقع الأشتباك الذي سيشتبكون به مع رجال جاسر وجيشه )</p><p>أمجد باأقتضاب: يبقي كده أتفقنا على كل حاجه وناقص بس أمر النيابه اللي أنت هتطلعه ومكالمة سامي لجاسر</p><p>أيمن بتوجس: وأنت هتعمل أيه؟</p><p></p><p>أمجد مضيقا عينيه بغيظ: أنا محتاج بس أن القوة تبعد رجالة جاسر عن القصر لحد ما أقدر أدخل</p><p>ايمن: أمجد، أنا خايف عليك، الراجل ده مش سهل أبدا ودماغه شغاله</p><p>أمجد لاويا شفتيه: المرة دي أنا اللي هضحك مش هو</p><p>- كان جاسر قابعا بغرفة مكتبه يرتشف قهوته المسائيه وينفث بسيجاره عندما تلقي أتصالا هاتفيا من هاتف ( سامي ) أكفهر وجهه وعبست ملامحه عندما لمح أسمه على الهاتف. ثم ذفر أنفاسه بضيق قبل أن يضغط على هاتفه للأيجاب.</p><p></p><p>جاسر باأقتضاب: خير؟</p><p>سامي بلهجه مرتعده: ليث، لازم تسيب المكان اللي أنت فيه فورا وتروح لقصرك</p><p>جاسر عاقدا حاجبيه: ليه!</p><p>سامي: في قوة طلعت بأمر من النيابه بتفتيش قصرك وأحضارك حالا. خصوصا بعد القبض على عيسي</p><p>جاسر ببرود: وأنا مالي، أن شالله يولعوا</p><p>سامي بنبره متقطعه: ياجاسر أفهم. عيسي أعترف عليك خصوصا وقال كل حاجه في النيابه</p><p>جاسر مصرا على أسنانه: بقي كده! نبقي نشوف بقي فين الدليل على كلامه ومين هيصدقه.</p><p></p><p>سامي: طب لازم تكون موجود في قصرك. على الأقل عشان متلفتش نظر حد</p><p>جاسر منفثا في سيجاره: ماشي. هشوف الموضوع ده، أقفل أنت</p><p>سامي: ماشي. سلام</p><p>جاسر في نفسه: أعترف! يبقي هو اللي جابه لنفسه</p><p>- في حين أغلق سامي الهاتف ونظر له ( أيمن ) وكأنه يعلن أتمام مهمته</p><p>أيمن باأبتسامه ماكره: عظيم قوي، أنت كده بره ال game ياسيادة اللواء، بس أفتكر أن عيني هتفضل عليك ومتابعاك</p><p>سامي ذافرا أنفاسه بضيق: متهددنيش.</p><p></p><p>أيمن: لا بفكرك بس مش بهددك. عشان الغلطه الجايه مش هتتغفر</p><p>سامي بتوجس: ...</p><p>- كان جاسر مهيأ للخروج من القصر بينما أخذ يتفحص خزانته جيدا، أخرج العديد من الملفات الورقيه وأخذ يدقق النظر بها ثم هتف مناديا على كاثرين</p><p>كاثرين دالفه للحجرة: أمرك سيدي الشاب</p><p>جاسر ممدا يده: خدي الملفات دي. هتطلعيها في الروف، وطبعا أنتي عارفه هتتشال فين</p><p>كاثرين ملتقطه الملفات: بالتأكيد سيدي الشاب.</p><p></p><p>جاسر ذافرا أنفاسه المختلطه ببقايا النيكوتين: كويس، أطلعي نفذي أنتي وانا ورايا مشوار وراجع</p><p>كاثرين قاطبه جبينها: أتمني عودتك سالما</p><p>جاسر ملتفتا أليها: ...</p><p></p><p>- كانت آسيل تؤدي فريضة الصلاه بعد أن تأكدت من شفاء قدميها تماما حتى تستطيع القيام بذلك. وما أن أنتهت من صلاتها حتى أستمعت لصوت طلقات ناريه مدويه بالخارج فاأنتفضت فزعا من مكانها ونظرت من شرفة غرفتها لتجد حربا ومعركه قد نشبت للتو ما بيت قوات الشرطه ورجال جاسر. أمتزج صوت صهيل الجواد ونباح الكلب بصوت طلقات النار المتتاليه والتي كانت لا تتوقف. رأت بعينيها أرواحا تسقط أرضا فاقده حياتها، كان الرعب يتملكها وشعرت باأرتخاء جسدها للغايه وكأنها ستسقط فاقده للوعي من هول الحرب الدمويه القائمه أمام ناظريها. وفجأة أنتفض جسدها على أثر صوت فتح باب غرفتها ليدلف أمجد وعلى وجهه تعابير غير مبشرة بالمرة.</p><p></p><p>أمجد بلهجه آمره: المرة اللي فاتت أتخطفتي مني، المرة دي أنا اللي هخطفك منه</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: اا انت اتجننت، ايه اللي بتعمله ده، خليك عندك متتحركش خطوة واحده</p><p>أمجد مقتربا وبلهجه عنيفه: اه اتجننت. من يوم فرحك اللي اتخطفتي منه وانا ماشي بربع دماغ بس، انا هعرفك أيه اللي بعمله.</p><p></p><p>- لم يمهلها فرصه للرد عليه بل بطح أنفها برأسه بقوة لتسقط بين ذراعيه. فقام بحملها على وجه السرعه وتوجه بها للخارج بحرص شديد وهو يلتفت حوله ليتأكد من خلو الطريق أمامه ثم هبط بها سريعا وبخطوات راكضه لخارج القصر باأكمله.</p><p></p><p>- في حين أرتعدت كاثرين وظلت قابعه في الأعلي تراقب ما يدور حولها من معارك بصمت. ثم لمحت أمجد دالفا خارج القصر وحاملا آسيل بين ذراعيه. شهقت في فزع وتملكها الرعب أكثر وأكثر، فقررت محادثة سيدها حتى يقوم بالتصريف الفوري، بينما كان جاسر قائدا لسيارته متجها بها صوب القاهرة تلقي مكالمة هاتفيه من كاثرين. ضيق عينيه باأندهاش ثم ضغط على هاتفه للأيجاب</p><p>جاسر: في أيه ياكاثرين.</p><p></p><p>كاثرين بفزع: سيدي عليك الحضور فورا. فهناك حروب ناشبه هنا</p><p>جاسر ضاغطا على مكابح السياره: بتقولي أيه!؟</p><p>كاثرين بتعلثم: أقول أن ثمة معارك دائره هنا. كما أختطفت سيدتي آسيل. أرجوك أن تحضر</p><p>- قذف جاسر هاتفه بقوة ثم صدح صوته في المكان صارخا بعد أن أكتشف الخديعه التي وقع بها</p><p>جاسر بصوت صادح: لاااااااااااا...</p><p></p><p>الفصل التاسع والعشرون</p><p></p><p>- أستدار بسيارته بحركه فجائيه وصار عائدا باأتجاه المزرعه مرة أخري وعلى أقصي سرعه حتى وصل. وجد عددا من رجاله قد أصابتهم بعض الرصاصات الحيه وأحدهم لقي حتفه، لم يهتم بشأنهم بل توجه مسرعا لداخل القصر ليجد كاثرين واقفه في منتصف ساحة القصر ومقلتيها مملؤتان بالدموع</p><p>جاسر بنبره غليظه: أيه اللي حصل بالضبط؟</p><p></p><p></p><p>كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: لقد صعدت للأعلي من أجل تخبئة الملفات الورقيه الخاصة بك، وفجأة أقتحم صوت الطلقات الناريه الحيه مسامعي فنظرت من لأعلي لأجد حربا دمويه سائدة ما بين رجال الشرطه ورجالنا. لقد خدعونا سيدي وأحطاو بحراسك من كل أتجاه لتلجيم حركتهم، وفجأة لمحت ذلك الشاب ذات البشره الخمريه يحمل سيدتي آسيل وينطلق بها راكضا لخارج القصر وسط حراسة رجال الشرطه، ثم شعرت بهم ( رجال الشرطه ) ينطلقون فارين بسياراتهم وكأن مهمتم أقتصرت على خروج سيدتي من القصر.</p><p></p><p></p><p>جاسر بصراخ ونبره صادحه: عاااااااااااااااا أبن ال # بيخدعني أنااااا، أناااا الليث اللي محدش أتجرأ وعرف يعملها ييجي ال# ويعمل كده معايا، ده انا هدفنه بالحيا، هحطه تحت ضرسي وأحلف أني مشوفتوش. هقلب الدنيا على دماغهم كلهم</p><p>كاثرين بذعر: ...</p><p></p><p></p><p>- صعد درجات الدرج الخشبي راكضا نحو غرفتها. وما أن دلف للغرفه ولم يجدها حتى شعر بقلبه وقد أعتصر آلما وأنقبض فجأة، قبض على عينيه محاولا كبح أنفعلاته والتحكم بها حيث شعر أنها تنسحب من بين سلطته وعليه أحكامها.</p><p></p><p>- بينما توجه أمجد بسيارة الشرطه وبحوزته آسيل ومن خلفه عددا من سيارات الشرطه إلى منزل آسيل، وما أن وصل أسفل البنايه حتى ترجل من السيارة وحملها بين ذراعيه صاعدا بها للأعلي، في حين كان رؤؤف باأنتظاره بعد مكالمته الهاتفيه له وأخباره بعودة آسيل بين يديه</p><p>رؤؤف وقد أنفرجت آساريره: بنتي. دخلها بسرعه أوضتها ياأمجد، براحه عليها</p><p>لميا بلهفه: حبيبتي يابنتي. ياريتني كنت أنا ولا أنتي ياضنايا</p><p>سهيله بنظرات زائغه: ...</p><p></p><p>- دلف أمجد لداخل غرفتها ثم أراح جسدها برفق على الفراش. نظر لها بأعين مشتاقه قد ذبلها الحنين فأقترب من وجهها يتلمسه بأطراف أنامله. ولكنه عبس وجهه فجأة وأكفهرت ملامحه عندما تذكر زيجتها من ذلك المتوحش والأجرامي فعقد حاجبيه بتذمجر ثم سحب كفه سربعا وأنطلق خارج الغرفه باأندفاع</p><p>أمجد موجهها ناظريه ل لميا: بنتك رجعت زي ما وعدتك بالضبط، متهيألي كده أنا مقصرتش.</p><p></p><p></p><p>لميا باأمتنان: **** يحميك لشبابك يابني، ويخليكوا لبعض وتعوضوا ال...</p><p>أمجد مشيرا بيده: لا لا لا أنا مبتجوزش واحده متجوزه ياطنط، لا وكمان شكلها بتحب جوزها اوي وبتخاف عليه</p><p>رؤؤف مبتلعا ريقه الجاف بمراره: يابني أحنا لسه منعرفش حاجه عن اللي حصل و...</p><p></p><p>أمجد بتهكم: مش عايز أعرف ؛ اللي حضرتك متعرفهوش أني روحت لآسيل وطلبت منها ترجع معايا وهي رفضت، رفضت ترجع لحضني ياعمي، وأختارت جوزها المجرم قتال القتله عليا انااا</p><p>لميا ناظرة للأسفل: ...</p><p>رؤؤف بنظرات جامده: مش هقدر احكم على بنتي بالاعدام. ولا هقول اي حاجه قبل ما اأسمع منها اللي حصل بالضبط أيه</p><p>أمجد باأبتسامه من زاوية فمه: براحتكوا. بنتكوا رجعت لحضنكوا تاني وكلمتي نفذتها. ده اللي يهمني، عن أذنكوا.</p><p></p><p>لميا بتردد: أستني يابني ا...</p><p>رؤؤف مقاطعا: مع السلامه يابني روح شوف شغلك</p><p>أمجد باأقتضاب: **** يسلمكوا</p><p>- أنطلق أمجد لأسفل البنايه بينما توجه أبواها لغرفتها سريعا فوجدا سهيله جوارها تحاول أفاقتها ولكنها لا تستجيب، جلست لميا جوارها وحملت رأسها لتضعها بين أحضانها حيث تركت دموعها تنهمر على وجنتيها</p><p>رؤؤف: يا لميا أهدي، رجعت لحضنك تاني كفايه بقي.</p><p></p><p>لميا ببكاء: رجعت مدمرة يارؤؤف ومحدش عارف أيه اللي صابها، لازم أسمع منها كل اللي حصل</p><p>رؤؤف مربتا على كتفها: طب سيبيها ترتاح وأول ما تفوق أكيد هنعرف كل حاجه</p><p>لميا بتردد: ...</p><p>سهيله: سيبيها ياماما وأنا هحاول أفوقها تاني.</p><p></p><p>- تركت رأسها ثم مسدت على شعرها البني القاتم المتميز بالطول ثم توجهت بصحبة زوجها لخارج الغرفه وما زالت تلقي بنظراتها على أبنتها الغافله على الفراش، بينما أقتربت آسيل مرة أخري وعاودت نثر قطرات السائل المعطر ( البرفان ) على أنفها حتى تفيق.</p><p></p><p></p><p>- ظل عيسي داخل محبسه الأنفرادي يلعن اليوم الذي رأي به وجه ذلك البغيض عديم الرحمه. فلقد أودي بباقي سنوات عمره وحكم عليه بالسجن والتورط فيما لا يفقه عنه شيئا، ظل يضمر بداخله مزيج من مشاعر الحقد والكراهيه والبغض تجاهه حتى ود لو أستطاع أنهاء حياته ( جاسر ) بيده، ولكنه ظل يدبر لمكيده يسقطه بها ردا على فعلته، وبينما هو داخل شروده إذ بالباب الحديدي الضخم ينفتح ويطل منه ( عسكري ) رادفا بنبره جهوريه.</p><p></p><p>العسكري: جوم معاي ياأخينا. البيه حضرت رئيس النيابه عايزك</p><p>عيسي ناهضا من مكانه: عايزني انا؟</p><p>العسكري بتهكم: هو في غيرك وأني مواخدش بالي!</p><p>عيسي باأشمئزاز: طيب</p><p>- صار عيسي بخطوات ثقيله خلف ذلك النحيل القصير ( العسكري ) حتى وصل لغرفة رئيس النيابه وعندما دلف للداخل. وجد أخيه الأصغر جالسا وقبالته شابا أخر في ريعان شبابه</p><p>سامر بلهفه: عيسي. عامل أيه ياحبيبي</p><p>عيسي عاقدا حاجبيه بضيق: زفت ياسامر. زفت.</p><p></p><p></p><p>إيمن بلهجه صارمه: الاستاذ رئيس النيابه مكنش موافق ليك بالزيارة. لكني ألحيت عليه عشان خاطر أخوك بس من عشانك</p><p>عيسي قابضا على شفتيه بحنق: ...</p><p>سامر قاطبا حاجبيه بضيق: ليه كده ياعيسي، دولارات والماظ! ليه كده بس ياأبن أبويا</p><p>عيسي بحده: مش بتوعي ولا أعرف عنهم حاجه، دول متلفقين أكيد حد عايز يلبسني في الحيط</p><p>أيمن بتهكم واأبتسامه ساخرة: اه صح! بالمناسبه. أنت هاتلبس قضيه تانيه قريب اوي ومبروك عليك الاعدام مقدما.</p><p></p><p>عيسي فاغرا شفتيه: أيييييييييييه! قضيه تانيه؟ أنااا</p><p>أيمن بنظرات جامدة: اه قضية تانيه، ولا نسيت قضية أختفاء الضباط؟</p><p>عيسي بذعر: ضباط! ضباط أيه انا ماليش فيه ولا أعرف حاجه و...</p><p>أيمن بحده: متحاولش تنكر، في شهود عيان عليك والقضيه هتتفتح تاني وهتاخد العقاب اللي تستحقه</p><p>عيسي باأرتجاف وجسد منتفض: و**** ما انا دد ده جاسر هو اللي خلص عليهم انا ماليش دعوة و...</p><p></p><p></p><p>ايمن بنظرات محدقه: أيووووه، أرجع لورا شويتين كده. مين جاسر وعمل كده ليه؟</p><p>عيسي مبتلعا ريقه بصعوبه: ...</p><p>أيمن بثبات: طول ماأنت هنا هتكون في أمان، بس لازم أعرف اللي حصل. وانا أوعدك اني هقدر أحميك وكمان هعتبرك شاهد ملك في قضية الضباط</p><p>عيسي رامشا عدة رمشات متتاليه: ، أنا هقولك اللي حصل!</p><p></p><p>- كانت جوان بغرفتها تعاني آلآم وجهها المحترق. حاولت البكاء مرارا ولكنها منعت نفسها حتى لا تتألم أكثر، شردت في ماضيها الملوث عندما ألتقت بجاسر بأحدي الملاهي الليليه وقرر أنتشالها من ذلك المكان ليهديها لثروت وتنتقل من حياتها لحياة أخري مترفه مرفهه حتى أصطدمت بواقع أخر أودي بحالها للرقود بمشفي لعلاج الامراض الجلديه، ذفرت أنفاسها بضيق ثم أدارت ببصرها نحو باب غرفتها الذي أنفتح ليدلف منه أحد العاملين بالمشفي.</p><p></p><p>الممرض: صباح الخير، لسه حاسه بألم</p><p>جوان مضيقه عينيها: شويه، أنت مين؟</p><p>الممرض باأبتسامه مزيفه: أنا باعتني الدكتور عسان أديكي حقنه مسكنه</p><p>جوان محدقه: بس أنا مش باخد حقن خالص</p><p>الممرض مقتربا: أستثنائي المرة دي، وبعدين انا بنفذ أوامر.</p><p></p><p>- أقترب الممرض وعلى وجهه أبتسامه ماكرة خبيثه ثم قام بوغز الزجاجه البلاستيكيه اللينه المعلقه جوارها ومتصله بوريد يديها بأحدي الأبر الطبيه المعبئه بسائل محمر اللون ومن ثم أردف بلهجه مستنكره</p><p>الممرض باأبتسامه من زاوية فمه: بالشفا</p><p>جوان بأعين منغلقه: شكرا.</p><p></p><p>- أنصرف الممرض وعلى وجهه تقاسيم مريبه غير مريحه. بينما شعرت جوان بشيئا ما قد أصابها تشوشت رؤيتها وباتت أنفاسها تتقطع وتبدو بصوره غير منتظمه كما زادت ضربات قلبها. حاولت الصراخ ولكن شعرت بصوتها لا يخرج من شفتيها وكأن الكلمات توقفت في حلقها، وفجأة أنطبق جفنيها وأغلقت عينيها مستسلمه لملك الموت الذي قبض روحها على غفله منها.</p><p></p><p>- في حين أبلغ الطبيب المعالج لجوان ( ثروت ) بأنها قد لاقت حتفها لأسباب غير معروفه، فاأمر ثروت بتجهيز جثمانها حتى يتم دفنها بمدافن الصدقه، فلقد رفض داخله رفضا قاطعا أن تنضم جوان لأحد المدافن التابعه له. ولا يستطيع الوصول لأي من أقربائها الأن. فقط فعل ما رأها تستحقه.</p><p></p><p>- في الصباح الباكر. أستيقظت آسيل من غفلتها أخيرا وحاولت التدقيق بعينيها لما حولها، حتى أكتشفت أنها داخل غرفتها بالمنزل. هبت من مكانها وقد أعترتها الصدمه حتى تذكرت ما حدث معها ليلة أمس، حينما أخذها أمجد عنوة عنها، وفجأة دلفت لميا بالغرفه حامله بيدها حامل الطعام وعلى ثغرها أبتسامه واسعه</p><p>لميا بلهفه: صباح الخير ياحبيبة ماما</p><p>آسيل بدموع: ...</p><p></p><p>- لم تتفوه بكلمه واحده بل أنها أثرت الصمت في حين نهضت من مكانها سريعا وأرتمت بين أحضان والدتها تشكو أليها مرارة ما فعلت بها الأيام فضمتها أليها بحنو شديد وهي تتسأل ما أصابها. ظلت لميا على وضع المستمع الصامت في حين سردت عليها تفاصيل ظا حدث معها طيلة الثلاثة أشهر أو أكثر. بينما كانت تقاسيم وجهها تعبر عن الحزن الشديد والالم الذي سيطر على كيانها، وبعد أن قصت عليها آسيل كل ما حدث ذفرت أنفاسها بضيق وقبضت على عينيها ثم أردفت.</p><p></p><p></p><p>آسيل بنبره مختنقه: أنا متأكده لو كملت معاه أكيد هوصل لنتيجه إيجابيه و...</p><p>لميا بنبره حاده: أنتي أكيد حصل حاجه لعقلك، مين ده اللي تكملي معاه. أنتي متخيله اني هسمحلك ترجعي للهمجي ده؟</p><p>آسيل عاقده حاجبيها: ده جوزي ياماما</p><p>لميا ناهضه من مكانها: كتك جوز جزم في دماغك، أيه اللي جرالك يابت مكنتيش بتفكري بالطريقه دي</p><p>آسيل بنظرات ضعيفه: لازم بعد كل العك اللي حصل أفكر بطريقه تانيه. لو سمحتي متمنعنيش ياماما.</p><p></p><p>لميا قابضه على ذراعها: وحيات **** ما هاتبقي بنتي ولا أعرفك ولا ها...</p><p>- دلف رؤؤف عليهم ليقطع حديثها هاتفها</p><p>رؤؤف بلهجه حازمه: لمياااا، سيبيني مع سولي لوحدنا شويه</p><p>لميا بنبره غليظه: ليه؟! عشان تدادي وتدلع فيها</p><p>رؤؤف قابضا على عينيه: لميا. قولتلك اطلعي وسيبينا سوا لو سمحتي</p><p>لميا موجهه نظراتها الناريه صوب آسيل: ماشي يا رؤؤف.</p><p></p><p>- دلفت لميا للخارج بأندفاع وصفعت الباب خلفها صفعه قويه بينما توجه رؤؤف نحو الفراش وجلس جوارها مربتا على كتفها</p><p>رؤؤف بنبره حانيه: وحشتيني أوي ياسولي. وحشتني مناغشتك ومناقرتك معايا طول الوقت، حتى منافستك معايا في المكتب وحشتني. موحشكيش مكتبك وشغلك وعملائك ولا أيه ياأستاذه؟</p><p>آسيل وقد ترقرقت العبرات على وجنتيها: وحشتني يابابا، بس...</p><p></p><p>رؤؤف بترقب: بس أيه؟! بصي ياآسيل أنا سمعت كل حاجه وعرفت اللي حصل، أولا كده ده مش جوزك يابنتي شرعا جوازكم مش كامل الأركان</p><p>آسيل بنظرات زائغه: ...</p><p>رؤؤف بتتبع: أيوة مش جوزك، هو مش الجواز قبول ورضا من الطرفين. أنتي كده كنتي مغصوبه توافقي عشان شوفتي أن معندكيش حل تاني، ثانيا وده الأهم، فين ولي أمرك؟! أنتي بكر رشيد ولازم يكون ليكي وكيل مينفعش شرعا تكوني وكيلة نفسك</p><p>آسيل ناظره للأسفل: ...</p><p></p><p>رؤؤف بتنهيده حارة: مش عايز أشوف نظرة الأنكسار دي في عينك. بنتي قويه وهتفضل طول عمرها قويه</p><p>آسيل قابضه على عينيها لتنسدل منها عبراتها الساخنه: كان زمان</p><p>رؤؤف ممسكا برأسها بين راحتي يده: لا مكنش زمان، دلوقتي وكل وقت. هتنزلي شغلك وتعيشي حياتك طبيعي جدا وهترجعي زي الأول وأحسن</p><p>آسيل محركه رأسها: ...</p><p>رؤؤف باأبتسامه صغيره: طب يلا أفطري أحسن أنتي خسيتي النص</p><p>آسيل بنصف أبتسامه: حاضر.</p><p></p><p>- كانت آسيل على يقين بأن جاسر سيعاود البحث عنها ويقوم بمحاولاته لأستردادها مرة أخري. فهي لن تستطيع الوصول إليه على إي حال، فحاولت أن تسترجع حياتها الطبيعيه وكأن شيئا لم يكن</p><p>- رفض جاسر المكوث في المزرعه بعد ما حدث. فاأصطحب حيوانه الأليف روكس وخادمته الوفيه كاثرين وترك ما تبقي من رجاله لحراسة المزرعة</p><p>جاسر بنظرات مفترسه و عيون كالصقر: متهيألي كل واحد عرف هيعمل إيه</p><p>الحارس 1: تحت أمر معاليك.</p><p></p><p></p><p>الحارس 2: أطمن ياباشا</p><p>جاسر موليهم ظهره واضعا يده في جيب بنطاله: والزباله اللي اوضة الكلب ترموه في إي مستذفي حكومه من اللي بترمي المرضي على الأرض عشان مفيش مكان ليهم، وقبل ده تحذروه من إي حرف يطلع من بوقه</p><p>الحارس 3: متقلقش من الحكاية دي ياجاسر بيه، أنا هتولاها بنفسي</p><p>جاسر بصرامه: كل واحد في مكانه</p><p>الحرس بصوت واحد: أمرك ياباشا.</p><p></p><p>- أنطلق الحرس كل إلى مكانه بينما أرتدي حاسر سترته ثم ألتقط جاسر حقيبة جلديه بنيه وهاتفه المحمول ومفاتيح سيارته ودلف خارج حجرة المكتب مشيرا بيده لكاثرين لكي تلحق به، وبعد أن أستقل سيارته بصحبة كاثرين وروكس. لاحظت كاثرين شروده الزائد عن الحد وتنفيثه بشراهه في سجائره الواحده تلك الأخري. فبادرته كاثرين بنبره هادئه قائله</p><p>كاثرين بهدوء: سيدي، ألن تستعيد زوجتك؟</p><p>جاسر مبتلعا ريقه بصعوبه: ...</p><p></p><p>كاثرين بتوجس: هل على أز أعيد عليك السؤال مرة أخري؟</p><p>جاسر بنبره واهنه: لا مش هرجعها</p><p>كاثرين فاغره شفتيها: هاااا ماذا؟!</p><p>جاسر وقد خيم الحزن على ملامحه: زي ما سمعتي، أنا لسه قدامي طريق طويل كله أنتقام وميت واحد بقوا في وشي مش في دهري. مقدرش أضحي بيها وأكون أناني وأخليها جمبي. عشان محدش يقدر يأذيها بسببي. هتكون عيني عليها في كل مكان حمايه ليها لكني لازم أبقي بعيد أمان ليها.</p><p></p><p>كاثرين محدقه: لا أصدق ما تفوه به فمك الأن، لقد تغيرت سيدي وتبدلت تفاصيلك</p><p>جاسر منفثا في سيجارته: ومين مبيتغيرش!</p><p>كاثرين بخبث: عليك الأعتراف بحبها. لما المجادله بعد كل ما حدث؟</p><p>جاسر بتنهيده حارة وأنفاسا مشتعله: حبتها، أيوة حبيتها. بس غلط، كل اللي حصل من الأول للأخر غلط، مكنش ينفع يحصل كل ده. سنين والكل بيلف حوالين نفسه محدش قدر يكشفني لكن آسيل...</p><p>كاثرين بنظرات ضيقه: آسيل ماذا؟</p><p></p><p>جاسر باأبتسامه من زاوية فمه: آسيل هي الجميله اللي كانت السبب في نهاية الوحش</p><p>كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: ...</p><p>كاثرين في نفسها: لابد وأن ثمة حل للموضوع، ولكن ماذا عساي أن أفعل وكيف أستطيع الوصول إليها!</p><p></p><p>- وصل جاسر مؤخرا لقصره بالقاهرة وترك كاثرين وروكس ثم توجه صوب شركته، وما أن وصل حتى طلب الأجتماع بالمحامي الخاص بالشركه. حيث وصلت مدة الأجتماع لأكثر من ثلاث ساعات متواصله يتبادلون فيها الأراء ويلقي جاسر بالمسؤليات عليه</p><p>جاسر حاككا طرف ذقنه: فهمت يامتر هتعمل أيه؟</p><p>المحامي بتردد: أيوة فهمت، بس الملفات دي محتاجها أمتي؟</p><p>جاسر ناهضا من مكانه: النهاردة قبل بكرة.</p><p></p><p>المحامي: لا طبعا ياأستاذ جاسر صعب جدا. أديني كام يوم كده وتكون الدنيا كلها أتظبطت زي ما أنت عايز وبختم النسر كمان</p><p>جاسر مشيره بأصبعيه السبابه والوسطي: هما يومين وتديني التمام. أنا معنديش إي وقت أستني</p><p>المحامي حاككا رأسه: هحاول</p><p>جاسر بحده: تقدر تتفضل أنت دلوقتي</p><p>المحامي ممسكا بالملفات الورقيه بين يديه: حاضر يافندم. عن أذنك.</p><p></p><p>- أبتعد جاسر عن طاولة الأجتماعات الكبيره متوجها صور مكتبه الخشبي، نزع عنه سترته الرصاصيه ثم شرع بفتح أزرار قميصه وألقي بجسده على المقعد الوثير جالسا عليه باأريحيه</p><p>جاسر محدثا نفسه: لو اللي خططتله أتحقق زي ما أنا راسم بالضبط هتبقي نقله في حياتي. أتخلصت من عيسي ولسه مكمل. وهتخلص من ثروت، هنضف السواد اللي عيشت فيه سنين وبعدها، كل حاجه هتتغير.</p><p></p><p>- قام عيسي بالأعتراف على جاسر بقضية أختفاء ضباط الشرطه حيث أوقعه أيمن بشر أعماله وأستطاع الحصول منه على أعتراف رسمي، بينما كان الذهول والصدمه تسيطر كليا على أخيه ( سامر ) عندما علم بكل تلك المصائب التي تورط بها أخيه. فلقد أنهارت صورته أمام عينيه وأقسم الأبتعاد عنه وأعتباره نكره غير موجود على وجه الأرض، فتم حبس المتهم ( عيسي ) خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق.</p><p></p><p>ذهب سامر لمنزله وقد أقسم بداخله على ترك ذلك المنزل المملوك لأخيه الأكبر، فبرغم أستهتار أخيه وعدم تحمله أدني مسؤليه إلا أنه لن يقبل تلك الحياه التي لم يكن يعلم شيئا عن مخابئها، جمع أشيائه كامله فيما يتعدي الثلاث حقائب الكبيرة ثم قرر العودة لديار والده التي هجروها منذ سنوات بعد وفاته، فاألتقط مفاتيحه وتوجه خارج المنزل بالكامل فلقد بغض كل زاويه به.</p><p></p><p>- ظلت آسيل حبيسة غرفتها لمدة 4 أيام. لا تستطيع مواجهة إي أحد ولا ترغب بذلك، وذات يوم كانت قد تأهبت للخروج من المنزل متوجهه لمكتبها الخاص الذي هجرته منذ أكثر من ثلاثة أشهر</p><p>لميا محدقه: آسيل. أنتي خارجه؟</p><p>آسيل ببرود: أيوة ياماما ؛ هروح المكتب عشان أفوق وألهي نفسي في الشغل شويه</p><p>لميا لاويه شفتيها: وهترجعي أنتي؟</p><p>آسيل واضعه يدها على فمها: مش هتأخر ياماما ساعتين زمن بالكتير.</p><p></p><p>لميا ممسده على ظهرها: مالك كده شكلك تعبان وخاسه. ما تيجي اخدك للدكتور ان شالله يكتبلك شوية فيتامينات ومقويات</p><p>آسيل مبتلعه ريقها: لا ملهوش لزوم. كام يوم وهابقي تمام</p><p>سهيله بحيويه: صباح الخير عليكوا</p><p>لميا، آسيل: صباح النور</p><p>سهيله بنظرات متفحصه: رايحه فين كده ياسولي؟</p><p>آسيل باأبتسامه: رايحه المكتب، متهيألي مش محتاجاني في توصيله ولا حاجه بعد التخرج</p><p>سهيله بمرح: لا هحتاجك بقي لما أتعين وتوديني الشغل.</p><p></p><p>آسيل بضحكه مزيفه: ههههه أنتي مش ناويه تعتقيني؟</p><p>سهيله: تؤ مش ناويه خالص</p><p>لميا محتضنه أبنتاها: **** يخليكوا لبعض ياحبايبي</p><p>آسيل: ياارب، عن أذنكوا</p><p>لميا: خلي بالك من نفسك ياآسيل</p><p>آسيل بهدوء: حاضر ياماما</p><p>- أنصرفت آسيل بعجاله بينما ظلت سهيله مسلطه بصرها على والدتها التي دبت الحياه إليها مرة أخري ثم أردفت قائله</p><p>سهيله بحيرة: هي تعرف حاجه عن اللي حصل</p><p>لميا بتنهيده: لا متعرفش، ومش ناويه أعرفها حاجه.</p><p></p><p>سهيله بنصف أبتسامه: مفيش حاجه بتستخبي ياماما وهتعرف هتعرف</p><p>لميا موليه ظهرها: *** ييسرها ساعتها. اللي يهمني انكوا بناتي واهتفضلوا اخوات طول عمركو</p><p>سهيله ناظره للاسفل: طبعا.</p><p></p><p>- وصلت آسيل لمكتب المحاماه الخاص بها. حيث وجدت الأتربه والغبار قد عم المكان وكأن سنين مرت على غيابها. رسمت أسمه على مكتبها الخشبي المغطي بطبقه من الاتربه حيث بدا ظاهرا وسط هاله رماديه اللون. ألتفت برأسها تتفحص غرفة مكتبها فوقعت عينيها على تلك الصورة المعلقه على الحائط والتي كانت معبره تماما عما مرت به. وما هي إلا ثواني حتى أستمعت لطرقات خافته على باب مكتبها فتوجهت بخطوات مرتعده متوجسه صوب الباب لتفتحه فوجدت أمامها...</p><p></p><p>كاثرين باأبتسامه: لقد عانيت الويل من أجل الوصول إلى هنا</p><p>آسيل فاغره شفتيها: كاااثرين! جيتي هنا أزاي وعرفتي المكتب منين؟</p><p>كاثرين: لا تنسي بطاقة هويتك التي ما زالت بحوزة سيدي الشاب. والتي أستطعت من خلالها الوصول لعنوان منزلك ومنه إلى عنوان مكتبك الخاص</p><p>آسيل بتوجس: أهلا بيكي، أتفضلي، بس أيه سبب كل ده؟</p><p>كاثرين بتنهيده: حياة سيدي الشاب على المحك، لما لا تعودي لتسانديه وتقفي جواره.</p><p></p><p>آسيل مستجمعه رباطة جأشها: مينفعش، الوضع كده رجع لأصله</p><p>كاثرين عاقده حاجبيها: حتى وأن أفصحت لكي بمدي غرامه بكي، حتى وان أخبرتك أن قلبه يعاني ويلات فراقك ولكنه لا يتكلم أو حتى يصدر آنينا. كما تعودت عليه دائما كاتم لما بداخله</p><p>آسيل بوهن: أنا مبقتش عارفه أعمل أيه وأرضي مين</p><p>كاثرين باأمتغاض: لماذا تودين تحطيم كل ما بدأ سيدي بناؤه؟</p><p>آسيل محدقه: ، هااااا.</p><p></p><p>كاثرين بضيق: أنا على ثقه أن سيدي يدبر للتخلص من تلك الأناس الذين يحاوطوه ليبدأ حياة جديدة. ينقصها وجودك جواره دعم وسند</p><p>آسيل رامشه بعيونها: ...</p><p>كاثرين ضاغطه على كف يدها: أقسم لكي أنه بحاجتك</p><p>آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: هو اللي باعتك</p><p>كاثرين: على العكس سيدتي، فأنه رافضا وجودك جواره ويعتبر هذا طمعا منه وتعديا على حمايتك</p><p>آسيل ناظره للأسفل: ...</p><p></p><p>- ذفرت كاثرين أنفاسها المختنقه ثم قامت بأخراج ورقه كرتونيه صغيره من جيب حقيبتها ثم مدتها لها قائله</p><p>كاثرين: هذه البطاقه الصغيره تحمل عنوان القصر تفصيليلا، أتمني أن يكون الحب قد طرق بابك كما أقتحم أغوار قلب سيدي الشاب، أستئذنك.</p><p></p><p>- أنطلقت كاثرين سريعا لخارج المكتب والبنايه باأكملها بينما كانت آسيل مسلطه بصرها على تلك البطاقه ( الكارت ) وبرأسها الف سؤال متضارب مع الأسئله الاخري، ولكنها حتما ستصل لقرار بشأن ذلك.</p><p></p><p>- داخل مكتب رئيس النيابه. وبعد شهادة عيسي الصريحه قررت النيابه أصدار أمر بالقبض على جاسر ومواجهته بأعتراف عيسي ضده وجمع كافة الدلائل حتى تكون القضيه مستوفاه لتقديمها لهيئة القضاء، بينما كان جاسر بحجرة روكس ممدا بجواره على الأرضيه يمسد على فروته السوداء برفق. فوجد هاتفه قد علت أصوات رنينه لتعلن عن أتصالا هاتفيا من المحامي الخاص به فاأضطر للرد عليه متأففا</p><p>جاسر بتأفف: خير؟</p><p></p><p>المحامي بهلع: طلع أمر بالقبض عليك ولسه البوة سايبه الشركه حالا</p><p>جاسر قابضا على عينيه: وماله</p><p>المحامي باأقتضاب: انا قولتلك وعملت اللي عليا. وانت عايز تلحق تنفد بجلدك يبقي...</p><p>جاسر بنبرة جديه: لا مش هنفد بجلدي ولا حاجه، خلاص عادي. اقفل انت</p><p>المحامي بصدمه: براحتك.</p><p></p><p>- نهض عن جلسته ثم توجه للخارج بخطوات ثابته بطيئه، شعر بنفاذ طاقته لمواجهة الجميع، فهو ليس بأله ألكترونيه. بشر مثله كمثل إي بشر. لا يهاب المواجهه او حتى الموت فبنظره كل ما هو أت يتساوي ببعضه البعض.</p><p></p><p>- بينما قررت آسيل السماع لنصيحة كاثرين. ومحاولة العودة لعلها تستطيع التأثير بحياته حتى وأن لم تكن له، أرتدت ملابسها الخفيفه التي تسهل عليها حركتها. فليس أمامها سوي الهرب حتى ولو لبضع ساعات، أطلت برأسها خارج الغرفه لتستكشف من خارج الغرفه فوجدت والدتها داخل غرفة أعداد الطعام ووالدها مازال قابعا بمكتبه وأختها الصغري منسجمه بترتيب غرفتها. دلفت خارج الغرفه على أطراف أصابعها ثم توجهت خارج البنايه بأكملها في غفله من الجميع.</p><p></p><p>أستقلت سيارة أجرة وأنطلقت بها نحو العنوان المدون على تلك الورقه. وفي غصون النصف ساعة قد وصلت لمحيط القصر، كان جاسر جالسا بشرفة غرفتة ينفث سجائره منتظرا لتلك القوة الموكله بالقبض عليه وفجأة لمح سيارة أجرة تصف أمام البوابه وتدلف آسيل خارج السياره، هب من مكانه فزعا وهبط الدرج الرخامي بسرعة البرق متوجهها إلى الخارج بخطوات راكضه حتى وصل أليها.</p><p></p><p>جاسر قابضا على ذراعها: أنتي أيه اللي جابك هنا، وعرفتي تيجي أزاي</p><p>آسيل بفزع: اا ا، ا اصل...</p><p>جاسر بنظرات حادة ولهجه غليظه: أنتي أكيد حصل حاجه في دماغك، أمشي من هنا فورا</p><p>آسيل بدموع: على فكرة أنا جايه أساعدك مش برمي نفسي عليك</p><p>جاسر جاذبا أياها لتلتصق به: أفهمي بقي، انا قاعد مستني نهايتي. مستني قوة من الشرطه جايه تقبض عليا دلوقتي لازم تمشي من هنا</p><p>آسيل بنظرات دافئه: مش هسيبك، هقف جمبك وأدعمك.</p><p></p><p>جاسر ناظرا لعينيها: ياريت كان ينفع يامليكتي، ارجوكي تمشي. اول مرة في حياتي اترجي حد</p><p>آسيل بأصرار: لا مش ماشيه</p><p>- أستمع جاسر لصوتا خافتا يشبه أبواق سيارات الشرطه فأشتعلت عينيه غيظا ثم جذبها خلفه ليدلف بها لداخل القصر، وقف جوار الباب الحديدي ثم هتف ب</p><p>جاسر بحده: أمشي من باب الجراج اللي ورا مش هتلاقي عنده حرس</p><p>آسيل: لا أنا معاك</p><p>جاسر مصرا على أسنانه: أنا مش داخل معاكي دور عند، ليه مش عايزة تسمعي الكلام.</p><p></p><p>آسيل بتنهيده: قدري بقي معاك، أعمل أنا أيه. بقي في أكبر من مجرد ورقة جواز بتجمعني بيك، حته منك **** زرعها جوايا، تقدر تقولي أعمل أنا أيه دلوقتي وكل حاجه خرجت من أيدي</p><p>- أصابته الصاعقه وغمت عينيه هالة سوداء من هول ما سمع، فلقد أصبح أبا محكوم عليه بالأعدام من كل من حوله، أبا ليس له حق الحياة الطبيعيه وسط أسرة متكامله، أبتلع ريقه الجاف بمرارة ثم أردف بنبره متقطعه قائلا.</p><p></p><p>جاسر بصوت متقطع: ح حامل!؟ مينفعش، انا منفعش اكون إي حاجه، أجهضيه نزليه أعظلي اي حاجه. اوعي تخليه يتولد في دنيا زي دي، ليه تحكمي عليه يعيش متعذب طول عمره ويتعير بيا، ليه تتعسيه حرام</p><p>آسيل بنبره هادرة: ليه مش عايز تفوق من غيبوبتك، **** بيسامح ياجاسر وانا هقف جمبك ليه مصمم تخسر نفسك.</p><p></p><p>جاسر بنبره صادحه وهو يهز ذراعيها: الناس مبتسامحس ؛ احنا في دنيا الناس اللي بيحكموا مش ****. **** لو سامحني الناس مش هتسامح.</p><p></p><p>- قطع حديثه طيفا مر أمام مخيلته. حيث لمح قناصا يتربص بهم عن طريق المرآه المعاكسه، فزع وحدقت عينيه بقوة ثم أدارها لتقف خلفه ويسد عنها إي ضرر كما أخرج سلاحه من خلف ظهره فكانت رصاصة القناص أسرع أليه منه، أطلق القناص رصاصه أخترقت ضلوعه لتسكن بقلبه بينما اطلق جاسر رصاصه أخري من سلاحه لتصيب رأس ذلك القناص، صرخت آسيل وتعالت صيحاتها عند رؤيتها بحر الدماء الذي أنهمر من صدره بينما أردف قائلا.