قائمة
الرئيسية
ما الجديد
الأعضاء
الـتــيـــوب
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
سجل عضوية لنشر مواضيع ومشاركات ومحادثة الأعضاء بدون إزعاج الإعلانات
تم فتح باب الاشرف تقدم لطلب الاشراف علي اقسام المنتدي
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
أسير عينيها الجزء الرابع | السلسلة الرابعة | حتى الجزء التسعين 10/10/2023
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابيقور" data-source="post: 48028"><p>الفصل الحادي والسبعون</p><p></p><p>جلطة!</p><p></p><p>ما إن خرجت تلك الكلمات من فم الطبيب تلاها لحظة صمت طويلة، فزع سيطر على الجميع، الجم ألسنتهم جمد الدماء في عروقهم، لم يكمل الطبيب جملته اوقفه صوت صرخة قوية صدرت من لينا باسم زوجها تبعها صوت ارتطام قوي، نظر الجميع فزعا لما سقط، ليصرخ زيدان باسم لينا هرع يحملها بين ذراعيه صاح حمزة في الطبيب، هرولوا جميعا الي أحدي الغرف الفارغة زيدان يحمل لينا ومعه حمزة، وبقيت هي، قدميها لم تعد لها القدرة على تحمل ما يحدث جسدها ينتفض وكأن كهربا ضربته، والدها اولا والآن والدتها، جسدها وكأنه التصق في المقعد تبكي فقط تبكي تتسابق دموعها في الانهمار، تنظر لغرفة والدها، بجهد شاق رفعت جسدها من فوق المقعد تجر ساقيها إلي غرفته، وقفت جوار الباب الغرفة الشبة مغلق فقط شق صغير رأت من خلاله حسام أخيه يجلس ارضا على ركبتيه جوار فراش والدها يبكي يمسك بيد والده يقبلها بين حين وآخر سمعت صوته الضعيف احست نبرته الخائفة المرتعشة:.</p><p></p><p>- كدة يا حج، كدة توقع قلبي عليك، تتعب وتخوفني، مين هيشتمني ويقولي يا حيوان، وهما 200 جنية ما فيش غيرهم، عارف لو تعبت تاني هتجوز البت سارة غصب عنها، هخطفها واتجوزها</p><p>لحظات ورأت دموعه تتسابق ليميل براسه يضع رأسه على الفراش يحتضن ذراع ابيه يبكي بعنف يجهش في البكاء:</p><p>- أنا آسف لو في يوم زعلتك، قوم أنت بس بالسلامة وأنا مش هزعلك تاني، أنا بحبك اوي يا بابا، و**** إنت اغلي حاجة عندي في الدنيا.</p><p></p><p>وقفت تنظر لحالة أخيها تبكي على حاله وحال والدها، تحركت عينيها تتوجه الي جسد أبيها المسطح على الفراش يتصل به كل الكثير من الأجهزة الطبية، يغلق عينيه جسده ساكن يستسلم لحالة سكون مخيفة لم تعهدها منه قبلا، حركت ساقيها تدخل إلي الغرفة ليرفع حسام وجهه ينظر لمن أتي لا يهمه أن رآها أحد هكذا لا يهم إن عرفوا من يكون كل ما يهمه الآن هو ذلك الساكن على الفراش بلا حول ولا قوة، كسي الحزن عينيه ينظر لشقيقته متألما.</p><p></p><p>ينظر لخطواتها البطيئة تجر جسدها ناحية فراش والدهم اقتربت من الفراش لتميل بجسدها تسند رأسها الي كتفه اغمضت عينيها تهمس له بصوت خفيض مختنق خائف:.</p><p></p><p>- بابا، أنا عارفة انك سامعني، أنا آسفة، آسفة لو في يوم زعلتك، و**** ما كنش بيبقي قصدي أنا بس، كنت مقهورة اوي لما عرفت أن اللي عملتوه كان لعبة، قلبي اتوجع من اللي هو عمله ومن اللي عرفت انكوا عملتوه، ما تزعلش مني، وقوم عشان خاطري أنا عمري ما اتخيلت ابداا اني اشوفك كدا...</p><p></p><p>في مكان آخر، مكان استراح فيه جسده وتوقف عقله قليلا عن التفكير في كل مشاغل العائلة، مشهد من عقله الباطن ربما، يجلس هو على أرض خضراء اعشابها كثيفة يستند بظهره الي جزع شجرة كبيرة يغمض عينيه يستريح، يتنفس هواء بارد يغزو كيانه يربت على روحه الملتاعة، صوت بكاء صغير جعله يفتح عينيه ينظر حوله متعجبا ليجد *** رضيع يبكي موضوع جواره أرضا على العشب، رفعه بين ذراعيه ينظر له مبتسما، لينتفض على يد وضعت على كتفه نظر جواره سريعا ليجد زيدان صديقه يجلس جواره يحمل هو الآخر *** صغير بين ذراعيه توسعت عينيه مدهوشا ينظر لصديقه الجالس جواره يبتسم في هدوء، ليمد زيدان يده له بالطفل الآخر فحمل الطفلين كل منهما على ذراع ابتسم له يقول بهدوء:.</p><p></p><p>- ولاد خالد</p><p>قطب خالد جبينه متعجبا ينظر للطفلين مدهوشا ليعاود النظر لصديقه يتمتم مذهولا:</p><p>- ولادي أنا؟!</p><p>ضحك زيدان ضحكة عالية يحرك رأسه نفيا نظر لصديقه يقول مبتسما:</p><p>- أنت نسيت ولا ايه، فاكر لما قولتلك أنا هسميه خالد عشان يطلع رخم زيك</p><p>انتفض قلب خالد للحظات هل يقصد زيدان أن هذين الطفلين أحفاده أولاد زيدان، ضمهما لصدره برفق ليعاود النظر لصديقه تنهد يقول تعبا:.</p><p></p><p>- أنا تعبت أوي يا زيدان، تعبت اوي يا صاحبي، الدنيا كلها بتتهد من حوليا</p><p>ابتسم زيدان في هدوء يربت على كتف صديقه يشد من ازره يردف مبتسما:</p><p>- بطل تحاول تعاند القدر يا خالد، المكتوب هيحصل هيحصل مش بإيدك توقفه، مش لازم تلوم نفسك أنك دايما السبب، شيل مناخيرك من كل المشاكل عشان ترتاح، وخد بالك حماك مش ناويلك على خير، خلي بالك من نفسك يا صاحبي ومن الواد خالد، سلام يا صاحبي...</p><p></p><p>قالها ليتلاشي كسراب يبتسم بينما جلس هو ينظر للطفلين الصغيرين وضحكاتهم البريئة يبتسم يشعر براحة تملئ كيانه، يسمع صوت ابنته يأتي من بعيد يسمع كلماتها وهي تعتذر، يخترق حلمه كل كلمة تقولها ولكنه لم يهتم حقا لم يهتم لم يرغب في أن يرحل هو والطفلين هنا يجلس يستريح يسمع ضحكاتهم البريئة سلوي قلبه مما لاقي</p><p>عودة للغرفة، رفعت لينا رأسها قليلا تنظر لحسام تسأله بصوت خفيض متحشرج:</p><p>- هو بابا كويس يا حسام.</p><p></p><p>نظر لها للحظات صامتا مشفقا ليحرك رأسه إيجابا وقف يمسح وجهه يبعد ما نزل من دموعه حمحم يحاول إجلاء تلك الغصة القاسية التي خنقته يحادثها بترفق:</p><p>- الحمد *** جت سليمة، جلطة خفيفة قدرنا نتعامل معاها بالأدوية، سيبيه دلوقتي يستريح وارجعي اوضتك انتي كمان محتاجة ترتاحي، تعالي.</p><p></p><p>انهي جملته يمد يده لها، ترددت للحظات تنظر لوالدها خائفة عليه، مالت تقبل جبينه لتتحرك ببطئ تشعر بألم بشع يمزق احشائها، تقدمت تمسك بيده ليبتسم لها متعبا حزينا شاحبا، لف ذراعه حول كتفيها يتحرك بها للخارج، لتلقي ناحية فراش أبيها نظرة أخيرة، قبل أن يخرج بها من الغرفة يغلق الباب على والدهم...</p><p></p><p>اصطحبها الى أقرب غرفة من غرفة والدهم يمشي معها برفق، دخل معها الي الغرفة يغلق الباب عليهم يجذب الستار ليحجب رؤية من في الخارج، اقترب منها يطوقها بذراعيه يشدد على احتضانها، أدمعت عينيه، بينما انهمرت دموعها، تعالت شهقاتها تتمسك بملابسه تخفي وجهها بين ثنايا صدره، تتلعثم من بين شهقاتها:.</p><p></p><p>- هو أنا وحشة اوي كدة يا حسام، أنا عملت ايه وحش في حياتي عشان يحصلي كل دا، أنا مش عايزة زيدان، بس عايزة ابني، ابني اللي راح مني، روحي اللي كنت حاسة بيها بتكبر جوايا يوم ورا يوم، قلبي بيوجعني اوي يا حسام، وبابا، أنا عمري ما تخيلت أنه ممكن يقع كدة، بابا رغم كل المشاكل والمصايب اللي بتحصل كان دايما بيبقي موجود، أنا خايفة عليه اوي، وماما مش هتستحمل أنت ما بتعرفش هي بتحبه قد ايه، حياتنا كلها بتنهار يا حسام.</p><p></p><p>تركها تخرج كل ما يجثم فوق قلبه للحظات طويلة وهو صامت لا يتفوه بكلمة، قلبها يحترق حزنا على الجميع، يتمني فقط لو في يده شئ ليقدمه، يساعد ولكن ما باليد حيلة كما يقال، دقائق طويلة وابعدها عنه يمسح دموعها المتساقطة يحاول رسم ابتسامة مطمئنة على شفتيه:.</p><p></p><p>- بابا هيبقي كويس صدقيني، خالد باشا السويسي ما يقعش بسهولة، هو بس بيريح من همكوا شوية، أما انتي فأنا عايزك تعرفي وتتأكدي أن نزول الجنين في مصلحتك انتي وزيدان، انتوا محتاجين فرصة تبعدوا عن بعض ما يبقاش فيه اي حاجة ربطاكوا، تراجعوا مشاعركوا من الصفر، أنا عارف إن الموضوع صعب ويمكن اكتر من عليكي، بس صدقيني دا أفضل ليكي وليه.</p><p></p><p>صمت للحظات ليعطيها ابتسامة مرحة زائفة دني بجزعه قليلا يحملها بين ذراعيه يتوجه بها الي فراشها يردف مبتسما:</p><p>- أما الأستاذة بقى فمحتاجة ترتاح لأنها تعبانة واحنا في غني عن أن يحصل اي مضاعفات</p><p>وضعها على الفراش لتنتصف جالسة، بينما جلس هو أمامها اضطربت مقلتيها في الفراغ حولها ليمد هو كف يده يربت على وجنتها يتمتم:</p><p>- أنا هروح اشوف اخبار الدكتورة لينا إيه، نامي شوية.</p><p></p><p>نظرت لشقيقها تبتسم ممتنة، هي حقا تغبط نفسها في تلك اللحظات على وجوده في حياتهم، ارتمت بين ذراعيه تعانقه تتلمس دفئ وأمان والدها بين ذراعيه ليبتسم لها ابعدها عنه قليلا فقط يقبل جبينها مبتسما ليمسعا في تلك اللحظة صوت شهقة مذهولة تأتي من عند باب الغرفة التفت حسام سريعا ليري أحدي الممرضات تقف جوار باب الغرفة تنظر له وهو يعانق لينا ويقبل جبينها، مذهولة عينيها متسعة في دهشة، بينما احتدت عيني حسام غضبا يصيح فيها:.</p><p></p><p>- انتي واقفة عندك متنحة كدة ليه وازاي تدخلي اي اوضة اصلا من غير ما تخبطي بابها اتفضلي يا أستاذة حسابك مع شؤون العاملين</p><p>أصفر وجه الممرضة فزعا لتخرج من الغرفة سريعا تغلق الباب خلفها، وقف حسام يجذب الغطاء يدثر شقيقته وقف أمامها يردف مبتسما:</p><p>- نامي وما تفكريش في حاجة، لما تصحي هتلاقي كل حاجة كويسة.</p><p></p><p>ابتسمت له ابتسامة شاحبة تحرك رأسها بالإيجاب تحرك هو يحضر محلول وريدي علقه على الحامل الخاص به ليغرز سنه برفق في كف يدها، امسك رسغها يقيس نبضات قلبها، تنهدا مرتحا يضع يدها جوارها برفق توجه ناحية المحلول يغرز به مصل مهدئ، نظر لشقيقته يبتسم حزينا للحظات ليتركها ويخرج من الغرفة يجذب الباب يغلقه عليها، لترفع هي رأسها لأعلي تنظر للسقف أمامها رغما عنها انسابت دموعها حين مدت يدها تتحسس بطنها التي باتت الآن فارغة، تكالبت دموعها بغزارة تحادثها طفلها الغائب:.</p><p></p><p>- سامحني يا حبيبي إني ما عرفتش أحافظ عليك، كان نفسي تعيش واشيلك على ايدي واخدك في حضني، أنا السبب مش زيدان أنا اللي ضيعتك مني، أنا اللي اذيتك واذيت نفسي</p><p>شيئا فشئ وبدأت تشعر بجفنيها يثقلان وجسدها يرتخي، لم يتبقي سوي دموع صامتة تكوي قلبها حزنا، إلي أن غابت تماما عن الواقع المؤلم.</p><p></p><p>على صعيد آخر توجه حسام ناحية قسم الطوارئ، ما إن أقترب من القسم سمع صوت صياح صديقه الغاضب، أسرع خطواته ليجد زيدان يقبض على عنق هاشم، الطبيب المسؤول عن حالة خالد يصرخ فيه غاضبا:</p><p>- يا راجل يا *** يا متخلف، خارج تقولنا جلطة، اهي وقعت وعندها انهيار عصبي...</p><p>الدكتور اللي كان معاك قلنا جلطة خفيفة ودوبوها بالأدوية، أنت فاكر نفسك في مسلسل ولما تقول جلطة هينزل وراك الموسيقي ونقفل الكدر عليك.</p><p></p><p>شحب وجه الطبيب ذعرا واختناقا يحاول التوسل بعينيه لحمزة الجالس على المقعد ينظر للطبيب باشمئزاز بشماتة، بينما اندفع حسام سريعا يخلص هاشم من زيدان ابعده عنه بعنف يصيح فيه محتدا:</p><p>- ايه يا زيدان إنت ضربت ولا ايه، بتتهجم على الدكتور.</p><p></p><p>وقف زيدان بالكاد تحمله ساقيه وجهه مشتعل عروقه بالكامل نافرة، وجهه مجهد عينيه حمراء، شعره اشعث، قميصه ازراره معظمها مفتوحه بشكل مذري، وقف حسام حائلا بينه وبين الطبيب المسكين الذي وقف خلف حسام يحتمي به من ذلك المجنون الغاضب، بينما صدح صوت زيدان الغاضب:.</p><p></p><p>- ابعد يا حسام أنا هطلع روحه في ايدي، جلطة خارج متأثر اوي وجلطة، دا دكتور بهايم لو قولنا أنه دكتور اصلا، ورحمة ابويا الغالي لهسسفك التراب يا دكتور على ما تفرج أنت...</p><p>دفع حسام هاشم بعيدا يحادثه بصوت خفيض هامس:</p><p>- معلش يا هاشم امشي أنت دلوقتي، الراجل معذور ابنه راح وبعدين خاله تعب وبعدين والدته تتعب، الموضوع صعب عليه.</p><p></p><p>نظر هاشم لزيدان مشفقا ليحرك رأسه إيجابا يرحل سريعا بينما توجه حسام ناحية صديقه حرك رأسه نفيا يأس من صديقه وأفعاله التي لا يحسبها عقل تنهد يسأله قلقا:</p><p>- الدكتورة لينا كويسة!</p><p>تهاوي زيدان جالسا على المقعد المجاور لحمزة تنهد بحرارة تكوي جوا قلبه ارتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة ساخرة متألمة يسخر من حاله قبل الجميع:.</p><p></p><p>- كويسة؟! ما حدش فينا كويس يا حسام، عندها انهيار عصبي الدكاترة ادولها مهدئتات كتير **** يستر عليها...</p><p>رفع وجهه لصديقه يسأله متلفها قلقا:</p><p>المهم طمني خالي، خالي عامل ايه...</p><p>ابتسم حسام في هدوء يحاول طمئنة صديقه جلس على المقعد المجاور له يربت على ساقه يردف في هدوء:</p><p>- الحمد *** عدت بخير، هو بس مجهد ومحتاج يرتاح.</p><p></p><p>شردت عيني زيدان في الآخر ابتسم متعبا ينظر لصديقه وكأنه يخبره مجهد فقط صدقا هو مستنزف ونحن جميعا ما استنزفنا قواه حتى سقط.</p><p></p><p>في هدوء تحرك حمزة من جوارهم يأخذ طريقه لغرفة أخيه، يسرع بخطواته يشعر بدموع ساخنة تغزو مقلتيه، قلبه ينتفض دقاته تتصارع وكأن روحه تتمزق بلا رحمة، شطر من روحه يتألم خامل منطفئ، أسرع خطاه ليصل إلي غرفة أخيه، فتح الباب سريعا يدخل إلي الغرفة وقف أمام الباب المغلق ينظر لأخيه متحسرا حزينا عينيه تسكب الدمع كأسا يشربه قلبه، تحرك بخطى بطيئة ناحية فراش أخيه، مع كل خطوة يخطوها يتذكر احدي مواقفهم معا.</p><p></p><p>- جاهز ومستنيك يا دون</p><p>- النار اللي عندك مش نيران صديقة يا حمزة</p><p>- يا جدع أنت اخويا يا اهبل</p><p>- دوس يا عم وما يهمكش أنا في ضهرك</p><p>عند تلك الجملة الاخيرة كان يقف جوار فراش انهار على ركبتيه يبكي كطفل صغير يمسك سد أخيه يتوسله من بين شهقاته:.</p><p></p><p>- ما تكسرش ضهري يا خالد دا أنا من غيرك ابقي زي العيل الصغير، قوم يا خالد وحياة لينا عندك، ما ينفعش أنت تقع، أنا عارف أنك زعلان مني عشان اتجوزت بدور لو عايزني اطلقها هطلقها، بس أنت قوم...</p><p></p><p>علقت الكلمات في فمه فجاءة حين شعر بحركة أصابع يد أخيه تتحرك حركة خفيفة داخل كف يده، رفع وجهه سريعا ينظر لوجه اخيه متلهفا ليراه يحرك مقلتيه أسفل جفنيه المغلقين شئ فشئ بدأ يعود للدنيا من جديد، فتح جفنيه ينظر حوله هنا وهناك، اول ما لاحظه قناع التنفس الذي يغطي وجهه مد يده بصعوبة يحاول أزاحته من على وجهه ليهتف حمزة متلهفا:</p><p>- ما تشيلوش يا خالد...</p><p></p><p>تحرك بعينيه ناحية عينيه يعيطيه شبح ابتسامو صغيرة شاحبة أزاح القناع من فوق وجهه فتح فمه يهمس بنبرة ضعيفة متهالكة:</p><p>- زيدان فين</p><p>تحرك حمزة سريعا يكبس الزر المسؤول عن استدعاء الطبيب الخاص بالحالة عاد لأخيه يتمتم سريعا متلهفا:</p><p>- زيدان برة يا خالد كلنا هنا حواليك، استريح أنت بس.</p><p></p><p>ابتسم خالد ساخرا من تلهف أخيه المبالغ فيه الذي ذكره بأحد الممثلين في فيلم عربي قديم لا يتذكر اسمه الآن، لحظات وامتلئت الغرفة طبيب وآخر وحسام ابنه، وعدة ممرضات اخرجوا حمزة وشرعوا في فحص حالته، لم يكن قلقا هو حقا لم يهتم بما أصابه، بالعكس بل أحبه ساعات طويلة ارتاح فيها جسده من المشاكل، يكفي أنه رأي زيدان، والطفلين ابتسامة صغيرة نمت على شفتيه ينظر لحسام لا يحيد بعينيه عنه، كم يشعر بالفخر فقط ما أن ينظر إليه، وقف هاشم جوار فراش خالد يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- الحمد *** عدت على خير، هتفضل معانا تحت الملاحظة لحد ما نطمن عليك، حمد *** على سلامتك</p><p>قطب جبينه قلقا ينظر للطبيب يقول بصوت خفيض مجهد قلق:</p><p>- لينا فين، مراتي وبنتي فين</p><p>هنا جاء دور حسام نظر لوالده يطمأنه بنظراته يتمتم في هدوء:</p><p>- ما تقلقش حضرتك، هما بخير وكويسين.</p><p></p><p>نظر خالد لحسام في حذر يشك حقا فيما يقول، أين لينا وماذا حدث لابنته وأين زيدان، هو متأكد على اتم ثقة أنهم ليسوا بخير كما يحاول أن يخبره حسام بعينيه، ما كان عليه سوي أن ينتظر الي أن خلت الغرفة وخرج الأطباء ولم يبقي سوي حسام، مد خالد يده يقبض على رسغ ولده التفت له ليتمتم خالد بصوت خفيض متعب حانق:</p><p>- حسام، أنا مش عيل صغير هتضحك عليا، لينا واختك فين، ما تقولش ما تقلقش هما كويسين، هما فين.</p><p></p><p>تنهد حسام يآسا من رأس أبيه الصلب، تحرك من مكانه يقف جوار حافة الفراش امسك كف أبيه يقبله يتمتم مبتسما:</p><p>- يا بابا ما تقلقش و**** هما كويسين، لينا نايمة في الأوضة اللي جنبك على طول، ودكتورة لينا في قسم الطوارئ عندها انهيار عصبي وواخدة مهدئات</p><p>توسعت عيني خالد زعرا ليقبض على يد ولده يتمتم مذعورا:</p><p>- أنت بتقول ايه، لينا عندها انهيار عصبي، اوعي أنا رايحلها.</p><p></p><p>قبض حسام على ذراعي والده يمنعه من النهوض من مكانه، نظر خالد لحسام محتدا غاضبا خرجت صوته غاضبا رغم نبرته الضعيفة:</p><p>- انتي بتمسكني يا حسام أنت اتجننت، سيب ايدي يا حيوان</p><p>حرك رأسه نفيا بعنف يجلس أمام والده يحجزه بجسده من أن يتحرك ابعد ذراعيه امام صدره يتمتم في صرامة:.</p><p></p><p>- بص يا حج مع كامل احترامي ليك ولعصبيتك اللي أنا حافظها بس أنت مش هتتحرك من هنا، دكتورة لينا زي الفل أنا لسه كنت عندها واطمنت عليها، وأنت محتاج ترتاح، فبالود كدة يا حج خليك مرتاح...</p><p>نظر خالد لحسام حانقا يتوعد له ما أن يتعافي في تلك اللحظات دق الباب ودخل حمزة ومعه زيدان إلي الغرفة، استند خالد على ذراع حسام ينتصف جالسا وجه انظاره لهما يغمغم تعبا:</p><p>- لينا كويسة طمنوني عليها.</p><p></p><p>حرك زيدان رأسه إيجابا ليبادر حمزة قائلا سريعا بتلهف:</p><p>- و**** يا خالد بخير ارتاح أنت وهي لما تفوق وتعرف انك كويس هتجيلك، في ممرضة معاها في الأوضة مش سيباها</p><p>حرك رأسه إيجابا يحاول إقناع قلبه المحتضر خوفا عليها أنها بخير كما يقولون، التفت برأسه ناحية زيدان الذي يجلس على المقعد المجاور لفراشه يغمغم معاتبا:.</p><p></p><p>- استسلمت خلاص أنت تعرف أن كدة لينا عدتها سقطت، وتقدر تتجوز معاذ الزفت دا من بكرة لو حبت، أنا مش هفرض عليها حاجة تاني، كان المفروض تحارب أنت أكتر من كدة</p><p>ابتسم زيدان متألما يحرك رأسه نفيا مسح وجهه بكفي يده رفع وجهه ينظر لخاله نظرات ضعيفة يغشاها الدموع يغمغم متعبا ممزقا:</p><p>- أنا تعبت يا خالي، هفضل أحارب لحد أمتي، من صغري بحارب، هي رافضة تماما اي فرصة، حتى الخيط الوحيد اللي كان بينا اتقطع...</p><p></p><p>اطال خالد النظر لزيدان بلع لعابه الجاف يلتقط أنفاسه المتعبة يغمغم:</p><p>- الخيط اللي بينكوا ما اتقطعش يا زيدان، لأن الخيط اللي بينكوا ما كنش الطفل، الخيط اللي بينكوا قلبكوا اللي حبت، قلبها هي اتجرح بسببك، كان المفروض تداوي الجرح دا حتى لو خد أيام شهور ما تستلمش، ايه قلبك تعب بالسرعة دي دا أنت لسه شباب حتى...</p><p>حرك زيدان رأسه نفيا بعنف يتمتم متألما:.</p><p></p><p>- أنت بتقول كدة من وجهه نظرك أنت، من تجربتك مع ماما، بس ماما حبيتك قدرت تسامحك كانت بتطبطب عليك في عز وجعك تطمنك، بنتك لاء، بنتك ما حبتنيش، أنا كنت أناني عشان قررت طالما أنا حبيتها يبقي لازم هي كمان تحبني، اذيتها من غير قصدي، وخلاص يا خالي أنا هسيبها يمكن تلاقئ السعادة لما ابعد أنا...</p><p>أراد خالد أن يضرب وتره الحساس ليحفزه أن يتحرك ابتسم يهمس بالتواء:</p><p>- يعني هتبقي مبسوط لما تبقي مع راجل غيرك.</p><p></p><p>كلمة كانت كشرار نار الهب قلبه هب واقفا احمرت عينيه نفرت عروقه حرك رأسه نفيا يصيح بحرقة:</p><p>- لاء وأنت عارف أنه لاء، بس أنا قربي منها بيعذبها أكتر ما بيعذبني، أنا عندي أبعد واتعذب لوحدي ولا اني افضل جنبها وتتعذب بسببي...</p><p>نظر حسام وحمزة لزيدان مشفقين بينما ادمعت عيني خالد ينظر لزيدان مشفقا على حاله، مد يده يربت على الفراش جواره ليتقدم زيدان يجلس جواره مال خالد برأسه ناحية زيدان يهمس له بخفوت حزين:.</p><p></p><p>- تعرف اني حلمت بأبوك</p><p>توسعت عيني زيدان في دهشة يوجه رأسه ناحية خاله ينظر له متلهفا ليبتسم خالد مجهدا يحرك رأسه إيجابا يتمتم في راحة:</p><p>- مش عارف دا حلم ولا تخاريف بس حقيقي كان واحشني اوي، تعرف اداني طفلين وقالي انهم ولادك، وقالي كمان خلي بالك جاسم مش ناويلي على خير.</p><p></p><p>قطب زيدان جبينه متعجبا مدهوشا، حين اصطدمت سيارته في ذلك الحادث رأي هو الآخر أبيه ولكن في المرة السابقة أخذ **** وغادر والآن خاله يخبره أنه رأي أبيه وتلك المرة أعطاه طفلين، طفلين هل حقا سيرزق بطفلين أم أنها فقط مشاهد شكلها عقل خاله إثر صدمة ما حدث، صدمة هو نفسه لن يتعافي منها قريبا، قاطع شروده صوت حمزة يغمغم متعجبا بنبرة غاضبة:.</p><p></p><p>- يعني ايه جاسم مش ناوليك على خير هو بيفكر يأذيك تاني ولا تالت دا أنا ادفنه حي قبل ما يمس شعرة منك</p><p>ابتسم خالد ينظر لأخيه ضحك بخفوت يغمغم:</p><p>- هدي اعضائك يا دون، جاسم كبيره يعكنن عليا طول ما هو هنا غير كدة ما يقدرش، جاسم كبر بردوا و...</p><p>قاطعه حمزة يغمغم في اصرار:</p><p>- ولو بردوا لازم ناخد احتياطتنا جاسم دا تعبان ما يضمنش، سيب الموضوع دا أنا هخلصه...</p><p></p><p>في منزل عثمان وسارين، تركته في الغرفة وتوجهت الي المطبخ تشعر حقا بالجوع لم تأكل شيئا منذ الأمس تقريبا، دخلت الي المطبخ الواسع تتوجه الي البراد فتحته لتتوسع عينيها في دهشة لما كل تلك الكميات الكبيرة من الطعام، أخرجت بعض الأشياء تضعها على الطاولة امسكت بضع حبات بيض وطبق به شرائح اللحم المجفف ( البسطرمة ) وقفت امام الموقد تطهو تلك الوجبة الخفيفة التي تحب، تشعر حقا بشهية مفتوحة تسع لأكل الكثير، يكفي سعادتها التي بدأت تشعر بها بالأمس، تحبه ولا تخجل من قولها يكفي ما قاله لها بالأمس، تنهدت تشرد عينيها تتمني حقا أن تبني معه أسرة قوية يتعلمان فيها من أخطاء عائلتهم، انتفضت حين سمعت صوت صوته يقول من خلفها:.</p><p></p><p>- البسطرمة هتتحرق..</p><p>توسعت عينيها فزعا تنظر لقطع اللحم لتسرع بازاحتها من فوق الموقد، وضعت يدها على قلبها تحاول التقاط أنفاسها التفتت له تهتف معاتبة:</p><p>- حرام عليك يا عثمان خضتني</p><p>ضحك بخفة يغمزها بطرف يغمغم ضاحكا:</p><p>- اللي واخد عقلك كنتي بتفكري فيا صح</p><p>ارتسمت إبتسامة ناعمة على شفتيها لتنحي قليلا تطوق عنقه بذراعيه تتمتم متدللة:</p><p>- إنت واخد قلبي مش عقلي بس يا صياد.</p><p></p><p>تاهت عينيه في تفاصيل وجهها الناعمة تتقافز دقاته بعنف ما قالت ازدرد لعابه الذي تصحر فجاءة يغمغم بولة:</p><p>- الوعد اللي وعدتهولك مقوي قلبك، لاء خدي بالك أنا لحم ودم وكرسي بعجل، الكرسي ابو عجل لو جاب آخره أنا مش مسؤول...</p><p>تعالت ضحكاتها لتبتعد عنه التفتت للمقود تكمل ما كانت تعمل بينما هو يجلس خلفها يشاهد ما تفعل مبتسما، ابتسامة واسعة تشق شفتيه يراها تتحرك من هنا لهناك، بخفة.</p><p></p><p>تضع الطعام على الطاولة، رضت الكثير من أصناف الطعام على طاولة المطبخ، وقفت امامه تغمغم مبتسمة:</p><p>- يلا عشان نفطر</p><p>توسعت هو الآخر ابتسامته مد يده يجذبها برفق لتسقط على ساقيه توسعت عينيها في دهشة، شهقة فزعة خرجت من بين شفتيها، ليلاعب هو حاجبيه مشاكسا يغمغم في خبث:</p><p>- ايه يا سيرو بوصلك يا قلبي.</p><p></p><p>غزا وجهها حمرة قانية ليتحرك هو بمقعده متجها صوب طاولة الطعام، انتفضت سريعا تجلس على مقعدها، تحاول إخفاء وجهها داخل طبقها تكاد تنصهر من الخجل، بينما يبتسم هو في اتساع يشعر بالسعادة رغم كل ما حدث، بات يشعر الآن بالسعادة، سعادة اخذها من الرضي، من أنه يستحق ما حدث، بأن تلك هي فرصته الجديدة ليحي حياة نظيفة، ما يقلقه حقا جلست العلاج الطبيعي كم هي شاقة عليه، في بعض الأحيان يبكي بعد أن تنتهي جلسته، هو لا يريد أن تراه بمثل ذلك الضعف المخزي، اخرجه من شروده صوتها وهي تحمحم تهمس مرتبكة:.</p><p></p><p>- صحيح، جلسات علاجك هتبدأ أمتي</p><p>تنهد مقهورا يغمغم بخفوت متوتر:</p><p>- بعد اسبوع هترجع تاني</p><p>شعرت هي بتخبطه، لبني والدته اخبرتها كم يعاني، مدت يدها تمسك بكف يده ليرفع وجهه لها رأي ابتسامة جميلة تزين شفتيها يسمعها تغمغم في حنان:</p><p>- أنا معاك و جنبك، لحد النهاية</p><p>ابتسم لها سعيدا كأنه *** صغير وجد يد تحنو عليه، في تلك اللحظات دق جرس الباب عدة مرات سريعة متتالية تلاه صوت عمر الذي يصيح حانقا:.</p><p></p><p>- يا عثماااااااان، إنت يالا افتح الباب بوليس، قصدي حماك</p><p>تعالت ضحكاتهم لتتحرك سارين سريعا وهو خلفها توجهت تفتح الباب ليندفع عمر يعانق ابنته متلهفا عليها طوقها بذراعيه يضمها يغمغم</p><p>:</p><p>- حبيبة بابا من جوا، مضلمة الدنيا يا سيرو، شكلك خاسس، ليه كدة، الواد دا ما بيأكلكيش...</p><p>ضحكت سارين بخفة عاليه لتشب قليلا تقبل وجنته ابيها تغمغم ضاحكة:</p><p>- يا بابا لحقت اخس في اقل من 24 ساعة.</p><p></p><p>ضيق عمر عينيه ينظر لعثمان في شك يتمتم بثقة كأنه محقق ماهر:</p><p>- أنا اتوقع اي حاجة من الواد دا، أنا شاكك اصلا انه بيمشي وبيشتغلنا...</p><p>ضحكت تالا يآسه من أفعال زوجها التي لا تتغير، أمسكت بيد ابنتها تجذبها للداخل بينما جلس عمر مع عثمان وسارة في غرفة الصالون، ضحك عثمان رغما عنه مع نظرات عمر المتشككة نحوه ليردف من بين ضحكاته:</p><p>- في ايه يا عمي بتبصلي كدا ليه</p><p>رفع عمر حاجبه الأيسر مغتاظا زفر أنفاسه يتمتم حانقا:.</p><p></p><p>- مش عارف عندي رغبة ملحة، اني عايز اقوم الطشك بالقلم بنتي اللي عمرها ما اتأخرت ساعة برة البيت، بايتة معاك في نفس الشقة وعادي يا بابا دا عثمان جوزها، لاء هموت واقوم اضربك</p><p>ضحك عثمان عاليا يتخيل نفسه مكان عمر وحقا اراد فعلا أن يضرب نفسه الآن.</p><p></p><p>في الحارة كان الوقت قبل غروب الشمس بقليل في منزل جدة أدهم يجلس على فراشه يمد ساقيه يضع جهاز الكمبيوتر المحمول أمامه.</p><p></p><p>يعمل عليه بخفة، رفع وجهه بعد لحظات عن شاشة حاسبه ينظر للفراغ ترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه، منذ أيام وهو يباشر عمله عن طريق حاسبه إلي جانب عمله الآخر يقوم بتصميم البرامج والألعاب وبيعها، وما فعله حقا ويندم عليه تقريبا، هو الوحيد الذي كان يعرف رمز الأمان الخاص بتشفير الكاميرات في فيلا خالد السويسي، كان في أشد حالته شوقا لأن يراها، تغلب عليه شيطان عشقه وباتت كاميرات المنزل جميعا تحت سيطرته هو الآخر، الكاميرات في كل مكان عدا غرف النوم، بات يبحث عنها في أرجاء المكان يحاول أن يملح طيفها وهي تتحرك، أسعد لحظاته حين تخرج من غرفتها وتجلس في الحديقة او في غرفة الصالون، يظل يراقبها بشغف لن ينتهي ابداا...</p><p></p><p>تحرك بأصابعه بخفة يفتح برنامج المحادثات بينهما، ليظهر له حوارهما الأخير يوم زواج بدور وحمزة، اخذ نفسا عميقا يتشجع يرسل لها:</p><p>- مايا</p><p>تحركت عينيه سريعا ناحية شاشة المراقبة ليراها تخرج من غرفتها تمشي في الممرات، متوجهة إلي غرفة المعيشة جلست تفتح هاتفها ليصلها رسالته ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها رآها هو جيدا، ليدق قلبه لها لحظات واتاه الرد منها:</p><p>- نعم</p><p>حرك أصابعه على لوح المفاتيح سريعا يرسل لها:.</p><p></p><p>- أنتي كويسة أنا بس كنت حابب اطمن عليكي وعلى والدك</p><p>راقب رد فعلها من خلال شاشة المراقبة التي يقرب وجهها منه ليشبع شوقه منها ليري دمعات بسيطة تنزل من عينيها كور قبضته يشد عليها كم تمني في تلك اللحظات أن يكن هناك جوارها، رآها تحرك أصابعها على لوح المفاتيح انتظر بتلهف ما سترسل ليجدها ترسل له:</p><p>- آه كويسة كلنا كويسين شكرا لسؤالك.</p><p></p><p>تلك المرة قلبه من كتب تلك الجملة التي لم يحسبها عقله ولو لثانية قبل أن يرسلها:</p><p>- اومال بتعيطي ليه.</p><p></p><p>راقب عينيها التي توسعت في دهشة ما أن قرأت رسالته لترفع رأسها عن شاشة هاتفها تبحث حولها سريعا كيف يراها، تلف رأسها هنا وهناك وقعت عينيها على كاميرا المراقبة الصغيرة المثبتة على أحدي الأسطح، لتثبت عينيها عليها، تنظر له مباشرة وهو لا يحيد بعينيه عنها، لحظات طويلة وكأنهما التقيا كل منهما ينظر للآخر دون أن يراه حقا، تسارعت أنفاسه حين وقعت عينيه على مقلتيها، التي تنظر لسطح الكاميرا، رأي من شاشة المراقبة تلك السيدة يتذكر أن اسمها بدور تقرييا تقترب من مايا تضع يدها على كتفها تسارعت قلقة:.</p><p></p><p>- مالك يا مايا انتي كويسة يا حبيبتي</p><p>نظرت مايا لها عدة لحظات قبل أن تشيح بوجهها تغمغم بنبرة باهتة:</p><p>- ايوة كويسة، عاوزة حاجة</p><p>ابتلعت بدور لعابها مرتبكة من معاملة مايا الجافة لها تنهدت حزينة تهمس لها بخفوت متوترة:</p><p>- انتي زعلانة مني، عشان أنا وباباكي اتجوزنا</p><p>توسعت عيني أدهم في دهشة تلك السيدة هي عروس ابيه، بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي مايا تتمتم متهكمة:</p><p>- لا ابداا مبروك، وانا هزعل ليه يعني، دا حقكوا.</p><p></p><p>ابتسمت بدور حزينة لتمد يدها تمسح على شعر مايا برفق تردف مبتسمة بحنو:</p><p>- تعرفي أن شعرك حلو أوي، ماشاء **** لتقولي بحسد</p><p>لم تبتسم مايا حتى ظلت توجه انظارها لهاتفه وجهت لها نظرة خاطفة تتمتم بإستياء:</p><p>- thanks</p><p>جلست بدور صامتة بضع لحظات تنظر لأسفل تحرك ساقها اليسري بحركة سريعة تعبر عن توترها، رفعت وجهها فجاءة حين باغتها سؤال مايا:</p><p>- هو انتي ليه وافقتي تتجوزي بابا مع أنه أكبر منك بكتير، انتي لسه صغيرة.</p><p></p><p>انتظر أدهم بفضول أن يعرف اجابة السؤال ولكن قبل أن تنطق بدور بحرف واحد اسودت الشاشة امامه وبعث له حاسبه رسالة ان الكاميرا جميعها مغلقة، قطب جبينه متعجبا ما يحدث، حاول أن يعيد فتح الكاميرات بالاكواد التي معه، ولكن باءت كل محاولاته بالفشل، في تلك اللحظات وصل رسالة لهاتفه من رقم حمزة جملة واحدة</p><p>« لو حاولت تفتح الكاميرات تاني حسابك هيبقي معايا اسوء مما تتخيل ».</p><p></p><p>تنهد أدهم متضايقا، حمزة سيكرهه أكثر الآن، بالطبع مايا من أخبرته، كيف يخبره أنه فقط كان يشتاق إليها، تنهد يزفر أنفاسه الحانقة، حمزة لن يثق به ابدا بعد ما فعل، هل سيصدق أن نيته لم تكن دنيئة ابداا، صدق من قال أن للطريق للشر محفوف بالنوايا الطيبة.</p><p></p><p>بينما على قرب منه في الشارع أمام الدكان يجلس مراد كعادته لا شئ يفعله، سوي الجلوس هناك يراقب الشارع، المارة عامة والسيدات خاصة، ينتظر بفارغ الصبر رسالة شاهيناز التي ستخبره فيها أنها نفذت ما طلب، ليبدء هو بتنفيذ جزئه الخاص، توسعت ابتسامته حين تذكر الرسالة التي بعثتها له بالأمس تخبره بأن العمل أتي ثماره الفاسدة وإن جاسر الآن بات رهن إشارة منها.</p><p></p><p>اجفل من شروده على حركة جواره ليجد جدته تخرج من المحل تحمل في يديها حقيبتان من البلاستك الاسود منتفخان حتى آخرهما وقف مراد أمامها ينظر للحقائب في يدها يغمغم ساخرا:</p><p>- ايه يا منيرة انتي قررتي خلاص تبيعي الدكان الخردة بتاعك دا وبتصفي البضاعة</p><p>تنهدت منيرة متحسرة على حال حفيدها، امتضعت ملامحها تنظر له حانقة تتمتم بإستياء:.</p><p></p><p>- لاء يا مراد ريح نفسك مش هبيعه، أنا رايحة للغلبانة روحية، بقالها مدة طويلة ما خرجتش من بيتها وهتلاقي ما عندهاش لقمة، منهم *** أهل الحارة لو البت دي جري ليها حاجة ذنبها في رقبتهم</p><p>لمعت مقلتيه ببريق أسود مخيف، لما لا يلعب قليلا يمضي وقته الي أن تتم شاهيناز المطلوب، مع لعبة صغيرة مثلها لن تجرؤ على النطق بحرف، توجه ناحية جدته سريعا يحمل عنها الحقائب يغمغم سريعا:.</p><p></p><p>- عنك يا منيرة الشنط تقيلة عليكي وانتي عضمة كبيرة ضهرك يتقطم</p><p>نظرت منيرة له غاضبة كورت قبضتها تصدمه على كتفه بعنف تتمتم حانقة:</p><p>- هو أنت لو قعدت محترم ساعة هتموت، اتعلم من أدهم أخوك، وبعدين ايه يا منيرة يا منيرة دي، أنا بعديهالك بمزاجي ما تقولي يا ستي ولا يا جدتي حتى زي ما أدهم بيقول</p><p>قلب مراد عينيه ساخرا ارتفع جانب فمه بابتسامة لئيمة يتمتم مستهجنا:.</p><p></p><p>- خلاص يا ستي ارتاحتي كدة يا ستي مبسوطة كدة يا ستي، يلا يا منيرة، الشنط تقيلة في ايدي انتي حاطة فيها ايه</p><p>تنهدت منيرة يآسه ألن ينصلح حاله ابدا، سارت جواره متجهين الي المنزل في نهاية الشارع الطويل، التفت منيرة برأسها ناحية مراد تحادثه برفق عله يستمع منها ولو مرة واحدة:.</p><p></p><p>- مراد يا ابني، أغني اغنياء الدنيا كلها لما يموت مش هيتدفن معاه جنية واحد من فلوسه، صدقيني يا إبني ميزان الدنيا عادل ما خدش بياخد اقل من حقه، اللي تشوفه معاه مال وجاه وتنبهر بيه، بيبقي ناقص منه صحة راحة بال عُمر، ما حدش بياخد كل حاجة في الدنيا، صدقني يا ابني ارضي باللي في ايدك **** يزيدك، ما تخليش الشيطان يحركك كأنك لعبة تنفذ شره، عشان نفسك الأمارة بالسوء، لو عملت حاجة او حاجات وحشة توب يا ابني واستغفر ***، مراد أنا بشوفك في أحلامي بأشكال وحشة أوي والعياذ ب****...</p><p></p><p>تمنت حقا لو يلمس كلامها ولو وتر واحد في قلبه فيحسه على التوبة، ولكن قلب مراد الأسود كان كحائط سد يصد ما يحاول التسلل إليه انتظر الي أن انهي جدته كلامها كاملا ليلتفت لها برأسه ابتسم يتمتم مستهجنا:</p><p>- ايوة يعني اعمل ايه أنا دلوقتي، اعيط واخدك بالحضن، خليكي في حالك يا منيرة انتي مش هتيجي تتحاسبي مكاني...</p><p></p><p>غامت عيني منيرة حزنا على حاله لتتقدمه الي أحدي البيوت القديمة العتيقة صعد خلفها على سلم البيت القديم المهتري، الطابق الثالث الشقة المقابلة للسلم حفظ في ذهنه تلك المعلومات جيدا لأنه سيحتاج إليها قريبا، قريبا جدااا، دقت منيرة باب الشقة ليسمع صوت ضعيف مرتعش يهمس من خلف الباب:</p><p>- مممين، مممين</p><p>هتفت منيرة سريعا تتلهف على حال المسكينة:</p><p>- أنا ستك منيرة يا روحية افتحي يا بنتي.</p><p></p><p>سمع صوت طرقات المفتاح واحدة تليها أخري وأخري وأخري، لينتفح جزء صغير من الباب تقدمت جدته لتدخل وهو خلفها، رآها ما أن دخل كان ترتدي جلباب بيتي قديم تخفي شعرها بحجاب كبير جسدها هزيل للغاية عينيها غائرة، وجهها شاحب، يبدو أنها لم تأكل منذ أيام، شهقت منيرة مذعورة على حال الفتاة تغمغم قلقة:</p><p>- ايه يا بنتي اللي انتي فيه دا هتموتي يا روحية، مراد هات علبة عصير من عندك بسرعة.</p><p></p><p>وضع الحقائب من يده ينتشل علبة عصير من احدي الحقائب يعطيها لجدته التي اسرعت في إسناد الفتاة لأقرب اريكة ترغمها على شرب العصير بينما ظل هو يقف جوار الباب، حانت منه التفاتة خاطفة ناحية الباب لتتوسع ابتسامته الخبيثة باب قديم ليس به مزلاج فقط مفتاح يتدلي في قفله، مد يده سريعا ينتشل المفتاح يدسه في جيب سرواله، ليعاود حمل الحقائب توجه للداخل يجلس على الأريكة المقابلة لهم تتفرسها عينيه في صمت مخيف، تلك الفتاة رغم كل ما سمعه عنها بها شئ نقي استطاع رؤيته جيدا، شئ لن يدم طويلا فهو الآن يملك المفتاح!، ربما فقط عليه تركها بضع أيام الي أن تتحسن صحتها وتأكل ما جلب هو بيديه، قبل أن يزورها قريبا!</p><p></p><p>وقفت تراقب أشعة الشمس وهي تغرب فوق سطح منزلهم الكبير تضع حبوب الغلال لطيور الحمام التي تعود لمسكنها، تحتمي به من وحشة الليل، تخاف من وحشه كما تفعل هي، لا تعرف كيف يحب الناس الليل هو موحش مخيف مظلم، اغمضت عينيها تشعر بالهواء لا تتنفسه، كأنها تعلو تحلق كطير الحمام، بلا قيد العادات، حواجز التقليد، الي خارج القطيع ترغب في الفرار ولكن كيف وهي لا تزال تلك الطفلة صاحبة الخامسة عشر، كيف ستخبر أخيها انها أحبت وحين أحبت، أحبت صديقه، بالطبع سيغضب، مراد كم اشتاقت له، اخرجها فجاءة من شرودها الغير مكتمل، صوت بغيض تكرهه يتمتم ساخرا:.</p><p></p><p>- الإنسان طائر لا يطير زيه زي النعامة يعني لو فردتي دراعتك هتنزلي على دماغك</p><p>كلامه كان يحمل الكثير من المعاني الباطنة التي لم تستشفها بعد، التفتت برأسها له، تنظر لذلك الوسيم البغيض، ابن عمها تكرهه أكثر مما يظن أنها تفعل، كتفت ذراعيها أمام صدرها تتمتم ساخرة:</p><p>- و**** أنا حرة أنت مالك ومالي شاغل بالك بيا، اطير اقع، أنا حرة...</p><p></p><p>أعطاها ابتسامة كبيرة باردة امسك احدي طيور الحمام يرفعها بين يديه امام وجهها يتمتم ساخرا:</p><p>- يعني احنا مثلا لو رمينا الحمامة دي لفوق كدة هطير</p><p>دفع الحمامة برفق ناحية السماء لتفرد جناحيها تحلق في الفضاء، عاد ينظر إليها يبتسم في خبث يتمتم ساخرا:</p><p>- تخيلي بقى لو رمانكي انتي كدة</p><p>اقتربت يمسك ذراعيها لتتوسع عينيها في صدمة دفعته بعيدا غاضبة تتمتم محتدة:</p><p>- أنت قليل الأدب.</p><p></p><p>رفعت يدها تود صفعه ليمسك يدها سريعا قبل أن تصل لوجهه قبض على كف يدها يرفض تركه وهي تحاول سحبه بعنف بعيدا عنه لترتسم ابتسامة لئيمة على شفتيه يتمتم في ساخرا:</p><p>- خديها مني نصيحة اياكي ترفعي ايدك على محامي وخصوصا لو خبير، بدل ما تقضي باقي عمرك في المحاكم...</p><p>ترك كفها يعطيها ابتسامة واسعة ليتركها ويغادر بينما وقفت هي تنظر في أثره حانقة تكاد تتميز من الغيظ.</p><p></p><p>عودة لمستشفي الحياة، في احدي غرف الممرضات، التفت إحداهن لزميلتها تتمتم قلقة:</p><p>- بس يا ستي أنا سمعت في الأوضة وأنا عارفة انها فاضية، فتحت الباب اشوف في ايه، لقيت دكتور حسام حاضن بنت الدكتورة لينا على السرير وكان بيبوسها ولولا اني دخلت يا عالم كانوا هيعملوا ايه تاني</p><p>توسعت عيني الممرضة الأخري في دهشة مصت شفتيها تتمتم حانقة:.</p><p></p><p>- شوفي يا اختي البت البجحة دي لسه مسقطة، تقوم تخون جوزها بعدها كدة على طول، بقى دي بنت الدكتورة لينا، طب وحصل ايه</p><p>تنهد الممرضة قلقة تتمتم متلعثمة:</p><p>- دكتور حسام زعقلي وطردني من الأوضة وقالي حسابك مع شؤون العاملين، أنا خايفة اني اتطرد ولا يتخصملي</p><p>اقتربت الممرضة الاخري من زميلتها تهمس جوار اذنيها بصوت خفيض:.</p><p></p><p>- أنا لو منك اروح اقول للدكتورة لينا، اهو منها تعرف عمايل المحروسة بنتها، ودكتور حسام مش هيبقي ليه عين، دي اكيد هتطرده، او هيتحبس دا جوزها رتبة كبيرة اوي في الداخلية</p><p>ابتلعت الممرضة ريهام لعابها قلقة هل تستمع لكلام صديقتها وتذهب لأخبار لينا، ام تصمت وتنتظر جزائها، ولما هي من تنتظر الجزاء ليست هي من أخطأت على كل حال، حركت رأسها إيجابا وقفت تنظر لصديقتها تتمتم سريعا:.</p><p></p><p>- عندك حق، أنا هروح اقول للدكتورة لينا واهو بردوا ابقئ خليت ذمتي قدام ****...</p><p>قالت ما قالت، لتغادر غرفة الممرضات تبحث عن لينا...</p><p>بينما في غرفة لينا السويسي، كانت بين الوعي واللاوعي تحرك رأسها للجانبين تشعر برأسها يلتف بعنف رأت ظل طويل يقف أمامها عينيها مشوشة لا تري ملامحه جل ما رأته أنه يمسك في يده حبل كبير!</p><p></p><p></p><p>الفصل الثاني والسبعون</p><p></p><p>جلطة، جلطة، جلطة، جلطة، كلمة ترددت بسرعة وعنف داخل ثنايا عقلها، كصفعات عنيفة تهبط على وجهها توقظها من ثباتها رغما عنها، فتحت عينيها فجاءة تشهق بعنف كأنها غريق طفي فوق سطح الماء بعد طول عذاب، التفتت تنظر حولها للحظات عقلها يعجز عن ترجمة اي إشارات أين هي ماذا يحدث، ما حدث، لحظات معدودة قبل أن يبدأ عقلها في ترجمة في كل شئ، مات جنين ابنتها، زيدان في الغرفة، خالد سقط أرضا، جلطة، توسعت عينيها ذعرا عند الكلمة الاخيرة، تزامنا مع اقتراب احدي الممرضات منها تسألها مبتسمة:.</p><p></p><p>- حمد *** على سلامتك يا دكتورة حضرتك كويسة، تحبي اندهلك الدكتور</p><p>استندت بكفيها على الفراش تجذب جسدها تنزع سن إبرة المحلول من يدها، تحركت من الفراش قامت بصعوبة تشعر بدوار يغزو ثناياها بالكامل، هرعت الممرضة إليها تسألها فزعة:</p><p>- رايحة فين يا دكتورة، حضرتك تعبانة</p><p>نظرت لينا لها بألم تحرك رأسها نفيا انسابت دموعها تهمس باكية:</p><p>- أنا كويسة، أنا عايزة اشوف جوزي، ساعديني أروح اوضته.</p><p></p><p>نظرت الممرضة لها بشفقة، لتهرع إليها تمسك بيديها تحاول اسنادها، نظرت له تقول مبتسمة تحاول طمئنتها:</p><p>- على فكرة جوز حضرتك بخير، دكتور حسام بيقول جلطة خفيفة ودوبوها بالأدوية وهو دلوقتي كويس جدا.</p><p></p><p>توسعت عيني لينا تنظر لها بتلهف، تترجاها بنظراتها أن يكن ما تقوله صدقا، لتحرك الفتاة رأسها بالإيجاب تؤكد لها ما تقول، لتشق ابتسامة واسعة شفتي لينا، استندت على يدي الممرضة تتحرك معها بخطى متلهفة تحاول الإسراع في خطواتها تتسارع دقاتها تلهفا لرؤيته، كل خطوة تسرع بها تتذكر يمر أمامها مشاهد كثيرة من حياتهم قديما والآن...</p><p></p><p>حياتها بأكملها فيلم قصير يمر سريعا هو البطل منذ كلمة البداية، وقفت أمام باب غرفته لتهرع سريعا تفتح مقبض الباب، انحدرت دموعها وابتسامة كبيرة شقت ثغرها حين رأته يجلس على فراشه يتحدث مع أخيه وزيدان، التفت برأسها لها سريعا ما أن رأها نظر لها حزينا يفتح ذراعيه لها، تقدمت ناحيته مسلوبة الإرادة تهرول في خطاها، ارتمت بين ذراعيه ليطبق يديه عليها يخبئها بين أحضانه، نظر حمزة لزيدان، ليخرج كلاهما من الغرفة يغلقان الباب عليهما...</p><p></p><p>في الداخل كان نص يلتقي بالآخر يجبر كل منهما شرخ الآخر، هي تختبئ بين أحضانه ترمي بروحها الملتاعة ذعرا عليه بين امواج قلبه العاتية لتغرق لوعتها للأبد، وهو يدفن روحه قبل رأسه بين حنايا عبيرها الشذي ينعش به صحراء قلبه الملتاعة شوقا لها، انتحبت وزادت دموعها تشد بكفيها على ملابسه تختبئ بين طيات قلبه، رفع يده يمسح على حجابها يتمتم بترفق:</p><p>- اهدي يا لينا، اهدي يا حبيبتي، أنا كويس و**** كويس.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا تقبض على ملابسه بعنف بين كفيها كأنه سيهرب سيتركها ويرحل، ارتجفت نبرتها تتمتم بحرقة:</p><p>- ما ينفعش تقع، أنت ما ينفعش تقع، ما تعملش كدة تاني عشان خاطري، أنا مش هستحمل...</p><p>جذبها ناحيته يريح رأسها على صدره يمسح على حجابها، قبل قمة رأسها يتمتم مبتسما:</p><p>- حاضر يا حبيبتي، اهدي بقى، كفاية عياط، طب على فكرة بقى شكلك بيبقي وحش لما بتعيطي.</p><p></p><p>رفعت وجهها إليه ليري وجهها الشاحب عينيها تكاد تنفجر من البكاء، يشعر بأنفاسها المتسارعة، مد يده يزيل برفق سيل دموعها المنهمر، قرص قمة انفها يتمتم مبتسما في مرح:</p><p>- أنا كويس يا بسبوسة، ما تعيطيش بقى يا قلبي، يا ستي أنا قولت اريح من مشاكلوا شوية، بتبصيلي كدة ليه.</p><p></p><p>اردف بها متعجبا، حين رأي نظراتها المعاتبة، ابتعدت عنه تجلس على الفراش تمسح هي ما سقط من دموعها، ازدردت لعابها الجاف اخفضت رأسها قليلا تنظر أمامها مباشرة تتمتم متألمة:.</p><p></p><p>- ما ينفعش، ما ينفعش تقع وتوقعنا كلنا معاك، انت ما ينفعش حتى تبقي ضعيف، ما ينفعش تحرق قلبي تموت روحي، تكسر ضهر حمزة وعمر، تقهر لينا وزيدان، احنا كلنا بنتحامي فيك، عارفين أنك السد اللي دايما واقف حامينا، لما انت تقع، يبقي بتدمر الكل يا خالد.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه ينظر لها كلماتها، وااه منها اكسير حياة جدد نشاط قلبه، أشبع جوا روحه، أشعل بركان شبابه الذي بدأ يخبوا، لف ذراعه حو كتفيها يقرب رأسها منه يقبل جبينها، يتمتم مبتسما:</p><p>- حقك عليا، آخر مرة ما تعطيش بقى، وحياتي عندك، طب فاكرة لما كنا في أسوان وبنتمشي مع بعض وكلت الايس كريم بتاعك.</p><p></p><p>خرجت من بين شفتيها ضحكة خافتة تتذكر ذلك الموقف البعيد، رفعت وجهها له تقطب ما بين حاجبيها تتمتم حانقة:</p><p>- عشان إنت طماع تاكل بتاعك وبتاعي وبتاع لوليتا</p><p>خرجت منه ضحكة عالية يردف ضاحكا:</p><p>- **** ما أنا اشتريت ليكوا غيره، بس و**** كان طعمه حلو..</p><p>ضحكت ضحكة صغيرة لتصدمه بكفها برفق على صدره تتمتم ساخرة:</p><p>- تقوم قايل للراجل عندك آيس كريم بالبسوسبة، يا مفتري.</p><p></p><p>ارتفعت ضحكاته حتى أدمعت عينيه يشدد من ضمها لصدره رفع يده الأخري يمسح ما سقط من عينيه من شدة الضحك ليتمتم مشاكسا:</p><p>- طب و**** اختراع عظمة، مش خليتك تجربيه، انكري بقى أنك حبيته.</p><p></p><p>توجه برأسه لها ليراها تستند بيسراها على صدره تنظر له تبتسم، ابتسامة صغيرة عاشقة يعرفها جيدا، تتحرك مقلتيها بسرعة تحفر ملامح وجهه وهو يضحك في قلبها، توقف عن الضحك ينظر لها يبتسم ينظر لمقلتيها دون كلام لحظات طويلة قبل أن ترتفع برأسها قليلا تقبل وجنته تتمتم بخفوت عاشق:</p><p>- أنا بحبك أنت، من أول نفس في عمري لحد ما يخلص عمري.</p><p></p><p>تنهد بولة يشدد على احتضانها للحظات طويلة، ابعدها عنه يمسح وجهها بكفه برفق يتمتم مبتسما:</p><p>- قومي اغسلي وشك وفكي حجابك ما حدش هيدخل تاني...</p><p>ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تحركت خطوة من الفراش لتتوسع عينيها فزعا، لينا!، نسيت ابنتها في موجة لهفتها وعشقهم التفتت له سريعا تتمتم فزعة:</p><p>- لينا، لينا فين واخبارها إيه.</p><p></p><p>حين خرج حمزة وزيدان من غرفة خالد، التفت حمزة يربت على كتف زيدان يسمح وجهه بيده الاخري يتمتم مرهقا تعبا:</p><p>- أنا هنزل اشرب فنجان قهوة في الكافتريا، تعالا معايا اشرب حاجة.</p><p></p><p>حرك زيدان رأسه نفيا دون أن ينطق بحرف واحد، ليتنهد حمزة حزينا على حاله هو الآخر، تركه وغادر يشعر بحاجة ملحة لكوب قهوة، ليستطيع المواصلة، بينما وقف زيدان مكانه ينظر لغرفة لينا زوجته، او كما كانت، يزدرد لعابه بين حين وآخر يصارع رغبة ملحة تدفعه للدخول للاطمئنان عليها، خاصة بعد ما حدث لخاله، تري كيف سيكون حالها، تحرك خطوة للأمام ليعودها مرة أخري، عقله يصرخ فيه أن يتوقف، إلي أن ويكفي كل ما بينهما انتهي، وقلبه يصرخ فيه أن يتقدم يرجو عقله أن يتركه يذهب...</p><p></p><p>اغمض عينيه يشد على قبضته بعنف الصراع داخله مؤلم، ورؤيتها أشد ألما، دون كلمة اخري أسرع في خطواته إلي غرفتها، ادار المقبض ودخل يتدلي من يده الغطاء الذي كان بالخارج جلبه ربما كانت في حاجة إليه، تقدم هو منها وقف جوار فراشها ينظر ناحيتها والعديد من المشاعر المبعثرة تضرب كيانه، بينما كانت هي في حالة بين الوعي واللاوعي تحرك رأسها للجانبين تشعر برأسها يلتف بعنف رأت ظل طويل يقف أمامها عينيها مشوشة لا تري ملامحه جل ما رأته أنه يمسك في يده حبل كبير، رأت الغطاء في يده حبل كيف لا تعرف...</p><p></p><p>لحظات وبدأت تتضح الرؤية أمامها بالكامل، زيدان هو من يقف رأته بنظرة مشوشة ولكن لما زيدان يمسك في يده حبل، طرف الغطاء الطويل ما كانت تري، لحظات وبدأت تشعر برأسها يثقل من جديد، جسدها مرتخي عينيها مغمضتان ولكنها تشعر بما يحدث، تسمع كل ما سيقوله، اقترب هو أكثر يضع الغطاء في يده فوق غطائها، تنهد يبتسم ساخرا يشعر بالشفقة على حالها، على طرف الفراش جوارها جلس، مد يده مترددا يبسطها على بطنها الفارغ، لتدمع عينيه رغما عنه، دمعة حزينة هربت من إثر مقلتيه تركض على صفحة وجهه، حين همست شفتيه:.</p><p></p><p>- كان نفسي تعيش، كنت مستعد اتنازلك حتى عن عمري، بس أنت تيجي للدنيا، اشيلك على ايدي، انا اتعذبت اوي في حياتي، انت وهي نقطة النور الوحيدة اللي فيها، حتى النقطة دي انطفت</p><p>لحظات وسحب يده من فوق بطنها، لتشعر به يحطها فوق رأسها يمسد على خصلات شعرها المنسدلة، تسمع نبرة صوته الحزينة الممزقة:.</p><p></p><p>- أنا همشي، مش هعذبك ولا هعذب نفسي اكتر من كدا، أنتي اكتر واحدة عارفة أنا قد ايه بحبك، كان نفسي بس في فرصة تانية، اعوضك بيها عن اللي حصل، بس حتى الفرصة دي استكترتيها عليا، مع اني ما استكرتش عمري كله ليكي، يمكن انتي ما حبتنيش وأنا كنت بوهم نفسي، بس أنا حبيتك وهفضل طول عمري أحبك، سلام يا لينا!</p><p></p><p>قالها لتشعر بفراغ بارد جوارها وصوت خطواته يبتعد، صوت الباب يفتح، ليظهر في تلك اللحظة صوت والدتها تغمغم متلهفة:</p><p>- زيدان هي لينا كويسة، طمني عليها</p><p>سمعته يطمأن والدتها عليها، ليختفي صوته للحظات، لحظات تسارعت فيها دقات قلبها، قبل أن تهدئ حين سمعت والدتها تحادثه:</p><p>- أنت رايح فين يا زيدان</p><p>والصمت عاد من جديد صمت طويل، قبل أن تسمع نبرة صوته التي لن تنساها ابدا:</p><p>- ماشي!</p><p></p><p>كلمة واحدة عرفت بها قصده هو ذاهب دون عودة، يبدو انه ملّ خسر رهان الحب، نزلت دمعة حزينة من عينيها تستمع لخطواته ترحل بعيدا وتقترب خطوات والدتها، اقتربت لينا من فراش ابنتها جلست جوارها تمسد على خصلات شعرها بحنو مالت تطبع قبلة حانية على رأسها تهمس لها حزينة:.</p><p></p><p>- **** يشفيكي يا حبيبتي، وتقومي بالسلامة، بإذن **** **** هيعوضكوا، أنا عارفة شعورك كويس أوي يا لينا، بس الحمد ما حصلكيش زي ما حصلي، هسيبك ترتاحي...</p><p></p><p>مالت مرة اخري تقبل جبين ابنتها لتجذب الغطاء المبعثر تدثرها جيدا مسحت على شعرها برفق، قبل أن تغادر هي الأخري ويتركونها وحيدة، ظنون أنها نائمة وهي كانت تتمني حقا أن تكون كذلك، على حالها كما هي فقط انسابت دموعها الصامتة من خلف جفنيها المغلقين يصرخان وجعا والصمت يقتل الجميع.</p><p></p><p>خرجت لينا من غرفة ابنتها توصد الباب عليها، لتلمح حسام يخرج من أحدي الغرف هرعت إليه سريعا تسأله متلهفة:</p><p>- حسام طمني على لينا هي كويسة...</p><p>ابتسم حسام في هدوء يعطي الأوراق في يده للطبيب الواقف جواره ليستأدن الأخير ويغادر، بينما كتف هو ذراعيه أمام صدره يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- حمد *** على سلامتك الأول يا دكتورة وسلامة خالد باشا، مش عايزة حضرتك تقلقي بنت حضرتك صحتها زي الفل، الحمد *** الرحم ما اتضررش من السقط، هي بس محتاجة راحة، وهتبقي أحسن من الأول</p><p>ابتسمت لينا متوترة، شردت عينيها تحرك رأسها إيجابا، تحركت متجهه إلي غرفة خالد، دخلت الغرفة توصد الباب خلفها، رفعت وجهها إليه لتراه يناظرها مبتسما، اردف يسألها قلقا:</p><p>- لينا كويسة.</p><p></p><p>ابتسم تحركت رأسها إيجابا لتأخذ طريقها إلي مرحاض الغرفة دخلت تغلق الباب عليها من الداخل، يحلس هو يراقب حزينا، لحظات وسمع صوت دقات على باب الغرفة، سمح للطارق بالدخول لتدخل تلك الممرضة ريهام قطب جبينه ينظر لها مستفقا بينما حمحمت الفتاة تردف بخفوت:</p><p>- أنا آسفة للازعاج، هي دكتورة لينا مش موجودة قالولي انها هنا، انا كنت عيزاها في حاجة مهمة.</p><p></p><p>نظر لباب المرحاض المغلق، لا يعرف لما ولكنه حقا يشعر بشعور سئ خلف ما تريد تلك الفتاة اخبار لينا به، عاد ينظر للفتاة ليحمحم بخشونة:</p><p>- دكتورة لينا في الحمام عايزة تبلغيها بإيه وأنا اقوله ليها</p><p>توسعت عيني الفتاة بهلع ذلك هو زوج الدكتورة لينا على ما تتذكر، ذلك الرجل هو من أخبرتها عنه صديقتها أنه ذو رتبة كبيرة في الشرطة، ابتلعت لعابها مرتبكة حركت رأسها نفيا تهمس متلعثمة:</p><p>- ها لا ابدا، عن إذن حضرتك.</p><p></p><p>التفتت لتغادر ليصدق حدسه تلك الفتاة ستخبر لينا شيئا هاما وخطيرا وعليه أن يعرفه هو اولا والآن، همس بصوت خفيض غاضب:</p><p>- استني عندك.</p><p></p><p>انتفض قلب الفتاة خوفا ازدردت لعابها الجاف لتلتفت ناحية ذلك الجالس على فراشه يرميها بنظرات نارية تكاد تخترقها، يسبر اغوارها ليعرف ما يدور بخلدها، اشار بيده أن تقترب قليلا، جفت الدماء خوفا في عروقها تفكر في اسوء الاحتمالات، وقفت بالقرب منه تتنفس بسرعة تشعر بالذعر، بينما كتف خالد ذراعيه يسألها في هدوء:</p><p>- حاجة ايه، ومن غير كذب</p><p>قبضت يديها متوترة حمحمت مرتجفة تردف بنبرة خائفة متلعثمة:.</p><p></p><p>- اااا، اصل بصراحة...</p><p>قصت عليه ما أخبرت صديقتها به، سريعا بتلعثم شديد، صمتت ما أن انتهت تلتقط أنفاسها الهاربة من الخوف بلعت لعابها الجاف تكمل:</p><p>- و**** يا باشا دا اللي شوفته، أنا قولت احذر الدكتورة لينا، انا نيتي خير، مش قصدي حاجة.</p><p></p><p>رفعت وجهها تنظر له بحذر لتري عينيه شاردة في الفراغ، ملامح وجهه مقطبة غاضبة قاسية، من حسام وتلك الفتاة التي فسرت الوضع بأكمله بشكل خاطئ وكانت على وشك أن تهدم كل شئ أن أخبرت لينا بما أخبرته به الآن، وذلك الأرعن هو من وضع نفسه وشقيقته في موضع شبهه، سريعا نظر للفتاة قبل أن تخرج لينا من المرحاض حرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء:.</p><p></p><p>- تمام أنا هتصرف، بس حسك عينك اللي قولتيه دا، تفتحتي بوقك ليه لأي حد، حتى الدكتورة لينا، وما تقلقيش ما فيش تحقيق، مفهوم</p><p>حركت الفتاة رأسها إيجابا سريعا، صحيح أنها تعجبت من هدوء الرجل بعد ما قالت، أخبرته أنها رأت ابنته بين أحضان الطبيب وهو لم يثور حتى ما تلك العائلة الغريبة، حمحمت الفتاة تردف سريعا:</p><p>- حاضر حاضر، مفهوم، عن إذن حضرتك.</p><p></p><p>قالتها لتفر سريعا من الغرفة بينما جلست هو مكانه ينتهد بارتياح، حمدا *** أن أصر أن يعرف من الممرضة ماذا حدث، تخيل لو كانت لينا هي من سمعت تلك الكلمات، التف برأسه ناحية باب المرحاض قطب جبينه متعجبا، لما تأخرت بالداخل، ما الذي حدث لها لكل ذلك التأخير، علا بصوته ينادي باسمها، لحظة وراها تخرج من خلف باب المرحاض عينيها متنفخة حمراء للغاية، عرف أنها كانت تبكي، الان فقط فهم لما تأخرت، تحرك من فراشه وقف أمامها ينظر لعينيها المنتفخة، تنهد يهمس متضايقا:.</p><p></p><p>- كنتي بتعيطي صح، يلا يا لينا عشان هنمشي...</p><p>توسعت عينيها مدهوشة فتحت فمها لتعترض تخبره بأنه بحاجة للراحة أكثر من ذلك ليرفع سبابته أمام وجهها يردف مقاطعا إياها:</p><p>- قولا واحدا هنرجع البيت دلوقتي، هتصل بحمزة يجهز العربية، هروح اشوف لينا على ما تلبسي حجابك...</p><p></p><p>نظرت له محتدة غاضبة، ليتحرك هو يتصل بأخيه يخبره بأن ينتظرهم في السيارة، ليتركها ويخرج من الغرفة، إلي غرفة ابنتهم، بعد دقائق قليلة كانوا جميعا في سيارة حمزة، لينا تجلس جوار ابنتها النائمة على الاريكة الخلفية، حمزة خلف مقعد السائق، هو يقف بالخارج أمام حسام، ذلك الطبيب الذي بات يحتل نصيب الأسد من حياتهم، قطبت جبينها مستفهمة تنظر للقميص الذي يرتديه خالد، خالد كان يرتدي صباحا « تيشرت أسود » قد قصه الاطباء، قميص من هذا!، ذلك القميص رأته من قبل، ليس أحد قمصان خالد، خالد يرتدي ألوان محددة للغاية وذلك القميص ذو الخطوط الكثيرة ليس منهم ابداا، قميص من إذا...</p><p></p><p>وقف خالد بالخارج وحسام أمامه يهمس له بصوت خفيض غاضب:</p><p>- يا باشا، اللي أنت بتعمله دا ما ينفعش، المفروض تفضل هنا تحت الملاحظة مش هخرج يعني هخرج، طب لينا وحالتها مستقرة إنما أنت...</p><p>ابتسم خالد ساخرا ينظر لولده باستهجان دس يديه في جيبي سرواله يتمتم متهكما:</p><p>- قميصك ذوقه عرة شبهك، أنا خالد السويسي يا دكتور يا حليوة إنت، فين أدوية لينا، او ورشتة العلاج بتاعتها.</p><p></p><p>تنهدت حسام مغتاظا ليعطيه حقيبة صغيرة بها علب دواء وورقة بها اسماء كل نوع وموعده تنهد يهمس حانقا:</p><p>- دي الأدوية بتاعتها، هتلاقي ورقة فيها اسم كل دوا ويتاخد كل قد ايه، وغذوها كويس الفترة الجاية، مهمة صحتها النفسية عشان تتجاوز اللي حصل...</p><p>اخذ خالد الحقيبة منه يعطيها لحمزة، التفت ليستقل السيارة ليجد حسام يمسك بذراعه قبل أن يركب التف خالد بوجه له ليتنهد حسام يتمتم مبتسما في اصفرار:.</p><p></p><p>- الدوا بتاع حضرتك، ما سألتش عنه، اتفضل، دكتور هاشم كاتب المواعيد جنب كل نوع...</p><p></p><p>التقط خالد الحقيبة الاخري يلقيها في السيارة بإهمال، اعطي حسام شبح ابتسامة صغيرة ليستقل السيارة جوار أخيه، انطلق حمزة بهم، تركزت عينيه على مرآه السيارة الامامية ينظر الي حسام الذي يقف بعيدا، بينما تنظر عيني له تري جيدا ما يفعل، والشك داخل قلبها يزيد، حسام وخالد بينهما شئ، رابط تشعر به جيدا، تتمني فقط لو يكن حدسها كاذبا، ان يكون فقط مصادفة، إن يكن خالد يعامله كزيدان وهي فقط تتوهم، أسندت رأس ابنتها لها تحتضنها بحنو، بينما همس غاضبا يعاتب أخيه:.</p><p></p><p>- اللي في دماغك في دماغك مش هتتغير ابداا، يا ابني اقعد حتى النهاردة ترتاح، لا يعني لاء، يا اخي حسبي **** ونعم الوكيل فيك، وفي دماغك، هتنقطني</p><p>ضحك خالد ساخرا ينظر لأخيه في ثقة مبالغ فيها كثيرا</p><p>بعد اقل من ساعة وصلت السيارة إلي المنزل، نزل حمزة اولا يفتح باب السيارة المجاور لابنة أخيه انحني بجسده يحملها بين ذراعيه خرج بها من السيارة نظر لأخيه يتمتم سريعا:</p><p>- أنا هطلع لينا اوضتها وجايلك على طول.</p><p></p><p>تحرك للداخل سريعا يصعد لأعلي لتنزل لينا من السيارة، تحركت تفتح باب سيارته تجذب يده ابتسم يخرج معها من السيارة لتلف ذراعه حول رقبته تتمتم سريعا:</p><p>- اسند عليا، يلا عشان عايزة اطلع اشوف لينا</p><p>وقف جوار السيارة يبتعد عنها نظر لها يتمتم مبتسما:</p><p>- اطلعي انتي للينا، أنا هعرف اطلع لوحدي أنا لسه واقف على رجليا يا لينا.</p><p></p><p>وقفت أمامه للحظات أرادت حقا أن تسأله عن العلاقة بينه وبين حسام ولكن لم تجد الوقت مناسبا حتى لذلك، رأت حمزة ينزل من أعلي لتتركه وتهرول للداخل بخطى سريعة تصعد لغرفة ابنتها، رأت بدور ومعها مايا في غرفة لينا، بدور تخلع حذاء لينا ومايا تدثرها بالغطاء، التفتا معا ناحية لينا ما أن دخلت لتبادر مايا تسأل متلهفة:</p><p>- مالها لينا يا طنط بابا حطها على السرير ونزل على طول هي كويسة.</p><p></p><p>نظرت لينا لابنتها النائمة مشفقة على حالها، تتمني فقط لو تستطيع أن تتجاوز صدمة ما حدث سريعا، ما يحدث لها كثير، أكتر مما يحتمل، ادمعت عينيها تنظر لمايا تهمس مختنقة:</p><p>- لينا سقطت...</p><p></p><p>شهقة فزعة خرجت من مايا لتلتف برأسها ناحية لينا، كم كانت حمقاء حين شعرت بالغيرة منها، لينا تلاقي الكثير من المصائب البارحة فقط طلقها زيدان واليوم فقدت جنينها، انهمرت دموعها لتتوجه ناحية فراش لينا جلست عليه تهمس لها بصوت خفيض مختنق:.</p><p></p><p>- يا حبيبتي يا لينا، كانت فرحانة بالبيبي أوي، وزيدان الحيوان هو السبب، اكيد لما طلقها نفسيتها باظت اكتر ما هي بايظة، عشان كدة الجنين سقط، كان عندها حق لما ما رضتيش تسامحه، بس هي قالتلي أنها بتحبه، يكون دا جزاتها في الآخر يطلقها، والطفل يموت...</p><p></p><p>مسكينة لينا همست بها بدور في نفسها تنظر لابنه شقيق زوجها، التي من المفترض أنها كانت والدتها، حال لينا ذكرها بحالها قديما مع زوجها السابق، في احدي شجاراتها مع أسامة دفعها بعيدا وهي تحمل في الشهر الثامن تقريبا لتسقط على ظهرها، صرخت صرخة مدوية إثر ما حدث بينما خرج هو من المنزل دون أن يعيرها انتباها، لولا أنها استطاعت الاتصال بخالد ربما كانت لتموت وقتها، ولكن لسوء حظها مات الجنين، مات وهو على بعد أيام من أن تراه، لم تكن تدري انها تبكي بعنف الا حين شعرت بيد لينا تربت على كتفها تسألها قلقة:.</p><p></p><p>- بتعيطي ليه يا بدور مالك يا حبيبتي</p><p>نظرت بدور للينا المسطحة على الفراش مشفقة عليها لتخرج من الغرفة سريعا، قابلت في طريقها خالد وهو يستند بجسده على حمزة متوجهين الي غرفته يتحرك بخطئ بطيئة متعبة ملامحه مجهدة بكل ما تعينه الكلمة من معني شهقت بعنف تهرول ناحيتهم تسأله مذعورة:</p><p>- بابا أنت كويس، في ايه حصل إيه</p><p>أعطاها شبح ابتسامة شاحبة ليمد يده يربت على خدها يردف مبتسما:</p><p>- ما تقلقيش يا حبيبتي أنا كويس.</p><p></p><p>حمحمة غاضبة خرجت من حمزة ينظر لبدور في حدة، لكنها حقا تجاهلت كل ما فعل اندفعت تسند أبيها كما يعرف قلبها، الي غرفته لم تبالي بتلك النظرات الغاضبة التي يرميها حمزة بها، توجهت معه الي غرفة خالد، تركهم الاخير ليتوجه الي فراشه جلس على الفراش يستند بظهره الي ظهر الفراش الوثير ابتسم يتمتم بارتياح:.</p><p></p><p>- ايوة كدة سريري حبيبي، مش سرير المستشفى اللي يدوب واخد جسمي بالعافية، يلا يا حبيبي إنت وهي اطلعوا برة عشان عاوز أنام</p><p>اقتربت بدور منه سريعا وقفت جوار الفراش تسأله قلقة:</p><p>- أنا مش همشي قبل ما اطمن على حضرتك، ايه اللي حصل يا بابا، أنت كويس.</p><p></p><p>ابتسم خالد يوجه انظاره ناحية حمزة ليربت على طرف الفراش جواره لم تتردد هي لحظة واحدة جلست بالقرب ظهرها ناحية حمزة وجهها مقابل خالد، ابتسم الاخير ينظر لابنته تنهيدة طويلة متعبة خرجت من بين طيات قلبه نظر لها يتمتم مرهقا:.</p><p></p><p>- بصي يا بدور ومن انتي عيلة عندك 8 سنين يوم ما شوفتك وانتي عيلة بتلعبي على السلم، شوفت فيكي سما **** يرحمها، حبيتك كأنك بنتي من صلبي، أنا **** ما رزقنيش غير بلينا، بس عوضني بيكي وبزيدان وبالواد جاسر، **** يعلم أنا بعتبركوا ككلوا ولادي، يمكن زيدان وجاسر اهم رجالة زيي زيهم، الموضوع بسيط، انما أنتي، أنا كنت وهفضل معتبرك زي لينا بنتي بالظبط، بس الموضوع عندك مختلف، بدور الصغيرة كبرت وبقت عروسة، والعروسة دي بقت مرات اخويا، انتي هتفضلي بنتي طول عمري، بس بردوا لازم نراعي الراجل الواقف وراكي دا، كلامي مفهوم يا بدور.</p><p></p><p>اخفضت رأسها، لتدمع عينيها، في تلك اللحظة تحديدا شعرت بالندم على موافقتها على الزواج من حمزة، حركت رأسها إيجابا بخفة لترفع وجهها مدت يدها تمسح دموعها براحة يدها تتمتم بخفوت حزين:</p><p>- حاضر يا بابا، حضرتك مش عايز مني حاجة</p><p>حرك رأسه نفيا يبتسم لها برفق:</p><p>- لاء يا ستي أنا هنام، يلا خدي جوزك وامشوا، تصبحي على خير.</p><p></p><p>وقفت بدور من جوار خالد توجهت ناحية حمزة مرة من جواره لتشعر بحرارة غضبه تلسع جسدها، لم تتوقف جواره سوي ثانية لتكمل طريقها لباب الغرفة وحمزة يتابعها بعينيه، اجفل على جملة نطقها خالد ساخرا:</p><p>- يا عم الغيور، خلاص هتاكلها، على **** تزعلها يا حمزة، ما تحبش تعرف أنا لما كنت بعمل في أسامة إيه</p><p>توجه حمزة بعينيه ينظر لأخيه مستهجنا ما يقول كتف ذراعيه أمام صدره ابتسم ساخرا يتمتم في حدة معتدا بذاته:.</p><p></p><p>- حمزة السويسي ما بيتهددش، حمد *** على سلامتك يا كبير، تصبح على خير.</p><p></p><p>ابتسم خالد ساخرا، ها هو مختل آخر من عائلته، وضع رأسه على الوسادة يريح جسده على الفراش، قطب جبينه متضايقا قميص حسام ضيق يشعره باختناق، مد يده يفتح أحد أزرار القميص ليشعر بشئ في جيب القميص، مد يده يلتقطه ليجد ورقة بيضاء عليها بضع كلمات، لفها ينظر لها من الناحية الاخري ليجدها صورة، صورة لسارة في قميص حسام، قطب جبينه غاضبا يتمتم متوعدا:</p><p>- آه يا ابن ال، بتقرطسني، وايه اللي كاتبة على الضهر دا...</p><p></p><p>بضحكاتك احيا، بآنفاسك أعيش، بشذي عطرك ينبض قلبي بين خلجاتي، فأنتي الروح والنبض، أنتي اكسير حياتي</p><p>يا حبيب أبوك وكمان عملي فيها شاعر، دا أنا هنفخ أمك، بس لما اشوفك يا حيوان، بس حلو الشعر دا ابقي اقوله للينا كأني أنا اللي مألفة</p><p>ابتسم في خبث ليضع الصورة مرة أخري في جيب القميص، يغمض عينيه.</p><p></p><p>على صعيد آخر، خرج حمزة من غرفة خالد يبحث عن بدور ليجدها هناك على وشك الدخول لغرفتها، تقدم ناحيتها سريعا بخطى واسعة امسك بيدها قبل أن تدخل، شهقت مما حدث قبل أن تعي اي شئ شعرت بحمزة يجذبها إلي غرفته، ادخلها ليترك يدها يوصد الباب عليهم من الداخل نظرت هي له فزعة خائفة مذعورة، تفكر في اسوء الاسوء تري ما سيفعل، يضربها كما كان يفعل أسامة او ربما اسوء، لا يمكنها حتى تخيل ما يمكن أن يفعل ادمعت عينيها خوفا شهقت مذعورة حين رأته يقترب منها لتتمتم سريعا بهلع:.</p><p></p><p>- ما تضربنيش، أنا ما عملتش حاجة</p><p>نظر حمزة لها حزينا، ليرسم ابتسامة خفيفة على شفتيه وقف بالقرب منها يتمتم في هدوء:</p><p>- ما تخافيش مني ابدا يا بدور، مش أنا اللي امد ايدي على واحدة ست، يمكن زمان أيام ما كنت اياد، كنت ممكن اعمل فيكي اسوء مما تخيلي انما دلوقتي لاء، أنا عمري ما تترفع عليكي ابدا، عشان كدة مش عايزك تخافي مني.</p><p></p><p>نظرت له في شك أحقا هو صادق فيما يقول، ومن إياد هذا الذي قال اسمه للتو، ابتلعت لعابها متوترة حين اقترب منها وقف أمامها يمسك برسغ يدها برفق يجذبها الي أقرب مقعد، جلست وجلس أمامها جذب مقعده ليصبح أمامها مباشرة لا يفصلهم فاصلة، ليرتجف جسدها، تسارعت دقاتها تسابق أنفاسها، برودة قارصة عصفت بجسدها، تشعر بجسدها بارد كالثلج، بينما مد هو يده امسك كف يدها يخفيه بين راحتيه يشعر بيديها المرتجفة ابتسم يقول مازحا:.</p><p></p><p>- ايه يا بنتي بتترعشي كدة ليه، هو الجو عندك برد اوي كدة، ما تخافيش مني يا درة، ممكن</p><p>رفعت وجهها تنظر له متوترة ابتلعت لعابها المتصحر تحرك رأسها إيجابا ليتنهد هو اخذ نفسا قويا يظفره بهدوء اردف يعاتبها بلين:.</p><p></p><p>- بصي يا بدور أنا عارف إن علاقتك قوية أوي بخالد، بس دلوقتي الوضع اختلف، دلوقتي خالد اخو جوزك، ومش عايز اقولك على عرق الغيرة في عيلة السويسي حاجة زبالة، تخيلي كدة أنا مرة نسيت وكنت رايح أسلم على لينا، الحيوان اللي اسمه أخويا كان هيكسر ايدي، فياريت بس تراعي دا لحد ما نسافر</p><p>نسافر، تمتمت بها بهلع تنظر له عينيها متسعتين من هول ما سمعت، بينما احتفظ هو بابتسامته حرك رأسه إيجابا يردف مبتسما:.</p><p></p><p>- ايوة، دبي المكان هناك هيعجبك جداا، أنا شغلي وحياتي وشركتي كله هناك، أنا هنا لفترة مؤقتة وقريب هنرجع، أنا وانتي ومايا وأ، قصدي وخالد وسيلا</p><p>توترت حدقتيها عن أي سفر يتحدث ولما لم يخبرها من قبل، لتنهر نفسها كم هي حمقاء، هي من الأساس تعلم أنه لا يعيش هنا فقط يأتي زيارات سريعة، ولكنها لم تكن تعرف أنه ينوي أن يأخذها معه حين يسافر، رفعت وجهها له تهمس مرتبكة:</p><p>- طب ما تخيلني أنا هنا، وسافر أنت وتعالا.</p><p></p><p>اختفت الإبتسامة من على وجهه في لحظة ليطرق قلبها خوفا مما حدث، مد هو احدي يديه يربت على وجنتها بخفة يردف في هدوء:</p><p>- ليه يا درة، أحنا متجوزين عشان تفضلي هنا وأنا اسافر، مكانك جنبي معايا يا درة، ما تشليش هم حاجة صدقينئ المكان هناك هيعجبك جداا، وهيعجب خالد وسيلا جدااا...</p><p></p><p>ابتلعت لعابها متوترة، لم يكن السفر ضمن مخططاتها القادمة ابداا، اجفلت يرتعش جسدها حين شعرت به يقترب منها ليميل هو يطبع قبلة صغيرة على جبينها، أغمضت عينيه تستشعر معاملته الحانية لها، والمقارنات في عقلها لا تتوقف ابدا.</p><p></p><p>في صباح اليوم التالي استيقظت باكرا للغاية، الشمس قد سطعت قبل ساعات معدودة، فتحت عينيها فجاءة تنظر حولها، لتجد مايا تنام جوارها، كيف ومتي عادت للبيت ألم تكن في المستشفي، سحبت جسدها تتحرك من الفراش بخطئ بطيئة تتحرك ناحية المرحاض تتذكر حديثه الأخير معها وصلت للمرحاض دخلت تغلق الباب عليها من الداخل، تجذب قدميها الي الحوض وقفت تنظر لانعكاس صورتها في المرآة لحظة اثنتين ثلاثة، تتفرس عينيها قسمات وجهها الميتة، جثة بلا حياة تتحرك بلا روح، لتهبط دموعها فجاءة دون سابق إنذار فتحت صنوبر المياة فجاءة لتنهمر المياة بعنف ملئت كفيها تصفعه وجهها بدفعات مياة قوية عنيفة امتزجت دموعها الحارة بقطرات المياة الباردة لتزيدها حرارة، انتهي كل شئ خسرت كل شئ، أهي النهاية، إم فقط كلمة البداية، تقف على أطلال الماضي تبكي ما أنهار، أم تدفع بجسدها للأمام تكتب بداية قصتها من جديد جلست على حافة المغطس تمسك منشفة كبيرة تجفف بها وجهها بعنف، تتصارع الأفكار في عقلها بشكل مخيف، القت المنشفة من يدها أرضا بقوة ضعيفة تحركت للخارج متجهه الي شرفة غرفتها التقطت هاتفها قبلا متوجه إليها فتح بابيها دخلت تغلقهم عليها، وقفت تستند بجسدها الي سور الشرفة، اغمضت عينيها للحظات، في تلك اللحظات مر أمامها آخر مشهد جمعهما هنا في الشرفة، ابتسمت ساخرة كانت ترغب في السجائر، انسابت دمعة حزينة تحرق وجهها، لما تكرهها الحياة لتلك الدرجة ما الخطأ الذي ارتكبته، لما يحدث لها ذلك، اجفلت على صوت دقات هاتفها نظرت له متعجبة لتجد ما يفوق ال300 مكالمة من معاذ والآن هو يتصل من جديد، لما كل ذلك القدر، تنهدت ساخرة تفتح الخط ولم يعطيها الأخير فرصة حتى للنطق بكلمة واحدة سمعته يهتف سريعا متلهفا متلعثما:.</p><p></p><p>- انتي فين يا لينا، انتي كويسة، أنا هتجنن من القلق عليكي، من امبارح بتصل بيكي وما بترديش، طمنيني عليكي انتي بخير، كنتي تعبانة اوي لما كنتي معايا، انتي كويسة، ساكتة ليه</p><p>التفت برأسها تنظر لشرفة زيدان الفارغة حقا كان سيغضب لو كان هنا الآن ابتسمت معذبة لما تفكر فيه اصلا، لما لا يتوقف قلبها عن السؤال عنه، انتبهت من شرودها تجيب ذلك المتلهف بنبرة ثقيلة حزينة:.</p><p></p><p>- أنا مش عارفة أنا كويسة ولا لاء يا معاذ، حاسة اني ضايعة، محتاجة حد يدور عليا، أنا عايشة في غربة جوا نفسي، أنا اجهضت يا معاذ الجنين مات، الحاجة الوحيدة اللي كانت كويسة في حياتي راحت</p><p>تبدلت نبرته الي أخري حزينة مترفقة:.</p><p></p><p>- أنا آسف ما كنتش أعرف، بس مش يمكن دا أحسن ليكي عشان ما يفضلش زيدان ضاغط عليكي بالطفل، وبعدين كان في حاجة كنت عايز اقولها ليكي بس ما رضتش أقولك عشان ما اقلقكيش، انتي حكتيلي عن اللي زيدان عمله، يعني في الأغلب الطفل ما كنش هيعيش يا لينا، ولو كان اتولد، احتمال كبير أنه يكون عنده إعاقات، بس بما انه خلاص حصل، فدا الأفضل ليكي عشان تبدأي حياتك من نقطة البداية من جديد، من غير اي خيوط للماضي.</p><p></p><p>معاذ دائما يشعرها بأنها تحادث طبيب نفسي ماهر يعرف جيدا كيف يسكن اوجاعها، اغمضت عينيها لتمد يدها الأخري تقبض على بطنها الفارغ ليتجلي الألم على ملامحها، ينخر قسماتها، محق هو محق هي فقط تتألم، وقريبا سيزول الألم نهائيا، انتهي كل شئ رحل الماضي بكل ما فيه من عذاب، كان يجب أن يأخذ جزءا منها قبل أن يغلق أبوابه، فتحت عينيها فجاءة حين سمعته يكمل مترددا:.</p><p></p><p>- بصي يا لينا أنا عارف أنه مش وقته، بس أنا كنت ولازالت بحبك، بحبك أوي، ولولا خوفي عليكي زمان من تهديد زيدان، كان زمانا أنا وانتي أسعد زوجين، كل اللي حصل لك دا ما يقللش حبك في قلبي ولو درجة واحدة، بالعكس دا يخليني متمسك بيكي اكتر، عشان اعوضك عن كل اللي فات نفتح سوا صفحة جديدة، لينا أنا بحبك اوي وعايز اتجوزك، قولتي ايه.</p><p></p><p>عقدت صدمة ما قال لسانها ظلت واقفة مكانها للحظات طويلة تعجز بالقيام بأي فعل، معاذ يريد الزواج منها، ولما التعجب ألم تكن تحبه، ألم تكن تنتظر تلك اللحظة قديما بفارغ الصبر، ألم تكن تطير فرحا حين تحادثه ولو للحظات قليلة، وماذا حدث لها حين قررت أن تسكت صوت قلبها الذي كان يدق بحبه وتذهب لزيدان، تقف الآن شبح انثي تبكي الأطلال لم لا تعيد كل شئ كما كان عليه وتعد هي كما كانت، تعطي الفرصة لمعاذ كما أعطتها لزيدان من قبل، ولكنها أحبت معاذ اولا، وها هو معاذ هنا بعد كل ما حدث له بسببها مازال جوارها يحتويها يساندها يخفف عنها وقع ما تلاقي، أما زيدان ففر هاربا من الجولة الأولي، تنهدت تأخذ نفسا قويا تردد بنبرة هادئة واثقة:.</p><p></p><p>- وأنا موافقة يا معاذ</p><p>في اللحظة التالية سمعت صوت صيحته الفرحة، لتسمعه بعدها يردد سريعا متلهفا:</p><p>- موافقة بجد موافقة أنا مش مصدق نفسي، لا بجد حاسس اني بحلم، انتي بجد وافقتي، يا رب ما يكونش حلم، يعني انتي موافقة إن أنا وانتي نتجوز، أنا هاجي اطلب ايدك دلوقتي حالا</p><p>ارتسمت ابتسامة حزينة ساخرة حين تذكرت ما فعله زيدان حين وافقت على زواجهم</p><p>« ليناااااا وااااااافقت، ليناااااا وافقتتت اخيرااااااااااااا.</p><p></p><p>ضحكت بقوة تتعلق برقبته لينزلها برفق ينظر لها بسعادة تشع من مقلتيه يتعلثم من شدة سعادته:</p><p>- أنا مش مصدق نفسي يا لينا، لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة زي ما بيقولوا</p><p>أسند جبينه الي جبينها ينظر لمقلتيها يهمس بشغف:</p><p>- بس حتى لو كنت استنيت العمر كله قصاد السعادة اللي أنا حاسس بيها دلوقتي مش كتير، بحبك، لآخر نفس فيا هفضل أحبك »</p><p>خرجت من ذكراها فجاءة على صوت معاذ يقول متلهفا:.</p><p></p><p>- ها اجي، قولي اه اه هتلاقيني عندكوا حالا</p><p>حركت رأسه نفيا كأنه سيراها تتمتم بخفوت مثقل:</p><p>- هبلغ بابا يا معاذ واقولك</p><p>سريعا كان يرد فرحا متلهفا:</p><p>- وأنا هفضل جنب التليفون الأربعة وعشرين ساعة مش هسيبه ثانية، باباكي بس يحدد الميعاد وهتلاقيني عندكوا قبلها بست ساعات، انتي بس قوليلي، رني عليا، إن شاء **** حتى تبعتيلي كلمني شكرا</p><p>ضحكت ساخرة على ما يقول، لتغلق معه الخط بوعد باتصال قريب...</p><p></p><p>مرت عدة ساعات وهي تقف مكانها تنظر للحديقة الهادئة ربما تنتظره، وربما تنتظر حالها تبحث هنا وهناك عن ذاتها الضائعة، اجفلت على دخول سيارتين الي الفيلا، أحدي نزل منها عمها عمر، الذي دخل يركض الي الداخل والاخري نزل منها عمها محمد صديق والدها منذ القدم وشقيقه في الرضاعة كما تعرف، وهو لم يأتي، دقائق مرت قبل أن تسمع صوت والدتها تنادي باسمها قلقة، دخلت إلي غرفتها لتجد والدتها تبحث عنها، هرولت لها سريعا ما أن رأتها تسألها قلقة:.</p><p></p><p>- لينا انتي ايه اللي مخرجك البلكونة يا حبيبتي انتي لسه تعبانة تعالي ارتاحي، أنا جبتلك الفطار، تعالي كلي عشان تاخدي علاجك</p><p>تحركت لينا متوجهه الي فراشها، لتحمل لينا صينية الطعام وضعتها أمامها على الفراش تسمح على شعرها برفق تحادثها بحنو:</p><p>- كلي يا حبيبتي، اللي عدي خلاص، انسيه ما تفتكريش اي وحش حصل</p><p>شردت عينيها في الفراغ لتحرك رأسها إيجابا تغمغم بشرود:</p><p>- عندك حق أنا مش لازم افتكر اي وحش حصل، هو كمان عنده حق.</p><p></p><p>في غرفة خالد استيقظ فجاءة على أحدهم يعانقه بعنف فتح عينيه مفزوعا ليجد محمد يعانقه ليدفعه خالد بعيدا عنه يصيح فيه غاضبا:</p><p>- يا اخي حرام عليك قطعتلي الخلف، بتعيط ليه قالولك اني مت</p><p>وقف محمد أمامه ينظر له غاضبا اقترب منه يقبض على ذراعيه بعنف يصرخ في وجهه:.</p><p></p><p>- حرام عليك يا اخي، عايز تعمل فيا ايه تاني، كل يوم والتاني موقع قلبي عليك، دا أنا شعري أبيض بسببك هتعمل فيا ايه تاني، جلطة يا خالد، هتفضل تحرق في نفسك لحد ما تقع ميت</p><p>نظر خالد لصديقه متوترا مدهوشا، لينظر لشقيقه الواقف في الخلف، ليخفض عمر رأسه ارضا يشعر بالخزي من نفسه لولا اتصال محمد به ما كان ليعرف أن شقيقه مريض، في اللحظة التالية كان محمد يجذب خالد يعانقه بقوة يتمتم له راجيا:.</p><p></p><p>- ما تحرقش قلبي عليك كدة تاني ورحمة أبوك يا خالد ما هستحمل يجرالك حاجة...</p><p>ابتسم خالد يعانق صديقه، ليقترب عمر منه يخفض رأسه في خزي يتمتم بصوت خفيض نادم:</p><p>- أنا آسف يا أخويا، سامحني، أنت طول عمرك شايل همي وأنا ما اعرفش أنك تعبان غير من محمد، أنا آسف يا خالد...</p><p>ابتعد محمد عنه يدفع عمر ليقترب من شقيقه، ليرتمي عمر بين ذراعي خالد ينوح باكيا:.</p><p></p><p>- سامحني يا خالد، دا أنت أخويا وابويا وكل حاجة ليا في الدنيا، شايل همي وبتحل مشاكلي من وأنا عيل صغير لحد ما بقيت شحط متجوز ومخلف، دايما بتفكر فيا قبل نفسك، انما أنا، أنا أناني حيوان ما بفكرش غير في نفسي</p><p>ضحك خالد بخفة يبعد عمر عنه يصفع وجهه بخفة يردف ضاحكا:</p><p>- من ناحية إنت حيوان فأنت حيوان فعلا، المهم يا حيوان طمني عملت ايه مع تالا اتصالحتوا ولا اجيب المأذون واتجوزها.</p><p></p><p>حرك عمر رأسها إيجابا ينظر له غاضبا كطفل صغير حانق، جلس ثلاثتهم يتحدثون بعض الوقت، قاطع محمد كلامهم حين نظر لخالد تنهد يردف بحذر:</p><p>- على فكرة يا خالد زيدان طلب نقل، من القاهرة للغردقة، والطلب اتوفق عليه!</p><p></p><p>الفصل الثالث والسبعون</p><p></p><p>احتدت عيني خالد غضبا ما أن سمع تلك الكلمات تخرج من فم صديقه، كور قبضته يسحق عروقه الغاضبة، الأحمق يهرب، يظن أن حله الأمثل هو الهروب بلا رجعة، استسلم بتلك السرعة، شرد للحظات ليعاود النظر لصديقه نظرات حادة مشتعلة، شد علي اسنانه يهمس بصوت غاضب:</p><p>- والنقل اتوافق عليه وأنا آخر من يعلم، طلب النقل مش هيتوافق عليه غير لما محمد بيه بنفسه يوافق، ولا إيه، وبعدين امضتي عليه...</p><p></p><p>تنهد محمد ياسا يتحاشي بكل السبل النظر ناحية صديقه تنهد يغمغم باستياء:</p><p>- خالد أنت عارف إن زيدان واخد مني موقف من زمان من ساعة ما لوجين خدته وسافرت وأنت رجعته، وهو قاطع كلام معايا، سنين وأنا بحاول أصلح علاقتي بيه وهو رافض، وأنت كمان رافض تقولي ايه اللي حصله أنا ما صدقت اتكلم معايا يا خالد</p><p>ارتسمت ابتسامة تهكمية سخيفة علي شفتي خالد ينظر لصديقه في سخرية كتف ذراعيه أمام صدره يتشدق متهكما:.</p><p></p><p>- فتروح موافقله علي طلب النقل لا حقيقي أحسنت يا ابني و****، دماغك دي الماظات</p><p>تنهد محمد حانقا من سخرية صديقه اللاذعة سلط عينيه علي عيني خالد يتمتم محتدا:.</p><p></p><p>- خالد من غير تريقتك دي، بس فعلا زيدان محتاج يبعد بعد كل اللي حصل، زيدان بيتعذب يا خالد شوفتها في عينيه، سيبه يبعد يا خالد يمكن يرتاح، مش عشان اسمه علي اسمك واسم بنتك علي اسم مراتك، عايزهم يعيدوا قصة حبك تاني بالعافية يا خالد، بنتك ما حبتش زيدان، كفاية عليه أوي كدة.</p><p></p><p>قال ما قال ليهب واقفا ينظر لخالد محتدا ينتفس بعنف، يشعر بالذنب يلاحقه في كل لحظات حياته حين أهمل زيدان، ابن صديق عمره قبل أن يكن ابن شقيقته، بينما كست نظرات حزينة محبطة نظرات خالد، ربما صديقه محق هو فقط من يري قصة حب خيالية نسجها من خياله لتظل قصة حبه هو حية ابد الدهر، تبدلت نظرات محمد الغاضبة إلي اخري حزينة مسبقة حين رأي نظرات صديقه المحبطة تنهدا يآسا ليقترب جلس جوار خالد مد يده يربت علي كتفه يحادثه بترفق:.</p><p></p><p>خالد أنا عارف أنت بتحب زيدان وبتعزه قد ايه، مش مجرد ابن صاحبك اللي وصاك عليه، أنت بتعتبره ابنك واغلي كمان، بس المرة هو فعلا محتاج يبعد، كفاية عليه عذاب حب من طرف واحد.</p><p></p><p>التفت خالد برأسه ناحية زيدان يناظره بنظرات حزينة تتألم، يبعد زيدان عنه سنوات وهو يشب امام عينيه من مجرد *** صغير الي رجل شاب ترتفع له الهامات فخرا، ازدرد لعابه الجاف، تنهد يخرج أنفاسه الحزينة المحترقة، مد يده يلتقط هاتفه الموضوع جواره علي الوسادة يطلب رقم زيدان، لحظات وجرس الهاتف يدق، الي ان اختفت وظهر صوت زيدان يغمغم في هدوء حزين:</p><p>- خير يا خالي.</p><p></p><p>تسارعت دقات قلب خالد تتطارق بعنف خلف قفصه الصدري، شد علي أسنانه تخرج الكلمات من بين شفتيه بصعوبة مؤلمة وكأنها تُسلخ:</p><p>- هات ورق النقل بتاعك وتعالا الفيلا...</p><p>دون أن ينطق بكلمة أخري أبعد الهاتف عن اذنه يغلق الخط، ليشد محمد بيده علي كتف صديقه يشجعه بابتسامة صغيرة ذات معاني كثيرة.</p><p></p><p>في غرفة لينا السويسي</p><p>رفعت لينا رأسها عن صينية الطعام التي لم تُمس الا بأقل القليل، تنظر لوالدتها نظراتها حائرة ضائعة مشتتة تنهدت تزفر أنفاس حارة حزينة تشتعل ألما قبل أن تهمس فجاءة دون اي مقدمات:</p><p>- معاذ كلمني وقالي أنه عايز يجي يطلب ايدي.</p><p></p><p>جحظت عيني لينا الشريف في صدمة جمدت عقلها للحظات، عقلها لا يعي ما تقول ابنتها عن أي زواج تتحدث ومِنْ مَنْ ذلك الشاب معاذ، لحظة لحظة ابنتها التي فقدت جنينها البارحة وانفصلت عن زوجها قبلها مباشرة ترغب في الزواج الآن ارتسمت ابتسامة مذهولة علي شفتي لينا تتمتم مدهوشة:</p><p>- أنتِ بتهزري يا لينا صح</p><p>وضعت المعلقة الصغيرة من يدها تنظر لوالدتها لحظات قليلة لتحرك رأسها نفيا بحركة بطيئة تتمتم شاردة:.</p><p></p><p>- ههزر ليه يا ماما، خلاص كل اللي بيني أنا وزيدان خلص، من حقي أعيش حياتي</p><p>كلمات قالتها نطق بها لسانها ولم يعترف بها قلبها ابدا، هي حقا تريد ان تحيي من جديد ولكنه وكيف تكون معه وقد هدما معا بايديهم كل شئ، توسعت عينيها قليلا حين هبت والدتها وقفت أمامها تصرخ غاضبة:.</p><p></p><p>- لا دا انتي اتجننتي رسمي، أنا معاكي ومسنداكي في كل اللي عملتيه، عشان عيزاكي انتي اللي تحددي طريقك بايدك، حتي لما اتطلقتوا انتي وزيدان والجنين نزل، قولت خير، يمكن لما يرجعوا لنقطة الصفر تاني ترجع مشاعرهم تاني من اول وجديد، قولت لينا اكيد هتركز في حياتها، هتراجع مشاعرها، هتبني نفسها من تاني، إنما جاية تقوليلي البتاع بتاعك عايز يتجوزك وانتي اكيد موافقة مش كدة.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتي لينا حركت رأسها للجانب لتري مايا انتفضت من نومها مذعورة تنظر لزوجة عمها وهي تصرخ بتلك الطريقة لا تفهم ما يحدث، عادت لينا تنظر لوالدتها لحظات معدودة للغاية نظرات فارغة قبل أن تحرك رلسها إيجابا بهدوء تام، تزامن مع تصاعد دقات خالد القلقة علي باب الغرفة، فتح الباب دخل يحاول قدر استطاعته أن يسرع في خطواته، وقف أمام زوجته يسألها قلقا:</p><p>- في ايه يا لينا بتصرخي ليه...</p><p></p><p>نظر ناحية ابنته يصيح فيه خائفا من أن يكن اصابها مكروه:</p><p>- انتي كويسة في حاجة وجعاكي، اتصل بالدكتور</p><p>نظرت لينا لابنتها حانقة لتتوجه تمسك بيد خالد تحاول جذبه من الغرفة، رسمت ابتسامة مصطنعة علي شفتيها تتمتم بخفة:</p><p>- ما فيش يا خالد أنا كنت بزعقلها عشان مش راضية تاكل، بقالي ساعة بتحايل عليها، روح يا حبيبي إنت ارتاح، أنت لسه تعبان.</p><p></p><p>وقف للحظات ينظر لهما مترددا قلقا لتمسك لينا بكفه ابتسمت له بحنو تجذبه معها للخارج، رمت ابنتها بنظرة اخيرة معاتبة لتأخذ زوجها وتغادر...</p><p></p><p>جلست لينا مكانها تفكر في كلمات والدتها هل حقا اخطئت حين وافقت علي الزواج من معاذ بتلك السرعة، ام انها تحتاج إليه، تحتاج أن تشعر بيد تمسك بيدها تجذبها، يد لم تمل منها وتتركها كما فعل هو، وربما هي محقة معاذ شخص جيد، ساعدها وسيظل يفعل، التفتت حين شعرت بيد مايا توضع علي كتفها، رأت الاخيرة تبتسم لها ابتسامة شاحبة حزينة فتحت فمها تحادثها برفق:.</p><p></p><p>- لينا ما تاخديش اي قرار في حالتك دي، أنا فهمت من كلام مامتك أن معاذ عايز يتجوزك وانتي موافقة تقريبا، لينا انتي لسه جرحك بينزف ما تحوليش تخيطيه بأي حاجة عشان بعد كدة انتي اللي هتتعبي...</p><p>وجهت انظارها لها تبتسم ساخرة مايا الصغيرة باتت أكثر حكمة من الجميع الآن، تحركت بعينيها تنظر لنقطة في الفراغ تخطط في نفسها أمرا.</p><p></p><p>علي صعيد آخر في منزل حسام، لم يذق للنوم طعما منذ الأمس تقريبا ساعة تقريبا يقف في شرفة غرفته ينظر للشارع الشبه فارغ يشاهد جموع الناس وهم يتحركون هنا وهناك، دائما ما كان عنده فضول غريب لمعرفة تلك الدوائر التي تربط بين الجميع، خلف كل شخص يتحرك قصة، علاقات، حياة، واخري واخري واخري والدوائر تتشابك، تتنافر، تتصارع من اجل البقاء، وهو يقف عند الهامش ينظر للجميع، بابتسامة صغيرة غير مبالية بما يحدث تماما...</p><p></p><p>لا يهتم بكل تلك الصراعات التي تحدث حوله، يعيش في دائرته الخاصة، تتشابك مع غيرها لتساعد ثم تنفصل من جديد ويعد وحيدا، يراقب من جديد، علي درب هو فقط من يراه يسير، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها، حين مر اسمها في باله تذكر أنه اعطي والده قميصه الذي يحمل صورتها فيه ليضحك بخفة ساخرا، والده حقا سيغضب حين يري الصورة، يتمني فقط الا تراها زوجته، حتي لا يضع والده في موقف غريب حقا، اختفت الإبتسامة من علي شفتيه، زيدان يصر علي السفر، فشلت كل محاولاته معه في العدول عن رأيه يتمني فقط أن ينصلح الحال بينه وبين شقيقته، كلاهما بحاجة لبداية جديدة، سفر زيدان يعني خسارة صديق عمر سنوات وهما معا يتشاركان السئ قبل الجيد والآن يغادر، اجفل من شروده علي يد يعرف صاحبتها جيدا تربت علي ذراعه برفق التفت لها ليجدها تمد يدها له بكوب شاي كبير، ابتسم لها ابتسامة صغيرة يأخذ منها الكوب يضعه علي سور الشرفة جواره يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- تسلم ايديكِ يا ماما</p><p>ابتسمت شهد لحسام ابتسامة واسعة حانية وقفت تستند بجسدها علي سور الشرفة جواره تتمتم مبتسمة:</p><p>- تسلم من كل سوء يا رب، قولي بقي مالك حالك متشقلب بقالك كام يوم، وامبارح راجع متأخر أوي وصاحي بدري اوي، أنت لحقت نمت</p><p>مد يده يربت علي كف يدها بحنو تنهد يأخذ نفسا قويا ليحرك رأسه نفيا يتمتم:</p><p>- لا ابدا، تعبان بس من ضغط الشغل، الواحد كبر بردوا أنا عديت التلاتين.</p><p></p><p>توسعت عيني شهد في دهشة اعتدلت في وقفتها تتمتم سريعا بنبرة متلهفة قلقة:</p><p>- كبرت ايه يا ابني و30 ايه اللي عديته دا أنت لسه في عز شبابك يا حسام، مش عايزة اسمع منك الكلام الاهبل دا تاني و**** أزعل منك</p><p>ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا يرتشف رشفة كبيرة من كوب الشاي، كاد أن يختنق بها حين سألته فجاءة:</p><p>- صحيح بتشوف أبوك، البيه بقاله كتير ما بيجيش، وقبل كدة ساعة واحدة ويجري.</p><p></p><p>ابتلع ما في فمه يضع الكوب جواره من جديد التفت لها يعقد ذراعيه أمام صدره حان وقت سؤاله الذي اجله كثيرا والآن وتحديدا الآن يريد أن يعرف له اجابة لم يتردد وهو يسألها مباشرة:.</p><p></p><p>- أنا اللي عندي سؤال ليكي يا ماما، انتي ليه اصريتي اوي كدة أنك ترجعي لبابا، استفدتي ايه، سوري يعني مع كامل احترامي ليكي، بس انتي قبلتي علي نفسك تبقي زوجة تانية في السر، انتي اللي قبلتي أنك تشوفيه ساعة واحدة كل فين وفين، ليه، السؤال اللي هيجنني ليه، انتي مستفيدة إيه من دا.</p><p></p><p>غامت عيني شهد تكدر صفوها اخفضت رأسها أرضا أمام نظرات طفلها القاسية المتسألة، ابتلعت لعابها، ابتسمت تنهدت، لحظات ورفعت وجهها تنظر لذلك الصغير الذي شب وصار رجلا ويسأل وله الحق في أن يحصل علي إجابة الآن وحالا توجهت برأسها الي الشارع الفارغ ابتسمت تردف متهكمة:.</p><p></p><p>- باخد حقي، من غير ما اخد حقي، اسوء حاجة ممكن تحصل لابوك، إن مراته لينا هانم تبعد عنه، جوازي منه هيخيله علي طول مرعوب خايف قلقان في لحظة في حياته خايف لتسيبه، خايف أنا اروح اقولها، خايف تعرف بأي شكل من الأشكال، أنا عيشت معاه وشوفت حالته بتبقي عاملة ازاي من غيرها، صدقني اللي ابوك عايش فيه دلوقتي هو أكبر عقاب علي اللي عمله فيا.</p><p></p><p>انهت كلامها لتزفر نفس حاد جثم بعنف علي صدرها التفتت جوارها لتري حسام يناظرها بنظرات حزينة معاتبة، رأت دمعة حبيسة تحجرت في عينيه سمعت صوته يغمغم حزينا:</p><p>- ليه القسوة دي يا ماما، طول عمرك أحن أم وزوجة في الدنيا</p><p>قسوة!، رددتها شهد مدهوشة تناظر ابنها نظرات مذهولة، وقفت قباله تشير لنفسها تتمتم بحرقة:</p><p>- واللي أبوك عمله فيا ما كنش قمة القسوة يا حسام، أنا شوفت كتير اوي في حياتي بسببه.</p><p></p><p>رفع حسام كف يده يمسح وجهه يمحي سريعا تلك الدمعة التي حاولت الهروب خاارج مقلتيه انحني برأسه لأسفل قليلا يبتسم معاتبا:</p><p>- كان مريض نفسي، صدقيني المرضي النفسيين بيتعذبوا أضعاف المرضي العاديين...</p><p>رفع وجهه ينظر لوالدته يتمتم مبتسما في سخرية مريرة:</p><p>- علي فكرة بابا جاله جلطة، واتحجز امبارح في المستشفي، الحمد *** **** لطف بيه وبقي كويس، عن إذن حضرتك هروح ألبس عشان عندي شغل.</p><p></p><p>تركها ودخل الي غرفته بعد أن قال ما قال بينما وقفت شهد متجمدة مكانها عينيها متستعين عاي آخرهما انفاسها تختفي دقات قلبها تتصارع أغمضت عينيها تشد علي كفيها بعنف ليشق وجنتيها خطي دموع سوداء امتزجت بكحل عينيها الحالك، فتحت عينيها تتمتم لنفسها بصوت خفيض متألم:</p><p>- يا ريتني ما حبيتك يا خالد...</p><p></p><p>مر سبعة أيام بعد ذلك اليوم اسبوع كان الجميع في حاجة إليه في حاجة الي هدنة من كل شئ، الجميع في حاجة إن يعيد ترتيب حساباته المبعثرة من جديد، أولهم كانت مايا، التي خرجت من مرحاض غرفتها بعد أن ابدلت ثيابها لاخري تناسب العمل وقفت أمام مرآه زينتها تنظر لانعاكسها في المرآه تبتسم ساخرة اختلفت كثيرا عن السابق لم تعد تلك المدللة التي تهوي شراء الثياب، وليتها ظلت، وقفت تمشط خصلات شعرها تعقده في شكل حلقة كبيرة في نهاية رأسها تضع القليل من مستحضرات التجميل تظهر بها طلتها الساحرة، التقطت حقيبة يدها تنزل لأسفل، وجهت انظارها لغرفة لينا المغلقة منذ أسبوع وهي ترفض الحديث مع اي من مكان تخبر الجميع انها بحاجة لتعيد حساباتها القديمة والقادمة بمفردها، نزلت الي أسفل فتحت باب المنزل الكبير لتتطالع والدها يجلس في الحديقة أمامه علي طاولة صغيرة بدور زوجة ابيها، يحتسيان القهوة، ابتسامة والدها المشرقة، جعلت ابتسامة صغيرة تتسرب لشفتيها، اقتربت في خطواتها تتجه ناحيتهم وقفت بالقرب منهم تتمتم مبتسمة بتكلف:.</p><p></p><p>- صباح الخير</p><p>قام حمزة سريعا يحاوط كتفيها بذراعه يقبل جبينها يتمتم مبتسما:</p><p>- صباح الفل يا حبيبة بابا، علي فين العزم بدري كدة</p><p>اعادت خصلة ثائرة من شعرها خلف أذنيها تتمتم بخفوت:</p><p>- رايحة شغلي</p><p>ضحك حمزة بخفة يقرص وجنت ابنته برفق يتمتم مبتسما:</p><p>- بقيتي اللي قادرة علي التحدي والمواجهة رسمي خلاص، مالوش لزوم لشغلك يا ميوش يا حبيبتي احنا خلاص راجعين دبي.</p><p></p><p>توسعت عيني مايا في دهشة لتبتعد عن والدها ترميه بنظرات مصدومة حركت رأسها نفيا بعنف تصيح محتدة:</p><p>- راجعين دبي، امتي وازاي، وازاي حضرتك اصلا ما تاخدش رأيي في حاجة زي دي، أنا مش هرجع دبي ومش هسيب الشغل...</p><p>انتفخت اوداج حمزة غضبا سجنه خلف قبضان سيطرته العالية علي التحكم بمشاعره، دس يديه في جيبي سرواله ارتسمت ابتسامة صفراء مستهجنا ما تقول:.</p><p></p><p>- طيب يا مايا روحي شغلك ولما ترجعي لينا كلام تاني مع بعض، خلي بالك من نفسك يا حبيبي</p><p>وقفت مايا للحظات، ترميه هو وبدور بنظرات غاضبة حانقة لتتحرك بعنف الي أحدي السيارات تصفع بابها خلفها بعنف لحظات وتحرك بها السائق ليتنهد حمزة يآسا جلس أمام بدور لحظات قبل أن يسمعها تتمتم بنبرة خافتة متوترة:</p><p>- علي فكرة هي عندها حق، كان لازم تقولها قبلها بفترة كبيرة، بس اللي عملته أنك بتفرض عليها أمر واقع...</p><p></p><p>زفر أنفاسه يخلل أصابعه في خصلات شعره ربما بدور محقة كان عليه اخبارها قبلا، قبل ان يبدأ تجهيز ترتيبات السفر، عاد ينظر لبدور يتمتم متسألا:</p><p>- طب وانتي اتضايقتي بردوا لما عرفتي اننا هنسافر</p><p>تحاشت النظر ناحيته بكل السبل الممكنة، حركت رأسها إيجابا تتمتم بصوت خفيض:</p><p>- بصراحة آه، أنا قضيت حياتي كلها هنا، طفولتي وشبابي هنا، هيبقي صعب عليا يعني اني ابعد عن دا كله فاهمني.</p><p></p><p>رفعت وجهها إليه ما أن أنهت كلامها لتزدرد لعابها قلقة حين رأته يقف من مكانه، تسارعت أنفاسها خوفا ماذا ينوي أن يفعل بها، رأته يجذب مقعده بخفة يضعه جوارها جلس بجانبها يلف ذراعه حول كتفيها، ارتعشت وارتجف جسدها إثر لمسته بينما ابتسم هو يتمتم برفق:</p><p>- هحاول اعمل كل اللي اقدر عليه، عشان لا ازعلك لا انتي ولا الهبلة اللي مشيت مكشرة دي</p><p>لم تفهم حقا ما يعني الا أنها ابتسمت متوترة تومأ برأسها إيجابا.</p><p></p><p>علي صعيد قريب كان هناك من يقف في شرفة غرفته يدس احدي سجائره بين شفتيه ينظر لذلك المشهد بابتسامة تهكمية ساخرة يتمتم:</p><p>- مراهق اوي، المرة الجاية هياخدها في كازينو.</p><p></p><p>علي صعيد بعيد بعد دقائق قليلة وصلت مايا لشركة آل مهران جروب للسياحة، نزلت من سيارتها تخطو خطواتها للداخل، دون أن تتحدث بكلمة واحدة، لم تكن بالشخصية الاجتماعية التي تحب الاختلاط، ولكنها حقا لاحظت تلك النظرات الغريبة التي يرميها بها الجميع خاصة الموظفات، منذ الحادث وهي في اجازة مرضية، لما ينظر لها الجميع هكذا، نظرت لملابسها جيدا علها تجد الخطأ ولكن لا شئ، هي حقا لا تفهم ما يحدث، توجهت إلي غرفة المكتب التي تتشاركها مع زملائها يبدو أنها اول الحضور فالغرفة فارغة، توجهت الي مقعد مكتبها الصغير، جلست تنظر لتصاميمها الأخيرة الموضوعة علي سطح المكتب ملتفة كما هي برباطها، فتحت إحداها تنظر لتصميمها الغير مكتمل لتلتقط قلم رصاص تكمل ما بدأت مرت لحظات قبل أن تسمع صوت فتاة تتمتم ساخرة بنبرة لعوب:.</p><p></p><p>- هو انتي بقي مايا، اللي المهندس ادهم نط من فوق السطح علي الأسانسير عشان ينقذها</p><p>قطبت جبينها متعجبة من نبرة الفتاة الغريبة وطريقتها السخيفة، بينما عقدت تلك الفتاة ذراعيها أمام صدرها تتشدق ساخرة:.</p><p></p><p>- دا الحب ولع في الدرة جامد اوي يعني، بس السؤال هنا بقي ايه اللي بينك وبين المهندس اللي لسه جاي من أيام، شكلك مش سهلة خالص، يعني وقعتي أدهم في يومين، يومين كمان وتوقعي رعد بيه، ومين عارف اسبوع كمان وتكوني وقعتي جاسر باشا بجلاله قدره</p><p>اشتعلت عيني مايا غضبا هبت واقفة توجه نظرات نارية مشتعلة ناحيتة تلك الفتاة اشارت بسبابتها ناحية باب الغرفة تصيح فيها غاضبة:.</p><p></p><p>- امشي اطلعي برة انتي فكراني زبالة زيك، أنا مش هنزل من مستوايا لامثالك، يلا برة، أنتي ما تعرفيش أنا اقدر اعمل فيكي إيه، اطلعي برة</p><p>نظرت تلك الفتاة لمايا نظرات حانقة كارهة مغتاظة لتتحرك لخارج الغرفة تتوعد لها بالانتقام، بينما تهاوت مايا علي مقعدها من جديد، لحظات ووقفت من مكانها تهرب الي اقرب مرحاض منها دخلته توصد الباب خلفها بالمفتاح وضعت يدها علي فمها تكبح صوت بكائها تهبط دموعها في صمت.</p><p></p><p>بينما توجهت تلك الفتاة تدخل إلي غرفة مكتبها القت الحقيبة بغل علي سطح مكتبها تشد علي اسنانها مغتاظة تلك الوقحة تقسم أنها ستعمل علي جعل سيرتها علكة يمضغها الجميع في أفواههم بلا رحمة، باب الغرفة الإلكتروني انغلق من جراء نفسه، قطبت جبينها تنظر للباب متعجبة كيف ومن اغلقه من الأساس، خرجت من بحر افكارها تشهق بعنف الي سيل ماء اندفع من جهاز إنذار الحريق المثبت في سقف الغرفة، اغرقها هي والغرفة والاوراق جميعا شهقت بعنف تلطم خديها:.</p><p></p><p>- يا ليلة مش فايتة دا ورق الشغل بتاع جاسر باشا، هينفخني...</p><p>اخذت الأوراق سريعا توجهت لباب الغرفة تحاول فتح الباب ولكنه مغلق موصد، لديها كارت مبرمج علي فتح مثل تلك الاشياء، هرعت سريعا تجلبه حاولت فتح الباب مرة اخري ليعطيها رسالة أن الكارت لا يعمل</p><p>وقفت جوار الباب تدق عليه بعنف تصرخ فزعة مذعورة:</p><p>- الحقوني، حد يلحقني، افتحولي الباب...</p><p></p><p>دقائق مرت وهي تصرخ قبل أن يفتح الباب من تلقاء نفسه كما فعل سابقا لتهرع الي الخارج بمنظرها ذاك ملابسها المبللة مستحضرات التجميل لطخت وجهها بشكل بشع، البعض لم يستطع رؤية المشهد وانفجروا ضاحكين، والبعض الآخر كانوا يضحكون ولكن في الخفاء</p><p>ووقفت مايا بعيدا عنهم جميعا تنظر لها بابتسامة واسعة متشفية، هي حقا سعيدة علي ما حدث لها بعد ما قالته لها دون شفقة...</p><p></p><p>رفعت وجهها لأعلي هي علي اتم ثقة أن تلك افعال أدهم لمحت احدي كاميرات المراقبة تتحرك بشكل عشوائي لتثبت عليها ما أن نظرت لها، لحظات وارتسمت علي شفتيها ابتسامة صغيرة تشكره بها.</p><p></p><p>ارتسمت إبتسامة واسعة متشفية سعيدة علي شفتيه تلك الفتاة حقا ظنت أنها تستطيع إيذاء وتين قلبه ولو حتي ببضع كلمات سامة خرجت من فم افعي، بتر أنيابها حتي لا تبث سمها من جديد، تسارعت دقات قلبه بعنف تكاد تقفز من قفصه الصدري ترقص فرحا، ابتسامة بلهاء واسعة تغزو شفتيه، ليسمع في اللحظات التالية صوت رسالة وصلت لهاتفه فتحها بتلهف لتتوسع عينيه في فرحة عارمة حين قرأ تلك الجملة التي بعثتها</p><p>( شكرا يا أدهم ).</p><p></p><p>تسارعت أنفاسه يقرأ احرف الجملة مرة تليها اخري وأخري وأخري ابتسامة بلهاء تزداد اتساعا تغزو ثغره بالكامل هب من فراشه يتحرك بشكب عشوائي مضحك يصيح بفرحة وهو يضحك:</p><p>- شكرا ويا أدهم وقلب ازرق، شكرا ويا أدهم وقلب ازرق، شكرا ويا أدهم وقلب ازرق، دا أنا هقابله بكرة وبعد بكرة وبعد بعده هقابله بكرة.</p><p></p><p>ظل يتحرك بعشوائية سعيدة يلتف في انحاء الغرفة وحول نفسه يستند علي ساقه السليمة ليلمح بطرف عينيه شخص يقف عند باب الغرفة التفت للواقف ليري مراد شقيقه المتسول ذاك يقف يرميه بنظرات تهكم ساخرة للغاية:</p><p>- أنا قولت من الاول انك عيل لمؤخذة واقف تترقص زي الحريم، كاتك خيبة</p><p>قالها ليلتفت ليغادر بينما وقف ادهم ينظر في أثره غاضبا للحظات ليعاود ما كان يفعل...</p><p></p><p>اخذ مراد طريقه الي أسفل حيث دكان جدته، توجه إليه مباشرة يجلس علي المقعد أمامه ينظر لبداية الشارع ينتظرها أن تهل يتمني أن تفعل، إن لم تفعل هي سيفعل هو، خطوة واحدة تفصله عن الوصول لوجبته القادمة، توسعت ابتسامته حين رآها خرجت من أفكاره لتتجسد امامه ها هي تأتي من بعيد تتشح بجلبابها الاسود ووشاح رأس يماثله في اللون تسرع في خطاها كما تفعل دائما، ارتسمت ابتسامة شيطانية خبيثة يتفحصها جيدا بنظرات، لا يزال جسدها هزيلا، كآخر مرة رآها، ولكن الفرق واضح وجهها تظهر حمرة خديه الفطرية، تتحرك بسرعة إذا هي في أفضل حال، وها هي تقترب ناحيته الي الدكان مباشرة دخلت دون أن تعره انتباها، توجهت الي جدته مباشرة التفت برأسه يتابع المشهد المعتاد، جدته تعانق الفتاة بمحبة وكأنها من دمها، تسألها عن حالها بتلهف لتهمس تلك الأخيرة بصوت خفيض:.</p><p></p><p>- أنا الحمد *** يا ست منيرة، مش عارفة اشكرك ازاي بجد، **** يكرمك يا رب، اتفصلي يا ست منيرة</p><p>ختمت كلامها لتمد يدها بلفة نقود صغيرة حمحمت تردف في حرج:</p><p>- أنا عارفة طبعا انه دا ما يجيش ربع تمن الحاجات اللي حضرتك جبتيها، بس بإذن **** اول ما اخد معاش ابويا هجيبلك الباقي</p><p>نظرت منيرة نظرات حازمة غاضبة اخذت النقود تضعها في يد الفتاة من جديد تطبق كفها عليها تتمتم بصوت حازم غاضب:.</p><p></p><p>- بت يا روحية تاخدي فلوسك في ايدك وتطلعي علي شقتك يلا، قبل ما حد من الحوش اللي هنا يضايقك، مش عايزة اسمع منك الهبل دا تاني مفهوم</p><p>اخفضت الفتاة رأسها أرضا تحركها إيجابا ابتلعت لعابها تهمس بصوت خفيض هامس:</p><p>- حاضر يا ست منيرة، أنا كنت نازلة اشوف عم عبده بتاع المفاتيح والترابيس، مفتاح الشقة ضايع مش لاقياه والباب قديم ما فيهوش ترباس</p><p>شهقت منيرة قلقة علي الفتاة لتضرب صدرها بكف يدها تتمتم متلهفة:.</p><p></p><p>- ضاع ازاي دا، عمك عبده تعبان قافل النهاردة، بكرة الصبح من النجمة اجيبهولك يركب ترباش متين للباب وتربسي علي نفسك كويس</p><p>رفعت روحية وجهها تنظر لمنيرة ممتنة، تشكرها بصوت هامس، ودعت الفتاة جدته ورحلت تهرول كما تفعل دائما لتتوسع ابتسامته الخبيثة، لديه الليلة اذا لينفذ ما يريد.</p><p></p><p>عودة لفيلا خالد السويسي، في حديقة المنزل توقفت السيارة نزل منها يخلع نظرات الشمس الخاصة به لتظهر زرقاء عينيه الغائمة حزنا، ملابسه سوداء وكأنه ينعي روحه علي ما حدث لها، التقط ملف به عدة أوراق ليتوجه الي الداخل خطي، رفع يده يطرق باب المنزل لحظات وفتحت له الخادمة التي تعجبت من عدم دخوله، الجميع يعرف ان زيدان يملك عدة نسخ لمفاتيح المنزل، خطي للداخل وقف أمام الخادمة يتمتم في هدوء خاوي من الحياة:.</p><p></p><p>- بلغي خالد باشا اني مستنيه في مكتبه.</p><p></p><p>قالها ليتركها متوجها ناحية مكتب خالد مباشرة لتقف الخادمة تنظر في أثره مدهوشة، قبل أيام فقط كان زيدان يتحرك في البيت بدون قميص واليوم يتعامل علي أنه ضيف غريب، هرعت سريعا الي غرفة خالد لتبلغه، بينما توجه زيدان الي غرفة مكتب خالد مر في طريقه علي المطبخ، ما إن تجاوزه سمع صوتها المميز يصيح باسمه، لحظات وقف متجمدا مكانه دون ان يستدير لتتقدم هي منه وقفت أمامه تلحم زرقاء عينيها بامواج عينيه، تنظر مشفقة حزينة لقسمات وجهه المجهدة المنطفئة، رفعت يدها تود أن تضعها علي وجهه كما تفعل دائما، لتجده يعد خطوة للخلف كأنه يرفض أن تفعل ذلك، نظرت له مدهوشة، ليقابل بشبح ابتسامة طفت علي ثغره، تجاوزها يكمل طريقه لغرفة مكتب خالد، جلس علي أحد المقاعد يضع الاوراق علي سطح المكتب، هو فقط يحتاج لامضائه وسيرحل سريعا، حتي ملابسه التي هنا لا يريدها، جلس علي أحد المقاعد الملاصقة للمكتب، ينظر ارضا ابتسامة ساخرة تعلو شفتيه، شريط حياته يمر سريعا أمام عينيه، ربما كان عليه الرحيل منذ زمن وتأخر كثيرا في تلك الخطوة، هو حقا يشتاق إليها ولكنه لا يرغب في رؤيتها بعد الآن، قلبه يتألم، يصرخ، يختنق، وهو يعرف أنها بالقرب، يريد الفرار من هنا بأي شكل كان، دقائق قبل أن يسمع صوت باب المكتب يُفتح وطل خاله، رفع وجهه ينظر له سريعا نظرات قليلة يرغب في الاطمئنان عليه بأي شكل ممكن، ابتسم خالد ابتسامة حزينة ينظر للواقف أمامه، تقدم ناحيته بضع خطوات، ليصبح بالقرب منه قريبا كثيرا، للحظات كل منهما ينظر للآخر نظرات بها ما بها من العتاب والاسف، والأسرع كان خالد جذب ابنه الذي لم يولد من صلبه يعانقه بقوة أغمض زيدان عينيه يبتسم حزينا، ابتعد عن خالد ليمد يده الي الأوراق امسكها يتمتم بخفوت:.</p><p></p><p>- ممكن امضة حضرتك</p><p>نظر خالد للاوراق ليزدرد لعابه تتسارع دقاته ألما، قبض علي الأوراق بعنف ينظر لزيدان يتمتم:</p><p>- بردوا مصمم تمشي</p><p>حرك زيدان رأسه إيجابا عدة مرات سريعة متتالية يؤكد له مع كل اماءة أنه فقط لا يرغب سوي في الرحيل، سمع صوت خالد يتمتم بخفوت حزين:</p><p>- أنت بتهرب يا زيدان، مش قادر تكمل معركتك لنهايتها</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان يحرك رأسه إيجابا يتمتم متهكما:.</p><p></p><p>- ايوة فعلا أنا جبان وبهرب، حربي خلصت خلاص يا سيادة اللوا ممكن حضرتك تمضيلي علي الورق عشان امشي</p><p>زفر خالد أنفاسه المختنقة يقبض علي الاوراق في يده تحرك يتجه الي مقعد مكتبه تهاوي بجسده عليه ينظر للواقف أمامه يحاول إثناءه عن رأيه:</p><p>- يا زيدان...</p><p></p><p>في الاعلي، تحديدا في غرفتها سبعة ايام كانت أكثر من كافية لتختلي فيها بذاتها المهمشة تعيد تجميع قطع روحها تلصقها من جديد، وقد قررت جيدا ما ستفعل، عودتها لزيدان، ستبقيها في تلك الحلقة المفرغة من المشاعر المضطربة الخائفة، بينهم الكثير من الحواجز وهي لم تعد لها طاقة حتي للسير، ربما هي لم تحب زيدان كما يجب أن يكون، لكي تغفر له خطاءه او أخطائه، الحب الأبسط والامثل في تلك اللحظات هو معاذ، معاذ يحبها وهي كانت تفعل ومن يعلم ربما تعود تلك المشاعر من جديد، توجهت الي مرحاض غرفتها اغتسلت تنفض عنها غبار امراءة بائسة، لتخرج من المرحاض بدلت ثيابها مشطت خصلات شعرها، تتوجه الي أسفل، قابلت والدتها في طريقها لتشيح لينا بوجهها غاضبة من تصرفات ابنتها الرعناء بينما ابتسمت الصغيرة ساخرة، أخذت طريقها لغرفة مكتب والدها، الباب لم يكن مغلقا رأته يجلس هناك جوار مكتب والدها الذي يصيح فيه:.</p><p></p><p>- يعني بردوا اللي في دماغك في دماغك، طب ايه رأيك بقي مش ماضي علي الورق</p><p>وقف زيدان ينظر لوالدها يبتسم في هدوء تام يغمغم بلامبلاة:</p><p>- براحتك طبعا يا باشا، بس أنا ساعتها هصعد طلب النقل للي أعلي من حضرتك...</p><p></p><p>إنت بتهددني يا حيوان، صاح بها والدها محتدا، دخلت هي الي الغرفة في تلك اللحظة ليضرب جسد ذلك الواقف صاعقة كهرباء عنيفة ترجفه بعنف مخيف، اشاح بوجهه بعيدا سريعا لا يرغب حتي في أن يلمح طيفها، تقدمت هي للداخل، ليصدح صوت خالد الساخر:</p><p>- اهلا اهلا اهلا لينا هانم، اخيرا نجمة الشباك الأولي قررت تخرج من عزلتها الفنية وتنورنا بطلتها البهية.</p><p></p><p>تنهدت حانقة ألن يتوقف والدها عن السخرية، وذلك الواقف هناك بعيدا عنها ماله ينظر بعيدا لتلك الدرجة لا يريد حتي أن يراها، ابتلعت لعابها توجه انظارها ناحية والدها تنهدت تستعد لتفجير القنبلة في وجوده:</p><p>- بابا معاذ عايز يجي يتقدملي، أبلغه يجي أمتي.</p><p></p><p>وقعت الجملة علي خالد وقع الصاعقة توسعت عينيه علي اتساعهما ينظر لذلك الواقف هناك قلبه يكاد ينفجر قلقا عليه بعد ما قالت، رأي عروق فكه ورقبته النافرة يكور قبضته يغرزها في المقعد أمامه، وقلبه يكوي وهو حي...</p><p></p><p>روحه تصرخ تتعذب، وهي تتحدث ببساطة بأن غيره يريد الزواج منها، حاول ازدارد ريقه ليشعر بسيخ نار يقف في حلقه اغمض عينيه متألما يشد علي جفنيه، في تلك اللحظات، فتح خالد قلمه يخط إمضاءه علي الأوراق أمامه يمدها لزيدان يتمتم بنبرة حانية حزينة:</p><p>- خلي بالك من نفسك كويس...</p><p>حرك الأخير رأسه إيجابا سريعا التفت وياليته لم يفعل كان وجهها اول ما وقع عليه تقف هناك بعيدة بقدر قربها منه، فقط خطوتين تفصلهم.</p><p></p><p>تجرع مرارة الحسرة ارتجفت حدقتيه تنازع ألم ينهش جنبات قلبه بلا رحمة، نجحت وبشدة في إحراق روحه يشعر بقبضة من نيران تعتصر قلبه، ردت له الدين الذي ارتكبه خطأ ليتها فقط تصدق أنه خطأ، بصعوبة تحركت قدميه ناحيتها، الي أن صار أمامها مد يده ناحيتها يبتسم، ابتسامة مريرة تخفي خلفها دموع من نار قلب يغلي كمرجل متقد همس اخيرا بصوته الاجش عينيه لا تنزاحان عن وجهها:</p><p>- مبروك يا بنت خالي!</p><p>مبروك يا بنت خالي!</p><p></p><p>كلمة خرجت بشق الأنفس نطقتها شفيته ولم ينطق بها قلبه، ذلك النابض الذي يصرخ ألما وهو يسمع ما تقول، تريد الزواج بتلك السرعة لتلك الدرجة ليس لوجوده اي أهمية في حياتها، منذ أسبوع فقط فقدوا طفلهم الذي لم يري النور بعد وها هي الآن تريد الزواج، رأي ابتسامة صغيرة للغاية تطفو فوق ثغرها تتمتم:</p><p>- شكرا يا زيدان.</p><p></p><p>مد يدها لتصافحه فما كان منه إلا أنه نظر لكفها الممدود للحظات ليخطو خطواته للخارج دون أن يعيرها انتباها...</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها يبدو أن كل شئ قد انتهي حقا، خاصة بعدما قالت في وجوده، واي أوراق تلك التي كان يريد من والدها أن يوقع عليها وهو رفض في البداية والآن وافق، اجفلت فجاءة من شرودها علي صوت والدها:</p><p>- معاذ دا ايه بقي اللي عايز يتقدملك...</p><p></p><p>أخذت نفسا قويا تنظر لوالدها في هدوء وثقة كتفت ذراعيها أمام صدرها تتمتم ساخرة:</p><p>- معاذ الحسيني يا بابا اعتقد أن حضرتك جايب معلومات الدنيا كلها عنه، معاذ اللي حضرتك لعبت مع زيدان عشان تبعدوه عني، عشان حضرتك شايفه مش مناسب، انما أنا شايفة ايه لاء مش مهم، معاذ مش لعبي ولا بيتسلي بعد كل الي عملتوه لسه بيحبني وعايز يتقدملي وأنا موافقة.</p><p></p><p>عاد خالد يجلس علي مقعده يحرك سبابته وابهامه أسفل ذقنه رسم ابتسامة صفراء علي شفتيه يتمتم متهكما:</p><p>- وأنا مش موافق، ومش هقابله يا بنت خالد، ايه رأيك بقي</p><p>كلماته البسيطة كانت قبس نار اشغل الحريق أحمرت عينيها تسارعت أنفاسها تقبض علي كف يدها تصرخ بحرقة قلبها:.</p><p></p><p>- لييييه، لييييه دايما مش عايز سعادتي عايزني دايما انفذ اللي انت عايزه وبس، امشي كدة يا اما، تقولي ماليش دعوة اتصرفي انتي، أنا مش موافق، عايزني نسخة تانية من ماما تفرض عليها كل حاجة من غير ما تقول لاء، أنا بحب معاذ وهتجوزه برضاك او غصب عنك.</p><p></p><p>صمتت تتنفس بحرقة تتسارع أنفاسها الحارة في الخروج تعزف إيقاعا عنيفا تشاركها دقات قلبها الهادرة وذلك الجالس لم تتغير تعابير وجهه لم يغضب لم يثور، جل ما فعله أنه قام من مكانه، تحرك ناحيتها وقف للحظات عينيه لا تنزحان عن وجهها ينظر لها نظرات حادة كسهام تخترقها، في لحظة وقبل أن تعي أي شئ كان كفه يهوي علي وجهها، ألم بشع شعرت به يحرق قلبها قبل وجنتها، التف وجهها بعنف إثر صفعته، شخصت مقلتيها تضع يدها علي خدها، لفت رأسها ناحيته ترميه بنظرات مصدومة عينيها متسعتين تنظر له في ذهول، بينما وقف هو للحظاا يقبض علي كفه الذي صفعتها، تلك الصغيرة كما يجري تجاوزت كل الخطوط، رسم ابتسامة صفراء علي شفتيه يتمتم متهكما:.</p><p></p><p>- قوليله اني مستنيه النهاردة الساعة 7 لو أتأخر دقيقة واحدة ما يجيش احسن له</p><p>ورحل قال ما قال ورحل في هدوء تام وكأن شئ لم يكن وكأنه لم يصفعها للتو، كورت قبضتها شدت علي أسنانها بعنف نظرت أمامها مباشرة بأعين حمراء غاضبة تحبس فيها سيل من الدموع، ابتسمت غاضبة تتمتم في نفسها باصرار:.</p><p></p><p>- هخرجك من سجنك هبعد وبكرة تشوف يا خالد يا سويسي، ومعاذ أول خطواتها للخروج اندفعت من الغرفة تركض لغرفتها صفعت الباب عليها توصده بالمفتاح تحركت في انحاء الغرفة تحرق أنفاسها تتحرك بعنف هنا وهناك، صرخت صرخة ذبيحة لتمسك أحد التحف في غرفتها تلقيها بعنف علي زجاج مرآتها بعنف تصرخ بحرقة قلبها، سقطت علي ركبتيها تجهش في البكاء تبكي وتتسابق شهقاتها، تسمع أصوات طرقات عنيفة علي باب الغرفة من الخارج وأصوات متداخلة تطلب منها فتح الباب لتصرخ فيهم وهي تبكي:.</p><p></p><p>- ابعدوا عن هنا مش عايزة اشوف حد فيكوا، امشوووا كلكوووووا</p><p>جلست علي ركبتيها أرضا تضم كفيها لصدرها تصرخ بصوت مكتوم تغمض عينيها تشد علي جفنيها بعنف، بقيت لحظات علي تلك الحال قبل أن تفتح مقلتيها، عينيها الحمراء الباكية ككأس دماء فاض عن حدة فسقطت منه الدماء تنهمر بغزارة، التقطت هاتفها الملقي هناك جوارها، تبحث عن رقمه بتلهف، تتصل به لم تمر لحظة واحدة مع اول دقة كان تسمع صوته يجيب متلهفا:.</p><p></p><p>- ايوة يا لينا أنا مش مصدق أنك اتصلتي أخيرا، بقالي اسبوع بحاول اكلمك قولتي لوالدك...</p><p>صمتت للحظات تزدرد لعابها المحترق من صحراء قلبها المشتعلة تحت نيران روحها المستعرة، خرجت الكلمات من فمها بشق الأنفس:</p><p>- ايوة قولتله وهو مستنيك الساعة 7 ما تتأخرش</p><p>سمعته يصيح فرحا كأنه *** صغير حصل علي جائزته الكبيرة لتسمعه يغمغم متلهفا سعيدا:.</p><p></p><p>- بجد، بجد و**** أنا مش مصدق نفسي من 6 بالظبط هكون قدام الباب، أنا هجري ألبس مش هتأخر عليكي سلام يا حبيبتي</p><p>واغلق الخط ليصدر بعدها صوت صفير طويل لم تسمع منه سوي كلمة حبيبتي التي قالها في</p><p>النهاية، ونفر منها قلبها، لم تحبها ابدا، ألم تكن تحبه قبل قليل؟!</p><p></p><p>علي صعيد قريب للغاية في غرفته التي يتسخدمها للتدريب في الأسفل، دخل الي الغرفة يجلس علي أحد المقاعد من الجلد يخفي وجهه بين كفيه يتنهد بحرقة بين حين وآخر، صفعها وتلك المرة لم يكن نادما، قاسية القلب تماما مثله، لما لم تكن مثل زوجته حنونة طيبة، نسخة أخري منه لا تقبل السماح بسهولة، شعر وكأن ذلك الكف يصفعه لنفسه، انعاكسه يقف أمامه، تريد الزواج من ذلك الشاب لتفعل ما تريد، ربما هو المخطئ، حسابته أخطأت في حقها، ربما هي أدري منه بصالحها، ما يمزق قلبه حقا زيدان، نظرة عينيه حين التفت وراءها وهي تنطق بتلك الكلمات كان ابشع ما رأي يوما، جذب هاتفه من جيب سرواله، يبعث رسالة لرقم حسام كتب فيها.</p><p></p><p>( حسام، زيدان تعبان اوي، دور عليه، خليك جنبه، سيب كل اللي في ايدك وشوفه فين ما تسيبهوش، وأنا هتصل بيك بعد شوية )</p><p>بعثها لرقم ولده ليعيد هاتفه لجيب سرواله يمسح وجهه بكفيه يشعر بالعجز يشل تفكيره لا يعرف ما عليه أن يفعل.</p><p></p><p>علي صعيد بعيد للغاية في جنوب مصر في اسيوط تحديدا، منزل رشيد الشريف تحديدا، في صالة المنزل الواسعة علي احدي الارائك، يجلس جاسر جوار شاهيناز، يبسط يده برفق علي بطنها المنتفخ يضع علي قدمه طبق به قطع تفاح مقطعة شرائح رفيعة التقط احدي الشرائح من الطبق يقربها من فمها توسعت ابتسامته يغمغم بنبرة حانية للغاية:</p><p>- حبيبتي افتحي بؤك، أنا عرفت أن التفاح مفيد جدا ليكي وللجنين.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة ناعمة لعوب علي شفتي شاهيناز لتفتح فمها بدلال قليلا قطمت قطعة صغيرة برقة متناهية لا مثيل لها، تمضغها بنعومة تنهدت تهمس بخفوت ناعم:</p><p>- حبيبي تسلمي لي يا جاسر أنا بحبك اوي اوي يا جاسر</p><p>امسك كف يدها يلثمه بقبلة طويلة شغوفة، مال يقبل جبينها أيضا ابتعد عنها قليلا يبتسم ابتسامة واسعة مشرقة:</p><p>- وانتي اغلي حاجة عندي يا قلب جاسر **** يخليكي ليا وما يحرمنيش منك ابدا لا انتي ولا اللي في بطنك.</p><p></p><p>في تلك اللحظات خرجت شروق من المطبخ تمسك في يديها منشفة صغيرة تجفف يديها، توسعت عينيها في دهشة تنظر لذلك المشهد الغريب أمامها صحيح أنها كانت تريد أن يعامل زوجتيه بالعدل، ولكن ما يحدث منذ أن عاد مع سهيلة قبل أيام هو العجب بعينه، جاسر لم يطأ غرفة سهيلة، والاخيرة لم تخرج من غرفتها، علاقة جاسر وشاهيناز تغيرت بشكل غريب مفاجئ، بات يعاملها كأنه يعشقها منذ صغره، الأمر برمته لا يعجبها القت المنشفة من يدها تتوجه ناحيتهم بخطي سريعة وقفت بالقرب منهم حمحمت بحدة ليلتفا لها معا، ليغمغم جاسر مبتسما:.</p><p></p><p>- خير يا أمي</p><p>تنهدت شروق بامعتاض علي حاله الغريب كتفت ذراعيها أمام صدرها تنظر لشاهيناز تغمغم بحزم:</p><p>- شاهيناز اطلعي اوضتك عايزة اتكلم مع جاسر كلمتين</p><p>ابتسمت شاهيناز ببراءة قطة صغيرة لتستند علي ذراع وقفت تبسط كف يدها الأيسر خلف ظهرها نظرت لشروق تبتسم في دلال:</p><p>- من عيوني يا ماما</p><p>لتعاود النظر لجاسر تغمزه بطرف عينيها تهمس له:</p><p>- مستنياك في اوضتنا يا جاسر ما تتأخرش..</p><p></p><p>تحركت شاهيناز تصعد الي أعلي تراقبها عيني جاسر بقلق شديد، وكأن حياته بأكملها معتمدة عليها، اجفل علي يد والدته تقبض علي رسغ يده تجذبه خلفها، الي المطبخ وقف امامها ينظر لها متعجبا لتبادر هي تهتف فيه محتدة:.</p><p></p><p>- مالك يا جاسر حالك متشقلب ليه كدة من ساعة ما جيت من السفر، أربعة وعشرين ساعة لازق جنب مراتك، لا بتروح تشوف الأرض ولا بتخرج من باب البيت حتي، حتي سهيلة ما روحتش تتطمن عليها، أنا صحيح كنت عيزاك تعدل بينهم بس أنت دلوقتي رامي سهيلة خالص، ذنبها ايه البنت عملتلك ايه يعني عشان تقهرها بالشكل دا.</p><p></p><p>تنهد جاسر بملل يقلب عينيه مستاءا، مجرد ذكر اسمها يشعره بالغضب بات ينفر حتي من سماع اسمها، عقد ساعديه أمام صدره العريض يغمغم حانقا:</p><p>- بقولك ايه يا ماما أنا مش عايز اسمع سيرة الزفتة دي خالص هي ايه اللي مقعدها ما تغور في داهية، أنا مش عايزها اصلا.</p><p></p><p>أصفر وجه شروق عينيها مرتكزة لتلك الواقفة خلف جاسر تمسك بيد شقيقته، يبدو آت صبا نجحت اخيرا في إخراجها في وقت غير مناسب تماما، فجاءة من العدم اندفعت من خلفه عاصفة هوجاء وقفت سهيلة امام جاسر ترميه بنظرات كارهة مقهورة حزينة بشراسة بدأت تصرخ فيه:.</p><p></p><p>- أنت ايه يا اخي، حرام عليك، تلعب بقلبي ومشاعري تطلعني لسابع سما وترجع ترميني في سابع أرض، إنت بتلعب بيا، شوية بحبك وشوية غوري في ستين داهية، إنت مش بني آدم، دا حتي الحيوان ما تستاهلش اني اشبهك بيه، أنا بكرهك يا جاسر، منك *** يا اخي، حسبي **** ونعم الوكيل فيك، **** يجيبلي حقي منك</p><p>ما إن نطقت كلماتها الأخيرة احمرت عينيه نفرت عروقه، يصرخ فيها بصوت حاد عالي جهوري:</p><p>- اسكتي، اخرسي، مش عايز اسمع صوتك.</p><p></p><p>اقترب يريد ضربها لتهرع شروق تقف بينهما دفعته في صدره بعيدا بعنف، تصرخ فيه:</p><p>- أنت اتجننت يا جاسر عايز تضرب مراتك..</p><p></p><p>ارتدت للخلف خطوتين ينظر لتلك التي تقف بالخلف تختبئ خلف والدته نظرات قاتلة ليشعر بألم بشع فجاءة دون سابق إنذار، مال يتقئ مادة سوداء قاتمة، هرعت شروق إليه فزعة، بينما وقفت سهيلة تنظر له كارهة مشفقة علي حاله، حزينة، تركته تخرج من المطبخ، لتصطدم برشيد يقف أمامها، نظراته مصوبة علي جاسر، يعقد ما بين حاجبيه، ينظر لولده بريبة يدبر في نفسه أمرا.</p><p></p><p>وقف ينظر للشمس وهي تغرب قرص أحمر دامي يختفي بين جنبات السماء، قرص تسيل منه دماء قلبه، يختفي شيئا فشيئا ويحل الظلام في لحظات يكسي المكان يغطي روحه المجهدة بغطاء أسود، عند شط بعيد يقف وحيدا ينظر لقرص الشمس الذي رحل ورحل معه الأمل من قلبه، أحبها ولم تحبه، أخطأ دون قصد فلم تسامحه، اخلص لها فأحبت غيره، طلب العفو كثيرا فذلت كرامته أكثر، كور قبضتيه يشد عليهما لما، فيما أخطأ ليحدث له ذلك كله تباعا، لم يكد يجد السعادة، لتهرب من بين يديه تقسم علي عدم العودة له من جديد، سيرحل يبدأ من نقطة الصفر، يبني ما حطمته هي، التفت برأسه بحركة آلية للغاية حين شعر بحركة جواره وسمع صوت صديقه يردف بصوت متعب لاهث:.</p><p></p><p>- أنت هنا يا اخي بقالي أربع ساعات بدور عليك...</p><p>وقف حسام للحظات يلتقط أنفاسه ليتقدم من صديقه وقف جواره ابتسم يقول في مرح عله يخفف عنه ولو قليلااا:</p><p>-هيييح وتينة غصة الافنان باسقة، قالت لأترابها والصيف يحتضرُ</p><p>قالها لينظر لصديقه عله يجد ولو شبح ابتسامة صغيرة تعلو ثغره ولكنه بقي كجلمود صخر لم تهتز منه شعره، تنهد حزينا علي حاله ليمد يده يربت علي كتفه يقول مترفقا:</p><p>- هون علي نفسك يا صاحبي.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة مريرة ساخرة علي شفتي زيدان، تلاها ضحكة عالية، ضحكة تنزف ألما، توقف عن الضحك ليلتفت لصديقه يصيح ساخرا:.</p><p></p><p>- أهون علي نفسي أنت بتتكلم بجد، اهون علي نفسي ايه ولا ايه، اهون عليها ان فرحتي بمراتي اللي عيشتي عمري كله اتمناها ما كملتش، اني طلقتها، انها بتحب غيري وعايزة تتجوزه، إن ابني حلمي، كنت بحلم بيه كل ليلة بتخيله وأنا شايله علي ايدي بيضحكلي، بيكبر قدام عينيا بحققله كل حلم نفسه فيه، هعيش بس عشان اشوفه بيضحك، بس حتي الحلم دا مات، هو أنا مش مسمحولي حتي أحلم، لدرجة دي أنا شخص وحش...</p><p></p><p>حرك حسام رأسه نفيا سريعا، ليري دموع قاسية فرت من أسر عيني زيدان ضرب قلبه بقبضة يده يصيح بحرقة:</p><p>- اختك قهرتني، داست علي قلبي وكرامتي ورجولتي، ما رضتيش حتي تديني فرصة تانية، ودلوقتي هتتجوز، بمنتهي البساطة</p><p>قلبي بيتحرق نار بتحرق روحي قبل جسمي...</p><p>ادمعت عيني حسام حزنا علي حال صديقه، ليقترب يود معانقته، بادله زيدان العناق الأخير يشد علي جسد صديقه، ابتعد عنه يرسم ابتسامة زائفة علي شفتيه يتمتم:.</p><p></p><p>- أنا ماشي يا حسام، خلاص شنطي في العربية، كنت هتصل بيك اودعك بس اديك جيت خلي بالك من نفسك يا صاحبي...</p><p>ادمعت عيني حسام حزنا ليندفع يعانق زيدان من جديد يتمتم بحرقة:</p><p>- أنا مش عايزك تمشي، مش عايز اخسر صاحب عمري بس أنا أكتر واحد عارف أنت محتاج تبعد قد إيه...</p><p>ابتسم زيدان يبعد حسام عنه مد يده يصافحه بقوة يتمتم مبتسما:</p><p>- سلام يا صاحبي!</p><p></p><p>أنها السابعة مساءا الموعد المنتظر، خالد في غرفته يتصفح هاتفه يحاول الاتصال بزيدان أو حسام، بينما لينا تقف أمام فراشه تنظر له حانقة تتمتم متعجبة:</p><p>- خالد أنت هتجنني صح، شوية تقول موافق علي معاذ، ودلوقتي قاعد بتلعب علي الموبايل والواد تحت بقاله فوق النص ساعة</p><p>رفع خالد وجهه عن هاتفه لوي ثغره بابتسامة ساخرة يتمتم ببرود:</p><p>- أنا قايل أن الميعاد سبعة هو اللي جاي بدري، يبقي يترمي لحد ما انزله.</p><p></p><p>تنهدت لينا حانقة من أفعالهم جميعا يأست من البيت كله بمن فيه اقتربت تجلس امامه علي الفراش تسأله متعجبة:</p><p>- أنت بجد موافق علي جواز لينا ومعاذ</p><p>اغلق الهاتف يضعه في جيب سرواله ابتسم يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما:</p><p>- بنتك اللي عايزة، تعمل اللي هي عايزاه، عايزة تتجوزه اوي أوي تتفضل، بدل ما انا بقيت شرير الرواية اللي بيغصبها تعمل حاجات هي مش عايزاها.</p><p></p><p>نظر لساعة الحائط أمامه ليتحرك من مكانه متجها لباب الغرفة فتحه كاد أن يخرج، حين استوقفته لينا تسأله متعجبة:</p><p>- أنت هتنزل كدة</p><p>نظر لما يرتدي لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يردف ساخرا:</p><p>- عندك حق فعلا الترنج دا أنضف من اني انزله بيه بس للأسف مكسل أغير.</p><p></p><p>تركها ونزل لتضرب كف فوق آخر، اغمضت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث حولها، زيدان ومعاملته النافرة منها، ابنتها وموافقتها السريعة علي الزواج بتلك السرعة، حمزة وبدور وعلاقتهم الأكثر من غريبة، والآن خالد الذي حقا لا تفهم ما يدور بخلده ابدا، تحركت لتنزل، سمعت صوت رسالة تصل لهاتف خالد الآخر، التقطته تفتحه تنظر لما أرسل له؟!</p><p></p><p>علي صعيد آخر في غرفة لينا السويسي، وقفت أمام مرآة زينتها الشبه مهشمة تنظر لتلك الانثي التي لا تقل عنها شيئا هي الأخري شبه مهشمة وربما مهشمة بالكامل، تنهدت تأخذ نفسا قويا تشجع نفسها، ترتدي فستان اسود لامع يغطي ذراعيها يصل لكحليها تعقد شعرها كجديلة طويلة، ارتدت حذاء ذو كعب رفيع، مستحضرات التجميل الباهظة التي تمتلكها اكثر من جيدة لاخفاء ملامحها المجهدة النازفة، ورسم ملامح انثي رائعة الجمال، وقفت للحظات ترفع رأسها لأعلي تنظر لصورتها تعتد بحالها، لن تنكسر مهما فعلوا، امراءة غير قابلة للكسر، تحركت تنزل لأسفل لتجد والدها هناك عند نهاية السلم، احتدت عينيها تنظر له حانقة ملابس البيت ما يرتدي، لم يبدل حتي ثيابه، نزلت لأسفل خلفه، لتجده يتوجه ناحية معاذ الذي يجلس متأنقا بحلة فاخرة يبتسم ابتسامة واسعة بلهاء لا معني لها، هب سريعا ما أن رأي خالد يمد يده يريد مصافحته يتمتم متلهفا:.</p><p></p><p>- خالد باشا اهلا وسهلا يا افندم أنا بجد سعيد اتي قابلت حضرتك، حضرتك</p><p>قاطعه خالد يبسط كفه امام وجه ذلك الاخير قلب عينيه يردف ساخرا:</p><p>- خلاص أنت هتعملي فرح، اقعد</p><p>حمحم معاذ حرجا يعود الجلس مكانه ليجلس خالد أمامه يضع ساقا فوق أخري، ينظر له للحظات طويلة يقيمه بنظراته دون أن ينطق بحرف واحد، ارتبك معاذ من نظرات خالد الحادة ابتسم يهمش مرتبكا:</p><p>- هو في حاجة حضرتك.</p><p></p><p>حرك خالد رأسه نفيا ببطئ رسم ابتسامة صفراء سخيفة صفراء علي شفتيه يتمتم مستهجنا:</p><p>- أنا قاعد مستني البيه ينطق، أنت مش جاي تتقدم ولا جاي تشرب شاي ونعشيك وتروح</p><p>ابتلع معاذ لعابه يتنفس بسرعة من شدة توتره ابتسم مرتبكا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتمتم بلهفة متلعثما:.</p><p></p><p>- ايوة طبعا يا باشا جاي اتقدم، حضرتك أنا اسمي معاذ الحسيني عندي 27 سنة، خلصت كلية طب من شهر تقريبا وعندي شقة تمليك باسمي، والدي متوفي من زمان ووالدتي عايشة عن خيلاني برة مصر، وبشتغل في مستشفي خاصة وبقبض منها كويس جدا يعني، أنا تحت أمر حضرتك في اي طلب تطلبه</p><p>صمت خالد للحظات يرسم ملامح الاقتناع علي وجهه حرك رأسه يتمتم متهكما:.</p><p></p><p>- كلام جميل، كلام معقول، ما اقدرش اقول حاجة عنه، بس قولي الأول انت قاعد فين دلوقتي</p><p>قطب معاذ جبينه متعجبا من ذلك السؤال الغريب حمحم ابتسم يردف:</p><p>- علي الكنبة</p><p>خرجت ضحكة عالية ساخرة من بين شفتي خالد ينظر لمعاذ نظرات استهجان باردة توقف عن الضحك لتتجهم ملامحه في لحظة يتمتم محتدا:</p><p>- طب يا لذيذ، أنت قاعد دلوقتي في بيت خالد باشا السويسي عارف مين هو خالد باشا السويسي.</p><p></p><p>حرك معاذ رأسه إيجابا سريعا، دني خالد بجذعه العلوي يستند بمرفقيه علي فخذيه ليعود معاذ تلقائيا للخلف، ابتسم خالد ساخرا يردف في قسوة:</p><p>- لاء مش عارف، خالد السويسي يقدر ينفسك بإشارة واحدة من صباعه وهو قاعد، فلو جاي تلعب تستظرف، انفد بعمرك، العمر مش بقذعة يا معاذ ولا ايه</p><p>ابتلع الأخير لعابه الجاف نظر لخالد يردف مرتبكا:.</p><p></p><p>- هو في ايه حضرتك أنا جاي اتقدم و**** ومش فاهم حضرتك بتتكلم عن ايه، ومش فاهم بردوا حضرتك موافق ولا لاء</p><p>تنهد خالد غاضبا يرمي معاذ بنظرات نارية حارقة كاللهب نظر للاشياء الموضوعة علي الطاولة يردف متهكما:</p><p>- اومال أنت قرفنا من الساعة 6 وجايب معاك شوكولاتة وورد عشان نقعد نتساير مثلا، صحاب احنا، للاسف هي شايفة انها بتحبك وأنا شايف أنها ما بتشوفش اصلا، لازم اوديها لدكتور نظر.</p><p></p><p>نظر معاذ لخالد مدهوشا ذلك الرجل مختل بكل ما تعنيه الكلمة من معني، توسعت عينيه فزعا حين رآه يقبض فجاءة علي تلابيب ملابسه يهمس له بهسيس مستعر:</p><p>- أنا لو وافقت عليك وطلعت بتلعب هدفنك حي، أنت لسه مش عارف أنت بتتعامل مع مين</p><p>لفظه خالد من يده بعنف ليرتد الاخير للخلف ينظر لخالد مذعورا، حرك رأسه بالإيجاب سريعا عدة مرات يتمتم بصوت خفيض متوتر للغاية:.</p><p></p><p>- ااا، ااااا، اااا، اكيد، صدقني هكون عند حسن ظن حضرتك، نقرا الفاتحة بقي!</p><p></p><p>علي صعيد آخر أعد عدته جيدا، الليلة بعد الثانية عشر، الشارع يصبح فارغا تماما لا أحد فيه، ليس أمامه سوي الليلة، انتظر بفارغ الصبر، في تلك القهوة امام منزله الي أن بدأت الأقدام تختفي عن الشارع، أعمدة الإنارة اشتعلت تنير الشارع الغارق في الظلام، قام يتحرك بخفة متوجها الي عمارتها.</p><p></p><p>التي يعرفها جيدا، خطوة اثنتين ثلاثة ينظر حوله هنا وهناك الي أن وصل ارتسمت ابتسامة ثعلبية خبيثة علي شفتيه يخرج المفتاح من جيب سرواله وضعه في القفل يديره بخفة وبطئ شديد إلي أن انفتح الباب، دخل علي أطراف أصابعه، يرد الباب ببطي لينغلق دون صوت، نظر للصالة الصغيرة يلتف برأسه يبحث عنها لا أحد، لا يجدها في اي مكان، تحرك يمشي علي اطراف أصابعه الي أقرب غرفة ادار مقبضها يفتح بابها، لترتسم ابتسامة واسعة أظهرت انيابه المدنسة، خطي داخل الغرفة بخطي بطيئة يتحرك بخفة إلي فراشها التي تتسطح عليه اتجه، اليه يجلس جواره، مد يده يتحسس خصلات شعرها برفق، رفع بعض من خصلاتها جوار أنفه يشتمها لتجفل هي من تلك الحركة فتحت عينيها فجاءة لتشخص بذعر حين رأته في غرفتها كادت أن تصرخ حين كمم فمها بيمناه ورفع سبابته الاخري امام فمه يهمس لها بصوت خفيض خبيث:.</p><p></p><p>- هششششش!</p><p></p><p></p><p>الفصل الرابع والسبعون</p><p></p><p>في غرفتها تجلس علي فراشها تكاد تتميز من الغيظ تغرز أظافرها في قماش فستانها ترغب في تمزيقه من شدة غيظها، أنفاسها تتسارع في الخروج، تشد علي أسنانها بعنف تتذكر ما حدث قبل ساعات مرات وتكرارا.</p><p></p><p>Flash back.</p><p></p><p>نزلت خلف والده وقفت بعيدا تراقب ما يحدث في الغرفة بأعين حمراء تشتعل غضبا والدها تفتت بكل الطرق في إهانة معاذ، بالطبع سيفعل هو لا يريد لها زوجا سوي ابن صديقه التي تكاد تجزم أنه يحب زيدان اضعاف ما يحبها هي، أليست هي ابنته من دمه، لما لا يريد سعادتها، لما فقط يريد أن ينفذ ما يرغب فيه هو فقط، والبقية ينساقون خلف كلامه دون أدني اعتراض وكأنه حكيم القرية الذي يعرف صالح الجميع، شدت قبضتها علي قماش الستارة جوارها، وهي تري والدها يقبض علي تلابيب ملابس معاذ يهدده قائلا:.</p><p></p><p>- أنا لو وافقت عليك وطلعت بتلعب هدفنك حي، أنت لسه مش عارف أنت بتتعامل مع مين</p><p>كادت في تلك اللحظة أن تندفع لداخل الغرفة تصرخ في والدها أن ما يفعله لا يصح إطلاقا، وأنه يجب عليه أن يحترم معاذ كما يحترمه الأخير ولكن اوقفتها جملة معاذ:</p><p>- نقرا الفاتحة بقي</p><p>نظرت ناحية والدها تنتظر ردة فعله بفارغ الصبر لتجده يضع ساقا فوق أخري يضحك ضحكة عالية ساخرة يتمتم متوعدا:.</p><p></p><p>- اقرا يا حبيبي إنت دخلت برجليك عش الدبابير، استحمل بقي</p><p>اشتغلت أنفاسها تنظر لوالدها ناقمة لتراه ينظر ناحيتها مباشرة نظرات ساخرة مستهجنة، بينما رفع معاذ كفيه يقرأ الفاتحة ولم يفعل خالد، ركزت هي عينيها علي عيني والدها ترفع كفيها أمامه تعرف أن يراها تقرأ الفاتحة، انتهي معاذ من القراءة، ليعاود النظر لخالد يبتسم متوترا يردف:</p><p>- احم طب حضرتك تفضل نعمل خطوبة ولا كتب كتاب وفرح علي طول، أنا من رأيي.</p><p></p><p>قاطعه خالد رفع كفه يقبضه أمام وجه نعاذ يتمتم ساخرا:</p><p>- أنت كمان هتقول رأيك دي هزلت؟!</p><p>عند تلك النقطة لم تحتمل ما يفعل والدها، معاذ يجلس كمن تنهمر عليه الأعاصير في ليالي الصيف الحارة، اندفعت تدخل الي الغرفة وقفت بالقرب من والدها تقف بشموخ تعقد ذراعيها أمام صدرها تردف محتدة:</p><p>- وفيها ايه يا بابا لما يقول رأيه مش هو العريس بردوا ولا ايه...</p><p></p><p>نظر معاذ للينا يعاتبها بنظراتها علي ما تفعل بينما تجهم وجه خالد غضبا تحرك من مكانه يقف أمامها مباشرة يدس يديه في جيبي سرواله ينظر لها غاضبا لترتسم ابتسامة ساخرة واسعة علي شفتيها تتمتم متهكمة:</p><p>- ايه هتضربني تاني، اتفضل</p><p>شد خالد علي أسنانه يحاول أن يكبح زمام غضبه لا يرغب في أن يؤذيها أولا، ولن يرفع يده عليها أمام ذلك الشاب ثانيا، ابتسم ابتسامة سوداء غاضبة يتمتم متوعدا:.</p><p></p><p>- لميها يا بنت خالد، مش هنتخانق قدام الأستاذ</p><p>خرجت ضحكة خافتة ساخرة من بين شفتي لينا لتقترب برأسها من والدها تبتسم تتمتم ببساطة:</p><p>- ليه ما نتخانق، معاذ مش غريب، كلها كام يوم ويبقي جوزي، يعني من العيلة.</p><p></p><p>اشتعلت أنفاس خالد غضبا، يقبض علي يده بعنف حتي لا يصفعها، تسارعت أنفاسه ينظر له متوعدا أن تصمت وتغادر ولكنها بقيت تقف امامه تبتسم ابتسامة واسعة بريئة للغاية، توجهت ناحية أحد المقاعد تجلس عليه تتمتم ببساطة:</p><p>- انا مش عايزة خطوبة، ممكن نعمل كتب كتاب في حفلة بسيطة، seriously ذكرياتي مع الأفراح مش لذيذة.</p><p></p><p>حمحم معاذ متوترا، نظر ناحية لينا يبتسم ابتسامة صغيرة دافئة، ليعاود النظر لخالد الذي يقف يرميهم بنظرات نارية قاتلة، حمحم مرة اخري يبتلع لعابه الجاف يتمتم مرتبكا:</p><p>- اللي خالد باشا يشوفه، ايه رأي حضرتك يا باشا.</p><p></p><p>نظر خالد لابنته تلك الصغيرة تحتاج لإعادة تأذيب وصدقا هو لن يفعل ذلك، سيترك الأيام هي من تأدبها جيدا، رغم ما تفعل هي ابنته اولا واخرا، جميع المعلومات التي جمعها تثبت أن ذلك الشخص الجالس أمامه ذو صفحة بيضاء نقية، صادق في كل حرف قاله عن حياته...</p><p></p><p>مر أمامه في تلك اللحظة صورة زيدان، زواج لينا سيكون الضربة القاضية له، وبقائه جواره لم يكن سوي عذاب له، وتلك الصغيرة لو فقط أعطت لحياتهم فرصة لما كانوا هنا الآن، يعرف أن جل ما تفعل ينبع من شعورها البشع بالألم، تبحث عن اي مسكن كان ليسكت صوت الألم داخله، ولكنه يخشي عليها أن يكن للمسكن أضرار قادمة ستؤذيها أكثر مما تظن</p><p>عاود النظر لذلك الشاب الجالس أمامه ليشير الي باب المنزل ابتسم ابتسامة باردة يتمتم:.</p><p></p><p>- نورتنا يا دكتور، ردي هيوصلك قريب...</p><p>أصفر وجه معاذ حرجا، بينما اشتعل وجه لينا غضبا، والدها يطرد معاذ بطريقة مهينة قام معاذ من مكانه يبتسم متوترا حرك رأسه إيجابا سريعا التفت ناحيتها برأسه يتمتم مبتسما:</p><p>- سلام يا لينا</p><p>عاود النظر لخالد ليتمتم بصوت خفيض محرج:</p><p>- في انتظارك رد حضرتك.</p><p></p><p>تحرك لباب المنزل بخطي سريعة خرج يفر بذاته يغلق الباب خلفه في تلك اللحظة انطلقت عاصفة هوجاء اندفعت لينا ناحية والدها تصيح غاضبة:</p><p>- ايه اللي حضرتك عملته مع معاذ دا، نازل بالترنج، وبتكلمه بمنتهي الغطرسة وكل كلمة فيها ألف تهديد وتهديد، وطردته بمنتهي الإهانة، دا لو زيدان كان زمانك شيلته من فوق الأرض فراشناله الأرض ورد عشان خاطر عيون زيدان باشا مش كدة...</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة جافة علي شفتي خالد دس يديه في جيبي سرواله يتمتم ساخرا:</p><p>- كل واحد ومقامه بقي ومعاذ بتاعك دا مالوش مقام عندي</p><p>قال ما قال وتركها تقف مكانها تشتعل غضبا، توجه هو الي منزل البيت الضحم قبل أن يضع قدمه علي اولي الدرجات وجدها تندفع وقفت أمامه تنظر له للحظات تتنفس بعنف لتصرخ بشراسة:.</p><p></p><p>- مالوش مقام عندك، بس ليه عندي، كفاية بعد كل اللي عملتوه فيه، لسه واقف جنبي بيساندني، عايزني بس سعيدة انما انتوا لاء، انتوا عايزني مبسوطة من وجهه نظركوا انتوا، انتي شايف اني المفروض هكون سعيدة مع زيدان، انما أنا فعلا سعيدة ولا لاء مش مهم، بتعذب ولا لاء، المهم أن هو هيبقي سعيد، مرتاح، وبنتك تتعذب تموت تولع مش فارقة معاك.</p><p></p><p>أخرجت كل ما في جعبتها لتقف أمامه تتنفس بعنف تغشي عينيها الدموع، حمرة قانية تلهب وجهها الغاضب، ونظراته هو لم تتغير فقط رفع كف يده يربت علي وجهها برفق يتمتم بخفوت حزين:</p><p>- كل دا كنتي تقدري بإيدك تغيريه لو اديتي لحياتك فرصة تانية، بس انتي اخترتي أصعب طريق عليكي قبل ما يكون عليه، **** يعينك علي نفسك، تصبحي علي خير.</p><p></p><p>قالها ليتحرك ويتوجه الي أعلي، وقفت هي تنظر في أثره لحظات وبدأت دموعها تنهمر رغما عنها، امسكت طرفي فستانها تهرع سريعا إلي غرفتها، تلوذ بها كما اعتادت</p><p>Back.</p><p></p><p>اجفلت من شرودها الطويل الحزين علي صوت رنين هاتفها نظرت للهاتف الملقي لتجد رقم معاذ يضئ الشاشة، مدت يدها الي الهاتف اغلقته، تلقيه بعيدا، وضعت رأسها علي الوسادة تغمض عينيها رغما عنها في تلك اللحظة لا ترغب سوي في النوم.</p><p></p><p>علي صعيد آخر في غرفة خالد ولينا، يجلس علي فراشه يعقد ذراعيه خلف صدره ينظر لها وهي نائمة قلقا عليها، حين صعد إلي غرفتها رآها نائمة تضم ركبيتها لصدرها آثار دموه تغرق وجهها، تري ما حدث لتصبح بتلك الحالة...</p><p></p><p>تنهد قلقا خائفا عليها، ليجذبها لصدره يحاوطها بذراعه، يمسح علي شعرها بخفة، لحظات وتوسعت عينيه فزعا حين وجد جسدها يرتجف بعنف تدفن رأسها في صدره تصرخ بعنف، صرخات ذبيحة مقهورة مكتومة داخل صدره، جسدها يرتجف يتشنج بشكل مخيف، انتفض يحتضن جسدها يصيح فزعة مذعورا:</p><p>- لينا مالك يا لينا، لينا فوقي يا حبيبتي، فوقي يا لينا.</p><p></p><p>فتحت عينيها فجاءة تنظر له عينيها حمراء دموعها تنهمر بلا توقف، نظراتها ذبيحة معذبة، لا يعرف ما بها ولكن قلبه ينخلع خوفا علي حالها، ضمها لصدره سريعا يخبئها بين أحضانه يسألها مذعورا:</p><p>- في ايه يا حبيبتي مالك، لينا ما توجعيش قلبي عليكي، مالك يا حبيبتي...</p><p>كابوس، همست بها بصوت مرتجف بالكاد خرج من بين شفتيها ليبعدها عنه قليلا مسح علي رأسها تنهد يتمتم:</p><p>- حرام عليكي وقعتي قلبي، خدي طيب اشربي.</p><p></p><p>مد يده يجذب كوب الماء المجاور لهم يضعه أمام فمها التفت بعينيها ناحيته نظرة خاطفة معذبة لتشعر بالمياه تبلل شفتيها ارتشفت القليل فقط القليل لتبعد الكوب عن فمها، تنظر في نقطة بعيدة في الفراغ، سماء عينيها تكدرت حزنا، بالكاد تمنع دموعها من الا تهبط، اجفلت علي يده حين امتدت أسفل ذقنها يحرك رأسها ناحيته يبتسم قلقا:</p><p>- مالك يا لينا، أنا قلقان عليكي، فيكي ايه يا حبيبتي.</p><p></p><p>حركت رأسها بالنفي رفعت يديها تمسح وجهها بعنف خاصة عينيها تمحي منها إثر الدموع، حمحم تجلي صوتها المختنق تهمس بخفوت شارد:</p><p>- ما فيش، عملت ايه مع معاذ</p><p>تنهد يآسا يقص عليها سريعا ما حدث وما فعلت ابنتهم، فكان ردها آخر رد توقع أن يسمعه، حين اخفضت رأسها تشيحها بعيدا عنه تغمغم مختنقة:</p><p>- سيبها تعمل اللي هي عايزاه، مش دايما الحب بجنون بيبقي هو الصح، ما تعذبهاش زيي.</p><p></p><p>توسعت عينيها في فزع مما قالت انتفض يمسك بذراعيها يسألها جزعا:</p><p>- تتعذب زيك؟!، أنا بعذبك يا لينا، في ايه يا لينا، مالك، طلعت لقيتك نايمة وكان شكلك بتعيطي، وصاحية بتصرخي، ودلوقتي بتقولي ما تعذبيهاش زيي، أنا زعلتك في حاجة</p><p>رفعت وجهها تنظر لقسمات وجهه المتوترة القلقة، لترتسم ابتسامة معذبة علي شفتيها حركت رأسها نفيا تتمتم بخفوت:</p><p>- فاكر زمان مامتك كانت بتتخانق معاك قد إيه عشان تتجوز، وتخلف ولد يشيل اسمك.</p><p></p><p>عقد جبينه متعجبا ماذا بها الليلة حرك رأسه إيجابا يسألها متعجبا:</p><p>- ايوة فاكر، وأنتي عارفة اني رفضت وانها مقطعاني ورافضة تيجي تعيش معايا بسبب الموضوع دا، بس انتي ايه اللي فكرك دلوقتي</p><p>رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تسأله ببساطة:</p><p>- ليه رفضت تتجوز، تخلف ولد يشيل اسمك، يقولك يا بابا</p><p>حسنا لينا جُنت، او ربما حدث شيئا هو لا يعرفه وهو حقا قلق من ذلك تنهد يزفر أنفاسه القلقة يتمتم متعجبا:.</p><p></p><p>- اتجوز!، اخلف! انتي بتتكلمي مالك يا لينا، انتي فاكرة أنه يفرق معايا انه يكون عندي ولد يشيل اسمك ولا لاء، طالما أنه مش منك، وبعدين ما لينا شايلة اسمي، هي صحيح بنت كلب مطلعة عين أهلي بس كفاية أنها بنتك، يخليني ابلعلها الزلط، الموضوع مش موضوع *** يشيل اسمي، دي روح ترفض حتي انها تبعد عنك.</p><p></p><p>انهمرت دموعها تنظر له، نظرات تملئها الحسرة والألم، يد من نار تعتصر قلبها، اقترب مرة اخري يخبئها في صدره يسألها جزعا:</p><p>- مالك يا حبيبتي، لينا ما تعمليش فيا كدة...</p><p>حالتك دي بتقتلني، اتكلمي، اصرخي، قوليلي أنا مزعلك في إيه، عشان خاطري ما تعمليش كدة</p><p>اغمضت عينيها للحظات تحاول إستعادة رباطة جأشها الممزقة، بصوت خفيض مختنق همست له:</p><p>- أنا حلمت أنك اتجوزت عليا تالا مرات عمر عشان كدة كنت اتفزعت.</p><p></p><p>ابعدها عنه برفق يضحك عاليا مد يده يمسح دموعها يغمغم في مرح:</p><p>- صحيح من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، يعني أنا اقول كدة عشان اغيظ عمر، اقع أنا فيها في الآخر، تالا زيها زي ياسمين يا لينا عمري في يوم ما بصلتها بصة وحشة ولا عمري هعمل كدة دي مرات اخويا، شرفي زي ما هي شرفه.</p><p></p><p>رسمت ابتسامة زائفة باهتة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، رفعت وجهها تنظر لعينيه، ملك الخداع، دايما ما يخدعها وهي دائما نا تنخدع ببساطة، رسمت الجدية علي قسماته تسأله:</p><p>- هتعمل ايه مع لينا ومعاذ</p><p>اتكئ علي الفراش يجذبها لتتوسد صدره شعر بجسدها يرتجف رجفة غريبة لم يعهدها، وضع رأسها علي صدره يمسح علي خصلات شعرها تنهد يهمس لها:</p><p>- انتي عيزاني اعمل إيه، وأنا اعمله.</p><p></p><p>ابتسمت ساخرة حقا يسألها منذ متي وهو لا ينفذ ما في رأسه هو دون أن يستشير اي من كان، كهرباء مؤلمة ترجف جسدها، ترغب في دفعه بعيدا، تمتمت بصوت خفيض مختنق:</p><p>- شوف لينا عايزة ايه، خد رأيها المرة دي، مش يمكن هي صح، أنا صحيح بحب زيدان دا ابني أنا اللي مربياه، بس وجودهم جنب بعض بيعذبهم هما الإتنين، عشان كدة بقولك شوفها هي عايزة ايه.</p><p></p><p>تنهد حائرا يحرك رأسه إيجابا، ربما لينا محقة، وابنته ايضا محقة وهو المخطئ الوحيد هنا.</p><p></p><p>توسعت عينيها في هلع تنظر له مذعورة جسدها يرتجف كأن كهرباء عنيفة ضربته، ابتسامته المخيفة قربه الزائد عن اي حد، يده التي تكمم فمها تنذرها بالاسوء بمشهد لم تنساه يوما، يوم اغتال ذئب مشابه برائتها بلا رحمة، تركها جثة هامدة تعاني العذاب الوانا، عذاب نبذ المجتمع لفتاة مغتصبة، عذاب كلمات الناس السامة التي تنهشها بلا رحمة، عذاب الخوف من القادم، عذاب الوحدة، جلد الذات، الاشمئزاز من ذاتها لذنب لا ذنب لها فيه، تلوت بجسدها بعنف لن تسمح لجريمة اخري أن تحدث في حقها يكفي ما لاقت، بينما ذلك الدنئ لم يكن سوي يبتسم ابتسامة واسعة شيطانية مخيفة يده اليسري تكمم فمها، ويده اليمني تضم رسغيها في قبضته تمنعها من الحركة، مال ناحيتها برأسه يهمس جوار اذنها بخبث:.</p><p></p><p>- أنتي ليه محسساني أن أنا جاي اغتصبك يا روحية، انتي مش عذراء يا ماما، عشان تخافي علي نفسك اوي كدة، اوعدك اني ما اقولش لحد، لا من شاف ولا من دري يا رورو</p><p>حركت رأسها نفيا بعنف تغرق دموعها كف يده تتلوس بجسدها بقوة تترجاه بنظراتها أن يبتعد عنها، ترك رسغيها وبدا يحاول بيمناه تمزيق ثيابها وهي تحاول بإستماته دفعه بعيدا عنها، رفع وجهه ينظر لها غاضبا ليهوي بكفه علي وجهها بعنف يهمس لها محتدا:.</p><p></p><p>- ما تهمدي بقي، انت هتعمليلي فيها شريفة...</p><p>في تلك اللحظة تحديدا انطلق صوت صراخ عالي، صوت يعرف صاحبته جيدا، جدته؟! صوتها يصدح كناقوس خطر يدق في جوف الليل يوقظ الجميع:</p><p>- يالهوووووووي يالهوووووي يالهووووووي الحقوني يا نااااااس يا أهل الحارة يا رجالة الحتة، ابن ابني اللي اويته في بيتي جاي يعتدي علي البت الغلبانة، ضربني، ودخل عايز يغتصبها.</p><p></p><p>توسعت عيني مراد في صدمة وهو يري جدته تقف داخل شقة روحية التي اغلق بابها بالمفتاح ترتدي جلباب منزلي، تفتح باب الشقة علي مصرعيه تصرخ بصوت عالي جهوري، انتفض هو بعيدا عن روحية ينظر لجدته بذعر، ما هي الا لحظات واندفع رجال المنطقة لداخل شقة روحية، لتصيح جدته ما أن رأتهم:.</p><p></p><p>- الحقوني يا رجالة، أنا كنت بايتة مع البت الغلبانة، يا عيني كانت تعبانة وبتفرفى من السخونية، لقيت البيه جاي ضربني وطردني من الأوضة وعايز يعتدي عليها، صوت هو صحيح ابن ابني بس البت غلبانة ومكسورة الجناح</p><p>انهت كلامها لتهرول الي غرفة روحية توجهت الي فراشها جذبتها تخبئها في أحضانها تربت علي رأسها برفق تنظر لمراد نظرات متوعدة متشفية:</p><p>- بس يا قلب أمك بس، أنتي تعبانة اصلا، منه *** ابن الحرام.</p><p></p><p>ومراد يقف كثمثال منحوت من صخر، ينظر لجدته مذهولا في تلك اللحظة اندفع ثلاثة رجال ضخام الجثة ناحيته يجذبونه من الغرفة، يتناوبون علي ضربه كل منهم يسبه بأبشع الألفاظ:</p><p>- بقي يا كلب، يا، يا، يا، جاي تعتدي علي البت الغلبانة.</p><p></p><p>بات الرؤية أمامه مشوشة حرفيا ايدي الرجال التي تتكالب علي جسده بالضرب لم تعطيه حتي فرصة الدفاع عن نفسه، في الصالة ملقي أرضا، يشعر بجسده مهشم من عنف ما يلاقي، يلمح ببصره المشوش جدته وهي تنظر له مشفقة للحظات لتعاود نظراتها إلي الجمود والحزم لحظات اخري...</p><p>دفعه أحد الرجال بقدمه بعنف في بطنه ليشعر بسيل دماء يندفع من فمه، تكور حول نفسه يكاد يبكي من الألم، في تلك اللحظة صدح صوت جدته تصيح فيهم:.</p><p></p><p>- خلاص كفاية هو خد جزاءه</p><p>رفع وجهه قليلا فقط ينظر لجدته نظرات ضعيفة مشوشة يعاتبها بنظراته التي تصرخ ألما، صدح صوت أحد الرجال:</p><p>- لا يا ست منيرة ما خدش جزاءه، احنا هنوديه القسم وهما هناك هيعرفوا شغلهم معاه، هو آه حفيدك، بس البت الغلبانة دي مالهاش غيرنا يجيبلها حقها</p><p>صدح شهقة قوية من منيرة لتضرب بيدها علي صدرها تصيح سريعا بفزع:.</p><p></p><p>- ونتشحطط البنت الغلبانة في الأقسام، نفضحها بين الظباط والمخبرين مش كفاية اللي هي فيه، لاء يا عم عبده لاء، اللي غلط لازم يتحاسب آه، بس مش كدة</p><p>صدح صوت ذلك الرجل الضخم صاحب البطن الممتلئ والشعر الخفيف صاحب محل الاقفال والمفاتيح:</p><p>- خلاص يبقي يتجوزها يا ست منيرة</p><p>ارتسمت ابتسامة منتصرة علي شفتي منيرة سرعان ما اخفتها سريعا توسعت عينيها تتمتم مدهوشة:.</p><p></p><p>- يتجوزها، وماله ما يتجوزهاش ليه، هي روحية تتعايب دي ست البنات كلهم</p><p>توسعت عيني مراد المكدومة في فزع، يتزوج من، جاهد في إخراج صوته يصيح معترضا:</p><p>- لاء طبعا، اتجوز مين، اااه</p><p>صرخ من الألم حين دفعه ذلك الرجل الضخم بقدمه في ظهره بعنف بصق عليه يصيح فيه بغلظة:</p><p>- أخرس ياض، دا أنت تحمد ****، دا عشان خاطر عيون الست منيرة بس</p><p>ابتسمت منيرة ابتسامة صغيرة تتمتم ممتنة:.</p><p></p><p>- تعيش يا عم عبدة و****، أنا هفضل مع روحية، اهديها يا عيني البت مفتورة من العياط</p><p>انحني عبده يقبض علي ملابس مراد يرفعه من الأرض يتمتم بغلظة:</p><p>- وأنا هاخد البيه ارميه، هيفضل عندي الليلة، والصبح يا يتجوزها، يا يتزف في الحارة ويترمي في السجن</p><p>نظرت روحية لمراد بتعاطف زائف تخفي خلفه ابتسامة واسعة سعيدة، علي ذلك الأحمق الذي يحركه الشيطان كلعبة أن يتعلم الدرس، عادت تنظر لعبده تقول بنبرة خافتة حزينة:.</p><p></p><p>- حقك يا اخويا</p><p>نظر عبدة للرجال معه يهتف بصوته الاجش الغليظ:</p><p>- يلا يا رجالة، فضيناها خلاص، ما ينفعش الوقفة دي في انصاص الليالي، عن إذنك يا ست منيرة</p><p>تحرك الرجال للرجال وعبده يجر مراد خلفه الذي ينظر لجدته يتوسلها بنظراته، اغلقت منيرة الباب خلفهم توصده بالمفتاح، وقفت خلف الباب المغلق ابتسمت تتمتم ساخرة:.</p><p></p><p>- فاكر نفسه ناصح ابن وحيد، اهو خد علقة ما خدهاش حرامي في مولد، بس و**** صعب عليا، بس احسن يستاهل عيل قذر</p><p>تنهدت حزينة حين تناهي الي اسماعها صوت بكاء عنيف لتلك المسكينة من داخل الغرفة لتتوجه إليها سريعا، تحاول إقناعها بما خططت.</p><p></p><p>مع شروق شمس اليوم التالي كان يقف بسيارته امام عمارة سكنية ليست بكبيرة، استأجر فيها شقة صغيرة في الطابق الثالث، نصحه أحد زملائه بها، المكان هناك هادئ، بها.</p><p></p><p>نزل من سيارته يحمل حقيبته من صندوق السيارة توجه ناحية العمارة، اوقفه الحارس ليريه بطاقته الشخصية، ليفسح له دخل، شقته في الطابق الثالث، الطابق الثالث يحتوي علي شقتين، واحدة كبيرة لا يعرف من يسكنها، واخري صغيرة تكفي لأعذب مثله، صعد الي الطابق الثالث، توجه إلي الشقة الاقرب جذب مفتاحه يضعه في قفل الباب، يحاول فتحه، لم يُفتح، ربما تلك ليست شقته جذب المفتاح من قفل الباب في نفس اللحظة التي انفتح فيها الباب فجاءة بعنف ورأي فوهة مسدس تتوجه الي رأسه مباشرة، نظرات خاوية نظر بها الي من يحمل المسدس، ليجده شاب تقريبا في أواخر العشرينات يقبض علي المسدس ينظر له غاضبا نظرات حادة قاتلة، ليهتف فيه:.</p><p></p><p>- أنت مين وبتحاول تفتح شقتي ليه</p><p>ابتعد زيدان للخلف يرميه بنظرات خاوية تنهد يتمتم في خواء:</p><p>- أنا اتغلبطت في الشقة عن إذنك...</p><p>قالها ليتحرك متوجها الي الباب الآخر وضع المفتاح في قفل الباب، انفتح في لحظات، ما كاد يدخل وجد يد تقبض علي كتفه وصوت ذلك الشاب الأسمر يهتف محتدا:</p><p>- استني هنا أنت رايح فين.</p><p></p><p>تنهد زيدان غاضبا هو حقا به ما يكفي ويزيد في اللحظة التالية كان يجذب سلاحه من غمده يشهره أمام وجه الشاب يصيح فيه غاضبا:</p><p>- بقولك ايه أنا روحي في مناخيري اصلا، أنا المقدم زيدان الحديدي، أبعد بقي وارمي اللعبة اللي في ايدك دي لتعورك</p><p>جل ما حدث أن ذلك الشاب ابتسم واخفض سلاحه مد يده يصافح زيدان يتمتم باحترام:</p><p>- زيدان باشا معاك الرائد باسل مهاب نور الدين، نورت الغردقة يا افندم.</p><p></p><p>تنهد زيدان متعبا يعيد سلاحه لمكانه ابتسم شبح ابتسامة مجهدة يحرك رأسه إيجابا يتمتم:</p><p>- اهلا وسهلا، منورة بأهلها، عن إذنك</p><p>أراد سحب يده من يد ذلك الشاب الواقف امامه، ليشدد باسل علي يده ضحك يقول محرجا:</p><p>- اتمني أن حضرتك ما تكونش زعلت من الموقف اللي حصل، بردوا يعني إنت لو مكاني كنت هتعمل كدة ولا ايه</p><p>زفر زيدان أنفاسه المجهدة يرغب في بعض النوم، رسم ابتسامة مجاملة علي شفتيه يتمتم:.</p><p></p><p>- لا ابدا ما فيش حاجة حصلت عن إذنك</p><p>حاول جذب يده مرة أخري ليترك باسل كفه يمسك برسغ يده يتمتم مبتسما في إصرار:</p><p>- إذنك ايه بس، أنت أكيد جاي من سفر طويل، و**** لازم تفطر معانا...</p><p></p><p>شد زيدان علي أسنانه غاضبا كم يرغب في لكم ذلك الفتي والفرار الي شقته التي لم يراها بعد، دخل خلف باسل الي شقة الأخير، كان يظنه هو الآخر مثله ولكن المنزل المرتب ذو الرائحة العطرة، خاصة رائحة الطعام التي تبعث أعملته أنه بالطبع يوجد سيدة بالبيت، اصطحبه باسل الي احد المقاعد في غرفة الصالون يجلس أمامه يقول مبتسما:</p><p>- نورتنا و**** يا زيدان يا باشا</p><p>علا بصوته قليلا:</p><p>- مني حضري الفطار.</p><p></p><p>عاد ينظر لزيدان يتمتم مبتسما:</p><p>- ممكن أوراق النقل بتاعت حضرتك</p><p>رفع زيدان حاجبه الأيسر مستهجنا ما يقول، ليحمحم باسل بحرج يردف:</p><p>- أنا قصدي يعني عشان اعرف حضرتك اتنقلت انهي اقسم، اقول لحضرتك علي مكانه بدل ما تفضل تدور</p><p>تنهد زيدان متعبا يخرج الاوراق من جيب سترته يعطيها لباسل الذي فتحها سريعا، ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي الأخير رفع وجهه لزيدان يردف:.</p><p></p><p>- يا محاسن الصدف، حضرتك في نفس القسم اللي أنا فيه، يعني احنا بقينا زملا، وجيران في نفس الوقت</p><p>ابتسم زيدان بإرهاق يحرك رأسه إيجابا أخذ منه الأوراق ليهب واقفا يتمتم بخمول ناعس:</p><p>- بما اننا بقينا زملا وجيران يبقي أكيد هنتقابل كتير فمالوش داعي للفطار دلوقتي، أنا تعبان ومحتاج أنام، عن إذنك.</p><p></p><p>قالها ليغادر منزل باسل يجذب الباب خلفه، في تلك اللحظات خرجت فتاة شابة في منتصف العشرينات، ملامحها هادئة نقية، تلف حجابها ترتدي جلباب بيتي واسع، قطبت جبينها متعجبة حين رأت باسل يجلس بمفرده لتسأله:</p><p>- أنت مش كنت بتكلم حد دلوقتي وقولتلي حضريلي الفطار</p><p>ابتسم باسل مشاكسا، ليتحرك ناحيتها وقف أمامها يتمتم مبتسما:</p><p>- معلش يا ستي خليها غدا عشان ضيفنا تعبان وعايز ينام دلوقتي...</p><p></p><p>مدت يدها تفك حجاب رأسها تنفض شعرها الاسود القصير تتمتم مبتسمة:</p><p>- طب كويس أنا كدة كدة كنت هظبط غدا النهاردة عشان انجيليكا جاية تزورني، بس صحيح مين ضيفنا دا</p><p>طوقها بذراعيه يلاعب حاجبيه مشاكسا يقول مبتسما:</p><p>- المقدم زيدان الحديدي زميلي في الشغل وجارنا، بس الصاروخ الاوربي جايلنا النهاردة...</p><p>احتقنت عيني مني غضبا لتكور قبضتها تصدمه علي صدره بعنف تتمتم حانقة:.</p><p></p><p>- اتلم يا باسل والا و**** هقول لزميلك الجديد وجارنا علي الصدف المقصودة؟!</p><p></p><p>في منزل عثمان الصياد، فتح عينيه صباحا يبحث عنها، ليجد الفراش جواره فارغ قطب جبينه متعجبا أين ذهبت منذ الصباح الباكر، شد جسده ينتصف في جلسته بصعوبة يصيح باسمها:</p><p>سارين، سارين، انتي فين يا سارين</p><p>قطب جبينه متألما لا يعلم لما ولكنه يشعر بصداع يشع يكاد يفتت رأسه، وضع يده علي جبهته يمسدها برفق يتأوه بقوة يصدح بصوته ينادي عليها:</p><p>- ساااااارين.</p><p></p><p>فتح عينيه يمسد جبهته ينظر حوله باحثا عنها ليلمح بطرف عينيه شيئا لم تره عينيه في البداية ورقة صغيرة مطوية، موضوعة علي وسادة سارين، أكل القلق قلبه من أن يكن هناك من اختطفها، التقط الورقة سريعا يفتحها متلهفا حتي أن جزء منها تمزق وهو يفعل ذلك، ليقرأ ما خُط علي سطحها</p><p>« عثمان أنا نزلت اجيب حاجات من السوبر ماركت، مش هتأخر يا حبيبي، آه صحيح صباح الفل ».</p><p></p><p>احتدت عينيه غضبا ليكمش الورقة في يده يشد عليها بعنف تسارعت أنفاسه الغاضبة، تحرك بنصف جسده العلوي تحديدا يلقي بنفسه فوق مقعده المتحرك، شعرك بألم بشع إثر ارتطام جسده بعنف بالمقعد ولكنه لم يهتم تحرك للخارج يحرك مقعده بعنف، فتح باب غرفته خرج منها إلي صالة منزلهم الكبيرة يجلس مقابلا لباب المنزل المغلق ينظر له بأعين غاضبة تقدح شررا لحظات ربما، وسمع صوت مفتاح يدخل الي قفل الباب فعرف أنها أتت، لم تمر سوي ثواني قليلة وكانت تدخل من باب المنزل، ترتدي سروال جينز واسع وفوقه قميص أسود تجمع شعرها في جديلة طويلة، ارتسمت ابتسامة رقيقة علي شفتيها ما أن رأته لتقترب منه بخفة لثمت وجنته بقبلة صغيرة تتمتم مبتسمة:.</p><p></p><p>- صباح الفل يا عثعث صحيت امتي، أنا قولت هطلع الاقيك نايم، اااه</p><p>تأوهت بصوت عالي حين شعرت بكف يده يقبض علي معصمها بعنف مخيف، نظرت له بدهشة ممتزجة بألم معصمها لتجده يشد علي يدها وجهه أحمر، عرق ينفر بعنف جوار صدغه، لتسمع صوته الحاد:</p><p>- انتي ازاي تخرجي من غير ما تقوليلي يا هانم</p><p>جذبت معصمها من كفه بحدة احتلت الصدمة نبرتها المتألمة:.</p><p></p><p>- في ايه يا عثمان، أنت اتجننت، وبعدين أنت كنت نايم، وأنا روحت فين يعني، دا السوبر ماركت اللي في الشارع</p><p>مش من حقك، صاح بها بصوت جهوري عالي غاضب لتنتفض في وقفتها تعد للخلف بينما اقترب هو بمقعده الي أن صار بالقرب منها، شد بقبضتيه علي أطراف مقعده الحديدي يصيح غاضبا:.</p><p></p><p>- مش من حقك تنزلي كدة وتسيبلي حتة ورقة تقوليلي عثمان أنا نزلت بس من غير ما تقوليلي ولا تاخدي رأيي، مش من حقك حتي تفتحي باب الشقة من غير تعرفيني انا راجل البيت يا هانم، ولا عشان أنا عاجز</p><p>شخصت عينيها في ذهول تنظر له متعجبة مصدومة لا تصدق تلك الخرافات التي يقولها قاطعته تتمتم مذهولة:.</p><p></p><p>- عاجز، ومش من حقك، ايه الكلام الغريب اللي أنت بتقوله ده يا عثمان، هو حصل ايه لكل دا، نزلت السوبر ماركت وأنت نايم دي شايفها جريمة لا تغتفر</p><p>احتدت نبرته أكثر لم يهدئ غضبه بل ازداد اشتعالا وهو يصيح فيها:</p><p>- ايوة جريمة لما تتعاملي معايا علي اني هوا، شخص مالوش اي ستين لازمة سيبالي حتة ورقة بتفرضي بيها أمر واقع انتي نفذيته خلاص، تبقي جريمة ولا لاء.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا في هدوء تاام التقطت ما مشترياتها بيدها اليسري لتفك عقدة شعرها بيمناها رسمت ابتسامة باهتة علي شفتيها تتمتم بخواء:</p><p>- طالما أنت شوفتها جريمة يبقي أنا آسفة، عن إذنك.</p><p></p><p>قالتها لتتحرك إلي غرفة المطبخ وضعت المشتريات علي طاولة المطبخ لتتوجه الي غرفة نومهم لتبدل ثيابها، ظل هو بتابعها بعينيه الي أن اختفت من أمامه ليزفر أنفاسه الملتهبة لا يعرف حتي لما غضب لتلك الدرجة، ربما شعوره بالعجز الذي اشعره أنها لا تري لرأيه قيمة، او ربما هو خوفه من أن يكن أصابها مكروها، وهو لن يقدر علي إنقاذها وكيف سيفعل وهو قعيد ذلك المقعد المتحرك لا حول له ولا قوة، تنهد يلتقط أنفاسه يحاول أن يهدئ نفسه مرة تليها اخري وأخري، تحرك بمقعده إلي غرفة النوم وقف أمام بابها المغلق يرهف السمع ليصل إليه صوت بكاء منخفض، شعر بمدي حقارة نفسه وافكاره العاجزة وهو يسمع صوت بكائها الحار، تنهد حانقا من حاله ليدق الباب ويدخل بعدها بلحظة رآها تجلس عند نهاية الفراش تمسح دموعها المتساقطة بكفي يدها بعنف تشيح بوجهها بعيدا عنه، اقترب هو أكثر بمقعده، وصل امامها مباشرة حمحم في حرج ليردف بصوت خفيض متوتر:.</p><p></p><p>- سسارين، ما تزعليش، أنا ما كنش قصدي ازعقلك كدا</p><p>تنهد، تنهيدة طويلة حارة حزينة:</p><p>- أنا آسف يا سارين</p><p>في تلك اللحظة التفتت له برأسها ليري في عينيها نظرات لوم قاسية مسحت عينيها بعنف لتهتف بجمود قاسي:</p><p>- لازم تكون آسف يا عثمان عارف ليه لأنك كسرت كل الوعود اللي وعدتني بيها يوم جوازنا، و علي فكرة أنا لا غلطت ولا عملت جريمة عشان نزلت السوبر ماركت وأنت نايم</p><p>وقفت أمامه تعقد ذراعيها أمان صدرها تتمتم بخواء فارغ:.</p><p></p><p>- وكلمة آسف مش كفاية بعد كل اللي قولته يا عثمان عن إذنك.</p><p></p><p>قالتها لتتجاوزه وتغادر الغرفة بينما كور هو قبضته يدق بها علي يد مقعده بعنف يشعر حقا بالاشمئزاز من حاله، تحرك خلفها، شعر بالقلق في تلك اللحظات من أن ترحل وتتركه بعد أن اجتمع بها أخيرا، تحرك إلي خارج الغرفة يبحث عنها ليسمع صوت الموقد الاواني، رائحة الطعام الشهية، تحرك لغرفة المطبخ رآها تتحرك هنا وهناك تخرج الطعام من البراد تعده علي الموقد تتعامل مع الاواني بعنف كأنها تصرخ فيها، تنهد حزينا علي حالها مما قال هو، سمعها تهتف بخواء وهو تستدير له تحمل صحنين في يديها:.</p><p></p><p>- الفطار، كل كويس عشان دكتور العلاج الطبيعي قرب يجي</p><p>وضعت الطعام أمامه علي الطاولة تحركت لتغادر ليسرع بإمساك رسغ يدها يتمتم بتلهف نادما:</p><p>- سارين أنا اس.</p><p></p><p>قبل أن يكمل جمتله جذبت يدها من يده تتحرك للخارج دون أن تعيره انتباها، تنهد حزينا يخفض رأسه ارضا أحمق، رفع وجهه لتلمح عينيه كيس المشتريات التي احضرتها، وتلك الحقيبة الصغيرة المتدلية منه، تحرك ناحيتها التقطها يخرجها من مكانها ليكسو عينيه نظرة حزينة نادمة، دوائه قد نفذ بالأمس، وهي أحضرت غيره، بدأ يبحث بين الأغراض ليجد أن جميعها له، الحليب والخضراوات، جميع الاطعمة التي اوصي بها الطبيب له، شد علي قبضته يسب نفسه، في تلك اللحظات دق جرس الباب، جاءت سارين وقفت عند باب المطبخ تتمتم بخواء:.</p><p></p><p>- جرس الباب بيرن وأنت عارف انه مش من حقي طبعا اني افتح الباب، يا ريت ما تخليش الدكتور واقف برة كتير...</p><p>تنهد يحرك رأسه إيجابا لتسبقه هي الي الخارج، تبعها يحرك مقعده إلي باب منزلهم، فتح الباب ليطالعه وجه الطبيب الاربعيني البشوش ابتسامته الهادئة كلماته المرحة العفوية التي نطقتها ما أن رأي عثمان:</p><p>- اهلا اهلا بالعريس، ايوة كدة يا راجل، عيش حياتك مش عاملي فيها عم العميق المكتئب.</p><p></p><p>ضحك عثمان بخفوت يفسح المجال ليدخل الطبيب يغلق الباب خلفه اقتربت سارين منهم تصافح الطبيب بابتسامة صغيرة ليردف الأخير مبتمسا:</p><p>- انتي العروسة، ما شاء **** ايه القمر دا، لاء عرف يختار الصياد</p><p>حمحم عثمان بحدة يتمتم مغتاظا:</p><p>- ما خلاص يا دكتور أنا خيَّال مش قرني</p><p>ضحك الطبيب ضحكة عالية مجلجلة ليمسك بمقبضي المقعد الخاص بعثمان يتمتم ببشاشة:</p><p>- خلاص يا عم دا أنت غيور جداا، يا ابني دا أنا قد أبوها...</p><p></p><p>ابتسمت سارين في رقة تنظر للطبيب تتمتم بلباقة:</p><p>- تحب حضرتك تشرب ايه يا دكتور سامي</p><p>حرك الطبيب نظارته الطبية يعدل من وضعها علي عينيه ليدفع عثمان امامه نظر لسارين يتمتم:</p><p>- كوكتيل فراولة وموز ومانجا، واعمليه علي أقل من مهلك، علي ما أخلص مع الأستاذ اللي بيتدلع دا الجلسة.</p><p></p><p>للحظات رأت نظرة قلقة تضطرب في حدقتي عثمان قبل أن يغادر بصحبة الطبيب، تحركت للمطبخ تقف تعد ما أراد ذلك الطبيب، تسمع صوت ذلك الطبيب وهو يشجع عثمان بكلمات تحفيزية مشجعة ألا يستسلم ابدااا، بينما عثمان يصيح ياسا:</p><p>- كفاية أنا تعبت كل يوم ورا التاني بتأكد اني عمري ما هرجع امشي علي رجليا تاني</p><p>ادمعت عينيها مشفقة علي حاله، لتسمع صوت الطبيب يصيح فيه:.</p><p></p><p>- أنت ضعيف يا صياد، ما سمحتش لاي متسابق أنه يغلبك، وسيبت نفسك هي اللي تغلبك أنت اللي عايز تفضل كدة</p><p>ادمعت عينيها مرة أخري علي حاله خاصة حين سمعت صوت صياحه العاجز:</p><p>- لحد امتي لحد أمتي هفضل كدة، لحد أمتي هتقولي قاوم حارب اصبر، قولي أنت لحد أمتي</p><p>لحظات طويلة ساد بعدها الصمت قبا ان تسمع صوت الطبيب بتمتم في رزانة:</p><p>- لحد ما تلاقي نفسك ماسك كاس بطولة العالم اللي كسبتها.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا تؤيد كلمات الطبيب داخل قلبها مرت ساعة تقرييا، قبل أن تسمع صوت باب غرفة عثمان يفتح هرعت سريعا من داخل المطبخ، وقفت سريعا تسأل الطبيب بصوت هامس متلهف:</p><p>- دكتور سامي لو سمحت طمني عليه، هو كويس وحالته في بجد أمل انه يرجع يمشي تاني</p><p>ابتسم الطبيب في هدوء ورزانة يحرك رأسه إيجابا يطمئنها قائلا:.</p><p></p><p>- طبعا في امل وفي عمر كمان، حالة عثمان من الحالات السهلة، ما تقلقيش في اقرب وقت هتشوفيه واقف علي رجليه، عن إذنك.</p><p></p><p>رحل سريعا لالتزامه بموعد آخر عند حالة طريقها بعيد، بينما وقفت هي تنظر لباب الغرفة المغلق، تصارع قلبها وعقلها في الذهاب إليه، حالته المجهدة صوته اليأس المتعب، جعلها تتحرك ناحية باب الغرفة، مدت يدها تفتح المقبض لتراه يتكأ علي فراشه يتنفس بعنف جسده متعرق يبدو مجهدا لأبعد حد، ارتسمت ابتسامة صغيرة مجهدة علي شفتيه بحثها بعينيه أن تقترب منه، لا يرغب في تلك اللحظة سوي أن يلفي بنفسه بين ذراعيها يبكي بلا توقف، تحركت ناحية الفراش ما أن اقتربت منه القي بنفسه بين أحضانها يشدد علي عناقها يتمتم بخفوت مجهد نبرة شبه باكية:.</p><p></p><p>- سامحيني يا سارين، أنا كنت خايف، خايف لأحسن يكون حد اذاكي وأنا مش هقدر ادافع عنك ابداا، أنا عاجز يا سارين، مشلول، مهما حاولتوا تخفوا الصورة دي من عينيكوا، بشوفها في كل مراية، بشوف عجزي كل ما ابص لرجليا بحس اني ناقص عاجز، أنا عارف اني زعلتك اوي بكلامي وأنا آسف اوي يا سارين...</p><p>ضمته بين أحضانها تمسح علي شعره بحنو كأنه طفلها الصغير، ابعدته عنها قليلا ترسم ابتسامة لطيفة علي شفتيها تتمتم برقة:.</p><p></p><p>- خلاص يا عثمان مش زعلانة منك، بس ارجوك بلاش توصل للحالة دي من اليأس أنا واثقة انك هترجع زي الأول وأحسن...</p><p>ارتسمت ابتسامة مطمئنة صغيرة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا ببطئ ليجذب رأسها يطبع قبلة حانية علي قمة رأسها.</p><p></p><p>في الحارة، في منزل روحية، تحديدا في غرفتها، تجلس علي فراشها ترتدي جلباب أسود وحجاب من نفس اللون الاسود القاتم تضم ركبتيها لصدرها تذرف دموعا بلا توقف، لا تصدق أن بعد قليل ستلم زمام أمرها لذلك الذئب الذي حاول إغتصاب برائتها لولا مجئ تلك السيدة لكان أكمل فعلته الشنيعة في حقها ليجعلها تتجرع بمرارة، علقم الاغتصاب للمرة الثانية، ولكن ما باليد حيلة، ماذا تفعل وقد وضعوها بين المطرقة والسندان، مسحت دموعها بكفي يدها بعنف تتذكر ما حدث بالأمس.</p><p></p><p>Flash back</p><p>لم تكد تصدق أنها نجت من بين براثن ذلك الشيطان وأنه لن يؤذيها لتسمع أحد الرجال يصيح أن عليه أن يتزوجها انكمشت في غرفتها تحتضن جسدها تبكي تحرك رأسها نفيا بعنف ترفض ما وافقوا عليه جميعا، لحظات واختفت أصوات الرجال من منزلها، لتجد السيدة، تدخل إلي الغرفة تجلس جوارها علي الفراش، تعانقها بحنان افتقدته منذ أن توفيت والدتها ارتمت بين أحضانها تصرخ بحرقة:.</p><p></p><p>- انتوا ازاي توافقوا علي كدة، أنا مش عايزة اتجوزه، كان عايز بغتصبني، كان عايز يدبحني زيه، حرام عليكوا ما كنش بإيدي اللي حصلي عشان ترموني كدة...</p><p>ادمعت عيني منيرة تشدد من احتضان روحية تزرعها بين فؤادها تمسح علي شعرها تهمس لها بحنان:</p><p>- بس يا حبيبتي اهدي يا قلب أمك، أنا عارفة يا بنتي إن اللي حصلك مش بإيدك، واللي كان عايز يعمله مراد فيكي، الكلب كان عايز يستغل ضعفك وخوفك، بدل ما يستغلك هو، استغليه انتي.</p><p></p><p>قطبت روحية جبينها متعجبة تبتعد عن منيرة تنظر له مستفهمة، لتبتسم منيرة في هدوء ماكر تتمتم:.</p><p></p><p>- اسمعيني يا روحية رغم أن اللي حصلك كان غصب عنك، بس الناس هتجيب الغلط كله عليكي ما حدش هيرحمك، الناس بقي منزوع من قلوبهم الرحمة، لما تتجوزي مراد وتتطلقي منه هيبقي معاكي ورقة طلاق يقول أنك كنتي متجوزة، رجالة اليومين دول ممكن يقبل بواحدة مطلقة، بس ما يرضاش بواحدة مغتصبة، رغم أن اللي حصل دا كان غصب عنها، استغلي انتي مراد يتجوزك، ويطلقك ويبقي معاكي ورقة طلاق، وسيبي الحتة كلها وامشي وأنا هساعدك وادويكي تشتغلي عند ناس معرفة وتبدأي من أول وجديد وبإذن **** **** هيبعتلك ابن الحلال اللي يعوضك عن كل اللي حصل.</p><p></p><p>كلام مرتب منطقي مقنع للغاية لفتاة بائسة مثلها، اضطربت حدقتيها ذعرا رغم اقتناعها بما قالت منيرة كاملا نظرت لمنيرة خائفة تهمس بارتجاف:</p><p>- وافرضي وافقت واللي ما عملوش فيا دلوقتي، عملوا بعد الجواز، ما حدش هيقدر يتكلم ولا يفتح بوقه، كله هيقول مراته</p><p>احتدت ملامح منيرة بصرامة لتمسك خفها في يدها تصيح متوعدة:.</p><p></p><p>- مين دا طب يبقي يفكر يأذيكي ابن وحيد وأنا اديله بشبشي علي خلقته، فكري يا بنتي صدقيني انتي محتاجة الفرصة دي</p><p>Back.</p><p></p><p>وافقت وهل كان لها حل آخر غير الموافقة، إن لم تفعل ستبقي الفتاة المنبوذة التي يحتقرها الجميع، ربما هي فرصة جيدة لها كما اخبرتها منيرة، اجفلت من شرودها علي صوت دقات علي باب غرفتها لترتعش في جلستها، دخلت منيرة تنظر لها تبتسم ابتسامة واسعة، اطلقت زغرودة عالية تحادثها بفرحة:</p><p>- يلا يا عروسة المأذون برة.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا تبتلع لعابها الجاف، جسدها ملتصق بالفراش يرفض الحراك، توجهت منيرة إلي فراش روحية، تجذب يدها ليتوجها معا إلي الخارج في صالة المنزل كان ذلك الرجل المدعو عبده يجلس جوار مراد يرميه بنظرات نارية نافرة، بينما يجلس المأذون ومعه شاهدين، ارتجف جسد منيرة ذعرا ما أن رأت مراد بينما، ارتسمت ابتسامة متوعدة سوداء علي وجه مراد الذي لا يظهر من الأساس من عنف ما به من لكمات تخفي ملامحه، حمحم عبده بخشونة يكسر الصمت يتمتم:.</p><p></p><p>- مش نكتب بقي ولا ايه المأذون قاعد بقاله كتير</p><p>طبعا يا اخويا نكتب، نطقتها منيرة سريعا لتجذب يد روحية تجلس جوارها علي أريكة بالقرب منها، لحظات وسمعت صوت المأذون يسألها:</p><p>- موافقة يا بنتي علي الجوازة دي</p><p>قبل أن تبدي اي ردة فعل صدح صوت عبده يتمتم بغلظة:</p><p>- ما تخلص يا شيخ أحمد، ما هي أكيد موافقة.</p><p></p><p>بدأت إجراءات عقد القران وتطوع عبده أن يكن وكيلا للعروس، دوامة من الخوف اغرقتها بالكامل هي بعد لحظات من أن تصبح زوجته دوامة لم تفق منها الا حين وضعوا القلم في يدها وقربوا منها الدفتر لتخط توقيعها علي وثيقة إعدام فرضها المجتمع والناس، التقاليد التي لا تعرف سوي لوم الضعيف وضع الضحية موضع القاتل، والقاتل ما هو الا برئ حمل وديع لن يحاسبوه مهما كان وهل للحمل أنياب ليحاسبوه بها علي سفك الدماء، بأصابع مرتجفة كتبت أسمها وبصمت بإصبعها علي سطح الورقة، ليرحل المأذون والشهود بقي عبده ومنيرة ومراد وروحية، اقترب عبده من مراد يقبض علي تلابيب ملابسه يتوعده:.</p><p></p><p>- بص يا جدع أنت البت الغلبانة دي كانت في رقبتي أنا والست منيرة، لو فاكر انك بعد ما تتجوزها هتيجي عليها عشان مالهاش حد، لاااا، لو فكرت بس تدوسلها علي طرف هسحلك في الحارة، هزفك قدام العيال، ماشي يا بيه</p><p>اشاح مراد بوجهه بعيدا يتأفف حانقا ليلفظه عبده بعيدا بعنف، استأذن منهم وغادر لتبقي منيرة مع روحية ومراد، وقفت منيرة تمسك بيد روحية تنظر لمراد بإستيعلاء:.</p><p></p><p>- هات شنط مراتك من اوضتها وحصلنا علي البيت يا بيه...</p><p></p><p>قالت ما قالت لتمسك بيد روحية تخرج من المنزل بأكمله، بينما وقفت مراد ينظر في أثرهم ناقما غاضبا يكاد ينفجر، جدته العزيزة هي السبب في كل ما حدث له، أقسم علي الإنتقام، بخطي غاضبة دخل الي الغرفة ليجد عدة حقائب، حملها جميعا لينزل الي أسفل يتبعهم الي منزلهم في بداية الحارة، دخل ليجد روحية تجلس علي أريكة في الصالة بمفردها وجدته ليست هنا، رآها فرصة ذهبية لبث الرعب في قلبها، القي الحقائب من يده، ليجرع في خطواته إليها وقف أمامها مباشرة يرميها بنظرات مشتعلة حاقدة يهمس ناقما متوعدا:.</p><p></p><p>- أنا في الآخر أخد البقايا بردوا، ماشي يا روحية اتكي علي الصبر، بقيتي مراتي يا حلوة، و*** لاسود عيشتك، اصبري بس عليا، اما خليتك تقولي حقي برقبتي.</p><p></p><p>الفصل الخامس والسبعون</p><p></p><p>الساعة تجاوزت الواحدة ظهرا، يلقي بجسده علي فراش صغير بالكاد يسع جسده في صراع طويل مع كوابيسه البشعة التي لا تنتهي محيط اسود يغرق فيه رغما عنه، لم يلتقط أنفاسه الا علي صوت رنين باب المنزل، الذي بدأ ولم ينتهي، انتفض فجاءة يشهق بعنف جسده يغرق في بحر من العرق الغزير، مسح وجهه ورقبته بكف يده، ينتفس بعنف، انتفض من فراشه يصيح بصوت عالي غاضب:</p><p>- ايوة طيب، ايه القرف دا علي الصبح.</p><p></p><p>توجه ناحية الباب يفتحه ليجد ذلك الشاب ماذا كان اسمه، باسل، يقف يحمل صينية طعام صغيرة يرتدي حلته الرسمية يقف أمام الباب يبتسم في اتساع، اتجه الي الداخل ما فتح زيدان الباب يغمغم ضاحكا:</p><p>- ايه يا عم زيدان ساعة ونص برن الجرس دا أنا قولت موت، صحصح كدة وتعالا كل لقمة المدام بتعمل فطار عظمة، تعالا تعالا واقف ليه.</p><p></p><p>زفر زيدان حانقا من ذلك المتطفل الذي يقتحم حياته دون إذن منه تماما، كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:</p><p>- مش ملاحظ أنك خدت عليا جامد أنا لسه عارفك النهاردة الصبح، وبعدين ايه عم زيدان دي، أنا اعلي منك رتبة علي فكرة</p><p>التقط باسل لقمة صغيرة من فوق سطح الصينية أكلها يبتسم في ببشاشة يتمتم:</p><p>- يا عم دا هناك لما نروح الشغل، انما احنا هنا جيران، زيدان يا جاري يا واحشنا من زمان دايما غامض ومقفل البييان.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة صغيرة يائسة علي شفتي زيدان، ذلك الأحمق يذكره بحسام صديق عمره الذي يشتاق منذ الآن، حرك رأسه يآسا يتمتم ساخرا:</p><p>- أنا هروح اغير هدومي...</p><p></p><p>توجه الي غرفته بالداخل يخرج ثيابه من حقيبته يشرع في تبديل ثيابه عقله يذهب إليها في كل لحظة، تنهد يآسا يحرك رأسه نفيا بعنف عله يخرج صورتها من خياله، بداية جديدة، مكان جديد، وقلب كما هو يعشق الماضي المؤلم، شرع في تبديل ثيابه سريعا ليخرج لذلك الجالس بالخارج، توسعت عينيه في دهشة حين رأي صينية الطعام الشبه فارغة كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:</p><p>- أنت جايب فطارك وجاي تاكل عندي يعني.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي باسل، لينفض يديه يتمتم ضاحكا:</p><p>- ما انت إتأخرت وأنا جوعت، يلا يا عم نعرفك علي القسم</p><p>جذب باسل ذراع زيدان، ليخرجا من المنزل، ومن العمارة السكنية بأكملها، متوجهين إلي القسم، وباسل لا يتوقف عن الكلام ولو لحظة:</p><p>- سيبك بقي يا عم من اللي يقولك، انتقلت الغردقة يبقي مش هتشتغل، إنت عينك لازم تبقي في وسط رأسك، عشان السياحة وسمعة البلد...</p><p></p><p>تحرك زيدان جواره بعقل شارد، لمح بعينيه الموج الهائج يلاطم بعضه بعضا، وقف رفضت قدميه الحراك أمواج الهواء تصفع وجهه بعنف تعيده لذكري قديمة سعيدة تمني لو استمرت.</p><p></p><p>Flash back</p><p>- انتي مش ملاحظة أن الشط مش عليه حد..</p><p>لفت رأسها تنظر حولها لتقطب جبينها تنظر للفراغ حولها، تعجب لم يدم طويلا فمعظم من كانوا حولهم اتجهوا الي تلك الباخرة السياحية الضخمة لرحلة سياحية في الماء، عاودت النظر له لتتوسع عينيها حين حملها بين ذراعيها متجها بها ناحية الماء لتتعلق برقبته تصيح فيه متوترة:</p><p>- أنت بتعمل ايه يا مجنون.</p><p></p><p>تعالت ضحكاته الصاخبة ليدخل بها الي الماء نظر لها يلاعب حاجبيه بعبث يردف مشاكسا:</p><p>- بعملك وجبة لل Hungary fish</p><p>قالها ليلقيها بخفة الي الماء، هو يعرف أنها تعرف السباحة جيدا نظرت له مغتاظة مما فعل لتقذفه بالماء تخرج له لسانها، عقد جبينه يضيق عينيه ينظر له بغيظ اجاد تصنعه ليقفز بخفة في بقعة فارغة جوارها، رفع وجهه ينفض الماء عن شعره ينظر لها يبتسم في خبث، ليقذفها هو الآخر بالماء</p><p>Back.</p><p></p><p>اجفل فجاءة من شروده، علي يد باسل وضعت علي كتفه يصيح فيه متعجبا:</p><p>- هييي زيدان روحت فين يا عمنا</p><p>أغمض عينيه متألما يحرك رأسه نفيا، يتحرك بصحبة باسل في طريقهم.</p><p></p><p>في الإدارة في مكتب خالد السويسي، يجلس خالد خلف سطح مكتبه شارد قلق، يدق بسن قلمه علي سطح المكتب دقات منتظمة قلقة متسارعة، تنهد يخرج أنفاسه المثقلة، حين سمع صوت دقات علي باب الغرفة لحظات ودخل محمد يغمغم مبتسما:</p><p>- صباح الفل يا باشا</p><p>ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد يشير لصديقه أن يقترب، جلس محمد علي المقعد المجاور للمكتب يغمغم مبتسما:</p><p>- خد امضي...</p><p></p><p>حرك خالد رأسه إيجابا بعملية تامة يخط توقيعه علي سطح الورقة اغلق الملف يعطيه لمحمد، أخذه الأخير منه يسأله قلقا:</p><p>- مالك يا إبني شكلك مش عاجبني</p><p>تنهد خالد قلقا، يمكنه أن يخفي ما يريد علي الجميع الا صديقه يقف أمامه وتخرج الكلمات من بين شفتيه رغما عنه تنهيدة حارة مثقلة خرجت من بين شفتيه يتمتم متعبا:.</p><p></p><p>- الدنيا بتبوظ تاني يا محمد زيدان سافر، أنا صحيح مظبط الدنيا هناك، واحد من تلاميذي اسمه باسل، هيبقي معاه دايما، بس لينا مصصمة تتجوز اللي اسمه معاذ دا، ولا لينا مش عارف مالها من إمبارح، نايمة بشكل مخيف، من إمبارح وهي نايمة والاقيها بتعيط وهي نايمة أحاول اصحيها تقوم مصرخة في وشي سيبني أنام، أنا عايزة أنام، مش عارف أعمل إيه</p><p>حرك محمد رأسه إيجابا يتمتم في هدوء يحاول تنظيم تلك البعثرة:.</p><p></p><p>- طيب زيدان ومشكلته اتحلت، إنت عارف أنه محتاج يبعد ووجود باسل جنبه كويس</p><p>أما لينا بقي فيمكن بس بتعند معاك عشان شيفاك رافض الموضوع، يمكن لو وافقت وحسستها انه عادي يعني، تسيبه، جرب</p><p>صمت للحظات ينظر لصديقه بحذر ليسأله فجاءة:</p><p>- أنت طلقت شهد ولا لسه صحيح</p><p>حرك خالد رأسه نفيا يزفر حانقا، ليبلع محمد لعابه يهمس مترددا:</p><p>- ما يمكن لينا يعني، عرررفت.</p><p></p><p>توسعت عيني خالد في فزع وعقله يعيد ترتيب ما حدث، هاتفه الآخر، الرسالة، لينا، صرخاها ضرب جبهته بكف يده يتمتم مذعورا:</p><p>- يا نهار أسود.</p><p></p><p>علي صعيد آخر مرت ساعتين تعرف فيهم زيدان علي مكتب عمله الجديد، لم يجد نا يفعله في يومه الأول لم يستلم عمله رسميا بعد فقرر المغادرة، يتمشي علي الشاطئ الرملي، يركل حبات الحصي يدس يديه في جيبي سرواله يبتسم ساخرا يشفق علي حاله، سافر بعيدا ليهرب من عشقها فتبعه طيفها يؤرق ليله يعذب نهاره، الهواء البارد الذي يلف جسده بالكامل لم يزيد نيرانه سوي اشتعالا، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان وقف مقابلا للبحر يغمض عينيه يتسمع الي تلاطم أمواجه، سمفونية حادة الإيقاع تطرب قلبه، يتخللها صوت صرخات مستغيثة فتح عينيه سريعا ليجد فتاة في المياة تكاد تغرق، لم يتردد لحظة حين خلع حذائه يركض للداخل قفز بجسده للماء يصارع الأمواج إلي أن وصل إليها أمسكها جيدا يسبح بها الي الماء، الموج العنيف يعيده للداخل وهو يصارع للخروج بعد جهد شاق ارتمي بجسده علي الشاطئ يسعل بعنف يشعر بأنه شرب نصف مياة البحر، ينظر لتلك الممدة جواره من الجيد انها تتنفس، استند بكفيه علي الرمال ينتصف في جلسته يسألها برسمية:.</p><p></p><p>- أنتي كويسة، are you ok</p><p>ابتمست الفتاة ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا مدت كف يدها له ليمسك بيدها يجذبها تجلس هي الاخري سعلت عدة مرات تتنفس بعنف تحاول الاسترخاء بعد أن كادت تغرق في لحظات، لولا مساعدته نفضت شعرها الأشقر الطويل تبتسم له تتمتم بلغة عربية مكسرة:</p><p>- ششكراا</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه وهو يستمع إلي لكنتها وقف ينفض الرمال عن ملابسه يتمتم:</p><p>- العفو، عن إذنك.</p><p></p><p>قالها ليلتفت ويغادر ما كاد يتحرك خطوتين سمعها تصيح بصوت عالي:</p><p>- أنت استني، استني، أنا آيز، اشكر أنت</p><p>خرجت من بين شفتيه ضحكة ساخرة ليجدها تهرع إليه وقفت أمامه تمد يده تود مصافحته تتمتم بابتسامة ساحرة:</p><p>- انجيلكا.</p><p></p><p>نطقتها بصوت ناعم وابتسامة ساحرة لم تحرك فيه شعرة واحدة رغم أن من تقف امامه أنثي لا تستطع العين الا أن تنظر لها تذوب في سحر جمالها الأوربي الخاطف للأنفاس، يكفي شعرها الأشقر الداكن الطويل المائل للبني ملامحها الفاتنة عينيها الزرقاء الغامقة، ذلك النمش الصغير الذي يغطي انفها واعلي وجنتيها</p><p>أما هو فقط ابتسامة صغيرة مجاملة لا حياة فيها ارتسمت علي شفتيه حرك رأسه إيجابا بخفة يردف بنبرة لبقة رسمية:.</p><p></p><p>- زيدان، ما فيش داعي للشكر دا واجبي</p><p>ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيها لتمسك بكف يده بيديها تصافحه بحماس تردف مبتهجة:</p><p>No, you do not understand. I must thank you. I almost drowned and you saved my life in the last moments، I really thank you for your courage</p><p>- لا أنت لا تفهم يجب علي أن اشكرك كدت أن أموت غرقا وأنت أنقذت حياتي في اللحظات الاخيرة، أنا حقا أشكرك علي شجاعتك.</p><p></p><p>رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يتمتم بلباقة:</p><p>- Be careful، I have to go، Goodbye</p><p>قالها ليلتفت ويغادر القي سترة حلته علي كتفه يرحل بعيدا ينفض الماء عن شعره المبتل، تقف هي بالخلف تراقب ذلك الوسيم الشرقي الشجاع بابتسامة إعجاب واسعة لم تستطع إخفائها، نفضت المياه عن شعرها الطويل تهمس لنفسها بولة:</p><p>- A handsome, daring, brave man، he stole my heart at first sight.</p><p></p><p>رأته يبتعد عند نهاية الطريق نظرت لثيابها المبتلة بهلع لتعاود النظر له تصيح سريعا بتلهف:</p><p>- wait، wait</p><p>توقف هو حين سمع صياحها لتهرول هي خلفه اقتربت منه سريعا وقفت امامه تنحني قليلا تلتقط أنفاسها رفعت وجهها له تتمتم مبتسمة:</p><p>- أنت ممكن ساآد أنا، أروح اوتيل.</p><p></p><p>خرجت من بين شفتيه ضحكة لم يستطع إخفائها طريقتها المضحكة في الكلام تذكره بها حين بدأت تتحدث وهي **** صغيرة بكلمات مبعثرة، غزا الشوق مقلتيه ليتنهد يآسا من نفسه ألن يتوقف عن التفكير فيها أبدا، عاود النظر لتلك الواقفة أمامه حرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء:</p><p>-Speak English and I will understand what you are saying</p><p>( تحدثي بالإنجليزية وأنا سأفهم ما تقولين ).</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيها وهي تستمتع للكنته الانجليزية الممتازة حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم بأحرف متكسرو.</p><p>- نو، أنا بهب الاربي كتير، هو صأب، بس أنا بهبه، بهب اتكلم أربي</p><p>لا يعرف حتي لما انفجر ضاحكا بتلك الطريقة، كان حقا في حاجة ماسة لتلك الضحكات لتخرج هموم قلبه رفع يده يمسح دموعه التي تساقطت من شدة الضحك، حين وجه انظاره اليها رآها تنظر له كطفلة صغيرة غاضبة تعقد ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة:.</p><p></p><p>- أنت تضحك آلي أنا</p><p>قطم شفتيه يحرك رأسه نفيا حمحم يستعيد ثباته ليردف بلباقة:</p><p>- تعالي هوصلك.</p><p></p><p>ابتسمت لتقترب سريعا تسير جواره أمسكت بكف يده ليقطب جبينه غاضبا التفت برأسه ناحيتها يرميها بنظرة حادة ينزع كفه من يدها، أوقف سيارة أجري ليفتح لها باب المقعد الخلفي دخلت ليغلق الباب عليها، ليجلس هو جوار السائق، لتخبره باسم الفندق، تحركت السيارة، بعد لحظات لاحظ زيدان أن السائق يحرك المراءة الأمامية كل لحظة وأخري، التفت برأسه تلقائيا ينظر خلفه هو لم يلاحظ ولم يكن ليلاحظ فعينيه لم ولن تفتن بامراءة، ولكن حقا غضب بشدة حين عرف الي ما ينظر السائق ملابس كانت تلتصق بها كجلد ثانئ، من الجيد أن سترته غير مبتلة، مد يده لها بها يغمغم في حدة:.</p><p></p><p>- البسيها</p><p>نظرت له متعجبة من غضبه حركت رأسها إيجابا ترتديها، عاد زيدان ينظر للسائق قبض علي تلابيب ملابسه بعنف يغمغم بحدة غاضبا:</p><p>- ما هي مش راكبة مع خروف عشان تبصلها كدة، عينك لو اترفعت عليها هخلعهالك</p><p>توسعت عيني السائق هلعا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتمتم بصوت خفيض مرتعش:</p><p>- اااا، أنا آسف يا بيه، آسف.</p><p></p><p>لفظه زيدان بعنف ليرتد في مقعده، ليزفر هو حانقا يخلل أصابعه في خصلات شعره الرطبة بعنف، تلك الفتاة حقا لا تعنيه ولكنها بالفعل إهانة لرجولته أن ينظر لها أحد بتلك الطريقة الفجة وهي بصحبته، تجلس هي بالخلف تنظر له بإعجاب لم تستطع إخفائه، إلي أن حد ما فهمت لما هو غاضب وزادت به إعجابا، مرت دقائق قليلة قبل أن يصلوا الي الفندق، فتحت أنجيلكا الباب تنزل توجهت ناحية الباب المجاور لزيدان كادت أن تخلع سترته ليحرك رأسه نفيا، نزل يقف أمامها يتمتم:.</p><p></p><p>- خليكي لبساه عشان هدومك مبلولة ما ينفعش تمشي بيها كدة، عن إذنك</p><p>عاد لمقعده جوار السائق، وقفت هي تنظر في أثره بابتسامة حالمة تغزو شفتيها، توجهت لداخل الفندق، اخذت مفتاح غرفتها من الاستقبال لتتوجه سريعا إليها، فتحت باب غرفتها لتخلع سترته تنظر لها مبتسمة برقة تكرر اسمه:</p><p>- زيدان، زيدان، زيدان، زيداني!</p><p></p><p>علي صعيد آخر سريعا كان يقود سيارته متجها.</p><p></p><p>الي منزله عقله يصور له أبشع ما يمكن أن يحدث لينا عرفت بزواجه من شهد، ستنهار، بالطبع ستطلب الانفصال، الانفصال!، توسعت عينيه فزعا عند تلك النقطة لن يتحمل ابداا، تبتعد يموت قبل أن تفعل، هي روحه التي لن يتخلي عنها ابدا، وكيف يعيش بدون روحه بدونها هي، أوقف سيارته في حديقة المنزل، ليفتح بابها سريعا توجه الي الداخل يدس مفتاحه في قفل الباب، دخل يهرول إلي الداخل لتستوقفه ابنته:</p><p>- بابا أنا كنت عاوزة حضرتك.</p><p></p><p>تركها يهرول لأعلي سريعا يتمتم متلهفا قلقا:</p><p>- بعدين يا لينا مش وقته</p><p>قطبت جبينها متعجبة ما به والدها يركض وكأن كارثة قد حدثت، بينما اكمل هو طريقه لأعلي ما كاد يصل لنهاية الربع الأخير من السلم رآها تنزل درجات السلم، متأنقة للغاية، حلة نسائية زرقاء قميص أبيض، حجاب به اللونين ملامحها كالعادة صافية لم تمسها مستحضرات التجميل، حقيبة بيضاء صغيرة تمسكها في يدها...</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة واسعة رقيقة علي شفتيها ما أن رأته تردف بخفوت ناعس:</p><p>- صباح الخير يا حبيبي ايه اللي رجعك بدري كدة أنت كويس</p><p>توقف عقله عن العمل للحظات يقف يناظرها بنظرات مدهوشة قلقة متعجبة، لا يفهم حقا لا يفهم ما يحدث لها، ابتلع لعابه يسألها حذرا:</p><p>- أنا كنت جاي اطمن عليكي، كنتي تعبانة إمبارح والصبح، بس دلوقتي الموضوع مختلف تماما، ماشاء **** عليكي، تقولي للقمر قوم وأنا أقعد مكانك.</p><p></p><p>خرجت من بين شفتيها ضحكة عالية لتنزل الدرجتين الفاصلتين بينهما وقفت أمامه تطوق عنقه بذراعيها تهمس له بصوت خفيض ناعم:</p><p>- دي هرمونات يا حبيبي المفروض تكون اتعودت بقي، ولا نسيت، أنت بقيت بتنسي حاجات كتير اوي اليومين دول، معقول عجزت يا لودي، جري ايه يا شيخ الشباب.</p><p></p><p>نبرتها الناعمة الغريبة لم تعجبه، لينا بها شئ غريب مختلف شئ هو نفسه لا يفهمه او ربما يفهمه ولا يريد أن يعترف به لنفسه، او ربما هو فقط يتوهم ولينا ليس بها اي شئ كم يتمني ذلك حقا، رسم ابتسامة واسعة قلقة علي شفتيه مد يده يمسح علي وجنتها برفق يغمغم مبتسما:</p><p>- قلقتيني عليكي، الحمد *** انك بخير...</p><p></p><p>أنا كويسة، كويسة أوي يا حبيبي، : نطقتها بنبرة غريبة لم تعجبه إطلاقا تنظر لعينيه مباشرة بينما يحاول هو التهرب بمقلتيه بعيداا، ابتلع يحاول الابتسام لتتجاوزه هي قبلت وجنته تهمس بنعومة:</p><p>- أنا رايحة شغلي يا حبيبي مش هتأخر، خلي بالك من نفسك، بااي.</p><p></p><p>قالتها لتتحرك تجاوزته لتنزل درجات السلم، تتحرك بخفة الي الخارج توجهت، وقف هو مكانه مقطب الجبين دقاته تتسارع بشكل مخيف، لينا بها شئ خاطئ، هو اكتر من واثق من ذلك، لم يصعد للأعلي، عاد ينزل لأسفل ارتمي بجسده علي الأريكة يمسح وجهه بكفي يده، ااتت لينا ابنته في تلك اللحظات جلست جواره حمحمت تردف في هدوء:</p><p>- بابا أنا كنت عاوزة اتكلم مع حضرتك</p><p>حرك رأسه إيجابا ببطئ تنهد يتمتم متعبا:</p><p>- ثواني هعمل مكالمة واسمعك.</p><p></p><p>اخرج هاتفه من جيب سترته يبحث عن رقم زيدان كاد أن يتصل به فقط مكالمة صوتية يطمأن عليه، ليرسم عقله فكرة سريعة لينا تجلس جواره ربما أن رأته وهو رأئها يشعر كل منهما بالشوق للآخر، لتكن إذا مكالمة فيديو بالصوت والصورة، لحظات وظهرت في الكاميرا غرفة فندق، جعلت خالد يقطب جبينه مستفهما، زيدان يسكن في شقة هو يعرفها جيداا، هو من استأجرها له، لحظات وتوسعت عينيه في دهشة حين ظهرت أمامه فتاة شابة تبدو أجنبية تبتسم باتساع تردف في حماس:.</p><p></p><p>- Hi</p><p>نبرة الفتاة وصوتها جذبت انتباه لينا الجالسة جوار والدها نظرت خلسة لشاشة الهاتف، لتتوسع عينيها في ذهول، والدها يتصل بزيدان إذا من تلك الفتاة، في غرفة فندق، هاتف زيدان، أليست تلك سترة زيدان جوارها، لم يقل خالد عنها دهشة حمحم يسألها:</p><p>- who are you، where is zedan</p><p>ابتسمت الفتاة في توسع ما أن سمعت اسمه لتغمغم سريعا:.</p><p></p><p>- Are you Zidane s father، He s not here، He forgot his phone in his jacket that he gave me</p><p>( هل أنت والد زيدان، هو ليس هنا، لقد نسي هاتفه في سترته التي أعطاها لي)</p><p>عند تلك النقطة احمرت عيني لينا غضبا شعر بدمائها تغلي تكاد تنفجر من الغيظ دقاتها تتسابق، أنفاسها كمرجل نار متقد لم تستطع كبح زمام نفسها وهي تنظر لتلك الفاتنة، الجميلة حد إغواء الراهب، لتهتف غاضبة:</p><p>-Why did Zidane give you his jacket.</p><p></p><p>( لما اعطاكي زيدان سترته )</p><p>توجهت عيني أنجيلكا لمن تحدثت توا تشعر سمعتها نبرتها الغاضبة رأت الغيظ يتأجج في مقلتيها التي لا تنزاح عن سترة زيدان القابعة جوارها، فابتسمت، رسمت ابتسامة ناعسة علي شفتيها تردف برقة:</p><p>- oh zedan، He saved my life from drowning and gave me his jacket because my clothes were wet</p><p>( لقد انقذ حياتي من الغرق واعطاني سترته لأن ملابسي كان مبتلة ).</p><p></p><p>شدت لينا علي قبضتها تجز علي أسنانها بعنف ترميها بنظرات قاتلة غاضبة بينما ابتسمت انجليكا في رقة تسبل عينيها ببراءة توجهت بأنظارها ناحية خالد تحادثه:</p><p>- Please tell Zidane that his phone and wallet are in the jacket، he knows the hotel address and I am waiting for him any time he likes to take them.</p><p></p><p>(من فضلك أخبر زيدان أن هاتفه ومحفظته في السترة، هو يعرف عنوان الفندق وأنا في انتظاره في أي وقت يحبه ليأخذهم)</p><p>حرك خالد رأسه إيجابا، في هدوء تام، عليه ان يعرف كل شئ عن تلك الفتاة التي ظهرت فجاءة، رسم ابتسامة مقتضبة علي شفتيه يتمتم بخفة:</p><p>- I ll tell him، Thank you، bye.</p><p></p><p>لوحت له الفتاة وهي تبتسم باتساع ليغلق الخط يبتسم ساخرا، حين لمحت عينيه ابنته التي تكاد تنفجر غضبا، وجهها أحمر مشتعل، عروق رقبتها وصدغها تنفر من الغيظ، تقبض كفها تشد بأظافرها علي كف يدها، تكبح جماح صراخاتها الغاضبة بصعوبة، حمحم يحاول جذب انتباهها يتمتم في هدوء:</p><p>- خير يا لينا كنتي عوزاني في إيه.</p><p></p><p>اخذت نفسا قويا طويلا تحاول إطفاء تلك النيران التي اشتعلت فجاءة بين خلجات قلبها، مرة تليها أخري وأخري قبل أن تنظر لوالدها تتمتم:</p><p>- بابا، معاذ، قاطعها حين بسط كف يده أمام وجهها حرك رأسه إيجابا بخفة يتمتم في هدوء حزين:.</p><p></p><p>أنا موافق علي جوازك علي معاذ يا لينا، انتي صح، أنا مش هفرض عليكي حاجة تاني، عيشي حياتك زي ما تحبي تعيشيها، اللي أنا كنت بعمله دا من خوفي عليكي، مش تحكم زي ما انتي فاكرة، علي العموم مالوش لازمة الكلام دا دلوقتي، أنا موافق علي جوازك من معاذ، بس بجد اتمني أنك ما تندميش بعد كدة.</p><p></p><p>جحظت عينيها في صدمة امسكت لسانها، والدها يوافق بتلك البساطة، لم يكن ذلك ضمن مخططاتها ابدااا، هل حقا والدها استسلم لرغبتها أما أنها خطة جديدة من خططه التي يفاجئها بها دائما، فقط يخدعها كعادته، تحولت نظرات الدهشة الي أخري حذرة بها من الشك ما بها لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتي خالد يتمتم في هدوء:.</p><p></p><p>- ما تقلقيش دي مش خطة جديدة أنا تعبت من الخطط يا لينا وبعدين مش يمكن انتي صح وأنا غلط، يمكن فعلا معاذ بيحبك ويستاهلك، حددي الميعاد اللي انتي عيزاه وأنا موافق عليه.</p><p></p><p>حسنا صدمة أخري لم تطن تتوقعها تماما، ما ذلك الاستسلام، هل نجحت حقا في فرض رأيها وأنها صاحبة قرار بعد طول صراع، تنهدت حائرة، تشعر بأنها تعود لتلك الدوامة من الحيرة والقلق من جديد، ولكن دوامتها تلك المرة غاضبة مشتعلة، أنجيلكا من تلك الفتاة وما علاقتها بزيدان وكيف يعرف عنوان الفندق التي تقطن فيه، تكاد تموت كمدا وهي تتذكر ابتسامتها الساخرة نبرتها اللعوب، طردت تلك الفكرة عن راسها مؤقتا تنظر لوالدها:.</p><p></p><p>- أنا كنت عايزة حضرتك في حاجة تانية، لو ينفع يعني اتدرب في شركة حضرتك، لو ما ينفعش خلاص هشوف اي شركة تانية</p><p>رفعت حاجبيها مندهشة حين وقف والدها يلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته ابتسم لها يغمغم في ترفق:</p><p>- غيري هدومك وحصليني علي العربية</p><p>توسعت عينيها في دهشة، لتهب سريعا تركض إلي غرفتها تنزع ثيابها لترتديها علي عجل، سمعت صوته في تلك الأثناء يأتي من الفراغ يتمتم بحنو:</p><p>- براحة يا لينا عشان اللي في بطنك.</p><p></p><p>التفت حولها سريعا تضع يدها علي بطنها تلقائيا، لتسمع صوته مرة اخري يأتي من اتجاه آخر بنفس النبرة الحانية:</p><p>- تفتكري هيبقي ولد ولا بنت</p><p>ظلت تتلفت حول نفسها وصوته يأتي من كل اتجاه تقريبا</p><p>- بداية جديدة أنا وأنتي واببنا او بنتنا</p><p>- خلي بالك منه دا حياتي كلها</p><p>- هما الحوامل بيحبوا يناموا كتير</p><p>- تعالي يا حبيبي في حضني</p><p>وضعت يديها علي اذنيها سقطت علي ركبتيها ارضا ن تنهمر دموعها تصرخ بحرقة تحرك رأسها نفيا بعنف:.</p><p></p><p>- بس بس اسكت، اسكت، خلاص هو راح وأنت خلاص روحت ما بقاش ليك مكان في حياتي، أخرج من دماغي زي ما خرجت من حياتي.</p><p></p><p>أبعدت يديها عن أذنيها ببطئ تتنفس بعنف لا أحد فقط صوت مخيف يصدر من عقلها، جزء صغير لا زال يتمسك به يرفض إخراجه من جوا روحها، قامت تبدل ثيابها سريعا تركض من غرفتها تهرب من فوهة بركان نار من الذكريات يحرقها، نزلت إلي أسفل تهرول الي سيارة والدها استقلت المقعد المجاور له تضع نظاراتها الشمسية الكبيرة فوق عينيها، لتسمع والدها يسألها قلقا:</p><p>- أنتي كويسة يا حبيبتي.</p><p></p><p>رسمت شبح ابتسامة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، أدار خالد السيارة يتوجه الي شركته عقله لا يتوقف عن التفكير في كل شئ تقريبا.</p><p></p><p>مرت حوالي عشرون دقيقة قبل أن تتوقف سيارة خالد أمام شركته، فتح الباب المجاور له ينزل لتلحق به سريعا نزلت تتحرك جواره إلي الداخل، ابتسمت لنفسها مشفقة تلك المرة الأولي التي تري فيها شركة والدها، لولا مساعدة زيدان ما كانت لتراها يوما، تنهدت مستاءة لما يصر علي اقتحام عقلها كل لحظة وأخري، سمعت في طريقها أحدي الموظفات تتهامس مع صديقتها:.</p><p></p><p>- شايفة يا بنتي الفخامة، خالد باشا السويسي ما بيكبرش ابدا، دا أنا أكاد من فرط الجمال أذوب</p><p>ضحكت لينا ساخرة داخل نفسها آه لو سمعت والدتها مثل هذه الكلمات لأقامت الدنيا فوق رأسهم جميعا، والدتها لا تزال علي والدها بجنون، دخلت معه إلي المصعد الي الطابق الأخير توجها، تحركت خلفه لتجد سيدة تقريبا في منتصف الأربعينات ترتدي ثياب محتشمة فستان واسع حجاب طويل، وقفت السيدة ما أن رأته تبتسم في هدوء:.</p><p></p><p>- حمد *** علي سلامتك يا باشا، الشركة نورت</p><p>ابتسم لها في جدية يؤمأ برأسه إيجابا مردفا:</p><p>- متشكر يا مدام أشرقت...</p><p>التفت إليها يمسك بيدها لتقف جواره ابتسم لتلك السيدة يردف:</p><p>- دي لينا بنتي، عايزة تتدرب معانا في الشركة، أنا متأكد أنك أنسب واحدة تعلميها أسس الشغل لكفائتك وخبرتك معانا من سنين.</p><p></p><p>ابتسمت أشرقت ابتسامة مشرقة تحرك رأسها إيجابا ليدفع خالد ابنته برفق ناحية أشرقت ويتوجه هو إلي مكتبه، دخل يلقي بسترته علي أقرب مقعد، لحظات وسمع دقات علي باب الغرفة إذن للطارق لتدخل لينا ملامح وجهه منكشمة غاضبة حانقة وقفت أمام مكتب أبيها مباشرة تعقد ذراعيها أمام صدرها تغمغم متضايقة:</p><p>- بابا أنا قولت لحضرتك اني عايزة اتدرب في شركة حضرتك، بس ما كنش قصدي خالص، أنا ابقي السكرتيرة.</p><p></p><p>اراح ظهره الي ظهر مقعده الاسود الفخم الوثير ليرفع قدميه الي سطح المكتب ابتسم يغمغم في ثقة:</p><p>- عشان تقعدي علي المكتب اللي أنا قاعد عليه دا لازم تبدأي من عند مدام أشرقت من برة، تعرفي كل حاجة الصغيرة قبل الكبيرة، مدام أشرقت تعرف أدق التفاصيل عن شغل المقاولات عموما، وعن شعلنا علي وجه الخصوص هتساعدك جداا</p><p>انزل ساقيه من فوق سطح المكتب ليتحرك بخفة وقف جوار ابنته يضع يده علي كتفها يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- هسيبك معاها عايزك تتعلمي منها كل حرف هتقوله ليكي، لأنها هتمشي قريب، جوزك جاله عقد عمل وهيسافروا برة مصر، وانتي اللي هتبقي مكانها، سلام</p><p>قالها ليلتقط سترته تركها وغادر، الي مكتب عمر توجه ليطمأن علي أخيه، اقترب من المكتب ليجد تالا، هو يعلم أنها لم تترك الوظيفة ولكن لا ضرر من بعض المشاكسة، تقدم يجلس علي المقعد المجاور لمكتبها يتمتم في مرح:</p><p>- وأنا أقول الشركة منورة ليه.</p><p></p><p>ضحكت تالا بخفة تضع يدها أمام فمها بحركة تلقائية، عادت تنظر له تتمتم مبتسمة:</p><p>- إزيك يا خالد أخبارك ايه، ولينا ولوليتا</p><p>تنهد متعبا هل يخبرها الحقيقة لااا ابتسم يحرك رأسه إيجابا يتمتم تعبا:</p><p>- الحمد *** كلنا بخير، عمر جوا</p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا تحرك هو يرغب في التوجه لغرفة أخيه لتستوقفه تالا سريعا ابتسمت تهمس له ممتنة:.</p><p></p><p>- استني يا خالد، أنا حقيقي عايزة اشكرك علي كل اللي عملته عشاني أنا والبنات، بجد كنت ولازالت ضهر لينا كلنا في أصعب الأوقات دايما بتكون موجود، شكرا بجد شكرا ليك</p><p>اعطاها ابتسامة صغيرة هادئة ليتوجه إلي مكتب أخيه دق الباب ليدخل بعدها مباشرة، ابتسم عمر ما ان رآه ليتحرك من مكانه قام يعانقه يتمتم سعيدا:</p><p>- واحشني و**** يا كبير، أنت كويس دلوقتي.</p><p></p><p>حرك رأسه إيجابا دون كلام توجه ليجلس علي المقعد المجاور لمكتب عمر ليصيح عمر معترضا:</p><p>- و**** ابداا، أنت تقعد علي كرسي المكتب، دي ما فيهاش نقاش</p><p>ابتسم ساخرا علي أفعال أخيه الطفولية، ليتحرك إلي المقعد خلف المكتب جلس عليه، ليجلس عمر علي المقعد المجاور لمكتبه يتحدثان في أمور شتي في العمل إلا أن قطع عمر ذلك الحديث بسؤال مباشر:.</p><p></p><p>- خالد أنت قولتلي قبل كدة أن الدكتور اللي اسمه حسام يبقي ابنك، ممكن تقولي بقي ابنك ازاي</p><p>شهد ما سقطتش الجنين، نطقتها دون مقدمات لم يعد لديه الطاقة لشرح اي شئ مهما كان بسيطا او معقدا رأي عيني أخيه تتوسع في دهشة ليتمتم مذهولا:</p><p>- معقولة، دا ولا الافلام الهندي...</p><p>ابتسم خالد متهكما ليحمحم عمر مرتبكا جملة حمقاء قالها دون قصد، حمحم مرة أخري ليردف مبتسما:.</p><p></p><p>- و**** أنا فرحانلك عشان هيبقي ليك وريث وسند يكمل اسم خالد السويسي، بجد مبروك يا اخويا</p><p>لحظات واختفت ابتسامة عمر تنهد يردف متضايقا:.</p><p></p><p>- بس ابعد حسام عن سارة يا خالد، ابنك اتقدم لسارة وكل يوم يكلمني او يبعتلي رسالة أنه عايز يتجوزها، هو ابن اخويا ودكتور محترم أنا سألت عنه، بس كبير سنا عليها، وكفاية الموقف الزفت اللي أنا حطيتهم فيه، البنت مستحيل تتقبله نفسيا تبدلت نظرات خالد إلي اخري حازمة جادة ليتمتم في حزم:.</p><p></p><p>- حسام مش كبير للدرجة دي، لو سارة وافقت عليه، يبقي حسام أولي واحد بيها، دي بنت عمه، من لحمه، دورها في مخك لأن موافقة سارة هي الفيصل الوحيد بالنسبة للجوازة دي</p><p>تنهد عمر غاضبا ينظر لأخيه حانقا ها هو خالد المتحكم المتسلط يعود من جديد لا عجب فإن إبنه نسخة عنه، وهو حقا يخاف علي ابنته، صولات خالد القديمة لا تُنسي وإن كان إبنه نسخة عنه، ستتعذب ابنته كثيرا وسارة حساسة للغاية ليست كسارين.</p><p></p><p>اما خالد انسحب وغادر، القي التحية علي تالا في طريقه للخارج، استقل سيارته تلك المرة توجه إلي مستشفي الحياة حيث لينا، يفكر لينا لو عرفت بأمر زواجه لم تكن لتسكت ابداا، لما تخطط هي، او ربما هي لم تعرف وهو فقط يتوهم، لا طريقتها في الكلام تثبت له العكس، هو يعرفها أكثر مما يعرف ذاته بالطبع بها شئ غريب مختلف، وقف بالسيارة في حديقة المستشفي توجه لمكتبها مباشرة فتح بابه مباشرة بتلهف يبحث عنها بعينيه ليقطب جبينه متعجبا المكتب فارغ، حتي حقيبتها ليست هنا، وقف للحظات يحاول عقله ترجمه أين قد تكون ذهبت، لتمر ممرضة من جواره اوقفها يسألها سريعا:.</p><p></p><p>- هي دكتورة لينا فين</p><p>ابتسمت الفتاة ابتسامة صغيرة تتمتم بلباقة:</p><p>- دكتورة لينا ما جتش النهاردة يا افندم خالص</p><p>شخصت عينيه في دهشة لينا لم تأتي، أخبرته أنها ذاهبة للمشفي والآن هي ليست هنا ولم تأتي من الأساس اجفل علي جملة الممرضة:</p><p>- في حاجة يا افندم.</p><p></p><p>حرك رأسه نفيا لترحل الفتاة وقف هو مكانه لينتزع هاتفه سريعا من جيب سترته يبحث عن اسمها سريعا كان يطلب رقمها وضع الهاتف علي أذنيه يتسمع الي صوت دقات الهاتف كل دقة تتصارع معها دقات قلبه عرق غزير يغرق جسده، شهد كانت محقة أكبر عقاب ممكن أن يحصل عليه هو شعوره بالخوف من فقدانها، أخيرا أجابت سمع نبرتها الهادئة:</p><p>- ايوة يا حبيبي.</p><p></p><p>أنت فين يا لينا، صرخ بها بلوعة قلقا، ليلاقي الصمت من ناحيتها للحظات لتتحدث بعدها بهدوء تام:</p><p>- مالك يا حبيبي متعصب ليه</p><p>نفذ صبره واستبد القلق بقلبه تحرك لخارج المستشفي وقف في ركن بعيد في الحديقة يصيح فيها:</p><p>- بلا متعصب بلا زفت، انتي مش قولتيلي رايحة المستشفى، اجي المستشفى يقولولي أنك ما جتيش اصلا، انتي فين يا لينا، انتي كويسة</p><p>سمع صوت زفرتها المختنقة لتردف بعدها بنزق:.</p><p></p><p>- ايوة يا خالد كويسة أنا عند بابا، اتصل بيا قبل ما اوصل المستشفى وقالي تعاليلي فروحت اشوفه، اي أسئلة تانية</p><p>وما قولتليش ليه، ازاي تروحي من غير ما تقوليلي من أمتي يا لينا، : صاح بها يشعر بدمائه تشتعل، شعور مخيف يقتب قلبه مزيج مرعب من الغضب والخوف</p><p>سمع تهتف محتدة هي الاخري:.</p><p></p><p>- في ايه يا خالد لو أنت عايز تتخانق فأنا بقي مش عايزة، أنا عند بابا ما عملتش جريمة يعني، وبعدين أنا مش عيلة صغيرة عشان تزعقلي بالشكل دا، سلام يا خالد</p><p>قالتها وأغلقت الخط ليزفر أنفاسه قلقا غاضبا مسح وجهه بكف يده بعنف يقرر في نفسه الذهاب إليها، أخذ طريقه للخارج ليسمع صوت يعرفه جيدا ينادي باسمه:</p><p>- خالد باشا، باشا، بااااشا، بااااشا.</p><p></p><p>خرجت منه ضحكة ساخرة التفت ينظر لنسخته المصغرة، وقف حسام أمامه يبتسم كعادته يغمغم في مرح:</p><p>- ايه يا باشا ماشي كدة لا سلام ولا كلام دا احنا بينا رز وكوارع يا راجل</p><p>نظر خالد لحسام مستهجنا ليكتف ذراعيه أمام صدره تبدلت نظراته الي أخري حادة اقترب منه قليلا برأسه يهمس له في حدة:</p><p>- عمك عمر قالي أن البيه طلب منه ايد سارة، من غير ما تقولي يا حيوان، أنا ما رضتش اصغرك قدامه، بس لما تشوف حلمة ودنك ابقي اتجوزها.</p><p></p><p>توسعت ابتسامة حسام ليخرج هاتفه سريعا يفتح كاميرا هاتفه الامامية ليقطب خالد جبينه متعجبا ماذا يفعل إبنه الابلة التقط حسام صورة لنفسه بالكاميرا الامامية ( سلفي ) حفظها سريعا في هاتفه ليستخدم القلم في هاتفه يحيط شحمة أذنه بدائرة كبيرة أدار هاتفه سريعا ناحية والده يغمغم متلهفا:</p><p>- اهي حلمة ودني شوفتها، جوزهالي بقي.</p><p></p><p>نظر خالد لابنه مندهشا لا يعرف حقا أيضحك أم يتحسر علي بكره الأحمق، ضرب كف فوق آخر يتمتم متحسرا:</p><p>- عوض عليا عوض الصابرين في خلفتي الهطلة...</p><p>رمي إبنه بنظرة اشمئزاز ليتركه ويغادر ليتجهم وجه حسام مغتاظا يتمتم مع نفسه حانقا:</p><p>- ابهات مفترية، و**** لاتجوزها...</p><p></p><p>علي صعيد آخر في شقة زيدان الحديدي في الغردقة، كان يتسطح علي فراشه عقله مخدر في حالة بين النوم واليقظة، حين رآها تدخل من باب غرفته تجلس جواره علي الفراش تبتسم له ابتسامة واسعة ليبتسم لها يغمغم ملتاعا:</p><p>- لوليا وحشتيني اوي، ما تبعديش عني تاني</p><p>اقتربت منه تضع رأسها علي صدره تغمغم بصوت ناعم:</p><p>- أنا بحبك اوي يا زيدان</p><p>طوقها سريعا بذراعيه قبل أن تهرب يهمس لها بشغف عاشق لن تنطفئ شعله عشقه أبدا:.</p><p></p><p>- وأنا بموت فيكي يا قلب زيدان</p><p>انتفض من حلمه السعيد علي صوت جرس الباب يقرع بعنف، لتتلاشي من أمام عينيه كأنها سراب يتبخر بعيدا، فتح عينيه سريعا يبحث عنها، هنا وهناك، حلم كالعادة هي حلم صعب المنال، انتفض علي صوت الباب يدق بعنف من جديد، ليزفر حانقا ذلك الأحمق باسل، بالطبع من غيره، قام من مكانخ يفتح الباب بعنف ليقابله وجه باسل المبتسم، غمغم بمرح ما أن رآه:.</p><p></p><p>- أنت شخص عاشق للنوم مش كدة، ايه يا عم، دا لو قام زلزال مش هتحس بيه، المهم غير هدومك بسرعة المدام عزامك علي الغدا، أنا مش عارف هو غدا ولا عشا و**** الساعة عدت خمسة المهم أنت معزوم عندنا، يلا غير هدومك وحصلني</p><p>زفر زيدان حانقا يحاول التهرب من تلك العزيمة ليهتف باسل سريعا بإصرار:</p><p>- لا طبعا لازم تيجي، ما فيهاش أعذار دي، يلا يا عم، دا أنت معمولك اكل عظمة صدقني هتدعيلي.</p><p></p><p>تنهد يآسا يحرك رأسه توجه الي الداخل يبدل ثيابه بأخري ما أن خرج وجد باسل في انتظاره، تحرك بصحبته الي الشقة المقابلة، ينعي زيدان في نفسه تلك اللحظة التي أخطأ فيها وتوجه فيها إلي شقة باسل، دخل زيدان إلي شقة باسل ليسمع الأخير يغمغم ضاحكا:</p><p>- خش يا عم ما تتكسفش البيت بيتك...</p><p></p><p>تقدم يجلس علي الأريكة المقابلة لباسل، ليتحرك باسل يجلس جواره يفتح التلفاز علي أحدي مبارايات كرة القدم الأوروبية التفت باسل لزيدان يسأله مبتمسا:</p><p>- قولي بقي أنت بتشجع فريق ايه</p><p>تحرك زيدان بعينيه عن سطح الشاشة المسطحة أمامه ينظر لباسل يتمتم باقتضاب:</p><p>- ما بحبش الكورة...</p><p>توسعت عيني باسل في دهشة يتمتم متعجبا:</p><p>- هو في راجل ما بيحبش الكورة يا جدع، دي زي الماية والهوا.</p><p></p><p>ابتسم زيدان باصفرار يؤمأ برأسه إيجابا يتمتم ساخرا:</p><p>- أنا</p><p>صدم باسل كتفه بكتف زيدان نظر الأخير له حانقا ليبتسم باسل في توسع يغمغم في مرح:</p><p>- ما تفك كدة يا عم زيدان، مالك مهموم وشايل طاجن ستك ليه كدة، الحياة أبسط من كدة، اليوم اللي بنعيشه مش هيرجع تاني، مش مستاهلة نعيشها في نكد وغم..</p><p></p><p>في تلك اللحظة تغيرت نظرة زيدان تجاه باسل كان يظنه فقط رجل مزعج ثرثار كثير المزاح، الا أنه اكتشف الآن أنه شخص عقلاني يفهم الحياة كما يجب أن تكون، ما مضي لن يعود، الحياة تسير سواء كنت تبتسم او تحزن، غاضب حزين تعيس سعيد، عيشها بابتسامة سعيدة لأنها ستمر رغم أنفك، رسم زيدان شبح ابتسامة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا، في تلك اللحظات دق جرس الباب، ليسمع صوت سيدة من المطبخ تصيح بصوت عالي:.</p><p></p><p>- باسل افتح الباب اكيد جوجو جت</p><p>قطب زيدان جبينه متعجبا من تلك الجوجو ليسمع باسل يتمتم بصوت خفيض ضاحك وهو يتحرك:</p><p>- الصاروخ الأوربي جه</p><p>نظر زيدان بفضول ناحية باب المنزل في البداية كان جسد باسل الطويل يحجب الرؤية ولكنه سمع صوت مميز لم يمضِ الكثير من الوقت لينساه:</p><p>- باسل أنت آمل إيه، فين موني</p><p>ضحك باسل يفسح لها المجال يغمغم في مرح:</p><p>- أنا آمل امايل مش ايز اقولك، موني في المطبخ، مننني انجليكا جت.</p><p></p><p>افسح باسل لها المجال لتخطو الي الداخل في تلك اللحظات خرجت فتاة تقريبا في منتصف العشرينات من المطبخ ترتدي جلباب تلف رأسها بحجاب، هرعت انجليكا ناحيتها تعانقها بقوة تصيح سعيدة:</p><p>- موني، أنتي وحشتي أنا كتتتتتييير اوي</p><p>غمغمت الفتاة بضحكة خفيفة:</p><p>- وانتي كمان يا جوجو وحشتيني أوي، العربي بتاعك بيتحسن أهو.</p><p></p><p>ابتسمت انجليكا في سعادة تصفق بيديها فرحة علي ما أنجزت، ليتقدم باسل منهم يشير لزيدان الجالس بعيدا يغمغم مبتسما:</p><p>- دا يا ستي صاحبي اسمه...</p><p>زيداااان، صرخة فرحة خرجت من انجليكا ما أن وقعت عينيها علي زيدان الجالس هناك هرولت ناحيته سريعا تصافحه بحرارة تغمغم في تلهف سعيدة:</p><p>- زيداان، أنا مبسوطة كتير، آشان شوفتك تاااني، إنت نسيت your phone في jacket، بابا أنت اتصل وأنا كلمته، he s very handsome like you.</p><p></p><p>قطب جبينه متعجبا والده؟!، والده إتصل عاد ينظر لها يسألها:</p><p>- والدي أنا، اسمه ايه</p><p>هالد، نطقتها ابتسامة واسعة، ليبتسم زيدان من نطقها الغريب لاسم خاله، جاء باسل في تلك اللحظات يتمتم متعجبا:</p><p>- لاء ثواني كدة معلش انتوا تعرفوا بعض</p><p>حركت انجليكا رأسها إيجابا سريعا تقص عليهم ما حدث صباحا حين انقذها زيدان من الغرق، ليقترب باسل من زيدان صدمه بمرفقه في ذراعه يتمتم ضاحكا:</p><p>- أنقذت السياحة يا معلم...</p><p></p><p>بعد قليل كانوا يلتفوا جميعا حول مائدة الطعام التي تحوي ما لذ وطاب من أصناف عدة، الطعام كان بالفعل لذيذا، ابتسم زيدان يتذكر طعام لينا والدته، كم اشتاق إليها، معاملته الجافة لها في آخر مرة اجتمعا تقتله هي الوحيدة التي لم تؤذيه يوما، تنهد حزينا ليسمع صوت باسل يغمغم:</p><p>- ايه يا عم باسل ما بتاكلش ليه، الأكل مش عاجبك ولا ايه</p><p>رفع وجهه يبتسم شبح ابتسامة مجاملة نظر لمني زوجة باسل يتمتم بلباقة:.</p><p></p><p>- لاء بالعكس الأكل جميل جداا، تسلم ايدك يا مدام مني</p><p>هنا تحديدا قاطعت انجليكا الحديث تصيح متحمسة:</p><p>- موني بتأمل اكل هلو كتير، هي good cooker</p><p>وجه زيدان انظاره ناحية انجيلكا، فضول هو فقط فضول يدفعه لمعرفة ما العلاقة التي تربط بينها وبين زوجة باسل، ليسألها مباشرة:</p><p>- انجليكا انتي بتعملي ايه، يعني ايه سبب زيارتك لمصر</p><p>كادت أن تجيب هي لتبادر مني ترد بدلا عن صديقتها بابتسامة صفراء مقتضبة:.</p><p></p><p>- أنا فاهمة حضرتك قصدك إيه، أنا خريجة كلية آثار، بعد التخرج سافرت روسيا سياحة وهناك اتعرفت علي انجليكا وبقينا أصحاب بقالنا اكتر من 3 سنين، وهي بتيجي كل سنة مصر سياحة، عرفت سبب زيارتها حضرتك</p><p>حرك زيدان رأسه الجالس يبتسم في هدوء ينظر لتلك الفتاة شعلة حيوية تتوهج تذكره بها بطيفها السعيد، بذكريات جميلة جمعتهم يوما.</p><p></p><p></p><p></p><p>الفصل السادس والسبعون</p><p></p><p>في الحارة، تحديدا في منزل منيرة، في صالة المنزل مساءا، تجلس روحية علي أحدي الارائك، أمامها يجلس أدهم ومنيرة تتوسطهم صينية متوسطة الحجم موضوعة علي طاولة بها طعام العشاء، ربتت منيرة علي يد روحية تتمتم مبتسمة:</p><p>- كلي يا حبيبتي</p><p>تحدث أدهم في تلك الأثناء بابتسامة صغيرة هادئة:</p><p>- كلي يا روحية ما تتكسفيش، البيت بقي بيتك خلاص</p><p>إيدته منيرة سريعا تغمغم مبتسمة:</p><p>- علي قولك يا ابني البيت بيتها، حد يتكسف في بيته.</p><p></p><p>رفعت روحية وجهها تنظر لأدهم تشعر ببعض الارتياح، الأمان حين رأت ابتسامته الهادئة، قلبها لا زال ينتفض بين اضلاعها خوفا من تهديد مراد الصريح لها، منذ الصباح منذ أن القي تهديده بوجهها وهو مختفي تماما وتتمني حقا أن يظل مختفي إلي الأبد، اجفلت من شرودها علي جملة أدهم:</p><p>- طب أنا هدخل أنام أحسن دماغي بتلف من العلاج، تصبحوا علي خير.</p><p></p><p>توجه أدهم إلي غرفة جدته، صباحا قامت بإبدال فراشها الصغير الي آخر كبير يسع فردين، توجهت منيرة الي روحية تغمغم مبتسمة:</p><p>- بت يا روحية أنا هروح اقفل الدكان وهطلع علي طول مش هتأخر، كلي انتي ولما تخلصي حطي الصينية في المطبخ.</p><p></p><p>ابتلعت لعابها مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتلتقط منيرة حجابها الطويل تلفه حول رأسها إلي الأسفل توجهت أغلقت الباب خلفها، جلست روحية مكانها التقطت لقمة طعام صغيرة تقربها من فمها ما أن لامست شفتيها انفجرت تبكي، بكاء عنيف صامت، وضعت يديها علي شفتيها تتحرك للأمام وللخلف تنهمر دموعها بلا توقف، ترغب فقط في أن تعرف فيما أخطأت لتعاقبها الحياة بتلك المأساة، ماذا فعلت لتلاقي ما لاقت من عذاب لا ينسي، لينتهي بها الحال زوجة بالاجبار لوغد دنئ حاول اغتصابها، لم يكن لها الاختيار، سوي الموافقة، وافقت أن تعيش معه رغما عنها...</p><p></p><p>خائفة بل مذعورة مما قد يفعله بها، ظلت تبكي لفترة لا تعرفها، إلي أن بدأت تشعر برأسها تثقل وجسدها يرتخي، قامت تتحامل علي روحها المنهكة حملت صينية الطعام الي المطبخ توجهت قبل أن تضعها علي الطاولة الصغيرة في المطبخ شهقت بعنف تسقط من يدها حين شعرت بيده تلتف حول خصرها وصوته البغيض يهمس جوار أذنيها بنبرة مقززة:</p><p>- ايه يا عروسة صاحية مستنية عريسك، حقك طبعا ما الليلة ليلتك.</p><p></p><p>مر شريط سريع لما فعله به ذلك الوعد حين اغتال برائتها لينتفض جسدها بعنف دفعته بعيدا عنها تنظر له مذعورة تتنفس بعنف من شدة خوفها، لتحتقن عيني مراد اقترب منها في لمحة يصفعها علي وجهها بعنف أمسك خصلات شعرها يهمس مغتاظا:</p><p>- انتي عايزة ايه يا بت ما خلاص اتنيلت علي عيني واتجوزتك، أحسن انتي الشرف مقطع منك أوي، بقيتي مراتي، وحقي الشرعي هاخده منك يا عروسة سواء برضاكي أو غصب عنك.</p><p></p><p>انتفض جسدها بعنف لتدفعه بكفيها بعيدا عنه تصرخ بحرقة:</p><p>- لا لا لا، أبعد عني مش هسيبك تلمسني، مش هخليك تدبحني زيه</p><p>أيقظ صراخها الخائف، أدهم الذي اندفع سريعا ناحية صوت الصراخ وقف عند باب المطبخ يهتف متعجبا:</p><p>- هو في إيه</p><p>هرولت روحية سريعا تقف خلفه تحتمي به ترتجف مذعورة تتوسله باكية:</p><p>- ابعده عني، أبعده عني ابوس ايدك</p><p>حرك أدهم رأسه إيجابا التفت برأسه لها يحاول طمئنتها:</p><p>- اهدي حاضر ما تخافيش.</p><p></p><p>عاد سريعا ينظر لمراد يرميه بنظرات حارقة غاضبة ليردف في حدة:</p><p>- في ايه يا مراد، ما تخلي عندك دم يا أخي أنت مش شايفها مرعوبة ازاي</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة متوعدة علي شفتي مراد يتمتم متهكما:</p><p>- وأنت بتصدق الشويتين دول، وبعدين إنت مالك اصلا، دي مراتي هما مش لبسوني فيها عافية، يبقي أنا حر فيها، اوعي بقي وسع من طريقي</p><p>انتفضت روحية خائفة تحرك رأسها نفيا تتشبث.</p><p></p><p>بذراع أدهم تحرك رأسها نفيا أن لا يفعل، زفر أدهم حزينا علي حال الفتاة ليعاود النظر لمراد يهتف في حدة:</p><p>- مش هسيبك تأذيها يا مراد، هما ما لبسكش فيها أنت اللي كنت رايح تغتصبها، لو جينا للحق هي اللي لبست فيك...</p><p>احتقنت عيني مراد بالدماء ليقبض علي تلابيب ملابس أدهم يزمجر غاضبا:</p><p>- أبعد عن طريقي يا ابن سمية ما تخلنيش أسيح دمك.</p><p></p><p>وإن ما بعدش يا أبن نعمات هتعمل إيه، خرج ذلك الصوت الحاد من فم منيرة التي دخلت توا لتهرع روحية إليها تحتمي بها تختبئ في حضنها ربتت منيرة علي رأس روحية تنظر لمراد بحدة:</p><p>- انتي بتعيطي ليه يا بت، ما تخافيش، ما يقدرش يمس منك شعرة طول ما أنا علي وش الدنيا، هو فاكر نفسه مين، دا أنا انزل بشبشي علي وشه ما اخليش الناس تعرفله وش من قفا</p><p>امسكت منيرة يد روحية تجذبها معها الي غرفتها تغمغم في حدة:.</p><p></p><p>- تعالي يا بت انتي هتنامي عندي فئ الأوضة وابقي خليه يفتح بؤقه وأنا اديله بالشبشب علي بؤقه...