</p><p></p><p>جاسر كابحا أنينه: بسسسسسس، طول عمري مبحبش الصريخ والصوت العالي</p><p>آسيل ببكاء: حد ييجي هنا. حد يجيب أسعاف كاااااااثرين انتي فيييين</p><p>- حاولت ا مساك به حتى تحصنه من السقوط ولكنه رفض مساعدتها وتشبث بالعمود الحديدي القائم جوار باب القصر حتى يظل واقفا</p><p>جاسر: متمسكنيش، انا مش ضعيف</p><p>آسيل بدموع: أرجوك تقاوم، مش عايزة أخسرك.</p><p></p><p>جاسر ملامسا لوجنتيها ماسحا عنها عبراتها: ياريتني ما عرفتك، كنت هفضل جاسر الليث، بس أنتي كنتي الحاجه الوحيده الحلوة اللي حياتي، أوعي تكوني لسه بتكرهيني. أوعي تكرهي واحد أختار الموت عشان بس يبقي جمبك، كنت عارف ان النهايه قربت بقربك مني ومترددتش. سيبتك عايشه وكنت عارف أن انتي اللي هتنهي أسطورة الليث، بحبك آسيل.</p><p></p><p>- انسالت دموعها بغزاره لم تعهدها من قبل. فها هو أخيرا يعترف بحبه لها ولأول مرة. ولكن بالوقت الخطأ، لقد خسرت وجوده بحياتها للأبد.</p><p></p><p>بدأ جسده يتثلج والدماء تهرب منه كما شعر بنفاذ طاقته فاأستسلم بعد مجاهده وترك العنان لقدمه حتى يسقط أرضا بين أحضانها، في حين ظلت كاثرين ملتزمه مكانها على باب الغرفه ودموعها لا تتوقف ولكن بصمت. لم تستطع الاقتراب حتى لا تري سيدها ولأول مرة بتلك الحاله، بينما ركض روكس عقب سماعه لصوت طلقات ناريه لداخل القصر فوجد سيده ملقي أرضا. أنبطح روكس أرضا وكأنه أنسان وبشر يشعر ويتفهم. فكانت عيناه الواسعتين قد اغرورقت بالدموع وظل يأن في صمت.</p><p></p><p>جاسر قابضا على عينيه: أسمعيني كويس أوي. حقي لازم يرجع، خلي كاثرين تديكي كل الورق اللي معاها هيساعدك ويفيدك، متمديش أيدك على فلوسي وأتبرعي بيها كلها. ما عدا المزرعه، دي مكتوبه بأسمك أوعي تفرطي فيها. انا حبيتها أوي</p><p>آسيل بنبره متشنجه على أثر البكاء: كفايه كلام و...</p><p>جاسر واضعا أصبعه على فمها: سيبني اخلص أخر كلامي، متسميش أبني على أسمي، سميه على أسمي الحقيقي</p><p>آسيل بشهقه ممزوجه بالبكاء: هاااااا.</p><p></p><p>جاسر مبتلعا ريقه: هتلاقي كل الورق اللي يثبت هويتي الحقيقيه مع كاثرين</p><p>آسيل ملامسه وجنتيه: أسمك أيه؟</p><p>جاسر مغمضا عينيه: هاتيلي حقي، مش هسامحك لو مجيبتيش حقي يا، يامليكتي</p><p>آسيل ماسحه عبراتها: حاضر. حاضر و**** وكمان ها، جاسر، انت نمت، جاسر قوم</p><p>- أنقطعت أنفاسه فجأة وخفت قبضته الممسكه بكفها وبدت ملامحه في الشحوب، هدر صوت صراخها الذي أمتزج بنباح الكلب عاليا وصدحت نبراتها أرجاء المكان تشكو لبارئها مرارة فراقه.</p><p></p><p>آسيل بتألم: أأأأأأأأأأأأأأأأه...</p><p></p><p>الفصل الثلاثون والأخير</p><p></p><p>- وصلت قوات الشرطه فوجدت القصر خاليا من الحراسه، توجسوا خيفة أن تكون تلك خدعه جديده من جاسر ولم يكن لديهم العلم أن رجاله فروا هاربين بعد أن علموا بمقتله. بينما كانت آسيل تضم رأسه بين أحضانها وتفيض عيناها أنهارا من الدموع الحارة إذ بقوات الشرطه تقتحم القصر وتغزوه من كل مكان حتى أمت بهم، وما أن عثرو على جثمان ذلك القناص حتى تحفظوا عليه وعلى جثمان جاسر ولكنها رفضت ( آسيل ) رفضا قاطعا تسليمهم جثته حتى لا يتم تشريحها.</p><p></p><p></p><p>الضابط باأمتغاض: اللي بتعمليه ده مش قانوني، أنتي كده بتعطلي موظف حكومي عن أداء وظيفته</p><p>آسيل ببكاء: مش هسيبهولك، ده جوزي ومن حقي أرفض أنكوا تقطعوا في جسمه</p><p>الضابط بوجه مكفهر: هو أحنا هنقطع ونرمي للكلاب، ده الطب الشرعي والجثه لازم تتشرح</p><p>آسيل بنبره غليظه: لااااا</p><p>الضابط 2: النيابه في الطريق عشان تعاين مسرح الجريمه. يبقوا يقرروا هما بقي أيه الحل.</p><p></p><p></p><p>- وما هي إلا دقائق وحضرت النيابه بالفعل لمسرح الجريمه، فكانت الفاجعه عندما وجد إيمن ( آسيل ) حاضره بالمكان</p><p>إيمن بذهول: آنسه آسيل، أيه اللي جابك هنا تاني بعد ما رجعتي البيت</p><p>آسيل ببكاء: ...</p><p>إيمن قابضا على شفتيه: أنتي كنتي موجوده لما الجريمه وقعت</p><p>آسيل مومأه رأسها: ...</p><p>إيمن حاككا طرف ذقنه: اا ا يبقي للأسف لازم تيجي معانا</p><p>آسيل محدقه: ...</p><p></p><p></p><p>- لم تجادل آسيل معه في الحديث بل توجهت لمقر مديرية أمن القاهرة للتحقيق بالواقعه بينما رأي إيمن ضرورة إبلاغ أمجد بما جد من أمور، فلم يتمهل أمجد إذ توجه على وجه السرعه لمقر المديريه لحضور التحقيقات برفقتها ولكن كان الأمر غاية الصعوبه، وبينما هو منهمكا في محاولاته المتعددة للدلوف إليها إذ بهاتفه يصدر ضجيجا معلنا عن مكالمه هاتفيه.</p><p></p><p>أمجد: أيوة ياعمي، أه عارف هي فين، معايا ياعمي متقلقش، هابقي أحكيلك بعدين، أهدي بس ياعمي ومتقلقش، حاضر هجيبها وأجي، سلام</p><p>لميا بعصبيه مفرطه: ده أنا هبهدلها، أزاي تخرج من ورايا يارؤؤف وراحت فين؟</p><p>رؤؤف بنبره عاليه: أهدي بقي يالميا بقالك ساعتين بتشيلي وتحطي على الفاضي، ما خلاص عرفنا هي فين ومع مين. اصبري ترجع ونفهم منها</p><p>لميا بغيظ: لا لا بنتي أتغيرت ومبقتش زي الأول، أنا حاسه بيها وبتغيرها من ساعة ما رجعت.</p><p></p><p></p><p>رؤؤف بتنهيده: مشافتش شويه يالميا. ياريت كفايه ضغط عليها</p><p>لميا: ...</p><p>- بعد مرور ما يقرب من ساعتين متواصل من التحقيق أنضم أمجد أليهم للأدلاء بأقواله أيضا على مرئا ومسمع من آسيل أزعجها حديثه عنه، وما أن أنتهي التحقيق حتى تم الأفراج عنها من سراي النيابه</p><p>أمجد باأقتضاب: أستني هوصلك</p><p>آسيل بنظرات حاده: مش عايزة منك حاجه، انا اعرف سكتي كويس</p><p>أمجد بنبره منفعله متهكمه: كل ده عشان المجرم بتاعك!؟</p><p></p><p>آسيل بنبره هادره: ملكش دعوة بيه، هو دلوقتي بين أيد ****، أنت متعرفش حاجه عنه وعن حياته</p><p>أمجد بعصبيه: لا و****! مكنش ده كلامك ياحضرت المحاميه، واضح انك حبيتيه لدرجة العمي</p><p>آسيل بنبره عنيفه: أه حبيته، موته طهر كل الذنوب اللي عملها. حتى في حقي</p><p>أمجد عاقدا حاجبيه: في حقك!؟</p><p>آسيل بتهكم: عن أذنك.</p><p></p><p>- صارت بخطوات راكضه لخارج مبني المديريه وتوجهت صوب منزلها وهي بحالة من الأنهيار العصبي والبكاء الشديد. حتى أن والدتها التي أقسمت على تلقينها درسا قاسيا قد رق قلبها وشعرت بوغزة أجتاحت كيانها من تلك الحاله التي وصلت بها. ظلت تبكي مرارا حتى شعرت بعينيها قد جفت بها الدموع. أستمعت لتلك الكلمات التي رددها على مسامعها قبل أن تصعد روحه لعنان السماء، فاأقسمت على أن تحارب وتقاتل حتى تعود بحقه الذي طالبها به...</p><p></p><p>ظلت على وضعيتها تلك أربعة أيام كامله. حتى أشرق نور الصباح وسطع ضوء الشمس الذهبي في المكان معلنا عن يوم جديد، نهضت عن فراشها بتثاقل وملامح منهكه. ثم أرتدت ملابسها القاتمه السوداء ووضعت نظارتها القاتمه أعلي رأسها. ثم توجهت للخارج</p><p>لميا بذهول: أنتي رايحه فين؟</p><p>آسيل باأمتغاض: هروح أشوف جثته أدفنت ولا لأ</p><p>لميا بصدمه: أيه!؟ وانتي مالك. احنا ما صدقنا خلصنا من الهم ده.</p><p></p><p></p><p>آسيل مبتلعه ريقها بمراره: مينفعش ؛ ده جوزي. و و وأبو بنتي او أبني اللي جاي</p><p>لميا ضاربه على صدرها: يالهووووي، نهارك أسود. انتي...</p><p>آسيل قابضه على عينيها: حامل</p><p>لميا ممسكه ذراعها ثم هتفت بنبرره هادره: حااااااامل! الطفل ده لازم ينزل. مش هتبقي أم لأبن واحد زي ده</p><p>آسيل بعصبيه: لا مش هنزله. ده أبني، حته مني ومش هفرط فيها</p><p>لميا بصراخ: يارؤؤؤؤؤؤف تعالي ألحقني</p><p>رؤؤف مهرولا: في أيه يالميا ايه اللي حصل؟</p><p></p><p>لميا باأختناق: بنتك حاااااااامل، ومن واحد مجرم ومش عايزة تنزله</p><p>رؤؤف محدقا: حامل!</p><p>لميا بتشنج: أتصرف معاها انا تعبببببببت، مش قادرة أتحمل أكتر من كده</p><p>رؤؤف بهدوء: أهدي يالميا، مبروك ياأسيل</p><p>لميا فاغره شفتيها: أنت بتباركلها؟ على الوكسه اللي هي فيها، ده محدش يعرف انها اتجوزت ده لو اعتبرنا جوازها صح</p><p>رؤؤف بتنهيده: روحي أنتي ياآسيل وسيبيني مع ماما</p><p>لميا بحده: لا مش هتروح حته و...</p><p></p><p>رؤؤف جاذبا أياها: تعالي بس نتكلم جوه. مش هنا</p><p>- دلف رؤؤف لغرفة مكتبه جاذبا خلفه لميا. أوصد الباب ثم أجلسها وجلس قبالتها هاتفا</p><p>رؤؤف مصرا على أسنانه: شئتي أم أبيتي هو ده الواقع، بنتك اتجوزت وحامل وجوزها مات، الطفل اللي جاي ملهوش ذنب وحتى أبوه مش عايش عشان تقولي كده، أنا شايف أنك تتقبلي الوضع وبلاش تعملي كماشه على بنتك عشان متضطريهاش تتصرف من وراكي وتروح مشوايرها بالغصب عننا.</p><p></p><p></p><p></p><p>لميا بنبره فظه: لو سهيله بنتك مكان بنتي آسيل. هتوافق وتتكلم بالهدوء ده</p><p>رؤؤف بحده مشيرا باأصبعه تحذيرا لها: أنا بحذرك يالميا تجيبي سيرة الموضوع ده تاني، آسيل بنتي مش بنت حد تاني و**** يعلم انها وسهيله واحد عندي وعمري ما ميزت بينهم بالعكس، على طول بدي آسيل أكتر عشان محسسهاش بأي حاجه، ليه عايزة كل شويه تفكريني أنها بنت جوزك القديم ياهانم.</p><p></p><p>- هزت عبارته جسدها ( آسيل ) حيث كانت تتأهب للخروج من المنزل وأستمعت إلى كلماته الاخيره. فقد أعتقد انها ذهبت إلى حيث تريد ولكنها لم تذهب بعد، وقفت بمكانها لاتقوي على الحركه بضع ثوان تستجمع قواها وتتعقل ما سمعته ثم طأطأت رأسها للأسفل وأبتسمت على حالها أبتسامه ساخره. حتى إبيها ليس بأبيها.</p><p></p><p>تمنت الموت حتى تستريح من أعباء هذه الدنيا التي تقضي عليها شيئا فشئ. وبعد لحظات مريره مرت عليها ألقت بكل ذلك خلف ظهرها فليكن ما يكن والأهم لديها هو الوصول لمبتغاها.</p><p></p><p>- ذهبت آسيل بسيارتها الصغيره حيث مقابر آل جاسر. حيث قررت النيابه السماح بدفنه بعد أن تم تشريح جثمانه وقد تبين أن رصاصة القناص هي التي أصابته حقا، تركت سيارتها بعيدا ثم توجهت لداخل الممر المصفوف على جانبيه مقابر المتوفين. ثم توقفت فجأه عندما لمحت روكس منبطحا أمام مدخل القبر وجواره كاثرين تحاول أصطحابه ولكنه يأبي تمامل، تقدمت آسيل بخطوات بطيئه حتى أشتم روكس رائحتها. فهب من مكانه ناظرا إليها حتى وجدها حتى وجدها تقف قبالته. ظل يقفذ بقدميه وينبح نباحا صادحا وكأنه صراخ، بينما بادلته آسيل الترحيب فأنحنت بجسدها تمسد على فروته وتخلل أصابعها داخلها، في حين بدا على كاثرين ملامح منهاره وعيون دامعه محمرة.</p><p></p><p>كاثرين بصوت خافت: مرحبا بك سيدتي، أنتظر حضورك منذ يومان</p><p>آسيل بنبره متقطعه ممزوجه بالأنين: أديني جيت</p><p>كاثرين مشيره بعينيها لروكس: لعل روكس يستمع حديثك، فإنه رافضا التحرك من جوار قبر، سيدي الشاب</p><p>آسيل قابضه على عينيها بتألم: ...</p><p>كاثرين بدموع: لكي معي أمانه تخصك، أوصاني سيدي الراحل أن أسلمك أياها في حال أصابته بمكروه، وها قد أصابه</p><p>آسيل مكفكفه دموعها: أمانه! أمانه أيه؟</p><p></p><p>كاثرين بنبره غليظه: ما سيساعدك على أسترداد حقه كاملا</p><p>آسيل بشرود: ، فين الحاجه دي؟</p><p>كاثرين: سأحضرها لكي مساءا. أتمني لقاءك بأسرع وقت فلا أعلم ما يخبئه لي الغد</p><p>آسيل بنبره قويه متحمسه: هستناكي في مكتبي النهاردة بالليل</p><p>كاثرين: إذا أستئذنك بالأنصراف</p><p>آسيل ناظره لروكس: سيبيلي روكس، ده من حقي دلوقتي</p><p>كاثرين بعيون دامعه: ولكن! حسنا فالتحتفظي به سيكون لكي خير رفيق.</p><p></p><p>آسيل جالسه في وضع القرفصاء: شكرا يا كاثرين. بجد كاثرين.</p><p></p><p></p><p>- صارت كاثرين بأتجاه المخرج من ذلك الممر بينما ظلت آسيل جالسه على أحدي درجات القبر الرخاميه جوارها روكس. حيث جلس جوارها يأن بتألم وكأنه فقد جروه ( أسم الابن الصغير للكلب ) وليس صاحبه بينما تركت آسيل شلالات فياضه تنهمر من عيناها كانت قد كبحتها لفتره طويله من الوقت، وما أن شعرت بمرور الوقت سريعا وبدأت خيوط الليل تزحف إلى المكان لتخيمه بالظلام نهضت من مكانها وأشارت لروكس حتى نهض من مكانه سريعا للحاق بها. ثم توجهت بسيارتها الصغيره برفقته نحو مكتب المحاماه الخاص بها وظلت قابعه به تنتظر كاثرين، وما هي إلا دقائق حتى حضرت إليها، كانت تشعر بلهفه غير طبيعيه لمعرفة ما الذي يحويه ذاك الصندوق الخشبي الموصد حتى أعطته لها كاثرين.</p><p></p><p>كاثرين ممدة يدها: هذا هو المفتاح الخاص بالصندوق، وهذا الهاتف تابع لذلك القناص اللعين الذي قطف زهرة شباب سيدي بعد أن أعد كل شئ لمواجهة الشرطه، فقد وجدته ملقي بأرضية غرفة المكتب بعد أن تحفظت الشرطه على جثمانه</p><p>آسيل عاقده حاجبيها: هاتي كده!</p><p></p><p>- وبعد فتح الصندوق. وجدت به العديد من الملفات الورقيه وجهاز الحاسوب الخاص بجاسر. كما وجدت كارت ذاكرة صغيره ( ميموري ) موضوعا بعلبه صغيرة للغايه. فقررت الأطلاع أولا الملفات ثم تفحص كارت الذاكرة فوجدت...</p><p>آسيل قاطبه جبينها: ده ورق يثبت أن الشركه ملك واحد أسمه. ثروت وورق تاني بيثبت أنه بيستورد موارد غير صالحه للأستخدام الأدمي</p><p>كاثرين محدقه: إذا فقد كانت نيته التخلص من ثروت وللأبد بتلك الأوراق.</p><p></p><p>آسيل متفحصه الأوراق: ودة شيك بأسم مودة. مكتوب أنه للصرف على دراستها بره</p><p>كاثرين بتنهيده: ...</p><p>آسيل محدقه بذهول: ودي شهادة ميلاد. بس قديمه أوي، معقول تكون...</p><p>كاثرين قابضه على عينيها: نعم، أنها بطاقة هويته الحقيقيه</p><p>آسيل بدموع: عبدالله، أسمه عبدالله!</p><p>كاثرين مربته على كتفها: أرجو أن تهدئي، ودعي البكاء والنحيب لوقت لاحق</p><p>آسيل مكفكفه دموعها: ...</p><p>كاثرين لتساؤل: وما هذا و هذا؟</p><p></p><p>آسيل مدققه بصرها: ده عقد بيع القصر لملجأ أيتام و، و و، عقد بيع وشرا بالمزرعه ليا</p><p>- حدقت مقلتيها وأتسعت فجأة عند قرائتها لتلك العبارات التي بورقه أخري وكانت...</p><p>آسيل بنبره متقطعه: ا ا، ا عقد جوازنا. وبأسمه الحقيقي</p><p>كاثرين رافعه حاجبيها: يا لدهائه، جيد جدا</p><p>آسيل عاقده حاجبيها: ليه؟</p><p>كاثرين: سيسهل عليكي أثبات الابن باأسمه الحقيقي كما تمني.</p><p></p><p>- تركت آسيل تلك الأوراق وأمسكت بكارت الذاكرة الصغير لتشغيله على جهاز الحاسوب، فوجدت العديد من الملفات الغير مرئيه ( مختفيه ) ولكن لخبرتها بالتعامل مع الاجهزة الألكترونيه أستطاعت فك الشفره وأظهار الملفات، حيث مقطعين من ( الفيديو ) قامت بتشغيل أحداهم لتجد، محادثه جمعت جاسر وثروت أثناء الاتفاق على أحدي الشحنات الغير قانونيه، ومقطع أخر يجمع بين عيسي وثروت أثناء التأمر على أحدي قيادات الشرطه.</p><p></p><p></p><p>شهقت آسيل في فزع واضعه يدها على فمها من هول المفاجأة. فكان ما أعده جاسر لهم يشبه القشه التي قسمت ظهر البعير، بينما كانت كانت كاثرين قد وصلت لذروة السعادة عقب تأكدها من تورط ثروت وعيسي بتلك القضايا</p><p>كاثرين باأبتسامه: أشعر وكأن الأمل يزداد يوما عن يوم</p><p>آسيل ناظره على الفراغ: ، كده القضيه مقفوله والحكم فيها معروف، أفتحي التليفون ده ياكاثرين خلينا نشوف في إيه؟</p><p>كاثرين: أمرك.</p><p></p><p>- قامت كاثرين بفتح جهاز المحمول بينما كانت آسيل تغلق جهاز الحاسوب أمامها وتضع كل شئ كما كان</p><p>كاثرين ممده يديها: ها هو الهاتف</p><p>ألتقطت آسيل الهاتف وظلت تضغط العديد من الضغطات ثم قطبت جبينها عندما لمحت أخر مكالمه هاتفيه أجراها القناص القاتل والتي كانت تقريبا قبل تنفيذ عملية القتل بدقائق معدودة. ألتفت آسيل إليها ومدت الهاتف أمام ناظريها قائله</p><p>آسيل: شوفي الرقم ده كده، ده كان أخر رقم القناص أتصل عليه.</p><p></p><p>كاثرين مدققه النظر: ، أعتقد أنني لمحت مثل هذا الرقم ولكن، هااااااااا أنه تابع للسيد ثروت</p><p>آسيل بصدمه: ...</p><p>كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: نعم أنه هو أنا على درايه بما أقول</p><p>آسيل بنبره متوعده: الراجل ده حسابه تقل أووي معايا ؛ وحيات بنتي أو أبني اللي أتحكم عليه ميشوفش أبوه ولا أبوه يشوفوا هندمه على اليوم اللي فكر فيه يتخلص من جوزي.</p><p></p><p>- كانت لميا تسير في المنزل ذهابا وأيابا ما بين الساعه والشرفه منتظرها قدوم أبنتها التي خرجت منذ الباكر وحتى الأن لم تعد. حتى أستمعت لصوت قرع طفيف على باب المنزل فتوجهت سريعا لفتحه</p><p>لميا: آسيل. أتأخرتي كده ليه و، إيه اللي فأيدك ده؟!</p><p>آسيل ناظره لروكس: ده الكلب بتاع، بتاعي، ودي أوراق قضيه شغاله فيها</p><p>لميا محدقه: قضيه! أنتي لحق يجيلك قضايا، وبعدين جيبتي الكلب ده منين</p><p>آسيل دالفه للداخل: بتاع جوزي **** يرحمه.</p><p></p><p>لميا بنبره عنيفه: يادي جوزي اللي أنتي مسكهالي</p><p>آسيل بتنهيده: عن أذنك ياماما عندي شغل ولازم أخلصه</p><p>سهيله أتيه من الداخل: سامعه صوت سولي هي جت، هااااااا **** كلب</p><p>لميا بنظرات ضيقه: عجبك اوي؟</p><p>سهيله منحنيه بجسدها على روكس: أه جميل خاااالص بس كبير حبتين. انتي عارفه ياماما أني بحب الكلاب، بس غريبه آسيل واقفه جمبه عادي كده دي كان عندها فوبيا وبتخاف منهم</p><p>آسيل بضيق: عن أذنكوا</p><p>سهيله بهمس: مالها ياماما؟</p><p></p><p>لميا بحزن: منه *** اللي كان السبب في شقلبة حالها وحياتها</p><p>- دلفت آسيل لغرفتها سريعا وجلست على طرف الفراش تغالب قطره ساخنه تقف على حافة جفنها حتى دلف رؤؤف إليها رادفا بنبره حنونه</p><p>رؤؤف مربتا على كتفها: تحبي أساعدك في القضيه الجديده ياأستاذه</p><p>آسيل بعيون دامعه: معتقدش هتقف جمبي في قضيه زي دي يا، بابا</p><p>رؤؤف جالسا جوارها: وليه لأ؟</p><p>آسيل بتنهيده: عشان دي قضيه تخص جوز، جاسر.</p><p></p><p>رؤؤف حاككا طرف ذقنه: طالما انتي مهتميه بيها وعايزة تشتغلي عليها انا في ضهرك وساندك يابنتي</p><p>آسيل بنظرات غريبه: ...</p><p>رؤؤف باأبتسامه: متستغربيش</p><p>آسيل: مين أبويا؟</p><p>رؤؤف محدقا بصدمه: ...</p><p>آسيل ناظره للأسفل: مكنتش أقصد أتصنت عليكوا، انا سمعت غصب عني</p><p>رؤؤف ممسدا على رأسها بحنو: أنا أبوكي وأنتي بنتي، الأب مش اللي بيخلف يابنتي، الاب اللي بيتعب ويشقي ويربي ويشيل هم عياله، أنتي عمرك يوم حسيتي اني مش أبوكي؟!</p><p></p><p>آسيل محركه رأسها بالسلب: ...</p><p>رؤؤف: يبقي خلاص. السيرة دي متتفتحش تاني ياسولي، أنتي أول بنت ليا وهتفضلي كده</p><p>- ألقت بجسدها بين أحضانه وكأنها تستغيث به، فضمها إليه مربتا على ظهرها بهدوء ثم أردف</p><p>رؤؤف: أبدأي في القضيه عشان نخلصها قبل ما تتشغلي بحفيدي. أنا مش عايزك تهملي في تربيته</p><p>آسيل باأبتسامه: ...</p><p></p><p>- كانت كلماته كالسحر وقعت على أنيها كبلسم شافي لكل أوجاعها، فا أخيرا ألتقت أنسان متحضر يحمل قلبا نقيا طاهرا يري الجميع بعين الرأفه، بعيدا عن نظرات مجتمعنا الخاطئه النابذه والذي يسلب الحياه لمجرد أخطاء أرتكبها أناس غيرنا.</p><p></p><p>- بالفعل. كان رؤؤف خير أب صنعته لها الأيام. حيث قام بمساندتها ومساعدتها قدر ما أستطاع، شرعت آسيل في رفع القضيه على الفور وتقديم النسخه المصورة من الملفات والمقاطع المصورة التي بحوزتها لتدعيم ملف القضيه، وكان البحث عن ثروت قائما إلى أن تم القبض عليه بالمطار أثناء محاولته الرجوع لأثينا عاصمة اليونان حيث لم يفيده جواز سفره المزور وبطاقة هويته الغير صادقه بعد أن تم الأعلان لجميع الجهات بصورة مصورة له لحين رؤيته بأي مكان.</p><p></p><p>( مطار القاهرة الدولي )</p><p>ضابط الشرطه: البيان اللي معايا فيه صورتك يعني هاتيجي هاتيجي</p><p>ثروت بحده ونبره منفعله: أنتوا أكيد أتجننتوا، أنتوا عارفين أنا مين؟ ده انا هخلي السفارة تقلب عليكوا الدنيا</p><p>ضابط الشرطه بلهجه فظه: نكمل كلامنا في المديريه. مش هنا ياأبو سفارة أنت، هاتوا البيه والشنط بتاعتو</p><p>ثروت متملصا من قبضتهم: أوعي أنت وهو، أوعي بقولك متلمسنيش.</p><p></p><p>ضابط الشرطه بتوعد: أنت مش راجل صغير عشان نبهدلك وسط الناس، تعالي معانا بهدوء أحسن</p><p>ثروت: ...</p><p>( داخل مديرية الأمن )</p><p>- كان رؤؤف يقف أمام النيابه وكأن شيئا لم يكن. فقد أوهمه غروره بأن لا توجد عليه أدانه ولن يتوصلو إلى هويته الأصليه، ولكن كان ما لدي النيابه يخالف جميع توقعاتو، حيث أصتطدم بواقع أخر أسوء مما كان يعتقد</p><p>رئيس النيابه بنبره متهكمه: أعتقد مفيش أقوي من الفيديو اللي أنت شوفت نفسك فيه دلوقتي.</p><p></p><p>ثروت مبتلعا ريقه بصعوبه شديده: ...</p><p>رئيس النيابه بنظرات خبيثه ونبره ساخره: في قوة دلوقتي زمانها في شركتك، بتعمل عمليه جرد لمكاتب الموظفين يمكن يكون في في حاجه ضايعه كده ولا كده</p><p>ثروت محملقا عينيه بصدمه: شش شركتي؟ شركة أيه انا ما أملكش إي حاجه في مصر</p><p>رئيس النيابه بتذمجر: واضح انك لازم تشوف كل حاجه بعينك عشان تصدق.</p><p></p><p>- أمسك رئيس النيابه بأحدي الاوراق الموجودة أمامه على سطح المكتب ومدها أمام ناظريه حتى يتطلع إليها. فأبتلع ريقه الجاف بصعوبه شديده وكأنه لا يقوي على الحديث، أيقن ثروت أن جاسر وراء تلك المصائب التي وقعت فوق رأسه. فلم يأخذه الموت، بل أن موته فتح عليه أبوابا من جحيم. كان عقله ( جاسر ) كالداهيه فقد قام بتوريطه بأكثر من مصيبه حتى لا يستطيع الأفلات. ولا مفرررر.</p><p></p><p>أمرت النيابه بحبسه لمدة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق. بينما كانت آسيل متابعه للقضيه بكل شغف حتى تتعرف على كل ما تتوصل إليه القضيه</p><p>في حين أسترد أمجد مكانته بالأدارة وعاد لممارسة وظيفته. لم يتنساها يوما ما بل شرع في محاولاته للتقرب منها ولكن دون جدوي. فكانت دائمة التهرب منه لا تريد حتى رؤيته في ظل تلك الظروف، حتى أن حملها بدأ يظهر ولم يكن حتى يعلم به.</p><p></p><p>- بعد مرور سبعة أشهر، كانت قد تقدمت القضيه للمحكمه القضائيه للحكم بها بعد أن تم تأجيل الحكم أربعة أشهر. وقد حان موعد الحكم النهائي بها، حيث أصرت آسيل على حضور جلسة الحكم بنفسها لكي تطمئن على الحصول لمبتغاها بالرغم من أنها كانت تعاني من آلالآم بالظهر وثقل شديد بجسدها جعلها تتحرك بصعوبه</p><p>لميا بعصبيه: يوووووه يابنتي تعبتيني معاكي، جلسة أيه وزفت إيه دي اللي عايزة تحضريها وأنتي تعبانه كده.</p><p></p><p>آسيل كابحه تألمها: ياماما أنا بخير، لازم أحضر الجلسة، دي الأخيره</p><p>سهيله أتيه من الداخل: أنا جهزت خلاص ياسولي</p><p>آسيل واضعه يدها خلف ضهرها: طب يلا عشان بابا مستني تحت بالعربيه هيودينا ويجيبنا</p><p>لميا واضعه يدها على رأسها: مفيش فايده، اللي في دماغكوا هتعملوه</p><p>سهيله مقبله وجنتيها: يلا بقي ياماما عديها، سلام</p><p>- توجهت آسيل للخارج مستنده على سهيله حتى هبطا الدرج وأستقلا سيارة أبيهم متوجهين نحو المحكمه القضائيه.</p><p></p><p>وبعد مرافعات ومباحثات وتقديم العديد من الأدله من النيابه ضد المتهم والأستماع لشهادة الشهود والتي كانت آسيل واحده منهم تم الحكم على كلاهما، حيث حكم على ثروت بالسجن خمسة وعشرون عاما. والحكم على عيسي بالأعدام شنقا لثبوت قضيه قتل أحد قيادات الشرطه عليه. وبعدها رفعت الجلسه.</p><p></p><p>- رأت سهيله سامر جالسا بالمقاعد الأماميه منتظرا سماع الحكم على أخيه، وما أن علم انه حكم عليه بالأعدام حتى أبتسم أبتسامه من زاويه فمه بسخريه وتوجه صوب باب القاعه للخروج ولكنه أستصدم برؤية سهيلة مسلطه بصرها عليه فطأطأ رأسه للأسفل وأنطلق للخارج.</p><p></p><p>- بينما نهضت آسيل من مكانها باأندفاع حيث أنستها الفرحه أنها تحمل داخل أحشائها طفلا قد أكتمل تكوينه. وما أن نهضت عن مكانها حتى أثر أنفعالها على حركة الطفل وأثارتها</p><p>آسيل بفرحه: الحمد *** **** الحمد ***، مش قادرة أصدق أخيرا اا، اااه اااه</p><p>رؤؤف بتوجس: مالك ياآسيل. في ايه يابنتي</p><p>آسيل بتألم شديد: مش قادره ألم رهيب في ضهري ووجع اااااه</p><p>سهيله باأنتباه: هاااا آسيل أنتي هتعمليها ولا أيه.</p><p></p><p>آسيل بصراخ: ااااااااااااااااااااه</p><p>- تم نقلها للمشفي حيث تتم عملية ولادتها، كان الأمر صعب حيث أمها بشهرها السابع. لذا قرر الطبيب المتابع لحالتها توليدها قيصريا لتفادي الأخطاء والمضاعفات. حتى جائتهم البشري بميلاد *** ذكر</p><p>رؤؤف رافعا يده للسماء: الحمد *** ****. اللهم بارك فيه وليه</p><p>سهيله بمرح: ****. يعني أنا بقيت خالتو أيوووة بقي</p><p>لميا بتنهيده: الحمد *** أنها قامت بالسلامه دي ولادة السابع مش سهله.</p><p></p><p>سهيله بفرحه: طب يلا نطلع بقي أنا مشتاقه أشوف النونو قوي</p><p>- صعد الجميع لغرفتها بالأعلي لأستقبال تلك المولود الصغير، والأطمئنان عليها. كانت غافله يسيطر على ملامحها الالم والأرهاق، ثم بدأت تفيق وهي تتأوة تألما من الآم الوضع ولكنها تناست أوجاعها مقابل رغبتها المتلهفه في رؤية صغيرها حتى أتوا به إليها</p><p>آسيل بدموع: ****، أنت حلو اوي اوي</p><p>سهيله: وريني ونبي ياسولي هاتي أشيله شويه.</p><p></p><p>آسيل مبتعده بيدها: لا سيبيه في حضني شويه عايزة أشبع منه</p><p>لميا بلهفه: ولا أنتي ولا هي. هاتي حفيدي انا اللي هشيله</p><p>رؤؤف لاويا شفتيه: دلوقتي بقي حفيدك، **** يرحم</p><p>لميا بنظرات ناريه: رؤؤؤؤؤؤؤف</p><p>رؤؤف: خلاص سكت أهو. بس هاتيه أكبر في ودانه</p><p>آسيل: أيوة يابابا خده كبر في ودانه</p><p>سهيله بمداعبه: ياخووووووواتي عليه وعلى خدوده، عسوول خالص خالص</p><p>آسيل باأبتسامه: ...</p><p>لميا بتهكم: واضح كده هيطلع شكل أبوه.</p><p></p><p>آسيل مستنده بظهرها على الفراش: ياريت يطلع شبهه</p><p>رؤؤف ممسدا على جبينه الصغير الناعم: اللهم بارك فيه وليه، هتسميه إيه ياحبيبتي</p><p>آسيل ناظره لطفلها: ، جاسر، هسميه جاسر</p><p>بعد مرور 25 عام.</p><p></p><p>- بأحدي المنازل العصريه الغير مترفه، وقفت آسيل أمام المرآه تضبط من وضعية أقراطها الماسيه الزرقاء والتي تتناسب مع فستانها ( الاوفوايت ) ثم وضعت عطرها الجذاب، ليدخل عليها شاب في ريعان شبابه، عريض المنكبين مفتول الذراعين. يشبه أبيه في ملامحه بصورة كبيرة للغايه</p><p>يرتدي حله لامعه سوداء اللون وقميصا أبيض مزدان بالأزرار السوداء. وفيونكه ( ببيون ) سوداء لامعه، أبتسم أبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء هاتفا.</p><p></p><p>جاسر بصفير: فوووووووو، أنا كده أحتمال أغير العروسه طالما مش شبهك</p><p>آسيل بضحك: ههههههه يابكاااااش، بعد تعب السنين عشان توصل للبنت اللي بتحبها دلوقتي تقولي أغيرها</p><p>جاسر بهيام: ااااااه ياماما، مش مصدق أخيرا أنا العريس. انا متهيألي هكتب على ضهري وانا ماشي عشان اعرف الناس كلها أني أنا العريس</p><p>آسيل مربته على ذراعه: **** يحميك ويباركلك فيها ياحبيبي</p><p>جاسر مقبلا يدها: ويباركلي فيكي ياأحلي سولي في الدنيا كلها.</p><p></p><p>- تدلف مودة أليهم مرتديه فستان من اللون الذهبي اللامع والمرصع بالألئ، فنظرت صوب أبن أخيها نظرات أعجاب</p><p>مودة: أووووو ماشاء **** أحلي من العروسه ذات نفسها يادوك</p><p>جاسر رافعا أحدي حاجبيه: كملي اللقب بعد أذنك ياعمتو</p><p>مودة بضحكك: هههههه زي القمر يادكتور</p><p>جاسر ممسكا بسترته ليضبطها: أيوة كده</p><p>آسيل مربته على ظهره: روح يابني عشان تلحق تجيب عروستك، واحنا هيعدي علينا جدك رؤؤف عشان ياخدنا على القاعه.</p><p></p><p>جاسر موليها ظهره: حاضر، عن أذنكوا</p><p>مودة ناظره لآسيل: تسلم تربيتك يالولو، **** يخليهولك ****</p><p>آسيل بتنهيده: متعرفيش أنا تعبت قد أيه عشان أطلعه راجل محترم ليه مكانته ووظيفته والحمد *** نجحت في مهمتي وخليته دكتور قد الدنيا</p><p>مودة باأبتسامه: وهو هيجيبه من بره!؟ ما أبوه كان راجل برده</p><p>آسيل باأبتسامه عفويه: وإي راجل، يلا عشان منتأخرش على الفرح.</p><p></p><p>( مر ما يقرب من عام ونصف منذ وفاة جاسر ولم تعلم شقيقته مودة بموته، حيث أخفت عنها آسيل حقيقة ما حدث خوفا عليها. فقد كانت تعشقه وكأن العالم لم يخلق به سوي رجلا واحدا هو أخيها، في حين عادت مودة في أجازة سريعه لأرض مصر فتفاجأت بموت أخيها الذي دام لعام ونصف دون علمها، لم تتوصل لحقيقته فقد تناسي الجميع الأمر ولم تبلغها آسيل بأي شئ. سوي أن أخيها قد تورط بأمرا ما غير قانوني وعندما قامت الشرطه بملاحقته تم قتله عن طريق الخطأ، كانت تلك بمثابه الصدمه الشديده والصاعقه التي نزلت عليها فظلت كثيرا وكثيرا بداخل حاله نفسيه مزريه، حتى صادفت من كان عضدها في تلك المحنه، كان لها الحبيب والصديق والأخ والزوج والأبن. قد تعرفت عليه بمدينة الضباب لندن في أحدي أقسام التدريس بجامعة كامبريدج فتزوجا ليعيشا قصه من أجمل قصص الحب الطاهره الخاليه من الاضطرابات والتشوهات وقضت سنوات طويله بالمدينه البريطانيه حتى أنها حصلت على تعين بالجامعه البريطانيه، فقد حققت حلمها وأخيرا ).</p><p></p><p>داخل أحدي القاعات المجهزة لأعداد الأفراح والمناسبات السعيده.</p><p></p><p>- وصل جاسر بعروسه لحيث القاعه وسط أجواء أحتفاليه مبهجه وسعيده. حيث أحاطهم الجميع بالفرحه والسرور، كان جالسا ب ( الكوشه ) جوارها والفرحه تتقافذ من عينيه. فأخيرا حصل على مليكته كما أسماها بعد سنوات من الحب والحروب ليحوذ عليها. كانت السعادة تملأ قلبها وهي تري طفلها الصغير الذي عاش معها الربع قرن قد أصبح رجلا يحمل المسؤليه، وأثناء شرودها لمحت سامر وسهيله يدلفان لداخل القاعه متأبطان ببعضهما البعض فاأبتسمت أبتسامه صغيره ثم توجهت صوبهم.</p><p></p><p>آسيل: كده تتأخري يالولو</p><p>سهيله بمرح: ماأنتي عارفه سامر يومه بسنه ياسولي، الف الف مبروك ياحبيبتي، عقبال ما تبقي جده بقي</p><p>آسيل: اااااامين ياختي</p><p>سامر باأبتسامه واسعه: مبروك ياأم جاسر</p><p>آسيل ضاربه كفا بكف: يخرب بيتك. أنت مش هتبطل تناكفني ياأبو ريما</p><p>سامر بقهقهه عاليه: ههههههه لا مش هبطل</p><p>آسيل: لمي جوزك بعيد عني ياسهيله انا بقولك أهو</p><p>سهيله: خديه وهاتي بداله بوتجاز بدل اللي باظ في البيت.</p><p></p><p>سامر بتنحنح: أحم، لاحظي أني جمبك ياحبيبتي</p><p>سهيله: ماأنا عارفه ياحبيبي</p><p>آسيل: ههههه أدخلوا أدخلو، لو فضلت واقفه معاكوا كده هنسي الدنيا.</p><p></p><p>( بعد تنفيذ حكم الأعدام على عيسي، كانت حياته قد أنقلبت رأسا على عقب. فقد قرر الأعتماد على نفسه وتكوين ذاته دون الأعتماد على إي بشري إيا كان هو، بينما قررت سهيله دعمه ومساعدته بعد أن تأكدت بأن ليس له أدني معرفه بما كان يقوم به أخيه من أعمال غير مشروعه، فكان وجودها جواره أكبر دعم ساعده حتى قام بتنفيذ وعده لها وأثبات حبه الصادق إليها. فتزوجا لينعما بحياة زوجيه منعشه مفعمه بالحيويه والمرح وأنجبا **** واحده ريما لتصبح هي كل حياتهم ).</p><p></p><p>- وقف جاسر بمنتصف القاعه واضعا يديه حول خصرها ومقربا إياها لصدره. ثم همس لأذنيها البيضاوتين التي توردت خجلا عقب ملامسه أنفاسه المشتعله لأذنيها ليبث لها في نبرته شوقه الجارف إليها هاتفا</p><p>جاسر: كنت راجل معاكي و نفذت وعدي ليكي. بحبك ياكل حاجه في حياتي. بحبك يامليكتي</p><p>سيلا بنظرات عاشقه: بعد حب خمس سنين وحروب أهليه سنتين مش ناوي تقولي ليه سمتني مليكتك.