</p><p>اخذت منيرة روحية الي غرفتها، وقف أدهم ينظر لمراد يبتسم في شماتة، تثأب ناعسا يتوجه الي الغرفة الأخري نظر لمراد قبل أن يدلف يتمتم ساخرا:</p><p>- ابقي خد بقي الوسادة الخالية في حضنك يا ميرو</p><p>دخل أدهم إلي الغرفة ليوصد الباب من الداخل بالمفتاح، وقف مراد يكاد يتميز من شدة غيظه، يتوعد لروحية بأشد عقاب.</p><p></p><p>أمام فيلا خالد السويسي وقفت السيارة ليلا أمام باب المنزل ليتنهد خالد حانقا نظر لزوجته القابعة جواره تتصفح هاتفها وكأن الأمر برمته لا يعينها منذ أن خرجوا من منزل والدها وهي تنظر لهاتفها لم توجه له نظرة واحدة حتي، طفح به الكيل ليجذب الهاتف من يدها رفعت وجهها تنظر له نظرات هادئة بينما هتف هو بنزق:.</p><p></p><p>- في ايه يا لينا مالك من إمبارح مش فيكي حاجة مش مفهومة، امبارح تعيطي وتصرخي ودلوقتي بتتعاملي معايا بمنتهي البرود، احنا من ساعة ما ركبنا العربية ما بصتيش ليا ما نطقتيش بكلمة واحدة حتي</p><p>وجهت له نظرات غامضة حقا لم يفهمها، إلا أنه شعر بالقلق منها، ابتلع لعابه قلقا بينما ابتسمت هي تردف في هدوء ناعم:</p><p>- عادي يا لودي أنت بس اللي بقيت حساس زيادة اليومين دول، يلا ننزل أحسن دماغي هتنفجر وهموت وأنام.</p><p></p><p>تنهد حائرا يحرك رأسه إيجابا نزل من الباب المجاور له ليجد سيارة حمزة أخيه تقف جواره نزل حمزة اولا يحمل خالد الصغير وهو نائم بينما نزلت بدور تحمل الصغيرة النائمة، عقد خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:</p><p>- كنتوا فين كدة يا حمزة بيه</p><p>ابتسم حمزة في هدوء يحمل الصغير علي أحد ذراعيه ليلف ذراعه الآخر حول كتف بدور:</p><p>- ابدا يا سيدي خدت بدور والاولاد نغير جو، عن إذنك عشان جايين من الملاهي هلكانين.</p><p></p><p>تحرك حمزة بصحبة بدور للداخل وقف خالد ينظر لهم وهم يغادرون ليتمتم ساخرا:</p><p>- العالم يحترق وحمزة لا يبالي، دماغ لوحده، لينا استني يا لينا</p><p>أسرع في خطواته يحاول اللحاق بزوجته التي اندفعت للداخل، بخطي سريعة تهرب لغرفتهم وهو خلفها، لمح ابنته تجلس في الصالة، تنظر لهم مدهوشة، بينما هو يكمل طريقه الي اعلي دخل سريعا الي غرفته يعترض طريقها يصيح محتدا:</p><p>- ما هو ما فيش نوم الليلة دي غير لما أفهم في ايه.</p><p></p><p>وقفت أمامه ترميه بنظرات نافرة كارهة أحمر وجهها غضبا لتصرخ تقرر إخراج كل ما يجيش بقلبها:</p><p>- عايز تعرف في ايييه، اقولك أنا في ايييه!</p><p></p><p>علي صعيد حالمي هادئ بالقرب منهم في غرفة بدور وضع حمزة خالد الصغير علي الفراش يدثره بالغطاء بينما وضعت بدور سيلا في فراشها الصغير، اقترب حمزة من بدور يهمس لها بصوت خفيض:</p><p>- ناموا</p><p>حركت رأسها إيجابا تهمس بصوت خفيض وهي تبتسم:</p><p>- ايوة بس انبسطوا اوي، اليوم كان جميل أوي، كان ناقصه مايا كان نفسي توافق وتيجي معانا</p><p>ابتسم يربت علي وجهها برفق يهمس بخفوت بنبرة حنونة:</p><p>- الجايات اكتر بإذن ****.</p><p></p><p>توسعت ابتسامتها تحرك رأسها إيجابا ليميل يطبع قبلة علي جبينها يهمس بصوت خفيض:</p><p>- صحيح أنا جايبلك هدية معايا في الأوضة تعالي عشان اديهالك</p><p>حاولت الاعتراض ليمسك بكف يدها يجذبها خلفه برفق الي غرفته، دخل يجذبها خلفه يغلق الباب عليهم؟!</p><p></p><p>ابتلعت لعابها متوترة دقات قلبها تتدافق بعنف تشعر بتوتر رهيب يغزو أطرافها، جسدها وكأنه ألقي في لوح ثلج في القطب الجنوبي، كان يقف هو أمامها يبتسم، ابتسامته حقا لغز هادئة مريحة مطمئنة ولكن في نفس الوقت بها من المكر ما بها، اخرج علبة زرقاء من جيب سرواله فتحها امام عينيها لتتوسع عينيها منبهرة، حين رأت قلادة من الالماس يتشابك في منتصفها كلمة درة، بشكل حقا خطف أنفاسها، تضاربت دقاتها حين شعرت به يقترب ناحيتها وقف خلفها تشعر بيده تلتف حول عنقها، يلبسها القلادة بترفق شديد، كأنه يخشي خدشها حتي، خرجت من بين شفتيها تنهيدة حالمة، معاملة حمزة الرقيقة ترفعها فوق غيمة وردية فوق السحاب استسلمت لسحابة مشاعره الجارفة، آخر ما تذكرته أنه همس جوار أذنيها بنبرة هامسة شغوفة عاشقة:.</p><p></p><p>- موافقة؟</p><p>ولا تعرف كيف حركت رأسها بالإيجاب وبعدها لا تدري كيف جذبها لغيمة مشاعره العاصفة كيف ومتي سلمت زمام مشاعرها لها ليطفو بها بعيدا، يعاملها برقة لم تعهدها من زوجها السابق قط، دوما ما كان يشعرها بأنها جماد لا تشعر، يعاملها اسوء معاملة حتي في تلك اللحظات، أما الآن فالوضع مختلف تماما، لم تستفق من حلمها الوردي الا صوته حين همس جوار أذنيها بخفوت عاشق:</p><p>- مبروك يا مدام حمزة السويسي!</p><p></p><p>في الغرفة المجاورة، غرفة خالد ولينا</p><p>- عايز تعرف في ايييه، اقولك أنا في ايييه!</p><p>تلك كانت آخر جملة سمعها تصرخ بها قبل أن يسود الصمت الغرفة، وقفت هي تنظر له، نظراتها حادة غاضبة تتنفس بعنف أنفاسها تتسارع بشكل أخافه عليها، عينيها حمراء، تكور قبضتها تشد عليها بعنف، زفرت فجاءة نفسا حارا قويا لتتركه وتهرع إلي المرحاض دخلت تهرول تصفع الباب خلفها، توصده بالمفتاح هرع خلفها، يدق الباب بعنف يصيح فيها قلقا:.</p><p></p><p>- لينا افتحي يا لينااااا، لينااااا</p><p>أرهف السمع للحظات ليتناهي الي اسماعه صوت بكائها العالي، صوت نحيب المتواصل، كور قبضته يدق علي الباب بعنف يصرخ فيهااا:</p><p>- لينااااا، ليناااا افتحي الباب، قسما ب**** لو ما فتحتيه لهكسره يا لينا.</p><p></p><p>لحظات أخري وسمع صوت المياة تندفع من خلال الصنبور بشدة، صمت بعدها وصوت خطواتها يقترب، فتحت الباب بعد ثواني قليلة تمسك بمنشفة صغيرة في يدها تجاوزته متوجهه الي الفراش جلست عند حافته تجفف وجهها بالمنشفة تنظر لنقطة ثابتة في الفراغ امامها، ابتلع لعابه متوترا قلقا، ليقترب منها جلس جوارها علي الفراش ليمد يده يمسح علي خصلات شعرها بحنو يسألها بهمس خافت قلق:</p><p>- مالك يا حبيبتي فيكي ايه، أنا زعلتك في حاجة.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا تتخاشي النظر إليه ليمد يده يبسطها أسفل ذقنها يحرك رأسها ناحيته لتتلاقي مقلتيها بعينيه ابتسم يغني بصوت خفيض عذب:</p><p>- أنا زعلتك في حاجة طب ايه يا حبيبي هي، بتداري عينك ليه لما بتيجي في عينيا.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها سرعان ما محتها لتتنهد حزينة، ابتعدت برأسها عنها تخفي وجهه بين كفيها، إن أرادت أن تكذب عليه فعليها أن تخبئ عينيها حتي لا يعرف أنها فقط تكذب، تنهد بحرقة تهمس بصوت خفيض حزين:</p><p>- أنا ضميري هيموتني يا خالد، كان عندي عملية أول امبارح وللأسف المريض مات العملية ما نجحتش حالته كانت متدهورة جداا ما قدرتش أعمل حاجة، من ساعتها وأنا محملة نفسي ذنب موته، حاسة اني أنا السبب.</p><p></p><p>تنهد بارتياح الآن فقط عرف سر حالتها الغريبة تلك، يكاد يسجد *** شكرا أنها لم تكتشف ما فعل، اقترب منها يأخذها بين ذراعيه يحتويها داخل صدره يمسح بكفيه علي شعرها، يهمس لها مترفقا:</p><p>- حبيبتي ما تقوليش كدة، دا مش ذنبك دا عمره وأنا واثق أنك عملتي كل اللي تقدري عليه وزيادة عشان تنقذيه، صدقيني حتي لو كان مكانك أحسن دكتور في العالم كان المريض هيموت بردوا لأن دا عمره، أجله، فهماني.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا داخل صدره ليبتسم سعيدا دقاته تهدئ أعصابه ترتخي، ابعدها عنه قليلا يمسح علي وجنتها بخفة ابتسم يميل يقبل جبينها ليشعر بجسدها ينتفض، انتفاضة عنيفة ابتعد عنها يقطب جبينه يسألها متعجبا:</p><p>- في ايه تاني يا لينا</p><p>رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تتمتم بخفوت ناعس:</p><p>- أنا بس تعبانة وعايزة أنام...</p><p>حركت رأسه نفيا بخفة لتنكمش ملامحه في ضيق، ابتسم يمسح علي وجهها برقة يحادثها بشغف عاشق:.</p><p></p><p>- خليكي صاحية معايا شوية كمان، انتي وحشاني أوي...</p><p>وضعت رأسها علي صدره لتتوسع ابتسامتها للحظات ومن ثم اندثرت حين سمعها تهمس بخفوت ناعس:</p><p>- أنا عايزة أنام يا خالد</p><p>تنهد حانقا ليرفع يديه يطوقها بهم يمسح علي شعرها بحنو يهمس لها:</p><p>- نامي يا حبيبتي.</p><p></p><p>أغمضت عينيها تشد بقبضتها علي قميصه بعنف، لحظة فقط فتحت مقلتيها تنظر للفراغ نظرات كارهة نافرة تشد علي أسنانها، صدره كالشوك ينغرز بعنف في الروح لا الجسد، أغمضت عينيها من جديد، تستلم الي أن يحين وقت المواجهة.</p><p></p><p>مرت عدة أيام، بلا جديد لا حدث مهم فيها...</p><p>في فيلا خالد السويسي، في غرفة مايا، كانت تقف أمام مرآه زينتها تمشط خصلات شعرها قبل أن تذهب الي العمل، حين سمعت دقات متتالية علي باب الغرفة من الخارج سمحت للطارق بالدخول ليدخل حمزة والدها علي شفتيه ابتساامة عررريضة، قسمات وجهه تصرخ فرحا وكأن عاد شابا في ريعان شبابه، دخل الي الغرفة يحادث ابنته برفق وابتسامة ساطعة:.</p><p></p><p>- ميووش جهزي نفسك عشان مسافرين بكرة دبي، أنا كلمت عمك جاسر عشان ما يبقاش في اي إحراج ليكي، وبصراحة الراجل قدر جداا ظروف السفر.</p><p></p><p>شخصت عينيها في صدمة تنظر لوالدها من خلال سطح مرآتها المصقول، عينيها شاخصة فمها مفتوح قلبها يكاد يتوقف من الصدمة، تسافر هكذا فجاءة دون أن يشورها والدها، أليس لرأيها أي قيمة ليضعه والدها في عين الإعتبار، التفتت بجسدها تنظر ناحية والدها نظرات حانقة مصدومة، خرجت من حالة الصدمة التي تملكتها لتصرخ في والدها محتدة:.</p><p></p><p>- لاء طبعا أنا مش موافقة، حضرتك حتي ما خدتش رأيي أنت بس بتفرض عليا أمر واقع أنا مستحيل أرضي بيه بالشكل دا، مش موافقة ومش هسافر</p><p>في تلك اللحظة اختفت ابتسامة حمزة اختفت ملامحه الضاحكة ليحل محلهم وجوم وغضب مخيف، تقدم ناحيتها يقف أمامها مباشرة يرميها بنظرات حادة قاتلة يزمجر غاضبا:.</p><p></p><p>- اسمعي يا بنت حمزة اللي اقوله يتنفذ من غير نفاش، مش هعرف امشي كلامي عليكي ولا ايه، بكرة الصبح تكوني جاهزة بشنطك، بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك هنمشي بكرة.</p><p></p><p>قالها ليلتفت ويغادر صافعا الباب خلفه بعنف لينتفض جسدها قهرا، ارتمت جالسة علي حافة فراشها، تخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء عنيف، كانت تظن أن الخلاف بين والدها وادهم سينتهي قريبا، ولكن برحيلهم، ستنقطع كل السبل بينهم، برحيلهم قتل والدها الأمل الذي نبت في قلبها أن تعد الحياة كما كانت.</p><p></p><p>رفعت وجهها عن كفها تنظر للفراغ للحظات طويلة بعينيها الحمراء الباكية تلتقط حقيبة يدها تمسح دموعها بعنف، لن تذهب الي العمل ولكن إلي بيته ستتجه، ربما لتراه للمرة الأخيرة، قبل أن ترحل إلي اجل غير مسمي.</p><p></p><p>أمام أحدي مراكز الدروس الخصوصية في محافظة أسيوط كان يجلس علي مقهي صغير أمام المركز ينتظرها بالطبع لم يكن ليحتسي اي من مشروبات تلك المقهي، لن يضع في فمه تلك الأكواب التي فقط يغرقونها بالماء، بالطبع ستكون مليئة بالبكتيريا والفيروسات هو فقط يعطي للعامل نقود ليجلس ينتظرها، أثناء جلوسه وصل الي هاتفه رسالة فتحها سريعا ليجدها من مراد إلي صبا، شريحة التجسس التي ادخلها الي هاتف صبا جعلت له السيطرة الكاملة علي هاتفها، فتح الرسالة يقرأ ما كتب فيها:.</p><p></p><p>- وحشتيني اوي يا صبايا</p><p>احتقنت عينيه غضبا دمائه الشرقية تثور تصرخ، ذلك الوغد يتلاعب بطفلة بريئة، سيريه مصير من يعبث مع عائلة الشريف، هو يعرف أنها بالطبع لن تجيب لأنها داخل محاضراتها الآن ولكن ما جعل الدماء حقا تنفجر في رأسه حين ردت الرسالة بأخري:</p><p>- وأنت كمان وحشتني اوي يا مراد</p><p>البلهاء تنساق كالحمير لفخ أحمق مثل من صنعه، ركز عينيه علي شاشة الهاتف يقرأ ما يرسلون</p><p>- مش هترجع بقي يا مراد</p><p>- قريب يا صبا، قريب.</p><p></p><p>- أمتي بس إنت غايب بقالك كتير</p><p>- معلش يا حبيبتي عندي شوية مشاكل لازم احلها قبل ما اجي</p><p>- تفتكر جاسر وبابا هيوافقوا اننا نتخطب، بابا دايما بيقول اني لسه صغيرة</p><p>- حتي لو ما وافقوش أنا هقنعهم وأنا واثق أنهم هيوافقوا</p><p>- ازاي يا مراد</p><p>- لاء ازاي أنا هشرحهالك بالتفصيل لما أجي</p><p>- مراد أنا هقفل، عشان الحصة خلصت وخلاص همشي</p><p>- ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وطمنيني عليكي لما توصلي.</p><p></p><p>يقرأ كل حرف تبعثه له وهو بالمقابل بأعين حمراء دامية منع نفسه بصعوبة من أن يدخل إلي المركز ويصفعها أمام الجميع، يبرر لها انها فقط **** مشاعرها غير مستقرة، **** انخدعت في فخ الثعلب وهو هنا لحمايتها لكي لا تسقط فريسة في الفخ، بعد عدة دقائق رآها تخرج من المركز تحتضن عدة كتب بين يديها، وضع النقود علي الطاولة الصغيرة جواره ليتحرك من مكانه متجها إليها، زفرت حانقة ما أن رأته، ذلك المتطفل والده يثق بن لدرجة أنه سمح له باصطحابها يوميا من ( دروسها ) إلي المنزل، تحركت تسير جواره هو وهي والصمت ثالثهم، كل منهما يفكر عقله مشغول، هي تفكر في مراد، وهو يفكر كيف ينقذها من مراد، حمحم يكسر الصمت يحادثها بهدوء:.</p><p></p><p>- عارفة يا صبا، هحكيلك حكاية بدل الصمت دا، كان ليا واحد زميلي شبه ممثل تركي مش فاكر اسمه ايه بصراحة، المهم الولد دا كان فعلا وسيم جداا ما فيش بنت بتشوفه الا ولازم تعجب بيه، بس هو كان شخص سئ جداا، كانت هوايته الوحيدة، وانا اسف طبعا في اللي هقوله، أنه يعمل علاقات محرمة مع البنات وخصوصا الصغيرين، كان بيفرح اوي لما بيشوفهم مكسورين بعد ما ياخد برائتهم ويفضحهم، هو مات عامة من سنتين، بس بعد ما اذي بنات كتتتير، وسامته وطريقته كانوا بيجذبوا البنات ليه زي النار بتلمع في عيون الفراشات وأول ما بيقربوا منها بتحرقهم، فهماني يا صبا.</p><p></p><p>ارتجف جسد صبا ذعرا شعرت وكأن تلك الحكاية التي يقولها مراد، موجهة لها بشكل غير مباشر، تسارعت دقات قلبها حين نظرت له، أما هو فابتسم ابتسامة بريئة للغاية وكأنه لم يكن يعني شيئا مما قاله، ازدردت لعابها الجاف كصحراء لم تمسها قطرة ماء تحرك رأسها إيجابا بصعوبة بالغة، سار معها في الطريق إلي أن وصلوا لمنزل عائلة الشريف، الي داخل البيت توجهت صبا يليها غيث...</p><p></p><p>في الصالة الواسعة كانت شاهيناز تتحرك من الأريكة متوجهة إلي السلم، في لحظة نزول سهيلة من أعلي ابتسمت شاهيناز في خبث لتصطدم بكتف سهيلة وتتأوه هي من الألم، انكمشت ملامحها ألما تهمس بصوت خفيض:</p><p>- مش تفتحي يا سهيلة، حرام عليكي أنا حامل، بتزقيني ليه أنا عملتك إيه.</p><p></p><p>شخصت عيني سهيلة في غيظ يكفي ما لاقت طوال الفترة الماضية تلك الحية اخذت حبيبها الأول والأخير، بات يعاملها أسوء معاملة، حتي رشيد والده يرفض خروجها من البيت يمنع رحليها بحجة أنه سيعيد كل شئ كما كان وأفضل، حتي أنه اخبرها أن ما يفعله جاسر هو خارج إرادته، هل يظنها بلهاء لتلك الدرجة، انفجرت تصرخ تخرج بكل ما يجيش في قلبها من قهر:.</p><p></p><p>- انتي ايييه يا شيحة حية، ولا حرباية، انتي مش بني آدمة انتي شيطانة، سرقتي مني جوزي، قهرتيني، ودلوقتي انتي اللي بتزقيني وكمان بتتبلي عليا، أنت حية هيجي يوم وديلها هيلف علي رقبتها يموتها.</p><p></p><p>احمرت عيني شاهيناز في غضب حارق كادت أن تفتح فمها لتسمعها وصلة سباب لا نهاية لها، حين ظهر فجاءة دون سابق إنذار جاسر، وقف أمام شاهيناز ينظر لسهيلة بأعين سوداء نيران من جحيم اسود تستعر في مقلتيه، دون حتي أن تعي ما يحدث كان كف يده يهبط علي وجهها بصفعة عنيفة قاسية اسقطتها أرضا علي وجهها تنظر أمامها بأعين شاخصة يقتلها الألم والقهر، انتهي كل شئ، وكانت الشعرة التي قتلت حبه في قلبها للأبد، اندفع غيث سريعا ناحيته يجذبه بعيدا عن سهيلة يصرخ فيه محتدا:.</p><p></p><p>- أنت اتجننت يا جاسر بتضرب مراتك، أنا كنت واقف وشايف كل حاجة شاهيناز هي اللي زقت سهيلة</p><p>قبض جاسر علي تلابيب ملابس غبث بعنف يهزه بقوة يصرخ فيه بجنون:</p><p>- ما تجبش سيرتها علي لسانك، انا مراتي ما غلطتش، مراتي ما بتغلطش</p><p>لفظ غيث بعيدا عنه بحدة ليرتد الأخير للخلف ينظر لجاسر بذهول لا يفهم حقا ما به، التفت جاسر لسهيلة يصرخ فيها:</p><p>- وانتي يا بت امشي اطلعي برة، يلا برة.</p><p></p><p>اندفعت شروق من خارج المنزل علي صوت الشجار لتشهق بعنف ما أن رأت حالة سهيلة المذرية، وتسمع ما يقوله ابنها، هرولت ناحية الفتاة تنتشلها من علي الأرض تنظر لجاسر تصرخ فيه:</p><p>- أنت فيييك ايييه، أنت خلاص اتجننت بتضرب مراتك وتطردها من بيتك، دي الأمانة اللي وصالهالك أبوها، منك *** يا ابن بطني</p><p>احتدت عيني جاسر تسارعت أنفاسه بعنف مخيف، ليصيح في والدته بصوت غاضب كالرعد:</p><p>- اسكتي مش عايز اسمع صوتك.</p><p></p><p>كانت الصدمة تلك المرة قوية كثيرا علي شروق، ولدها التي تشهد البلد اجمعها بأخلاقه العالية تبدل حاله بين يوم وليلة، أمسكت بيد سهيلة توقفها جوارها، تتوعده صارخة:</p><p>- لاء دا أنت اتجننت رسمي، حسابك مع ابوك لما يرجع يا ابن رشيد...</p><p></p><p>نزعت سهيلة يدها من يد شروق تتحرك حركة آلية للغاية توجهت الي غرفتها توصد بابها بالمفتاح، بأعين دامعة وقلب يتفتت، بدأت تجمع ثيابها فئ حقيبة صغيرة اخفتها أسفل الفراش، في الليل ستهرب، في الليل سينتهي كل شيء، فقط حين يحل الليل، تسطحت علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنخرط في بكاء عنيف مؤلم تنعي به حبها المقتول في مهده البرئ.</p><p></p><p>في شركة السويسي للمقاولات</p><p>جلست لينا أمام تلك السيدة التي تدعي أشرقت، تستمع لكل حرف تقوله بإنصات شديد، لا تنكر أنها في الفترة الماضية تعلمت منها الكثير والكثير، كان والدها محقا حين أخبرها أنها يجب أن تتعلم كل شئ من نقطة الصفر، اجفلت من شرودها علي جملة تلك السيدة:</p><p>- بس انتي بجد ما شاء **** عليكي شاطرة مش بقولها مجاملة عشان انتي بنت خالد باشا، بس انتي حقيقي شاطرة وبتتعلمي بسرعة.</p><p></p><p>ابتسمت لينا في حماس، تشعر بالفخر بذاتها، بأنها تتقدم للأمام تحقق شيئا أخرجها من دوامة فرحتها صوت رنين هاتفها استأذنت من أشرقت لتقم بعيدا، نظرت لاسم المتصل لتتنهد حائرة معاذ، معاذ الذي لم يتوقف عن الاتصال بها يسألها كل لحظة وأخري هل وافق والدها، وإلي الآن لا تعرف لما لا تخبره أن والدها قد وافق بالفعل، تنهد حائرة تغرز اظافرها في خصلات شعرها فتحت الخط تضع الهاتف علي أذنيها ليأتيها صوت معاذ الملتاع شوقا:.</p><p></p><p>- ايه يا لينا فينك يا بنتي، انتي وحشاني أوي، إيه رأيك اعزمك علي الغدا في أي مكان تحبيه</p><p>الفكرة لم تروق لها كثيرا كادت أن تعتذر له بأي حجة كانت لتسمعه يبادر متلهفا:</p><p>- ارجوكي ما ترفضيش، انتي فعلا وحشاني ومحتاج اشوفك، أنا حاسس أنك بتتهربي مني يا لينا، أنا زعلتك طيب.</p><p></p><p>زفرت مختنقة، تشعر بروحها تتشتت من جديد ارتمت علي اقرب مقعد مجاور للنافذة، ما ذنبه معاذ لتهمله أليست هي من اختارته بملئ إرادتها، أليس هو سندها في أصعب الأوقات، دائما جوارها لم يتخلي عنها ابداا، حكايتها مع زيدان أغلقت صفحاتها للأبد، هي بيدها من أغلقت حكايتها لتبدأ أخري جديدة من نقطة البداية، خرجت من حيرتها علي صوت معاذ ينادي باسمها:</p><p>- الو، الو، يا لينا، روحتي فين يا بنتي.</p><p></p><p>تنهدت تحسم قرارها لتحرك رأسها إيجابا:</p><p>- ماشي يا معاذ موافقة</p><p>سمعت صحيته الفرحة ليغمغم سريعا متلهفا فرحا:</p><p>- مسافة السكة وهبقي قدام شركة والدك، ربع ساعة بالكتير مش هتأخر</p><p>عقدت جبينها في لحظات، تتسأل في نفسها من أين له أن يعلم أنها في شركة والدها، سؤال لم تبقيه بداخلها بل سألته إياه مباشرة:</p><p>- وأنت عرفت منين أن أنا في الشركة بتاعت بابا</p><p>صمت للحظات لتسمعه يضحك متعجبا من سؤالها يغمغم في مرح:.</p><p></p><p>- صباح الزهايمر أنتي اللي قيلالي من كام يوم أنك بدأتي تدريب في شركة باباكي، مسافة السكة يا حبيبتي مش هتأخر، سلام</p><p>أغلقت معه الخط تنظر لاسمه الذي يعلو شاشة هاتفه تقطب جبينها مستفهمة تحاول أن تتذكر متي أخبرته بذلك الأمر، تنهدت مستسلمة ربما فعلت ذلك ونسيت!</p><p></p><p>علي بعد آخر، بعيدا، كان في غرفة مكتبه يجلس خلف سطح مكتبه عينيه شاردة في الفراغ، منذ عدة أيام وهو هنا، أيامه تتشابه بحد ممل سخيف، العمل هنا قليل للغاية، يقضي معظم وقته يحادث الموج في موقع فارغ بعيدا عن الناس يشكي به همه يحدثه يخبره بكل ما يعتمر في صدره من لوعة وشوق، يحاول أن يتجب الاختلاط بباسل قدر الإمكان من الجيد أن تلك الفتاة التي تدعي انجليكا لم تظهر في طريقه مرة أخري، اقتربت بجزعه العلوي من سطح المكتب بمرفقيه علي سطح المكتب يخفي وجهه بين راحتيه يريد فقط أن يخبره أي من كان كيف السبيل للخلاص من طيفها الذي يلازم روحه باستمرار ترفض الخروج من عقله، مع كل محاولاته التي تبوء بالفشل ويزداد طيفها به التصاقا، تنهد يزفر أنفاسه الحارقة حين سمع صوت دقات علي باب المكتب سمح للطارق بالدخول، ليسمع صوت طرقات حذاء ذو كعب عالي علي سطح الأرضية رفع وجهه ينظر للطارق كان يظنه باسل الثرثار، ليجدها هي تلك الفتاة، تقف أمام مكتبه مباشرة تبتسم ابتسامة كبيرة، تنظر له بولة عينيها تلمع بإعجاب يراه الاعمي، أشار للمقعد المجاور لمكتبه يحادثها برسمية:.</p><p></p><p>- who can l help you</p><p>( كيف يمكنني مساعدتك )</p><p>ابتسمت انجليكا في توسع ممتزج بحماس اسبلت عينيها برقة تغمغ بوداعة:</p><p>- أنت وهشتني كتير زيدان، أنا جيت اشان، استني أنا فاكر الكلمة، آه اشان، نروه ناكل سوا...</p><p>حركت رأسه نفيا يضحك يآسا من محاولاتها البائسى للتحدث بالعربية، حمحم يستعيد جديته:</p><p>- جاية تعزميني علي الغدا قصدك</p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا تؤيد ما لم تستطع قوله بشكل واضح، ليحرك هو رأسه نفيا بخفة يتمتم في هدوء:.</p><p></p><p>- مش هقدر معلش، ورايا شغل كتير</p><p>امتعضت ملامحها حزنا ولكنها لم تكن لتستسلم قامت من مكانها متجهه ناحيته تجذب كف يده تشده بعنف من فوق مكتبه تردف مُلِحة:</p><p>- بليز زيدااان، بليييز، بليييز، بلييييز، أنا ايزة اهرج مع إنت بليزززز، say yes</p><p>ضحك يآسا تلك الفتاة ليست سوي **** في جسد انثي لا يناسب عقلها تماما، تنهد يآسا من إلحاحها يتمتم علي مضض:</p><p>- طيب خلاص ماشي موافق، اسكتي بقي صدعتيني.</p><p></p><p>ابتسمت منتصرة لتجذب كفه بعنف اذهله هو نفسه، وقف عن مقعده لترتمي بين أحضانه تصيح سعيدة:</p><p>- yes، yes، thank you zedan...</p><p>ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيه، حين اختفت انجليكا من أمامه عينيه وظهر طيفها هي من جديد، سحقا لقلبه الذي لم يعشق سواه برغم كل ما فعلت.</p><p></p><p>عودة لشركة السويسي للمقاولات خرجت لينا من شركة والدها، متوجهة إلي سيارة معاذ التي تقف تنتظرها بالخارج، نزل سريعا ما أن رآها ليلتف حول سيارته يفتح الباب المجاور للسائق ينحني بحركة مسرحية مضحكة يتمتم فرحا:</p><p>- تفضلي بالدخول مولاتي الأميرة</p><p>أبتسمت ابتسامة صغيرة تدلف للسيارة ليعود هو الي مكانه سريعا جوارها، التفت لها يبتسم ابتسامة كبيرة مشتاقة، امسك يدها يقبل كفها برقة يتمتم ملتاعا:.</p><p></p><p>- وحشتيني اوي، صدقيني كنت هموت لو ما شوفتكيش</p><p>ابتسمت ولم تجب، لتسمعه يكمل مبتهجا:</p><p>- ها يا ستي تحبي تروحي فين</p><p>اي مكان يا زيدان!، نطقتها بعفوية لم تكن تقصد حتي أن تذكر اسمه، التفتت ناحية معاذ لتجد الإبتسامة التي علي وجهه انطفأت تماما وحل مكانها نظرات غاضبة، يديه تشد بعنف علي المقود رأت عروق يده تنفر من شدة غضبه، حمحمت تهمس بخفوت تعتذر له:</p><p>- أنا آسفة يا معاذ ماكنش قصدي صدقني، أنا آسفة.</p><p></p><p>أعطاها ابتسامة صغيرة يحرك رأسه إيجابا يغمغم:</p><p>- ولا يهمك يا حبيبتي، بس ابقي خلي بالك بعد كدة، ها بقي يا ستي تحبي تروحي فين</p><p>حركت رأسها بالإيجاب تمسح وجهها بكف يدها، تخبره باسم مطعم تعرفه ليأخذ طريقه لهناك مباشرة.</p><p></p><p>علي صفيح ساخن، في شقة شهد التي تقطن فيها بصحبة حسام، منذ الصباح وهي تشعر، بشعور سئ ألم يزداد بشاعة يضرب بصدرها تحملت الأمر أمام حسام حتي لا يقلق، ولكن ما أن نزلت لعمله تركت لدموعها العنان تكمش يدها موضع قلبها تشعر بقلبها يتمزق مع كل دقة الألم بشع لا يوصف، تحركت لغرفة حسام، تتسطح علي فراشه، اخذت ادويتها عل الألم يسكت ولو قليلا ولكن لا شئ الألم يزداد بشاعة جسدها تشعر به بارد كالثلج ينصهر عرقا، شدت الغطاء ترتجف تحته من البرد والألم، لم تعد تتحمل أكثر جذبت هاتفها تطلب رقمه هو، انتظرت الي أن سمعت صوته لتبادرة قائلة بنبرة ضعيفة باكية:.</p><p></p><p>- الحقني يا خالد، أنا بموت، الحقنئ ارجوك</p><p>سمعت صوته يهتف متلهفا:</p><p>- أنا جاي حالا مسافة السكة وهبقي عندك</p><p>اغلق الخط، لتبدأ تشعر هي بأنفاسها تثقل، للحظات أيقنت انها علي شفي الموت، وهي لا تريد فئ تلك اللحظات سوي أن تري صغيرها للمرة الأخيرة قبل أن تخرج روحها من جسدها، بصعوبة طلبت رقم حسام، الذي أجاب من أول دقة تسمع صوته المرح:</p><p>- اؤمريني يا ست الكل.</p><p></p><p>انهمرت دموعها يتمزق قلبها ألما، وحزنا عليه بالكاد خرج صوتها ضعيفا:</p><p>- حسام تعالا يا إبني أنا عايزة اشوفك</p><p>سمعت صوت ابنها يصرخ ملتاعا خائفا:</p><p>- مالك يا أمي فيكي ايه</p><p>التقطت نفسا بشق الانفش تبلع لعابها الجاف كالصحراء تهمس له بصوت بالكاد سمعه:</p><p>- ما تتأخرش يا حسام.</p><p></p><p>في مستشفي الحياة، نزع حسام مئزره الأبيض يركض كالمجنون لخارج المستشفى إلي سيارته مباشرة ما كاد يصل إليها وجد لينا تنزل من سيارتها اقتربت منه تسأله متعجبة:</p><p>- في ايه مالك يا حسام بتجري كدة ليه</p><p>انهمرت دموعه فجاءة خوفا علي والدته لم يستطع كبح جماح مشاعره ابدااا ليهتف مذعورا كطفل صغير:</p><p>- أمي، ماما، تعبانة أوي مش عارف فيها ايه.</p><p></p><p>تركها وتوجه سريعا يستقل سيارته، ليجدها تهرع سريعا تجلس علي المقعد جواره، نظر لها مندهشا لتهتف هي سريعا:</p><p>- اطلع بسرعة نشوف والدتك</p><p>ابتلع لعابه قلقا من فكرة وجودها ولكن قلقه علي والدته لم يدع تلك الفكرة تشغل باله كثيرا، سحق الدعاسات تحت قدميه يشق غبار الطريق ينطلق بسرعة رهيبة يسابق الزمن ليصل</p><p>علي جانب آخر وصلت سيارة خالد أسفل منزل شهد نزل من السيارة يركض ليستوقفه الحارس يغمغم في احترام:.</p><p></p><p>- يا باشا الركنة هنا ممنوعة ممكن الونش يجي يشليها</p><p>القي له خالد مفتاح السيارة يغمغم سريعا وهو يركض لأعلي:</p><p>- خد اركنها وهديك اللي انت عاوزه</p><p>صعد درجات يركض، يقتله شعوره بالذنب أهمل في حقها الفترة الماضية بأكملها، وها هي ستحمله ذنب آخر، وقف أمام باب منزلها ليخرج مفتاحه سريعا يدسه في قفل الباب دخل يركض الي المنزل يصيح باسمها يبحث بين الغرف، الي أن فتح باب غرفة حسام رآها مسطحة هناك هرع إليها، يصيح خائفا:.</p><p></p><p>- شهد مالك يا شهد ردي عليا يا شهد</p><p>فتحت عينيها بقدر بسيط تبتسم ابتسامة باهتة واهنة، بضعف شديد خرج صوتها:</p><p>- خالد أنت جيت، كنت فكراك مش هتيجي</p><p>امسك كف يدها داخل قبضته يشد عليه برفق يردف سريعا:</p><p>- أنا هنا جنبك والإسعاف علي وصول، ما تخافيش، مش هيحصلك حاجة هتبقي زي الفل</p><p>ابتسمت بوهن تحرك رأسها نفيا تهمس بخفوت مجهد:</p><p>- مش هبقي، أنا عارفة، خلي بالك من حسام يا خالد، حسام بيحبك أوي، بيحبك حتي اكتر مني.</p><p></p><p>ادمعت عينيه حزنا علي حالها ليحرك رأسه نفيا بعنف يردف منفعلا:</p><p>- ما تقوليش كدة يا شهد انتي هتبقي كويسة صدقيني هتبقي كويسة</p><p>توسعت ابتسامتها الشاحبة، لتمد يدها تبسطها علي وجهه تلتقط أنفاسها بصعوبة تهمس له:</p><p>- احضني يا خالد، احضني اوي، ولو لمرة واحدة احضني علي اني شهد مش لينا.</p><p></p><p>اندفع يطوقها بذراعيه يضم رأسها لصدره، يغرزها بين أحضانه يعوضها ولو قليلا عن ما عانت بسبب قديما والآن، لم يكن يفكر في أي شئ وهو يحتضنها بينما تتشبيث هي بقميصه تنساب دموعه ودموعها معا، قاطع تلك اللحظات صوت شهقة، يعرف صاحبة ذلك الصوت جيدا فتح عينيه، ينظر سريعا لمصدر الصوت لتشخص عينيه فزعا حين رآها، لينا تقف أمامه مباشرة في شقة شهد تراه وهو يحتضنها بتلك الطريقة، والألم الذي رآه في عينيها أبشع مما قد يُوصف، في تلك اللحظة تحديدا عرف أن النهاية التي ظل حذرا منها يخطط لها جيدا قد أتت دون أن يحسب لها حساب.</p><p></p><ul> <li data-xf-list-type="ul"><a href="https://forum.janatna.com/index.php?page=new_reply&index=1&id=21989&qu_Reply=2957&user=%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%B1">اقتبـاس ،،</a></li> <li data-xf-list-type="ul"><a href="https://forum.janatna.com/t21989&count=186#">إقتباس متعدد ،،</a></li> </ul><p></p><p></p><p>25-12-2021 02:46 صباحا</p><p><a href="https://forum.janatna.com/index.php?page=post&show=1&id=2958&num=189"><img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/open.gif" alt="مشاهدة مشاركة منفردة" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></a>[<a href="https://forum.janatna.com/t21989&count=186#2958">189</a>]</p><p><a href="https://forum.janatna.com/u116"><img src="https://forum.janatna.com/download/avatar/u116_732.jpg" alt=" صورة زهرة الصبار الشخصية " class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></a></p><p><strong>زهرة الصبار</strong></p><p>عضو فضي</p><p>تاريخ الإنضمام : 01-11-2021</p><p>رقم العضوية : 116</p><p>المشاركات : 6453</p><p>الجنس : <img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/gender_female.gif" alt="أنثى" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></p><p>الدعوات : 2</p><p>قوة السمعة : 10</p><p><img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/icon_user_offline.gif" alt="offline" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></p><p><img src="https://forum.janatna.com/look/images/icons/i1.gif" alt="look/images/icons/i1.gif" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /> رواية أسير عينيها</p><p></p><p>رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والسبعون</p><p></p><p>- احضني يا خالد، احضني اوي، ولو لمرة واحدة احضني علي اني شهد مش لينا.</p><p></p><p>اندفع يطوقها بذراعيه يضم رأسها لصدره، يغرزها بين أحضانه يعوضها ولو قليلا عن ما عانت بسبب قديما والآن، لم يكن يفكر في أي شئ وهو يحتضنها بينما تتشبيث هي بقميصه تنساب دموعه ودموعها معاّ، قاطع تلك اللحظات صوت شهقة، يعرف صاحبة ذلك الصوت جيدا فتح عينيه، ينظر سريعا لمصدر الصوت لتشخص عينيه فزعا حين رآها، لينا تقف أمامه مباشرة في شقة شهد تراه وهو يحتضنها بتلك الطريقة، والألم الذي رآه في عينيها أبشع مما قد يُوصف، في تلك اللحظة تحديدا عرف أن النهاية التي ظل حذرا منها يخطط لها جيدا قد أتت دون أن يحسب لها حساب.</p><p></p><p>احترقت مقلتيها وهي تشاهد بعينها زوجها بين أحضان اخري، كانت تشك والآن تأكدت أنه طعنها بخنجر الخيانة مرة اخري...</p><p></p><p>Flash back.</p><p></p><p>سمعت صوت رسالة تصل لهاتف خالد الآخر، التقطته تفتحه تنظر لما أرسل له وكانت الصدمة التي صفعتها حين قرأت علي سطح الشاشة جملة قصيرة وقعت علي قلبها كوقع النار في الهشيم نظرت لاسم المرسل حسام، حسام هي حقا كانت تشك في علاقته بخالد يكفي الشبه الغريب بينهما، كانت تراقب تصرفات حسام في المستشفى لتلاحظ أنه تقريبا يتصرف مثل زوجها تماما اختلافات طفيفة، لا يمكن ملاحظة الفرق بينهما والآن فقط تأكدت جميع شكوكها من كلمة واحدة في تلك الجملة القصيرة.</p><p></p><p>« بابا زيدان خلاص سافر ».</p><p></p><p>بابا! أعادت قراءة الكلمة مئات المرات عقلها يحاول ترجمة تلك الكلمة المكونة من أربعة أحرف فقط ( ب، ا، ب، ا ) أبيه خالد والد حسام، زوجها لديه ابن آخر، ولكن للحظات عقدت جبينها تتذكر أنها قرأت تاريخ ميلاد حسام في ملفه الخاص، حسام أكبر من لينا عمرا، إذا كيف يمكن أن يحدث ذلك، توسعت عينيها فزعا وشهقة فزعة خرجت من بين شفتيها، خالد متزوج قبلها، كان كما تعرف رحاب وابنته منها ماتت وشهد واجهضت طفلها، إذا كيف، هل يمكن أن يكن جراب الساحر يحوي خدع لم تعرفها، طوال تلك السنوات وخالد متزوج ويخفي عليها، قضت عمرا كاملا في كذبة نسجها هو واحكمها جيدا فلم تعرف الحقيقة من الكذب، والدها، والدها هو الوحيد الذي يقدر علي مساعدتها، والدها سيعرف كل شئ وحينها فقط ستعرف ما تفعل.</p><p></p><p>Back.</p><p></p><p>عادت من شرودها القصير تنظر له للحظات طويلة كانت او قصيرة في تلك اللحظات تحديدا الوقت نفسه توقف من وقع الصدمة، رأي في عينيها انعاكس صورته وهو يحتضن شهد تلك المسكينة بين ذراعيه ومسكينة أخري تقف أمامه وهو الجاني في الحالتين، لم يعبئ بصراخ حسام باسم والدته، ولا بصفرات الإسعاف التي بدأت تدوي بعنف في المكان، كل شئ توقف وهو ينظر لمقلتيها يري العذاب ينهمر منهما، دون أن تنطق بحرف واحد تحركت من الغرفة ومن المنزل بأكمله، أسرع حسام يحمل والدته التي فقدت وعيها تماما يركض بها لأسفل حيث سيارة الإسعاف، وقف هو مكانه يغمض عينيه لا يقدر علي الإتيان بحركة واحدة حتي، جر قدميه جرا الي الخارج، الأفكار في رأسه تغرق في بحر موحل أسود، يتوقع أسوء ما يمكن أن يحدث، نزل لأسفل ليجد حسام يصيح في المسعفين أنه لن يترك والدته، استقل حسام قسرا سيارة الإسعاف بصحبة والدته تتحرك سريعا للمستشفي، وعلي مرمي بصره بعيدا رآها توقف سيارة أجري ترحل هي الاخري وهو يقف عند مفترق الطرق، الخسارة حليفته من جميع النواحي، لا لن يخسر ابدا، سيشرح للينا الوضع كاملا لينا ستتفهم لينا تحبه لن تبتعد عنه، هرع إلي سيارته يركض إلي المنزل تاركا كل شئ خلفه.</p><p></p><p>في الحارة تحديدا في شقة منيرة، كانت تقف في المطبخ الكبير تمسك سكين كبير حاد تقطع به قطع البصل تعد الغداء، عقلها شارد سابح في كلمات السيدة منيرة التي تلقيها علي مسامعها كل ساعة تقريبا، إن تتحلي بالشجاعة، إلا تكن تلك الفتاة الضعيفة، ولكن كيف وهي فقط **** صغيرة انتزعت براءتها كزهرة انتزعوا رحقيها رغما عنها، انسابت دموعها رغما عنها لتمد يدها سريعا تمسح ما سقط من دموعها، شهقت بعنف مفزوعة حين شعرت بيد تلتف حول جسدها، أحد ما خلفها يضم ظهرها لصدرها، ارتجف جسدها ذعرا حين سمعت صوت مراد يهمس بخبث مقزز:.</p><p></p><p>- بقولك إيه ما احنا خلاص كتبنا الكتاب بلاش بقي شغل الشرف دا، دا انتي حتي حلالي وبكرة تبقي أم العيال.</p><p></p><p>انهمرت دموعها بعنف تحرك رأسها نفيا بقوة كادت أن تصرخ حين شعرت به يحط بكفه الغليظة فوق فمها يمنعها من الصراخ تشعر بيده الأخير تعتصر جسدها بغيظ يهمس لها محتدا:</p><p>- مش هنخلص بقي من الشغل دا هو أنا كل ما اجي جنبك تصرخي...</p><p></p><p>نظرت لباب المطبخ سريعا ستدفعه وتركض تهرب منه لتتوسع عينيها هلعا حين رأت الباب مغلق من اغلقه بالطبع هو، حركت جسدها بعنف تحاول إبعاده عنها بأي شكل كان، انتفض فؤادها حين سمعته يغمغم في مكر خبيث:</p><p>- أنا قافل باب المطبخ بالمفتاح، مش هتعرفي تهربي مني، أوعدك هاخد منك اللي أنا عاوزه وبعدين اطلقك كفاية اوي إني ادبست فيكي، وخدتك علي عيبك.</p><p></p><p>توقفت عن الحركة وكلماته السامة تنغرز في روحها كنخجر سام مشتغل يحرق روحها بنيران الظلم والقهر، استغل هو حالة الاستسلام التي أصابتها ليدفعها علي أرض الحجرة، يبتسم متشفيا يخلع قميصه ببطئ مخيف، بينما هي كحجر أصم تنظر للفراغ تتذكر وهي ابدا لم تنسي حادثة قديمة سلبت روحها، دفعت ثمنا ليس لها به ذنب...</p><p></p><p>Flash back</p><p>خرجت من غرفتها متأففة من رائحة تلك السجائر البغضية التي تملئ المكان، نظرت لشقيقها الذي بالكاد يفتح عينيه مستلقي علي الأريكة عقله يلهو في نشوة ذلك السم، وقفت روحية أمامه تصيح فيه:</p><p>- حرام عليك يا سيد إنت إيه يا اخي ما بتحسش ما عندكش دم، الناس بقت بتقرف مننا بسبب القرف اللي أنت بتبيعه وبتشربه دا، اتقي **** بقي.</p><p></p><p>جل ما حدث أنه أبتسم ابتسامة بلهاء مغيبة ولم يعقب بحرف واحد، زفرت حانقة من حاله ليصدح صوت دقات عنيفة في تلك اللحظة أصابها الذعر من تلك الدقات المخيفة وصوت اجش يصدح من خلف الباب المغلق:</p><p>- افتح يا سيد، افتح لاكسر الباب فوق دماغك، أنا عايز فلوسي يا سيد.</p><p></p><p>ازدردت لعابها خائفة من ذلك الصوت الأجش المخيف، وقفت للحظات في حيرة من أمرها لا تعرف أتتقدم للأمام أم تذهب للخلف تختبئ خلف باب غرفتها المهترئ القديم، لمحت بطرف عينيها اخيها يترنح واقفا يتوجه بخطوات مترنحة ثقيلة تجاه باب منزلهم لتتوجه هي إلي غرفتها تغلق الباب عليها، اقتربت من الباب المغلق تلصق اذنيها به تحاول أن تسترق السمع لتعرف ما يحدث بالخارج، سمعت ذلك الصوت الغليظ وهو يصيح في أخيها:.</p><p></p><p>- بقولك ايه يا سيد أنا عايز فلوسي أنت واخد مني بضاعة بعشر تلاف جنية، لا جبت البضاعة ولا سددت تمنها، فتجيب فلوسي بالذوق احسنلك.</p><p></p><p>سمعت صوت ضحكة تائهة تأتي من أخيها ليغمغم بعدها بهذيان مخيف:</p><p>- فلوسك بح، طارت مع الحمام، ما فيش فلوس، اقولك حاجة حلوة، شايف الباب دا، وراه أختي خدها مكان فلوسك.</p><p></p><p>توسعت عينيها في هلع كممت فمها بيمناها بينما تلطم خدها بيسراها، بما يهذي ذلك المجنون، لحظات وسمعت صوت ضحكات الرجل الآخر يتمتم بنبرة سوداء:</p><p>- وماله بس عارف لو طلعت مش حلوة، هعلقك علي باب حارتكوا يا سبع الرجالة.</p><p></p><p>تضاربت دقاتها ذعرا تستمع لخطوات من غرفتها لتعود هي للخلف تلقائيا تنظر ناحية الباب بهلع مفزوعة بل تكاد تموت خوفا، والباب القديم لم يحتاج سوي دفعة واحدة وانفتح علي مصرعيه لتجحظ عينيها في فزع شهقت تنظر لذلك الرجل ضخم الجثة بشكل مخيف ينظر له نظرات سوداء مقززة ابتسامة خبيثة تعلو ثغره تفرسته عينيه، ليغض علي شفتيه يغمغم في نهم:</p><p>- لاء تستاهلي دا انتي مش حلوة بس، دا انتي حلوة اوي.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا بذعر مرة تليها اخري واخري انهمرت دموعها تنظر له تتوسله بنظراتها الضعيفة الا يؤذيها، خرجت صرخة مستجيدة من بين شفتيها تصيح باسم أخيها:</p><p>- سيد الحقني يا سيد، ابوس ايدك الحقني.</p><p></p><p>تعالت ضحكات ذلك الواقف يتوجه ناحيتها بخطي واسعة يتمتم في خبث:</p><p>- سيد خلاص مش في الدنيا أنا مديله صنف جديد يا هيعلي معاه يا هيجيب أجله...</p><p></p><p>هرعت الي النافذة تود الصراخ عل أحدهم ينقذها، لم تكد تصل للنافذة الصغيرة شعرت به يقبض علي خصلات شعرها يكمم فمها بكفه الغليظة يهمس لها مستمتعا:</p><p>- لا لا لا خلينا كدة حلوين مع بعض، ما هو اكيد أنا مش اول واحد اخوكي يبيعك ليه.</p><p></p><p>حاولت بإستماتة مقاومته دفعه بعيدا عنها، ولكن كانت كصخرة صغيرة في وجه الجبل، صفعه قوية من يده الغليظة جعلتها تسقط أرضا تصطدم رأسها بالأرض تحتها بعنف قاسي، رفعت رأسها بضعف شديد لتراه يقف أمامها مباشرة يبتسم متشفيا يخلع قميصه ببطئ مخيف، ربما كان الموت أقل ألما من سلخ الروح حيا</p><p>Back.</p><p></p><p>تحركت مقلتيها بجنون تتذكر وتتذكر، الموقف يُعاد الحادثة تتكرر وهي الضحية في كلا الحالتين، نظرت لمراد بشراسة لتهب في لحظة تقف أمامه تمسك سكين المطبخ الكبيرة تشهرها أمام صدره العاري تصرخ بحرقة:</p><p>- لو قربت مني هقتلك، إنت فاهم هقتلك..</p><p></p><p>ضحك مراد ساخرا ينظر للسكين في يدها نظرات متهكمة، ليعاود النظر إليها باستخفاف يغمغم ساخرا:</p><p>- ارمي يا ماما اللعبة اللي في ايدك دي وحاسبي لتعورك، أنا قولتلك نمشيها بالذوق بس واضح كدة أنك ما بتجيش غير بالغصب.</p><p></p><p>احتدت عينيه غضبا ليندفع ناحيتها، فما كان منه الا ان صرخ بعنف متألما حين جرحت يده التي حاولت الإمساك بها جرح ليس بهين، قبض على ذراعه يصيح متألما بينما تصرخ هي بجنون:</p><p>- مش هسيبك تدبحني زيه، لو قربت مني هقتلك.</p><p></p><p>مع تلك الصرخات تعالت صيحات أدهم يدق علي باب الغرفة بعنف يصرخ في مراد غاضبا:</p><p>- مراد أفتح يا مراد، مراد حرام عليك يا أخي ما تأذيهاش، افتح الباب يا مراد.</p><p></p><p>حملق مراد بتلك الواقفة تمسك بالسكين بنظرات مصدومة فزعة لا يصدق أنها كادت تقتله جرحت ذراعه بذلك الجرح المخيف، بينما كانت تقف هي ترتجف بعنف تقبض بكفيها علي السكين تتساقط قطرات الدماء من نصلها، جسدها يرتعش تنهمر دموعها بعنف بلا توقف تهذي بحرقة:</p><p>- مش هسيبك تدبحني زيه، لأ لأ.</p><p></p><p>شهقت بعنف حين كسر أدهم باب المطبخ القديم دفعة وأخري كان سقط أرضا، ظهر عند باب الغرفة، توسعت عينيه مدهوشا حين رأي المشهد بالداخل، كان يتوقع شيئا آخر تماما، هرولت روحية ناحيته ما أن رأته وقفت خلف ظهره تقبض علي تلابيب ملابسه تهمس من بين شهقاتها العنيفة:</p><p>- ابعده عني، أبعده عني...</p><p></p><p>نظر أدهم مشفقا لتلك التي ترتجف بعنف تتمسك بملابسه كطفلة صغيرة مذعورة، ليعاود النظر لمراد بإشمئزاز يصيح فيه محتدا:</p><p>- أنت ايه يا أخي شيطان، شايل قلبك وضميرك، دا الشيطان نفسه يصعب عليه يأذيها دي عيلة صغيرة ما كملتش 20 سنة، إيه ما فيش في دماغك غير القرف دا...</p><p></p><p>اشتعلت عيني مراد بنيران غضب سوداء قاتمة يكفي ما فعلت تلك البلهاء منذ لحظات والآن أخيه الأحمق يعطيه درسا في الأخلاق اندفع ناحيته يطحن أسنانه بغيظ قبض علي تلابيب ملابس أدهم بعنف يصرخ فيه:</p><p>- دي مراتي، أعمل فيها اللي أنا عاوزه، أبعد من طريقي، احسنلك يا أدهم.</p><p></p><p>جل ما حدث أن ارتسمت ابتسامة صغيرة متهكمة علي شفتي أدهم نظر ليدي مراد التي تقبض علي تلابيب ملابسه نظرات باردة، رفع يده بهدوء تام يقبض بأصابعه علي الجرح النازف في يد مراد ليصرخ الأخير ألما بينما توسعت ابتسامة أدهم يتشدق مستمتعا:.</p><p></p><p>- عارف يا مراد أنا تربية حمزة السويسي، ولو مش عارف مين هو حمزة السويسي دا واحد لما كان بيتكلم كان الشيطان بيجب ورقة وقلم ويقعد يتعلم منه، علمني كويس اوي اني ما اخدش حقي بدراعي لاء، اخده بدماغي، ادور علي نقط ضعف اللي قدامي وادوس عليها...</p><p>انهي كلامه ليضعط بعنف علي يد مراد فصاح الأخير متألما، ترك أدهم ذراع مراد ليقبض بيمناه فقط علي تلابيب ملابس شقيقه يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- علمني ابقي ومحترم وحنين مع الناس اللي تستاهل، وابقي اسوء خلق **** مع اللي يفكر يدوسلي علي طرف ولا يجي علي حقي، فاهمني يا مارو.</p><p></p><p>لفظه بعيدا عنه بعنف ليرتد مراد للخلف ينظر لأدهم مدهوشا لم يعتاد منه ذلك الوجه الإجرامي، لم يره منه فقط، تحرك أدهم يلف ذراعه حول كتفي روحية يصطحبها للخارج بعيدا عن مراد، خرج بها من المطبخ ناحية صالة المنزل لتتوسع عينيه في ذهول حين رآها، هي تقف أمامه عند باب المنزل الذي فُتح توا تقف جوار جدته، زاد وجيب قلبه، تسارعت أنفاسه ينظر لها مدهوشا، بينما غزا الألم مقلتيها حين رأته يلف ذراعه حول كتفي تلك الفتاة، تري من هي، ولما يحتضنها بذلك الشكل، بهذه السرعة نسيها وأحب وربما تزوج من اخري، فاض الألم من حدقتيها، شعور بشع نهش قلبها، التفتت تود الهروب والركض تندم لأنها جاءت إليه، كانت فقط تريد رؤيته للمرة الأخيرة قبل أن ترحل ويا ليتها لم تفعل، ها هو قد نسيتها بين ذراعيه داخل صدره استطونته غيرها، ما كادت تتحرك انتفض هو ابتعد عن روحية يركض ناحيتها يمسك برسغ يدها يهتف متلهفا مذعورا:.</p><p></p><p>- مايا استني، أنتي فاهمة غلط و**** فاهمة غلط.</p><p></p><p>التفت له ترميه بنظرات حاقدة كارهة، شدت علي أسنانها تحاول بعنف جذب يدها من يده، صرخت فيه باكية:</p><p>- أبعد عني...</p><p></p><p>دي مرات مراد اخويا و**** مرات اخويا، صاح بها متلهفا يتمسك بيدها كأنها طوق نجاته الأخير في هذه الدنيا، توقفت مايا عن الحركة تنظر لتلك الفتاة تقطي جبينها متشككة، لتتوسع مقلتيها في صدمة حين رأتها تمسك سكين غارقة في الدماء، وبالقرب منهم يقف شاب ذراعه الأيمن به جرح طويل ينزف بغزارة، ابتلعت لعابها خائفة، تنظر لما يحدث مدهوشة، لم تفق علي الا صوت شهقة قوية أتت من السيدة الواقفة جوارها، ضربت منيرة بيدها علي صدرها تغمغم مذعورة:.</p><p></p><p>- في ايه يا أدهم، ايه الجرح اللي في ايد مراد دا.</p><p></p><p>نظر أدهم لمراد الذي التقط قطعة قماش يلفها حول جرح يده، ليعاود النظر لمنيرة شد علي أسنانه يغمغم حانقا:</p><p>- حادثة بسيطة مراد كان بيهزر مع روحية ويشد منها السكينة فعورت ايده...</p><p></p><p>اقترب أدهم من روحية يجذب السكين من يدها أعطاها لجدته يبتسم في هدوء مغمغا:</p><p>- كوباية عصير يا جدتي.</p><p></p><p>جذب يد مايا خلفه إلي غرفته، لتجذب منيرة يد روحية تتوجه بها ناحية مراد تنظر له بشراسة تهمس له بصوت خفيض حانق:</p><p>- اقطع دراعي، أنك كنت عايز تأذي البت، مش كدة، لو هي اللي عملت فيك كدة تستاهل ما عندكش ريحة الدم، كاتك الارف في شكلك.</p><p></p><p>احتدت عيني مراد في غيظ يرمي روحية بنظرات قاتلة يتوعدها بالاسوء دفع جدته بعيدا عن طريقه بعنف لتشهق روحية مذعورة تسرع بإسنادها، تحرك مراد لخارج المنزل دون أن يلقي عليهم نظرة واحدة، أسرعت روحية بإسناد منيرة إلي اقرب مقعد اجلستها تسألها متلهفة:</p><p>- انتي كويسة.</p><p></p><p>ابتسمت منيرة في شحوب تحرك رأسها إيجابا ربطت علي الوسادة الخالية جلست روحية لتربت منيرة علي يدها تسألها بترفق:</p><p>- انتي اللي عملتي فيه كدة.</p><p></p><p>ادمعت عيني روحية اخفضت انظارها أرضا تؤمي برأسها إيجابا بخفة، همست بصوت خفيض مقهور:</p><p>- هو ليه مؤذي كدة أنا ما اذيتوش، أنا عملتش حاجة عشان يحصل فيا كل دا.</p><p></p><p>زفرت منيرة حزينة علي حال الفتاة وحال حفيدها قبلا عادت تربت علي يد روحية من جديد تهمس لها مشفقة:.</p><p></p><p>- يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار يا بنتي، وحيد لما طلق نعمات أم مراد ما كدبتش خبر وراحت اتجوزت ورمت ابنها، ووحيد راح اتجوز وسافر هو ومراته يشتغل في بلد عربي كان مراد عنده خمس سنين بالكتير، وانا كنت علي قد حلاتي أوي كنت يادوب بوفرله مصاريف المدرسة، مراد عاش محروم من حنية الأم وسند الأب، كنت بحاول و**** يا بنتي اعوضه، بس ما فيش فايدة، مراد بقي بيكره اي حد أحسن منه وممكن يعمل اي حاجة عشان يأذيه، وبيحس بنصر أنه اقوي من حد وإن في حد أضعف منه، شيطان نفسه يا بنتي هقول إيه بس حاولت معاه كتير وما فيش فايدة فيه.</p><p></p><p>انهمرت دموع روحية بغزارة تنعي مأساتها هي وليست مأساة مراد فهي تعذبت إضعاف ذلك ولم تفكر أبدا في أذية من كان ولكن العكس تماما حدث، هي من يؤذيها الناس، هي من تقتل بكل نظرة، زاد نشيجها لتهمس من بين شهقاتها المختنقة:.</p><p></p><p>- أنا ذنبي إيه، أنا شوفت عذاب وذل إضعاف ما هو شاف، ابويا وامي ماتوا وأنا عيلة صغيرة، وسيد أخويا كان بيضربني صبح وليل، وفي الآخر ادبحت وجه هو يكمل عليا، ليه الدنيا بتكرهني كدة أنا ما اذتش حد</p><p>و**** عمري ما اذيت حد.</p><p></p><p>جذبتها منيرة تعانقها تخبئها بين ثنايا أحضانها الدافئة، لتتسمك روحية بها تنخرط في البكاء.</p><p></p><p>توقفت سيارته أمام أحدي المطاعم الحديثة التي تقدم الوجبات السريعة، نزل سريعا من السيارة ليلتف حولها فتح الباب المجاور لها ينحي للأمام قليلا يتمتم مبتسما:</p><p>- تفضلي أميرتي.</p><p></p><p>ابتسمت شبه ابتسامة تنزل من سيارته تلتقط حقيبتها سارت جواره إلي داخل المطعم، إلي اقرب طاولة فارغة اسرع يتقدمها يجذب لها المقعد جلست ليدفعه للأمام قليلا برفق، يفعل نفس الحركات التي كان يفعلها زيدان تقريبا، ابتلعت لعابها مرتبكة حين مر طيفه في عقلها حركت رأسها نفيا سريعا تزيح الصورة من رأسها، جلس معاذ علي المقعد المقابل لها يتمتم مبتسما في سعادة:.</p><p></p><p>- ما تعرفيش أنا سعيد ازاي عشان خرجنا مع بعض، بجد كنتي وحشاني أوي، قوليلي بقي تحبي تاكلي ايه أنا عن نفسي واقع من الجوع.</p><p></p><p>ابتسمت تمد يدها تفتح زجاجة المياة الموضوعة علي الطاولة ارتشفت منها القليل لتغلقها، حركت رأسها نفيا بخفة ترسم ابتسامة باهتة علي شفتيها:</p><p>- لا يا معاذ شكرا أنا مش جعانة ممكن اخد عصير فراولة.</p><p></p><p>ظهرت خيبة الأمل جلية علي قسمات وجهه إلا أنه ابتسم يومأ برأسه إيجابا، أشار للنادل يمليه ما يريدان، بينما وجهت هي انظارها لحائط الزجاج الكبير جوارها تنظر للشارع من خلاله توسعت عينيها في دهشة حين رأته يقف هناك عند إشارة المرور يبتسم يلوح لها، تسارعت دقات قلبها أغمضت عينيها سريعا وفتحتها لتراه اختفي، ابتلعت لعابها متوترة التفت برأسها لمعاذ الذي بادر يقول بابتسامة واسعة لا تغادر ثغره:.</p><p></p><p>- قوليلي بقي، مبسوطة في الشغل عند باباكي في الشركة، لو مش مبسوطة أنا عندي علاقات كتير اقدر اجبلك شغل في اي مكان تحبيه.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا ارتسمت ابتسامة متوترة علي شفتيها تغمغم في ثبات:</p><p>- لا بالعكس أنا مبسوطة جدا بالشغل في شركة بابا...</p><p></p><p>ابتسم لها كاد أن يقول شيئا ما هو فقط من يعرفه حين دق هاتفه أخرجه من جيب سرواله نظر لاسم المتصل ليعاود النظر للينا يتمتم مبتسما:</p><p>- ثواني هرد علي الموبايل.</p><p></p><p>قام من مكانه متجها لخارج المطعم وقف خارجا يتحدث في هاتفه لتسمع هي في تلك اللحظات أصوات ضحكات صاخبة لفت رأسها لمصدر الصوت لتجد فتاة شابة تجلس جوار رجل من خاتم الزواج الذي يطوق إصبع يد الفتاة اليسري عرفت أنه زوجها يجلسان متجاوران، كل منهن يرتدي قفازات بيضاء شفافة يمسكان شطائر كبيرة من اللحم يسيل منها الجبن يغرق قطع البطاطس التي تفترش الطاولة، يضحكان علي مشهد الفتاة والجبن يلطخ وجهها، ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيها حين اخذها عقلها لمشهد مشابة.</p><p></p><p>Flash back</p><p>وقف بسيارته أمام أحدي المطاعم المتخصصة في المأكولات البحرية نزل منها ليلتف حول الباب فتح البا لها يشبك أصابعه في أصابعها يلتف الهواء البارد يتطاير معه خصلات شعرها، إلي داخل المطعم اتجها، مقعدين متجاورين جلست وجلس جواره ليلف ذراعه حول كتفيها خلع نظارته الشمسية لتقابل زرقاء عينيه القاتمة سمعت صوته يسألها مبتسما:</p><p>- مبسوطة.</p><p></p><p>أوي، كلمة واحدة نطقتها تعبر بها عن سعادتها في تلك اللحظة يكفي أنها ما عادت تخشي الناس باتت تتحرك بينهم كأنها جزء منهم، اكتشفت اخيرا حبها لزوجها العاشق، وقريبا ستفاجئه بحفلة مميزة لهما فقط تعترف له بحبها، اجفلت علي حركة يلبسها قفازات شفافة في يدها قطبت جبينها متعجبة ليغمغم هو مبتسما:</p><p>- البسيها عشان ايدك ما تتوسخ وانتي بتاكلي، اكل السمك ما ينفعش معاه شوك وسكاكين.</p><p></p><p>ضحكت بخفة تلتقط القفاز الآخر ترتديه هي تحرك أصابعها بخفة داخل القفازات صدم كتفه بكتفها برفق، التفتت له ليغمزها يتمتم مبتسما:</p><p>- شبه الجوانتيات بتاعت الدكاترة، اكيد وحشتك الكلية مش كدة.</p><p></p><p>اختفت الإبتسامة من فوق شفتيها تنهدت حزينة تحرك رأسها نفيا بلعت لعابها تغمغم باختناق:</p><p>- بصراحة يا زيدان أنا ما بحبش الكلية دي وعايزة اسيبها.</p><p></p><p>ظهرت الصدمة جلية علي قسمات وجهه ظنها فقط تمزح بالطبع تمزح، خرجت منه ضحكة غير مقصودة يسألها متعجبا:</p><p>- انتي بتهزري يا لينا صح، جاية تكتشفي انك ما بتحبيش الكلية وعايزة تسيبيها بعد خمس سنين، اخترتيها ليه من الأول.</p><p></p><p>خرجت من بين شفتيها تنهيدة حارة مثقلة قيد آخر من القيود التي لفها والدها حول معصميها رغما عنها همست بخفوت حزين:</p><p>- بابا السبب...</p><p></p><p>قاطعها قبل أن تكمل ما ستقول ليقول سريعا:</p><p>- لاء معلش انا كنت حاضر الموقف كله، خالي سألك عايزة تدخلي كلية إيه يا لينا قولتيله مش عارفة، قالك سهيلة صاحبتك هتدخل طب تحبي تدخلي انتي كمان ولا في دماغك كلية تانية، قولتيله خلاص هبقيةمع سهيلة.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا تؤكد كل حرف يقوله اخفضت رأسها أرضا تزيح خصلات شعرها خلف أذنيها تكمل له الجزء الآخر من القصة الذي لا يعرفه هو:</p><p>- فعلا دا حصل، بس بعدها بشهرين تقريبا ما قدرتش استحمل الدراسة في الكلية ما حبتهاش، روحت لبابا وقولتله أنا مش عايزة اكمل في الكلية دي، زعقلي وقالي دا اختيارك ولازم تتحملي نتيجته ورفض تماما اني انتقل من الكلية.</p><p></p><p>قطب جبينه غاضبا لما يفعل خاله ذلك، نظر لتلك الجالسة جواره مد يده يرفع رأسها برفق ابتسم يحادثها بحنو:</p><p>- أول ما نرجع القاهرة هننقل من ورقك من كلية الطب لأي كلية أنتي عيزاها.</p><p></p><p>توسعت عينيها في دهشة لم تتوقع ذلك الرد منه ابدا كانت تظنه انه سيخبرها أن تتأقلم مع الوضع إلي أن تنتهي مع دراستها ولكنه حقا فاجئها وأسعدها توترت حدقتيها حين تذكرت والدها لتهمس له مرتبكة:</p><p>- بس بابا</p><p>رفع سبابته أمام فمها يمنعها من إكمال ما تقول</p><p>يحادثها بحزم لين:.</p><p></p><p>- أنتي مراتي يا لينا، يعني صاحب القرار الأول والأخير في اي حاجة تخصك، وأنا مش هسمح أنك تكملي في دراسة انتي مش عيزاها، أنا دايما جنبك وفي ضهرك، يلا يا حبيبتي بقي ناكل الأكل تلج.</p><p></p><p>خرجت من شرودها السعيد فجاءة علي حركة يد معاذ أمام وجهها، تحركت عينيها ناحية وجهه لتختفي صورة زيدان ويحل محلها معاذ الذي يقف يبتسم لها يسألها قلقا:</p><p>- لينا انتي كويسة.</p><p></p><p>بصعوبة زيفت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، تحاول إخراج قلبها من تلك الفقاعة الوردية التي تملكته فجاءة.</p><p></p><p>علي صعيد آخر بعيد للغاية لم يكن حاله أفضل إطلاقا، يجلس علي المقعد في احدي المطاعم أمامه إنجيلكا التي تتحدث بإنطلاق بلا توقف تخبره بمدي سعادتها بوجودها في مصر وتعرفها عليه، هي تتحدث ومعه وهو في واد آخر عقله أخذ قلبه وفر في بوتقة أحلامه يذوب مع عشقه يتذكر سعادته القصيرة معها ضحكاتها ابتسامتها كلامها خجلها، يتلف معهم جميعا في حلم وردي جميل، حلم لم يدم طويلا استيقظ منه سريعا حين شعر بيد تحرك ذراعه بعنف، قطب جبينه غاضبا ليجد انجليكا تنظر له قلقة تحادثه متلهفة:.</p><p></p><p>- zedan are you ok.</p><p></p><p>رسم ابتسامة صفراء مجاملة علي شفتيه يومأ برأسه إيجابا، لا يعرف لما شعر في تلك اللحظة بقبضة قوية تعتصر قلبه يشعر بقلق لا يعرف له سبب علي صديقه حسام، لم ينتظر انتشل هاتفه من جيبه يطلب رقم حسام مرة تليها أخري وأخري وأخري، يشعر بالقلق يتفاقم عليه، اخيرا أجاب سمع صوت حسام الباكي ما أن فتح الخط:</p><p>- أمي بتموت يا زيدان.</p><p></p><p>انتفض من مكانه توسعت عينيه فزعا ليهدر سريعا:</p><p>- أنا جايلك حالا مسافة السكة هبقي قدامك.</p><p></p><p>اغلق الخط يخرج النقود من جيبه وضعها علي الطاولة ليأخذ طريقه ركضا لخارج المطعم، وصل إلي سيارته ليقفز فيها ما كاد يتحرك بها شعر بها تستقل المقعد المجاور له التفت برأسه لها يصيح فيها:</p><p>- انجليكا انزلي، أنا نازل مصر.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا بعنف تعقد ذراعيها أمام صدرها تقول في حزم:</p><p>- نو أنا هاجي مآك مصر.</p><p></p><p>لم يكن له الوقت ليجادلها يرغب فقط في أن يصل لصديقه بأسرع وقت ممكن، دهس مكابح السيارة بعنف يأخذ طريقه عائدا لدياره.</p><p></p><p>اخيرا وصل بعد طول عناء حادث بشع علي الطريق ادي لوقف حركة المرور الوقت لا يمر ابدا، كاد أن ينزل من سيارته ويتحرك ركضا يود فقط أن يلحق بها، يشرح لها ما تجهله، سيشرح لها الوضع كاملا وهي ستتفهمه لينا تحبه لن تتركه، من المستحيل أن تفعل، توقف بسيارته في الحديقة لينزل من السيارة يتحرك بخطي سريعة متلهفة إلي باب منزله، فتح الباب بمفتاحه الخاص ليراها، وقعت عينيه عليها ما أن دخل تجلس هناك علي الأريكة تبتسم!، ابتسامة هادئة ابتلع لعابه مرتبكا حين رأي حقيبة ملابس كبيرة جوارها مباشرة، وقفت ما أن رأته تحركت خطوتين للأمام ابتسمت تحادثه بهدوء شديد:.</p><p></p><p>- إتأخرت، بقالي كتير مستنياك، ما علينا، طلقني.</p><p></p><p>توسعت عينيه مصدوما حين نطقتها بسلاسة شديدة كأنه تخبره بأن يحضر لها كوب ماء، حرك رأسه نفيا سريعا تقدم ناحيته يحاول أن يشرح لها ما رأت بعينيها:</p><p>- لينا اسمعيني بس، الموضوع مش.</p><p></p><p>رفعت كفها أمام وجهه لترفع كتفيها بعدم اهتمام، حقا لم يعد يهم ما سيقول بعد ما رأت وعرفت انتهي الحديث قبل أن يبدأ، حركت رأسها نفيا بخفة تردف مبتسمة:</p><p>- مش، لاء هو مش مهم حقيقي اي الموضوع، المهم نتيجته، فلو سمحت بهدوء طلقني.</p><p></p><p>قطب جبينه مدهوشا من طريقتها الغريبة في الحديث، يعرف أنها تتألم تنزف قلبها يدمي ولكنها حتي لم تزرف دمعة واحدة وربما فعلت قبل أن يأتي، أسرع في خطواته يقف أمامها مباشرة يردف منفعلا:</p><p>- مش هطلقك يا لينا، ما فيش اي حاجة في الدنيا دي تجبرني إني اطلقك، انتي مراتي ولحد تخرج روحي من جسمي.</p><p></p><p>ضحكت، الموقف لم يعد به ما يستدعي الضحك ولكنها ضحكت بخفة، علي ما يقول عادت تجلس مكانها علي الأريكة من جديد همهمت تردف ساخرة:</p><p>- امممم، احنا هنرجع بقي لشغل الجنان بتاع زمان، بس للأسف لينا بتاعت زمان مش هي لينا بتاعت دلوقتي، لآخر مرة يا خالد بقولهالك بهدوء، طلقني كدة خلصت، خلاص، روح لمراتك وابنك هما أحق بيك دلوقتي، مراتك تعبانة شكلها.</p><p></p><p>اشتعلت دمائه غضبا فما كان منه إلا أن اقترب منها قبض علي ذراعيها يجذبها لتقف أمامه يصيح فيها محتدا:</p><p>- مالك يا لينا فيكي إيه، طلاق مش هطلق يا لينا وخروج من البيت دا مش هيحصل، أنا ما اتجوزتش شهد حبا في الجواز كنت اتجوزت من زمان، أنا بس ضميري كان هيموتني بسبب اللي حصل فيها زمان بسببي.</p><p></p><p>رفعت يدها تشير لنفسها توسعت عينيها في صدمة، ابتسمت ابتسامة متألمة معذبة تصيح بحرقة:</p><p>- وأنا، أنا فين، ضميرك ما بيأنبكش علي اللي عملته وبتعمله فيا، ما حطتنيش في حساباتك، قولت مش مهم هي كدة كدة بتسامحني.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا سريعا يحاول امتصاص حالة الصدمة التي هي فيها ليردف سريعا:.</p><p></p><p>-أنا ما حسبتهاش كدة، أنا شوفت شهد بعد سنين أنتي أكتر واحدة عارفة أنا قد ايه بتعذب بذنبها، طلبت منها تسامحني كان شرطها الوحيد أني اتجوزها، حاولت بكل الطرق اقنعها اني هقدر اعوضها بأي شكل تاني بس هي رفضت، ما كنش قدامي حل تاني صدقيني ما كنش قدامي حل تاني، لينا أنا بحبك والدنيا كلها عارفة اني عديت مرحلة الجنان بيكي، عمري ما افكر اجرحك او ااذيكي ابدا دي الحكاية كلها.</p><p></p><p>ابتعدت عنه فكت حصار ذراعيه تعود للخلف تحرك رأسها نفيا مرة تليها أخري وأخري، عند ذلك الحد هطلت دموعها تصيح فيه:</p><p>- حسيت بالذنب ناحيتها وما حستش بالذنب ناحيتي، بتحبني وأنت بتتجوز عليا، بتحبني وأنت بترمي نفسك في حضن واحدة تانية، حب ايه دا، أنت ما بتحبش غير نفسك يا خالد، ومستعد تعمل اي حاجة عشان خاطرها، بس لا خلاص يا خالد كل اللي بينا خلص، شوفتك بعيني واخدها في حضنك...</p><p></p><p>أنا بكرهك يا خالد بكرهك اوي!، طلقني بقولك طلقني.</p><p></p><p>حرك رأسه نفيا بعنف كور قبضته يشد عليها قلبه علي وشك أن ينفجر من حالتها البائسة علا صوته يصيح محتدا:</p><p>- مش هطلقك يا لينا انتي فاهمة، هتفضلي مراتي علي ذمتي سواء وافقتي علي دا او لاء.</p><p></p><p>- أنت مجنون...</p><p>جملة واحدة صرخت بها بحرقة قلبها النازف مما عرفت روحها تصرخ وجعا مما عرفت ورأت بعينيها، لتراه يفتح ذراعيه علي آخرهما يصرخ بنبرة عالية حادة مختلة:</p><p>- ايوة أنا مجنون، مجنون يا لينا، اطلبلي العباسية يحجزولي أوضة فيها، بس بسرير كبير عشان يوم ما هدخلها هاخدك معايا...</p><p></p><p>تسارعت أنفاسها بحدة تنظر له بكرة نافرة كارهة لتصرخ بقهر:</p><p>طلقني يا خالد، بقولك طلقني، طلقني لهخلعك.</p><p></p><p>وقعت الكلمة بعنف علي نفسه، وقف متجمدا للحظات ينظر له مصدوما عينيه شاخصة تحرك ناحيتها وقف أمامها مباشرة يلف ذراعيه حول خصرها جذبها بعنف لترتطم بصدره رفعت وجهها تنظر له بقهر لتحتد قسماته يهمس بكلمة واحدة:</p><p>- تخلعيني؟!</p><p></p><p>أحمر وجهها غضبا تحاول الإفلات من بين يديه تدفعه بعيدا عنها بعنف تصرخ فيه:</p><p>- ايوة هخلعك، طلقني بالذوق احسنلك بدل ما افضحك وتبقي خالد باشا المخلوع، وأنت عارف بابا يقدر يخلعك في لحظات.</p><p></p><p>وقف صامتا للحظات قبل أن يقترب برأسه منها يهمس جوار اذنيها بنبرة جنون تعرفها عاصرتها قديما:</p><p>- لينا هانم الشريف، بنت جاسم باشا الشريف، أنتي مراتي غصب عن عينك انتي وابوكي، وخلي جاسم باشا الشريف يجيب آخره، أنا لو عايز انسفه مش هتطلع عليه شمس بكرة...</p><p></p><p>دفعته في صدره بعنف ليتركها بملئ ارادته عاد خطوتين للخلف لتتوجه هي ناحية حقيبة ملابسها قبضت علي ذراعها تجذبه بعنف ليخرج من مكانه شدته بقوة التفتت ناحية خالد تمسح ما سقط من دموعها بعنف تردف بثبات:</p><p>- ما تزعلش من اللي هعمله.</p><p></p><p>جذبت حقيبتها لتخرج بخطي سريعة من المنزل كان بين شقي الرحي أما أن يتركها تغادر او يجبرها علي البقاء، وهي حقا في حالة لا تسمح له بأن يجبرها علي أي شئ ربما من الافضل أن تبتعد قليلا حتي تهدئ، لم يمنع قدميه أن تتحرك ناحية الحديقة، رآها تتوجه الي سيارتها في لحظة وقوف سيارة ابنتهم في حديقة المنزل، نزلت لينا من سيارتها قطبت جبينها متعجبة تنظر لحالة والدتها وتلك الحقيبة فئ يدها توجهت لها سريعا تسألها قلقة:.</p><p></p><p>- مالك يا ماما ايه الشنطة دي، وبتعيطي ليه.</p><p></p><p>ابوكي طلع متجوز عليا، نطقتها لينا بسخرية مريرة لتتوسع عيني الأخيرة تنظر ناحية والدها في دهشة، كيف مستحيل أن يفعل والدها ذلك، اجفلت علي جملة والدتها:</p><p>- هتيجي معايا عند جدك ولا هتفضلي هنا.</p><p></p><p>ابتلعت لعابها مرتبكة لا تعلم كيف انقلب الحال فجاءة وتقف في موضوع اختيار بين والديها، والادهي من ذلك والدها متزوج من أخري، لما يفعل ذلك من الأساس الجميع يتغني بعشقه العظيم لوالدتها كيف يفعل بها ذلك، جاء صوت والدها قريبا منها:</p><p>- روحي مع ماما يا لينا ما تسيبهاش لوحدها.</p><p></p><p>ابتسمت لينا « الشريف » ساخرة تنظر لابنتها:</p><p>- هستناكي في العربية هاتي شنطة هدومك.</p><p></p><p>استقلت مقعد السيارة الخلفي تغلق بابها بعنف، بينما أسرعت الصغيرة للداخل لتجلب حقيبة ملابسها، وقف خالد بالقرب من سيارة زوجته لحظات قبل أن يتحرك ناحيتها فتح الباب المجاور لها يدني بجسده قليلا ناحيتها يحادثها نادما:</p><p>- أنا عارف اني غلطان وانك مجروحة بس اديني فرصة افهمك الموضوع كله، زمان من سنين طويلة رفضتي تسمعيني فاكرة وصلنا لحارة سد وخدتي المسدس بتاعي وهددتيني أنك هتموتي نفسك لو ما طلقتكيش، فاكرة.</p><p></p><p>رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة، رأي نظراتها الصارخة داخل مقلتيها الصامتة، ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيها تردف ساخرة:</p><p>- كنت غلطانة، انت ما تستاهلش أموت نفسي بسببك.</p><p></p><p>ويال سخرية القدر لينا كلامها بات أحد من الرصاص، جاء ابنتهم بعد لحظات صمت قاتلة، لتمد يدها تجذب الباب بعنف تغلقه ، اشارت للسائق بأن يتحرك، التفتت لينا لوالدتها تحاول أن تواسيها بأي شئ، ما إن فتحت فمها بادرت والدتها تقول:</p><p>- مش عايزة اسمع حاجة.</p><p></p><p>في الحارة تحديدا في غرفة أدهم، يجلس أمامها ينظر له بتلهف لا يصدق أنها هنا أمام عينيه يراها من جديد بعد طول غياب، كان يشبع شوقه أن يختلس النظرات إليها من خلال كاميرات المراقبة ولكنها ها هنا الآن أمام عينيه</p><p>بصعوبة منع نفسه من أن ينتشلها ويجذبها لاحضانه يشبع روحه من شذي عبيرها الذي اشتاقه حد الموت يعشقها بل يذوب بها عشقا، تحرك لسانه تلقائيا يهمس لها بشغف عاشق:.</p><p></p><p>- وحشتيني اوي يا مايا، أنا مش مصدق نفسي أنك قدام عينيا، اني شايفك، وحشتيني كلمة ما تعبرش عن شوقي ليكي.</p><p></p><p>توترت حدقتيها خفق قلبها بجنون كلماته تذيب جليد قلبها العاصي، اختنقت نبرتها حين همست تعاتبه:</p><p>- أنت كنت عايز تأذيني، كنت عايز تنتقم من بابا، فيا.</p><p></p><p>حركت رأسه نفيا سريعا مد يده يمسك كف يدها يغمغم سريعا متلهفا:</p><p>- ما قدرتش و**** ما قدرت، صدقيني أنا بكره نفسي في اليوم ألف مرة عشان فكرت بس اني ااذيكي.</p><p></p><p>رفعت رأسها إليه، لتبدأ بينهما وصلة عتاب سيتغير بعدها الكثير.</p><p></p><p>في مكان بعيد، بعيد للغاية قصر كبير ضخم بشكل مخيف، تحطيه حراسه كثيفة من جميع الجهات، خلف أحد ابوابه المغلقة يسمع صوت حديث اسود ملعون</p><p>- تفتكر ايه هي نقط ضعف خالد السويسي</p><p>- طبعا مراته وبنته</p><p>- بس هما دول نقط ضعفه، لو قسمناهم هنلاقي في الأول خالص مراته وبنته وبعدين اخواته ومامته وبعدين باقي العيلة، لما نعوز ندمره نضرب مين الأول</p><p>- مراته او بنته.</p><p></p><p>- غلط، عشان ندمره نضربه من الابعد للاقرب، مين اقرب واحد لخالد في اخواته.</p><p></p><p>- حمزة أخوه التؤام، الدون</p><p>- بالظبط هو دا هدفنا الجاي، رصاصة واحدة وتخلصنا منه، وبعدين نشوف الاقرب والأقرب والاقرب لحد ما يتجنن من قهرته عليهم.</p><p></p><p>الفصل الثامن والسبعون</p><p></p><p>في الحارة، تحديدا في منزل السيدة منيرة</p><p>أبعدت روحية منيرة عن أحضانها بعد أن هدأت من موجة بكائها العنيفة، مدت يدها تمسح دموع الفتاة بحنان يفيض من عينيها، امسكت ذراعيها تشد عليهما تتمتم في حزم:</p><p>- خلاص يا روحية اللي راح، راح مش هتفضلي طول حياتك تبكي علي اللي فات، نبص لقدام، أنا لقيتلك شغل علي فكرة.</p><p></p><p>توسعت عيني روحية في ذهول تنظر لمنيرة مندهشة لتحرك الأخيرة رأسها إيجابا تؤكد كل حرف قالت تردف:.</p><p></p><p>- واحدة معرفة من زمان، بيتشتغل في عيادة دكتور بتدخل العيانين وتنظمهم بيقولوا عليها السكرتيرة دي، هتقعد من الشغل عشان عيالها التؤام في ثانوية عامة السنة دي وعايزة تركز معاهم في المذاكرة، جوزها ما شاء **** راجل كسيب وفاتح بيته ومكفيه وقالها كفاية كدة شغل مالوش لازمة، وقصدتني اشوف حد يجي مكانها، ها قولتي إيه.</p><p></p><p>توترت حدقتي روحية في حيرة يأكلها الخوف والفزع، بعد ما حدث لها باتت ترتعب من الناس نظراتهم أحاديثهم حتي رؤيتهم باتت تخيفيها، لن تسلم من ألسنتهم الحادة التي تلقيها بأقذع الكلمات، حركت رأسها نفيا بعنف ترفض الفكرة من أساسها، لتشد منيرة علي يدها تحادثها بحدة:.</p><p></p><p>- ما فيش حاجة اسمها لاء يا روحية، أنا مش هسيبك تدفني نفسك بالحيا، عيادة الدكتور أصلا في حتة بعيدة عن المنطقة دي بكل اللي فيها، ويبقي حد يفتح بوقه معاكي بربع كلمة.</p><p></p><p>طب ومراد، همست بها روحية بنبرة خافتة مفزوعة، لتشيح منيرة بيدها بلامبلاة تتمتم ساخرة:</p><p>- انتي فاكرة أنه هيجي تاني، أنا سمعته بيتكلم في التليفون بيقول أنه مسافر ودا لما بيغيب بيقول عدولي، المهم انتي الست هتسيب الشغل آخر الاسبوع دا، فكري كويس</p><p>ماشي يا روحية.</p><p></p><p>ابتلعت صحراء لعابها الجاف تؤمي برأسها إيجابا، تفكر.</p><p></p><p>بالقرب منهم في غرفة أدهم علي فراشه يجلس هو يمد ساقه المكدومة، وتجلس هي علي مقعد يلتصق بالفراش وجهه مقابل لوجهها، مد يده يمسك بكف يدها يشبك أصابعه في أصابعها لترفع وجهها إليه ترميه بنظرات عتاب قاسية حزينة ليتنهد بحرقة يهمس لها بشغف:.</p><p></p><p>- و**** بحبك، بحبك أكتر من روحي، سنين وأنا بتعذب بحب الناس كلها شيفاه حرام، يوم ورا يوم وانتي بتكبري قدام عينيا، وبيكبر عشقك في قلبي، بغير عليكي من روحي، أنا عارف اني غلطت، غلط كبير، خنت أبويا اللي رباني، لما حبيت بنته، بس غصب عني، باباكي لما اتبناني كان عندي 8 سنين كنت كبير وفاهم وعارف أن دا مش بابا، وانتي مش اختي، وغلطت تاني لما سمحت لشيطاني يتحكم فيا وكنت عايز انتقم من أبويا، أنا بتعذب كل لحظة بنار الندم كل ما بفتكر هو قدملي إيه وكنت هرد جميله بإيه، بحس إن أنا أسوء إنسان في الدنيا، بكره نفسي لأني فكرت حتي أني ااذيكي، سامحيني يا مايا، أنا ما فيش في ايدي اي حاجة غير اني اقولك سامحيني أنا آسف، أنا اقذر إنسان في الدنيا.</p><p></p><p>أنا بحبك، قاطعت سيل اعترافته وندمه الفائض بتلك الجملة القصيرة، فقط كلمة وضمير اخرستا لسانه، تفجرت دقات قلبه تدق قفصه الصدري بعنف تطالب بتحريرها، ملئت الدموع عينيه ليشعر بأصابعها تشد علي كفه، انهمرت دموع مقلتيها تهمس له:.</p><p></p><p>- من زمان وأنت كل حاجة ليا في الدنيا، من غيرك حاسة اني غريبة تايهة، حتي نفسي مش عرفاها، روحي بتدور علي اللي ضايع منها، عارف أنا دلوقتي عارفة أنا مين حاسة بروحي وكياني، لما بتبقي بعيد بحس إن أنا تايهة وسط الناس...</p><p></p><p>خطت دموعه فوق وجهه ينظر لها متوترا همس مرتبكا خائفا:</p><p>- يعني سامحتيني مش كدة.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا لتنهار جميع حصونه الزائفة اسرع يجتذبها يعتصرها بين أحضانه، يشدد علي عناقها بقلبه لا بذراعيه، انهمرت دموعه انهارا</p><p>لا يجد ما يقوله لسانه يعجز عن الكلام وقلبه يعجز عن التوقف عن الصراخ فرحا، حلقة ناعمة من المشاعر تحلق بقلبه، حلقة تفتت فجاءة حين سمعها جملتها الخافتة الباكية:</p><p>- هتوحشني يا أدهم هتوحشني أوي.</p><p></p><p>قطب جبينه متعجبا قلقا من جملتها ابعدها عنه ينظر لها يسألها متوترا:</p><p>- ليه بتقولي كدة يا مايا، أنتي مش سامحتيني خلاص، كل حاجة هترجع زي ما كانت.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا بعنف صاحبه دموعها الغزيرة خرجت منها شهقة عالية تهمس بحرقة:</p><p>- دي آخر مرة هشوفك فيها، بابا مصمم اننا نرجع دبي بكرة، حاولت اعترض علي قراره زعقلي وقالي هتسافري بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك، عشان كدة كان لازم اشوفك علي الأقل اودعك.</p><p></p><p>أعطته الحياة السعادة للحظات قليلة لتعاود بقسوة سلبها منه ترحل تغادر بعيدا لن يراها مجددا بعد أن رآها أخيرا، قلبه بعد أن كان يصرخ فرحا، بات يصرخ ألما، قهرا، كمدا، حرك رأسه نفيا بعنف يحتضن وجهها بين كفيه يهمس لها ملتاعا:</p><p>- ليه، أنا ما صدقت سامحتيني، ليه تبقي فرحتي عمرها قصير اوي كدة...</p><p></p><p>اخفضت رأسها ألما ما باليد حيلة، اندفع يطوقها بين ذراعيه من جديد ربما للمرة الأخيرة قبل أن تغادر بلا عودة، خرجت من بين شفتيه أهه ملتاعة ممزقة يشعر بها جوار قلبه تحتضنه وهو يفعل المثل، لحظات قبل أن يُفتح باب الغرفة بهدوء تاااام لم ينتبه له اي منهما، لم يسرق تلك اللحظات منهما سوي صوت حاد ساخر يعرفه كلاهما جيدا:</p><p>- دا إيه المبالغة في المشاعر دي...</p><p></p><p>توسعت عيني مايا فزعا حين سمعت صوت والدها يأتي من خلفها مباشرة ابتعدت عن أدهم سريعا تنظر لوالدها بأعين حاجظة مذهولة، تنظر لعينيه الحادة المشتعلة غضبا، رفع يده يصفق ببطئ شديد يتمتم متهكما:</p><p>- لاء برافو عليا حقيقي برافو، برافو يا حمزة عرفت تربي، بنتك في حضن راجل غريب علي سريره، معلش لو كنت قطعتكوا قبل ما تجيبوا آسر وياسمين...</p><p></p><p>ارتجف جسد مايا ذعرا تفكر في أسوء ما يمكن أن يفعل والدها في تلك اللحظات، انتفضت واقفة من جوار أدهم وقفت جوار فراشه تنظر لوالدها متوترة بينما لا تتغير ابتسامة أدهم التي ظهرت فجاءة علي شفتيه، اشار للمقعد المجاور لفراشه التي كانت تحتله مايا قبلا يغمغم في هدوء:</p><p>- اهلا اهلا حمزة باشا اتفضل اقعد أنت مش غريب بردوا.</p><p></p><p>شد حمزة قبضته يرمي أدهم بنظرات قاتلة ذلك الفتي يطبق جيدا ما عمله هو، ولكن عذرا لن يتفوق التلميذ علي الأستاذ ابدااا، جذب حمزة المقعد يجلس فوقه يضع ساقا فوق أخري يرمي كلاهما بنظرات قاتلة شديدة الغضب يتمتم ساخرا:</p><p>- ما غريب الا الشيطان يا راجل، دا أنا يا دوب، الراجل اللي رباك طول عمرك، أنا المغفل اللي بتقرطسه مع بنته...</p><p></p><p>انتفض قلب مايا خوفا وابتسامة أدهم كما هي لم تهتز حتي، كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم مبتسما:</p><p>- ليه حضرتك بتقول كدة، يعني حضرتك شوفتني بحضن مايا قدامك أكتر من ألف مرة وما كنتش بتضايق يعني.</p><p></p><p>انفجرت دماء حمزة غضبا لينتفض من مكانه يقبض علي تلابيب ملابس أدهم بقبضته اليمني فقط يصرخ فيه:</p><p>- أنا اللي غلطان اني ربيت تعبان في بيته، اعتبرته إبني ما فرقتش بينه وبين بنتي، الغلطة غلطتي أنا، إني وثقت في عيل قذر زيك.</p><p></p><p>أنت جاي تتجهم علي ابن ابني يا راجل إنت، امشي اطلع برة، برة قبل ما ارقع بالصوت وألم عليك رجالة الحتة كلها.</p><p></p><p>صدر ذلك الصوت الحاد من منيرة الواقفة عند باب الغرفة تنظر لحفيدها مذعورة من هجوم ذلك الرجل عليه، التفت أدهم لجدته يتمتم في مرح:</p><p>- بس بس اهدي يا جدتي، حمزة باشا أبويا اللي رباني من وأنا عيل صغير، يعمل اللي هو عايزه، روحي معلش اعمليله فنجان قهوة مظبوط.</p><p></p><p>نظرت منيرة لحمزة شرزا، لتغادر علي مضض عينيها معلقتين بأدهم، التفت حمزة لأدهم يبتسم ساخرا، يتمتم متهكما:</p><p>- لاء أنا كدة اتثبت، ونعمة التربية حقيقي.</p><p></p><p>لفظ أدهم بعنف بعيدا عنه يتوجه ناحية مايا قبض على رسغ يدها يهمس لها بصوت خفيض حاد متوعد:</p><p>- ورحمة أمك ما هتشوفي الشارع تاني بعد اللي عملتيه دا</p><p>شدد كفه حول رسغ يدها يجذبها معه ما كاد يتحرك بها خطوة واحدة سمع صوت أدهم يردف سريعا:</p><p>- ثواني يا حمزة باشا معلش في حاجة أنت كنت وعدتني بيها وما نفذهتهاش ودا عيب كبير في حقك.</p><p></p><p>توقف حمزة عن الحركة ليلتف خلفه نظر لأدهم مستهجنا يرفع حاجبه الأيسر ساخرا:</p><p>- حاجة ايه يا أدهم بيه.</p><p></p><p>توسعت ابتسامة أدهم يتمتم بدهشة أجاد تصنعها:</p><p>- نسيت يا باشا معقولة افكرك، يوم حادثة الأسانسير لما أنقذت مايا منه، قولتلي أنك مستعد تديني اي حاجة اطلبها مكفاءة لمسعدتي لبنتك.</p><p></p><p>نظر حمزة لادهم باشمئزاز، ترك يد ابنته يضع يده في جيب سترته يخرج دفتر صغير للشيكات، فتحه يلتقط قلمه عاد ينظر لأدهم يتمتم ساخرا:</p><p>- عايز كام.</p><p></p><p>صمت للحظات طويلة رفع ادهم كف يده يشير لمايا الواقفة جوار الباب، ليعاود النظر لحمزة يتمتم مبتسما:</p><p>- عايز مايا وقبل ما تفهمني غلط أنا عايز اتجوزها.</p><p></p><p>خرجت ضحكة عالية ساخرة من بين شفتي حمزة مزق ورقة من دفتر الشيكات يضعه في جيبه من جديد، خط بضع الكلمات علي الورقة يلقيها جوار أدهم، نظر له باستخفاف ليرفع سبابة يمناه يشير له من أعلي لاسفل يتمتم ساخرا:.</p><p></p><p>- أنت عايز تتجوز بنتي، بنت حمزة السويسي، أنت مين اصلا، حتة موظف لا راح ولا جه ساكن في حارة، أنت فين وهي فين ما تبصش فوق عشان رقبتك ما تتكسرش، خد القرشين دول، نظير مساعدتك لبنتي، غير كدة مش عايز اشوف خلقتك تاني.</p><p></p><p>التفت لابنته ليراها تنظر له نظرات مصدومة حانقة دموعها تغطي وجهها بعنف حركت رأسها نفيا تصيح محتدة:</p><p>- ليه، بتعمل كدة ليه، هو غلط، كلنا بنغلط، واكيد أنت نفسك غلطت، أدهم ندمان وعايزك بس تسامحه وأنت بتدمره بكلامك، أنا بحب أدهم ومش هتجوز غيره، ومش هسافر معاك، أنت خلاص اتجوزت وعايز تعيش حياتك أنت حر أعمل اللي أنت عايزه، سيبني أنا كمان أعيش حياتي...</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه ينظر لابنته ولأدهم ينقل انظاره بينهما بات هو شرير الحكاية الآن من يحاول التفريق بين عاشقين خاناه بسكين الثقة التي اسلمهم إياها، دون حرف آخر قبض علي يد ابنته يجذبها خلفه للخارج متوجها بها الي سيارته، دفعها إلى أريكة السيارة الخلفية ليستقل هو مقعد السائق</p><p>ينطلق إلي وجهته لا يسمع سوي صوت بكائها ونشجيها الحار.</p><p></p><p>في منزل خالد السويسي.</p><p></p><p>تهاوي بجسده علي الأريكة يخفي وجهه بين كفيه، عقله متوقف يعجز عن تفسير ما حدث ويحدث الآن، لينا لم تتفهم طريقتها الغريبة، نظراتها حتي كلامها، كأنها أخري غير التي أحبها وتزوجها وهام بعشقها جنونا، يعذرها يعطيها كامل الحق لما تفعل، لن يتركها مهما حدث جاسم بالطبع سيفعل ما بوسعه ليفرقهم وهو حقا لن يسمح، في خضم موجة افكاره المبعثرة الحزينة، نسي شيئا، توسعت عينيه فزعا هب واقفا يصفع جبينه براحة يده يتمتم متلهفا:.</p><p></p><p>- حسام!</p><p></p><p>خرج يهرول إلي سيارته استقلها ينهش الطريق تحت عجلات السيارة، انتشل هاتفه يطلب رقم صديقه، لحظات وسمع صوت الخط يُفتح قبل أن ينطق بكلمة واحدة بادر خالد يتمتم بنبرة ممزقة:</p><p>- محمد أنا محتاجلك يا محمد، أنا رايح على مستشفي (، ).</p><p></p><p>قاطعه محمد قبل أن ينطق بحرف آخر يغمغم سريعا:</p><p>- مسافة السكة وهبقي عندك، كل حاجة هتبقي تمام، اهدي، أنا جايلك.</p><p></p><p>اغلق محمد الخط وخالد يلتهم الطريق إلي المستشفى، حسام لينا ابنته زيدان شهد صور كثيرة متداخلة تمر أمام عينيه، يشعر بالعجز بل هو والعجز سيان في تلك اللحظة اغشت طبقة حارقة من الدموع مقلتيه، صدم قبضته بعنف في المقود تنهمر دموعه قلبه يحترق مع دموع عينيه، تسارعت دقات قلبه يشعر بألم بشع يغزو صدره، جذب رابطة عنقه يرميها بعنف يفتح ازرار قميصه الأولي يحاول التقاط أنفاسه، لا يعرف حتي كيف وصل للمستشفي، اوقف السيارة نزل سريعا يسأل عن رقم الغرفة اخبرته بها موظفة الإستقبال، ليأخذ طريقه سريعا إلي الطابق الثاني الغرفة 234، لم يستمر البحث طويلا وجد حسام يجلس علي أحد المقاعد أمام أحدي الغرف هرع إليه يسأله متلهفا:.</p><p></p><p>- حسام أنت كويس، طمني شهد عاملة إيه.</p><p></p><p>لحظات صمت طويلة قبل آت يرفع حسام وجهه ويري خالد عينيه الحمراء ككرات دم انفجرت دموعه التي تغرق وجهه وجهه الشاحب، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي حسام يتمتم متهكما:</p><p>- أنت لسه فاكر تسأل...</p><p></p><p>ابتلع خالد لعابه متوترا ينظر لحالة إبنه المذرية، بينما رفع حسام يده يشير إلي باب الغرفة المغلقة أمامه انهمرت دموعه يتمتم بحرقة:.</p><p></p><p>- أمي لو حصلها حاجة أنا مش هسامحك عمري كله، امشي مش عايز اشوفك، روح للينا هانم، هي أغلي عندك من الكل، مستعد تدوس علي الكل عشانها، حتي أمي أنا اذيتها ودوست عليها عشانها، وأنا استحملت ورضيت اني ابقي ابنك في الدري عشان خاطر الهانم، سيبت أمي بتموت وجريت ورا الهانم، امشي من هنا روحلها، أنا مش عايز اشوفك.</p><p></p><p>مد خالد يده يحاول أن يربت علي كتف إبنه عله يهدئ قليلا، ليدفع حسام يده بعنف هب يصرخ فيه بحدة:</p><p>- بقولك امشي من هنا، أنت ما بتفهمش.</p><p></p><p>تنفس خالد أنفاس عميقة يحاول بها السيطرة علي أعصابه الثائرة من وقع كلمات ذلك الارعن، تحرك يجلس علي المقعد المجاور له جذب كف يده بعنف ليعاود الجلوس، ابتسم يتمتم في هدوء:</p><p>- لاء فاهم ومقدر الحالة اللي أنت فيها كويس، والا كنت رقدتك في سرير جنب أمك وكان زمانهم بيدوروا علي دكتور يعالجك يا دكتور...</p><p></p><p>نظر حسام له نافرا ليعاود إخفاء وجهه بين كفيه يدعي لوالدته إن يمر الأمر دون أن يخسرها منذ ساعات طويلة وهي داخل الغرفة يكاد يموت خوفا عليها، اخيرا سمع صوت الباب يفتح هب يهرول ناحية الطبيب الذي خرج توا يسألها متلهفا كطفل صغير خائف:</p><p>- طمني عليها، ماما كويسة ارجوك قولي آه.</p><p></p><p>نظر الطبيب له مشفقا، تنهد يهمس في حذر:</p><p>- للأسف حالة القلب صعبة ما ينفعش معاها علاج، لازم يتعملها عملية في أسرع وقت، وللأسف بردوا نسبة نجاحها قليلة.</p><p></p><p>صدمة تليها أخري تقع علي رأس حسام عينيه علي وشك أن تخرج من مكانها قلبه توقف عن النبض صمتت جميع الأصوات من حوله حتي الطبيب ما عاد يسمع ما يقول اغمض عينيه تنهمر دموعه ليسمع صوت والده العزيز يحادث الطبيب قائلا:</p><p>- بكرة الصبح هتسافر لمستشفى (، ) في لندن هما مجاهزين كل حاجة ومستعدين للعملية...</p><p></p><p>اومأ الطبيب برأسه إيجابا يتمتم في هدوء:</p><p>- يكون افضل بردوا، والمستشفى هتكون تحت امركوا بعربية إسعاف مجهزة لحد المطار...</p><p>غادر الطبيب، ليلتفت حسام لخالد يسأله محتدا:</p><p>- أنت كنت عارف أنها تعبانة؟!</p><p>حرك رأسه إيجابا ببطئ تنهد بحرقة يحادثه بترفق مراعاة لحالته المتأزمة:</p><p>- عرفت منها من فترة بسيطة، ووصتني ما اقولكش.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة كبيرة علي شفتي حسام يقهقه متألما عاود ينظر لوالده انهمرت دموعه بعنف يصرخ حاقدا:</p><p>- ولما عرفت عملت إيه ولا حااااااجة، قولت اسيبها تموت اهو بالمرة اخلص منها ومن الذنب اللي لافة رقبتي بيه، أنا بكرهك، بكرهك أكتر مما تتخيل.</p><p></p><p>حسام اهدي يا حسام، اهدي يا صاحبي، اندفع زيدان سريعا يقف حاجزا بين حسام وخالد يمسك بذراعي حسام يحاول تهدئته، انهار حسام باكيا ما أن رأي صديقه ليرمي بما به من خوف وقلق وهم علي كتف صديقه رمي نفسه بين ذراعي زيدان يصيح بحرقة:</p><p>- امي هتموت يا زيدان، أنا مش هعرف اعيش من غيرها، مشيه من هنا قوله يمشي، مش عايز اشوفه.</p><p></p><p>اسرع زيدان يسند صديقه يربت علي رأسه برفق كأنه *** صغير، بينما يقف خالد بالقرب منهم قلبه يتفتت إلي شظايا تدمي روحه وصوت بكاء حسام يعلو، اقترب منهم خطوة واحدة ليحرك زيدان رأسه نفيا سريعا يخبره إلا يفعل، وقف يقبض كفه يمنع نفسه بصعوبة من انتشال **** إلي أحضانه، اجفل علي يد وضعت علي كتفه نظر للفاعل ليجد محمد صديقه ابتسم ما أن رآه، ليمسك محمج كفه يجذبه ليتحرك معه دون ادني مقاومة، لمحت عينيه وهو يغادر فتاة تقف بالقرب منهم، تلك الفتاة رآها قبلا ولكنه حقا لا يتذكرها الآن تقف تنظر لهما مشفقة تحتضن سترة زيدان بين ذراعيها، تحرك بصحبة صديقه إلي حديقة المستشفي جلس جواره علي أحد مقاعد الإستراحة صامتا للحظات طويلة لا يجد ما يقوله عينيه ثابتة جافة من الحياة، مرتكزة في الفراغ السرمدي الي ما لا نهاية تصل معاناته، اجفل علي حركة يد صديقه يربت علي كتفه، ليضع رأسه علي كتف صديقه الجالس جواره، زفر نفس حار يحرق احشائه، سمع صوت محمد يسأله في رفق:.</p><p></p><p>- إيه اللي حصل.</p><p></p><p>دون جهد يذكر تحرك لسانه يخبر صديقه بكل ما حدث منذ أن رأته لينا في منزل شهد إلي تلك اللحظة، انهي ما يقول لترتسم علي شفتيه ابتسامة معاناة لا تعبر عن ذرة ألم واحدة بداخله يتمتم ساخرا من حاله:</p><p>- لينا بقت بتكرهني، وحسام بقي بيكرهني، وشهد هتموت بسببي، يا ريت أنا اللي اموت واريح الكل.</p><p></p><p>بعد الشر عليك يا خالد ما تقولش كدة، نطقها محمد سريعا ليمسك بذراعي صديقه يحادثه بحزم:</p><p>- كل حاجة هترجع لمجراها الطبيعي، خليك جنب حسام ومعلش استحمل اي كلام هيقوله دي والدته بردوا، وأنا هروح للينا لو هي رافضة تسمع منك هتسمع مني أنا، اجمد كدة دا أنت شيخ الشباب يا راجل، مش عيل سيكي ميكي ولا ناسي.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد يومأ برأسه إيجابا ليربت محمد علي كتفه بحزم، ومن ثم تحرك يغادر متجها الي منزل جاسم مباشرة، بينما عاد خالد إدراجه الي حيث يوجد حسام، اقترب منهم ليجد زيدان في المنتصف بين حسام وتلك الفتاة جلس علي أحد المقاعد المقابلة لهم يفصل بينهما الممر الطويل، ينظر ناحية إبنه نادما، بينما ينظر الأخير ناحية باب غرفة والدته المغلقة يدعو لها في كل لحظة.</p><p></p><p>في مكان آخر يبعد كثيرا عن سابقه في منزل حقا ضخم، حديقة كبيرة، مسبح ضخم وفي الداخل منزل واسع يتكون من طابقين ( فيلا ) فاخرة فخمة بكل ما تعنيه الكلمة من معني تجلس بدور في الصالة الضخمة امام شاشة تلفاز عريضة تنام الصغيرة سيلا علي قدميها، بينما يلعب الصغير خالد ارضا بالكثير والكثير من الألعاب الغالية ، شردت عينيها لا تعرف أهي سعيدة أم لا هي حقا راضية، يكفي ما قدمه لها إلي الآن، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها حين تذكرت ما حدث صباحا باكرا.</p><p></p><p>Flash back</p><p>- مبروك يا مدام حمزة السويسي...</p><p></p><p>ترددت تلك الجملة في عقلها عدة مرات سريعة متتالية لتوقظها رغما عنها من ثباتها العميق، فتحت عينيها ببطئ شيئا فشئ، رفعت يدها تمسد جبينها تشعر بألم حاد يطرق في رأسها، لحظات وتوسعت عينيها حين بدأت تدرك أين هي، تلك ليست غرفتها ابداا، نظرت جوارها سريعا لتجد حمزة نائما جوارها، لحظات وبدأت ذكريات الليلة الماضية تقتحم عقلها تخبرها بحقيقة ثابتة لا تقبل مجالا للشك أنها باتت زوجة ذلك النائم جوارها بكل ما تعنيه الكلمة من معني، ابتلعت لعابها قلقة علي طفليها وخاصة سيلا الصغيرة كيف تنام بعيدا عنها، الصغيرة تستيقظ كثيرا ليلا، انقبض قلبها خوفا علي صغيرتها، رغبت في التحرك سريعا تتوجه إلي غرفتها، لتشعر بيده تمسك رسغ يدها شهقت متفاجئة تنظر له لتقابل ابتسامته الناعسة، اعتدل في جلسته يفرك عينيه ابتسم يتمتم ناعسا:.</p><p></p><p>- رايحة فين احنا لسه بدري اوي...</p><p></p><p>حمحمت تحاول إيجاد صوتها الهارب تهمس متوترة:</p><p>- هقوم اشوف سيلا، اكيد عيطت كتير بليل.</p><p></p><p>ابتسم من جديد يزيح خصلة كبيرة غطت وجهها عن عينيه يحادثها برفق:</p><p>- ما تقلقيش علي سيلا، أنا روحت اطمن عليها بليل، لقيت لينا مرات خالد واخداها تبات معاها.</p><p></p><p>ابتسمت مرتبكة تحرك رأسها إيجابا، أرادت ان تتحرك من جديد لتجده يسمك بيدها من جديد، التفتت له تلك المرة تناظرها بنظرات متعجبة ليبتسم ينطق بكلمة واحدة:</p><p>- ندمانة؟</p><p></p><p>قطبت جبينها متعجبة من سؤاله لتحرك رأسها نفيا تتمتم:</p><p>- ليه حضرتك بتقول كدة.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تنهد يتمتم في تروي:</p><p>- عشان كلمة حضرتك اللي أنتي لسه قيلاها دي، بدور أنا عارف إن لسه في بينا حواجز كتير وأنا تجاوزت كل دا باللي حصل بس...</p><p></p><p>قاطعته حين ابتسمت ابتسامة متوترة مرتعشة تحرك رأسها نفيا تتمتم بخفوت مرتبكة:</p><p>- ما حصلش حاجة لكل دا، دا حقك.</p><p></p><p>قطب جبنيه غاضبا من تلك الكلمة التي نطقتها توا، ليمسك بكفيها بين كفيه رفعت وجهها له حين سمعته يهتف سريعا:</p><p>- حتي لو يا درة، أنا ما ينفعش افرض نفسي عليكي بأي شكل من الأشكال، انتي بالنسبة لي درة يا درة، فهماني.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة خجولة علي شفتيها تؤما برأسها إيجابا حمحمت بخفوت تسأله:</p><p>- هو احنا بردوا هنسافر.</p><p></p><p>حرك رأسه نفيا، لتتوسع ابتسامتها مد كفه يبسطه علي وجنتها يغمغم مبتسما:</p><p>- لا يا ستي مش هنسافر، أنا قررت اننا نستقر هنا، واشتريت بيت وجهزته من كله وبصفي شغلي عشان انقله هنا، عشان خاطر عيونك أنتي ومايا.</p><p></p><p>توسعت ابتسامة لتسمك بكفيه تتمتم بتلهف سعيد:</p><p>- بجد شكرا، شكرا اوي، أنا هروح افرح مايا.</p><p></p><p>توسعت ابتسامة حمزة الخبيثة يحرك رأسه نفيا يغمغم في مكر:</p><p>- لاء خليكي عايز اعمل فيها مقلب.</p><p></p><p>ضحك بشر مضحك، ليتحرك من جوارها ارتدي خفيه ليتحرك إلي خارج الغرفة، قامت خلفه سريعا تقف عند باب الحجرة من الداخل تحاول أن تعرف ما سيفعل لحظات وسمعته يزمجر غاضبا:</p><p>- اسمعي يا بنت حمزة اللي اقوله يتنفذ من غير نفاش، مش هعرف امشي كلامي عليكي ولا ايه، بكرة الصبح تكوني جاهزة بشنطك، بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك هنمشي بكرة.</p><p></p><p>رأته يخرج من غرفة ابنته يصفع بابها بعنف خلفه لتتوسع عينيها في صدمة لما فعل ذلك، وقفت مقابلة له ما أن دخل إلي الغرفة تسأله مدهوشة:</p><p>- ليه زعقتلها كدة، وبعدين دا مقلب وحش جداا، لو سمحت روح قولها أننا مش هنسافر، او أنا هروح اقولها، مايا حساسة وبتتأثر بأي حاجة.</p><p></p><p>ابتسم ينظر لها سعيدا، احسن الاختيار حقا بدور تحب ابنته وتخاف عليها، لحظات وانفتح باب غرفة مايا بعنف تخرج تهرول الي الخارج لتلتفت بدور إلي حمزة تردف سريعا:</p><p>- شوفت اهي خرجت زعلانة، ألحقها بقي وقولها أنك بتهزر معاها، ما تزعلهاش عشان خاطري يا حمزة.</p><p></p><p>توسعت ابتسامته الواسعة من الاساس ليلف ذراعه حول كتفيها يغمغم سعيدا:</p><p>- قولي يا حمزة تاني كدة، حاضر يا ستي عشان خاطرك، البسي ولبسي الولاد، هوصلكوا علي البيت، وهروح لمايا الشغل افهمها اللي حصل...</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا تتحرك بتلهف بدلت ثيابها هي والأولاد ضبت حقائبها أغلق آخر حقيبة تضعها أرضا في لحظة دخول حمزة الغرفة نظرت للحقائب نظرات حادة غير راضية رفع وجهه لها يتمتم:</p><p>- هاتي سيلا اشيلها وامسكي خالد في إيدك وسيبي الشنط دي مش هناخد حاجة منها، أنا جايبلكوا هدومي ليكي وللولاد هناك.</p><p></p><p>وقبل أن يعطيها فرصة للرد تقدم يحمل الصغيرة ليخرج من الغرفة، وقفت للحظات لا تعرف ما تفعل تنهدت تزفر أنفاسها الحائرة لتمسك بيد طفلها تلحقه، نزلت لأسفل لتجد خالد يبدو أنه استيقظ توا، ابتسم ناعسا ما أن رآها، ليقترب منها يقبل جبينها يتمتم مبتسما:</p><p>- خلاص هتمشوا.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا تبتسم له ليميل يحمل خالد الصغير يقبل وجنته وجبينه يحتضنه، نظر لحمزة يتوعده قائلا:</p><p>- حمزة نصيحة تخلي بالك منهم، عشان لو وزعلتها هنسي أنك اخويا وهزعلك أوي.</p><p></p><p>ابتسم حمزة ساخرا يردف:</p><p>- خلاص يا أبو البنات، يلا يا درة عشان ما نتأخرش.</p><p></p><p>ودعت بدور خالد لتقترب من حمزة يتحركان للخارج لينظر خالد لحمزة يتمتم مشمئزا:</p><p>- درة، رايح جاي يقول يا درة كاتك الأرف في دلعك اللي شبه وشك.</p><p></p><p>سمع صوت حمزة يأتي من بعيد يصيح حانقا:</p><p>- سمعتك علي فكرة.</p><p></p><p>ضحك خالد ساخرا ليعلو بصوته هو الاخر:</p><p>- ما أنا قاصد أنك تسمعني علي فكرة، يلا ياض غور من هنا مش عايز اشوف خلقتك تاني...</p><p>ضحكت بدور علي ما يحدث بينهما جلست علي المقعد جوار حمزة تنطلق بهم السيارة الي وجهتهم، ساعة ويزيد إلي أن توقفت السيارة في تلك الحديقة الكبيرة، توسعت عينيها في دهشة، تنظر حولها تغزو ابتسامة واسعة ثغرها، ليلف هو ذراعه حول كتفيها يسألها مبتسما:</p><p>- عجبتك الجنينة.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا، تتحرك معه للداخل، والداخل لم يكن أقل رقي بل أزيد</p><p>المكان حقا أكثر من رائع، تقدمت للداخل في تلك اللحظات دق هاتف حمزة، أجاب سريعا كل إن وقعت عينيه علي اسم المتصل يغمغم متلهفا:</p><p>- ايوة يا ماهر، أدهم كويس حصله حاجة.</p><p></p><p>احمرت عينيه فجاءة بغضب اخافها لتسمعه يصيح غاضبا:</p><p>- أنت متأكد أنها مايا، طيب خليك عندك أنا جاي حالا.</p><p></p><p>ودون أن ينطق بحرف كان يهرول إلي سيارته ينطلق بها سريعا الي حيث لا تعلم هي.</p><p></p><p>Back</p><p>اجفلت من شرودها الطويل علي صوت باب المنزل يُفتح ويدخل حمزة يسبقه صوته الغاضب:</p><p>- ادخلي يا هانم للدرجة دي ما عرفتش اربي..</p><p></p><p>وضعت بدور سيلا علي الاريكة لتهرول ناحيتهم سريعا وقفت حاجزا بين مايا وحمزة تصيح سريعا قلقة علي الفتاة:</p><p>- اهدي يا حمزة براحة عليها، حصل إيه.</p><p></p><p>نظر حمزة لمايا نظرات قاتلة حادة، ليمد يده ينزع حقيبة أخرج هاتفها منها ليلقيه أرضا ليتهشم الأخير الي فتات نظر لها يصيح محتدا:</p><p>- وادي الزفت شوفي بقي هتكلميه ازاي وحسك عينك اشوفك خارجة برة باب الفيلا أن شاء **** حتي للجنينة...</p><p></p><p>نظرت مايا له كارهة لتصرخ بقهر:</p><p>- أنت فاكر أنك كدة هتبعدني عنه، أنا بحب أدهم وهو كمان بيحبني، أنت اللي جمعتنا الأول، مش هخليك تبعدنا تاني.</p><p></p><p>اشتعلت أنفاسه غضبا لينظر لزوجته يصيح فيها:</p><p>- بدوور خديها من وشي عشان أنا لو فقدت أعصابي هموتها في أيدي.</p><p></p><p>اسرعت بدور تجذب مايا بعيدا تهمس لها سريعا بتلهف قلقة:</p><p>- تعالي يا مايا، تعالي يا حبيبتي، وكل حاجة هتتحل، سيبي بس بابا يهدي.</p><p></p><p>جذبت بدور مايا تصعد معها إلي أعلي، تهاوي حمزة علي أحد المقاعد يتنفس بعنف يمسح وجهه يكفيه بعنف، اخفي وجهه بين كفيه يتذكر جملة ابنته التي اعادت فتح دفاتر ذكريات قديمة ( واكيد أنت نفسك غلطت ) نعم هو أخطأ حقا أخطأ وجاءت ابنته لتحاسبه علي ذلك الخطأ.</p><p></p><p>في منزل جاسم الشريف، اسدل الليل استاره وهي كما هي منذ أن جاءت وهي تجلس علي مقعد صغير في الحديقة تنظر للفراغ نظراتها ثابتة جافة من الحياة يمر شريط حياتها أمام عينيها تنظر لكل لحظة فيه، منذ البداية إلي الآن، تبحث عن مقاطع سعادتها، لم تزرف دمعة واحدة، قلبها يبكي كمدا وعينيها ثابتة كالجليد، لا تذيبه حرارة قلبها الباكي، تزوج، متزوج، ذهب لاخري بعد كل ما حدث بينهما حب بل تعدوا تلك الكلمة، حياة سنوات، عشق، جنون، مرا سويا بالأسوء قبل الأسعد كانت جواره في كل لحظة، لم تتخلي عنه في أكثر لحظات حياتهم سوءً، كيف يفعل بها ذلك، كيف يسمح لها قلبه بأن يقتل قلبها وهو يلقي بعشقهما بعيدا ويذهب لاخري، لما فيما أخطأت ليفعل ذلك، لأنها نصف أنثي كما أخبرتها والدته مرارا وتكرارا، لا تقدر علي إنجاب ولي العهد الذي سيحمل إسم العائلة فاختار أن يتزوج، اختار أن يسحث قلبها بحذائه دون أن يرتف له جفن.</p><p></p><p>اجفلت من عاصفة مشاعرها علي صوت والدها حين جذب المقعد المجاور لها جلس يتمتم ساخرا:</p><p>- أنتي هتفضلي قاعدة كدة، أنا قولتلك من الاول أنه عامل مصيب وأنتي فضلتي تقوليلي حرام عليك يا بابا أنت دايما كدة ما بتحبش.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة متهكمة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، ليخرج والدها ورقة من جيب حلته يفتحها امامها يضع فوقها قلمه قطبت جبينها تنظر للورقة متعجبة لتعاود النظر لوالدها الذي بادر قائلا:</p><p>- توكيل، امضي يلا عشان من بكرة هرفع عليه قضية خلع وحياتك عندي لالففهولك محاكم مصر كلها، اخليه يقول اريد حلا.</p><p></p><p>ضحكت لينا ساخرة، قبل أن تحرك رأسها نفيا أزاحت القلم والورقة ناحية والدها تردف بنبرة خاوية:</p><p>- أنا مش هرفع قضية علي خالد يا بابا أنا هخليه يطلقني.</p><p></p><p>نظر جاسم لها محتدا غاضبا كور قبضاه يصيح فيها:</p><p>- لاء يا لينا انتي مش هتخليه يطلقك، انتي هتستنيه يجي ياكل عقلك بكلمتين زي كل مرة عشان تسامحيه وتروحي معاه وكأن ما فيش حاجة حصلت مش كدة.</p><p></p><p>حركت عينيها تعاود النظر لنقطة ما في الفراغ تهز رأسها نفيا تردف بذات النبرة الخاوية:</p><p>- لاء مش كدة، لينا اللي كانت بتسامح وتغفر خلاص راحت، حاسة أنها ماتت جوايا، أنا حتي مش عارفة اعيط، حاسة أن قلبي مات منه اي شعور ناحيته، أنا مش هرفع قضية خلع عليه عشان بس العشرة والسنين الكتير اللي يينا، بس أنا مش هرجعله تاني ابداا...</p><p></p><p>أغمضت عينيها تحاول حتي البكاء أن تزرف دمعة واحدة دون فائدة، تنهد جاسم حزينا علي حالها توعد لخالد بالانتقام علي ما فعل بابنته، تحرك من مكانه تنهد يتمتم:</p><p>- أنا هجبلك كوباية عصير واخلي الخدامين يعملولك اكل انتي ما كلتيش حاجة من ساعة ما جيتي.</p><p></p><p>تحرك جاسم لذلك المنزل مرت دقائق قبل أن تتوقف سيارة محمد في حديقة المنزل، ابتسمت ساخرة ما أن رأته بالطبع كان سيأتي، تقدم محمد يحتل المقعد مكان والدها ابتسم يحمحم في هدوء مردفا:</p><p>- ازيك يا لينا عاملة إيه.</p><p></p><p>اشاحت بوجهها بعيدا عنه ابتسمت تتمتم ساخرة:</p><p>- أكيد أنت عارف أنا عاملة ايه زي ما أنا عارفة أنت جاي ليه، وريح نفسك عشان خلاص الموضوع خلص.</p><p></p><p>نقر محمد بأصابعه علي سطح الطاولة امامهم ابتسم يردف في ثقة:</p><p>- لاء يا لينا ما خلصش، لسه بدري أوي علي الموضوع يخلص، لينا تفتكري ليه ممكن واحد زي خالد بيعشقك ممكن يتجوز عليكي ايه السبب الرهيب اللي يخليه يقرر فجاءة بعد ما عدي الخمسين أنه يتجوز، اتجنن ما هو دا حلها الوحيد والحمد *** خالد عاقل لسه ما اتجننش.</p><p></p><p>كورت قبضتها تغزر أصابعها في كفها تشد علي أسنانها تتنفس بعنف تتذكر مشهده في أحضان تلك السيدة، ليكمل محمد ما يقول:</p><p>- يبقي اكيد في سبب قوي يخليه يعمل كدة...</p><p></p><p>التفتت لمحمد تناظره بحدة لتصيح غاضبة:</p><p>وأنا مش عايزة أعرف ايه هو سببه، المهم النتيجة أن صاحبك اتجوز عليا، رمي كل اللي بينا داس عليه بجزمته وراح اتجوز وأنت جاي تقولي أكيد ليه سبب قوي يولع هو وسببه خلاص صاحبك ما بقاش فارق معايا.</p><p></p><p>تنهد محمد يآسا يتمتم في مرح:</p><p>- خالد طبع عليكي، ايه يا بنتي العصبية دي كلها ما كنتيش كدة</p><p>عادت تشيح بوجهها بعيدا، ليتنهد هو يكمل بهدوء:.</p><p></p><p>- يا لينا انتي عارفة حكاية شهد واكتر واحدة عارفة احساس خالد بالذنب ناحيتها معذبه ازاي، شهد استغلت الموضوع دا اسوء استغلال، اشترطت عشان يسامحها انه يتجوزها، صدقيني أنا وهو حاولنا معاها كتير، بس هي رفضت كل الحلول، حتي جواز خالد منها كان علي الورق بس، خالد ما لمسهاش، يا لينا خالد بيحبك وانتي ادري واحدة بحبه ليكي...</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا بعنف تصيح بحرقة:</p><p>- لاء يا محمد لينا اللي كانت بتسامح بح خلاص، أنت قولت زمان معلش يا لينا لكل جواد كبوة، وكبوة صاحبك عدت، رصيده في السماح خلص، خليه يطلقني بالذوق احسنله.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي محمد يتحدث بمرح يحاول تخفيف وقع ما يحدث:</p><p>- طب ما ينفعش اشحنله أنا رصيد في السماح.</p><p></p><p>ابتسمت لينا باصفرار علي مزحته السخيفة، ليأتي جاسم في تلك اللحظة يحمل كوب عصير من فاكهة البرتقال وضعه أمام ابنته نظر لمحمد يتمتم ساخرا:</p><p>- هو دا اللي أنت فالح فيه يا محمد، تطبل لخالد، تطلعه ملاك ما بيغلطش، حتي لو هو الشيطان بذاته.</p><p></p><p>نظر محمد محتدا لذلك العجوز الواقف أمامه يشد علي أسنانه، رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يكتف ذراعيه أمام صدره يتمتم في ثقة:</p><p>- ايوة أنا صاحبي ملاك وما بيغلطش وما غلطش يا جاسم، وحاسب كدة أحسن أجنحته تدخل في عينيك.</p><p></p><p>اشتعلت عيني جاسم غاضبا ليصيح في الجالس أمامه:</p><p>- طب اسمع بقي يا أبو جناحات أنت وصاحبك، قوله يطلقها بالذوق بدل ما اخلي سيرته علي كل لسانه، خالد باشا المخلوع.</p><p></p><p>تعالت ضحكات محمد، وقف من مقعده ينظر للواقف أمامه يتمتم ساخرا:</p><p>- أنت سامع نفسك يا جاسم، أنت عارف أنت بتتكلم عن مين طيب، خالد باشا السويسي...</p><p></p><p>مد محمد يده يربت علي كتف جاسم يبتسم في ثقة:</p><p>- جاسم خالد مستحملك وبيحميك عشان لينا، فاكر آخر كذا قضية بتوع تجار المخدرات، اللي كانوا متفقين علي موتك لولا خالد كان زمانك **** يرحمك، ما تشعللهاش عشان أنت مش هتقدر تطفيها، سلام يا لينا، هجيلك تاني.</p><p></p><p>قالها ليتوجه إلي سيارته وتشتعل عيني جاسم حقدا يعزم في نفسه علي تنفيذ ما نوي.</p><p></p><p>تجاوزت الساعة الثانية عشر ليلا، الجميع نيام بالطبع نيام، فتحت باب غرفتها بهدوء شديد تتحرك علي اطراف أصابعها تنزل الي أسفل تحتضن حقيبة ملابسها، نزلت الي الطابق السفلي لتتوجه الي المطبخ، من الباب الخلفي ستهرب من الجيد أن الخدم رحلوا، فتحت باب المطبخ تركض للخارج خارج المنزل والمكان بأكمله تهرول بعيدا تهرب من عشق مؤلم قاتل فتت روحها، تسابقها دموعها في الهرب بعيدا بعيدا لن تعود من جديد، إلي أين لا تعرف ولا يهم لاقت ما يكفي ويفيض...</p><p></p><p>بينما في احدي غرف المنزل في الشرفة تحديدا وقفت شاهيناز تراقب سهيلة وهي تفر بعيدا تقطم تفاحة في يدها تنظر لها مستمتعة متشفية، انتظرت الي أن اختفت تماما بعيدا من أمام عينيها، لترسم الفزع علي قسمات وجهها توجهت لفراش جاسر توقظه بتلهف تصيح فيه:</p><p>- جاسر اصحي يا جاسر، اصحي يا جاسر في مصيبة.</p><p></p><p>انتفض جاسر فزعا يسألها سريعا:</p><p>- انتي كويسة فيكي حاجة، اللي في بطنك كويس.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا تغمغم فزعة:</p><p>- الحق سهيلة، أنا شوفتها دلوقتي ماسكة ايد غريب كان بيبوسها في الجنينة وبعدين هربت معاه شوفتها بتجري هي وهو بيهربوا من البيت!</p><p>منك *** يا شاهيناز الكلب.</p><p></p><ul> <li data-xf-list-type="ul"><a href="https://forum.janatna.com/index.php?page=new_reply&index=1&id=21989&qu_Reply=2959&user=%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%B1">اقتبـاس ،،</a></li> <li data-xf-list-type="ul"><a href="https://forum.janatna.com/t21989&count=189#">إقتباس متعدد ،،</a></li> </ul><p></p><p></p><p>25-12-2021 02:47 صباحا</p><p><a href="https://forum.janatna.com/index.php?page=post&show=1&id=2960&num=191"><img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/open.gif" alt="مشاهدة مشاركة منفردة" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></a>[<a href="https://forum.janatna.com/t21989&count=189#2960">191</a>]</p><p><a href="https://forum.janatna.com/u116"><img src="https://forum.janatna.com/download/avatar/u116_732.jpg" alt=" صورة زهرة الصبار الشخصية " class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></a></p><p><strong>زهرة الصبار</strong></p><p>عضو فضي</p><p>تاريخ الإنضمام : 01-11-2021</p><p>رقم العضوية : 116</p><p>المشاركات : 6453</p><p>الجنس : <img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/gender_female.gif" alt="أنثى" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></p><p>الدعوات : 2</p><p>قوة السمعة : 10</p><p><img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/icon_user_offline.gif" alt="offline" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></p><p><img src="https://forum.janatna.com/look/images/icons/i1.gif" alt="look/images/icons/i1.gif" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /> رواية أسير عينيها</p><p></p><p>رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والسبعون</p><p></p><p>- الحق سهيلة، أنا شوفتها دلوقتي ماسكة ايد غريب كان بيبوسها في الجنينة وبعدين هربت معاه شوفتها بتجري هي وهو بيهربوا من البيت</p><p>احمرت مقلتيها سعير من نار الجحيم استوطن في حدقتيه نفرت عروقه توسعت عينيه ليهب من فوق فراشه كبركان انفجر فجاءة، توجه ناحية دولاب ملابسه يلتقط سلاحه، خرج نن الغرفة يهرول يزمجر بصوت حاد عالي كالرعد:</p><p>- سهيلة، موتك علي ايدي.</p><p></p><p>خرج غيث وصبا كل من غرفته علي صوت صراخه يتبعهم رشيد وشروق الجميع يصيح فيه متعجبين:</p><p>- في ايه يا جاسر، حصل إيه يا ابني، بتصرخ ليه يا ابني</p><p>اندفع بخطواته ناحية غرفة سهيلة يريد دخولها ليشعر بحرارة لاهبة تحرق جسده ما أن اقترب من غرفتها، لم يقدر علي الأقدام ولو حركة واحدة للامام، وقف مكانه وجه عينيه الي صبا يصيح فيها:</p><p>- صبا خشي شوفي سهيلة في اوضتها ولا لاء.</p><p></p><p>نظرت صبا لأخيها خائفة من عينيه الحمراء صراخه المخيف ابتلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا هرولت سريعا ناحية غرفة سهيلة دخلتها، تهرول لتتوسع عينيها في فزع حين رأت الغرفة فارغة تماما، دولاب الملابس مفتوح علي مصراعيه خالي من اي ملابس، وورقة كبيرة ملقاه فوق سطح الفراش التقطتها تقرأ ما خط عليها لتتوسع عينيها فزعا لطمت خدها الأيسر بيسراها، لتغلق الورقة سريعا حين سمعت أخيها يصيح باسمها، هرولت إلي خارج الغرفة تقبض علي الورقة في يدها وقفت بالقرب من اخيها تمد يدها له بالورقة تغمغم متوترة:.</p><p></p><p>- الحق يا جاسر، سهيلة هربت وسابتلك الورقة دي</p><p>انتزع منها الورقة بعنف لم يهتم فيما بداخلها فقط دسها في جيب سرواله، لينزل الي أسفل سريعا خرج الي الحديقة يصيح باسماء غفراء والده:</p><p>- يا أمام، يا عوض، يا حسين</p><p>هرول إليه الغفراء وقفوا أمامهم ليصرخ فيهم:</p><p>- سهيلة هربت تقلبوا البلد وتلاقوها، لو رجعتوا من غيرها هضربكوا انتوا بالنار، فاااااهمين.</p><p></p><p>نظر الثلاث رجال الي بعضهم في توتر، ليتحركوا من أمامه سريعا، بينما عاد هو الي الداخل يتحرك في صالة بيته كليث حبيس غاضب، يتمتم بصوت حاد قاسي:</p><p>- هقتلها، هموتها، هدفنها بالحي، بس احط ايدي عليكي يا سهيلة.</p><p></p><p>الجميع ينظر له في صدمة عقدت ألسنتهم عن الحديث، عدا رشيد الذي تحرك بهدوء ينزل لأسفل وقف بالقرب من جهاز راديو قديم ورثه عن والده، فتح تردد إذاعة القرآن الكريم، يقطع شكه باليقين، حين رأي عيني جاسر اشتعلت غضبا، اقترب من جهاز الراديو يركض نزع المقبس من الكهربا يصرخ غاضبا:</p><p>- مش عايز اسمع حاجة أنا في ايه ولا ايه، الراديو دا ما يشتغلش</p><p>ابتسم رشيد في هدوء يحرك رأسه إيجابا ينتظر ما سيحدث.</p><p></p><p>علي ذلك الحال يجلس منذ ساعات عينيه معلقتين بغرفة والدته يرفض الطعام حتي الماء لم يشربه، زيدان يجلس جواره يحاول التخفيف عنه ولكن بلا فائدة، حسام حاله كما هو، بل يزداد سوء، وخالد يجلس يراقب **** الذي علي حافة الانهيار قلبه يتفتت عليه شظايا تقتل روحه المنهكة التعبة، لم يكن حال انجليكا افضل، بدأت تشعر بالدوار والنعاس معا، مالت تضع رأسها علي كتف زيدان تتمتم بخمول ناعس:.</p><p></p><p>- زيدان أنا تآبنة زيدان، آيزة أنام</p><p>التفت زيدان برأسه ينظر لتلك التي احتلت كتفه تنظر له، نظرات بريئة ناعسة، تنهد حانقا ما كان عليها أن تأتي معه ولكن ماذا يفعل بعندها **** صغيرة ذات رأس صلب، تنهد من جديد يحرك رأسه إيجابا، لا يعرف حتي ما يفعل، انقذه قدوم أحدي الممرضات وقفت تنظر لهم مدهوشة تتمتم في عجب:.</p><p></p><p>- حضرتكوا قاعدين ليه، مالوش لزوم وجدكوا هنا خالص، المريضة في العناية المركزة وممنوع حد يدخلها، اتفضلوا روحوا أفضل</p><p>حرك زيدان رأسه إيجابا يؤيد الفكرة بشدة التفت لصديقه يقبض علي كفه يحادثه برفق:</p><p>- قوم يا حسام نروح، الممرضة عندها حق مالهاش لزوم قعدتنا كدة</p><p>حرك حسام رأسه نفيا يتنفس بعنف يوجه انظاره الي غرفة والدته يتمتم رافضا:</p><p>- أنا مش همشي من هنا، مش هسيب أمي، مش هتحرك من مكاني.</p><p></p><p>تنهد زيدان يآسا ينظر لخاله يخبره بنظراته أن يجد حلا، حرك خالد رأسه إيجابا تحرك من مكانه وقف أمام حسام ربت علي كتفه برفق يحادثه:</p><p>- قوم يا ابني نروح قعدتك هنا مالهاش لازمة...</p><p></p><p>رفع حسام وجهه ينظر لخالد في حدة ليزيح يده بعنف من فوق كتفه عاد ينظر لغرفة والدته دون أن ينطق بحرف، ليتنهد خالد حانقا من عناد ذلك الطفل الكبير، مد يده يمسك كف يد حسام يجذب بعنف وقف الأخير رغما ينظر لأبيه غاضبا، جذب كفه من كف أبيه يصيح فيه:</p><p>- قولتلك مش هتحرك من هنا، أنت ايييه ما بتفهمش، عايز تمشي امشي، أنت ايه اللي جايبك اصلا، يلا امشي.</p><p></p><p>توسعت عيني حسام في ألم وشهقة فزعة خرجت من انجيلكا حين هوي كف خالد بعنف علي وجه حسام، اندفع زيدان يجذب خاله بعيدا عن حسام يهتف متلهفا:</p><p>- ليه كدة بس يا خالي...</p><p>ابعد خالد يد زيدان بعيدا عنه بعنف ليقترب من حسام قبض علي تلابيب ملابسه يقربه منه يصيح فيه:.</p><p></p><p>- اسمع يلا، أنا سايبك تغلط من الصبح وبقول معذور ومقدر، لكن اللي بقوله ينتفذ ورجلك فوق رقبتك، هتقعد تهبب ايه أنت مش دكتور نسا زي ما فقلتنا، أنا دكتور نسا أنا دكتور نسا، قعدتك مالهاش اي ستين لازمة، قاعد بتدعي، ممكن تدعي وأنت في البيت عادي، يلا قدامي</p><p>احمرت عيني حسام، ترقرقت الدموع فيها ينظر لخالد كارها نافرا، أسرع زيدان يجذب يده يجذبه للخارج:</p><p>- تعالا بس يا حسام صدقني قعدتك مالهاش لزوم...</p><p></p><p>تحرك حسام بصحبة زيدان يجر قدميه عينيه ملعقتين بغرفة والدته المغلقة، وخلفه خالد قامت انجليكا تهرول خلفهم، تحاول أن تكن بعيدة عن خالد قدر الامكان، في السيارة جلس زيدان في مقعد السائق، لتجلس انجليكا جواره، وخالد وحسام بالخلف، اشاح حسام بوجهه يرفض النظر ناحية ابيه حتي، ليتنهد خالد حزينا علي حاله، اجفل علي جملة زيدان:</p><p>- هنروح فين</p><p>ابتسم خالد ساخرا يتمتم متهكما:</p><p>- هنروح فين الملاهي مثلا، اطلع علي الفيلا.</p><p></p><p>التفت حسام ينظر لخالد حانقا عينيه حمراء كالجمر، فتح فمه يريد أن يعترض ليخرس خالد ما سيقول حين صاح ينهي اي اعتراض:</p><p>- مش عايز اسمع كلمة لاء، واطلع يلا</p><p>انتفض جسد انجليكا تقبض علي ذراع زيدان ليبتسم لها مطمئنا أدار محرك السيارة ينطلق الي وجهته، يفكر قلبه تتسارع دقاته لن يحتمل رؤيته وهو في أشد شوقه ليلمح فقط طيفها لن يراها، لن يدخل الي منزل خاله، سيوصله ويأخذ انجليكا ويذهبا الي اي فندق...</p><p></p><p>حسام كان عقله مرتكز في فكرة واحدة سوداء مخيفة ماذا أن فقد والدته، رحلت، تركته، يرغب في أن يبكي بعنف كأنه *** صغير خائف، خالد يجلس جواره عقله سابح يفكر، في إبنه الجالس جواره من ناحية وفي زوجته معشوقة روحه من ناحية أخري، كم يرغب في أن يركض إليها، يختبئ بين أحضانها يطلب منها السماح، التفت برأسه بخفة ناحية حسام ليراه ينظر ناحية النافذة، تتساقط دموعه رغما عنه فيرفع يده سريعا يمسحها قبل أن يلاحظها أحد، اقترب بجسده من ولده جلس مجاورا له تماما، مد يده يربت علي رأسه برفق يهمس له بحنو:.</p><p></p><p>- امك هتبقي كويسة صدقيني، أنا مجهز لها كل حاجة، لما عرفت ما قولتش اسيبها تموت زي ما أنت فاكر، بالعكس، اتفقت مع مستشفي في لندن وكنت في انتظار يلاقوا قلب مناسب لحالتها، هتبقي كويسة..</p><p>التف حسام برأسه ناحية والده ينظر له كطفل صغير ضائع حرك خالد رأسه إيجابا يبتسم له لينفجر حسام في البكاء القي برأسه بين ذراعي والده يردف من بين شهقاته العنيفة:</p><p>- مش هستحمل يجري لها حاجة، أنا آسف، آسف علي كل اللي قولته، آسف.</p><p></p><p>ابتسم خالد في حنو يشدد علي عناق ذلك الباكي بين ذراعيه، يحرك يده علي خصلات شعره برفق، لتتوسع عيني انجليكا في ذهول، تنظر لخالد مدهوشة كيف تتحول شخصيته من شخص لنقيضه في لحظات، طبقة شفافة من الدموع غشت عيني زيدان، تصاحبها ابتسامة ساخرة تغزو شفتيه هو لن يزرف دمعة واحدة أن رأي والدته جثة أمام عينيه، كم يكرهها في عمره كله لم يكره أحد بقدرها، حرك رأسه نفيا يبعبد صورتها التي اقتحمت رأسه فجاءة، بلع لعابه الجاف، يدهس بعنف المكابح تحت قدميه لتسرع السيارة، بعد قليل وقفت السيارة في حديقة منزل خالد، نزل منها أولا يجذب يد حسام، نزل زيدان يقف جوار باب السيارة المفتوح حمحم يجذب انتباه خاله، التفت خالد له ليردف زيدان:.</p><p></p><p>- أنا هاخد انجليكا احجزلها اوضة في اي اوتيل واروح البيت عندي او اشوفلي اوضة أسهل</p><p>حرك خالد رأسه نفيا يردف برفض قاطع:</p><p>- أنت هتجيب الحلوة اللي معاك وتحصلني وما تقلقش ما حدش جوا اصلا، لينا خدت البنت وراحت عند جاسم.</p><p></p><p>توسعت عيني زيدان في ذهول، زوجة خاله تركت المنزل، تنهد تعبا ألن تتوقف مشاكل تلك العائلة ابدا، اشار لانجليكا أن تنزل من السيارة، بينما تحرك هو للداخل، لتهرول الأخيرة خلفه امسكت بكف يده تدخل بصحبته الي منزل خالد، جلس حسام جوار ابيه علي الأريكة وانجليكا وزيدان مقابلين لهم، صدح صوت خالد يهتف باسم احدي الخادمات:</p><p>- فتحية حضري العشا</p><p>ابتسمت انجليكا تقول بحماس **** صغيرة:</p><p>Yes, please I m very hungry.</p><p></p><p>صفع زيدان جبينه براحة يده أحضر **** صغيرة وياليته احضرها بإرادته، بينما ارتسمت ابتسامة طفيفة علي شفتي خالد اشار للطابق العلوي يحادث انجليكا:</p><p>- طالما بتفهمي عربي اطلعي الدور التاني، آخر أوضة ناحية الشمال، هتلاقي فيها هدوم...</p><p>ابتسمت انجليكا في سعادة تحرك رأسها إيجابا، تحركت من جوار زيدان تصعد لأعلي ليوجه خالد انظاره لحسام رفع حاجبه الأيسر يسأله ساخرا:.</p><p></p><p>- مين دي يا زيدان بيه، دا أنت مسافر ما بقالكش يومين اومال لو كنت كملت اسبوع كنت رجعتلنا بجوني</p><p>ضحك حسام رغما عنه بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان، يقص لخالد تفاصيل لقائه بانجليكا، كتف خالد كتفيه أمام صدره يتمتم ساخرا:</p><p>- وهي اي واحدة ننقذها من الغرق، تشبك في اللي ساعدها كدة، كان زمان سباحين مصر كلهم متجوزين أجانب.</p><p></p><p>تنهد زيدان يآسا يعرف أن خالد لن يصدق وهو حقا لم يعد يهتم، رفع وجهه لخالد يبتسم في اصفرار مردفا:</p><p>- بص يا خالي عايز تصدقني أنت حر مش عايز أنت بردوا حر، اقولك اعتبرها خطيبتي</p><p>شهقت الخادمة مصدومة حين دخلت الي الغرفة وسمعت زيدات يتمتم بجملته الاخيرة، وضعت صينية الطعام من يدها تعتذر لهم عما فعلت لتهرول سريعا الي خارج الغرفة، دخلت الي المطبخ تطلب رقم لينا إبنه خالد، لحظات وسمعتها تجيب:.</p><p></p><p>- ايوة يا فتحية في ايه بابا كويس</p><p>بادرت فتحية تتمتم سريعا بصوت خفيض مرتبك:</p><p>- ايوة يا هانم كويس، بس زيدان باشا هنا</p><p>لحظات صمت من ناحية لينا، لحظات طويلة لا تعرف ما حدث لها، لتردف قائلة بقلق:</p><p>- يا هانم انتي سمعاني</p><p>حمحمت لينا تحاول إيجاد صوتها خرجت نبرتها مرتعشة تحاول إمساك زمامها دون فائدة:</p><p>- ايوة سمعاكي، وبعدين أنا مالي هنا ولا مش هنا...</p><p>قاطعتها فتحية سريعا قبل أن تكمل لتغمغم متلهفة:.</p><p></p><p>- مش دي المشكلة، معاه بنت شكلها كدة خواجية، بس ما شاء **** جميلة اوي، وأنا داخلة الأوضة بحطلهم العشا سمعته بيقول لخالد باشا اعتبرها خطيبتي، الو لينا هانم، يا هانم انتي سمعاني</p><p>صمت مؤلم من الناحية الاخري، سمعت منه صوت لينا من نبرتها المرتعشة تأكدت انها كانت تبكي، خرج صوتها متحشرجا خفيضا:</p><p>- تعرفي تصوريهالي يا فتحية</p><p>حركت فتحية رأسها إيجابا سريعا تغمغم بخفوت:.</p><p></p><p>- حاضر يا هانم هصورهالك وهبعتلك الصورة علي الواتس، سلام قبل ما الباشا يسمعني</p><p>اغلقت فتحية مع لينا، خرجت من المطبخ لتلمح انجليكا تنزل من أعلي ترتدي احدي منامات لينا، لتشتعل عيني فتحية غضبا تتمتم مع نفسها:</p><p>- البجحة كمان لابسة هدوم الهانم</p><p>وقفت في ركن بعيد حتي لا يراها أحد أخرجت هاتفها سريعا تلتقط مقطع فيديو قصير لتلك الأجنبية الملونة الجميلة، ترسله لرقم لينا، لتعاود إلي المطبخ وكأن شيئا لم يكن.</p><p></p><p>في اسيوط، بعد ساعات من البحث عاد الحراس الثلاثة خالي الوفاض بحثوا في جميع الاماكن ولم يجدوا اي أثر لسهيلة زوجة جاسر، دخل ثلاثتهم الي المنزل ليتقدم أمام من جاسر بلع لعابه مرتبكا يغمغم متوترا:</p><p>- جاسر بيه و**** احنا قلبنا البلد شرقها وغربها مالهاش أثر فص ملح وداب يا باشا</p><p>نهض جاسر من مكانه يقبض علي عنق الرجل يصيح فيه:</p><p>- ما أنا لو مشغل كلاب كانوا شمشموا ولقوها</p><p>لفظ جاسر الرجل من يده يصيح فيهم بجنون:.</p><p></p><p>- امشوا اطلعوا برة مش عايز اشوف خلقة حد فيكوا برة</p><p>خرج ثلاثتهم من المنزل، جاسر يقف يكاد يحترق، شروق تنظر له بفزع ذلك ليس طفلها ليس جاسر أبدا، وكأن شيطانا تلبسه وما يثير عجبها هدوء رشيد الغير مفهوم بالمرة، تحرك رشيد من مكانه وقف أمام ولده عقد ذراعيه يقول محتدا:</p><p>- هنعمل إيه يا جاسر، مراتك هربت وهتشيلنا كلنا العار، هنتفضح بسببها.</p><p></p><p>شهقت شروق مفزوعة مما تسمعه يخرج من بين شفتي زوجها هبت واقفة تصدم صدرها براحة يدها تصيح مذهولة:</p><p>- أنت بتقول ايه يا رشيد حرام عليك البت غلبانة واللي ابنك عمله فيها هو السبب، اتقي **** أنت عندك بنت...</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي رشيد ليعاود الحديث مع جاسر:.</p><p></p><p>- سيبك من التخاريف اللي أمك بتقولها دي، أنا من رأيي اننا نروح لبيت عيلة المنشاوي ونقولهم علي اللي بنتهم عملته وتطلقها قدامهم هما يشيلوا فضيحتها، قولت إيه</p><p>أعجبت تلك الكلمات جاسر كثيرا حرك رأسه إيجابا يؤيد كل حرف قاله والده التفت برأسه لوالده يردف:</p><p>- عندك حق يلا بينا مش هنستني للصبح، قبل ما النهار يطلع مش هتبقي علي ذمتي</p><p>ال، دي.</p><p></p><p>حرك رشيد رأسه إيجابا في هدوء مخيف ينظر لجاسر متوعدا، التفت برأسه ناحية غيث يحادثه:</p><p>- تعالا معانا يا غيث عشان تبقي شاهد علي اللي حصل</p><p>توسعت عيني غيث في دهشة كاد أن يحرك رأسه نفيا يرفض الاشتراك في جريمة تشوية سمعة الفتاة حين غمزه رشيد بطرف عينيه خفية فحرك رأسه إيجابا سريعا يتحرك معهم، تحرك ثلاثتهم للخارج ليصدح صوت شروق الباكي:</p><p>- جاسر لو خرجت من هنا وخوضت في عرض البت بالكلام دا، لا أنت ولا اعرفك.</p><p></p><p>لم يلتفت جاسر حتي لكلام والدته بل أكمل سيره للخارج، لتتهاوي شروق علي الاريكة تبكي تضرب فخذيها بكفيها تنوح باكية:</p><p>- اخوكي اتجننت وابوكي مطاوعه وذنب الغلبانة دي في رقبتنا كلنا</p><p>في عتمة الليل الشوارع تضيئها مصابيح الإنارة، صوت نباح الكلاب تأتي من بعيد، تحرك رشيد يستند علي ذراع جاسر بينما يسير غيث بالقرب منهم، عقله شارد يفكر فيما حدث قبل ساعات</p><p>Flash back.</p><p></p><p>تمدد علي فراشه في غرفته يعقد ذراعيه خلف رأسه يتنهد في ملل وجوده هنا لهدف محدد، لا يرغب في استباق اي خطوات، صبا فقط **** صغيرة يلعب برأسها شيطان محترف، عليه أن يوقع به قبل أن يوقع هو بالصغيرة، ولكن منذ فترة ومراد لم يحادث صبا لم يخبرها بأي شئ هل يا تري مل، أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، خرج من طوفان افكاره علي صوت هاتفه يدق، برقم مراد، يعني أن هاتف صبا يدق برقم مراد، اعتدل سريعا في جلسته ينتظرها أن ترد حتي يستمع هو لما سيقول، وقد لحظات وفتحت الخط ليضع الهاتف علي أذنه يحرص علي إلا يصدر ولو صوت طفيف، وسمع ما يقولا.</p><p></p><p>- مساء الفل يا صبا قلبي ايه صحيتك</p><p>- لاء انا كنت صحية كنت حاسة أنك هتكلمني</p><p>اشتعلت أنفاسه يكور قبضته يشد عليها تلك الحمقاء ماذا تقول عاد يرهف السمع لما يقولان</p><p>- وحشتيني يا صبا وحشتيني اوي اوي اوي</p><p>- وأنت كمان يا مراد وحشتني، مش ناوي ترجع بقي غبيتك طالت.</p><p></p><p>لما لا يغلق الخط ويذهب إليها يصفعها علي وجهها ويكسر الهاتف فوق رأسها لأن جاسم علمه أن يهدئ، إن يتحكم في أعصابه، إن يضعها في الجليد في مثل تلك الحالات واكمل سماع ما يقولان</p><p>- هانت يا صبا، هكون عندك يوم (، ) الجاي علي بعد الضهر كدة</p><p>سمع صوتها السعيد للغاية وهي تقول له:</p><p>- بجد و****، أنا يومها هيكون عندي درس فئ (، ) دي بلد جنبنا هخلص الدرس واجي جري.</p><p></p><p>- لا استني استني، انتي تقوليلي عنوان الدرس بالتفصيل وأنا هستناكي، أصلك وحشتيني اوي.</p><p></p><p>والحمقاء لم تتردد اخبرته بالعنوان كاملا واغلقت معه الخط، لتنغلق المكالمة امامه، شردت عينيه في الفراغ يفكر يطرق باصابعه علي سطح شاشة هاتفه الخطوة القادمة، اقتحام هاتف مراد ليعرف فيما يدبر ولن ينتظر لحظة، أدهم ابن خاله حمزة علمه كيف يفعل ذلك في احدي لقائتهم سابقا وهو لا ينسي ابدا ما تعلمه من اي من كان، زيف رابط به جائزة شحن ماتنان جنية وبعث بالنقود حقا حتي لا يشك مراد وبعثه لرقم مراد من أحد البرامج، فقط عليه الانتظار إلي أن يبتلع مراد الطعم، وما هي الا لحظات وابتلع الأحمق الطعم وبات هاتف مراد تحت سيطرة غيث والآن فقط سيعلم فيما يفكر ويخطط ذلك الوغد.</p><p></p><p>Back</p><p>اجفل من شروده علي ابتسامة ماكرة تغزو شفتيه ذلك الأحمق يظن نفسه ذكيا سيريه مع من يتعامل، تحرك بصحبة عمه وجاسر ناحية بيت صغير قرب المسجد، وقف رشيد عنده</p><p>ابتلع جاسر لعابه مرتبكا يشعر برجفة مخيفة تصعق جسده كتيار كهرباء حاد، توجهت مقلتيه ناحية والده يسأله بنبرة مرتعشة:</p><p>- أنت وقفت هنا ليه...</p><p>ابتسم رشيد في هدوء تام ليرفع قبضة يده يدق الباب الخشب بخفة، التفت برأسه ناحية جاسر يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- بقالي كذا يوم معايا أمانة للشيخ طاهر، وناسي ادهاله خالص وبما اننا قريبين من بيته قولت أعدي اديهاله</p><p>زادت رجفة جسد جاسر حين انفتح الباب وظهر ذلك الشيخ المسن ذو اللحية البيضاء الإبتسامة الصافية البشوشة، مد رشيد يده يصافح الشيخ طاهر:</p><p>- السلام عليكم يا شيخ طاهر معلش صحيناك من النوم</p><p>ابتسم الرجل في بشاشة، يحرك رأسه نفيا افسح الطريق ليدخل الرجال:.</p><p></p><p>- لا ابدا يا دكتور رشيد، أنا كنت صاحي بصلي قيام الليل، اتفضل، اتفضلوا يا شباب خشوا</p><p>تقدم رشيد ومعه غيث بينما ظل جاسر يقف مكانه يبتلع لعابه الجاف قدميه تعدز عن التحرك خطوة واحدة للأمام يرغب فقط في الفرار بعيدا، يشعر بألم بشع في رأسه ورجفة جسده تزداد شراسة، حرك رأسه نفيا يبتسم ابتسامة مرتعشة يتمتم متوترا:</p><p>- لا لا أنا هستناكوا هنا، بسرعة بس يا بابا عشان ما نتأخرش.</p><p></p><p>لم تتغير ابتسامة رشيد الهادئة عاد ادراجه ناحية ولده يقبض علي كفه يشدد عليه قبضته يجذبه خلفه كأنه *** صغير يقول ضاحكا:</p><p>- إيه يا جاسر أنت مكسوف ولا ايه، مش فاكر الشيخ طاهر دا هو اللي محفظك القرآن وأنت عيل صغير، خش خش تعالا هديله الأمانة وامشي علي طول.</p><p></p><p>جذب رشيد جاسر بعنف الي داخل البيت ما أن دخل أغلق الباب عليهم من الداخل، زادت حدة ارتجافه جسد جاسر بدأت يشعر وكأن مطارق ضخمة تصدمه رأسه، ذراعه الأيسر به ألم بشع أوقفه عن الحركة تماما، دمائه تفور حين ينظر لذلك الرجل وابتسامته الهادئة، رغب ملحة تدفعه لأن ينقض عليه ويبرحه ضربا، نفرت عروق وجهه يصرخ دون وعي:</p><p>- ما تخلص اديله الأمانة عشان نغور من هنا.</p><p></p><p>ابتسم رشيد بهدوء ليتوجه يقف جوار جاسر وضع يده علي كتف ابنه يتمتم مبتسما:</p><p>- أكيد يا ابني حاضر</p><p>علي حين وقبل أن يعي ما يحدث، كان رشيد يدفع جاسر بأقصي ما فيه من قوة ناحية الرجل الواقف أمامه:</p><p>- الأمانة يا شيخ طاهر</p><p>سقط جاسر علي ركبتيه من عنف دفعه والده احمرت عينيه كالدماء ينظر لذلك الرجل بشراسة مخيفة، في هدوء تام مد طاهر يده يضعها علي رأس جاسر خرج صوته هادئ واثق</p><p>حاد وقعه إذن جاسر في الوقت ذاته:.</p><p></p><p>-أعوذ ب**** من الشيطان الرجيم، بسم **** الرحمن الرحيم.</p><p></p><p>«وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ».</p><p></p><p>صرخ جاسر بشراسة صرخات مخيفة شقت سكون الليل شعر وكأن نيران تتفجر في رأسه انتفض يود أن يتهجم علي طاهر ليصيح رشيد في غيث:</p><p>- غيث امسكه معايا</p><p>انتفض رشيد وغيث كل منهما يمسك بأحد ذراعي جاسر يمنعاه من أن يؤذي نفسه او يؤذي من يعالجه، ليعاود الشيخ طاهر قراءة القرآن من جديد آيات عدة من سور مختلفة:.</p><p></p><p>«اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ * لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ».</p><p></p><p>زادت صرخات جاسر شراسة وبدأت يخرج من فمه رغوة سوداء قاتمة رائحتها كاريهة بشعة لا تحتمل، حاول جاسر بشراسة أن يضرب والده وغيث لينقض علي طاهر دون فائدة كل منهم كان يتشبث به بعنف يمنعه من التحرك حركة واحدة، ليعلو صوت طاهر بالقرآن والدعاء :.</p><p></p><p>-« وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » صدق **** العظيم.</p><p></p><p>أعوذ بكلمات **** التامات من شر ما خلق</p><p>أعوذ بكلمات **** التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة</p><p>أعوذ بكلمات **** التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.</p><p></p><p>أعوذ بكلمات **** التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون</p><p>اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته</p><p>اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم ، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك.</p><p></p><p>أعوذ بوجه **** العظيم الذي لا شيئ أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء **** الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن *** على صراط مستقيم</p><p>حسبي **** لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم</p><p>وبدأت صرخات جاسر تخمد وجسده يثقل عينيه زاغت، اقترب طاهر منه يضع يده علي رأسه يتمتم بصوت خفيض هادي:.</p><p></p><p>- « قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ».</p><p>• « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»</p><p>.</p><p></p><p>• « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* * مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ »</p><p>زاغت عيني جاسر يشعر بنعاس شديد حل فوق رأسه ليتقرب طاهر من طاولة صغيرة التقط كوب ماء صغير يصب منه القليل في راحة يده يرشه برفق علي وجهه ابتسم طاهر في وجه جاسر يتمتم:</p><p>- حمد *** علي السلامة.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة صغيرة شاحبة علي شفتي جاسر قبل أن يسقط رأسه نائما اسنده رشيد وغيث إلي اقرب أريكة قابلتهم، ليسطح جاسر جسده عليها، يغط في نوم عميق لم يعرفه منذ مدة طويلة، جلس رشيد علي مقعد جوار الأريكة يربت علي رأس ابنه بحنو نظر لطاهر تنهد يتمتم حزينا:.</p><p></p><p>- كنت شاكك أن حالته دي مش طبيعية دا مش إبني اللي ربيته، جاسر مهما كنا متخانقين كان اول ما يأذن يجي يقولي صلاة الجماعة هنتأخر، بقي بيهرب من الصلاة، بسمعه يعني بيرجع بليل ولما احاول اطمن عليه يقولي أنا كويس، ويزقني ويهرب، مين اللي عمل كدة يا طاهر مين اللي اذاه</p><p>نظر طاهر مشفقا لذلك الشاب النائم ليعاود النظر لرشيد يتمتم حزينا:.</p><p></p><p>- الطعنة ما بقتش تيجي غير من اقرب الناس، السواد بقي بيوصل لحد الكفر والعياذ ب****، فلانة بتكره فلانة تكفر عشان تأذيها، تدمر حياتها، عشان هي خلفت ولا اتجوزت قبلها، السواد ملا النفوس بشكل مرعب، مهما توصل درجة الكره ما يخليش اي حد يدمر حياة اللي بيكرهه، مرض كره، عجز، والعياذ ب**** في ناس بتوصل لمرحلة من الجنان انها تموت نفسها بسبب حد مؤذي، ما يعرفوش إن يوم القيامة هيقفوا قدام بعض وكل مؤذي هيقف قدام اللي اذاه وياخد منه حقه تالت ومتلت...</p><p></p><p>تنهد طاهر حزينا يبدو أنه اسهب في الكلام كثيرا من بشاعة ما بات يراه في الآونة الأخيرة نظر للنائم يتمتم شاردا:</p><p>- لما جاسر يصحي هعرفه مين اللي عمل كدة، صحيح من ستره ربه ما يفضحوش عبد، بس دي جواها طاقة غل وشر كبيرة اوي تخليها تاذي تاني وتالت ورابع.</p><p></p><p>في منزل حمزة السويسي في غرفتها منذ ساعات، طويلة تجلس علي مقعد جوار تلك الشرفة المطلة علي الحديقة، تنساب دموعها في صمت قاتل، لم تعبئ بدقات الباب، الذي فُتح ودخلت بدور زوجة ابيها تحمل صينية طعام عليها بعض الشطائر وكوب حليب كبير اقتربت منها تضعه علي الطاولة امامها تردف في مرح:</p><p>- الاكل واللبن لاحلي ميوش في الدنيا...</p><p></p><p>لم تلتفت مايا لها حتي، لتتنهد بدور حزينة علي حالها جلست علي المقعد المقابل لها مدت يدها تربت علي ساقها برفق تحادثها بحنو:</p><p>- طب وبعدين هتفضلي من غير أكل، دا مش هينفعك، يا مايا انتي عارفة بابا بيحبك قد ايه واكيد هيوافق علي جوازك من أدهم، اصبري عليه بس يومين وهتلاقيه جاي يقولك أنا موافق، حمزة طيب أوي.</p><p></p><p>ابتسمت مايا ساخرة تحرك رأسها بلامبلاة، لمحت بطرف عينيها هاتف بدور التي تمسكه في يدها اعتدلت في جلستها تنظر له حمحمت تسألها مرتبكة:</p><p>- هو أنا ممكن استخدم موبايلك</p><p>ابتسمت بدور تحرك رأسها إيجابا سريعا اعطتها الهاتف تردف مبتسمة:</p><p>- أكيد طبعا يا حبيبتي خدي اهو، أنا هروح اشوف سيلا وارجعلك علي طول.</p><p></p><p>ابتسمت مايا لها باصفرار تاخذ منها الهاتف، راقبتها بعينيها الي أن خرجت من الغرفة لتفتح هاتف بدور، سريعا طلبت رقم تحفظه عن ظهر قلب وضعت الهاتف علي أذنها تنتظره إن يجيب تقطم اظافرها متوترة، لتتوسع ابتسامتها سريعا ما أن سمعت صوته:</p><p>- أدهم أنا مايا، ما فيش وقت احنا مش هنسافر، ومش عند عمو خالد، هبعتلك اللوكشين علي واتس...</p><p>سمعت يهتف سريعا:.</p><p></p><p>- من النجمة هكون عندكوا انتي ليا يا مايا وما فيش اي حاجة في الدنيا هتقدر تبعدني عنك</p><p>ابتسمت سعيدة لتغلق الخط سريعا ترسل لرقمه موقعها تحديدا، ما إن ارسلته دخلت بدور الي الغرفة تحمل سيلا الصغيرة معها، ابتسمت بدور لمايا تقول ضاحكة:</p><p>- سيلا مش راضية تنام خالص خليها معلش معاكي لحد ما اعمل لابوكي فنجان قهوة مش عارفة مش عايز ينام هو كمان ليه، دا البيت اللي ما بينامش دا.</p><p></p><p>ضحكت مايا ضحكة صغيرة علي مضض تجاريها، اخذت منها الفتاة لتخرج بدور من الغرفة لتحتضن مايا سيلا تلتف بها في الغرفة تتمتم سعيدة:</p><p>- هيجي بكرة يا سيلا، مش هنسافر</p><p>ضحكت الصغيرة وهي حقا لا تفهم ما يحدث لتشاركها مايا في الضحك تنتظر بحماس خيوط شمس غد.</p><p></p><p>في فيلا خالد السويسي صعد كل لاحدي الغرف لينام، ولم يقدر هو علي أن يدخل غرفته وهي ليست، التقط احدي وسادات الأريكة اتجه الي غرفة مكتبه يتمدد بجسده علي الأريكة الكبيرة في الغرفة ينظر للحديقة خارجا حزين كلمة قليلة، التقط هاتفه يحاول الاتصال بها مرارا وتكرارا دون فائدة لا رد، ظنها قد نامت، اغمض عينيه هو الآخر يحلم بطيفها حين سمع صوت رسالة تصل لهاتفه التقطه سريعا يفتحها متلفها ليجدها هي بعثت له.</p><p></p><p>« أنت فاكر أنك لما تبعتلي محمد أنا كدة هغير رأيي وارجعلك، أنسي خلاص كل اللي كان بينا انتهي، طلقني بكرامتك احسنلك، أنا لسه عاملة حساب العشرة »</p><p>ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه ليخط جملة قصيرة يبعثها لها كتب فيها</p><p>« معاكي فكة العشرة ولا افكهالك »</p><p>ضحك وهو يتخيل ردة فعلها، ليغمض عينيه يحاول أن يريح عقله قبل أن يبدا صباحا جولة اخري من النزاعات.</p><p></p><p>مع بداية خيوط الشمس الاولي الليل اختفي منذ قليل فقط، كان أدهم يخرج من منزله، جنون ما يفعله، ما العشق سوي جنون، إذا هو أعقل من يملك عقلا، في سيارة اجري أخذ طريقه الي منزل حمزة، في الاغلب سيرفضه كالعادة ولكنه لن يتوقف عن المحاولة، وصلت السيارة الي وجهتها لينزل منها خالي الوفاض لا محال مفتوحة الآن ليشتري اي شئ من الأساس، توجه إلي باب المنزل، لا حرس، حمزة لم يضع حرسا بعد كيف يفعل ذلك، دق علي الباب بسرعة متلهفا، دقائق طويلة قبل أن يسمع صوت حمزة يصيح من الداخل غاضبا:.</p><p></p><p>- ايوة طيب من الزفت اللي جاي بدري كدة...</p><p>فتح حمزة الباب بعنف ليجد أدهم يقف أمامه يبتسم في براءة *** صغير، امتعضت قسمات وجه حمزة يردف حانقا:</p><p>- نعم خير، مأنسنا ليه بطلتك البهية الصبح كدة وفين الحارس الزفت اللي علي البوابة، إنت يا صبري الزفت.</p><p></p><p>تحرك حمزة ناحية غرفة الحارس بينما يقف ادهم يضحك في خفوت، لمحت عينيه ما جعلت ابتسامته تتلاشي وعينيه تتسع فزعا، هناك مؤشر يتحرك مع حركة حمزة يننتظره أن يقف أحدهم يريد أن يقتل أبيه، ركض بعنف ناحية حمزة يلحق به ما أن وقف أمام غرفة الحارس وجد أدهم يعانقه بعنف صرخ حمزة فيه غاضبا:</p><p>- اوعي يا حيوان أبعد عني.</p><p></p><p>توسعت عيني أدهم فجاءة بألم يقبض بيديه علي ملابس بعنف، قطب حمزة جبينه قلقا تحول لفزع حين وجد الدماء تخرج من بين شفتي أدهم، ابتسم يتمتم بجملة صغيرة متقطعة:</p><p>- سامحني يا بابا!</p><p></p><ul> <li data-xf-list-type="ul"><a href="https://forum.janatna.com/index.php?page=new_reply&index=1&id=21989&qu_Reply=2960&user=%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%B1">اقتبـاس ،،</a></li> <li data-xf-list-type="ul"><a href="https://forum.janatna.com/t21989&count=189#">إقتباس متعدد ،،</a></li> </ul><p></p><p></p><p>25-12-2021 02:50 صباحا</p><p><a href="https://forum.janatna.com/index.php?page=post&show=1&id=2961&num=192"><img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/open.gif" alt="مشاهدة مشاركة منفردة" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></a>[<a href="https://forum.janatna.com/t21989&count=189#2961">192</a>]</p><p><a href="https://forum.janatna.com/u116"><img src="https://forum.janatna.com/download/avatar/u116_732.jpg" alt=" صورة زهرة الصبار الشخصية " class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></a></p><p><strong>زهرة الصبار</strong></p><p>عضو فضي</p><p>تاريخ الإنضمام : 01-11-2021</p><p>رقم العضوية : 116</p><p>المشاركات : 6453</p><p>الجنس : <img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/gender_female.gif" alt="أنثى" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></p><p>الدعوات : 2</p><p>قوة السمعة : 10</p><p><img src="https://forum.janatna.com/styles/default/images/icon_user_offline.gif" alt="offline" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></p><p><img src="https://forum.janatna.com/look/images/icons/i1.gif" alt="look/images/icons/i1.gif" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /> رواية أسير عينيها</p><p></p><p>رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثمانون</p><p></p><p>فزع كلمة هينة للغاية عن ذلك الشعور القاتل الذي أصاب قلبه فتت روحه بعثر شتات نفسه وهو يري صغيره يتهاوي ارضا يرتوي العشب تحته بدمائه المراقة غدرا، صدمت جمدت جسده ينظر بأعين شاخصة فزعة لكفي يديه التي تغرقهما دماء **** الصغير، صرخة ابنته باسم كان ناقوس الخطر الذي انتشله من حالة الفزع تلك، ارتمي علي ركبتيه جوار جسد ادهم يحتضن رأسه بين احضانه يصرخ فيه فزعا:</p><p>- أدهم، أدهم، أدهم فتح عينيك يا أدهم، أدهم.</p><p></p><p>فتح الأخير مقلتيه بقدر ضعيف للغاية ابتسم لتنساب الدماء من بين شفتيه رفع كفه يمسك بأصابع يد والده يتمتم مبتسما بصوت خفيض بالكاد سمعه حمزة:</p><p>- فاكر يا بابا لما قولتلي زمان واحنا بتدربني علي ضرب النار، ما تخافش من صوت الرصاص يا أدهم، الرصاصة اللي هتموتك مش هتسمع صوتها، كان دايما حق، أنت دايما عندك حق...</p><p>بدأت نبرته تتقطع يخرج صوت هامس مرتجف:</p><p>- اااا نن ااا، اااا سسس ف، سسسس ااا مح ن...</p><p></p><p>ولم يستطيع أن يكمل حرف جملته الأخير اغمض عينيه لترتخي يده الممسكة بيد والده توسعت عيني حمزة فزعا تسكب الدموع بلا توقف يصرخ مرتعدا:</p><p>- اااادهم، اادهم</p><p>لحظات واندفعت مايا كسهم منطلق ناحيتهم قبضت علي تلابيب ملابس ادهم تهزه بعنف تصرخ بجنون:</p><p>- اااااادهم، رد عليا يا ااااادهم، مش هتموت يا اااادهم.</p><p></p><p>استجمع حمزة آخر ذرة ثبات باقية في روحه قام يحمل جسد ادهم بمشقة يتحرك به مهرولا الي سيارته تركض مايا خلفه تحاول مساعدة أبيها، بدور تقف هناك اصابتها الصدم بخرس تنظر لما يحدث بأعين مدهوشة فزعة، هرولت ناحية غرفة الحارس، تخبره أن يساعد حمزة، ما إن دخلت الي الغرفة وضعت يدها علي فمها تكبح صرختها الفزعة حين رأت الحارس ملقي أرضا تنساب الدماء من رأسه، التفت برأسها ناحية حمزة لتعاود النظر للحارس لا تجد ما تقوله، شلت الصدمة لسانها ارتجف جسدها بعنف من هول ما يحدث، لم تجفل سوي علي صوت سيارة حمزة التي اسرعت تشق غبار الطريق ووقفت هي أمام جسد الحارس الملقي أرضا لا تعرف حتي ما تفعل.</p><p></p><p>علي صعيد آخر في منزل جاسم الشريف، في حديقة المنزل تحديدا، لم يزر النوم جفنيها سوي اقل القليل حين اغمضت عينيها ليلا رأت صورته تتجسد أمامها وهو يحتضن تلك السيدة مشهد لن يخرج من قلبها ابدا، شدت قبضتيها تحاول حتي البكاء لا شئ، عينيها ترفض أن تزرف دمعة واحدة، قلبها لا يتوقف عن الصراخ من الألم، بينما عقلها ساكن تماما متعب، لا يرغب حتي في أن يفكر فيما سيحدث قادما، والعجيب في الأمر أنها لم تشتاق إليه، وكأن عشقه بالكامل اُنتزع من جسدها بأكمله، ولكن لما يظل قلبها يصرخ، كلما مر ذلك المشهد أمامها ربما هو جرح انوثتها الذي لن يندمل، تكاد تجن، تشعر بمخالب حادة تمزق روحها كلما جاءت صورته أمام عينيها، شدت علي أسنانها بعنف لتنساب فقط دمعة واحدة من مقلتيها، دمعة تمردت علي الجميع ونزلت تروي خديها بنيران الخذلان والهزيمة.</p><p></p><p>لم يكن الابنة أفضل إطلاقا من حال الأم، في غرفة لينا السويسي بالأعلي تحركت تزرع الغرفة ذهابا وايابا تقبض يسراها تشد علي خصلات شعرها باليمني، تكاد تمزق شفتيها من كثرة العض عليها غيظا، تلك الصفراء هي من رأتها من قبل، جاءت معه يقول أنها خطيبته والادهي ترتدي ملابسها تتحرك بإريحية وكأنها مالكة المنزل، ستبيت في نفس المنزل مع والدها وزيدان، خطيبته اذا تلتصق به كالغراء، لاء هي ليست كذلك بالطبع ليست، زيدان يقول تلك الكلمات حتي تصل إليها، يظن أنه سيغظيها بتلك الخدعة القديمة التي استخدمها والدها قبلا لن يحدث، لن تقع فريسة فخه بتلك السهولة، وقفت في منتصف الغرفة تتنفس بعنف تصيح بصوت حاد غاضب:.</p><p></p><p>- انا هوريها ازاي تدخل اوضتي وتلبس هدومي، أكيد فيلم عامله زيدان باشا، فاكر أنه كدة هيخليني اغير عليه دا بعده، أنا هوريكوا</p><p>هرعت إلي دولاب ملابسها انتشلت اول ما وقعت عينيها عليه، لتهرع الي المرحاض تبدل ثيابها، خرجت بعد لحظات تلملم خصلات شعرها في دائرة كبيرة فوق رأسها، التقطت حقيبة يدها تتحرك لأسفل سريعا نزلت درجات السلم تركض فتحت باب المنزل تمد بخطواتها الي الخارج، وقفت حين سمعت صوت والدتها تسألها:.</p><p></p><p>- رايحة فين يا لينا، بتجري ليه كدة</p><p>التفتت خلفها لتري والدتها، تنهدت حزينة تنظر لإنطفاء مقلتيها ابتسامتها الشاحبة قسمات وجهها المجهدة، تحركت للخلف بدلا من الأمام، جلست علي المقعد جوار والدتها تنهدت ألما تربت علي يد والدتها تسألها قلقة:</p><p>- ماما انتي كويسة</p><p>ابتسمت لينا ابتسامة شاحبة تحرك رأسها إيجابا، لتزفر الاخري حزنا تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس لها:.</p><p></p><p>- لا يا ماما مش كويسة، ماما انتي عارفة أن أنا اكتر واحدة رافضة معظم تصرفات بابا خصوصا تحكمه الزيادة في كل حاجة في حياتنا، بس دا ما ينفيش ابدا اني عارفة أنه بيحبنا اوي، وخصوصا أنتي أنا عارفة بابا بيحبك قد ايه، بابا بيحبك أكتر من الكل، أكتر مني أنا بنته اللي من دمه، انا ما ببررش ليه، بس أكيد في سبب بابا مستحيل يتجوز عليكي، الا لو في سبب قهري خلاه يعمل كدة...</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة باهتة ساخرة علي شفتي لينا الشريف تحرك رأسها نفيا ابتعدت بعينيها عن ابنتها تنظر لنقطة ثابتة في الفراغ، تهمس بجملة واحدة:</p><p>- انتي كنتي عارفة أن حسام اخوكي مش كدة</p><p>حمحمت الاخري متوترة بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تهمس مرتبكة:</p><p>- ايوة</p><p>توسعت عيني لينا في ألم التفت برأسها ناحية ابنتها تنظر لها مصدومة تهمس لها بحرقة:</p><p>- وليه خبيتي عليا ليه ما قولتليش.</p><p></p><p>ازدردت لينا لعابها مرة أخري، لا تعرف حقا ما تقول لتواسي والدتها تنهدت تسترسل بنبرة كسيرة خفيضة:</p><p>- يا ماما أنا ما عرفتش غير بعد، أنا قصدي عرفت صدفة وأنا في المستشفى بعد اللي حصلي لي من زيدان</p><p>اغمضت لينا « السويسي » عينيها بألم ليمر في رأسها تلك الذكري المريرة، ارتجفت نبرتها تعاود ما تقول:.</p><p></p><p>- حسام هو اللي عالجني، لولا وجوده جنبي وقتها كنت أكيد هموت، كنت مرعوبة منه يقرب مني بعد اللي حصلي من زيدان، فقالي الحقيقة وأنه اخويا، وبعدين بابا طلب مني اني ما قولكيش لحد ما يمهد ليكي الموضوع</p><p>ادمعت عيني لينا وهي تسمع من فم ابنتها حزنا عليها لتسارع تجذبها الي أحضانها تعانقها بقوة شدت لينا علي جسد والدتها تغمر رأسها بين أحضانها، لتسمع والدتها تتمتم بصوت خفيض باكي:.</p><p></p><p>- أنا آسفة اني وافقت علي جوازك من زيدان وفضلت اقنعك توافقي، ما كنش اعرف اني كدة بكرر نفس اللي حصلي زمان معاكي، سامحيني يا بنتي أنا آسفة</p><p>ابتسمت لينا ابتسامة باهتة تبتعد عن أحضان والدتها تمسح من سقط من دموعها برفق تغمغم بمرح باهت:</p><p>- المكتوب علي الجبين يا ماما، أنا هروح مشوار سريع مش هتأخر، سلام</p><p>قامت لينا تقبل جبين والدتها لتبتسم الأخيرة يآسه تتمتم مع نفسها يآسة:.</p><p></p><p>- نسخة من أبوها لما يكون خارج يعمل مصيبة يقولي رايح مشوار سريع، ويبوس راسي، يا تري رايحة تعملي ايه يا لينا</p><p>استقلت لينا سيارة اجري تملئ للسائق العنوان الذي لا يستغرق سوي دقائق قليلة من منزل جدها، ربما تعمد جاسم شراء منزل قريب من ابنته، حتي يكون جوارها بأكبر قدر ممكن...</p><p></p><p>ما هي الا دقائق ووقفت سيارة الاجري أمام منزل والدها، نزلت تعطي للسائق، فتح لها الحراس الباب لتتوجه الي الداخل مشت عبر الحديقة الي باب المنزل الداخلي اخرجت مفتاحها تضعه في قفل الباب، فتحت بهدوء شديد ليقابها صمت مخيف، لا صوت لا حركة، ربما لأن الوقت لا يزال باكرا فالجميع نيام، تحركت بخفة تصعد إلي الأعلي، توحشت قسمات وجهها في شراسة، تبحث عن تلك الشقراء، توجهت مباشرة الي غرفتها فتحت بابها تخطو الي الداخل لتتوسع عينيها تتأجج غضبا، تلك الصفراء تنام بإريحية شديدة علي برأسها ترتدي أحدي منامتها الصيفية، شدت علي أسنانها بعنف لتقترب منها مندفعة قبضت علي خصلات شعرها تصيح فيها بشراسة:.</p><p></p><p>- انتي يا بتاعة أنتي، أنتي مين ومين دخلك هنا، انتي كدة حرامية أنا هوديكي في ستين داهية</p><p>استيقظت انجليكا فزعة تشعر بألم بشع جراء امساك لينا لخصلات شعرها صرخت من الآلم تصيح فيها بحدة:</p><p>- What are you doing , are you crazy</p><p>اشتعلت عيني لينا غضبا لتلقي حقيبتها أرضا تهمس متوعدة:</p><p>- أنا هوريكي جنان عيلة السويسي علي أصوله.</p><p></p><p>اندفعت لينا تحاول ضرب انجليكا كانت فقط كانت تظنها فتاة مدللة هشة كلعبة باربي صغيرة، توسعت عينيها في دهشة حين دفعتها انجليكا بعنف مخيف تصيح فيها محتدة:</p><p>- Don t touch me</p><p>دفعتها لينا بعنف لتسقط انجليكا علي الفراش تصيح فيها بشراسة:</p><p>- انتي بتزقيني با بتاعة انتي، امشي اطلعي برة اوضتي برة.</p><p></p><p>في اييه، ايييه اللي بيحصل هنا، صدح صوت خالد الغاضب من عند باب الغرفة المفتوح، ليأتي زيدان يتبعه حسام يركضان ناحية مصدر الصوت الجميع يتسأل:</p><p>- في ايه يا خالي، ايه اللي حصل يا بابا</p><p>وقبل أن ينطق أحدهم بحرف قفزت انجليكا من مكانها تهرول ناحية زيدان احتضنت ذراعه تخفي وجهها داخل صدره تغمغم مرتجفة:</p><p>- زيدان، آبدها آني زيدان، ضربتني وشدت شآعري وأنا نايمة زيدان، أنا مش آملتلها هاجة.</p><p></p><p>وحقا لم يصل لاذن زيدان حرف واحد مما قالت، خرجت عقله عن حيز الزمان والمكان، حين رآها تقف أمامه، فراق قصير أشبع قلبه شوقا إليها، عادت دقات قلبه تؤلمه من عنف طرقاتها تاهت عينيه يسبح في قسمات وجهها يرتوي حد الشبع وقلبه لا يعرف معني الشبع في عشقها، يظل شريد جائع لا يرتوي الا بها، كم رغب في تلك اللحظة أن يهرول إليها ينطفئ نيران قلبه بعناق قلبها، كور قبضته يشد عليها بعنف حين مر فجاءة في رأسه جملتها « بابا معاذ عايز يجي يتقدملي، أبلغه يجي أمت » كيف نسي قلبه الأحمق أنها قد نسيته من الأساس وعلي أعتاب الزواج من غيره بمنتهي البساطة وكأنها لم تحبه يوما، حمحم بعنف يبتعد بعينيه عنها رفع يده الاخري يربت علي رأس انجليكا برفق نظر لخالد يردف متضايقا:.</p><p></p><p>- جري ايه يا خالي، أنا جايبها تضرب في بيتك</p><p>نظر خالد لزيدان محتدا من التصاق تلك الفتاة به وعدم إبعاده لها عنه، ليعاود النظر لابنته حمحم يردف غاضبا:</p><p>- ايه يا لينا اللي انتي عملتيه دا، وبعدين انتي جيتي امتي...</p><p>توسعت عينيه فزعا في اللحظة التالية ليقترب منها سريعا أمسك بذراعيها يسألها قلقا:</p><p>- لينا كويسة...</p><p>حركت رأسها إيجابا تنظر لتلك التس تلتصق بذراع زيدان بغل شديد يكاد يحرقها، تنهد خالد براحة يتمتم محتدا:.</p><p></p><p>- اللي خلاكي تضربيها بقي</p><p>ابعدت لينا ذراعيه عن يدي والدها تكتفهم أمام صدرها نظرت لتلك الفتاة بشراسة لتعاود النظر لوالدها ابتسمت تردف ببساطة:</p><p>- أنا دخلت اوضتي لقيتها لابسة هدومي ونايمة علي سريري وحضرتك عارف اني ما بحبش حد ياخد حاجتي</p><p>شددت علي كلمتها الأخيرة ليبتسم خالد ساخرا فهم جيدا لما ترمي ابنته، كتف هو الآخر ذراعيه امام صدره العريض يتمتم ساخرا:.</p><p></p><p>- تقومي ضرباها ونعمة التربية اللي ما عرفتش اربيها بصراحة، اعتذري منها حالا يلا</p><p>توسعت عيني لينا في حدة تعتذر من تلك الصفراء لن يحدث أبدا، لن تسمح لها بالانتصار عليها ابداا، بعيدا يقف حسام يبتسم يآسا، شقيقته تغار يري ذلك جيدا في عينيها في نظراتها التي تحاول استراقها ناحية زيدان، في نظراته المشتعلة ناحية انجيلكا، تدخل لينقذها من ذلك الموقف اقترب منهم يلف ذراعه حول كتفي لينا ابتسم ابتسامة باهتة يتمتم:.</p><p></p><p>- خلاص يا بابا حصل خير...</p><p>التفت ناحية زيدان وانجيلكا يعتذر مبتسما:</p><p>- أنا آسف يا انجليكا بالنيابة عن لينا..</p><p>ابعدت انجليكا وجهها عن ذراع زيدان التفتت ناحية حسام تبتسم إبتسامة صغيرة ناعمة تحرك رأسها إيجابا، لتشتعل لينا غيظا كم أرادت أن تنقض عليها وتمزق تلك الابتسامة اللعوب من فوق شفتيها، حمحم خالد بخشونة يجذب انتباههم إليه:</p><p>- خلاص كل واحد يروح اوضته</p><p>انتفضت لينا من جوار حسام تصيح محتدة:.</p><p></p><p>- البتاعة دي تخرج من اوضتي ما تفضلش فيها ثانية واحدة وتقلع هدومي أنا بتقرف</p><p>شهقت ناعمة حزينة خرجت من بين شفتي انجليكا نظرت لزيدان بأعين دامعة واسعة كجرو صغير برئ غمغمت حزينة:</p><p>- أنا بتآة، يآني إيه بتآة زيدان.</p><p></p><p>انفجر خالد ضاحكا ليشاركه حسام في الضحك بينما تقف لينا تنصهر غيظا، ضم زيدان شفتيه يمنع نفسه بصعوبة من الضحك حمحم بقوة يحاول بشتئ الطرق الا يضحك، يتذكر أحد مشاهد المسلسل قديم شهير للغاية حمحم يتذكر رد البطل ليخبرها بهدوء وهو بالكاد يمنع ضحكاته:</p><p>- something good.</p><p></p><p>تعالت ضحكات خالد من جديد ليضرب حسام كفا فوق آخر يمسح دموعه التي تساقطت من شدة الضحك، اما انجليكا فابتسمت باتساع التفتت للينا تنظر لها تقول مبتسمة:</p><p>- thank you أنتي كمان بتآة آلي فكرة</p><p>وقع حسام علي ركبتيه ارضا تنساب دموعه مما قالت تلك الشقراء توا خاصة مع نظرات عيني لينا المشتعلة أما خالد فلولا كبريائه لسقط جوار ابنه ينفجر هو الآخر ضحكا علي ما يحدث غمغم حسام من بين ضحكات الصاخبة:.</p><p></p><p>- يا عم ابقي هاتها كل يوم يا عم</p><p>نظرت لينا لحسام في غيظ تشد علي أسنانها لتركله في ساقه بعنف تأوه ينظر لها متألما مسد قدمه يهمس حانقا:</p><p>- طب هي متغاظة أنا مالي ما عرفتش تتشطر علي الحمار بتتشطر علي البردعة، يعني ايه بردعة اصلا.</p><p></p><p>قاطع الصمت صوت رنين هاتف خالد التقطه من جيب بنطاله ليظهر رقم المستشفي نظر لحسام للحظات قلقلا يتمني أن يكن الأمر علي ما يرام حتي لا تختفي تلك الضحكات التي تزين ثغر صغيره، تنهد قلقا فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه يتمتم:</p><p>- السلام عليكم</p><p>سمع الطرف الآخر يجيب بلباقة:.</p><p></p><p>- عليكم السلام خالد باشا، أنا دكتور منير. حضرتك مستشفي بتاعت لندن اتواصلت معانا وبلغتنا أن الطيارة هتبقي جاهزة لاستقبال الحالة بعد ساعتين في مطار القاهرة الدولي</p><p>تنهد بارتياح يحرم رأسه إيجابا يردف:</p><p>- تمام هكون عندك في أسرع وقت</p><p>اغلق الخط يلتف لهم ليري حسام يقف أمامه مباشرة ينظر له قلقا حرك رأسه نفيا يبعد أي فكرة سيئة عن رأسه يهمس بصوت خفيض خائف:</p><p>- دي المستشفى صح، ماما كويسة مش كدة هي كويسة.</p><p></p><p>ابتسم خالد يحرك رأسه إيجابا مد يده يربت علي وجه صغيره قص له ما قاله الطبيب ليغمغم حسام متلهفا:</p><p>- أنا هسافر مع والدتي مش هسيبها لوحدها</p><p>جاء صوت زيدان من خلفهم يغمغم في حدة:</p><p>- وأنا هسافر مع حسام</p><p>التفت حسام لصديقه يحرك رأسه نفيا يرفض ما يقول:</p><p>- أنت عبيط يا إبني تروح فين، هتوقف شغلك وحياتك عشان خاطري</p><p>ترك زيدان انجليكا تقدم يقف أمام حسام أمسك بذراعيه يغمغم مبتسما:</p><p>- واضحي بحياتي عشان خاطرك يا صاحبي.</p><p></p><p>ادمعت عيني حسام ليعانق صديقه بقوة للحظة فقط قبل ان يجفل كلاهما علي صوت تصفيق بطئ تلاه صوت خالد الساخر:</p><p>- تراني اتأثرت و****، حلو اوي فيلم سلام يا صاحبي الجزء الثاني دا بدل بركات ومرزق زيدان وحسام، لا انت ولا هو هينفع تسافروا، الباسبور والتأشيرة والطيارة كل دا راح فين يا باشا إنت وهو</p><p>التفت حسام لأبيه اقترب منه يمسك بكف يده يترجاه متلهفا:.</p><p></p><p>- بابا أنت تقدر تعمل كل دا بمكالمة تليفون، ارجوك أنا مش هينفع اسيب والدتي</p><p>اقترب زيدان من صديقه وقف جواره يتمتم في هدوء:</p><p>- وأنا مش هينفع اسيب حسام لوحده.</p><p></p><p>زفر خالد حانقا من أفعالهم، كاد أن يصيح فيهم أن يتوقفوا عن أفعال الاطفال تلك، ليتوقف يتذكر محمد صديقه منذ ولادته تقريبا، لولا محمد لكان سقط كثيرا، محمد دائما كان الذراع التي يستند عليها في أصعب أوقاته وزيدان وحسام كل منهما ذراع الآخر الآن تنهد يحرك رأسه إيجابا:.</p><p></p><p>- حسام هتطلع علي المستشفي، ادي الباسبور بتاعك لزيدان، زيدان هتاخد الباسبور بتاعك وبتاع حسام وهتطلع علي (، ) هيخلصلكوا الدنيا أنا هكلمه دلوقتي، بسرعة يلا الطيارة فاضل عليها أقل من ساعتين</p><p>تحرك حسام سريعا من الغرفة، وزيدان خلفه قبل أن يخرج وجد أحدهم يمسك بيده نظر للفاعل لتتوسع عينيه في دهشة، انجليكا نسي أمرها تماما، قبضت علي ذراعه تسأله خائفة:</p><p>- وأنا زيدان، أنت هتسيب أنا، أنا اايزة اسافر مآك.</p><p></p><p>تنهد لا يعرف ما حل تلك الورطة التي وقع فيها</p><p>دون إرادته، أمسك بكف يدها يجذبها خلفه يتمتم مبتسما:</p><p>- تعالي معايا يا انجليكا</p><p>تحرك زيدان بصحبة تلك الشقراء للخارج، تحت نظرات لينا القاتلة، التفتت لوالدها لتراه يتحدث في الهاتف تبدو أنها مكالمة مهمة جداا، تحركت ساقيها تبحث عنهم</p><p>عند نهاية الممر الطويل وقف زيدان أمام انجليكا يحجبهم عن الرؤية عمود ضخم من الجرانيت الأبيض عقد زيدان ذراعيه امام صدره يغمغم متضايقا:.</p><p></p><p>- انجليكا ما ينفعش تسافري معايا بأي حال من الأحوال</p><p>قطبت جبينها حزينة ودمعات خفيفة نزلت من مقلتيها:</p><p>- ليه زيدان أنا آيزة سافر مآك، أنت ليه قول لاء</p><p>خرجت منه ضحكة خافتة يحرك رأسه يآسا من تلك الطفلة، حمحم في خشونة يردف بحزم:.</p><p></p><p>- انجليكا إحنا هنا في مصر بلد شرقي ليه عادات وتقاليد، يعني سافرك معايا من الغردقة لهنا وكون تباتي في نفس المكان اللي أنا فيه، أو في رجالة غريبة عنك دا غلط، ما ينقعش يا انجليكا اخدك معايا وأنا مسافر، أنا آسف بس إحنا ما فيش بينا اي رابط</p><p>قطبت جبينها تسأله متعجبة:</p><p>- يآني ايه رابط زيدان</p><p>ضحك بخفة تنهد يردف مبتسما:</p><p>- يعني ما فيش بينا اي علاقة تربطنا يا انجليكا.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا بعنف قطبت جبينها محتدة تمسك ذراعه بكفيه تغمغم سريعا بوله:</p><p>- لا فيه، أنا بهبك، بهبك يا زيداني</p><p>وضعت يدها علي فمها تمنع صوت شهقة حادة كادت أن تنبثق من بين شفتيها تلك الصفراء تحبه، اخيرا وجدتهم لما يقف بها هناك مختفيان عن الرؤية شدت علي يسراها تغرز أظافرها في كفها بعنف تتنفس بحدة، بالطبع زيدان سيرفض حبها، زيدان يحبها هي مهما حدث، هوي قلبها أرضا تفتت لشظايا قاتلة حين سمعته يهمس لها:.</p><p></p><p>- وأنا كمان بحبك يا انجليكا بحبك اوووي</p><p>حركت رأسها نفيا بعنف تنفي ما سمعت اذنيها توا، يحبها بتلك البساطة نسيها وأحب غيرها، وهي الحمقاء التي أكلها الندم علي عدم إعطائه فرصة أخري، كبحت دموعها بعنف لن تبكي من باعها ابدا، سمعت صوت صيحة الفتاة السعيدة، لتبتعد هي للخلف تهرب مما سمعت، من المكان بأكمله</p><p>بينما صاحت انجليكا سعيدة حين سمعت اعترافه بعشقها رمت جسدها بين أحضانه تتمتم فرحة:</p><p>- بجد زيدان أنت بتهب أنا.</p><p></p><p>اختنق من عنف عناقها ليبعدها عنه يسعل بخفة حرك رأسه إيجابا يتمتم مبتسما:</p><p>- ايوة يا انجليكا بحبك، بس زي أختي</p><p>As my sister عشان تفهيمها بشكل اوضح، من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس اني مسؤول عنك كأنك بنتي او أختي الصغيرة</p><p>كسي الوجوم ملامحها مطت شفتيها بحركة حزينة حركت رأسها نفيا بعنف فتحت فمها تريد أن تتحدث ليبادر زيدان قائلا بتلهف:</p><p>- انجليكا أنا كدة هتأخر في عربية بسواق تبع خالي هترجعك الغردقة، ماشي.</p><p></p><p>اخفضت رأسها أرضا تحركها إيجابا بحزن طفي فوق قسمات وجهها، رفعت وجهها قليلا تهمس له حزينة:</p><p>- أوادني أنك هتقولي أنت هتيجي امتي من السفر.</p><p></p><p>ابتسم يحرك رأسه إيجابا، بعد قليل كانت انجليكا تجلس في احدي سيارات خالد، اخرجت رأسها من نافذة السيارة تلوح لزيدان بحرارة تبتسم له، ليعطيها شبح ابتسامة صغيرة يلوح لها وداعا بخفة، غادرت السيارة المكان التفت ليغادر هو ليراها تقف خلفه لا يفصلهم سوي خطوتين علي الأكثر، كور قبضتيه يشد عليها بعنف كأنها مكابح تكبح زمام مشاعره الجارفة تهدجت أنفاسه يبعد مقلتيه عنها رغما عنه قبل أن ينطق بحرف سمعها تتمتم ساخرة:.</p><p></p><p>- واضح أنك بتحبها أوي</p><p>قطب جبينه متعجبا للحظات لا يفهم عن من تتحدث، قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه، توجه بعينيه لها رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يردف:</p><p>- ما اعتقدش إن دا شئ يفرق معاكي، أحبها او لاء، كل اللي بينا خلص خلاص</p><p>رفعت رأسها لأعلي قليلا بإيباء تحركها إيجابا تبتسم متهكمة تردف بلامبلاة:</p><p>- أكيد خلص، بس Really، ذوقك مش حلو</p><p>حرك رأسه إيجابا يؤيد ما تقول يردف ساخرا:.</p><p></p><p>- عندك حق هو فعلا مش حلو بس، دا حلو أوي، عن اذنك.</p><p></p><p>تجاوزها مغادرا المكان بالكامل وقفت هي مكانها أنفاسها تغلي علي مرجل الغضب، وجهه اشتغل بنيران الغيرة قلبها ينفجر من الغيظ والألم!، رؤيته بعد طول غياب داعبت اوتار قلبها بلحن حاني حزين، لحن تقطعت اوتاره بما سمعته يقول، بتلك البساطة أحب اخري، ضحكت ساخرة علي حالها ولما لا يفعل، أليست تقريبا علي وشك الزواج من آخر، عادت ادراجها للداخل لتجد والدها يجلس علي احدي المقاعد أمامه كوب قهوة، البيت خلي من الجميع عداه هو والخدم، اقتربت تجلس علي مقعد قريب منه ليعتدل يستند بمرفقيه علي فخذيه يسألها قلقا:.</p><p></p><p>- لينا عاملة إيه طمنيني عليها</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تغمغم متعجبة:</p><p>- هتكون عاملة إيه يعني بعد ما عرفت أن حضرتك متجوز عليها اكيد متدمرة، ما اعتقدش أنها كلت او شربت اي حاجة من إمبارح، ليه يا بابا، ليه تعمل كدة فينا كلنا</p><p>تسارعت دقات قلبه قلقا، أغمض عينيه يشد عليها، يتخيل حالها الآن بالطبع أبشع ما يكون، هب واقفا يغمغم سريعا:</p><p>- قومي يلا هنروحلها.</p><p></p><p>تحرك للخارج سريعا وخلفه ابنته ما أن فتح باب المنزل توسعت عينيه فزعا حين رأي بدور تقف أمامه، منظرها مروع بشع صاح فيها قلقا:</p><p>- بدور في ايه انتي عاملة كدة ليه؟!</p><p></p><p>عودة إلي أسيوط في منزل الشيخ طاهر، نظر رشيد في ساعة يده قلقا، الساعة اقتربت من الحادية عشر ظهرا، نظر لغيث النائم علي المقعد المجاور له، ليقترب من جاسر يهز جسده برفق يحاول إيقاظه بخفة:</p><p>- جاسر، جاسر اصحي يا إبني، جاسر فوق.</p><p></p><p>شيئا فشئ بدأت جاسر يحرك مقلتيه فتح عينيه بقدر ضئيل نظر لوالده يبتسم ابتسامة شاحبة متعبة، يشعر بألم بشع يطرق في رأسه استند علي مرفقيه يحاول أن يعتدل في جلسته، ليسنده رشيد سريعا الي أن اعتدل جالسا يقطب جبينه متعجبا ينظر حوله لذلك البيت يعرفه شكلا، عاد ينظر لوالده يسأله متعجبا:</p><p>- في ايه يا بابا هو مش دا بيت الشيخ طاهر بردوا احنا هنا بنعمل إيه.</p><p></p><p>استيقظ غيث علي صوت جاسر يحرك عظام رقبته المتيبسة نظر ناحية جاسر يغمغم بصوت مرِح ناعس:</p><p>- حمد *** علي السلامة يا عم، حرام عليك دا أنت عيشتنا ليلة ولا افلام الرعب، أنا بقيت مرعوب يطلعلي عفريت من تحت الكرسي دا</p><p>ضحك رشيد بخفة يصدم غيث برفق علي رأسه يغمغم:</p><p>- هيطلعلك عفريت في بيت شيخ الجامع يا أهبل</p><p>جاسر ينظر لهم متعجبا لا يفهم حقا ما يحدث حمحم يسألهم متضايقا:</p><p>- ممكن تفهموني أنا هنا ليه، انا مش فاكر حاجة خالص.</p><p></p><p>أنا هفهمك يا جاسر، حمد *** علي سلامتك الأول...</p><p>جاء صوت الشيخ طاهر من عند باب الغرفة المفتوح من الداخل، التفت الجميع إليه ليبتسم طاهر دخل يحمل صينية طعام متوسطة الجحم وضعها علي الطاولة الصغيرة أمامهم يقول مبتسما:</p><p>- يلا بسم **** لقمة هنية تكفي مية زي ما بيقولوا</p><p>جلس طاهر جوار جاسر علي الأريكة ليلتفت جاسر له يغمغم في ضيق:</p><p>- أنا مش عايز أكل أنا عايز افهم أنا مش فاكر حاجة خالص.</p><p></p><p>ربت طاهر علي يد جاسر يغمغم مبتسما بصوت هادئ:</p><p>- سمي **** وركز وحاول تفتكر</p><p>قطب جاسر جبينه يحاول تذكر ما حدث لما ذاكرته بيضاء لتلك الدرجات شيئا فشئ بدأت الذكريات تتدافع الي رأسه، توسعت عينيه فزعا كيف حدث ذلك، كيف فعل بها ذلك، لم يتحكم في ذاته لم يكن يتحكم في أي شئ وكأنه آلة مسلوبة الإرادة تنفذ فقط، حرك رأسه نفيا بعنف التفت لطاهر يصيح مفزوعا:</p><p>- في اييه، أنا ما عملتش كدة، مش أنا اللي كنت بعمل كدة...</p><p></p><p>ابتسم طاهر حزينا علي حاله، حرك رأسه إيجابا تنهد يتمتم برفق:</p><p>- مش إنت فعلا يا إبني، جاسر أنت كنت مسحور معمولك عمل، عشان يفرق بينك وبين مراتك ويخليك بالبلدي كدة خاتم في صباع مراتك الاولانية</p><p>توسعت عيني جاسر في صدمة حرك رأسه نفيا</p><p>يصيح مذهولا:</p><p>- لاء طبعا الكلام دا مستحيل</p><p>عقد طاهر جبينه يسأل جاسر متعجبا:.</p><p></p><p>- ليه يا ابني مستحيل السحر مذكور في القرآن وفي ديانات تانية والحمد *** *** قدر ولطف واتفك العمل، حصن نفسك بأذكار الصباح والمساء وما تكسلش في صلاتك تاني، هي اللي هتحميك من شر كل مؤذي</p><p>شد جاسر قبضته تهدجت أنفاسه غضبا احمرت مقلتيه لا يفكر سوي في الإنتقام التفت جاسر لطاهر يغمغم محتدا:</p><p>- شاهيناز اللي عملت كدة صح</p><p>حرك طاهر رأسه إيجابا ينظر لجاسر حزينا، ليلتفت لوالده يهمس له راجيا:.</p><p></p><p>- بابا احكيلي كل اللي أنا عملته الفترة اللي فاتت ارجوك عشان خاطري</p><p>تنهد رشيد يحرك رأسه إيجابا ليقص له ما حدث منذ أن بدأ فجاءة دون سابق إنذار تتغير تصرفاته بالكامل، ادمعت عيني جاسر حزنا علي حبيبته التي كان اول من اذاها دون أن يدري، تذكر تلك الورقة التي دسها في جيب سرواله ليهب سريعا يبحث عنها اخرجها من جيب سرواله يفتحها يقرأ ما كتبت بأحرف نازفة:.</p><p></p><p>- أنا حتي مش عارفة أنا بكتبلك الورقة دي ليه وأنا عارفة وواثقة أنك بتكرهني وإن وجودي من عدمه مش هيفرق في حياتك، أنا بكرهك اوي يا جاسر، رفعتني بحبك لسابع سما عشان ترميني في سابع، أنا بكرهك وهفضل أكرهك طول عمري، علي فكرة أنا حامل والجنين دا أنا هنزله عشان مش عايزة اي حاجة تفكرني بيك، طلقني.</p><p></p><p>تهاوي علي الأريكة يخفي وجهه بين كفيه يشهق في بكاء عنيف قاسي، ينتفض جسده من عنف بكاءه، هرع رشيد إليه يعانقه ليرتمي جاسر بين ذراعيه يصيح بحرقة:</p><p>- أنا اذيتها اوي يا بابا، اذيتها اوي، بتقولي انها حامل وهتسقط اللي في بطنها، مش عايزة حاجة تفكرها بيا</p><p>توسعت عيني رشيد فزعا التقط الورقة من يد جاسر يقرأ ما فيها، ليبعد جاسر عنه بعنف يصيح فيه:.</p><p></p><p>- أنت لسه هتقعد تعيط، قوم الحق مراته، أنا اللي هربتها، خليت السواق يوصلها عند ابوها في القاهرة، قوم اجري الحقها</p><p>هب جاسر سريعا يحرك رأسه إيجابا، تحرك للخارج قبل أن يخرج التفت لابيه يغمغم سريعا:</p><p>- بابا مش عايز حد يعرف خالص باللي حصل هنا خصوصا شاهيناز</p><p>حرك رشيد رأسه إيجابا سريعا ليهرول جاسر الي الخارج يبحث عن اي سيارة اجري تقله إلي القاهرة.</p><p></p><p>ضغط خالد مكابح السيارة بعنف تشق غبار الطريق يحاول الاتصال بصديقه مرارا وتكرارا، اجاب محمد اخيرا يغمغم متلهفا:</p><p>- ايوة يا خالد عرفتلك هما في مستشفي ايه، مستشفي (، ) عارفها</p><p>أدار خالد عجلة القيادة بعنف يلتف مع الطريق ليصيح في صديقه:</p><p>- تجري علي فيلا حمزة بدور جاتلي منهارة تقولي انها شافت جثة الحارس في أوضته، عايزك تقلبلي الدنيا وتجبلي اللي حاول يقتل اخويا</p><p>غمغم محمد سريعا:.</p><p></p><p>- ما تقلقش أنا في طريقي ومعايا البحث الجنائي وهنوصل للي عمل كدة ما تقلقش</p><p>اغلق خالد الخط مع صديقه يدهس المكابح تحت قدميه بعنف أمامه فقط صورة بدور وهي تخبره مرتجفة باكية:</p><p>- ااادهم، حممزة، ادهم جري علي حمزة وقف قدامه وفجاءة وقع علي الأرض ودم كتير، والحارس كان في الأوضة علي الأرض دم، مات.</p><p></p><p>من تلك الكلمات المبعثرة المرتجفة كون جمل مفيدة مرعبة، أهمها أن أحدهم حاول قتل أخيه وادهم ضحي بنفسه فداءا له، وثانيا حارس منزل أخيه قُتل هو الآخر، من الجيد أن بدور علي ما يرام هي والصغيرين</p><p>وصل أخيرا الي عنوان المستشفي التي أخبره بها صديقه، نزل يركض، حقا تعب قلبه من الركض خلف مشاكل تلك العائلة، بعد طول ركض وصل اخيرا الي حيث رأي أخيه يقف أمام غرفة العمليات، هرع إليه يسأله فزعا:</p><p>- حمزة طمني علي أدهم.</p><p></p><p>انهارت آخر ذرة ثبات عند حمزة ما أن رأي أخيه ليرتمي بين ذراعيه ينوح باكيا كطفل باكيا:</p><p>- ابني بيموت يا خالد بقالهم اكتر من خمس ساعات جوا، يا رب، يا رب خليهولي، أنا كنت هسامحه و**** كنت هسامحه، وهخليه يتجوز مايا، جري وقف قدامي وخد عني الرصاصة، ياريته ما كان جه، ياااارب...</p><p>ربت خالد علي رأس أخيه يحاول تهدئته، يهمس لها بترفق:</p><p>- بإذن **** هيبقي كويس اهدی إنت بس وادعيله.</p><p></p><p>ياااارب، صاح بها حمزة برجاء يفتت قلبه، لم تمر سوي لحظات وانفتح باب غرفة العمليات ليهرع حمزة وخالد ومايا ناحيته، امسك حمزة بذراعي الطبيب يصيح فيه قلقا:</p><p>- طمني ابني، ابني حالته ايه</p><p>تنهد الطبيب حزينا ليردف مكملا:</p><p>- أنا آسف!</p><p></p><p>الفصل الحادي والثمانون</p><p></p><p>- أنا آسف</p><p>جملة قصيرة حادة كصخرة قوية سقطت علي قلب الجبل ففتته، هوي قلب حمزة أرضا ينظر للطبيب مذعورا، ينفي برأسه فكرة أن يكن صغيره أصيب بأذي، أدهم حي، أدهم بخير، ترنح جسده بعنف ليشعر بيده خالد يشد عضده بقوة، ليكمل الطبيب سريعا:.</p><p></p><p>- الرصاصة دخلت في صدره، ما جاتش ناحية القلب ودا شئ كويس، بس سببت إصابة خطيرة، أنا آسف المريض دخل في غيبوبة غير معلومة المدة، ممكن يفوق بعد يوم او اتنين، وممكن يقعد شهور وممكن سنين، وممكن للأسف قلبه يقف في اي لحظة، أنا حبيت اشرح لحضرتكوا الحالة كاملة عشان نبقي مدركين لأي تبعيات.</p><p></p><p>ما بين صرخات ابنته التي بدأت تعم المكان، وصوت أخيه الذي يصدح يحادثه خائفا قلقا يأمره بالثبات، كان قلبه وعقله في مكان آخر، هناك عند المرة الأولي التي رآها فيها أدهم طفلا صغير سرق قلبه منذ اللحظة الأولي، أدهم **** الذي شب يوما بعد يوم أمام عينيه، من *** لشاب لرجل يستند عليه، أخطأ ومن لم يخطئ هو نفسه أخطأ قديما، لما لم يسامحه، لما أبعده عن أحضانه، وهو الآن لا يرغب سوي أن يضمه بين ذراعيه، رأي ابنته تتحرك ناحيته وقفت أمامه تصرخ بحرقة قلبها الملتاع:.</p><p></p><p>- أدهم لو جراله حاجة يبقي أنت السبب، فاهم أنت السبب.</p><p></p><p>لولا أن خالد يمسك به جيدا لكان سقط ارضا قديمه لم تعد قادرة علي حمله، بعد لحظات خرج خرج سريري طبي من غرفة العمليات يتحرك جواره الاطباء والممرضات متوجهين سريعا ناحية أحدي الغرف، صاحت مايا باسم أدهم بلوعة لتهرول خلفهم، ووقف هو يراقب جسده **** وهو مسطح على فراش من الحديد ساكن يغمض عينيه، جزعه العاري يلتف بضدمات كبيرة تغطيه، انسابت دموعه دون أن يدري، ينظر لطفله الذي يختفي أمام عينيه شيئا فشئ، ويحل مكانه ذكري قديمة تحققت الآن.</p><p></p><p>Flash back</p><p>اخرج أدهم وجهه من تحت سطح الماء لينفض رأسه بعنف يبعد المياه عن وجهه وخصلات شعره، تحرك يخرج من المياة ناحية أحدي المقاعد الخشبية المسطحة التي يتمدد ابيه علي أحدهم، خلع حمزة نظراته الشمسية، ينظر لادهم الذي يقترب منه ليتمتم ساخرا:</p><p>- توم كروز خارج من الماية، حاسب عشان بتوقع قلوب العذراي يالا.</p><p></p><p>ضحك أدهم عاليا ليجلس علي المقعد المجاوى لأبيه التقط منشفة كبيرة يجفف بها جسده وخصلات شعره يردف مبتسما بغرور:</p><p>- أنا احلي طبعا...</p><p>ضحك حمزة عاليا ليقف من مكانه نظر لادهم يردف ساخرا:</p><p>- طب قوم يلا يا أحلي إنت، نطلع نشوف اختك زمانها صحيت عشان نروح نتغدا.</p><p></p><p>التقط أدهم نظارته الشمسية يضعها علي عينيه ليتحرك جوار أبيه متجهين ناحية الفندق، في طريقهم تأوه حمزة متألما نظر أدهم مفزوعا لما حدث، ليجد كرة من كرات تنس الطاولة الصغيرة اصطدمت بظهره، التقط أدهم الكرة ينظر بأعين حمراء تشع جمرا يبحث عن الفاعل ليجد شاب تقريبا في مثل عمره يقترب منهم حمحم يتمتم معتذرا:</p><p>- أنا آسف جداا علي اللي حصل ما كنش اقصد و****</p><p>قبض أدهم علي تلابيب ملابس الشاب بعنف يصيح فيه:.</p><p></p><p>- وأسف بتاعتك دي اصرفها منين، ااا</p><p>قطم شفتيه قبل أن يكمل حين صدح صوت حمزة الحاد:</p><p>- أدهم خلاص، هو ما كنش يقصد وبعدين اعتذر، اديله الكورة وحصلني يلا</p><p>تحرك حمزة يغادر لينظر أدهم للشاب نظرات حانقة، امسك بالكرة الصغيرة يرميها تجاه البحر، ينظر للشاب باستحقار ليلحق بأبيه سريعا، اقترب منه ليسمع صوت ابيه يتمتم ساخرا:</p><p>- ما حصلش حاجة للفيلم اللي أنت عملته دا كله، دي حتة كورة اومال لو كانت رصاصة كنت عملت ايه.</p><p></p><p>ابتسم أدهم في هدوء يدس يديه في جيبي سرواله الجينز القصير يتمتم في هدوء:</p><p>- كنت هاخدها عنك</p><p>Back.</p><p></p><p>وصدق صغيره ضحي بحياته لأجله اخذ الرصاصة بدلا منه فاضت دموع عينيه ينظر لأخيه يتمتم عاجزا:</p><p>- خدني لادهم يا خالد وديني عند إبني</p><p>نظر خالد لأخيه مشفقا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتحرك معه برفق يبحثان عن غرفة أدهم الي أن وجدها سريعا ووجد مايا تقف تلتصق بزجاج الغرفة تنظر لمن في داخلها تبكي بعنف، ترك حمزة يد خالد يتحرك لداخل الغرفة، وقف الطبيب أمامه يمنعه من التقدم:</p><p>- ما ينفعش حضرتك تدخل العناية.</p><p></p><p>دفعه حمزة بعنف بعيدا عن طريقه يفتح باب غرفة العناية، دخل وأغلقه خلفه وقف جوار الباب المغلق ينظر لادهم لحظات طويلة، يجر ساقيه جرا ناحية فراشه، وصل ليتهاوي جالسا علي جزء صغير فارغ جواره علي الفراش، مد يده يمسك بيد ادهم بيمناه واليسري تمسد علي شعره برفق تسارعت دموعه تسبق شهقاته:.</p><p></p><p>- أدهم، أدهم أنت سامعني مش كدة، أنا بابا يا حبيبي، حقك عليا يا إبني، قوم، قوم يا أدهم يلا وأنا اجوزك مايا مش إنت عاوز تتجوزها، قوم يلا يا إبني، انت حضنتي وأنا</p><p>زقيتك، أنا دلوقتي اللي عايز احضنك ومش عارف، قوم يا أدهم..</p><p>- حمزة كفاية كدة، الدكتور بيقول غلط اللي أنت بتعمله دا</p><p>همس بها خالد بنبرة حزينة مثقلة ينظر لأخيه مشفقا، ليلتف حمزة برأسه ناحية أخيه انهمرت دموعه يتمتم بحرقة:.</p><p></p><p>- أدهم ممكن ما يصحاش تاني يا خالد...</p><p>حرك خالد رأسه نفيا بعنف وقف أمام أخيه يمسك بذراعيه يتمتم سريعا متلهفا:</p><p>- هيبقي كويس و**** هيبقي كويس، اهدي إنت بس، المهم دلوقتي نعرف مين اللي عمل كدة ولا إيه.</p><p></p><p>في لحظات عادت تلك الشخصية السوداء تتلبس جسد حمزة من جديد، إياد عاد ليفتح أبواب الجحيم يحرق بها من تجرأ وحاول إيذاء صغيره، في لحظة هي فقط لحظة تبدلت نظرات عيني حمزة الي أخري سوداء قاتمة، أبعد ذراعي أخيه عنه، ليميل يقبل جبين إبنه، تحرك من جوار فراش إبنه لخارج الغرفة ليجدا محمد بالخارج تقدم ناحيتهم يسألهم قلقا:</p><p>- طمنوني أدهم عامل ايه</p><p>حرك خالد رأسه إيجابا سريعا يردف:.</p><p></p><p>- هيبقي كويس أن شاء ****، المهم أنت عملت ايه</p><p>تنهد محمد حائرا لا يعرف ما يقول نظر لحمزة يتمتم:</p><p>- المعمل الجنائي مالقاش اي بصمات غريبة، لاء علي البوابة ولا أوضة الحارس، المشكلة أن لا الفيلا ولا الشارع فيهم كاميرة مراقبة واحدة نقدر نوصل منها لحاجة</p><p>خرجت ضحكة سوداء قاتمة من بين شفتي حمزة يردف متوعدا:.</p><p></p><p>- مين قال ان الفيلا والمحيط بتاعها ما فيهمش كاميرات مراقبة، انتوا ما تشوفهاش، و*** لهدفعه التمن الغالي اللي عمل كدة.</p><p></p><p>أخرج هاتفه من جيب سرواله يفتح نظام المراقبة الخاص بالمنزل، تم تفعيل النظام ببصمة عين حمزة لينتفتح، محمد وخالد يراقبان ما يفعل، توسعت عيني في دهشة كاميرات المراقبة تغطي الفيلا بأكملها من الداخل والخارج ولكنه يقسم أنه لم يري ولو واحدة فقط حتي، بسرعة تنقل حمزة بين الملفات ليصل لما لقطتت الكاميرا ليلة أمس، الحارس يجلس أمام البوابة يعطي ظهره للشارع من خلفه جاء رجل ضخم ملثم لا تظهر منه سوي عينيه أتي من خلفه ليحقنه بشئ في رقبته لحظات وارتمي الحارس أرضا، ليجذبه ذلك الضخم لداخل غرفته أخرج عصا من الحديد كبيرة يضرب بها الحارس علي رأسه بعنف عدة مرات، وقف للحظات يتنفس بعنف ليخرج قلم اسود من جيب سرواله تحرك ناحية احدي حوائط الغرفة يخط عليها بخط كبير عريض.</p><p></p><p>( The game is not over yet)</p><p>اللعبة لم تنتهي بعد!</p><p>توسعت عيني خالد في ذهول تلك الجملة رآها من قبل في المحزن، يعني أن من فعل ذلك كان يقصده، كان يريد إيذاءه هو فأراد قتل أخيه، شعر بدوار حاد يعصف بجسده هو السبب فيما حدث لابن أخيه، أخيه كان سيُقتل بسببه هو!</p><p></p><p>بدأ حمزة يسرع حركة فيديو المراقبة الي أن أتي الصباح الباكر، تفتت قلبه وهو يري أدهم يدخل من بوابة المنزل علي شفتيه ابتسامة كبيرة واسعة، بدأ يسرع حركة الفيديو من جديد، للحظة التي ركض فيها أدهم ناحيته وقف أمامه، اغمض عينيه يشد عليها بعنف، التقطت الكاميرات المزروعة عند بوابة المنزل، شخص عند المبني المقابل المهجور، ضاعف حمزة حجم الصورة عدة مرات ليصل للفاعل، ورأي وجهه بوضوح، توحشت نظراته يتوعد له بأشد عذاب، اخذ محمد الهاتف من يد حمزة يصور بهاتفه صورة الرجل التي ظهرت، اعطي الهاتف لحمزة ليدس هاتفه في جيب سرواله يغمغم متلهفا:.</p><p></p><p>- كدة احنا معانا الصورة، سهل نجيبه، أنا هطلع حالا علي الإدارة، هبلغك بالجديد أول بأول يا خالد</p><p>تركهم ورحل مسرعا، بينما وقف خالد صامتا كالجماد كأن علي رأسه الطير، جسده يرتجف بعنف، فقط لو يضع يده علي من فعل ذلك يقسم بأنه سيذقيه الويلات.</p><p></p><p>وصلت سيارة الاجري الخاصة بجاسر اخيرا أمام فيلا عز الدين، خرج يركض من السيارة بعد أن أعطي للسائق أجرته، خرج يهرول من السيارة، عبر حديقة المنزل مهرولا ليصل الي الباب دقه بسرعة وعنف، لحظات وفتحت احدي الخادمات الباب ليندفع جاسر الي الداخل يصيح باسم زوجته بلوعة:</p><p>- سهييييلة، سهييييييلة انتي فين يا سهيلة، سهيلة</p><p>خرج عز الدين من مكتبه علي صوت جاسر هرول ناحيته يسأله قلقا:.</p><p></p><p>- أنتي بتنادي علي سهيلة ليه، هي مش سهيلة معاك</p><p>أمسك جاسر يدي عز الدين يترجاه بنظراته يغمغم متلهفا:</p><p>- يا عمي ارجوك، لو أنت مخبيها، أنا بس عايزة اشوفها دقيقة واحدة، افهمها بس اللي حصل، ارجوك يا عمي ارجوك</p><p>توسعت عيني عز الدين فزعا نزع كفيه من يدي جاسر ليقبض علي ذراعي جاسر يصرخ فيه فزعا:</p><p>- بنتي فين يا جاسر عملت فيها ودتها فين</p><p>تنهد جاسر حانقا شد علي أسنانه يغمغم محتدا:.</p><p></p><p>- يا عمي ما بلاش شغل الأفلام العربي دا، بابا قالي أنه بعتها ليك، هي فين، عايزة اشوفها هتكلم معاها دقيقة واحدة بس</p><p>حرك عز الدين رأسه نفيا بعنف توسعت عينيه ذعرا يتمتم فزعا:</p><p>- قسما ب**** سهيلة ما هنا ولا جت اصلا، بنتي فين يا جاسر عملت فيها ايييه</p><p>انهي كلامه ليقبض علي عنق جاسر بعنف يصرخ فيه غاضبا خائفا علي ابنته:</p><p>- انطق وديت بنتي فييييين.</p><p></p><p>في تلك اللحظات دق هاتف جاسر برقم ابيه ابتعد عن عز الدين يلتقط هاتفه ما أن وضع الهاتف علي أذنه سمع والده يصيح قلقا:</p><p>- ايوة يا جاسر لقيت سهيلة، السواق الحمار بيقولي أنه وصلها عند موقف عربيات مش عارف حتي إسمه وقالتله أنها ساكنة هناك</p><p>حرك رأسه إيجابا الآن فقط فهم سهيلة هربت، منه اولا ومن الده ثانيا، كأنها كانت تعرف أن والده سيخبره بمكانها فخدعت السائق وهربت، اجفل علي جملة والده التي يصيح بها بعد ذلك:.</p><p></p><p>- جاسر أنت سامعني، أنا في العربية دلوقتي، رايح علي الموقف ومعايا السواق، لو لقيتها هكلمك، وانت اتصل بيها</p><p>اغمض جاسر عينيه متألما يحرك رأسه إيجابا حمخم يخرج صوته ضعيفا خفيضا:</p><p>- حاضر يا بابا</p><p>اغلق الخط التفت لعز الدين الذي ينظر له عاجزا يصرخ بلوعة:</p><p>- بنتي فين يا جاسر ابوس ايدك طمني عليها</p><p>زفر جاسر أنفاسه المثقلة يحرك رأسه نفيا يهمس بثقل يجثم علي قلبه:</p><p>- مش عارف، هربت، ارجوك لو اتصلت بيك بلغني.</p><p></p><p>ترك والدها قلبه يحترق ألما علي صغيرته، وخرج من منزله وقف في الشارع ينظر للسماء للحظات دمعت عينيه يهمس داخل قلبه راجيا:</p><p>- يااااارب، يااااارب الاقيها يااارب</p><p>رفع يده يمسح تلك الدمعات التي هطلت من عينيه، ليتحرك ناحية منزل خالد القريب للغاية من منزل عزالدين عله سهيلة هناك عند لينا، تحرك بخطي واسعة ناحية منزل خالد، دق الباب عدة مرات، فتحت له لينا الباب نظر لها للحظات كطفل ضائع يهمس لها راجيا:.</p><p></p><p>- قوليلي أن سهيلة عندك يا لينا وحياتي عندك قوليلي انها عندك</p><p>قطبت لينا جبينها متعجبة، سهيلة ماذا سيأتي بها الي هنا، حركت رأسها نفيا بعنف، لتنهمر دموع جاسر بعنف افزعها، توسعت عينيها مدهوشة لتقترب منه تطوقها بذراعيه تحتضنه ليرتمي بين أحضانها يشهق في بكاء عنيف يتمتم من بين شهقاته:</p><p>- سهيلة هربت يا لينا، راحت، أنا أذيتها أوي اوي، بس و**** ما كنت مدرك أنا بعمل إيه.</p><p></p><p>ابعدته لينا عنها تجذب يده لداخل المنزل، ما إن خطي للداخل وجد بدور تجلس علي أحدي المقاعد تحتضن طفليها بعنف تنظر للفراغ، نظرات خائفة فزعة، جذبت لينا جاسر الي غرفة مكتب والدها دخلت واغلقت الباب خلفها</p><p>ارتمي جاسر علي أحد الارائك، يخفي وجهه بين كفيه، تقدمت تجلس جواره تربت علي رأسه برفق تسأله قلقة:</p><p>- مالها سهيلة يا جاسر، ايه اللي حصل فهمني.</p><p></p><p>رفع وجهه ينظر لها رأت العذاب يصرخ في عينيه، بدأ يقص عليها ما حدث طوال الفترة الماضية وهي تنظر له مدهوشة لا تصدق ما يقول سحر، أعمال كيف، أليست فقط تخاريف لا صحة لها، فغرت فاهها تنظر له مذهولة تتمتم:</p><p>- سحر، هو في حاجة اسمها سحر فعلا، أنا فكراها تخاريف، طب سهيلة، سهيلة راحت فين</p><p>رفع كتفيه لاعلي يحرك رأسه نفيا يتمتم بحرقة:.</p><p></p><p>- ما اعرفش، ما اعرفش، أنا خايف عليها، خايف لتأذي نفسها، خايف تسقط اللي في بطنها، كلميها يا لينا، حاولي تتصلي بيها اكيد هترد عليكي انتي</p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا تخرج هاتفها من جيب حقيبتها، تحاول طلب رقم صديقتها مرة تليها اخري وأخري، الهاتف مغلق دائما، مرة واحدة دق جرس الهاتف لينظر جاسر للهاتف متلهفا، ولكن لا رد...</p><p></p><p>مرت عدة دقائق في صمت لا تعرف ما تقول، وهو قلبه ينصهر خوفا عليها، إلي أن رن هاتفها برقم غريب، فتحت الخط سريعا تردف:</p><p>- الو مين معايا</p><p>-أنا سهيلة يا لينا</p><p>توسعت ابتسامتها حين سمعت صوت صديقتها لتغمغم متلهفة:</p><p>- سهيلة انتي فين يا سهيلة، جاسر قالب عليكي الدنيا</p><p>جذب جاسر الهاتف من يدها يفتح مكبر الصوت ليسمع صوتها الضعيف الممزق:</p><p>- مش عايزة اسمع اسمه يا لينا، خلاص كل اللي بينا انتهي، أنا في المستشفي، سقطت الجنين.</p><p></p><p>شهقة فزعة خرجت من بين شفتي لينا، بينما تفتت قلب جاسر لفتتات توسعت مقلتيه ذعرا، لتكمل هي:</p><p>- لو هو جنبك خليه يطلقني، كفاية اوي اللي عمله فيا، أنا موت ابني عشان ما يفكرنيش بالعذاب اللي شوفته معاه، سلام يا لينا.</p><p></p><p>الو سهيلة استني، الو، غمغت بها لينا متلهفة ولكن بعد فوات الأوان اغلقت الخط حاولت الاتصال بها عدة مرات دون فائدة، رفعت وجهها تنظر لجاسر الذي يقف كالصنم عينيه متسعة حمراء تتهاوي منها دموعه مدت يدها تود أن تمسك بذراعه، ليبعد يدها عنه تحرك للخارج لتهرول خلفه تصيح باسمه:</p><p>- جاسر استني يا جاسر، جاسر.</p><p></p><p>تسارعت خطواته يخرج من المنزل بأكمله وهي خلفه تصيح باسمه، ابتعدت عن البيت تهرول خلفه تحاول اللحاق به، لتظهر فجاءة دون سابق إنذار سيارة سوداء كبيرة نزل منها رجلين ضخام الجثة، اندفع أحدهم ناحيتها يحاول الإمساك بها لتصرخ باسم جاسر تستجديه:</p><p>- جااااااااسر.</p><p></p><p>التفت خلفه سريعا لتتوسع عينيه صاح بها ليركض ناحيتها، كمم احد الرجلين فمها بيسراها ليحملها من خصرها بيمناه يدخلها قصرا الي السيارة، وهي تحاول باستماته تحرير جسدها منه، تصرخ بصوت مكتوم، اقترب جاسر منهم ليخرج الرجل الآخر مسدسه طلقة واحدة استقرت في ذراع جاسر جعلته يسقط أرضا يصرخ من الألم بينما تصرخ هي باسم جاسر صرخات مكتومة تحاول تحرير نفسها باستماتة لتصل لأخيها، ولكن ذلك الشئ الذي انغرز في رقبتها جعلها تصمت تماما ترحل عن الدنيا رغما عنها.</p><p></p><p>عودة إلي المستشفي، حمزة يجلس امام غرفة أدهم، ومايا تقف أمام الزجاج ترفض التحرك انشا واحدا حتي، وخالد يجلس علي الناحية الأخري، من الممر ينظر لأخيه نادما لا يعرف كيف يخبره أنه السبب فيما حدث لابنه، في تلك اللحظات تحديدا دق هاتف حمزة بصوت رسالة فتح الرسالة ليجد مرسلة من رقم غريب، في البداية عنوان وتحته كُتب ( دا عنوان الواد اللي حاول يقتلك والرصاصة جت في ابنك، الحقه قبل ما يهرب ).</p><p></p><p>شد علي الهاتف بعنف ينظر للعنوان عدة مرات نيران الإنتقام تحرق قلبه للأخذ بثأره، وضع الهاتف في جيبه، ليتحرك من مكانه اتجه ناحية أخيه يغمغم بهدوء يسبق العاصفة:</p><p>- خالد خد مايا وديها عند لينا وبعدين ارجعي أنا هفضل مع أدهم لحد ما تيجي</p><p>تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا، قام متجها ناحية ابنه أخيه يمسك بيدها يتمتم برفق:</p><p>- يلا يا ماما هنرجعله تاني يا حبيبتي.</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا تتساقط دموعها بعنف بسطت كفيها علي سطح الزجاج تغمغم بحرقة:</p><p>- مش هسيبه مش هقدر اسيبه، أنا السبب يا ريتني ما قولتله تعالا، ولا بعتله العنوان</p><p>جذبها خالد لاحضانه لتتمسك مايا به تنفجر في البكاء وهو يربت علي رأسها برفق يهمس لها بحنو:</p><p>- صدقيني يا بنتي هيبقي كويس و**** هيبقي كويس بإذن ****، بس انتي محتاجة ترتاحي شوية، اقولك تعالي نروح تغيري هدومك وتاكلي لقمة سريعة وارجعك تاني، يلا بقي.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا تنظر لادهم نظرة خاطفة تودعه بعينيها، أمسك خالد بيدها يتحرك معها للخارج بينما يقف حمزة يراقب، انتظر الي أن رحلت سيارة أخيه، نظر للعساكر التي جاءت بصحبة محمد تقف عند باب غرفة أدهم فهي جناية قتل اولا واخرا يحادثهم:</p><p>- خلوا بالكوا منوا</p><p>ابتسم أحدهم يحرك رأسه إيجابا يتمتم بهدوء:</p><p>- ما تقلقش حضرتك.</p><p></p><p>حرك رأسه إيجابا ينظر للفراغ لتتبدل نظراته الي أخري سوداء قاتمة، تحرك الي سيارته سريعا يشق الطريق إلي العنوان الذي اُرسل إليه، لا يفكر سوي في الإنتقام...</p><p>علي صعيد آخر في الطريق بينما يوصل خالد مايا، دق هاتفه برقم محمد صديقه ليفتح الخط سريعا يسأله:</p><p>- ايوة يا محمد حصل جديد</p><p>غمغم محمد سريعا بتلهف:</p><p>- ايوة يا خالد عرفنا نوصل لعنوان الواد، أنا في طريقي لبيته ومعايا قوة...</p><p>تنهد خالد بارتياح يتمتم سريعا:.</p><p></p><p>- طب ابعتلي العنوان وأنا هوصل مايا واحصلك</p><p>أغلق خالد الخط يبتسم متوعدا، يعد بأن يلقن من فعل ذلك درسا لا ينسي.</p><p></p><p>أوقف حمزة سيارته عند مفترق طرق، الطريق القادم ضيق للغاية لن يسع لسيارته، نزل منها يضع مسدسه في جيب سرواله، تحرك ناحية العنوان، يبحث بين أرقام العمارات المتهدمة القديمة عن رقم العمارة الذي أرسل له إلي أن وجدته، قدحت عينيه شرا ينزل درجات السلم، حسب الوصف، الفتي يعيش في شقة صغيرة في بدروم تلك العمارة المتهدمة، تحركت قدميه ناحية البدروم، ليقابله باب أزرق، اخرج سلاحه يشد أجزائه، حرك بيده الباب ليفتح بسهولة، تحرك للداخل خطوة اثنتين ثلاثة ليقف متسمرا مكانه حين رأي ذلك الفتي ملقا أرضا مقتول بطلق ناري في رأسه، شلت الصدمة جسده للحظات، قبل أن يدوي صوت صافرات سيارات الشرطة، وتتسارع الأقدام تأتي ناحيته...</p><p></p><p>حمزة ارمي السلاح من ايدك، ايه اللي أنت هببته دا</p><p>نظر جواره ليجد محمد يقف هناك عند باب الغرفة ينظر له فزعا، لتخرج من بين شفتيه ضحكة عالية لم يظن يوما انه سيقع في ذلك الفخ الساذج ابدا حركت رأسه يتمتم ساخرا:</p><p>- ما يقع الا الشاطر فعلا، برافو يا حمزة</p><p>وقف محمد عاجزا لا يعرف ما يفعل أمام جثة وحمزة يقف بمسك بمسدسه، والكثير من الشهود من الجيران والعساكر معه، يقرون بواقعة أن حمزة هو من قتل ذلك الفتي.</p><p></p><p>تنهد محمد حائرا ليقترب من حمزة يهمس لها متألما:</p><p>- أنا آسف يا حمزة بس إنت مقبوض عليك بتهمة قتل</p><p>ابتسم حمزة ابتسامة بلا حياة يمد يده لمحمد ابتلع الأخير لعابه مرتبكا ليخرج الأصفاد من جيبه يطوق بها رسغي حمزة، في تلك اللحظة سمعا صوت خالد يصيح مذهولا:</p><p>- في ايه، ايه اللي حصل</p><p>- أنت حمار **** يخربيتك ايه اللي خلاك تخدرها</p><p>- يا عم ما هي كانت عمالة ترفس وتخربش بضوافرها بص ايدي عاملة إزاي.</p><p></p><p>- يا غبي حاول تفوقها يلا ما ينفعش يغمي عليها...</p><p>الكثير والكثير من الجمل تقتحم عقلها دون سابق إنذار، ليغزو أنفها فجاءة رائحة قوية حادة تطرق عقلها بعنف، حركت رأسها نفيا علها تبعد تلك الرائحة التي تصر بعنف علي طرق ثنايا عقلها النائمة، تأوهت بصوت منخفض ترفع يدها تضعها علي رأسها لتسمع صوت ساخر يردد من جوارها:</p><p>- أهي البرنسيسة صحيت أهي.</p><p></p><p>كانت جملته إشارة الخطر التي ايقظت عقلها فجاءة، فتحت عينيها سريعا تنظر حولها لتجد نفسها داخل سيارة تجلس في المنتصف بين رجلين ضخام الجثة، لا يُري منهم سوي العينين وجههم بالكامل ملثم، شهقت حين تذكرت جاسر وما فعلوه بقي لتلهب عينيها غضبا، لا تعرف لما ولكنها حقا لا تشعر بالخوف بل بالغضب، صرخت بشراسة لتحاول بعنف ضرب الرجل الجالس بجوارها بكفيها، تصرخ فيه:.</p><p></p><p>- جاسر يا حيوانات، أنا هوديكوا في ستين داهية، بابا هيموتكوا، لاء هيدفنكوا عيشين، هتتمنوا الموت من اللي هيعمله فيكوا</p><p>اندفع الرجل الآخر يمسك بيديها ليصفعها التي كانت تضربه علي وجهها بعنف، صفعة قوية قاسية جعلت شفتيها تتشقق وتنساب منها الدماء نظرت له بشراسة لتبصق في وجهه، كاد الرجل أن يصفعها مرة أخري حين صدح صوت السائق يصيح فيهم غاضبا:</p><p>- في عربية ورانا.</p><p></p><p>التفت الرجلين ينظران للخلف ليجدا سيارة سوداء ضخمة تلحق بهما، صاح احد الرجلين في السائق:</p><p>- سيب الطريق وانزل في الصحرا</p><p>حرك السائق رأسه إيجابا سريعا لينحرف بمقود السيارة بعنف لتبتعد عن الطريق بعنف تغوض داخل الصحراء، والسيارة السوداء الضخمة تسرع خلفهم توسعت ابتسامة لينا تنظر للرجلين بحقد ابتسمت تتمتم متشفية:</p><p>- مش قولتلكوا هيخليكوا تتمنوا الموت</p><p>قبض أحد الرجلين علي خصلات شعرها بعنف يصرخ فيها:.</p><p></p><p>- اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تنظر للرجل بتشفي، أسرعت السيارة السوداء بعنف كبير، تسير حذاهم، لتتوسع عيني لينا في دهشة حين رأت من في السيارة جاسر ومعه معاذ!، تسمع صوت الرجل يصرخ في السائق:</p><p>- ما تخليهمش يقفلوا عليك، اخبط العربية حاول تبعدها.</p><p></p><p>بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ، لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا:</p><p>- أنت بتعمل ايه يا مجنون؟ لينا في العربية...</p><p></p><p>الفصل الثاني والثمانون</p><p></p><p>بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ، لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا:</p><p>- أنت بتعمل ايه يا مجنون؟ لينا في العربية...</p><p></p><p>ابتسم معاذ ابتسامة واسعة قاتمة التف برأسه ناحية لينا يغمزها بطرف عينيه لتتوسع عينيها في دهشة ماذا سيفعل، دهس معاذ المكابح بعنف لتنطلق السيارة بقوة كبيرة سبق سيارة الخاطفين، ليقف بسيارته بالعرض أمامهم يجبر السائق علي التوقف، وبالفعل توقفت السيارة نزل السائق اولا يحمل في يده مسدس، لينزل معاذ سريعا، في اقل من لحظة رصاصة خرجت من فوهة مسدس الأخير ليسقط السائق ارضا يصرخ من ألم تلك الرصاصة التي استقرت بساقه، في تلك اللحظة نزل أحد الرجلين يلف ذراعه حول عنق لينا يوجه مسدس ناحية رأسها مباشرة يصيح في صديقه:.</p><p></p><p>- أنت مستني ايه خلص عليهم، خلينا ناخدها ونغور...</p><p></p><p>تحرك جاسر منحني الظهر ينزل من باب السيارة الآخر حتي لا يراه اي منهم، في تبادل الرصاص بين معاذ والرجل الآخر، رفع جاسر رأسه ببطئ يحاول تحديد مكان الرجل الآخر، ليهب فجاءة يطلق عدة رصاصات ناحيته مباشرة اصابت أحدها صدره ليسقط أرضا، لم يبقي سوي لينا وذلك الرجل الذي يقيد حركتها، خرج جاسر من مكانه، يتحرك ناحيتهم ببطئ يمسك بسلاح في يسراه يمناه يلتف حولها قطعة من قميصه الممزق، شدد الرجل ذراعه حول عنق لينا يصرخ في جاسر بشراسة:.</p><p></p><p>- اللي هيقرب خطوة واحدة هفجر دماغها انتوا فاهمين، ارموا المسدسات، ارموها</p><p>نظر معاذ لجاسر ليلقي كل منهما سلاحه ارضا أمامه، توسعت عيني لينا فزعا تحركها نفيا تصيح فيهم:</p><p>- انتوا بتعملوا ايه، اضربوا عليه</p><p>تأوهت متألمة حين جذب الرجل خصلات شعرها يصيح فيها متهكما:</p><p>- اخرسي يا بت، وبعدين يضربوا عليا نار، الرصاص هيجي فيكي يا مزة.</p><p></p><p>توسعت عينيها علي آخرهما وعقلها يأخذها لذكري بعيدة، بعيدة جدااا، منذ سنوات طوال في عيد ميلادها العاشر تقريبا، تلك الطفلة الصغيرة في غرفتها ترتدي فستان جميل اشبه بفستان اميرات الحكايات القديمة، وتاج صغير فوق رأسه تقف فوق فراشها تعقد ذراعيها أمام صدرها ترفض النزول لحفلة عيد ميلادها، تنهد زيدان متعجبا من رفضها يسألها متعجبا:</p><p>- يا لوليتا دا عيد ميلادك يعني ايه مش عايزة تنزلي، يا حبيبتي ما ينفعش.</p><p></p><p>اشاحت بوجهها بعيدا تحرك رأسها نفيا تتمتم حانقة:</p><p>- مش هنزل يعني مش هنزل، كلهم هيبقوا معاهم ماما بتاعتهم وأنا ماما سابتني وسافرت، أنا مش هحب ماما ومش هكلمها تاني ابداا</p><p>ضحك زيدان رغما عنه يحاول أن يسترضيها ليغمغم مبتسما:</p><p>- طب مش عايزة تعرفي الهدية اللي جبتهالك</p><p>حركت رأسها نفيا بعنف ليدخل خالد الي الغرفة في تلك اللحظات نظر لهم يتمتم متعجبا:</p><p>- ايه يا لينا اللي موفقك كدة، وما نزلتيش ليه.</p><p></p><p>ابتسم زيدان تنهد يردف يآسا:</p><p>- لينا رافضة تنزل، عشان ماما سافرت ومش هتحضر معاها عيد ميلادها</p><p>نظر خالد لابنته ليضحك يآسا ابنته العنيدة ذات الرأس الصلبة تشبهة تماما، ربت علي كتف زيدان الذي بات الآن فتي في الثامنة عشر من عمره يغمغم بهدوء:</p><p>- طب انزل شوف الدنيا تحت وأنا هجيب لينا واجي</p><p>حرك رأسه إيجابا ليتحرك ويخرج من الغرفة، ليتحرك خالد يجلس علي فراش ابنته يغمغم مبتسما:.</p><p></p><p>- ينفع نعمل عيد ميلاد لينا من غير ما لينا تكون موجودة، اقعدي يا حبيبتي</p><p>جلست جوار أبيها تعقد ذراعيها تنظر بعيدا ليضحك خالد رغما عنه يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح:</p><p>- يا ست المقموصة، ماما كان لازم تسافر، انتي عارفة ماما بتحبك قد إيه، صح، بس لو ما كنتش سافرت كانت هتزعل وتقعد تعيط، يرضيكي ماما تزعل</p><p>اخفضت الصغيرة رأسها أرضا تحركها نفيا لتتساقط بعض الدموع من مقلتيها تهمس في حزن:.</p><p></p><p>- بس ماما وحشتني، هي كانت بتقف جنبي وأنا بنفخ في الشمع كل مرة</p><p>بسط يده برفق أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه يغمغم مبتسما بمرح:</p><p>- زي القطط تاكلي وتنكري، ما أنا ببقي جنبك انتي وماما، هنوقف الواد زيدان المرة دي مكان ماما، واوعدك لما ماما ترجع هعملك عيد ميلاد تاني ايه رايك</p><p>توسعت ابتسامتها البريئة تحرك رأسها إيجابا سريعا ليحملها خالد علي ذراعه يتمتم ضاحكا:.</p><p></p><p>- يلا يا برنسيس ننزل نطفي الشمع، جبتلك هدية حلوة اوي، وماما بعتتلك من لندن بيت باربي الكبير اللي كنتي عايزاه.</p><p></p><p>صفقت الصغيرة فرحة، ليأخذها خالد وينزل لأسفل، وسط جموع العائلة التي جاءت لحضور حفل مدللة أبيها الوحيدة، طاولة كبيرة في منتصفها كعكة كبيرة للغاية طُبع عليها صورة لينا يحوطها الكثير من الحلوي بمختلف أنواعها، وقفت لينا عند رأس الطاولة فوق مقعد جوارها والدها من ناحية وزيدان من الناحية الأخري والباقي يلتف الطاولة يغنون احدي أغاني عيد الميلاد، ينظر زيدان لها يبتسم ابتسامة واسعة سعيدة، صدح صوت خالد يحادث منظمي الحفل:.</p><p></p><p>- اطفوا النار يلا عشان تتطفي الشمع بدأت الاضاءة تخبو، شيئا الي ان اظلم المكان تماما لم تعد هناك إضاءة سوي أنوار الشموع مالت لينا برأسها لتطفئ شمعات عيد ميلادها، واحدة الثانية الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة، السابعة، وقبل أن تطفئ الثامنة صدحت صرختها العالية، صرخة جعلت الجميع يصيح وبدأ خالد يصرخ فيهم أن يشعلوا الاضواء، يحرك يديه بعنف يبحث عن ابنته التي كانت تقف جواره قبل لحظات.</p><p></p><p>حين عادت الإضاءة، شخصت عيني خالد فزعا حين رأي رحاب تحمل ابنته توجه سكين ناحية رقبتها مباشرة تبتسم ابتسامة واسعة مختلة تصيح بجنون:</p><p>- مش قولتلك هحرق قلبك عليها، اللي هيقرب خطوة واحدة هقتلها</p><p>أحمر وجه خالد من الغضب والخوف ينظر حوله الجميع يتراجع خوفا من أن تؤذي تلك المختلة الصغيرة، بينما صرخ خالد في حرسه:</p><p>- ازاي دخلت أنا هوديكوا ورا الشمس</p><p>صدحت صوت ضحكة رحاب العالية المختلة تتمتم ساخرة:.</p><p></p><p>- أنت مشغل عندك شوية بهايم يا باشا، أنا مجرد ما قولتلهم اني تبع الخدامين اللي جايين لحفلة السنيورة دخلوني، شهور وأنا مستنية اليوم دا، واهو جه، هحرق قلبك يا خالد يا سويسي</p><p>تحرك تلقائيا للامام يصرخ فيها:</p><p>- رحاب، أنا قدامك اهو اعملي فيا اللي انتي عوزاه ابعدي عن البنت، هي مالهاش ذنب</p><p>اشتعلت عيني رحاب غضبا لتصرخ بشراسة:</p><p>- وبنتي أنا كان ليها ذنب، بنتك لازم تموت زي ما بنتي ماتت.</p><p></p><p>قبض زيدان علي ذراع خالد قبل أن يتحرك حركة اخري وتؤذي رحاب لينا ليصدح صوت خالد عاليا:</p><p>- هي بنتك لوحدك كانت بنتي أنا كمان، بنتي اللي قلبي اتحرق عليها، اللي يوم ما شوفتها كانت جثة، سيبي البنت يا رحاب</p><p>توسعت ابتسامة رحاب المختلة تحرك رأسها نفيا ببطئ تتمتم متلذذة:</p><p>- مش هسيبها يا خالد، هموتها، هحرق قلبك، هجننك زي ما أنا اتجننت</p><p>- وليه انتي تموتيها، هموتها انا.</p><p></p><p>صدحت تلك الجملة بهدوء تام من الواقف جوار خالد، لتتوسع أعين الجميع فزعا واولهم لينا التي نظرت له مذعورة تحرك رأسها نفيا تبكي بعنف **** صغيرة مرتعدة، أخرج زيدان مسدسه من جيب سرواله وفي اقل من لحظة كان صوت رصاص قوي يدوي في المكان، وصوت لينا تصرخ، صرخت رحاب بذعر لتلقي لينا من يدها ارضا، فاندفع خالد ناحيتها يقيد يديها وهرول زيدان ناحية لينا التي تكاد عينيها تخرج من مكانها من الفزع، تنظر لجسدها مذعورة ألم يقتلها زيدان للتو، انتشلها زيدان بعيدا عن رحاب وضعها علي أحد المقاعد يسألها فزعا:.</p><p></p><p>- انتي كويسة</p><p>حركت رأسها نفيا بعنف تنظر له مذعورة تتمتم بفزع:</p><p>- انت قتلتني، دم فين الدم، ماما أنا عايزة ماما</p><p>كانت آخر كلماتها قبل أن تفقد الوعي تلقائها بين أحضانه يمسح علي رأسها برفق، ينظر لخاله الذي يصرخ في الحرس غاضبا</p><p>Back</p><p>عادت من شرودها فجاءة علي صوت معاذ يصرخ في الرجل:</p><p>- سيبها واحنا نسيبك تمشي حي علي رجليك.</p><p></p><p>توترت حدقتي الرجل، ينظر للسائق الذي يجثو ارضا يصيح من ألم ساقه، حرك السائق رأسه إيجابا، ليعاود الرجل الآخر النظر لمعاذ وجاسر يصيح فيهم:</p><p>- ماشي أنا موافق دوروا العربية وخلوا السواق يركب، وحطوا جثة مدبولي فيها، يلا لو عايزها تفضل عايشة.</p><p></p><p>حرك معاذ رأسه إيجابا سريعا ليستقل سيارتهم يدير محرك السيارة، نزل منها وترك المحرك يعمل، ليستند السائق علي ساقه السليمة يجلس في مقعده، هرول سريعا يحمل جسد الرجل الآخر فتح باب السيارة الخلفي يضع جسده فيها يغلق الباب، مد الخاطف يده يفتح باب السيارة الخلفي المجاور له بحذر ينظر لهما، بينما لينا كانت في عالم آخر جسدها بارد يرتجف ذكريات متداخلة تمر في رأسها، نظرت ليد السائق التي تحاوط عنقها لتتذكر ما حدث قديما كيف كانت ولا زالت **** ضعيفة، اشتعلت عينيها في غضب، لتقطم باسنانها يده بعنف شديد، ترغب في تمزيق لحمه بين أسنانه قضمه عنيفة ليست بهينة إطلاقا، صرخ الرجل متآلما ليدفعها بعيدا عنه بعنف سقطت علي وجهها ارضا، ليلتقط جاسر مسدسه يحاول إطلاق النار، ولكن ذلك الرجل سبقه فقط بخطوة واحدة دخل الي السيارة التي انطلقت بهم مسرعة تشق الصحراء، اندفع جاسر يركض خلفهم يحاول أصابه عجلات السيارة ليجد المسدس قد فرع من الرصاصات، صرخ في غيظ ليلقي المسدس ارضا بعنف، عاد يهرول ناحية لينا الذي يحاول معاذ إسنادها لتقف أرضا، التقطها جاسر بين ذراعيه يعانقها بقوة يغمغم متلهفا:.</p><p></p><p>- انتي كويسة يا حبيبتي، عملولك حاجة، حد فيهم اذاكي</p><p>حركت رأسها نفيا تحاول التقاط أنفاسها تلهث بعنف، لحظات تحاول إستجماع شتات نفسها مما حدث قبل قليل، عادت تنظر لجاسر تسأله متعجبة:</p><p>- أنت جيت ورايا ازاي، وازاي اتقابلت انت ومعاذ أصلا، ودراعك أنا شوفته بيضربك بالرصاص</p><p>مسح علي رأسها برفق يغمغم لها بتروي:</p><p>- هفهمك كل حاجة في العربية يلا نروح، كان المفروض نبلغ البوليس علي فكرة يا معاذ.</p><p></p><p>تحرك مع شقيقته ليجلس جوارها علي الأريكة الخلفية في سيارة معاذ، بينما استقل معاذ مقعد السائق تحرك بالسيارة يخرج من الصحراء، نظرت لينا لجاسر تسأله بعينيها ليبارد معاذ قائلا:.</p><p></p><p>- هقولك أنا يا لينا، أنا كنت جاي لولدك عشان اتفق معاه علي ميعاد كتب الكتاب، لما قربت شوفت جاسر بيقع علي الأرض وفي عربية بتجري بعيد، أنا عارف شكل جاسر من الصور اللي ورتهالي بس مش عارف مين اللي في العربية قربت بسرعة وهو قالي أنك انتي اللي اتخطفتي، الطلقة اللي في دراع جاسر رش علي فكرة فمش خطيرة، ركب معايا وحاولنا نلحقكوا، والحمد *** انتي بخير.</p><p></p><p>ابتسمت لينا لجاسر ابتسامة صغيرة شاحبة لتريح رأسها علي صدره رفع يده السليمة يحركها علي شعرها برفق ينظر لمعاذ في شك يغمغم:</p><p>- مش غريبة شوية أن يكون معاك مسدسين مرخصين مش مسدس واحد</p><p>ابتسم معاذ في هدوء يرفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة:</p><p>- لا أبدا واحد منهم بتاع والدي **** يرحمه أنا ما كنتش بستخدمه خالص، بس محتفظ بيه كذكري والحمد *** أنه كان شغال.</p><p></p><p>حرك جاسر رأسه لم تتبدل نظرات عينيه المتشككة فقط ضحك باصفرار يتمتم:</p><p>- والبوليس أنا قولتلك بدل المرة عشرة اتصل بيه لأن موبايلي وقع اتكسر، وما اتصلتش</p><p>نظر معاذ لجاسر من خلال مرأه السيارة الامامية بدهشة تجلت علي قسماته يتمتم مذهولا:</p><p>- أنت ما اتصلتش أنا افتكرتك بتقول أنا اتصلت بالبوليس ما خدتش باللي خالص و****.</p><p></p><p>حرك جاسر رأسه إيجابا ينظر لمعاذ يحاول الابتسام، ليقابله الأخير بابتسامة واسعة، ليتمتم جاسر في نفسه قلقا:</p><p>- الواد دا نظراته مريبة ومش مريح ابداا!</p><p></p><p>في أحدي الأقسام التابعة للمنطقة التي عُثر فيها علي جثة القتيل، يتحرك خالد أمام غرفة التحقيق ذهابا وإيابا يكاد يحرق الأرض تحت أقدامه وقف فجاءة أمام محمد يصيح فيه قلقا:</p><p>- أنا اخويا ما قتلش أكيد في حاجة غلط</p><p>حرك محمد رأسه إيجابا سريعا ليهب واقفا جوار صديقه يربت علي كتفه يحاول تهدئته:</p><p>- أكيد طبعا يا خالد اهدي بس وكل حاجة هتبان.</p><p></p><p>في داخل الغرفة وقف حمزة أمام مكتب الضابط الذي يُجري له التحقيق حمحم الضابط يهتف محتدا:</p><p>- أستاذ حمزة كونك اخو سيادة اللوا خالد باشا السويسي دا علي عيني وراسي بس أنت هنا متهم ودي جريمة قتل مش سرقة موبايل، س: ممكن اعرف سبب وجودك في مكان الحادثة</p><p>ابتسم حمزة بهدوء يخرج هاتفه من جيب سرواله يضعه علي المكتب امام الضابط يتمتم مبتسما في هدوء:</p><p>- الرسالة قدامك اهي هتعرفك أنا ايه وداني هناك.</p><p></p><p>التقط الضابط الهاتف ينظر لمحتوي الرسالة للحظات قبل أن يرفع رأسه لحمزة يغمغم ساخرا:</p><p>- قصدك أنه فخ وحد حاول يوقعك، بس الشهود قالوا انك كنت ماسك مسدس كاتم للصوت اما البوليس دخل، يعني أنت متلبس</p><p>ابتسم حمزة في هدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم متهكما:</p><p>- هو علميا أنا فعلا متلبس، بشهادة الشهود...</p><p>انما الحقيقة أنا خزنة مسدسي كاملة ما ضربتش منها رصاصة واحدة...</p><p>ابتسم الضابط ابتسامة صفراء يحرك رأسه إيجابا يتمتم:.</p><p></p><p>- علي العموم أنت هتفضل مشرف معانا لحد ما تقرير الطب الشرعي يطلع..</p><p>دق باب المكتب في تلك اللحظات، ليدخل العكسري ادي التحية للضابط يردف:</p><p>- خالد باشا برة يا افندم، وعايز يدخل</p><p>حرك الضابط رأسه إيجابا ليتحرك العسكري خرج ليدخل خالد بعد لحظات وقف الضابط يصافحه يتمتم مبتسما:</p><p>- باشا نورت المكتب</p><p>رسم خالد ابتسامة زائفة على شفتيه يصافح الواقف أمامه تنهد يغمغم قلقا:</p><p>- متشكر، وصلتوا ايه تقرير الطب الشرعي جه.</p><p></p><p>حرك الضابط رأسه نفيا يتمتم سريعا:</p><p>- لسه يا باشا و****، دلوقتي أستاذ حمزة لازم يفضل معانا لحد ما التقرير يظهر وساعتها نقرر...</p><p>تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا يمسح وجهه بكفه بعنف، ليصدح صوت الضابط ينادي العسكري الواقف خارجا، لحظات ودخل ليغمغم الضابط:</p><p>- خد أستاذ حمزة الحجز</p><p>رفع خالد وجهه ينظر للواقف أمامه نظرات حادة مشتعلة، ليقبض علي يد حمزة الواقف جواره يغمغم مبتسما في قتامة:.</p><p></p><p>- حمزة مش هينزل الحجز، اعتبره في عهدتي لحد ما التقرير يجي، ولو هو القاتل أنا بايدي اللي هسلمه، مش هخرج بيه من القسم، عن إذنك يا اسمك ايه...</p><p>نظر خالد للعارضة الخشبية الصغيرة علي سطح مكتبه، ليعاود النظر للضابط يتمتم مبتسما:</p><p>- عن إذنك يا مصطفي باشا.</p><p></p><p>قبض خالد علي يد حمزة يخرج به من الغرفة حيث محمد الذي ينتظرهم خارجا تحرك خالد يقبض علي يد حمزة يتحرك به ناحية احدي الغرف وقف أمامها ينظر للعسكري الواقف أمامها:</p><p>- حاتم باشا جوا يا إبني</p><p>اوما العسكري بالإيجاب ليردف خالد:</p><p>- قوله خالد السويسي.</p><p></p><p>غاب الفتي للحظات قبل أن يخرج يفسح لهم الطريق، دخل خالد يقبض علي يد حمزة كأنه **** الصغير الخائف عليه من أن يتوه في الزحام، الي الداخل توجه به وقف حاتم يبتسم فتح ذراعيه يغمغم ضاحكا:</p><p>- صديق الزملاه القديم واحشني و**** يا كبير</p><p>ضحك خالد يتمتم متهكما وهو يحتضن صديقه:</p><p>- حاتم عدنان يا سرسجي يا قديم ما فيش وسط يا إبني.</p><p></p><p>بعد عناق حار بين الأصدقاء، امسك خالد يد حاتم يبتعد به عن أخيه ومحمد الواقف ينظر لهم مبتسما، تنهد يشرح له الوضع ليهمس له بصوت خفيض:</p><p>- أنا لازم اروح اشوف تقرير الطب الشرعي، خايف لاحد يلعب فيه عشان يلبسها لحمزة، حمزة مش هينفع ينزل الحجز، أنا خايف للي عمل كدة يبعت حد يآذيه في الحجز...</p><p>ابتسم حاتم يربت علي كتف صديقه يغمغم مترفقا:</p><p>- روح وما تقلقش.</p><p></p><p>ابتسم خالد لصديقه ممتنا ليتحرك سريعا ناحية محمد يغمغم له علي عجل:</p><p>- تعالا معايا يا محمد، حمزة ما تتحركش من هنا مهما حصل</p><p>تحرك خالد يهرول للخارج ومن خلفه محمد ليتهاوي حمزة علي الأريكة يبتسم ساخرا من أفعال أخيه الغريبة هل يظنه طفلا، نظر ناحية ذلك الحاتم حين سأله مبتسما:</p><p>- تحب حضرتك تشرب حاجة</p><p>نفي برأسه ينظر للأمام يفكر في كل ما حدث.</p><p></p><p>علي صعيد آخر في فيلا جاسم الشريف، ارتمت مايا بين أحضان لينا تبكي بلا توقف، ولينا فقط تحاول أن تهدئها:</p><p>- يا حبيبتي أدهم هيبقي كويس و****، الدكتور دا شكله ما بيفهمش حاجة، طب ايه رأيك أنا أعرف دكتور شاطر جداا، هكلمه يتابع حالة أدهم وهيطمنا ما تقلقيش.</p><p></p><p>رفعت مايا وجهها تنظر للينا متلهفة تتوسلها بعينيها أن يكن ما تقوله صحيحا لتحرك لينا رأسها إيجابا، تؤكد لها ما تقول تمسح دموعها برفق، في اللحظات التالية كان يدق جرس الباب، توجهت احدي الخادمات تفتح الباب لتشهق فزعة ما أن رأت ذلك المشهد أمامها، هبت لينا واقفة تنظر للثلاثة الذين دخلوا توا بذعر:</p><p>- انتوا ايه اللي عمل فيكوا كدة</p><p>تحركت لينا تسند جاسر الي اقرب اريكة نظرت لوالدتها تغمغم متلهفة:.</p><p></p><p>- مش وقته يا ماما، جاسر دخل في دراعه طلقة، اللي هي رش دي، هتعرفي تخرجيها ولا نكلم دكتور</p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا لتهرول تجلب حقيبة يدها التي نادرا ما تستخدم ما فيها، الطلقة لم تكن عميقة فأخرجتها ببساطة عقمت جرح ذراعه، ولفته جسدا بالشاش الأبيض...</p><p>لتقترب من ابنتها تمسح الدماء المجلطة علي جرح شفتيها تستلهم قلقة:</p><p>- في أيه، ايه اللي حصل لكوا.</p><p></p><p>شرحت لينا بإيجاز لوالدتها ما حصل، لتشهق الأخيرة مذعورة ابنتها كانت علي وشك الاختطاف، صدح صوت جاسم في تلك اللحظات يتمتم متهكما:</p><p>- اقطع دراعي لو ما كنش خالد هو اللي عامل الفيلم دا كله عشان يجبرك ترجعيله</p><p>حركت لينا السويسي رأسها بعنف تتمتم سريعا:</p><p>- لاء يا جدو مش بابا أنا واثقة من دا، اللي عمل كدة كان عايز يقتلني ومستحيل بابا يبعت حد يقتلني</p><p>تحرك جاسم يجلس جوار ابنته ينظر لحفيدته يغمغم محتدا:.</p><p></p><p>- يبقي حد من أعدائه ما انتي ابوكي ليه اعداء في كل حتة، كنتي هتموتي بسببه</p><p>تنهدت لينا وابنتها يآستان من المستحيل أن يتوقف جاسم عن كرهه لخالد، حمحم معاذ في تلك اللحظات بحرج يتمتم متوترا:</p><p>- حمد *** علي سلامتك يا لينا هستأذن أنا بقي، عن اذنكوا</p><p>التفت ليغادر لتصيح لينا باسمه سريعا:</p><p>- استني يا معاذ، أنت مش هتمشي قبل ما بابا يجي ونقوله علي كل اللي حصل.</p><p></p><p>التفت معاذ لها يبتسم مرتبكا ليحرك رأسه إيجابا، عاد لمقعده يجلس عليه، لتأخذ لينا هاتف والدتها سريعا تحاول الاتصال بوالدها.</p><p></p><p>علي صعيد آخر بعيد كثيرا عن سابقه، في غرفة صغيرة تطل شرفتها علي أمواج البحر المتلاطمة، جلست علي مقعد خشاب قديم تستند بيمناه الي اطار الشرفة تنظر من خلالها لمشهد أمواج البحر وهي تصارع بعضها بعضا، تتذكر وتتذكر وتتذكر كل ما مر بها، ادمعت عينيها ينساب لؤلؤ حدقتيها يسقي خديها، خرجت من شرودها علي صوت يردف من جوارها معاتبا:</p><p>- بردوا عملتي اللي في دماغك وقولتيله أنك سقطتي الجنين.</p><p></p><p>مسحت سهيلة دموعها المتساقطة براحة يدها تنظر للسيدة حورية تغمغم بصوت ثقيل مختنق:</p><p>- صدقيني لا أنا ولا اللي في بطني نفرق معاه، انتي مش عارفة حاجة</p><p>جلست حورية علي المقعد أمام سهيلة ابتسمت تربت علي ساقها تتمتم مترفقة:</p><p>- أنا عارفة جاسر اكتر مما تتصوري وعارفة أنه مستحيل يستقوي علي واحدة ست، وشوفت فرحته بيكي في عينيه لما جيتوا هنا اول مرة، جاسر طيب والطيب ما يأذيش أكيد في حاجة غلط حصلت.</p><p></p><p>حركت سهيلة رأسها نفيا بعنف تشيح بوجهها ناحية النافذة تغمغم مختنقة:</p><p>- حصلت بقي ما حصلتش خلاص احنا كل اللي بينا انتهي، أنا بقيت ما بكرهش في حياتي حد قده، علي قد ما حبيتش في حياتي حد قده</p><p>التفتت سريعا ناحية حورية تمسك بيديها تتوسلها راجية:</p><p>- انتي حلفتيلي أنك مش هتقوليله إني عندك صح</p><p>ابتسمت حورية حزينة مشفقة علي حالها وحال جاسر ولدها الذي لم تحمل به تنهدت تحرك رأسها إيجابا تربت علي يد سهيلة:.</p><p></p><p>- صح يا بنتي قومي يلا ناكل لقمة، انتي ما كلتيش حاجة من ساعة ما جيتي عشان خاطر اللي في بطنك حتي</p><p>جذبت حورية يد سهيلة تتحرك بها ناحية صالة المنزل الصغيرة، جلست جوارها ارضا حول طاولة من الخشب ذات أقدام قصيرة للغاية، ارتص عليها وجبة فاخرة من المأكولات البحرية، مدت سهيلة يدها تلتقط معلقة ارز صغيرة تضعها في فمها لتنهمر دموعها بعنف تدوي في رأسها جملته وهو يغمغم.</p><p></p><p>« احلي طبق رز صيادية لاحلي سهيلة في الدنيا، الحساب يا افندم عشرين بوسة ويا ريت يبقي فيه تبس للطباخ الغلبان »</p><p>انفجرت دموعها تبكي بحرقة لتحاوطها حرية تضمها لأحضانها برفق تحاول فقط أن تهدئها.</p><p></p><p>في غرفة مكتب حاتم مرت ساعة تقريبا قبل ان يُفتح الباب فجاءة بعنف ودخل خالد إلي الغرفة هرول ناحية أخيه يعانقه بقوة يشدد عليه بين أحضانه يهمس بصوت خفيض شبه باكي:</p><p>- الحمد *** يا رب، الحمد ***</p><p>أبعد حمزة عنه ينظر له بابتسامة واسعة تشق شفتيه تنهد يغمغم بارتياح:.</p><p></p><p>- الحمد *** تقرير الطب الشرعي أثبت الرصاص اللي في جسمه مختلف عن الرصاص اللي في مسدسك، وإن وقت الوفاة حوالي الساعة 12 والوقت دا احنا كنا في المستشفى اصلا، جبت شهادة الدكتور والممرضات وكاميرات مراقبة المستشفي، كل الادلة اللي تثبت أنك بعيد، والحمد *** إنت برة الجريمة دي كلها...</p><p></p><p>عاد يعانق أخيه من جديد يكاد يبكي من الفرح منذ ساعة فقط كاد يموت ذعرا من أن يكون هو المتورط في جريمة القتل، انهيا سريعا الأوراق لخروجه ليودع خالد محمد، استقل هو وحمزة سيارته، اراح حمزة رأسه للخلف يغمض عينيه ليغمغم خالد برفق:</p><p>- ارتاح علي ما نوصل، اليوم كان صعب أوي</p><p>فتح حمزة عينيه يبتسم ابتسامة ذبيحة متألمة يغمغم:</p><p>- ارتاح وابني بين الحياة والموت، والخيط الوحيد اتقتل.</p><p></p><p>مسح خالد وجهه بكف يده كور قبضته يشد عليها بعنف قلبه بل جسده بالكامل أشتعل غضبا فقط لو يضع يده علي من يفعل ذلك شد علي أسنانه يغمغم متوعدا:</p><p>- احنا بندور ورا الرقم اللي بعتلك الرسالة ما تشلش هم، أنا بعت حراسة كبيرة عند أدهم...</p><p></p><p>دق هاتفه يمنعه من ان يكمل ما كان يقول نظر للاسم ليجد اسم لينا زوجته تسارعت دقات قلبه قلقا في حقيقة الأمر، خائفا من أن يكون أصابها مكروة، فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه سريعا يغمغم متلهفا:</p><p>- ايوة يا لينا انتي كويسة</p><p>قطب جينيه متعجبا حين سمع صوت ابنته تطلب منه الحضور في الحال، تنهد يغمغم سريعا:</p><p>- أنا في طريقي ليكوا كدة كدة دقائق وهكون عندكوا.</p><p></p><p>اغلق معها الخط ليضع المكابح بعنف يزيد سرعة الزيادة، دقائق وكان أمام منزل جاسم نزل من السيارة يتبعه حمزة الي الداخل دق باب المنزل لتفتح ابنته له قطب جبينه قلقا ينظر لجرح شفتيها المتورم:</p><p>- انتي كويسة ايه اللي حصل</p><p>ادخل يا بابا بس الأول، غمغمت بها لينا تبتسم في هدوء، ليدخل خالد خلفه حمزة، وقعت عيني خالد علي معاذ الجالس علي أحد المقاعد يبتسم في بلاهة ليصيح محتدا:</p><p>- ايه اللي جاب الواد دا هنا.</p><p></p><p>لتقع عينيه في اللحظة التالية علي جاسر الذي يجلس علي الاريكة ذراعه عاري يلتف بالضدمات، لينا زوجته تجلس جواره تطعمه في فمه ليصيح غاضبا:</p><p>- ودا قاعد كدة ليه ودراعه ماله، وانتي بتأكليه ليه هو اتشل</p><p>لم تنظر ناحية زوجها الغاضب ولو لمحة خاطفة فقط اكملت ما كانت تفعل في هدوء تام، لتمسك لينا بيد والدها جلست جواره تقص عليه ما حدث، احتقنت عينيه بلهيب مستعر هب واقفا يصيح بجنون:.</p><p></p><p>- يعني ايه اتخطفتي من عند الفيلا والبهايم اللي هناك واقفين يعملوا ايه...