</p><p></p><p>جاسر ناظرا لعينيها: عشان أنتي مينفعش تكوني ملك حد غيري، بابا **** يرحمه كان عنده حق لما سمي ماما مليكته</p><p>- كانت آسيل تنظر أليهم بسعادة شديده. فقد حققت رغبتها أخيرا ووصلت بأبنها العزيز لأسمي المعاني للرجل الحقيقي، وبينما كانت آسيل شارده...</p><p>أمجد بنبره رخيمه: العيال أتجوزو، مش ناويه تراجعي نفسك تاني</p><p>آسيل باأبتسامه: بعد 25 سنه ياأمجد، معتقدش هينفع خصوصا بعد ما الأولاد أتجوزو</p><p>أمجد بتنهيده: مش هفقد الأمل.</p><p></p><p>آسيل: لا أفقدن، اللي خلاني أعيش السنين الطويله دي على ذكراه قتدر يخليني أكمل اللي باقي برده لوحدي، شكرا عشان ساعدتني نرسم البسمه على وشوش ولادنا</p><p>أمجد باأبتسامه: سيلا بنتي ياآسيل، كل همي إني أشوفها مبسوطه. ورفضي لجوازهم أنتي أكتر واحده عارفه سببه، لكن لما حسيت إني غلطت في حق أبنك لما ظلمته بذنب أبوه رجعت عن اللي كنت بعمله وسيبتهم يكملوا حياتهم سوا</p><p>آسيل باأبتسامه: برده شكرا، عن أذنك.</p><p></p><p>- أنقضت الليله وقد ذهب الجميع لدياره سعيدا. حيث جلست آسيل على فراشها القابع بغرفتها بالمزرعه بعد أن طلبت من كاثرين إعداد قدحا مميزا من القهوة الساخنه. وأمسكت قلمها الفضي ومذكراتها لتكتب السطور الأخيره بداخلها.</p><p>آسيل: وها أنا أسطر بقلمي أخر سطور بمذكراتي، فدائما كنت مليكته وسأظل كذلك حتى ألقاه. فقد أمتلكني وحده وليس سواه يسكن قلبي.</p><p></p><p>- أغلقت مذكراتها المدونه بعنوان مليكة الوحش - ثم سحبت الغطاء المبطن عليها لتغوص بنوم عميق بعد يوم شاق...</p><p></p><p></p><p></p><p>تمت</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="صبرى فخرى, post: 52010"] الفصل الحادي والعشرون - آفاق من شروده ليجد أن أعترافه لها مجرد حلم مر أمام مخيلته. فأبتعد عنها قليلا جاذبا أياها للداخل ثم أردف بنبره رخيمه جاسر بثبات: مش كل مرة هلحقك آسيل باأضطراب: مطلبتش ده منك جاسر مضيقا عينيه: أعتبريه فرض عليا، لسه معاد موتك مجاش مودة بتنحنح: أحممم، عملتلكوا عصير فراوله بالرمان ووووواااااووووو تحفه جاسر ناظرا لآسيل: بالهنا والشفا يامودي، انا مش عايز مودة بذهول: طب أنت رايح فين تاني؟! جاسر موليهم ظهره: هنزل أخلي كاثرين تحضرلك أوضتك عشان تقعدي فيها مودة باأبتسامه واسعه: يااااااريت، أنا فعلا عايزة أرتاح ومنمتش لما وصلت جاسر ملتفتا لها وعلى ثغره أبتسامه هادئه: متقلقيش، هتنامي وتستريحي - هبط جاسر للأسفل بخطوات ثابته ثم هتف مناديا على كاثرين لكي تصعد له، وقف بالرواق منتظرا صعودها وهو يتأمل الغرف. ثم أردف قائلا جاسر بنبره أجشه: عايزك تجهزي أوضة مودة عشان تنزل ترتاح. كاثرين حاككه رأسها: إذا أين ستمكث سيدتي آسيل. وأنت أين ستكون جاسر حاككا ذقنه: آسيل هتفضل في أوضتي زي ما هي، وانا، وانا كمان هفضل في أوضتي كاثرين محدقه: ماذا! وهل ستكون هي متقبله الأمر هكذا جاسر وقد لمعت عيناه وأبتسم بخبث: أه هتتقبله. روحي أنتي بس وبلغيني لماتخلصي كاثرين لاويه شفتيها: كما تري. - بالفعل. ذهبت كاثرين لتعد غرفة مودة لتكون جاهزة حتى تمكث بها، بينما كانوا منتظرين أنتهاء كاثرين من أعداد الغرف. وعندما أنجزت مهامها قامت بتبلغيهم للتوجه صوب غرفهم مودة بنعاس: هو أنتو هتناموا فين جاسر محاوطا آسيل من خصرها ومشيرا صوب الغرفه: أنا وآسيل أوضتنا أهي آسيل محدقه بصدمه: ... مودة باأبتسامه عفويه: طيب. تصبحوا على خير جاسر: وأنتي من أهل الخير ياحبيبتي آسيل دافعه ذراعه عنها: أوعي أيدك من عليا. جاسر باأبتسامه واسعه: ودي تيجي يامراتي ياحبيبتي - جذبها جاسر لداخل الغرفه بهدوء بينما حاولت أن تتملص من بين يديه ولكنها فشلت، دخل بها جاسر ثم أغلق الباب خلفه بقدميه و أوصده بالمفتاح ثم أقترب هاتفا جاسر بخبث: مش أنتي مراتي برده ولا أيه؟ آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: لل ل لا. بقولك أيه خليك عندك متقربش انا بقولك أهو جاسر مقتربا: ولا مخلتنيش. هتعملي أيه يعني آسيل بتوجس: هصوت وهلم عليك كل البيت. جاسر باأبتسامه واسعه: أنتي عارفه أن محدش هيقدر يقرب حتى من باب الأوضه - بدأ جاسر يحل أزرار قميصه عنه بينما أرتعدت أوصالها فزعا عندما رأته عاري الصدر أمامها فاأبتعدت وهي مخبئه وجهها أسفل يديها بينما ألقي جاسر بجسده على الفراش بأريحيه آسيل بتردد: أنت هتقعد هنا بجد؟ جاسر بعدم أهتمام: أها آسيل عاقده حاجبيها بتذمجر: لا بقي وانا هنام فين جاسر ناظرا لها بمكر: وانا مالي، لو عايزة تيجي جمبي تعالي. مش هكلك. آسيل بتهكم: جمبك أنت! طب هات المفتاح أشوف مكان تاني أقعد فيه. ما هو انا مش هنام معاك في أوضه واحده - ألتقط جاسر المفتاح من جواره ثم مد يده لها به. فأقتربت منه بحسن نيه لتلتقطه من يديه ولكنها جذبها بقوة إليه لتسقط فوق صدره. فأقشعر جسدها وأرتعد بين أحضانه عقب محاوطتها له بذراعيه فاأبتسم أبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء الناصعه ثم أردف هامسا جاسر بصوت خافت: مش بالسهل كده يامليكتي. آسيل بترقب: أوعي أيدك لو سمحت، خلاص مش عايزة المفاتيح جاسر مضيقا عينيه: تؤ مش هوعي آسيل بتذمجر: يووة بقي جاسر بمكر: ياتري أيه المقابل اللي عايزاه مقابل اللي عملتيه النهارده آسيل بتنهيده: مش عايزة منك انت حاجه جاسر مضيقا عينيه: ما هو أكيد مش عشان سواد عيوني مثلا آسيل بتردد: يعني لو قولتلك. هتديني اللي انا عايزاه جاسر عاقدا حاجبيه: اللي هو أيه؟! آسيل قابضه على شفتيها: تسيبني أمشي من هنا. جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههههههههههه ههههههههه هههههههههههههههههههههههههههه آسيل مكفهرة الملامح: انا بزغزغك ولا بقولك نكت؟ جاسر: هههههههه كح كحكح أسيبك تمشي من هنا، وسعت منك دي يامليكتي. انتي خلاص مش هتتنقلي من هنا، تفتكري لو قىيت بعقلي وسيبتك فعلا تمشي، هتروحي لمين وفين. متنسيش حقيقة أنك مراتي وعلى أسمي، ولا دي مخطرتش على بالك آسيل بوجه عابس: ... جاسر: سكتي يعني!؟ آسيل بضيق: سيبني أقوم. - قام جاسر بحركه خفيفه حيث أدارها لتكون أسفله وهو محاوطها بجسده. فتوردت وجنتيها خجلا من تلك الوضعيه ثم غطت وجهها بكفيها حتى تتجنب النظر لعينيه العميقتين اللاتي أسرتها. فاأبتسم بعفويه ثم مد أصبعه ليلامس كفها الناعم، فاأضطربت على أثر لمسته وقامت بدفعه ولكن بنيته الجسديه أقوي من مقاومتها له جاسر بمكر: عايزة تقومي أدفعي آسيل رامشه عينيها: اا ا ادفع ازاي يعني جاسر ناظرا لشفتيها باافتراس: يعني... آسيل بشهقه واضعه كفها على وجهها: هاااااااا جاسر مضيقا عينيه: متخافيش، مش انا ده. - أعتدل في جلسته ثم أراح ظهره للخلف. بينما نهضت آسيل وتوجهت صوب الأريكه سريعا وهي تلتقط أنفاسها بأريحيه ثم ألقت بجسدها أخيرا بعد التخلص من قبضته، بينما حدق جاسر قليلا أعلي الغرفه ثم نظر لها من زاوية عينيه قبل أن يغمض عينيه ليسكن النوم جفنيه. بينما تغلبت آسيل على حالة النعاس التي اجتاحتها ولكنها لم تصمد كثيرا حيث أستسلمت لأرهاقها وتركت جسدها للنوم. - زحفت خيوط الشمس الصفراء الذهبيه أرجاء الغرفه وتسلطت على عينيه، فقطعت عليه عليه حلما جميلا حيث رأي مليكته ( آسيل ) باأبتسامتها المشرقه وضحكاتها المرحه. فتح عينيه بتأفف ثم نظر حوله ليجدها غافيه على الأريكه بوضعيه غير مريحه فنهض عن مكانه وأقترب منها بثبات. حملها بخفه وتوجه بها صوب الفراش ثم وضعها بهدوء، أقترب من خزانة ملابسه وألتقط منها تيشرت من القطن الناعم وتوجه لخارج الغرفه متوجها لأسفل ليجد صغيرته مودة جالسه ترتشف مشروبها المفضل. جاسر باأبتسامه: صباح الخير على القمر بتاعي مودة بمرح: صباح النور ياحبيبي، فين لولو جاسر ناظرا لأعلي: لسه نايمه جاسر مناديا على كاثرين: كااااثرين، الفطار بسرعه عشان خارج النهارده كاثرين من الداخل: دقيقة واحدة فقط. - أستيقظت من نومها بتثاقل حيث بدأت تتمطع بجسدها بتألم ثم نظرت حولها بفزع عندما وجدت أنها على الفراش ولكنعا شعرت بالهدوء عندما تفحصت الغرفه بعينيها ولم تجده، فنهضت عن مكانها متوجهه صوب المرحاض. لامست وجهها بقطرات المياه الدافئه ثم دلفت للخارج متوجهه للأسفل فوجدتهم بغرفة الطعام آسيل: صباح الخير مودة: صباح النور، تعالي أفطري معانا آسيل: لا ماليش نفس. جاسر بلهجه آمره: تعالي أفطري عشان العلاج بتاع رجلك اللي بتاخديه بعد الفطار ياعصفورة آسيل رافعه حاجبيها: ... مودة بدهشه: صحيح هي رجلك مالها آسيل بتردد: ... جاسر ببرود: داست على أزاز مكسور يامودي، بسيطه يعني مودة: الف سلامه عليكي، تعالي بقي آسيل جالسه بجوار مودة: **** يسلمك جاسر مشيرا باأصبعه وبلهجه صلبه: آسيل، تعالي أقعدي هنا. جمبي مش جمب مودة آسيل مصره على أسنانها: ، طيب. - جلست بجواره على مضض بينما كان يشعر بالنشوة العارمه لوجودها بجواره. آثارته أيماءاتها وأبتسامتها حتى تناولها للطعام بهدوء وبساطه، أستحوذت على الجزء الأكبر من تفكيره فتنهد بحراره ثم نهض من مكانه بعد أن أنتهي من وجبته الغذائيه جاسر: كاثرين، أعمليلي القهوة بتاعتي لحد ما ألبس وأنتي يامودة جهزي الملف بتاعك هاخده عشان أبدا في تحويلك لجامعه كامبريدح، متهيألي أحلي من جامعة كاليفورنيا. مودة بفرحه: حاضر هحضره على طول، تسلملي ياحبيبي جاسر واضعا يده بجيب بنطاله: انا نازل القاهره. مش عايزين حاجه؟ مودة ناظره لآسيل: متهيألي لا. ولا أيه يالولو آسيل باأنتباه: هه أه بالضبط مودة غامزه بعينيها: اللي واخد عقلك يالولتي آسيل بضحكه مصطنعه: ههههه جاسر بسخريه: سببيها تفكر يامودي، انا طالع أغير هدومي. - دلف جاسر لشركته بكامل أناقته المعهودة دائما، حيث كان يرتدي ستره من اللون الرصاصي القاتم وقميصا من اللون الأزرق الكاحل. كما لم يتناسي وضع عطره المميز بغزاره حيث فاحت رائحته الذكيه في المكان. توجه لمكتبه على الفور ثم طلب من السكرتيره الخاصه به إبلاغ عيسي للحضور أليه، فلم ينتظر عيسي على تلبية النداء وتوجه له على الفور، دلف إليه ليجده واقفا أمام اللوح الزجاجي القاتم يتأمل المشهد خارج مقر شركته. عيسي: صباح الخير ياعيسي جاسر ملتفتا: صباح النور، السكرتيره بلغتني أن في تعاقدات جديده عيسي حاككا رأسه: أه فعلا، بس لسه مديتش رأيي في إي حاجه ولا حتى عرفت نوع الشخنات المطلوب نشحنها جاسر متجها صوب مكتبه: طب شوف الحكايه وأعرضها عليا قبل ما تدي ال أوكي عيسي جالسا قبالته: ماشي جاسر ناظرا له بدقه: متنساش أنك مسافر، أبقي خلي السكرتيره تديك التيكت والتأشيرات. عيسي بوجه عابس: مش ناسي، عايز حاجه قبل ما أروح مكتبي جاسر: أه في - ألتقط مفاتيحه وقام بفتح خزانته بعد أن أدخل رقمها السري، أخرج علبه كرتونيه صغيره ثم أعطاها له هاتفا جاسر بنبره حازمه: العلبه دي تتخلص منها، وأنت عارف أزاي طبعا عيسي رافعا حاجبيه: أيه ده! هو أنت لسه محتفظ بالاقلام دي جاسر ممسدا على شعره الغزير: دي أخر علبه عندي، أكيد عارف هتتخلص منها أزاي عيسي ناهضا من مكانه: اه عارف. اشوفك بعدين. جاسر: اتفضل - أستند على ظهر مقعدة الوثير ثم شرد في طيفها الذي لم يتركه، حيث ظلت بمخيلته طوال اليوم. - دلف عيسي لغرفة مكتبه وما أن وضع علبة الأقلام على سطح المكتب حتى أصدر الهاتف الخاص بمكتبه رنينا صاخبا فذفر بحنق قبل أن يلقي بجسده على المقعد وأمسك بالهاتف قائلا. عيسي باأمتغاض: الو. أيوة يافندم مجموعة العرب جروب. معاك عيسي المدير التنفيذي بالشركه. طبعا يافزدم بلغنا طلب حضرتك بالتعاقد معانا. تقدر تديني البيانات ونوع الشحنه المطلوب شحنها عشان أعرضها على رئيس مجلس الأداره، ثانيه واحده - بحث عيسي عن قلما بكتب به البيانات ولكنه لم يجد فاكفهر وجهه بشده واأضطر لسحب قلما خشبيا من العلبه الموضوعه على سطح المكتب ليدون به. عيسي باأقتضاب: أتفضل قول، أه. ايوه، تمام. هنرد على حضرتك قريب. اهلا بسعادتك. سلام - صب تركيزه بالأوراق التي دون بها البيانات ثم طواها ووضعها بصحبة القلم الخشبي داخل جيب سترته ثم نهض متوجها لخارج الغرفه بينما قررت مودة اللهو مع صديقها الجواد ( الجاسر ) فذهبت له تداعبه وتقفذ فوق ظهره فيزداد صهيل الجواد ترحيبا بها ومرحا معها. أما عن آسيل فخططت لدخول غرفة مكتب جاسر والبحث فيها عن مرادها، ظلت تجوب الغرفه وتعبث بكل أرجائها، ولكن بالفعل سيكون جاسر أعلي منها حرصا وتفكيرا حيث فشلت محاولاتها بأيجاد إي شئ حتى أدراج مكتبه الخشبي موصدة تماما، ذفرت بضيق بالغ ثم توجهت لخزانة الخمر عقب أن لمحتها بعينيها الثاقبتين وقامت بفتحها. آسيل محدقه بعينيها: هااااا كل دي خمره، أمممم لا ماانا مينفعش أسكت على المنكرات دي. لازم أتخلص منها فورا، ياكاااااثرين. - نفذت آسيل مخططها وقامت بالتخلص من كافة أنواع الخمور التي كانت تحويها الخزانه بمساعدة الوفيه كاثرين. ثم أمرتها بالأنصراف حيث تدبرت بنفسها وضع زجاجات الخمر وأعادتها مره أخري للخزانه، وعندما جاء دور أخر زجاجة خمر وضعتها شعرت بصوت ما داخل الخزانه وكأن شيئا ما قد تحرك من مكانه. فأزاحت بعض الزجاجات مره أخري لتري ما سبب هذا الصوت، حدقت عينيها عندما وجدت ما يشبه مخبأ صغير بداخل الخزانه فأزاحت كل زجاجات هذا الصف لتري ما الذي يختبئ خلفها. - وصل جاسر لقصره أخيرا بعد أن قضي طوال نهاره خارج المنزل. فوجد مودة قابعه على ظهر الجواد تمسح بيدها على ظهره. أبتسم بعفويه ثم تركها ودلف للداخل حتى لا يقطع عنها خلوتها بصديقها الجواد، وما أن دلف لساحة القصر حتى لمح أضاءة مكتبه منيره فضيق عينيه بحده وقبض على شفتيه بغيظ قبل أن يدلف للداخل بخطوات شبه راكضه. . وجدت الكثير من الملفات والاوراق القديمه فبدأت تتفحص أحداهم بعينيها حتى شهقت بفزع عند تطلعها لأحد الأوراق، وكادت أن تكمل عملية البحث والتفحص ولكن قاطعها صوته الجهوري الصارم وهو يهتف بأسمها بلهجه غليظه حادة، فسقطت من يدها كل ما كانت تحمله وأرتعدت أوصالها بشده عندما وجدت عينيه كجمرتي من نار تتقافذ منها ألسنة اللهب. أقترب منها بخطوات سريعه ثم قبض على ذراعيها وهزها بعنف قائلا. جاسر مصرا على أسنانه بغضب شديد: أنتي أزاي تدخلي هنا ومين أداكي الأذن تفتشي في حاجتي آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: آ آ اا ك كنت آآ. جاسر بنبره عاليه وصوت أجش: كنتي أيه أنطقي؟ آسيل بأرتجاف: وو و**** اا انا معرفش وو ازاي و كنت اا انا... جاسر بنظرات قاتله مخيفه ونبرات تشبه الزئير: أياكي في يوم تحاولي تدخلي الاوضه دي تاني أو حتى تتدخلي في أمور متخصكيش، هسيبك بدون حساب المره دي. لكن المره الجايه هيكون حسابك عندي عسير، وعسير أوووي - دفعها بحده لترتد للوراء ثم أردف قائلا جاسر بحده: غوري من قدامي الساعه دي أحسن ليكي. - تراجعت خطوات للوراء ثم ركضت بسرعه وصعدت درجات الدرج الخشبي بسرعه رهيبه وهي تلتقط أنفاسها غير مصدقه أنها فلتت من قبضته تلك المره. دلفت غرفتها وهي بحاله من الفزع والرعب حتى جسدها أصبح مثلجا شاحبا. بينما أنحني جاسر بجسده ملتقطا كل سقط من يديها وعلى وجهه العبوس والضيق. نظر بأحد الأوراق وتفحص ما بها فقبض على عينيه بقوة ليبعد عن ناظريه مشهدا أليما من الماضي ثم هب من مكانه واقفا ليعيد كل شئ بمكانه الصحيح. ظل التفكير خليلها، حيث أن الفضول لمعرفة ما حدث يراودها بشدة، وقفت أمام الشرفه عاقده ذراعيها امام صدرها وفجأة. لمحته يجلس على أحدي الطاولات بحديقة القصر ومشعلا بسيجارته، فكرت مليا قبل أتخاذ تلك الخطوة ولكن لا بديل عنها، فدلفت سريعا خارج الغرفه وهبطت درجات الدرج ثم ذهبت بأتجاه حديقة القصر. أقتربت منه بحذر شديد ثم جلست قبالته بهدوء مبتلعه ريقها بصعوبه، لمحها من زاوية عينيه ولكنه لم يبدي لها إي أهتمام ثم تنهد بحرارة قبل أن يردف قائلا. جاسر بتنهيده: عايزة أيه! آسيل مستجمعة شجاعتها: عملت إيه يخليك تقضي تسع سنين في الأحداث - نظر لها بعمق ثم أراح جسده على المقعد الخوصي ونظر لعنان السماء. نفث في سيجارته بشراهه وظل يطرد أثار دخانها من فمه باأختناق، أغمض عينيه بقوة ثم أردف قائلا جاسر بنبره مختنقه: قتلت أبويا، أيوه أنا قاتل أبويا آسيل بذعر واضعه يدها على فمها بشهقه: هااااااااا. جاسر بنظرات ناريه قاتله: كان لازم يموت، قتل أمي، كان لازم يحصلها وميتهناش على عمره لحظه واحده آسيل محدقه بقوة: ... الفصل الثاني والعشرون - شعرت آسيل بوغزة آلمت قلبها عقب تصريحه الخطير لها، في حين صمت جاسر عن باقي حديثه عندما رأي كاثرين تخطو بقدميها نحوهم كاثرين بهدوء: أعددت لك كوبا من عشب النعناع الطازج وأضفت إليه بعض قطرات الليمون ليثير من مذاقه جاسر ببرود: ماشي، فين مودة؟ كاثرين مشيره بأصبعها: بغرفتها، أجهدها اللهو مع الجواد ( الجاسر ) طوال اليوم فصعدت غرفتها لتنال قسطا من الراحه جاسر مستندا برأسه على ظهر مقعده: طيب. روحي أنتي. كاثرين بخطوات للوراء: أمرك - سلطت ( آسيل ) بصرها عليه في حين أرتشف قطرات قليلة من مشروبه وتركه كما هو، أعاد أستكمال سرد ما حدث عليها قائلا جاسر بوجه مكفهر: وأكيد طبعا مش هتسكتي غير لما تعرفي أزاي وليه؟ آسيل محركه رأسها: أهاا. - قبض جاسر على عينيه وهو يحاول أسترجاع لحظات من الوراء لم ينسها ولم تغيب عن ناظريه طيلة السنوات الطويلة الماضيه، لحظات أليمه حولت حياته لجحيم وقلبتها رأسا على عقب. نفث في سيجارته بشراهه شديده ثم أردف قائلا. جاسر بنبره حزينه: كان عندي 12 سنه. كنت صغير بس حاسس وفاهم كل اللي حواليا، أمي وأبويا أصلا ولاد خاله. أمي كانت بتشتغل في مصنع معلبات وأبويا كان شغال في نفس المصنع. لكن اما جاله السكر مبقاش قادر يشتغل زي الأول، مدير المصنع رماله مكافأة نهاية الخدمه وأستغني عن خدماته في نفس الوقت اللي أمي أتثبتت فيه ومرتبها علي، أبويا خد القرشين اللي طلع بيهم من المصنع ودخل شريك في محل ملابس مع واحد صاحبه، بس الراجل طلع # خد الفلوس ومشفناش وشه تاني، أبويا بقي عصبي أوي وفكرة أن مراته هي اللي بتشتغل وهو مش لاقي حتى شغل كانت مجنناه بس شويه بشويه بقي عادي بالنسباله، أمي مشتكتش حتى لما كان بياخد نص مرتبها لنفسه ولقعدته على القهوة، لكن الأنسان بطبعه نمرود ومبيعجبهوش حاله، طمع في أكتر من نص المرتب لدرجة أنه كان عايزها تاخد مرتبها من المدير وتديهوله بأيده كامل. فضل الوضع على كده كتيررر كترت الخناقات وكتر الزعل لدرجة وصلت للضرب والسب كمان وفي يوم... Flash back الام بتملص من بين يديه: أووووعي أيدك من عليا مش هديك ولا مليم الشهر ده الأب ضاربا على وجهها: ياولية أنتي متخلنيش أتجنن عليكي وأموتك في أيدي دلوقتي الأم ببكاء: حرام عليك يامفتري. الفلوس دي هقدم بيها للواد في المدرسه وهجيبله حاجة الدراسة مش كفايه أنك مبلط في البيت والقهوة ويدوب بتيجي على النوم. اتقي **** فيا وفي عيالك. الأب بصوت أجش: ماليش في كل اللي بتقوليه ده، عن الواد ما اتعلم ولا شاف مدارس، خليه ينزل يتعلمله صنعه تنفعه بدل الهم ده. هاتي الفلوس بدل ما هموتك من الضرب ياولية الام ضاربه على ذراعه: أوعي أيدك من عليا، على جثتي أديك حاجه وهدخله المدارس وأصرف على تعليمه هو والبت دول اللي حيلتي في الدنيا، أبعد عننا بقرفك بقي وروح شوفلك شغله تصرف بيها على نفسك بدل ماانت قاعدلي زي الولايا. الأب محدقا: بتقوليلي أنا الكلام ده، ده انتي طلعلك صوت وبتردي عليا الكلمه بكلمتها. ده انتي عايزة تتربي بقي. - هجم عليها بكل وحشيه وظل يلكمها بقبضه ويطيح على وجهها بكفه ويركلها بقدمه في أنحاء جسدها، لم يهتم بصراخها وأستغاثاتها، في حين كان الصغير يحمل أخته ذات الثلاث أعوام وتدمع عيناه مما يري. فترك الصغيره بالغرفه وأوصد الباب خلفها وذهب يرجو أبيه لكي يترك أمه ويحل قبضته عنها، ولكن قابل الأب رجائه بالعنف. حيث دفعة بقوة ليسقط أرضا ويرتطم بالجدران بقوة، في حين أمسكت الأم بأحدي سكاكين المطبخ الموضوعه على الطاوله وهددته بالقتل أن لم ينصرف عنها وعن ولدها. فقام بضربها مجددا والدماء تغلي بعروقه ويسيطر الشيطان على حواسه فلم يعد يسمع او يري او يشعر بشيئا مما حوله. الأم ممسكه بالسكين: سيب الواد ملكش دعوة بيه، هقتلك لو مبعدتش عن وعن ولادي الأب بعينين مشتعلتين: أنتي ماسكالي انا السكينه يابنت ال # ده أنتي نهايتك على أيدي النهارده الأم بتألم: اااااه سيب ايدي يامفتري. ابعد عني. - ظل يضرب بقبضته عليها حتى سقطت السكين من يديها فألتقطها بسرعه وسدد لها طنعه عميقه أخترقت صدرها بقوة. تغيرت ملامح وجهها وشحبت كما لم تستطع حتى الصراخ أو أصدار أنينا، فزع الصغير وهب من مكانه فزعا متوجهها لأمه الساقطه على الأرضيه والتي تذرف الكثير من الدماء، أحتضنها بقوة وظل يصرخ بها لكي تنهض ولكن دون جدوي، بينما تسمر الأب بمكانه محدقة بعينيه غير مصدق ما فعله للتو ويداه ملوثتان بدمائها التي أهدرها بلا رحمة. نظر له الصغير نظرات شرسه مفترسه ثم أنقض عليه بكل قوة لتستقط السكين من يده فاألتقطها وسدد له العديد من الطعنات في أنحاء متفرقه من جسده حتى تأكد من أنقطاع أنفاسه، وقف بجسدا مثلجا أمام جثمانه غير مدرك هول الكارثه التي وقعت، أستمع لصوت بكاء أخته الصغيره فتوجه لها بسرعه وحملها بين ذراعيه، أحتضنها بشده وظل يربت على ظهرها ليهدأ بكاؤها المستمر. بينما توجه وهو يحملها لخارج المنزل وقرر الفرار من ذلك المكان فورا، فصادف صديق والده على درج المنزل القديم كما شهث الرجل بفزع عندما رأي أثار الدماء على يديه وملابسه. فصاح به ولكن لم يهتم الصغير له وأنطلق راكضا للأسفل. بينما توجه الرجل سريعا داخل المنزل ليري جثامين الأب والأم فأرتعدت أوصاله وتوجه صوب الشرفه صائحا بنبره عاليه. الرجل بصياح: ياااااناس، حد يمسك الواد ده. قتل أبوه وأمه حد يمسكه ياناااااااااس. - ركض خلفه العديد من الرجال حتى أمسكوا به وقاموا بأبلاغ الشرطه التي حضرت في الحال، كانت الجريمتان مثبتتان عليه حيث أن بصمات السكين للصغير وليس غيره، كما شهد صديق الأب بقتله لأبيه وأمه وصرح أنه أبن عاق ليس بارا بأبويه، ودائما مثير الشغب في المنزل. كانت شهادة الرجل هي السبب الأقوي في وضع الصغير بأحدي مؤسسات رعاية الأحداث. فلم يصدق أحدهم بأن الصغير قتل أبيه لقتله أمه، قضوا على زهرة طفولته بأتهامهم له زورا حيث تحول سلوكه للعدوانيه أتجاه الجميع واتجاه المجتمع الظالم بأكمله. back... - ترقرقت عبره صغيره من عينيه فمسحها سريعا وأستجمع قواه حتى يعيد رباطة جأشه. تنهد بحراره ثم أردف بنبره ساخره قائلا. جاسر بتهكم: المؤسسه اللي رموني فيها كانت حاجه زي الفل، شوفت فيها أسووووود أيام حياتي، حتى الأطفال اللي كانوا معايا هناك مكانوش *****. كان لازم أبقي أنا اللي مسيطر على الكل عشان أقدر أعيش وسطهم، ضربت عيل هناك عملتله عاهه مستديمه وأخدت شهر تأديب، خرجت من التأديب كله بيعملي حساب. الكبير قبل الصغير كلهم كانوا يتمنوا رضايا، وفيهم اللي كان بيتحامي فيا كمان. كنت البوص الكبير هناك، لحد ما وصلت 21 سنه، خرجت من الأحداث وكان كل همي أدور على أختي اللي خدوها مني ورموها في الملجأ، وفعلا عرفت أوصلها وياريتني ما وصلت. مرضيوش يدوهاني عشان ولا معايا شقه ولا شغل ولا كان معايا حتى ورق يثبت هويتي ليها، هاجرت البلد كلها هجره غير شرعيه وأتنصب عليا في كل الفلوس اللي كانت معايا واللي أصلا كنت سارقها عشان أعرف أسافر. أتمرمط وأشتغلت كل حاجه ممكن تتخيليها، لحد ما أشتغلت عند ثروت في المطعم الكبير بتاعه، كانت عجباه دماغي أوي. الصراحه أن ثروت على قد ما هو أبن # إلا أنه كان أحن عليا من أبويا اللي خلفني. وأنا مأخدتش في أيده غلوة. وكأني مستعد أشتغل في أي حاجه بس أكبر وأمتلك كل حاجه بين أيديا، مفيش سنه واحده إلا وبقيت جاسر الليث اللي عمل للداخليه دوشه في دماغها خصوصا لما نقلت أقامتي لمصر وبقي كل شغلي هنا، خرجت أختي من الملجأ ونقلتها أكبر مدرسه داخليه في مصر، ماأنكرش أن مودة تعبتني عشان تقدر تستوعب أني أخوها وتقدر تتقبلني في حياتها لكني ميأستش وفضلت وراها لحد مابقت شايفاني كل حياتها. عمري ما قسيت عليها ولا فكرت أبينلها غير وش الأخ الكبير الحنين اللي كل همه أخته، كفايه أوي الأيام السودة اللي عاشتها في الملجأ متعرفش مين أهلها وهما فين. مش هكون أنا والزمن عليها، مودة دي الحاجه البيضا اللي عايش بسببها. - أبتلع ريقه بمراره وتحكم بعبره كادت تنزلق من عينيه فنظر لها ليجد الدموع تنهمر من عيناها كالشلال، فأصابه الندم على مصارحته لها بتلك الحقائق المره التي لطالما كبحها بداخله سنوات طويله ثم أردف قائلا جاسر عاقدا حاجبيه بضيق: شايف في عينك دموع الشفقه، وأنا مبحبش حد يشفق عليا - نهض من مكانه ليدلف داخل القصر ولكن كان كفها الناعم الصغير أسبق منه، حيث أمسكت بكفه وقبضت عليه بخفه قبل أن تردف قائله. آسيل: رايح فين جاسر بنبره حاده: تقدري تطلعي تنامي فوق براحتك، انا داخل المكتب وهقضي فيه طول الليل - دلف جاسر للداخل بخطوات ثقيله، فآلام الماضي ليست بقليله. جلس على مقعده الوثير وظل يفكر فيما سيفعل حتى تضل رأسه التفكير بهذا الامر الذي لطالما طارده، فقطع شروده صوت هاتفه الذي علت رناته الصاخبه ليعلن عن متصل ما فأمسك هاتفه على مضض منه وقام بالضغط عليه للايجاب جاسر باأمتغاض: الو. أيوة ياثروت. ثروت بهدوء ملحوظ: أزيك ياليث، أيه الأخبار جاسر مستندا على ظهر مقعده: تمام. كله تمام ثروت بخبث: كويس، سمعت أنك أجلت العمليه الجايه ياتري ليه! جاسر قاطبا جبينه: اللي أنا شايفه بعمله، وانا اللي بقول امتي العمليه تتأجل وأمتي تمشي وأظن أنت مجربني ثروت لاويا فمه: أمممم. طب ولزومه أيه تسفر عيسي في وقت زي ده وأحنا محتاجين كل راجل معانا. جاسر بتهكم: مضطر أعيد عليك نفس الرد وأقولك اللي انا شايفه بعمله ياثروت، وبدل اللف والدوران هريحك وأقولك إني محتاج أخلص من الجاسوس بتاعك شويه ثروت بقهقهه عاليه: هههههههههااااا أحب شجاعتك ياليث، انا برده شكيت في كده جاسر باأقتضاب: لا مش عايزك تشك، أنا عايزك تتأكد من ده ثروت حاككا رأسه: أنا شايف ان مصنع الماس ده مش وقته. أجله عشان قدامي كام عمليه لو خلصوا هنكسب كويس أوي ياليث. جاسر مضيقا عينيه بضيق: ليه بتحبني أعيد وأزيد في الكلام، أنت مش ناقصك فلوس ياثروت عشان تتلهف بالشكل ده ثروت بنبره أجشه: أنا متلهف لشغلك ودماغك، مش للفلوس ياليث، ياريت تكون الرساله وصلت جاسر قابضا على شفتيه: ... ثروت: اشوفك قريب، باي جاسر باأقتضاب: باي. - ألقي الهاتف من يديه ونهض عن مكانه متوجها صوب الشرفه الخاصه بغرفة مكتبه. فرأها ما زالت قابعه في مكانها لم تتحرك خطوة واحده، فا علم أن تصريحاته لها قد شغلت عقلها وأستخوذت على الجزء الأكبر من تفكيرها وأهتمامها. تنهد بحراره شديده ثم أغمض عينيه لتمر بمخيلته ذكري أغتصابه المميت لها وأعتداءه الوحشي عليها، عاتب نفسه التي أنتهكت روحها ونزعت منها شيئا غاليا لم يعوضه حتى زواجه منها، ذفر أنفاسه بحنق قبل أن يردف بنبره خافته محدثا نفسه. جاسر بنبره خافته: وجودك في حياتي أكبر غلطه أرتكبتها، وأنا معترف يا، يامليكتي ( وسط ضوء الشمس الذهبي وداخل منزل عيسي بالتحديد داخل غرفة ذلك المتهور والعديم المسؤليه ). - لم يصل النوم لعينيه ولم يشعر جفنه بطعم النعاس، ظل التفكير يراوده طوال الليل. فكيف سيصل لتلك التي أستحوذت على تفكيره، لا يدري ما سبب هذا الشعور الغريب نحوها. فهو يرغب فقط وجودها دائما بقربه يشعر جوارها بدفء يجعله لا يريد الأبتعاد. طاقه جاذبه أياه نحوها ولكن لا يجب عليه الأستسلام لهروبها المستمر فا عليه أيجاد حلا لتلك الفتاه صعبة التفاهم، وأخيرا نهض عن فراشه وألتقط هاتفه المحمول، ثم ضغط عليه لمهاتفتها على ذلك الرقم الذي أستطاع بنفوذه وحنكته الحصول عليه من داخل مكاتب شئون الطلبه والطالبات بالجامعه. حتى أتي ردها عليه. سهيله بصوت ناعس: ألوو سامر باأبتسامه: هو أنا صحيتك من النوم ولا أيه؟ سهيله عاقده حاجبيها: مين معايا!؟ سامر بنبره رخيمه: أنا سامر، أرجوكي متقفليش - هبت من نومها فزعه ونظرت لشاشة هاتفها جيدا ثم وضعته على أذنها مره أخري لتتأكد مما سمعت سهيله محدقه عينيها: أنت جيبت رقمي منين، وبتتصل بيا بدري كده ليه؟ سامر بمكر: جيبت رقمك منين دي لعبتي. أما بتصل ليه فالموضوع مهم. سهيله بلهجه حازمه: موضوع أيه اللي يخليك تجيب رقمي وتكلمني بدري كده سامر بتعلثم: أا اصل كنت في موضوع وو و سهيله بحنق: روح رتب كدبك وتعالي كلمني. سلام سامر بنبره سريعه: لا لا أستني، أصلي عايزك بخصوص أختك المختفيه سهيله بلهفه: آسيل، أنت عرفت حاجه عنها! سامر بتردد: أه أه بس لازم أشوفك مينفعش في التليفون سهيله قاطبه جبينها: أمال ينفع فين!؟ سامر باأبتسامه واسعه: لازم أشوفك ياسهيله، أيه رأيك أعزمك على ال... سهيله بحدة: ولا تعزمني ولا أعزمك ممكن أشوفك في الجامعه، وكده كده نازله أشوف النتيجه سامر بحنق: أفندم! جامعة أيه وبتاع أيه شوفي المكان اللي يريحك بره الجامعه عشان، أصلي ضيعت الكارنيه ومش عايز اعمل مشاكل مع بتوع الامن سهيله بتأفف: أوووف خلاص يبقي هاشوفك على آي كوفي شوب قريب سامر بسعادة: أنا موافق، أديني العنوان وأنا ساعه وأكون عندك. بس ثواني أشوف قلم أكتب بيه. سهيله بنفاذ صبر: ياريت بسرعه عشان ننجز الوقت سامر: فوريره - قفذ سامر من مكانه سريعا وتوجه صوب غرفة المكتب الخاصه بأخيه باحثا عن قلما وورقه يدون بهم العنوان ولكنه لم يجد مطلقا، وقف حاككا طرف ذقنه بتفكير ثم حدث نفسه بخفوت قائلا سامر قابضا على شفتيه: طب وبعدين بقي ماهو على طول الأقلام بتكون مرميه مش لاقيه اللي يعبرها، أممم أكيد عيسي شايل قلمه الحبر في جيبه كالعاده، أما أروح أشوف كده. - توجه سامر صوب غرفة أخيه الأكبر بحرص وخطوات بسيطه حذره. ثم أقترب من ملابسه المعلقه على ذلك العمود الخشبي الخاص بالملابس وأخذ يبحث عن قلما بجيب سترته. حتى وجد قلما خشبيا يظهر من شكله أنه باهظ الثمن كما أنه جذب ناظريه إليه فاألتقطه ودلف خارج الغرفه بهدوء شديد سامر ممسكا بالقلم متأهبا للكتابه: قولي ياسهيله العنوان، اه، تمام، خلاص عرفته ساعة زمن وأكون عندك. سلام. - أرتدي ملابسه على وجه السرعه ولم ينسي أن يهتم باأناقته ووضع أهم اللمسات على هيئته لتكتمل. ثم توجه خارج غرفته بعد أن ألتقط أشيائه الخاصه ( هاتفه - مفاتيح سيارته ) ودلف لغرفه أخيه مره أخري ليوقظه سامر ضاربا على كتفه بهدوء: عيسي عيسي عيسب ياعييييييييييسي عيسي بفزع: أيييه ايه في أيه اللي حصل سامر: ده انا متقلقش كده، المهم عايز فلوس. عيسي بصرامه: **** يحرقك ويحرق اليوم اللي بقيت أخويا فيه. غور خد اللي انت عايزة من المحفظه وسيبني أتخمد عندي سفر بالليل سامر حاككا رأسه: مسافر! طب متنساش تحطلي رصيد في الفيزا قبل ما تسافر عيسي بنظرات ناريه: هابقي املاهالك على أخرها عشان أخلص من رزالتك سامر مداعبا وجنتيه: **** يخليك ياعيسوي ياقمر عيسي دافعا أياه: غووور. - أنطلق سامر راكضا خارج المنزل ثم أتجه صوب سيارته سريعا والسعادة تملأ قلبه. فسوف يلاقيها أخيرا بعد رحله عذاب سنوات، أستقل سيارته الفارهه وتوجه بها بسرعه رهيبه نحو العنوان الذي سبق ودونه بتلك الورقه الصغيره. بينما أرتدت سهيله ملابسها بتثاقل، فكان شعورها بعدم الراحه يسيطر عليها ولكن ليس أمامها بديل، لقد أشتاقت عيناها لرؤية أختها العزيزة كم تفتقد الجلوس أليها ومحادثاتها كالسابق. تنهدت بقوة ثم أنطلقت خارج الغرفه لتلتقي بوالدتها لميا بتفحص: لابسه ورايحه فين ياسهيله؟ سهيله معدله لوضيعة ملابسها: سامر كلمني وقالي أن في جديد بخصوص آسيل لميا ملتقطه أنفاسها بأرهاق: آسيل! هي فين آسيل دي؟ سهيله: مفيهاش حاجه لما أتأكد ياماما، و**** يعطرنا فيها **** لميا بنبره راجيه: يااارب، متتأخريش ومتقعديش معاه كتير مهما كان واحد غريب عنك سهيله: حاضر، سلام لميا باأختناق: سلام يابنتي. - أستيقظت آسيل من نومها المتقطع والمرهق. ظلت تحك فروة رأسها بأطراف أصابعها الصغيره ثم نهضت عن مكانها بخطوات مترنحه صوب المرحاض. خلعت عنها ملابسها ثم وضعت جسدها المنهك أسفل صنبور المياه الكبير لتزيل عنها أثار التفكير العميق الذي أستغرق منها طوال الليل، ثم نفضت عنها قطرات المياه العالقه بجسدها كما حاوطت جسدها بالمنشفه القطنيه الكبيره قبل أن تدلف خارج المرحاض، جلست على المقعد المقابل لطاولة التجميل ( التسريحه ) نظرت لهيئتها المنعكسه بالمرآه وكأنها تحدثها. المرآه: أنتي أتجننتي، ده واحد مجرم قاتل عايش على دم الناس نفسها: ما هو أتظلم كتير والمجتمع عمره ما كان في صفه، ليه أنا كمان أجي عليه وأظلمه المرآه: تظلميه! نسيتي الأرواح البريئه اللي ضاعت على أيده، نسيتي ضباط الشرطه اللي دفعوا التمن حياتهم مقابل أنهم بيأدو واجبهم نفسها: لا منسيتش. بس هو مش ملاك ده بشر وكل البشر خطائين. المرآه: لا مش بشر ده وحش، ذئب بشري حتى لو نسيتي أنه مجرم أزاي هتنسي أنه أغتصبك. أعتدي عليكي بكل قسوة وصراخك مكنش ليه اي قيمه عنده، أستحل قتل روحك بالبطئ. أزاي نسيتي الجريمه الشنيعه اللي ارتكبها في حقك نفسها: بي ده كان سكران يعني مش بوعيه، وانا كمان كنت عنيده وصممت أقف في وشه رغم أنه حذرني المرآه: وأمجد نسيتيه. نسيتي فرحك اللي أتخطفتي قبله بساعات و... - وضعت يديها على أذنيها لتسكت أصواتا دوت بها. رنينا ظل يهتف بأذنيها ويسممها ضده. فصرخت عاليا وهي تهتف آسيل واضعه يديها على أذنها بصراخ: بسسسسسس كفايه - كان جالسا بغرفة مودة يتبادلان الاحاديث الخاصه بالتقديم في الجامعة الأجنبيه فأستمع لصرختها الاخيره فهب فزعا من مكانه وقد أنتفض خوفا عليها وتوجه صوب غرفتها بخطوات راكضه وتبعته مودة جاسر بنبره مرتعشه: آسيل في أيه! مودة بقلق: مالك يالولو بتعيطي ليه بس؟ آسيل ببكاء شديد: ... جاسر مبتلعا ريقه بمراره: طيب روحي أنتي يامودي وسيبيني معاها مودة بتفهم: حاضر - دلفت مودة خارج الغرفه بينما ظل جاسر ناظرا أليها بتفحص ودقه شديدين، تأمل هيئتها وسلط بصره على عينيها الدامعتين. ثم جثي على ركبتيه أمامها ليساويها بالطول وأردف بنبره دافئه قائلا جاسر: بتعيطي ليه؟ آسيل بدموع: مفيش، عيني وجعاني جاسر مضيقا عينيه: مبحبش الكدب. - نهض عن مكانه ثم جذبها لتقف قبالته، رفع وجهها لتنظر إليه، فما زالت عيناه العميقتين تمتلئ بالغموض. تأمل قسمات وجهها الملائكيه ثم أبتسم بعذوبه قبل أن يردف قائلا جاسر ماسحا لعبراتها: محبش أشوف دموعك يامليكتي آسيل: ... جاسر: مش هتقوليلي كنتي بتعيطي ليه؟ آسيل مشيحه بصرها عنه: مفيش جاسر عاقدا حاجبيه: عيب تخبي على جوزك على فكره آسيل بملامح عابسه: جوزي! متضطرنيش أفكرك الجواز اللي بتتكلم عنه جه ازاي و... - سلط بصره على شفتيها التي تتحرك أثناء حديثها وعروق عنقها النابضه التي تنبض بصورة سريعه نتيجه أنفعالها. فأطبق عليها بشفتيه على شفتيها ليقبلها بشغف فألجمها عن الحديث، حدقت به وحاولت دفعه عنها ولكن كانت قبضته تحاوطها بقوه. فشلت محاولاتها في الهروب من يداه الأسرتين فأستسلمت له وتركت العنان لروحها بين أحضانه. توجه بقبلاته لعنقها، حيث لثمها بقبلاته المحمومه حتى تأكد من أرتخاء جسدها بين يديه، ضمها لصدره بقوة حتى كادت تعتصر بين يديه ثم أردف بنبره هامسه مقتربا من أذنيها. جاسر بنبره ثابته: كنتي بتقولي أيه بقي يامليكتي؟ آسيل: ... - فتحت عينيها لتجد أنها محاطه بذراعيه وتستكين بأحضانه فحدقت عيناها بقوة ثم تملصت من قبضته بسهوله وركضت نحو المرحاض تختبئ به. وقفت خلف الباب تلتقط أنفاسها اللاهثه بينما توجه نحو المرحاض وهمس قائلا جاسر باأبتسامه منتصرة: بلاش تقفي في الحمام كتير، أحسن تتلبسي يامليكتي. - أنصرف جاسر خارج الغرفه وهلي ثغره أبتسامه واسعه وقد علق برأسه مشهد وجنتيها التي توردت خجلا على آثر فعلته، خفق قلبه لأول مرة وكأنه ينبض من جديد. - أستيقظ عيسي بتذمجر، حيث أنه لم يهنأ على نومه بعد أزعاج سامر المستمر له، كانت حاله من العصبيه المفرطه تسيطر عليه. توجه نحو ملابسه المعلقه وأمسك بمحفظة نقوده ليتأكد من وجود إي أوراق نقديه باقيه له بعد أن قام سامر بألتقاط الكثير منها. فوجد عدة أوراق نقدية قليلة متبقيه له. صر على أسنانه بغيظ ثم حدق بعينيه بشده عندما تذكر القلم الخشبي الذي وضعه بجيب سترته عن طريق الخطأ، فبحث عنه بتلهف شديد في كافة جيوب سترته وبنطاله فلم يجده، ضرب على رأسه بقوة وشعر بالخطر يهدده. عيسي بفزع: ياخراب بيتك ياعيسي، روحت في داهيه ياعيسي يااااااااااااالهوووووووووووي... الفصل الثالث والعشرون - جن جنون عيسي وكاد عقله ينفجر من كثرة التفكير. ثم تذكر لوهله أن ليس هناك من عبث بملابسه سوي أخيه الأصغر، توجه صوب هاتفه راكضا ثم ضغط عليه لمهاتفته. حاول مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة فقد كان هاتف أخيه مغلقا، صاح عاليا وقذف هاتفه بقوة ليرتطم بالحائط. - بينما كان سامر جالسها على أحدي الطاولات الخشبيه المصنوعه من خشب الأرو. كان ينظر كل نصف دقيقة تقريبا لساعة يده يرجو الوقت أن يمر حتى يلتقي بها، لمح طيفها أتيا من بعيد. فاأبتسم أبتسامه واسعة برزت أسنانه وهب واقفا منتظرا حضورها تشاركه جلسته سامر ممدا يده: نورتي سهيله ببرود: ميرسي، ياريت تقولي وصلت لأيه في موضوع آسيل سامر مشيرا بأصبعه نحو المقعد: طب أقعدي مش هنتكلم على الواقف. تشربي أيه؟ سهيله بتذمجر: بليز ياسامر انا مش جايه أشرب، قولي وصلت لأيه ومش لازم أخد منك الكلام بالعافيه سامر حاككا طرف ذقنه: ما هو أنا جايبك هنا عشان نوصل لحل سوا سهيله رافعه حاجبيها بدهشه: نعم! يعني أيه نوصل سوا. قصدك أنك موصلتش لحاجه ونزلتني من بيتي وانت بتكدب عليا و... سامر قاطبا جبينه: أهدي طيب وأسمعيني، أختك بقالها قد أيه مختفيه سهيله عاقده ذراعيها أمام صدرها: حوالي 3 شهور. سامر: ومحدش عارف ليها أثر! يبقي أكيد حصلها حاجه سهيله بشهقه: هااااا بس متقولش كده، **** يرجعها بالسلامه سامر بعذوبه: ****، وحشتيني سهيله بنبره حاده: تصدق أنا غلطانه فعلا أني صدقتك ونزلت سامر بتنهيده: سهيله أنا بحبك، عايز أبتدي حياتي معاكي بجد سهيله لاويه شفتيها: مليون بنت قبلي أتقالها نفس الكلمتين دول. عن أذنك لازم أمشي وكفايه قوي كده. سامر ممسكا بكفها: ليه مش عايزة تصدقي أني ممكن أتغير عشانك، و أنسي إي حاجه كنت بعملها مقابل وجودك في حياتي سهيله بلهجه حازمه: قولتلك قبل كده متمسكش أيدي بالشكل ده، أحنا يعتبر في الشارع يامحترم سامر عاقدا حاجبيه: أسف، تقدري تمشي وأنا هثبتلك مين هو سامر. بس قبل ما تمشي ممكن أديكي حاجه سهيله بعدم أهتمام: حاجه أيه دي؟ - أخرج سامر القلم الخشبي من جيب بنطاله ثم مد يده إليها رادفا. سامر: خدي القلم ده، أنا عارف أنك بتحبي تحتفظي بالحاجات اللي شكلها مختلف ومش موجود. والقلم ده شكله لفت نظري قولت مش هيكون غير ليكي سهيله عاقده حاجبيها: قلم رصاص! بس انا ا... سامر بنبره راجيه: حتى لو مش هتستخدميه، خديه ومتكسفنيش. أنا أخدته من أخويا مخصوص عشانك سهيله بمضض: أوكي، شكرا سامر باأبتسامه: مفيش شكر ولا حاجه. تقدري تمشي دلوقت. - أنصرفت سهيله من أمامه. فظل ناظرا على ظلها حتى أختفت تماما، ثم قرر في قرارة نفسه أن يصنع مستقبلا خاص به ثم يقوم بخطبتها بشكل رسمي حتى يثبت لها صدق نيته، وأثناء تفكيره شعر بأهتزاز هاتفه داخل جيبه ليعلن عن وصول رسالة نصيه. قام بفتحه ليجد العديد من المكالمات الهاتفيه التي لم تصل أليه من أخيه، فقام بالضغط على الهاتف للأتصال به حتى أتاه صوته الصادح صارخا به عيسي بنبره منفعله: أنت فين يابني أدم!؟ سامر بحنق: أشمعنا؟ عيسي بصياح: أنت هتخوشلي أفيا، تكون مطرح ما تكون ميهمنيش. المهم القلم الخشب اللي منقوش عليه بالفرعوني فين سامر بتردد: اا ا ا اي قلم ده! عيسي مضيقا عينيه: قلم رصاص كان في جيب الجاكيت بتاعي سامر بتفكير: مشوفتوش ياعيسي عيسي خابطا على رأسه: طيب طيب، سلام سامر: سلام. سامر في نفسه: هو أنا كدبت عليه ليه! هوووف بقي ده حتة قلم يعني مفيهاش حاجه لما أقوله أن انا اللي أخدته. أنا أصلا مش عارف أشمعنا القلم ده اللي لفت نظري بس حاجه شدتني ليه، يلا أهو اللي حصل بقي هعمل أيه يعني اااااوف. - ظلت الحيره مسيطرة عليه، فاأين ذهب ذلك القلم الملعون. قبض على شفتيه بغيظ ثم توجه صوب غرفة مكتبه وأخرج العلبه الكرتونيه الصغيره التي تحوي باقي الأقلام الخشبيه وتوجه للمرحاض، حيث وقف أمام حوض المياه الصغير وقام بكسر كافة الأقلام الخشبيه وأسقط كافة محتوياتها البيضاء ( مخدرات ) أسفل المياه. ثم قام بتنظيف الأقلام المنكسره جيدا وبعدها قام بإيقاد النار بها لتحترق كليا، وبذلك يكون قد تخلص منها نهائيا،. توجه لغرفته ليستكمل أستعداداته للسفر والحيره تكاد تأكل قطعه من عقله، نفض تلك الأفكار عن رأسه وصب كل تركيزه بتلك الرحله التي أتته فجأة - ظلت آسيل حبيسة غرفتها لا تستطيع الدلوف خارجها حتى تتجنب مواجهته، فلقد كانت فعلته الجريئه معها سببا قويا للشك في باقي تصرفاته معها ولكنها قررت أخيرا الخروج من جحرها. هبطت درجات الدرج الخشبي بخطوات حذرة وهي تتفحص المكان باحثه عنه بعينيها ولكنها لم تجده. كاثرين باأبتسامه: صباحك سعيد سيدتي آسيل بترقب: صباح الخير، اا ا ا هي مودة فين كاثرين باأبتسامه ذات مغزي: سيدتي مودة منشغله باللهو مع ( الجاسر ) أما سيدي الشاب فقد أنطلق نحو عمله منذ ما يقرب من ساعتين آسيل لاويه شفتيها: بس أنا مسألتش عنه كاثرين بمكر: أمر طبيعي أن أذكره لكي آسيل مسيطره على أنفعالاتها: ااا طب وأيه الجاسر ده؟ كاثرين: أنه جواد سيدي الشاب، فاز به بأحد المسابقات آسيل متوجهه صوب الخارج: ماشي. - دلفت آسيل للخارج باحثه عن مودة، حتى وجدتها أعلي الجواد فلوحت لها بيدها ترحيبا ثم جلست على أحدي الطاولات الخوصيه مودة بنبره عاليه: ما تيجي تركبي شوية آسيل باأبتسامه: لا خليكي أنتي براحتك. أنا عايزة أقعد هنا مودة: as you like ( كما تشائين كما تحبين ). - كان ( جاسر ) قابعا على مكتبه الوثير يقوم بالتوقيع على أحد التعاقدات الجديده الخاصه بشحن بعض البضائع الأتيه من بلاد الهند. فدلف إليه أحد رجاله الذي يرتدي حله رسميه سوداء وتبدو على ملامحه الصرامه والتقاسيم القاسيه، أردف بنبره عميقه قائلا الحارس الخاص: الأستاذ عيسي طيارته غادرت من ساعة بالضبط ياباشا جاسر تاركا القلم الفضي من يده: أتأكدت بنفسك أنه طلع الطيارة. الحارس الخاص: أيوة ياباشا، ومسيبتش المطار إلا لما الطياره طلعت جاسر طارقا باأصابعه على سطح المكتب: طب جهزت كل حاجه هناك وفهمت رجالتنا هيعملو أيه؟ الحارس مومأ رأسه بالأيجاب: أطمن سعادتك، كله تمام التمام - أمسك جاسر بمفتاح سيارته وقذفه للحارس الخاص به ثم نهض عن مكانه متجها صوب سترته البنية المعلقه وقام بألتقاطها وهو يردف بنبره أجشه جاسر: أنزل دور العربيه وخليك فيها لحد ما أنزلك. الحارس بخطوات للوراء: أوامرك ياباشا. - أغلق جاسر كافة الملفات الموضوعه على سطح المكتب ثم وضعها بأحد الأدراج الخاصه بالمكتب وتوجه بخطوات ثابته خارج الشركة. أستقل سيارته وتوجه بها صوب مزرعته، مر ما يقرب من ساعتين وهو قائدا لسيارته بسرعه شديده كما أعتاد. كان يحرق صدره بكم هائل من السجائر التي ينفث بها حتى وصل لبوابة مزرعته الحديديه وأصدر بوق سيارته الفارهه لكي تنفتح له الأبواب، دلف بسيارته عبر الممر المزدان بالرخام ثم توقف أمام بوابة القصر. وجد حيوانه المفضل الأليف بأنتظاره، فأنحني بجسده عليه ومسد على فراءه الأسود الغزير ثم صعد درجات السلم الصغيره المؤديه للقصر وقد لمح ظلها ( آسيل ) بشرفة غرفتها، ثم صعد درجات الدرج الخشبي بخطواث سربعه يتبعه ( روكس ). - دلف داخل غرفتها بهدوء حذر ونظر صوب الشرفه فوجدها شاردة بعنان السماء لم تشعر حتى بوجوده أقترب رويدا رويدا وبصحبته ( روكس ). كانت ( آسيل ) تاركه شعرها الأسود الطويل منسدلا على ظهرها فأقترب هو أكثر حتى أنعدمت المسافات بينهما، أغمض عينيه و أشتم عبيرها، ورائحة النسيم الذي يشع من بين خصلاتها الناعمه. شعرت هي بأنفاسه الحاره تلامس كتفها فأنتفصت فزعا وقبيل أن تلتفت كانت ذراعه تحاوطها حتى تمنعها من الحركه. ثم وضع أصابع كفه على شعرها الحريري ممسدا عليه حتى أنغمست أصابعه بين خصلاتها الناعمه فهتف بنبره هامسه قائلا. جاسر: بحب الشعر الطويل قوي آسيل بتوجس: هاا جاسر بنبره ماكرة: أكيد بتفكري فيا! مش كده يامليكتي؟ آسيل لاويه شفتيها: لا ياشيخ! فعلا بفكر فيك جاسر مضيقا عينيه: وياتري بتفكري في أيه؟ آسيل ملتفته برأسها: بفكر أزاي أخليك تتغير، تبقي أنسان تاني جاسر قابضا على شفتيه بضيق: ومين قالك أني عايز أتغير ولا حتى هتغير آسيل: مش لازم تقول. جاسر بنصف أبتسامه: بجد! أممممم، وياتري هتقوليلي أسلم نفسي ولا أتبرع بفلوسي للهلال الأحمر وأبتدي من أول السطر آسيل بتردد: هو اا ا انت المفروض تسلم نفسك للقانون و... جاسر مقاطعا بنبره حازمه: بلاش كلام فارغ ملهوش معني ولا قيمه، قفلي كلام عن الموضوع ده آسيل دافعه ذراعه عنها: أنا قولت أيه غلط؟ جاسر ناظرا لعينيها بعمق: يوم ما هتحاسب مش هخلي بشري واحد يحاسبني، كفايه **** هيحاسبني مش محتاج إي أنسان يفرض سلطته عليا بأسم القانون اللي أبتدعتوه يابتوع القانون آسيل: مش صح، المفروض ت... جاسر موليها ظهره: رووووكس، تعالي سلم على طنطتك آسيل آسيل بفزع: عااااا لا لا الكلب لا جاسر مشيرا: تعالي ياريكو - أمسكت آسيل ذراعه لتحتمي به ثم أردفت بخوف قائله آسيل: لا بليز أبعده متخليهوش يقرب. جاسر بخبث: ده روكس طلع مصلحه حلوة أوي آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ها اا ا جاسر مشيرا للكلب بعينيه: سلم ياروكس - أقترب روكس منها ثم وقف أمامها على قدميه الخلفيتين وأستند بأحدي قدميه الأماميتين عليها والأخري مدها صوبها. كانت ترتعد بداخلها من أقترابه الشديد منها وأستناده عليها، فقبضت بكفها على ذراع ( جاسر ) مستعينه به بينما أردف قائلا جاسر: مدي أيدك سلمي عليه، متخافيش. آسيل بذعر: لا لا لا أبعده، ياماااامي بخاف منهم اوي عاااااا جاسر: قولتلك متخافيش، وبعدين أنا واقف جمبك آسيل ممدده يدها بحذر شديد: اا ا... - سلم روكس بقدمه اليمني عليها وكأنه أنسان يشعر ويتفهم ما حوله ثم نبح بصوته القوي ونظر لسيده وكأن يخبره بأنه نفذ أوامره. فأشار له جاسر نحو المنشفه الصغيره الخاصه بالطعام والموضوعه على سطح الطاوله الزجاجيه ليحضرها، فذهب راكضا صوبها ثم ألتقطها بأسنانه وذهب أليه. كانت آسيل بحاله من الذهول وهي تتأمل تصرفات ذلك الكائن الحيواني، رأي جاسر على وجهها تعبيرات الحيره فأردف قائلا. جاسر ممسدا على فراءه: روكس ده أعز مخلوق عليا، كائن مطيع ووفي ومخلص. هو أصلا كلب بوليصي بس كان هديه من الداخليه ليا في واحده من المناورات اللي كانت بتتعمل عليا آسيل محدقه: داخليه، يعني مش مشتريه كمان جاسر: تؤ، حاولي تخدي عليه هتلاقيه حبك وفي وقت قصير قوي آسيل بنظرات فاحصه: حبني! جاسر موليها ظهره: أه هيحبك، أصلك سهل تتحبي، تصبحي على خير آسيل عاقده حاجبيها: ... - دلف جاسر خارج الغرفه ثم توجه للجزء العلوي والمفضل لديه وبصحبته حيوانه المفضل ( روكس )، ثم تذكر حاجته في أحتساء الخمر فتوجه مرة أخري للأسفل حيث زجاجات الخمر القابعه بخزانته في غرفة المكتب، أمسك بأحدي الزجاجات وكأسا مطلي بالذهب ثم بدأ في سكب المشروب المسكر ورفعه على فمه ليرتشف منه، فبصق ما أرتشفه وحدق عينيه بالزجاجه جيدا ليري ماهيتها. جاسر محدقة: بببببفففففففففففففففف، أيه ده. عصير تفاح في أزازتي، كااااااااااااااااثررررررررين. أنتي يازفته ياللي ملكيش لازمه هنا كاااااااااااثرين - أتت كاثرين من غرفتها مهروله إليه عقب سماعها لصوته الجهوري الصارم مناديا عليها كاثرين بنبره مرتعده: أمرك سيدي ما الأمر جاسر بنظرات مشتعله غاضبه ونبره تشبه الزئير: مين اللي لعب في الأزايز دي وأزاي ده يحصل وأنتي موجوده هنا ياهانم. كاثرين مبتلعه ريقها بتوجس: اا اا انها ان... جاسر بنبره منفعله: ما تنطقي وتخلصيني ولا هسحب الكلام بالقطاره كاثربن بتوجس: أنها سيدتي آسيل الفاعله... جاسر مضيقا عينيه ومصرا على أسنانه بغيظ: آسيل، دي ليلتها سوووودا معايا، آسييييييييييييييل آسيل بأنتفاضه: هاااااااااااا... الفصل الرابع والعشرون - أنتفضت آسيل من مجلسها بفزع على أثر صوته الصارم الجهوري الذي صدح بأرجاء المكان، ثم توجهت صوب باب الغرفه لتفتحه بحذر. ثم أطلت برأسها لتري ما حدث فلمحته صاعدا على الدرج وبيده عدد من زجاجات الخمر التي قامت بتبديلها لعصائر التفاح، حدقت عيناها ثم أغلقت الباب على الفور ووقفت خلفه واضعه يدها على قلبها خوفا من رد فعله المتهور. ظل يصيح بها لكي تفتح له الباب ولكن دون جدوي، فقام بدفعه بقوة بأستخدام ذراع واحده لترتد هي للخلف. نظر لها بأعين غاضبه مشتعله عاقدا حاجبيه بضيق واضح ثم أردف بنبره حازمه جهوريه قائلا. جاسر بحده: فين الأزايز الأصليه بتاعتي ياهانم؟ آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: اا ا ما هي دي الأزايز جاسر بصوت يشبه الزئير: قصدي اللي كان جوه الأزازه، وديتيه فين أنطقي؟ آسيل فاركه كفيها في توتر: اا آ آ ما آنا ا أصلي، اا اتخلصت من كل الخمره اللي. كانت تحت وبدلتها بعصير تفاح جاسر جاحظا عينيه بقوة: أت أيه ياختي! أتخلصتي منهم. بأي حق وأزاي آسيل حاككه رأسها: ا ا اصلها مضره. جاسر بذهول: مضره! وأنتي مالك مضره ولا حتى نافعه. أنتي مبتحرميش يابنتي من الجنان بتاعك، ماأنتي جربتيني قبل كده وعارفه أني أجن منك مليون مرة آسيل لاويه شفتيها: الخمره حرام أصلا وانا مقبلش أقعد في بيت فيه منكرات. - جحظت عيناه عقب كلماتها فلم يشعر منها بالندم كما ظن أن يحدث، قبض على شفتيه بتفكير. حتى يدبر لها مغرزا جيدا بينما كان صمته سببا قويا ليدب الخوف بداخلها، وفجأة رأته يتوجه صوب باب الغرفه ويوصده جيدا ثم أقترب منها. خلع عنه سترته ثم قام بفك أزرار قميصه ورفع أكمامه لأعلي. شعرت بالفزع يحتل أوصالها والرعب يملئ قلبها فخطت بقدميها خطوات للوراء بينما أشار لها للتوقف عن الحركه. ثم أمسك زجاجه الخمر المعبأة بالعصائر وقام بفتحها وقدمها لها. جاسر مشيرا بيده: خليكي في مكانك متتحركيش خطوة واحده آسيل قابضه على عينيها: أنت بتعمل أيه بالضبط جاسر ممدا يده بنبره خبيثه: خدي أشربي العصير بتاعك آسيل محركه رأسها بالنفي: لل لا مش عايزة. ده عشانك انت جاسر رافعا حاجبيه: مين قالك أني بحب التفاح ولا بشرب عصاير أصلا. ولا العصير فيه سم ولا حاجه وخايفه تشربيه! آسيل: هااا لا لا خالص جاسر مضيقا عينيه: طب أتفضلي أطفحي، قصدي أشربي. - مدت آسيل يدها لتلتقط منه زجاجة العصير بينما جذب ذراعها نحوه لتسقط مستنده بيديها على صدره. ثم أردف بخفوت جاسر بنبره خافته: أزازة العصير دي تخلص حالا، ودلوقتي آسيل بأرتجاف: كلها! جاسر ناظرا لمقلتيها بعمق: أه كلها. أمسكي. - أبتعد عنها قليلا لكي تلتقط الزجاجه من بين يديه ثم شرعت بأرتشاف قطرات المشروب بسرعه حتى تنتهي من تلك المزحه التي يستمتع هو بها، وما أن أنتهت حتى قام بفتح زجاجه أخري من العصير وقدمها لها لكي ترتشفها كلها هي الأخري. فحدقت عيناها بصدمه ورفضت أرتشاف المزيد فقام ب جاسر خالعا قميصه: واضح كده أنك مبتجيش غير بالعافيه آسيل جاحظه عينيها: أ ااا أنت بتعمل أيه يامجنون. جاسر باأبتسامه ماكره ذات مغزي: الجو حر، بغير هدومي آسيل مبتلعه ريقها: طب غيرها بره جاسر بلهجه تحمل التوعد والتحذير: و*** وما أعبد لو الأزازة التانيه متشربتش لأكون ا... آسيل بفزع: بسسسسس خلاص هشربها أووووف جاسر مضيقا عينيه: أنجزي آسيل مرتشفه من الزجاجه الثانيه: مش قادرة جاسر بنبره حاده: يلااااا آسيل بتأفف: أوووف بقي، طيب أهو جاسر واضعا يده بجيب بنطاله: بسرعه وبلاش دلع. آسيل على مضض: اااااه كفايه كده شربت أزازة ونص مش قادره جاسر مقتربا: أنا حلفت و... آسيل ضاربه الأرض بقدميها: يووووووه خلاص - وضعت آسيل الزجاجه على فمها وبدأت ترتشف سريعا للتخلص من تلك المعضله، فلقد جعلها تندم حقا على ما فعلته رغم أيمانها أنه الصواب. وما أن أنتهت حتى ألقت بجسدها الثقيل على الأريكه وقد أصبحت معدتها غير متقبله لأي شئ أخر آسيل واضعه يدها على معدتها: ااااه، اديني شربت الأزازتين. جاسر ممسكا بالزجاجه الثالثه: خدي دي كمان و... آسيل وقد ردأت العبرات تتجمع بعينيها: لاااااااا حرام عليك و**** مش قادره بطني وجعاني اااااة جاسر مقتربا من أذنها: العند معايا أخرته وحشة يامليكتي، ومحدش قدي في العند آسيل بتوجس: طيب جاسر موليها ظهره: بالف هنا عليكي يامليكتي، عقبال المره الجايه. - أنصرف جاسر من غرفتها وعلى ثغره أبتسامة منتصره، حيث كان الشعور بنشوة الأنتصار يملأه عقب تأكده أنها نالت العقاب الصحيح. بينما كانت آسيل قابعه في مكانها لم تتحرك منه خطوة واحدة، واضعه يدها على معدتها تتحسسها برفق عقب أرتشافها لتلك الكميه الكبيره من مشروب عصير التفاح آسيل بلهجه مغتاظه: أه يابن ال، بتعرف أزاي تسكتني وتعاقبني صح اووي اااااااه يابطني يامعدتي ياني اااه. - ظلت تتلوي في فراشها طوال الليل على أمل أن تقوم عصارتها المعديه بهضم ذلك المشروب حتى تتيح لمعدتها الفرصه للتنفس باأريحيه، بينما كان جاسر مترددا ما بين الذهاب إليها ليري ما حالتها الأن وبين أبداء عدم أهتمامه بالموضوع حتى وجد نفسه ظلت قابعه لم تتحرك. فأستسلم لرغبتها ( نفسه ) وظل جالسا بمكانه، في حين أن النوم عرف طريقه لعينيها أخيرا بعد أن شعرت ببعض الراحه تتسلل لمعدتها. - جلست سهيله بغرفتها حيث أستندت برأسها على مرفقيها وأخذت تفكر بحديث سامر المثير للدهشه، فهل حقا يستطيع التغير من نفسه لأجلها. لا تقوي على أنكار أنه ثمة مشاعر تتحرك بداخلها نحوه لكنها دائما ما تري أنه ليس بأهل لتلك المشاعر المكمونه داخله. ولكن في حال أثباته لها بصدق حديثه من المحتمل أن تغير وجهة نظرها به، ظلت شاردة لبعض الوقت حتى أفاقت على أثر الضجيج الذي أصدره هاتفها الجوال فنهضت من مكانها متجه صوب الطاولة الخشبيه الصغيره القابعه بأحدي زوايا الغرفه وألتقطت هاتفها وقامت بالضغط عليه للأيجاب. سهيله: أيوة يانورهان. الحمد *** وانتي، ننزل فين؟، بصراحه ماليش مزاج، طب هشوف كده عشان خاطرك، بس مش عايزة أتأخر يانور، شويه هلبس هدومي وابقي أكلمك تاني، تمام. - أغلقت هاتفها ثم عاودت وضعه على الطاولة مرة أخري فأسقطت القلم الخشبي الذي أعطاها سامر أياها دون قصد ولم تلتفت أليه. توجهت صوب خزانة ملابسها وشرعت بأنتقاء بعض القطع القماشيه التي سترتديها، حيث أنتقت ( بلوزة ) طويله تصل لأعلي ركبتيها من اللون الوردي الزاهي. وبنطال من القماش اللين أسود اللون، نظرت أسفل فراشها لتجد حذائها الاسود الجديد الذي أهدته أياه أختها المفقودة. تنهدت بحراره قبل أن تمد يدها لتلتقطه ثم أرتدته على عجاله، توجهت صوب الهاتف الموضوع على الطاوله سريعا لتهاتف رفيقتها مرة أخري فشعرت أنها قد ضغطت على شيئا ما أسفل قدميها حتى تهشم على أثر كعب حذائها العالي. فنظرت أسفل قدميها بتأفف لتجد القلم قد أصابه شرخ بالطول، أنحنت بجسدها لتلتقطه فوجدت مسحوقا أبيضا ينسدل منه. قطبت جبينها وضيقت عيناها في حيرة خاصة بعد ما أشتمت رائحته التي ليست بغريبه عليها. فقد أشتمت تلك الرائحه من قبل. سهيله بحيره: أيه الريحه دي مش غريبه عليا، ياتري شميتها فين قبل كده. Flash back سهيله بدهشه: أيه الريحه دي يا سولي آسيل ناظره لمراجعها للدراسيه: خلي بالك، دي عينة هيروين لسه جايباها من المعمل النهارده عشان ندرب عليها أنا وأصحابي سهيله رافعا حاجبيها بذهول: تدربوا عليها! ليه هو أنتوا ضباط ولا دكاتره؟! آسيل لاويه شفتيها: وأنتي مالك يالمضه، سيبيني أكمل الحته دي أحسن دماغي قفلت خالص وهموووت وأنام Back. سهيله محدقه عينيها بصدمه: ياخبر أسود ومنيل، يي ي يعني دي. هه هيروين يالهووي. طب أعمل أيه ياربي دلوقتي. بقي كده ياسامر هو ده الشغل اللي هتشتغله يانهار أبيض هيروووين ياسامر، طب وبعدين! اااه أمجد. مفيش غير أمجد هو اللي هينقذني من الورطه دي ياااارب يرد عليا. - كانت يداها ترتعشان من هول الصدمه وقلبها لا يتوقف عن النبض السريع. ترتجف بشده ولا تقوي على التركيز فيما تفعله، حيث أهداها تفكيرها للأتصال بأمجد سريعا فلابد أن لديه الحل. فلم تمهل نفسها الفرصه للتردد بل شرعت بالتنفيذ على الفور، بينما كان أمجد جالسا أمام التلفاز ولكن أعطي لحواسه العنان للتفكير بأي شئ أخر فقطع شروده هاتفه الذي أعلن أتصالا من ( سهيله ) فلم يتردد للأيجاب عليها. أمجد ببرود: الوو، ايوة ياسهيله سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه: أمجد انا واقعه في ورطه أرجوك تلحقني أمجد معتدلا في جلسته بخضه: فيه أيه ياسهيله، حصل ايه؟ سهيله بفزع: ا ا آآ انا معايا مخدرات أمجد محدقا: أيييييييييييه سهيله بنبره مرتعشه: مش هينفع في التليفون لازم أقابلك وأوريك بعينك أمجد ناهضا من مكانه: طب أنا جايلك على طول سهيله بذعر: لالا لا محدش هنا يعرف حاجه، انا هاقبلك بره. أمجد مكورا قبضته: مش مشكله مش مشكله. هقابلك عند شارع، ونروح اي مكان بعدها نعرف نتكلم فيه سهيله: ماا ماشي - أغلقت سهيله هاتفها ثم أعتذرت كثيرا لرفيقتها وأختلقت لها الأعذار حتى لا تقابلها بتلك الليله، كما قدمت العديد لوالدتها من المبررات لخروجها من المنزل عدا أنها ستقوم بمقابلة أمجد. حتى لا تظهر ( لميا ) أعتراضها على الأمر ( بأثينا، عاصمة اليونان بلد الأغريق ). - كان ثروت يتابع سير العمل بأحدي فروع سلسلة المطاعم الخاصه به، بينما كانت جوان تعد لخطه متهورة للعودة للأراضي المصريه مرة أخري. ظلت تخترع الكثير من الأسباب لكي تتمكن من أقناعه، حتى أن أسبابها بدت مقنعه بالنسبه له، كان كالحيه الرقطاء وأستطاعت الأستحواذ عليه بمكرها الذي لا مثيل له ومن ثم شرعت في التجهيز لكي تهبط بطائرتها الخاصه المملوكه لثروت على الأراضي المصريه وتبدأ تنفيذ مخططها الشيطاني والخبيث. ( داخل أحدي المحال الخاصه بالمشروبات المثلجة جلس أمجد بصحبة سهيله متلهفا ليتعرف على قصة ذلك القلم السحري الذي سقط بيدها ) أمجد بصدمه: أنا شوفت أقلام شبه القلم ده قبل كده، بس مش فاكر فين سهيله بقلق: لا أفتكر والنبي ياأمجد، أعصر دماغك **** يخليك أمجد رافعا حاجبه: للدرجه دي الموضوع يهمك؟ سهيله بدون تردد: طبعا يهمني أعرف الحقيقه. أمجد ناظرا بتمعن للقلم: مش فاكر، بس شكله مألوف عليا ونفس الوقت غريب. مشوفتش في مصر قلم شبهه قبل كده سهيله حاككه رأسها: ماهو أستيراد مش متصنع هنا و... أمجد ضاربا مقدمة رأسه: أيووووه أفتكرت، شوفت أقلام شبه دي بالضبط وأنا بظبط شحنه جايه عن طريق المينا والشحنه دي كان متبلغ عنها أنها تبع واحد أسمه الليث وملقيناش حاجه، أتاري أبن ال، مخبيها جوه القلم، يعني زميلك ده يعرف الليث اللي هو خاطف أختك. انا كده مبقاش بيني وبينه غير خطوة سهيله باأرتجاف: لا لا زميلي أكيد ميعرفش، ده قالي ان القلم ده واخده من أخوه، وأن أخوه جايبه من الشركه اللي شغال فيها. أمجد بلهفه: كل ده ميهمنيش، اللي يهمني أني خلاص قربت. هعرف فين آسيل وأرجعها تاني لحضني يااااااااه معقوله، ده القدر غريب أوي فعلا سهيله بتوجس: طب هتعمل أيه دلوقتي؟ أمجد: دلوقتي تتصلي بزميلك ده حااالا، تعرفي منه أخوه شغال أيه وفين. أنا عايز أتأكد من شكوكي سهيله ممسكه هاتفها: حاضر. - أنصاعت سهيله لفكرته فليس لها بديل عنها، لابد وأن تتأكد ما أن كان له ( سامر ) يد بخطف أختها أم أنه يجهل الأمر مثلها تماما. أما على الجانب الأخر، فلم يصدق سامر عينيه حينما لمح أسمها يظهر بشاشة هاتفه المحمول. فقفذ من مكانه سريعا وقام بالرد عليها سامر بلهفه: سهيله! مش مصدق أنك متصله بيا سهيله بتردد: اا ا ا اصلي عايزه أسئلك على حاجه بخصوص أختي. مش أخوك... سامر: عيسي! سهيله: ايوة ايوة عيسي، مش ليه معارف وكده سامر قابضا على شفتيه: اه صح، بس للأسف معرفش يوصل لحاجه. وكمان هو سافر من كام يوم ومش هقدر أفكره بالموضوع تاني دلوقتي سهيله ناظره لأمجد: مسافر! اهاا، طب **** يجيبه بالسلامه، كنت عايزة أقلام تاني أهديها لأصحابي زي اللي أديتهوني، اا اصل عاجبهم أوي سامر مصرا على أسنانه: لأسف مفيش تاني، أصل أنا أخدته من عيسي بالعافيه. سهيله حاككه ذقنها: طب أخوك شغال فين وانا أروح أجيب سامر بسخريه: ههههه لا أخويا مش شغال في مكتبه، ده شغال في شركة شحن وتفريغ، ومتهيألي ده نوع من الاقلام اللي أستوردتها مجموعه شركات العرب جروب لو تسمعي عنها سهيله: مجموعة شركات العرب جروب! طب خلاص بقي مش مشكله. شكرا ياسامر سلام سامر بتعجب: أستني بس هو، ايه ده قفلت! - أغلقت سهيله الهاتف سريعا دون أنتظار الرد منه وبادلت أمجد نظرات متسائله فيما سيفعله. أمجد مضيقا عينيه: يعني كل شكوكي كانت صح، وأبن اللعيبه ده المفروض يتعمله تمثال و**** ده التمثال شويه عليه، ده بالجبروت والدماغ دي بصراحه أنا أنحنيله سهيله باأمتغاض: هو ده وقت مدح ياأمجد! أمجد مصرا على أسنانه: خلاص وقع ولا حدش سمي عليه. بس لازم أجمع أدله أكتر من كده. اللي في أيدي ميدينوش سهيله بأمل: أنت متأكد أن آسيل هترجع؟ أمجد عاقدا حاجبيه: لو لسه عايشه هترجع، لازم الغلطه دي تتصلح وترجع. - كان جاسر بغرفة مكتبه يتفحص جهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، ثم أغلقه بعد ما أنتهي مما يفعله ونهض عن مكانه ملتقطا مفاتيح سيارته وهاتفه المحمول. توجه صوب الخارج بخطي سريعه ثم توقف عندما رأي آسيل منحنيه بجسدها على زهرة حمراء اللون تشتم عبيرها المميز فأقترب منها جاسر بخطوات حذرة حتى لا تشعر به ثم أنحني بجسده هامسا جاسر بنبره خافته: طب ما تاخديها طالما عجباكي. آسيل بأنتفاضه: خضيتني. لا حرام، وردة مفتحه ليه تقطفها وتخطف منها الروح - شعر جاسر بتلميحها لشئ أخر بكلماتها تلك ولكنه تغاضي عن ذلك وغير مجري الحديث هاتفا جاسر مشيرا بيده: سيبك من الورد وخلينا في باقي العصير اللي جواه اللي هيتشرب و... آسيل بفزع: عااااااا لا لا - وبصورة تلقائيه مفاجئه ألقت بجسدها بين أحضانه خوفا وهي تردف بنبره راجيه. آسيل: بليز بليز مش هقدر، كفايه اللي حصل امبارح بليززززززز انا اتعذبت عشان اقدر أنام أمبارح جاسر بذهول: ... - خفق قلبه بشده لوجودها قريبا منه برغبتها لأول مره وعلى مسافه لا تذكر، وضع كف يده الصلب على ظهرها وتلمسه بخفه ثم أبعد رأسها المستند على صدره وتأمل بريق عينيها وكأنه يقرأ بهما الصدق، ثم تحسس بأطراف أنامله بشرة وجهها الناعمه فأقترب من شفتيها بهدوء وكاد يطبق عليها ملتهما شفاها، إلا أن مودة قطعت لحظتهم الحميمه بصوت نحنحتها الخافته وعلى ثغرها أبتسامه رقيقة مودة: ااحم أحم، سوري معرفش أنكوا هنا. آسيل بأحراج: عن أذنكوا انا... - قطع حديثها مبادرته بمحاوطتة خصرها وجذبها إليه بعد أن أبتعدت عنه، ثم أردف بنبرة رخيمه هاتفا جاسر: لا، خليكي هنا، ولا يهمك يامودي خير كان في حاجه مودة: لا ياحبيبي مفيش جاسر باأبتسامه: طب جهزي نفسك عشان هتسافري اخر الشهر، يعني كمان أسبوع. كل حاجه جاهزة وبمجرد وصولك هيكون صديقي هناك منتظرك وهيكمل باقي الاجراءات مودة بتصفيق: اووو يييس **** يخليك ليا ياحبيبي. جاسر مربتا على ذراعها: ويخليكي ليا ياحبيبتي، أنا نازل القاهره، ساعات قليلة وأكون عندكوا تاني مودة: ترجع بالسلامه جاسر: يسلمك يامودة، تعالي ياآسيل - جذبها خلفه بخفه دالفا للقصر مرة أخري وما أن دلف حتى ألتفت لها طابعا قبله صغيرة على وجنتيها المتوردتين ثم همس قائلا جاسر: اتصرفي في العصير اللي جوه ده، ترميه تشربيه ماليش فيه المهم تتخلصي منه لاني مبحبش العصاير ولا التفاح كمان. - ضربت على صدره بكفها الصغير ثم أنطلقت راكضه نحو درجات الدرج الخشبي وتخطته بسرعة البرق حتى تختفي من أمام أنظاره. أعتلي وجهه أبتسامه هادئه ثم ألتفت ليجد كاثرين ناظره له بتمعن وكأنها تقرأ ما يدور بخلده ثم أبتسمت بهدوء وأتجهت صوب غرفة أعداد الطعام ( المطبخ ) مرة أخري. بينما توجه، جاسر لخارج القصر متجها نحو سيارته الفارهه الموضوعه أمام باب القصر المعدني ثم أستقلها لينطلق بها نحو مدينة القاهرة. كان طيفها لا يتركه طوال الطريق وكأنه يستشعر وجودها بقربه، ورائحة عبيرها ما زالت بأنفه حتى الأن وكأنها بين أحضانه، كيف لها أن تستحوذ على تفكيره. كيف لها أن تحرك قلبه الجاحد الجامد نحوها، لابد وأنها مميزة بالطبع عن باقي جنس النساء اللاتي عرفهن لكي تستطيع أسر قلبه، فلقد نجح بأسرها وأخضاعها له فهي ما زالت أسيره داخل عرينه. ولكنها أستطاعت أسر قلبه وهذا ليس بهين، خلل أصابع يده داخل خصلات شعره الأسود الغزير ثم دار بسيارته لكي يعبر بوابه القصر الحديديه الضخمه ومن ثم توجه لداخل قصره. - أما عن أمجد فقد سيطر عليه شعوره بالطاقه الأيجابيه والنشاط. فها هو يمسك بأول طرف للخيط بعد معاناة أيام وليالي، لم يستطع الانتظار حيث كان شعورة بالطاقه مفرطا للغايه ولا يتحمل فكره وجود دليل دون البحث عما وراءه. قرر الذهاب لذلك القصر الفسيح مرة اخري والبحث عن ذلك الغامض العميق العينين، حيث وقف على مسافه ليست ببعيده عن القصر خلف أوراق الشجر الأخضر وخيوط الظلام الليلي التي تغمر المكان ليتأمل مداخل القصر ومخارجه وكل تقسيمه به. وأثناء تأمله وتفكيره إذ لمح سياره فضية اللون تصف أمام بوابه القصر ثم ترجل منها رجلا ليست ملامحه بالغريبه عليه فدقق بصره نحوه يدا محاولا التعرف على هويته حتى حدقت عيناه وأتسعت مقلتيه من هول الصدمه التي رأها أمامه، فأبتلع ريقه بصعوبه وأحس بمرارة تقتحم حلقه الجاف ثم أردف بنبره غير مدركه هاتفها. أمجد بصدمه: اا ا ال اللواء سس سامي، طب أزاااااي؟!.. الفصل الخامس والعشرون - كان جاسر جالسا بحجرة مكتبه بالقصر حينما دلف إليه أحد الحرس لأبلاغه بوجود اللواء سامي بالخارج، عقد حاجبيه بتذمجر فأنه يود لو رفض تلك المقابله ولكنه لن يتخلص منه بتلك الطريقه. فأضطر غاصبا نفسه على قبول ذلك الموعد الغير متوقع. دلف إليه سامي وعلى وجهه أبتسامه ذات مغزي بينما بادله جاسر باأيماءات بارده ووجه عابس جاسر بوجه مكفهر: اهلا، ايه سبب الزيارة الغير متوقعه دي. سامي باأبتسامه واسعه: بقالي كتير مشوفتكش، وبينا حساب مخلصش جاسر بنبره حادة: حتى لو بينا حساب، ده ميخلكش تيجي لحد هنا ومن غير معاد وبدون إي حذر أو أحتراس سامي قابضا على شفتيه: متقلقش انا مش صغير ياجاسر، ولا دي أول مره أجي هنا جاسر ناهضا من مكانه: عموما باقي حسابك هتاخده دلوقتي، وبعدها مش عايز أشوفك هنا تاني سامي قاطبا جبينه: **** ****، ليه كده بس ياليث؟! جاسر بصرامه: من غير سبب. - أولاه جاسر ظهره ثم توجه لأحد الأدراج الخاصه بمكتبه وأخرج منه حفنه ليست بقليله من النقود في شكل ( بواكي ) ثم ألقاها على سطح المكتب وأشار له قائلا جاسر مشيرا بيده: باقي حسابك أهو سامي باأمتغاض: بس مش ده اللي أتفقنا عليه جاسر رافعا حاجبيه: ده الموجود ومفيش غيره سامي بوجه عابس: أتغيرت ياليث وأتنمردت جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههه اه بطل تتعامل معايا تاني بقي سامي عاقدا حاجبيه: هي كده!؟ ماشي ياليث. جاسر متجها صوب باب للغرفه: نورت القصر ياسامي سامي مصرا على أسنانه: شكرا. عن أذنك جاسر: أذنك معاك. - دلف سامي خارج القصر والغيظ يم قلبه أتجاه جاسر، حيث كان فظا حاد التعامل معه لأول مرة بهذه الصورة. شعر داخله بريبه تجاهه فقرر على الفور أبلاغ ثروت بهذه التغيرات التي بدت عليه لعله يتعرف على السبب بنفسه، بينما ظل أمجد متسمرا في مكانه منتظر خروج سامي من القصر ليتأكد من هويته. وكان قد أعد هاتفه لألتقاط بعضا من الصور التلقائيه له أثناء دلوفه لخارج القصر وبالفعل نجح بذلك. كانت الصدمه تسيطر عليه كليا، ولكن ماذا يفعل وإلي من سيذهب فلقد فقد الثقه بكل من حوله عقب أكتشافه لخيانة مديره السابق بالعمل، فأهداه تفكيره للجوء لأحد أصدقائه العاملين بالنيابه ( وكيل نيابه ) لعله يستطيع مساعدته أو حتى أستخراج أمرا من سراي النيابه بالقبض عليه بناءا على تلك الصور. - بعد أن وصلت جوان للأراضي المصريه رفضت أن تقيم بأحد الفنادق بل أستقلت منزلا صغيرا ( شقه ) مجهزة ومعده للأستقبال ( مفروشه ) لكي تمكث بها بضعة أيام فقط. شرعت بتنفيذ مخططها الذي أتت من اليونان خصيصا لتنفيذه، حيث استدعت أحدي رجال جاسر والذي كان يعمل بالأساس تحت أمرة ثروت وأمرته بتنفيذ أوامرها بالحرف. رفض الرجل ذلك خوفا من بطش سيده الذي لا يرحم أحدا قام بخداعه من قبل، ولكنها قامت بتهديده وسممت أذنيه حيث أوهمته أن تلك رغبة الرجل الأكبر ( ثروت ) وأنها ما جاءت هنا ألا لتنفذ أوامره. أضطر الرجل الأنصياع لمخططها الخبيث الذي دبرته لأجل تلك المسكينه بعد أن تلفحت كالحيه السامه المتربصه بفريستها. - تحدث أمجد لصديقه ومحل أسراره وسرد له ما حدث وما توصل إليه من حقائق غير مصدقه بالنسبه له، أصابت أيمن ( صديقه ) الصاعقه مما علم حتى أنه شعر بالشك يراوده ولكن حديث أمجد وتمسكه برأيه يوحي بغير ذلك أيمن بصدمه: مش ممكن! سيادة اللواء سامي يعمل كده. طب ليه ده حتى مش محتاج حاجه خصوصا بعد ترقيته للواء أمجد ممسكا برأسه: أنا هتجنن ياأيمن، مش عارف أتصرف أزاي دبرني. أيمن حاككا رأسه: ده لازم يتقدم للعداله، مفيش حل إلا كده أمجد بحيره: طب وبعد ما يتقدم! متنساش أن لازم دليل قوي ده لواء ياأيمن أيمن ذافرا أنفاسه بقوة: طب وبعدين أمجد بتوعد: قسما ب**** لازم أوقعه في شر أعماله، خطيبتي وصاحب عمري اللي أختفوا من حياتي مش هسيب حقهم أيمن: بقولك أيه ياعم أمجد، أهدي كده وخلينا نخططله كويس أمجد حاككا طرف ذقنه: أنا محتاج بس أمر من النيابه وساعتها أقدر أتصرف. أيمن قابضا على شفتيه: متنساش أنك واخد جزا وملكش حق قانونا تتصرف طول فترة الجزا بتاعتك، ده غير أنك أتنقلت ياحضرت الظابط يعني أستحاله تتابع القضيه بنفسك أمجد فاغرا شفتيه: هاااا أيمن: بس متقلقش هتابع الموضوع بنفسي وانت هتشاركني في ده، لكن بدون ما تظهر في الصورة أمجد بأرتياح: المهم أني عرفت مين هو الليث، جاسر! - أستيقظت آسيل من نومها مبكرا حيث وجدت أشعة الشمس لم تظهر بعد. فأرتدت ملابسها بعجاله شديده وهبطت للأسفل متوجهه صوب حديقة القصر، كانت رغبتها برؤيه الشروق رغبه قويه للغايه لم تستطع التغلب عليها فذهبت تشبع تلك الرغبه. حيث جلست بأحدي الطاولات الخوصيه التي تتوسط الساحه الخضراء الشاسعه ونظرت بعيناها للسماء منتظره لحظة شروق الشمس. حتى بدت الخيوط الذهبيه تعم المكان وتنعكس على وجهها، فأغمضت عينيها لتستسلم لتلك الخيوط المسلطه عليها حتى شعرت بظلا ضخما يسد عنها تلك الخيوط. فتحت عيناها لتجده ( جاسر ) أمامها. جاسر عاقدا حاجبيه: أيه اللي مصحيكي بدري كده؟ آسيل بترقب: عادي جاسر رافعا أحدي حاجبيه: عادي! طيب آسيل بتردد: اا ا ه هو أنت كنت فين. امبارح جاسر عاقدا حاجبيه: نعم! آسيل بتعلثم: اا لا ا ا مش قصدي أقصد ليه مرجعتش. لا برده يعني كنت عايزة أقول... جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههههههههه أنتي مالك مش على بعضك ليه؟ آسيل مصره على أسنانها في حنق: ولا حاجه، عن أذنك. - نهضت من مكانها بأندفاع وكادت أن تنصرف من أمامه ولكن كانت قبضته أسرع أليها حيث جذبها إليه لتقف قبالته وعلى بعد سنتيمترات قليله. تعمق بالنظر لعينيها بينما شعرت هي بسحر يتخلل كيانها عبر نظراته لها. لم تقوي على مقاومة شعورها ولا التحكم بحواسها التي توقفت عن العمل. فقط أستسلمت له حتى شعرت بقدماها التي لم تعد ملامسه للأرض وعيناها التي أستصدمت رؤيتها بالسماء، فلقد حملها بين ذراعيه وقبض عليها لتقترب من صدره أكثر ثم توجه بها صوب القصر دون أن تتفوه بكلمه حتى وصل لحجرة الطعام. فأنزلها أرضا ثم سحب المقعد الخاص بطاولة الطعام وأجلسها عليه. جاسر مناديا بنبره عاليه: كااااااثرين كاثرين من الداخل: نعم سيدي الشاب، لحظات قليله وستجدني أقف قبالتك سيدي جاسر بثبات: تاكلي أيه؟ آسيل فاركه أصابع يدها في توتر: اة لا مش عايزة. ماليش نفس يعني جاسر هامسا في أذنها: متخافيش مش هاكلك - أقشعر جسدها عقب ملامسه أنفاسه الحاره لأذنيها وأثرت الصمت ريثما تأتي كاثرين. بيما هرولت له كاثرين بعد أن وضعت الزي الخاص بها ( مريله ) كاثرين بأبتسامه: صباحك سعيد سيدي. جاسر مستندا على ظهر المقعد: حضري فطار على زؤك كاثرين: أمرك سيدي روكس راكضا نحوهم: هووو هوووو هو آسيل بقلق: ياساتر أستر جاسر مشيرا بيده: روكي، تعالي هنا - توجه الكلب صوب آسيل ثم رفع قدميه الأماميتين مستندا على مقعدها وأخذ ينبح ويصيح بينما خشيت آسيل من فعلته معها وكادت تقفذ من مكانها مبتعده عنه ولكن ثبتها كف جاسر الموضوع على كفها جاسر بثبات: خليكي مكانك، ده بيسلم عليكي آسيل محدقه بدهشه: هااا بيسلم عليا!؟ جاسر بخبث: مش قولتلك بتتحبي بسرعه، حطي أيدك عليه آسيل بفزع: لا يمكن روكس بنباح: هووو هوو هو جاسر رافعا حاجبيه: على فكره هيفضل واقف هنا مش هيتحرك غير لما تملسي عليه بأيدك آسيل قابضه على شفتيها: أوووف - أمسك جاسر بكفها ووضعه على ظهره وأخذ يحركه داخل فروة الكلب، بينما كانت آسيل تنظر لذلك الحيوان بخيفه وتوجس من ردة فعلته. في حين أن روكس كان مستمتعا للغايه بملامستها لظهره برفق جاسر: شايفه أنسجم معاكي أزاي؟ آسيل بتعجب: اها جاسر: ... - لم تتوقف آسيل بل ظلت تمسد عليه برفق حتى بعد أن نزع جاسر يده، حتى عادت لهم كاثرين مره أخري حامله بيدها بعض الوجبات التي أعددتها لأجلهم. جذبت كاثرين ( روكس ) إليها عن طريق الطعام، حيث أعدت له وجبه خاصه به وأصطحبته لحديقة المنزل ليتناولها، في حين شرع جاسر بتناول طعامه بهدوء وبدون التفوه بأي حديث فقط أكتفي بأختلاس النظر أليها من حين لأخر وهي جواره حتى فرغ من تناول وجبته فنهض عن مكانه هاتفا ب... جاسر: خلصي كل اللي قدامك قبل ما تقومي آسيل مومأه برأسها: ... توجه جاسر لغرفة مكتبه بينما ظلت آسيل قابعه مكانها تستكمل وجبتها الغذائيه حتى أنضمت لها مودة أيضا - أمسكت جوان بزجاجة صغيره تحوي سائلا مصفر اللون ثم أعطتها لذلك الحارس الذي سيقوم بتنفيذ مخططها وهي تردف بنبره ماكره وصوتا يشبه حفيف الأفعي السامه جوان بمكر: خد، نفذ اللي قولتلك عليه النهارده. الحارس مبتلعا رقه بصعوبه: يي ياست هانم، انا وأنتي رقبتنا هطير على أيدك جوان قاطبا جبينها بحنق: قولتلك أنت تنفذ كلامي وبس، أنا بس اللي عارفه تعمل أيه ومتعملش أيه الحارس بقلق: الباشا مبيرحمش وكله على يدي جوان رافعه أحدي حاجبيها وبنظرات ناريه هاتفه: وأنا كمان مبرحمش، وثروت باشا برده مبيرحمش. اعتقد سمعتني كويس الحارس بتنهيده حاره: أه سمعت، حاضر ياست هانم جوان لنفسها: أما نشوف بقي هيعمل أيه مع كيد العوالم. - تركها الحارس ثم توجه لحيث مكان عمله ( بالمزرعه ) حيث وقف بمكان حراسته المعروف والمعتاد وظل منتظرا اللحظه السانحه لتنفيذ مخططه، فكان يعتقد أن جاسر ما زال خارج القصر بعد ترك المزرعة ليلة أمس ولم يره عائدا في الصباح بوقت مبكرا للقصر. بينما ظل جاسر قابعا طوال يومه أعلي القصر بمكانه المفضل ( الروف ) فصعدت إليه آسيل وعلى وجهها الكثير من التساؤلات وعلامات الأستفهام، أستشعر من ملامحها وجود الكثير من الكلمات التي تقف بحلقها ولا تستطيع التفوه بها، فهتف بنبره ثابته رخيمه قائلا. جاسر بثبات: عايزة تقولي أيه؟ انا سامع آسيل بتردد: أنا هفضل هنا لحد أمتي، يعني مصيري أيه جاسر عاقدا حاحبيه: ، سبق وقولتلك مش هتخرجي من هنا آسيل قابضه على عينيها: أزاي؟ أنا ليا أهل معرفش لحد دلوقتي عاملين أيه من غيري جاسر بعدم أهتمام: متقلقيش عليهم آسيل بنبره مختنقه: أنا... جاسر بتنهيده: أنتي عايزة تسببيني لوحدي! أقصد هتعملي أيه لو رجعتي. أهلك عمرهم ما هيتقبلوا أي حاجه من اللي حصلت، وأنا مينفعش أقع يا، ياآسيل آسيل بحيره: وأنا مينفعش أفضل هنا طول عمري جاسر بتهكم: أنتي مينفعش تكوني في مكان غير هنا، متنسيش أنك على زمتي يا، يامدام جاسر ولو بتفكري أني هطلق يبقي متهيألك ومتعرفنيش كويس آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: طب، طب هشوف أهلي وأطمن عليهم وأرجعلك، على الأقل خليني زوجه طبيعيه. - جذبها جاسر إليه لتسقط فوق حجره. شعرت بالخجل لوضعيتها تلك وحاولت النهوض ولكنه كان محاوطا خصرها بيداه الصلبتين ثم أردف قائلا جاسر ناظرا إليها: ياريت كنت أقدر أعتبرك زوجه طبيعيه، حظك رماكي في سكة الليث يامليكتي، وأنا مش أنسان طبيعي عشان مراتي تكون طبيعيه. لكل شئ نهايه، أستني وشوفي النهايه هتكون عامله أزاي آسيل عاقده حاجبيها: ... جلسر: متستغربيش، كل اللي اقدر اقوله أنك في حضني، أسمك على أسمي وأنا عمري ما بفرط في أملاكي ولا أي حاجه تخصني آسيل بنبره معترضه: أملاكك! أنا بقيت أملاك و... جاسر: بسسس بس مش لسه هتديني محاضره ياأستاذه يابتاعت القانون، روحي نامي دلوقتي آسيل قابضه على شفتيها: طب سيبني جاسر باأبتسامه خبيثه: ليه؟ آسيل بخجل: عايزة أقوم جاسر محررا قبضته عنها: روحي. - أنطلقت آسيل هابطه للطابق للسفلي ثم عبرت الرواق لكي تدلف خارج غرفتها. وما أن دلفت حتى وجدت من يلثم فمها بقوة ويقبض على ذراعيها لكي يمنعها عن الحركه. في حين نهض حاسر من جلسته وتوجه صوب حافة ( الروف ) ناظرا لكل ما حوله بتفحص، فلمح بعينيه الثاقبتين مكانا شاغرا تركه الحارس الموكل بحراسته. فضيق عينيه بقوة وأشتعلت عيناه غضبا ثم هبط درجات السلم الرخامي لكي يري أين حارس ذلك المكان وأثناء هبوطه من الأعلي أستمع لصوت همهمات وأنينا خافتا يأتي من غرفة آسيل فتوجه بخطوات سريعه نحو الحجره بعد أن ألتقط سلاحه المخبأ خلف ظهره وفتح باب الغرفه على مصرعيه وبدون تردد ليجد حارسه ملثما لفمها وحاكما قبضته عليها وباليد الأخري ممسكا بزجاجه صغيره. أشهر جاسر سلاحه بوجه الحارس والشر يتطاير من عينيه. الحارس بذعر شديد: اا انا و**** ياباشا مش انا دد ده اصل، اااااااااااه آسيل بصراخ: عاااااااااااااااااااااا. - أطلق جاسر رصاصه هادرة لتصيب يده التي تحاوطها لكي تلثمها ثم أطلق رصاصه أخري على خف قدمه ليمنعه من الهرب او التحرك من أمامه، سقط الحارس أرضا وهو يتلوي ألما وقد أسقط الزجاجه الصغيره التي كان يمسك بها. بينما أبتعدت آسيل وأستقلت زاوية الغرفه وهي ترتجف بشده، نظر بعينيه الثاقبتين لتلك الزجاجه التي سقطت منه ثم أردف بنبره جهوريه صارمه قائلا جاسر بنبره أجشه صارمه: أيه اللي كان في أيدك ده ياحيوان. الحارس بأرتجاف: دد ده ده اا سامحني ياباشا والنبي أخر مره وو و**** انا جاسر مقاطعا بنبره صادحه مصوبا سلاحه نحوه: متحلفليش، أنطق أيه اللي كان في أيدك وداخل هنا ليه الحارس: دد دي نار. قق قصدي مية نار آسيل بشهقه فزعه: هااااااااااا - دلفت كاثرين مهروله أليهم عقب سماعها لصوت طلقات ناريه أتيا من الأعلي كاثرين بفزع: سيدي ما تفعل جاسر بنظرات غاضبه مشتعله: خديها برا كاثرين بخوف: لكن... جاسر بصياح: قولتلك خديها برررررررررررررااا كاثرين باأنتفاضه: اا ءمرك أمرك - أصطحبتها لخارج الحجرة وتوجهت بها صوب غرفه مودة والتي لم تكن أقل منها فزعا ولكنها ظلت جليسة غرفتها خوفا من الخروج منها موده بذعر: كاثرين في أيه بره! آسيل بأرتجاف: كان في... كاثرين متحكمه بالموقف: لقد قبض سيدي الشاب على سارق كان يحتل غرفة سيدتي في أغوار الليل، هذا ما حدث آسيل فاغره شفتيها: ... موده بقلق: ياساتر ****. ( على الجهه الأخري ) جاسر بنبره محتقنه من الغيظ: يعني جوان هي اللي قالتلك تعمل كده وفهمتك أن ده أمر ثروت الحارس بتألم شديد: أه اه ياباشا جاسر متفحصا للزجاجه بين يديه: وكمان عاندتني ونزلت مصر تاني الحارس مبتلعا ريقه بصعوبه: وو و **** المعبود هو ده اللي حصل جاسر ممسكا بزجاجة مياه النار: أتصل بالهانم وقولها أنك نفذت أمرها، وأنك رايح عندها عشان تاخد بقيت فلوسك. وحسك عينك تحسسها أن في حاجه مش طبيعيه. الحارس مومأ رأسه: أمرك ياباشا - ضغط بيده المرتعشه على أزرار هاتفه الصغير ثم وضعه على أذنه منتظرا الرد الحارس متحكما بأنفعالاته: الوو، أيوة ياست هانم، كله تم زي ماأنتي عايزة، اا ا صوتي! لأ أبدا بس قلبي واقع في رجلي وخايف ليكتشف الباشا حاجه، حاضر ياهانم، لا لا متقلقيش ده أنا شوهتهالك على الأخر. مسافة السكه. - أنفرجت أسارير جوان وقفذ قلبها فرحا بعدما سمعت بذلك الخبر وظنت انها قد تخلصت من تلك البائسه، في حين أسند جاسر قدمه أعلي المقعد حيث كان الحارس ملقي على الارضيه امامه وأردف ب... جاسر عاقدا حاجبيه: جدع، أنت بقي قولتلي هي قالتلك ترش الميا دي كده؟ الحارس بصراخ شديد: عااااااااااااااااااااااااا ااااااااه. - أردف جاسر كلمته وهو يلقي بعضا من محتوي الزجاجه بوجهه حتى تشوه تماما وبرزت طبقات جلده الداخليه بعد أن سقطت الطبقه الحاميه لوجهه. دلف جاسر خارج الغرفه تاركا حارسه يصرخ ويصيح من الالم وهبط درجات الدرج وهو يصيح بصوته الجهوري مناديا على رجاله حتى أستمعوا له ولبوا ندائه على الفور الحارس الأول بهلع: أوامرك ياباشا الحارس الثاني: تحت أمر معاليك يافندم. جاسر مضيقا عينيه بقوة وبنبره أجشه: اللي مرمي فوق ده تاخدوه على أوضة الكلب وتشوفوله بهيم يعالجه ولما يقف على رجله يترمي في الشارع رمية الكلاب اللي زيه الحرس بنبره واحده: أمر معاليك. - صدح صوت صراخه في المكان أثناء حملهم له حيث كانت ألآمه لا تحتمل، أطلت آسيل برأسها خارج الغرفه لتستكشف ما سبب كل هذه الضوضاء فلمحته وهم يحملونه هابطون درجات الدرج الخشبي فشهقت واضعه يدها على وجهها من هول المشهد الذي رأته وأعتراها الفزع الشديد حيث بدأت ترهبه أكثر من السابق ولكنها لم تستطيع الصمت، فتوجهت صوب الغرفه التي تمكث بها بأندفاع بعد أن رأته يدلف للداخل مره أخري. فوجدته يقف أمام خزانة الملابس الخاصه به ينتقي شيئا ما ليرتديه فثارت ثائرتها به هاتفه بنبره صارخه. آسيل بنبره ثائره ولهجه مندفعه: أنت أزاي تعمل فيه كده، أنت أيه ياأخي معندكش قلب ولا رحمه، وأنا اللي كنت بدأت أقول فيك أمل ولسه جواك حاجه حلوة أنما تعمل فيه كده ليه. ده لو عبد عندك مش هتعمل كده - ألتفت لها فجأة بعد أن كان موليها عدم أهتمامه وقبض على رسغها بقوة وأدرف بنبره محتقنه وهو يجز على أسنانه بغيظ. جاسر بغضب أعمي: فووووقي أحنا مش في الجنه ياأستاذه أحنا في غابه بطلي سذاجه وشوفي الناس صح، اللي عملته ده كان هيتعمل فيكي أضعافه. أنتي المقصودة مش أنا، أنا محدش يقدر يمسني. اللي عملته كان رد فعل طبيعي جدا للي كان هيتعمل، أنا بمارس رد الفعل مش الفعل أفتكري كلمتي دي كويس. - دفعها لترتد إلى الخلف بعد أن تركت أصابعه الصلبه أثرا بذراعها من شدة قبضته عليها، تركها متسمرة بمكانها تتخبط أفكارها بشده ثم توجه للمرحاض لكي يرتدي ملابسه ماهي إلا بضع دقائق ودلف خارج الرحاض مرتديا حلته السوداء وقميصه الأسود الذي ترك أزراره منفتحه مما أظهرت عضلات صدره السداسيه. ورغم أناقته المعهودة بذلك اللون الاسود إلا أنه يضفي عليه غموضا فوق غموضه. - لم تعقب آسيل أو تتفوه حرفا بل راقبته بصمت وظلت متتبعه لخطواته بعينيها حتى دلف خارح الغرفه وقد رأت الشر يتقافذ من عينيه فخفق قلبها خوفا عليه وليس منه ككل مره. - توجه جاسر بأندفاع صوب سيارته وبعد أن أستقلها قادها بأندفاع وسرعه رهيبه متجها لمدينة القاهرة، وبعد ساعة ونصف من القياده السريعه والمتهورة وصل اخيرا اسفل البنايه التي تمكث بها جوان ثم هبط من سيارته وتوجه للأعلي ونيران الانتقام تشعل صدره وتاكل من عقله، طرق بخفه على باب منزلها حتى فتحت له فدفعها للداخل لتسقط أرضا ثم دلف هو ودفع الباب بقوة، وجه لها نظراته المشتعله بعينين محمرتين كجمرتي من نار ثم أردف بنبرته الشبيهه بزئير الأسد المفترس قائلا. جاسر مقتربا بخطوات بطيئه: حذرتك من الخيانه صح ولا لأ؟ جوان مبتلعه ريقها بصعوبه: . آ آآاآ... جاسر بصوت صادح: أنطقي جوان باأنتفاضه: صص صح جاسر بثبات: قولتلك أني هشيلك من على وش الدنيا لو فكرتي تمسي حاجه تخصني. صح ولا لأ؟ جوان بذعر: اا اه صح جاسر منحني بجسده عليها: قولتلك أن العند معايا أخرته وحشه، وأنك أكيد خسرانه. صح ولا لأ جوان مومأ رأسها بتوتر شديد: اااه. جاسر جاذبا أياها وقد قبض على ذراعها بقسوة: الحاجه اللي تخصني غاليه اوي عليا، ومقبلش أن حد يمسها وآسيل تخصني. مراتي، ومقبلش حد يمسها بسوء جوان محدقه عينيها: مم م مراتك! وانا؟ جاسر ببرود شديد: أنتي ولا حاجه، واحده عارضه نفسها للمتعه ومقبلش في يوم أسمها يتذكر جمب أسمي ولا حتى صدفه جوان مبتلعه ريقها بمرارة: ... جاسر بأبتسامه شيطانيه خبيثه: مش هموتك دلوقتي، أنا هسيبك عايشه بتتمني الموت ومش هتطوليه. - قذفها بقوة لتسقط على الأريكه بينما أخرج زجاجة مياه النار من جيب سترته وسكبها بالكامل على وجهها وعنقها ونثر باقي قطراتها العالقه بالزجاجه على ذراعها. كانت تصرخ صرخات مدويه عاليه وتفيض عيناها بالدموع الغزيره الساخنه من هول الالم المبرح الذي تشعر به. أقترب منها بحذر ثم أمسك رسغها وقد لمست كفه تلك القطرات التي تناثرت على ذراعها ولكنه لم يبالي من الالم. بل أردف بنبره متشفيه قائلا. جاسر: مفيش عندك أغلي من جمالك عشان أحرمك منه، والمره الجايه هحرمك من حياتك كلها. وده وعد وجاسر لما بيوعد بيوفي، أظنك جربتي بما فيه الكفايه جوان بصراخ شديد: عااااااااا - أنطلق جاسر خارج منزلها وقد شعر ببعض الراحه بعد أن نال حقه منها، لم يتمهل أو يعطي نفسه فرصة الانتظار بل قاد سيارته بسرعه جنونيه متجها بها صوب مزرعته مره أخري. ( باليونان حيث كان ثروت بأحد المراكز التجاريه الشهيره. تلقي أتصالات متعددة من هاتف جوان فأضطر الأنصياع لملاحقاتها له والرد عليها. ثروت بتأفف: في أيه ياجوي شغاله زن زن، **** **** في أيه بتصرخي ليه كده، أهدي بس وفهميني في ايه، مش فاهم منك حاجه ياجوان أهدي وفهميني الليث جراله حاجه، بت أيه ومرات مين، بتقولي أيه! عايشه!؟ وعلى زمته، أنتي بتخرفي ياجوان، لا لا الكلام معاكي مينفعش على التليفون، أنا نازلك مصر بكره، لا النهارده كمان مش بكره - أغلق ثروت هاتفه وهو غير مصدق ما سردته عليه جوان. ثروت في نفسه: خدعتني ياليث، بتضحك عليا وتديني على قفايا، وكمان أتجوزتها طب أزاي، كانت دماغك فين لما عملت كده ودماغي أنا كانت فين لما صدقتك، هندمك وهندمها، مش هعديهالك بالساهل لو ده صح، وزي ما كنت ضهرك جوا وبره هابقي في وشك والضربه مش هتيحي من حد غيري!.. الفصل السادس والعشرون - شعر جاسر ببعض الراحه تجتاح كيانه بعد شعوره أنه أتم أنتقامه الوحشي منها. لم يهتم بالتشوه الذي أصاب كف يده عقب ملامسته لذراعها المشوه. فقد كان عديم الشعور بتلك اللحظه نتيجة ثورته وغضبه. وصل جاسر لقصره بالمزرعه بعد قيادة سريعه دامت لأكثر من ساعة ونصف ومن ثم عبر بوارة القصر الحديديه وتوجه صوب غرفة المكتب عبر الشرفه فتفاجأ بها جالسه على الأريكه باأنتظاره. وما أن رأته حتى بادرته قائله. آسيل بتوجس: انت عملت ايه؟ جاسر ببرود: اللي المفروض يتعمل، جيبت حقي آسيل: يعني أيه؟ جاسر موليها ظهره: ميعنيش حاجه، تقدري تطلعي تنامي وأنا خليت كاثرين تظبط الأوضه ومسابتش فيها أثر لأي حاجه آسيل مبتلعه ريقها: طط طب، واللي جاي جاسر قابضا على عينيه: مينفعش تفضلي قاعده هنا لازم تمشي آسيل وقد أنفرجت أساريرها: هرجع بيتي؟ جاسر بنظرات زائغه: ... آسيل بتوجس: في ايه، بتبصلي كده ليه؟ جاسر بنبره حازمه: ده بيتك. متفكريش انك هتمشي من هنا يامليكتي آسيل عاقده حاجبيها بتذمجر: ا ا... جاسر موليها ظهره: مهما كان اللي هتقوليه، لازم حد فينا يموت عشان التاني يسيبه، سمعتي يامليكتي آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ... جاسر بحده خفيفه: الكلام خلص، ياريت تروحي تنامي. تصبحي على خير - تركها ودلف للخارج حتى يجبرها على ترك المكان. ثم توجه إلى الأعلي ومكث به حتى اليوم التالي. - في صباح اليوم التالي وصل ثروت لأرض مطار القاهره الدولي بأسم وجنسيه وشخصيه مختلفه، كما أنه أمر عيسي بالرجوع إلى مصر بأسرع وقت. حيث لم يستطيع للأنتظار للرحله القادمه بل أستقل طائرة خاصه مجهزة ولم يهتم بأى تكلفه، وما أن وصل وأتم الأجراءات توجه صوب العنوان الذي دونه بعد أن أعطته له جوان، وعندما وصل للبنايه وجدها شبه مهجورة من سكانها ولا تحتوي حتى على حارس. لوي شفتيه باأمتغاض ثم توجه صاعدا لأعلي، بينما كانت جوان ملقاه بحوض المياه الكبير ( البانيو ) وأسدلت المياه البارده على أجزاء جسدها الملتهب والمشوه. كانت تكبح دموعها حتى لا تنسدل على وجنتيها فتزيد من لهيب وجهها، وفجأة سمعت صوت طرقات عاليه على باب المنزل فهبت من مكانها على الفور وتوجهت للخارج بعد أن أحاطت جسدها بمنشفه قطنيه قصيره. وعندما فتحت باب المنزل فزع ثروت من هيئتها المشوهه والمخيفه حتى أنه كاد ينصرف من أمامها ولكن أستوقفه سقوطها فاقده للوعي وكأنها كانت منتظره قدومه حتى تستسلم لآلمها. قام ثروت بأحضار أحد الأطباء المعروفين لديه والتي تجمعهم علاقه معرفه، وبعد فحص دقيق من الطبيب أكد على ضرورة أيداعها بمشفي لعلاج ما أصابها قبل أن يتمادي أكثر من ذلك وبالفعل قام ثروت بذلك. ( وبأحد المراكز الخاصه بعمليات التجميل وعلاج الامراض الجلديه ) جوان مبتلعه ريقها: أنت مغلطني كمان ياثروت وانا... ثروت مقاطعا بنبره حازمه: أنتي عرفتي اللي حصل وخبيتي عني ودي حاجه ما تتغفرش جوان بدموع: ماانا كنت عايزه احل الموضوع من غير ما تحصل مشاكل بينك أنت وليث ثروت بنبره جهوريه: تقومي تخدعيني، تكدبي عليا جوان بنبره هادره: ماليش دعوة ياثروت، أنا عايزة حقي هاتلي حقي من ليث. ثروت عاقدا حاجبيه بأستنكار: ليث! هو فين ليث ده؟! جوان: أتجوزها وباعنا، شويه شويه هيقولك أتوب وأبطل شغل معاك ثروت بحده: خلاااااص كفايه انا مش محتاج تسخين انا سخن لوحدي جوان بتنهيده مريرة: برده عايزة حقي ثروت موليها ظهره: الف سلامه. سلام - توجه ثروت لخارج المشفي ومنها صوب سيارته، أمسك هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم وضعه على أذنيه متتظر الرد ثروت: أنت فين؟ عيسي: لسخه هوصل مطار القاهره بالليا. ثروت: لو معاك اي حاجه سيبها بأي مكان وتعالالي بسرعه اول ما توصل. انا هكون عند... عيسي بتأفف: طيب ثروت: سلام - لم يتذوق جاسر طعم النوم ولم يصل النعاس لجفنه، حيث ظل يفكر فيما سيفعله بتلك المعضله التي واجهته وأثناء شروده كاثرين بنبره رخيمه: سيدي، صنعت لك قدحا من القهوة الساخنه ووضعتها داخل حجرة المكتب كما أمرت جاسر باأقتضاب: طيب روحي أنتي وانا نازل كاثرين بتردد: اا ا ماذا ستفعل؟ جاسر بنظرات ذات مغزي: مش عارف، كل اللي أعرفه أن آسيل مينفعش تفضل هنا في المزرعه، لازم تسيب مصر كلها وأنتي معاها كاثرين محدقه: ماذا عن سيدتي مودة؟ جاسر بتنهيده: مودة مسافره بكره الصبح عشان دراستها كاثرين: وأنت؟ جاسر قابضا على شفتيه: لازم أضبط كل أموري هنا الأول وبعدين أحصلكم كاثرين: أواعي أنت لما تقول سيدي؟ جاسر بتنهيده حاره: أيوة واعي. انزلي انتي دلوقتي كاثرين مومأه رأسها: أمرك - صباح اليوم التالي. أصطحب جاسر أخته الصغيره للمطار بعد أن ودعت آسيل وداعا حارا لكي تترك أرض مصر متوجهه إلى انجلترا، حيث الجامعه البريطانيه كامبريدج. كان وداعه لها ملئ بالشوق الجارف حيث ضمها لصدره بقوه قبل أن يردد على مسامعها نصائحه الغاليه. ثم تركها برفقة الفوج الطلابي المسافر أيضا للدراسه وبعدها ذهب إلى مقر شركته بوجه عابس مكفهر جاسر بحده: هاتيلي كل التعاقدات بتاعت السنه دي السكرتيره: حاضر يافندم. - ذهبت السكرتيره الخاصه بمكتبه لتنفيذ أمره بينما توجه جاسر لخزانته وبعد أن فتحها ألتقط جواز السفر الخاص به وأخذ يتفحصه عن كثب ثم ذفر أنفاسه المختنقه وألقاه بالخزانه مره أخري وتوجه صوب مقعده الوثير. قضي لحظات قليله داخل مكتبه ولم يطيق الجلوس أكثر من ذلك، كان شعورة بالخطر يداهمه بشده. فترك الشركه بعد أن أتم مراجعة التعاقدات والتوقيع على تعاقدات جديده، ومن ثم توجه لقصره مره أخري. كانت آسيل قابعه بحديقه القصر وجانبها روكس عندما وصل جاسر لساحة الحديقه الفسيحه، حيث وجد الأنسجام بين روكس وآسيل بدأ يزيد فعلي ثغره أبتسامه صغيره ثم دلف لشرفة مكتبه للدلوف عبرها وقام بخلع سترته وألقاها على الأريكه. بتلك اللحظه أستمع جاسر لصوت سيارة تصدر أبواقها عاليا فنظر من شرفته مضيقا عينيه ليكتشف هوية تلك السياره حتى لمح طيف ثروت فحدقت عيناه بشده وتوجه للخارج راكضا. بتلك اللخظه ايضا كانت آسيل قد أستعدت لتدلف للداخل ولكن أستوقفها صوت ثروت هاتفا. ثروت بنبره أجشه: أقفي عندك! آسيل بدهشه: أنا،؟ جاسر واقفا أمامها ليجعلها خلفه: أهلا ياثروت. نزلت مصر أمتي؟ ثروت ناظرا بحده لأسيل: امبارح. الف مبروك ياعريس، مش كفايه عليك ثلاث شهور عسل ولا أيه؟ جاسر مضيقا عينيه: خير ياثروت؟ جاي ليه ثروت بنبره محتقنه مغتاظه: جاي أعظل اللي أنت معملتوش، وأنفذ اللي معرفتش تنفذه آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ... جاسر بنبره صارمه: ياربت تتكلم بوضوح. ثروت: اللي وراك دي أيه اللي معيشها لحد دلوقتي؟ جاسر بلهجه حازمه: دي مراتي ياثروت ثروت: مستعد أعديلك خداعك ليا وكدبك عليا، لو قتلتها قدامي دلوقتي ونفذت كلامي آسيل بشهقه قابضه على ذراعه: هااااااا جاسر بحده: بقولك مراتي، يعني محدش هيمسها بسوء طول ماانا عايش. - أخرج ثروت سلاحه من جيب بنطاله بينما بادره جاسر وأخرج هو الاخر سلاحه من خلف ظهره وأشهره بوجهه في حين دلف عيسي خارج السياره على أثر مشهدهم ذلك بينما كانت آسيل تنتفض من ذلك الرجل فزعا وأصابتها الرعشه ثروت بنبره صادحه: أنت بترفع السلاح في وشي ياليث جاسر بحده: انت اللي أبتديت والبادي أظلم، دي مراتي يعني تخصني. يعني عشان تمسها لازم تدوس على كفني الأول. عيسي مهرولا: أنتوا بتعملو ايه ياجماعه، هتخسروا بعض عشان... جاسر بنبره صارمه: أنت تسكت خالص يادلدول، وحسابك معايا بعدين مش دلوقتي و**** لأندمك على اليوم اللي خالفت فيه امر من أوامري ثروت: الاوامر اوامري اناااا ياليث كاثربن مهروله للداخل على أثر صوتهم: مظ ملذا بحدث، هاااا سيدي ثروت! جاسر: خديها جوه ياكاثرين ثروت بغضب مصوبا سلاحه بوجهها: مش هتتحرك من هنا. جاسر بصوت أجش: لو مستغزي عن حياتك وحيات اللي معاك حاول بس تضرب رصاصه واحده عليها ثروت بحده ونبره هادره: انت أتجننت ياليث. ازا بتقولي الكلام ده! عيسي غامزا: ثروت باشا، تعالي نمشي دلوقت ولما جاسر يهدي هنتكلم تاني جاسر بحده: ولا دلوقتي ولا بعدين، لفوا وارجعوا مكان ما جيتوا عيسي محدقا: ... ثروت رافعا حاجبيه: هي كده! طب أفتكر مين بدأ. انا اللي عملتك وزي ما عملتك ههدك والضرب مش هاييجي غير مني انا يا، ليث. جاسر بثقه: الليث ما بيتهددش. وانا اللي عملت مش انت. انت من غيري ولا حاجه ثروت باأبتسامه: بكره بينا - التفت ثروت مندفعا نحو سيارته وخلفه عيسي ومن ثم تحرك بها لخارج المزرعه. بينما كانت آسيل ترتعش وترتجف خوفا من ذلك الرجل، ضمها جاسر أليه بقوه مربتا على ظهرها ثم أردف بنبره رخيمه جاسر بهدوء: متخافيش، أنتي معايا آسيل بدموع: عن أذنك جاسر: آسيل، خلاص روحي، خديها ياكاثرين خليها ترتاح ومتسيبهاش خالص. كاثرين بنبره قلقه: أمرك، هيا بنا سيدتي آسيل ناظره إليه: ... - داخل سيارة ثروت حيث كان يلعن حظه العسير الذي جعله يشتبك مع جاسر ويخسره للأبد، ولكنه لن يتراجع عن تهديداته له، بينما كان عيسي يشعر ببعض الراحه عقب تخلي جاسر عنه خاصه وأن عمله معه كان فرضا عليه من قبل ثروت، قطع ثروت حاجز الصمت قائلا ثروت بخبث: هي البت دي ملهاش أهل يسألوا عليها ولا أيه؟ عيسي بعدم فهم: أكيد ليها، ده خطيبها كان قالب عليها الدنيا ثروت باأبتسامه ماكره: يبقي لازم نقدم خدماتنا ونساعدهم يوصلو لبنتهم، أكيد وحشاهم عيسي باأبتسامه واسعه: ياحلاوتك ياكبير ثروت بلهجه آمره: عنوان أهلها يجيلي عيسي غامزا: موجود ياباشا، معايا من ساعة ما كنة بنخطط لخطفها ثروت بنبره ماكره: حلو أوي، خليهم يلبسوا في بعض. ولو مفلحتش في بدل الخطه عندي ألف ( بمنزل آسيل ). - أرادت سهيله أن تبث الأمل في نفس والدتها التي فقدت شهيتها للحياه بعد أختفاء أبنتها. فسردت على مسامعهم ما حدث معها حرفا لميا بلهفه: معقوله الكلام اللي بتقوليه ده ياسهيله، يعني بجد قرب يوصلها سهيله باأبتسامه: يعتبر كده، **** يلم شملنا على خير بقي ياااارب رؤؤف: طب أمجد مكلمكيش تاني ياسهيله ولا قالك وصل لأيه. سهيله لاويه شفتيها: لا بصراحه انا كمان مش عايزة أخنقه بأسئلتي الكتير وسيباه يتصرف، اكيد لو في حاجه هيتصل ويقول لميا فاركه بمكانها: لا ماأنا ميهمنيش كلامك ده، لازم اعرف عمل ايه ووصل لأيه. كلميه دلوقتي خليه يطمنا سهيله: حاضر ياماما. ثواني أجيب تليفوني رؤؤف: أهدي يالميا، قولي **** و**** مش هيخذلنا أبدا لميا رافعه يدها للسماء: يااااارب، عارف يارؤؤف لو... - لم تستكمل كلمتها حيث قاطعها الضجيج الذي سببه جرس الباب، فنهضت لميا بتأفف من مكانها متوجهه صوب الباب لتفتحه على مضض لميا بضيق: ياربي هو ده وقته. أيوووه ثروت بثبات ونبره عميقه: مش ده منزل رؤؤف الشاذلي المحامي لميا عاقده حاجبيها: أيوه هو، مين حضرتك؟! ثروت مدققا نظره: حضرتك تبقي مين؟! لميا: أنا مراته، هو في حاجه؟ ثروت محدقا بتفحص: ، لميا! لميا بذهول: هو حضرتك تعرفني! ثروت بنظرات غريبه غير مصدقه: مش فكراني، معقول السنين نسيتك مين أنا؟ لميا مضيقه عينيها: ... ثروت: أنا ثروت، ثروت يالميا لميا فاغره شفتيها. مبتلعه ريقها بصعوبه: ثث ر ثر ثروت!.. الفصل السابع والعشرون - تسمرت لميا مكانها لحظات تحاول أستيعاب ما تراه أمامها. لقد عادت بها ذاكرتها لسنوات طويله مضت قد تناست أمرها وأعتقدت أنها لن تعود، أفاقت من شرودها على صوته ثروت بذهول: أنتي بتعملي أيه هنا، مش ده بيت رؤؤف المحامي؟! لميا بتنهيده: أيوة ده بيت جوزي، خير؟ ثروت وقد لمعت عيناه: كنت عايزه في موضوع يخص بنته، بس واضح أنها مش بنته لوحده لميا بلهفه شديده: بنتي! أنت تعرف حاجه عنها ثروت بتهكم: أعرف قوي. رؤؤف من الداخل: مين يالميا؟ لميا بقلق: اا د ده... - دلف ثروت للداخل متأملا المنزل من حوله ومدققا النظر لكل تفاصيله. حتى وقعت عينه على برواز خشبي أنيق معلقا على جدار المنزل يحمل ( آسيل و أمجد ) في حفل خطبتهم. تأمل الصوره عن كثب حتى قاطعه رؤؤف بنبره جديه حازمه رؤؤف: مين حضرتك؟ ثروت بنظرات ثابته: أنا ثروت، ثروت التهامي. معقول نسيتني رؤؤف مدققا النظر: ثروت! مش واخد بالي. لميا مبتلعه ريقها بصعوبه: ده أخو حمدي **** يرحمه ياثروت رؤؤف بملامح بكفهره: جاي ليه هنا ياأستاذ؟ لميا بلهجه سريعه: جاي في حاجه تخص آسيل يارؤؤف ثروت لاويا شفتيه: ولو أعرف أنها بنتك أنت مكنتش جيت، ياريتني سيبت قلبك يتحرق عليها زي ما حرقتي قلبي على أخويا الوحيد لميا بتوجس: بنتي ملهاش ذنب في حاجه ياثروت دي تبقي... رؤؤف مقاطعا بنبره صارمه: لميا، أستني أنتي، خير ياأستاذ وأيه اللي عرفك بالموضوع. ثروت جالسا بأريحيه على الأريكه: ده مش شغلك، أنا عارف مكانها وهي مع مين كمان لميا بتلهف وحيره: ما تتكلم ياثروت حرام عليك. ثلاث شهور معرفش حاجه عن بنتي أنطق ثروت بنظرات حانقه: وأخويا اللي ضاع بسببك، أرجعه من تربته أزاي. لميا قابضه على عينيها: انا ماليش ذنب في اللي أخوك عمله، مش أنا اللي قولتله يتاجر في السم الهاري اللي كان بيتاجر فيه ولا يموت نفسه في السجن. هو اللي أضطرني أرفع عليه قضية الخلع وأكسبها، كان عايزني أعيش معاه بفلوسه الحرام أنا والطفل اللي كان في بطني ثروت بنبره أجشه: وأهو راح اللي كان في بطنك والحمد *** أنه راح لميا مصره على أسنانها بغيظ: مين قالك أنه راح رؤؤف محدقا: لمياااااا! لميا بعدم أهتمام: أستني يارؤؤف، لازم يعرف أن بنتي العروسه المخطوفه واللي هو جاي شمتان فيها تبقي بنت أخوه ثروت بقهقهه عاليه: ههههههههههههههههه بايخه أوي لعبتك وملهاش طعم، بنتك شهادة ميلادها على أسم الأستاذ الكبير. سيادة المحامي المبجل ولا فاكراني مش عارف لميا بحده: أيوة على أسمه، من أول يوم بنتي أتولدت فيه وهي عارفه أنها بنت رؤؤف ومكتوبه على أسمه ثروت بتهكم: أمممم بجد؟ لميا بتحدي: أنا هثبتلك كلامي. رؤؤف ممسكا ذراعها بحنق: كفايه بقي يالميا، آسيل بنتي أنا. ليه عايزة تفتحي في الماضي وتطلعي كل المستخبي لميا متملصه من بين يديه: لازم يشوف عشان يصدق. - خطت بقدميها صوب غرفتها بخطوات سريعه و توجهت لخزانة الملابس الخاصه بها، ثم فتحت صندوقا صغيرا موضوع بدلفتها وأخذت تعبث بالأواق الموضوعه به. حتى أخرجت ورقه قديمه قد أصفر لونها على أثر السنوات الطويله التي مضت عليها. بينما دلفت عليها سهيله ممسكه بهاتفها المحمول بيدها، تعجبت لحالة التوتر التي أصابت والدتها ولتلك الأوراق التي تمسك بها فأردفت بنبره متسائله. سهيله عاقده حاجبيها: أيه الورق ده ياماما، ومين الشخص إلى قاعد مع بابا بره ده لميا بتوتر: هاا، مفيش حاجه، أدخلي أوضتك ومتخرجيش منها نهائي إلا لما أأذنلك بده سهيله رافعه حاجبيها: ايوة بس ا... لميا بنبره حاده: قولتلك أدخلي أوضتك ياسهيله، ليه غاويه منهاده - تركتها والدتها ودلفت خارج الغرفه متوجهه صوب حجرة المعيشه. وقفت أمامه بثقه ثم مدت له يدها ببعض الأوراق ليطلع عليها ثروت بلامبالاه: أيه ده!؟ لميا بلهجه حازمه: شهادة ميلاد بنتي وتحليل DNA عملته ليها يوم ولادتها. وكمان تحاليل فيها تفاصيل دمها عشان تتأكد وتقارن ال DNA بصورة الدم الكامله رؤؤف قابضا على شفتيه بقوة: ... ثروت مدققا النظر بالأوراق: التحليل أتعمل بعد ما أخدتي الخلع بست شهور بس، يعني مكنتيش لحقتي تتجوزي ولا تخلفي، ده أنا هسجنك أنتي وجوزك رؤؤف بحده وصرامه: أحفظ أدبك وأنا في بيتي. ثروت ناهضا من مكانه بأندفاع: أدبي! أنتوا خليتوا فيها أدب. بنت أخويا تتسمي بأسم واحد تاني وتقولي أدب. مزورين وتقولي أدب رؤؤف بنبره غليظه: زورنا عشان مصلحة البنت، مش أحسن ما يتحط أسمها بعد أسم تاجر مخدرات ثروت مشيرا بأصبعه في وجهه: متخلنيش أندمك على اليوم اللي فكرت تتجوز فيه مرات أخويا. رؤؤف دافعا ذراعه بعيدا: أنا مبتهددش، ومتنساش أنك في بيتي وتليفون واحد للشرطه هتيجي تشيلك وأحتمال تديني وسام شرف كمان، أوعي تكون فاكرني معرفش القضيه اللي عليك واللي هربت بعد ما أتحكم فيها لميا بنبره راجيه: بنتي، بنتي فين ياثروت أرجوك تقولي ثروت بغيظ: ... لميا بعيون دامعه: أنا أكدتلك أنها من دمك، حرام عليك قولي هي فين ثروت بنبره ممتغصه: بنتك في مزرعة، على الطريق ال، الكيلو، مع جوزها. لميا ضاربه على وجهها: يانصيبتي! رؤؤف مبتلعا ريقه بمرارة: جج جوزها!؟ أزاي وأمتي؟ لميا بعدم وعي: يعني بنتي هربت متخطفتش! ثروت بثبات: لا ما هربتش، اتخطفت وأتجوزها. رجعوها وهي تبقي تحكيلكوا اللي حصل رؤؤف بمكر: وطالما عارف مكانها مترجعهاش أنت ليه. مش عامل محموق وزعلان أوي ومطلعنا مزورين. ثروت بنبره جامده: وانا مالي، مفيش حاجه تربطني ببنتك ولا حتى شهادة ميلاد. ولو على الدم وصلة القرابه فا دي هتكون الشفيع ليها فأني مخلصش عليها لميا بشهقه: ... رؤؤف بتذمجر: أنت عرفت كل ده أزاي؟ ثروت بتعالي: مالكش فيه؟ وسيرتي لو جت في أي موضوع أنا هخرب حياتكوا العمرانه، ومتنسوش كلامي ده. - وزع ثروت نظراته الساخطه عليهم قبل أن ينطلق بخطوات متعجله لخارج البنايه بأكملها، أستقل سيارته ثم أمر السائق بالأنطلاق سريعا. ظل التفكير يراوده بقوة. فقظ فسد مخططه بالكامل بعد أن علم الصله التي تربطه باآسيل فكان ينوي التخلص منها وسلب حياتها بالكامل عقب أن تعود لمنزلها. ولكن الأن لا يستطيع. ثروت في نفسه: بنت أخويا! طلع ليك بنت ياحمدي ياأبن أبويا وأمي. وانا مش هقدر أمسها بالسوء على الأقل عشان عضم التربه، مال الحكايه كل مدي بتتعقد كده ليه، حتى الليث مبقاش هو الليث. خسرته، أيوة خسرته! - أستمعت سهيله لجزءا كبيرا من حديثهم، لم تصدق إي كلمه تفوهو بها وكأن كابوسا مزعجا يسيطر على عقلها. تمنت لو أستيقظت من نومها في الحال لتجد أن كل ما حدث حلما ولكن لامفر من الواقع. دلفت للخارج بخطوات ثقيله للغايه وكأنها تجر قدميها عنوة عنها سهيله بعيون دامعه: يعني أختي مش أختي!؟ لميا محدقه: ... رؤؤف بضيق بالغ: أنتوا الأتنين بناتي ياسهيله، انا اللي مربيكوا وانا اللي معلمكوا الصح والغلط، أنا اللي شقيت عشانكوا مش حد تاني سهيله باأختناق: بس مش من دمي؟ لميا بصرامه: أخرسي! أنتوا الأتنين من بطن واحده ودم واحد، آسيل أختك أنتي سامعه سهيله بدموع: ... رؤؤف بحسره: لا حول ولا قوة إلا ب****. - بدأت أنفاسه تتقطع ( رؤؤف ) ويتصبب عرقا غزيرا كما بدا وجهه يتغير لونه للأحمرار وتشوشت رؤية عيناه. فقد كان يعاني هبوطا بمستوي السكر بالدم، أبتلع ريقه الجاف بصعوبه وأردف بصوتا خافتا رؤؤف ملتقطا نفسه بصعوبه: ل لمياا، جالي هبوط ألحقيني. - ركضت لميا لحيث ( المطبخ ) وأحضرت زجاجه من العصير المثلج من داخل المبرد ( الثلاجه ) وذهبت أليها بخطي سريعه حتى تسعفه قبيل أن يتطور الأمر لغيبوبة سكر. فاأرتشفها بشراهه وما هي إلا دقائق حتى عاد السكر بصورته الطبيعيه للجسم، نهض عن مكانه بتثاقل وتوجه لغرفته بخطوات بطيئه بينما جلست لميا ترثي حظها العسير وحظ أبنتها كذلك. لميا في نفسها: أتجوزت! ليه وأزاي، طب وخطيبها هنقوله أيه، وهي هتقول للناس أيه ولا تواجههم أزاي. ياخيبتك يالميا - كان متابعا للأحداث أولا بأول، فقد أشرف ( أيمن ) بنفسه على البحث خلف ( سامي ) ولكن باءت عملية أصطياد الأخطاء عمليه بالفشل. حيث لم يترك سامي خلفه إي دليل يدينه، بينما أقترح عليه أمجد مواجهته بالصور الملتقطه له وتهديده أما تسليم جاسر لهم أو التوريط معه. أيمن بنبره ثابته جديه: يبقي فاضل بس نعرف هنواجهه أمتي أمجد حاككا رأسه: وقبل كل ده لازم أعرف مكان آسيل الأول. مينفعش نشتبك مع الليث قبل ما تكون آسيل معايا، عشان ميبقاش لينا نقطة ضعف أيمن عاقدا حاجبيه: وده نعرفه أزاي؟ أمجد ذافرا أنفاسه بضيق: و**** ماأنا عارف، بس أكيد في طريقه - وأثناء تبادلهم الحوار والمناقشه تلقي أمجد أتصالا هاتفيا من قبل ( رؤؤف )، لم يتردد أمجد في الضغط على هاتفه والرد سريعا. أمجد: أيوة ياعمي. أزيك رؤؤف بنبره جامده: الحمد ***، عايزك تجيلي حالا ياأمجد أمجد عاقدا حاجبيه: خير ياعمي في حاجه حصلت؟ رؤؤف بتنهيده: لما تيجي هتعرف، مستنيك أمجد لاويا شفتيه: حاضر ياعمي مسافة السكه - نظر له أيمن بترقب وكأنه ينتظر أن يقص عليه ما حدث أمجد ناهضا من مجلسه: عمي عايزني في موضوع مهم ولازم أروحله أيمن مومأ رأسه: طيب نكمل كلامنا بعدين أمحد ملتقطا مفاتيحه: **** يسهل، سلام. - كان رؤؤف متأهبا لمجئ أمجد بأي لحظه. يرتب بخلده ما الذي يجب عليه قوله حتى أنه قرر في قرارة نفسه ألا يبوح بسر زواجها الذي لا يعلمون عنه شيئا حتى للأن، فما يهمه ويشغل باله هو رجوع أبنته بين أحضانه مرة أخري. وبعد وقت ليس بالقليل وصل أمجد وقرع الباب بطرقات خافته، فهب رؤؤف من مكانه لكي يستقبله بنفسه ومن ثم أصطحبه لغرفة الأستقبال أمجد جالسا: خير ياعمي قلقتني. رؤؤف بتنحنح: اا ا اأحممم، كنت عايز أقولك على خبر كده وو و، و... أمجد بتوجس: أعصابي سابت أكتر ما هي سايبه ياعمي رؤؤف مستجمعا رباطة جأشه: أحنا عرفنا مكان آسيل أمجد مندفعا من مكانه: أيييييييه، هي فين وعرفتوا مكانها أزاي. طب هي كويسه ولا... رؤؤف مقاطعا: أهدي ياأمجد، أنا هاديك العنوان لكن مقدرش أقولك إي تفاصيل أمجد قاطبا جبينه بدهشه: متقدرش ليه ياعمي رؤؤف موليه ظهره: هتاخد العنوان وتتصرف ولا أتصرف أنا. أمجد متحركا ليقف قبالته: أديني العنوان، وبسرعه - هبط أمجد أسفل البنايه بخطوات راكضه وقلبه يكاد يتوقف عن العمل. لم يطيق ا نتظار بل هاتف صديقه على الفور ليبلغه بأخر التطورات أيمن محدقا عينيه: أنت بتكلم جد، طب وصلولها أزاي أمجد بلهفه: مش عارف، عمي مكنش عايز يتكلم معايا خالص. المهم أني عرفت مكانها أيمن بتفكير: يبقي نبعت قوة و... أمجد بفزع: لا لا لا أنت ناسي القوة اللي بعتناها وضاعت في شربة ميا ومنعرفش راحو فين أيمن حاككا طرف ذقنه: أمال هنعرف نجيبها من هناك ونمسكه متلبس بقضية خطف أنثي أزاي؟ أمجد بشوق جارف: أرجعها الاول، وبعدين نبقي نلبسه زي ما أحنا عايزين، ومحدش غيري هيصلح الغلطه دي ويرجعها. - أيقن عيسي أن وجوده بمصر خاصة بعد ما حدث بينه وبين جاسر يمثل خطورة شديده عليه وبالأخص بعد تهديده الصريح له، لذا قرر في قرارة نفسه أنه لابد وأن يغادر البلد بالكامل، دار بخلده اللجوء لليونان حيث يكون ثروت وبذلك سيعود النفع عليه بالتأكيد خاصة بعد أن تواعد أثنتاهم لبعضهما البعض ( ثروت و جاسر )، ولكن خطر بباله شيئا أكثر داهيه من ذلك. فلما لا يستكمل مشروع مصنع الماس بالبرازيل والذي شرع جاسر بناءه بالفعل. وحينها سيكون العائد أكبر وله هو فقط، أعماه الطمع والأنانية حتى أنه لم يفكر بأمر أخيه الأصغر او ما سيفعله معه. بل قرر الهرب وللأبد عن مصر وقبيل تدبير جاسر له بأي مكيده، ولكن شتان الفرق بين تفكير أثنتاهم. فلقد أعد له جاسر فخا بالفعل حتى قبل أن يفكر حتى بالهرب. - قام عيسي بأعداد عدته لتحويل أقامته للبرازيل للأبد حتى أنه نقل حساباته كامله بالبنوك للخارج. في حين لم يشعر سامر بريبه بالأمر. حيث خدعه أخيه أنها رحلة عمل وسيعود بالقريب العاجل، وبعد أن أكتمل التجهيز لكل شئ لمغادرة البلاد في غصون يومان قرر عيسي أن يصطحب سامر معه لأرض مطار القاهره الدولي ليودعه ولكي يعود مره أخري برفقة سيارته ( سيارة عيسي ) ( داخل مقر مطار القاهرة الدولي ). عيسي بثبات: فهمت هتعمل أيه ياسامر؟ سامر: هي دي أول مرة هتسافر فيها ياعيسوي عيسي بغيظ: تاني عيسوي! سامر مربتا على ظهره بضحك: ههههه عديها بقي عيسي بتأفف: سيبتلك في الفيزا فلوس تكفي سنتين قدام. أعملك مشروع ولا حاجه بدل ما تشحت بعد كده سامر غامزا: لا متقلقش مش هشحت ولا حاجه **** يخليك ليا بقي عيسي لاويا شفتيه: عموما أنا نصحتك، أرجع أنت البيت بالعربيه وأنا خلاص هعدي بالباسبور وأستني النداء. سامر ملوحا بيده: ماشي. ترجع بالسلامه عيسي: سلام - أستدار سامر ليذهب بينما توجه عيسي للساحه الكبيره حيث الموافقه على جواز السفر الخاص به والتأكد من صحة تأشيرات السفر. شعر عيسي بريبه عندما بادله الموظف القابع خلف اللوح الزجاجي بنظرات غامضة خالية من المعاني، ثم أستأذنه الأنصراف للحظات. وبعد دقائق قليله حضر ومعه موظفو التفتيش بالمطار ضابط التفتيش: ممكن تتفضل معانا ثواني. عيسي بتوجس: خير ياحضرت، في حاجه مش مظبوطه ضابط التفتيش مشيرا بيده: هنعرف كل حاجه جوه. أتفضل. - أصطحبه الضابط معه ليتم تفتيش حقائبه الجلديه، كانت ملامح عيسي خاليه من الخوف أو حتى القلق. فهو حتما متأكد من عدم وجود ما يدينه، ولكن فجأة، حدق عينيه بصدمه وتبدلت ملامح وجهه البارده لملامح مذعورة يعتريها الخوف. فقد وجدوا كميه غير قليلة من الأوراق النقديه الأجنبيه ( الدولارات ) المزوره، كما كان بحوذته علبة من القطيفه الأزرق تحوي كما من الماس الأزرق النادر. نظر له الضابط باأستنكار ثم أردف بلهجه محتقنه. الضابط لاويا شفتيه: ألماظ ودولارات مره واحده، ده أنت تقيل أوي بقي الضابط مشيرا لأفراد أمن المطار: خدوا الباشا يشرفنا شويه عيسي مبتلعا ريقه الجاف بصعوبه: ثواني بس، الحاجه دي مش بتاعتي و، ولا الشنطه. و و أكيد الشنط أتبدلت اانا... الضابط بنبره عنيفه: الكلام ده تقوله في النيابه ياقمور، مش هنا، خدوا من هنا عيسي بصوت متقطع: يابن ال # عملتها معايا ياجاسر... - جلست بغرفتها أمام الشرفه على مقعد أسفنجي مبطن وناعم تستعيد ذكريات مضت من طفولتها المرحه، ظلت الأبتسامه على ثغرها تاره. والضحكة بصوت رنان هادئ تاره أخري، تنهدت بحرارة شديدة وذفرت أنفاسها المختنقه قبل أن تضع طرف الكوب الزجاجي على شفتيها ترتشف منه بعض قطرات الشاي الساخن. وبينما هي كذلك إذ بباب غرفتها ينفتح بهدوء وحرص شديدين فنهضت عن مقعدها بسرعه وخطت للوراء بقدميها لتري أمجد واقفا وعلى وجهه ملامح غريبه. كمن ردت الروح إلى جسده مرة أخري، نطق أسمها على لسانه قبيل أن يندفع إليها ليجذبها إليه حتى سقطت بين ذراعيه. تنفس الصعداء حيث تخللت رائحة عبيرها أنفه فأطمئن وهدأ باله. بينما كانت الصدمه تعتريها بقوة حتى أنها تسمرت مكانها بدون إي رد لفعله سوي أنها أبتلعت ريقها بصعوبه عندما تذكرت جاسر. فهي زوجه الأن وليست كسابق عهدها،. أبتعد أمجد عدة سنتيمترات قليله قبل أن يردف بنبره حانيه أمجد بنظرات عاشقه: وحشتيني أووي، شوفت الويل عشان أعرف أوصل لهنا. يومين وأنا مراقب المزرعه كويس لحد ما لقيت الفرصه عشان أدخل و أخدك من هنا وحتى لو هيكلفني الأمر حياتي آسيل محدقه بذهول: ... أمجد ملامسا لبشرة وجهها: ليكي حق تتصدمي هحكيلك وتحكيلي كل حاجه كامله بس نطلع من هنا وحالا ياحبيبتي آسيل: ... - أمسك أمجد بكف يدها ثم ضغط عليه بدفء لكي يشعرها بالأمان، ثم جذبها بهدوء لتسير خلفه مغيبه لا تشعر بما يحدث، فكانت الصدمه حقا أكثر من قدرتها على أستيعاب ما يحدث. شعرت بكونها دمية جميله يطمع الجميع باأمتلاكها، وفجأة ضرب رأسها ذكري أغتصابها وأختطافها ثم ذكري سرد جاسر لها حقيقته التي لا يعرفها سواها. شعرت بمشاعر متضاربه تقتحم أساريرها ولكنها سيطرت على عقلها المغيب أخيرا وتوقفت عن السير لتجد أنها قد وصلت لحديقة القصر. نظرت حولها لتجد مكان الحراسة الداخليه للقصر شاغرا فشعرت بريبه داخلها بينما همس لها بهدوء قائلا. أمجد رافعا حاجبيه: وقفتي ليه ياآسيل، مفيش وقت لكل ده لازم نخرج حالا من هنا آسيل متأمله تقاسيم وجهه: ... أمجد بنبره جامده: آسيل مش وقت نظراتك دي، يلا وهنتكلم في كل حاجه بعدين آسيل مبتلعه ريقها بمراره: مش هقدر أجي معاك أمجد رامشا بعينيه عدة رمشات متتاليه: هه. أنتي قولتي ايه؟ آسيل متحكمه باأنفعالاتها: بقول مش هاسيب، جوزي وأجي معاك أمجد محدقا: ... - شعر بالبروده تسري في جسده وقد أثلجت يداه عقب كلمتها الأخيره، حاول تكذيب أذنيه فنفض رأسه بقوة وحككها بعنف محاولا أدراك ما قالته للتو أمجد قاطبا جبينه: أنتي قولتي أيه؟ آسيل بنظرات متوجسه: ا اآ آ بقول... أمجد قابضا على رسغها بقوة: قولتي أيه، سمعيني تاني كده؟ آسيل متملصه من قبضته: قولت مش هسيب جوزي ياأمجد. أيوة أنا مرات، جاسر، أنا أبقي مرات الليث أمجد بنظرات مشتعله محتقنه: مرات مين؟.. الفصل الثامن والعشرون - أشتعلت عيناه غضبا وكاد يفقد أعصابه كليا بعد تصريحها له بأمر زواجها. جز على أسنانه بغيظ شديد وحاول كبح أنفعالاته حتى لا يتمادي معها أمجد بغضب: أتجوزتي! أزاي وأنتي خطيبتي. مسمعتيش عن الحديث إلى بيقول ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ياسيادة المحاميه ياللي درستي الشريعه والفقه، أتجوزتي! طب وأنا فين. مسحتيني بأستيكه؟ أنا مش مصدق اللي شايفه وبسمعه آسيل مبتلعه ريقها بمراره: ، ده اللي حصل، وكان غصب عني! أمجد بتهكم وسخريه: غصب عنك! لو صحيح غصب عنك كنتي ما هاتصدقي تشوفيني. كنتي هترجعي معايا مش هتختاري، جوزك يامدام آسيل: ... - شعرت بوغزة آلمت قلبها عقب كلماته لها، فقد كان محقا بما ألقاه على مسامعها ولكنها أصرت على التماسك وعدم التخلي عنه ( جاسر ) آسيل ناظره حولها بتوجس: أمشي من هنا، جاسر لو شافك هنا هايرتكب جنايه أمجد لاويا شفتيه بتهكم: خايفه عليه قوي! آسيل بنبره هادره: كفايه بقي. تعرف أنت أيه عن اللي حصل عشان تكلمني كده ولا تتهمني. أنت متعرفش إي حاجه، أمشي من هنا أمشي. مش عايزة يحصلك إي أذي أمجد ممسكا بذراعها بقوة وبنبره أجشه: هاقتله. هقتلهولك ياآسيل، زي ما قتلني بجوازه منك هقتله آسيل بتوجس: ... - سحبت آسيل يدها سريعا ثم رمقته بنظرات زائغه قبل أن تنصرف من أمامه سريعا صاعده للأعلي بينما وجه بصره للقصر من الخارج حيث ظهرت نيته أتجاه زوج حبيبها نية غير مطمئنه. ظلت آسيل واضعه واضعه يدها على قلبها الذي بدت نبضاته غير منتظمه حتى وصلت لغرفتها ودلفت للداخل بسرعه ثم أوصدت الباب جيدا، وفجأة أستمعت لنبرة صوته الخشنه وهو يردف جاسر جالسا على المقعد الأسفنجي: ليه ماروحتيش معاه لبيتك!؟ آسيل بفزع: هااااااااا جاسر: ليه فضلتي هنا؟ آسيل قابضه على عينيها: يعني كنت عارف؟ جاسر بتهكم: أمال فاكراني نايم على وداني، ولا معرفش أيه اللي بيحصل في قصري حتى وأنا مش موجود #flash back. - بعد أن توصل أمجد أخيرا لعنوان القصر التي تمكث به آسيل توجه صوب المزرعه وبحذر شديد ظل مراقبا ومتفحصا لمداخل القصر ومخارجه لمدة يومان. كان جاسر يشعر به ويعلم بوجوده على مقربه شديده منه، حيث كانت عيناه الثاقبتين الأسرع لكشف مكانه. وذات يوم وبعد أن أرتدي جاسر ملابسه كامله، توجه صوب بوابه القصر الرئيسيه ووقف يلقن الأوامر لحراسته الخاصه التي تبعته للخارج وأوصدت البوابه. ثم توجهت سيارتان وهو بداخل أحداها لخارج المزرعه. كانت تلك الفرصه هي السانحه لأمجد لكي يستطيع أقتحام القصر بكل سهوله. وبالفعل دلف داخل القصر عن طريق أحد الأسوار وتوجه صوب القصر، ظل يتأمل المكان من حوله جيدا وبخطوات حريصه صعد للطابق الثاني. كانت كاثرين تراقب الموقف بدون أن تظهر له كما أمرها جاسر، بينما عاد جاسر للقصر مرة أخري بعد أن تأكد من تواجد أمجد بالداخل ثم توجه بخطوات راكضه نحو الطابق الثالث ( الروف ) وظل متابعا للمشهد من أعلي. حيث لمح أمجد بصحبة آسيل يتوسطا الحديقه ويظهر من تعامله الفظ معها أنهما على وشك العراك. ظل يتابعهما بترقب حتى رأي آسيل تتملص من قبضته وتتوجه نحو القصر مره أخري، ألتقط أنفاسه باأريحيه وشعر بسعاده تغمر قلبه ثم هبط للأسفل راكضا ودلف لغرفتها سريعا قبل أن تصل هي لدرجات الدرج. #back - آسيل بعدم تصديق: يعني عارف أنه مراقب المزرعه بقاله يومين. وعارف أنه دخل؟ جاسر بثقه: وكمان أنا اللي سهلتله الدخول وسحبت رجالتي من قدام القصر آسيل بنظرات زائغه: طب ليه؟ جاسر بتنهيده حاره ناهضا من مكانه: حبيت أسيبلك حرية الأختيار آسيل بتوجس: يعني لو كنت روحت معاه كنت هتسيبني جاسر متصنعا البرود: أيوه آسيل عاقدا حاجبيها بحنق: خلاص هنزل وأروحله و... جاسر جاذبا أياها: الفرص مبتجيش غير مرة واحده، وأنتي أختارتي. وأنا بصراحه ماصدقت أنها جت منك آسيل: ... - وضع رأسها بين راحتي يده ثم وزع ناظريه على مقلتيها. حاول أن يستشف الكلمات العالقه بحلقها ولكنه فشل، فرأي ببريق عيناها الحزن والسعاده والفرح والضيق، مزيج من المشاعر أختطلت سويا لتضفي على تقاسيم وجهها الغموض فبادرها قائلا جاسر: عايزة تقولي أيه؟ آسيل قابضه على عيناها: أرجع عن اللي بتعمله، هساعدك وأقف جمبك بس لازم تصلح كل اللي حصل - ذفر أنفاسه الحارة بوجهها حتى أقشعرت على أثرها وأرتجفت أوصالها بين يديه جاسر بنبره رخيمه: أنا مشيت طريق مفيش منه رجوع. زي ما بيقولو كده ال one way طريق أتجاه واحد و مفيش منه رجوع، وعارف أن أكيد طريقي ليه نهايه آسيل بتنهيده: وأنا مصيري أيه بعد ما فضلت معاك، مستحيل هرضي بحياتك وعيشتك و... - ألجمتها قبلته المحمومه التي أطبق عليها بها، حيث بت لها شوقه الجارف إليها وشعرت هي بغرامه بها، تناست أنها أسيرته وحلقت معه للسماء ولم تشعر إلا باأستسلام حصونها أمامه - ذهب أمجد لمنزله وهو بحاله لا يرثي لها. حيث أنه أصتطدم بواقع أليم لم يتصوره يوما ما، فلقد تزوجت حبيبته وخطيبته. عروسه التي كانت ستزف إليه قبل ساعات من أختطافها، ظل يصيح ويصرخ عاليا كما ظل يلقي بكل ما أمامه وبصوت صادح أردف. أمجد بنبرات صادحه: ليييييييييييييييييه! أشمعنا هي. ملقيتش قدامك غيرها لييييه، دي خطيبتي أنا. حبيبتي أنا، اااااااااااااااااه - ألتقط أنفاسه اللاهثه وذفر أنفاسه المشتعله ثم جلس ملقيا جسده على الأريكه وأردف بخفوت أمجد بنبره حازمه: هقتلك، وحيات أمي ما هاسيبك تتهني بيها لحظه واحده. - داخل مركز علاج الأمراض الجلديه. كان ثروت قابعا على أحدي المقاعد المريحه أمام فراشها بينما كانت تنظر أليه بأعين زائغه قبل أن تردف بنبره متقطعه جوان مبتلعه ريقها بصعوبه: اا انت قصدك أيه ياثروت؟ ثروت واضعا قدما على قدم: كلامي كان واضح، أنتي هتفضلي هنا في مصر ومش هترجعي اليونان تاني جوان بتوجس: ليه! ثروت بنبره جافه: من غير سبب. وجودك معايا في اليونان ملهوش لزوم. ولو على مصاريفك هتجيلك لحد عندك. جوان بنبره مختنقه: انا مش مش عايزة فلوس، ليه مش عايزني أرجع. ولا خلاص أخدت اللي أنت عايزه مني ولما شكلي راح عايز تمشي ثروت بلهجه حازمه: انا مش عايز مناقشه كتير. انا مش باخد رأيك ياجوان. ده أمر جوان بنبره صادحه: لاااا لو فاكر أنك هتاخدني لحم وترميني عضم تبقي غلطان. انا عضمي ناشف ميتكسرش ولا يتاكل، ده انا أوديك في ستين داهيه ياثروت. ثروت رافعا حاجبيه: القطه طلعلها ضوافر ويوم ما هتهربش هتخربش الأيد اللي أتمدت ليها جوان بحده: الضوافر مبتخربش غير اللي عايز يكسرها ياثروت وانا مش هسكت ثروت بنظرات ذات مغزي: بقي هي كده، أممم يبقي لازم نشوف حل في شكلك ده عشان مش طايق أبص في وشك يا، ياقطه جوان مبتلعه ريقها بمراره: ، موافقه ثروت ناهضا من مجلسه: نبقي نشوفلك عملية تجميل ولا إي زفت جوان: رايح فين؟ ثروت ملتفا أليها: ميخصكيش، لما تعملي العمليه نبقي نتكلم جوان: ... - دلف خارج الغرفه وصفع الباب خلفه، بينما شعرت جوان بمدي المهانه التي سببتها كلماته الفظه معها. وشعرت وأنها قد رخصت من قدرها ولكن قد مضي الوقت على هذا الشعور بينما توجه ثروت صوب سيارته وأستقلها ثم أمسك هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات و... ثروت بلهجه صارمه: أسمعني كويس، جوان تخلص عليها النهارده، أيوة تخلص عليها، ومش عايز إي أثر وراك، سمعتني؟، اللي أنت عايزة هاديهولك، يبقي أتفقنا ثروت في نفسه: أنا هكسرلك عضمك ياجوان، ثروت مبيتهددش من واحدة رخيصه زيك، ماااشي - وصل عيسي لسراي النيابه حيث دام التحقيق معه لأكثر من ثلاث ساعات متواصله ولكن دون جدوي. رئيس النيابه بحده: بقولك أيه ياض أنت، بقالك ثلاث ساعات على نفس الكلمه، وشويه تقولي اه شنطتي وشويه تقولي لا مش هي وشويه تقولي لا أتبدلت، ما تثبت على كلمه ياروح أمك عيسي قاطبا جبينه: ما قولتلك مش بتاعتي ومعرفش عنها حاجه. وعايز المحامي بتاعي رئيس النيابه بتهكم: محامي! أبقي قابلني لو طلعك منها ياحيلتها، أكتب عندك يابني. يتم حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق ويراعي له التجديد في الميعاد المحدد. عيسي بنبره صادحه: أنا عايز أطلب المحامي بتاعي، ده من حقي رئيس النيابه ضاربا بيده على سطح المكتب: صوتك ميعلاش وأنت قدام النيابه ياض. ده أنا ألبسك قضيه وقتي عيسي مبتلعا ريقه: طب عايز أطلب المحامي بتاعي لو سمحت رئيس النيابه بنبره صارمه: أيوة كده أقف عدل و أتكلم مظبوط وانت قدامي عيسي: ... رئيس النيابه باأشمئزاز: تقدر تتصل بالمحامي بتاعك ومعاك دقيقتين مش أكتر عيسي ملتقطا أنفاسه: ماشي شكرا. - أتصل عيسي فورا على أخيه الأصغر لكي يقوم باأحضار المحامي على الفور. بينما صعق أخيه عندما علم أنه لم يسافر وما زال بمصر بل والأدهي أنه قد تم القبض عليه أيضا قام سامر بالبحث داخل ( دفتر ) صغير الحجم فوجد به رقم هاتفي يخص المحامي الخاص بالشركه التابعه لجاسر فقام بالأتصال عليه لطلب النجده، في حين أن ذلك المحامي قام باأبلاغ جاسر على الفور. جاسر باأبتسامه خبيثه برزت أسنانه: تمام قوي يامتر، أنت تروحله النيابه وتشوف الحكايه أيه. وتبلغه أن جاسر مبيسيبش حقه ودي كانت شكة دبوس صغيره كده عشان يحرم يتذاكي عليا المحامي: حاضر يافندم جاسر واضعا يده في جيب بنطاله: وبلغه كمان أن شنطته معانا وميقلقش على هدومه. هنشيلها ونحافظ عليها عشان لما يطلع من المؤبد يلاقيهم المحامي بقهقهه عاليه: هههههههه تسلم دماغك ياباشا. جاسر مضيقا عينيه: ميستاهلش إلا كده، أنا هخليه يتوب ويصلي على عمايله. - أستيقظت آسيل من نومها بتثاقل شديد وجسدا مرهقا للغايه. بدأت تفتح عينيها بهدوء حتى أتضحت الرؤيه أمامها، فتذكرت تلك الليله التي قضتها بين أحضانه وأثر لمساته السحريه التي ما زالت تتحسسها. فلامت نفسها كثيرا على أستسلامها له والخضوع إليه، فقد كانت تحصن قلبها ضده بقوه ولكن أنهارت حصونها أمامه وأستسلمت دون شعور منها، نهضت عن فراشها وكأنها تجر قدمها عنوة عنها ثم دلفت للمرحاض، بينما دلف جاسر للغرفه بحذر معتقدا أنها مازالت غافله بنومها ولكنه لم يجدها بالفراش فعقد حاجبيه ثم توجه نحو خزانة الملابس لأحضار ملابسه فأستمع لصوت صنبور المياه فقرر الخروج من الغرفه قبل أن تدلف هي للخارج حتى يترك لها الحريه كامله. ولكنها دلفت خارج المرحاض قبل خروجه من الغرفه. نظر لها بأعين متفحصه حتى قرأ بهما الندم، بينما جاهدت آسيل نفسها حتى لا تظهر ضعفا أمامه فمرت من أمامه لتترك الغرفه بالكامل ولكن كانت قبضته الأسرع أليها، حيث أمسك برسغها وقبض عليه بقوة وترك العنان لقلبه لكي يتحدث ولأول مرة ثم همس بأذنيها. جاسر بنبره رخيمه هادئه مشبعه بالحنو: أنا مش بس مستعد أعافر عشامك، أنا مستعد أقاتل عليكي وأحارب اللي يرفض وجودك في حياتي. متسبنيش، مش هتلاقي حد يعافر عليكي زيي آسيل بذهول: ... جاسر ملامسا لوجهها برفق وعلى ثغره أبتسامه عفويه: صباح الخير يامليكتي، خليكي هنا أنا اصلا كنت خارج عشان أسيبك براحتك. - دلف خارج الغرفه تاركا أياها وسط أمواج هائله من المشاعر المتضاربه. فما الذي عليها فعله الان هل تتركه ام تظل جواره ام ام ام، العديد من التساؤلات الخاليه من الاجوبه، ولكن المؤكد أن شيئا ما تحرك داخلها عقب كلماته النابعه من أعماق القلب وصميمه. ( داخل مقر النيابه. ظل المحامي جالسا بصحبة عيسي يلقي على مسامعه ما تلقاه من جاسر حرفا بحرف، بينما أستشاط عيسي وغلي الدم بعروقه عندما تأكد من تورطه بتلك القضيه على أثر فعلة جاسر به ) عيسي بنبره جافه غليظه: يعني الباشا بتاعك هو اللي سلط عليا عشان يتقبض عليا في المطار المحامي: بالضبط كده، وهو برده اللي بعتني ليك عشان أترافع عنك. عيسي بنبره حازمه: تترافع عني! بعد ما لبسني في الحيط ودرسني في القضيه باعتك تترافع عني المحامي باأقتصاب: أه عيسي بنظرات مشتعله: و**** ما هسكت و**** لأكون... المحامي بلهجه محذرة: أسمع يأستاذ عيسي، أنت أكتر واحد عارف جاسر وعارف قد أيه هو متهور ومبيهموش حاجه عيسي بتوجس: ... المحامي بجديه: خلي بالك من لسانك أحسن يتقطع، ومتنساش أن مفيش عندك إي دليل على اي حاجه هتقولها. ادعي بقي اعرف أخرجك منها بهدوء ومن غير شوشره عيسي في نفسه: ضيعت في شربة ميا ياعيسي! - داخل المكتب الخاص باللواء ( سامي ) قام أيمت بمواجههته وتوجيه أتهام صريح له بينما أشتعل سامي غضبا منه سامي بنبره جهوريه حادة: أنت أتجننت يااحضرت وكيل النيابه، أنت بتتهمني وفي مكتبي كمان. أيمن بنبره ثابته: أهدا ياسياده اللواء. أولا الانفعال مش كويس عشانك، وثانيا أنا وريتك الدليل. وثالثا وده الأهم أني جاي أعرض عليك عرض مش هتشوفه تاني طووول حياتك سامي بصرامه: ولا عرض ولا زفت وأخرج بره مكتبي حالا بدل ما... أيمن بنبره آجشه: أنت عارف أنك مش هتقدر تعملي حاجه. ولا هتبعتني مع قوة للقبض على المجرم وأختفي ولا هتقدمني للتحقيق وتبعدني عن الأداره كلها. زي بالضبط ما عملت ما أمجد ومجدي. سامي بذهول: ... أيمن بجديه: أحب أطمنك وأبشرك أني لو فضلت أدعبس وراك هلاقي بدل الغلطه عشره. بلاش تخسر الفرصه اللي بقدمهالك. أحنا مش عايزين حاجه غير أن الليث يسيب المزرعه لمدة ساعة واحده وأحنا هنتصرف سامي بتردد: أنت بتتكلم عن أيه انا... أيمن ناهضا من مكانه: قدامك ساعة زمن ياسياده اللواء وياريت ترد عليا على طول. وزي ما فهمتك احنا مش عايزين غير أن الليث يسيب المزرعه وبس سامي بقلق: ... أيمن بثقه: المقابل هيكون Delet لكل الصور اللي شوفتها دلوقتي. واي أثر وراك هنردم عليه، مستني ردك. سلام - شعر وأن ناقوس الخطر قد دق بابه ولحق به. ولكن يشعر بالتردد والخيفه في التعامل معهم ولكن إلى أين المفر فلقد فقد حريته بعد أكتشافهم له ولم يعد لديه خيار أخر. ( هاتفيا قام أيمن بمحادثة أمجد لأخباره بأن سامي قد وافق على الأنضمام في مخططهم ومساعدتهم على إبعاد جاسر عن مزرعته. فكان الهدف الأول لدي أمجد الحصول على آسيل وأستبعادها عن موقع الأشتباك الذي سيشتبكون به مع رجال جاسر وجيشه ) أمجد باأقتضاب: يبقي كده أتفقنا على كل حاجه وناقص بس أمر النيابه اللي أنت هتطلعه ومكالمة سامي لجاسر أيمن بتوجس: وأنت هتعمل أيه؟ أمجد مضيقا عينيه بغيظ: أنا محتاج بس أن القوة تبعد رجالة جاسر عن القصر لحد ما أقدر أدخل ايمن: أمجد، أنا خايف عليك، الراجل ده مش سهل أبدا ودماغه شغاله أمجد لاويا شفتيه: المرة دي أنا اللي هضحك مش هو - كان جاسر قابعا بغرفة مكتبه يرتشف قهوته المسائيه وينفث بسيجاره عندما تلقي أتصالا هاتفيا من هاتف ( سامي ) أكفهر وجهه وعبست ملامحه عندما لمح أسمه على الهاتف. ثم ذفر أنفاسه بضيق قبل أن يضغط على هاتفه للأيجاب. جاسر باأقتضاب: خير؟ سامي بلهجه مرتعده: ليث، لازم تسيب المكان اللي أنت فيه فورا وتروح لقصرك جاسر عاقدا حاجبيه: ليه! سامي: في قوة طلعت بأمر من النيابه بتفتيش قصرك وأحضارك حالا. خصوصا بعد القبض على عيسي جاسر ببرود: وأنا مالي، أن شالله يولعوا سامي بنبره متقطعه: ياجاسر أفهم. عيسي أعترف عليك خصوصا وقال كل حاجه في النيابه جاسر مصرا على أسنانه: بقي كده! نبقي نشوف بقي فين الدليل على كلامه ومين هيصدقه. سامي: طب لازم تكون موجود في قصرك. على الأقل عشان متلفتش نظر حد جاسر منفثا في سيجاره: ماشي. هشوف الموضوع ده، أقفل أنت سامي: ماشي. سلام جاسر في نفسه: أعترف! يبقي هو اللي جابه لنفسه - في حين أغلق سامي الهاتف ونظر له ( أيمن ) وكأنه يعلن أتمام مهمته أيمن باأبتسامه ماكره: عظيم قوي، أنت كده بره ال game ياسيادة اللواء، بس أفتكر أن عيني هتفضل عليك ومتابعاك سامي ذافرا أنفاسه بضيق: متهددنيش. أيمن: لا بفكرك بس مش بهددك. عشان الغلطه الجايه مش هتتغفر سامي بتوجس: ... - كان جاسر مهيأ للخروج من القصر بينما أخذ يتفحص خزانته جيدا، أخرج العديد من الملفات الورقيه وأخذ يدقق النظر بها ثم هتف مناديا على كاثرين كاثرين دالفه للحجرة: أمرك سيدي الشاب جاسر ممدا يده: خدي الملفات دي. هتطلعيها في الروف، وطبعا أنتي عارفه هتتشال فين كاثرين ملتقطه الملفات: بالتأكيد سيدي الشاب. جاسر ذافرا أنفاسه المختلطه ببقايا النيكوتين: كويس، أطلعي نفذي أنتي وانا ورايا مشوار وراجع كاثرين قاطبه جبينها: أتمني عودتك سالما جاسر ملتفتا أليها: ... - كانت آسيل تؤدي فريضة الصلاه بعد أن تأكدت من شفاء قدميها تماما حتى تستطيع القيام بذلك. وما أن أنتهت من صلاتها حتى أستمعت لصوت طلقات ناريه مدويه بالخارج فاأنتفضت فزعا من مكانها ونظرت من شرفة غرفتها لتجد حربا ومعركه قد نشبت للتو ما بيت قوات الشرطه ورجال جاسر. أمتزج صوت صهيل الجواد ونباح الكلب بصوت طلقات النار المتتاليه والتي كانت لا تتوقف. رأت بعينيها أرواحا تسقط أرضا فاقده حياتها، كان الرعب يتملكها وشعرت باأرتخاء جسدها للغايه وكأنها ستسقط فاقده للوعي من هول الحرب الدمويه القائمه أمام ناظريها. وفجأة أنتفض جسدها على أثر صوت فتح باب غرفتها ليدلف أمجد وعلى وجهه تعابير غير مبشرة بالمرة. أمجد بلهجه آمره: المرة اللي فاتت أتخطفتي مني، المرة دي أنا اللي هخطفك منه آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: اا انت اتجننت، ايه اللي بتعمله ده، خليك عندك متتحركش خطوة واحده أمجد مقتربا وبلهجه عنيفه: اه اتجننت. من يوم فرحك اللي اتخطفتي منه وانا ماشي بربع دماغ بس، انا هعرفك أيه اللي بعمله. - لم يمهلها فرصه للرد عليه بل بطح أنفها برأسه بقوة لتسقط بين ذراعيه. فقام بحملها على وجه السرعه وتوجه بها للخارج بحرص شديد وهو يلتفت حوله ليتأكد من خلو الطريق أمامه ثم هبط بها سريعا وبخطوات راكضه لخارج القصر باأكمله. - في حين أرتعدت كاثرين وظلت قابعه في الأعلي تراقب ما يدور حولها من معارك بصمت. ثم لمحت أمجد دالفا خارج القصر وحاملا آسيل بين ذراعيه. شهقت في فزع وتملكها الرعب أكثر وأكثر، فقررت محادثة سيدها حتى يقوم بالتصريف الفوري، بينما كان جاسر قائدا لسيارته متجها بها صوب القاهرة تلقي مكالمة هاتفيه من كاثرين. ضيق عينيه باأندهاش ثم ضغط على هاتفه للأيجاب جاسر: في أيه ياكاثرين. كاثرين بفزع: سيدي عليك الحضور فورا. فهناك حروب ناشبه هنا جاسر ضاغطا على مكابح السياره: بتقولي أيه!؟ كاثرين بتعلثم: أقول أن ثمة معارك دائره هنا. كما أختطفت سيدتي آسيل. أرجوك أن تحضر - قذف جاسر هاتفه بقوة ثم صدح صوته في المكان صارخا بعد أن أكتشف الخديعه التي وقع بها جاسر بصوت صادح: لاااااااااااا... الفصل التاسع والعشرون - أستدار بسيارته بحركه فجائيه وصار عائدا باأتجاه المزرعه مرة أخري وعلى أقصي سرعه حتى وصل. وجد عددا من رجاله قد أصابتهم بعض الرصاصات الحيه وأحدهم لقي حتفه، لم يهتم بشأنهم بل توجه مسرعا لداخل القصر ليجد كاثرين واقفه في منتصف ساحة القصر ومقلتيها مملؤتان بالدموع جاسر بنبره غليظه: أيه اللي حصل بالضبط؟ كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: لقد صعدت للأعلي من أجل تخبئة الملفات الورقيه الخاصة بك، وفجأة أقتحم صوت الطلقات الناريه الحيه مسامعي فنظرت من لأعلي لأجد حربا دمويه سائدة ما بين رجال الشرطه ورجالنا. لقد خدعونا سيدي وأحطاو بحراسك من كل أتجاه لتلجيم حركتهم، وفجأة لمحت ذلك الشاب ذات البشره الخمريه يحمل سيدتي آسيل وينطلق بها راكضا لخارج القصر وسط حراسة رجال الشرطه، ثم شعرت بهم ( رجال الشرطه ) ينطلقون فارين بسياراتهم وكأن مهمتم أقتصرت على خروج سيدتي من القصر. جاسر بصراخ ونبره صادحه: عاااااااااااااااا أبن ال # بيخدعني أنااااا، أناااا الليث اللي محدش أتجرأ وعرف يعملها ييجي ال# ويعمل كده معايا، ده انا هدفنه بالحيا، هحطه تحت ضرسي وأحلف أني مشوفتوش. هقلب الدنيا على دماغهم كلهم كاثرين بذعر: ... - صعد درجات الدرج الخشبي راكضا نحو غرفتها. وما أن دلف للغرفه ولم يجدها حتى شعر بقلبه وقد أعتصر آلما وأنقبض فجأة، قبض على عينيه محاولا كبح أنفعلاته والتحكم بها حيث شعر أنها تنسحب من بين سلطته وعليه أحكامها. - بينما توجه أمجد بسيارة الشرطه وبحوزته آسيل ومن خلفه عددا من سيارات الشرطه إلى منزل آسيل، وما أن وصل أسفل البنايه حتى ترجل من السيارة وحملها بين ذراعيه صاعدا بها للأعلي، في حين كان رؤؤف باأنتظاره بعد مكالمته الهاتفيه له وأخباره بعودة آسيل بين يديه رؤؤف وقد أنفرجت آساريره: بنتي. دخلها بسرعه أوضتها ياأمجد، براحه عليها لميا بلهفه: حبيبتي يابنتي. ياريتني كنت أنا ولا أنتي ياضنايا سهيله بنظرات زائغه: ... - دلف أمجد لداخل غرفتها ثم أراح جسدها برفق على الفراش. نظر لها بأعين مشتاقه قد ذبلها الحنين فأقترب من وجهها يتلمسه بأطراف أنامله. ولكنه عبس وجهه فجأة وأكفهرت ملامحه عندما تذكر زيجتها من ذلك المتوحش والأجرامي فعقد حاجبيه بتذمجر ثم سحب كفه سربعا وأنطلق خارج الغرفه باأندفاع أمجد موجهها ناظريه ل لميا: بنتك رجعت زي ما وعدتك بالضبط، متهيألي كده أنا مقصرتش. لميا باأمتنان: **** يحميك لشبابك يابني، ويخليكوا لبعض وتعوضوا ال... أمجد مشيرا بيده: لا لا لا أنا مبتجوزش واحده متجوزه ياطنط، لا وكمان شكلها بتحب جوزها اوي وبتخاف عليه رؤؤف مبتلعا ريقه الجاف بمراره: يابني أحنا لسه منعرفش حاجه عن اللي حصل و... أمجد بتهكم: مش عايز أعرف ؛ اللي حضرتك متعرفهوش أني روحت لآسيل وطلبت منها ترجع معايا وهي رفضت، رفضت ترجع لحضني ياعمي، وأختارت جوزها المجرم قتال القتله عليا انااا لميا ناظرة للأسفل: ... رؤؤف بنظرات جامده: مش هقدر احكم على بنتي بالاعدام. ولا هقول اي حاجه قبل ما اأسمع منها اللي حصل بالضبط أيه أمجد باأبتسامه من زاوية فمه: براحتكوا. بنتكوا رجعت لحضنكوا تاني وكلمتي نفذتها. ده اللي يهمني، عن أذنكوا. لميا بتردد: أستني يابني ا... رؤؤف مقاطعا: مع السلامه يابني روح شوف شغلك أمجد باأقتضاب: **** يسلمكوا - أنطلق أمجد لأسفل البنايه بينما توجه أبواها لغرفتها سريعا فوجدا سهيله جوارها تحاول أفاقتها ولكنها لا تستجيب، جلست لميا جوارها وحملت رأسها لتضعها بين أحضانها حيث تركت دموعها تنهمر على وجنتيها رؤؤف: يا لميا أهدي، رجعت لحضنك تاني كفايه بقي. لميا ببكاء: رجعت مدمرة يارؤؤف ومحدش عارف أيه اللي صابها، لازم أسمع منها كل اللي حصل رؤؤف مربتا على كتفها: طب سيبيها ترتاح وأول ما تفوق أكيد هنعرف كل حاجه لميا بتردد: ... سهيله: سيبيها ياماما وأنا هحاول أفوقها تاني. - تركت رأسها ثم مسدت على شعرها البني القاتم المتميز بالطول ثم توجهت بصحبة زوجها لخارج الغرفه وما زالت تلقي بنظراتها على أبنتها الغافله على الفراش، بينما أقتربت آسيل مرة أخري وعاودت نثر قطرات السائل المعطر ( البرفان ) على أنفها حتى تفيق. - ظل عيسي داخل محبسه الأنفرادي يلعن اليوم الذي رأي به وجه ذلك البغيض عديم الرحمه. فلقد أودي بباقي سنوات عمره وحكم عليه بالسجن والتورط فيما لا يفقه عنه شيئا، ظل يضمر بداخله مزيج من مشاعر الحقد والكراهيه والبغض تجاهه حتى ود لو أستطاع أنهاء حياته ( جاسر ) بيده، ولكنه ظل يدبر لمكيده يسقطه بها ردا على فعلته، وبينما هو داخل شروده إذ بالباب الحديدي الضخم ينفتح ويطل منه ( عسكري ) رادفا بنبره جهوريه. العسكري: جوم معاي ياأخينا. البيه حضرت رئيس النيابه عايزك عيسي ناهضا من مكانه: عايزني انا؟ العسكري بتهكم: هو في غيرك وأني مواخدش بالي! عيسي باأشمئزاز: طيب - صار عيسي بخطوات ثقيله خلف ذلك النحيل القصير ( العسكري ) حتى وصل لغرفة رئيس النيابه وعندما دلف للداخل. وجد أخيه الأصغر جالسا وقبالته شابا أخر في ريعان شبابه سامر بلهفه: عيسي. عامل أيه ياحبيبي عيسي عاقدا حاجبيه بضيق: زفت ياسامر. زفت. إيمن بلهجه صارمه: الاستاذ رئيس النيابه مكنش موافق ليك بالزيارة. لكني ألحيت عليه عشان خاطر أخوك بس من عشانك عيسي قابضا على شفتيه بحنق: ... سامر قاطبا حاجبيه بضيق: ليه كده ياعيسي، دولارات والماظ! ليه كده بس ياأبن أبويا عيسي بحده: مش بتوعي ولا أعرف عنهم حاجه، دول متلفقين أكيد حد عايز يلبسني في الحيط أيمن بتهكم واأبتسامه ساخرة: اه صح! بالمناسبه. أنت هاتلبس قضيه تانيه قريب اوي ومبروك عليك الاعدام مقدما. عيسي فاغرا شفتيه: أيييييييييييه! قضيه تانيه؟ أنااا أيمن بنظرات جامدة: اه قضية تانيه، ولا نسيت قضية أختفاء الضباط؟ عيسي بذعر: ضباط! ضباط أيه انا ماليش فيه ولا أعرف حاجه و... أيمن بحده: متحاولش تنكر، في شهود عيان عليك والقضيه هتتفتح تاني وهتاخد العقاب اللي تستحقه عيسي باأرتجاف وجسد منتفض: و**** ما انا دد ده جاسر هو اللي خلص عليهم انا ماليش دعوة و... ايمن بنظرات محدقه: أيووووه، أرجع لورا شويتين كده. مين جاسر وعمل كده ليه؟ عيسي مبتلعا ريقه بصعوبه: ... أيمن بثبات: طول ماأنت هنا هتكون في أمان، بس لازم أعرف اللي حصل. وانا أوعدك اني هقدر أحميك وكمان هعتبرك شاهد ملك في قضية الضباط عيسي رامشا عدة رمشات متتاليه: ، أنا هقولك اللي حصل! - كانت جوان بغرفتها تعاني آلآم وجهها المحترق. حاولت البكاء مرارا ولكنها منعت نفسها حتى لا تتألم أكثر، شردت في ماضيها الملوث عندما ألتقت بجاسر بأحدي الملاهي الليليه وقرر أنتشالها من ذلك المكان ليهديها لثروت وتنتقل من حياتها لحياة أخري مترفه مرفهه حتى أصطدمت بواقع أخر أودي بحالها للرقود بمشفي لعلاج الامراض الجلديه، ذفرت أنفاسها بضيق ثم أدارت ببصرها نحو باب غرفتها الذي أنفتح ليدلف منه أحد العاملين بالمشفي. الممرض: صباح الخير، لسه حاسه بألم جوان مضيقه عينيها: شويه، أنت مين؟ الممرض باأبتسامه مزيفه: أنا باعتني الدكتور عسان أديكي حقنه مسكنه جوان محدقه: بس أنا مش باخد حقن خالص الممرض مقتربا: أستثنائي المرة دي، وبعدين انا بنفذ أوامر. - أقترب الممرض وعلى وجهه أبتسامه ماكرة خبيثه ثم قام بوغز الزجاجه البلاستيكيه اللينه المعلقه جوارها ومتصله بوريد يديها بأحدي الأبر الطبيه المعبئه بسائل محمر اللون ومن ثم أردف بلهجه مستنكره الممرض باأبتسامه من زاوية فمه: بالشفا جوان بأعين منغلقه: شكرا. - أنصرف الممرض وعلى وجهه تقاسيم مريبه غير مريحه. بينما شعرت جوان بشيئا ما قد أصابها تشوشت رؤيتها وباتت أنفاسها تتقطع وتبدو بصوره غير منتظمه كما زادت ضربات قلبها. حاولت الصراخ ولكن شعرت بصوتها لا يخرج من شفتيها وكأن الكلمات توقفت في حلقها، وفجأة أنطبق جفنيها وأغلقت عينيها مستسلمه لملك الموت الذي قبض روحها على غفله منها. - في حين أبلغ الطبيب المعالج لجوان ( ثروت ) بأنها قد لاقت حتفها لأسباب غير معروفه، فاأمر ثروت بتجهيز جثمانها حتى يتم دفنها بمدافن الصدقه، فلقد رفض داخله رفضا قاطعا أن تنضم جوان لأحد المدافن التابعه له. ولا يستطيع الوصول لأي من أقربائها الأن. فقط فعل ما رأها تستحقه. - في الصباح الباكر. أستيقظت آسيل من غفلتها أخيرا وحاولت التدقيق بعينيها لما حولها، حتى أكتشفت أنها داخل غرفتها بالمنزل. هبت من مكانها وقد أعترتها الصدمه حتى تذكرت ما حدث معها ليلة أمس، حينما أخذها أمجد عنوة عنها، وفجأة دلفت لميا بالغرفه حامله بيدها حامل الطعام وعلى ثغرها أبتسامه واسعه لميا بلهفه: صباح الخير ياحبيبة ماما آسيل بدموع: ... - لم تتفوه بكلمه واحده بل أنها أثرت الصمت في حين نهضت من مكانها سريعا وأرتمت بين أحضان والدتها تشكو أليها مرارة ما فعلت بها الأيام فضمتها أليها بحنو شديد وهي تتسأل ما أصابها. ظلت لميا على وضع المستمع الصامت في حين سردت عليها تفاصيل ظا حدث معها طيلة الثلاثة أشهر أو أكثر. بينما كانت تقاسيم وجهها تعبر عن الحزن الشديد والالم الذي سيطر على كيانها، وبعد أن قصت عليها آسيل كل ما حدث ذفرت أنفاسها بضيق وقبضت على عينيها ثم أردفت. آسيل بنبره مختنقه: أنا متأكده لو كملت معاه أكيد هوصل لنتيجه إيجابيه و... لميا بنبره حاده: أنتي أكيد حصل حاجه لعقلك، مين ده اللي تكملي معاه. أنتي متخيله اني هسمحلك ترجعي للهمجي ده؟ آسيل عاقده حاجبيها: ده جوزي ياماما لميا ناهضه من مكانها: كتك جوز جزم في دماغك، أيه اللي جرالك يابت مكنتيش بتفكري بالطريقه دي آسيل بنظرات ضعيفه: لازم بعد كل العك اللي حصل أفكر بطريقه تانيه. لو سمحتي متمنعنيش ياماما. لميا قابضه على ذراعها: وحيات **** ما هاتبقي بنتي ولا أعرفك ولا ها... - دلف رؤؤف عليهم ليقطع حديثها هاتفها رؤؤف بلهجه حازمه: لمياااا، سيبيني مع سولي لوحدنا شويه لميا بنبره غليظه: ليه؟! عشان تدادي وتدلع فيها رؤؤف قابضا على عينيه: لميا. قولتلك اطلعي وسيبينا سوا لو سمحتي لميا موجهه نظراتها الناريه صوب آسيل: ماشي يا رؤؤف. - دلفت لميا للخارج بأندفاع وصفعت الباب خلفها صفعه قويه بينما توجه رؤؤف نحو الفراش وجلس جوارها مربتا على كتفها رؤؤف بنبره حانيه: وحشتيني أوي ياسولي. وحشتني مناغشتك ومناقرتك معايا طول الوقت، حتى منافستك معايا في المكتب وحشتني. موحشكيش مكتبك وشغلك وعملائك ولا أيه ياأستاذه؟ آسيل وقد ترقرقت العبرات على وجنتيها: وحشتني يابابا، بس... رؤؤف بترقب: بس أيه؟! بصي ياآسيل أنا سمعت كل حاجه وعرفت اللي حصل، أولا كده ده مش جوزك يابنتي شرعا جوازكم مش كامل الأركان آسيل بنظرات زائغه: ... رؤؤف بتتبع: أيوة مش جوزك، هو مش الجواز قبول ورضا من الطرفين. أنتي كده كنتي مغصوبه توافقي عشان شوفتي أن معندكيش حل تاني، ثانيا وده الأهم، فين ولي أمرك؟! أنتي بكر رشيد ولازم يكون ليكي وكيل مينفعش شرعا تكوني وكيلة نفسك آسيل ناظره للأسفل: ... رؤؤف بتنهيده حارة: مش عايز أشوف نظرة الأنكسار دي في عينك. بنتي قويه وهتفضل طول عمرها قويه آسيل قابضه على عينيها لتنسدل منها عبراتها الساخنه: كان زمان رؤؤف ممسكا برأسها بين راحتي يده: لا مكنش زمان، دلوقتي وكل وقت. هتنزلي شغلك وتعيشي حياتك طبيعي جدا وهترجعي زي الأول وأحسن آسيل محركه رأسها: ... رؤؤف باأبتسامه صغيره: طب يلا أفطري أحسن أنتي خسيتي النص آسيل بنصف أبتسامه: حاضر. - كانت آسيل على يقين بأن جاسر سيعاود البحث عنها ويقوم بمحاولاته لأستردادها مرة أخري. فهي لن تستطيع الوصول إليه على إي حال، فحاولت أن تسترجع حياتها الطبيعيه وكأن شيئا لم يكن - رفض جاسر المكوث في المزرعه بعد ما حدث. فاأصطحب حيوانه الأليف روكس وخادمته الوفيه كاثرين وترك ما تبقي من رجاله لحراسة المزرعة جاسر بنظرات مفترسه و عيون كالصقر: متهيألي كل واحد عرف هيعمل إيه الحارس 1: تحت أمر معاليك. الحارس 2: أطمن ياباشا جاسر موليهم ظهره واضعا يده في جيب بنطاله: والزباله اللي اوضة الكلب ترموه في إي مستذفي حكومه من اللي بترمي المرضي على الأرض عشان مفيش مكان ليهم، وقبل ده تحذروه من إي حرف يطلع من بوقه الحارس 3: متقلقش من الحكاية دي ياجاسر بيه، أنا هتولاها بنفسي جاسر بصرامه: كل واحد في مكانه الحرس بصوت واحد: أمرك ياباشا. - أنطلق الحرس كل إلى مكانه بينما أرتدي حاسر سترته ثم ألتقط جاسر حقيبة جلديه بنيه وهاتفه المحمول ومفاتيح سيارته ودلف خارج حجرة المكتب مشيرا بيده لكاثرين لكي تلحق به، وبعد أن أستقل سيارته بصحبة كاثرين وروكس. لاحظت كاثرين شروده الزائد عن الحد وتنفيثه بشراهه في سجائره الواحده تلك الأخري. فبادرته كاثرين بنبره هادئه قائله كاثرين بهدوء: سيدي، ألن تستعيد زوجتك؟ جاسر مبتلعا ريقه بصعوبه: ... كاثرين بتوجس: هل على أز أعيد عليك السؤال مرة أخري؟ جاسر بنبره واهنه: لا مش هرجعها كاثرين فاغره شفتيها: هاااا ماذا؟! جاسر وقد خيم الحزن على ملامحه: زي ما سمعتي، أنا لسه قدامي طريق طويل كله أنتقام وميت واحد بقوا في وشي مش في دهري. مقدرش أضحي بيها وأكون أناني وأخليها جمبي. عشان محدش يقدر يأذيها بسببي. هتكون عيني عليها في كل مكان حمايه ليها لكني لازم أبقي بعيد أمان ليها. كاثرين محدقه: لا أصدق ما تفوه به فمك الأن، لقد تغيرت سيدي وتبدلت تفاصيلك جاسر منفثا في سيجارته: ومين مبيتغيرش! كاثرين بخبث: عليك الأعتراف بحبها. لما المجادله بعد كل ما حدث؟ جاسر بتنهيده حارة وأنفاسا مشتعله: حبتها، أيوة حبيتها. بس غلط، كل اللي حصل من الأول للأخر غلط، مكنش ينفع يحصل كل ده. سنين والكل بيلف حوالين نفسه محدش قدر يكشفني لكن آسيل... كاثرين بنظرات ضيقه: آسيل ماذا؟ جاسر باأبتسامه من زاوية فمه: آسيل هي الجميله اللي كانت السبب في نهاية الوحش كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: ... كاثرين في نفسها: لابد وأن ثمة حل للموضوع، ولكن ماذا عساي أن أفعل وكيف أستطيع الوصول إليها! - وصل جاسر مؤخرا لقصره بالقاهرة وترك كاثرين وروكس ثم توجه صوب شركته، وما أن وصل حتى طلب الأجتماع بالمحامي الخاص بالشركه. حيث وصلت مدة الأجتماع لأكثر من ثلاث ساعات متواصله يتبادلون فيها الأراء ويلقي جاسر بالمسؤليات عليه جاسر حاككا طرف ذقنه: فهمت يامتر هتعمل أيه؟ المحامي بتردد: أيوة فهمت، بس الملفات دي محتاجها أمتي؟ جاسر ناهضا من مكانه: النهاردة قبل بكرة. المحامي: لا طبعا ياأستاذ جاسر صعب جدا. أديني كام يوم كده وتكون الدنيا كلها أتظبطت زي ما أنت عايز وبختم النسر كمان جاسر مشيره بأصبعيه السبابه والوسطي: هما يومين وتديني التمام. أنا معنديش إي وقت أستني المحامي حاككا رأسه: هحاول جاسر بحده: تقدر تتفضل أنت دلوقتي المحامي ممسكا بالملفات الورقيه بين يديه: حاضر يافندم. عن أذنك. - أبتعد جاسر عن طاولة الأجتماعات الكبيره متوجها صور مكتبه الخشبي، نزع عنه سترته الرصاصيه ثم شرع بفتح أزرار قميصه وألقي بجسده على المقعد الوثير جالسا عليه باأريحيه جاسر محدثا نفسه: لو اللي خططتله أتحقق زي ما أنا راسم بالضبط هتبقي نقله في حياتي. أتخلصت من عيسي ولسه مكمل. وهتخلص من ثروت، هنضف السواد اللي عيشت فيه سنين وبعدها، كل حاجه هتتغير. - قام عيسي بالأعتراف على جاسر بقضية أختفاء ضباط الشرطه حيث أوقعه أيمن بشر أعماله وأستطاع الحصول منه على أعتراف رسمي، بينما كان الذهول والصدمه تسيطر كليا على أخيه ( سامر ) عندما علم بكل تلك المصائب التي تورط بها أخيه. فلقد أنهارت صورته أمام عينيه وأقسم الأبتعاد عنه وأعتباره نكره غير موجود على وجه الأرض، فتم حبس المتهم ( عيسي ) خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق. ذهب سامر لمنزله وقد أقسم بداخله على ترك ذلك المنزل المملوك لأخيه الأكبر، فبرغم أستهتار أخيه وعدم تحمله أدني مسؤليه إلا أنه لن يقبل تلك الحياه التي لم يكن يعلم شيئا عن مخابئها، جمع أشيائه كامله فيما يتعدي الثلاث حقائب الكبيرة ثم قرر العودة لديار والده التي هجروها منذ سنوات بعد وفاته، فاألتقط مفاتيحه وتوجه خارج المنزل بالكامل فلقد بغض كل زاويه به. - ظلت آسيل حبيسة غرفتها لمدة 4 أيام. لا تستطيع مواجهة إي أحد ولا ترغب بذلك، وذات يوم كانت قد تأهبت للخروج من المنزل متوجهه لمكتبها الخاص الذي هجرته منذ أكثر من ثلاثة أشهر لميا محدقه: آسيل. أنتي خارجه؟ آسيل ببرود: أيوة ياماما ؛ هروح المكتب عشان أفوق وألهي نفسي في الشغل شويه لميا لاويه شفتيها: وهترجعي أنتي؟ آسيل واضعه يدها على فمها: مش هتأخر ياماما ساعتين زمن بالكتير. لميا ممسده على ظهرها: مالك كده شكلك تعبان وخاسه. ما تيجي اخدك للدكتور ان شالله يكتبلك شوية فيتامينات ومقويات آسيل مبتلعه ريقها: لا ملهوش لزوم. كام يوم وهابقي تمام سهيله بحيويه: صباح الخير عليكوا لميا، آسيل: صباح النور سهيله بنظرات متفحصه: رايحه فين كده ياسولي؟ آسيل باأبتسامه: رايحه المكتب، متهيألي مش محتاجاني في توصيله ولا حاجه بعد التخرج سهيله بمرح: لا هحتاجك بقي لما أتعين وتوديني الشغل. آسيل بضحكه مزيفه: ههههه أنتي مش ناويه تعتقيني؟ سهيله: تؤ مش ناويه خالص لميا محتضنه أبنتاها: **** يخليكوا لبعض ياحبايبي آسيل: ياارب، عن أذنكوا لميا: خلي بالك من نفسك ياآسيل آسيل بهدوء: حاضر ياماما - أنصرفت آسيل بعجاله بينما ظلت سهيله مسلطه بصرها على والدتها التي دبت الحياه إليها مرة أخري ثم أردفت قائله سهيله بحيرة: هي تعرف حاجه عن اللي حصل لميا بتنهيده: لا متعرفش، ومش ناويه أعرفها حاجه. سهيله بنصف أبتسامه: مفيش حاجه بتستخبي ياماما وهتعرف هتعرف لميا موليه ظهرها: *** ييسرها ساعتها. اللي يهمني انكوا بناتي واهتفضلوا اخوات طول عمركو سهيله ناظره للاسفل: طبعا. - وصلت آسيل لمكتب المحاماه الخاص بها. حيث وجدت الأتربه والغبار قد عم المكان وكأن سنين مرت على غيابها. رسمت أسمه على مكتبها الخشبي المغطي بطبقه من الاتربه حيث بدا ظاهرا وسط هاله رماديه اللون. ألتفت برأسها تتفحص غرفة مكتبها فوقعت عينيها على تلك الصورة المعلقه على الحائط والتي كانت معبره تماما عما مرت به. وما هي إلا ثواني حتى أستمعت لطرقات خافته على باب مكتبها فتوجهت بخطوات مرتعده متوجسه صوب الباب لتفتحه فوجدت أمامها... كاثرين باأبتسامه: لقد عانيت الويل من أجل الوصول إلى هنا آسيل فاغره شفتيها: كاااثرين! جيتي هنا أزاي وعرفتي المكتب منين؟ كاثرين: لا تنسي بطاقة هويتك التي ما زالت بحوزة سيدي الشاب. والتي أستطعت من خلالها الوصول لعنوان منزلك ومنه إلى عنوان مكتبك الخاص آسيل بتوجس: أهلا بيكي، أتفضلي، بس أيه سبب كل ده؟ كاثرين بتنهيده: حياة سيدي الشاب على المحك، لما لا تعودي لتسانديه وتقفي جواره. آسيل مستجمعه رباطة جأشها: مينفعش، الوضع كده رجع لأصله كاثرين عاقده حاجبيها: حتى وأن أفصحت لكي بمدي غرامه بكي، حتى وان أخبرتك أن قلبه يعاني ويلات فراقك ولكنه لا يتكلم أو حتى يصدر آنينا. كما تعودت عليه دائما كاتم لما بداخله آسيل بوهن: أنا مبقتش عارفه أعمل أيه وأرضي مين كاثرين باأمتغاض: لماذا تودين تحطيم كل ما بدأ سيدي بناؤه؟ آسيل محدقه: ، هااااا. كاثرين بضيق: أنا على ثقه أن سيدي يدبر للتخلص من تلك الأناس الذين يحاوطوه ليبدأ حياة جديدة. ينقصها وجودك جواره دعم وسند آسيل رامشه بعيونها: ... كاثرين ضاغطه على كف يدها: أقسم لكي أنه بحاجتك آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: هو اللي باعتك كاثرين: على العكس سيدتي، فأنه رافضا وجودك جواره ويعتبر هذا طمعا منه وتعديا على حمايتك آسيل ناظره للأسفل: ... - ذفرت كاثرين أنفاسها المختنقه ثم قامت بأخراج ورقه كرتونيه صغيره من جيب حقيبتها ثم مدتها لها قائله كاثرين: هذه البطاقه الصغيره تحمل عنوان القصر تفصيليلا، أتمني أن يكون الحب قد طرق بابك كما أقتحم أغوار قلب سيدي الشاب، أستئذنك. - أنطلقت كاثرين سريعا لخارج المكتب والبنايه باأكملها بينما كانت آسيل مسلطه بصرها على تلك البطاقه ( الكارت ) وبرأسها الف سؤال متضارب مع الأسئله الاخري، ولكنها حتما ستصل لقرار بشأن ذلك. - داخل مكتب رئيس النيابه. وبعد شهادة عيسي الصريحه قررت النيابه أصدار أمر بالقبض على جاسر ومواجهته بأعتراف عيسي ضده وجمع كافة الدلائل حتى تكون القضيه مستوفاه لتقديمها لهيئة القضاء، بينما كان جاسر بحجرة روكس ممدا بجواره على الأرضيه يمسد على فروته السوداء برفق. فوجد هاتفه قد علت أصوات رنينه لتعلن عن أتصالا هاتفيا من المحامي الخاص به فاأضطر للرد عليه متأففا جاسر بتأفف: خير؟ المحامي بهلع: طلع أمر بالقبض عليك ولسه البوة سايبه الشركه حالا جاسر قابضا على عينيه: وماله المحامي باأقتضاب: انا قولتلك وعملت اللي عليا. وانت عايز تلحق تنفد بجلدك يبقي... جاسر بنبرة جديه: لا مش هنفد بجلدي ولا حاجه، خلاص عادي. اقفل انت المحامي بصدمه: براحتك. - نهض عن جلسته ثم توجه للخارج بخطوات ثابته بطيئه، شعر بنفاذ طاقته لمواجهة الجميع، فهو ليس بأله ألكترونيه. بشر مثله كمثل إي بشر. لا يهاب المواجهه او حتى الموت فبنظره كل ما هو أت يتساوي ببعضه البعض. - بينما قررت آسيل السماع لنصيحة كاثرين. ومحاولة العودة لعلها تستطيع التأثير بحياته حتى وأن لم تكن له، أرتدت ملابسها الخفيفه التي تسهل عليها حركتها. فليس أمامها سوي الهرب حتى ولو لبضع ساعات، أطلت برأسها خارج الغرفه لتستكشف من خارج الغرفه فوجدت والدتها داخل غرفة أعداد الطعام ووالدها مازال قابعا بمكتبه وأختها الصغري منسجمه بترتيب غرفتها. دلفت خارج الغرفه على أطراف أصابعها ثم توجهت خارج البنايه بأكملها في غفله من الجميع. أستقلت سيارة أجرة وأنطلقت بها نحو العنوان المدون على تلك الورقه. وفي غصون النصف ساعة قد وصلت لمحيط القصر، كان جاسر جالسا بشرفة غرفتة ينفث سجائره منتظرا لتلك القوة الموكله بالقبض عليه وفجأة لمح سيارة أجرة تصف أمام البوابه وتدلف آسيل خارج السياره، هب من مكانه فزعا وهبط الدرج الرخامي بسرعة البرق متوجهها إلى الخارج بخطوات راكضه حتى وصل أليها. جاسر قابضا على ذراعها: أنتي أيه اللي جابك هنا، وعرفتي تيجي أزاي آسيل بفزع: اا ا، ا اصل... جاسر بنظرات حادة ولهجه غليظه: أنتي أكيد حصل حاجه في دماغك، أمشي من هنا فورا آسيل بدموع: على فكرة أنا جايه أساعدك مش برمي نفسي عليك جاسر جاذبا أياها لتلتصق به: أفهمي بقي، انا قاعد مستني نهايتي. مستني قوة من الشرطه جايه تقبض عليا دلوقتي لازم تمشي من هنا آسيل بنظرات دافئه: مش هسيبك، هقف جمبك وأدعمك. جاسر ناظرا لعينيها: ياريت كان ينفع يامليكتي، ارجوكي تمشي. اول مرة في حياتي اترجي حد آسيل بأصرار: لا مش ماشيه - أستمع جاسر لصوتا خافتا يشبه أبواق سيارات الشرطه فأشتعلت عينيه غيظا ثم جذبها خلفه ليدلف بها لداخل القصر، وقف جوار الباب الحديدي ثم هتف ب جاسر بحده: أمشي من باب الجراج اللي ورا مش هتلاقي عنده حرس آسيل: لا أنا معاك جاسر مصرا على أسنانه: أنا مش داخل معاكي دور عند، ليه مش عايزة تسمعي الكلام. آسيل بتنهيده: قدري بقي معاك، أعمل أنا أيه. بقي في أكبر من مجرد ورقة جواز بتجمعني بيك، حته منك **** زرعها جوايا، تقدر تقولي أعمل أنا أيه دلوقتي وكل حاجه خرجت من أيدي - أصابته الصاعقه وغمت عينيه هالة سوداء من هول ما سمع، فلقد أصبح أبا محكوم عليه بالأعدام من كل من حوله، أبا ليس له حق الحياة الطبيعيه وسط أسرة متكامله، أبتلع ريقه الجاف بمرارة ثم أردف بنبره متقطعه قائلا. جاسر بصوت متقطع: ح حامل!؟ مينفعش، انا منفعش اكون إي حاجه، أجهضيه نزليه أعظلي اي حاجه. اوعي تخليه يتولد في دنيا زي دي، ليه تحكمي عليه يعيش متعذب طول عمره ويتعير بيا، ليه تتعسيه حرام آسيل بنبره هادرة: ليه مش عايز تفوق من غيبوبتك، **** بيسامح ياجاسر وانا هقف جمبك ليه مصمم تخسر نفسك. جاسر بنبره صادحه وهو يهز ذراعيها: الناس مبتسامحس ؛ احنا في دنيا الناس اللي بيحكموا مش ****. **** لو سامحني الناس مش هتسامح. - قطع حديثه طيفا مر أمام مخيلته. حيث لمح قناصا يتربص بهم عن طريق المرآه المعاكسه، فزع وحدقت عينيه بقوة ثم أدارها لتقف خلفه ويسد عنها إي ضرر كما أخرج سلاحه من خلف ظهره فكانت رصاصة القناص أسرع أليه منه، أطلق القناص رصاصه أخترقت ضلوعه لتسكن بقلبه بينما اطلق جاسر رصاصه أخري من سلاحه لتصيب رأس ذلك القناص، صرخت آسيل وتعالت صيحاتها عند رؤيتها بحر الدماء الذي أنهمر من صدره بينما أردف قائلا. جاسر كابحا أنينه: بسسسسسس، طول عمري مبحبش الصريخ والصوت العالي آسيل ببكاء: حد ييجي هنا. حد يجيب أسعاف كاااااااثرين انتي فيييين - حاولت ا مساك به حتى تحصنه من السقوط ولكنه رفض مساعدتها وتشبث بالعمود الحديدي القائم جوار باب القصر حتى يظل واقفا جاسر: متمسكنيش، انا مش ضعيف آسيل بدموع: أرجوك تقاوم، مش عايزة أخسرك. جاسر ملامسا لوجنتيها ماسحا عنها عبراتها: ياريتني ما عرفتك، كنت هفضل جاسر الليث، بس أنتي كنتي الحاجه الوحيده الحلوة اللي حياتي، أوعي تكوني لسه بتكرهيني. أوعي تكرهي واحد أختار الموت عشان بس يبقي جمبك، كنت عارف ان النهايه قربت بقربك مني ومترددتش. سيبتك عايشه وكنت عارف أن انتي اللي هتنهي أسطورة الليث، بحبك آسيل. - انسالت دموعها بغزاره لم تعهدها من قبل. فها هو أخيرا يعترف بحبه لها ولأول مرة. ولكن بالوقت الخطأ، لقد خسرت وجوده بحياتها للأبد. بدأ جسده يتثلج والدماء تهرب منه كما شعر بنفاذ طاقته فاأستسلم بعد مجاهده وترك العنان لقدمه حتى يسقط أرضا بين أحضانها، في حين ظلت كاثرين ملتزمه مكانها على باب الغرفه ودموعها لا تتوقف ولكن بصمت. لم تستطع الاقتراب حتى لا تري سيدها ولأول مرة بتلك الحاله، بينما ركض روكس عقب سماعه لصوت طلقات ناريه لداخل القصر فوجد سيده ملقي أرضا. أنبطح روكس أرضا وكأنه أنسان وبشر يشعر ويتفهم. فكانت عيناه الواسعتين قد اغرورقت بالدموع وظل يأن في صمت. جاسر قابضا على عينيه: أسمعيني كويس أوي. حقي لازم يرجع، خلي كاثرين تديكي كل الورق اللي معاها هيساعدك ويفيدك، متمديش أيدك على فلوسي وأتبرعي بيها كلها. ما عدا المزرعه، دي مكتوبه بأسمك أوعي تفرطي فيها. انا حبيتها أوي آسيل بنبره متشنجه على أثر البكاء: كفايه كلام و... جاسر واضعا أصبعه على فمها: سيبني اخلص أخر كلامي، متسميش أبني على أسمي، سميه على أسمي الحقيقي آسيل بشهقه ممزوجه بالبكاء: هاااااا. جاسر مبتلعا ريقه: هتلاقي كل الورق اللي يثبت هويتي الحقيقيه مع كاثرين آسيل ملامسه وجنتيه: أسمك أيه؟ جاسر مغمضا عينيه: هاتيلي حقي، مش هسامحك لو مجيبتيش حقي يا، يامليكتي آسيل ماسحه عبراتها: حاضر. حاضر و**** وكمان ها، جاسر، انت نمت، جاسر قوم - أنقطعت أنفاسه فجأة وخفت قبضته الممسكه بكفها وبدت ملامحه في الشحوب، هدر صوت صراخها الذي أمتزج بنباح الكلب عاليا وصدحت نبراتها أرجاء المكان تشكو لبارئها مرارة فراقه. آسيل بتألم: أأأأأأأأأأأأأأأأه... الفصل الثلاثون والأخير - وصلت قوات الشرطه فوجدت القصر خاليا من الحراسه، توجسوا خيفة أن تكون تلك خدعه جديده من جاسر ولم يكن لديهم العلم أن رجاله فروا هاربين بعد أن علموا بمقتله. بينما كانت آسيل تضم رأسه بين أحضانها وتفيض عيناها أنهارا من الدموع الحارة إذ بقوات الشرطه تقتحم القصر وتغزوه من كل مكان حتى أمت بهم، وما أن عثرو على جثمان ذلك القناص حتى تحفظوا عليه وعلى جثمان جاسر ولكنها رفضت ( آسيل ) رفضا قاطعا تسليمهم جثته حتى لا يتم تشريحها. الضابط باأمتغاض: اللي بتعمليه ده مش قانوني، أنتي كده بتعطلي موظف حكومي عن أداء وظيفته آسيل ببكاء: مش هسيبهولك، ده جوزي ومن حقي أرفض أنكوا تقطعوا في جسمه الضابط بوجه مكفهر: هو أحنا هنقطع ونرمي للكلاب، ده الطب الشرعي والجثه لازم تتشرح آسيل بنبره غليظه: لااااا الضابط 2: النيابه في الطريق عشان تعاين مسرح الجريمه. يبقوا يقرروا هما بقي أيه الحل. - وما هي إلا دقائق وحضرت النيابه بالفعل لمسرح الجريمه، فكانت الفاجعه عندما وجد إيمن ( آسيل ) حاضره بالمكان إيمن بذهول: آنسه آسيل، أيه اللي جابك هنا تاني بعد ما رجعتي البيت آسيل ببكاء: ... إيمن قابضا على شفتيه: أنتي كنتي موجوده لما الجريمه وقعت آسيل مومأه رأسها: ... إيمن حاككا طرف ذقنه: اا ا يبقي للأسف لازم تيجي معانا آسيل محدقه: ... - لم تجادل آسيل معه في الحديث بل توجهت لمقر مديرية أمن القاهرة للتحقيق بالواقعه بينما رأي إيمن ضرورة إبلاغ أمجد بما جد من أمور، فلم يتمهل أمجد إذ توجه على وجه السرعه لمقر المديريه لحضور التحقيقات برفقتها ولكن كان الأمر غاية الصعوبه، وبينما هو منهمكا في محاولاته المتعددة للدلوف إليها إذ بهاتفه يصدر ضجيجا معلنا عن مكالمه هاتفيه. أمجد: أيوة ياعمي، أه عارف هي فين، معايا ياعمي متقلقش، هابقي أحكيلك بعدين، أهدي بس ياعمي ومتقلقش، حاضر هجيبها وأجي، سلام لميا بعصبيه مفرطه: ده أنا هبهدلها، أزاي تخرج من ورايا يارؤؤف وراحت فين؟ رؤؤف بنبره عاليه: أهدي بقي يالميا بقالك ساعتين بتشيلي وتحطي على الفاضي، ما خلاص عرفنا هي فين ومع مين. اصبري ترجع ونفهم منها لميا بغيظ: لا لا بنتي أتغيرت ومبقتش زي الأول، أنا حاسه بيها وبتغيرها من ساعة ما رجعت. رؤؤف بتنهيده: مشافتش شويه يالميا. ياريت كفايه ضغط عليها لميا: ... - بعد مرور ما يقرب من ساعتين متواصل من التحقيق أنضم أمجد أليهم للأدلاء بأقواله أيضا على مرئا ومسمع من آسيل أزعجها حديثه عنه، وما أن أنتهي التحقيق حتى تم الأفراج عنها من سراي النيابه أمجد باأقتضاب: أستني هوصلك آسيل بنظرات حاده: مش عايزة منك حاجه، انا اعرف سكتي كويس أمجد بنبره منفعله متهكمه: كل ده عشان المجرم بتاعك!؟ آسيل بنبره هادره: ملكش دعوة بيه، هو دلوقتي بين أيد ****، أنت متعرفش حاجه عنه وعن حياته أمجد بعصبيه: لا و****! مكنش ده كلامك ياحضرت المحاميه، واضح انك حبيتيه لدرجة العمي آسيل بنبره عنيفه: أه حبيته، موته طهر كل الذنوب اللي عملها. حتى في حقي أمجد عاقدا حاجبيه: في حقك!؟ آسيل بتهكم: عن أذنك. - صارت بخطوات راكضه لخارج مبني المديريه وتوجهت صوب منزلها وهي بحالة من الأنهيار العصبي والبكاء الشديد. حتى أن والدتها التي أقسمت على تلقينها درسا قاسيا قد رق قلبها وشعرت بوغزة أجتاحت كيانها من تلك الحاله التي وصلت بها. ظلت تبكي مرارا حتى شعرت بعينيها قد جفت بها الدموع. أستمعت لتلك الكلمات التي رددها على مسامعها قبل أن تصعد روحه لعنان السماء، فاأقسمت على أن تحارب وتقاتل حتى تعود بحقه الذي طالبها به... ظلت على وضعيتها تلك أربعة أيام كامله. حتى أشرق نور الصباح وسطع ضوء الشمس الذهبي في المكان معلنا عن يوم جديد، نهضت عن فراشها بتثاقل وملامح منهكه. ثم أرتدت ملابسها القاتمه السوداء ووضعت نظارتها القاتمه أعلي رأسها. ثم توجهت للخارج لميا بذهول: أنتي رايحه فين؟ آسيل باأمتغاض: هروح أشوف جثته أدفنت ولا لأ لميا بصدمه: أيه!؟ وانتي مالك. احنا ما صدقنا خلصنا من الهم ده. آسيل مبتلعه ريقها بمراره: مينفعش ؛ ده جوزي. و و وأبو بنتي او أبني اللي جاي لميا ضاربه على صدرها: يالهووووي، نهارك أسود. انتي... آسيل قابضه على عينيها: حامل لميا ممسكه ذراعها ثم هتفت بنبرره هادره: حااااااامل! الطفل ده لازم ينزل. مش هتبقي أم لأبن واحد زي ده آسيل بعصبيه: لا مش هنزله. ده أبني، حته مني ومش هفرط فيها لميا بصراخ: يارؤؤؤؤؤؤف تعالي ألحقني رؤؤف مهرولا: في أيه يالميا ايه اللي حصل؟ لميا باأختناق: بنتك حاااااااامل، ومن واحد مجرم ومش عايزة تنزله رؤؤف محدقا: حامل! لميا بتشنج: أتصرف معاها انا تعبببببببت، مش قادرة أتحمل أكتر من كده رؤؤف بهدوء: أهدي يالميا، مبروك ياأسيل لميا فاغره شفتيها: أنت بتباركلها؟ على الوكسه اللي هي فيها، ده محدش يعرف انها اتجوزت ده لو اعتبرنا جوازها صح رؤؤف بتنهيده: روحي أنتي ياآسيل وسيبيني مع ماما لميا بحده: لا مش هتروح حته و... رؤؤف جاذبا أياها: تعالي بس نتكلم جوه. مش هنا - دلف رؤؤف لغرفة مكتبه جاذبا خلفه لميا. أوصد الباب ثم أجلسها وجلس قبالتها هاتفا رؤؤف مصرا على أسنانه: شئتي أم أبيتي هو ده الواقع، بنتك اتجوزت وحامل وجوزها مات، الطفل اللي جاي ملهوش ذنب وحتى أبوه مش عايش عشان تقولي كده، أنا شايف أنك تتقبلي الوضع وبلاش تعملي كماشه على بنتك عشان متضطريهاش تتصرف من وراكي وتروح مشوايرها بالغصب عننا. لميا بنبره فظه: لو سهيله بنتك مكان بنتي آسيل. هتوافق وتتكلم بالهدوء ده رؤؤف بحده مشيرا باأصبعه تحذيرا لها: أنا بحذرك يالميا تجيبي سيرة الموضوع ده تاني، آسيل بنتي مش بنت حد تاني و**** يعلم انها وسهيله واحد عندي وعمري ما ميزت بينهم بالعكس، على طول بدي آسيل أكتر عشان محسسهاش بأي حاجه، ليه عايزة كل شويه تفكريني أنها بنت جوزك القديم ياهانم. - هزت عبارته جسدها ( آسيل ) حيث كانت تتأهب للخروج من المنزل وأستمعت إلى كلماته الاخيره. فقد أعتقد انها ذهبت إلى حيث تريد ولكنها لم تذهب بعد، وقفت بمكانها لاتقوي على الحركه بضع ثوان تستجمع قواها وتتعقل ما سمعته ثم طأطأت رأسها للأسفل وأبتسمت على حالها أبتسامه ساخره. حتى إبيها ليس بأبيها. تمنت الموت حتى تستريح من أعباء هذه الدنيا التي تقضي عليها شيئا فشئ. وبعد لحظات مريره مرت عليها ألقت بكل ذلك خلف ظهرها فليكن ما يكن والأهم لديها هو الوصول لمبتغاها. - ذهبت آسيل بسيارتها الصغيره حيث مقابر آل جاسر. حيث قررت النيابه السماح بدفنه بعد أن تم تشريح جثمانه وقد تبين أن رصاصة القناص هي التي أصابته حقا، تركت سيارتها بعيدا ثم توجهت لداخل الممر المصفوف على جانبيه مقابر المتوفين. ثم توقفت فجأه عندما لمحت روكس منبطحا أمام مدخل القبر وجواره كاثرين تحاول أصطحابه ولكنه يأبي تمامل، تقدمت آسيل بخطوات بطيئه حتى أشتم روكس رائحتها. فهب من مكانه ناظرا إليها حتى وجدها حتى وجدها تقف قبالته. ظل يقفذ بقدميه وينبح نباحا صادحا وكأنه صراخ، بينما بادلته آسيل الترحيب فأنحنت بجسدها تمسد على فروته وتخلل أصابعها داخلها، في حين بدا على كاثرين ملامح منهاره وعيون دامعه محمرة. كاثرين بصوت خافت: مرحبا بك سيدتي، أنتظر حضورك منذ يومان آسيل بنبره متقطعه ممزوجه بالأنين: أديني جيت كاثرين مشيره بعينيها لروكس: لعل روكس يستمع حديثك، فإنه رافضا التحرك من جوار قبر، سيدي الشاب آسيل قابضه على عينيها بتألم: ... كاثرين بدموع: لكي معي أمانه تخصك، أوصاني سيدي الراحل أن أسلمك أياها في حال أصابته بمكروه، وها قد أصابه آسيل مكفكفه دموعها: أمانه! أمانه أيه؟ كاثرين بنبره غليظه: ما سيساعدك على أسترداد حقه كاملا آسيل بشرود: ، فين الحاجه دي؟ كاثرين: سأحضرها لكي مساءا. أتمني لقاءك بأسرع وقت فلا أعلم ما يخبئه لي الغد آسيل بنبره قويه متحمسه: هستناكي في مكتبي النهاردة بالليل كاثرين: إذا أستئذنك بالأنصراف آسيل ناظره لروكس: سيبيلي روكس، ده من حقي دلوقتي كاثرين بعيون دامعه: ولكن! حسنا فالتحتفظي به سيكون لكي خير رفيق. آسيل جالسه في وضع القرفصاء: شكرا يا كاثرين. بجد كاثرين. - صارت كاثرين بأتجاه المخرج من ذلك الممر بينما ظلت آسيل جالسه على أحدي درجات القبر الرخاميه جوارها روكس. حيث جلس جوارها يأن بتألم وكأنه فقد جروه ( أسم الابن الصغير للكلب ) وليس صاحبه بينما تركت آسيل شلالات فياضه تنهمر من عيناها كانت قد كبحتها لفتره طويله من الوقت، وما أن شعرت بمرور الوقت سريعا وبدأت خيوط الليل تزحف إلى المكان لتخيمه بالظلام نهضت من مكانها وأشارت لروكس حتى نهض من مكانه سريعا للحاق بها. ثم توجهت بسيارتها الصغيره برفقته نحو مكتب المحاماه الخاص بها وظلت قابعه به تنتظر كاثرين، وما هي إلا دقائق حتى حضرت إليها، كانت تشعر بلهفه غير طبيعيه لمعرفة ما الذي يحويه ذاك الصندوق الخشبي الموصد حتى أعطته لها كاثرين. كاثرين ممدة يدها: هذا هو المفتاح الخاص بالصندوق، وهذا الهاتف تابع لذلك القناص اللعين الذي قطف زهرة شباب سيدي بعد أن أعد كل شئ لمواجهة الشرطه، فقد وجدته ملقي بأرضية غرفة المكتب بعد أن تحفظت الشرطه على جثمانه آسيل عاقده حاجبيها: هاتي كده! - وبعد فتح الصندوق. وجدت به العديد من الملفات الورقيه وجهاز الحاسوب الخاص بجاسر. كما وجدت كارت ذاكرة صغيره ( ميموري ) موضوعا بعلبه صغيرة للغايه. فقررت الأطلاع أولا الملفات ثم تفحص كارت الذاكرة فوجدت... آسيل قاطبه جبينها: ده ورق يثبت أن الشركه ملك واحد أسمه. ثروت وورق تاني بيثبت أنه بيستورد موارد غير صالحه للأستخدام الأدمي كاثرين محدقه: إذا فقد كانت نيته التخلص من ثروت وللأبد بتلك الأوراق. آسيل متفحصه الأوراق: ودة شيك بأسم مودة. مكتوب أنه للصرف على دراستها بره كاثرين بتنهيده: ... آسيل محدقه بذهول: ودي شهادة ميلاد. بس قديمه أوي، معقول تكون... كاثرين قابضه على عينيها: نعم، أنها بطاقة هويته الحقيقيه آسيل بدموع: عبدالله، أسمه عبدالله! كاثرين مربته على كتفها: أرجو أن تهدئي، ودعي البكاء والنحيب لوقت لاحق آسيل مكفكفه دموعها: ... كاثرين لتساؤل: وما هذا و هذا؟ آسيل مدققه بصرها: ده عقد بيع القصر لملجأ أيتام و، و و، عقد بيع وشرا بالمزرعه ليا - حدقت مقلتيها وأتسعت فجأة عند قرائتها لتلك العبارات التي بورقه أخري وكانت... آسيل بنبره متقطعه: ا ا، ا عقد جوازنا. وبأسمه الحقيقي كاثرين رافعه حاجبيها: يا لدهائه، جيد جدا آسيل عاقده حاجبيها: ليه؟ كاثرين: سيسهل عليكي أثبات الابن باأسمه الحقيقي كما تمني. - تركت آسيل تلك الأوراق وأمسكت بكارت الذاكرة الصغير لتشغيله على جهاز الحاسوب، فوجدت العديد من الملفات الغير مرئيه ( مختفيه ) ولكن لخبرتها بالتعامل مع الاجهزة الألكترونيه أستطاعت فك الشفره وأظهار الملفات، حيث مقطعين من ( الفيديو ) قامت بتشغيل أحداهم لتجد، محادثه جمعت جاسر وثروت أثناء الاتفاق على أحدي الشحنات الغير قانونيه، ومقطع أخر يجمع بين عيسي وثروت أثناء التأمر على أحدي قيادات الشرطه. شهقت آسيل في فزع واضعه يدها على فمها من هول المفاجأة. فكان ما أعده جاسر لهم يشبه القشه التي قسمت ظهر البعير، بينما كانت كانت كاثرين قد وصلت لذروة السعادة عقب تأكدها من تورط ثروت وعيسي بتلك القضايا كاثرين باأبتسامه: أشعر وكأن الأمل يزداد يوما عن يوم آسيل ناظره على الفراغ: ، كده القضيه مقفوله والحكم فيها معروف، أفتحي التليفون ده ياكاثرين خلينا نشوف في إيه؟ كاثرين: أمرك. - قامت كاثرين بفتح جهاز المحمول بينما كانت آسيل تغلق جهاز الحاسوب أمامها وتضع كل شئ كما كان كاثرين ممده يديها: ها هو الهاتف ألتقطت آسيل الهاتف وظلت تضغط العديد من الضغطات ثم قطبت جبينها عندما لمحت أخر مكالمه هاتفيه أجراها القناص القاتل والتي كانت تقريبا قبل تنفيذ عملية القتل بدقائق معدودة. ألتفت آسيل إليها ومدت الهاتف أمام ناظريها قائله آسيل: شوفي الرقم ده كده، ده كان أخر رقم القناص أتصل عليه. كاثرين مدققه النظر: ، أعتقد أنني لمحت مثل هذا الرقم ولكن، هااااااااا أنه تابع للسيد ثروت آسيل بصدمه: ... كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: نعم أنه هو أنا على درايه بما أقول آسيل بنبره متوعده: الراجل ده حسابه تقل أووي معايا ؛ وحيات بنتي أو أبني اللي أتحكم عليه ميشوفش أبوه ولا أبوه يشوفوا هندمه على اليوم اللي فكر فيه يتخلص من جوزي. - كانت لميا تسير في المنزل ذهابا وأيابا ما بين الساعه والشرفه منتظرها قدوم أبنتها التي خرجت منذ الباكر وحتى الأن لم تعد. حتى أستمعت لصوت قرع طفيف على باب المنزل فتوجهت سريعا لفتحه لميا: آسيل. أتأخرتي كده ليه و، إيه اللي فأيدك ده؟! آسيل ناظره لروكس: ده الكلب بتاع، بتاعي، ودي أوراق قضيه شغاله فيها لميا محدقه: قضيه! أنتي لحق يجيلك قضايا، وبعدين جيبتي الكلب ده منين آسيل دالفه للداخل: بتاع جوزي **** يرحمه. لميا بنبره عنيفه: يادي جوزي اللي أنتي مسكهالي آسيل بتنهيده: عن أذنك ياماما عندي شغل ولازم أخلصه سهيله أتيه من الداخل: سامعه صوت سولي هي جت، هااااااا **** كلب لميا بنظرات ضيقه: عجبك اوي؟ سهيله منحنيه بجسدها على روكس: أه جميل خاااالص بس كبير حبتين. انتي عارفه ياماما أني بحب الكلاب، بس غريبه آسيل واقفه جمبه عادي كده دي كان عندها فوبيا وبتخاف منهم آسيل بضيق: عن أذنكوا سهيله بهمس: مالها ياماما؟ لميا بحزن: منه *** اللي كان السبب في شقلبة حالها وحياتها - دلفت آسيل لغرفتها سريعا وجلست على طرف الفراش تغالب قطره ساخنه تقف على حافة جفنها حتى دلف رؤؤف إليها رادفا بنبره حنونه رؤؤف مربتا على كتفها: تحبي أساعدك في القضيه الجديده ياأستاذه آسيل بعيون دامعه: معتقدش هتقف جمبي في قضيه زي دي يا، بابا رؤؤف جالسا جوارها: وليه لأ؟ آسيل بتنهيده: عشان دي قضيه تخص جوز، جاسر. رؤؤف حاككا طرف ذقنه: طالما انتي مهتميه بيها وعايزة تشتغلي عليها انا في ضهرك وساندك يابنتي آسيل بنظرات غريبه: ... رؤؤف باأبتسامه: متستغربيش آسيل: مين أبويا؟ رؤؤف محدقا بصدمه: ... آسيل ناظره للأسفل: مكنتش أقصد أتصنت عليكوا، انا سمعت غصب عني رؤؤف ممسدا على رأسها بحنو: أنا أبوكي وأنتي بنتي، الأب مش اللي بيخلف يابنتي، الاب اللي بيتعب ويشقي ويربي ويشيل هم عياله، أنتي عمرك يوم حسيتي اني مش أبوكي؟! آسيل محركه رأسها بالسلب: ... رؤؤف: يبقي خلاص. السيرة دي متتفتحش تاني ياسولي، أنتي أول بنت ليا وهتفضلي كده - ألقت بجسدها بين أحضانه وكأنها تستغيث به، فضمها إليه مربتا على ظهرها بهدوء ثم أردف رؤؤف: أبدأي في القضيه عشان نخلصها قبل ما تتشغلي بحفيدي. أنا مش عايزك تهملي في تربيته آسيل باأبتسامه: ... - كانت كلماته كالسحر وقعت على أنيها كبلسم شافي لكل أوجاعها، فا أخيرا ألتقت أنسان متحضر يحمل قلبا نقيا طاهرا يري الجميع بعين الرأفه، بعيدا عن نظرات مجتمعنا الخاطئه النابذه والذي يسلب الحياه لمجرد أخطاء أرتكبها أناس غيرنا. - بالفعل. كان رؤؤف خير أب صنعته لها الأيام. حيث قام بمساندتها ومساعدتها قدر ما أستطاع، شرعت آسيل في رفع القضيه على الفور وتقديم النسخه المصورة من الملفات والمقاطع المصورة التي بحوزتها لتدعيم ملف القضيه، وكان البحث عن ثروت قائما إلى أن تم القبض عليه بالمطار أثناء محاولته الرجوع لأثينا عاصمة اليونان حيث لم يفيده جواز سفره المزور وبطاقة هويته الغير صادقه بعد أن تم الأعلان لجميع الجهات بصورة مصورة له لحين رؤيته بأي مكان. ( مطار القاهرة الدولي ) ضابط الشرطه: البيان اللي معايا فيه صورتك يعني هاتيجي هاتيجي ثروت بحده ونبره منفعله: أنتوا أكيد أتجننتوا، أنتوا عارفين أنا مين؟ ده انا هخلي السفارة تقلب عليكوا الدنيا ضابط الشرطه بلهجه فظه: نكمل كلامنا في المديريه. مش هنا ياأبو سفارة أنت، هاتوا البيه والشنط بتاعتو ثروت متملصا من قبضتهم: أوعي أنت وهو، أوعي بقولك متلمسنيش. ضابط الشرطه بتوعد: أنت مش راجل صغير عشان نبهدلك وسط الناس، تعالي معانا بهدوء أحسن ثروت: ... ( داخل مديرية الأمن ) - كان رؤؤف يقف أمام النيابه وكأن شيئا لم يكن. فقد أوهمه غروره بأن لا توجد عليه أدانه ولن يتوصلو إلى هويته الأصليه، ولكن كان ما لدي النيابه يخالف جميع توقعاتو، حيث أصتطدم بواقع أخر أسوء مما كان يعتقد رئيس النيابه بنبره متهكمه: أعتقد مفيش أقوي من الفيديو اللي أنت شوفت نفسك فيه دلوقتي. ثروت مبتلعا ريقه بصعوبه شديده: ... رئيس النيابه بنظرات خبيثه ونبره ساخره: في قوة دلوقتي زمانها في شركتك، بتعمل عمليه جرد لمكاتب الموظفين يمكن يكون في في حاجه ضايعه كده ولا كده ثروت محملقا عينيه بصدمه: شش شركتي؟ شركة أيه انا ما أملكش إي حاجه في مصر رئيس النيابه بتذمجر: واضح انك لازم تشوف كل حاجه بعينك عشان تصدق. - أمسك رئيس النيابه بأحدي الاوراق الموجودة أمامه على سطح المكتب ومدها أمام ناظريه حتى يتطلع إليها. فأبتلع ريقه الجاف بصعوبه شديده وكأنه لا يقوي على الحديث، أيقن ثروت أن جاسر وراء تلك المصائب التي وقعت فوق رأسه. فلم يأخذه الموت، بل أن موته فتح عليه أبوابا من جحيم. كان عقله ( جاسر ) كالداهيه فقد قام بتوريطه بأكثر من مصيبه حتى لا يستطيع الأفلات. ولا مفرررر. أمرت النيابه بحبسه لمدة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق. بينما كانت آسيل متابعه للقضيه بكل شغف حتى تتعرف على كل ما تتوصل إليه القضيه في حين أسترد أمجد مكانته بالأدارة وعاد لممارسة وظيفته. لم يتنساها يوما ما بل شرع في محاولاته للتقرب منها ولكن دون جدوي. فكانت دائمة التهرب منه لا تريد حتى رؤيته في ظل تلك الظروف، حتى أن حملها بدأ يظهر ولم يكن حتى يعلم به. - بعد مرور سبعة أشهر، كانت قد تقدمت القضيه للمحكمه القضائيه للحكم بها بعد أن تم تأجيل الحكم أربعة أشهر. وقد حان موعد الحكم النهائي بها، حيث أصرت آسيل على حضور جلسة الحكم بنفسها لكي تطمئن على الحصول لمبتغاها بالرغم من أنها كانت تعاني من آلالآم بالظهر وثقل شديد بجسدها جعلها تتحرك بصعوبه لميا بعصبيه: يوووووه يابنتي تعبتيني معاكي، جلسة أيه وزفت إيه دي اللي عايزة تحضريها وأنتي تعبانه كده. آسيل كابحه تألمها: ياماما أنا بخير، لازم أحضر الجلسة، دي الأخيره سهيله أتيه من الداخل: أنا جهزت خلاص ياسولي آسيل واضعه يدها خلف ضهرها: طب يلا عشان بابا مستني تحت بالعربيه هيودينا ويجيبنا لميا واضعه يدها على رأسها: مفيش فايده، اللي في دماغكوا هتعملوه سهيله مقبله وجنتيها: يلا بقي ياماما عديها، سلام - توجهت آسيل للخارج مستنده على سهيله حتى هبطا الدرج وأستقلا سيارة أبيهم متوجهين نحو المحكمه القضائيه. وبعد مرافعات ومباحثات وتقديم العديد من الأدله من النيابه ضد المتهم والأستماع لشهادة الشهود والتي كانت آسيل واحده منهم تم الحكم على كلاهما، حيث حكم على ثروت بالسجن خمسة وعشرون عاما. والحكم على عيسي بالأعدام شنقا لثبوت قضيه قتل أحد قيادات الشرطه عليه. وبعدها رفعت الجلسه. - رأت سهيله سامر جالسا بالمقاعد الأماميه منتظرا سماع الحكم على أخيه، وما أن علم انه حكم عليه بالأعدام حتى أبتسم أبتسامه من زاويه فمه بسخريه وتوجه صوب باب القاعه للخروج ولكنه أستصدم برؤية سهيلة مسلطه بصرها عليه فطأطأ رأسه للأسفل وأنطلق للخارج. - بينما نهضت آسيل من مكانها باأندفاع حيث أنستها الفرحه أنها تحمل داخل أحشائها طفلا قد أكتمل تكوينه. وما أن نهضت عن مكانها حتى أثر أنفعالها على حركة الطفل وأثارتها آسيل بفرحه: الحمد *** **** الحمد ***، مش قادرة أصدق أخيرا اا، اااه اااه رؤؤف بتوجس: مالك ياآسيل. في ايه يابنتي آسيل بتألم شديد: مش قادره ألم رهيب في ضهري ووجع اااااه سهيله باأنتباه: هاااا آسيل أنتي هتعمليها ولا أيه. آسيل بصراخ: ااااااااااااااااااااه - تم نقلها للمشفي حيث تتم عملية ولادتها، كان الأمر صعب حيث أمها بشهرها السابع. لذا قرر الطبيب المتابع لحالتها توليدها قيصريا لتفادي الأخطاء والمضاعفات. حتى جائتهم البشري بميلاد *** ذكر رؤؤف رافعا يده للسماء: الحمد *** ****. اللهم بارك فيه وليه سهيله بمرح: ****. يعني أنا بقيت خالتو أيوووة بقي لميا بتنهيده: الحمد *** أنها قامت بالسلامه دي ولادة السابع مش سهله. سهيله بفرحه: طب يلا نطلع بقي أنا مشتاقه أشوف النونو قوي - صعد الجميع لغرفتها بالأعلي لأستقبال تلك المولود الصغير، والأطمئنان عليها. كانت غافله يسيطر على ملامحها الالم والأرهاق، ثم بدأت تفيق وهي تتأوة تألما من الآم الوضع ولكنها تناست أوجاعها مقابل رغبتها المتلهفه في رؤية صغيرها حتى أتوا به إليها آسيل بدموع: ****، أنت حلو اوي اوي سهيله: وريني ونبي ياسولي هاتي أشيله شويه. آسيل مبتعده بيدها: لا سيبيه في حضني شويه عايزة أشبع منه لميا بلهفه: ولا أنتي ولا هي. هاتي حفيدي انا اللي هشيله رؤؤف لاويا شفتيه: دلوقتي بقي حفيدك، **** يرحم لميا بنظرات ناريه: رؤؤؤؤؤؤؤف رؤؤف: خلاص سكت أهو. بس هاتيه أكبر في ودانه آسيل: أيوة يابابا خده كبر في ودانه سهيله بمداعبه: ياخووووووواتي عليه وعلى خدوده، عسوول خالص خالص آسيل باأبتسامه: ... لميا بتهكم: واضح كده هيطلع شكل أبوه. آسيل مستنده بظهرها على الفراش: ياريت يطلع شبهه رؤؤف ممسدا على جبينه الصغير الناعم: اللهم بارك فيه وليه، هتسميه إيه ياحبيبتي آسيل ناظره لطفلها: ، جاسر، هسميه جاسر بعد مرور 25 عام. - بأحدي المنازل العصريه الغير مترفه، وقفت آسيل أمام المرآه تضبط من وضعية أقراطها الماسيه الزرقاء والتي تتناسب مع فستانها ( الاوفوايت ) ثم وضعت عطرها الجذاب، ليدخل عليها شاب في ريعان شبابه، عريض المنكبين مفتول الذراعين. يشبه أبيه في ملامحه بصورة كبيرة للغايه يرتدي حله لامعه سوداء اللون وقميصا أبيض مزدان بالأزرار السوداء. وفيونكه ( ببيون ) سوداء لامعه، أبتسم أبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء هاتفا. جاسر بصفير: فوووووووو، أنا كده أحتمال أغير العروسه طالما مش شبهك آسيل بضحك: ههههههه يابكاااااش، بعد تعب السنين عشان توصل للبنت اللي بتحبها دلوقتي تقولي أغيرها جاسر بهيام: ااااااه ياماما، مش مصدق أخيرا أنا العريس. انا متهيألي هكتب على ضهري وانا ماشي عشان اعرف الناس كلها أني أنا العريس آسيل مربته على ذراعه: **** يحميك ويباركلك فيها ياحبيبي جاسر مقبلا يدها: ويباركلي فيكي ياأحلي سولي في الدنيا كلها. - تدلف مودة أليهم مرتديه فستان من اللون الذهبي اللامع والمرصع بالألئ، فنظرت صوب أبن أخيها نظرات أعجاب مودة: أووووو ماشاء **** أحلي من العروسه ذات نفسها يادوك جاسر رافعا أحدي حاجبيه: كملي اللقب بعد أذنك ياعمتو مودة بضحكك: هههههه زي القمر يادكتور جاسر ممسكا بسترته ليضبطها: أيوة كده آسيل مربته على ظهره: روح يابني عشان تلحق تجيب عروستك، واحنا هيعدي علينا جدك رؤؤف عشان ياخدنا على القاعه. جاسر موليها ظهره: حاضر، عن أذنكوا مودة ناظره لآسيل: تسلم تربيتك يالولو، **** يخليهولك **** آسيل بتنهيده: متعرفيش أنا تعبت قد أيه عشان أطلعه راجل محترم ليه مكانته ووظيفته والحمد *** نجحت في مهمتي وخليته دكتور قد الدنيا مودة باأبتسامه: وهو هيجيبه من بره!؟ ما أبوه كان راجل برده آسيل باأبتسامه عفويه: وإي راجل، يلا عشان منتأخرش على الفرح. ( مر ما يقرب من عام ونصف منذ وفاة جاسر ولم تعلم شقيقته مودة بموته، حيث أخفت عنها آسيل حقيقة ما حدث خوفا عليها. فقد كانت تعشقه وكأن العالم لم يخلق به سوي رجلا واحدا هو أخيها، في حين عادت مودة في أجازة سريعه لأرض مصر فتفاجأت بموت أخيها الذي دام لعام ونصف دون علمها، لم تتوصل لحقيقته فقد تناسي الجميع الأمر ولم تبلغها آسيل بأي شئ. سوي أن أخيها قد تورط بأمرا ما غير قانوني وعندما قامت الشرطه بملاحقته تم قتله عن طريق الخطأ، كانت تلك بمثابه الصدمه الشديده والصاعقه التي نزلت عليها فظلت كثيرا وكثيرا بداخل حاله نفسيه مزريه، حتى صادفت من كان عضدها في تلك المحنه، كان لها الحبيب والصديق والأخ والزوج والأبن. قد تعرفت عليه بمدينة الضباب لندن في أحدي أقسام التدريس بجامعة كامبريدج فتزوجا ليعيشا قصه من أجمل قصص الحب الطاهره الخاليه من الاضطرابات والتشوهات وقضت سنوات طويله بالمدينه البريطانيه حتى أنها حصلت على تعين بالجامعه البريطانيه، فقد حققت حلمها وأخيرا ). داخل أحدي القاعات المجهزة لأعداد الأفراح والمناسبات السعيده. - وصل جاسر بعروسه لحيث القاعه وسط أجواء أحتفاليه مبهجه وسعيده. حيث أحاطهم الجميع بالفرحه والسرور، كان جالسا ب ( الكوشه ) جوارها والفرحه تتقافذ من عينيه. فأخيرا حصل على مليكته كما أسماها بعد سنوات من الحب والحروب ليحوذ عليها. كانت السعادة تملأ قلبها وهي تري طفلها الصغير الذي عاش معها الربع قرن قد أصبح رجلا يحمل المسؤليه، وأثناء شرودها لمحت سامر وسهيله يدلفان لداخل القاعه متأبطان ببعضهما البعض فاأبتسمت أبتسامه صغيره ثم توجهت صوبهم. آسيل: كده تتأخري يالولو سهيله بمرح: ماأنتي عارفه سامر يومه بسنه ياسولي، الف الف مبروك ياحبيبتي، عقبال ما تبقي جده بقي آسيل: اااااامين ياختي سامر باأبتسامه واسعه: مبروك ياأم جاسر آسيل ضاربه كفا بكف: يخرب بيتك. أنت مش هتبطل تناكفني ياأبو ريما سامر بقهقهه عاليه: ههههههه لا مش هبطل آسيل: لمي جوزك بعيد عني ياسهيله انا بقولك أهو سهيله: خديه وهاتي بداله بوتجاز بدل اللي باظ في البيت. سامر بتنحنح: أحم، لاحظي أني جمبك ياحبيبتي سهيله: ماأنا عارفه ياحبيبي آسيل: ههههه أدخلوا أدخلو، لو فضلت واقفه معاكوا كده هنسي الدنيا. ( بعد تنفيذ حكم الأعدام على عيسي، كانت حياته قد أنقلبت رأسا على عقب. فقد قرر الأعتماد على نفسه وتكوين ذاته دون الأعتماد على إي بشري إيا كان هو، بينما قررت سهيله دعمه ومساعدته بعد أن تأكدت بأن ليس له أدني معرفه بما كان يقوم به أخيه من أعمال غير مشروعه، فكان وجودها جواره أكبر دعم ساعده حتى قام بتنفيذ وعده لها وأثبات حبه الصادق إليها. فتزوجا لينعما بحياة زوجيه منعشه مفعمه بالحيويه والمرح وأنجبا **** واحده ريما لتصبح هي كل حياتهم ). - وقف جاسر بمنتصف القاعه واضعا يديه حول خصرها ومقربا إياها لصدره. ثم همس لأذنيها البيضاوتين التي توردت خجلا عقب ملامسه أنفاسه المشتعله لأذنيها ليبث لها في نبرته شوقه الجارف إليها هاتفا جاسر: كنت راجل معاكي و نفذت وعدي ليكي. بحبك ياكل حاجه في حياتي. بحبك يامليكتي سيلا بنظرات عاشقه: بعد حب خمس سنين وحروب أهليه سنتين مش ناوي تقولي ليه سمتني مليكتك. جاسر ناظرا لعينيها: عشان أنتي مينفعش تكوني ملك حد غيري، بابا **** يرحمه كان عنده حق لما سمي ماما مليكته - كانت آسيل تنظر أليهم بسعادة شديده. فقد حققت رغبتها أخيرا ووصلت بأبنها العزيز لأسمي المعاني للرجل الحقيقي، وبينما كانت آسيل شارده... أمجد بنبره رخيمه: العيال أتجوزو، مش ناويه تراجعي نفسك تاني آسيل باأبتسامه: بعد 25 سنه ياأمجد، معتقدش هينفع خصوصا بعد ما الأولاد أتجوزو أمجد بتنهيده: مش هفقد الأمل. آسيل: لا أفقدن، اللي خلاني أعيش السنين الطويله دي على ذكراه قتدر يخليني أكمل اللي باقي برده لوحدي، شكرا عشان ساعدتني نرسم البسمه على وشوش ولادنا أمجد باأبتسامه: سيلا بنتي ياآسيل، كل همي إني أشوفها مبسوطه. ورفضي لجوازهم أنتي أكتر واحده عارفه سببه، لكن لما حسيت إني غلطت في حق أبنك لما ظلمته بذنب أبوه رجعت عن اللي كنت بعمله وسيبتهم يكملوا حياتهم سوا آسيل باأبتسامه: برده شكرا، عن أذنك. - أنقضت الليله وقد ذهب الجميع لدياره سعيدا. حيث جلست آسيل على فراشها القابع بغرفتها بالمزرعه بعد أن طلبت من كاثرين إعداد قدحا مميزا من القهوة الساخنه. وأمسكت قلمها الفضي ومذكراتها لتكتب السطور الأخيره بداخلها. آسيل: وها أنا أسطر بقلمي أخر سطور بمذكراتي، فدائما كنت مليكته وسأظل كذلك حتى ألقاه. فقد أمتلكني وحده وليس سواه يسكن قلبي. - أغلقت مذكراتها المدونه بعنوان مليكة الوحش - ثم سحبت الغطاء المبطن عليها لتغوص بنوم عميق بعد يوم شاق... تمت [/QUOTE]
إدراج الإقتباسات…
التحقق
1+1
رد
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
مليكة الوحش - السلسلة الثالثة - عشرة اجزاء
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
موافق
معرفة المزيد…
أعلى
أسفل