</p><p>وقفت لينا أمام والدها تغمغم سريعا:</p><p>- يا بابا بقول لحضرتك أنا طلعت اجري ورا جاسر وكنت بعيدة جداا عن الفيلا، فطبيعي هما ما شافونيش</p><p>تحرك خالد يلتف حول نفسه يكاد رأسه ينفجر من يلف الحبال عليه بتلك الطريقة من يحاول إيذاء عائلته كاملة، وقف أمام احدي المقاعد يشد بيديه علي خشب المقعد يتنفس بعنف يصرخ داخل نفسه:.</p><p></p><p>- اهدا يا خالد، اهدا، هتلاقيهم و*** لهلاقيهم، بس احطي ايدي عليهم، دلوقتي الأهم فالمهم</p><p>رفع وجهه ينظر لهم جميعا وخاصة لجاسم الذي ينظر له يبتسم ساخرا متشفيا، حرك رأسه إيجابا يرتب ما سيفعل داخل رأسه، ليصدح بصوت حاد:.</p><p></p><p>- طيب واضح أن اللي بيعمل كدة عايز يأذيني أنا، فبيدور علي اغلي ما عندي ويضربه وعشان أنا ما عنديش اي استعداد اخسر حد فيكوا، من هنا ورايح هنعيش كلنا في البيت بتاعي الكبير، وهزود الحراسة علي الفيلا والعربيات ما حدش هيخرج من باب البيت غير لما يكون معاه عربيتن حرس ويفضل ما حدش يخرج الفترة الجاية لحد ما اوصل للي عمل كدة، يلا كلكوا علي العربيات.</p><p></p><p>حركت لينا رأسها إيجابا تري فكرة ابيها حقا صائبة في الظرف الحالي، تحركت تسند جاسر الي الخارج، لتتحرك مايا تلحق بهم، معاذ خرج خلف لينا مباشرة، ليبقي جاسم ولينا ابنته، وحمزة وبالطبع خالد، نظر خالد لجاسم يتمتم ساخرا:</p><p>- أنا ما سمعتش أنا قولت ايه، أنت آه مش من ضمن الغاليين عندي، بس لو حصلك حاجة لينا هتزعل وأنا ما احبش ازعل مراتي</p><p>ضحك جاسم عاليا متهكما يضع ساقا فوق أخري يتمتم ساخرا:.</p><p></p><p>- كفي نفسك يا حبيبي أنا اعرف احمي نفسي وبنتي كويس اوي</p><p>زفر خالد حانقا يمسح وجهه بكف يده نظر ناحية أخيه يتمتم مبتسما:</p><p>- حمزة معلش هتعبك، خد الراجل دا معاك في اي عربية</p><p>ابتسم حمزة في هدوء خبيث يحرك رأسه ايجايا بينما احتقن وجه جاسم غاضبا يصيح فيهم:</p><p>- أنت اتجننت إنت واخوك ولا ايه، دا أنا اوديكوا في ستين داهية لو حد قرب بس مني.</p><p></p><p>بهدوء تام تحرك حمزة متجها ناحية جاسم جذبه من ذراعه ليقف بعنف، شهقت لينا غاضبة مما فعلت كادت ان تندفع ناحية أبيها لتشعر بخالد يلف ذراعه حول خصرها من الخلف يثبتها داخل أحضانه يصيح في أخيه:</p><p>- يلا يا حمزة</p><p>حرفيا حمل حمزة جاسم بجهد شاق إلي السيارة والأخير يصرخ فيه أن يتركه، حاولت لينا بعنف دفع خالد بعيدا عنها تصرخ فيه بشراسة:.</p><p></p><p>- أبعد عني بقولك ابعد أنا مش هروح معاك في حتة أنت فاهم أنا عندي اموت ولا إني افضل اعيش معاك تاني تحت سقف واحد</p><p>لف جسدها عنوة ليواجه وجهها وجهه ثبتها بذراعه يبتسم في عشق يغمغم بوله:</p><p>- وحشتيني أوي، لولا المصايب اللي كنت فيها طول النهار، كنت جتلك جري، ياااه يا لينا حاسس إني ما شوفتكيش بقالي سنين</p><p>نظرت له حاقدة لتحاول بعنف تضرب قبضتيها في صدره تصرخ بشراسة:.</p><p></p><p>- ابعد عني بقولك ابعد خلي عندك دم، أنا ما بقتش طيقاك خلاص</p><p>ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيه، ليميل فجاءة يحملها عنوة بين ذراعيه يتحرك بها للخارج وهي تصرخ بين ذراعيه تركل بساقيها:</p><p>- نزلني يا حيوان أنت اتجننت بقولك نزلني، اللي أنت بتعمله دا اسمه خطف وأنا هوديك في ستين داهية، نزلني بقولك يا نااااس الحقوني، حد يلحقني، الحقووووووووني.</p><p></p><p>ضحك خالد عاليا ليتحرك بها ناحية السيارة، تحرك حمزة سريعا يفتح باب السيارة الخلفي لينحني خالد يضعها في السيارة يجلس جوارها سريعا، حاولت فتح الباب الآخر ليمسك بها خالد سريعا يكبلها بذراعيه بين أحضانه وهي تصرخ بشراسة تحاول دفعه وخدشه بأظافرها والسيارة تنطلق بهم، تمكنت من امساك كف يده بأسنانها تضعه بعنف ليصيح متألما:</p><p>- اه يا بنت العضاضة...</p><p></p><p>نزلني بقولك نزلني يا حيوان، بابا انت قاعد ساكت ليه كدة، صرخت بها لينا بغيظ</p><p>ليبتسم جاسر متوترا لا يعرف ما يقوله هل يخبرها أن ذلك المختل الجالس جواره شقيقه زوجها المختل يمسك في يده مسدس، يحذره من أن ينطق بحرف، وجاسم خير من يعرف إياد الكامن داخل حمزة</p><p>حاولت لينا مرة اخري فتح باب السيارة ليجذبها خالد ناحيته ارتطمت في صدره بعنف توسعت عينيها تشهق مصدومة حين سمعته يهمس في عبث:.</p><p></p><p>- اقسم ب**** لو ما بطلتي جنان ما هيهمني إن ابوكي واخويا قاعدين قدام وهقولك طريقة عمل البسبوسة يا بسبوسة</p><p>توسعت عينيها علي آخرهما تنظر له مذهولة في فزع حركت رأسها إيجابا رغما عنها لتتوسع ابتسامته الخبيثة يلاعب لها حاجييه عبثا.</p><p></p><p></p><p>الفصل الثالث والثمانون</p><p></p><p>حين وصلت السيارات الي المنزل أخيرا كان الليل قد بدأ يسدل استاره تغطي العتمة المكان بعد يوم شاق طووويل متعب، الجميع لا يرغب سوي في النوم، الراحة القصيرة بعد كل ما حدث، وقفت السيارات في حديقة الفيلا نزل خالد أولا يسرع في خطاه ناحية الحرس يصيح فيهم بعدم السماح لأي مخلوق بالاقتراب حتي من باب المنزل، عاد إدراجه إلي حيث تقف السيارات ليجد ذلك المعاذ يقف بسيارته خرجت لينا بصحبة مايا وجاسر، نظر خالد لمعاذ يرميه بنظرات حادة قاتمة، كتف ذراعيه أمام صدره ابتسم يغمغم ساخرا:.</p><p></p><p>- تعباناك يا دكتور النهاردة اعتقد محتاج تروح تستريح ولا ايه</p><p>ابتلع معاذ لعابه في جرح من كلمات خالد الساخرة رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا حمحم يتمتم مرتبكا:</p><p>- ااه اكيد طبعا، هبقي اكلم حضرتك وقت تاني، مع السلامة، سلام يا لينا، ابقي طمنيني عليكي.</p><p></p><p>وجه جملته الأخيرة ناحية لينا لتبتسم له تحرك رأسها إيجابا، عاد معاذ لسيارته يغادر بها المكان بأكمله، نظر حمزة لجاسم يبتسم في شر يشير له بعينيه لباب السيارة المجاور له، ابتلع جاسم لعابه خائفا يحرك رأسه إيجابا رغما عنه، فتح باب السيارة المجاور له ينزل منها في هدوء تام، لتتوسع عيني لينا في دهشة مما يحدث، نزل حمزة هو الآخر لتراه يتجه ناحية والدها شبك ذراع في ذراعه والدها يتحركان نحو المنزل، مال حمزة علي إذن والدها يهمس له بكلمات لم تسمعها ولكنها رأت حمزة وهو يبتسم ابتسامة واسعة، في الحقيقة كان حمزة يهمس لجاسم بشر.</p><p></p><p>« ايوة كدة احبك وأنت مطيع، دلوقتي تطلع علي اوضتك وتبعد عن أوضة اخويا، ومالكش دعوة بلينا الليلة دي خالص، والا إنت عارف ».</p><p></p><p>بهت وجه جاسم يحرك رأسه إيجابا سريعا، لتقطب لينا جبينها متعجبة فيما يتحدث مع والدها وعلي ما هو موافق لتلك الدرجة، الجميع يتحرك للداخل الا هي لازالت تجلس في السيارة ترفض التحرك من مكانها دمائها تغلي تفور من الغيظ ها هو يثبت لها أنه قادر علي فرض هيمنته عليها دون جهد يذكر يحملها كأنها لعبة صغيرة رغما عنها يأتي بها، وكأنه لم يفعل شيئا لم يتزوج عليها قبل أيام، لم يقتل انوثتها بسكين خيانته المسموم اشتعلت أنفاسها غضبا، اجفلت من شرودها الغاضب علي حركة باب السيارة الآخر البعيد عنها ليطل هو برأسه ينحني بجسده قليلا يسألها مبتسما:.</p><p></p><p>- انتي حبيتي القعدة في العربية، مش هتنزلي</p><p>اشاحت بوجهها بعيدا عنه تصيح محتدة:</p><p>- لاء مش هنزل أنت مش جبتني هنا غصب عني مالكش دعوة بيا تاني، إن شاء **** ابات في العربية أنا حرة</p><p>تنهد يمسح وجهه اليوم كان حقا شاق جسده يصرخ من الألم عقله يطرق بعنف لايرغب فقط سوي في النوم بين أحضانها، دخل الي السيارة يجلس جوارها ملتصقا بها، يغمغم في خبث:</p><p>- وماله دا العربية دي حتي العربية واسعة وتسيع من الحبابيب الف...</p><p></p><p>التفتت له تنظر لابتسامته نظرات حاقدة غاضبة رفعت يدها تدفعه في صدره بعنف عله تصيح فيه:</p><p>- وأنت مش من الحبايب دول، واتفضل انزل مش عايزة اشوف وشك، هي عافية وخلاص.</p><p></p><p>حرك رأسه نفيا يبتسم في هدوء تاام هدوء لا يبشر بخير إطلاقا، تحرك يخرج من السيارة لتبتسم منتصرة تعقد ذراعيها أمام صدرها، انتصار لم يدم سوي لحظات صرخت بعنف من المفاجاءة حين وجدته فجاءة يفتح الباب المجاور لها مباشرة، نظرت له في صدمة حين رأته يخلع سترته يزيح اكمام قميصه للخلف مال بجسده يتمتم متوعدا:</p><p>- أنا عارف أنك هتتعبيني يا بنت جاسم.</p><p></p><p>حملها عنوة رغما عنها لتضربه في صدره بعنف تعض كتفه بأسنانه بغيظ شد علي أسنانه يتحرك بها للداخل يحاول الا يصرخ من الالم، ابعدت أسنانها عنه تصيح فيه:</p><p>- نزلني يا حيوان ياللي ما عندكش دم، يا بجح، بكررررهك، بقولك نزلني</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يكمل طريقه لأعلي، استوقفه حمزة قبل أن يصعد بها إلي اعلي وضع يده علي كتفه قطب جبينه يغمغم محتدا:</p><p>- ايه يا خالد اللي أنت عامله دا.</p><p></p><p>ابتسمت لينا تنظر لحمزة ممتنة، لتختفي ابتسامتها فجاءة حين سمعته يزفر حانقا يكمل منفعلا:</p><p>- يا ابني خلي ايدك تحت رقبتها عشان تعرف تحط كفك علي بوقها دي صدعتني يا عم كل دا صويت</p><p>ضحك خالد عاليا بينما تنظر لينا لهما في صدمة ممتزجة بغيظ لتحاول بيديها أن تصل لحمزة تحاول خدش وجهه باظافرها تصيح فيه هو الآخر:</p><p>- يا حيوانات أنت وأخوك يا رب تموتوا...</p><p></p><p>ضحك حمزة يلاعب للينا حاجبيه بعبث، أمسك كتف خالد يهمس لها بدراما حزينة مبالغ فيها:</p><p>- شرف العيلة بين ايديك يا ولدي..</p><p>ضحك خالد بخفة يجاري أخيه في الحوار نظر للينا في خبث يغمز لها بطرف عينيه ليعاود النظر لأخيه نفخ صدره يقول مزهوا بحاله:</p><p>- ما تجلجش يا أبوي، العيلة في يد أمنية.</p><p></p><p>اندفعت الضحكات من كل منهما بعد يوم صعب شاق احتاجت ارواحهم لتلك الضحكات لتكن مسكن يدفعهم قدما، أخذ خالد لينا متوجها لأعلي، في الممر المؤدي للغرف توجه الي غرفتهم ليجد لينا ابنته تنادي باسمه من خلفه، التفت لها يبتسم مرهقا لتزفر هي تردف في ضيق:</p><p>- بابا أنا كنت عاوزة اكلم حضرتك في موضع مهم</p><p>فتح فمه ليرد لتبادر لينا تتمتم ساخرة وهي تنظر لابنتها:</p><p>- بالنسبة لماما اللي متشعلقة بين السما والأرض دي مش شيفاها.</p><p></p><p>وضعت لينا يدها علي فمها تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها اكثر، بينما ضم خالد شفتيه يمنع ضحكاته بصعوبة حمحم بحدة يردف:</p><p>- طب اسبقيني علي مكتبي وأنا جاي وراكي</p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا التفتت تبتعد عنه تسرع في خطاها متوجهة الي مكتبه ليكمل خالد طريقه إلي غرفتهم دفع الباب بساقه ليدخل انزلها برفق علي ساقيها يحتزجها بين ذراعيه يمنعها من الابتعاد عنه، اقترب بوجهه يداعب أنفها بانفه يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- تعرفي أن ما دخلتش الأوضة دي من ساعة ما مشيتي ، ما قدرتش ادخلها وانتي مش فيها، لينا صدقيني انتي أكتر واحدة عارفة أنا بحبك قد ايه، جوازي منها كان</p><p>قاطعته حين دفعت بجسدها بعنف بعيدا عنه ليضطر أن يتركها ابتعدت عنه، تنظر له بحقد جسدها ترتجف بعنف تصرخ بقهر:.</p><p></p><p>- الكلام دا تضحك بيه علي لينا الهبلة، وهي صغيرة انما دلوقتي لاء، لينا اللي كانت بتعشقك مش بس بتحبك، بس خلاص كل شئ انتهي، حبك اتشال من قلبي لحظة ما شوفتك حاضنها، وعرفت أنها مراتك، أنا بكرهك يا خالد فاهم، بكرهك.</p><p></p><p>تنهد حزينا ينظر لها نادما بآسف وتلك الكلمة التي نطقتها اخيرا تنغرز في روحه بعنف تدمي قلبه تستنزف عقله، تثخن جسده بالطعنات الغائرة، تحرك يخرج من الغرفة يجذب الباب الغرفة خلفه، وقف خلف الباب المغلق يستند بجسده عليه يتنفس بعنف قبض يده يصدمها بالحائط جواره بعنف، تحرك ينزل لأسفل حيث ابنته...</p><p></p><p>علي صعيد آخر في مكان قريب منهم وضع حمزة رأس بدور علي صدره يستمع لها وهي تخبره بنبرة باكية وجسد يرتجف بعنف ما رأته صباحا بعد رحيله، مسح علي خصلات شعرها برفق يقبل قمة رأسها شردت عينيه في صورة أدهم وهو مسطح علي فراش المستشفي، انسابت دموعه في صمت ليهمس بصوت خفيض خاوي من الحياة:</p><p>- حقك عليا.</p><p></p><p>لا يعرف إلي من كان يقولها إليها هي، ام لابنته، أم لصغيره الملقي علي فراش المستشفي يصارع الموت، ابتعدت بدور عنه فجاءة قبل أن يحذف دموعه التي تمردت تتهاوي من مقلتيه، نظرت له متفاجئة من بكائه العنيف الصامت، للحظات طويلة لم تعرف ما تفعل وهو يغمض عينيه يشد عليهما بعنف لا يرغب في أن يراها وهي تري ضعفه دموعه، اضطربت حدقتي بدور تسارعت دقات قلبها، قلبها يحثها لأن تقدم علي تلك الخطوة، تمد يديها ناحيته وتعاود إبعادها سريعا حسمت قرارها فجاءة لتجذبه ناحيتها برفق تعانقه هي، تمسح علي رأسه كما كان يفعل هو قبل قليل، لحظات وسمعت صوت بكاءه يعلو وصوته يتمتم:.</p><p></p><p>- أدهم لو جراله حاجة هبقي أنا السبب، يا ريت الرصاصة كانت جت فيا، ااااااه يا بدور قلبي بيتحرق، ابني بين الحيا والموت، ممكن ما يقومش تاني، دا أنا اموت فيها من قهرتي عليه</p><p>- بعد الشر عليك</p><p>همست بها سريعا بلوعة صرخت في نبرتها، لا تجد ما تقوله لتواسيه به، فقط تمسح علي رأسه عله يهدئ قليلا، ابعدته عنها قليلا رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تمسح بكفيها برفق ما ينزل من دموعه، تهمس له بحنو:.</p><p></p><p>- ممكن اقولك حاجة، في آخر مرة رجعت فيها بيت أسامة طليقي، من أول ليلة فيه وأنا شوفت عذاب كتير اوي، تاني يوم لما راح الشغل كنت بنضف البيت قبل ما انزل انضف بيت أمه، بالصدفة بقلب في قنوات التلفزيون لقيت شيخ بيتكلم عن قيام الليل وعن أن الدعوة فيه مستجابة بإذن **** لو دعيتها من قلبك، لو الدعاء بتاعك ما كنش فيه شر، هيستجاب، حستها رسالة ليا، لما جه الليل وهو نزل يسهر مع أصحابه جريت جبت سجادة صلاة وصليت ركعتين وفضلت ادعي واعيط أن **** يخلصني منه، بعدها علي طول اتطلقت منه، قوم صلي وادعيله يا حمزة، لو كل الدكاترة قالوا حالته ميؤوس منه، **** قادر أن هو يشفيه.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة علي شفتيه كلامتها تدخل مباشرة إلي قلبه تبعث فيه الامل من جديد، ابتسمت تربت علي يده:</p><p>- أنا هقوم اشوف مايا وهسيبك تصلي.</p><p></p><p>تركته وغادرت لينظر مكان ما كانت جالسة يبتسم في شرود، كاد أن يتحرك حين دق هاتفه برقم منيرة جدة أدهم ابتلع لعابه لا يعرف ما يقول لها خاصة وهي سيدة مسنة لن تحتمل مثل ذلك الخبر أخذ نفسا قويا يهدئ به نفسه، فتح الخط يضع الهاتف علي اذنه ما كاد ينطق بحرف سمعها تبادر بلهفة أم خائفة:.</p><p></p><p>- السلام عليكم، ازيك يا بيه، ب**** عليك أدهم عندك صح خرج من الصبح بدري ولسه ما رجعش وموبايله مقفول، انا ناقص انزل ادور عليه في الشوارع</p><p>اغمض عينيه متألما يكور قبضته يضرب بها ساقه بعنف مرة تليها أخري هو حتي لا يعرف ما يقول لها هداه تفكيره فئ تلك اللحظة الي كذبة ربما تكون بيضاء رأفة بحالة تلك العجوز تنهد يهمس بصوت هادئ مزيف:.</p><p></p><p>- ايوة أدهم كان عندي، وأنا طلبت منه يسافر دبي عشان يخلص شغل مهم، موبايله للأسف اتسرق، وأنا هتواصل معاكي اطمنك عليك</p><p>سمع صوتها يأتيه من الجانب الآخر يبدو أنها لم تقتنع بكلامه تمام الاقتناع:</p><p>- سافر ازاي فجاءة وازاي يسافر من غير ما يقولي، وبعدين سافر ازاي كمان وهدومه وورقه كله هنا</p><p>يبدو أنه استهان بذكاء تلك العجوز كثيرا، عاد يغمغم بنفس النبرة الهادئة الواثقة حتي لا تشك في أمره:.</p><p></p><p>- واضح أنك ناسية أن أنا اللي مربي أدهم، انا أبوه حتي لو مش بالدم، ورقه وهدومه كلهم عندي زي ما عندك، وأنا لو طلبت منه يسافر حتي لو الفجر ما يقدرش يقولي لاء</p><p>صمتت منيرة للحظات طويلة قبل أن تلين نبرتها تغمغم قلقة:</p><p>- الحمد *** أنه بخير، أنا كنت هموت من القلق عليه، ابقي طمني عليه يا بيه وسلملي عليه كتير وقوله يتغطي كويس وهو نايم عشان دايما بينطر الغطا.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة شاحبة حزينة علي شفتي حمزة ليسمعها تكمل متلهفة:</p><p>- ممكن استسحمك في حاجة يا بيه</p><p>قطب جبينه متعجبا يردف سريعا بلا تردد:</p><p>- آه طبعا</p><p>سمعت نبرتها الراجية المتوسلة:</p><p>- سامح أدهم أنا عارفة أنك زعلان منه عشان غلطة عملها، بس هو و**** بيحبك أوي، ووافق علي جوازه من بنتك، أدهم إبن حلال وهيصونها ويشيلها فوق رأسه وجوا عينيه</p><p>وقف من مكانه يتوجه ناحية المرحاض يريد أن يتوضأمن يحادثه في طريقه:.</p><p></p><p>- حاضر يا حجة ادعيله هو بس يرجع بالسلامة</p><p>أغلق معها الخط يمسك الهاتف في يده تحركت يده تلقائيا تفتح الصور الخاصة به، ثبتت عينيه علي أحدي الصور له هو وادهم ومايا في أحدي النزهات، ادمعت عينيه ينظر لابتسامة ولده الواسعة، يتحسس صورته بأصابعه يتمتم في نفسه راجيا:</p><p>- يااااارب.</p><p></p><p>علي صعيد آخر في غرفة مكتب وقفت لينا أمام والدها تصيح محتدة:</p><p>- أنا عايزة اعرف حضرتك بتعامل معاذ كدة ليه، أنت تقريبا طردته بعد كل اللي عمله عشاني النهاردة</p><p>ابتسم خالد ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما:</p><p>- وعايزاني اعامل جنابه ازاي افرشله الأرض ورد ولا ارمي علي رأسه ياسمين، انقذك وقولناه شكرا مش فيلم هو.</p><p></p><p>اشتعلت أنفاسها غضبا كم تكره تسفيه والدها من اي شئ يفعله معاذ حتي لو كان ضخما جللا، شدت علي كفيها يدوي في رأسها كلمات زيدان واعترافه بحبه لتلك الشقراء. لتصرخ بقهر:.</p><p></p><p>- ريح نفسك هو خلاص خرج من حياتي وشاف حياته، أنا كمان من حقي اشوف حياتي، أنت عايزني أبكي علي اطلاله عشان يرجعلي هو اللي باعني، وأنت اللي قايلي بنفسك اللي باعك بعييه، ومعاذ اشتري حبي وثقتي ومش هبعد عنه، عاجلا او اجلا أنا ومعاذ هتجوز، فارجوك حاول تتقبله، وتشوف حد تاني غير زيدان اللي بتحبه اكتر من بنتك حتي، عن إذن حضرتك.</p><p></p><p>قالتها لتندفع الي خارج الغرفة تهرول الي غرفتها، ليفك ذراعيه يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف يزفر أنفاسه حانقا يشد علي خصلات شعره، ابنته العنيدة وذوقها المتدني، ذلك الشاب المريب، ما جمع عنه من معلومات لا يشوبها شائبة تقلقه أكثر، ملف الفتي نظيف أكثر من اللازم، شتم زيدان في سره لو لم يحضر تلك الفتاة معه لكانت فرصة عودتهم الآن أكبر، تحرك يصعد لغرفته حيث زوجته الغاضبة، فتح الباب برفق دخل يغلق الباب خلفه، التفت حين سمع باب المرحاض ينتفتح خرجت هي تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة، تدندن لحن قديم، رفعت وجهها ناحيته ترميه بنظرات حادة رمت المنشفة من يدها بعنف تصيح في غيظ:.</p><p></p><p>- أنت ايه اللي دخلك هنا</p><p>رفع يده يمسد جبينه براحة يده انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة يتمتم ساخرة:</p><p>- انتي زورك ما وجعكيش من الصريخ بقالك 3 ساعات بتصوتي، كفاية نفوخي ضرب من صوتك أنتي وبنتك</p><p>ضحكت ساخرة تحرك يديها بدراما مبالغ فيها تتمتم متهكمة:</p><p>- احنا آسفين لجلالتك يا خالد باشا، ازاي طبعا نرفع صوتنا في حضور فخامتك.</p><p></p><p>زفر حانقا ما بال نساء البيت تلك الأيام، ضيق عينيه قليلا يفكر في نفسه غاضبا لأنه دللهم، عليه أن يعقد الخناق من جديد، زفر بصوت عالي يصيح محتدا:</p><p>- لينا وبعدين</p><p>اقتربت منه بخطي سريعة وقفت امامه تنظر في عينيه مباشرة تصيح بشراسة:</p><p>- عايز تعرف وبعدين، وبعدين أنا مش هفضل علي ذمتك دقيقة كمان، وبعدين أنا ما بقتش طيقاك، وبعدين طلقني وخلي عندك دم، وبعدين أنت اكتر راجل بجح في الدنيا.</p><p></p><p>مسح وجهه بكف يده عدة مرات يستعيذ من الشيطان الرجيم قبل أن يصفعها علي فمها الذي لا يتوقف عن رميه بطلقات حادة عنيفة، قبض علي رسغ يدها الأيسر ابتسم ابتسامة سوداء شد علس أسنانه بعنف يتمتم علي مضض:</p><p>- لينا، أنا لحد ماسك أعصابي وبقول مصدومة، فكفاية كدة عشان أنا مش عايز ااذيكي، خلي الليلة دي تعدي علي خير.</p><p></p><p>شدت رسغها من يده بعنف عادت للخلف عدة خطوات تنظر له لا تحيد بعينيها عنه تتنفس بعنف قلبها يغلي علي مرجل نار متقدة لا تنطفئ:</p><p>- أنت فاكر أن أنا خايفة من تهديدك، حلو اوي ضحكتني أنا مش عايز ااذيكي أنت ما بتعملش حاجة في حياتك غير أنك بتأذيني، كل ما بتقفل جرح ترجع تفتح واحد اسوء منه ألف مرة</p><p>لم يشعر بنفسه سوي وهو يصيح بجنون تحرك في الغرفة حركات مضطربة سريعة يصرخ غاضبا:.</p><p></p><p>- كفاية بقي حررررام عليكي أنا هلاقيها منين ولا منين، اموت نفسي عشان ترتاحوا كلكوا، أنا تعبت و**** العظيم تعبت.</p><p></p><p>قالها ليتركها ويندفع ناحية المرحاض يصفع الباب خلفه بقوة جعلت جسدها ينتفض وقفت جوار الفراش تغمض عينيها تعتصر قبضتها هو الجاني لمل يتصرف بأنه المجني عليه، لما دائما يقلب الحقائق ضدها، لحظات وسمعت الباب ينتفح فتحت عينيها تختلس النظر له لتجد ملابسه مبتلة تغرق في المياة، قطبت جبينها مدهوشة هل استحم بملابسه، دخل الي غرفة ملابسهم، غاب للحظات ليخرج من الغرفة يمسك منشفة صغيرة في يده يجفف خصلات شعره، مر من جوارها ليقبض علي رسغ يدها يجذبها خلفه رغما عنها نظرت له في غيظ حين دفعها برفق لتجلس على احد المقاعد في الغرفة وهو مقابل لها، استند بمرفقيه علي فخذيه يسألها تعبا:.</p><p></p><p>- هنفضل علي الحال دا لحد امتي</p><p>ابتسمت ساخرة تشيح بوجهها بعيدا عنه تتمتم بنبرة قاطعة:</p><p>- لحد ما تطلقني</p><p>مد يده يمسك فكها برفق تام يدير وجهها ناحيته حرك رأسه نفيا يتمتم مبتسما في سخرية:</p><p>- للأسف مش هطلقك، شوفيلك حل تاني</p><p>مدت يدها تدفع يده بعنف تنظر له بشراسة فتحت فمها قبل أن تنطق بحرف وضع كفه علي فمها يمنعها من الحديث نظر لمقلتيها يبتسم مجهدا، تنهد يردف باشتياق:.</p><p></p><p>- ما تحاوليش تعيشي في شخصية مش بتاعتك يا لينا، الموضوع بيأفور منك، لينا انتي عارفة وواثقة اني عمري ما اخونك، وعارفة كمان إني بعشقك بجنون، أنا عارف اني غلطت لما اتجوزتها بس ما كنش في قدامي حل تاني، و**** يا لينا ما لمستها، ما قدرش اصلا ألمس واحدة غيرك، أنا كنت ناوي اطلقها اول ما تعمل عملية قلبها سواء سامحتني او لاء، ابقي علي الأقل كفرت عن جزء من ذنبي في حقها، سامحيني يا لينا، قلبك عمره ما قسي يا لينا.</p><p></p><p>ازاح يده من علي فمها ببطئ لتظل هي صامتة للحظات طويلة، ارتسمت ابتسامة أمل علي شفتيه ينظر لها يرجوها بعينيه أن تغفر خطأه، حركت مقلتيها لتصطدم بعينيه ابتسمت تقول متهكمة:</p><p>- خلصت، طلقني.</p><p></p><p>زفر حانقا لتختفي ابتسامته، يشد علي أسنانه بعنف لينا لا تسمتع له لا فائدة من الحديث معها، تركته وقامت متجهة ناحية الفراش تسطحت عليه، بعيدا عند الجانب الآخر، قام هو الآخر يكفي ما حدث، تسطح جوارها، كان يظنها ستصرخ تغضب كحالها في الآونة الأخيرة ليتفاجئ من صمتها الغريب، اراد مشاكستها فتمتم ساخرا:</p><p>- ما صوتيش ليه، البعبع جه ينام جنبك.</p><p></p><p>ظلت صامتة للحظات، قبل ان تلتفت له بالكامل ووجهها صار مقابل وجهه ابتسمت ابتسامة باهتة تتمتم متهكمة:</p><p>- يعني أنا لو صرخت أنت هتقوم أنت بتعمل اللي عاي مزاجك دايما، حتي لو غصب عني، جبتني من بيت بابا لهنا غصب عني، قعدتني معاك في اوضة واحدة غصب عني، مش هستغرب دلوقتي يعني.</p><p></p><p>تبطأت أنفاسه لحد كبير الغضب بات يؤلمه، وهو غاضب أغلب الوقت، قام سريعا من الفراش يغرق رأسه تحت صنبور المياة علها تطفئ غضبه، عاد الي الفراش من جديد المياة تقطر من رأسه بغزارة، وضع رأسه علي الوسادة جوارها يوليها ظهره ليسمعها تتمتم ساخرة:</p><p>- كدة هتتعب علي فكرة</p><p>- يا ريت يمكن ترتاحي وتحسي أنك خدتي حقك مني ساعتها...</p><p></p><p>تمتم بها بنبرة ساخرة خاوية من الحياة، لتتنهد هي حانقة القت برأسها علي الفراش تنظر للسقف شاردة، هو المخطئ والآن هو الغاضب، تنهدت قلقة عضت علي شفتيها تنظر ناحيته بطرف عينيها لتجد الوسادة غارقة في المياة، زفرت حانقة من نفسها، لتهب سريعا التقطت منشفة صغيرة التفتت تقف أمامه تمد يديها بالمنشفة له اشاحت بوجهها تتمتم بتعالي وكأن الأمر حقا لا يعينها:</p><p>- نشف شعرك هتتعب.</p><p></p><p>لم يمد يده حتي ليأخذها لتزفر حانقة جلست عند الجزء الفارغ جواره تجفف له شعره كأنه *** صغير، ابعدت الوسادة من تحت رأسه تلقيها بعيدا، حين انتهت رأته ينظر لها، رأت في عينيه نظرة شاردة مضطربة زفرت تسأله علي مضض:</p><p>- مالك</p><p>حرك رأسه نفيا يثبت عينيه علي نقطة في الفراغ يتمتم شاردا:</p><p>- تفتكري مين اللي عايز يأذينا</p><p>رفعت كتفيها لأعلي كأنها تخبره بأنها لا تعلم، ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه يتمتم:.</p><p></p><p>- لو بس اعرف هو مين، عايز يأذيني، يجي يأذيني أنا، مالوش دعوة ، أنا عايش في رعب ليأذي حد فيكوا</p><p>لانت نظراتها قليلا فقط تنظر له مشفقة حزينة علي حاله مما يقول، تنهد يكمل مبتسما:</p><p>- أنا مستعد و**** اروح اسلم نفسي ليه</p><p>توسعت عينيها في فزع تنظر له مذعورة لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم فزعة:</p><p>- كدة ممكن يموتك</p><p>انتصف جالسا يمسك بكف يدها اطال النظر لمقلتيها يتمتم مبتسما برضا:.</p><p></p><p>- لو موتي هيمنع عنكوا الاذي، فأنا هبقي اكتر من سعيد أن ما حدش فيكوا هيتأذي</p><p>شهقت بذعر مما يقول لتحرك رأسها نفيا بعنف قبضت بكفيها علي تلابيب ملابسه انهمرت دموعها تصيح بحرقة:</p><p>- اسمعني كويس، أنا صحيح مش طيقاك ومش عايزة احبك تاني، بس ما تجبش سيرة الموت تاني ابداا، أنت هتفضل عايش وكويس وهتلاقي اللي عمل كدة وتقتله، حتي لو بعدنا عن بعض أنت فاهم.</p><p></p><p>لم يعطيها فرصة النطق بحرف آخر جذبها لأحضانه يعانقها بشدة يزرعها بين دمه ولحمه حتي لا تهرب من جديد، حاولت دفعه بعيدا عنها تتمتم حانقة:</p><p>- خلاص إنت استحلتها أبعد عايزة أنام.</p><p></p><p>لم يبتعد فقط ابتسم واغمض عينيه ليغط في نوم عميق لم يعرفه منذ أن رحلت، قطبت جبينها متعجبة حين شعرت بحركة أنفاسه المنتظمة، حاولت الابتعاد عنه لتشعر بيده تشدد على احتضانه خائف أن تهرب وهو نائم، زفرت أنفاسها حانقة تحاول إبعاده من جديد لتسمعه يهذي وهو نائم:</p><p>- ما حدش هيأذيكوا، ما حدش ابدا</p><p>انقبض قلبها ألما علي حاله، رفعت يدها تمسح علي رأسه برفق.</p><p></p><p>- يا غبي</p><p>صوت حاد تلاه صوت صفعة قوية دوي من ذلك البيت الضخم البعيد...</p><p>- أنا عملت ايه غلط</p><p>- أنا قولتلك ابعت رسالة لحد بتتصرف من دماغك ليه</p><p>- أنا قولت لما يتقبض علي أخوه اكيد هيتشتت اكتر</p><p>- وما فكرتش أنهم بالرقم اللي بعت منه هيعرفوا يوصلولنا</p><p>- دا لو الرقم متسجل دا خط مضروب من اللي بيتباع في الشارع، بعت منه الرسالة وكسرته.</p><p></p><p>- أول وأخر مرة تتصرف من دماغك انت فاهم وتنفذ علي طول الخطوة الجاية مش لازم نستني اكتر من كدة..</p><p>- حاضر.</p><p></p><p>ها هو الصباح يشرق بخيوطه الأولي يبدد ظلام الخوف والقلق والوحدة، علي الرغم من جسدها الشبه محطم بعد ما حدث لها، الا أنها استيقظت باكرا علي غير العادة، نفضت عنها الغطاء توجهت الي المرحاض تغتسل فتحت نافذة غرفتها علي مصرعيها اغمضت عينيها تسمح لهواء الصباح العليل بأن يدخل رئيتها ليتسلل لعقلها صوته وهو يقول:</p><p>- صاحية بدري يعني مش من عواديك.</p><p></p><p>توسعت عينيها فزعا التفتت حولها سريعا تبحث عنه لا أحد فقط هي وصوته الذي يقتحم رأسها كل حين وآخر، تنهدت متعبة، تحركت بقدميها تود دخول الشرفة لتقف حركتها لو دخلت ستقع عينيها علي شرفة غرفته المجاورة لغرفتها وسيعود سيل من الذكريات المؤلمة لاقتحام عقلها من جديد، تحركت للخلف بحذر تنظر للشرفة بارتباك كأنها شبح مخيف، تحركت لخارج الغرفة بأكملها حيث غرفة جاسر كانت تظنه نائما فتحت الباب بخفة حتي لا تزعجه لتقطب جبينها متعجبة حين رأته يقف أمام شرفة غرفته حمحمت بخفة ليلتفت لها يبتسم ابتسامة شاحبة يتمتم:.</p><p></p><p>- ادخلي يا لينا</p><p>دخلت الي الغرفة توصد الباب خلفها اقتربت منه لتسعل بعنف من دخان السجائر الكثيف الذي يلتف حوله، سعلت عدة مرات تحاول إلتقاط أنفاسها، اخذت السيجار من يده تطفئها بعنف نظرت له حانقة تتمتم محتدة:</p><p>- من امتي وأنت بتشرب سجاير يا جاسر</p><p>ضحك ضحكة ساخرة طويلة حرك رأسه يتمتم شاردا:</p><p>- مش فاكر، أنا اصلا ما بحبهاش بشربها بس لما ببقي مخنوق عشان اتخنق زيادة.</p><p></p><p>نظرت له حزينة مشفقة وقفت جواره مباشرة ربتت علي ذراعه السليم برفق تتمتم:</p><p>- جاسر أنا واثقة أن سهيلة ما سقطتش اللي في بطنها</p><p>توسعت عينيه في دهشة مما تقول التفت لها برأسه سريعا ينظر لها راجيا أن ما تقول صحيحا لتحرك رأسها إيجابا تؤكد كل حرف تقول:.</p><p></p><p>- سهيلة بتحبك اوي يا جاسر من واحنا في ثانوي، مستحيل تسقط ابنك حتي لو مجروحة منك، بلس أن سهيلة بتعشق الأطفال دي لو شافت *** بيعيط في الشارع هتعيط معاه، مستحيل ابدا تقتل أبنها، أنا عارفة أنا بقولك إيه كويس، سهيلة ما سقطتش الجنين وبكرة تقول لينا قالت</p><p>رقص قلبه فرحا من كلماتها التي بثت له الامل من جديد، سعادة لم تدم سوي لحظات وتبددت حين بدت الحقيقة المرة تهدل كتفيه حين عاد يهمس في ألم:.</p><p></p><p>- انتي كدة قلقت اكتر راحت فين وهي حامل، أنا خايف ليحصلها حاجة او حد يأذيها، أنا هتجنن من التفكير</p><p>عقدت جبينها تفكر للحظات قبل أن تتوسع عينيها تتمتم سريعا بلهفة:</p><p>- الرقم، الرقم اللي سهيلة اتصلت منه لسه عندي علي الموبايل، اكيد بابا يقدر يوصل لمكانه</p><p>ابتسم جاسر في سعادة يعانقها بقوة ابعدها عنه يتمتم فرحا:.</p><p></p><p>- انتي أحسن اخت في الدنيا ابتسمت لأنها اسعدته سرعان ما اختفت ابتسامتها حين تذكرت أن هاتفها انكسر حين دفعها المجرم أرضا، شدت علي أسنانها لن تخبره لن تبدد فرحته، يمكنها إصلاح الهاتف عند اي مركز صيانة، وتنحل المشكلة، اجفلت من شرودها علي صوته يغمغم متلهفا:</p><p>- أنا لازم أسافر دلوقتي لأني سايب الحية في البيت، أول ما عمي يعرف المكان ارجوكي قوليلي</p><p>ابتسمت تطمئنه تحرك رأسها إيجابا...</p><p></p><p>- تاتا خطي العتبة، تاتا واحدة واحدة</p><p>تمتمت بها سارين وهي تضحك في مرح لينظر عثمان لها مغتاظا يتمتم حانقا كطفل صغير:</p><p>- ايه تاتا دي يا ست سارين، انتي بتكلمي عيل صغير</p><p>ضحكت سارين بخفة تقرص خد عثمان تتمتم ضاحكة:</p><p>- انت حبيب قلب ماما يا عثعث يا صغنن.</p><p></p><p>احتقن وجهه غضبا لتنفجر هي ضاحكة، المشهد الآن كالتالي عثمان يقف جوار مقعده المتحرك يستند علي عكاز طبي في يده اليسري واليمني تلتف حول رقبة سارين يتحرك خطوات ثقيلة للغاية يجر قدميه جرا، يلهث بعنف يتعرق بغزارة، فقط بضعت خطوات قليلة ووقف يتمتم لهاثا:</p><p>- كفاية يا سارين مش قادر حاسس اني بجر جبل، كفاية</p><p>حركت رأسها إيجابا سريعا نظرت حولها سريعا تبحث عن المقعد لتجده هناك بعيدا، ابعدت ذراعه عنها تتمتم سريعا:.</p><p></p><p>- ثانية واحدة</p><p>هرولت تشد مقعده بلهفة تحركت ناحيته تساعده علي الجلوس علي مقعده جذبت مقعد تجلس امامه تتمتم مفتخرة به:</p><p>- أنا حقيقي فخورة بيك، بدأت تتحرك اهو يا عثمان</p><p>رفع وجهه ينظر لها بيأس اطفي حدقتيه ليتمتم:</p><p>- تفتكري في أمل</p><p>هزت رأسها إيجابا سريعا تنظر لعينيه امسكت بكفيه تشد عليهما تتمتم سريعا:</p><p>- طبعا، كنا فين وبقينا فين، عثمان أنت بدأت تتحرك تاني، الباقي كله مسألة وقت وهيرجع الصياد الساحة، ثق في كلامي.</p><p></p><p>ابتسم لها ممتنا لا يعرف حقا كيف يمكن أن يشكرها علي كل ما فعلت لاجله فتح ذراعيه علي اتساعهما لترتمي بين أحضانه تعانقه بقوة ويختبئ هو بين أحضانها، ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يتمتم مبتسما:</p><p>- نتيجتك هتطلع النهاردة خليني اقولك، إن مهما كان مجموعك، هتدخلي الكلية اللي نفسك فيها، حتي لو ما جبتيش مجموعها...</p><p>بس أنا واثق أنك هتجيبي مجموع كبير.</p><p></p><p>ابتسمت فرحة تعانقه من جديد ليشدد علي عناقها قلبه يطرق بعنف باسمها هي فقط.</p><p></p><p>علي صعيد آخر بعيدا جدااا عن سابقه فرق التوقيت بينهما ساعة واحدة، هي الآن العاشرة في مصر والتاسعة في لندن، وقف حسام ومعه زيدان أمام غرفة العمليات اليوم الموعد المحدد لاجراء عملية والدته، يدعو كل منهما أن يمر الأمر علي خير وتنجح العملية، هرول الطبيب ناحية المختص بحالة والدته ما أن رآه قادما من بعيد يسأله متلهفا:</p><p>- ستكون بخير أليس كذلك</p><p>ابتسم الطبيب يحاول أن يطمئنه ربت علي كتفه يقول مبتسما:.</p><p></p><p>- سنبذل قصاري جهدنا لا تقلق...</p><p>تحرك الطبيب ناحية غرفة العمليات ليتهاوي حسام علي المقعد يخفي وجهه بين كفيه يدعو بلا توقف، جلس زيدان جوار ربت على ساقه يشد من ازره:</p><p>- هتبقي بخير يا حسام اطمن بإذن **** هتنجح العملية</p><p>حرك حسام رأسه إيجابا يحاول الأبتسام، مرت نصف ساعة تقريبا، قبل أن تعلو أصوات صيحات قادمة من الناحية الاخري وصوت رجل يصيح قلقا مذعورا:</p><p>- ارجوكم انقذوا زوجتي أنها تلد، تنزف الدماء بغزارة.</p><p></p><p>وصوت الممرضة تحاول تهدئة الرجل:</p><p>- اهدي، اهدي سننقل زوجتك لغرفة العمليات حالا</p><p>رفع حسام وجهه بعد أن التقطت أذنيه الصوت قاومت رغبته الطبية في أن يعرف حالة السيدة فالنزيف ليس بالشئ الجيد إطلاقا، تنهد حائرا نظر لغرفة العمليات للحظات، ليتحرك يتجه الي مصدر الصوت، سمع صوت صياح الطبيبة يبدو أن هناك شيئا خاطئ يحدث:</p><p>- بسرعة حضروا غرفة العمليات الجنين سيختنق</p><p>تقدم ناحيتهم يتمتم في هدوء:.</p><p></p><p>- يمكنني المساعدة أنا طبيب...</p><p></p><p>نظرت له الطبيبة في ريبة ليخرج جواز السفر الخاص به، يريه إياها، تنهدت الطبيبة قلقة تحرك رأسها إيجابا، دخل حسام إلي غرفة التعقيم، وسريعا الي غرفة العمليات، حرفيا كان كمن يركض في سباق لأجل أن ينقذ حياة كل من آلام والطفل مع كثرة النزيف وانقطاع الحبل السري عن الجنين الوضع كان اسوء مما يكون ولكنه في النهاية نجح حمل **** صغيرة علي يده تصرخ للحياة أنها جاءت، نظرت لوالدتها يبتسم يتمتم:</p><p>- أنها فتاة.</p><p></p><p>ابتسمت المريضة مرهقة تحرك رأسها بإيماءة بسيطة ضعيفة، اخذت منه الممرضات الفتاة، خرج هو من غرفة العمليات ليجد الزوج يهرول إليه يسأله متلهفا:</p><p>- ارجوك زوجتي وابنتي. بخير أليس كذلك</p><p>حرك حسام رأسه إيجابا يبتسم في هدوء يتمتم:</p><p>- مبارك لك رزقت بفتاة جميلة...</p><p>تحرك ليغادر ليجد الرجل يهرول خلفه سريعا يستوقفه:</p><p>- انتظر انتظر إنت من انقذت حياة ابنتي وزوجتي، تيمنا بما فعلت أنت من ستختار اسم الفتاة.</p><p></p><p>غزت ابتسامة صغيرة شفتي حسام وطيف سارة يتجسد امام عينيه ليتمتم شاردا:</p><p>- سارة</p><p>اعجب الرجل بالاسم كثيرا وتركه يهرول الي زوجته، اسرع حسام الخطي الي غرفة العمليات لا يرغب سوي في الاطمئنان علي والدته ليجد زيدان يهرول إليه يعانقه بعنف يصيح فرحا:</p><p>- مبروك يا صاحبي العملية نجحت.</p><p></p><p>الفصل الرابع والثمانون</p><p></p><p>- مبروك يا صاحبي العملية نجحت.</p><p></p><p>ابتسامة واسعة سعيدة شقت شفتي حسام تدافعت دقات قلبه كأنها دفوف تزف إليه الفرح، انسابت دموعه تسقي روحه فرحا، ترك صديقه ليكمل طريقه راكضا الي حيث غرفة الجراحة وجد الطبيب يقف هناك جواره أحدي الممرضات، ابتسم له الطبيب ما أن رآه يحرك رأسه بالإيجاب بأن والدته بخير والعملية تمت علي خير ما يرام، هرول حسام ناحية الطبيب يعانقه بقوة كأنه ابيه انسابت دموعه يتمتم بصوت لاهث ممتن:.</p><p></p><p>- أشكرك، حقا أشكرك، لا أعرف كيف يمكنني شكرك</p><p>ضحك الطبيب العجوز بخفة يبعد حسام عنه ربت بكفهه علي وجهه يقول مبتسما:.</p><p></p><p>- أتعلم تذكرني برجل رأيته منذ سنوات طوال، كنت في بداية حياتي المهنية، وكنت اعمل كطبيب للنساء، جاء بزوجته المسكينة كانت حالتها متدهورة، اضطررنا لإزالة الرحم لتحيا، كنت أراه دائما يقف أمام غرفتها يبكي، يقول لي دائما، انقذها لا اريد ***** هي طفلتي ولا ارغب في سواها، مازلت أتذكر لمعة عينيه حين تحسنت وباتت علي ما يرام عانقني بقوة وظل يصرخ أن زوجته باتت بخير، ولكني أصبت بالاكتئاب بعدها، وعزمت علي تغيير تخصصي، حين أتذكر ذلك الرجل ادعو ****، إن يحفظ عشقه لزوجته.</p><p></p><p>ابتسم حسام ينظر للطبيب يبتسم في سعادة، ليربت الاخير علي كتفه يتمتم برفق:</p><p>- العملية نجحت ولكن يجب أن تبقي والدتك تحت الملاحظة حتي نطمأن عليها خوفا من حدوث مضاعفات، لا تقلق ستصبح علي ما يرام، والدتك تم نقلها الي غرفة (980).</p><p></p><p>قالها ليترك حسام ويغادر متوجها الي عمله وقف حسام في مكانه للحظات يبتسم تتسارع أنفاسه في سعادة تحي قلبه، تحرك يبحث بين أرقام الغرف سريعا الي أن وصل لغرفة والدته وقف خارجا ينظر لها يبسط كفيه علي سطح الزجاج ادمعت عينيه كطفل صغير يتمتم مع نفسه:</p><p>- هتبقي كويسة يا ماما، خلاص العملية نجحت كلها كام يوم وهتبقي أحسن من الأول، أنا عارف أنك خبيتي عليا عشان ما تزعلنيش، بس لو كنتي.</p><p></p><p>قطم شفتيه لم يستطع أن يذكر كلمة موت واسمها في جملة واحدة حرك رأسه نفيا بعنف يتمتم:</p><p>- بعد الشر عليكي، أنا مش هستحمل يجرالك حاجة، دا انتي دنيتي كلها، ياااارب.</p><p></p><p>نظر لوالدته نظرة أخيرة يودعها مؤقتا، التفت برأسه يقطب جبينه متعجبا أين زيدان كان معه قبل قليل، مسح دموعه بكفه يخرج هاتفه حاول الاتصال به ليجد هاتفه مشغول، تحرك يبحث عنه يسأل الممرضات أن كانوا رأوه لتخبره أحدي الممرضات أنه توجه لحديقة المستشفي شكرها ليتحرك يبحث عن صديقه.</p><p></p><p>في الحديقة تحرك زيدان يجلس علي مقعد جوار شجرة كبيرة يحتمي بظلها، يستنشق الهواء بعنف يحاول أن يرخي أعصابه المتوترة علي اوتار مشدودة بعنف، الأيام الماضية كان القلق يقتله خوفا علي صديقه، والآن انتهي كل شئ، ابتسم يستند برأسه لظهر المقعد يبتسم في ألم يغمض عينيه، مر طيفها أمامه ليتنهد بحرقة، لما لا تترك رأسه، لعنة عشق شربها كأسا لتقيده عمرا...</p><p></p><p>شعر بحركة جواره وقبل أن يفتح عينيه سمع صوت صديقه يتمتم متعجبا:</p><p>- ايه يا ابني اللي جابك هنا، قلقتني عليك لما اختفيت فجاءة، مالك يا زيدان، أنت كويس</p><p>تنهد الاخير بحرقة يخرج أنفاسه المشتعلة ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تحرك يستند برأسه علي كتف حسام فتح عينيه قليلا يتمتم ساخرا:.</p><p></p><p>- وأنا من امتي كنت كويس، من ساعة ما وقعت في عشق اختك، وأنا ما بقتش كويس، مش عايزة تخرج من دماغي بشوفها في كل حتة، حتي وأنا نايم بشوفها في كل أحلامي</p><p>أراد حسام أن يخفف عن صديقه ولو قليلا، فأبعده عنه بعنف يقبض علي تلابيب ملابسه بعنف قطب ما بين حاجيه يتمتم محتدا:</p><p>- يا ليلة اللي خلفوك مش فايته، بتحلم بأختي ازاي يعني، بتحلم بيها ازااااااي، العااااار ولا التاااار.</p><p></p><p>ضحك زيدان رغما عنها يحرك رأسه نفيا ينظر لصديقه يآسا، حمحم بخجل مصطنع يجاري صديقه يتمتم في حرج:</p><p>- ما اقدرش اقولك اصلها احلام للكبار فقط</p><p>توسعت حدقتي حسام في حدة قاتمة افلت صديقه ينظر حوله ليجد حجر متوسط الحجم جوار أحدي الاشجار مال سريعا ينظر لزيدان متوعدا في شر:</p><p>- دا أنا هفتح دماغك عشان ما تحلمش بيها تاني.</p><p></p><p>اندفع حسام ناحية صديقه، ليدفعه زيدان بعيدا عنه، يركض في ارجاء الحديقة وحسام خلفه كأنهم ***** وحسام يصيح فيه:</p><p>- ولااا و**** لاضربك، وأنت اللي كنت فاكرك صاحبي طلعت تعرفني عشان خاطر اختي...</p><p>صاح زيدان من بين ضحكاته العالية وهو يركض بعيدا:</p><p>- يا ابني اهمد **** يخربيتك، الناس تقول علينا مجانين، هتفتح دماغي هقول لسارة بنت خالي عمر أنك كنت بتعاكس بنت طنط منال اللي في الرابع.</p><p></p><p>وقف حسام للحظات ينظر للحجر في يده بينما زيدان يقف علي مقربة ينحني للامام قليلا يلهث بعنف، ليصيح من الألم حين اصطدم الحجر فئ ساقه بعنف طفيف مسد ساقه بكف يده ينظر لحسام مغتاظا ليبتسم الأخير في فخر، ارتمي كل منهما جوار الآخر علي أحد مقاعد الإستراحة يلهثان وبقايا ضحكات خافتة تخرج من بين شفتي كل منهم، نظر حسام لصديقه للحظات قبل أن تتغير نبرته إلي الجدية حين اردف:.</p><p></p><p>- طالما لسه بتحبها اوي كدة حاول تاني يا زيدان، ما تسيبهاش تضيع من إيدك، ما تخليهاش تتجوز اللي اسمه معاذ دا</p><p>ارتسمت ابتسامة ألم مريرة علي شفتي زيدان، يحرك رأسه بالنفي، زفر أنفاسه الحارقة تشرد عينيه في الفراغ ليتمتم بنبرة عذاب تتألم:.</p><p></p><p>- أختك ما حبتنيش يا حسام، هي ممكن تكون اتعودت علي وجودي، شالت لي جميل اني رجعتها تعيش حياتها تاني، بس ما حبتنيش، ما قدرتش تشوف الحب اللي في قلبي ناحيتها، فكرك أنا مش بتعذب كل لحظة وأنا بفكر انها بتشوفه بتكلمه، بتضحكله، نار بتكوي قلبي، بس واضح انها بتحبه هو، وأنا اللي كنت عايش في وهم كبير، أنا اللي عارف إن اللي حصلها مني مش سهل تنساه بس</p><p>ادمعت عينيه ليحرك كفيه بانفعال يكمل بحرقة:.</p><p></p><p>- بس أنا يا اما قولتلها شوفي ايه يرضيكي وأنا اعمله، أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني، حاولت وحاولت وحاولت، بس هي رفضت ما لانش قلبها ولو دقيقة واحدة، اعمل إيه تاني يا حسام، أنا تعبت حبي لأختك استنزفني، وياريتني عارف اخلص منه</p><p>مسح وجهه بكف يده مرة تليها أخري وأخري وأخري رفع وجهه ينظر لحسام يبتسم في ألم يحاول تغير دفة الحوار:.</p><p></p><p>- ماما وحشتني أوي، نفسي اروح احط رأسي علي رجليها زي ما كنت بعمل وأنا عيل صغير وتفضل تلعب في شعري لحد ما أنام، كان بيبقي اعمق نوم أنا بنامه في حياتي</p><p>قطب حسام جبينه متعجبا ظنا منه أن زيدان يشتاق لوالدته الحقيقة، قرأ زيدان في عيني صديقه تعجبه مما قال لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يتمتم:</p><p>- لاء أنت فهمت غلط، مرات خالي هي اللي وحشتني، مش حد تاني.</p><p></p><p>ابتلع حسام لعابه مرتكبا، يريد أن يسأله سؤالا ولكن بداخله شعور قوي يمنعه من أن يفعل ذلك زفر أنفاسه الحارقة يحسم قراره، فغمغم يسأله متوترا:</p><p>- طب ومامتك اللي ولدتك ما بتوحشكش، ما بتفكرهاش خالص، أنا آسف لو سؤالي هيضايقك، مش عاوز تجاوب عليه بلاش</p><p>ارتفعت شفتي زيدان بابتسامة قاتمة مزيج من السخرية والألم انحني بجسده قليلا للأمام يستند بمرفقيه علي فخذيه يتمتم متهكما:.</p><p></p><p>- طب قولي افتكرلها ايه حلو، او حتي توحشني ليه، يا جدع دا ما كنتش بتسأل فيا اصلا، من ساعة ما اتجوزت، بس **** عوضني بجد و****، بمرات خالي، في الدنيا كلها ما فيش ست بحنتيها وطيبة قلبها، عارف زمان أوي من الحاجات اللي مش ناسيها ابدا، لما كان عندي 12 سنة تقريبا كان في المدرسة، مدرسة بتضايقني ما كنتش بحب اروح المدرسة بسببها وطبعا لو كنت قولت لخالي كان راح هد المدرسة علي دماغ الكل فما رضتش بصراحة، قولتلها هي، مرات خالي شخصية كيوت جداا، بس فجاءة لقيتها اتحولت و**** أنا نفسي خوفت منها، خدتني من ايدي وراحت علي مكتب المدير بتاع المدرسة.</p><p></p><p>Flash back</p><p>وقفت لينا أمام المدير المرتجف خوفها ينظر لها قلقلا حين علم هويتها او بالادق هوية زوجها صفعت لينا سطح المكتب امامه بعنف تصيح بشراسة:</p><p>- أنت عارف أنا لو قولت لخالد هيعمل فيكوا اييييه، أنا جايبة ابني يتعلم ولا يتعقد، يعني ايه المدرسة بتضربه وبتسلط زمايله يضايقوه، أنا عايزة المدرسة دي قدامي حالا.</p><p></p><p>حرك المدير رأسه إيجابا سريعا امسك هاتفه يطلب من السكرتيرة استعداء المدرسة لحظات ودخلت فتاة طويلة القامة ترتدي حذاء ذو كعب رفيع جعلها أطول ترتدي جيبة سوداء تصل لمنتصف فخذيها وقميص من اللون الأحمر، تلطخ وجهها بمساحيق بكثيرة مبالغ فيها وقفت في منتصف الحجرة تعقد ذراعيها تردف متشدقة في تعالي:</p><p>- خير يا سيادة المدير حضرتك عايزني وأنا عندي حصة ليه.</p><p></p><p>كاد المدير أن يتحدث حين قاطعته لينا توجه حديثها لتلك الواقفة أمامها:</p><p>- أنا اللي عيزاكي يا أستاذة، اقدر أعرف الهانم بتضرب ابني ليه</p><p>ابتسمت المدرسة ساخرة تنظر للينا باستخفاف تتمتم في براءة:</p><p>- أنا ضربته لا طبعا ما حصلش، ابنك اللي انطوائي وعصبي وبيكلمش حد خالص والاولاد بتخاف منه.</p><p></p><p>ابتسمت لينا في شر ابتسامة هادئة اكتسبتها من خالد، ان تهدي تماما قبل أن تمزق لحم فريستها، اقتربت لينا من الواقفة بعيدا عنها بخطوات هادئة منتظمة، علي حين غفلة صفعتها بعزم ما تملك من قوة شهقت الفتاة بعنف من ألم الصفعة لتقبض لينا علي تلابيب ملابس الواقفة امامها تصيح بشراسة:.</p><p></p><p>- أنا ابني مش كداب، أنا ما ربيتهوش علي الكدب لو عمل مصيبة بيجي يقولئ عليها، انتي بتضربيه وبتخلي زمايله يتنمروا عليه، يا دي عقدة نقص عندك يا حد مسلطك عليه</p><p>نفضتها لينا بعيدا عنها تنفض يدها بإيباء كأنها كانت تمسك بقمامة ابتسمت تتمتم في هدوء:</p><p>- علي العموم أنا كلمت جوزي وهو قدامه دقايق ويبقي هنا وهو هيعرف دي عقدة نقص ولا حد مسلطك عليه.</p><p></p><p>جوزك جه يا حبيبتي خلاص، اردف بها خالد بهدوء يبتسم في توعد قاسي، دخل إلي الغرفة ينظر لزيدان الصغير يبتسم له يطمئنه، ليعاود النظر لزوجته يقول مبتسما:</p><p>- حبيبتي خدي زيدان واستنوني برة شوية</p><p>نظرت لينا للفتاة تبتسم، لتسمك بيد زيدان تأخذه معها للخارج تغلق الباب عليهم</p><p>Back</p><p>خرجت ضحكات عالية من بين شفتي زيدان يحرك رأسه نفيا يبتسم فئ حنين:.</p><p></p><p>- طلع معتز هو اللي مسلطها واداها فلوس عشان تعمل كدة، بس لو تشوف شكلها وهي خارجة من المكتب، ماسكة جزمتها في ايدها مسخرة، لسه فاكر منظر مرات خالي وهي واقفة تزعق وتقولهم أنا ابني ما بيكذبش...</p><p>ابتسم حسام ذكرياته مع والده كانت سعيدة ولكنها مسالمة أكثر من اللازم، اجفل الإثنين معا علي صوت يعرفه زيدان جيدا وسمعه حسام قبلا يصيح فرحا:</p><p>- زيداااان.</p><p></p><p>رفع الاثنين وجهيهما معا ينظران لتلك القادمة تركض ناحية زيدان في دهشة ليصيحا معا في ذهول:</p><p>- انجليكا!</p><p></p><p>في مصر، في منزل خالد السويسي، تحديدا في غرفة نومه بالأعلي، بعد ليلة نوم عميييقة رغم كل ما حدث الا أنه غط في سبات عميق، يكفي أنه بين أحضانها ذلك أكثر من كافي، فتح عينيه قليلا يتثأب ناعسا ليبصر وجهها أمام تنظر له ترميه بنظرات حانقة مغتاظة، زفرت تتمتم ساخرة:</p><p>- اخيرا صحيت، اوعي بقي سيبني مش كفاية ما عرفتش أنام بسببك امبارح ودلوقتي مش عارفة اتحرك.</p><p></p><p>نظر لوضعهم ليجد الحال كما هو عليه ذراعيه تلتفان حولها بعنف ينام علي كتفها، فك وثاق ذراعيه لتعتدل في جلستها تتأوه متألمة تتمتم حانقة:</p><p>- مش معقول كنت حاسة أن عضمي هيتكسر، أنت فاكر نفسك خفيف، وطول الليل تحلم وعمال تتكلم وتترعش وتحضن فيا زيادة...</p><p>انتصف جالسا يمسح وجهه بكفيه من أثر النوم يحرك رأسه عله يستفيق، قطب جبينه من جملتها الأخيرة نظر لها يسألها متعجبا:.</p><p></p><p>- أنا ما بتكلمش ولا نايم ولا بترعش، امتي حصل الكلام دا، وكنت بقول إيه</p><p>رفعت كتفيها لأعلي بلامبلاة تتمتم ساخرة:</p><p>- ما اعرفش ما كنتش مركزة، كنت عايزة أنام ومش عارفة.</p><p></p><p>ابتسم في شحوب مد يده يمسك بكف يدها الموضوع جوارها، رفعت وجهها إليه حين فعل التحمت مقلتيها في مقلتيه، يبحث عن عشقها له في عينيه ابتسم حين رآه، صحيح أنه كان يختبئ خلف أمواج غضبها منه ولكنه هناك لم يمت، تسارعت أنفاسها تنظر له تعاتبه، ليفيض الندم موجا من حدقتيه، ابتسم ابتسامة صغيرة يتمتم:.</p><p></p><p>- زعلك وحش اوي يا لينا، زمان مش زمان اوي يعني لما كنت بتزعلي مني، فين الاخطبوط بتاعك صحيح، اللي بتروح قالبة وشه فيبان شكله زعلان وأنا افضل اراضي فيكي لحد ما تقلبي شكله ويرجع مبسوط تاني...</p><p>ادمعت عينيها تتذكر كم كانت ساذجة حتي في غضبها منه كانت تسامحه ببساطة، ببضع قطع حلوي، ولعبتها الغاضبة، مسحت دموعها سريعا بيدها الاخري قبل أن يراها اختنق صوتها وهي تتمتم:.</p><p></p><p>- عشان كنت عبيطة، وكانت خناقتنا بتبقي تافهة علي حاجات بسيطة، كنت فاكرة أنك مش هتجرحني تاني يا خالد خلاص، بس كالعادة كنت غلطانة، المرة دي انت قهرتني مش بس جرحتني، اتجوزت عليا كتبت واحدة تانية علي اسمك، رميت نفسك في حضنها</p><p>حرك رأسه نفيا سريعا يغمغم متلهفا:</p><p>- و**** يا لينا ما لمستها، اقسملك اني جوزنا بس علي ورق</p><p>نزعت يدها من يده بعنف تضع كفيها علي اذنيها انهمرت دموعها بحرقة تتمتم بقهر:.</p><p></p><p>- بس، بس، ما تكملش، مش عايزة اسمع ولا اعرف حاجة، ارجوك اخرج، سبني أنا عايزة أنام.</p><p></p><p>نظر لها للحظات تنهد عاجزا عن فعل اي شئ، تحرك من جوارها، لترتمي علي الفراش توليه ظهرها تضم ركبيتها لصدرها تبكي بعنف لم تعرفه في الأيام الفائتة، لم يحتمل تركها في حالتها تلك التف سريعا حول الفراش يجلس علي ركبتيه امامها، افزعه وجهها الشاحب عينيها الحمراء دموعها المهراقة بلا توقف، تحتضن ركبتيها بذراعيها بعنف، حاول احتضانها لتدفعه بعنف ابتعدت تنظر له كارهة أمسك بذراعيها يشد عليهما برفق يهمس راجيا:.</p><p></p><p>- عشان خاطري كفاية يا لينا، ما تعمليش في نفسك كدة، أنا هو قدامك، خدي حقك مني، زي ما أنتي عاوزة، وحياة اغلي حاجة عندك كفاية، أنا مش هستحمل اشوفك في حالتك دي، طب قومي صرخي اعملي اللي انتي عيزاه، كفاية ب**** عليكي يا لينا</p><p>مدت يدها تجذب الغطاء بعنف تختبئ أسفله يسمع صوت بكائها العنيف أسفله، لحظات صمت قبل أن تصيح فيه بقهر:</p><p>- اخرج، اخرج مش عايزة احس بوجودك معايا حتي، امشي.</p><p></p><p>ابتلع لعابه قلبه تتدافق دقاته بعنف خوفا عليها من حالها الغريب تلك، تحرك رغما عنه يجر ساقيه لخارج الغرفة القي عليها نظرة اخيرة تنهد بحرقة قبل أن يخرج يغلق الباب خلفه، التفت خلفه ليجد لينا ابنته تهرول ناحيته تمسك هاتفها في يده مدته له ما أن رأته تتمتم مبتسمة:</p><p>- بابا معاذ علي الموبايل عايز يكلم حضرتك..</p><p>زفر أنفاسه حانقا، التقط الهاتف من يدها يضعه علي اذنه زفر حانقا يتمتم بتعالي:</p><p>- نعم، خير.</p><p></p><p>حمحم الأخير حرجا تلعثم قليلا يحاول تجميع جملة مفيدة:</p><p>- اااا، ااا حضرتك أنا ككنت ععايز اخد من حضرتك ممم، ميعاد كتب الكتاب، بما أن لينا مش حابة فكرة الفرح، ففف ايه رأي حضرتك نعمل حفلة بسيطة في اي مكان يعجب حضرتك، ونكتب الكتاب واخد لينا</p><p>- تاخد مين يا روح امك</p><p>صاح بها خالد فجاءة بشراسة مفزعة، لتشهق لينا في صدمة مما قال والدها توا، نظرت له غاضبة لتصيح محتدة تدافع عن قرارها:.</p><p></p><p>- في ايه يا بابا، ازاي تشتمه كدة، أنا موافقة علي اللي معاذ بيقوله، ويا ريت حضرتك تحدد ميعاد كتب الكتاب</p><p>رمي ابنته بنظرة حارقة غاضبة شد يده التي تمسك الهاتف بعنف يجز على أسنانه يطحنها بضراوة قبل أن يزمجر غاضبا:</p><p>- طالما الهانم واخدة قرارها جاية تقولي ليييه، عايزة تتجوزيه، اتجوزيه، بكرة تعرفي أن الندم مش هينفعك</p><p>وجه حديثه للطرف الآخر يصيح محتدا:</p><p>- أنت يا إبني آخر الاسبوع تجيب معاك المأذون...</p><p></p><p>دون كلمة أخري أغلق في وجهه الخط ابعد الهاتف عن أذنه ينظر لابنته نظرات حادة قاتمة لتقابله بنظرات تحدي ثابتة، أعطاها ذلك الهاتف الاسود الصغير مرة أخري، ليتركها ويغادر نظرت في اثره تتنفس بعنف للحظات لتهرول عائدة لغرفتها، ارتمت علي فراشها تلهث بعنف لتقع عينيها علي جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها « اللاب توب » تلك الصورة التي بعثها لها ايميل مجهول صورة لزيدان وهو في لندن، وتلك الانجليكا ترتمي بين ذراعيها وهو بالطبع يحتضنها، والدها يريدها أن تحيي علي اطلاله تبكي والاخير في شهر عسل مع الشقراء لا يهتم بها من الاساس، شدت علي أسنانها بعنف تنظر للصورة نظرات حارقة غاضبة تتمتم متوعدة:.</p><p></p><p>- زي ما نسيتني أنا كمان هنساك...</p><p></p><p>علي صعيد آخر، انتظرت بفارغ الصبر الطريق الفاصل بين منزل عمها والمستشفي المحتجز فيها قلبها، طوال الطريق في السيارة مع والدها وهي تدعو له أن يكون بخير علي ما يرام، تتمني فقط تتمني أن يكن استفاق من ثباته المخيف، كم اشتاقت له، نظرة عينيه ابتسامته، كلاماته، صمته يقتلها، وقفت سيارة ابيها اخيرا هي وسيارات الحراسة المكثفة التي تلحقهم، نزلت سريعا من السيارة تتحرك بتلهف تسبق والدها الي غرفته كل خطوة يزيد الأمل في قلبها أن تراه مستيقظا، تبدد أملها بالكامل ادمعت عينيها حين رأته من خلال زجاج غرفته كما هو نائم في ثباته الخاص، جواره طبيب وممرضة، تحركا للخارج في لحظة قدوم والدها الذي هرول ناحية الطبيب يسأله قلقا:.</p><p></p><p>- طمني يا دكتور أدهم حالته ايه دلوقتي</p><p>نظر له الطبيب مشفقا حرك رأسه نفيا كأنه يخبره أن لا جديد كما هو اغمض حمزة عينيه متألما يدعو داخل قلبه يصيح راجيا:</p><p>- ياااارب</p><p>تجاوز الطبيب يدخل الي الغرفة لتتبعه مايا سريعا جلس جوار فراش إبنه يمسك بكف يده ينظر له للحظات طويلة لم يجد ما يقوله فبدأ يحادثه غاضبا:.</p><p></p><p>- أدهم إنت يا ولد، فتح عينيك بقي وبطل رخامة، خلاص يا سيدي عرفت أنك غالي عندنا كلنا، قوم يا أدهم بقي كفاية دلع</p><p>انسابت دموع مايا تنظر لوالدها مشفقة قلبها يتمزق بين حالة والدها الحزينة البائسة، وحالة قسيم روحها الحرجة، تقدمت من الفراش تجلس من الناحية الأخرى تمسح علي خصلات شعره بخفة تهمس له بصوت خفيض ينزف ألما:.</p><p></p><p>- قوم يا أدهم، عشان خاطري، طب عشان خاطر بابا يا أدهم، صعبان عليا أوي، أنت مش عارف حالته عاملة إزاي، قوم يا أدهم...</p><p>ابعد حمزة يده عن يد أدهم يمسح بها دموعه التي تساقطت رغما عنه لتتوسع عيني مايا في دهشة شهقت من الفرحة لتتمتم سريعا بتلهف:</p><p>- الحق يا بابا أدهم بيحرك صوابعه</p><p>نظر حمزة سريعا ناحية ادهم وقلبه يدق فرحا ليجد يده كما هي ساكنة لا تتحرك قطب جبينه ينظر لابنته متعجبا لتغمغم سريعا بتلهف:.</p><p></p><p>- و**** العظيم لما حضرتك كنت ماسك ايده وسيبتها كان بيحرك صوابعه كأنه بيدور علي ايدك</p><p>نظر لابنته مشفقا ربما هي فقط تتوهم ولكن لا مانع من التجربة عاد يمسك بيد أدهم من جديد يحادثه بحنو كأنه *** صغير:.</p><p></p><p>- أدهم إنت سامعني يا حبيبي مش كدة، أدهم، أدهم فاكر لما خدت عربيتي وأنت في ثانوي ودمرتها خالص، وعملت فيها ناصح ورحت فاكك جزء من السقف الحديد بتاع الجراش وقعته عليها كأنه هو اللي وقع قضاء وقدر مش أنت اللي كسرتها</p><p>ابعد يده من جديد يتابع بتلهف عن كثب لحظة اثنتين ثلاثة، الي أن بدأت أصابع الأخير تتحرك من جديد حركات خفيفة للأمام وللخلف كأنه يبحث عن يد والده، صاحت مايا فرحة:</p><p>- مش قولتلك بيحرك صوابعه.</p><p></p><p>انسابت دموع حمزة فرحا ليهب سريعا من مكانه يتمتم متلهفا وهو يهرول للخارج:</p><p>- أنا هنادي الدكتور.</p><p></p><p>أما علي اتجاه آخر لم نزره منذ وقت طويل في منزل عمر وتالا، فتح عمر الباب باب المنزل بعنف لتدخل تالا وخلفها عمر الذي صاح فيها حانقا:</p><p>- خشي يا تالا هانم عجبك الفضايح اللي عملتيها في الاجتماع دي</p><p>اسبلت تالا عينيها في براءة تشير لنفسها متفاجائة تتمتم مدهوشة:</p><p>- أنا؟!، هو أنا يعني عشان شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير ابقي عملت فضايح، كانت بتتلزق فيك ولا لاء.</p><p></p><p>خرجت سارة علي صوت شجارهم من الخارج تدعو في نفسها الا يعودا لما كانا عليه قبلا فسارين ليست هنا الآن لتؤازرها، حمحمت ما أن دخلت الي الغرفة تسألهم متوترة:</p><p>- انتوا بتتخانقوا ليه</p><p>قرأ عمر خوف ابنته من نظرات عينيها القلقة المضطربة، فتقدم ناحيتها سريعا امسك بيدها برفق يجذبها إلي اقرب مقعد جلست وجلس جوارها يشير ناحية تالا التي تجلس على المقعد لهم بإريحية شديدة وكأنها لم تفعل شيئا ليغمغم عمر مغتاظا:.</p><p></p><p>-اشهدي يا سارة مامتك ضربت العملية في الاجتماع النهاردة</p><p>صاحت تالا معترضة تدافع عن نفسها:</p><p>- أنا ما ضربتهاش أنا شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير</p><p>شهقت سارة في فزع، تنظر لوالدتها مدهوشة ليصفع عمر جبينه براحة يده ابتسم يتمتم ساخرا:</p><p>- اتفضلي يا ستي، وكدة ما ضربتهاش، خلت الشركة خسرت الصفقة، لأن عندها اعتقاد أن الست كانت بتحاول تعاكسني</p><p>أحمر وجه تالا في غيظ لتهب واقفة تصيح بشراسة:.</p><p></p><p>- لا يا حبيبي دي كانت بتتحرش بيك وأنت عامل عبيط، كل شوية تخبط فيك وكأنها مش قاصدة وعمالة تنعملي في صوتها، وعمالة فيك ومسيو عمر، مسيو عمر، ما أنا بعرف اتكلم فرنساوي أنا كمان</p><p>ضحك عمر ساخرا يشير لوقفتها يتمتم متهكما:</p><p>- دا مش منظر واحدة بتتكلم فرنساوي دا منظر واحدة خارجة من تهمة قتل مع سبق الإصرار.</p><p></p><p>ضحكت سارة رغما عنها وضعت يدها علي فمها سريعا تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها، ليغمز لها عمر بطرف عينيه يشاكسها، انتفخت ادواج تالا غضبا اقتربت تود الإنتقام حين شعرت فجاءة بدوار يعصف برأسها دون سابق إنذار ترنح جسدها بعنف قبل أن تسقط أرضا في لحظة غائبة عن الوعي؟!</p><p></p><p>ومن هنا لهناك وقفت احدي الطائرات في مطار القاهرة الدولي، لينزل ثلاثتهم رجلين وامراءة، تحركا للخارج انهي أحد الرجلين كافة الإجراءات ليتوجها الي اول سيارة اجري تقابلهم جلس رجل وامراءة علي الاريكة الخلفية والشاب جوار السائق، تحركت السيارة بهم الي حيث عنوان محدد، التفت الشاب ينظر للجالسين يتمتم مبتسما:</p><p>- هو جدو جاسم هنا صح</p><p>ابتسمت السيدة بخفة تحرك رأسها إيجابا تضيف مبتسمة:.</p><p></p><p>- ايوة يا حبيبي أنا لما كلمته امبارح قالي أنه في بيتك خالتك</p><p>نظرت بعدها لذلك الجالس جوارها شارد عينيه يصرخ فيهم القلق تعجبت من قلقه تسأله:</p><p>- مالك يا إسلام</p><p>تنهد يزفر انفاسه القلقة يتمتم شاردا:</p><p>- قلقان علي بدور، كل ما أما اكلمها تقولي أنا كويسة وبخير ما تقلقش، وجوزها بقالي مدة طويلة بحاول اكلمه موبايله دايما مقفول، أنا هوصلك عند اختك واطلع علي بيتها علي طول</p><p>ابتسمت تحاول طمئنته ربتت علي يده تردف تطمئنه:.</p><p></p><p>- ما تقلقش بإذن **** هي بخير وكويسة أنت بس بتقلق عليها زيادة</p><p>التفت لها يحاول الابتسام يتمني فقط ان تكن حقا بخير، دقائق اخري ووصلت السيارة الي منزل خالد، تعجب إسلام من حالة التفتيش المكثفة التي قام بها الحراس لسيارة التاكسي، قبل دخولها، ما إن دخلا صاح السائق حانقا:</p><p>- بقولك ايه يا عم عايز تكمل مشوارك شوفلك سواق غيري، هو دا بيت وزير ولا ايه، دا ناقص يخلعوا عجل العربية ودي عليها أقساط.</p><p></p><p>زفر إسلام حانقا اعطي للسائق نقوده، ليتركهم الأخير ويرحل تقدمت شمس سريعا من باب المنزل وخلفها إسلام وجاسم الشاب علي اسم جده، دقت شمس الباب عدة مرات ليُفتح الباب بعد دقائق، وظهرت بدور من خلف الباب توسعت عينيها في صدمة ما أن رأت أخيها، بينما شقت هو الابتسامة شفتيه هرول ناحيتها يعانقها بقوة يتمتم متلهفا فرحا:.</p><p></p><p>- بدور حبيبتي طب كويس إني لقيتك هنا، أنا كنت لسه هروحلك البيت وحشاني يا قلبي، اومال يا أسامة جوزك الرخم وخالد وسيلا الصغيرين</p><p>تجمدت بدور بين ذراعي اخيها تنظر للفراغ في فزع لا تعرف حقا ما يجب عليها أن تقوله.</p><p></p><p>بعد بحث مضني في شوارع القاهرة حل الليل دون ان يصل لشئ، فقرر العودة إلي منزله ليضع حدا فاصلا لكل شئ، ليأخذ بثأره، لينتقم مما فعلت به، وقفت سيارة الاجري امام منزله نزل حاسب السائق ليتجه بخطي سريعة غاضبة الي داخل المنزل دق الباب بعنف لتفتح له الخادمة سريعا، صدح صوته الغاضب الحاد ما أن وطأ بقدميه إلي المنزل:</p><p>- شاهيناااااااااز.</p><p></p><p>الفصل الخامس والثمانون</p><p></p><p>- شاهينااااااااااز</p><p>صدح صوته الحاد الغاضب يرج ارجاء البيت رجا يقف في منتصف صالة منزلهم الواسعة الفارغة، كليث غاضب ينتظر فريسته ليفتك بها، تدافع جميع من في البيت علي صوت صياحه والدته التي خرجت من المطبخ شقيقه التي نزلت تهرول إلي أسفل، لحظات وظهر والده من عند باب المنزل الغربي، اندفعت شروق ناحية ولدها تقبض علي تلابيب ملابسه تصيح فيه بقهر:.</p><p></p><p>- سهيلة فين عملت فيها ايييه، حرام عليك ذنب البنت دي في رقبتك علي اللي قولته عليها إنت وأبوك منكوا ***</p><p>نظر لجاسر لوالده متعجبا كأنه يسأله بعينيه ألم تخبرها، ليحرك رشيد رأسه نفيا، في تلك اللحظات نزلت شاهيناز من اعلي تمشي الهوينة تبسط يدها خلف ظهرها والأخري تضعها علي بطنها المنتفخ اسبلت عينيها بنعومة ما لم رأته لتقترب منه تتمتم:</p><p>- ايه يا حبيبي بتزعق ليه، مين ضايقك بس.</p><p></p><p>لحظة اثنتين ثلاثة، هو يقف صامت تماما يشتعل قبس من شرار غاضب في قلبه شيئا فشئ ليتأجج يفور ويغلي، توسعت حدقتيه تنصهر ببركان غضبه في لحظة كان كفه يهوي بعزم ما فيه من قوة علي وجهها شهقة متألمة خرجت من بين شفتيها كادت أن تسقط أرضا ولكن قبضته التي احكمها حول رسغ يدها، جذبها بعنف لتنظر ناحيته بأعين شاخصة مصدومة، اندفعت والدته ناحيته من جديد تصرخ فيه:.</p><p></p><p>- أنت خلاص اتجننت، طفشت سهيلة ودلوقتي بتضرب الحامل، اوعي سيبها، يا حيوان، سيبها يا جاسر لا هتبقي ابني ولا اعرفك</p><p>جذب جاسر يد شاهيناز يجذبها خلفه بعنف لأعلى حيث غرفتهم حاولت شروق اللحاق به ليمنعها رشيد سريعا حين وقف أمامها يمنعها من التحرك صاحت شروق بحرقة تبكي:</p><p>- في ايه مالكوا، جرالكوا إيه، ازاي سايبه يبهدل من بنات الناس كدة، سهيلة اللي يا حبة عيني هربت، وشاهيناز حامل دا ممكن يموتها...</p><p></p><p>ابتسم رشيد في هدوء ساخر يحرك رأسه نفيا بتروي يردف:</p><p>- ما تصعبش عليكي اوي كدة ما تقلقيش ابنك مش هيموتها، مرات ابنك اللي بتعيطي عشانها دي، هي السبب في اللي حصله كله، كانت عملاله سحر عشان تفرق بينه وبين مراته وتخليه خاتم في صباعها.</p><p></p><p>شهقت شروق بهلع تنظر لرشيد مرتعدة تحرك رأسها نفيا تنفي تلك الكلمات الغريبة التي خرجت من فم زوجها توا، ليحرك رشيد رأسه بالإيجاب يؤكد علي كل كلمة قالها، امسك بيدها يجذبها خلفه إلي اقرب مقعد يتمتم في تروي:</p><p>- أنا ما رضتش اتكلم وجاسر مش موجود احسن هي تسمع، بس طالما جاسر جه اقعدي وهحكيلك، وغيث اهو واقف يشهد علي كلمة بقولها.</p><p></p><p>في الأعلي جذب جاسر شاهيناز إلي غرفتها دفعها للداخل بعنف لتسقط علي فراشها تأوهت متألمة من أثر الدفعة رفعت وجهها تصرخ فيه متألمة:</p><p>- أنت اتجننت يا جاسر، حرام عليك أنا حامل</p><p>أوصد الباب جيدا بالمفتاح نزعه من قفله يدسه في جيب سرواله التفت لها يرسم ابتسامة قاتمة علي شفتيه يتمتم ضاحكا:</p><p>- حامل؟!، بجد، من مين بقي.</p><p></p><p>شخصت عيني شاهيناز في هلع تنظر لجاسر مذعورة للحظات تسارعت أنفاسها يأكل القلق قلبها هل انتهي مفعول العمل بتلك السرعة، ابتلعت لعابها تستعيد ثباتها تتمتم محتدة:</p><p>- لاء دا أنت اتجننت فعلا يعني ايه من مين، منك أنت طبعا، ما يوصلش بيك الحال أنك تتهمني إتهام زي دا يا جاسر، أنا أشرف من الشرف نفسه.</p><p></p><p>انهت كلامها لتصدح ضحكات جاسر العالية تهز ارجاء الغرفة، ظل يضحك حتي ادمعت اقترب منها قليلا ليدني بجسده حرك كفه علي وجهه يتمتم ساخرا:</p><p>- ايه يا روحي كنتي بترقصي بشرفك</p><p>سطل ماء بارد كالثلج سقط فوق رأسها في يوم اشد بروده منه، شحب لون وجهها فجاءة، لتصرخ متألمة حين قبض علي خصلات شعرها بكفه بعنف رفع رأسها قليلا ينظر لوجهها يصرخ بشراسة:.</p><p></p><p>- أنا هدفنك زيك زي اي كلبة لما بتموت بنحفر في الجنينة برة ونرمي جثتها وانتي اصلا مالكيش أهل يسألوا عليكي، ولا ايه يا شوشو مش دا لقبك في الكبارية بردوا</p><p>انخلع قلبها فزعا وهي تري وجه آخر لجاسر لم تره قبلا وجه مخيف قاسي مرعب حاولت تقبيل كف بيده التي تقبض علي خصلات شعرها تصيح بحرقة:</p><p>- ابوس ايدك سامحني، مراد السبب صدقني هو السبب، هو اللي اتفق معايا أعمل كدة، عشان اخد منك فلوس وادهاله.</p><p></p><p>كان يعلم ولكن ما أن خرج اسم صديقه الوحيد من بين شفتيها شعر بنصل مسموم يخترق قلبه، صديقه الوحيد مأمن أسراره الأول خائن، التفت بعينيه ناحية شاهيناز ليدفعها بعنف لترتد إلي الفراش استند بأحد ساقيه علي أحد الفراش يتمتم ساخرا:</p><p>- أنا بحب الحكايات اوي احكيلي بقي كل اللي حصل</p><p>حركت رأسها إيجابا بهلع تقص عليه ما حدث قديما</p><p>Flash back.</p><p></p><p>في أحدي الملاهي الليلية الرخيصة علي خشبة مسرح يعج أمامها السكاري والمخمورين ومغيبي العقل، يصفقون بحرارة لتلك التي تتمايل ببراعة في حلة رقص شرقية تستر سنتيمترات معدودة من جسدها والباقي تلتهمه أعين الرجال، صيحات باسمها من جميع الانحاء ضاحكات ماجنة من هنا وهناك، التفت هي حول نفسها مرة واثنتين وثلاثة لتنهي رقصتها مع صياح وتهليل حاد عالي، رفع وجهه ترسل للجميع قبلاتها لتتجه بخطي رشيقة خفيفة إلي غرفة ملابسها جلست أمام مرأه غرفتها تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تتمتم بزهو:.</p><p></p><p>- يا سلام عليكي يا بت يا شوشو كنتي مولعة الصالة النهاردة</p><p>دقات منتظمة علي باب الغرفة، دقات تعرف صاحبها جيدا قامت سريعا تفتح الباب لترتمي بين أحضان الطارق تغمغم بخلاعة:</p><p>- مررراد، وحشتني يا مارو ايه كل الغيبة دي، شوشو ما وحشتكش.</p><p></p><p>ادخلها الي الغرفة ليدخل خلفها سريعا يد تغلق الباب عليهم والأخري تفتح ازرار قميصه سريعا، بعد ما فعلوا ما فعلوا، استند مراد بظهره إلي ظهر فراش الغرفة الصغيرة يدس سيجارة بين شفتيه اخرج قدحاته يشعلها بها، نفث دخانها الابيض السام ليلتفت برأسه لتلك الجالسة جواره غمز لها بطرف عينيه يغمغم في خبث:</p><p>- بقولك ايه يا شوشو، نيجي نلعب لعبة حلوة.</p><p></p><p>ضحكت ضحكة عالية رقيعة لتأخذ السيجارة منه تدسها بين شفتيها تمصها هي الاخري بشراهة تتمتم ضاحكة:</p><p>- نلعب بس لعبة ايه بقي</p><p>عاد يأخذ سيجارته منها ليقترب لف ذراعه حول كتفيها يقربها منه يغمغم في هدوء خبيث:.</p><p></p><p>- بصي يا ستي جاسر رشيد الشريف، صاحبي أنا وهو أصدقاء من الجامعة، ابوه غني جداا، عنده مطعم سمك هنا في اسكندرية فاتحه من ورا أبوه، المطعم من ساعة ما اتفتح والزباين فيه ما بتخلصش، كلها سنة ولا اتنين بالكثير ويبقي اكبر مطعم في إسكندرية كلها، جاسر نقطه ضعفه ابوه دايما في مشاكل بينهم، مخليه كل يوم والتاني هنا في اسكندرية...</p><p></p><p>التقطت شاهيناز علبة السجائر بأكملها من جوار مراد تشعلها بالقداحة بعد أنفاس طويلة نظرت لمراد تردف ساخرة:</p><p>- ايه يا عم حيلك حيلك وأنا مالي ومال الحدوتة دي كلها، هو أنا قريبته</p><p>صدمها مراد علي رأسها برفق يتمتم ساخرا:.</p><p></p><p>- افهمي يا غبية، جاسر جاي بكرة وواضح أنه متخانق خناقة كبيرة اوي مع ابوه، أنا بقي هكيفله دماغه، لحد ما يتعمي وبعدين نلعب، هنعمل قال إيه أن جاسر اغتصبك يا زينة البنات انتي، وطبعا جاسر ابو قلب طيب، لازم هيصلح غلطته، ويتجوزك</p><p>شهقت شاهيناز بحدة بحركة سوقية مقززة لتردف محتدة:</p><p>- نعععم يا اخويا أنت عايزني اتجوزه واسيب الرقص، لاء طبعا مش موافقة</p><p>قبض مراد علي ذراع شاهيناز انتصف جالسا يصيح فيها محتدا:.</p><p></p><p>- ما تتظبطي يا شاهيناز هو انتي بتاخدي يعني كام من المخروبة دي، جاسر دا بنك فلوس هتسحبي منه زي ما انتي عايزة مقابل سكوتك يا حمارة افهمي، ويوم والتاني هخليه تمضيه علي بيع المطعم بتاعه من غير ما ياخد باله والارباح بالنص قولتي إيه</p><p>لانت قسمات وجهها قليلا لتستند برأسها علي صدره تبسط كفيها عليه تغمغم بنبلة لعوب:</p><p>- طب افرض أنا وافقتك، كدة إحنا مش هنعرف نتقابل تاني خالص يا مارو...</p><p></p><p>قتمت عينيه بشهوة سوداء يقربه إليه يهمس يهمس بصوت قاتم:</p><p>- مين قال كدة جاسر بيقعد يوم بالكتير، اسمعني كلامي يا شاهيناز وهتعيشي ملكة، قولتي ايه</p><p>Back</p><p>نظرت له مذعورة ما أن أنهت كلامها، لتراه اشتعال حدقتيه بلهيب من نار الغضب والانتقام اندفع ناحيتها يصفعها بكفيه علي وجهها يصيح بحرقة نار قلبه:</p><p>- يا بنت ال، يا زبالة، أنا تلعبوا بيا، أنا هموتك</p><p>تعالت صرخاتها من الألم لتصيح باكية تتوسله:.</p><p></p><p>- ابوس ايدك يا جاسر ارحمني أنا آسفة، و**** أنا كنت هقولك صدقني كنت هقولك</p><p>قبض علي خصلات شعرها من جديد يجذبها بعنف لتقف من مكانها تكاد تتهاوي أرضا من الألم الذي يطحن عظام وجهها، رفع وجهها له بثق عليها يصرخ غاضبا:</p><p>- كنتي هتقوليلي، قبل العمل ولا بعده</p><p>شهقت مرتعدة تنظر له مذعورة يبدو أنه علم جرائمها أجمع، صرخت متألمة حين هوي علي وجهها بصعفة تليها أخري:.</p><p></p><p>- أنا تمشيني وراكي زي الكلب تخليني اشك في مراتي، وجاية في الآخر تخوضي في شرفها، مين ساعدك تعملي الزفت دا</p><p>زاعت عينيها من الألم خرجت نبرتها خافتة مرتعشة تتوسله باكية:</p><p>- سنية الخدامة و**** هي اللي قعدت تقنعني بحكاية العمل دي، ابوس ايدك ارحمني، أنا حامل</p><p>ضحكت بقتامة ضحكة سوداء قاسية اشار الي بطنها ليرفع حدقتيه لها يتمتم متوعدا:</p><p>- دا إبن مراد مش كدة، اوعي تكدبي لادفنك بيه.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا حركة خفيفة سريعة مذعورة تنظر له برهبة تقتلها خوفا، شد هو يده حول شعرها متجها ناحية باب الغرفة اخرج المفتاح يفتح به قفل الباب، تحرك بها ناحية للخارج للتوسله هي تصيح باكية:</p><p>- حرام عليك يا جاسر ارحمني، ااااااه</p><p>صرخت من الألم لتنحني للأمام قليلا تمسك ببطنها جذبها بعنف يكمل طريقه لأسفل دفعها</p><p>ناحية باب المنزل امامهم جميعا يصرخ:.</p><p></p><p>- انتي طالق، طالق، امشي اطلعي برة للشوارع اللي جيتي منها برررررررة</p><p>نظرت لهم جميعا تحاول أن تتوسلهم، رأي الاشمئزاز والقرف في وجوه الجميع، تحركت خطوتين للامام لتغادر، لتسقط أرضا فاقدة للوعي فجاءة!</p><p></p><p>وقف أمام باب غرفته بالخارج يتحرك مضطربا ذهابا وإيابا قلبه يأكله قلقا، يفكر في أسوء الاحتمالات لسقطوها المفاجئ ذاك يدعو في نفسه أن تكن فقط بخير، التفت سريعا حين انفتح باب الغرفة ليظهر الطبيب ومن خلفه سارة، اقترب عمر من الطبيب يسأله عجزا</p><p>- طمني يا دكتور تالا عاملة إيه هي كويسة</p><p>ابتسم الطبيب في هدءو يحرك رأسه إيجابا ربت علي كتف عمر يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- مبروك بنسبة كبيرة المدام حامل، بس بردوا نتأكد خليها تعمل الاختبار دا، ولو طلع مظبوط أنا كاتبلك فيتامينات وادوية مناسبة ليها والافضل تتباعوا مع دكتور متخصص</p><p>شخصت عينيه في ذهول يقف مكانه متجمدا وكلمة حامل! تتردد في قلبه قبل أذنيه تالا تحمل **** بعد كل تلك السنوات، لا يصدق حقا، قلبه ينتفض يرتجف فرحا، جسده بالكامل يرتعش، اجفل من شروده علي يد الطبيب تتحرك أمام وجهه يسأله متعجبا:</p><p>- أستاذ عمر أنت كويس.</p><p></p><p>حرك رأسه إيجابا سريعا يحاول عقله ترجمة جملة واحدة مفيدة لا يجد، بدأ يتعلثم قائلا:</p><p>- اااه، ااه اننننا كووويس، اتفضل يا بشهمندس، يا دكتور آسف، قصدي حامد أنا آسف، اتفضل اتفضل</p><p>ضحك الطبيب بخفوت يتحرك بصحبة عمر للخارج نزل معه الي أسفل التفت له قبل أن يغادر يسأله قلقا:</p><p>- أنت متأكد فعلا انها حامل</p><p>ابتسم الطبيب بهدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم بتروي:</p><p>- بنسبة كبيرة آه، بس بردوا نتأكد بالتحاليل...</p><p></p><p>ابتهج قلب عمر فرحا حاسب الطبيب يعطيه نقوده ليهرع إلي أقرب صيدلية قريبة من البيت، يشتري الدوا، عاد الي البيت يكاد يركض في الشارع، اسرع في خطواته، يتجه سريعا لأعلي، فتح الباب يدخل مهرولا الي غرفته وجد تالا استعادت وعيها تجلس جوارها سارة تعطيها لها كوب عصير، نظرت تالا لزوجها ما أن دخل تسأله بصوت خفيض متعب:.</p><p></p><p>- في ايه يا عمر، حصل أيه، سارة بتقولي اني اغمي عليا، وعمالة تقولي مفاجأة مفاجأة بابا هيقولك عليها</p><p>نظر عمر لابنته يبتسم في ابتهاج يغمز لها بطرف عينيه حركت رأسها تحمحم تردف:</p><p>- طيب أنا هروح اسخن الغدا في ناس لازم تتغدي كويس...</p><p>ضحك عمر عاليا قبل أن تخرج سارة من الغرفة تجذب الباب خلفها توجه عمر يجلس مكان ابنته جوار زوجته التفتت تالا له برأسها تسأله متعجبة:.</p><p></p><p>- في ايه يا عمر، ومين دا اللي لازم يتغذي كويس، ومفاجاءة ايه ما تفهمني</p><p>عبث في محتويات الحقيبة الصغيرة في يده ليخرج لها علبة صغيرة مد يده لها به يتمتم مبتسما:</p><p>- دا هيفهمك</p><p>مدت يدها تأخذه من يده لتشهق مدهوشة التفتت له سريعا تتمتم في ذهول:</p><p>- أنا حامل!</p><p>رفع كتفيه لأعلي كأنه لا يعلم تنهد يقرص مقدمه انفها باصبعيه برفق يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- الدكتور بيقول شاكك، وقالي الاختبار هيأكد، فأنا هروح اجيبلك الغدا، وانتي ادري طبعا بالحاجات دي.</p><p></p><p>تركها وغادر خرج من الغرفة لتنظر لما في يدها للحظات طويلة مذهولة، كيف بعد سنوات كانت فقدت الأمل تماما بعد انجابها لسارين وسارة أن تحمل من جديد، ادمعت عينيها تتحرك سريعا ناحية المرحاض مرت عدة دقائق قبل أن يدخل عمر الي الغرفة يحمل صينية طعام صغيرة نظر حوله ليجد الغرفة فارغة، دفع الباب بقدمه ليغلقه خلفه، وضع الصينية علي طاولة صغيرة، جلس علي حافة الفراش يحرك ساقه اليسري بسرعة متوترا يخفي وجهه بين كفيه، لحظات طوووووويلة قبل ان يسمع صوت باب المرحاض يفتح هب سريعا ينظر لتالا التي خرجت توا من باب المرحاض تمسك جهاز التحليل الصغير بين يديها تنظر له مصدومة، اقترب منها سريعا يغمغم متلهفا:.</p><p></p><p>- ها طمنيني</p><p>اغرقت الدموع عينيها حين رفعت وجهها له تشق ابتسامة مرتعشة شفتيها تغمغم برعشة احتلت نبرتها:</p><p>- أنا حامل يا عمر، أنا مش مصدقة، أنا حامل</p><p>انهمرت الدموع من مقلتيه ليندفع يحتضنها بعنف يخبئها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لتتشبث هي بقميصه تشهق في بكاء عنيف سعيد سمع صوتها المبعثر بين موجة بكائها:.</p><p></p><p>- أنا مش مصدقة يا عمر سنين بعد ما خلفنا سارة وسارين، ما كنش بيحصل حمل ابداا حتي العمليات فشلت، مش مصدقة أنا حامل يا عمر، حامل بجد</p><p>أبعد وجهها عنه يحتضنه بين كفيه يمسح ما يسقط من دموعها بإبهاميه، تنهمر دموعه هو الآخر يغمغم بصوت خفيض حاني:.</p><p></p><p>- يمكن لو كان الطفل دا جه زمان كان هيبعدنا مش هيقربنا، إنما دلوقتي أنا مستنية بفارغ الصبر عشان أعيش معاه اللي ما عرفتش اعيشه زمان، يا رب يطلعوا تؤام زي سارة وسارين، حقك عليا لو في يوم زعلتك يا تالا</p><p>شقت ابتسامة واسعة شفتيها تنظر له بحب ليميل هو يقبل جبينها، يشدد علي عناقها.</p><p></p><p>علي صعيد قريب منهم في غرفة سارة وقفت في شرفة غرفتها تبتسم سعيدة الفكرة نفسها غريبة أن يصبح لها شقيق أو شقيقة بعد كل تلك السنوات، ابتسمت شاردة باتت وحيدة بعد زواج سارين، كم اشتاقت لشقيقتها توجهت ناحية هاتفها تريد الاتصال بها حين وجدته يدق برقم غريب، ظلت تنظر له للحظات قبل أن تنتهي دقاته، تنهد بارتياح ليعاود الدق من جديد من نفس الرقم ابتلعت لعابها قلقة ربما هو فقط رقم خاطئ، وضعت الهاتف علي أذنيها تهمس مرتبكة:.</p><p></p><p>- ممين، مين معايا</p><p>لحظات صمت لا تسمع سوي صوت أنفاس ليدق قلبها بعنف حين استمعت إلي صوت حاول قلبها إنكار انها حقا اشتاقت له:</p><p>- أنا حسام يا سارة، آسف لو كنت ازعجتك، أنا بس عرفت ان نتجيتك هتطلع النهاردة، فحبيت اتصل اطمن عليكي، النتيجة ظهرت ولا لسه</p><p>تسارعت دقات قلبها تطرق في قفصها الصدري بعنف مخيف، جسدها ارتجف بعنف بلعت لعابها تحاول أن تُخرج صوتها:</p><p>- لسسسه</p><p>لحظات صمت لتسمعه يردف مبتهجا يحفزها:.</p><p></p><p>- بإذن **** خير أنا متفائل أنك هتجيبي المجموع اللي نفسك فيه، أنا قولت اطمن عليكي وأنا آسف لو ازعجتك...</p><p>صمت للحظات طويلة قبل أن تسمعه يغمغم بنبرة خافتة رخيمة مترددة:</p><p>- سارة، أنا، أنا، أنا بحبك</p><p>توسعت عينيها في ذهول لتجده أغلق ابعدت هاتفها عن اذنها تنظر لسطح شاشته في ذهول، هل قال أنه يحبها توا، أم انها فقط كانت تتوهم، لحظة فقط لما يطرق قلبها بذلك العنف، لما تشعر بتلك السعادة الغريبة.</p><p></p><p>اجفلت علي صوت رسالة تأتي من نفس الرقم فتحتها سريعا لتجده كتب لها</p><p>«تعرفي أن في بنوتة اتولدت علي ايدي النهاردة وسميتها سارة، انتي احلي صدفة سارة قابلتها يا سارة »</p><p>اختفت أنفاسها تقرأ ما أرسل مرة وأخري وأخري، بقلب صغير يرتجف فرحا.</p><p></p><p>في منزل خالد السويسي، جلس إسلام أمام شقيقته في غرفة الصالون بينما صعدت شمس لشقيقتها، وخالد يجلس قريبا منهم يعمل علي حاسبهم المحمول، أمسك إسلام يدي بدور متلهفا:</p><p>- عاملة ايه يا بدور طمنيني عليكي، اومال جوزك فين، كل ما أسألك عليه تتهربي من الإجابة.</p><p></p><p>نظرت بدور ناحية خالد، لمحة خاطفة تستجديه بعينيها أن ينقذها من ذلك الموقف، لاحظ خالد نظرات بدور المتوسلة ليتحرك من مكانه توجه إليهم جلس جوار بدور علي الأريكة تنهد يحادث إسلام بهدوء:</p><p>- بدور اتطلقت يا إسلام من حوالي خمس شهور</p><p>توسعت عيني إسلام فزعا ينظر لشقيقته ليعاود النظر لخالد يقطب ما بين حاجبيه يصيح محتدا:.</p><p></p><p>- اتطلقت ازاي ولييييه وازاي ما حدش يقولي، هي مش اختي دي، وطالما اتطلقتي ما اتصلتيش بيا لييه وأنا كنت هاجي اخدك تعيشي معانا ايه اللي مقعدك هنا</p><p>ارتجف جسد بدور خوفا من صياح أخيها الغاضب، لا تعرف ما تقوله أنها متزوجة الآن مدت يدها تقبض علي كف يد خالد الجالس جوارها ليعطيها شبح ابتسامة مجهدة عاود النظر لاسلام يتمتم ساخرا:.</p><p></p><p>- وفيها ايه لما تفضل هنا هو دا مش بيتها بردوا، وبعدين بدور ما ينفعش تسافر في سبب قوي يمنعها من السفر</p><p>ازداد شعور إسلام بالغضب وهو يشعر أنه مُهمش في حياة شقيقته لتلك الدرجة لا قيمة لوجوده هب واقفا يصيح غاضبا:</p><p>-سبب ايه دا ما تفهموني، هي دي مش أختي</p><p>زفر خالد حانقا رأسه سينفجر من الصداع والاحمق لا يتوقف عن الصراخ، رفع وجهه ينظر لاسلام الواقف يغلي من الغضب ابتسم يتمتم في هدوء:</p><p>- لانها اتجوزت.</p><p></p><p>جملة بسيطة وقعت فوق رأس إسلام كصاعقة صاخبة مخيفة ارتج جسده بعنف ينظر لشقيقه نظرات قاتلة سوداء، يتمني فقط أن تكن مزحة، ولكنها حقيقة رآها في عيني بدور التي خافت أن ترفع وجهها وتنظر إليه، اندفع يقبض علي رسغ يد بدور بعنف جذبها لتقف أمامه رفع يده يود صفعها ليهب خالد سريعا يدفعه بعيدا عنها يزمجر بصوت حاد عالي:</p><p>- لو ايدك اترفعت تاني يا إسلام هكسرهالك، انت بأي حق تمد ايدك عليها.</p><p></p><p>طفح الكيل بإسلام ليصرخ بجنون يعبر عن غضبه:</p><p>- بأنهي حق، بحق أنها أختي، أختي اللي اتطلقت من غير ما أعرف واتجوزت بردوا من غير ما أعرف، للدرجة دي أنا هوا ماليش اي لازمة في حياتها</p><p>- مين دا اللي بيزعق يا خالد</p><p>تمتم بها حمزة بهدوء تام وهو يدخل من باب المنزل تقدم خالد ناحيته يسأله:</p><p>- طمني الأول أدهم عامل إيه</p><p>ابتسم حمزة يحرك رأسه إيجابا يتمتم مبتهجا:.</p><p></p><p>- حرك ايده الدكتور بيقول دي إشارة كويسة وأنه مخه بيستجيب، مايا اصرت تفضل معاه شوية كمان، المهم</p><p>أشار لاسلام الواقف بعيدا هناك يرميهم بنظرات قاتلة لينظر له حمزة ساخرا يردف:</p><p>- مين دا وبيزعق له...</p><p>اقترب حمزة متجها للداخل ليري وجه بدور القاني دموعها المراقة بلا توقف، توجه ناحيتها سريعا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها جزعا:</p><p>- درة مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه</p><p>مين اللي زعلك في ايه يا خالد.</p><p></p><p>صفع خالد جبينه براحة يده ينظر لاخيه ساخطا يتمتم في نفسه حانقا:</p><p>- مش وقت نحنحة أنت كمان</p><p>التهب وجه إسلام غضبا ليقترب منهم سريعا قبض علي تلابيب ملابس حمزة يصيح فيه:</p><p>- أنت مالك ومال اختي أبعد عنها</p><p>رفع حمزة حاجبه الأيسر ينظر ليد ذلك الرجل التي تقبض علي ملابسه ليلتفت لبدور يتمتم مبتسما:</p><p>- دا اخوكي</p><p>حركت رأسها إيجابا تتحاشي النظر تماما ناحية إسلام، ليرفع حمزة يده يزيح يد أسامة عن قميصه يتمتم مبتسما في توعد:.</p><p></p><p>- طب عشان خاطر درة بس أنا مش هحاسبك علي المسكة دي، صدقني اي حد تاني كنت قطعت ايده</p><p>التفت بجسده ناحيته بدور يمسح علي وجهها برفق يقول مبتسما:</p><p>- حبيبتي حضريلي الحمام وقوليلي لحد من الخدامين يحضرولي الأكل احسن واقع من الجوع</p><p>- اييييه اييييه حيلك ما تاخدها وتطلع أوضة النوم بالمرة</p><p>زمجر بها إسلام بغضب يكاد يحرق ذلك الواقف أمامه</p><p>ليلتفت حمزة له ابتسم يتمتم في هدوء ساخر:.</p><p></p><p>- أنت مالك متضايق ليه واحد ومراته دا بدل ما تباركلنا</p><p>توسعت عيني إسلام في صدمة يشير بسباته ناحية حمزة اقترب من بدور يمسك ذراعيها بعنف يصيح فيها:</p><p>- انتي اتجوزتي الراجل دا ما تنطقي...</p><p>شهقت باكية تحرك رأسها إيجابا دون أن ترفع وجهها تنظر لأخيها، ليهزها إسلام بعنف يصرخ فيها:</p><p>- دا قد ابوكي ازاي تعملي كدة، ومين وافقك علي الجنان دا، ااااااه.</p><p></p><p>صرخ إسلام متألما حين امسك حمزة إصبعه السبابة التي يشير بها ثناه بعنف حتي كسره في يده، توسعت عيني بدور فزعا تنظر لأخيها بهلع، ليقترب حمزة من إسلام قبض علي تلابيب ملابسه بينماه فقط يشد خناقه حور رقبته ابتسم يتمتم في هدوء تام:</p><p>- دا اللي مش عاجبك إسمه حمزة بيه السويسي.، إياك عارف إياك كدة ترفع إيدك او تعلي صوتك علي مراتي لو مش عايزنا نعزي فيك...</p><p></p><p>وقف خالد للحظات يراقبهم بصمت والوضع خرج عن السيطرة للأسف اقترب من أخيه يغمغم محتدا:</p><p>- حمزة ابعد عنه وبطل جنان</p><p>نظر حمزة ناحية خالد يبتسم في براءة يتمتم:</p><p>- يا ابني ما أنا كنت بعيد وهو اللي جر شكلي، وعمال يزعق لمراتي ويقول اني قد أبوها، أنا بربيه بس عشان يتعلم يحترم الكبير.</p><p></p><p>- عشان خاطري سيبه: همست بها بدور بصوت خفيض باكي مرتجف نظر حمزة ناحيتها حزينا علي حالها، ليلفظه حمزة بعيدا عنه يلقيه أرضا توجه ناحية بدور يحضتنها يتمتم بحنو:</p><p>- بس يا حبيبتي اهدي لا عاش ولا كان اللي يزعلك</p><p>وقف أسلام يتحامل علي ما به من ألم نظر ناحية شقيقته ينظر لها باشمئزاز يحادثها بقرف:</p><p>- من اللحظة دي تنسي خالص أن ليكي أخ اسمه إسلام اعتقد الموضوع مش هيفرق معاكي كتير، سلام.</p><p></p><p>قالها ليندفع لخارج المنزل، انهمرت دموع بدور بعنف تنظر لشقيقها بألم تحرك رأسها نفيا بعنف تستجديه بعينيها قبل أن تشعر بدوار بشع يقتحم رأسها تلتف بعنف لتتهاوي فجاءة فاقدة للوعي بين ذراعي حمزة.</p><p></p><p>في الاعلي جلست شمس جوار لينا، تتنهد حزينة علي حالها منذ أن دخلت الي غرفتها وهي علي ذلك الحال شاردة عينيها تسبح في الفراغ عينيها حمراء كالجمر، تنهدت حزينة على حالها تسألها قلقة:</p><p>- مالك بس يا لينا ايه اللي حصل</p><p>شردت عينيها في الفراغ تغوص فيه تحرك رأسها نفيا بشرود تتمتم بخواء:</p><p>- أنا كويسة، بس عندي برد وتعبانة</p><p>لم تقتنع شمس بإجابتها تماما ولكن ماذا تفعل، ابتسمت تقول في مرح علها تخرجها من تلك الحالة:.</p><p></p><p>- انتي عارفة أنا كنت مرعوبة احسن إسلام وبدور يتخانقوا اصلهم كل مرة بيتخانقوا بسبب أسامة جوزها، بس الحمد *** مش سامعة صوت خناق</p><p>ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تتمتم بنبرة باهتة:</p><p>- حتي لو الحرب قامت تحت مش هتسمعي حاجة، خالد من كام يوم غير باب الأوضة خلاه عازل للصوت، مستحيل هتسمعي، هو بيعمل كدة عشان يخليني وعامية يعمل كل اللي هو عايزه من غير لا اشوف ولا أسمع.</p><p></p><p>نظرت شمس لاختها حزينة لتمد ذراعيها تجذبها لأحضانها لحظات وشعرت بها تنفجر باكية بين ذراعيها تشهق في بكاء عنيف...</p><p></p><p>في الأسفل تحديدا وقف خالد في منتصف البيت يبتسم ساخرا، بدور وحمزة اخذها وصعد يركض إلي غرفتهم، وإسلام رحل غاضبا، بدور دائما ماتفقد الوعي حين تحزن اعتاد هو علي ذلك ليس بالأمر الجديد عليه، الآن عليه أن يجد إسلام ويشرح له الوضع كاملا، تحرك ناحية باب المنزل ما أن فتحه وجد موظف من محكمة يقف أمامه حمحم الرجل يتمتم في رتابة:</p><p>- دا بيت خالد السويسي</p><p>حرك خالد رأسه إيجابا ينظر للرجل في شك يردف:</p><p>- أنا خالد السويسي.</p><p></p><p>أخرج الموظف ورقة من بين الدفتر الكبير في يده يردف بنفس النبرة الرتيبة:</p><p>- طب كويس امضيلي هنا، دي قضية خلع رفعاها زوجتك مدام لينا جاسم الشريف!</p><p></p><p>بلاش الظن السوء بلينا افتكروا أن جاسم مختفي الفصل دا</p><p></p><p>الفصل السادس والثمانون</p><p></p><p>- دي قضية خلع رفعاها زوجتك مدام لينا جاسم الشريف.</p><p></p><p>جملة رتيبة خرجت من بين شفتي الموظف بإيقاع هابط بائس، كان لها أثر النار في قلبه يقف مكانه في ثبات أجاد تزييفه أمام الجميع، وهو يتحطم جزء يليه آخر وآخر تتفتت روحه كالزجاج حين يتهشم إلي شظايا، اندفعت الدماء تنفجر في أوردته، ألم بشع جعل رجفة عنيفة تضرب جسده، مد يده يأخذ القلم من يد الموظف خط توقيعه علي الورقة ليأخذها، طواها يضعها في جيب سرواله، ليرحل إلي سيارته، استقل السيارة جلس علي مقعد السائق يغلق الباب عليه، فتح ازرار قميصه الأولي يشعر بألم بشع وكأن وحش مخيف يقبض بمخالبه علي صدره، ينهش قلبه، الورقة المطوية في جيب قميصه تكوي لحمه، رفع عينيه للقلادة المعلقة امامه في السيارة تحوي صورتها، مد يده يلتقط القلادة ينظر لضحكتها العالية يستطيع سماعها فقط من صورتها، تهدجت أنفاسه شعور بالألم الموحش يأكله بالكامل، والغضب يزحف لقلبه، يتسرب ببطئ خبيث، يتملك منه، شعور قاسي كان قد نسيته منذ سنوات، عاد إليه من جديد، أدار محرك السيارة يتحرك بها خارج المنزل بالكامل، التقط هاتفه يطلب رقم إسلام لحظات إلي أن اجاب الأخير:.</p><p></p><p>- أنت فين</p><p>استمع الي رده الموجز ليتمتم يقتضب الحديث:</p><p>- طب أنا جايلك.</p><p></p><p>اغلق الخط ليسحق مكابح السيارة صورة لينا لا تغيب عن عينيه ضحكات ابتسامات الحان صوتها كلماتها كل ذكري لهما معا، تفتت كل ذاك الآن بسببها هي، شهد، يا ليته لم يرها من جديد، دمرت حياته بأكملها، أخذت انتقامها كاملا منه الآن، اجفل من أمواج شروده فجاءة علي صوت زامور سيارة تأتي بالاتجاه المعاكس علي وشك الاصطدام به، ادار المقود بعنف يتجنب الاصطدام بها في اللحظة الأخيرة التفت بالسيارة عدة مرات قبل أن تصطدم جانب السيارة في عمود إنارة كبيرة، ووقفت ترك المقود يستند برأسه إلي ظهر المقعد يغمض عينيه، لحظات يحاول إلتقاط أنفاسه قبل أن يسمع صوت يسأله:.</p><p></p><p>- أنت كويس يا استاذ تحب نوديك مستشفي</p><p>فتح عينيه ينظر للقائل ليجد أحد المارة، ابتسم له بشحوب يحرك رأسه نفيا، أدار محرك السيارة من جديد واتجه إلي المستشفي التي بها إسلام، نزل يبحث عنه، اتصل به ليدله علي مكانه صعد إلي طابق الطعام، وجد إسلام في أحدي الغرف، يجلس علي الفراش وهناك طبيب أمامه يلف ضمادات بيضاء حول إصبعه، دخل يصافح الطبيب يتمتم مبتسما:</p><p>- أخباره ايه.</p><p></p><p>انتهي الطبيب ليلم حاجيته التفت لخالد يتمتم في عملية:</p><p>- واضح كدة أن الكسر دا في خناقة، وإن اللي عمل كدة خبير يأذي من غير ما يسبب اذي ضخم، علي العموم أسبوعين تقريبا ويقدر يحرك صوباعه تاني عن اذنكوا</p><p>خرج الطبيب من الغرفة ليتقدم خالد جلس أمام إسلام ابتسم يربت علي ساقه يتمتم:</p><p>- حمد *** علي السلامة، معلش حقك عليا أنا.</p><p></p><p>ابتسم إسلام ساخرا يشيح بوجهه بعيدا يشعر بنيران تحرق قلبه وتد مسموم يدق روحه حرك يده السليمة يتمتم ساخرا:</p><p>- الحق مش عندك يا باشا الحق عند أختي اللي همشتني في حياتها، اللي اعتبرت وجودي زي عدمه، اللي كل ما كنت اتصل بيها كانت تقولي أنا كويسة، اللي عرفت صدفة انها اتطلقت واتجوزت.</p><p></p><p>حرك خالد رأسه إيجابا يتفهم غضب إسلام هن حقا محق في غضبه للغاية لو كانت ياسمين بدلا من بدور وهو بدلا من إسلام كان ليدق عنق ياسمين دون تردد، تحرك من مكانه يجلس جوار إسلام رفع يده يربت علي كتفه يردف:.</p><p></p><p>- معاك حق معاك كل الحق، بس أنت وأنا عارف بدور كتومة قد ايه، وآخر مرة اتخقنت مع جوزها وضربتوا بعض ووصل الحال للقسم، هي بقت تخاف تقولك، حتي أنا ما عرفتش أنها متخانقة معاه غير لما طردها في نص الليل مرة وخد منها خالد الصغير وضربها مرة تانية...</p><p></p><p>توسعت عيني إسلام في فزع يشعر بشرخ حاد في كرامته ورجولته حين علم بما مرت به شقيقته، هو المخطئ لأنه تركها وسافر وكان فقط يتواصل معها بالهاتف كانت تعاني وتخبره بأنها علي اتم ما يرام، انحدرت دموعه، احمرت عينيه، كور قبضته يشد عليها هب واقفا يصيح متوعدا:</p><p>- ورحمة أبويا لهدفعه تمن اللي عمله فيها غالي</p><p>تحرك بخطوات غاضبة ناحية باب الغرفة ما أن كاد يقبض علي مقبض الباب سمع صوت خالد يتمتم من خلفه ساخرا:.</p><p></p><p>- ما تدورش عليه عشان مش هتلاقيه، أنا نفسي مش عارف هو فين، كل اللي اعرفه أن حمزة علم عليه جامد</p><p>وقف إسلام مكانه للحظات التفت لخالد ليقترب منه وقف أمامه يناظره بنظرات قهر عاجزة انسابت دموعه يصيح مقهورا:.</p><p></p><p>- أنا السبب ذنبها في رقبتي أنا اللي سيبت الحيوان دا يعمل فيها كدة، وكنت بريح ضميري إني اكلمها في التيلفون، يا ريتني ما سافرت، وأنت ازاي ما تبلغنيش علي الأقل عرفني كنت نزلت خدت اختي تعيش معايا في حضني تحت جناحي...</p><p>أشفق حقا علي حاله البائس ونبرته النادمة الحزينة المعذبة، جذب كف يده ليجلس جواره من جديد، لحظات صمت قبل أن يتنهد إسلام يهمس في خفوت حزين ممزق:.</p><p></p><p>- علي الأقل كنت عرفني، هي بتعتبرك زي ابوها من زمان، إزاي توافق علي جوازها من اخوك، ازاي ما تمنعهاش</p><p>بما يجيبه أيخبره أنه رفض وحاول إقناعها بالرفض ولكن كل محاولاته بائت بالفشل زفر أنفاسه المختنقة يتمتم يآسا:.</p><p></p><p>- صدقيني حاولت، رفضت مجرد الفكرة وحاولت حتي اضغط عليها نفسيا انها لو اتجوزته مش هينفع تبقي بنتي تاني، مع ذلك ما قدرتش اقنعها، بس يعني احقاقا للحق حمزة بيحاول بجد، يعوضها عن اللي شافته مع الحيوان طليقها، أنا مش بشهدله بس أنا عارف إن حمزة قادر يعوضها عن اللي فات كله، قوم معايا يلا</p><p>التفت له إسلام يقطب جبينه متعجبا ليبتسم خالد في هدوء يجذبه من يده السليمة مردفا:.</p><p></p><p>- قوم صالح أختك ما ينفعش اللي أنت قولته ليها دا، اختك مالهاش حد في الدنيا غيرك، مهما كانت متجوزة مين هتفضل أنت سندها الأول قوم يلا</p><p>ارتسمت ابتسامة حزينة بائسة علي شفتي إسلام يحرك رأسه بالإيجاب وضع يده في خالد ليجذبه الأخير يتحركان للخارج، استقل المقعد المجاور لخالد يتمتم متعجبا:</p><p>- العربية متطبقة من الجنب</p><p>ابتسم خالد في هدوء يدير محرك السيارة يغمغم بلامبلاة:.</p><p></p><p>- حادثة بسيطة علي الطريق، هبقي اوديها لميكانيكي</p><p>ضحك إسلام رغما عنه يتذكر أيام قضوها في شباب كل منهم في الحارة في ورشة تصليح السيارات، زاغت عينيه وارتسمت ابتسامة حنين علي شفتيه تنهد يغمغم مبتسما:</p><p>- كانت أيام حلوة، رغم الشقا اللي كنا فيه، بس كانت جميلة علي قد بساطتها</p><p>ابتسم خالد هو الآخر يحرك رأسه إيجابا يؤيد ما يقول إسلام محق اشتاق لذكريات تلك الايام بصحبتها، كانت حقا إيام لا تُنسي...</p><p></p><p>بعيدا في أحدي الفنادق في لندن وقف زيدان غاضبا حانقا ينظر لقطعة الحلوي الشقراء الواقفة أمامه تبتسم في براءة علي وشك أن تصيبه بجلطة دماغية تنهد يزفر حانقا:</p><p>- ممكن أعرف ايه اللي جايبك ورايا من مصر للندت، مش طبيعي يا انجليكا اللي بتعمليه دي</p><p>قوست شفتيها بحركة دلال تعبرها عن حزنها مما قال، اقتربت منه اكثر إلي أن وقفت امامه شبت على أطراف أصابعها تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم بنعومة:.</p><p></p><p>- أنت وهشت أنا كتير زيدان، أنا كنت آيزة اشوفك</p><p>زفر غاضبا ليفك ذراعيها من حول عنقه ابتعد خطوتين للخلف ينظر لها محتدا في غيظ قبل أن يصيح فيها يزجرها بعنف:</p><p>- يا انجليكا اللي بتعمليه دا ما ينفعش، اقتحامك حياتي فجاءة بالشكل دا، مش مقبول، ووجودك هنا مالوش اي داعي...</p><p>- أنا بهبك زيدان.</p><p></p><p>همست بها بصوت خفيض ناعم حزين صاحبته تساقطت بعض القطرات من عينيها، ليتنهد يآسا **** باكية اقتحمت حياتها المبعثرة من الأساس، اقترب منها يقف علي بعد خطوة واحدة منها ابتسم يتمتم مترفقا:</p><p>- يا انجليكا صدقيني انتي تستاهلي حد يحبك بجد، أنا قلبي ما عدش فيه طاقة للحب، انجليكا أنا لولا احساسي ناحيتك بالمسؤولية حاسس أنك **** صغيرة، أنا كنت اتصرفت معاكي بشكل تاني خالص.</p><p></p><p>اخفضت رأسها أرضا تتساقط دموعها في صمت، ليزفر حانقا من نفسه الآن هو الشرير الذي جعلها تبكي مد يده يمسك ذراعيها يتمتم</p><p>برفق:</p><p>- انجليكا أنا مش قصدي ازعلك بس أنا مش عاوز اضحك عليكي واوهمك بحبي</p><p>- بتهبها هي مش كدة</p><p>تمتمت بها بنبرتها الحزينة أحرف كلامها المكسرة رفعت وجهها له تنظر لعينيه مباشرة ليقطب جبينه متعجبا، من تقصد، ابتسمت هي إبتسامة حزينة بائسة لتتمتم:</p><p>- لينا، البنت اللي شدت شآري.</p><p></p><p>ابتسم رغما عنه من طريقة كلامها ليهرب بمقلتيه بعيدا عنها يحاول الا ينظر لعينيها لا يعرف ما يقوله لها، هو لا يحبها فقط هو مقيد رغما عنه بقانون قلبه في قيد عشقها الخاص، تنهد يحرك رأسه بالإيجاب، ليغزو الألم مقلتيها للحظات قبل أن تسمعه يتمتم ساخرا:</p><p>- حتي لو أنا بحبها هي ما بتحبنيش، ما عدش ينفع نتجمع تاني يا انجليكا.</p><p></p><p>ابتسمت ما أن سمعت تلك الكلمات، يبدو انهم علاقة تلك الفتاة وزيدان قد انتهت، هي ستصبر ستبقي جواره ستنسيه حبه لتلك الفتاة ليحبها هي فقط، مسحت دموعها سريعا حمحمت تتمتم بمرح باهت:</p><p>- أنا جآنة زيدان، جآنة اوي، اكل الطيارة Very bad</p><p>ضحك يآسا **** كما قال قبلا حرك رأسه إيجابا ليتحرك ناحية هاتف غرفتها يطلب لها الغداء، عاد إليها يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- أنا طلبتلك الغدا هروح اوضتي، لإني محتاج أنام، لو احتاجتي حاجة كلميني</p><p>ابتسمت بسعادة تحرك رأسها إيجابا ليخرج من غرفتها يوصد الباب خلفه ابتسمت هي بسعادة تلتف حول نفسها عدة مرات، ارتمت بجسدها علي الفراش تنظر لسقف الحجرة يعلو ثغرها ابتسامة واسعة تنظر بتحدي للسقف كأنها تنظر لشخص ما تتمتم متوعدة:</p><p>- زيدان ليا أنا لينا!</p><p></p><p>وصلت سيارة خالد بعد مدة قصيرة إلي منزله مرة أخري، نزل منها بصحبة إسلام الي الداخل توجها، في تلك اللحظات في الأعلي في غرفة حمزة منذ أن استيقظت من غفلتها القصيرة وهي تجلس تنظر للفراغ تنساب دموعها رغما عنها تغرق وجنتيها حمزة يجلس أمامها لا يعرف ما يفعل ترفض حتي الحديث معه مد يده يمسك بكفها برفق يهمس باسمها:</p><p>- بدور.</p><p></p><p>نزعت يدها من يده تضم قبضتها إليها تنساب دموعها بغزارة دموع صامته كئيبة نادمة، تنهد حزينا يهمس لها نادما:</p><p>- أنتي زعلانة مني طيب أنا آسف بس ما كنتش هقدر اشوفه بيزعقلك بالشكل دا، بدور وحياة سيلا عندك ما تزعليش</p><p>التفت بوجهها ناحيته ليري عينيها الباكية وجهها الأحمر القاني شفتيها المرتجفة فتحت فمها تهمس له بقهر:.</p><p></p><p>- أنت ضربت اخويا، خليته يمشي زعلان مني، أنا كنت بخاف اقوله علي اللي بيعمله أسامة فيا، عشان ما يأذوهوش آخر مرة إسلام اتاذي جامد من أسامة، انت ما تفرقش عنه حاجة اذيت اخويا...</p><p></p><p>رفعت كفيها تخفي وجهها خلفهم تنتحب باكية ليعتصر قبضته قلب يتفتت من ناحية من صوت بكائها المتزايد، ورجولته تفتت من تشبهيها له بذلك الحيوان شبه الرجل زوجها السابق، لحظات من الحيرة لا يعرف ما يفعل قبل أن يسمع دقات علي باب الغرفة الخاصة بهم، تركها وتوجه ناحية الباب فتحه ليجد إسلام يقف جوار خالد، حمحم خالد يبادر مبتسما:</p><p>- إسلام عاوز يتكلم مع بدور، تعالا أنت برة شوية.</p><p></p><p>لم يعترض إطلاقا، نظر لاسلام للحظات كأنه يعتذر له بنظراته عما فعل ليتحرك للخارج بصحبة أخيه، دخل إسلام إلي الغرفة يغلق الباب عليهم، تقدم من فراش شقيقته جلس جوارها يهمس باسمها بصوت خفيض حاني:</p><p>- بدور</p><p>توسعت عينيها حين استمعت إلي صوت شقيقها، كالغريق حين وجد طوق نجاته الأخير، رفعت وجهها سريعا لتخرج منها شهقة متفاجئة سعيدة حين رأته أمامها ابتسمت كطفلة صغيرة لترني نفسها بين ذراعيها تشهق في بكاء نادم:.</p><p></p><p>- إسلام أنت هنا، أنا آسفة سامحني، سامحني، ورحمة بابا ما تزعلش مني، أنا خوفت اقولك علي اللي اسامة بيعملوا فيه، أحسن يأذيك او أنت تقتله وتخش السجن، و**** كنت خايفة عليك اوي</p><p>ادمعت عينيه حزينا علي حالها كم عانت شقيقه خوفا فقط عليه، ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهاميه يهمس لها:.</p><p></p><p>- خوفك دا بيعذبني، يا ريتك كنتي قولتيلي، اومال مين يحميكي يا بدور، لما تخافي تقوليلي، هو أنا مش اخوكي، مش انا سيمو حبيبك</p><p>ابتسمت واغرقت عينيها الدموع تحرك رأسها إيجابا ترتمي بين ذراعيه من جديد، تشدد علي عناقه تهمس له باكية:</p><p>- أنا آسفة سامحني، أنا آسفة</p><p>مسح علي رأسها برفق يحرك رأسه إيجابا تنهد يهمس حزينا:.</p><p></p><p>- مش عارف اقولك مسامحك ولا حقيقي زعلان منك ازاي توافقي علي جوازة زي دي يا بدور، ازاي توافقي تتجوزي واحد أكبر منك بالشكل دا</p><p>خرجت من بين أحضانه سريعا أمسكت بكفيه تغمغم متلهفة:</p><p>- صدقني حمزة طيب اوي وحنين اوي اوي، كفاية حنيته عليا وعلي خالد وسيلا، حنية ما شوفوهاش مع ابوهم نفسها، سيلا ما بترضاش تنام غير في حضنه...</p><p></p><p>تنهد حزينا يآسا من كلامات شقيقه التي لا تمس للمنطق بصلة كيف توافق علي ذلك الأمر لا وتحاول إقناعه بأنها سعيدة أيضا احتضن كفيها بين قبضتيه برفق:</p><p>- يا ستي علي عيني وراسي أنه طيب وحنين بس فرق السن بينكوا يا بدور انتي من جيل وهو من جيل تاني خالص، ما تحاوليش تقنعيني أنك بتحبيه مثلا</p><p>ابتسمت رغما عنها ابتسامة شاحبة باهتة حركت رأسها نفيا تهمس له بهدوء حزين:.</p><p></p><p>- صدقني أنا اكتشفت بعد جوازتي الاولانية واللي شوفته مع أسامة اللي كنت بحبه حب كبير أوي، إن الحب مش أهم حاجة في الجواز الأهم الاحترام الود، حمزة بيحترمني بيعاملني كبني آدمة ليها مشاعر بتحس، بيحاول يعوضني ويرضيني، مش مجرد خدامة آلة مالهاش مشاعر، صدقني يا إسلام و**** أنا سعيدة اوي معاه...</p><p></p><p>زفر حانقا كم رغب في أن يحطم رأس شقيقته ليري عقلها الاحمق ويعرف بأي عقل تفكر ولكنه لا ينكر أن بداخله جزء صغير للغاية مطمئن لأجلها، تنهد محترا قبل أن يحتضن وجهها بين كفيه من جديد يهمس لها في صرامة:</p><p>- احلفي ب**** يا بدور، أنا لو حصل ليكي اي حاجة تاني مهما كانت أنك هتبلغيني ارجوكي ما تلغنيش من حياتك بالشكل دا، أنا ماليش غيرك</p><p>ابتسمت تحرك رأسها إيجابا سريعا تتمتم:</p><p>- و**** ما هيحصل تاني ابدا.</p><p></p><p>قبل جبينها ليتركها ويغادر خرج من الغرفة ليجد حمزة وخالد يقفان عند سور الطابق الثاني يتحدثان، التفتا له معا ما أن خرج من الغرفة ليبتسم ابتسامة هادئة تحرك ناحيتهم ليحمحم خالد يردف مبتسما:</p><p>- طب أنا هروح اريح شوية، البيت بيتك طبعا يا إسلام</p><p>تحرك يغادر إلي غرفته، وقف إسلام أمام حمزة بضع لحظات يتحاشي النظر ناحيته إطلاقا، تنهد يزفر أنفاسه الحارة يتمتم حانقا:.</p><p></p><p>- بص يا أستاذة او يا حمزة بيه السويسي، لو جينا للحق أنا مش طايقك، مش عشان ضربتني يمكن دي الحاجة اللي خلتني بلعتك أنك ما سمحتش لحد أنه ياذي مراتك حتي لو كان أخوها، بس أنت مش شايف أنك كدة ظلمتها لما تتجوز واحد اكبر منها بكتير</p><p>ابتسم حمزة في هدوء ليتنسد بمرفقيه إلي سطح السور التف برأسه ناحية اسلام يبتسم ابتسامة هادئة يتمتم برزانة:.</p><p></p><p>- صدقني أنا ما اجبرتهاش، أنا آخر حاجة اعملها اني افرض نفسي علي واحدة ست، أنت شايفها أنانية، أنا شايفها احتياج، كل واحد مننا محتاج التاني، أنا عارف أنك خايف علي اختك ودا حقك، بس أنا احلفك اني طول ما أنا عايش علي وش الدنيا عمري ما هجرحها ولا هزعلها وما تقلقش عليها بعد موتي هسيبلها فلوس كتتتييير اووووي، تأمن حياتها هي والولاد لباقي عمرهم، أنا مش عايزك تقلق مع اختك معايا...</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي إسلام يحرك رأسه إيجابا يحاول أن يقنع عقله بما قال ذلك الواقف امامه، ابتسم حمزة يربت علي كتف إسلام:</p><p>- البيت بيتك عن إذنك</p><p>تركه حمزة وتوجه إلي غرفته، ليتنهد إسلام حائرا توجه الي الغرفة التي يقطن فيها بصحبة شمس ابنته فتح بابها ليجد شمس تجلس علي الفراش تبكي بعنف مخيف هرع ناحيتها يسألها قلقا:</p><p>- شمس مالك يا شمس، في اي يا حبيبتي ايه اللي حصل.</p><p></p><p>دفنت وجهها في صدره تشهق في بكاء عنيف لم يسمع منه سوي بضع كلمات مبعثرة:</p><p>- ليينا، لييينا، صعبانة عليا اوووي.</p><p></p><p>دخل إلي غرفته قبل قليل ليراها علي حالها منذ أن تركها صباحا تجلس علي الفراش ترفع ركبيتها تحضتنهم بذراعيها تنظر أمامها للفراغ نظرات ثابتة جامدة، صينية الطعام موضوعة جوارها لم تُمس، نظر لها بضع لحظات ليخرج الي الشرفة يطحن سيجارة بين شفتيه يعتصرها بعنف باصابعه، القاها أرضا بعد لحظات ليعود للغرفة، وقف أمامها للحظات ليخرج الورقة من جيبه امسك كف يدها رغما عنها يضع الورقة داخله نظرت له محتدة ليبتسم هو متألما يهمس لها:.</p><p></p><p>- خلع يا لينا للدرجة دي</p><p>قطبت جبينها متفاجئة مما يقول امسكت الورقة تفتحها سريعا لتشخص عينيها في ذهول خرج منها شهقة فزعة تحرك رأسها نفيا نظرت له مدهوشة تتمتم في ذهول:</p><p>-مين عمل كدة، مش انا صدقني مش...</p><p>قطمت كلامتها وتوحشت مقلتيها، قبضت علي الورقة بعنف لتنفض الغطاء عنها تحركت ترغب في الخروج من الغرفة ليمسك بذراعها سريعا قبل أن تفعل دفعته بشراسة تصيح فيه:</p><p>- اوعي سيبني.</p><p></p><p>تأوه متألما بعنف من دفعتها، لتقطب جبينها مدهوشة مما حدث، هي ليست بتلك القوة لتؤذيه حتي، رمت الورقة من يدها لتتجه ناحيته، وقفت أمامه للحظات تنظر له قلقة، لتمد يدها تفتح ازرار قميصه قبض علي يديها يمنعها من أن تفعل شد علي أسنانه يتمتم محتدا:</p><p>- أنا كويس انتي هتخرجي ازاي من الأوضة بقميص النوم..</p><p></p><p>دفعت يديه بعيدا عنها لتكمل حل ازرار قميصه رغما عنه تنهد حانقا من عنادها نزعت عنه القميص لتشهق فزعة حين رأت كدمة زرقاء كبيرة في ذراعه الايمن وجزء منها يمتد لصدره وبطنه نظرت له مذهولة تصيح فيه فزعة:</p><p>- حصل ايه، أنت كويس، رد عليا</p><p>ابتسم في ألم يلتقط قميصه يرتديه، يتمتم في خواء:</p><p>- حادثة بالعربية.</p><p></p><p>قال ما قال ليتوجه إلي المرحاض، بينما اندفعت هي التقطت مئزر قطن كبير من فوق علاقة ملابسها، توجهت لخارج الغرفة حيث غرفة والدها، دقت الباب بعنف دخلت لتجد جاسم ابن شمس يجلس بصحبة والدها يضحكان بصخب توجهت لداخل الغرفة القت الورقة أمام والدها تصرخ فيه:</p><p>- أنت ازززززاري تعمل كدة، اززززاي</p><p>ابتسم جاسم في هدوء وضع ساق فوق آخر يتمتم في هدوء ساخر:.</p><p></p><p>- عشان اخلصك منه، توكيل قديم عليه امضتك، أنا مش هسمحله يغسل مخك تاني ويعيشك معاه غصب عنك</p><p>أحمر وجهها غضبا فارت الدماء تصرخ في رأسها تندفع بعنف إلي أوردتها، لم تعي بنفسها سوي وهي تصرخ بكل ما يعتمر في قلبها من قهر وألم:.</p><p></p><p>- حررررررام عليك يا أخي، حررررام عليكوا كلكوا، اموت ناس عشان ارتاح منكوا، دا جوزي، عارف يعني ايه جوزي، كان جنبي في الصعب قبل الحلو، عايزني بعد كل السنين دي اقف قصاده في المحكمة، يا اما ادمر كل اللي فات واهد عشرة سنين يا اما تقول عليا سلبية بيضحك علي عقلي بكلمتين ارحمني بقي.</p><p></p><p>انهارت أرضا علي ركبتيها تصرخ في بكاء قاسي، بكاء لم ينتشلها منه الا هو حاوط جسدها بذراعيه يحتضنها يرفعها عن الأرض يخبئها بين أحضانه، نظر لجاسم نظرة سوداء متوعدة ليخرج بها من الغرفة، توجه بها سريعا إلي غرفتهم وضعها علي الفراش وهو لا يزال يحتضنها بعنف، لتصرخ هي بشراسة تحاول ضربه:</p><p>- أبعد عني ابعد عني بقي، أنت السبب، أنت</p><p>اللي عملت فينا كدة، أنا بكرهك، بكرهك.</p><p></p><p>ظلت تصرخ وهو يحاول احتواء حركاتها المنفعلة الهاجئة بين ذراعيه إلي أن استسلمت رغما عنها وسقطت علي صدره تبكي دون توقف.</p><p></p><p>حل الليل في منزل عثمان وسارين تحديدا في غرفة نومهما، يجلس عثمان علي الفراش يمد ساقيه أمامه يضع جهاز كمبيوتر محمول علي قدميه وسارين تتحرك حركات مضطربة سريعة أمام الفراش، زفر عثمان قلقا علي حالها ليردف متذمرا:</p><p>- يا سارين اهدي وترتيني يا بنتي مش كدة</p><p>جلست علي مقعد قريب من الفراش تهز ساقها اليسري بعصبية جلية رفعت رأسها له تتمتم متوترة:</p><p>- شوف كدة الموقف فتح.</p><p></p><p>حرك أصابعه بسرعة علي لوحة المفاتيح أمامه ليبتسم داخله حين فتحت الصفحة أمامه اخيرا، هو يحفظ الرقم الخاص بها، سيري النتيجة اولا، خوفا من أن تكن سيئة فتصدمها، كتب سريعا الرقم الخاص بها، لتنفتح صفحة النتيجة أمام عينيه، توسعت ابتسامته، تشق شفتيه ينظر لمجموعها العالي، رفع وجهه ينظر لها ليراها تنظر له فزعة صاحت فيه قلقة:</p><p>- ها فتح، أنت ما بتردش عليا لييييه.</p><p></p><p>حرك جهاز الكمبيوتر لتصبح الشاشة مقابلة لوجهها بعد أن كبر حجم اسمها بجواره مجموعها، توسعت عينيها في دهشة تفغر فاهها حتي آخره اغمضت عينيها وفتحتها عدة مرات سريعة متتالية تنظر للشاشة اشارت لنفسها تنظر لعثمان تتمتم ذاهلة:</p><p>- دا مجموعي أنا؟!، ال97 ونص دول كلهم بتوعي</p><p>خرجت ضحكان عثمان العالية ليردف ساخرا:</p><p>- لاء بتوعك انتي والجيران، ايوة يا بنتي، انتي جبتي 97 ونص، مبروك يا سيرو.</p><p></p><p>صرخة سعيدة خرجت من بين شفتي سارين لتبدأ بالضحك بقوة والالتفاف حول نفسها تصرخ من سعادتها وهو يجلس يراقب تغزو شفتيه ابتسامة واسعة سعيدة كم اراد أن يتحرك هو الآخر يشاركها سعادتها، تحرك بجسده، يجذب عصاه وقف بجهد شاق يجر ساقيه ناحيتها يشد ساقيه شدا بعنف كبير، اقترب منها ليسقط أرضا رغما عنه، تأوه بصوت عالي لتصيح سارين باسمه هرعت إليه ترتمي علي ركبتيها جواره تصرخ فزعة:</p><p>- عثمان أنت كويس يا عثمان، عثمان.</p><p></p><p>اعتدل بجسده قليلا يرتمي بظهره يستند الي الفراش من اسفله ابتسم لها ابتسامة مرهقة يمسح علي وجهها برفق يتمتم محرجا:</p><p>- كان نفسي اقوم اشاركك فرحتك بس ما قدرتش أنا آسف</p><p>حركت رأسها نفيا سريعا لترتمي بين ذراعيه تعانقه بقوة تهمس له بحنو:</p><p>- اوعي تعتذر، ابدااا، وجودك جنبي اكبر فرحة يا عثمان، أنت ما تعرفش أنا سعيدة قد إيه، أنا بحبك اوي يا عثمان.</p><p></p><p>رفع يده يمسح علي خصلات شعرها برفق حين ابتعدت هي عنه تنظر لعينيه مباشرة ابتسمت تسأله بهمس شغوف:</p><p>- وأنت بقي، بتحبني</p><p>ابتسم يرفع يده يزيح خصلات شعرها المدلاة تحجب صفحة وجهها الناعمة داعب أنفها بإبهامه برفق يهمس لها بصوت خفيض تملئه المشاعر:.</p><p></p><p>- كنت اعمي واطرش، اعمي ما شوفتش أنا قد ايه بحبك، واطرش اني ما سمعتش دق قلبي وانتي جنبي، عارفة لما بوستك في النادي وبعدها زعقتلك، كنت بفوق نفسي، ازاي مشاعري تنجذب ناحيتك، ازاي افكر حتي اني الوث براءتك مع واحد زيي، انما دلوقتي رغم اللي أنا فيه، حاسس اني بني آدم نضيف بجد، واقدر اقولك اني بحبك يا سارين، بحبك اوي، وإن كان نفسي اقف علي رجليا تاني، عشان اعوضك عن صبرك معايا واحققلك كل اللي نفسك فيه.</p><p></p><p>تسارعت دقات قلبها تشعر به سينفجر من السعادة، ظلت تنظر له تبتسم وهو المثل الي أن شعرت به يجذب رأسها ناحيته أغمضت عينيها وتبطأت انفاسها تشعر بأنفاسه المتسارعة تتصادم في وجهها تبعثر شتات مشاعرها بلا رحمة، كان هو يقترب أكثر فأكثر لا يرغب في تلك اللحظة سوي في أن يلحم مشاعره بمشاعرها علها تعلم بأي قدر بات يدمنها، في لحظة تبدل الوضع انتفضت من بين ذراعيه حين دق هاتفه يصدح بصوته المزعج يبعثر لحظتهم الخاصة زفر حانقا يلتقط هاتفه من جيب سرواله وجد عمر أبيها يتصل شتمه في نفسه ليفتح الخط يضع الهاتف علي اذنه يتمتم مغتاظا:.</p><p></p><p>- ايوة يا عمي خيييير</p><p>سمع صوت عمر يصيح فرحا:</p><p>- انت بترد ليه دلوقتي فين سارين حبيبة بابا جابت 97 ونص، أنا جاي حالا وجايبلها هدية نجاحها، صحيح قولها أن سارة كمان نجحت وجابت 98 ونص، سلام يلا</p><p>اغلق الخط ينظر لسارين لتنفجر الآخيرة في الضحك.</p><p></p><p>في الحارة تحديدا في منزل السيدة منيرة</p><p>دخلت منيرة حجرة مراد تنظر له متعجبة حين رأته يضب ملابسه فئ حقائب للسفر لتنظر له تردف متعجبة:</p><p>- بتعمل ايه يا مراد</p><p>ابتسم الأخير سارخا اوقف ما كان يعمل نظر لجدته يتمتم متهكما:</p><p>- سلامة الشوف يا منيرة بحضر شنطتي هسافر كمان ساعة</p><p>شهقت منيرة متفاجئة لتساله سريعا قلقة:</p><p>- هتسافر بليل كدة، ما تخليك للصبح يا ابني، النهار ليه عيون.</p><p></p><p>ضحك مراد ساخرا يكمل ما يفعل سريعا لتتنهد منيرة يآسة منذ متي ومراد يستمع الي ما تقول دائما ما يفعل ما يحلو له هو فقط، اقتربت منه تسأله:</p><p>- طب هترجع امتي طيب</p><p>توجه مراد ناحية دولاب الملابس يخرج ما تبقي من ثيابه يتمتم بلامبلاة:</p><p>- لاء أنا احتمال كبير ما اجيش تاني اصلا، خليوا انتوا عايشين في الحارة الفقر دي أنا هخرج لوش الدنيا هبقي باشا زي البشوات اللي بيضربوا ليهم تعظيم سلام ويركبوا احسن عربيات.</p><p></p><p>توجهت منيرة ناحية الفراش جلست علي حافته تنظر لحفيدتها نظرات حزينة يملئها الندم لتهمس له:</p><p>- وبعد ما تبقي باشا وتركب احسن عربيات بعد ما تبيع روحك للشيطان يلعب بيك، هتاخد ايه معاك قبرك، فوق يا مراد، فوق يا إبني..</p><p>فوق يا مراد، فوق يا ابني</p><p>أعاد هو جملتها بطريقة ساخرة متهكمة، التفت لها ينظر له نظرات ساخرة يملئها الألم ليصيح بانفعال:.</p><p></p><p>- الشيطان هو اللي قال لابويا وامي يطلقوا هو اللي قالهم يرموني، اعيش وأنا حاسس دايما اني اقل من زمايلي اقل من الكل، لا يعني لا أنا هعيش هوصل للي أنا عايزه حلال بقي حرام، أنا اللي هتحاسب مش انتي يا منيرة</p><p>جذب حقيبة ثيابه يود الخروج من الغرفة لتستوقفه سريعا حين هرولت ناحيته أمسكت بكف يده تترجاه باكية:.</p><p></p><p>- أبوس ايدك يا ابني ما تسلمش لشيطانك أنا ما اعرفش أنت رايح تعمل ايه بس اكيد رايح تعمل كارثة، ورحمة ابوك يا مراد ما تاذي حد الدنيا مش مستاهلة يا ابني</p><p>جذب يده من يدها يرميها بنظرات باردة خاوية من اي مشاعر ليخرج صوته كالجليد بارد لا يشعر بشئ:</p><p>- فات الأوان خلاص يا منيرة.</p><p></p><p>تحرك للخارج ليبصر روحية الجالسة علي أحد المقاعد بعيدا انكمشت علي نفسها ما أن رأته ليبتسم ساخرا توجه ناحية باب المنزل فتحه وقبل أن يغادر التفت لها ابتسم ساخرا يردف:</p><p>- أنتي طالق يا روحية</p><p>ومن ثم غادر اخذ شيطان نفسه ورحل يخطط للاسوء.</p><p></p><p>مرت عدة أيام.</p><p></p><p>اليوم هو اليوم المحدد لعقد قران لينا ومعاذ، صباحا في مطار القاهرة الدولي، هبطت طائرة خاصة بسلام تام علي أرض المطار، تحركت عربة إسعاف مجهزة اقترب المسعفون سريعا ينقلون شهد من الطائرة إلي سيارة الإسعاف متوجهين بها إلي المستشفى بصحبة حسام أما زيدان خرج من بوابة المطار وانجليكا تقبض علي كفه تلتصق به كالعلقة من يراهما يظن انهما زوجين في غاية السعادة عائدين من شهر عسل سعيد، توجها معا إلي خارج المطار، يستقلان سيارة اجري، وهناك بعيدا عدسات تصور ذلك المشهد ليتم الإنتقام كاملا!</p><p></p><p>الفصل السابع والثمانون</p><p></p><p>وقفت سيارة الاجري أمام احدي الفنادق الفاخرة القريبة من المطار نزل زيدان اولا يعطي للسائق نقوده لتلحق به انجليكا سريعا، وقفت جواره تشبك أصابع كفها تحتضن أصابع كفه ليزفر يآسا من تلك العلكة التي تلتصق به كاسمه، توجه معها للداخل الي حيث موظف الاستقبال يحجز لها غرفة، أخذ الورقة من موظفة الإستقبال يملئ ما فيها من بيانات فارغة من خلال جواز سفرها الذي بيده، أعطاها الورقة ليخرج من حافطته الجلدية بطاقته الإئتمان الخاص به دفع أعطاها للموظفة لتناولها له بعد لحظات ومعها مفتاح الغرفة، التفت لانجليكا يتمتم بفتور:.</p><p></p><p>- أنا حجزلتك أوضة في الفندق هنا، مفتاحها اهو، عن إذنك</p><p>وضع المفتاح في كف يدها تجاوزها ليغادر لتشهق هي سريعا هرولت خلفه سريعا تتعلق بذراعه تسأله مذعورة:</p><p>- أنت روح فين زيدان...</p><p>تأفف حانقا من تلك الكماشة التي احكمت حصارها حول حياته بأكملها ليبعد يدها عن ذراعه ابتسم دون مرح يغمغم في جفاء:.</p><p></p><p>- عندي مشواير مهمة يا انجليكا ومش هينفع اخدك معايا، وعشان تكوني عارفة، العلاقة الغريبة اللي بينا دي هتنتهي مجرد ما نرجع الغردقة، عن إذنك</p><p>دون كلمة أخري استدار وغادر دون أن يعطيها حتي فرصة للحديث، وقفت تنظر في اثره لحظات تكسو مقلتيها الألم، هبطت دمعة صغيرة من عينيها تتحرك إلي غرفتها يدوي في رأسها صوت حبيبها السابق وهو يصيح فيها.</p><p></p><p>« stop doing that angelica you re sticking to me like a gum I can t even breathe away from you، i m really bored of it، i finally want ang»</p><p>-توقفي عن فعل ذلك انجليكا أنتي تلتصقين بي كالعلكة لا أستطيع حتي التنفس بعيدا عنك، لقد مللت حقا من ذلك، أنا أرغب في النهاية انج-.</p><p></p><p>فتحت باب غرفتها بمفتاحها الخاص دخلت الي الغرفة تجر قدميها ارتمت بجسدها إلي الفراش تنظر إلي سقف الحجرة لتتساقط قطرات دموعها تغرق وجهها اشتاقت حقا لحبيبها الأول «ماكس» حنانه الذي كان يغرقها به، ضحكاته، كلامه، علاقتهم الرائعة، كانوا اسعد حبيبن إلي أن بدأ الأخير يمل منها بسبب شدة تعلقها به، وهجرها!، كمن طعن بخنجر في قلبها ظلت تبكي أيام عدة علي فراقه، إلي أن قررت الهروب من طيف عشقها له وجاءت لزيارة صديقتها، ربما هذا ما جعلها تتعلق بزيدان، معاملته الرقيقة، عينيه الزرقاء تشبه عيني ماكس لحد كبير، ولكنه هو الآخر بدأ اختضنت كفيها إلي صدرها تهمس باكية:.</p><p></p><p>-l miss you max!</p><p></p><p>علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي، في غرفة مكتبه يجلس يستند برأسه إلي ظهر مقعده يغمض عينيه، الأجواء في البيت تلك الأيام صعبة بشكل لا يُحتمل، الجميع حزين كئيب، لا يتذكر أنهم تناولوا الطعام سويا منذ أكثر من أسبوع، لينا ابنته وعنادها الذي لا ينتهي تذهب صباحا إلي العمل في شركته وتعود لتغلق علي حالها باب غرفتها باقي اليوم، حمزة لم يعد يراه، أغلب الوقت في المشفي عند أدهم ومعه مايا، وبدور كعادتها لا تخرج من غرفتها الا قليلا، والأهم من ذاك كله لينا زوجته الغاضبة، ترفض اي محاولة منه للصلح خرجت من بين شفتيه ضحكة يآسه في أحدي محاولاته البائسة لنيل سامحها أحضر لها دمية صغيرة ظريفة الشكل علي شكل دب صغير، فما كان منها الا أن القته من النافذة جوارها دون أن تنظر إليه حتي، الدب المسكين سقط في قاع المسبح، تنهد تعبا ليتحرك من مكانه يأخذ طريقه إلي غرفتهم، هو لن يتوقف عن المحاولة ابدا حتي تستلم هي وتسامحه، دخل إلي الغرفة ليجدها تجلس علي الفراش كعادتها توجه أنظارها للشرفة الكبيرة في غرفتهم سمع صوتها الحانق ما أن دخل إلي الغرفة:.</p><p></p><p>- مش في باب المفروض تخبط عليه قبل ما تدخل</p><p>ابتسم عبثا ليقترب في خطواته جلس جوارها علي الفراش مد يده يقربها من رأسها يتمتم مشاكسا:</p><p>- ايوة اخبط الباب ليه يعني وأنا داخل اوضتي اللي فيها مراتي</p><p>ما إن لامس كفه خصلات شعرها التفتت له بعنف تشهر سبابتها أمام وجهه تطالعه بأعين قاتمة غاضبة تصرخ بشراسة:</p><p>- اسمع بقي يا خالد يا سويسي ايدك ما تتحطش عليا خالص، والافضل ما تتكلمش معايا اصلا، كفاية اوي انك حابسني هنا.</p><p></p><p>توسعت عينيه قليلا في ذهول نظر خلفه للحظات كأنه يبحث عن شخص آخر ليعاود النظر إليها أشار الي نفسه مدهوشا ليتمتم ببراءة:</p><p>- أنا حابسك؟!، ما حصلش انتي اللي حابسة نفسك، انتي ممكن تنزلي الجنينة، تروحي شغلك، تروحي النادي، بس معاكي الحراسة، وترجعي علي هنا تاني، فين بقي الحبس دا.</p><p></p><p>طحنت أسنانها بشراسة تنظر له بضراوة وهو يتصرف بتل البراءة وكأنها هي الشريرة هنا اشاحت بوجهها بعيدا عنه تعتصر قبضتيها تتنفس بعنف، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها وهي تقول:</p><p>- ايه خايف مني أحسن أهرب.</p><p></p><p>لحظات من الصمت لم تسمع فيها اي صوت غاضب حتي أنفاسه كانت هادئة للغاية، ارتجف جسدها بعنف حين شعرت بأنامله تمسك بذقنها الصغير، لتشتم نفسها في سرها سحقا لجسدها الخائن الذي يشتاق حتي لعناقه، أدار وجهها ناحيته برفق شديد، حطت عينيها علي وجهه لتراه يبتسم مسح علي وجنتها بأصابعه يتمتم مبتسما:</p><p>- خايف عليكي أحسن حد يأذيكي، أنا عندي أموت ولا يمسك اذي.</p><p></p><p>تنهدت رغما عنها من وقع صوته الخشن العميق، ابتلعت لعابها تخفض عينيها أرضا تبتعد بنافذة قلبها عن وجهه، ولكنه لم يكن ليستسلم وخاصة وهو يشعر بسكونها، رفع وجهها من جديد يحتضنه بين كفيه يتمتم متنهدا في آسي:.</p><p></p><p>- وبعدين يا لينا، انتي بتنطفي يوم بعد يوم، أنا مش هقدر اشوفك في الحال دا، اطلبي اي حاجة في الدنيا احققهالك أن كانت هتسعدك، إلا أني اطلقك، اقولك تعالي نسافر، نسيب كل المشاكل دي ونسافر بعيد أنا وانتي بس، حتي لو مش عايزة تفضلي معايا في نفس الأوضة او نفس الفندق كله حتي، أعمل إيه طيب عشان تسامحيني..</p><p></p><p>حركت رأسها نفيا تغمض جفنيها تشد عليهما بعنف لتنهمر دموعها تسقي وجنتيها بسيول دموعها، فما كان منه إلا أن ضم رأسها لصدره يحاوطها بذراعيه يهدهدها كما كان يفعل وهو صغيرة، شعر بزيادة نشيج بكائها الحارق ويتناهي الي أسماعه صوت صراخها المكتوم داخل صدره جسدها الذي يرتجف بعنف بين خلجات صدره، نشبت اظافرها تشد علي ملابسه بعنف، لتهبط دمعة يتيمة من بين جفنيه المغلقين يده علي رأسها والاخري تربت علي ظهرها برفق ولين، سمعت همسه النادم بعد لحظات طويلة:.</p><p></p><p>- أنا آسف، حقك عليا</p><p>نطقهم وسكت تماما بينما هي لم تهدأ ظلت تبكي وترتجف بين ذراعيه ابعدها عنه برفق يمسك ذراعيها بين كفيه ينظر لعينيها الحمراء المنتفخة من أثر البكاء، شفتيها المرتجفة، وجهها الشاحب، كانت كوردة تبذل حتي الموت، اغمض عينيه بعنف عدة لحظات قبل أن يفتحها ينظر لمقلتيها ترتسم ابتسامة ذبيحة علي شفتيه حين همس:.</p><p></p><p>- لو قربي منك هو اللي بيعذبك بالشكل دا، فأنا هبعد، ولو عايزاني، اا، اا، ااطلقلك، حاضر، بس أنت ما توصليش للحالة دي، مش هستحمل اشوف وردتي الصغيرة بتدبل بسببي.</p><p></p><p>توسعت عينيها في هلع تنظر له مذعورة، تسارعت دقات قلبها تشق قصفها الصدري ألم خالص ينخر روحها، يشطرها نصفين، لما وقع الكلمة صعب مرير لتلك الدرجة، يعصر قلبها كقبضة من نار، نظرت له للحظات نظراتها مزيج جمع جميع المشاعر ما بين الألم والعشق، النفور والهيام، مشاعره عدة عصفت في مقلتيها.</p><p></p><p>ليميل هو قبل قمة رأسها قبلة طووووويلة وكأنه يودعها بها، تحرك من مكانه ناحية دولاب الملابس أخذ العديد من ملابسه، ليتحرك للخارج التفت لها قبل أن يخرج يتمتم بابتسامة صغيرة:</p><p>- هبعت فتحية تاخد باقي حاجتي من الأوضة عشان ما اضايقكيش تاني، عن إذنك.</p><p></p><p>فتح الباب ورحل، وقف بضع لحظات خلف الباب المغلق يستند برأسه عليه، يحاول سماعها ليتذكر بعد لحظات أن الباب عازل للصوت، تنهد حانقا من نفسه لما فعل ذلك، أحمق ياله من أحمق كبير، التفت ليغادر في اللحظة التي انفتح بها باب الحجرة من الداخل بعنف ورآها وهي تنظر حولهر بهلع كأنها تبحث عن أحد ما، تراجعت نظراتها المتلهفة المذعورة حين رأته يقف أمامها، كانت تظن أنه سيغادر المنزل بأكمله، تنهدت حائرة تشعر بأنها الشئ ونقيضه في آن واحد تكرهه بعد ما فعل ولا ترغب سوي في قربه، لا ترغب في أن تراه من جديد، وتخشي حد الذعر أن يبتعد، حمحمت في ارتباك تشد بأصابعها علي كفها رفعت رأسها قليلا تتمتم بإيباء:.</p><p></p><p>- كنت فاكرة فتحية بتخبط، عن إذنك</p><p>قالتها لتستدير تغلق الباب سريعا كأنها لص ضبط بجرم الحب المشهود، خرجت من بين شفتيه ضحكة خافتة ليتحرك إلي الغرفة الملاصقة لغرفتهم تماما يلقي بملابسه على الفراش بإهمال...</p><p></p><p>هناك علي صعيد بعيد عنهم، كان يقود سيارته بعد أن اطمئن علي صحة والدته، أكد له الطبيب أن صحتها في تقدم مستمر والوضع الآن علي خير ما يرام، أخذ سيارته متجها إليها، يشتاقها صورتها لم تغب عن باله طوال فترة سفره وطيفها يلازمه في كل حين، ابتسم حين توقف بالسيارة بالقرب من منزلها، جلست يراقب شرفة غرفتها من سيارته يتمني أن تظهر أن يلمح حتي طيفها من بعيد، تنهد حانقا منذ نصف ساعة وهو يقف هنا دون جديد، قرر بتهور أن يذهب إليها سينزل من سيارته يعبر الشارع، يصعد إلي الطابق الثالث، يدق الباب يعرفهم بنفسه، وهم في الأساس يعرفونه جيدا، والآن باتت صلته يقرب والجميع بات يعلم من هو، ما إن مد يده لمقبض الباب ليفتحه توسعت عينيه حين رآها هي تنزل من مدخل منزلهم، تأوه ينظر لها بشوق ينهش قلبه، ها هي تتحرك كعصفور صغير يلحق للخارج بنعومة ساحرة تجذبه لها، ضاحكا ساخرا من حاله الطبيب الناضج يقع في عشق مراهقة صغيرة، الفرق في العمر بينهما ليس بهين علي الإطلاق، ابتلع لعابه مرتبكا خائفا، من أن يكون عشقه لها ما هو الا مرض خبيث يتسلل إلي قلبه ليهدم حياته وحياة تلك الصغيرة، لا عقل ولا منطق يقول بأن رجل تجاوز الثلاثين يحب مراهقة في التاسعة عشر، تنهد حائرا، انتفض قلبه، حين رآها تبتعد عند نهاية الشارع علي وشك أن تختفي من أمام عينيه سحقا للعقل والمنطق في تلك اللحظات، أدار محرك السيارة سريعا يلحق بها يتحرك بعينيه متلهفا، ليراها هناك تقف عند محل لبيع الحلوي والمثلجات، علي وشك أن تخطو لداخله، اوقف السيارة جواره لينزل منها سريعا التف حول السيارة وقف أمامها يمنعها من التحرك، نظرت غاضبة مقطبة الجبين لذلك الوغد الذي سد طريقها توا لتتوسع مقلتي عينيها حين رأته يقف أمامها يبتسم تلك الابتسامة التي لا يعرف كيف يمكن أن يكن بها كل ذلك القدر من السحر تسارعت مضخة قلبها تكاد تنفجر خاصة حين سمعته يتمتم مبتسما:.</p><p></p><p>- ازيك يا سارة</p><p>علقت الكلمات داخل جوفها تنظر له مدهوشة ترفرف بجفنيها بلا توقف، هل هو حقا يقف أمامها بعد ما قاله لها في الهاتف لا زالت تتذكر همسه لها بتلك الكلمة التي لن تنساها، يحبها هو يحبها، انفرجت شفتيها عن شبة ابتسامة صغيرة دقت ناقوس السعادة في قلبه، لتتوسع ابتسامته هو كالابلة، صوت حمحمة غاضبة أتت من خلفهم مباشرة يتبعها صوت أحد المارة:</p><p>- يا استاذ لو سمحت عايز اعدي.</p><p></p><p>تنحنح حرجا ليقترب منها سريعا التقط كف يدها في غمر موجه استسلامها ليتوجه بها إلي سيارته فتح لها الباب لتصعد، التفت ليجلس جوارها حين سمع ذلك الرجل يتمتم ساخرا:</p><p>- بنات آخر زمن فين أهلها دي.</p><p></p><p>نظر سريعا ناحية سارة لتنظر له متعجبة، تنهد فئ ارتياح من الجيد أن سارة لم تسمع ما قال ذلك الأحمق، ابتسم هو ليعود لذلك الرجل، اقترب منه يحجب ما يحدث بظهره العريض عن رؤيته سارة قبض علي تلابيب ملابس الرجل يهمس له بشراسة قاتلة:</p><p>- اللي كنت بتجيب في سيرتها دي مراتي، أنا اقدر اخليك تزحف علي رجليك تبوس الأرض تحت رجليها عشان تسامحك</p><p>نظر الرجل بهلع لحسام ليحرك رأسه نفيا سريعا يغمغم نادما معتذرا راجيا:.</p><p></p><p>- أنا آسف يا بيه، وأسف للمدام و**** ما كنت اعرف</p><p>دفعه حسام بعيدا عنه ينظر له باشمئزاز ليبصق ناحيته ويتركه ويغادر إلي سيارته، استقل المقعد جوار سارة يبتعد قليلا عن الشارع، لتتوسع هي عينيها هلعا وقد ادركت ما فعلت توا، حمحمت تهمس مرتعشة:</p><p>- هو احنا رايحين فين، أنا لازم ارجع، بابا عارف اني نازلة اجيب حاجة من المحل، ارجوك يا حسام.</p><p></p><p>لحظة واحدة سمع اسمه أكثر من مئة مليون مرة من قبل ولكنه بتلك النغمة الرنانة الدافئة التي اخترقت قلبه مباشرة لم يحدث قبلا، اوقف السيارة بعيدا قليلا يبتسم في توسع كالابلة، ابتلعت هي لعابها تنظر له مرتبكة لتهمس:</p><p>- ما ينفعش صدقني ما ينفعش، أنا غلطت مرة ما ينفعش اكررها تاني، أنا آسفة، عن إذنك.</p><p></p><p>وضعت يدها علي المقبض تود فتحه ليسرع هو بإغلاق السيارة من الزر المقابل له يمنعها من فتح الباب، تسارعت دقات قلبها في هلع تنظر له مذعورة دقاتها تتصارع بعنف حين التفتت له أشهر سبابته أمام وجهها برفق حازما:</p><p>- أولا ما تشبهيش علاقتنا بالحيوان اللي كنتي تعرفيه دا</p><p>ثانيا، أنا مش خاطفك فما تبصليش بالرعب دا</p><p>ثالثا، أنا بس كنت عايز اديكي هدية نجاحك</p><p>تبدلت نبرته الحازمة إلي أخري لينة هادئة واتسعت ابتسامته يخرج علبة.</p><p></p><p>علي شكل مكعب متوسطة الحجم من علي الأريكة الخلفية للسيارة، يمد يده لها بتلك العلبة، نظرت لها للحظات مرتبكة لتحرك رأسها نفيا تهمس مرتجفة:</p><p>- ما ينفعش اخدها صدقني ما ينفعش، بأي صفة اخدها منك</p><p>- ابن عمك وخطيبك وقربب جوزك.</p><p></p><p>نطق سلسلة كاملة من القرابة في أقل من ثانيتين بهدوء تام كأنه يخبرها بعنوان أحدي المحال، توسعت حدقتيها تنظر له مصعوقة مما قال، تدلي فمها تنظر له في صدمة ممتزجة بالفزع، تنهد هو يبتسم ساخرا علي حالة الصدمة التي أصابتها ليمسك بيدها يضع داخلها الهدية يردف مبتسما:.</p><p></p><p>- أنا حسام خالد محمود السويسي ابن عمك وتقدري تسألي باباكي لو مش مصدقاني، وتقوليله أن أنا اللي جايبلك الهدية دي بمناسبة نجاحك وتقوليله تاني، إني هجيلكوا في أقرب وقت عشان نشرب الشربات، مع اني ما بحبوش بس اشربه عشان خاطر عيونك</p><p>التفت تنظر حولها، كم كبير من الصدمات ألقاه في هدوء تام علي عقلها الصغير الذي بعث لها بعدة رسائل أنه يعجز عن فهم ما يحدث، رفعت سبابتها المرتجفة تشير له مصعوقة:.</p><p></p><p>- ااانت، ابن عمي إزاي، أنا مش فاهمة حاجة</p><p>ضحك بصوته كله علي مشهدها وهي مصعوقة تشير له بتلك الطريقة ليحرك رأسه إيجابا، كتف ذراعيه أمام صدره يلاعب حاجبيه عبثا يقول في خيلاء:</p><p>- ايوة يا ستي أنا ابن عمو خالد اللي كنتي بتتصلي بيه تشتكيله مني، مش واخدة بالك من الشبة بينا، إسألي باباكي وهو هيقولك الحكاية كلها، المهم انتي كنتي نازلة ليه.</p><p></p><p>برزت في يدها ورقة نقدية من فئة العشرين جنية، نظر للورقة في يدها متعجبا لتبرز ضحكة لم يتسطع إخفائها حين سمعها تهمس متوترة:</p><p>- كنت رايجة اجيب شيبسي وعصير</p><p>تصاعدت ضحكاته تملئ السيارة، خفضت ضحكاته شيئا فشئ تبقت بقايا علي شفتيه سعل في نهايتها وهو يدير محرك السيارة يتمتم مبتسما:</p><p>- تعالي نجيب عصير وشيبسي.</p><p></p><p>اوقف السيارة أمام ذلك المحل من جديد ليخبرها بأن تنتظره في السيارة وهو سيأتي بعد دقائق، جلست بمفردها صدمة ما قال تعصف برأسها بعنف توسعت حدقتيها تحاول إعادة ما قاله أمامها من جديد « ابن عمها، خطيب، زوج » العديد من الكلمات ذات الوقع الغريب والجديد علي نفسها، شهقت بعنف حين فتح باب السيارة فجاءة عاد يجلس جوارها لتتوسع عينيها في ذهول حين مد لها حقيبة كبيرة منتفخة بما تحوي نظرت للحقيبة لتعاود النظر إليه تتمتم ذاهلة:.</p><p></p><p>- ايه دا كله، لا طبعا ما ينفعش اخدها</p><p>تنهد حسام في ملل يقلب عينيه عقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:</p><p>- ما هو حل من اتنين يا تاخدي الحاجة يا هتنزلي من غيرها وساعتها أنا هطلع وراكي واديكي الحاجة.</p><p></p><p>مجنون هي تعرف جيدا أنه مجنون يكفي تصرفاته الغريبة التي تخيفيها تارة وتحبها تارة اخري تنهدت محتارة تلتقط منه الحقيبة، تمد يده لها بالنقود ليرفع حاجبه الأيسر ساخرا يشيح بوجهه إلي الطريق، تحرك من السيارة يقف بالقرب من منزلها، تحركت تود الهروب من قلبها الذي لا يتوقف عن الخفقان، التفتت تفتح الباب فتحته بالفعل كادت أن تنزل حين سمعته يهمس باسمها التفتت لها لينظر لها للحظات قبل أن يهمس بصوت منخفض شغوف:.</p><p></p><p>- أنا بحبك!</p><p></p><p>تخضبت وجنتيها بالدماء سرت قشعريرة باردة في أنحاء قلبها تلف روحها، لم تجد ما تفعله سوي أنها هرولت من خارج السيارة تحمل في يدها علبة الهدية وحقيبة المشتريات الكبيرة والعشرون جنيها، أسرعت في خطاها تشعر به يتحرك خلفها بسيارته حانت منها التفاته خاطفة نحوه حين وصلت لمدخل منزلها لتراه يبتسم يلوح لها وداعا، ابتسمت له خجلا لتهرول إلي اعلي سريعا، بينما خرجت تنهيدة طويلة حارة من بين شفتيه يعبث في خصلات شعره كمراهق طائش يختلس النظر لمعشوقته الصغيرة.</p><p></p><p>هرولت سارة سريعا إلي أعلي حيث منزلها ما أن دق الباب فتح لها عمر نظر لها محتدا غاضبا للحظات ابتلعت لعابها وقلبها ينتفض هل يا تري رآها بصحبة حسام، افسح عمر لها الطريق لتدخل، دخلت ليصفع عمر الباب بعنف جعل جسدها يرتجف بعنف خاصة حين أتاها صوته الغاضب:</p><p>- كنتي فين يا سارة، أنا نزلت اشوفك عند المحل اللي قولتي هتجيبي من عنده لما اتأخرتي كل دا ومالقتكيش، وايه كل اللي انتي مسكاه دا.</p><p></p><p>التفتت لوالدها تبلع لعابها خائفة ذكري عنفه وضربه لها تجسدت أمام عينيها الآن خاصة وهي تري نظراته الغاضبة المتجهمة نحوها، التقطت أنفاسها بصعوبة تحاول إيجاد خيوط من الشجاعة الواهية لتتمسك بها:</p><p>- أنا ممكن اقول لحضرتك اني روحت محل تاني، بس هبقي بكذب، أنا قابلت دكتور حسام تحت، شوفته صدفة و****.</p><p></p><p>توسعت عيني عمر في غضب حسام لن يتوقف ذلك الفتي عن التسلل إلي حياة ابنته كلما حاول إبعاده يعود من جديد، اقترب من ابنته وقف علي بعد خطوتين منها رأي خوفها منه يصرخ جليا في حدقتيها عليه أن يهدئ صارحته سارين أنها تحب عثمان من قبل، سارة أكثر حساسية هشة أكثر من سارين بمراحل يكفي تلك الذكري السيئة بينهما لا يرغب في أن يزيد الأمر سوءا، ابتسم اجبر شفتيه علي الابتسام حتي لا تخافه، توجه إلي الأريكة يجلس عليها يسير إلي الجزء الفارغ جواره ارتجفت سارة خائفة تحتضن الأشياء في يدها وكأنها ستحميها تحركت بخطي مرتجفة تجلس بعيدة عن والدها الذي ابتسم ربت علي رأسها برفق يسألها:.</p><p></p><p>- كان عايزك في إيه في حبيبتي</p><p>هدأت دقاتها المرتجفة شيئا فشئ تحاول التقاط أنفاسها لتمد يدها بالعلبة ناحية والدها تتلعثم خائفة:</p><p>- اداني دي وقالي هدية نجاحك، رفضت اخدها بس هو قالي أنه ابن عمي وحضرتك عارف الحكاية كلها، وكمان قالي اني أبلغ حضرتك أنه يعني هيجي لحضرتك عشان يطلب أيدي.</p><p></p><p>حافظ عمر علي ابتسامته بمعجزة بينما اييضت مفاصله من شدة ضغطه علي كفه يطحن أسنانه يتوعد لذلك الاحمق، سيتصل بأخيه ويخبره بأفعال ولده المشينة، تنهد حانقا التقط العلبة من سارة يفتحها ليجد كرة من الزجاج داخله لعبتين لعريس وعروس يتحركان حين تدير المقبض كأنهم يرقصان لها قاعدة من الخشب نُحت عليه بالإنجليزية اسم حسام واسم سارة، نظر عمر للهدية حانقا كم أراد أن يدفعها ارضا لتتهشم إلي قطع صغيرة ولكن نظرة الانبهار التي لمعت في عيني ابنته منعته من فعل ذلك أعاد لها الهدية من جديد، ابتسم لايجد ما يقوله هو بالكاد يمسك زمام غضبه حين حمحمت سارة تسأله متوترة:.</p><p></p><p>- هو صحيح دكتور حسام يبقي ابن عمو خالد</p><p>شردت عيني عمر في الفراغ يحرك رأسه إيجابا شاردا تنهد يغمغم في إيجاز:</p><p>- عمك خالد كان متجوز واحدة قبل طنط لينا مراته، وحصل بينهم مشاكل وكنا فاكرين انها سقطت الجنين بس عمك خالد عرف من قريب أنه عايش، حسام ابن عمك خالد</p><p>شهقة مدهوشة جاءت من خلفهم مباشرة نظرا معا ليجدا تالا تقف هناك تنظر لهما في دهشة، لا تصدق ما سمعته اذنيها توا.</p><p></p><p>عودة لمنزل خالد السويسي، طرقات علي باب المنزل جعلت الخادمة تتجه سريعا لتفتحه ابتسمت ما أن رأت ذلك الواقف أمام الباب افسحت له المجال تتمتم مبتسمة:</p><p>- اهلا اهلا يا زيدان باشا.</p><p></p><p>أعطاها زيدان ابتسامة جافة ليتحرك للداخل في نفس توقيت نزول خالد من أعلي، ابتسم مبتهجا ما أن رأي زيدان، سعيد لرؤيته من جديد وقلبه اعتصر ألما في لحظة خوفا من أن زيدان علم بزواج لينا اليوم، التقت عينيه بعيني زيدان يبتسم له ليتقدم الأخير منه وقف بالقرب منه ينظر له مبتسما بأعين مجهدة حزينة، قطع خالد المسافة التي تفصلهم يضم ولده بين ذراعيه يهمس له بحنو:</p><p>- حمد *** علي السلامة.</p><p></p><p>ابتسم زيدان في هدوء يبتعد عن خالد قليلا تنهد يتمتم:</p><p>- **** يسلمك أنا قولت اجي اشوفك واسلم علي ماما قبل ما ارجع الغردقة، أنا عارف لولاك كان زماني متحول للتحقيق بسبب الغياب دا كله، بس أنا لازم ارجع وجودي هنا ما بقاش ليه لازمة، ماما فين عايز اسلم عليها.</p><p></p><p>هو حقا يريده أن يرحل الآن قبل أن يتفتت الباقي من قلبه، ابتسم له متوترا يربت علي كتفه امسك بيده يأخذه معه لأعلي حيث غرفتهم، دق الباب يدخل اولا حمحم يجذب انتباهها:</p><p>- زيدان برة وعايز يشوفك قبل ما يسافر، البسي حاجة طويلة.</p><p></p><p>اشرقت عينيها وتوسعت ابتسامتها وقلبها يدق شوقا لرؤية طفلها الصغير قامت سريعا تهرول ترتدي أحد فستاينها فوق ملابس نومها التي باتت لا تبدلها تقريبا، انتهت تنظر لخالد متلهفة تحرك رأسها إيجابا سريعا، ليفسح المجال، ما إن خطي زيدان إلي الغرفة ادمعت عينيه ينظر لوالدته لتنهمر دموعها هي هرول ناحيتها لتجذب رأسه سريعا تعانقه تغمغم متلهفة مشتاقة:</p><p>- زيدان يا حبيبي وحشتني، وحشتني أوي.</p><p></p><p>حمحمة غاضبة صدرت من خالد ينظر لزيدان يرميه بنظرة نارية قاتلة، لتنظر له لينا حانقة مما يفعل، رفعت كفيها تبسطهما علي وجه زيدان تسأله بلوعة:</p><p>- وحشتني كل دا ما تسألش عني هو أنا ما وحشتكش</p><p>انسابت دموعه ليقبل جبينها وكف يدها يعتذر لها:</p><p>- حقك عليا، كنت ضايع مش عارف أنا بعمل إيه</p><p>تنهد خالد حزينا علي حالهم لينسحب من الغرفة تاركا الباب مفتوحا خلفه.</p><p></p><p>بالقرب منهم وقفت سيارة معاذ وخلفها سيارة الحرس الخاصة بوالد لينا في حديقة المنزل، التفتت لينا تنظر لمعاذ تنهدت تغمغم في فتور:</p><p>- ما كنش ليه لزوم خالص يا معاذ تيجي تاخدني من الشغل، مش عاجبك كل الحراسة دي</p><p>ابتسمت في عشق يلتفت برأسه ناحيتها يغمغم في هيام:</p><p>- وحشتيني يا لينا ما قدرتش ما اجيش اشوفك ...</p><p>تبدلت نبرته الي أخري مرحة حين مال يفتح لها باب السيارة يقول:.</p><p></p><p>- وبعدين انزلي ما تعطلنيش أنا النهاردة عريس وورايا حاجات قد كدة</p><p>ابتسمت دون حياة في ابتسامتها، لتنزل من السيارة ودعته، تتجه لداخل البيت فتحت الباب بالمفتاح الخاص بها، لتجد فتحية تهرول إليها تحمل هاتف لينا في يدها تبتسم ابتسامة واسعة تغمغم في زهو:</p><p>- لينا هانم الواد دقدق اللي عندنا عرف يصلحلك الموبايل مش أنا قولتلك أنه أشطر من الجن، دا كان طاير كدة طير بال200 جنية ما ردتش اديله الفلوس كلها أحسن يطمع.</p><p></p><p>التقطت لينا الهاتف سريعا من فتحية تفتحه بتلهف تبحث بين المكالمات الأخيرة الواردة لها لتتنهد مرتاحة وابتسامة واسعة تشق شفتيها، حين وجدت الرقم هو توسعت ابتسامتها تنظر لفتحية بفرحة تتمتم:</p><p>- خلي الباقي عشانك يا فتحية</p><p>قالتها لتهرول سريعا ناحية مكتب والدها دقت الباب لتسمع صوته يأذن لها بالدخول، ولجت للداخل تمسك الهاتف في يدها اقتربت من مكتب والدها تغمغم سريعا بتلهف:.</p><p></p><p>- بابا أنت عارف إن جاسر بيدور علي سهيلة صح</p><p>حرك خالد رأسه إيجابا في هدوء اعتدل يميل بجسده قليلا ناحية سطح مكتبه يطرق بسن قلمه علي سطح المكتب يردف:</p><p>- ايوة عارف رشيد حكالي الموضوع كله، وأنا مش ساكت بس لسه لحد دلوقتي ما فيش أثر ليها، وخصوصا أنها وقفت في موقف عربيات وقطارات كمان، يعني الوضع صعب</p><p>حركت لينا رأسها إيجابا سريعا تمد هاتفها ناحية والدها تغمغم سريعا بتلهف:.</p><p></p><p>- ايوة عارفة، سهيلة كانت اتصلت بيا بعد ما هربت من الرقم دا، حضرتك تقدر تعرف فين الرقم دا مش كدة</p><p>التقط الهاتف من يدها ينظر لذلك الرقم ليلتقط ورقة وقلم يدونه علي الورقة أمامه رفع وجهه لابنته يتمتم مبتسما:</p><p>- سهلة دي، اديني ساعتين واجبلك تاريخ حياة الرقم.</p><p></p><p>ضحكت بخفة لتأخذ الهاتف من والدها تشكره مبتسمة التفتت لتغادر لتسمعه ينادي باسمها عادت تنظر إليه مرة أخري لتري في عينيه نظرة حنان ممتزجة برجاء حين همس يخبرها:</p><p>- لينا فكري تاني يا بنتي، بلاش عِند وخلاص، أنا مش عايزك تندمي بعد كدة.</p><p></p><p>احتفظت بابتسامة صغيرة علي شفتيها حركت رأسها إيجابا تنظر لوالدها في هدوء، تحركت للخارج، تأخذ طريقها لأعلي، في تلك الأوقات كان زيدان خرج من غرفة والدته مبتسما كم كان في أشد حالاته شوقا إليها قربها منه يعيد إنعاش روحه من جديد، يشعره بأنه ذلك الطفل الصغير المدلل، اخذ طريقه إلي أسفل حان وقت الرحيل، هو يتجه لأسفل وهي تصعد لأعلي تقابلت نظراتهم فجاءة كل منهم ينظر للآخر يجذبه إليه وينفر منه في الوقت ذاته، تسارعت دقات قلبه بينما علت أنفاسها، جف لعابها تنظر له دون كلام لتتذكر في تلك اللحظات تلك الصور التي كان تُرسل لها طوال الفترة الماضية الشقراء تلازمه فئ كل مكان، يبدو أنه سريع الاستبدال، قلبه يتداوي سريعا، شدت علي أسنانها تتحرك لأعلي وقفت بالقرب منه ترسم إبتسامة باهتة علي شفتيها تغمغم ساخرة:.</p><p></p><p>- واضح أنك بتحب الأشقر اوي</p><p>قالت لتفلت منها ضحكة ساخرة تتألم تحركت لتصعد لتشعر به يقبض علي رسغ يدها توسعت عينيها في ذهول حين جذبها لتعود إليه تنظر له في ذهول ودقاتها تتصارع حرفيا حين التوت شفتيه بابتسامة قاسية سلط زرقاء عينيه علي بندق عينيها ذو اللون البني الغامق وسمعت صوته يتمتم:</p><p>- طول عمري بحب البندق البُني!</p><p></p><p>ومن ثم ترك يدها وتركها وغادر ينزل إلي أسفل بخفة كفهد يهرب من الصياد، ابتسمت ساخرة تنظر في أثره بمن يخدع بكلماته تلك، وهي قد رأت الحقيقة كاملة.</p><p></p><p>انها الثالثة ظهرا موعد انتهاء درسها، خرجت منه تحتضن حقيبتها الصغيرة تبتسم في إشراق ستقابله اليوم، اليوم هو يوم مقابلتهم الخاص، صحيح أنها كذبت علي والدتها واخبرتها أن المدرس سيُجري امتحان لهم بعد الدرس وأنها ستنتهي في الرابعة ولكن لما فعلت ذلك هي فقط تريد أن تراه، تحركت خارج المركز تبحث عنه بعينيها لمحته يقف بعيدا يبتسم تلك الابتسامة التي أسرت قلبها الصغير البرئ، تحركت ناحيته بخطي سريعة تنظر حولها متوترة خوفا من أن يراهم أحد، إلي أن وصلت إليه وقفت أمامه تبتسم كطفلة بريئة لا يصور لها عقلها الصغير العاشق اي نوايا دنيئة يحملها ذلك الرجل تجاهها ارتجف قلبها حين سمعته يهمس في عشق:.</p><p></p><p>- وحشتيني يا صبا وحشتيني اوي</p><p>نيران من الخجل ألهبت وجنتيها نظرت لأسفل تحرك رأسها إيجابا بخفة تهمس بصوت خفيض خجول:</p><p>- وأنت كمان يا مراد</p><p>انتفضت حين شعرت بيده تمسك بكف يدها نظرت له سريعا في توتر ليبتسم رفع كتفيه لأعلي يغمغم في مرح باهت:</p><p>- ايه يا بنتي مالك ما تخافيش مش هاكلك، تعالي معايا ما ينفعش نقف في الشارع كدة.</p><p></p><p>بالرغم من أن شروق والدتها حذرتها مرارا وتكرارا مع الرحيل مع الغرباء إلا أن البلهاء انصاعت وراء قلبها الأحمق وتحركت تمشي بصحبة ذلك الحمل البرئي ذو الانياب المدنسة، تنظر حولها كل لحظة وأخري خوفا من ان يراها أحد ويخبر والدها او أخيها، قطبت جبينها متعجبة حين رأت مراد يصطحبها الي مدخل أحدي العمارات القديمة، وقفت عن الحركة تقطب جبينها قلقة خائفة لينظر لها في براءة متعجبا رمش بعينيه يسألها:.</p><p></p><p>- في أيه يا صبا وقفتي ليه</p><p>ابتلعت لعابها في ارتباك تنظر له قلقة تهمس بخفوت خائف:</p><p>- هو احنا رايحين فين</p><p>ضحك مراد في مرح يحاول تبديد خوفها حرك يديه بحركة مسرحية درامية يتمتم في مرح:</p><p>- يعني بذمتك بلدكوا مفتحة علي بعض، لو روحنا قعدنا في حتة اكيد حد هيعرف، حتي لو اتمشينا في الشوارع بردوا هيعرفوكي، ما تخافيش أنا ما باكلش البنات الصغيرين</p><p>ارتسم الحزن جليا علي قسمات وجهه ينظر لها حزينا يائسا:.</p><p></p><p>- وبعدين يا صبا انتي مش واثقة فيا، أنتي بس وحشاني اوي وعايز أقعد اتكلم معاكي ونمشي علي طول، لو مش واثقة فيا يا صبا خلاص، يبقي بتنهي علاقتنا، وأنا مش همنعك، يلا روحي عشان ما تتأخريش.</p><p></p><p>وقفت في حيرة للحظات لا تعلم ما تفعل، لا يمكنها إنهاء علاقتها به هي تحيه بقلبها الساذج تنهدت تبعد الافكال السيئة عن رأسها مراد لن يؤذيها بالطبع، اقتربت منه تبتسم متوترة تحرك رأسها إيجابا ليبتسم لها في ولة، امسك بيدها يصعد بها إلي الشقة التي استأجرها في الطابق الثاني، ادخلها اولا وهو بعدها ينظر حوله جيدا خوفا من أن يراهم أحد.</p><p></p><p>دخل يوصد الباب بالمفتاح، ليراها تقف في منتصف الصالة الصغيرة تبتسم مرتبكة سمعت صوته يهتف من خلفها بمرح:</p><p>- ايه رأيك في الشقة، تعالي اقعدي واقفة ليه</p><p>ابتسمت مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتتقدم منه جلست علي الاريكة بعيدة عنه ليقم هو من مكانه اعطاها كوب عصير ليجلس علي الأريكة المقابلة لها يغمغم ضاحكا:</p><p>- أنا قاعد بعيد اهو، عشان ما تفتكرنيش هاكلك ولا حاجة، اشربي يا حبيبتي العصير.</p><p></p><p>ابتسمت خجلة علي كلمة حبيبتى لترفع الكوب لفمها، ترتشف منه وهو بدأ يتحدث معها يضحك عاليا يسألها عن ما مضي في فترة غيابه، وهي انسجمت معه في الحديث ونسيت خوفها، لتشعر فجاءة بدوار عنيف يجتاح رأسها، بدأت الدنيا تلتف بعنف، والرؤية تهتز أمام عينيها، لتلمح ابتسامة مراد التي تبدلت بأخري مخيفة يتحرك من مكانه يقترب منها ببطئ، يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا او ربما ضل الطريق؟!</p><p></p><p>الفصل الثامن والثمانون</p><p></p><p>يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا أو ربما ضل الطريق وربما لم يفعل وهو فقط ينتظر اللحظة المناسبة كالليث يتربص بفريسته الحمقاء فريسة ظنت نفسها ذكية لتلاعب أسدي عائلة الشريف...</p><p></p><p>عصف دوار حاد برأس الصغيرة صبا، تشعر بجسدها يرتخي وكأن جسدها نائم تماما يغرق في ثبات عميق وعقلها فقط هو المستيقظ حتي صحتوه مشوشة ثقيلة عينيها زائعة لسانها ثقيل كأنه جبل من حجارة، سقط الكوب من يدها أرضا ليتهشم الي بقايا وينكسب منه ما بقي من العصير، لتسمع في تلك اللحظة صوت ضحكات مراد العالية، ضحكات مخيفة شرسة وكأنها قادمة من جوف الجحيم الأسود، وجهت مقلتيها إليه بصعوبة بالغة لتراه يقف هناك علي الناحية الاخري من الطاولة ينظر لها يعقد ذراعيه امام صدره يتأملها، يميل برأسه قليلا لليمين يخترزها بعينيه، ابتسامة سوداء قاتمة تعلو جانب ثغره، سمعته يتأتأ ليردف بعدها بنبرة سوداء ساخرة:.</p><p></p><p>- تؤتؤتؤ، هي ماما ما قالتكيش ما تشربيش حاجة من ايد حد غريب، طب ماما ما قالتلكيش اوعي يا صبا حد يضحك عليكي ويقولك تعالي اوديكي لماما وتروحي معاه.</p><p></p><p>ختم كلامه بضحكة عالية مجلجلة، بعثت فيها رجفة سقيع خائفة كعصفور ينظر لقط شرس ذو أنياب يتلاعب بها يمينا ويسارا، بالكاد خرج صوتها الضعيف من بين شفتيها:</p><p>- اااا، ااانت، بتعمل كدة ليه، أنت، بتحبني...</p><p></p><p>لم تزده كلماتها إلا ضحكا وكأنها تخبره بطرفة ظريفة قديمة مضحكة للغاية، هدأت ضحكاته لتبقي ابتسامة واسعة تسحق شفتيه تظهر أنيابه الغاصبة، مال بجزعه العلوي ناحيتها يستند بكفيه علي سطح الطاولة قتمت عينيه يتمتم ساخرا:</p><p>- أنا بحبك، يا حرام، انتي عارفة ايه مشكلتك يا صبا أنك طيبة اوي وبريئة اوي وساذجة أوي اوي، انتي عيلة في أولي ثانوي يا صبا، ايه اللي ممكن يكون يشد أي حد ليكي، غير عبطك يا صبا.</p><p></p><p>ازدادت قطرات دموعها شيئا فشئ مع كلمة سامة تخرج من بين شفتيه إلي أن كسح طوفان دموعها وجهها، تبكي دون تنظر له فزعة مذعورة كارهة ليس هذا هو مراد الذي عرفته واحبته بقلبها الساذج البرئ كما قال، بل شيطان تلبسه، ارتجف قلبها فزعا، خاصة حين لمعت عينيها يكمل بنبرة سوداء قاسية:.</p><p></p><p>- أما بقي أنا عايز منك إيه، عايزك تبقي الشوكة اللي هغرزها في ضهر جاسر، عشان يفضل صباعه تحت ضرسي، يمشي مكسور مذلول ما يقدرش يرفع وشه فيا، والا هفضحه...</p><p></p><p>تسارعت دقات قلبها تنظر له فزعة مذعورة ارتجف جسدها يرتعش بلا توقف ارتجفت شفتيها اضطربت عينيها، هي فقط جملة صغيرة التي خرجت من بين شفتيها المرتجفة:</p><p>- دا صاحبك!</p><p></p><p>جملة صغيرة كانت كفتيل نار أشعل غضبه قتمت عينيه زيادة، حتي باتت سوداء كاليل مخيفة اعتدل واقفا ينظر لها بشراسة عروقه تنفر بعنف، يصرخ بغضب أعمي يخرج كل ما في قلبه الأسود من كره وحقد:.</p><p></p><p>- صاحبي، هو احسن طول عمره أحسن في الدراسة في حياته في كل حاااااجة، هو عند أهل يحبوه ويخافوا عليه وأنا لاء، آخر مرة شوفت فيها أبويا وامي كنت عيل صغير عندي اربع سنين وبعدها رموني كأني كيس زبالة مش عيزينه في حياتهم، هو معاه فلوس فلوس كتير، وأنا شحات فقير، زيه زي كلب السكك بيلقط فلوس من هنا وهنا، هو خد كل حاجة حلوة في الدنيا، وأنا ادتني الدنيا علي وشي من وأنا عيل صغير، عيل مالوش ذنب في اي حاجة، هو مش احسن مني أنا أحسن منه، جه الوقت اللي اعيش مذلول مكسور وانتي يا صبا، سهلتي دا سهيلته اوي.</p><p></p><p>ختم كلامه بابتسامة واسعة قاتمة يقترب منها خطوة وأخري، تصلب جسده علي بعد خطوة واحدة منها حين سمع صوت يأتي من خلفه مباشرة يتمتم في هدوء ساخر:</p><p>- ما كنتش أعرف أنك بتحبني أوي كدة يا صاحبي.</p><p></p><p>توسعت عيني مراد علي اخرهما في ذهول ممتزج بصدمة التفت خلفه سريعا ليجد جاسر يقف داخل المنزل، كيف ومتي، كيف علم ومن أوصله لطريقه، صدمة عنيفة زعزعت كيانه الشيطاني الأسود، ابتسم جاسر في هدوء ساخر يدس يديه في جيبي سرواله يبتعد بانظاره تماما عن صبا حتي لا يذهب ويقتلها في تلك اللحظة هو في اوج حالاته غضبا منها، ركز مقلتيه علي عيني مراد القاسية الحمراء يتمتم في تهكم:.</p><p></p><p>- طول عمري بعتبرك صاحب عمري ودراعي اليمين، طول عمري شايفك اخويا اللي برمي عنده كل أسراري، عشان اكتشف في الاخر أن صاحبي هو اللي بيطعني في ضهري، أنا اذيتك في ايه يا مراد، عملتلك ايه مخليك بتكرهني الكره دا كله، وبلاش أسطوانة إنت احسن مني، أنا طول عمري بعاملك علي أنك اخويا، عمري ما قليت ابدا، ليه يا مراد، ليه الكره دا.</p><p></p><p>تهدجت أنفاس مراد بعنف صدره يعلو ويهبط بسرعة قاسية ينظر لجاسر مكروه ممتزج بحقد قاسي، ليصيح بشراسة:</p><p>- عشان أنت أحسن، احسن في كل حاجة وأنا ما بحبش حد يبقي احسن مني، اللي عندك دا لازم يبقي بتاعي، أنا اللي لازم ابقي أحسن، أنا اللي لازم ابقي معايا فلوس كتير مش أنت، أنا اللي لازم الناس تحبني مش أنت، حتي المطعم لازم يبقي بتاعي أنا هخليه أحسن مطعم في الدنيا بس وهو ملكي...</p><p></p><p>نظر جاسر لصديق شبابه سنوات وهما معا يشاركه كل تفاصيل حياته، ضحكات لم تعرفه الشفتين بقدر ما عرفها القلب، مر أمام عينيه لقطات كثيرة من مواقف حياتهم معا، صديق عمره ما هو الا خائن كبير يسعي لتدمير حياته، جرح غائر في قلبه، يفتت روحه..</p><p>رسم ابتسامة ساخرة متهكمة علي شفتيه يتمتم بقسوة:</p><p>- ورغم كل اللي حاولت تعمله عشان تدمرني الا أنك فشلت عارف ليه يا مراد، عشان أنا أحسن منك وهفضل دايما أحسن منك.</p><p></p><p>اشتعلت عيني مراد كره مخيف ينظر لجاسر حاقدا ليخرج ماديته من جيبه اندفع ناحية جاسر يصرخ كارها:</p><p>- هقتلك يا جاسر.</p><p></p><p>انحني جاسر سريعا يتفادي مادية مراد ليصدمه في ساقه بعنف سقط مراد أرضا يصرخ بشراسة متألما، يحاول الأنقاض علي جاسر من جديد دارت معركة عنيفة بين صديقين كانا يوما اعز صديقين وصبا تجلس مكانها لا تقدر علي الإتيان بحركة واحدة فقط تبكي من الذعر، شهقت بعنف حين سمعت صوت صافرة سيارات الشرطة، وقبل أن تعي ما يحدث شعرت بأحدهم يحملها سريعا بين ذراعيه، نظرت له مذعورة لتجده غيث!</p><p></p><p>ينظر لها في هدوء قاتل، حملها غيث يتجه بها لداخل الشقة توجه بها ناحية المطبخ، ذلك الباب المفتوح الذي يؤدي إلي سلم الخدم القديم وضعها هناك واغلق الباب عليهم وهما في الخارج نظرت له مذعورة خائفة علي أخيها بينما ابتسم هو في قتامة، رفع سبابته أمام شفتيه:</p><p>- هششش</p><p>همس بها ليتركها وينزل الي أسفل سريعا راكضا، نزل يلتف حول العمارة يصعد سلمها يدق علي باب شقة مراد يصيح مذعورا:.</p><p></p><p>- افتح يا مراد، جاسر أنت سامعني، جاسر أنت كويس</p><p>لحظات وبدأت خطوات عنيفة تصعد إلي السلم بعنف وقف الضابط أمام غيث المذعور ليصيح غيث سريعا يتوسله:</p><p>- ارجوك يا حضرة الضابط بسرعة الحقه هيموت جاسر.</p><p></p><p>اكسروا الباب، صاح بها الضابط بحدة الي العساكر الواقفة خلفه، ليندفعوا سريعا يصدمون باب الشقة بعنف الي أن انفتح علي مصرعيه في ظل المعركة الطاحنة التي تدور بالداخل، جرح مراد جاسر في صدره جرح ليس بهين، اندفع العساكر ناحية مراد الذي يمسك بالمادية الغارقة بالدماء يصرخ كالمجنون:</p><p>- هقتلك يا جاسر هموتك، اوعوا ابعدوا عني...</p><p></p><p>تكالب العساكر علي مراد يقيدون حركته يجذوبه للخارج وهو يصرخ بشراسة مجنون:</p><p>- مش هسيبك يا جاسر، هقتلك لو آخر يوم في عمري هموتك.</p><p></p><p>اندفع غيث ناحية جاسر يصيح فيه بلوعة:</p><p>- أنت كويس يا جاسر.</p><p></p><p>انخفض صوته إلي أن بات همسا ينظر لجاسر حانقا يهمس له:</p><p>- مش قولتلك تاخد بالك</p><p>ابتسم جاسر متألما يحاول أن يلمس جرح صدره النازف، اقترب الضابط منهم يردف في عملية:</p><p>- حمد *** علي سلامتك يا جاسر</p><p>ابتسم جاسر في ألم يحرك رأسه إيجابا مد يده يصافح الضابط يتمتم ممتنا:</p><p>- متشكر لحضرتك لولا انكوا لحقتوني كان زمانه قتلني.</p><p></p><p>ابتسم الضابط يحرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء:</p><p>- الحمد ***، وبعدين ما تشكرنيش أنا، اشكر جاسم باشا الشريف، واضح أن أستاذ غيث تواصل معاه وهو كلمني يبلغني.</p><p></p><p>عقد جاسر جبينه في جهل أجاد تزييفه جيدا يسأل الضابط متعجبا:</p><p>- هو حضرتك تعرف جاسم الشريف منين.</p><p></p><p>ضحك الضابط في خفة يرفع يده يمرر يده في خصلات شعره الاشيب يتمتم مبتسما:</p><p>- تلميذه، أنا أعرف جدك من زمان، من أيام ما كنت في الكلية وكان بيساعدني جدا في دراسة القانون تحديدا، صحيح أنا ما عرفتكش بنفسي، أنا حاتم عدنان!، حمد *** علي سلامتك، بس لازم تتفضل معانا عشان نقفل المحضر في القسم، دا شروع في قتل.</p><p></p><p>حرك جاسر رأسه إيجابا في هدوء، ينظر لغيث نظرات ذات مغزي، ليحرك الأخير رأسه إيجابا نظر للضابط يبتسم يتمتم في حرج:</p><p>- معلش اعذروني أنا هدخل الحمام خمس دقايق وهحصلكوا.</p><p></p><p>تحرك جاسر بصحبة الضابط لأسفل، ليندفع غيث إلي الخارج، ناحية باب المطبخ المغلق، فتحه ليجد صبا قد فقدت وعيها تماما تستند برأسها إلي الحائط خلفها ترتجف بعنف، تنهد حانقا منها ومشفقا عليها، ليحملها بين ذراعيه إلي الداخل وضعها في أحدي غرف النوم يغلق عليها الباب من الخارج، ليخرج من الشقة يغلقها بالقفل من الخارج، وينزل سريعا خلفهم، جلس في سيارة جاسر خلف المقود يبتسم في هدوء خبيث أدار محرك السيارة يتوجهان لقسم الشرطة.</p><p></p><p>Flash back</p><p>- انتي طالق، طالق، امشي اطلعي برة للشوارع اللي جيتي منها برررررررة.</p><p></p><p>نظرت لهم جميعا تحاول أن تتوسلهم، رأي الاشمئزاز والقرف في وجوه الجميع، تحركت خطوتين للامام لتغادر، لتسقط أرضا فاقدة للوعي فجاءة نظر جاسر لها باشمئزاز ممتزج بقرف، يصيح في الخدم:</p><p>- يا آمين يا حسين...</p><p></p><p>تحرك رشيد في تلك اللحظات انحني علي ركبتيه جوار تلك المقاة أرضا، يتفقد نبضها ينظر داخل حدقتيها المغلقة، حين سمع صوت جاسر يصيح ساخرا:</p><p>- ايه يا بابا أنت صدقتها ولا إيه دي بتمثل، أنا هجيب الغفر يرميوها برة.</p><p></p><p>رفع رشيد وجهه ينظر لجاسر للحظات تنهد حائرا ضميره المنهي لن يسمح له ابدا هب واقفا يتمتم بنبرة حادة قاطعة:</p><p>- بس هي مغمي عليها فعلا، ومش هتخرج من بيتي وهي بالمنظر دا، سنية جملات، شيلوها طلعوها أوضة الضيوف.</p><p></p><p>شهقت شروق بعنف تضرب بيدها علي صدرها تصيح مذهولة:</p><p>- بعد كل اللي عملته يا رشيد هتسيبها في بيتك.</p><p></p><p>ضرب رشيد الارض بعصاه التي تخص والده قبلا بعنف يهدر في حدة:</p><p>- وهجبلها دكتورة الوحدة كمان، مش رشيد الشريف اللي يسيب واحدة ست حامل تخرج من بيته في انصاص الليالي وكمان في حالتها دي، طلعوها يلا.</p><p></p><p>اضطرت الخادمات صاغرات اطاعة اوامر سيد البيت، تحركن يحملن شاهيناز تنظر كل واحد منهن إليها يقرف واشمئزاز شديد، تحركن يضعنها إلي غرفة الضيوف، ليغيب رشيد بعض الوقت عاد ومعه طبيبة، تحرك بها لأعلي يرشدها لغرفة شاهيناز، وقف هو خارجا، تقدم جاسر منه يصرخ كالليث غاضب:</p><p>- بعد كل اللي عملتوه رايح تجبلها دكتورة، اللي في بطنها دا مش ابني اصلا.</p><p></p><p>نظر رشيد لولده في هدوء تام ابتسم يغمغم في رفق:</p><p>- واللي في بطنها دا روح مالهاش ذنب في اي حاجة، حرام نسيبها تموت.</p><p></p><p>اشتعلت أنفاس جاسر يحاول السيطرة علي زمام غضبه القاتل قبل أن يذهب ويخنقها بين يديه، لحظات وخرجت الطبيبة من الغرفة نظرت لرشيد تعدل من وضع نظارتها الطيبة فوق عينيها حمحت تتمتم في هدوء:</p><p>- دكتور رشيد حالة المدام اللي جوا غير مطمئنة بالمرة يستحسن ليها الراحة التامة، وتنام علي ضهرها وما تقومش بأي حركة عنيفة غير كدة أنا مش مسؤولة عن اللي هيحصل للجنين، دي ادوية ومثبتات من الافضل تمشي عليها.</p><p></p><p>شكر رشيد الطبيبة واعطاها نقودها يعطي ورقة الدواء إلي احد غفرائه ليحضرها، نظر جاسر لوالده في حنق، ليندفع ناحية الغرفة التي بها شاهيناز رآها وهي ممدة العرق يغطي وجهها الشاحب شفتيها ترتجف، رأي ضعف قاسي يأكل مقلتيها، اقترب منها يدني بوجهه ناحية يهمس لها بشراسة:</p><p>- فين العقد، عقد المطعم اللي خلتيني امضي عليه وأنا مش حاسس بالدنيا انطقي والا **** هطلع روحك في ايدي.</p><p></p><p>ارتجفت حدقتيها تحرك رأسها ايطاليا بهلع مذعورة بالكاد همست له بنبرة مرتجفة:</p><p>- في الدولاب تحت هدومي.</p><p></p><p>تركها جاسر وخرج من الغرفة اندفع الي غرفتها يخرج ملابسها من الدولاب يلقيها أرضا، إلي أن وجد ضالته فتح الورقة ينظر لتوقيعه الذي خطه وهو غائب العقل أثر سحرها عليه، ليخرج قداحة من جيبه يشعل الورقة لتتحول لرماد في لحظات...</p><p>تهاوي علي أحد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه يتنفس بعنف قلبه ينتفض شوقا وغضبا، لحظات وسمع صوت يتمتم في هدوء:</p><p>- هو عاش يا صاحبي وكل حاجة بس احنا لسه عندنا مصيبة أكبر.</p><p></p><p>رفع جاسر وجهه ليجد غيث أمامه يبتسم، اقترب غيث منه، يجذبه من يده يخرج به من الغرفة دخل به إلي غرفة الأخير عقد جاسر جبينه قلقا ينظر لغيث تنهد يردف حائرا:</p><p>- في أيه يا غيث مصيبة ايه قلقتني.</p><p></p><p>اغمض غيث عينيه للحظات يتمني فقط أن يمر الأمر بخير حين يخبر جاسر بما لديه من معلومات، اقترب يقف جواره ربت علي كتفه يهمس متوترا:</p><p>- هقولك بس توعدني أنك مش هنعمل اي تصرف يأذي صبا، أنا بس محتاج مساعدتك، عشان انفذ اللي في دماغي.</p><p></p><p>انتفض قلب جاسر خوفا حين سمع اسم شقيقته وكلمة مصيبة لا تزال عالقة في رأسه ابتلع لعابه بصعوبة بالغة يحرك رأسه إيجابا في سرعة، ليقص عليه غيث الحكاية من البداية، منذ أن سمع صبا مصادفة وهي تحادث مراد وسبب قدومه لهنا، والمكالمة الأخيرة التي دارت بينهما، وغضب جاسر يزداد مع كل كلمة تخرج من بين شفتي غيث، عينيه تشتعل تقدح شررا كالنار، تلتهب، نفر عرق صدغه ينفر يعنف عروقه تصرخ من الغضب دمائه تفور، لا يفكر في تلك اللحظة سوي في القتل، شد علي أسنانه بعنف يصيح غاضبا:.</p><p></p><p>- أنا هقتلها!</p><p></p><p>تحرك يخرج من الغرفة ليقف غيث في وجهة يمنعه من الحركة، دفعه في صدره بعنف ليرتد جاسر إلي الوراء ينظر لغيث غاضبا، تقدم غيث يهمس له محتدا:</p><p>- ما تزعقش، وأنا مش بقولك عشان تقولي اقتلها، صبا صغيرة وساذجة أنت أكتر واحد عارف اختك، أنا بس عايزك تساعدني.</p><p></p><p>ابتعد جاسر عن غيث يتجه إلي نهاية الغرفة عند الشرفة تحديدا وقف كور قبضته يضرب بها سور الشرفة بعنف، اقترب غيث منه يقف جواره ليجد دمعات حارقة تمردت تهطل من عيني جاسر وقف للحظات يشعر بالشفقة عليه قبل أن يسمع جاسر يهمس بصوت حزين يتألم:</p><p>- أنا ما اذيتوش عمري ما اذيته، بالعكس دا.</p><p></p><p>صاحب عمري كنت دايما بعتبره اخويا وسندني وسري، بس واضح إني كنت أعمي ما بشوفش، يطلع جواه كل الكره دا ناحيتي، و*** لدفعه التمن غالي.</p><p></p><p>ابتسم غيث في هدوء مخيف يقف جوار جاسر مباشرة وضع يده علي كتفه يتمتم في خبث:</p><p>- وأنا هساعدك، مراد ذكي لحد دلوقتي ما فيش في ايدينا دليل نمسكه عليه، ولو فكرت تثبت أن اللي في بطن شاهيناز دا مش ابنك، هتبقي فضيحة كبيرة للعيلة، ولو اتجهت للحل التقليدي بتاع الأفلام أنك تعذبه او تضربه، دا هيزيد من شره أكتر، هيدور علي اي طريق يأذيك بيه، الحل الامثل أننا نرميه بعيد خلف القضبان.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة باردة ساخرة علي شفتي جاسر التفت بوجه لغيث ينظر لعينيه الماكرة للحظات قبل أن يتمتم متهكما:</p><p>- بتهمة ايه بقي أن اللي في بطن شاهيناز ابنه ولا أنه بيستدرج اختي من ورانا.</p><p></p><p>حرك غيث رأسه نفيا في هدوء تام، اقترب برأسه من جاسر يغمغم جوار أذنه بخبث مخيف:</p><p>- شروع في قتلك!</p><p>عقد جاسر جبينه متعجبا من تلك الجملة الغريبة التي نطقها غيث توا، يسأله في حذر:</p><p>- مش فاهم.</p><p></p><p>توسعت ابتسامة غيث يعقد ساعديه امام صدره يتمتم في لؤم:</p><p>- أنا هفهمك احنا هنمشي خطة مراد زي ما هو راسمها بالظبط، أنا عرفت عنوان الشقة اللي هو مأجرها وعرفت أن العمارة ليها سلم خدامين قديم ما حدش بيستخدمه خالص، هو هيروح يجيب صبا واحنا هنكون في انتظاره، هوووب، تخرج أنت، أنا عايزك تستفزه لحد ما تضربوا بعض بس خد بالك ليعورك، والباقي علي جاسم الشريف.</p><p></p><p>حرك جاسر رأسه نفيا يقطب جبينه متعجبا من تلك الخطة الغريبة يهمس محتدا:</p><p>- أنا مش فاهم حاجة، ومش هضحي بأختي، وايه علاقة جدي بالموضوع أنا مش فاهم.</p><p></p><p>تنهد غيث حانقا من عناد جاسر ليقترب منه فك يديه يمسك بهما ذراعي جاسر يهمس له محتدا:.</p><p></p><p>- صبا هي الطعم اللي هتجيب مراد، أنا عمري ما هضحي بيها أنا نازل عشانها، أنا هبقي وراهم لحد ما يوصلوا، صبا لازم تفوق وواحد في نرجسية وغرور مراد، هيتفاخر جدا بانتصاره علي الكل، مجرد ما يدخلوا أنت هتخرج وهتستفزه، لحد ما تخليه يضربك، في الوقت دا جدي جاسم هيكلم تلميذ قديم ليه اسمه حاتم عدنان اللي سمعته أنه كان في القاهرة واتنقل من حوالي يومين ومن حظنا حقيقي أنه اتنقل في الوقت دا، جدي جاسم هيبلغه أن في شروع في قتل لواحد من أحفاده، حد بيحاول يتهجم عليه ويقتله، هتيجي الشرطة وأنا هاخد صبا اخرج بيها من الشقة عشان ما تظهرش في الصورة، وبكدة نكون ضربنا عصافير كتير بحجر واحد، إيه رأيك.</p><p></p><p>Back</p><p>صحيح أنه قضي ساعات طويلة في إقناع جاسر بالموافقة علي دخول صبا في خطتهم الا أنه وافق اخيرا علي مضض، نظر بجانب عينيه الي جاسر الجالس جواره يبدو شاردا، عينيه قد قتمت انطفئت تماما، توجهوا اخيرا الي قسم الشرطة، الي داخل غرفة الشرطي توجهوا جلس جاسر وغيث علي المقاعد جوار مكتب الضابط، وكانت اقوال جاسر كالتالي.</p><p></p><p>« كنت خارج أنا وغيث لما جالي تليفون من مراد بيطلب مني اني اروحله الشقة دي عشان في حاجة مهمة عايزني فيها، لما وصلت غيث كان مستنيني تحت وأنا طلعت مجرد ما دخلت لقيت مراد بيتهجم عليا بمطوة وعايز يقتلني، والحمد *** أن غيث سمع صوتي واتصل بيكوا.</p><p></p><p>حرك غيث رأسه إيجابا يؤكد كل كلمة قالها جاسر، امسك حاتم هاتف مراد ليجد بالفعل مكالمة صادرة منه لهاتف جاسر لعدة ثواني قليلة، توسعت ابتسامة غيث الواثقة الخبيثة من الرائع أن تكن عبقري في التكنولوجيا شكرا لك حقا يا أدهم، خرج جاسر وغيث من القسم بعد أن تم حبس مراد أربعة ايام علي ذمة التحقيق ويراعي التجديد له في الميعاد.</p><p></p><p>حين خرج جاسر وجد مراد يقف هناك تقيد يديه اصفاد الشرطة، رغم النغزة القوية التي اقتحمت صدر جاسر وهو ينظر لحالة صديقه المزرية، الا أن شعور الخيانة كان أصعب من أن يغفر له ما فعل، اقترب جاسر من مراد وقف أمامه بضع لحظات صامتا ينظر لعينيه مباشرة قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي جاسر مال برأسه ناحية مراد يهمس له بنبرة ساخرة:</p><p>- أنا أحسن.</p><p></p><p>توحشت عيني مراد في كره صاح بشراسة يحاول الانقضاض علي جاسر ليسرع العساكر بالامساك به بينما هو يصيح :</p><p>- هقتلك يا جاسر، هقتلك.</p><p></p><p>في الطريق وقف جاسر ومراد أمام أحدي الصيدليات ليضمد جاسر جرح صدره، ليأخذوا الطريق سريعا إلي الشقة المغلقة حيث تركوا صبا هناك فاقدة الوعي لا تشعر بشئ مما يحدث.</p><p></p><p>في فيلا خالد السويسي تحديدا في غرفة ابنته وقفت أمام مرأه غرفتها الكبيرة، مرأة طويلة تظهر لها قوامها كاملا، رفعت رأسها قليلا تنظر لصورتها الجديدة امراءة حرة رغبت في التخلص من جميع القيود حتي قيد الحب لم تعد ترغب فيه، هي الآن سعيدة عليها أن تظل تكرر تلك الكلمة مرارا وتكرارا حتي تنتقع هي الآن سعيدة ستصبح سعيدة بصحبة معاذ.</p><p></p><p>الذي سيأتي بعد قليل بصحبة المأذون كي تصبح زوجة له، معاذ يحبها أكثر مما تتخيل، نقطة البداية دائما عنده كما هي النهاية، شط الأمان بعد أن كادت تغرق، معاذ دائما جوارها يساندها يستمع إليها دون كلل أو ملل كأنها معزوفة خاصة لفنان عالمي قام بتلحينها له هو فقط، علي من تكذب، هي لا تري معاذ ابدا، وجه زيدان معاها دائما، ضحكات معاذ تتبدل بضحكاته، يحيطها من الجوانب حتي دون أن يكن حاضرا يلفها بالكامل، يتغلل كيانها، تهدجت أنفاسها تنظر لفستانها الأسود اللامع يحتضن جسدها برقة كما كان يفعل هو، تتذكر حتي أحضانه لم تنساها أبدا، اغمضت عينيها بقوة تحرك رأسها نفيا بعنف حين فتحت عينيها أبصرت وجه والدتها القلق أمامها مباشرة، تسألها متلهفة:.</p><p></p><p>- لينا انتي كويسة يا حبيبتي.</p><p></p><p>أخذت انفاسها بصعوبة بالغة تؤمأ برأسها إيجابا، وقفت لينا أمامها تحتضن وجهها بين كفيه تنظر لعيني ابنتها الشبيهة كثيرا بعيني والدها تسألها قلقة:</p><p>- أنتي متأكدة يا لينا من اللي هتعمليه دا.</p><p></p><p>ابتسمت الأخيرة ببساطة تحرك رأسها إيجابا في هدوء، تنفي إعادة التفكير في قرارها من جديد، هو ذهب لاخري وهي لن تقف تبكي علي الأطلال، احتضنها والدتها بقوة لتسمع نبرتها الباكية وهي تهمس لها:</p><p>- **** تكوني فعلا عارفة انتي بتعملي ايه في نفسك، يا رب يبقي فعلا يستاهلك.</p><p></p><p>ابتعدت والدتها عنها بعد لحظات تربت علي وجنتها برفق تحاول أن تبتسم تهمس لها:</p><p>- هسيبك تكملي لبسك.</p><p></p><p>تركتها وخرجت من الغرفة لتصطدم في ذلك الواقف أمامها مباشرة يرتدي حلة سوداء بقميص يماثلها سوادا رفعت وجهها له تنظر لوجهه للحظات استطاعت أن تري القلق والألم في عينيه، هو أيضا خائف قلق علي ابنته من اختيارها رغم أن ما حصل عليه من معلومات تؤكد بأنه شاب عادي حياته خالية من المخاطر، مستقيم ذو خلق عالية!، نظر للحظات لعيني زوجته لتتهرب هي بعينيها بعيدا حتي لا تفضحها نظرات الشوق، ليبتسم هو شبح ابتسامة صغيرة، تركته هي سريعا وغادرت لينزل الي مكتبه بالأسفل، ارتمي بجسده علي أقرب أريكة، يتنهد في ارتياح بعض الشئ يحمد **** أن زيدان سافر اليوم، اخرج هاتفه يحادث حسام، يطمئن عليه، لحظات وسمع صوت حسام يتمتم في هدوء:.</p><p></p><p>- ازاي حضرتك يا بابا</p><p>ضحك خالد ساخرا يمسح علي شعره بكف يده الحرة يتمتم متهكما:</p><p>- من امتي الأدب دا، يا حبيب بابا، ولا القلم اللي خدته علي وشك رباك، لو أعرف كدة كنت رزعتك بالقلم من زمان.</p><p></p><p>سمع صوت أنفاس إبنه الحانقة يليها صوته يغمغم بكلام خفيض لم يتبين ماهيته ليردف حانقا بعد لحظات:</p><p>- أنا مش هرد عليك علي فكرة عشان أنت راجل كبير وزي أبويا.</p><p></p><p>عاد خالد يضحك من جديد ارتمي بجسده للخلف يريح ظهره الي ظهر الاريكة خلفه يغمغم ساخرا:</p><p>- لا يا حبيب ابوك إنت مش هترد عليا عشان ما اجيش اقطعلك لسانك.</p><p></p><p>ضحك حسام في الجانب الآخر، قبل أن يسمع خالد صوت دقات علي باب المكتب سمح للطارق بالدخول لتدخل الخادمة تتمتم سريعا في فرحة:</p><p>- خالد باشا، العريس وصل.</p><p></p><p>صرفها بإشارة من يده دون أن يهتم بما قالت، ليسمع صوت حسام يتمتم في ذهول:</p><p>- عريس، مين عندكوا هيتجوز يا بابا.</p><p></p><p>صمت خالد للحظات يزفر أنفاسه الخانقة فتح ازرار قميصه الأولي يتمتم في خواء:</p><p>- لينا أختك.</p><p></p><p>سمع صوت شهقة فزعة تأتي من ناحية حسام تلاها صوته يهمس في صدمة:</p><p>- يا نهار أسود ازاي طب وزيدان لا ما ينفعش.</p><p></p><p>وقف خالد من مكانه يتحرك في الغرفة اتجه ناحية الحائط الزجاجي الضخم ينظر من خلاله الي الحديقة بالخارج حين تنهد خالد يهتف في ارتياح قليل:</p><p>- هعمل ايه بس يا حسام، الحمد *** أن زيدان سافر قبل.</p><p></p><p>- زيدان ما سافرش، زيدان بايت عندي النهاردة</p><p>همس بها حسام بصوت خفيض حذر يقاطع والده، لتنتفض خلايا جسد خالد أجمع أثر ما سمع، خرج قلبه من مكانه يركض بعيدا عن جسده، شد قبضته علي الهاتف يصيح في ولده:</p><p>- حسام اسمعني اوعي تجبله سيرة أنت فاهم، اوعي يا حسام...</p><p></p><p>طمأن حسام والده أنه من المستحيل أن يفعل ذلك، بعد لحظات أغلق معه الخط، وقف مكانه يستند بكفيه علي سطح المكتب يلهث بعنف عينيه شاردة تسبح في الفراغ ضرب سطح المكتب بقبضته بعنف يهمس متألما:</p><p>- ليه يا لينا، ليه استخسرتي في حياتكوا فرصة.</p><p></p><p>وقف للحظات يحاول أن يهدئ مسح وجهة بكف يده عدة مرات، مرت عدة دقائق قبل أن يخرج إليهم، وقعت عينيه علي معاذ الجالس يتأنق بحلة فاخرة وجواره المأذون، وحمزة شقيقه يجلس معهم، توجه إليهم ليهب معاذ سريعا يمد يده يود أن يصافح خالد يتمتم سريعا يبتسم في توسع:</p><p>- خالد باشا ازاي حضرتك أنا سعيد جدا اني حضرتك قبلتني فرد في العيلة.</p><p></p><p>نظر خالد ليده الممدودة للحظات قبل أن يتجاوزه دون حتي أن يمد يده جلس جوار أخيه، حمحم معاذ في حرج يعاود الجلوس جوار المأذون ينظر أرضا في حرج، لحظات واطلقت احدي الخادمات زغرودة طويلة عالية جعلت الجميع ينظر للسلم حيث تنزل لينا ابنه خالد أولا، وخلفها زوجة وبدور زوجة حمزة، ابتسمت لينا بتكلف لمعاذ، نزل الجميع لأسفل في صمت طويل مطبق، صمت لم يكسره سوي جملة المأذون التي نطقها بتوتر:.</p><p></p><p>- احم يا جماعة مش هنكتب الكتاب ولا ايه، أنا لسه عندي كتب كتاب وطلاق</p><p>نظرت لينا لوالدها ليتفادي خالد النظر إليها مال ناحية أخيه الجالس جواره يهمس له بصوت خفيض متألم:</p><p>- حمزة أنا مش قادر احط ايدي في ايد الواد، مش هقدر يا حمزة.</p><p></p><p>ابتسم حمزة في رفق يربت علي كتف أخيه لينظر ناحية الجميع يرسم ابتسامة مرحة واسعة علي شفتيه يغمغم في مرح:</p><p>- و**** ما حد هيبقي وكيل العروسة غيري أنا ما بقتش وكيل قبل كدة يا جماعة ادوني فرصتي، خالد خد فرصته قبل كدة.</p><p></p><p>قام حمزة من مكانه يجلس علي الاتجاه الآخر منه، لتنظر لينا لوالدها نظرات طويلة تملاءها الصدمة والخذلان، لا تصدق أن رفض للتو أن يزوجها وترك تلك المهمة لأخيه، وضع حمزة يده في يد معاذ ليقبض خالد علي كفه بعنف يشد علي أسنانه بقوة، في اللحظة التالية قامت لينا زوجته تجلس علي المقعد المجاور له ليمد يده سريعا يمسك بكفها يشد عليه ليشعر بأصابعها تعانق كفه برفق كأنها تهون وانتهي كل شئ كما بدأ فجاءة مع جملة المأذون « بارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير »...</p><p></p><p>توسعت ابتسامة معاذ الفرحة ما أن نطق المأذون تلك الجملة، التقط منه القلم سريعا يخط توقيعه ليلمح حمزة شيئا لم يره من قبل جزء صغير من وشم لمحه لمحة خاطفة موسوم علي باطن يد معاذ عند عروقه تحديدا، لمحة لم تتعدي اللحظات، ليأتي دور لينا خطت اسمها بأحرف مرتجفة علي الورقة وكأن يديها ترفض أن تفعل ذلك، ما إن انتهت هب خالد فجاءة يصيح في ابنته محتدا:.</p><p></p><p>- اتجوزتيه خلاص، عملتي اللي في دماغك، ما ترجعيش تندمي بعد كدة.</p><p></p><p>واندفع إلي أعلي دون أن ينظر خلفه من جديد، حمحمت لينا في حرج مما فعل خالد للتو، حاولت أن تبتسم وتمرء ذلك الموقف الغريب اقتربت من ابنتها تتمتم ضاحكة:</p><p>- ايه يا لوليتا انتي عارفة بابا بيغير عليكي قد ايه...</p><p></p><p>حاولت لينا رسم ابتسامة ولو مزيفة علي شفتيها تنظر لمعاذ لتراه يبتسم في توسع وكأن ما حدث بالكامل لم يزعجه ابدا، نظرت ناحية سلم البيت علها تلمح طيف والدها، اقترب معاذ يلتقط حقيبة ملابسها يتمم مبتسما في سعادة:</p><p>- يلا يا حبيبتي.</p><p></p><p>توجهت ناحية والدتها تعانقها بقوة لتبادلها لينا العناق تهمس لها قلقة:</p><p>- خلي بالك من نفسك يا لينا، لو حصل اي حاجة بلغيني، أنا هكلمك علي طول وهجيلك دايما.</p><p></p><p>حركت رأسها إيجابا تعانق والدتها ليقترب حمزة منه يفتح ذراعيه علي اتساعمها يغمغم ضاحكا:</p><p>- وما فيش حضن لعمو حمزة ولا ايه.</p><p></p><p>اقترب يعانقها بقوة لتختبئ داخل صدره تبحث عن ابيه بين أحضانه، حين سمعت صوت حمزة يهمس لها قلقا:</p><p>- خلي بالك من نفسك يا لينا ولو حسيتي بأي حاجة مريبة حتي لو مجرد إحساس اتصلي بينا فورا.</p><p></p><p>ابتسمت لعمها ابتسامة خفيفة تحرك ليقبل جبينها يربت علي وجهها برفق، تركها متجها ناحية معاذ قبض علي تلابيب ملابسه ابتسم ابتسامة مجنونة شرسة يغمغم بنبرة شيطانية:</p><p>- مبروك يا صهر عائلة السويسي الجديد، أنت عارف طبعا إنت دخلت عيلة مين وعارف هما يقدروا يعملوا ايه، فنصحية مني ما تخليناش نزعلك، ماشي يا معاذ.</p><p></p><p>لم تتغير ابتسامة معاذ فقط رفع كتفيه لأعلي بلامبلاة يحرك رأسه إيجابا بعد وداع مع الجميع، توجهت لينا الي سيارة معاذ، وقفت جوار السيارة ترفع رأسها لأعلي لتجد والدها يقف هناك في شرفة غرفته ينظر لها مباشرة للحظات شعرت أنها تراه يبكي، قبل أن يلتفت ويغادر، اجفلت علي جملة معاذ:</p><p>- مش يلا يا حبيبتي.</p><p></p><p>ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا، لتستقل المقعد المجاور له، جلس هو جوارها مباشرة يضعط مكابح السيارة بقوة لتنطلق بهم تشق الغبار</p><p>في منزل شهد.</p><p></p><p>علي طاولة الطعام يجلس حسام يقابله زيدان، يشعر بقلق غير مبرر في قلبه وكأن خنجر مسموم يطعن قلبه لا يعرف حتي لما يشعر بذلك الشعور ولكنه قلق خائف يشعر بأن حلقات قلبه تتكسر واحد تلو الآخر تنهد حانقا، يحاول أن يهدئ رفع وجهه ليجد حسام ينظر للفراغ يقطب جبينه غاضبا نظراته حادة غاضبة قاتمة يكور كف يده يشد عليه بعنف، قطب جبينه يسأله متعجبا:.</p><p></p><p>- مالك يا حسام من ساعة ما كنت بتتكلم في التليفون وشكلك مش مظبوط أنت كنت بتكلم مين.</p><p></p><p>وجه حسام مقلتيه ناحية زيدان يحاول أن يبتسم حرك رأسه نفيا يتمتم متلعثما:</p><p>- هاا، لا لا ابدا دا تليفون شغل.</p><p></p><p>رفع زيدان حاجبه الأيسر ساخرا حسام يكذب وواضح للغاية للاعمي أنه يفعل، ولكن لما يكذب حسام ما الذي يحاول أن يخبئه عنه، مد يده سريعا يلتقط هاتف حسام الموضوع علي الطاولة، كونه صديقه فهو يعرف كلمة السر الخاصة بالهاتف، صاح حسام غاضبا ما أن امسك زيدان هاتفه:</p><p>- زيدان سيب الموبايل.</p><p></p><p>ولكن زيدان لم يستمع له في لحظات كان قد فتح هاتفه، ينظر لآخر مكالمة ليجدها من رقم خاله، توسعت عيني زيدان في قلق خوفا من أن يكون أصاب أحدهم مكروها، هب واقفا يصيح في حسام محتدا:</p><p>- هي دي اللي مكالمة شغل اكيد حد حصله حاجة، أنا رايحلهم.</p><p></p><p>اندفع زيدان متجها ناحية باب المنزل ما أن امسك القميص سمع صديقه يصيح باسمه التفت له ليسمع آخر جملة تمني سماعها يوما:</p><p>- زيدان، لينا اتجوزت!</p><p>علي صعيد أخر أمام منزل معاذ وقفت السيارة اخيرا بعد مسافة ليست بطويلة، وقفت أمام عمارة سكنية راقية للغاية نزل معاذ اولا ليلتف حول السيارة فتح الباب لها لينحني بحركة مسرحية يتمتم سعيدا:</p><p>- اتفضلي مولاتي.</p><p></p><p>ابتسمت ابتسامة متكلفة تحرك رأسها إيجابا نزلت من السيارة ليسير معاذ من جوارها يرشدها للطريق، يخبرها بمدي سعادته في تلك اللحظات بوجودها معه، توجها معا الي المصعد الي الطابق الخامس تحديدا، وقف المصعد ليخرجا منه معا تقدمها سريعا يفتح باب الشقة دخل اولا يفسح لها المجال، لتدخل هي الاخري صفع الباب بعنف مخيف ما أن دخلت لتنظر له تقطب جبينها متعجبة مما فعل، التفت برأسها تنظر للمنزل امامها لتتوسع عينيها حين رأت...</p><p></p><p>الفصل التاسع والثمانون</p><p></p><p>في مدينة أسيوط، في حديقة منزل رشيد الشريف، وقفت سيارة جاسر في الحديقة، أطفأ المحرك يقبض بيده علي المقبض للحظات طويلة قبل أن يلتفت برأسه لتلك الجالسة علي الأريكة الخلفية تبكي في صمت، دموع شقيقته الغالية تحرق قلبه تفتته تسلخ روحه، ولكن خطأها الفادح سيظل شوكة عالقة في قلبه لن يتخلص من ألمها قريبا، تنهد يزفر أنفاسه الحارة المختنقة، قبل أن يلتفت برأسه لشقيقته ينظر لوجهها الاحمر عينيها القاتمة الباكية الحزينة شفتيها المرتجفة، صبا ليست سوي **** ساذجة سقطت في شباك صياد ماهر، كم أراد أن يطوقها بذراعيه يخبئها في صدره يخبرها إلا تخف ولا تحزن هو جوارها ولن يتركها ابدا، تنهد يمسك زمام أعصابه يشد علي أسنانه بعنف حين تمتم بجفاء:.</p><p></p><p>- امسحي دموعك واياكي تعيطي جوا، أنا قولتلهم إني كنت عايز اغير جو فخدتك انتي وغيث وكنا بنتفسح، مفهوم</p><p>ارتعش جسدها بعنف أثر نبرة أخيها الغاضبة الجافة لتحرك رأسها إيجابا سريعا، تمسح وجهها بكفي يدها بدت كطفلة صغيرة حزينة تحاول إخفاء دموعها، مسح جاسر وجهه بكف يده بعنف ليلتف ناحية غيث الجالس جواره ملامح وجه الأخير غامضة خاوية من اي مشاعر، وربما كثرة ما بها من مشاعر جعلها صعبة القراءة، حمحم يهمس له بخفوت:.</p><p></p><p>- هات الحاجة من شنطة العربية</p><p>حرك غيث رأسه إيجابا في آلية تامة، نزل غيث من السيارة تحرك يفتح صندوقها ليخرج منها عدة بالونات كبيرة الحجم ومعها دمية علي شكل ارنب كبير وعدة حقائب بها قطع حلوي كثيرة اخرجهم من الصندوق يتحرك بهم ناحية جاسر الذي نزل توا هو الآخر، التقط منه تلك الأشياء ليفتح الباب المجاور لصبا مال بجسده يعطيه ما في يده دون حتي أن يبتسم يتمتم بقسوة:.</p><p></p><p>- امسكي دول، هدايا من اخوكي يا حبيبة اخوكي، يلا انزلي، وعلي **** يا صبا عينيك تنزل دمعة واحدة جوا فاهمة.</p><p></p><p>ارتعش جسدها بعنف تحرك رأسها بالإيجاب بلا توقف، مدت يدها المرتعشة تمسك بتلك الهدايا من يده، نزلت تسير أمام الإثنين قدميها بالكاد تحملها، تقدمت تدق الباب لحظات وفتحت لهم أحدي الخادمات ليخطو جميعا إلي الداخل، ما إن دخلوا بدأت ضحكات جاسر وغيث تعلو بشكل مرح للغاية يتحادثان بطلاقة وكأنهم كانوا حقا في نزهة:</p><p>- بس كان يوم عظمة</p><p>- جامد جداا، أنا اول مرة اعرف أن بلدكوا حلوة كدة</p><p>- اومال ايه يا عم، أم الدنيا.</p><p></p><p>ومن ثم بدآ يضحكان من جديد في لحظة قدوم شروق ناحيتهم اجبرت صبا شفتيها علي الابتسام، ابتسامة صغيرة اخذت جهد شاق لتخرج للنور، توسعت ابتسامة شروق تتقدم ناحيتهم وقفت جوار صبا تحادثهم ببهجة:</p><p>- دا لو الفسحة هترجعكوا مبسوطين كدة، دا انتوا تخرجوا تتفسحوا كل يوم</p><p>تعالت ضحكات الشباب من جديد، نظرت شروق لولدها للحظات تقطب جبينها في حيرة تسأله:</p><p>- جاسر مش دا القميص اللي إنت كنت لابسه الصبح وأنت خارج.</p><p></p><p>ابتسم جاسر في اتساع ينظر لقميصه الأسود بحاول الا يجعل والدته تشك في اي شئ نفض غبار وهمي من علي اكتاف قميصه يبتسم في زهو:</p><p>- بس إيه رأيك في القميص حلو مش كدة، القميص التاني اتقطع، وكان شكلي عار فيه، فجبت دا، ب250 جنية ايه رأيك</p><p>اقتربت شروق تمسك أحد أكمام القميص تتفحص خامته بين أصابعها الخبيرة كأم، زمت شفتيها تتمتم بامتعاض:.</p><p></p><p>- خامته وحشة كتير عليه اوي ال250 جنية، لو كنت قولتلي كنت جبتلك خمسة بال250 دول...</p><p>ضحك جاسر في اصطناع يجبر شفتيه علي الضحك، ليشاركه غيث الحديث العابث:</p><p>- حضرتك عاملة زي ماما بالظبط، أنا عندي ترنج من خمسة ابتدائي لسه لحد دلوقتي بيجي علي قدي، اقولها يا ماما كبير تقولي عشان يعيش معاك اسكت أنت مش فاهم حاجة.</p><p></p><p>الجميع يقف تتعالي ضحكاتهم عداها هي بالكاد تجبر شفتيها علي الابتسام تمنع دموعها بأعجوبة، نظرت شروق ناحيتها لتختفي ابتسامتها شيئا فشئ، مدت يديها تحتضن بهما وجه ابنتها بين كفيها تسألها قلقة:</p><p>- مالك يا حبيبتي وشك أحمر ليه كدة، انتي سخنة</p><p>مدت يدها تبسطها علي جبين ابنتها قلقة لتتنهد بارتياح تتمتم:</p><p>- الحمد *** مش سخنة، اومال مالك يا صبا، أنت زعلتها يا جاسر ولا إيه.</p><p></p><p>اقترب جاسر منهم يطوق كتفي شقيقته بذراعه نظر لوالدته مبتسما يتمتم في مرح:</p><p>- زعلتها، كل الحجات دي وزعلتها، الجوا برة برد، وانتي عارفة صبا لما الجو بيبرد وشها بيحمر، علي رأي ابو تهاني حمار رباني</p><p>شد جاسر علي كتف صبا خفية لتضحك في مرح باهت تحرك رأسها إيجابا سريعا تثأبت تتمتم ناعسة:</p><p>- أنا هطلع انام تصبحوا علي خير</p><p>تركتهم تهرول لأعلي سريعا إلي حيث غرفتها، نظر جاسر حوله ليعاود النظر لوالدته</p><p>يسألها متعجبا:.</p><p></p><p>- اومال بابا فين مش شايفه...</p><p>- ابوك في المستشفى عنده حالة حرجة **** يعينه</p><p>تتمت بها شروق في هدوء تبتسم لولدها، ودعهم غيث يتوجه الي غرفته ليلحق به جاسر، استوقفهم شروق تسألهم:</p><p>- مش هتتعشوا يا ولاد</p><p>حرك كل من جاسر وغيث رأسيهم نفيا التفت جاسر لوالدته قبل أن يصعد يعطيها شبح إبتسامة يتمتم بخمول:</p><p>- لا يا ماما احنا كلنا لما شبعنا برة، تصبحي علي خير...</p><p></p><p>ودع والدته واتجه إلي اعلي حيث غرفته وقف للحظات أمام غرفة صبا قلبه يحثه للدخول إليه وعقله يرفض يثور عليه، ابتلع لعابه مرتبكا غاضبا في الآن ذاته، تنهد في حرقة ليسرع بخطاه ناحية غرفته يدخلها سريعا يغلق عليه الباب، أما في غرفة صبا الصغيرة، ما إن دخلت إلي غرفتها القت ما في يدها أرضا تلك الهدايا ما هي الا واجهة حتي يكملوا عرضهم المسرحي المبتذل، اندفعت الي فراشها تبكي بعنف وتتعالي شهقات بكائها وضعت يدها علي فمها تمنع صوت بكائها، جسدها يرتجف بعنف تزيد من احتضان ذراعيها لجسدها علها تشعرها ببعض الأمان الزائف، ساذجة بريئة غبية، كادت أن تطيح بكل شئ بتهورها الغير محسوب، شرف العائلة، اخيها، سمعة والدها، كل شئ كان سيضيع لولا مجئ جاسر وغيث، كم كانن غبية وقعت في شباك العشق الزائف المحرم الممنوع، عشق كاد يلقيها في النار حية وحمدا *** أنها الآن بخير، نزعت حجاب رأسها لتتحسس برفق وجنتيها الحمراء أثر صفعات جاسر لها!</p><p></p><p>Flash back</p><p>- أنا بكره اخوكي وانتي يا صبا هتبقي الشوكة اللي اغرزها في ضهره، انتي يا صبا</p><p>ترددت كلماته السامة في عقلها بعنف مخيف يصاحبها رائحة قوية تتحرك أمام أنفها تغزو خلاياها تجبرها علي الاستيقاظ، فتحت عينيها فجاءة تشهق بعنف تصيح باسم اخيها مذعورة:</p><p>- جاااااااااسر.</p><p></p><p>انتفضت في جلستها تستند بكفيها علي الفراش تلهث بعنف جبينها يتفصد عرقا، رؤية مشوشة ضبابية شيئا فشئ بدأت تتضحك الرؤية، رأت جاسر يقف هناك أمام الفراش ملامح وجهه مظلمة غاضبة فزعة وكأنها تري وحشا وليس جاسر اخيها، توسعت عينيها في فزع تحول لألم حين هوي بكفه علي وجهها بعنف، صاح غيث فيه، اندفع ناحيته يبعده ولكن قبل أن يفعل كان كف جاسر الآخر يعرف طريقه لوجنتها الاخري، ارتمت علي فراشها تشهق في البكاء، بينما قبض غيث علي ذراعي جاسر يجذبه بعيدا عنها يصرخ فيه:.</p><p></p><p>- أنت اتجننت، ابعد عنها يا جاسر</p><p>نظرت بأعين جاحظة مذعورة لشقيقها وهو يتشاجر مع غيث بضراوة يصرخ فيه:</p><p>- ابعد عني يا غيث، لولا بس زعل ابويا وامي أنا كنت دفنتها، دا جاية معاه شقته، أنت عارف كان هيعمل فيها ايه</p><p>دفعه غيث بعيدا بعنف قاسي يقف في المنتصف بينه وبين صبا التي ترتجف باكية يصيح هو الآخر محتدا:.</p><p></p><p>- عارف، بس مش هبعد يا جاسر، مش هسيبك تأذيها، آه صبا غلطت، بس دي أختك إنت أكتر واحد عارفها وعارف تربيتها، صبا اتضحك عليها، الحيوان اللي اسمه مراد لعب بعقلها، ودي مهما كانت لسه عيلة مراهقة مش عارفة حاجة، بدل ما تضربها فهمها أن اللي عملته دا غلط...</p><p></p><p>توقف صياح غيث ولم يعد يسمع في الغرفة سوي صوت بكاء صبا العالي، وصوت أنفاس غيث وجاسر العالية الغاضبة، التفت غيث ناحية صبا، ينظارها بعتاب صامت للحظات تنهد بعنف، يحاول أن يبتسم يتمتم في رفق:</p><p>- غلط يا صبا، سلمتي مشاعرك للشخص الغلط، مشيتي وراه زي العامية، كان ممكن يضع مستقبلك وحياتك</p><p>انهي كلامه بابتسامة صغيرة شاحبة يحرك رأسه إيجابا متمتا:</p><p>- بس أنا واثق أنك اتعلمتي من الغلط دا.</p><p></p><p>هنا تحديدا صدح صوت جاسر الغاضب حين زمجر يصيح:</p><p>- وهي مش عارفة أنه غلط ماما ما قالتلهاش بدل المرة ألف، ولا الهانم خلاص كبرت وقررت تدور علي حل شعرها</p><p>شهقت صبا بعنف تضع يديها علي فمها تحرك رأسها نفيا مرة تليها اخري واخري واخري بهستريا تبكي تنظر لاخيها فزعة لا تصدق أن تلك الكلمات خرجت من فمه هو، نكست رأسها ارضا تشهق في بكاء عنيف، لتسمع صوت خطوات غيث تبتعد استطاعت أن تسمع صوته الخفيض وهو يعاتب جاسر:.</p><p></p><p>- اللي إنت بتقوله دا ما ينفعش، أختك عيلة صغيرة واتضحك عليها، بلاش العرق الصعيدي ينطر دلوقتي أنت عايش عمرك كله في القاهرة أصلا</p><p>رفعت وجهها ببطي جسدها يرتعش لتضطرب حدقتيها حين وجدت جاسر يقترب ناحيتها رفعت يديها تحتمي بهما خوفا منه، لتري عيني جاسر الحمراء كالنار تبكي، رأت اخيها يبكي تنهمر دموعه بعنف وقف أمامها مباشرة يصرخ بحرقة:.</p><p></p><p>- أنا عمري ما هسامحك يا صبا، انتي كنتي انضف حاجة في حياتي، كنت مستعد اضحي بنفسي وبمستقبلي بكل حاجة عشانك، بس لما اعرف أنك مش بس بتحبي واحد من ورانا لاء دا انتي جاية معاه شقته، عارفة احنا لو ما كناش لحقناكي كان ايه هيحصل، كان هيغتصبك يا صبا، عارفة يعني ايه هيغتصبك</p><p>- جاسر كفاية بقي.</p><p></p><p>صاح بها غيث محتدا عليه يُسكت ذلك المدفع الذي انطلق ينفجر في الجميع، التفت جاسر برأسه ناحية غيث ليعاود النظر لصبا يصيح محتدا:</p><p>- كفاية ليييه خلي الهانم تعرفك كان هيحصل فيها ايه</p><p>عاود النظر لشقيقته يصرخ بحرقة:.</p><p></p><p>- كان هينش في لحمك زي الكلب المسعور، ابوكي ما كنش هيستحمل قهرة زي دي، وماما، ماما يا صبا، فكرتي فيها لما تعرف هتموت فيها، وانتي بقي، هتعيشي بعار غبائك عمرك كله، ما حدش بقي بيتجوز مطلقة عشان يتجوز مغتصبة يا صبا!</p><p>انهي كلامه ليندفع إليها يجذبها لاحضانه يعانقها بقوة وعنف يغرزها بين ذراعيه، يتأوه من ألم قلبه المحطم انسابت دموعه بعنف وهو يتمتم في حرقة:</p><p>- ليه يا صبا، ليه تعملي كدة فيا، ليييه.</p><p></p><p>ظل يضمها لاحضانه بعنف للحظات طويلة قبل ان يبعدها عنه بجفاء ابتعد عنه يمسح وجهه بكفيه بعنف يتمتم في جفاء:</p><p>- قومي اغسلي وشك واعدلي طرحتك يلا احنا اتأخرنا اوي</p><p>Back</p><p>عادت من شرودها الطويل تغمض عينيها بأسي، تنعي ببكائها غبائها الذي اوصلها إلي هنا.</p><p></p><p>وقفت لينا السويسي في منتصف غرفة المعيشة في شقة زوجها تنظر بأعين متسعة مذهولة للصالة المزينة بالورود والبالونات التي تحمل أحرف إسمها، وعلب الهدايا هنا وهناك وكعكعة كبيرة عليها صورتها علي الطاولة القريبة منها، ابتسمت دون حياة ابتسامة صغيرة تنظر للسعادة حولها ولكن ماذا تفعل وإن كان قلبها بات يكره السعادة، ادمعت عينيها تنزلق دموعها علي خديها، تحرك رأسها هنا وهناك لا تنظر لتلك الأشياء هي فقط تبحث عنه كم تمنت في تلك اللحظات أن يخرج من أحدي الغرف، يتقدم ناحيتها يعانقها لتخبره كم تحبه، لتعاتبه علي ابتعاده عنه، اجفلت من شرودها علي جملة معاذ التي قالها ضاحكا:.</p><p></p><p>- دي دموع الفرحة للدرجة دي عجبتك المفاجأة</p><p>حركت رأسها إيجابا عدة مرات، وجهت انظارها لمعاذ الذي يقف قريبا منها يبتسم ابتسامة سعيدة واسعة ها قد حقق انتصاره وظفر بها أخيرا، نظرت هي ناحية باب المنزل لتعاود النظر اليه تسأله متعجبة:</p><p>- أنت ليه رزعت الباب لما دخلت</p><p>ضحك في حرج ليرفع يده يعبث في خصلات شعره كأنه مراهق خجول ابتسم يتمتم مرتبكا:.</p><p></p><p>- بصراحة دي عادة عندي أنا بحب ازرع اي باب وأنا بقفله، أنا آسف لو كنت خضيتك</p><p>وجهت له ابتسامة صغيرة تحرك رأسها نفيا، ليلتقط هو حقيبتها يشير لها إلي أحدي الغرف المواجهة لها يتمتم مبتسما في سعادة:</p><p>- تعالي، الأوضة من هنا، تعالي، تعالي ما تتكسفيش، البيت بيتك، اعتبريني ضيف عندك.</p><p></p><p>رغم خفة ظل معاذ التي تعرفها جيدا الا أنها لم تكن في حالة تسمح لها حتي بالابتسام يكفي ما فعل والدها لتزداد بؤسأ، فتح معاذ لها باب الغرفة لتخطو للداخل تنظر لتلك الغرفة الكبيرة معظم ألوانها باللون الأسود القاتم واللون الفضي وهي حقا تكره هذين اللولين، الا أنها لم تجد امامها سوي أن تبتسم حين سألها معاذ بابتسامة واسعة سعيدة:</p><p>- ها ايه رايك في اوضتنا.</p><p></p><p>انتفض قلبها مع آخر أحرف كلمته، غرفة تجمعهم هي وهو، في غرفة واحدة، توترت قسمات وجهها اضطربت حدقتيها في فزع تحاول التماسك قدر الامكان قبض علي كفها بعنف تتنفس بقوة مرة تليها أخري واخري، الي أن سمعته يقول مبتسما:</p><p>- أنا هروح اغير هدومي في الحمام اللي برة خدي راحتك...</p><p>تنفست الصعداء ما أن خرج وضعت يدها علي صدرها تتنفس بقوة مرة بعد أخري، جلست مكانها تقبض علي قماش فستانها بكفيها بعنف تحادث نفسها:.</p><p></p><p>- اهدي يا لينا، اهدي، معاذ مش هيأذيكي، معاذ كويس وطيب، ايوة، معاذ بيحبني ودايما جنبي، مستحيل هيفرض عليا حاجة...</p><p></p><p>تسارعت دقات قلبها تحاول أن تهدئ، لمحت بطرف عينيها قميص أسود من الحرير ناعم موضوع جوارها علي الفراش، وجواره المئز الخاص به، ارتعشت يديها حين امسكته بين أصابعها، تتحرك به إلي مرحاض غرفتهم، مرت عدة دقائق قبل أن تخرج، وقفت أمام مرآة غرفتها تنظر لانعكاس صورتها تبتسم ابتسامة مرتجفة خائفة، أغمضت عينيها لتشعر بيدين تحاول جسدها وقبلة شغوفة طُبعت علي وجنتها وصوته المميز يهمس لها:</p><p>- أنا بحبك.</p><p></p><p>شهقت بعنف فتحت عينيها تلتفت برأسها تبحث عنها تلهث مرتجفة لا أحد في الغرفة هي فقط وضعت يدها علي قلبها عله يهدي قليلا، لتنتفض بعنف حين سمعت صوت دقات علي باب غرفتها بلعت لعابها متربكة خائفة لا ترغب في خوض في تلك التجربة مرة اخري يكفي ما لاقت ويزيد، التقطت المئزر الخاص بقصميها الاسود الطويل ذو الحمالتين الرفيعتين ارتدته تنظر لنفسها لتزفر بتوتر تقدمت ناحية باب لتفتحه بهدوء لتقابل وجهه المبتسم امامها اطلق صفيرا طويلا بإعجاب ليقول في مرح:.</p><p></p><p>- ايه القمر دا يا ناس، cupcakes بالشوكولاتة يا اخواتي</p><p>خرجت منها ضحكة صغيرة متوترة دقات قلبها سريعة غير منتظمة خائفة لتشعر بيديه تحاوط وجهها بحنو رفعت عينيها له لتجده يبتسم في عشق ليهمس لها:</p><p>- لينا أنا عارف أنك قلقانة وخايفة ومتوترة بسبب اللي حصل، حبيبتي أنا عمري ما هفرض وعلي هغصبك علي حاجة انتي مش عيزاها كفاية أنك قدام عينيا، يلا بقي ابتسمي وما تشليش هم حاجة وأنا جنبك.</p><p></p><p>علت شفتيها ابتسامة وتلك الغصة تعصف بقلبها بعنف ليضمها إليه يحاوطها بذراعيه برفق لتهمس له بامتنان:</p><p>- شكرا اوي يا معاذ</p><p>او هكذا مني نفسه أنه سيحصل حتي علي عناق، أنه عانقها بالفعل، الا أنه ظلت واقفة مكانها بعد أن قال ما قال تحرص عليي مسافة بينهما ابتسمت تهمس بنفس الجملة ولكن تلك المرة وهي بعيدة:</p><p>- شكرا اوي يا معاذ.</p><p></p><p>ابتسم في خيبة يحرك رأسه إيجابا ليوجه انظاره لها سريعا حين تمتمت باسمه بنبرة خائفة مرتبكة، نظر لها باهتمام يحثها بنظراته علي قول ما تريد، لتتهدج أنفاسه بدأت تحرك يديها حركات عصبية متوترة تتمتم بتلعثم:</p><p>- ااانا، قصدي يعني، إنت عارف، أنا قصدي، اوضتنا، مش هقدر، انااا آسفة</p><p>ابتسم لها في رفق يحرك رأسه إيجابا بسط كفه أمام وجههل يهمس لها بترفق:.</p><p></p><p>- هشش اهدي خلاص، أنا فهمت، انتي عايزة تقولي أنك مش هتقدري نفضل أنا وانتي في اوضة واحدة</p><p>نكست رأسها ارضا تحركها إيجابا ليزفر هو حانقا للحظات، عاود الابتسام يتمتم في حنو:</p><p>- خلاص يا حبيبتي ما فيش مشكلة، أنا عارف إن اللي عملوا فيكي الحيوان دا مش سهل تنسيه، بس هنحاول مع بعض.</p><p></p><p>شدت علي أسنانها بعنف تشعر بغضب مفاجئ يستبد بها ما أن سب معاذ زيدان امامها، قبضت علي قماش قميصه بعنف، رفعت وجهها له تبتسم في اصفرار تحرك رأسها إيجابا، ليعطيها هو ابتسامة كبيرة يتمتم في مرح:</p><p>- اوامرك مطاعة يا مولاتي طبعا، يلا نتعشي أنا واقع من الجوع</p><p>انقبضت معدتها بعنف تعصر امعائها ما أن ذكر اسم طعام حالتها النفسية السيئة جعلتها تزهد الطعام تماما، حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم معتذرة:.</p><p></p><p>- معلش يا معاذ أنا مش جعانة خالص</p><p>رأت قسمات وجهه تتشنج يبدو غاضبا، نظراته حقا ارعبتها، سرعان ما تبدلت تلك النظرات بأخري حزينة محبطة يتمتم حزينا:</p><p>- ماشي يا لينا، أنا بس كنت حابب ناكل مع بعض، بس المهم عندي راحتك طبعا، وبعدين احنا هنروح من بعض فين، هنفطر سوا بكرة.</p><p></p><p>ابتسمت في هدوء تحرك رأسها إيجابا ليودعها يخرج من الغرفة عينيه مسلطة عليها، الي أن اختفئ من امامها هرعت إلي باب الغرفة تغلقه بالمفتاح تضع يدها علي صدرها تتنفس الصعداء...</p><p></p><p>في منزل خالد السويسي، في الغرفة المجاورة لغرفة نومه الرئيسية، وقف خالد في منتصف الغرفة ينتفس بعنف يلهث من شدة غضبه، صدره يعلو ويهبط بجنون، يقبض علي يسراه بينما اليمني يشد بها علي خصلات شعره بقسوة يتحرك ذهابا وايابا كالليث الغاضب يحادث نفسه غاضبا:</p><p>- غبية وهتندم، أنا مش مرتاح للواد دا، هتندم وأنا اللي هتعذب علي زعلها، قسما ب**** لو مس شعرة منها لهدفنه...</p><p></p><p>وقف للحظات يضع يديه الاثنين علي رأسه يتأوه من الالم يتمتم:</p><p>- **** يسامحك يا بنت خالد دماغي هتنفجر من التفكير والقلق</p><p>تحرك ناحية باب الغرفة سريعا فتحه ليتوجه الي باب الغرفة المجاورة له مباشرة، كاد أن يفتح المقبض كعادته ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، كور قبضته يدق الباب بخفة عدة مرات، الي أن سمع صوتها الناعم وهي تقول:</p><p>- ايوة ثواني.</p><p></p><p>لحظات وهو يقف يرتقب ظهورها علي جمر النار إلي أن أطلت من الباب، قطبت جبينها توسعت عينيها خالد يدق الباب!، لم يدع لها الفرصة لتندهش لحظة أخري، حين اندفع الي الداخل، يخبئ نفسه بين أحضانها، يشدد علي عناقها بعنف يتمتم بحرقة:.</p><p></p><p>- أنا هتجنن من التفكير يا لينا، خايف قلقان مرعوب، مش عارف حتي اغمض عيني عشان أنام، خايف علي لينا أوي، دا كنت مرعوب وهي مع زيدان اللي أنا مربيه علي ايدي، اومال الواد دا اللي اعرف عنه كله معلومات علي ورق، بنتك هتجيب أجلي باللي بتعمله دا و****</p><p>لحظات من الصمت بينهما قبل أن يشعر ترفع يدها تحطها علي رأسه برفق تمسح علي خصلات شعره تهمس تعاتبه:.</p><p></p><p>- اللي عملته دا ما ينفعش، لينا زعلت اوي عشان ما رضتش تكون وكيلها</p><p>رفع وجهه عن أحضانها ينظر لها، نظرات مليئة بالألم والعجز والحسرة، حرك رأسه نفيا أدمعت عينيه رغما عنه يهمس لها بنبرة حزينة ممزقة:</p><p>- ما قدرتش يا لينا، ما قدرتش احط ايدي في ايده، ما قدرتش اسلمه بنتي، و**** ما قدرت.</p><p></p><p>انسابت قطرات دموعه علي وجهه، تنهدت لينا حزينة علي حاله، صحيح أنها غاضبة حقا منه ولكنها لن تتحمل ابدا أن تراه بتلك الحالة، رفعت كفها تمسح ما سقطت من دموعه علي وجهه تهمس له بحنو بجملته الخالدة التي يقولها دائما في أحلك الاوقات:</p><p>- كل حاجة هتبقي كويسة ما تشلش هم، تعالا نام انت شكلك تعبان أوي.</p><p></p><p>اصطحبته الي الفراش، ليضع رأسه بين أحضانها يتمسك بها كطفل صغير يحتضن والدته وهي تمسح بيدها علي شعره بحنان ارتسمت ابتسامة مطمئنة صغيرة علي شفتيه ربما اخيرا نال سماحها، بعد طول خصام، رفع وجهه لها يبتسم بشحوب يتمتم:</p><p>- اخيرا سامحتيني</p><p>قطبت ما بين حاجبيها في عجب، لحظات وحركت رأسها نفيا ، تفاجئ به، ابتسمت ببساطة ترفع كتفيها لأعلي تتمتم بجفاء قاسي:.</p><p></p><p>- الموضوع مالوش علاقة باني سامحتك يا خالد دا واجبي والعشرة الكبيرة اللي بينا ما تسمحليش اسيبك في حالتك دي ابدا.</p><p></p><p>اندثرت الابتسامة من فوق ثغره شيئا فشئ إلي أن ماتت تماما ولم يبقي لها أثر، ظل ينظر لها للحظات وبريق عينيه يخبو، ظهرت الحسرة جلية علي قسمات وجهه، قبل أن يتنهد يحرك رأسه بالإيجاب، عاد يضع رأسه بين أحضانها من جديد يغمض عينيه كاد أن يضيع في دوامة النوم قبل أن يسمع صوت دقات علي باب غرفته تلاها صوت أخيه:</p><p>- خالد إنت هنا</p><p>لم تكن له القدرة علي القيام جسده خامل متعب فقط علا بصوته قليلا يتمتم ناعسا:.</p><p></p><p>- ايوة يا حمزة خير، معلش يا حبيبي مش قادر اقوم</p><p>سمع صوت حمزة يتمتم سريعا من خلف الباب المغلق:</p><p>- لا ابدا ولا يهمك، هو موبايلك معاك ولا أنت سايبه فين، اصل أنا عايزه ضروري</p><p>قطب خالد جبينه للحظات يحاول تذكر أين هاتفه، آخر مرة كان يحادث حسام منه في غرفة مكتبه بالطابق السفلي، علا بصوته من جديد يحادث أخيه بحزم:</p><p>- في المكتب اللي تحت يا حمزة، الباسورد لينا، واياك تفتح الصور</p><p>سمع صوت ضحكات أخيه تعلو يردف ساخرا:.</p><p></p><p>- خلاص يا عم الحمش، تصبح الي خير، سلام</p><p>قالها لتبتعد خطوات حمزة قبل حتي أن يستمع إلي رد أخيه، بينما عاد خالد يغمض عينيه تحت وطأة لمساتها الحانية يهرب من كل شئ في دوامة النوم الناعمة.</p><p></p><p>علي صعيد آخر بعيد للغاية توقفت سيارته عند منطقة نائية فارغة عند كورنيش النيل الفارغ في تلك الاوقات تقرييا، اوقف حسام سيارته نزل منها يركض ناحية تلك المنطقة الفارغة القريبة من سطح الماء يعلو بصوته ينادي علي صديقه منذ ساعات وهو يبحث عنه ويجب أن يكون هنا الآن، وقف في تلك المنطقة الفارغة يصيح بصوت عالي:</p><p>- زيدااااان، يا زيداااااان، زيداااان</p><p>- هششش، اخرس بقي.</p><p></p><p>نظر سريعا ناحية مصدر الصوت ليجد زيدان يجلس هناك علي صخرة قريب من الماء استطاع أن يراه تحت الإضاءة الضعيفة ملابسه وجسده يغرقان في الماء، هرع ناحيته يركض وقف بالقرب منه يسأله فزعا:</p><p>- أنت هنا يا أخي حرام عليك بقالي أزيد من ساعتين بدور عليك، وبعدين ايه الماية دي كلها أنت كنت في الماية ولا إيه.</p><p></p><p>رفع زيدان وجهه يتطلع إلى وجه صديقه بأعين انطفئ بريقها تماما وغام الموج يقتلها ما بقي فيها من حياة، اشار بيده الي المكان حوله لترتسم ابتسامة حزينة علي شفتيه يتمتم بسخرية قاتلة:</p><p>- شايف المكان، آخر ذكري ليا مع أبويا كانت هنا، لما بتقفل في وشي باجي هنا، كان بيقول وأنا صغير مش فاهم بس عمري ما نسيت كلامه، أنا بحب النيل اوي يا زيدان طيب بيطبطب علينا، لما بكون مخنوق بحس أنه بيطبطب علي وجعي...</p><p></p><p>وقف زيدان ينظر ينظر للمكان حوله بحرقة ليصيح بقهر:</p><p>- وأنا بقالي هنا اكتر من ساعتين وجعي بيزيد ما بيقلش، ما بيطبطبش علي وجعي، في سيخ مولع في قلبي مش عارف اشيله...</p><p>التفت ناحية حسام سريعا يمسك بذراعيه بعنف يصيح بجنون:</p><p>- قولي يا حسام مش الماية بتطفي النار صح، صح، أنا قعدت ساعة فئ الماية والنار اللي في قلبي بتزيد، اعمل ايه يا دكتور، هاتلي علاج أنا هموت من الألم.</p><p></p><p>ادمعت عيني حسام علي حال صديقه حاول أن يعانقه ليدفعه زيدان بعيدا عنه وقف يلهث بعنف عينيه حمراء جسده يرتجف من القهر والغضب ليصيح بشراسة:</p><p>- خلاص اتجوزت، اتجوزته، رمتني برة حياتها خالص، كدة حققت انتقامها مني، كدة خدت حقي علي غلطة عملتها وأنا حتي مش في وعي</p><p>اقترب من حسام يقبض علي كفي يده توسعت عينيه بجنون ارتسمت ابتسامة سوداء معذبة علي شفتيه يصيح بحرقة:.</p><p></p><p>- قولي يا حسام زمانهم بيعملوا ايه دلوقتي، لمسها صح، بقت مراته، بقت من حقه هو، هتنام في حضنه، طب وأنا، أنا، أنا ذنبي ايه، ذنبي اني حبيتها، ذنبي اني كنت *** ضعيف حاول يغتصب طفولته بس و**** يا حسام أنا قاومته وضربته وهربت، أنا ذنبي ايه، حبيتك ليه يا لينا، ليه.</p><p></p><p>لم يقدر حسام علي تركه أكثر بحالته تلك طوقه بين ذراعيه يشدد علي احتضانه كأنه *** صغير، رفع يده يضغط علي عرق معين في رقبة زيدان عدة ثواني قبل أن يشعر بجسد الأخير يرتخي تماما ويفقد الوعي، اسنده حسام الي السيارة يضعه علي المقعد يسند رأسه برفق الي ظهر المقعد، أدمعت عينيه يهمس له نادما:</p><p>- أنا آسف يا صاحبي.</p><p></p><p>عاد ذلك الكابوس يتجسد من جديد تشعر بجسدها بالكامل مقيد وكأن اصفاد من نار تمعنها من الحركة</p><p>جسدها مقيد فمها مكمم، فتحت عينيها لتتوسع في ذعر جسدها بالكامل مقيد فمها مكمم بقطعة قماش، يديها وقدميها مقيدتان باصفاد من حديد.</p><p></p><p>في غرفة غريبة لا تعرفها، حاولت الصراخ دون فائدة ادمعت عينيها تحاول جذب تلك الاصفاد بعنف علها تفك قيد يديها ولكن دون جدوي، لحظات ووجدت باب الغرفة يُفتح ودخل رجل غريب، رجل لا تعرفه يغطي وجهه بقناع اسود، تقدم ناحية فراشها يبتسم في خبث مرعب، جلس جوارها علي الفراش يتحسس وجهها يسير بأنامله علي وجنتها اقترب من أذنيها يهمس متلذذا:.</p><p></p><p>- صغيرة، حلوة، حلوة اوي، ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك، هو كان عايزك ليه، بس ما كنش ينفعش اسيبك، دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها، دفعت كتير اااه، بس انتي تستاهلي، سمعيني صوتك، اااه أنا آسف</p><p>مد يده يزيح قطعة القماش التي تكمم فمها لتسأله بصوت مرتجف مذعور:</p><p>- ااانت ممميين</p><p>تعالت ضحكاته، ضحكات بشعة عالية، ضحكات شرسة تبنئ عن سوء نية صاحبها وقف أمامها ينظر لوجهها مد يده يزيح قناع وجهه يتمتم متوعدا:.</p><p></p><p>- أنا</p><p>وللمرة الثانية قبل أن تعرف من هو استيقظت من كابوسها المخيف علي صوت دقات عالية سريعة خائفة علي باب غرفتها، انتفضت جالسة علي الفراش تلهث بعنف جسدها يتصبب عرقا يغرقها، تسمع صوت معاذ وهو يصرخ خائفا قلقا:</p><p>- لينا افتحي يا لينا، لينا مالك يا حبيبتي بتصرخي ليييه، لينااااا افتحي لي الباب</p><p>حاولت أن تهدئ شيئا فشئ حتي تجيبه خرج صوتها ضعيفا مرتعشا:</p><p>- ما فيش يا معاذ دا كابوس، ما تقلقش عليا أنا كويسة.</p><p></p><p>رأت مقبض الباب وهو يتحرك بعنف تلاه صوته القلق المذعور:</p><p>- طب افتحي أنا هطمن عليكي وامشي علي طول ارجوكي</p><p>اغمضت عينيها تلتقط أنفاسها السريعة اللاهثة مسحت علي رأسها تزيح خصلات شعرها التي تغطي وجهها تتمتم ناعسة:</p><p>- صدقني يا معاذ أنا كويسة، كان كابوس، ارجوك أنا كويسة</p><p>لحظات وسمعته يتمتم بنبرة متهدلة خائبة:</p><p>- ماشي يا لينا تصبحي علي خير.</p><p></p><p>ومن ثم سمعت خطواته لتبتعد لتضم هي ركبتيها بذراعيها تحتضن جسدها جيدا، تتحرك للأمام وللخلف دقات قلبها علي وشك التوقف من الخوف لما عاد ذلك الكابوس البشع من جديد ومن ذلك الرجل ولما لا تري وجهه وماذا يريد منها، عادت ترتمي علي الفراش من جديد تحتضن جسدها ترتجف بعنف إلي أن سقطت في شباك النوم رغما عنها.</p><p></p><p>اخيرا اتي الصباح بعد ليلة عصيبة علي الجميع طل بنوره اخيرا يمحي بقدر الإمكان ما سببته تلك الليلة من ألم، في المستشفى حيث يوجد أدهم ومعه مايا التي تجلس علي مقعد جواره علي الفراش تمسك بكف يده تتحدث معه دون كلل او ملل عما يمر بالعائلة في تلك الفترة حديث طويل لا ينتهي، عينيها تراقبان وجهه جيدا تبحث عن اي اشارة ولو ضئيلة علي أنه يستمع إليها، تنهد يآسه تشبك أصابعها في أصابعه تهمس له راجية وقد ادمعت عينيها:.</p><p></p><p>- ادهم قوم بقي كفاية كدة، أنت وحشتني أوي، ووحشت بابا اوي اوي، علي فكرة هو سامحك، أنت مش عارف هو قلقان عليك قد ايه، قوم يا أدهم عشان خاطري...</p><p>انسابت دموعها تبكي في صمت، لحظات وسمعت دقات علي باب الغرفة مسحت دموعها سريعا حمحمت تسمح للطارق بالدخول لحظات وطل عليهم وجه رعد مهران، وهو يبتسم في توسع يحمل باقة ورود كبيرة في يده، دخل إلي الغرفة يضع الباقة علي أقرب طاولة، اقترب من مايا يردف مبتسما:.</p><p></p><p>- ازيك يا مايا عاملة ايه وأخبار ادهم ايه</p><p>ابتسمت مايا في شحوب تحرك رأسها بالإيجاب تنهدت تتمتم بخواء:</p><p>- الحمد *** عايشة، أدهم ما فيش جديد لحالته ما بيستجبش</p><p>توسعت ابتسامة رعد الماكرة ليقترب اكتر من رأس ادهم وقف جواره مباشرة يحادث مايا بنبرة تملئها العشق الزائف:.</p><p></p><p>- عشان كدة أنا جيت النهاردة يا مايا، مايا أدهم ممكن ما يفوقش من الغيبوبة دي ابدا، مايا أنا لسه بحبك وشاريكي ومستعد اكتب كتابنا النهاردة قبل بكرة، النهاردة ايه، دلوقتي لو عايزة</p><p>توسعت عيني مايا في ذهول مما يقول ليشير لها رعد بيده أن تجاريه فيما يقول فهمت مايا ما يحدث وماذا يحاول رعد أن يفعل فابتسمت بتوسع حمحمت تتمتم بنبرة مترددة خجولة:.</p><p></p><p>- مممش عارفة يا رعد، أنت عندك حق الدكاترة بيقولوا أنه ممكن ما يصحاش تاني، بص اديني فرصة افكر بس في الأغلب لو ما حصلش جديد أنا موافقة</p><p>توسعت ابتسامة رعد الماكرة يتمتم بحالمية زائفة:</p><p>- وأنا مستني ردك علي آحر من الجمر يا مايا</p><p>في تلك اللحظات تسارعت دقات أدهم بدأت أصابعه تنقبض وتنبسط حركات خفيفة تكاد تكون بالكاد ملحوظة، توسعت ابتسامة مايا بينما عاد رعد يهمس لها من جديد في عشق:.</p><p></p><p>- بقولك ايه أنا هكلم عمي حمزة والمأذون ونكتب الكتاب النهاردة قولتي ايه</p><p>في اللحظة التالية تحديدا انفتح جفني ادهم المغلقين منذ أيام وأيام، بالكاد حرك رأسه ببطئ شديد ناحية رعد الذي يقف تأكل الابتسامة وجهة يتمتم بصوت خفيض مجهد:</p><p>- دا أنا هطلع عين اهلك!</p><p></p><p>رنين هاتفه المتواصل ايقظه رغما عنه، فتح عينيه بصعوبة مد يده يبحث عن الهاتف يطالعه بنصف عين مغلقة شاشة الهاتف المضيئة لينتفض كمن لدغه عقرب حين أبصر رقم طبيب والدته هب في جلسته يفتح الخط يتمتم سريعا متلهفا:</p><p>- ايوة يا دكتور خير، ماما كويسة</p><p>اسمتع للحظات للطرف الآخر ليهب من فراشه يتمتم سريعا بتلهف:</p><p>- أنا جاي حالا.</p><p></p><p>انتفض يبحث عن ملابسه يلتقطها من الدولاب بخفة زيدان نائم بعد أن حقنه بمهدئ قوي، خرج من الغرفة بخفة تاركا صديقه ينزل يهرول إلي سيارته قادها بتلهف إلي حيث المستشفي، الطبيب أخبره أن والدته استفاقت وترغب في رؤيته، قلبه يكاد يتوقف من السعادة، اخيرا وصل بعد دقائق طويلة، نزل من السيارة يركض هو يعلم جيدا رقم غرفة والدته، فتح الباب بتلهف ليجدها تجلس علي الفراش تبتسم بإجهاد واضح، ركض ناحيتها يقبل يديها ورأسها يبكي بعنف تتصارع ابتسامته وبكائه معا، يتمتم متلعثما من فرحته:.</p><p></p><p>- حمد *** علي السلامة يا ماما، أنا مش مصدق نفسي، الحمد *** يا رب الحمد ***</p><p>ابتسمت شهد في ارهاق تعانق صغيرها برفق تمسح علي شعره، ابعدته عنه بعد لحظات تمسح دموع وجهه بكفيها بحنو، ظلت تنظر له للحظات صامتة قبل أن تهمس له بخفوت متعب:</p><p>- حسام اسمعني كويس، أنا عايزاك تخلي ابوك ولينا مراته يجيوا هنا، أنا لو كنت اقدر اروح ليهم كنت روحت، ارجوك يا حسام أنا محتاجة اتكلم مع لينا ضروري!</p><p></p><p>الفصل التسعون</p><p></p><p>في غرفة أدهم في المستشفى، حيث الدهشة والفرحة صرخت في وجة مايا حين فتح عينيه من جديد، صدمة سعيدة أصابتها بحالة شلل مؤقتة للحظات وهي فقط تنظر له تنهمر دموعها بلا توقف، جسدها يرتجف وكأنه يُصعق، ابتسامة كبيرة واسعة تأكل وجهها، همست باسمه بضعف شديد لتقترب منه وقفت بالقرب منه تخاف أن تقترب فيتألم وإن تبتعد فيكون حلما، مدت يديها تلمس وجهه بكفيها تتحسسه تحرك رأسها إيجابا تؤكد لقلبها أنه هنا حقا، حي عاد لها من جديد بعد طول فراق بجسد حاضر وعقل غائب وروح تائهة، حركت رأسها إيجابا تنظر لعينيه ليعطيها ابتسامة مجهدة يومأ برأسه مرة واحدة في خفة، رفع كفه يده يرغب في إزالة تلك الدمعات التي تغرق وجهها، لينتفض قلبها ما أن شعرت بكفه يلامس وجنتها شهقت في بكاء مشتاق تهمس باسمه مرة بعد أخري، قاطع تلك اللحظات صوت حمحمة قوية من رعد، جعلت مايا تنتفض تبتعد عن أدهم بينما وجه أدهم له نظرة نارية، ابتسم رعد في هدوء كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم في تعقل:.</p><p></p><p>- ما خدتوش بالكوا ليه كل ما بتتجمعوا بترجعوا تتفرقوا تاني، بسبب اللي إنت بتعملوه دا، انتوا تقريبا بتتعاملوا كأنكوا متزوجين وانتوا ما فيش بينكوا اي رابط، دا غلط ويغضب ****...</p><p>وجه انظاره الأخيرة ناحية أدهم مباشرة ابتسم يقول ببساطة:</p><p>- حافظ عليها عشان **** يجمعك، شايف السجع يا ابني، **** عليا دا أنا عليا جُمل، أنا هروح اشوف الدكتور بتاعك، عن اذنكوا.</p><p></p><p>خرج رعد من الغرفة في هدوء تاركا خلفه عاصفة هوجاء من الافكار كل منهم ينظر للآخر، يفكر تقريبا في نفس الفكرة، كلاهما كان يعلم أنهم ليسوا أشقاء ومع ذلك كانا يعيشان في كهف الوهم، عضت مايا علي شفتيها ندما حين تذكرت ما كانت تفعل في السابق، اغمض أدهم عينيه في ضيق، كان حقا يتمادي ويقنع نفسه بأن ضحية عشق محرم، تنهد يزفر أنفاسه النادمة، بينما عادت مايا للمقعد تبتعد عنه كل منهما يفكر بكثرة في تلك الكلمات التي قالها رعد قبل لحظات، لحظات فقط وسمعا دقات علي باب الغرفة، دخل الطبيب مبتسما يتمتم في مرح:.</p><p></p><p>- ها يا سيدي انا ما رضتش اقول اهو، عملتلهم المفاجأة</p><p>قطبت مايا جبينها في عجب مما يقول الطبيب وجهت انظارها له تسأله:</p><p>- مفاجأة ايه</p><p>توسعت ابتسامة الطبيب أكثر ينظر ناحية مايا يتمتم مبتهجا:</p><p>- استاذ أدهم فاق من الغيبوبة النهاردة الصبح قبل ما حضرتك تيجي بحوالي 3 ساعات ونص وعملناله الفحوصات والاشعة اللازمة والحمد *** صحته في تحسن مستمر، بس رفض تماما أن المستشفى تبلغكوا وقال عايز يعملها مفاجأة.</p><p></p><p>نظر رعد لمايا كل منهما في دهشة أعينهم متسعة مما سمعوا ليلتفت رعد ناحية ادهم يتمتم مدهوشا:</p><p>- يعني مش خطتي هي اللي صحتك</p><p>خرجت ضحكة ساخرة ضعيفة من بين شفتي أدهم، استند علي كفيه ينتصف جالسا ببطئ اراح جسده نظر لادهم ساخرا يتمتم في تهكم:</p><p>- خطتك دي يا حبيبي كبيرها تحصل في الأفلام الهندي، أنت كنت مطبق علي قناة ايه إمبارح عشان تطلع لنا بالفكرة الجهنمية.</p><p></p><p>ضحك رعد عاليا رفع يده يعبث في خصلات شعره بخفة ينظر لادهم في حرج يتمتم:</p><p>- ماشي يا سيدي مقبولة منك، المهم دلوقتي حمد *** علي سلامتك</p><p>اقترب رعد من أدهم يعانقه بخفة مراعاة لحالته الصحية همس جوار اذنه يصوت خفيض معاتب:</p><p>- كفاية كدة يا أدهم، انتوا تجاوزتوا كل الحدود بينكوا، يا عم اكتبوا الكتاب وابقي اعمل اللي إنت عايزه</p><p>ابتسم أدهم حين ابتعد رعد عنه ينظر له ممتنا يتمتم في خفوت:</p><p>- شكرا يا رعد.</p><p></p><p>ودعهم رعد وغادر، ليخرج الطبيب بعده قد تم بالفعل كافة الفحوصات الخاصة به بعد أن أستيقظ من الغيبوبة فلا داعي لوجوده الآن، تنهد أدهم في ضيق يشعر به يقيد أنفاسه، نظر ناحية مايا لتراها تنظر ناحيته نظراتها مزيج من العتاب والغضب تتنفس بسرعة وعنف، ظلت صامتة للحظات قبل أن تصيح فيه غاضبة:</p><p>- يعني إنت صاحي وفايق وسايبني هموت من القلق عليك وعمالة اتحايل عليك عشان تصحي</p><p>وأنت اصلا صاحي.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيه ينظر لها مبتهجا في مرح، خرجت ضحكة صغيرة من بين شفتيه يتمتم معتذرا:</p><p>- أنا كنت نايم و**** لما جيتي العلاج اللي بيدهولي بيخليني مش حاسس بحاجة خالص ولما بدأت اركز مع صوتك عشان اصحي، جه أستاذ رعد يمثل مسرحيته فقولت اشترك معاكوا أنا من زمان بحب التمثيل انتي عارفة..</p><p></p><p>خرجت ضحكة خفيفة مرحة من بين شفتيها رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة شدت بيديها علي المقعد تمنع جسدها العاصي من أن يركض ناحيته يرتمي بين أحضانه تنهدت تهمس في شوق:</p><p>- نفسي احضنك اوي يا أدهم</p><p>لم يقل شوقه بل يزيد فاضت عينيه بانهار من الشوق المصفي كالعسل، حرك رأسه إيجابا يهمس في حالمية عاشق:</p><p>- وأنا هموت واشدك لحضني اوي يا مايا، بس رعد عنده حق، احنا غلطنا اوي.</p><p></p><p>اخفضت رأسها ارضا في حرج بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا كأنها **** صغيرة مذنبة، لتسمعه يكمل بعذاب:</p><p>- احنا الاتنين كنا عارفين اننا مش اخوات ومع ذلك كنا بنستهبل، كل مرة كانت الدنيا بتحاول تفوقنا من الي كنا فيه ومع ذلك ما كناش بنتعلم الدرس</p><p>رفعت وجهها إليه مرة اخري تؤيد برأسها ما يقول هو حقا محق، ابتسم هو ينظر لها باشتياق حمحم يقول في جد:.</p><p></p><p>- أنا بحبك يا مايا وانتي عارفة أنا بحبك قد ايه، بس لحد ما نكتب الكتاب لو قربتي مني هلطشك بالقلم علي وشك</p><p>توسعت عينيها في دهشة ترمش بعينيها في ذهول، بينما اكمل هو بنفس النبرة الحادة الضعيفة:</p><p>- وأنا بردوا نفس الحكاية لو جيت جنبك صوتي وقولي متحرش.</p><p></p><p>خرجت ضحكاتها ما أن نطق تلك الجملة تحرك رأسها إيجابا، ظلا ينظران لبعضهما البعض للحظات طويلة صامتة ابتسامة واسعة جميلة تعرف طريقها لثغر كل منهما، كادت أن تتوه عيني أدهم في حسنها الناعم، ليحمحم سريعا يحاول أن يستفيق من حالة الخدر التي تسلب لبه ما أن يراها، ابتسمت مايا في نعومة تهمس له:</p><p>- أنا هروح اكلم بابا أبلغه، حمد *** علي سلامتك.</p><p></p><p>تحركت تخرج من غرفة تتحرك عيني أدهم معها تنهد بحرارة ما أن خرجت ليرفع يده يخللها في خصلات شعره يتمتم بولة:</p><p>- امتي بقي!</p><p></p><p>علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي توقفت سيارة حسام في حديقة المنزل، نزل منها سريعا يتحرك بخطي سريعة متعجلة ناحية باب المنزل، رفع يده يدق الباب عدة مرات ينظر لساعة يده يحرك ساقه اليسري في توتر، في تلك اللحظات كان حمزة لا يزال مستيقظا يعمل علي حاسبه المحمول، مد ذراعيه يتثأب ناعسا قضي ساعات مع تلك البرامج يحاول فقط أن يحكم خيوط الأمان حول ابنة شقيقه، قطب جبينه متعجبا ما أن سمع صوت دقات علي باب المنزل، تُري من الطارق، تحرك من مكانه قبل أن تخرج احدي الخادمات اقترب من الباب فتحه لترتسم ابتسامة صغيرة حانية علي شفتيه، ذلك هو الابن البكر لشقيقه اسمه حسام علي ما يتذكر، هو حقا يشبه أخيه، توسعت ابتسامة حمزة يردف مرحبا:.</p><p></p><p>- اهلا اهلا، خش يا حسام مش حسام بردوا تعالا يا ابني البيت بيتك ما تتكسفش</p><p>حمحم حسام في خفوت يومأ برأسه إيجابا خطي للداخل، ليجد ذلك الرجل يلف ذراعه حول كتفيه نظر حسام له متعجبا ليتمتم حمزة مبتسما:</p><p>- بس ايه ياض دا، نسخة من أبوك، أنا من اول مرة شوفتك فيها و**** كنت شاكك فيك، ساعات عيد ميلاد لينا، اقعد يا ابني دا بيتك.</p><p></p><p>ارتسمت ابتسامة صغيرة قلقة علي شفتي حسام فتح فمه يريد أن يقول شيئا هاما ولكن منعه حماس حمزة المبالغ فيه حين بادر يقول مبتسما:</p><p>- أنا بقي يا دكتور عمك حمزة ابقي تؤام ابوك، أنا احلي طبعا</p><p>ابتسم حسام في اصفرار يحرك رأسه إيجابا تنهد يزفر حانقا حين بادر حمزة من جديد:</p><p>- أنت دكتور ايه بقي.</p><p></p><p>ابتسم حسام ساخرا لا يعرف ما يقول كان طبيب في قسم النساء قبل أن يدخل هذه العائلة ولكن بعد أن دخلها بات طبيب في جميع التخصصات الخاصة بالعائة عامة وبسارة خاصة!، حمحم حسام يحادث عمه:</p><p>- نسا وتوليد، معلش أنا كنت عايز بابا في موضوع مهم جداا ما ينفعش يتأخر</p><p>اومأ حمزة برأسه إيجابا رفع يده يربت علي كتف حسام يحادثه مبتسما:</p><p>- طب اقعد يا حبيبي وأنا هطلع اصحي أبوك.</p><p></p><p>ابتسم حسام له ممتنا، ليأخذ حمزة طريقه لأعلي حيث غرفة أخيه يفكر قلقا أي مصيبة يحمل حسام الآن، خالد لم يعد يملك طاقة لحمل المزيد من المصائب تنهد قلقا ما أن وصل لغرفة أخيه، ليرفع يده يحرك ذلك المقبض الصغير المحفور داخل الحائط ليتحرك الحاجز العازل الزجاجي للرصاص والصوت ويظهر باب الغرفة خلفه ابتسم حين تذكر آخر محادثة له مع أخيه بشأن ذلك العازل.</p><p></p><p>« بقولك يا حمزة أنا بفكر أخلي باب أوضة عازل مش عايز دوشة</p><p>- وافرض حصل مصيبة، او اتخانقت مع لينا، او لينا تعبت مثلا في الأوضة وحبت تنادي علي حد</p><p>- خلاص يا عم مش هعمله</p><p>- ركب العازل لوحده</p><p>- هو ينفع!</p><p>- التكنولوجيا اتغيرت عن زمان يا خالد »</p><p>عاد حمزة من شروده القصير ليرفع يده يدق علي الباب بخفة، طرقة اثتنين، ثلاثة، الي أن سمع صوت أخيه الناعس يتمتم من الداخل:</p><p>- ايوة طيب.</p><p></p><p>لحظات وفتح خالد باب الغرفة ليظهر وجهه الناعس شعره المبعثر عينيه الحمراء من أثر النوم، تثأب ينظر لأخيه ناعسا:</p><p>- ايه يا حمزة في ايه علي الصبح، كان عندي حق لما كنت عايز اعمل الباب عازل</p><p>ضحك حمزة ساخرا ليمد يده يضعها علي كتف أخيه اخفض صوته قليلا ليهمس له بصوت خفيض:</p><p>- حسام تحت وبيقول عايزك في حاجة مهمة.</p><p></p><p>توسعت عيني خالد قلقا، حسام هنا، شهد أصابها مكروة بالطبع، او الاسوء زيدان حدث له شئ، تحرك يود النزول لأسفل، ليجد كف حمزة يقبض علي يده يمنعه من التقدم خطوة واحدة نظر خالد لأخيه متعجبا، ليشير حمزة الي مظهره المزري يتمتم مشمئزا:</p><p>- هتنزل بمنظرك دا، شكلك ولا المتسولين...</p><p></p><p>نظر خالد لحالته المزرية ليبتسم دون مرح ابتسامة جافة قلقة، حرك رأسه إيجابا سريعا ليعود لغرفته، بينما أخذ حمزة طريقه إلي غرفته، دق الباب كعادته، ليسمع صوت درته الغالية يأذن بالدخول، ابتسم يدير مقبض الباب دخل ليراها هناك جالسة فوق الفراش تفرك عينيها تتثأب ناعسة، ابتسم يقترب منها جلس جوارها يغمغم ببهجة:</p><p>- واضح اني بقيت منبة ماشي اصحي البيت كله.</p><p></p><p>نظرت بدور ناحيته دون أن تبتسم حتي، رمته بنظرة عتاب قاسية لتشيح بوجهها بعيدا عنه، ارتفع جانب فمه بابتسامة متعجبة قطب جبينه، لحظات فقط وصدم جبينه براحة يده حين تذكر ما حدث بالأمس، حمحم يبتسم في ببشاشة ليقترب منها لف ذراعه حول كتفيها يتمتم مبتسما:</p><p>- ياااه انتي لسه زعلانة من امبارح، يا حبيبتي أنا قولتلك ما بعرفش اشتغل وحد بيتكلم جنبي، وأنا كنت بعمل شغل مهم امبارح جدا...</p><p></p><p>عادت تنظر له من جديد تنهدت تهمس له بتوتر:</p><p>- ايوة بس أنت زعقت جامد وسيبت الأوضة وخرجت...</p><p>تنهد يأسا ليقترب طبع قبلة صغيرة علي جبينها يهمس له معتذرا:</p><p>- حقك عليا يا درة خلاص بقي ما تقفشيش.</p><p></p><p>ابتسمت ساخرة من حالها باتت تغضب وهو يراضيها لانه فقط ترك الغرفة لأجل عمله ولو كان أسامة لكان أقام الدنيا فوق رأسها، ابتسمت تنظر له تشعر بارتياح، أمان، قاطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه، جذبه من جيب سرواله ليجده يضئ باسم ابنته، فتح الخط وضع الهاتف علي أذنه:</p><p>- ايوة يا مايا، خير يا حبيبتي</p><p>لحظات صمت قصيرة سمع بعدها صوت ابنته المرتعش الباكي وهي تهمس له:</p><p>- أدهم فاق يا بابا!</p><p></p><p>شخصت عينيه في ذهول توقف نابضه للحظات أدهم **** الصغير عاد من جديد، ادمعت عينيه تسارعت دقات قلبه تكاد تفجر صدره، فقط جملة واحدة هي من استطاع التفوة بها:</p><p>- أنا جاي حالا</p><p>اغلق مع ابنته الخط ليهب واقفا يلتف حول نفسه يهذئ من شدة فرحته:</p><p>- أدهم فاق، ابني، ابني، فين هدومي، هدومي فين، ابني.</p><p></p><p>تحرك خالد لأسفل سريعا بعد أن هندم هيئته المبعثرة، نزل بخطي سريعة لأسفل ليجد حسام هناك يجلس علي أحد المقاعد يبدو متوترا من حركه ساقه المتوترة السريعة، اقترب منه سريعا يسأله قلقا:</p><p>- حسام، في ايه يا ابني طمني، زيدان كويس، امك حصلها حاجة</p><p>حرك حسام رأسه نفيا تنهد يخرج أنفاسه القلقة نظر لوالده للحظات ليتمتم راجيا:.</p><p></p><p>- بابا، ارجوك ماما عايزة تشوفك إنت ودكتورة لينا ضروري، أرجوك يا بابا، دي كانت عايزة تيجي هي ليكوا بس حالتها ما تسمحش خالص، أنا مش عارف هي عايزة ايه، بس هي قالتلي ما ترجعش من غيرهم.</p><p></p><p>انتاب خالد القلق من كلمات حسام، ماذا تريد شهد من لينا، لما ترغب في رؤيتهما معا وبذلك الإلحاح، لينا لن توافق بالطبع علي ذلك، تنهد حائرا رفع رأسه ينظر لأعلي السلم، ليحرك رأسه إيجابا، ترك حسام يقف مكانه ليتحرك لأعلي حيث غرفته ما أن دخلها واغلق الباب، انفتح باب غرفة حمزة يخرج منها مهرولا خلفه بدور يمسك بيدها يجذبها معه بعد أن أوصت تلك المربية الإنجليزية التي جلبها حمزة لتخفف عنها أعباء الصغار، تحركت معه هي من اصرت علي الذهاب معه وهو لم يعترض، تحركا معا لأسفل، ليقابلا حسام في طريقهما، اقترب حمزة منه يعانقه بقوة وحسام ينظر له مدهوشا مما فعل ابعده حمزة عنه قبض علي ذراعيه يبتسم فرحا:.</p><p></p><p>- وشك حلو يا حسام!</p><p>قالها ثم غادر سريعا وخلفه تلك السيدة، وقف حسام ينظر في اثرهم مدهوشا ليصدم كف بآخر يتمتم متعجبا:</p><p>- دا العيلة المجنونة دي.</p><p></p><p>في الأعلي ما أن دخل خالد إلي غرفته سمع صوت صنبور المياة يأتي من المرحاض، لينا تستحم بالطبع وقف للحظات يدس يديه في جيبي بنطاله يفكر، ان أخبرها بأنه يريد منها الذهاب لشهد سترفض بالطبع وينتهي الأمر بانهيارها باكية كما يعرفها إذا فهي الحيلة!، تنهد يحاول أن يرتب كذبة سريعة في رأسه، حرك رأسه إيجابا يحكم خيوط كذبته، في لحظة خروجها من المرحاض ترتدي ثياب عملية يبدو أنها علي وشك الخروج، نظرت لوقفته الغريبة للحظات لتتوجه ناحية مرأة الزينة تحركت تجفف خصلات شعرها بمنشفة لتراه من خلال المرأة عينيه مصوبة ناحيتها، ابتسمت في اصفرار لتلتقط فرشاة شعرها تمشطه حين سمعته حين سمعته يسألها:.</p><p></p><p>- انتي رايحة فين</p><p>وضعت الفراشة من يدها لتلتفت له عقدت ذراعيها أمام صدرها ابتسمت دون حياة تتمتم ساخرة:</p><p>- ايوة رايحة شغلي عندك مانع</p><p>رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه ينظر لعينيها يقول مبتسما:</p><p>- وأنا من امتي منعتك من شغلك!</p><p>ارتسمت ابتسامة واسعة متهكمة علي شفتيها لتعاود النظر للمرأة ترتدي حجابها نظرت له بواسطة سطح المرأه تتمتم ساخرة:</p><p>- نص عمرك بس!</p><p></p><p>تنهد حانقا لينا باتت سليطة اللسان بشكل يجعله يود أن يعود لتلك الشخصية المريضة التي كانت تسيطر عليه قديما ليتخلص من شفرات لسانها الحادة، تنهد حانقا يحاول أن يهدئ، تحرك ناحية للأمام يقف خلفها ابتسم يتمتم في تروي:</p><p>- أنا عايزك تيجي معايا مشوار مهم وضروري أوي</p><p>رفعت حاجبيها في سخرية اكملت ارتداء حجابها دون أن تلتفت له تتمتم بخواء:</p><p>- فين.</p><p></p><p>نظر لتلابيب قميص بدلتها النسائية ليثني «ياقته» المرتفعة، ابتسم يتمتم في هدوء:</p><p>- هقولك لما نوصل</p><p>وضعت الدبوس الأخير في حجابها لتلتفت له تنظر له بقسوة تتمتم في تهكم:</p><p>- عيزاني اروح معاك مكان أنا مش عرفاه</p><p>تحركت تود تجاوزه ليقبض علي كفها جذبها لتعود إلي ما كانت واقفة تنظر للمرأة تري وجهه من خلال سطحها، بلعت لعابها مرتبكة حين سمعته يغمغم بصوت خفيض عينيه تأسر مقلتيها رغما عنها:.</p><p></p><p>- ما انتي يا أما روحتي معايا من غير ما تعرفي هنروح فين او هنعمل ايه، لما خرجنا من البيت دا زمان، كنا ماشيين في طريق المجهول مش عارفين حتي الدنيا هتاخدنا علي فين ومع ذلك عمرك ما سبتيني، كنتي بتقولي دايما كفاية اننا مع بعض، لآخر مرة يا لينا تعالي معايا من غير ما تكوني عارفة احنا رايحين فين.</p><p></p><p>ادمعت عينيها رغما عنها كم أرادت أن ترفض قلبها لا زال يصرخ من ألم ما فعله بها الا أنها حركت رأسها بإيجاب مسلوب الإرادة دقائق وكانت تتقدمه ينزلان لأسفل، توسعت إبتسامة حسام ما أن رآها ليهب سريعا يحادثها ممتنا:</p><p>- متشكر يا دكتورة، متشكر اوي.</p><p></p><p>قطبت جبينها متعجبة علي ما يشكرها ذلك الفتي تنهدت تنظر لخالد تسأله بعينيها ليبتسم لها في هدوء يتحركان سويا للخارج، تحرك حسام لسيارته، بينما استقلت هي السيارة جواره يتجهوا جميعا الي حيث هي فقط لا تعلم...</p><p></p><p>صباح يوم جديد مختلف، في مكان جديد عرفته بالأمس فقط، غرفة نوم في شقة زوجها معاذ!، باتت زوجة معاذ كما كانت تريد، تخلصت من لعنة زيدان نهائيا، إذا لما ليست سعيدة لما تشعر بألم بشع ينخر قلبها، وكان سوطا من نار يجلد روحها، اعتدلت في جلستها تخفي وجهها بين كفيها تتنفس بعنف، بعد ذلك الكابوس الذي حلمت به ليلة أمس، رأته هو بعدها في حلم سعيد، رفع يدها تخلل أصابعها في خصلات شعرها بعنف تزفر بحرقة لما تلك الحيرة هي من ارادت واختارت هي من، قاطع سيل افكارها صوت رنين هاتفها برقم والدتها، ابتسمت بشحوب التقطته تجيبها بصوت هامس ناعس:.</p><p></p><p>- صباح الخير يا ماما</p><p>سمعت صوت والدتها المتلهف يسألها:</p><p>- صباح النور يا حبيبتي، عاملة ايه يا لوليتا، اوعي يكون الواد دا زعلك او فرض نفسه عليكي</p><p>ضحكت لينا في خفوت شاحب تحرك رأسها نفيا بخفة تحدثت بهدوء تطمأن والدتها:</p><p>- أنا كويسة يا ماما ما تقلقيش معاذ كويس وطيب ومقدر حالتي النفسية كويس، ما تقلقيش عليا.</p><p></p><p>بعد حديث ليس بطويل مع والدتها طمأنتها عليها وودعتها تغلق الخط، القت الهاتف علي فراشها، قامت من الفراش وقفت جواره تأخذ أنفاس قوية تطفي بها نيران قلبها القلق تحادث نفسها بحزم:</p><p>- كل حاجة هتبقي كويسة، معاذ كويس وبيحبني، هتتأقلمي يا لينا...</p><p></p><p>قلبها رفض وبشدة تلك الكذبات التي تخرج من فمها، تحركت ناحية حقيبة ملابسها التي لم تسنح لها الفرصة لإخلاء محتوياتها بعض اختارت احدي ملابسها البسيطة العملية التي تستخدمها في الخروجان العاجلة، تحركت للمرحاض اغتسلت تبدل ثيابها خرجت، تمشط خصلات شعرها، لتتجه ناحية باب الغرفة فتح قفل المفتاح لتطل برأسها للخارج المكان هادئ بشكل مخيف، في وسط ذلك الهدوء اخترق انفها رائحة طعام حقا شهية، تحركت من الغرفة تنظر حولها، منزله حقا الكثير من الغرف التي لا تعرف حقا ماذا يوجد خلف أبوابها المغلقة تحركت ناحية الخارج، تتلفت حولها كأنها **** ضائعة.</p><p></p><p>- بووو</p><p>صاحت حين جاء الصوت من خلفها مباشرة انتفضت من مكانها تنظر خلفها لتجد معاذ يقف خلفها يضحك عاليا علي منظرها الخائف، نظرت له حانقة تتمتم:</p><p>- حرام عليك خضتني</p><p>تعالت ضحكاته أكثر يشير لها يردف من بين ضحكاته:</p><p>- كان لازم تشوفي شكلك لما اتفزعتي</p><p>كشرت جبينها تنظر له بحدة، ليحمحم هو بحرج ينظر لها معترزا:</p><p>- أنا آسف و****، أنا بس كنت بهزر معاكي.</p><p></p><p>مزحة سخيفة لم تحبها ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا، ليقترب هو خطوة اخري منها يسألها قلقا:</p><p>- رعبتيني امبارح عليكي انتي كويسة</p><p>اومأت برأسها بالإيجاب من جديد تتهرب بعينيها بعيدا عنه، لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه، اقترب يمسك بكف يدها يجذبها خلفه يحادثها بفخر مبتسما:</p><p>- تعالي تعالي هتلاقيكي واقعة من الجوع أنا عملك اكل عظمة، وبصراحة أنا واقع من الجوع ومش هاكل من غيرك.</p><p></p><p>تحركت معه دون اعتراض يمر أمام عينيها وهي تسير معه مشهد قديم لزيدان وهو يعد لها الطعام في اليوم التالي لزفافهم</p><p>«- علي فكرة يا زيدان أنا عارفة أنك مش جعان وأنك عملت الاكل عشاني، ».</p><p></p><p>ادمعت عينيها ما أن وصلت لتلك الجملة، مدت يدها تمسح دموعها سريعا قبل أن يلتفت معاذ ويراها تبكي ويمطرها بوابل من الأسئلة التي لن تنتهي، وصلا معا الي طاولة الطعام الممتلئة بكل بالكثير والكثير من الانواع الشهية جذب لها المقعد لتعطيه ابتسامة صغيرة جلست علي المقعد ليدفعه بها إلي الإمام قليلا، ليجلس جوارها، نظرت هي ناحيته في لمحة خاطفة لتقطب جبينها في عجب، تنظر لذلك الوشم الغريب الذي يحتل باطن ذراع معاذ رفعت وجهها إليه تسأله مستنكرة:.</p><p></p><p>- ايه يا معاذ الوشم الغريب دا حد يعمل وشم تعبان!، وبعدين الوشم حرام اصلا!</p><p></p><p>تحرك متلهفا إلي غرفة ولده، فتح الباب سريعا ينظر للداخل ليراه تسارعت دقات قلبه حين رآه يجلس يتحرك، عاد للحياة من جديد بعد سبات طويل اجهد قلبه هو، نظر أدهم لأبيه لتدمع عيني كل منهما، اقترب حمزة بخطئ بطيئة يجر ساقيه ناحية أدهم، إلي أن وصل لفراشه جلس ينظر لأدهم مشتاقا للحظات طويلة قبل أن يرتمي كل منهما بين أحضان الآخر، شدد حمزة علي عناق أدهم بينما انهمرت دموع الأخير يهمس له نادما:.</p><p></p><p>-سامحني يا بابا أنا آسف، سامحني</p><p>لحظات فقط وأبعد حمزة ادهم عنه قليلا احتضن وجهه بين كفيه يمسح بإبهاميه دموع ولده المنسابة ابتسم له يهمس نادما:</p><p>- أنا اللي مفروض اقولك سامحني، اقولك حقك عليا، وحشتني اوي يا أدهم، وحشتني اوي يا ابني</p><p>انهمرت دموع ادهم تصاحبها دموع حمزة ليعود لعناقه من جديد، يربت علي رأسه برفق، بعد دقائق طويلة ابعده عنه ينظر له مبتسما، ليقبل جبين ابنه يهمس فخورا:</p><p>- **** يخليك ليا يا إبني.</p><p></p><p>دقات علي باب الغرفة تلاها دخول الممرضة الي الحجرة، ابتسمت تردف:</p><p>- صباح الخير يا جماعة، ميعاد الدوا</p><p>ابتعد حمزة عن الفراش لتقترب الممرضة منه تعطي لادهم ادويته، أخرجت سرنجة فارغة تقترب من ذراع ادهم، ليصفر وجه الأخير حرجا هل يخبرهم بأن يعاني رهاب شديد من الحقن، حمزة فقط من يعلم، نظر أدهم لوالده خائفا لتتعالي ضحكات حمزة ينظر للممرضة:</p><p>- ليه الحقنة دي</p><p>نظرت له الممرضة تبتسم في هدوء تتمتم بعملية:.</p><p></p><p>- الدكتور طلب تحليل دم</p><p>أبتعد ادهم للخلف ينظر للممرضة مرتبكا ابتسم يغمغم متوترا:</p><p>- لالالا أنا كويس صدقيني مش محتاج تحليل ولا حاجة، أنا كويس جداا</p><p>نظرت له الممرضة متعجبة بينما انفجر حمزة في الضحك أدهم لم يتغير منذ إن كان طفلا يخشي « الحقن »، تقدم حمزة يقف أمام فراش ادهم يحادثه بحزم:</p><p>- افرد دراعك ياض، وبعدين حد يبقي قدامه ممرضة قمر زي كدا ويخاف من شكة.</p><p></p><p>ابتسمت الفتاة في خجل، تعاود النظر ناحية أدهم بينما نظرت مايا وبدور في غيظ شديد إلي حمزة، بدور زوجها يغازل اخري أمامها أما مايا، فوالدها العزيز يخبر حمزة بأن هناك فتاة جميلة أمامه وربما اجمل منها أيضا، نقل حمزة عينيه بينهما قلقا ليهمس في نفسه بخوف:</p><p>- هو في ايه، بيبصولي كدة ليه!</p><p></p><p>ومن مشفي لاخري وقفت سيارة حسام وخلفها مباشرة سيارة خالد ولينا أمام المشفي التي تقطنها شهد، تحرك حسام ناحية خالد يهمس له برقم غرفة والدته الجديدة، ليحرك خالد رأسه إيجابا، تحرك حسام يسبقهم، امسك خالد بيد لينا يتحرك معها للداخل، هي حقا لا تفهم ما يحدث قلبها يدق بسرعة البرق بشكل غريب غير مفهوم، توجه معها الي احدي الغرف دق بابها، قبل أن يدخل، ما إن وطأت قدميها للداخل توسعت عينيها في صدمة حين رأتها شهد بالطبع عرفتها تلك التي كانت بين أحضان زوجها قبل أيام، نظرت لخالد ترميه بنظرة نارية قاتلة، تحركت ترغب في الفرار حين سمعت صوتها يناديها بصوت ضعيف مجهد:.</p><p></p><p>- ارجوكي يا لينا استني ما تمشيش ارجوكي</p><p>وقفت لينا مكانها للحظات قبل أن تلتفت لها زفرت حانقة تحادثها بضيق:</p><p>- نعم خير، عايزة ايه</p><p>نظرت شهد لها تبتسم في شحوب لتعاود النظر لحسام تحادثه:</p><p>- خد ابوك واستنوا برة شوية معلش</p><p>وقفت مكانها تهز ساقها اليسري بعنف تنظر لغريمتها تتوعد لخالد ما أن تغادر، عاودت النظر لشهد التي تنهدت تهمس لها بشحوب واضح:.</p><p></p><p>- أنا عارفة أنك مش طيقاني واكيد مش طايقة خالد، وانا لحد قبل ما اعمل العملية ما كنتش بكره حد في حياتي قدك</p><p>توسعت عيني لينا تنظر لها في غيظ لتبتسم شهد تكمل ما تقول:</p><p>- بس لما قربت من الموت اوي كدة، اكتشفت أن الدنيا دي مش مستاهلة يا لينا، مش مستاهلة انتقام وحقد، اقعدي وأنا هحكيلك كل حاجة.</p><p></p><p>زفرت لينا حانقة رغما عنها اطاعت فضول الاثني داخلها لتتوجه الي اقرب مقعد من فراش شهد جلست عليه تنظر لها لتبتسم الأخيرة تهمس بخفوت نادم:.</p><p></p><p>- من زمان وانا عيلة صغيرة كنت بشوفك دايما وانتي ماسكة في ايد خالد بيوديكي ويجيبك، كنت بشوف ابتسامتك وفرحتك واتمني اني ابقي مكانك، لحد ما حصلت المعجزة وجت زينب هانم تطلب ايدي لابنها، قد ايه كنت سعيدة اوي، اخيرا كل الحب والحنية اللي كنت بشوفه وهو بيعاملك، هيعاملني أنا اكيد كدة، بس كنت غلطانة خالد عمره ما حبني، خالد مهووس بيكي، عمره ما نطق اسمي من غير ما يغلط وينطق اسمك قبله، قد ايه كنت بتكوي وهو في حضني وبينطق اسمك، بيقولك قد ايه هو بيحبك، حتي لما عرف اني حامل، كان خايف اوي، احسن ترفضيه لما ترجعي لو عرفتي أنه مخلف، علي قد حبه ليه علي قد ما اتقهرت منه وكرهته وكنت عايزة بس انتقم منه، بعد ما خالد طلقني، جه مختار ابن عمي وطلب ايدي، مختار كان أحن إنسان فئ الدنيا حقيقي، كان بيحبني اوي، كتير سألته أنت ليه بتحبني اوي كدة، كان دايما يقولي القلب ليه أحكام، عوضني أنا عن كل حاجة وحشة حصلتلي، لحد ما مات.</p><p></p><p>بدأت عيني شهد تزرف الدموع بكثرة نظرت للينا تهمس بحرقة ممتزجة بقهر:.</p><p></p><p>- مات وخد معاه كل حاجة حلوة، ورجع خالد ظهر تاني، ورجع احساسي بالقهر والكرة والانتقام، كنت عايزة اخد حقي منه بأي شكل، وأنا عارفة أنه بيحبك، بيحبك اوي وأكتر حاجة ترعبه أنك تضيعي منه، عشان كدة عرضت عليه يتجوزني، كنت بحس إن انتقامي بيتحقق وأنا شيفاه قدامي بيتعذب خايف قلقان، أنا عمري ما كنت هسمحله أن هو يلمسني ابدا، بس كنت بحب اشوف عذابه في عينيه وهو متوتر ومش عارف يعمل ايه.</p><p></p><p>نظرت شهد ناحية لينا لتراها ترميها بنظرات حادة نارية ابتسمت شهد في خفة تردف:</p><p>- ما تبصليش كدة الانتقام واللي شوفته من جوزك زمان يخليني اعمل اكتر من كدة، بس لما قربت اوي من الموت، اكتشفت ان كلها حاجات تافهة فارغة، الدنيا عرض سينما وهيخلص، عشان كدة انا حبيت اشوفك، لينا خالد مش بيحبك بس دا بيعشقك، أنا آسفة سامحيني بس صدقيني أنا كنت موجوعة أوي وكنت عايزة انتقم بأي شكل، ممكن تنادي خالد ارجوكي.</p><p></p><p>تنهدت لينا حزينة علي حالها، غاضبة منها تحركت ناحية باب الغرفة تهمس باسم خالد، دخل الأخير للغرفة يقترب من فراش شهد بصحبة لينا، ابتسمت شهد لهما معا تردف بنبرة حزينة مجهدة:</p><p>- أنا مسمحاك يا خالد وفهمت لينا علي كل حال، بس عايزة منك طلب أخير، طلقني مش عايزة اموت وأنا علي ذمتك، ارجوك يا خالد</p><p>تنهد خالد ينظر لها نادما ليهمس لها بنبرة مثقلة:</p><p>- انتي طالق يا شهد.</p><p></p><p>توسعت ابتسامتها تشكره بامتنان، نظرت ناحية لينا تشير لها لجانب الفراش الفارغ لكي تقترب منها، تحركت لينا بخطي بطيئة جلست جوارها لتمسك شهد بيد لينا تحادثها بلهفة:</p><p>- وصيتك حسام يا لينا، أنا عارفة انك طيبة وهو و**** بيحبك أوي، خلي بالك منه هو صحيح دكتور معدي ال30 بس ما بيعرفش يعمل لنفسه كوباية شاي، خلي بالك منه وحياة خالد، هسألك عنه يا لينا لما اقابلك.</p><p></p><p>أدمعت عيني لينا تنظر لشهد مشفقة حزينة، حركت رأسها إيجابا تهمس لها برفق:</p><p>- انتي هتبقي كويسة وهتاخدئ انتي بالك منه</p><p>ابتسمت شهد بشحوب تحرك رأسها إيجابا، تهمس لها:</p><p>- معلش عايزة افضل مع حسام لوحدنا، ممكن تناديهولي.</p><p></p><p>حركت لينا رأسها إيجابا سريعا، تحركت للخارج التفت خالد لشهد يبتسم لها ممتنا لترد له الابتسامة باخري شاحبة تحرك رأسها إيجابا، تحرك للخارج في لحظة دخول ولده، وقف بالخارج أمام لينا ينظر لها يبتسم في عشق لن ينتهي لترتسم علي شفتيها ابتسامة صغيرة أغمضت عينيها تقترب منه ليفتح ذراعيه سريعا يضمها لاحضانه، لحظات طويلة هادئة، لم يكسرها سوي تلك الصرخة الفزعة:</p><p>- ماااامااا، ماما ردي عليا، ماااااماااا.</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابيقور, post: 48028"] الفصل الحادي والسبعون جلطة! ما إن خرجت تلك الكلمات من فم الطبيب تلاها لحظة صمت طويلة، فزع سيطر على الجميع، الجم ألسنتهم جمد الدماء في عروقهم، لم يكمل الطبيب جملته اوقفه صوت صرخة قوية صدرت من لينا باسم زوجها تبعها صوت ارتطام قوي، نظر الجميع فزعا لما سقط، ليصرخ زيدان باسم لينا هرع يحملها بين ذراعيه صاح حمزة في الطبيب، هرولوا جميعا الي أحدي الغرف الفارغة زيدان يحمل لينا ومعه حمزة، وبقيت هي، قدميها لم تعد لها القدرة على تحمل ما يحدث جسدها ينتفض وكأن كهربا ضربته، والدها اولا والآن والدتها، جسدها وكأنه التصق في المقعد تبكي فقط تبكي تتسابق دموعها في الانهمار، تنظر لغرفة والدها، بجهد شاق رفعت جسدها من فوق المقعد تجر ساقيها إلي غرفته، وقفت جوار الباب الغرفة الشبة مغلق فقط شق صغير رأت من خلاله حسام أخيه يجلس ارضا على ركبتيه جوار فراش والدها يبكي يمسك بيد والده يقبلها بين حين وآخر سمعت صوته الضعيف احست نبرته الخائفة المرتعشة:. - كدة يا حج، كدة توقع قلبي عليك، تتعب وتخوفني، مين هيشتمني ويقولي يا حيوان، وهما 200 جنية ما فيش غيرهم، عارف لو تعبت تاني هتجوز البت سارة غصب عنها، هخطفها واتجوزها لحظات ورأت دموعه تتسابق ليميل براسه يضع رأسه على الفراش يحتضن ذراع ابيه يبكي بعنف يجهش في البكاء: - أنا آسف لو في يوم زعلتك، قوم أنت بس بالسلامة وأنا مش هزعلك تاني، أنا بحبك اوي يا بابا، و**** إنت اغلي حاجة عندي في الدنيا. وقفت تنظر لحالة أخيها تبكي على حاله وحال والدها، تحركت عينيها تتوجه الي جسد أبيها المسطح على الفراش يتصل به كل الكثير من الأجهزة الطبية، يغلق عينيه جسده ساكن يستسلم لحالة سكون مخيفة لم تعهدها منه قبلا، حركت ساقيها تدخل إلي الغرفة ليرفع حسام وجهه ينظر لمن أتي لا يهمه أن رآها أحد هكذا لا يهم إن عرفوا من يكون كل ما يهمه الآن هو ذلك الساكن على الفراش بلا حول ولا قوة، كسي الحزن عينيه ينظر لشقيقته متألما. ينظر لخطواتها البطيئة تجر جسدها ناحية فراش والدهم اقتربت من الفراش لتميل بجسدها تسند رأسها الي كتفه اغمضت عينيها تهمس له بصوت خفيض مختنق خائف:. - بابا، أنا عارفة انك سامعني، أنا آسفة، آسفة لو في يوم زعلتك، و**** ما كنش بيبقي قصدي أنا بس، كنت مقهورة اوي لما عرفت أن اللي عملتوه كان لعبة، قلبي اتوجع من اللي هو عمله ومن اللي عرفت انكوا عملتوه، ما تزعلش مني، وقوم عشان خاطري أنا عمري ما اتخيلت ابداا اني اشوفك كدا... في مكان آخر، مكان استراح فيه جسده وتوقف عقله قليلا عن التفكير في كل مشاغل العائلة، مشهد من عقله الباطن ربما، يجلس هو على أرض خضراء اعشابها كثيفة يستند بظهره الي جزع شجرة كبيرة يغمض عينيه يستريح، يتنفس هواء بارد يغزو كيانه يربت على روحه الملتاعة، صوت بكاء صغير جعله يفتح عينيه ينظر حوله متعجبا ليجد *** رضيع يبكي موضوع جواره أرضا على العشب، رفعه بين ذراعيه ينظر له مبتسما، لينتفض على يد وضعت على كتفه نظر جواره سريعا ليجد زيدان صديقه يجلس جواره يحمل هو الآخر *** صغير بين ذراعيه توسعت عينيه مدهوشا ينظر لصديقه الجالس جواره يبتسم في هدوء، ليمد زيدان يده له بالطفل الآخر فحمل الطفلين كل منهما على ذراع ابتسم له يقول بهدوء:. - ولاد خالد قطب خالد جبينه متعجبا ينظر للطفلين مدهوشا ليعاود النظر لصديقه يتمتم مذهولا: - ولادي أنا؟! ضحك زيدان ضحكة عالية يحرك رأسه نفيا نظر لصديقه يقول مبتسما: - أنت نسيت ولا ايه، فاكر لما قولتلك أنا هسميه خالد عشان يطلع رخم زيك انتفض قلب خالد للحظات هل يقصد زيدان أن هذين الطفلين أحفاده أولاد زيدان، ضمهما لصدره برفق ليعاود النظر لصديقه تنهد يقول تعبا:. - أنا تعبت أوي يا زيدان، تعبت اوي يا صاحبي، الدنيا كلها بتتهد من حوليا ابتسم زيدان في هدوء يربت على كتف صديقه يشد من ازره يردف مبتسما: - بطل تحاول تعاند القدر يا خالد، المكتوب هيحصل هيحصل مش بإيدك توقفه، مش لازم تلوم نفسك أنك دايما السبب، شيل مناخيرك من كل المشاكل عشان ترتاح، وخد بالك حماك مش ناويلك على خير، خلي بالك من نفسك يا صاحبي ومن الواد خالد، سلام يا صاحبي... قالها ليتلاشي كسراب يبتسم بينما جلس هو ينظر للطفلين الصغيرين وضحكاتهم البريئة يبتسم يشعر براحة تملئ كيانه، يسمع صوت ابنته يأتي من بعيد يسمع كلماتها وهي تعتذر، يخترق حلمه كل كلمة تقولها ولكنه لم يهتم حقا لم يهتم لم يرغب في أن يرحل هو والطفلين هنا يجلس يستريح يسمع ضحكاتهم البريئة سلوي قلبه مما لاقي عودة للغرفة، رفعت لينا رأسها قليلا تنظر لحسام تسأله بصوت خفيض متحشرج: - هو بابا كويس يا حسام. نظر لها للحظات صامتا مشفقا ليحرك رأسه إيجابا وقف يمسح وجهه يبعد ما نزل من دموعه حمحم يحاول إجلاء تلك الغصة القاسية التي خنقته يحادثها بترفق: - الحمد *** جت سليمة، جلطة خفيفة قدرنا نتعامل معاها بالأدوية، سيبيه دلوقتي يستريح وارجعي اوضتك انتي كمان محتاجة ترتاحي، تعالي. انهي جملته يمد يده لها، ترددت للحظات تنظر لوالدها خائفة عليه، مالت تقبل جبينه لتتحرك ببطئ تشعر بألم بشع يمزق احشائها، تقدمت تمسك بيده ليبتسم لها متعبا حزينا شاحبا، لف ذراعه حول كتفيها يتحرك بها للخارج، لتلقي ناحية فراش أبيها نظرة أخيرة، قبل أن يخرج بها من الغرفة يغلق الباب على والدهم... اصطحبها الى أقرب غرفة من غرفة والدهم يمشي معها برفق، دخل معها الي الغرفة يغلق الباب عليهم يجذب الستار ليحجب رؤية من في الخارج، اقترب منها يطوقها بذراعيه يشدد على احتضانها، أدمعت عينيه، بينما انهمرت دموعها، تعالت شهقاتها تتمسك بملابسه تخفي وجهها بين ثنايا صدره، تتلعثم من بين شهقاتها:. - هو أنا وحشة اوي كدة يا حسام، أنا عملت ايه وحش في حياتي عشان يحصلي كل دا، أنا مش عايزة زيدان، بس عايزة ابني، ابني اللي راح مني، روحي اللي كنت حاسة بيها بتكبر جوايا يوم ورا يوم، قلبي بيوجعني اوي يا حسام، وبابا، أنا عمري ما تخيلت أنه ممكن يقع كدة، بابا رغم كل المشاكل والمصايب اللي بتحصل كان دايما بيبقي موجود، أنا خايفة عليه اوي، وماما مش هتستحمل أنت ما بتعرفش هي بتحبه قد ايه، حياتنا كلها بتنهار يا حسام. تركها تخرج كل ما يجثم فوق قلبه للحظات طويلة وهو صامت لا يتفوه بكلمة، قلبها يحترق حزنا على الجميع، يتمني فقط لو في يده شئ ليقدمه، يساعد ولكن ما باليد حيلة كما يقال، دقائق طويلة وابعدها عنه يمسح دموعها المتساقطة يحاول رسم ابتسامة مطمئنة على شفتيه:. - بابا هيبقي كويس صدقيني، خالد باشا السويسي ما يقعش بسهولة، هو بس بيريح من همكوا شوية، أما انتي فأنا عايزك تعرفي وتتأكدي أن نزول الجنين في مصلحتك انتي وزيدان، انتوا محتاجين فرصة تبعدوا عن بعض ما يبقاش فيه اي حاجة ربطاكوا، تراجعوا مشاعركوا من الصفر، أنا عارف إن الموضوع صعب ويمكن اكتر من عليكي، بس صدقيني دا أفضل ليكي وليه. صمت للحظات ليعطيها ابتسامة مرحة زائفة دني بجزعه قليلا يحملها بين ذراعيه يتوجه بها الي فراشها يردف مبتسما: - أما الأستاذة بقى فمحتاجة ترتاح لأنها تعبانة واحنا في غني عن أن يحصل اي مضاعفات وضعها على الفراش لتنتصف جالسة، بينما جلس هو أمامها اضطربت مقلتيها في الفراغ حولها ليمد هو كف يده يربت على وجنتها يتمتم: - أنا هروح اشوف اخبار الدكتورة لينا إيه، نامي شوية. نظرت لشقيقها تبتسم ممتنة، هي حقا تغبط نفسها في تلك اللحظات على وجوده في حياتهم، ارتمت بين ذراعيه تعانقه تتلمس دفئ وأمان والدها بين ذراعيه ليبتسم لها ابعدها عنه قليلا فقط يقبل جبينها مبتسما ليمسعا في تلك اللحظة صوت شهقة مذهولة تأتي من عند باب الغرفة التفت حسام سريعا ليري أحدي الممرضات تقف جوار باب الغرفة تنظر له وهو يعانق لينا ويقبل جبينها، مذهولة عينيها متسعة في دهشة، بينما احتدت عيني حسام غضبا يصيح فيها:. - انتي واقفة عندك متنحة كدة ليه وازاي تدخلي اي اوضة اصلا من غير ما تخبطي بابها اتفضلي يا أستاذة حسابك مع شؤون العاملين أصفر وجه الممرضة فزعا لتخرج من الغرفة سريعا تغلق الباب خلفها، وقف حسام يجذب الغطاء يدثر شقيقته وقف أمامها يردف مبتسما: - نامي وما تفكريش في حاجة، لما تصحي هتلاقي كل حاجة كويسة. ابتسمت له ابتسامة شاحبة تحرك رأسها بالإيجاب تحرك هو يحضر محلول وريدي علقه على الحامل الخاص به ليغرز سنه برفق في كف يدها، امسك رسغها يقيس نبضات قلبها، تنهدا مرتحا يضع يدها جوارها برفق توجه ناحية المحلول يغرز به مصل مهدئ، نظر لشقيقته يبتسم حزينا للحظات ليتركها ويخرج من الغرفة يجذب الباب يغلقه عليها، لترفع هي رأسها لأعلي تنظر للسقف أمامها رغما عنها انسابت دموعها حين مدت يدها تتحسس بطنها التي باتت الآن فارغة، تكالبت دموعها بغزارة تحادثها طفلها الغائب:. - سامحني يا حبيبي إني ما عرفتش أحافظ عليك، كان نفسي تعيش واشيلك على ايدي واخدك في حضني، أنا السبب مش زيدان أنا اللي ضيعتك مني، أنا اللي اذيتك واذيت نفسي شيئا فشئ وبدأت تشعر بجفنيها يثقلان وجسدها يرتخي، لم يتبقي سوي دموع صامتة تكوي قلبها حزنا، إلي أن غابت تماما عن الواقع المؤلم. على صعيد آخر توجه حسام ناحية قسم الطوارئ، ما إن أقترب من القسم سمع صوت صياح صديقه الغاضب، أسرع خطواته ليجد زيدان يقبض على عنق هاشم، الطبيب المسؤول عن حالة خالد يصرخ فيه غاضبا: - يا راجل يا *** يا متخلف، خارج تقولنا جلطة، اهي وقعت وعندها انهيار عصبي... الدكتور اللي كان معاك قلنا جلطة خفيفة ودوبوها بالأدوية، أنت فاكر نفسك في مسلسل ولما تقول جلطة هينزل وراك الموسيقي ونقفل الكدر عليك. شحب وجه الطبيب ذعرا واختناقا يحاول التوسل بعينيه لحمزة الجالس على المقعد ينظر للطبيب باشمئزاز بشماتة، بينما اندفع حسام سريعا يخلص هاشم من زيدان ابعده عنه بعنف يصيح فيه محتدا: - ايه يا زيدان إنت ضربت ولا ايه، بتتهجم على الدكتور. وقف زيدان بالكاد تحمله ساقيه وجهه مشتعل عروقه بالكامل نافرة، وجهه مجهد عينيه حمراء، شعره اشعث، قميصه ازراره معظمها مفتوحه بشكل مذري، وقف حسام حائلا بينه وبين الطبيب المسكين الذي وقف خلف حسام يحتمي به من ذلك المجنون الغاضب، بينما صدح صوت زيدان الغاضب:. - ابعد يا حسام أنا هطلع روحه في ايدي، جلطة خارج متأثر اوي وجلطة، دا دكتور بهايم لو قولنا أنه دكتور اصلا، ورحمة ابويا الغالي لهسسفك التراب يا دكتور على ما تفرج أنت... دفع حسام هاشم بعيدا يحادثه بصوت خفيض هامس: - معلش يا هاشم امشي أنت دلوقتي، الراجل معذور ابنه راح وبعدين خاله تعب وبعدين والدته تتعب، الموضوع صعب عليه. نظر هاشم لزيدان مشفقا ليحرك رأسه إيجابا يرحل سريعا بينما توجه حسام ناحية صديقه حرك رأسه نفيا يأس من صديقه وأفعاله التي لا يحسبها عقل تنهد يسأله قلقا: - الدكتورة لينا كويسة! تهاوي زيدان جالسا على المقعد المجاور لحمزة تنهد بحرارة تكوي جوا قلبه ارتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة ساخرة متألمة يسخر من حاله قبل الجميع:. - كويسة؟! ما حدش فينا كويس يا حسام، عندها انهيار عصبي الدكاترة ادولها مهدئتات كتير **** يستر عليها... رفع وجهه لصديقه يسأله متلفها قلقا: المهم طمني خالي، خالي عامل ايه... ابتسم حسام في هدوء يحاول طمئنة صديقه جلس على المقعد المجاور له يربت على ساقه يردف في هدوء: - الحمد *** عدت بخير، هو بس مجهد ومحتاج يرتاح. شردت عيني زيدان في الآخر ابتسم متعبا ينظر لصديقه وكأنه يخبره مجهد فقط صدقا هو مستنزف ونحن جميعا ما استنزفنا قواه حتى سقط. في هدوء تحرك حمزة من جوارهم يأخذ طريقه لغرفة أخيه، يسرع بخطواته يشعر بدموع ساخنة تغزو مقلتيه، قلبه ينتفض دقاته تتصارع وكأن روحه تتمزق بلا رحمة، شطر من روحه يتألم خامل منطفئ، أسرع خطاه ليصل إلي غرفة أخيه، فتح الباب سريعا يدخل إلي الغرفة وقف أمام الباب المغلق ينظر لأخيه متحسرا حزينا عينيه تسكب الدمع كأسا يشربه قلبه، تحرك بخطى بطيئة ناحية فراش أخيه، مع كل خطوة يخطوها يتذكر احدي مواقفهم معا. - جاهز ومستنيك يا دون - النار اللي عندك مش نيران صديقة يا حمزة - يا جدع أنت اخويا يا اهبل - دوس يا عم وما يهمكش أنا في ضهرك عند تلك الجملة الاخيرة كان يقف جوار فراش انهار على ركبتيه يبكي كطفل صغير يمسك سد أخيه يتوسله من بين شهقاته:. - ما تكسرش ضهري يا خالد دا أنا من غيرك ابقي زي العيل الصغير، قوم يا خالد وحياة لينا عندك، ما ينفعش أنت تقع، أنا عارف أنك زعلان مني عشان اتجوزت بدور لو عايزني اطلقها هطلقها، بس أنت قوم... علقت الكلمات في فمه فجاءة حين شعر بحركة أصابع يد أخيه تتحرك حركة خفيفة داخل كف يده، رفع وجهه سريعا ينظر لوجه اخيه متلهفا ليراه يحرك مقلتيه أسفل جفنيه المغلقين شئ فشئ بدأ يعود للدنيا من جديد، فتح جفنيه ينظر حوله هنا وهناك، اول ما لاحظه قناع التنفس الذي يغطي وجهه مد يده بصعوبة يحاول أزاحته من على وجهه ليهتف حمزة متلهفا: - ما تشيلوش يا خالد... تحرك بعينيه ناحية عينيه يعيطيه شبح ابتسامو صغيرة شاحبة أزاح القناع من فوق وجهه فتح فمه يهمس بنبرة ضعيفة متهالكة: - زيدان فين تحرك حمزة سريعا يكبس الزر المسؤول عن استدعاء الطبيب الخاص بالحالة عاد لأخيه يتمتم سريعا متلهفا: - زيدان برة يا خالد كلنا هنا حواليك، استريح أنت بس. ابتسم خالد ساخرا من تلهف أخيه المبالغ فيه الذي ذكره بأحد الممثلين في فيلم عربي قديم لا يتذكر اسمه الآن، لحظات وامتلئت الغرفة طبيب وآخر وحسام ابنه، وعدة ممرضات اخرجوا حمزة وشرعوا في فحص حالته، لم يكن قلقا هو حقا لم يهتم بما أصابه، بالعكس بل أحبه ساعات طويلة ارتاح فيها جسده من المشاكل، يكفي أنه رأي زيدان، والطفلين ابتسامة صغيرة نمت على شفتيه ينظر لحسام لا يحيد بعينيه عنه، كم يشعر بالفخر فقط ما أن ينظر إليه، وقف هاشم جوار فراش خالد يتمتم مبتسما:. - الحمد *** عدت على خير، هتفضل معانا تحت الملاحظة لحد ما نطمن عليك، حمد *** على سلامتك قطب جبينه قلقا ينظر للطبيب يقول بصوت خفيض مجهد قلق: - لينا فين، مراتي وبنتي فين هنا جاء دور حسام نظر لوالده يطمأنه بنظراته يتمتم في هدوء: - ما تقلقش حضرتك، هما بخير وكويسين. نظر خالد لحسام في حذر يشك حقا فيما يقول، أين لينا وماذا حدث لابنته وأين زيدان، هو متأكد على اتم ثقة أنهم ليسوا بخير كما يحاول أن يخبره حسام بعينيه، ما كان عليه سوي أن ينتظر الي أن خلت الغرفة وخرج الأطباء ولم يبقي سوي حسام، مد خالد يده يقبض على رسغ ولده التفت له ليتمتم خالد بصوت خفيض متعب حانق: - حسام، أنا مش عيل صغير هتضحك عليا، لينا واختك فين، ما تقولش ما تقلقش هما كويسين، هما فين. تنهد حسام يآسا من رأس أبيه الصلب، تحرك من مكانه يقف جوار حافة الفراش امسك كف أبيه يقبله يتمتم مبتسما: - يا بابا ما تقلقش و**** هما كويسين، لينا نايمة في الأوضة اللي جنبك على طول، ودكتورة لينا في قسم الطوارئ عندها انهيار عصبي وواخدة مهدئات توسعت عيني خالد زعرا ليقبض على يد ولده يتمتم مذعورا: - أنت بتقول ايه، لينا عندها انهيار عصبي، اوعي أنا رايحلها. قبض حسام على ذراعي والده يمنعه من النهوض من مكانه، نظر خالد لحسام محتدا غاضبا خرجت صوته غاضبا رغم نبرته الضعيفة: - انتي بتمسكني يا حسام أنت اتجننت، سيب ايدي يا حيوان حرك رأسه نفيا بعنف يجلس أمام والده يحجزه بجسده من أن يتحرك ابعد ذراعيه امام صدره يتمتم في صرامة:. - بص يا حج مع كامل احترامي ليك ولعصبيتك اللي أنا حافظها بس أنت مش هتتحرك من هنا، دكتورة لينا زي الفل أنا لسه كنت عندها واطمنت عليها، وأنت محتاج ترتاح، فبالود كدة يا حج خليك مرتاح... نظر خالد لحسام حانقا يتوعد له ما أن يتعافي في تلك اللحظات دق الباب ودخل حمزة ومعه زيدان إلي الغرفة، استند خالد على ذراع حسام ينتصف جالسا وجه انظاره لهما يغمغم تعبا: - لينا كويسة طمنوني عليها. حرك زيدان رأسه إيجابا ليبادر حمزة قائلا سريعا بتلهف: - و**** يا خالد بخير ارتاح أنت وهي لما تفوق وتعرف انك كويس هتجيلك، في ممرضة معاها في الأوضة مش سيباها حرك رأسه إيجابا يحاول إقناع قلبه المحتضر خوفا عليها أنها بخير كما يقولون، التفت برأسه ناحية زيدان الذي يجلس على المقعد المجاور لفراشه يغمغم معاتبا:. - استسلمت خلاص أنت تعرف أن كدة لينا عدتها سقطت، وتقدر تتجوز معاذ الزفت دا من بكرة لو حبت، أنا مش هفرض عليها حاجة تاني، كان المفروض تحارب أنت أكتر من كدة ابتسم زيدان متألما يحرك رأسه نفيا مسح وجهه بكفي يده رفع وجهه ينظر لخاله نظرات ضعيفة يغشاها الدموع يغمغم متعبا ممزقا: - أنا تعبت يا خالي، هفضل أحارب لحد أمتي، من صغري بحارب، هي رافضة تماما اي فرصة، حتى الخيط الوحيد اللي كان بينا اتقطع... اطال خالد النظر لزيدان بلع لعابه الجاف يلتقط أنفاسه المتعبة يغمغم: - الخيط اللي بينكوا ما اتقطعش يا زيدان، لأن الخيط اللي بينكوا ما كنش الطفل، الخيط اللي بينكوا قلبكوا اللي حبت، قلبها هي اتجرح بسببك، كان المفروض تداوي الجرح دا حتى لو خد أيام شهور ما تستلمش، ايه قلبك تعب بالسرعة دي دا أنت لسه شباب حتى... حرك زيدان رأسه نفيا بعنف يتمتم متألما:. - أنت بتقول كدة من وجهه نظرك أنت، من تجربتك مع ماما، بس ماما حبيتك قدرت تسامحك كانت بتطبطب عليك في عز وجعك تطمنك، بنتك لاء، بنتك ما حبتنيش، أنا كنت أناني عشان قررت طالما أنا حبيتها يبقي لازم هي كمان تحبني، اذيتها من غير قصدي، وخلاص يا خالي أنا هسيبها يمكن تلاقئ السعادة لما ابعد أنا... أراد خالد أن يضرب وتره الحساس ليحفزه أن يتحرك ابتسم يهمس بالتواء: - يعني هتبقي مبسوط لما تبقي مع راجل غيرك. كلمة كانت كشرار نار الهب قلبه هب واقفا احمرت عينيه نفرت عروقه حرك رأسه نفيا يصيح بحرقة: - لاء وأنت عارف أنه لاء، بس أنا قربي منها بيعذبها أكتر ما بيعذبني، أنا عندي أبعد واتعذب لوحدي ولا اني افضل جنبها وتتعذب بسببي... نظر حسام وحمزة لزيدان مشفقين بينما ادمعت عيني خالد ينظر لزيدان مشفقا على حاله، مد يده يربت على الفراش جواره ليتقدم زيدان يجلس جواره مال خالد برأسه ناحية زيدان يهمس له بخفوت حزين:. - تعرف اني حلمت بأبوك توسعت عيني زيدان في دهشة يوجه رأسه ناحية خاله ينظر له متلهفا ليبتسم خالد مجهدا يحرك رأسه إيجابا يتمتم في راحة: - مش عارف دا حلم ولا تخاريف بس حقيقي كان واحشني اوي، تعرف اداني طفلين وقالي انهم ولادك، وقالي كمان خلي بالك جاسم مش ناويلي على خير. قطب زيدان جبينه متعجبا مدهوشا، حين اصطدمت سيارته في ذلك الحادث رأي هو الآخر أبيه ولكن في المرة السابقة أخذ **** وغادر والآن خاله يخبره أنه رأي أبيه وتلك المرة أعطاه طفلين، طفلين هل حقا سيرزق بطفلين أم أنها فقط مشاهد شكلها عقل خاله إثر صدمة ما حدث، صدمة هو نفسه لن يتعافي منها قريبا، قاطع شروده صوت حمزة يغمغم متعجبا بنبرة غاضبة:. - يعني ايه جاسم مش ناوليك على خير هو بيفكر يأذيك تاني ولا تالت دا أنا ادفنه حي قبل ما يمس شعرة منك ابتسم خالد ينظر لأخيه ضحك بخفوت يغمغم: - هدي اعضائك يا دون، جاسم كبيره يعكنن عليا طول ما هو هنا غير كدة ما يقدرش، جاسم كبر بردوا و... قاطعه حمزة يغمغم في اصرار: - ولو بردوا لازم ناخد احتياطتنا جاسم دا تعبان ما يضمنش، سيب الموضوع دا أنا هخلصه... في منزل عثمان وسارين، تركته في الغرفة وتوجهت الي المطبخ تشعر حقا بالجوع لم تأكل شيئا منذ الأمس تقريبا، دخلت الي المطبخ الواسع تتوجه الي البراد فتحته لتتوسع عينيها في دهشة لما كل تلك الكميات الكبيرة من الطعام، أخرجت بعض الأشياء تضعها على الطاولة امسكت بضع حبات بيض وطبق به شرائح اللحم المجفف ( البسطرمة ) وقفت امام الموقد تطهو تلك الوجبة الخفيفة التي تحب، تشعر حقا بشهية مفتوحة تسع لأكل الكثير، يكفي سعادتها التي بدأت تشعر بها بالأمس، تحبه ولا تخجل من قولها يكفي ما قاله لها بالأمس، تنهدت تشرد عينيها تتمني حقا أن تبني معه أسرة قوية يتعلمان فيها من أخطاء عائلتهم، انتفضت حين سمعت صوت صوته يقول من خلفها:. - البسطرمة هتتحرق.. توسعت عينيها فزعا تنظر لقطع اللحم لتسرع بازاحتها من فوق الموقد، وضعت يدها على قلبها تحاول التقاط أنفاسها التفتت له تهتف معاتبة: - حرام عليك يا عثمان خضتني ضحك بخفة يغمزها بطرف يغمغم ضاحكا: - اللي واخد عقلك كنتي بتفكري فيا صح ارتسمت إبتسامة ناعمة على شفتيها لتنحي قليلا تطوق عنقه بذراعيه تتمتم متدللة: - إنت واخد قلبي مش عقلي بس يا صياد. تاهت عينيه في تفاصيل وجهها الناعمة تتقافز دقاته بعنف ما قالت ازدرد لعابه الذي تصحر فجاءة يغمغم بولة: - الوعد اللي وعدتهولك مقوي قلبك، لاء خدي بالك أنا لحم ودم وكرسي بعجل، الكرسي ابو عجل لو جاب آخره أنا مش مسؤول... تعالت ضحكاتها لتبتعد عنه التفتت للمقود تكمل ما كانت تعمل بينما هو يجلس خلفها يشاهد ما تفعل مبتسما، ابتسامة واسعة تشق شفتيه يراها تتحرك من هنا لهناك، بخفة. تضع الطعام على الطاولة، رضت الكثير من أصناف الطعام على طاولة المطبخ، وقفت امامه تغمغم مبتسمة: - يلا عشان نفطر توسعت هو الآخر ابتسامته مد يده يجذبها برفق لتسقط على ساقيه توسعت عينيها في دهشة، شهقة فزعة خرجت من بين شفتيها، ليلاعب هو حاجبيه مشاكسا يغمغم في خبث: - ايه يا سيرو بوصلك يا قلبي. غزا وجهها حمرة قانية ليتحرك هو بمقعده متجها صوب طاولة الطعام، انتفضت سريعا تجلس على مقعدها، تحاول إخفاء وجهها داخل طبقها تكاد تنصهر من الخجل، بينما يبتسم هو في اتساع يشعر بالسعادة رغم كل ما حدث، بات يشعر الآن بالسعادة، سعادة اخذها من الرضي، من أنه يستحق ما حدث، بأن تلك هي فرصته الجديدة ليحي حياة نظيفة، ما يقلقه حقا جلست العلاج الطبيعي كم هي شاقة عليه، في بعض الأحيان يبكي بعد أن تنتهي جلسته، هو لا يريد أن تراه بمثل ذلك الضعف المخزي، اخرجه من شروده صوتها وهي تحمحم تهمس مرتبكة:. - صحيح، جلسات علاجك هتبدأ أمتي تنهد مقهورا يغمغم بخفوت متوتر: - بعد اسبوع هترجع تاني شعرت هي بتخبطه، لبني والدته اخبرتها كم يعاني، مدت يدها تمسك بكف يده ليرفع وجهه لها رأي ابتسامة جميلة تزين شفتيها يسمعها تغمغم في حنان: - أنا معاك و جنبك، لحد النهاية ابتسم لها سعيدا كأنه *** صغير وجد يد تحنو عليه، في تلك اللحظات دق جرس الباب عدة مرات سريعة متتالية تلاه صوت عمر الذي يصيح حانقا:. - يا عثماااااااان، إنت يالا افتح الباب بوليس، قصدي حماك تعالت ضحكاتهم لتتحرك سارين سريعا وهو خلفها توجهت تفتح الباب ليندفع عمر يعانق ابنته متلهفا عليها طوقها بذراعيه يضمها يغمغم : - حبيبة بابا من جوا، مضلمة الدنيا يا سيرو، شكلك خاسس، ليه كدة، الواد دا ما بيأكلكيش... ضحكت سارين بخفة عاليه لتشب قليلا تقبل وجنته ابيها تغمغم ضاحكة: - يا بابا لحقت اخس في اقل من 24 ساعة. ضيق عمر عينيه ينظر لعثمان في شك يتمتم بثقة كأنه محقق ماهر: - أنا اتوقع اي حاجة من الواد دا، أنا شاكك اصلا انه بيمشي وبيشتغلنا... ضحكت تالا يآسه من أفعال زوجها التي لا تتغير، أمسكت بيد ابنتها تجذبها للداخل بينما جلس عمر مع عثمان وسارة في غرفة الصالون، ضحك عثمان رغما عنه مع نظرات عمر المتشككة نحوه ليردف من بين ضحكاته: - في ايه يا عمي بتبصلي كدا ليه رفع عمر حاجبه الأيسر مغتاظا زفر أنفاسه يتمتم حانقا:. - مش عارف عندي رغبة ملحة، اني عايز اقوم الطشك بالقلم بنتي اللي عمرها ما اتأخرت ساعة برة البيت، بايتة معاك في نفس الشقة وعادي يا بابا دا عثمان جوزها، لاء هموت واقوم اضربك ضحك عثمان عاليا يتخيل نفسه مكان عمر وحقا اراد فعلا أن يضرب نفسه الآن. في الحارة كان الوقت قبل غروب الشمس بقليل في منزل جدة أدهم يجلس على فراشه يمد ساقيه يضع جهاز الكمبيوتر المحمول أمامه. يعمل عليه بخفة، رفع وجهه بعد لحظات عن شاشة حاسبه ينظر للفراغ ترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه، منذ أيام وهو يباشر عمله عن طريق حاسبه إلي جانب عمله الآخر يقوم بتصميم البرامج والألعاب وبيعها، وما فعله حقا ويندم عليه تقريبا، هو الوحيد الذي كان يعرف رمز الأمان الخاص بتشفير الكاميرات في فيلا خالد السويسي، كان في أشد حالته شوقا لأن يراها، تغلب عليه شيطان عشقه وباتت كاميرات المنزل جميعا تحت سيطرته هو الآخر، الكاميرات في كل مكان عدا غرف النوم، بات يبحث عنها في أرجاء المكان يحاول أن يملح طيفها وهي تتحرك، أسعد لحظاته حين تخرج من غرفتها وتجلس في الحديقة او في غرفة الصالون، يظل يراقبها بشغف لن ينتهي ابداا... تحرك بأصابعه بخفة يفتح برنامج المحادثات بينهما، ليظهر له حوارهما الأخير يوم زواج بدور وحمزة، اخذ نفسا عميقا يتشجع يرسل لها: - مايا تحركت عينيه سريعا ناحية شاشة المراقبة ليراها تخرج من غرفتها تمشي في الممرات، متوجهة إلي غرفة المعيشة جلست تفتح هاتفها ليصلها رسالته ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها رآها هو جيدا، ليدق قلبه لها لحظات واتاه الرد منها: - نعم حرك أصابعه على لوح المفاتيح سريعا يرسل لها:. - أنتي كويسة أنا بس كنت حابب اطمن عليكي وعلى والدك راقب رد فعلها من خلال شاشة المراقبة التي يقرب وجهها منه ليشبع شوقه منها ليري دمعات بسيطة تنزل من عينيها كور قبضته يشد عليها كم تمني في تلك اللحظات أن يكن هناك جوارها، رآها تحرك أصابعها على لوح المفاتيح انتظر بتلهف ما سترسل ليجدها ترسل له: - آه كويسة كلنا كويسين شكرا لسؤالك. تلك المرة قلبه من كتب تلك الجملة التي لم يحسبها عقله ولو لثانية قبل أن يرسلها: - اومال بتعيطي ليه. راقب عينيها التي توسعت في دهشة ما أن قرأت رسالته لترفع رأسها عن شاشة هاتفها تبحث حولها سريعا كيف يراها، تلف رأسها هنا وهناك وقعت عينيها على كاميرا المراقبة الصغيرة المثبتة على أحدي الأسطح، لتثبت عينيها عليها، تنظر له مباشرة وهو لا يحيد بعينيه عنها، لحظات طويلة وكأنهما التقيا كل منهما ينظر للآخر دون أن يراه حقا، تسارعت أنفاسه حين وقعت عينيه على مقلتيها، التي تنظر لسطح الكاميرا، رأي من شاشة المراقبة تلك السيدة يتذكر أن اسمها بدور تقرييا تقترب من مايا تضع يدها على كتفها تسارعت قلقة:. - مالك يا مايا انتي كويسة يا حبيبتي نظرت مايا لها عدة لحظات قبل أن تشيح بوجهها تغمغم بنبرة باهتة: - ايوة كويسة، عاوزة حاجة ابتلعت بدور لعابها مرتبكة من معاملة مايا الجافة لها تنهدت حزينة تهمس لها بخفوت متوترة: - انتي زعلانة مني، عشان أنا وباباكي اتجوزنا توسعت عيني أدهم في دهشة تلك السيدة هي عروس ابيه، بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي مايا تتمتم متهكمة: - لا ابداا مبروك، وانا هزعل ليه يعني، دا حقكوا. ابتسمت بدور حزينة لتمد يدها تمسح على شعر مايا برفق تردف مبتسمة بحنو: - تعرفي أن شعرك حلو أوي، ماشاء **** لتقولي بحسد لم تبتسم مايا حتى ظلت توجه انظارها لهاتفه وجهت لها نظرة خاطفة تتمتم بإستياء: - thanks جلست بدور صامتة بضع لحظات تنظر لأسفل تحرك ساقها اليسري بحركة سريعة تعبر عن توترها، رفعت وجهها فجاءة حين باغتها سؤال مايا: - هو انتي ليه وافقتي تتجوزي بابا مع أنه أكبر منك بكتير، انتي لسه صغيرة. انتظر أدهم بفضول أن يعرف اجابة السؤال ولكن قبل أن تنطق بدور بحرف واحد اسودت الشاشة امامه وبعث له حاسبه رسالة ان الكاميرا جميعها مغلقة، قطب جبينه متعجبا ما يحدث، حاول أن يعيد فتح الكاميرات بالاكواد التي معه، ولكن باءت كل محاولاته بالفشل، في تلك اللحظات وصل رسالة لهاتفه من رقم حمزة جملة واحدة « لو حاولت تفتح الكاميرات تاني حسابك هيبقي معايا اسوء مما تتخيل ». تنهد أدهم متضايقا، حمزة سيكرهه أكثر الآن، بالطبع مايا من أخبرته، كيف يخبره أنه فقط كان يشتاق إليها، تنهد يزفر أنفاسه الحانقة، حمزة لن يثق به ابدا بعد ما فعل، هل سيصدق أن نيته لم تكن دنيئة ابداا، صدق من قال أن للطريق للشر محفوف بالنوايا الطيبة. بينما على قرب منه في الشارع أمام الدكان يجلس مراد كعادته لا شئ يفعله، سوي الجلوس هناك يراقب الشارع، المارة عامة والسيدات خاصة، ينتظر بفارغ الصبر رسالة شاهيناز التي ستخبره فيها أنها نفذت ما طلب، ليبدء هو بتنفيذ جزئه الخاص، توسعت ابتسامته حين تذكر الرسالة التي بعثتها له بالأمس تخبره بأن العمل أتي ثماره الفاسدة وإن جاسر الآن بات رهن إشارة منها. اجفل من شروده على حركة جواره ليجد جدته تخرج من المحل تحمل في يديها حقيبتان من البلاستك الاسود منتفخان حتى آخرهما وقف مراد أمامها ينظر للحقائب في يدها يغمغم ساخرا: - ايه يا منيرة انتي قررتي خلاص تبيعي الدكان الخردة بتاعك دا وبتصفي البضاعة تنهدت منيرة متحسرة على حال حفيدها، امتضعت ملامحها تنظر له حانقة تتمتم بإستياء:. - لاء يا مراد ريح نفسك مش هبيعه، أنا رايحة للغلبانة روحية، بقالها مدة طويلة ما خرجتش من بيتها وهتلاقي ما عندهاش لقمة، منهم *** أهل الحارة لو البت دي جري ليها حاجة ذنبها في رقبتهم لمعت مقلتيه ببريق أسود مخيف، لما لا يلعب قليلا يمضي وقته الي أن تتم شاهيناز المطلوب، مع لعبة صغيرة مثلها لن تجرؤ على النطق بحرف، توجه ناحية جدته سريعا يحمل عنها الحقائب يغمغم سريعا:. - عنك يا منيرة الشنط تقيلة عليكي وانتي عضمة كبيرة ضهرك يتقطم نظرت منيرة له غاضبة كورت قبضتها تصدمه على كتفه بعنف تتمتم حانقة: - هو أنت لو قعدت محترم ساعة هتموت، اتعلم من أدهم أخوك، وبعدين ايه يا منيرة يا منيرة دي، أنا بعديهالك بمزاجي ما تقولي يا ستي ولا يا جدتي حتى زي ما أدهم بيقول قلب مراد عينيه ساخرا ارتفع جانب فمه بابتسامة لئيمة يتمتم مستهجنا:. - خلاص يا ستي ارتاحتي كدة يا ستي مبسوطة كدة يا ستي، يلا يا منيرة، الشنط تقيلة في ايدي انتي حاطة فيها ايه تنهدت منيرة يآسه ألن ينصلح حاله ابدا، سارت جواره متجهين الي المنزل في نهاية الشارع الطويل، التفت منيرة برأسها ناحية مراد تحادثه برفق عله يستمع منها ولو مرة واحدة:. - مراد يا ابني، أغني اغنياء الدنيا كلها لما يموت مش هيتدفن معاه جنية واحد من فلوسه، صدقيني يا إبني ميزان الدنيا عادل ما خدش بياخد اقل من حقه، اللي تشوفه معاه مال وجاه وتنبهر بيه، بيبقي ناقص منه صحة راحة بال عُمر، ما حدش بياخد كل حاجة في الدنيا، صدقني يا ابني ارضي باللي في ايدك **** يزيدك، ما تخليش الشيطان يحركك كأنك لعبة تنفذ شره، عشان نفسك الأمارة بالسوء، لو عملت حاجة او حاجات وحشة توب يا ابني واستغفر ***، مراد أنا بشوفك في أحلامي بأشكال وحشة أوي والعياذ ب****... تمنت حقا لو يلمس كلامها ولو وتر واحد في قلبه فيحسه على التوبة، ولكن قلب مراد الأسود كان كحائط سد يصد ما يحاول التسلل إليه انتظر الي أن انهي جدته كلامها كاملا ليلتفت لها برأسه ابتسم يتمتم مستهجنا: - ايوة يعني اعمل ايه أنا دلوقتي، اعيط واخدك بالحضن، خليكي في حالك يا منيرة انتي مش هتيجي تتحاسبي مكاني... غامت عيني منيرة حزنا على حاله لتتقدمه الي أحدي البيوت القديمة العتيقة صعد خلفها على سلم البيت القديم المهتري، الطابق الثالث الشقة المقابلة للسلم حفظ في ذهنه تلك المعلومات جيدا لأنه سيحتاج إليها قريبا، قريبا جدااا، دقت منيرة باب الشقة ليسمع صوت ضعيف مرتعش يهمس من خلف الباب: - مممين، مممين هتفت منيرة سريعا تتلهف على حال المسكينة: - أنا ستك منيرة يا روحية افتحي يا بنتي. سمع صوت طرقات المفتاح واحدة تليها أخري وأخري وأخري، لينتفح جزء صغير من الباب تقدمت جدته لتدخل وهو خلفها، رآها ما أن دخل كان ترتدي جلباب بيتي قديم تخفي شعرها بحجاب كبير جسدها هزيل للغاية عينيها غائرة، وجهها شاحب، يبدو أنها لم تأكل منذ أيام، شهقت منيرة مذعورة على حال الفتاة تغمغم قلقة: - ايه يا بنتي اللي انتي فيه دا هتموتي يا روحية، مراد هات علبة عصير من عندك بسرعة. وضع الحقائب من يده ينتشل علبة عصير من احدي الحقائب يعطيها لجدته التي اسرعت في إسناد الفتاة لأقرب اريكة ترغمها على شرب العصير بينما ظل هو يقف جوار الباب، حانت منه التفاتة خاطفة ناحية الباب لتتوسع ابتسامته الخبيثة باب قديم ليس به مزلاج فقط مفتاح يتدلي في قفله، مد يده سريعا ينتشل المفتاح يدسه في جيب سرواله، ليعاود حمل الحقائب توجه للداخل يجلس على الأريكة المقابلة لهم تتفرسها عينيه في صمت مخيف، تلك الفتاة رغم كل ما سمعه عنها بها شئ نقي استطاع رؤيته جيدا، شئ لن يدم طويلا فهو الآن يملك المفتاح!، ربما فقط عليه تركها بضع أيام الي أن تتحسن صحتها وتأكل ما جلب هو بيديه، قبل أن يزورها قريبا! وقفت تراقب أشعة الشمس وهي تغرب فوق سطح منزلهم الكبير تضع حبوب الغلال لطيور الحمام التي تعود لمسكنها، تحتمي به من وحشة الليل، تخاف من وحشه كما تفعل هي، لا تعرف كيف يحب الناس الليل هو موحش مخيف مظلم، اغمضت عينيها تشعر بالهواء لا تتنفسه، كأنها تعلو تحلق كطير الحمام، بلا قيد العادات، حواجز التقليد، الي خارج القطيع ترغب في الفرار ولكن كيف وهي لا تزال تلك الطفلة صاحبة الخامسة عشر، كيف ستخبر أخيها انها أحبت وحين أحبت، أحبت صديقه، بالطبع سيغضب، مراد كم اشتاقت له، اخرجها فجاءة من شرودها الغير مكتمل، صوت بغيض تكرهه يتمتم ساخرا:. - الإنسان طائر لا يطير زيه زي النعامة يعني لو فردتي دراعتك هتنزلي على دماغك كلامه كان يحمل الكثير من المعاني الباطنة التي لم تستشفها بعد، التفتت برأسها له، تنظر لذلك الوسيم البغيض، ابن عمها تكرهه أكثر مما يظن أنها تفعل، كتفت ذراعيها أمام صدرها تتمتم ساخرة: - و**** أنا حرة أنت مالك ومالي شاغل بالك بيا، اطير اقع، أنا حرة... أعطاها ابتسامة كبيرة باردة امسك احدي طيور الحمام يرفعها بين يديه امام وجهها يتمتم ساخرا: - يعني احنا مثلا لو رمينا الحمامة دي لفوق كدة هطير دفع الحمامة برفق ناحية السماء لتفرد جناحيها تحلق في الفضاء، عاد ينظر إليها يبتسم في خبث يتمتم ساخرا: - تخيلي بقى لو رمانكي انتي كدة اقتربت يمسك ذراعيها لتتوسع عينيها في صدمة دفعته بعيدا غاضبة تتمتم محتدة: - أنت قليل الأدب. رفعت يدها تود صفعه ليمسك يدها سريعا قبل أن تصل لوجهه قبض على كف يدها يرفض تركه وهي تحاول سحبه بعنف بعيدا عنه لترتسم ابتسامة لئيمة على شفتيه يتمتم في ساخرا: - خديها مني نصيحة اياكي ترفعي ايدك على محامي وخصوصا لو خبير، بدل ما تقضي باقي عمرك في المحاكم... ترك كفها يعطيها ابتسامة واسعة ليتركها ويغادر بينما وقفت هي تنظر في أثره حانقة تكاد تتميز من الغيظ. عودة لمستشفي الحياة، في احدي غرف الممرضات، التفت إحداهن لزميلتها تتمتم قلقة: - بس يا ستي أنا سمعت في الأوضة وأنا عارفة انها فاضية، فتحت الباب اشوف في ايه، لقيت دكتور حسام حاضن بنت الدكتورة لينا على السرير وكان بيبوسها ولولا اني دخلت يا عالم كانوا هيعملوا ايه تاني توسعت عيني الممرضة الأخري في دهشة مصت شفتيها تتمتم حانقة:. - شوفي يا اختي البت البجحة دي لسه مسقطة، تقوم تخون جوزها بعدها كدة على طول، بقى دي بنت الدكتورة لينا، طب وحصل ايه تنهد الممرضة قلقة تتمتم متلعثمة: - دكتور حسام زعقلي وطردني من الأوضة وقالي حسابك مع شؤون العاملين، أنا خايفة اني اتطرد ولا يتخصملي اقتربت الممرضة الاخري من زميلتها تهمس جوار اذنيها بصوت خفيض:. - أنا لو منك اروح اقول للدكتورة لينا، اهو منها تعرف عمايل المحروسة بنتها، ودكتور حسام مش هيبقي ليه عين، دي اكيد هتطرده، او هيتحبس دا جوزها رتبة كبيرة اوي في الداخلية ابتلعت الممرضة ريهام لعابها قلقة هل تستمع لكلام صديقتها وتذهب لأخبار لينا، ام تصمت وتنتظر جزائها، ولما هي من تنتظر الجزاء ليست هي من أخطأت على كل حال، حركت رأسها إيجابا وقفت تنظر لصديقتها تتمتم سريعا:. - عندك حق، أنا هروح اقول للدكتورة لينا واهو بردوا ابقئ خليت ذمتي قدام ****... قالت ما قالت، لتغادر غرفة الممرضات تبحث عن لينا... بينما في غرفة لينا السويسي، كانت بين الوعي واللاوعي تحرك رأسها للجانبين تشعر برأسها يلتف بعنف رأت ظل طويل يقف أمامها عينيها مشوشة لا تري ملامحه جل ما رأته أنه يمسك في يده حبل كبير! الفصل الثاني والسبعون جلطة، جلطة، جلطة، جلطة، كلمة ترددت بسرعة وعنف داخل ثنايا عقلها، كصفعات عنيفة تهبط على وجهها توقظها من ثباتها رغما عنها، فتحت عينيها فجاءة تشهق بعنف كأنها غريق طفي فوق سطح الماء بعد طول عذاب، التفتت تنظر حولها للحظات عقلها يعجز عن ترجمة اي إشارات أين هي ماذا يحدث، ما حدث، لحظات معدودة قبل أن يبدأ عقلها في ترجمة في كل شئ، مات جنين ابنتها، زيدان في الغرفة، خالد سقط أرضا، جلطة، توسعت عينيها ذعرا عند الكلمة الاخيرة، تزامنا مع اقتراب احدي الممرضات منها تسألها مبتسمة:. - حمد *** على سلامتك يا دكتورة حضرتك كويسة، تحبي اندهلك الدكتور استندت بكفيها على الفراش تجذب جسدها تنزع سن إبرة المحلول من يدها، تحركت من الفراش قامت بصعوبة تشعر بدوار يغزو ثناياها بالكامل، هرعت الممرضة إليها تسألها فزعة: - رايحة فين يا دكتورة، حضرتك تعبانة نظرت لينا لها بألم تحرك رأسها نفيا انسابت دموعها تهمس باكية: - أنا كويسة، أنا عايزة اشوف جوزي، ساعديني أروح اوضته. نظرت الممرضة لها بشفقة، لتهرع إليها تمسك بيديها تحاول اسنادها، نظرت له تقول مبتسمة تحاول طمئنتها: - على فكرة جوز حضرتك بخير، دكتور حسام بيقول جلطة خفيفة ودوبوها بالأدوية وهو دلوقتي كويس جدا. توسعت عيني لينا تنظر لها بتلهف، تترجاها بنظراتها أن يكن ما تقوله صدقا، لتحرك الفتاة رأسها بالإيجاب تؤكد لها ما تقول، لتشق ابتسامة واسعة شفتي لينا، استندت على يدي الممرضة تتحرك معها بخطى متلهفة تحاول الإسراع في خطواتها تتسارع دقاتها تلهفا لرؤيته، كل خطوة تسرع بها تتذكر يمر أمامها مشاهد كثيرة من حياتهم قديما والآن... حياتها بأكملها فيلم قصير يمر سريعا هو البطل منذ كلمة البداية، وقفت أمام باب غرفته لتهرع سريعا تفتح مقبض الباب، انحدرت دموعها وابتسامة كبيرة شقت ثغرها حين رأته يجلس على فراشه يتحدث مع أخيه وزيدان، التفت برأسها لها سريعا ما أن رأها نظر لها حزينا يفتح ذراعيه لها، تقدمت ناحيته مسلوبة الإرادة تهرول في خطاها، ارتمت بين ذراعيه ليطبق يديه عليها يخبئها بين أحضانه، نظر حمزة لزيدان، ليخرج كلاهما من الغرفة يغلقان الباب عليهما... في الداخل كان نص يلتقي بالآخر يجبر كل منهما شرخ الآخر، هي تختبئ بين أحضانه ترمي بروحها الملتاعة ذعرا عليه بين امواج قلبه العاتية لتغرق لوعتها للأبد، وهو يدفن روحه قبل رأسه بين حنايا عبيرها الشذي ينعش به صحراء قلبه الملتاعة شوقا لها، انتحبت وزادت دموعها تشد بكفيها على ملابسه تختبئ بين طيات قلبه، رفع يده يمسح على حجابها يتمتم بترفق: - اهدي يا لينا، اهدي يا حبيبتي، أنا كويس و**** كويس. حركت رأسها نفيا تقبض على ملابسه بعنف بين كفيها كأنه سيهرب سيتركها ويرحل، ارتجفت نبرتها تتمتم بحرقة: - ما ينفعش تقع، أنت ما ينفعش تقع، ما تعملش كدة تاني عشان خاطري، أنا مش هستحمل... جذبها ناحيته يريح رأسها على صدره يمسح على حجابها، قبل قمة رأسها يتمتم مبتسما: - حاضر يا حبيبتي، اهدي بقى، كفاية عياط، طب على فكرة بقى شكلك بيبقي وحش لما بتعيطي. رفعت وجهها إليه ليري وجهها الشاحب عينيها تكاد تنفجر من البكاء، يشعر بأنفاسها المتسارعة، مد يده يزيل برفق سيل دموعها المنهمر، قرص قمة انفها يتمتم مبتسما في مرح: - أنا كويس يا بسبوسة، ما تعيطيش بقى يا قلبي، يا ستي أنا قولت اريح من مشاكلوا شوية، بتبصيلي كدة ليه. اردف بها متعجبا، حين رأي نظراتها المعاتبة، ابتعدت عنه تجلس على الفراش تمسح هي ما سقط من دموعها، ازدردت لعابها الجاف اخفضت رأسها قليلا تنظر أمامها مباشرة تتمتم متألمة:. - ما ينفعش، ما ينفعش تقع وتوقعنا كلنا معاك، انت ما ينفعش حتى تبقي ضعيف، ما ينفعش تحرق قلبي تموت روحي، تكسر ضهر حمزة وعمر، تقهر لينا وزيدان، احنا كلنا بنتحامي فيك، عارفين أنك السد اللي دايما واقف حامينا، لما انت تقع، يبقي بتدمر الكل يا خالد. ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه ينظر لها كلماتها، وااه منها اكسير حياة جدد نشاط قلبه، أشبع جوا روحه، أشعل بركان شبابه الذي بدأ يخبوا، لف ذراعه حو كتفيها يقرب رأسها منه يقبل جبينها، يتمتم مبتسما: - حقك عليا، آخر مرة ما تعطيش بقى، وحياتي عندك، طب فاكرة لما كنا في أسوان وبنتمشي مع بعض وكلت الايس كريم بتاعك. خرجت من بين شفتيها ضحكة خافتة تتذكر ذلك الموقف البعيد، رفعت وجهها له تقطب ما بين حاجبيها تتمتم حانقة: - عشان إنت طماع تاكل بتاعك وبتاعي وبتاع لوليتا خرجت منه ضحكة عالية يردف ضاحكا: - **** ما أنا اشتريت ليكوا غيره، بس و**** كان طعمه حلو.. ضحكت ضحكة صغيرة لتصدمه بكفها برفق على صدره تتمتم ساخرة: - تقوم قايل للراجل عندك آيس كريم بالبسوسبة، يا مفتري. ارتفعت ضحكاته حتى أدمعت عينيه يشدد من ضمها لصدره رفع يده الأخري يمسح ما سقط من عينيه من شدة الضحك ليتمتم مشاكسا: - طب و**** اختراع عظمة، مش خليتك تجربيه، انكري بقى أنك حبيته. توجه برأسه لها ليراها تستند بيسراها على صدره تنظر له تبتسم، ابتسامة صغيرة عاشقة يعرفها جيدا، تتحرك مقلتيها بسرعة تحفر ملامح وجهه وهو يضحك في قلبها، توقف عن الضحك ينظر لها يبتسم ينظر لمقلتيها دون كلام لحظات طويلة قبل أن ترتفع برأسها قليلا تقبل وجنته تتمتم بخفوت عاشق: - أنا بحبك أنت، من أول نفس في عمري لحد ما يخلص عمري. تنهد بولة يشدد على احتضانها للحظات طويلة، ابعدها عنه يمسح وجهها بكفه برفق يتمتم مبتسما: - قومي اغسلي وشك وفكي حجابك ما حدش هيدخل تاني... ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تحركت خطوة من الفراش لتتوسع عينيها فزعا، لينا!، نسيت ابنتها في موجة لهفتها وعشقهم التفتت له سريعا تتمتم فزعة: - لينا، لينا فين واخبارها إيه. حين خرج حمزة وزيدان من غرفة خالد، التفت حمزة يربت على كتف زيدان يسمح وجهه بيده الاخري يتمتم مرهقا تعبا: - أنا هنزل اشرب فنجان قهوة في الكافتريا، تعالا معايا اشرب حاجة. حرك زيدان رأسه نفيا دون أن ينطق بحرف واحد، ليتنهد حمزة حزينا على حاله هو الآخر، تركه وغادر يشعر بحاجة ملحة لكوب قهوة، ليستطيع المواصلة، بينما وقف زيدان مكانه ينظر لغرفة لينا زوجته، او كما كانت، يزدرد لعابه بين حين وآخر يصارع رغبة ملحة تدفعه للدخول للاطمئنان عليها، خاصة بعد ما حدث لخاله، تري كيف سيكون حالها، تحرك خطوة للأمام ليعودها مرة أخري، عقله يصرخ فيه أن يتوقف، إلي أن ويكفي كل ما بينهما انتهي، وقلبه يصرخ فيه أن يتقدم يرجو عقله أن يتركه يذهب... اغمض عينيه يشد على قبضته بعنف الصراع داخله مؤلم، ورؤيتها أشد ألما، دون كلمة اخري أسرع في خطواته إلي غرفتها، ادار المقبض ودخل يتدلي من يده الغطاء الذي كان بالخارج جلبه ربما كانت في حاجة إليه، تقدم هو منها وقف جوار فراشها ينظر ناحيتها والعديد من المشاعر المبعثرة تضرب كيانه، بينما كانت هي في حالة بين الوعي واللاوعي تحرك رأسها للجانبين تشعر برأسها يلتف بعنف رأت ظل طويل يقف أمامها عينيها مشوشة لا تري ملامحه جل ما رأته أنه يمسك في يده حبل كبير، رأت الغطاء في يده حبل كيف لا تعرف... لحظات وبدأت تتضح الرؤية أمامها بالكامل، زيدان هو من يقف رأته بنظرة مشوشة ولكن لما زيدان يمسك في يده حبل، طرف الغطاء الطويل ما كانت تري، لحظات وبدأت تشعر برأسها يثقل من جديد، جسدها مرتخي عينيها مغمضتان ولكنها تشعر بما يحدث، تسمع كل ما سيقوله، اقترب هو أكثر يضع الغطاء في يده فوق غطائها، تنهد يبتسم ساخرا يشعر بالشفقة على حالها، على طرف الفراش جوارها جلس، مد يده مترددا يبسطها على بطنها الفارغ، لتدمع عينيه رغما عنه، دمعة حزينة هربت من إثر مقلتيه تركض على صفحة وجهه، حين همست شفتيه:. - كان نفسي تعيش، كنت مستعد اتنازلك حتى عن عمري، بس أنت تيجي للدنيا، اشيلك على ايدي، انا اتعذبت اوي في حياتي، انت وهي نقطة النور الوحيدة اللي فيها، حتى النقطة دي انطفت لحظات وسحب يده من فوق بطنها، لتشعر به يحطها فوق رأسها يمسد على خصلات شعرها المنسدلة، تسمع نبرة صوته الحزينة الممزقة:. - أنا همشي، مش هعذبك ولا هعذب نفسي اكتر من كدا، أنتي اكتر واحدة عارفة أنا قد ايه بحبك، كان نفسي بس في فرصة تانية، اعوضك بيها عن اللي حصل، بس حتى الفرصة دي استكترتيها عليا، مع اني ما استكرتش عمري كله ليكي، يمكن انتي ما حبتنيش وأنا كنت بوهم نفسي، بس أنا حبيتك وهفضل طول عمري أحبك، سلام يا لينا! قالها لتشعر بفراغ بارد جوارها وصوت خطواته يبتعد، صوت الباب يفتح، ليظهر في تلك اللحظة صوت والدتها تغمغم متلهفة: - زيدان هي لينا كويسة، طمني عليها سمعته يطمأن والدتها عليها، ليختفي صوته للحظات، لحظات تسارعت فيها دقات قلبها، قبل أن تهدئ حين سمعت والدتها تحادثه: - أنت رايح فين يا زيدان والصمت عاد من جديد صمت طويل، قبل أن تسمع نبرة صوته التي لن تنساها ابدا: - ماشي! كلمة واحدة عرفت بها قصده هو ذاهب دون عودة، يبدو انه ملّ خسر رهان الحب، نزلت دمعة حزينة من عينيها تستمع لخطواته ترحل بعيدا وتقترب خطوات والدتها، اقتربت لينا من فراش ابنتها جلست جوارها تمسد على خصلات شعرها بحنو مالت تطبع قبلة حانية على رأسها تهمس لها حزينة:. - **** يشفيكي يا حبيبتي، وتقومي بالسلامة، بإذن **** **** هيعوضكوا، أنا عارفة شعورك كويس أوي يا لينا، بس الحمد ما حصلكيش زي ما حصلي، هسيبك ترتاحي... مالت مرة اخري تقبل جبين ابنتها لتجذب الغطاء المبعثر تدثرها جيدا مسحت على شعرها برفق، قبل أن تغادر هي الأخري ويتركونها وحيدة، ظنون أنها نائمة وهي كانت تتمني حقا أن تكون كذلك، على حالها كما هي فقط انسابت دموعها الصامتة من خلف جفنيها المغلقين يصرخان وجعا والصمت يقتل الجميع. خرجت لينا من غرفة ابنتها توصد الباب عليها، لتلمح حسام يخرج من أحدي الغرف هرعت إليه سريعا تسأله متلهفة: - حسام طمني على لينا هي كويسة... ابتسم حسام في هدوء يعطي الأوراق في يده للطبيب الواقف جواره ليستأدن الأخير ويغادر، بينما كتف هو ذراعيه أمام صدره يتمتم مبتسما:. - حمد *** على سلامتك الأول يا دكتورة وسلامة خالد باشا، مش عايزة حضرتك تقلقي بنت حضرتك صحتها زي الفل، الحمد *** الرحم ما اتضررش من السقط، هي بس محتاجة راحة، وهتبقي أحسن من الأول ابتسمت لينا متوترة، شردت عينيها تحرك رأسها إيجابا، تحركت متجهه إلي غرفة خالد، دخلت الغرفة توصد الباب خلفها، رفعت وجهها إليه لتراه يناظرها مبتسما، اردف يسألها قلقا: - لينا كويسة. ابتسم تحركت رأسها إيجابا لتأخذ طريقها إلي مرحاض الغرفة دخلت تغلق الباب عليها من الداخل، يحلس هو يراقب حزينا، لحظات وسمع صوت دقات على باب الغرفة، سمح للطارق بالدخول لتدخل تلك الممرضة ريهام قطب جبينه ينظر لها مستفقا بينما حمحمت الفتاة تردف بخفوت: - أنا آسفة للازعاج، هي دكتورة لينا مش موجودة قالولي انها هنا، انا كنت عيزاها في حاجة مهمة. نظر لباب المرحاض المغلق، لا يعرف لما ولكنه حقا يشعر بشعور سئ خلف ما تريد تلك الفتاة اخبار لينا به، عاد ينظر للفتاة ليحمحم بخشونة: - دكتورة لينا في الحمام عايزة تبلغيها بإيه وأنا اقوله ليها توسعت عيني الفتاة بهلع ذلك هو زوج الدكتورة لينا على ما تتذكر، ذلك الرجل هو من أخبرتها عنه صديقتها أنه ذو رتبة كبيرة في الشرطة، ابتلعت لعابها مرتبكة حركت رأسها نفيا تهمس متلعثمة: - ها لا ابدا، عن إذن حضرتك. التفتت لتغادر ليصدق حدسه تلك الفتاة ستخبر لينا شيئا هاما وخطيرا وعليه أن يعرفه هو اولا والآن، همس بصوت خفيض غاضب: - استني عندك. انتفض قلب الفتاة خوفا ازدردت لعابها الجاف لتلتفت ناحية ذلك الجالس على فراشه يرميها بنظرات نارية تكاد تخترقها، يسبر اغوارها ليعرف ما يدور بخلدها، اشار بيده أن تقترب قليلا، جفت الدماء خوفا في عروقها تفكر في اسوء الاحتمالات، وقفت بالقرب منه تتنفس بسرعة تشعر بالذعر، بينما كتف خالد ذراعيه يسألها في هدوء: - حاجة ايه، ومن غير كذب قبضت يديها متوترة حمحمت مرتجفة تردف بنبرة خائفة متلعثمة:. - اااا، اصل بصراحة... قصت عليه ما أخبرت صديقتها به، سريعا بتلعثم شديد، صمتت ما أن انتهت تلتقط أنفاسها الهاربة من الخوف بلعت لعابها الجاف تكمل: - و**** يا باشا دا اللي شوفته، أنا قولت احذر الدكتورة لينا، انا نيتي خير، مش قصدي حاجة. رفعت وجهها تنظر له بحذر لتري عينيه شاردة في الفراغ، ملامح وجهه مقطبة غاضبة قاسية، من حسام وتلك الفتاة التي فسرت الوضع بأكمله بشكل خاطئ وكانت على وشك أن تهدم كل شئ أن أخبرت لينا بما أخبرته به الآن، وذلك الأرعن هو من وضع نفسه وشقيقته في موضع شبهه، سريعا نظر للفتاة قبل أن تخرج لينا من المرحاض حرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء:. - تمام أنا هتصرف، بس حسك عينك اللي قولتيه دا، تفتحتي بوقك ليه لأي حد، حتى الدكتورة لينا، وما تقلقيش ما فيش تحقيق، مفهوم حركت الفتاة رأسها إيجابا سريعا، صحيح أنها تعجبت من هدوء الرجل بعد ما قالت، أخبرته أنها رأت ابنته بين أحضان الطبيب وهو لم يثور حتى ما تلك العائلة الغريبة، حمحمت الفتاة تردف سريعا: - حاضر حاضر، مفهوم، عن إذن حضرتك. قالتها لتفر سريعا من الغرفة بينما جلست هو مكانه ينتهد بارتياح، حمدا *** أن أصر أن يعرف من الممرضة ماذا حدث، تخيل لو كانت لينا هي من سمعت تلك الكلمات، التف برأسه ناحية باب المرحاض قطب جبينه متعجبا، لما تأخرت بالداخل، ما الذي حدث لها لكل ذلك التأخير، علا بصوته ينادي باسمها، لحظة وراها تخرج من خلف باب المرحاض عينيها متنفخة حمراء للغاية، عرف أنها كانت تبكي، الان فقط فهم لما تأخرت، تحرك من فراشه وقف أمامها ينظر لعينيها المنتفخة، تنهد يهمس متضايقا:. - كنتي بتعيطي صح، يلا يا لينا عشان هنمشي... توسعت عينيها مدهوشة فتحت فمها لتعترض تخبره بأنه بحاجة للراحة أكثر من ذلك ليرفع سبابته أمام وجهها يردف مقاطعا إياها: - قولا واحدا هنرجع البيت دلوقتي، هتصل بحمزة يجهز العربية، هروح اشوف لينا على ما تلبسي حجابك... نظرت له محتدة غاضبة، ليتحرك هو يتصل بأخيه يخبره بأن ينتظرهم في السيارة، ليتركها ويخرج من الغرفة، إلي غرفة ابنتهم، بعد دقائق قليلة كانوا جميعا في سيارة حمزة، لينا تجلس جوار ابنتها النائمة على الاريكة الخلفية، حمزة خلف مقعد السائق، هو يقف بالخارج أمام حسام، ذلك الطبيب الذي بات يحتل نصيب الأسد من حياتهم، قطبت جبينها مستفهمة تنظر للقميص الذي يرتديه خالد، خالد كان يرتدي صباحا « تيشرت أسود » قد قصه الاطباء، قميص من هذا!، ذلك القميص رأته من قبل، ليس أحد قمصان خالد، خالد يرتدي ألوان محددة للغاية وذلك القميص ذو الخطوط الكثيرة ليس منهم ابداا، قميص من إذا... وقف خالد بالخارج وحسام أمامه يهمس له بصوت خفيض غاضب: - يا باشا، اللي أنت بتعمله دا ما ينفعش، المفروض تفضل هنا تحت الملاحظة مش هخرج يعني هخرج، طب لينا وحالتها مستقرة إنما أنت... ابتسم خالد ساخرا ينظر لولده باستهجان دس يديه في جيبي سرواله يتمتم متهكما: - قميصك ذوقه عرة شبهك، أنا خالد السويسي يا دكتور يا حليوة إنت، فين أدوية لينا، او ورشتة العلاج بتاعتها. تنهدت حسام مغتاظا ليعطيه حقيبة صغيرة بها علب دواء وورقة بها اسماء كل نوع وموعده تنهد يهمس حانقا: - دي الأدوية بتاعتها، هتلاقي ورقة فيها اسم كل دوا ويتاخد كل قد ايه، وغذوها كويس الفترة الجاية، مهمة صحتها النفسية عشان تتجاوز اللي حصل... اخذ خالد الحقيبة منه يعطيها لحمزة، التفت ليستقل السيارة ليجد حسام يمسك بذراعه قبل أن يركب التف خالد بوجه له ليتنهد حسام يتمتم مبتسما في اصفرار:. - الدوا بتاع حضرتك، ما سألتش عنه، اتفضل، دكتور هاشم كاتب المواعيد جنب كل نوع... التقط خالد الحقيبة الاخري يلقيها في السيارة بإهمال، اعطي حسام شبح ابتسامة صغيرة ليستقل السيارة جوار أخيه، انطلق حمزة بهم، تركزت عينيه على مرآه السيارة الامامية ينظر الي حسام الذي يقف بعيدا، بينما تنظر عيني له تري جيدا ما يفعل، والشك داخل قلبها يزيد، حسام وخالد بينهما شئ، رابط تشعر به جيدا، تتمني فقط لو يكن حدسها كاذبا، ان يكون فقط مصادفة، إن يكن خالد يعامله كزيدان وهي فقط تتوهم، أسندت رأس ابنتها لها تحتضنها بحنو، بينما همس غاضبا يعاتب أخيه:. - اللي في دماغك في دماغك مش هتتغير ابداا، يا ابني اقعد حتى النهاردة ترتاح، لا يعني لاء، يا اخي حسبي **** ونعم الوكيل فيك، وفي دماغك، هتنقطني ضحك خالد ساخرا ينظر لأخيه في ثقة مبالغ فيها كثيرا بعد اقل من ساعة وصلت السيارة إلي المنزل، نزل حمزة اولا يفتح باب السيارة المجاور لابنة أخيه انحني بجسده يحملها بين ذراعيه خرج بها من السيارة نظر لأخيه يتمتم سريعا: - أنا هطلع لينا اوضتها وجايلك على طول. تحرك للداخل سريعا يصعد لأعلي لتنزل لينا من السيارة، تحركت تفتح باب سيارته تجذب يده ابتسم يخرج معها من السيارة لتلف ذراعه حول رقبته تتمتم سريعا: - اسند عليا، يلا عشان عايزة اطلع اشوف لينا وقف جوار السيارة يبتعد عنها نظر لها يتمتم مبتسما: - اطلعي انتي للينا، أنا هعرف اطلع لوحدي أنا لسه واقف على رجليا يا لينا. وقفت أمامه للحظات أرادت حقا أن تسأله عن العلاقة بينه وبين حسام ولكن لم تجد الوقت مناسبا حتى لذلك، رأت حمزة ينزل من أعلي لتتركه وتهرول للداخل بخطى سريعة تصعد لغرفة ابنتها، رأت بدور ومعها مايا في غرفة لينا، بدور تخلع حذاء لينا ومايا تدثرها بالغطاء، التفتا معا ناحية لينا ما أن دخلت لتبادر مايا تسأل متلهفة: - مالها لينا يا طنط بابا حطها على السرير ونزل على طول هي كويسة. نظرت لينا لابنتها النائمة مشفقة على حالها، تتمني فقط لو تستطيع أن تتجاوز صدمة ما حدث سريعا، ما يحدث لها كثير، أكتر مما يحتمل، ادمعت عينيها تنظر لمايا تهمس مختنقة: - لينا سقطت... شهقة فزعة خرجت من مايا لتلتف برأسها ناحية لينا، كم كانت حمقاء حين شعرت بالغيرة منها، لينا تلاقي الكثير من المصائب البارحة فقط طلقها زيدان واليوم فقدت جنينها، انهمرت دموعها لتتوجه ناحية فراش لينا جلست عليه تهمس لها بصوت خفيض مختنق:. - يا حبيبتي يا لينا، كانت فرحانة بالبيبي أوي، وزيدان الحيوان هو السبب، اكيد لما طلقها نفسيتها باظت اكتر ما هي بايظة، عشان كدة الجنين سقط، كان عندها حق لما ما رضتيش تسامحه، بس هي قالتلي أنها بتحبه، يكون دا جزاتها في الآخر يطلقها، والطفل يموت... مسكينة لينا همست بها بدور في نفسها تنظر لابنه شقيق زوجها، التي من المفترض أنها كانت والدتها، حال لينا ذكرها بحالها قديما مع زوجها السابق، في احدي شجاراتها مع أسامة دفعها بعيدا وهي تحمل في الشهر الثامن تقريبا لتسقط على ظهرها، صرخت صرخة مدوية إثر ما حدث بينما خرج هو من المنزل دون أن يعيرها انتباها، لولا أنها استطاعت الاتصال بخالد ربما كانت لتموت وقتها، ولكن لسوء حظها مات الجنين، مات وهو على بعد أيام من أن تراه، لم تكن تدري انها تبكي بعنف الا حين شعرت بيد لينا تربت على كتفها تسألها قلقة:. - بتعيطي ليه يا بدور مالك يا حبيبتي نظرت بدور للينا المسطحة على الفراش مشفقة عليها لتخرج من الغرفة سريعا، قابلت في طريقها خالد وهو يستند بجسده على حمزة متوجهين الي غرفته يتحرك بخطئ بطيئة متعبة ملامحه مجهدة بكل ما تعينه الكلمة من معني شهقت بعنف تهرول ناحيتهم تسأله مذعورة: - بابا أنت كويس، في ايه حصل إيه أعطاها شبح ابتسامة شاحبة ليمد يده يربت على خدها يردف مبتسما: - ما تقلقيش يا حبيبتي أنا كويس. حمحمة غاضبة خرجت من حمزة ينظر لبدور في حدة، لكنها حقا تجاهلت كل ما فعل اندفعت تسند أبيها كما يعرف قلبها، الي غرفته لم تبالي بتلك النظرات الغاضبة التي يرميها حمزة بها، توجهت معه الي غرفة خالد، تركهم الاخير ليتوجه الي فراشه جلس على الفراش يستند بظهره الي ظهر الفراش الوثير ابتسم يتمتم بارتياح:. - ايوة كدة سريري حبيبي، مش سرير المستشفى اللي يدوب واخد جسمي بالعافية، يلا يا حبيبي إنت وهي اطلعوا برة عشان عاوز أنام اقتربت بدور منه سريعا وقفت جوار الفراش تسأله قلقة: - أنا مش همشي قبل ما اطمن على حضرتك، ايه اللي حصل يا بابا، أنت كويس. ابتسم خالد يوجه انظاره ناحية حمزة ليربت على طرف الفراش جواره لم تتردد هي لحظة واحدة جلست بالقرب ظهرها ناحية حمزة وجهها مقابل خالد، ابتسم الاخير ينظر لابنته تنهيدة طويلة متعبة خرجت من بين طيات قلبه نظر لها يتمتم مرهقا:. - بصي يا بدور ومن انتي عيلة عندك 8 سنين يوم ما شوفتك وانتي عيلة بتلعبي على السلم، شوفت فيكي سما **** يرحمها، حبيتك كأنك بنتي من صلبي، أنا **** ما رزقنيش غير بلينا، بس عوضني بيكي وبزيدان وبالواد جاسر، **** يعلم أنا بعتبركوا ككلوا ولادي، يمكن زيدان وجاسر اهم رجالة زيي زيهم، الموضوع بسيط، انما أنتي، أنا كنت وهفضل معتبرك زي لينا بنتي بالظبط، بس الموضوع عندك مختلف، بدور الصغيرة كبرت وبقت عروسة، والعروسة دي بقت مرات اخويا، انتي هتفضلي بنتي طول عمري، بس بردوا لازم نراعي الراجل الواقف وراكي دا، كلامي مفهوم يا بدور. اخفضت رأسها، لتدمع عينيها، في تلك اللحظة تحديدا شعرت بالندم على موافقتها على الزواج من حمزة، حركت رأسها إيجابا بخفة لترفع وجهها مدت يدها تمسح دموعها براحة يدها تتمتم بخفوت حزين: - حاضر يا بابا، حضرتك مش عايز مني حاجة حرك رأسه نفيا يبتسم لها برفق: - لاء يا ستي أنا هنام، يلا خدي جوزك وامشوا، تصبحي على خير. وقفت بدور من جوار خالد توجهت ناحية حمزة مرة من جواره لتشعر بحرارة غضبه تلسع جسدها، لم تتوقف جواره سوي ثانية لتكمل طريقها لباب الغرفة وحمزة يتابعها بعينيه، اجفل على جملة نطقها خالد ساخرا: - يا عم الغيور، خلاص هتاكلها، على **** تزعلها يا حمزة، ما تحبش تعرف أنا لما كنت بعمل في أسامة إيه توجه حمزة بعينيه ينظر لأخيه مستهجنا ما يقول كتف ذراعيه أمام صدره ابتسم ساخرا يتمتم في حدة معتدا بذاته:. - حمزة السويسي ما بيتهددش، حمد *** على سلامتك يا كبير، تصبح على خير. ابتسم خالد ساخرا، ها هو مختل آخر من عائلته، وضع رأسه على الوسادة يريح جسده على الفراش، قطب جبينه متضايقا قميص حسام ضيق يشعره باختناق، مد يده يفتح أحد أزرار القميص ليشعر بشئ في جيب القميص، مد يده يلتقطه ليجد ورقة بيضاء عليها بضع كلمات، لفها ينظر لها من الناحية الاخري ليجدها صورة، صورة لسارة في قميص حسام، قطب جبينه غاضبا يتمتم متوعدا: - آه يا ابن ال، بتقرطسني، وايه اللي كاتبة على الضهر دا... بضحكاتك احيا، بآنفاسك أعيش، بشذي عطرك ينبض قلبي بين خلجاتي، فأنتي الروح والنبض، أنتي اكسير حياتي يا حبيب أبوك وكمان عملي فيها شاعر، دا أنا هنفخ أمك، بس لما اشوفك يا حيوان، بس حلو الشعر دا ابقي اقوله للينا كأني أنا اللي مألفة ابتسم في خبث ليضع الصورة مرة أخري في جيب القميص، يغمض عينيه. على صعيد آخر، خرج حمزة من غرفة خالد يبحث عن بدور ليجدها هناك على وشك الدخول لغرفتها، تقدم ناحيتها سريعا بخطى واسعة امسك بيدها قبل أن تدخل، شهقت مما حدث قبل أن تعي اي شئ شعرت بحمزة يجذبها إلي غرفته، ادخلها ليترك يدها يوصد الباب عليهم من الداخل نظرت هي له فزعة خائفة مذعورة، تفكر في اسوء الاسوء تري ما سيفعل، يضربها كما كان يفعل أسامة او ربما اسوء، لا يمكنها حتى تخيل ما يمكن أن يفعل ادمعت عينيها خوفا شهقت مذعورة حين رأته يقترب منها لتتمتم سريعا بهلع:. - ما تضربنيش، أنا ما عملتش حاجة نظر حمزة لها حزينا، ليرسم ابتسامة خفيفة على شفتيه وقف بالقرب منها يتمتم في هدوء: - ما تخافيش مني ابدا يا بدور، مش أنا اللي امد ايدي على واحدة ست، يمكن زمان أيام ما كنت اياد، كنت ممكن اعمل فيكي اسوء مما تخيلي انما دلوقتي لاء، أنا عمري ما تترفع عليكي ابدا، عشان كدة مش عايزك تخافي مني. نظرت له في شك أحقا هو صادق فيما يقول، ومن إياد هذا الذي قال اسمه للتو، ابتلعت لعابها متوترة حين اقترب منها وقف أمامها يمسك برسغ يدها برفق يجذبها الي أقرب مقعد، جلست وجلس أمامها جذب مقعده ليصبح أمامها مباشرة لا يفصلهم فاصلة، ليرتجف جسدها، تسارعت دقاتها تسابق أنفاسها، برودة قارصة عصفت بجسدها، تشعر بجسدها بارد كالثلج، بينما مد هو يده امسك كف يدها يخفيه بين راحتيه يشعر بيديها المرتجفة ابتسم يقول مازحا:. - ايه يا بنتي بتترعشي كدة ليه، هو الجو عندك برد اوي كدة، ما تخافيش مني يا درة، ممكن رفعت وجهها تنظر له متوترة ابتلعت لعابها المتصحر تحرك رأسها إيجابا ليتنهد هو اخذ نفسا قويا يظفره بهدوء اردف يعاتبها بلين:. - بصي يا بدور أنا عارف إن علاقتك قوية أوي بخالد، بس دلوقتي الوضع اختلف، دلوقتي خالد اخو جوزك، ومش عايز اقولك على عرق الغيرة في عيلة السويسي حاجة زبالة، تخيلي كدة أنا مرة نسيت وكنت رايح أسلم على لينا، الحيوان اللي اسمه أخويا كان هيكسر ايدي، فياريت بس تراعي دا لحد ما نسافر نسافر، تمتمت بها بهلع تنظر له عينيها متسعتين من هول ما سمعت، بينما احتفظ هو بابتسامته حرك رأسه إيجابا يردف مبتسما:. - ايوة، دبي المكان هناك هيعجبك جداا، أنا شغلي وحياتي وشركتي كله هناك، أنا هنا لفترة مؤقتة وقريب هنرجع، أنا وانتي ومايا وأ، قصدي وخالد وسيلا توترت حدقتيها عن أي سفر يتحدث ولما لم يخبرها من قبل، لتنهر نفسها كم هي حمقاء، هي من الأساس تعلم أنه لا يعيش هنا فقط يأتي زيارات سريعة، ولكنها لم تكن تعرف أنه ينوي أن يأخذها معه حين يسافر، رفعت وجهها له تهمس مرتبكة: - طب ما تخيلني أنا هنا، وسافر أنت وتعالا. اختفت الإبتسامة من على وجهه في لحظة ليطرق قلبها خوفا مما حدث، مد هو احدي يديه يربت على وجنتها بخفة يردف في هدوء: - ليه يا درة، أحنا متجوزين عشان تفضلي هنا وأنا اسافر، مكانك جنبي معايا يا درة، ما تشليش هم حاجة صدقينئ المكان هناك هيعجبك جداا، وهيعجب خالد وسيلا جدااا... ابتلعت لعابها متوترة، لم يكن السفر ضمن مخططاتها القادمة ابداا، اجفلت يرتعش جسدها حين شعرت به يقترب منها ليميل هو يطبع قبلة صغيرة على جبينها، أغمضت عينيه تستشعر معاملته الحانية لها، والمقارنات في عقلها لا تتوقف ابدا. في صباح اليوم التالي استيقظت باكرا للغاية، الشمس قد سطعت قبل ساعات معدودة، فتحت عينيها فجاءة تنظر حولها، لتجد مايا تنام جوارها، كيف ومتي عادت للبيت ألم تكن في المستشفي، سحبت جسدها تتحرك من الفراش بخطئ بطيئة تتحرك ناحية المرحاض تتذكر حديثه الأخير معها وصلت للمرحاض دخلت تغلق الباب عليها من الداخل، تجذب قدميها الي الحوض وقفت تنظر لانعكاس صورتها في المرآة لحظة اثنتين ثلاثة، تتفرس عينيها قسمات وجهها الميتة، جثة بلا حياة تتحرك بلا روح، لتهبط دموعها فجاءة دون سابق إنذار فتحت صنوبر المياة فجاءة لتنهمر المياة بعنف ملئت كفيها تصفعه وجهها بدفعات مياة قوية عنيفة امتزجت دموعها الحارة بقطرات المياة الباردة لتزيدها حرارة، انتهي كل شئ خسرت كل شئ، أهي النهاية، إم فقط كلمة البداية، تقف على أطلال الماضي تبكي ما أنهار، أم تدفع بجسدها للأمام تكتب بداية قصتها من جديد جلست على حافة المغطس تمسك منشفة كبيرة تجفف بها وجهها بعنف، تتصارع الأفكار في عقلها بشكل مخيف، القت المنشفة من يدها أرضا بقوة ضعيفة تحركت للخارج متجهه الي شرفة غرفتها التقطت هاتفها قبلا متوجه إليها فتح بابيها دخلت تغلقهم عليها، وقفت تستند بجسدها الي سور الشرفة، اغمضت عينيها للحظات، في تلك اللحظات مر أمامها آخر مشهد جمعهما هنا في الشرفة، ابتسمت ساخرة كانت ترغب في السجائر، انسابت دمعة حزينة تحرق وجهها، لما تكرهها الحياة لتلك الدرجة ما الخطأ الذي ارتكبته، لما يحدث لها ذلك، اجفلت على صوت دقات هاتفها نظرت له متعجبة لتجد ما يفوق ال300 مكالمة من معاذ والآن هو يتصل من جديد، لما كل ذلك القدر، تنهدت ساخرة تفتح الخط ولم يعطيها الأخير فرصة حتى للنطق بكلمة واحدة سمعته يهتف سريعا متلهفا متلعثما:. - انتي فين يا لينا، انتي كويسة، أنا هتجنن من القلق عليكي، من امبارح بتصل بيكي وما بترديش، طمنيني عليكي انتي بخير، كنتي تعبانة اوي لما كنتي معايا، انتي كويسة، ساكتة ليه التفت برأسها تنظر لشرفة زيدان الفارغة حقا كان سيغضب لو كان هنا الآن ابتسمت معذبة لما تفكر فيه اصلا، لما لا يتوقف قلبها عن السؤال عنه، انتبهت من شرودها تجيب ذلك المتلهف بنبرة ثقيلة حزينة:. - أنا مش عارفة أنا كويسة ولا لاء يا معاذ، حاسة اني ضايعة، محتاجة حد يدور عليا، أنا عايشة في غربة جوا نفسي، أنا اجهضت يا معاذ الجنين مات، الحاجة الوحيدة اللي كانت كويسة في حياتي راحت تبدلت نبرته الي أخري حزينة مترفقة:. - أنا آسف ما كنتش أعرف، بس مش يمكن دا أحسن ليكي عشان ما يفضلش زيدان ضاغط عليكي بالطفل، وبعدين كان في حاجة كنت عايز اقولها ليكي بس ما رضتش أقولك عشان ما اقلقكيش، انتي حكتيلي عن اللي زيدان عمله، يعني في الأغلب الطفل ما كنش هيعيش يا لينا، ولو كان اتولد، احتمال كبير أنه يكون عنده إعاقات، بس بما انه خلاص حصل، فدا الأفضل ليكي عشان تبدأي حياتك من نقطة البداية من جديد، من غير اي خيوط للماضي. معاذ دائما يشعرها بأنها تحادث طبيب نفسي ماهر يعرف جيدا كيف يسكن اوجاعها، اغمضت عينيها لتمد يدها الأخري تقبض على بطنها الفارغ ليتجلي الألم على ملامحها، ينخر قسماتها، محق هو محق هي فقط تتألم، وقريبا سيزول الألم نهائيا، انتهي كل شئ رحل الماضي بكل ما فيه من عذاب، كان يجب أن يأخذ جزءا منها قبل أن يغلق أبوابه، فتحت عينيها فجاءة حين سمعته يكمل مترددا:. - بصي يا لينا أنا عارف أنه مش وقته، بس أنا كنت ولازالت بحبك، بحبك أوي، ولولا خوفي عليكي زمان من تهديد زيدان، كان زمانا أنا وانتي أسعد زوجين، كل اللي حصل لك دا ما يقللش حبك في قلبي ولو درجة واحدة، بالعكس دا يخليني متمسك بيكي اكتر، عشان اعوضك عن كل اللي فات نفتح سوا صفحة جديدة، لينا أنا بحبك اوي وعايز اتجوزك، قولتي ايه. عقدت صدمة ما قال لسانها ظلت واقفة مكانها للحظات طويلة تعجز بالقيام بأي فعل، معاذ يريد الزواج منها، ولما التعجب ألم تكن تحبه، ألم تكن تنتظر تلك اللحظة قديما بفارغ الصبر، ألم تكن تطير فرحا حين تحادثه ولو للحظات قليلة، وماذا حدث لها حين قررت أن تسكت صوت قلبها الذي كان يدق بحبه وتذهب لزيدان، تقف الآن شبح انثي تبكي الأطلال لم لا تعيد كل شئ كما كان عليه وتعد هي كما كانت، تعطي الفرصة لمعاذ كما أعطتها لزيدان من قبل، ولكنها أحبت معاذ اولا، وها هو معاذ هنا بعد كل ما حدث له بسببها مازال جوارها يحتويها يساندها يخفف عنها وقع ما تلاقي، أما زيدان ففر هاربا من الجولة الأولي، تنهدت تأخذ نفسا قويا تردد بنبرة هادئة واثقة:. - وأنا موافقة يا معاذ في اللحظة التالية سمعت صوت صيحته الفرحة، لتسمعه بعدها يردد سريعا متلهفا: - موافقة بجد موافقة أنا مش مصدق نفسي، لا بجد حاسس اني بحلم، انتي بجد وافقتي، يا رب ما يكونش حلم، يعني انتي موافقة إن أنا وانتي نتجوز، أنا هاجي اطلب ايدك دلوقتي حالا ارتسمت ابتسامة حزينة ساخرة حين تذكرت ما فعله زيدان حين وافقت على زواجهم « ليناااااا وااااااافقت، ليناااااا وافقتتت اخيرااااااااااااا. ضحكت بقوة تتعلق برقبته لينزلها برفق ينظر لها بسعادة تشع من مقلتيه يتعلثم من شدة سعادته: - أنا مش مصدق نفسي يا لينا، لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة زي ما بيقولوا أسند جبينه الي جبينها ينظر لمقلتيها يهمس بشغف: - بس حتى لو كنت استنيت العمر كله قصاد السعادة اللي أنا حاسس بيها دلوقتي مش كتير، بحبك، لآخر نفس فيا هفضل أحبك » خرجت من ذكراها فجاءة على صوت معاذ يقول متلهفا:. - ها اجي، قولي اه اه هتلاقيني عندكوا حالا حركت رأسه نفيا كأنه سيراها تتمتم بخفوت مثقل: - هبلغ بابا يا معاذ واقولك سريعا كان يرد فرحا متلهفا: - وأنا هفضل جنب التليفون الأربعة وعشرين ساعة مش هسيبه ثانية، باباكي بس يحدد الميعاد وهتلاقيني عندكوا قبلها بست ساعات، انتي بس قوليلي، رني عليا، إن شاء **** حتى تبعتيلي كلمني شكرا ضحكت ساخرة على ما يقول، لتغلق معه الخط بوعد باتصال قريب... مرت عدة ساعات وهي تقف مكانها تنظر للحديقة الهادئة ربما تنتظره، وربما تنتظر حالها تبحث هنا وهناك عن ذاتها الضائعة، اجفلت على دخول سيارتين الي الفيلا، أحدي نزل منها عمها عمر، الذي دخل يركض الي الداخل والاخري نزل منها عمها محمد صديق والدها منذ القدم وشقيقه في الرضاعة كما تعرف، وهو لم يأتي، دقائق مرت قبل أن تسمع صوت والدتها تنادي باسمها قلقة، دخلت إلي غرفتها لتجد والدتها تبحث عنها، هرولت لها سريعا ما أن رأتها تسألها قلقة:. - لينا انتي ايه اللي مخرجك البلكونة يا حبيبتي انتي لسه تعبانة تعالي ارتاحي، أنا جبتلك الفطار، تعالي كلي عشان تاخدي علاجك تحركت لينا متوجهه الي فراشها، لتحمل لينا صينية الطعام وضعتها أمامها على الفراش تسمح على شعرها برفق تحادثها بحنو: - كلي يا حبيبتي، اللي عدي خلاص، انسيه ما تفتكريش اي وحش حصل شردت عينيها في الفراغ لتحرك رأسها إيجابا تغمغم بشرود: - عندك حق أنا مش لازم افتكر اي وحش حصل، هو كمان عنده حق. في غرفة خالد استيقظ فجاءة على أحدهم يعانقه بعنف فتح عينيه مفزوعا ليجد محمد يعانقه ليدفعه خالد بعيدا عنه يصيح فيه غاضبا: - يا اخي حرام عليك قطعتلي الخلف، بتعيط ليه قالولك اني مت وقف محمد أمامه ينظر له غاضبا اقترب منه يقبض على ذراعيه بعنف يصرخ في وجهه:. - حرام عليك يا اخي، عايز تعمل فيا ايه تاني، كل يوم والتاني موقع قلبي عليك، دا أنا شعري أبيض بسببك هتعمل فيا ايه تاني، جلطة يا خالد، هتفضل تحرق في نفسك لحد ما تقع ميت نظر خالد لصديقه متوترا مدهوشا، لينظر لشقيقه الواقف في الخلف، ليخفض عمر رأسه ارضا يشعر بالخزي من نفسه لولا اتصال محمد به ما كان ليعرف أن شقيقه مريض، في اللحظة التالية كان محمد يجذب خالد يعانقه بقوة يتمتم له راجيا:. - ما تحرقش قلبي عليك كدة تاني ورحمة أبوك يا خالد ما هستحمل يجرالك حاجة... ابتسم خالد يعانق صديقه، ليقترب عمر منه يخفض رأسه في خزي يتمتم بصوت خفيض نادم: - أنا آسف يا أخويا، سامحني، أنت طول عمرك شايل همي وأنا ما اعرفش أنك تعبان غير من محمد، أنا آسف يا خالد... ابتعد محمد عنه يدفع عمر ليقترب من شقيقه، ليرتمي عمر بين ذراعي خالد ينوح باكيا:. - سامحني يا خالد، دا أنت أخويا وابويا وكل حاجة ليا في الدنيا، شايل همي وبتحل مشاكلي من وأنا عيل صغير لحد ما بقيت شحط متجوز ومخلف، دايما بتفكر فيا قبل نفسك، انما أنا، أنا أناني حيوان ما بفكرش غير في نفسي ضحك خالد بخفة يبعد عمر عنه يصفع وجهه بخفة يردف ضاحكا: - من ناحية إنت حيوان فأنت حيوان فعلا، المهم يا حيوان طمني عملت ايه مع تالا اتصالحتوا ولا اجيب المأذون واتجوزها. حرك عمر رأسها إيجابا ينظر له غاضبا كطفل صغير حانق، جلس ثلاثتهم يتحدثون بعض الوقت، قاطع محمد كلامهم حين نظر لخالد تنهد يردف بحذر: - على فكرة يا خالد زيدان طلب نقل، من القاهرة للغردقة، والطلب اتوفق عليه! الفصل الثالث والسبعون احتدت عيني خالد غضبا ما أن سمع تلك الكلمات تخرج من فم صديقه، كور قبضته يسحق عروقه الغاضبة، الأحمق يهرب، يظن أن حله الأمثل هو الهروب بلا رجعة، استسلم بتلك السرعة، شرد للحظات ليعاود النظر لصديقه نظرات حادة مشتعلة، شد علي اسنانه يهمس بصوت غاضب: - والنقل اتوافق عليه وأنا آخر من يعلم، طلب النقل مش هيتوافق عليه غير لما محمد بيه بنفسه يوافق، ولا إيه، وبعدين امضتي عليه... تنهد محمد ياسا يتحاشي بكل السبل النظر ناحية صديقه تنهد يغمغم باستياء: - خالد أنت عارف إن زيدان واخد مني موقف من زمان من ساعة ما لوجين خدته وسافرت وأنت رجعته، وهو قاطع كلام معايا، سنين وأنا بحاول أصلح علاقتي بيه وهو رافض، وأنت كمان رافض تقولي ايه اللي حصله أنا ما صدقت اتكلم معايا يا خالد ارتسمت ابتسامة تهكمية سخيفة علي شفتي خالد ينظر لصديقه في سخرية كتف ذراعيه أمام صدره يتشدق متهكما:. - فتروح موافقله علي طلب النقل لا حقيقي أحسنت يا ابني و****، دماغك دي الماظات تنهد محمد حانقا من سخرية صديقه اللاذعة سلط عينيه علي عيني خالد يتمتم محتدا:. - خالد من غير تريقتك دي، بس فعلا زيدان محتاج يبعد بعد كل اللي حصل، زيدان بيتعذب يا خالد شوفتها في عينيه، سيبه يبعد يا خالد يمكن يرتاح، مش عشان اسمه علي اسمك واسم بنتك علي اسم مراتك، عايزهم يعيدوا قصة حبك تاني بالعافية يا خالد، بنتك ما حبتش زيدان، كفاية عليه أوي كدة. قال ما قال ليهب واقفا ينظر لخالد محتدا ينتفس بعنف، يشعر بالذنب يلاحقه في كل لحظات حياته حين أهمل زيدان، ابن صديق عمره قبل أن يكن ابن شقيقته، بينما كست نظرات حزينة محبطة نظرات خالد، ربما صديقه محق هو فقط من يري قصة حب خيالية نسجها من خياله لتظل قصة حبه هو حية ابد الدهر، تبدلت نظرات محمد الغاضبة إلي اخري حزينة مسبقة حين رأي نظرات صديقه المحبطة تنهدا يآسا ليقترب جلس جوار خالد مد يده يربت علي كتفه يحادثه بترفق:. خالد أنا عارف أنت بتحب زيدان وبتعزه قد ايه، مش مجرد ابن صاحبك اللي وصاك عليه، أنت بتعتبره ابنك واغلي كمان، بس المرة هو فعلا محتاج يبعد، كفاية عليه عذاب حب من طرف واحد. التفت خالد برأسه ناحية زيدان يناظره بنظرات حزينة تتألم، يبعد زيدان عنه سنوات وهو يشب امام عينيه من مجرد *** صغير الي رجل شاب ترتفع له الهامات فخرا، ازدرد لعابه الجاف، تنهد يخرج أنفاسه الحزينة المحترقة، مد يده يلتقط هاتفه الموضوع جواره علي الوسادة يطلب رقم زيدان، لحظات وجرس الهاتف يدق، الي ان اختفت وظهر صوت زيدان يغمغم في هدوء حزين: - خير يا خالي. تسارعت دقات قلب خالد تتطارق بعنف خلف قفصه الصدري، شد علي أسنانه تخرج الكلمات من بين شفتيه بصعوبة مؤلمة وكأنها تُسلخ: - هات ورق النقل بتاعك وتعالا الفيلا... دون أن ينطق بكلمة أخري أبعد الهاتف عن اذنه يغلق الخط، ليشد محمد بيده علي كتف صديقه يشجعه بابتسامة صغيرة ذات معاني كثيرة. في غرفة لينا السويسي رفعت لينا رأسها عن صينية الطعام التي لم تُمس الا بأقل القليل، تنظر لوالدتها نظراتها حائرة ضائعة مشتتة تنهدت تزفر أنفاس حارة حزينة تشتعل ألما قبل أن تهمس فجاءة دون اي مقدمات: - معاذ كلمني وقالي أنه عايز يجي يطلب ايدي. جحظت عيني لينا الشريف في صدمة جمدت عقلها للحظات، عقلها لا يعي ما تقول ابنتها عن أي زواج تتحدث ومِنْ مَنْ ذلك الشاب معاذ، لحظة لحظة ابنتها التي فقدت جنينها البارحة وانفصلت عن زوجها قبلها مباشرة ترغب في الزواج الآن ارتسمت ابتسامة مذهولة علي شفتي لينا تتمتم مدهوشة: - أنتِ بتهزري يا لينا صح وضعت المعلقة الصغيرة من يدها تنظر لوالدتها لحظات قليلة لتحرك رأسها نفيا بحركة بطيئة تتمتم شاردة:. - ههزر ليه يا ماما، خلاص كل اللي بيني أنا وزيدان خلص، من حقي أعيش حياتي كلمات قالتها نطق بها لسانها ولم يعترف بها قلبها ابدا، هي حقا تريد ان تحيي من جديد ولكنه وكيف تكون معه وقد هدما معا بايديهم كل شئ، توسعت عينيها قليلا حين هبت والدتها وقفت أمامها تصرخ غاضبة:. - لا دا انتي اتجننتي رسمي، أنا معاكي ومسنداكي في كل اللي عملتيه، عشان عيزاكي انتي اللي تحددي طريقك بايدك، حتي لما اتطلقتوا انتي وزيدان والجنين نزل، قولت خير، يمكن لما يرجعوا لنقطة الصفر تاني ترجع مشاعرهم تاني من اول وجديد، قولت لينا اكيد هتركز في حياتها، هتراجع مشاعرها، هتبني نفسها من تاني، إنما جاية تقوليلي البتاع بتاعك عايز يتجوزك وانتي اكيد موافقة مش كدة. ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتي لينا حركت رأسها للجانب لتري مايا انتفضت من نومها مذعورة تنظر لزوجة عمها وهي تصرخ بتلك الطريقة لا تفهم ما يحدث، عادت لينا تنظر لوالدتها لحظات معدودة للغاية نظرات فارغة قبل أن تحرك رلسها إيجابا بهدوء تام، تزامن مع تصاعد دقات خالد القلقة علي باب الغرفة، فتح الباب دخل يحاول قدر استطاعته أن يسرع في خطواته، وقف أمام زوجته يسألها قلقا: - في ايه يا لينا بتصرخي ليه... نظر ناحية ابنته يصيح فيه خائفا من أن يكن اصابها مكروه: - انتي كويسة في حاجة وجعاكي، اتصل بالدكتور نظرت لينا لابنتها حانقة لتتوجه تمسك بيد خالد تحاول جذبه من الغرفة، رسمت ابتسامة مصطنعة علي شفتيها تتمتم بخفة: - ما فيش يا خالد أنا كنت بزعقلها عشان مش راضية تاكل، بقالي ساعة بتحايل عليها، روح يا حبيبي إنت ارتاح، أنت لسه تعبان. وقف للحظات ينظر لهما مترددا قلقا لتمسك لينا بكفه ابتسمت له بحنو تجذبه معها للخارج، رمت ابنتها بنظرة اخيرة معاتبة لتأخذ زوجها وتغادر... جلست لينا مكانها تفكر في كلمات والدتها هل حقا اخطئت حين وافقت علي الزواج من معاذ بتلك السرعة، ام انها تحتاج إليه، تحتاج أن تشعر بيد تمسك بيدها تجذبها، يد لم تمل منها وتتركها كما فعل هو، وربما هي محقة معاذ شخص جيد، ساعدها وسيظل يفعل، التفتت حين شعرت بيد مايا توضع علي كتفها، رأت الاخيرة تبتسم لها ابتسامة شاحبة حزينة فتحت فمها تحادثها برفق:. - لينا ما تاخديش اي قرار في حالتك دي، أنا فهمت من كلام مامتك أن معاذ عايز يتجوزك وانتي موافقة تقريبا، لينا انتي لسه جرحك بينزف ما تحوليش تخيطيه بأي حاجة عشان بعد كدة انتي اللي هتتعبي... وجهت انظارها لها تبتسم ساخرة مايا الصغيرة باتت أكثر حكمة من الجميع الآن، تحركت بعينيها تنظر لنقطة في الفراغ تخطط في نفسها أمرا. علي صعيد آخر في منزل حسام، لم يذق للنوم طعما منذ الأمس تقريبا ساعة تقريبا يقف في شرفة غرفته ينظر للشارع الشبه فارغ يشاهد جموع الناس وهم يتحركون هنا وهناك، دائما ما كان عنده فضول غريب لمعرفة تلك الدوائر التي تربط بين الجميع، خلف كل شخص يتحرك قصة، علاقات، حياة، واخري واخري واخري والدوائر تتشابك، تتنافر، تتصارع من اجل البقاء، وهو يقف عند الهامش ينظر للجميع، بابتسامة صغيرة غير مبالية بما يحدث تماما... لا يهتم بكل تلك الصراعات التي تحدث حوله، يعيش في دائرته الخاصة، تتشابك مع غيرها لتساعد ثم تنفصل من جديد ويعد وحيدا، يراقب من جديد، علي درب هو فقط من يراه يسير، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها، حين مر اسمها في باله تذكر أنه اعطي والده قميصه الذي يحمل صورتها فيه ليضحك بخفة ساخرا، والده حقا سيغضب حين يري الصورة، يتمني فقط الا تراها زوجته، حتي لا يضع والده في موقف غريب حقا، اختفت الإبتسامة من علي شفتيه، زيدان يصر علي السفر، فشلت كل محاولاته معه في العدول عن رأيه يتمني فقط أن ينصلح الحال بينه وبين شقيقته، كلاهما بحاجة لبداية جديدة، سفر زيدان يعني خسارة صديق عمر سنوات وهما معا يتشاركان السئ قبل الجيد والآن يغادر، اجفل من شروده علي يد يعرف صاحبتها جيدا تربت علي ذراعه برفق التفت لها ليجدها تمد يدها له بكوب شاي كبير، ابتسم لها ابتسامة صغيرة يأخذ منها الكوب يضعه علي سور الشرفة جواره يتمتم مبتسما:. - تسلم ايديكِ يا ماما ابتسمت شهد لحسام ابتسامة واسعة حانية وقفت تستند بجسدها علي سور الشرفة جواره تتمتم مبتسمة: - تسلم من كل سوء يا رب، قولي بقي مالك حالك متشقلب بقالك كام يوم، وامبارح راجع متأخر أوي وصاحي بدري اوي، أنت لحقت نمت مد يده يربت علي كف يدها بحنو تنهد يأخذ نفسا قويا ليحرك رأسه نفيا يتمتم: - لا ابدا، تعبان بس من ضغط الشغل، الواحد كبر بردوا أنا عديت التلاتين. توسعت عيني شهد في دهشة اعتدلت في وقفتها تتمتم سريعا بنبرة متلهفة قلقة: - كبرت ايه يا ابني و30 ايه اللي عديته دا أنت لسه في عز شبابك يا حسام، مش عايزة اسمع منك الكلام الاهبل دا تاني و**** أزعل منك ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا يرتشف رشفة كبيرة من كوب الشاي، كاد أن يختنق بها حين سألته فجاءة: - صحيح بتشوف أبوك، البيه بقاله كتير ما بيجيش، وقبل كدة ساعة واحدة ويجري. ابتلع ما في فمه يضع الكوب جواره من جديد التفت لها يعقد ذراعيه أمام صدره حان وقت سؤاله الذي اجله كثيرا والآن وتحديدا الآن يريد أن يعرف له اجابة لم يتردد وهو يسألها مباشرة:. - أنا اللي عندي سؤال ليكي يا ماما، انتي ليه اصريتي اوي كدة أنك ترجعي لبابا، استفدتي ايه، سوري يعني مع كامل احترامي ليكي، بس انتي قبلتي علي نفسك تبقي زوجة تانية في السر، انتي اللي قبلتي أنك تشوفيه ساعة واحدة كل فين وفين، ليه، السؤال اللي هيجنني ليه، انتي مستفيدة إيه من دا. غامت عيني شهد تكدر صفوها اخفضت رأسها أرضا أمام نظرات طفلها القاسية المتسألة، ابتلعت لعابها، ابتسمت تنهدت، لحظات ورفعت وجهها تنظر لذلك الصغير الذي شب وصار رجلا ويسأل وله الحق في أن يحصل علي إجابة الآن وحالا توجهت برأسها الي الشارع الفارغ ابتسمت تردف متهكمة:. - باخد حقي، من غير ما اخد حقي، اسوء حاجة ممكن تحصل لابوك، إن مراته لينا هانم تبعد عنه، جوازي منه هيخيله علي طول مرعوب خايف قلقان في لحظة في حياته خايف لتسيبه، خايف أنا اروح اقولها، خايف تعرف بأي شكل من الأشكال، أنا عيشت معاه وشوفت حالته بتبقي عاملة ازاي من غيرها، صدقني اللي ابوك عايش فيه دلوقتي هو أكبر عقاب علي اللي عمله فيا. انهت كلامها لتزفر نفس حاد جثم بعنف علي صدرها التفتت جوارها لتري حسام يناظرها بنظرات حزينة معاتبة، رأت دمعة حبيسة تحجرت في عينيه سمعت صوته يغمغم حزينا: - ليه القسوة دي يا ماما، طول عمرك أحن أم وزوجة في الدنيا قسوة!، رددتها شهد مدهوشة تناظر ابنها نظرات مذهولة، وقفت قباله تشير لنفسها تتمتم بحرقة: - واللي أبوك عمله فيا ما كنش قمة القسوة يا حسام، أنا شوفت كتير اوي في حياتي بسببه. رفع حسام كف يده يمسح وجهه يمحي سريعا تلك الدمعة التي حاولت الهروب خاارج مقلتيه انحني برأسه لأسفل قليلا يبتسم معاتبا: - كان مريض نفسي، صدقيني المرضي النفسيين بيتعذبوا أضعاف المرضي العاديين... رفع وجهه ينظر لوالدته يتمتم مبتسما في سخرية مريرة: - علي فكرة بابا جاله جلطة، واتحجز امبارح في المستشفي، الحمد *** **** لطف بيه وبقي كويس، عن إذن حضرتك هروح ألبس عشان عندي شغل. تركها ودخل الي غرفته بعد أن قال ما قال بينما وقفت شهد متجمدة مكانها عينيها متستعين عاي آخرهما انفاسها تختفي دقات قلبها تتصارع أغمضت عينيها تشد علي كفيها بعنف ليشق وجنتيها خطي دموع سوداء امتزجت بكحل عينيها الحالك، فتحت عينيها تتمتم لنفسها بصوت خفيض متألم: - يا ريتني ما حبيتك يا خالد... مر سبعة أيام بعد ذلك اليوم اسبوع كان الجميع في حاجة إليه في حاجة الي هدنة من كل شئ، الجميع في حاجة إن يعيد ترتيب حساباته المبعثرة من جديد، أولهم كانت مايا، التي خرجت من مرحاض غرفتها بعد أن ابدلت ثيابها لاخري تناسب العمل وقفت أمام مرآه زينتها تنظر لانعاكسها في المرآه تبتسم ساخرة اختلفت كثيرا عن السابق لم تعد تلك المدللة التي تهوي شراء الثياب، وليتها ظلت، وقفت تمشط خصلات شعرها تعقده في شكل حلقة كبيرة في نهاية رأسها تضع القليل من مستحضرات التجميل تظهر بها طلتها الساحرة، التقطت حقيبة يدها تنزل لأسفل، وجهت انظارها لغرفة لينا المغلقة منذ أسبوع وهي ترفض الحديث مع اي من مكان تخبر الجميع انها بحاجة لتعيد حساباتها القديمة والقادمة بمفردها، نزلت الي أسفل فتحت باب المنزل الكبير لتتطالع والدها يجلس في الحديقة أمامه علي طاولة صغيرة بدور زوجة ابيها، يحتسيان القهوة، ابتسامة والدها المشرقة، جعلت ابتسامة صغيرة تتسرب لشفتيها، اقتربت في خطواتها تتجه ناحيتهم وقفت بالقرب منهم تتمتم مبتسمة بتكلف:. - صباح الخير قام حمزة سريعا يحاوط كتفيها بذراعه يقبل جبينها يتمتم مبتسما: - صباح الفل يا حبيبة بابا، علي فين العزم بدري كدة اعادت خصلة ثائرة من شعرها خلف أذنيها تتمتم بخفوت: - رايحة شغلي ضحك حمزة بخفة يقرص وجنت ابنته برفق يتمتم مبتسما: - بقيتي اللي قادرة علي التحدي والمواجهة رسمي خلاص، مالوش لزوم لشغلك يا ميوش يا حبيبتي احنا خلاص راجعين دبي. توسعت عيني مايا في دهشة لتبتعد عن والدها ترميه بنظرات مصدومة حركت رأسها نفيا بعنف تصيح محتدة: - راجعين دبي، امتي وازاي، وازاي حضرتك اصلا ما تاخدش رأيي في حاجة زي دي، أنا مش هرجع دبي ومش هسيب الشغل... انتفخت اوداج حمزة غضبا سجنه خلف قبضان سيطرته العالية علي التحكم بمشاعره، دس يديه في جيبي سرواله ارتسمت ابتسامة صفراء مستهجنا ما تقول:. - طيب يا مايا روحي شغلك ولما ترجعي لينا كلام تاني مع بعض، خلي بالك من نفسك يا حبيبي وقفت مايا للحظات، ترميه هو وبدور بنظرات غاضبة حانقة لتتحرك بعنف الي أحدي السيارات تصفع بابها خلفها بعنف لحظات وتحرك بها السائق ليتنهد حمزة يآسا جلس أمام بدور لحظات قبل أن يسمعها تتمتم بنبرة خافتة متوترة: - علي فكرة هي عندها حق، كان لازم تقولها قبلها بفترة كبيرة، بس اللي عملته أنك بتفرض عليها أمر واقع... زفر أنفاسه يخلل أصابعه في خصلات شعره ربما بدور محقة كان عليه اخبارها قبلا، قبل ان يبدأ تجهيز ترتيبات السفر، عاد ينظر لبدور يتمتم متسألا: - طب وانتي اتضايقتي بردوا لما عرفتي اننا هنسافر تحاشت النظر ناحيته بكل السبل الممكنة، حركت رأسها إيجابا تتمتم بصوت خفيض: - بصراحة آه، أنا قضيت حياتي كلها هنا، طفولتي وشبابي هنا، هيبقي صعب عليا يعني اني ابعد عن دا كله فاهمني. رفعت وجهها إليه ما أن أنهت كلامها لتزدرد لعابها قلقة حين رأته يقف من مكانه، تسارعت أنفاسها خوفا ماذا ينوي أن يفعل بها، رأته يجذب مقعده بخفة يضعه جوارها جلس بجانبها يلف ذراعه حول كتفيها، ارتعشت وارتجف جسدها إثر لمسته بينما ابتسم هو يتمتم برفق: - هحاول اعمل كل اللي اقدر عليه، عشان لا ازعلك لا انتي ولا الهبلة اللي مشيت مكشرة دي لم تفهم حقا ما يعني الا أنها ابتسمت متوترة تومأ برأسها إيجابا. علي صعيد قريب كان هناك من يقف في شرفة غرفته يدس احدي سجائره بين شفتيه ينظر لذلك المشهد بابتسامة تهكمية ساخرة يتمتم: - مراهق اوي، المرة الجاية هياخدها في كازينو. علي صعيد بعيد بعد دقائق قليلة وصلت مايا لشركة آل مهران جروب للسياحة، نزلت من سيارتها تخطو خطواتها للداخل، دون أن تتحدث بكلمة واحدة، لم تكن بالشخصية الاجتماعية التي تحب الاختلاط، ولكنها حقا لاحظت تلك النظرات الغريبة التي يرميها بها الجميع خاصة الموظفات، منذ الحادث وهي في اجازة مرضية، لما ينظر لها الجميع هكذا، نظرت لملابسها جيدا علها تجد الخطأ ولكن لا شئ، هي حقا لا تفهم ما يحدث، توجهت إلي غرفة المكتب التي تتشاركها مع زملائها يبدو أنها اول الحضور فالغرفة فارغة، توجهت الي مقعد مكتبها الصغير، جلست تنظر لتصاميمها الأخيرة الموضوعة علي سطح المكتب ملتفة كما هي برباطها، فتحت إحداها تنظر لتصميمها الغير مكتمل لتلتقط قلم رصاص تكمل ما بدأت مرت لحظات قبل أن تسمع صوت فتاة تتمتم ساخرة بنبرة لعوب:. - هو انتي بقي مايا، اللي المهندس ادهم نط من فوق السطح علي الأسانسير عشان ينقذها قطبت جبينها متعجبة من نبرة الفتاة الغريبة وطريقتها السخيفة، بينما عقدت تلك الفتاة ذراعيها أمام صدرها تتشدق ساخرة:. - دا الحب ولع في الدرة جامد اوي يعني، بس السؤال هنا بقي ايه اللي بينك وبين المهندس اللي لسه جاي من أيام، شكلك مش سهلة خالص، يعني وقعتي أدهم في يومين، يومين كمان وتوقعي رعد بيه، ومين عارف اسبوع كمان وتكوني وقعتي جاسر باشا بجلاله قدره اشتعلت عيني مايا غضبا هبت واقفة توجه نظرات نارية مشتعلة ناحيتة تلك الفتاة اشارت بسبابتها ناحية باب الغرفة تصيح فيها غاضبة:. - امشي اطلعي برة انتي فكراني زبالة زيك، أنا مش هنزل من مستوايا لامثالك، يلا برة، أنتي ما تعرفيش أنا اقدر اعمل فيكي إيه، اطلعي برة نظرت تلك الفتاة لمايا نظرات حانقة كارهة مغتاظة لتتحرك لخارج الغرفة تتوعد لها بالانتقام، بينما تهاوت مايا علي مقعدها من جديد، لحظات ووقفت من مكانها تهرب الي اقرب مرحاض منها دخلته توصد الباب خلفها بالمفتاح وضعت يدها علي فمها تكبح صوت بكائها تهبط دموعها في صمت. بينما توجهت تلك الفتاة تدخل إلي غرفة مكتبها القت الحقيبة بغل علي سطح مكتبها تشد علي اسنانها مغتاظة تلك الوقحة تقسم أنها ستعمل علي جعل سيرتها علكة يمضغها الجميع في أفواههم بلا رحمة، باب الغرفة الإلكتروني انغلق من جراء نفسه، قطبت جبينها تنظر للباب متعجبة كيف ومن اغلقه من الأساس، خرجت من بحر افكارها تشهق بعنف الي سيل ماء اندفع من جهاز إنذار الحريق المثبت في سقف الغرفة، اغرقها هي والغرفة والاوراق جميعا شهقت بعنف تلطم خديها:. - يا ليلة مش فايتة دا ورق الشغل بتاع جاسر باشا، هينفخني... اخذت الأوراق سريعا توجهت لباب الغرفة تحاول فتح الباب ولكنه مغلق موصد، لديها كارت مبرمج علي فتح مثل تلك الاشياء، هرعت سريعا تجلبه حاولت فتح الباب مرة اخري ليعطيها رسالة أن الكارت لا يعمل وقفت جوار الباب تدق عليه بعنف تصرخ فزعة مذعورة: - الحقوني، حد يلحقني، افتحولي الباب... دقائق مرت وهي تصرخ قبل أن يفتح الباب من تلقاء نفسه كما فعل سابقا لتهرع الي الخارج بمنظرها ذاك ملابسها المبللة مستحضرات التجميل لطخت وجهها بشكل بشع، البعض لم يستطع رؤية المشهد وانفجروا ضاحكين، والبعض الآخر كانوا يضحكون ولكن في الخفاء ووقفت مايا بعيدا عنهم جميعا تنظر لها بابتسامة واسعة متشفية، هي حقا سعيدة علي ما حدث لها بعد ما قالته لها دون شفقة... رفعت وجهها لأعلي هي علي اتم ثقة أن تلك افعال أدهم لمحت احدي كاميرات المراقبة تتحرك بشكل عشوائي لتثبت عليها ما أن نظرت لها، لحظات وارتسمت علي شفتيها ابتسامة صغيرة تشكره بها. ارتسمت إبتسامة واسعة متشفية سعيدة علي شفتيه تلك الفتاة حقا ظنت أنها تستطيع إيذاء وتين قلبه ولو حتي ببضع كلمات سامة خرجت من فم افعي، بتر أنيابها حتي لا تبث سمها من جديد، تسارعت دقات قلبه بعنف تكاد تقفز من قفصه الصدري ترقص فرحا، ابتسامة بلهاء واسعة تغزو شفتيه، ليسمع في اللحظات التالية صوت رسالة وصلت لهاتفه فتحها بتلهف لتتوسع عينيه في فرحة عارمة حين قرأ تلك الجملة التي بعثتها ( شكرا يا أدهم ). تسارعت أنفاسه يقرأ احرف الجملة مرة تليها اخري وأخري وأخري ابتسامة بلهاء تزداد اتساعا تغزو ثغره بالكامل هب من فراشه يتحرك بشكب عشوائي مضحك يصيح بفرحة وهو يضحك: - شكرا ويا أدهم وقلب ازرق، شكرا ويا أدهم وقلب ازرق، شكرا ويا أدهم وقلب ازرق، دا أنا هقابله بكرة وبعد بكرة وبعد بعده هقابله بكرة. ظل يتحرك بعشوائية سعيدة يلتف في انحاء الغرفة وحول نفسه يستند علي ساقه السليمة ليلمح بطرف عينيه شخص يقف عند باب الغرفة التفت للواقف ليري مراد شقيقه المتسول ذاك يقف يرميه بنظرات تهكم ساخرة للغاية: - أنا قولت من الاول انك عيل لمؤخذة واقف تترقص زي الحريم، كاتك خيبة قالها ليلتفت ليغادر بينما وقف ادهم ينظر في أثره غاضبا للحظات ليعاود ما كان يفعل... اخذ مراد طريقه الي أسفل حيث دكان جدته، توجه إليه مباشرة يجلس علي المقعد أمامه ينظر لبداية الشارع ينتظرها أن تهل يتمني أن تفعل، إن لم تفعل هي سيفعل هو، خطوة واحدة تفصله عن الوصول لوجبته القادمة، توسعت ابتسامته حين رآها خرجت من أفكاره لتتجسد امامه ها هي تأتي من بعيد تتشح بجلبابها الاسود ووشاح رأس يماثله في اللون تسرع في خطاها كما تفعل دائما، ارتسمت ابتسامة شيطانية خبيثة يتفحصها جيدا بنظرات، لا يزال جسدها هزيلا، كآخر مرة رآها، ولكن الفرق واضح وجهها تظهر حمرة خديه الفطرية، تتحرك بسرعة إذا هي في أفضل حال، وها هي تقترب ناحيته الي الدكان مباشرة دخلت دون أن تعره انتباها، توجهت الي جدته مباشرة التفت برأسه يتابع المشهد المعتاد، جدته تعانق الفتاة بمحبة وكأنها من دمها، تسألها عن حالها بتلهف لتهمس تلك الأخيرة بصوت خفيض:. - أنا الحمد *** يا ست منيرة، مش عارفة اشكرك ازاي بجد، **** يكرمك يا رب، اتفصلي يا ست منيرة ختمت كلامها لتمد يدها بلفة نقود صغيرة حمحمت تردف في حرج: - أنا عارفة طبعا انه دا ما يجيش ربع تمن الحاجات اللي حضرتك جبتيها، بس بإذن **** اول ما اخد معاش ابويا هجيبلك الباقي نظرت منيرة نظرات حازمة غاضبة اخذت النقود تضعها في يد الفتاة من جديد تطبق كفها عليها تتمتم بصوت حازم غاضب:. - بت يا روحية تاخدي فلوسك في ايدك وتطلعي علي شقتك يلا، قبل ما حد من الحوش اللي هنا يضايقك، مش عايزة اسمع منك الهبل دا تاني مفهوم اخفضت الفتاة رأسها أرضا تحركها إيجابا ابتلعت لعابها تهمس بصوت خفيض هامس: - حاضر يا ست منيرة، أنا كنت نازلة اشوف عم عبده بتاع المفاتيح والترابيس، مفتاح الشقة ضايع مش لاقياه والباب قديم ما فيهوش ترباس شهقت منيرة قلقة علي الفتاة لتضرب صدرها بكف يدها تتمتم متلهفة:. - ضاع ازاي دا، عمك عبده تعبان قافل النهاردة، بكرة الصبح من النجمة اجيبهولك يركب ترباش متين للباب وتربسي علي نفسك كويس رفعت روحية وجهها تنظر لمنيرة ممتنة، تشكرها بصوت هامس، ودعت الفتاة جدته ورحلت تهرول كما تفعل دائما لتتوسع ابتسامته الخبيثة، لديه الليلة اذا لينفذ ما يريد. عودة لفيلا خالد السويسي، في حديقة المنزل توقفت السيارة نزل منها يخلع نظرات الشمس الخاصة به لتظهر زرقاء عينيه الغائمة حزنا، ملابسه سوداء وكأنه ينعي روحه علي ما حدث لها، التقط ملف به عدة أوراق ليتوجه الي الداخل خطي، رفع يده يطرق باب المنزل لحظات وفتحت له الخادمة التي تعجبت من عدم دخوله، الجميع يعرف ان زيدان يملك عدة نسخ لمفاتيح المنزل، خطي للداخل وقف أمام الخادمة يتمتم في هدوء خاوي من الحياة:. - بلغي خالد باشا اني مستنيه في مكتبه. قالها ليتركها متوجها ناحية مكتب خالد مباشرة لتقف الخادمة تنظر في أثره مدهوشة، قبل أيام فقط كان زيدان يتحرك في البيت بدون قميص واليوم يتعامل علي أنه ضيف غريب، هرعت سريعا الي غرفة خالد لتبلغه، بينما توجه زيدان الي غرفة مكتب خالد مر في طريقه علي المطبخ، ما إن تجاوزه سمع صوتها المميز يصيح باسمه، لحظات وقف متجمدا مكانه دون ان يستدير لتتقدم هي منه وقفت أمامه تلحم زرقاء عينيها بامواج عينيه، تنظر مشفقة حزينة لقسمات وجهه المجهدة المنطفئة، رفعت يدها تود أن تضعها علي وجهه كما تفعل دائما، لتجده يعد خطوة للخلف كأنه يرفض أن تفعل ذلك، نظرت له مدهوشة، ليقابل بشبح ابتسامة طفت علي ثغره، تجاوزها يكمل طريقه لغرفة مكتب خالد، جلس علي أحد المقاعد يضع الاوراق علي سطح المكتب، هو فقط يحتاج لامضائه وسيرحل سريعا، حتي ملابسه التي هنا لا يريدها، جلس علي أحد المقاعد الملاصقة للمكتب، ينظر ارضا ابتسامة ساخرة تعلو شفتيه، شريط حياته يمر سريعا أمام عينيه، ربما كان عليه الرحيل منذ زمن وتأخر كثيرا في تلك الخطوة، هو حقا يشتاق إليها ولكنه لا يرغب في رؤيتها بعد الآن، قلبه يتألم، يصرخ، يختنق، وهو يعرف أنها بالقرب، يريد الفرار من هنا بأي شكل كان، دقائق قبل أن يسمع صوت باب المكتب يُفتح وطل خاله، رفع وجهه ينظر له سريعا نظرات قليلة يرغب في الاطمئنان عليه بأي شكل ممكن، ابتسم خالد ابتسامة حزينة ينظر للواقف أمامه، تقدم ناحيته بضع خطوات، ليصبح بالقرب منه قريبا كثيرا، للحظات كل منهما ينظر للآخر نظرات بها ما بها من العتاب والاسف، والأسرع كان خالد جذب ابنه الذي لم يولد من صلبه يعانقه بقوة أغمض زيدان عينيه يبتسم حزينا، ابتعد عن خالد ليمد يده الي الأوراق امسكها يتمتم بخفوت:. - ممكن امضة حضرتك نظر خالد للاوراق ليزدرد لعابه تتسارع دقاته ألما، قبض علي الأوراق بعنف ينظر لزيدان يتمتم: - بردوا مصمم تمشي حرك زيدان رأسه إيجابا عدة مرات سريعة متتالية يؤكد له مع كل اماءة أنه فقط لا يرغب سوي في الرحيل، سمع صوت خالد يتمتم بخفوت حزين: - أنت بتهرب يا زيدان، مش قادر تكمل معركتك لنهايتها ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان يحرك رأسه إيجابا يتمتم متهكما:. - ايوة فعلا أنا جبان وبهرب، حربي خلصت خلاص يا سيادة اللوا ممكن حضرتك تمضيلي علي الورق عشان امشي زفر خالد أنفاسه المختنقة يقبض علي الاوراق في يده تحرك يتجه الي مقعد مكتبه تهاوي بجسده عليه ينظر للواقف أمامه يحاول إثناءه عن رأيه: - يا زيدان... في الاعلي، تحديدا في غرفتها سبعة ايام كانت أكثر من كافية لتختلي فيها بذاتها المهمشة تعيد تجميع قطع روحها تلصقها من جديد، وقد قررت جيدا ما ستفعل، عودتها لزيدان، ستبقيها في تلك الحلقة المفرغة من المشاعر المضطربة الخائفة، بينهم الكثير من الحواجز وهي لم تعد لها طاقة حتي للسير، ربما هي لم تحب زيدان كما يجب أن يكون، لكي تغفر له خطاءه او أخطائه، الحب الأبسط والامثل في تلك اللحظات هو معاذ، معاذ يحبها وهي كانت تفعل ومن يعلم ربما تعود تلك المشاعر من جديد، توجهت الي مرحاض غرفتها اغتسلت تنفض عنها غبار امراءة بائسة، لتخرج من المرحاض بدلت ثيابها مشطت خصلات شعرها، تتوجه الي أسفل، قابلت والدتها في طريقها لتشيح لينا بوجهها غاضبة من تصرفات ابنتها الرعناء بينما ابتسمت الصغيرة ساخرة، أخذت طريقها لغرفة مكتب والدها، الباب لم يكن مغلقا رأته يجلس هناك جوار مكتب والدها الذي يصيح فيه:. - يعني بردوا اللي في دماغك في دماغك، طب ايه رأيك بقي مش ماضي علي الورق وقف زيدان ينظر لوالدها يبتسم في هدوء تام يغمغم بلامبلاة: - براحتك طبعا يا باشا، بس أنا ساعتها هصعد طلب النقل للي أعلي من حضرتك... إنت بتهددني يا حيوان، صاح بها والدها محتدا، دخلت هي الي الغرفة في تلك اللحظة ليضرب جسد ذلك الواقف صاعقة كهرباء عنيفة ترجفه بعنف مخيف، اشاح بوجهه بعيدا سريعا لا يرغب حتي في أن يلمح طيفها، تقدمت هي للداخل، ليصدح صوت خالد الساخر: - اهلا اهلا اهلا لينا هانم، اخيرا نجمة الشباك الأولي قررت تخرج من عزلتها الفنية وتنورنا بطلتها البهية. تنهدت حانقة ألن يتوقف والدها عن السخرية، وذلك الواقف هناك بعيدا عنها ماله ينظر بعيدا لتلك الدرجة لا يريد حتي أن يراها، ابتلعت لعابها توجه انظارها ناحية والدها تنهدت تستعد لتفجير القنبلة في وجوده: - بابا معاذ عايز يجي يتقدملي، أبلغه يجي أمتي. وقعت الجملة علي خالد وقع الصاعقة توسعت عينيه علي اتساعهما ينظر لذلك الواقف هناك قلبه يكاد ينفجر قلقا عليه بعد ما قالت، رأي عروق فكه ورقبته النافرة يكور قبضته يغرزها في المقعد أمامه، وقلبه يكوي وهو حي... روحه تصرخ تتعذب، وهي تتحدث ببساطة بأن غيره يريد الزواج منها، حاول ازدارد ريقه ليشعر بسيخ نار يقف في حلقه اغمض عينيه متألما يشد علي جفنيه، في تلك اللحظات، فتح خالد قلمه يخط إمضاءه علي الأوراق أمامه يمدها لزيدان يتمتم بنبرة حانية حزينة: - خلي بالك من نفسك كويس... حرك الأخير رأسه إيجابا سريعا التفت وياليته لم يفعل كان وجهها اول ما وقع عليه تقف هناك بعيدة بقدر قربها منه، فقط خطوتين تفصلهم. تجرع مرارة الحسرة ارتجفت حدقتيه تنازع ألم ينهش جنبات قلبه بلا رحمة، نجحت وبشدة في إحراق روحه يشعر بقبضة من نيران تعتصر قلبه، ردت له الدين الذي ارتكبه خطأ ليتها فقط تصدق أنه خطأ، بصعوبة تحركت قدميه ناحيتها، الي أن صار أمامها مد يده ناحيتها يبتسم، ابتسامة مريرة تخفي خلفها دموع من نار قلب يغلي كمرجل متقد همس اخيرا بصوته الاجش عينيه لا تنزاحان عن وجهها: - مبروك يا بنت خالي! مبروك يا بنت خالي! كلمة خرجت بشق الأنفس نطقتها شفيته ولم ينطق بها قلبه، ذلك النابض الذي يصرخ ألما وهو يسمع ما تقول، تريد الزواج بتلك السرعة لتلك الدرجة ليس لوجوده اي أهمية في حياتها، منذ أسبوع فقط فقدوا طفلهم الذي لم يري النور بعد وها هي الآن تريد الزواج، رأي ابتسامة صغيرة للغاية تطفو فوق ثغرها تتمتم: - شكرا يا زيدان. مد يدها لتصافحه فما كان منه إلا أنه نظر لكفها الممدود للحظات ليخطو خطواته للخارج دون أن يعيرها انتباها... ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها يبدو أن كل شئ قد انتهي حقا، خاصة بعدما قالت في وجوده، واي أوراق تلك التي كان يريد من والدها أن يوقع عليها وهو رفض في البداية والآن وافق، اجفلت فجاءة من شرودها علي صوت والدها: - معاذ دا ايه بقي اللي عايز يتقدملك... أخذت نفسا قويا تنظر لوالدها في هدوء وثقة كتفت ذراعيها أمام صدرها تتمتم ساخرة: - معاذ الحسيني يا بابا اعتقد أن حضرتك جايب معلومات الدنيا كلها عنه، معاذ اللي حضرتك لعبت مع زيدان عشان تبعدوه عني، عشان حضرتك شايفه مش مناسب، انما أنا شايفة ايه لاء مش مهم، معاذ مش لعبي ولا بيتسلي بعد كل الي عملتوه لسه بيحبني وعايز يتقدملي وأنا موافقة. عاد خالد يجلس علي مقعده يحرك سبابته وابهامه أسفل ذقنه رسم ابتسامة صفراء علي شفتيه يتمتم متهكما: - وأنا مش موافق، ومش هقابله يا بنت خالد، ايه رأيك بقي كلماته البسيطة كانت قبس نار اشغل الحريق أحمرت عينيها تسارعت أنفاسها تقبض علي كف يدها تصرخ بحرقة قلبها:. - لييييه، لييييه دايما مش عايز سعادتي عايزني دايما انفذ اللي انت عايزه وبس، امشي كدة يا اما، تقولي ماليش دعوة اتصرفي انتي، أنا مش موافق، عايزني نسخة تانية من ماما تفرض عليها كل حاجة من غير ما تقول لاء، أنا بحب معاذ وهتجوزه برضاك او غصب عنك. صمتت تتنفس بحرقة تتسارع أنفاسها الحارة في الخروج تعزف إيقاعا عنيفا تشاركها دقات قلبها الهادرة وذلك الجالس لم تتغير تعابير وجهه لم يغضب لم يثور، جل ما فعله أنه قام من مكانه، تحرك ناحيتها وقف للحظات عينيه لا تنزحان عن وجهها ينظر لها نظرات حادة كسهام تخترقها، في لحظة وقبل أن تعي أي شئ كان كفه يهوي علي وجهها، ألم بشع شعرت به يحرق قلبها قبل وجنتها، التف وجهها بعنف إثر صفعته، شخصت مقلتيها تضع يدها علي خدها، لفت رأسها ناحيته ترميه بنظرات مصدومة عينيها متسعتين تنظر له في ذهول، بينما وقف هو للحظاا يقبض علي كفه الذي صفعتها، تلك الصغيرة كما يجري تجاوزت كل الخطوط، رسم ابتسامة صفراء علي شفتيه يتمتم متهكما:. - قوليله اني مستنيه النهاردة الساعة 7 لو أتأخر دقيقة واحدة ما يجيش احسن له ورحل قال ما قال ورحل في هدوء تام وكأن شئ لم يكن وكأنه لم يصفعها للتو، كورت قبضتها شدت علي أسنانها بعنف نظرت أمامها مباشرة بأعين حمراء غاضبة تحبس فيها سيل من الدموع، ابتسمت غاضبة تتمتم في نفسها باصرار:. - هخرجك من سجنك هبعد وبكرة تشوف يا خالد يا سويسي، ومعاذ أول خطواتها للخروج اندفعت من الغرفة تركض لغرفتها صفعت الباب عليها توصده بالمفتاح تحركت في انحاء الغرفة تحرق أنفاسها تتحرك بعنف هنا وهناك، صرخت صرخة ذبيحة لتمسك أحد التحف في غرفتها تلقيها بعنف علي زجاج مرآتها بعنف تصرخ بحرقة قلبها، سقطت علي ركبتيها تجهش في البكاء تبكي وتتسابق شهقاتها، تسمع أصوات طرقات عنيفة علي باب الغرفة من الخارج وأصوات متداخلة تطلب منها فتح الباب لتصرخ فيهم وهي تبكي:. - ابعدوا عن هنا مش عايزة اشوف حد فيكوا، امشوووا كلكوووووا جلست علي ركبتيها أرضا تضم كفيها لصدرها تصرخ بصوت مكتوم تغمض عينيها تشد علي جفنيها بعنف، بقيت لحظات علي تلك الحال قبل أن تفتح مقلتيها، عينيها الحمراء الباكية ككأس دماء فاض عن حدة فسقطت منه الدماء تنهمر بغزارة، التقطت هاتفها الملقي هناك جوارها، تبحث عن رقمه بتلهف، تتصل به لم تمر لحظة واحدة مع اول دقة كان تسمع صوته يجيب متلهفا:. - ايوة يا لينا أنا مش مصدق أنك اتصلتي أخيرا، بقالي اسبوع بحاول اكلمك قولتي لوالدك... صمتت للحظات تزدرد لعابها المحترق من صحراء قلبها المشتعلة تحت نيران روحها المستعرة، خرجت الكلمات من فمها بشق الأنفس: - ايوة قولتله وهو مستنيك الساعة 7 ما تتأخرش سمعته يصيح فرحا كأنه *** صغير حصل علي جائزته الكبيرة لتسمعه يغمغم متلهفا سعيدا:. - بجد، بجد و**** أنا مش مصدق نفسي من 6 بالظبط هكون قدام الباب، أنا هجري ألبس مش هتأخر عليكي سلام يا حبيبتي واغلق الخط ليصدر بعدها صوت صفير طويل لم تسمع منه سوي كلمة حبيبتي التي قالها في النهاية، ونفر منها قلبها، لم تحبها ابدا، ألم تكن تحبه قبل قليل؟! علي صعيد قريب للغاية في غرفته التي يتسخدمها للتدريب في الأسفل، دخل الي الغرفة يجلس علي أحد المقاعد من الجلد يخفي وجهه بين كفيه يتنهد بحرقة بين حين وآخر، صفعها وتلك المرة لم يكن نادما، قاسية القلب تماما مثله، لما لم تكن مثل زوجته حنونة طيبة، نسخة أخري منه لا تقبل السماح بسهولة، شعر وكأن ذلك الكف يصفعه لنفسه، انعاكسه يقف أمامه، تريد الزواج من ذلك الشاب لتفعل ما تريد، ربما هو المخطئ، حسابته أخطأت في حقها، ربما هي أدري منه بصالحها، ما يمزق قلبه حقا زيدان، نظرة عينيه حين التفت وراءها وهي تنطق بتلك الكلمات كان ابشع ما رأي يوما، جذب هاتفه من جيب سرواله، يبعث رسالة لرقم حسام كتب فيها. ( حسام، زيدان تعبان اوي، دور عليه، خليك جنبه، سيب كل اللي في ايدك وشوفه فين ما تسيبهوش، وأنا هتصل بيك بعد شوية ) بعثها لرقم ولده ليعيد هاتفه لجيب سرواله يمسح وجهه بكفيه يشعر بالعجز يشل تفكيره لا يعرف ما عليه أن يفعل. علي صعيد بعيد للغاية في جنوب مصر في اسيوط تحديدا، منزل رشيد الشريف تحديدا، في صالة المنزل الواسعة علي احدي الارائك، يجلس جاسر جوار شاهيناز، يبسط يده برفق علي بطنها المنتفخ يضع علي قدمه طبق به قطع تفاح مقطعة شرائح رفيعة التقط احدي الشرائح من الطبق يقربها من فمها توسعت ابتسامته يغمغم بنبرة حانية للغاية: - حبيبتي افتحي بؤك، أنا عرفت أن التفاح مفيد جدا ليكي وللجنين. ارتسمت ابتسامة ناعمة لعوب علي شفتي شاهيناز لتفتح فمها بدلال قليلا قطمت قطعة صغيرة برقة متناهية لا مثيل لها، تمضغها بنعومة تنهدت تهمس بخفوت ناعم: - حبيبي تسلمي لي يا جاسر أنا بحبك اوي اوي يا جاسر امسك كف يدها يلثمه بقبلة طويلة شغوفة، مال يقبل جبينها أيضا ابتعد عنها قليلا يبتسم ابتسامة واسعة مشرقة: - وانتي اغلي حاجة عندي يا قلب جاسر **** يخليكي ليا وما يحرمنيش منك ابدا لا انتي ولا اللي في بطنك. في تلك اللحظات خرجت شروق من المطبخ تمسك في يديها منشفة صغيرة تجفف يديها، توسعت عينيها في دهشة تنظر لذلك المشهد الغريب أمامها صحيح أنها كانت تريد أن يعامل زوجتيه بالعدل، ولكن ما يحدث منذ أن عاد مع سهيلة قبل أيام هو العجب بعينه، جاسر لم يطأ غرفة سهيلة، والاخيرة لم تخرج من غرفتها، علاقة جاسر وشاهيناز تغيرت بشكل غريب مفاجئ، بات يعاملها كأنه يعشقها منذ صغره، الأمر برمته لا يعجبها القت المنشفة من يدها تتوجه ناحيتهم بخطي سريعة وقفت بالقرب منهم حمحمت بحدة ليلتفا لها معا، ليغمغم جاسر مبتسما:. - خير يا أمي تنهدت شروق بامعتاض علي حاله الغريب كتفت ذراعيها أمام صدرها تنظر لشاهيناز تغمغم بحزم: - شاهيناز اطلعي اوضتك عايزة اتكلم مع جاسر كلمتين ابتسمت شاهيناز ببراءة قطة صغيرة لتستند علي ذراع وقفت تبسط كف يدها الأيسر خلف ظهرها نظرت لشروق تبتسم في دلال: - من عيوني يا ماما لتعاود النظر لجاسر تغمزه بطرف عينيها تهمس له: - مستنياك في اوضتنا يا جاسر ما تتأخرش.. تحركت شاهيناز تصعد الي أعلي تراقبها عيني جاسر بقلق شديد، وكأن حياته بأكملها معتمدة عليها، اجفل علي يد والدته تقبض علي رسغ يده تجذبه خلفها، الي المطبخ وقف امامها ينظر لها متعجبا لتبادر هي تهتف فيه محتدة:. - مالك يا جاسر حالك متشقلب ليه كدة من ساعة ما جيت من السفر، أربعة وعشرين ساعة لازق جنب مراتك، لا بتروح تشوف الأرض ولا بتخرج من باب البيت حتي، حتي سهيلة ما روحتش تتطمن عليها، أنا صحيح كنت عيزاك تعدل بينهم بس أنت دلوقتي رامي سهيلة خالص، ذنبها ايه البنت عملتلك ايه يعني عشان تقهرها بالشكل دا. تنهد جاسر بملل يقلب عينيه مستاءا، مجرد ذكر اسمها يشعره بالغضب بات ينفر حتي من سماع اسمها، عقد ساعديه أمام صدره العريض يغمغم حانقا: - بقولك ايه يا ماما أنا مش عايز اسمع سيرة الزفتة دي خالص هي ايه اللي مقعدها ما تغور في داهية، أنا مش عايزها اصلا. أصفر وجه شروق عينيها مرتكزة لتلك الواقفة خلف جاسر تمسك بيد شقيقته، يبدو آت صبا نجحت اخيرا في إخراجها في وقت غير مناسب تماما، فجاءة من العدم اندفعت من خلفه عاصفة هوجاء وقفت سهيلة امام جاسر ترميه بنظرات كارهة مقهورة حزينة بشراسة بدأت تصرخ فيه:. - أنت ايه يا اخي، حرام عليك، تلعب بقلبي ومشاعري تطلعني لسابع سما وترجع ترميني في سابع أرض، إنت بتلعب بيا، شوية بحبك وشوية غوري في ستين داهية، إنت مش بني آدم، دا حتي الحيوان ما تستاهلش اني اشبهك بيه، أنا بكرهك يا جاسر، منك *** يا اخي، حسبي **** ونعم الوكيل فيك، **** يجيبلي حقي منك ما إن نطقت كلماتها الأخيرة احمرت عينيه نفرت عروقه، يصرخ فيها بصوت حاد عالي جهوري: - اسكتي، اخرسي، مش عايز اسمع صوتك. اقترب يريد ضربها لتهرع شروق تقف بينهما دفعته في صدره بعيدا بعنف، تصرخ فيه: - أنت اتجننت يا جاسر عايز تضرب مراتك.. ارتدت للخلف خطوتين ينظر لتلك التي تقف بالخلف تختبئ خلف والدته نظرات قاتلة ليشعر بألم بشع فجاءة دون سابق إنذار، مال يتقئ مادة سوداء قاتمة، هرعت شروق إليه فزعة، بينما وقفت سهيلة تنظر له كارهة مشفقة علي حاله، حزينة، تركته تخرج من المطبخ، لتصطدم برشيد يقف أمامها، نظراته مصوبة علي جاسر، يعقد ما بين حاجبيه، ينظر لولده بريبة يدبر في نفسه أمرا. وقف ينظر للشمس وهي تغرب قرص أحمر دامي يختفي بين جنبات السماء، قرص تسيل منه دماء قلبه، يختفي شيئا فشيئا ويحل الظلام في لحظات يكسي المكان يغطي روحه المجهدة بغطاء أسود، عند شط بعيد يقف وحيدا ينظر لقرص الشمس الذي رحل ورحل معه الأمل من قلبه، أحبها ولم تحبه، أخطأ دون قصد فلم تسامحه، اخلص لها فأحبت غيره، طلب العفو كثيرا فذلت كرامته أكثر، كور قبضتيه يشد عليهما لما، فيما أخطأ ليحدث له ذلك كله تباعا، لم يكد يجد السعادة، لتهرب من بين يديه تقسم علي عدم العودة له من جديد، سيرحل يبدأ من نقطة الصفر، يبني ما حطمته هي، التفت برأسه بحركة آلية للغاية حين شعر بحركة جواره وسمع صوت صديقه يردف بصوت متعب لاهث:. - أنت هنا يا اخي بقالي أربع ساعات بدور عليك... وقف حسام للحظات يلتقط أنفاسه ليتقدم من صديقه وقف جواره ابتسم يقول في مرح عله يخفف عنه ولو قليلااا: -هيييح وتينة غصة الافنان باسقة، قالت لأترابها والصيف يحتضرُ قالها لينظر لصديقه عله يجد ولو شبح ابتسامة صغيرة تعلو ثغره ولكنه بقي كجلمود صخر لم تهتز منه شعره، تنهد حزينا علي حاله ليمد يده يربت علي كتفه يقول مترفقا: - هون علي نفسك يا صاحبي. ارتسمت ابتسامة مريرة ساخرة علي شفتي زيدان، تلاها ضحكة عالية، ضحكة تنزف ألما، توقف عن الضحك ليلتفت لصديقه يصيح ساخرا:. - أهون علي نفسي أنت بتتكلم بجد، اهون علي نفسي ايه ولا ايه، اهون عليها ان فرحتي بمراتي اللي عيشتي عمري كله اتمناها ما كملتش، اني طلقتها، انها بتحب غيري وعايزة تتجوزه، إن ابني حلمي، كنت بحلم بيه كل ليلة بتخيله وأنا شايله علي ايدي بيضحكلي، بيكبر قدام عينيا بحققله كل حلم نفسه فيه، هعيش بس عشان اشوفه بيضحك، بس حتي الحلم دا مات، هو أنا مش مسمحولي حتي أحلم، لدرجة دي أنا شخص وحش... حرك حسام رأسه نفيا سريعا، ليري دموع قاسية فرت من أسر عيني زيدان ضرب قلبه بقبضة يده يصيح بحرقة: - اختك قهرتني، داست علي قلبي وكرامتي ورجولتي، ما رضتيش حتي تديني فرصة تانية، ودلوقتي هتتجوز، بمنتهي البساطة قلبي بيتحرق نار بتحرق روحي قبل جسمي... ادمعت عيني حسام حزنا علي حال صديقه، ليقترب يود معانقته، بادله زيدان العناق الأخير يشد علي جسد صديقه، ابتعد عنه يرسم ابتسامة زائفة علي شفتيه يتمتم:. - أنا ماشي يا حسام، خلاص شنطي في العربية، كنت هتصل بيك اودعك بس اديك جيت خلي بالك من نفسك يا صاحبي... ادمعت عيني حسام حزنا ليندفع يعانق زيدان من جديد يتمتم بحرقة: - أنا مش عايزك تمشي، مش عايز اخسر صاحب عمري بس أنا أكتر واحد عارف أنت محتاج تبعد قد إيه... ابتسم زيدان يبعد حسام عنه مد يده يصافحه بقوة يتمتم مبتسما: - سلام يا صاحبي! أنها السابعة مساءا الموعد المنتظر، خالد في غرفته يتصفح هاتفه يحاول الاتصال بزيدان أو حسام، بينما لينا تقف أمام فراشه تنظر له حانقة تتمتم متعجبة: - خالد أنت هتجنني صح، شوية تقول موافق علي معاذ، ودلوقتي قاعد بتلعب علي الموبايل والواد تحت بقاله فوق النص ساعة رفع خالد وجهه عن هاتفه لوي ثغره بابتسامة ساخرة يتمتم ببرود: - أنا قايل أن الميعاد سبعة هو اللي جاي بدري، يبقي يترمي لحد ما انزله. تنهدت لينا حانقة من أفعالهم جميعا يأست من البيت كله بمن فيه اقتربت تجلس امامه علي الفراش تسأله متعجبة: - أنت بجد موافق علي جواز لينا ومعاذ اغلق الهاتف يضعه في جيب سرواله ابتسم يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما: - بنتك اللي عايزة، تعمل اللي هي عايزاه، عايزة تتجوزه اوي أوي تتفضل، بدل ما انا بقيت شرير الرواية اللي بيغصبها تعمل حاجات هي مش عايزاها. نظر لساعة الحائط أمامه ليتحرك من مكانه متجها لباب الغرفة فتحه كاد أن يخرج، حين استوقفته لينا تسأله متعجبة: - أنت هتنزل كدة نظر لما يرتدي لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يردف ساخرا: - عندك حق فعلا الترنج دا أنضف من اني انزله بيه بس للأسف مكسل أغير. تركها ونزل لتضرب كف فوق آخر، اغمضت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث حولها، زيدان ومعاملته النافرة منها، ابنتها وموافقتها السريعة علي الزواج بتلك السرعة، حمزة وبدور وعلاقتهم الأكثر من غريبة، والآن خالد الذي حقا لا تفهم ما يدور بخلده ابدا، تحركت لتنزل، سمعت صوت رسالة تصل لهاتف خالد الآخر، التقطته تفتحه تنظر لما أرسل له؟! علي صعيد آخر في غرفة لينا السويسي، وقفت أمام مرآة زينتها الشبه مهشمة تنظر لتلك الانثي التي لا تقل عنها شيئا هي الأخري شبه مهشمة وربما مهشمة بالكامل، تنهدت تأخذ نفسا قويا تشجع نفسها، ترتدي فستان اسود لامع يغطي ذراعيها يصل لكحليها تعقد شعرها كجديلة طويلة، ارتدت حذاء ذو كعب رفيع، مستحضرات التجميل الباهظة التي تمتلكها اكثر من جيدة لاخفاء ملامحها المجهدة النازفة، ورسم ملامح انثي رائعة الجمال، وقفت للحظات ترفع رأسها لأعلي تنظر لصورتها تعتد بحالها، لن تنكسر مهما فعلوا، امراءة غير قابلة للكسر، تحركت تنزل لأسفل لتجد والدها هناك عند نهاية السلم، احتدت عينيها تنظر له حانقة ملابس البيت ما يرتدي، لم يبدل حتي ثيابه، نزلت لأسفل خلفه، لتجده يتوجه ناحية معاذ الذي يجلس متأنقا بحلة فاخرة يبتسم ابتسامة واسعة بلهاء لا معني لها، هب سريعا ما أن رأي خالد يمد يده يريد مصافحته يتمتم متلهفا:. - خالد باشا اهلا وسهلا يا افندم أنا بجد سعيد اتي قابلت حضرتك، حضرتك قاطعه خالد يبسط كفه امام وجه ذلك الاخير قلب عينيه يردف ساخرا: - خلاص أنت هتعملي فرح، اقعد حمحم معاذ حرجا يعود الجلس مكانه ليجلس خالد أمامه يضع ساقا فوق أخري، ينظر له للحظات طويلة يقيمه بنظراته دون أن ينطق بحرف واحد، ارتبك معاذ من نظرات خالد الحادة ابتسم يهمش مرتبكا: - هو في حاجة حضرتك. حرك خالد رأسه نفيا ببطئ رسم ابتسامة صفراء سخيفة صفراء علي شفتيه يتمتم مستهجنا: - أنا قاعد مستني البيه ينطق، أنت مش جاي تتقدم ولا جاي تشرب شاي ونعشيك وتروح ابتلع معاذ لعابه يتنفس بسرعة من شدة توتره ابتسم مرتبكا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتمتم بلهفة متلعثما:. - ايوة طبعا يا باشا جاي اتقدم، حضرتك أنا اسمي معاذ الحسيني عندي 27 سنة، خلصت كلية طب من شهر تقريبا وعندي شقة تمليك باسمي، والدي متوفي من زمان ووالدتي عايشة عن خيلاني برة مصر، وبشتغل في مستشفي خاصة وبقبض منها كويس جدا يعني، أنا تحت أمر حضرتك في اي طلب تطلبه صمت خالد للحظات يرسم ملامح الاقتناع علي وجهه حرك رأسه يتمتم متهكما:. - كلام جميل، كلام معقول، ما اقدرش اقول حاجة عنه، بس قولي الأول انت قاعد فين دلوقتي قطب معاذ جبينه متعجبا من ذلك السؤال الغريب حمحم ابتسم يردف: - علي الكنبة خرجت ضحكة عالية ساخرة من بين شفتي خالد ينظر لمعاذ نظرات استهجان باردة توقف عن الضحك لتتجهم ملامحه في لحظة يتمتم محتدا: - طب يا لذيذ، أنت قاعد دلوقتي في بيت خالد باشا السويسي عارف مين هو خالد باشا السويسي. حرك معاذ رأسه إيجابا سريعا، دني خالد بجذعه العلوي يستند بمرفقيه علي فخذيه ليعود معاذ تلقائيا للخلف، ابتسم خالد ساخرا يردف في قسوة: - لاء مش عارف، خالد السويسي يقدر ينفسك بإشارة واحدة من صباعه وهو قاعد، فلو جاي تلعب تستظرف، انفد بعمرك، العمر مش بقذعة يا معاذ ولا ايه ابتلع الأخير لعابه الجاف نظر لخالد يردف مرتبكا:. - هو في ايه حضرتك أنا جاي اتقدم و**** ومش فاهم حضرتك بتتكلم عن ايه، ومش فاهم بردوا حضرتك موافق ولا لاء تنهد خالد غاضبا يرمي معاذ بنظرات نارية حارقة كاللهب نظر للاشياء الموضوعة علي الطاولة يردف متهكما: - اومال أنت قرفنا من الساعة 6 وجايب معاك شوكولاتة وورد عشان نقعد نتساير مثلا، صحاب احنا، للاسف هي شايفة انها بتحبك وأنا شايف أنها ما بتشوفش اصلا، لازم اوديها لدكتور نظر. نظر معاذ لخالد مدهوشا ذلك الرجل مختل بكل ما تعنيه الكلمة من معني، توسعت عينيه فزعا حين رآه يقبض فجاءة علي تلابيب ملابسه يهمس له بهسيس مستعر: - أنا لو وافقت عليك وطلعت بتلعب هدفنك حي، أنت لسه مش عارف أنت بتتعامل مع مين لفظه خالد من يده بعنف ليرتد الاخير للخلف ينظر لخالد مذعورا، حرك رأسه بالإيجاب سريعا عدة مرات يتمتم بصوت خفيض متوتر للغاية:. - ااا، ااااا، اااا، اكيد، صدقني هكون عند حسن ظن حضرتك، نقرا الفاتحة بقي! علي صعيد آخر أعد عدته جيدا، الليلة بعد الثانية عشر، الشارع يصبح فارغا تماما لا أحد فيه، ليس أمامه سوي الليلة، انتظر بفارغ الصبر، في تلك القهوة امام منزله الي أن بدأت الأقدام تختفي عن الشارع، أعمدة الإنارة اشتعلت تنير الشارع الغارق في الظلام، قام يتحرك بخفة متوجها الي عمارتها. التي يعرفها جيدا، خطوة اثنتين ثلاثة ينظر حوله هنا وهناك الي أن وصل ارتسمت ابتسامة ثعلبية خبيثة علي شفتيه يخرج المفتاح من جيب سرواله وضعه في القفل يديره بخفة وبطئ شديد إلي أن انفتح الباب، دخل علي أطراف أصابعه، يرد الباب ببطي لينغلق دون صوت، نظر للصالة الصغيرة يلتف برأسه يبحث عنها لا أحد، لا يجدها في اي مكان، تحرك يمشي علي اطراف أصابعه الي أقرب غرفة ادار مقبضها يفتح بابها، لترتسم ابتسامة واسعة أظهرت انيابه المدنسة، خطي داخل الغرفة بخطي بطيئة يتحرك بخفة إلي فراشها التي تتسطح عليه اتجه، اليه يجلس جواره، مد يده يتحسس خصلات شعرها برفق، رفع بعض من خصلاتها جوار أنفه يشتمها لتجفل هي من تلك الحركة فتحت عينيها فجاءة لتشخص بذعر حين رأته في غرفتها كادت أن تصرخ حين كمم فمها بيمناه ورفع سبابته الاخري امام فمه يهمس لها بصوت خفيض خبيث:. - هششششش! الفصل الرابع والسبعون في غرفتها تجلس علي فراشها تكاد تتميز من الغيظ تغرز أظافرها في قماش فستانها ترغب في تمزيقه من شدة غيظها، أنفاسها تتسارع في الخروج، تشد علي أسنانها بعنف تتذكر ما حدث قبل ساعات مرات وتكرارا. Flash back. نزلت خلف والده وقفت بعيدا تراقب ما يحدث في الغرفة بأعين حمراء تشتعل غضبا والدها تفتت بكل الطرق في إهانة معاذ، بالطبع سيفعل هو لا يريد لها زوجا سوي ابن صديقه التي تكاد تجزم أنه يحب زيدان اضعاف ما يحبها هي، أليست هي ابنته من دمه، لما لا يريد سعادتها، لما فقط يريد أن ينفذ ما يرغب فيه هو فقط، والبقية ينساقون خلف كلامه دون أدني اعتراض وكأنه حكيم القرية الذي يعرف صالح الجميع، شدت قبضتها علي قماش الستارة جوارها، وهي تري والدها يقبض علي تلابيب ملابس معاذ يهدده قائلا:. - أنا لو وافقت عليك وطلعت بتلعب هدفنك حي، أنت لسه مش عارف أنت بتتعامل مع مين كادت في تلك اللحظة أن تندفع لداخل الغرفة تصرخ في والدها أن ما يفعله لا يصح إطلاقا، وأنه يجب عليه أن يحترم معاذ كما يحترمه الأخير ولكن اوقفتها جملة معاذ: - نقرا الفاتحة بقي نظرت ناحية والدها تنتظر ردة فعله بفارغ الصبر لتجده يضع ساقا فوق أخري يضحك ضحكة عالية ساخرة يتمتم متوعدا:. - اقرا يا حبيبي إنت دخلت برجليك عش الدبابير، استحمل بقي اشتغلت أنفاسها تنظر لوالدها ناقمة لتراه ينظر ناحيتها مباشرة نظرات ساخرة مستهجنة، بينما رفع معاذ كفيه يقرأ الفاتحة ولم يفعل خالد، ركزت هي عينيها علي عيني والدها ترفع كفيها أمامه تعرف أن يراها تقرأ الفاتحة، انتهي معاذ من القراءة، ليعاود النظر لخالد يبتسم متوترا يردف: - احم طب حضرتك تفضل نعمل خطوبة ولا كتب كتاب وفرح علي طول، أنا من رأيي. قاطعه خالد رفع كفه يقبضه أمام وجه نعاذ يتمتم ساخرا: - أنت كمان هتقول رأيك دي هزلت؟! عند تلك النقطة لم تحتمل ما يفعل والدها، معاذ يجلس كمن تنهمر عليه الأعاصير في ليالي الصيف الحارة، اندفعت تدخل الي الغرفة وقفت بالقرب من والدها تقف بشموخ تعقد ذراعيها أمام صدرها تردف محتدة: - وفيها ايه يا بابا لما يقول رأيه مش هو العريس بردوا ولا ايه... نظر معاذ للينا يعاتبها بنظراتها علي ما تفعل بينما تجهم وجه خالد غضبا تحرك من مكانه يقف أمامها مباشرة يدس يديه في جيبي سرواله ينظر لها غاضبا لترتسم ابتسامة ساخرة واسعة علي شفتيها تتمتم متهكمة: - ايه هتضربني تاني، اتفضل شد خالد علي أسنانه يحاول أن يكبح زمام غضبه لا يرغب في أن يؤذيها أولا، ولن يرفع يده عليها أمام ذلك الشاب ثانيا، ابتسم ابتسامة سوداء غاضبة يتمتم متوعدا:. - لميها يا بنت خالد، مش هنتخانق قدام الأستاذ خرجت ضحكة خافتة ساخرة من بين شفتي لينا لتقترب برأسها من والدها تبتسم تتمتم ببساطة: - ليه ما نتخانق، معاذ مش غريب، كلها كام يوم ويبقي جوزي، يعني من العيلة. اشتعلت أنفاس خالد غضبا، يقبض علي يده بعنف حتي لا يصفعها، تسارعت أنفاسه ينظر له متوعدا أن تصمت وتغادر ولكنها بقيت تقف امامه تبتسم ابتسامة واسعة بريئة للغاية، توجهت ناحية أحد المقاعد تجلس عليه تتمتم ببساطة: - انا مش عايزة خطوبة، ممكن نعمل كتب كتاب في حفلة بسيطة، seriously ذكرياتي مع الأفراح مش لذيذة. حمحم معاذ متوترا، نظر ناحية لينا يبتسم ابتسامة صغيرة دافئة، ليعاود النظر لخالد الذي يقف يرميهم بنظرات نارية قاتلة، حمحم مرة اخري يبتلع لعابه الجاف يتمتم مرتبكا: - اللي خالد باشا يشوفه، ايه رأي حضرتك يا باشا. نظر خالد لابنته تلك الصغيرة تحتاج لإعادة تأذيب وصدقا هو لن يفعل ذلك، سيترك الأيام هي من تأدبها جيدا، رغم ما تفعل هي ابنته اولا واخرا، جميع المعلومات التي جمعها تثبت أن ذلك الشخص الجالس أمامه ذو صفحة بيضاء نقية، صادق في كل حرف قاله عن حياته... مر أمامه في تلك اللحظة صورة زيدان، زواج لينا سيكون الضربة القاضية له، وبقائه جواره لم يكن سوي عذاب له، وتلك الصغيرة لو فقط أعطت لحياتهم فرصة لما كانوا هنا الآن، يعرف أن جل ما تفعل ينبع من شعورها البشع بالألم، تبحث عن اي مسكن كان ليسكت صوت الألم داخله، ولكنه يخشي عليها أن يكن للمسكن أضرار قادمة ستؤذيها أكثر مما تظن عاود النظر لذلك الشاب الجالس أمامه ليشير الي باب المنزل ابتسم ابتسامة باردة يتمتم:. - نورتنا يا دكتور، ردي هيوصلك قريب... أصفر وجه معاذ حرجا، بينما اشتعل وجه لينا غضبا، والدها يطرد معاذ بطريقة مهينة قام معاذ من مكانه يبتسم متوترا حرك رأسه إيجابا سريعا التفت ناحيتها برأسه يتمتم مبتسما: - سلام يا لينا عاود النظر لخالد ليتمتم بصوت خفيض محرج: - في انتظارك رد حضرتك. تحرك لباب المنزل بخطي سريعة خرج يفر بذاته يغلق الباب خلفه في تلك اللحظة انطلقت عاصفة هوجاء اندفعت لينا ناحية والدها تصيح غاضبة: - ايه اللي حضرتك عملته مع معاذ دا، نازل بالترنج، وبتكلمه بمنتهي الغطرسة وكل كلمة فيها ألف تهديد وتهديد، وطردته بمنتهي الإهانة، دا لو زيدان كان زمانك شيلته من فوق الأرض فراشناله الأرض ورد عشان خاطر عيون زيدان باشا مش كدة... ارتسمت ابتسامة جافة علي شفتي خالد دس يديه في جيبي سرواله يتمتم ساخرا: - كل واحد ومقامه بقي ومعاذ بتاعك دا مالوش مقام عندي قال ما قال وتركها تقف مكانها تشتعل غضبا، توجه هو الي منزل البيت الضحم قبل أن يضع قدمه علي اولي الدرجات وجدها تندفع وقفت أمامه تنظر له للحظات تتنفس بعنف لتصرخ بشراسة:. - مالوش مقام عندك، بس ليه عندي، كفاية بعد كل اللي عملتوه فيه، لسه واقف جنبي بيساندني، عايزني بس سعيدة انما انتوا لاء، انتوا عايزني مبسوطة من وجهه نظركوا انتوا، انتي شايف اني المفروض هكون سعيدة مع زيدان، انما أنا فعلا سعيدة ولا لاء مش مهم، بتعذب ولا لاء، المهم أن هو هيبقي سعيد، مرتاح، وبنتك تتعذب تموت تولع مش فارقة معاك. أخرجت كل ما في جعبتها لتقف أمامه تتنفس بعنف تغشي عينيها الدموع، حمرة قانية تلهب وجهها الغاضب، ونظراته هو لم تتغير فقط رفع كف يده يربت علي وجهها برفق يتمتم بخفوت حزين: - كل دا كنتي تقدري بإيدك تغيريه لو اديتي لحياتك فرصة تانية، بس انتي اخترتي أصعب طريق عليكي قبل ما يكون عليه، **** يعينك علي نفسك، تصبحي علي خير. قالها ليتحرك ويتوجه الي أعلي، وقفت هي تنظر في أثره لحظات وبدأت دموعها تنهمر رغما عنها، امسكت طرفي فستانها تهرع سريعا إلي غرفتها، تلوذ بها كما اعتادت Back. اجفلت من شرودها الطويل الحزين علي صوت رنين هاتفها نظرت للهاتف الملقي لتجد رقم معاذ يضئ الشاشة، مدت يدها الي الهاتف اغلقته، تلقيه بعيدا، وضعت رأسها علي الوسادة تغمض عينيها رغما عنها في تلك اللحظة لا ترغب سوي في النوم. علي صعيد آخر في غرفة خالد ولينا، يجلس علي فراشه يعقد ذراعيه خلف صدره ينظر لها وهي نائمة قلقا عليها، حين صعد إلي غرفتها رآها نائمة تضم ركبيتها لصدرها آثار دموه تغرق وجهها، تري ما حدث لتصبح بتلك الحالة... تنهد قلقا خائفا عليها، ليجذبها لصدره يحاوطها بذراعه، يمسح علي شعرها بخفة، لحظات وتوسعت عينيه فزعا حين وجد جسدها يرتجف بعنف تدفن رأسها في صدره تصرخ بعنف، صرخات ذبيحة مقهورة مكتومة داخل صدره، جسدها يرتجف يتشنج بشكل مخيف، انتفض يحتضن جسدها يصيح فزعة مذعورا: - لينا مالك يا لينا، لينا فوقي يا حبيبتي، فوقي يا لينا. فتحت عينيها فجاءة تنظر له عينيها حمراء دموعها تنهمر بلا توقف، نظراتها ذبيحة معذبة، لا يعرف ما بها ولكن قلبه ينخلع خوفا علي حالها، ضمها لصدره سريعا يخبئها بين أحضانه يسألها مذعورا: - في ايه يا حبيبتي مالك، لينا ما توجعيش قلبي عليكي، مالك يا حبيبتي... كابوس، همست بها بصوت مرتجف بالكاد خرج من بين شفتيها ليبعدها عنه قليلا مسح علي رأسها تنهد يتمتم: - حرام عليكي وقعتي قلبي، خدي طيب اشربي. مد يده يجذب كوب الماء المجاور لهم يضعه أمام فمها التفت بعينيها ناحيته نظرة خاطفة معذبة لتشعر بالمياه تبلل شفتيها ارتشفت القليل فقط القليل لتبعد الكوب عن فمها، تنظر في نقطة بعيدة في الفراغ، سماء عينيها تكدرت حزنا، بالكاد تمنع دموعها من الا تهبط، اجفلت علي يده حين امتدت أسفل ذقنها يحرك رأسها ناحيته يبتسم قلقا: - مالك يا لينا، أنا قلقان عليكي، فيكي ايه يا حبيبتي. حركت رأسها بالنفي رفعت يديها تمسح وجهها بعنف خاصة عينيها تمحي منها إثر الدموع، حمحم تجلي صوتها المختنق تهمس بخفوت شارد: - ما فيش، عملت ايه مع معاذ تنهد يآسا يقص عليها سريعا ما حدث وما فعلت ابنتهم، فكان ردها آخر رد توقع أن يسمعه، حين اخفضت رأسها تشيحها بعيدا عنه تغمغم مختنقة: - سيبها تعمل اللي هي عايزاه، مش دايما الحب بجنون بيبقي هو الصح، ما تعذبهاش زيي. توسعت عينيها في فزع مما قالت انتفض يمسك بذراعيها يسألها جزعا: - تتعذب زيك؟!، أنا بعذبك يا لينا، في ايه يا لينا، مالك، طلعت لقيتك نايمة وكان شكلك بتعيطي، وصاحية بتصرخي، ودلوقتي بتقولي ما تعذبيهاش زيي، أنا زعلتك في حاجة رفعت وجهها تنظر لقسمات وجهه المتوترة القلقة، لترتسم ابتسامة معذبة علي شفتيها حركت رأسها نفيا تتمتم بخفوت: - فاكر زمان مامتك كانت بتتخانق معاك قد إيه عشان تتجوز، وتخلف ولد يشيل اسمك. عقد جبينه متعجبا ماذا بها الليلة حرك رأسه إيجابا يسألها متعجبا: - ايوة فاكر، وأنتي عارفة اني رفضت وانها مقطعاني ورافضة تيجي تعيش معايا بسبب الموضوع دا، بس انتي ايه اللي فكرك دلوقتي رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تسأله ببساطة: - ليه رفضت تتجوز، تخلف ولد يشيل اسمك، يقولك يا بابا حسنا لينا جُنت، او ربما حدث شيئا هو لا يعرفه وهو حقا قلق من ذلك تنهد يزفر أنفاسه القلقة يتمتم متعجبا:. - اتجوز!، اخلف! انتي بتتكلمي مالك يا لينا، انتي فاكرة أنه يفرق معايا انه يكون عندي ولد يشيل اسمك ولا لاء، طالما أنه مش منك، وبعدين ما لينا شايلة اسمي، هي صحيح بنت كلب مطلعة عين أهلي بس كفاية أنها بنتك، يخليني ابلعلها الزلط، الموضوع مش موضوع *** يشيل اسمي، دي روح ترفض حتي انها تبعد عنك. انهمرت دموعها تنظر له، نظرات تملئها الحسرة والألم، يد من نار تعتصر قلبها، اقترب مرة اخري يخبئها في صدره يسألها جزعا: - مالك يا حبيبتي، لينا ما تعمليش فيا كدة... حالتك دي بتقتلني، اتكلمي، اصرخي، قوليلي أنا مزعلك في إيه، عشان خاطري ما تعمليش كدة اغمضت عينيها للحظات تحاول إستعادة رباطة جأشها الممزقة، بصوت خفيض مختنق همست له: - أنا حلمت أنك اتجوزت عليا تالا مرات عمر عشان كدة كنت اتفزعت. ابعدها عنه برفق يضحك عاليا مد يده يمسح دموعها يغمغم في مرح: - صحيح من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، يعني أنا اقول كدة عشان اغيظ عمر، اقع أنا فيها في الآخر، تالا زيها زي ياسمين يا لينا عمري في يوم ما بصلتها بصة وحشة ولا عمري هعمل كدة دي مرات اخويا، شرفي زي ما هي شرفه. رسمت ابتسامة زائفة باهتة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، رفعت وجهها تنظر لعينيه، ملك الخداع، دايما ما يخدعها وهي دائما نا تنخدع ببساطة، رسمت الجدية علي قسماته تسأله: - هتعمل ايه مع لينا ومعاذ اتكئ علي الفراش يجذبها لتتوسد صدره شعر بجسدها يرتجف رجفة غريبة لم يعهدها، وضع رأسها علي صدره يمسح علي خصلات شعرها تنهد يهمس لها: - انتي عيزاني اعمل إيه، وأنا اعمله. ابتسمت ساخرة حقا يسألها منذ متي وهو لا ينفذ ما في رأسه هو دون أن يستشير اي من كان، كهرباء مؤلمة ترجف جسدها، ترغب في دفعه بعيدا، تمتمت بصوت خفيض مختنق: - شوف لينا عايزة ايه، خد رأيها المرة دي، مش يمكن هي صح، أنا صحيح بحب زيدان دا ابني أنا اللي مربياه، بس وجودهم جنب بعض بيعذبهم هما الإتنين، عشان كدة بقولك شوفها هي عايزة ايه. تنهد حائرا يحرك رأسه إيجابا، ربما لينا محقة، وابنته ايضا محقة وهو المخطئ الوحيد هنا. توسعت عينيها في هلع تنظر له مذعورة جسدها يرتجف كأن كهرباء عنيفة ضربته، ابتسامته المخيفة قربه الزائد عن اي حد، يده التي تكمم فمها تنذرها بالاسوء بمشهد لم تنساه يوما، يوم اغتال ذئب مشابه برائتها بلا رحمة، تركها جثة هامدة تعاني العذاب الوانا، عذاب نبذ المجتمع لفتاة مغتصبة، عذاب كلمات الناس السامة التي تنهشها بلا رحمة، عذاب الخوف من القادم، عذاب الوحدة، جلد الذات، الاشمئزاز من ذاتها لذنب لا ذنب لها فيه، تلوت بجسدها بعنف لن تسمح لجريمة اخري أن تحدث في حقها يكفي ما لاقت، بينما ذلك الدنئ لم يكن سوي يبتسم ابتسامة واسعة شيطانية مخيفة يده اليسري تكمم فمها، ويده اليمني تضم رسغيها في قبضته تمنعها من الحركة، مال ناحيتها برأسه يهمس جوار اذنها بخبث:. - أنتي ليه محسساني أن أنا جاي اغتصبك يا روحية، انتي مش عذراء يا ماما، عشان تخافي علي نفسك اوي كدة، اوعدك اني ما اقولش لحد، لا من شاف ولا من دري يا رورو حركت رأسها نفيا بعنف تغرق دموعها كف يده تتلوس بجسدها بقوة تترجاه بنظراتها أن يبتعد عنها، ترك رسغيها وبدا يحاول بيمناه تمزيق ثيابها وهي تحاول بإستماته دفعه بعيدا عنها، رفع وجهه ينظر لها غاضبا ليهوي بكفه علي وجهها بعنف يهمس لها محتدا:. - ما تهمدي بقي، انت هتعمليلي فيها شريفة... في تلك اللحظة تحديدا انطلق صوت صراخ عالي، صوت يعرف صاحبته جيدا، جدته؟! صوتها يصدح كناقوس خطر يدق في جوف الليل يوقظ الجميع: - يالهوووووووي يالهوووووي يالهووووووي الحقوني يا نااااااس يا أهل الحارة يا رجالة الحتة، ابن ابني اللي اويته في بيتي جاي يعتدي علي البت الغلبانة، ضربني، ودخل عايز يغتصبها. توسعت عيني مراد في صدمة وهو يري جدته تقف داخل شقة روحية التي اغلق بابها بالمفتاح ترتدي جلباب منزلي، تفتح باب الشقة علي مصرعيه تصرخ بصوت عالي جهوري، انتفض هو بعيدا عن روحية ينظر لجدته بذعر، ما هي الا لحظات واندفع رجال المنطقة لداخل شقة روحية، لتصيح جدته ما أن رأتهم:. - الحقوني يا رجالة، أنا كنت بايتة مع البت الغلبانة، يا عيني كانت تعبانة وبتفرفى من السخونية، لقيت البيه جاي ضربني وطردني من الأوضة وعايز يعتدي عليها، صوت هو صحيح ابن ابني بس البت غلبانة ومكسورة الجناح انهت كلامها لتهرول الي غرفة روحية توجهت الي فراشها جذبتها تخبئها في أحضانها تربت علي رأسها برفق تنظر لمراد نظرات متوعدة متشفية: - بس يا قلب أمك بس، أنتي تعبانة اصلا، منه *** ابن الحرام. ومراد يقف كثمثال منحوت من صخر، ينظر لجدته مذهولا في تلك اللحظة اندفع ثلاثة رجال ضخام الجثة ناحيته يجذبونه من الغرفة، يتناوبون علي ضربه كل منهم يسبه بأبشع الألفاظ: - بقي يا كلب، يا، يا، يا، جاي تعتدي علي البت الغلبانة. بات الرؤية أمامه مشوشة حرفيا ايدي الرجال التي تتكالب علي جسده بالضرب لم تعطيه حتي فرصة الدفاع عن نفسه، في الصالة ملقي أرضا، يشعر بجسده مهشم من عنف ما يلاقي، يلمح ببصره المشوش جدته وهي تنظر له مشفقة للحظات لتعاود نظراتها إلي الجمود والحزم لحظات اخري... دفعه أحد الرجال بقدمه بعنف في بطنه ليشعر بسيل دماء يندفع من فمه، تكور حول نفسه يكاد يبكي من الألم، في تلك اللحظة صدح صوت جدته تصيح فيهم:. - خلاص كفاية هو خد جزاءه رفع وجهه قليلا فقط ينظر لجدته نظرات ضعيفة مشوشة يعاتبها بنظراته التي تصرخ ألما، صدح صوت أحد الرجال: - لا يا ست منيرة ما خدش جزاءه، احنا هنوديه القسم وهما هناك هيعرفوا شغلهم معاه، هو آه حفيدك، بس البت الغلبانة دي مالهاش غيرنا يجيبلها حقها صدح شهقة قوية من منيرة لتضرب بيدها علي صدرها تصيح سريعا بفزع:. - ونتشحطط البنت الغلبانة في الأقسام، نفضحها بين الظباط والمخبرين مش كفاية اللي هي فيه، لاء يا عم عبده لاء، اللي غلط لازم يتحاسب آه، بس مش كدة صدح صوت ذلك الرجل الضخم صاحب البطن الممتلئ والشعر الخفيف صاحب محل الاقفال والمفاتيح: - خلاص يبقي يتجوزها يا ست منيرة ارتسمت ابتسامة منتصرة علي شفتي منيرة سرعان ما اخفتها سريعا توسعت عينيها تتمتم مدهوشة:. - يتجوزها، وماله ما يتجوزهاش ليه، هي روحية تتعايب دي ست البنات كلهم توسعت عيني مراد المكدومة في فزع، يتزوج من، جاهد في إخراج صوته يصيح معترضا: - لاء طبعا، اتجوز مين، اااه صرخ من الألم حين دفعه ذلك الرجل الضخم بقدمه في ظهره بعنف بصق عليه يصيح فيه بغلظة: - أخرس ياض، دا أنت تحمد ****، دا عشان خاطر عيون الست منيرة بس ابتسمت منيرة ابتسامة صغيرة تتمتم ممتنة:. - تعيش يا عم عبدة و****، أنا هفضل مع روحية، اهديها يا عيني البت مفتورة من العياط انحني عبده يقبض علي ملابس مراد يرفعه من الأرض يتمتم بغلظة: - وأنا هاخد البيه ارميه، هيفضل عندي الليلة، والصبح يا يتجوزها، يا يتزف في الحارة ويترمي في السجن نظرت روحية لمراد بتعاطف زائف تخفي خلفه ابتسامة واسعة سعيدة، علي ذلك الأحمق الذي يحركه الشيطان كلعبة أن يتعلم الدرس، عادت تنظر لعبده تقول بنبرة خافتة حزينة:. - حقك يا اخويا نظر عبدة للرجال معه يهتف بصوته الاجش الغليظ: - يلا يا رجالة، فضيناها خلاص، ما ينفعش الوقفة دي في انصاص الليالي، عن إذنك يا ست منيرة تحرك الرجال للرجال وعبده يجر مراد خلفه الذي ينظر لجدته يتوسلها بنظراته، اغلقت منيرة الباب خلفهم توصده بالمفتاح، وقفت خلف الباب المغلق ابتسمت تتمتم ساخرة:. - فاكر نفسه ناصح ابن وحيد، اهو خد علقة ما خدهاش حرامي في مولد، بس و**** صعب عليا، بس احسن يستاهل عيل قذر تنهدت حزينة حين تناهي الي اسماعها صوت بكاء عنيف لتلك المسكينة من داخل الغرفة لتتوجه إليها سريعا، تحاول إقناعها بما خططت. مع شروق شمس اليوم التالي كان يقف بسيارته امام عمارة سكنية ليست بكبيرة، استأجر فيها شقة صغيرة في الطابق الثالث، نصحه أحد زملائه بها، المكان هناك هادئ، بها. نزل من سيارته يحمل حقيبته من صندوق السيارة توجه ناحية العمارة، اوقفه الحارس ليريه بطاقته الشخصية، ليفسح له دخل، شقته في الطابق الثالث، الطابق الثالث يحتوي علي شقتين، واحدة كبيرة لا يعرف من يسكنها، واخري صغيرة تكفي لأعذب مثله، صعد الي الطابق الثالث، توجه إلي الشقة الاقرب جذب مفتاحه يضعه في قفل الباب، يحاول فتحه، لم يُفتح، ربما تلك ليست شقته جذب المفتاح من قفل الباب في نفس اللحظة التي انفتح فيها الباب فجاءة بعنف ورأي فوهة مسدس تتوجه الي رأسه مباشرة، نظرات خاوية نظر بها الي من يحمل المسدس، ليجده شاب تقريبا في أواخر العشرينات يقبض علي المسدس ينظر له غاضبا نظرات حادة قاتلة، ليهتف فيه:. - أنت مين وبتحاول تفتح شقتي ليه ابتعد زيدان للخلف يرميه بنظرات خاوية تنهد يتمتم في خواء: - أنا اتغلبطت في الشقة عن إذنك... قالها ليتحرك متوجها الي الباب الآخر وضع المفتاح في قفل الباب، انفتح في لحظات، ما كاد يدخل وجد يد تقبض علي كتفه وصوت ذلك الشاب الأسمر يهتف محتدا: - استني هنا أنت رايح فين. تنهد زيدان غاضبا هو حقا به ما يكفي ويزيد في اللحظة التالية كان يجذب سلاحه من غمده يشهره أمام وجه الشاب يصيح فيه غاضبا: - بقولك ايه أنا روحي في مناخيري اصلا، أنا المقدم زيدان الحديدي، أبعد بقي وارمي اللعبة اللي في ايدك دي لتعورك جل ما حدث أن ذلك الشاب ابتسم واخفض سلاحه مد يده يصافح زيدان يتمتم باحترام: - زيدان باشا معاك الرائد باسل مهاب نور الدين، نورت الغردقة يا افندم. تنهد زيدان متعبا يعيد سلاحه لمكانه ابتسم شبح ابتسامة مجهدة يحرك رأسه إيجابا يتمتم: - اهلا وسهلا، منورة بأهلها، عن إذنك أراد سحب يده من يد ذلك الشاب الواقف امامه، ليشدد باسل علي يده ضحك يقول محرجا: - اتمني أن حضرتك ما تكونش زعلت من الموقف اللي حصل، بردوا يعني إنت لو مكاني كنت هتعمل كدة ولا ايه زفر زيدان أنفاسه المجهدة يرغب في بعض النوم، رسم ابتسامة مجاملة علي شفتيه يتمتم:. - لا ابدا ما فيش حاجة حصلت عن إذنك حاول جذب يده مرة أخري ليترك باسل كفه يمسك برسغ يده يتمتم مبتسما في إصرار: - إذنك ايه بس، أنت أكيد جاي من سفر طويل، و**** لازم تفطر معانا... شد زيدان علي أسنانه غاضبا كم يرغب في لكم ذلك الفتي والفرار الي شقته التي لم يراها بعد، دخل خلف باسل الي شقة الأخير، كان يظنه هو الآخر مثله ولكن المنزل المرتب ذو الرائحة العطرة، خاصة رائحة الطعام التي تبعث أعملته أنه بالطبع يوجد سيدة بالبيت، اصطحبه باسل الي احد المقاعد في غرفة الصالون يجلس أمامه يقول مبتسما: - نورتنا و**** يا زيدان يا باشا علا بصوته قليلا: - مني حضري الفطار. عاد ينظر لزيدان يتمتم مبتسما: - ممكن أوراق النقل بتاعت حضرتك رفع زيدان حاجبه الأيسر مستهجنا ما يقول، ليحمحم باسل بحرج يردف: - أنا قصدي يعني عشان اعرف حضرتك اتنقلت انهي اقسم، اقول لحضرتك علي مكانه بدل ما تفضل تدور تنهد زيدان متعبا يخرج الاوراق من جيب سترته يعطيها لباسل الذي فتحها سريعا، ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي الأخير رفع وجهه لزيدان يردف:. - يا محاسن الصدف، حضرتك في نفس القسم اللي أنا فيه، يعني احنا بقينا زملا، وجيران في نفس الوقت ابتسم زيدان بإرهاق يحرك رأسه إيجابا أخذ منه الأوراق ليهب واقفا يتمتم بخمول ناعس: - بما اننا بقينا زملا وجيران يبقي أكيد هنتقابل كتير فمالوش داعي للفطار دلوقتي، أنا تعبان ومحتاج أنام، عن إذنك. قالها ليغادر منزل باسل يجذب الباب خلفه، في تلك اللحظات خرجت فتاة شابة في منتصف العشرينات، ملامحها هادئة نقية، تلف حجابها ترتدي جلباب بيتي واسع، قطبت جبينها متعجبة حين رأت باسل يجلس بمفرده لتسأله: - أنت مش كنت بتكلم حد دلوقتي وقولتلي حضريلي الفطار ابتسم باسل مشاكسا، ليتحرك ناحيتها وقف أمامها يتمتم مبتسما: - معلش يا ستي خليها غدا عشان ضيفنا تعبان وعايز ينام دلوقتي... مدت يدها تفك حجاب رأسها تنفض شعرها الاسود القصير تتمتم مبتسمة: - طب كويس أنا كدة كدة كنت هظبط غدا النهاردة عشان انجيليكا جاية تزورني، بس صحيح مين ضيفنا دا طوقها بذراعيه يلاعب حاجبيه مشاكسا يقول مبتسما: - المقدم زيدان الحديدي زميلي في الشغل وجارنا، بس الصاروخ الاوربي جايلنا النهاردة... احتقنت عيني مني غضبا لتكور قبضتها تصدمه علي صدره بعنف تتمتم حانقة:. - اتلم يا باسل والا و**** هقول لزميلك الجديد وجارنا علي الصدف المقصودة؟! في منزل عثمان الصياد، فتح عينيه صباحا يبحث عنها، ليجد الفراش جواره فارغ قطب جبينه متعجبا أين ذهبت منذ الصباح الباكر، شد جسده ينتصف في جلسته بصعوبة يصيح باسمها: سارين، سارين، انتي فين يا سارين قطب جبينه متألما لا يعلم لما ولكنه يشعر بصداع يشع يكاد يفتت رأسه، وضع يده علي جبهته يمسدها برفق يتأوه بقوة يصدح بصوته ينادي عليها: - ساااااارين. فتح عينيه يمسد جبهته ينظر حوله باحثا عنها ليلمح بطرف عينيه شيئا لم تره عينيه في البداية ورقة صغيرة مطوية، موضوعة علي وسادة سارين، أكل القلق قلبه من أن يكن هناك من اختطفها، التقط الورقة سريعا يفتحها متلهفا حتي أن جزء منها تمزق وهو يفعل ذلك، ليقرأ ما خُط علي سطحها « عثمان أنا نزلت اجيب حاجات من السوبر ماركت، مش هتأخر يا حبيبي، آه صحيح صباح الفل ». احتدت عينيه غضبا ليكمش الورقة في يده يشد عليها بعنف تسارعت أنفاسه الغاضبة، تحرك بنصف جسده العلوي تحديدا يلقي بنفسه فوق مقعده المتحرك، شعرك بألم بشع إثر ارتطام جسده بعنف بالمقعد ولكنه لم يهتم تحرك للخارج يحرك مقعده بعنف، فتح باب غرفته خرج منها إلي صالة منزلهم الكبيرة يجلس مقابلا لباب المنزل المغلق ينظر له بأعين غاضبة تقدح شررا لحظات ربما، وسمع صوت مفتاح يدخل الي قفل الباب فعرف أنها أتت، لم تمر سوي ثواني قليلة وكانت تدخل من باب المنزل، ترتدي سروال جينز واسع وفوقه قميص أسود تجمع شعرها في جديلة طويلة، ارتسمت ابتسامة رقيقة علي شفتيها ما أن رأته لتقترب منه بخفة لثمت وجنته بقبلة صغيرة تتمتم مبتسمة:. - صباح الفل يا عثعث صحيت امتي، أنا قولت هطلع الاقيك نايم، اااه تأوهت بصوت عالي حين شعرت بكف يده يقبض علي معصمها بعنف مخيف، نظرت له بدهشة ممتزجة بألم معصمها لتجده يشد علي يدها وجهه أحمر، عرق ينفر بعنف جوار صدغه، لتسمع صوته الحاد: - انتي ازاي تخرجي من غير ما تقوليلي يا هانم جذبت معصمها من كفه بحدة احتلت الصدمة نبرتها المتألمة:. - في ايه يا عثمان، أنت اتجننت، وبعدين أنت كنت نايم، وأنا روحت فين يعني، دا السوبر ماركت اللي في الشارع مش من حقك، صاح بها بصوت جهوري عالي غاضب لتنتفض في وقفتها تعد للخلف بينما اقترب هو بمقعده الي أن صار بالقرب منها، شد بقبضتيه علي أطراف مقعده الحديدي يصيح غاضبا:. - مش من حقك تنزلي كدة وتسيبلي حتة ورقة تقوليلي عثمان أنا نزلت بس من غير ما تقوليلي ولا تاخدي رأيي، مش من حقك حتي تفتحي باب الشقة من غير تعرفيني انا راجل البيت يا هانم، ولا عشان أنا عاجز شخصت عينيها في ذهول تنظر له متعجبة مصدومة لا تصدق تلك الخرافات التي يقولها قاطعته تتمتم مذهولة:. - عاجز، ومش من حقك، ايه الكلام الغريب اللي أنت بتقوله ده يا عثمان، هو حصل ايه لكل دا، نزلت السوبر ماركت وأنت نايم دي شايفها جريمة لا تغتفر احتدت نبرته أكثر لم يهدئ غضبه بل ازداد اشتعالا وهو يصيح فيها: - ايوة جريمة لما تتعاملي معايا علي اني هوا، شخص مالوش اي ستين لازمة سيبالي حتة ورقة بتفرضي بيها أمر واقع انتي نفذيته خلاص، تبقي جريمة ولا لاء. حركت رأسها نفيا في هدوء تاام التقطت ما مشترياتها بيدها اليسري لتفك عقدة شعرها بيمناها رسمت ابتسامة باهتة علي شفتيها تتمتم بخواء: - طالما أنت شوفتها جريمة يبقي أنا آسفة، عن إذنك. قالتها لتتحرك إلي غرفة المطبخ وضعت المشتريات علي طاولة المطبخ لتتوجه الي غرفة نومهم لتبدل ثيابها، ظل هو بتابعها بعينيه الي أن اختفت من أمامه ليزفر أنفاسه الملتهبة لا يعرف حتي لما غضب لتلك الدرجة، ربما شعوره بالعجز الذي اشعره أنها لا تري لرأيه قيمة، او ربما هو خوفه من أن يكن أصابها مكروها، وهو لن يقدر علي إنقاذها وكيف سيفعل وهو قعيد ذلك المقعد المتحرك لا حول له ولا قوة، تنهد يلتقط أنفاسه يحاول أن يهدئ نفسه مرة تليها اخري وأخري، تحرك بمقعده إلي غرفة النوم وقف أمام بابها المغلق يرهف السمع ليصل إليه صوت بكاء منخفض، شعر بمدي حقارة نفسه وافكاره العاجزة وهو يسمع صوت بكائها الحار، تنهد حانقا من حاله ليدق الباب ويدخل بعدها بلحظة رآها تجلس عند نهاية الفراش تمسح دموعها المتساقطة بكفي يدها بعنف تشيح بوجهها بعيدا عنه، اقترب هو أكثر بمقعده، وصل امامها مباشرة حمحم في حرج ليردف بصوت خفيض متوتر:. - سسارين، ما تزعليش، أنا ما كنش قصدي ازعقلك كدا تنهد، تنهيدة طويلة حارة حزينة: - أنا آسف يا سارين في تلك اللحظة التفتت له برأسها ليري في عينيها نظرات لوم قاسية مسحت عينيها بعنف لتهتف بجمود قاسي: - لازم تكون آسف يا عثمان عارف ليه لأنك كسرت كل الوعود اللي وعدتني بيها يوم جوازنا، و علي فكرة أنا لا غلطت ولا عملت جريمة عشان نزلت السوبر ماركت وأنت نايم وقفت أمامه تعقد ذراعيها أمان صدرها تتمتم بخواء فارغ:. - وكلمة آسف مش كفاية بعد كل اللي قولته يا عثمان عن إذنك. قالتها لتتجاوزه وتغادر الغرفة بينما كور هو قبضته يدق بها علي يد مقعده بعنف يشعر حقا بالاشمئزاز من حاله، تحرك خلفها، شعر بالقلق في تلك اللحظات من أن ترحل وتتركه بعد أن اجتمع بها أخيرا، تحرك إلي خارج الغرفة يبحث عنها ليسمع صوت الموقد الاواني، رائحة الطعام الشهية، تحرك لغرفة المطبخ رآها تتحرك هنا وهناك تخرج الطعام من البراد تعده علي الموقد تتعامل مع الاواني بعنف كأنها تصرخ فيها، تنهد حزينا علي حالها مما قال هو، سمعها تهتف بخواء وهو تستدير له تحمل صحنين في يديها:. - الفطار، كل كويس عشان دكتور العلاج الطبيعي قرب يجي وضعت الطعام أمامه علي الطاولة تحركت لتغادر ليسرع بإمساك رسغ يدها يتمتم بتلهف نادما: - سارين أنا اس. قبل أن يكمل جمتله جذبت يدها من يده تتحرك للخارج دون أن تعيره انتباها، تنهد حزينا يخفض رأسه ارضا أحمق، رفع وجهه لتلمح عينيه كيس المشتريات التي احضرتها، وتلك الحقيبة الصغيرة المتدلية منه، تحرك ناحيتها التقطها يخرجها من مكانها ليكسو عينيه نظرة حزينة نادمة، دوائه قد نفذ بالأمس، وهي أحضرت غيره، بدأ يبحث بين الأغراض ليجد أن جميعها له، الحليب والخضراوات، جميع الاطعمة التي اوصي بها الطبيب له، شد علي قبضته يسب نفسه، في تلك اللحظات دق جرس الباب، جاءت سارين وقفت عند باب المطبخ تتمتم بخواء:. - جرس الباب بيرن وأنت عارف انه مش من حقي طبعا اني افتح الباب، يا ريت ما تخليش الدكتور واقف برة كتير... تنهد يحرك رأسه إيجابا لتسبقه هي الي الخارج، تبعها يحرك مقعده إلي باب منزلهم، فتح الباب ليطالعه وجه الطبيب الاربعيني البشوش ابتسامته الهادئة كلماته المرحة العفوية التي نطقتها ما أن رأي عثمان: - اهلا اهلا بالعريس، ايوة كدة يا راجل، عيش حياتك مش عاملي فيها عم العميق المكتئب. ضحك عثمان بخفوت يفسح المجال ليدخل الطبيب يغلق الباب خلفه اقتربت سارين منهم تصافح الطبيب بابتسامة صغيرة ليردف الأخير مبتمسا: - انتي العروسة، ما شاء **** ايه القمر دا، لاء عرف يختار الصياد حمحم عثمان بحدة يتمتم مغتاظا: - ما خلاص يا دكتور أنا خيَّال مش قرني ضحك الطبيب ضحكة عالية مجلجلة ليمسك بمقبضي المقعد الخاص بعثمان يتمتم ببشاشة: - خلاص يا عم دا أنت غيور جداا، يا ابني دا أنا قد أبوها... ابتسمت سارين في رقة تنظر للطبيب تتمتم بلباقة: - تحب حضرتك تشرب ايه يا دكتور سامي حرك الطبيب نظارته الطبية يعدل من وضعها علي عينيه ليدفع عثمان امامه نظر لسارين يتمتم: - كوكتيل فراولة وموز ومانجا، واعمليه علي أقل من مهلك، علي ما أخلص مع الأستاذ اللي بيتدلع دا الجلسة. للحظات رأت نظرة قلقة تضطرب في حدقتي عثمان قبل أن يغادر بصحبة الطبيب، تحركت للمطبخ تقف تعد ما أراد ذلك الطبيب، تسمع صوت ذلك الطبيب وهو يشجع عثمان بكلمات تحفيزية مشجعة ألا يستسلم ابدااا، بينما عثمان يصيح ياسا: - كفاية أنا تعبت كل يوم ورا التاني بتأكد اني عمري ما هرجع امشي علي رجليا تاني ادمعت عينيها مشفقة علي حاله، لتسمع صوت الطبيب يصيح فيه:. - أنت ضعيف يا صياد، ما سمحتش لاي متسابق أنه يغلبك، وسيبت نفسك هي اللي تغلبك أنت اللي عايز تفضل كدة ادمعت عينيها مرة أخري علي حاله خاصة حين سمعت صوت صياحه العاجز: - لحد امتي لحد أمتي هفضل كدة، لحد أمتي هتقولي قاوم حارب اصبر، قولي أنت لحد أمتي لحظات طويلة ساد بعدها الصمت قبا ان تسمع صوت الطبيب بتمتم في رزانة: - لحد ما تلاقي نفسك ماسك كاس بطولة العالم اللي كسبتها. حركت رأسها إيجابا تؤيد كلمات الطبيب داخل قلبها مرت ساعة تقرييا، قبل أن تسمع صوت باب غرفة عثمان يفتح هرعت سريعا من داخل المطبخ، وقفت سريعا تسأل الطبيب بصوت هامس متلهف: - دكتور سامي لو سمحت طمني عليه، هو كويس وحالته في بجد أمل انه يرجع يمشي تاني ابتسم الطبيب في هدوء ورزانة يحرك رأسه إيجابا يطمئنها قائلا:. - طبعا في امل وفي عمر كمان، حالة عثمان من الحالات السهلة، ما تقلقيش في اقرب وقت هتشوفيه واقف علي رجليه، عن إذنك. رحل سريعا لالتزامه بموعد آخر عند حالة طريقها بعيد، بينما وقفت هي تنظر لباب الغرفة المغلق، تصارع قلبها وعقلها في الذهاب إليه، حالته المجهدة صوته اليأس المتعب، جعلها تتحرك ناحية باب الغرفة، مدت يدها تفتح المقبض لتراه يتكأ علي فراشه يتنفس بعنف جسده متعرق يبدو مجهدا لأبعد حد، ارتسمت ابتسامة صغيرة مجهدة علي شفتيه بحثها بعينيه أن تقترب منه، لا يرغب في تلك اللحظة سوي أن يلفي بنفسه بين ذراعيها يبكي بلا توقف، تحركت ناحية الفراش ما أن اقتربت منه القي بنفسه بين أحضانها يشدد علي عناقها يتمتم بخفوت مجهد نبرة شبه باكية:. - سامحيني يا سارين، أنا كنت خايف، خايف لأحسن يكون حد اذاكي وأنا مش هقدر ادافع عنك ابداا، أنا عاجز يا سارين، مشلول، مهما حاولتوا تخفوا الصورة دي من عينيكوا، بشوفها في كل مراية، بشوف عجزي كل ما ابص لرجليا بحس اني ناقص عاجز، أنا عارف اني زعلتك اوي بكلامي وأنا آسف اوي يا سارين... ضمته بين أحضانها تمسح علي شعره بحنو كأنه طفلها الصغير، ابعدته عنها قليلا ترسم ابتسامة لطيفة علي شفتيها تتمتم برقة:. - خلاص يا عثمان مش زعلانة منك، بس ارجوك بلاش توصل للحالة دي من اليأس أنا واثقة انك هترجع زي الأول وأحسن... ارتسمت ابتسامة مطمئنة صغيرة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا ببطئ ليجذب رأسها يطبع قبلة حانية علي قمة رأسها. في الحارة، في منزل روحية، تحديدا في غرفتها، تجلس علي فراشها ترتدي جلباب أسود وحجاب من نفس اللون الاسود القاتم تضم ركبتيها لصدرها تذرف دموعا بلا توقف، لا تصدق أن بعد قليل ستلم زمام أمرها لذلك الذئب الذي حاول إغتصاب برائتها لولا مجئ تلك السيدة لكان أكمل فعلته الشنيعة في حقها ليجعلها تتجرع بمرارة، علقم الاغتصاب للمرة الثانية، ولكن ما باليد حيلة، ماذا تفعل وقد وضعوها بين المطرقة والسندان، مسحت دموعها بكفي يدها بعنف تتذكر ما حدث بالأمس. Flash back لم تكد تصدق أنها نجت من بين براثن ذلك الشيطان وأنه لن يؤذيها لتسمع أحد الرجال يصيح أن عليه أن يتزوجها انكمشت في غرفتها تحتضن جسدها تبكي تحرك رأسها نفيا بعنف ترفض ما وافقوا عليه جميعا، لحظات واختفت أصوات الرجال من منزلها، لتجد السيدة، تدخل إلي الغرفة تجلس جوارها علي الفراش، تعانقها بحنان افتقدته منذ أن توفيت والدتها ارتمت بين أحضانها تصرخ بحرقة:. - انتوا ازاي توافقوا علي كدة، أنا مش عايزة اتجوزه، كان عايز بغتصبني، كان عايز يدبحني زيه، حرام عليكوا ما كنش بإيدي اللي حصلي عشان ترموني كدة... ادمعت عيني منيرة تشدد من احتضان روحية تزرعها بين فؤادها تمسح علي شعرها تهمس لها بحنان: - بس يا حبيبتي اهدي يا قلب أمك، أنا عارفة يا بنتي إن اللي حصلك مش بإيدك، واللي كان عايز يعمله مراد فيكي، الكلب كان عايز يستغل ضعفك وخوفك، بدل ما يستغلك هو، استغليه انتي. قطبت روحية جبينها متعجبة تبتعد عن منيرة تنظر له مستفهمة، لتبتسم منيرة في هدوء ماكر تتمتم:. - اسمعيني يا روحية رغم أن اللي حصلك كان غصب عنك، بس الناس هتجيب الغلط كله عليكي ما حدش هيرحمك، الناس بقي منزوع من قلوبهم الرحمة، لما تتجوزي مراد وتتطلقي منه هيبقي معاكي ورقة طلاق يقول أنك كنتي متجوزة، رجالة اليومين دول ممكن يقبل بواحدة مطلقة، بس ما يرضاش بواحدة مغتصبة، رغم أن اللي حصل دا كان غصب عنها، استغلي انتي مراد يتجوزك، ويطلقك ويبقي معاكي ورقة طلاق، وسيبي الحتة كلها وامشي وأنا هساعدك وادويكي تشتغلي عند ناس معرفة وتبدأي من أول وجديد وبإذن **** **** هيبعتلك ابن الحلال اللي يعوضك عن كل اللي حصل. كلام مرتب منطقي مقنع للغاية لفتاة بائسة مثلها، اضطربت حدقتيها ذعرا رغم اقتناعها بما قالت منيرة كاملا نظرت لمنيرة خائفة تهمس بارتجاف: - وافرضي وافقت واللي ما عملوش فيا دلوقتي، عملوا بعد الجواز، ما حدش هيقدر يتكلم ولا يفتح بوقه، كله هيقول مراته احتدت ملامح منيرة بصرامة لتمسك خفها في يدها تصيح متوعدة:. - مين دا طب يبقي يفكر يأذيكي ابن وحيد وأنا اديله بشبشي علي خلقته، فكري يا بنتي صدقيني انتي محتاجة الفرصة دي Back. وافقت وهل كان لها حل آخر غير الموافقة، إن لم تفعل ستبقي الفتاة المنبوذة التي يحتقرها الجميع، ربما هي فرصة جيدة لها كما اخبرتها منيرة، اجفلت من شرودها علي صوت دقات علي باب غرفتها لترتعش في جلستها، دخلت منيرة تنظر لها تبتسم ابتسامة واسعة، اطلقت زغرودة عالية تحادثها بفرحة: - يلا يا عروسة المأذون برة. حركت رأسها إيجابا تبتلع لعابها الجاف، جسدها ملتصق بالفراش يرفض الحراك، توجهت منيرة إلي فراش روحية، تجذب يدها ليتوجها معا إلي الخارج في صالة المنزل كان ذلك الرجل المدعو عبده يجلس جوار مراد يرميه بنظرات نارية نافرة، بينما يجلس المأذون ومعه شاهدين، ارتجف جسد منيرة ذعرا ما أن رأت مراد بينما، ارتسمت ابتسامة متوعدة سوداء علي وجه مراد الذي لا يظهر من الأساس من عنف ما به من لكمات تخفي ملامحه، حمحم عبده بخشونة يكسر الصمت يتمتم:. - مش نكتب بقي ولا ايه المأذون قاعد بقاله كتير طبعا يا اخويا نكتب، نطقتها منيرة سريعا لتجذب يد روحية تجلس جوارها علي أريكة بالقرب منها، لحظات وسمعت صوت المأذون يسألها: - موافقة يا بنتي علي الجوازة دي قبل أن تبدي اي ردة فعل صدح صوت عبده يتمتم بغلظة: - ما تخلص يا شيخ أحمد، ما هي أكيد موافقة. بدأت إجراءات عقد القران وتطوع عبده أن يكن وكيلا للعروس، دوامة من الخوف اغرقتها بالكامل هي بعد لحظات من أن تصبح زوجته دوامة لم تفق منها الا حين وضعوا القلم في يدها وقربوا منها الدفتر لتخط توقيعها علي وثيقة إعدام فرضها المجتمع والناس، التقاليد التي لا تعرف سوي لوم الضعيف وضع الضحية موضع القاتل، والقاتل ما هو الا برئ حمل وديع لن يحاسبوه مهما كان وهل للحمل أنياب ليحاسبوه بها علي سفك الدماء، بأصابع مرتجفة كتبت أسمها وبصمت بإصبعها علي سطح الورقة، ليرحل المأذون والشهود بقي عبده ومنيرة ومراد وروحية، اقترب عبده من مراد يقبض علي تلابيب ملابسه يتوعده:. - بص يا جدع أنت البت الغلبانة دي كانت في رقبتي أنا والست منيرة، لو فاكر انك بعد ما تتجوزها هتيجي عليها عشان مالهاش حد، لاااا، لو فكرت بس تدوسلها علي طرف هسحلك في الحارة، هزفك قدام العيال، ماشي يا بيه اشاح مراد بوجهه بعيدا يتأفف حانقا ليلفظه عبده بعيدا بعنف، استأذن منهم وغادر لتبقي منيرة مع روحية ومراد، وقفت منيرة تمسك بيد روحية تنظر لمراد بإستيعلاء:. - هات شنط مراتك من اوضتها وحصلنا علي البيت يا بيه... قالت ما قالت لتمسك بيد روحية تخرج من المنزل بأكمله، بينما وقفت مراد ينظر في أثرهم ناقما غاضبا يكاد ينفجر، جدته العزيزة هي السبب في كل ما حدث له، أقسم علي الإنتقام، بخطي غاضبة دخل الي الغرفة ليجد عدة حقائب، حملها جميعا لينزل الي أسفل يتبعهم الي منزلهم في بداية الحارة، دخل ليجد روحية تجلس علي أريكة في الصالة بمفردها وجدته ليست هنا، رآها فرصة ذهبية لبث الرعب في قلبها، القي الحقائب من يده، ليجرع في خطواته إليها وقف أمامها مباشرة يرميها بنظرات مشتعلة حاقدة يهمس ناقما متوعدا:. - أنا في الآخر أخد البقايا بردوا، ماشي يا روحية اتكي علي الصبر، بقيتي مراتي يا حلوة، و*** لاسود عيشتك، اصبري بس عليا، اما خليتك تقولي حقي برقبتي. الفصل الخامس والسبعون الساعة تجاوزت الواحدة ظهرا، يلقي بجسده علي فراش صغير بالكاد يسع جسده في صراع طويل مع كوابيسه البشعة التي لا تنتهي محيط اسود يغرق فيه رغما عنه، لم يلتقط أنفاسه الا علي صوت رنين باب المنزل، الذي بدأ ولم ينتهي، انتفض فجاءة يشهق بعنف جسده يغرق في بحر من العرق الغزير، مسح وجهه ورقبته بكف يده، ينتفس بعنف، انتفض من فراشه يصيح بصوت عالي غاضب: - ايوة طيب، ايه القرف دا علي الصبح. توجه ناحية الباب يفتحه ليجد ذلك الشاب ماذا كان اسمه، باسل، يقف يحمل صينية طعام صغيرة يرتدي حلته الرسمية يقف أمام الباب يبتسم في اتساع، اتجه الي الداخل ما فتح زيدان الباب يغمغم ضاحكا: - ايه يا عم زيدان ساعة ونص برن الجرس دا أنا قولت موت، صحصح كدة وتعالا كل لقمة المدام بتعمل فطار عظمة، تعالا تعالا واقف ليه. زفر زيدان حانقا من ذلك المتطفل الذي يقتحم حياته دون إذن منه تماما، كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - مش ملاحظ أنك خدت عليا جامد أنا لسه عارفك النهاردة الصبح، وبعدين ايه عم زيدان دي، أنا اعلي منك رتبة علي فكرة التقط باسل لقمة صغيرة من فوق سطح الصينية أكلها يبتسم في ببشاشة يتمتم: - يا عم دا هناك لما نروح الشغل، انما احنا هنا جيران، زيدان يا جاري يا واحشنا من زمان دايما غامض ومقفل البييان. ارتسمت ابتسامة صغيرة يائسة علي شفتي زيدان، ذلك الأحمق يذكره بحسام صديق عمره الذي يشتاق منذ الآن، حرك رأسه يآسا يتمتم ساخرا: - أنا هروح اغير هدومي... توجه الي غرفته بالداخل يخرج ثيابه من حقيبته يشرع في تبديل ثيابه عقله يذهب إليها في كل لحظة، تنهد يآسا يحرك رأسه نفيا بعنف عله يخرج صورتها من خياله، بداية جديدة، مكان جديد، وقلب كما هو يعشق الماضي المؤلم، شرع في تبديل ثيابه سريعا ليخرج لذلك الجالس بالخارج، توسعت عينيه في دهشة حين رأي صينية الطعام الشبه فارغة كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - أنت جايب فطارك وجاي تاكل عندي يعني. ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي باسل، لينفض يديه يتمتم ضاحكا: - ما انت إتأخرت وأنا جوعت، يلا يا عم نعرفك علي القسم جذب باسل ذراع زيدان، ليخرجا من المنزل، ومن العمارة السكنية بأكملها، متوجهين إلي القسم، وباسل لا يتوقف عن الكلام ولو لحظة: - سيبك بقي يا عم من اللي يقولك، انتقلت الغردقة يبقي مش هتشتغل، إنت عينك لازم تبقي في وسط رأسك، عشان السياحة وسمعة البلد... تحرك زيدان جواره بعقل شارد، لمح بعينيه الموج الهائج يلاطم بعضه بعضا، وقف رفضت قدميه الحراك أمواج الهواء تصفع وجهه بعنف تعيده لذكري قديمة سعيدة تمني لو استمرت. Flash back - انتي مش ملاحظة أن الشط مش عليه حد.. لفت رأسها تنظر حولها لتقطب جبينها تنظر للفراغ حولها، تعجب لم يدم طويلا فمعظم من كانوا حولهم اتجهوا الي تلك الباخرة السياحية الضخمة لرحلة سياحية في الماء، عاودت النظر له لتتوسع عينيها حين حملها بين ذراعيها متجها بها ناحية الماء لتتعلق برقبته تصيح فيه متوترة: - أنت بتعمل ايه يا مجنون. تعالت ضحكاته الصاخبة ليدخل بها الي الماء نظر لها يلاعب حاجبيه بعبث يردف مشاكسا: - بعملك وجبة لل Hungary fish قالها ليلقيها بخفة الي الماء، هو يعرف أنها تعرف السباحة جيدا نظرت له مغتاظة مما فعل لتقذفه بالماء تخرج له لسانها، عقد جبينه يضيق عينيه ينظر له بغيظ اجاد تصنعه ليقفز بخفة في بقعة فارغة جوارها، رفع وجهه ينفض الماء عن شعره ينظر لها يبتسم في خبث، ليقذفها هو الآخر بالماء Back. اجفل فجاءة من شروده، علي يد باسل وضعت علي كتفه يصيح فيه متعجبا: - هييي زيدان روحت فين يا عمنا أغمض عينيه متألما يحرك رأسه نفيا، يتحرك بصحبة باسل في طريقهم. في الإدارة في مكتب خالد السويسي، يجلس خالد خلف سطح مكتبه شارد قلق، يدق بسن قلمه علي سطح المكتب دقات منتظمة قلقة متسارعة، تنهد يخرج أنفاسه المثقلة، حين سمع صوت دقات علي باب الغرفة لحظات ودخل محمد يغمغم مبتسما: - صباح الفل يا باشا ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد يشير لصديقه أن يقترب، جلس محمد علي المقعد المجاور للمكتب يغمغم مبتسما: - خد امضي... حرك خالد رأسه إيجابا بعملية تامة يخط توقيعه علي سطح الورقة اغلق الملف يعطيه لمحمد، أخذه الأخير منه يسأله قلقا: - مالك يا إبني شكلك مش عاجبني تنهد خالد قلقا، يمكنه أن يخفي ما يريد علي الجميع الا صديقه يقف أمامه وتخرج الكلمات من بين شفتيه رغما عنه تنهيدة حارة مثقلة خرجت من بين شفتيه يتمتم متعبا:. - الدنيا بتبوظ تاني يا محمد زيدان سافر، أنا صحيح مظبط الدنيا هناك، واحد من تلاميذي اسمه باسل، هيبقي معاه دايما، بس لينا مصصمة تتجوز اللي اسمه معاذ دا، ولا لينا مش عارف مالها من إمبارح، نايمة بشكل مخيف، من إمبارح وهي نايمة والاقيها بتعيط وهي نايمة أحاول اصحيها تقوم مصرخة في وشي سيبني أنام، أنا عايزة أنام، مش عارف أعمل إيه حرك محمد رأسه إيجابا يتمتم في هدوء يحاول تنظيم تلك البعثرة:. - طيب زيدان ومشكلته اتحلت، إنت عارف أنه محتاج يبعد ووجود باسل جنبه كويس أما لينا بقي فيمكن بس بتعند معاك عشان شيفاك رافض الموضوع، يمكن لو وافقت وحسستها انه عادي يعني، تسيبه، جرب صمت للحظات ينظر لصديقه بحذر ليسأله فجاءة: - أنت طلقت شهد ولا لسه صحيح حرك خالد رأسه نفيا يزفر حانقا، ليبلع محمد لعابه يهمس مترددا: - ما يمكن لينا يعني، عرررفت. توسعت عيني خالد في فزع وعقله يعيد ترتيب ما حدث، هاتفه الآخر، الرسالة، لينا، صرخاها ضرب جبهته بكف يده يتمتم مذعورا: - يا نهار أسود. علي صعيد آخر مرت ساعتين تعرف فيهم زيدان علي مكتب عمله الجديد، لم يجد نا يفعله في يومه الأول لم يستلم عمله رسميا بعد فقرر المغادرة، يتمشي علي الشاطئ الرملي، يركل حبات الحصي يدس يديه في جيبي سرواله يبتسم ساخرا يشفق علي حاله، سافر بعيدا ليهرب من عشقها فتبعه طيفها يؤرق ليله يعذب نهاره، الهواء البارد الذي يلف جسده بالكامل لم يزيد نيرانه سوي اشتعالا، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان وقف مقابلا للبحر يغمض عينيه يتسمع الي تلاطم أمواجه، سمفونية حادة الإيقاع تطرب قلبه، يتخللها صوت صرخات مستغيثة فتح عينيه سريعا ليجد فتاة في المياة تكاد تغرق، لم يتردد لحظة حين خلع حذائه يركض للداخل قفز بجسده للماء يصارع الأمواج إلي أن وصل إليها أمسكها جيدا يسبح بها الي الماء، الموج العنيف يعيده للداخل وهو يصارع للخروج بعد جهد شاق ارتمي بجسده علي الشاطئ يسعل بعنف يشعر بأنه شرب نصف مياة البحر، ينظر لتلك الممدة جواره من الجيد انها تتنفس، استند بكفيه علي الرمال ينتصف في جلسته يسألها برسمية:. - أنتي كويسة، are you ok ابتمست الفتاة ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا مدت كف يدها له ليمسك بيدها يجذبها تجلس هي الاخري سعلت عدة مرات تتنفس بعنف تحاول الاسترخاء بعد أن كادت تغرق في لحظات، لولا مساعدته نفضت شعرها الأشقر الطويل تبتسم له تتمتم بلغة عربية مكسرة: - ششكراا ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه وهو يستمع إلي لكنتها وقف ينفض الرمال عن ملابسه يتمتم: - العفو، عن إذنك. قالها ليلتفت ويغادر ما كاد يتحرك خطوتين سمعها تصيح بصوت عالي: - أنت استني، استني، أنا آيز، اشكر أنت خرجت من بين شفتيه ضحكة ساخرة ليجدها تهرع إليه وقفت أمامه تمد يده تود مصافحته تتمتم بابتسامة ساحرة: - انجيلكا. نطقتها بصوت ناعم وابتسامة ساحرة لم تحرك فيه شعرة واحدة رغم أن من تقف امامه أنثي لا تستطع العين الا أن تنظر لها تذوب في سحر جمالها الأوربي الخاطف للأنفاس، يكفي شعرها الأشقر الداكن الطويل المائل للبني ملامحها الفاتنة عينيها الزرقاء الغامقة، ذلك النمش الصغير الذي يغطي انفها واعلي وجنتيها أما هو فقط ابتسامة صغيرة مجاملة لا حياة فيها ارتسمت علي شفتيه حرك رأسه إيجابا بخفة يردف بنبرة لبقة رسمية:. - زيدان، ما فيش داعي للشكر دا واجبي ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيها لتمسك بكف يده بيديها تصافحه بحماس تردف مبتهجة: No, you do not understand. I must thank you. I almost drowned and you saved my life in the last moments، I really thank you for your courage - لا أنت لا تفهم يجب علي أن اشكرك كدت أن أموت غرقا وأنت أنقذت حياتي في اللحظات الاخيرة، أنا حقا أشكرك علي شجاعتك. رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يتمتم بلباقة: - Be careful، I have to go، Goodbye قالها ليلتفت ويغادر القي سترة حلته علي كتفه يرحل بعيدا ينفض الماء عن شعره المبتل، تقف هي بالخلف تراقب ذلك الوسيم الشرقي الشجاع بابتسامة إعجاب واسعة لم تستطع إخفائها، نفضت المياه عن شعرها الطويل تهمس لنفسها بولة: - A handsome, daring, brave man، he stole my heart at first sight. رأته يبتعد عند نهاية الطريق نظرت لثيابها المبتلة بهلع لتعاود النظر له تصيح سريعا بتلهف: - wait، wait توقف هو حين سمع صياحها لتهرول هي خلفه اقتربت منه سريعا وقفت امامه تنحني قليلا تلتقط أنفاسها رفعت وجهها له تتمتم مبتسمة: - أنت ممكن ساآد أنا، أروح اوتيل. خرجت من بين شفتيه ضحكة لم يستطع إخفائها طريقتها المضحكة في الكلام تذكره بها حين بدأت تتحدث وهي **** صغيرة بكلمات مبعثرة، غزا الشوق مقلتيه ليتنهد يآسا من نفسه ألن يتوقف عن التفكير فيها أبدا، عاود النظر لتلك الواقفة أمامه حرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء: -Speak English and I will understand what you are saying ( تحدثي بالإنجليزية وأنا سأفهم ما تقولين ). ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيها وهي تستمتع للكنته الانجليزية الممتازة حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم بأحرف متكسرو. - نو، أنا بهب الاربي كتير، هو صأب، بس أنا بهبه، بهب اتكلم أربي لا يعرف حتي لما انفجر ضاحكا بتلك الطريقة، كان حقا في حاجة ماسة لتلك الضحكات لتخرج هموم قلبه رفع يده يمسح دموعه التي تساقطت من شدة الضحك، حين وجه انظاره اليها رآها تنظر له كطفلة صغيرة غاضبة تعقد ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة:. - أنت تضحك آلي أنا قطم شفتيه يحرك رأسه نفيا حمحم يستعيد ثباته ليردف بلباقة: - تعالي هوصلك. ابتسمت لتقترب سريعا تسير جواره أمسكت بكف يده ليقطب جبينه غاضبا التفت برأسه ناحيتها يرميها بنظرة حادة ينزع كفه من يدها، أوقف سيارة أجري ليفتح لها باب المقعد الخلفي دخلت ليغلق الباب عليها، ليجلس هو جوار السائق، لتخبره باسم الفندق، تحركت السيارة، بعد لحظات لاحظ زيدان أن السائق يحرك المراءة الأمامية كل لحظة وأخري، التفت برأسه تلقائيا ينظر خلفه هو لم يلاحظ ولم يكن ليلاحظ فعينيه لم ولن تفتن بامراءة، ولكن حقا غضب بشدة حين عرف الي ما ينظر السائق ملابس كانت تلتصق بها كجلد ثانئ، من الجيد أن سترته غير مبتلة، مد يده لها بها يغمغم في حدة:. - البسيها نظرت له متعجبة من غضبه حركت رأسها إيجابا ترتديها، عاد زيدان ينظر للسائق قبض علي تلابيب ملابسه بعنف يغمغم بحدة غاضبا: - ما هي مش راكبة مع خروف عشان تبصلها كدة، عينك لو اترفعت عليها هخلعهالك توسعت عيني السائق هلعا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتمتم بصوت خفيض مرتعش: - اااا، أنا آسف يا بيه، آسف. لفظه زيدان بعنف ليرتد في مقعده، ليزفر هو حانقا يخلل أصابعه في خصلات شعره الرطبة بعنف، تلك الفتاة حقا لا تعنيه ولكنها بالفعل إهانة لرجولته أن ينظر لها أحد بتلك الطريقة الفجة وهي بصحبته، تجلس هي بالخلف تنظر له بإعجاب لم تستطع إخفائه، إلي أن حد ما فهمت لما هو غاضب وزادت به إعجابا، مرت دقائق قليلة قبل أن يصلوا الي الفندق، فتحت أنجيلكا الباب تنزل توجهت ناحية الباب المجاور لزيدان كادت أن تخلع سترته ليحرك رأسه نفيا، نزل يقف أمامها يتمتم:. - خليكي لبساه عشان هدومك مبلولة ما ينفعش تمشي بيها كدة، عن إذنك عاد لمقعده جوار السائق، وقفت هي تنظر في أثره بابتسامة حالمة تغزو شفتيها، توجهت لداخل الفندق، اخذت مفتاح غرفتها من الاستقبال لتتوجه سريعا إليها، فتحت باب غرفتها لتخلع سترته تنظر لها مبتسمة برقة تكرر اسمه: - زيدان، زيدان، زيدان، زيداني! علي صعيد آخر سريعا كان يقود سيارته متجها. الي منزله عقله يصور له أبشع ما يمكن أن يحدث لينا عرفت بزواجه من شهد، ستنهار، بالطبع ستطلب الانفصال، الانفصال!، توسعت عينيه فزعا عند تلك النقطة لن يتحمل ابداا، تبتعد يموت قبل أن تفعل، هي روحه التي لن يتخلي عنها ابدا، وكيف يعيش بدون روحه بدونها هي، أوقف سيارته في حديقة المنزل، ليفتح بابها سريعا توجه الي الداخل يدس مفتاحه في قفل الباب، دخل يهرول إلي الداخل لتستوقفه ابنته: - بابا أنا كنت عاوزة حضرتك. تركها يهرول لأعلي سريعا يتمتم متلهفا قلقا: - بعدين يا لينا مش وقته قطبت جبينها متعجبة ما به والدها يركض وكأن كارثة قد حدثت، بينما اكمل هو طريقه لأعلي ما كاد يصل لنهاية الربع الأخير من السلم رآها تنزل درجات السلم، متأنقة للغاية، حلة نسائية زرقاء قميص أبيض، حجاب به اللونين ملامحها كالعادة صافية لم تمسها مستحضرات التجميل، حقيبة بيضاء صغيرة تمسكها في يدها... ارتسمت ابتسامة واسعة رقيقة علي شفتيها ما أن رأته تردف بخفوت ناعس: - صباح الخير يا حبيبي ايه اللي رجعك بدري كدة أنت كويس توقف عقله عن العمل للحظات يقف يناظرها بنظرات مدهوشة قلقة متعجبة، لا يفهم حقا لا يفهم ما يحدث لها، ابتلع لعابه يسألها حذرا: - أنا كنت جاي اطمن عليكي، كنتي تعبانة إمبارح والصبح، بس دلوقتي الموضوع مختلف تماما، ماشاء **** عليكي، تقولي للقمر قوم وأنا أقعد مكانك. خرجت من بين شفتيها ضحكة عالية لتنزل الدرجتين الفاصلتين بينهما وقفت أمامه تطوق عنقه بذراعيها تهمس له بصوت خفيض ناعم: - دي هرمونات يا حبيبي المفروض تكون اتعودت بقي، ولا نسيت، أنت بقيت بتنسي حاجات كتير اوي اليومين دول، معقول عجزت يا لودي، جري ايه يا شيخ الشباب. نبرتها الناعمة الغريبة لم تعجبه، لينا بها شئ غريب مختلف شئ هو نفسه لا يفهمه او ربما يفهمه ولا يريد أن يعترف به لنفسه، او ربما هو فقط يتوهم ولينا ليس بها اي شئ كم يتمني ذلك حقا، رسم ابتسامة واسعة قلقة علي شفتيه مد يده يمسح علي وجنتها برفق يغمغم مبتسما: - قلقتيني عليكي، الحمد *** انك بخير... أنا كويسة، كويسة أوي يا حبيبي، : نطقتها بنبرة غريبة لم تعجبه إطلاقا تنظر لعينيه مباشرة بينما يحاول هو التهرب بمقلتيه بعيداا، ابتلع يحاول الابتسام لتتجاوزه هي قبلت وجنته تهمس بنعومة: - أنا رايحة شغلي يا حبيبي مش هتأخر، خلي بالك من نفسك، بااي. قالتها لتتحرك تجاوزته لتنزل درجات السلم، تتحرك بخفة الي الخارج توجهت، وقف هو مكانه مقطب الجبين دقاته تتسارع بشكل مخيف، لينا بها شئ خاطئ، هو اكتر من واثق من ذلك، لم يصعد للأعلي، عاد ينزل لأسفل ارتمي بجسده علي الأريكة يمسح وجهه بكفي يده، ااتت لينا ابنته في تلك اللحظات جلست جواره حمحمت تردف في هدوء: - بابا أنا كنت عاوزة اتكلم مع حضرتك حرك رأسه إيجابا ببطئ تنهد يتمتم متعبا: - ثواني هعمل مكالمة واسمعك. اخرج هاتفه من جيب سترته يبحث عن رقم زيدان كاد أن يتصل به فقط مكالمة صوتية يطمأن عليه، ليرسم عقله فكرة سريعة لينا تجلس جواره ربما أن رأته وهو رأئها يشعر كل منهما بالشوق للآخر، لتكن إذا مكالمة فيديو بالصوت والصورة، لحظات وظهرت في الكاميرا غرفة فندق، جعلت خالد يقطب جبينه مستفهما، زيدان يسكن في شقة هو يعرفها جيداا، هو من استأجرها له، لحظات وتوسعت عينيه في دهشة حين ظهرت أمامه فتاة شابة تبدو أجنبية تبتسم باتساع تردف في حماس:. - Hi نبرة الفتاة وصوتها جذبت انتباه لينا الجالسة جوار والدها نظرت خلسة لشاشة الهاتف، لتتوسع عينيها في ذهول، والدها يتصل بزيدان إذا من تلك الفتاة، في غرفة فندق، هاتف زيدان، أليست تلك سترة زيدان جوارها، لم يقل خالد عنها دهشة حمحم يسألها: - who are you، where is zedan ابتسمت الفتاة في توسع ما أن سمعت اسمه لتغمغم سريعا:. - Are you Zidane s father، He s not here، He forgot his phone in his jacket that he gave me ( هل أنت والد زيدان، هو ليس هنا، لقد نسي هاتفه في سترته التي أعطاها لي) عند تلك النقطة احمرت عيني لينا غضبا شعر بدمائها تغلي تكاد تنفجر من الغيظ دقاتها تتسابق، أنفاسها كمرجل نار متقد لم تستطع كبح زمام نفسها وهي تنظر لتلك الفاتنة، الجميلة حد إغواء الراهب، لتهتف غاضبة: -Why did Zidane give you his jacket. ( لما اعطاكي زيدان سترته ) توجهت عيني أنجيلكا لمن تحدثت توا تشعر سمعتها نبرتها الغاضبة رأت الغيظ يتأجج في مقلتيها التي لا تنزاح عن سترة زيدان القابعة جوارها، فابتسمت، رسمت ابتسامة ناعسة علي شفتيها تردف برقة: - oh zedan، He saved my life from drowning and gave me his jacket because my clothes were wet ( لقد انقذ حياتي من الغرق واعطاني سترته لأن ملابسي كان مبتلة ). شدت لينا علي قبضتها تجز علي أسنانها بعنف ترميها بنظرات قاتلة غاضبة بينما ابتسمت انجليكا في رقة تسبل عينيها ببراءة توجهت بأنظارها ناحية خالد تحادثه: - Please tell Zidane that his phone and wallet are in the jacket، he knows the hotel address and I am waiting for him any time he likes to take them. (من فضلك أخبر زيدان أن هاتفه ومحفظته في السترة، هو يعرف عنوان الفندق وأنا في انتظاره في أي وقت يحبه ليأخذهم) حرك خالد رأسه إيجابا، في هدوء تام، عليه ان يعرف كل شئ عن تلك الفتاة التي ظهرت فجاءة، رسم ابتسامة مقتضبة علي شفتيه يتمتم بخفة: - I ll tell him، Thank you، bye. لوحت له الفتاة وهي تبتسم باتساع ليغلق الخط يبتسم ساخرا، حين لمحت عينيه ابنته التي تكاد تنفجر غضبا، وجهها أحمر مشتعل، عروق رقبتها وصدغها تنفر من الغيظ، تقبض كفها تشد بأظافرها علي كف يدها، تكبح جماح صراخاتها الغاضبة بصعوبة، حمحم يحاول جذب انتباهها يتمتم في هدوء: - خير يا لينا كنتي عوزاني في إيه. اخذت نفسا قويا طويلا تحاول إطفاء تلك النيران التي اشتعلت فجاءة بين خلجات قلبها، مرة تليها أخري وأخري قبل أن تنظر لوالدها تتمتم: - بابا، معاذ، قاطعها حين بسط كف يده أمام وجهها حرك رأسه إيجابا بخفة يتمتم في هدوء حزين:. أنا موافق علي جوازك علي معاذ يا لينا، انتي صح، أنا مش هفرض عليكي حاجة تاني، عيشي حياتك زي ما تحبي تعيشيها، اللي أنا كنت بعمله دا من خوفي عليكي، مش تحكم زي ما انتي فاكرة، علي العموم مالوش لازمة الكلام دا دلوقتي، أنا موافق علي جوازك من معاذ، بس بجد اتمني أنك ما تندميش بعد كدة. جحظت عينيها في صدمة امسكت لسانها، والدها يوافق بتلك البساطة، لم يكن ذلك ضمن مخططاتها ابدااا، هل حقا والدها استسلم لرغبتها أما أنها خطة جديدة من خططه التي يفاجئها بها دائما، فقط يخدعها كعادته، تحولت نظرات الدهشة الي أخري حذرة بها من الشك ما بها لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتي خالد يتمتم في هدوء:. - ما تقلقيش دي مش خطة جديدة أنا تعبت من الخطط يا لينا وبعدين مش يمكن انتي صح وأنا غلط، يمكن فعلا معاذ بيحبك ويستاهلك، حددي الميعاد اللي انتي عيزاه وأنا موافق عليه. حسنا صدمة أخري لم تطن تتوقعها تماما، ما ذلك الاستسلام، هل نجحت حقا في فرض رأيها وأنها صاحبة قرار بعد طول صراع، تنهدت حائرة، تشعر بأنها تعود لتلك الدوامة من الحيرة والقلق من جديد، ولكن دوامتها تلك المرة غاضبة مشتعلة، أنجيلكا من تلك الفتاة وما علاقتها بزيدان وكيف يعرف عنوان الفندق التي تقطن فيه، تكاد تموت كمدا وهي تتذكر ابتسامتها الساخرة نبرتها اللعوب، طردت تلك الفكرة عن راسها مؤقتا تنظر لوالدها:. - أنا كنت عايزة حضرتك في حاجة تانية، لو ينفع يعني اتدرب في شركة حضرتك، لو ما ينفعش خلاص هشوف اي شركة تانية رفعت حاجبيها مندهشة حين وقف والدها يلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته ابتسم لها يغمغم في ترفق: - غيري هدومك وحصليني علي العربية توسعت عينيها في دهشة، لتهب سريعا تركض إلي غرفتها تنزع ثيابها لترتديها علي عجل، سمعت صوته في تلك الأثناء يأتي من الفراغ يتمتم بحنو: - براحة يا لينا عشان اللي في بطنك. التفت حولها سريعا تضع يدها علي بطنها تلقائيا، لتسمع صوته مرة اخري يأتي من اتجاه آخر بنفس النبرة الحانية: - تفتكري هيبقي ولد ولا بنت ظلت تتلفت حول نفسها وصوته يأتي من كل اتجاه تقريبا - بداية جديدة أنا وأنتي واببنا او بنتنا - خلي بالك منه دا حياتي كلها - هما الحوامل بيحبوا يناموا كتير - تعالي يا حبيبي في حضني وضعت يديها علي اذنيها سقطت علي ركبتيها ارضا ن تنهمر دموعها تصرخ بحرقة تحرك رأسها نفيا بعنف:. - بس بس اسكت، اسكت، خلاص هو راح وأنت خلاص روحت ما بقاش ليك مكان في حياتي، أخرج من دماغي زي ما خرجت من حياتي. أبعدت يديها عن أذنيها ببطئ تتنفس بعنف لا أحد فقط صوت مخيف يصدر من عقلها، جزء صغير لا زال يتمسك به يرفض إخراجه من جوا روحها، قامت تبدل ثيابها سريعا تركض من غرفتها تهرب من فوهة بركان نار من الذكريات يحرقها، نزلت إلي أسفل تهرول الي سيارة والدها استقلت المقعد المجاور له تضع نظاراتها الشمسية الكبيرة فوق عينيها، لتسمع والدها يسألها قلقا: - أنتي كويسة يا حبيبتي. رسمت شبح ابتسامة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، أدار خالد السيارة يتوجه الي شركته عقله لا يتوقف عن التفكير في كل شئ تقريبا. مرت حوالي عشرون دقيقة قبل أن تتوقف سيارة خالد أمام شركته، فتح الباب المجاور له ينزل لتلحق به سريعا نزلت تتحرك جواره إلي الداخل، ابتسمت لنفسها مشفقة تلك المرة الأولي التي تري فيها شركة والدها، لولا مساعدة زيدان ما كانت لتراها يوما، تنهدت مستاءة لما يصر علي اقتحام عقلها كل لحظة وأخري، سمعت في طريقها أحدي الموظفات تتهامس مع صديقتها:. - شايفة يا بنتي الفخامة، خالد باشا السويسي ما بيكبرش ابدا، دا أنا أكاد من فرط الجمال أذوب ضحكت لينا ساخرة داخل نفسها آه لو سمعت والدتها مثل هذه الكلمات لأقامت الدنيا فوق رأسهم جميعا، والدتها لا تزال علي والدها بجنون، دخلت معه إلي المصعد الي الطابق الأخير توجها، تحركت خلفه لتجد سيدة تقريبا في منتصف الأربعينات ترتدي ثياب محتشمة فستان واسع حجاب طويل، وقفت السيدة ما أن رأته تبتسم في هدوء:. - حمد *** علي سلامتك يا باشا، الشركة نورت ابتسم لها في جدية يؤمأ برأسه إيجابا مردفا: - متشكر يا مدام أشرقت... التفت إليها يمسك بيدها لتقف جواره ابتسم لتلك السيدة يردف: - دي لينا بنتي، عايزة تتدرب معانا في الشركة، أنا متأكد أنك أنسب واحدة تعلميها أسس الشغل لكفائتك وخبرتك معانا من سنين. ابتسمت أشرقت ابتسامة مشرقة تحرك رأسها إيجابا ليدفع خالد ابنته برفق ناحية أشرقت ويتوجه هو إلي مكتبه، دخل يلقي بسترته علي أقرب مقعد، لحظات وسمع دقات علي باب الغرفة إذن للطارق لتدخل لينا ملامح وجهه منكشمة غاضبة حانقة وقفت أمام مكتب أبيها مباشرة تعقد ذراعيها أمام صدرها تغمغم متضايقة: - بابا أنا قولت لحضرتك اني عايزة اتدرب في شركة حضرتك، بس ما كنش قصدي خالص، أنا ابقي السكرتيرة. اراح ظهره الي ظهر مقعده الاسود الفخم الوثير ليرفع قدميه الي سطح المكتب ابتسم يغمغم في ثقة: - عشان تقعدي علي المكتب اللي أنا قاعد عليه دا لازم تبدأي من عند مدام أشرقت من برة، تعرفي كل حاجة الصغيرة قبل الكبيرة، مدام أشرقت تعرف أدق التفاصيل عن شغل المقاولات عموما، وعن شعلنا علي وجه الخصوص هتساعدك جداا انزل ساقيه من فوق سطح المكتب ليتحرك بخفة وقف جوار ابنته يضع يده علي كتفها يتمتم مبتسما:. - هسيبك معاها عايزك تتعلمي منها كل حرف هتقوله ليكي، لأنها هتمشي قريب، جوزك جاله عقد عمل وهيسافروا برة مصر، وانتي اللي هتبقي مكانها، سلام قالها ليلتقط سترته تركها وغادر، الي مكتب عمر توجه ليطمأن علي أخيه، اقترب من المكتب ليجد تالا، هو يعلم أنها لم تترك الوظيفة ولكن لا ضرر من بعض المشاكسة، تقدم يجلس علي المقعد المجاور لمكتبها يتمتم في مرح: - وأنا أقول الشركة منورة ليه. ضحكت تالا بخفة تضع يدها أمام فمها بحركة تلقائية، عادت تنظر له تتمتم مبتسمة: - إزيك يا خالد أخبارك ايه، ولينا ولوليتا تنهد متعبا هل يخبرها الحقيقة لااا ابتسم يحرك رأسه إيجابا يتمتم تعبا: - الحمد *** كلنا بخير، عمر جوا حركت رأسها إيجابا سريعا تحرك هو يرغب في التوجه لغرفة أخيه لتستوقفه تالا سريعا ابتسمت تهمس له ممتنة:. - استني يا خالد، أنا حقيقي عايزة اشكرك علي كل اللي عملته عشاني أنا والبنات، بجد كنت ولازالت ضهر لينا كلنا في أصعب الأوقات دايما بتكون موجود، شكرا بجد شكرا ليك اعطاها ابتسامة صغيرة هادئة ليتوجه إلي مكتب أخيه دق الباب ليدخل بعدها مباشرة، ابتسم عمر ما ان رآه ليتحرك من مكانه قام يعانقه يتمتم سعيدا: - واحشني و**** يا كبير، أنت كويس دلوقتي. حرك رأسه إيجابا دون كلام توجه ليجلس علي المقعد المجاور لمكتب عمر ليصيح عمر معترضا: - و**** ابداا، أنت تقعد علي كرسي المكتب، دي ما فيهاش نقاش ابتسم ساخرا علي أفعال أخيه الطفولية، ليتحرك إلي المقعد خلف المكتب جلس عليه، ليجلس عمر علي المقعد المجاور لمكتبه يتحدثان في أمور شتي في العمل إلا أن قطع عمر ذلك الحديث بسؤال مباشر:. - خالد أنت قولتلي قبل كدة أن الدكتور اللي اسمه حسام يبقي ابنك، ممكن تقولي بقي ابنك ازاي شهد ما سقطتش الجنين، نطقتها دون مقدمات لم يعد لديه الطاقة لشرح اي شئ مهما كان بسيطا او معقدا رأي عيني أخيه تتوسع في دهشة ليتمتم مذهولا: - معقولة، دا ولا الافلام الهندي... ابتسم خالد متهكما ليحمحم عمر مرتبكا جملة حمقاء قالها دون قصد، حمحم مرة أخري ليردف مبتسما:. - و**** أنا فرحانلك عشان هيبقي ليك وريث وسند يكمل اسم خالد السويسي، بجد مبروك يا اخويا لحظات واختفت ابتسامة عمر تنهد يردف متضايقا:. - بس ابعد حسام عن سارة يا خالد، ابنك اتقدم لسارة وكل يوم يكلمني او يبعتلي رسالة أنه عايز يتجوزها، هو ابن اخويا ودكتور محترم أنا سألت عنه، بس كبير سنا عليها، وكفاية الموقف الزفت اللي أنا حطيتهم فيه، البنت مستحيل تتقبله نفسيا تبدلت نظرات خالد إلي اخري حازمة جادة ليتمتم في حزم:. - حسام مش كبير للدرجة دي، لو سارة وافقت عليه، يبقي حسام أولي واحد بيها، دي بنت عمه، من لحمه، دورها في مخك لأن موافقة سارة هي الفيصل الوحيد بالنسبة للجوازة دي تنهد عمر غاضبا ينظر لأخيه حانقا ها هو خالد المتحكم المتسلط يعود من جديد لا عجب فإن إبنه نسخة عنه، وهو حقا يخاف علي ابنته، صولات خالد القديمة لا تُنسي وإن كان إبنه نسخة عنه، ستتعذب ابنته كثيرا وسارة حساسة للغاية ليست كسارين. اما خالد انسحب وغادر، القي التحية علي تالا في طريقه للخارج، استقل سيارته تلك المرة توجه إلي مستشفي الحياة حيث لينا، يفكر لينا لو عرفت بأمر زواجه لم تكن لتسكت ابداا، لما تخطط هي، او ربما هي لم تعرف وهو فقط يتوهم، لا طريقتها في الكلام تثبت له العكس، هو يعرفها أكثر مما يعرف ذاته بالطبع بها شئ غريب مختلف، وقف بالسيارة في حديقة المستشفي توجه لمكتبها مباشرة فتح بابه مباشرة بتلهف يبحث عنها بعينيه ليقطب جبينه متعجبا المكتب فارغ، حتي حقيبتها ليست هنا، وقف للحظات يحاول عقله ترجمه أين قد تكون ذهبت، لتمر ممرضة من جواره اوقفها يسألها سريعا:. - هي دكتورة لينا فين ابتسمت الفتاة ابتسامة صغيرة تتمتم بلباقة: - دكتورة لينا ما جتش النهاردة يا افندم خالص شخصت عينيه في دهشة لينا لم تأتي، أخبرته أنها ذاهبة للمشفي والآن هي ليست هنا ولم تأتي من الأساس اجفل علي جملة الممرضة: - في حاجة يا افندم. حرك رأسه نفيا لترحل الفتاة وقف هو مكانه لينتزع هاتفه سريعا من جيب سترته يبحث عن اسمها سريعا كان يطلب رقمها وضع الهاتف علي أذنيه يتسمع الي صوت دقات الهاتف كل دقة تتصارع معها دقات قلبه عرق غزير يغرق جسده، شهد كانت محقة أكبر عقاب ممكن أن يحصل عليه هو شعوره بالخوف من فقدانها، أخيرا أجابت سمع نبرتها الهادئة: - ايوة يا حبيبي. أنت فين يا لينا، صرخ بها بلوعة قلقا، ليلاقي الصمت من ناحيتها للحظات لتتحدث بعدها بهدوء تام: - مالك يا حبيبي متعصب ليه نفذ صبره واستبد القلق بقلبه تحرك لخارج المستشفي وقف في ركن بعيد في الحديقة يصيح فيها: - بلا متعصب بلا زفت، انتي مش قولتيلي رايحة المستشفى، اجي المستشفى يقولولي أنك ما جتيش اصلا، انتي فين يا لينا، انتي كويسة سمع صوت زفرتها المختنقة لتردف بعدها بنزق:. - ايوة يا خالد كويسة أنا عند بابا، اتصل بيا قبل ما اوصل المستشفى وقالي تعاليلي فروحت اشوفه، اي أسئلة تانية وما قولتليش ليه، ازاي تروحي من غير ما تقوليلي من أمتي يا لينا، : صاح بها يشعر بدمائه تشتعل، شعور مخيف يقتب قلبه مزيج مرعب من الغضب والخوف سمع تهتف محتدة هي الاخري:. - في ايه يا خالد لو أنت عايز تتخانق فأنا بقي مش عايزة، أنا عند بابا ما عملتش جريمة يعني، وبعدين أنا مش عيلة صغيرة عشان تزعقلي بالشكل دا، سلام يا خالد قالتها وأغلقت الخط ليزفر أنفاسه قلقا غاضبا مسح وجهه بكف يده بعنف يقرر في نفسه الذهاب إليها، أخذ طريقه للخارج ليسمع صوت يعرفه جيدا ينادي باسمه: - خالد باشا، باشا، بااااشا، بااااشا. خرجت منه ضحكة ساخرة التفت ينظر لنسخته المصغرة، وقف حسام أمامه يبتسم كعادته يغمغم في مرح: - ايه يا باشا ماشي كدة لا سلام ولا كلام دا احنا بينا رز وكوارع يا راجل نظر خالد لحسام مستهجنا ليكتف ذراعيه أمام صدره تبدلت نظراته الي أخري حادة اقترب منه قليلا برأسه يهمس له في حدة: - عمك عمر قالي أن البيه طلب منه ايد سارة، من غير ما تقولي يا حيوان، أنا ما رضتش اصغرك قدامه، بس لما تشوف حلمة ودنك ابقي اتجوزها. توسعت ابتسامة حسام ليخرج هاتفه سريعا يفتح كاميرا هاتفه الامامية ليقطب خالد جبينه متعجبا ماذا يفعل إبنه الابلة التقط حسام صورة لنفسه بالكاميرا الامامية ( سلفي ) حفظها سريعا في هاتفه ليستخدم القلم في هاتفه يحيط شحمة أذنه بدائرة كبيرة أدار هاتفه سريعا ناحية والده يغمغم متلهفا: - اهي حلمة ودني شوفتها، جوزهالي بقي. نظر خالد لابنه مندهشا لا يعرف حقا أيضحك أم يتحسر علي بكره الأحمق، ضرب كف فوق آخر يتمتم متحسرا: - عوض عليا عوض الصابرين في خلفتي الهطلة... رمي إبنه بنظرة اشمئزاز ليتركه ويغادر ليتجهم وجه حسام مغتاظا يتمتم مع نفسه حانقا: - ابهات مفترية، و**** لاتجوزها... علي صعيد آخر في شقة زيدان الحديدي في الغردقة، كان يتسطح علي فراشه عقله مخدر في حالة بين النوم واليقظة، حين رآها تدخل من باب غرفته تجلس جواره علي الفراش تبتسم له ابتسامة واسعة ليبتسم لها يغمغم ملتاعا: - لوليا وحشتيني اوي، ما تبعديش عني تاني اقتربت منه تضع رأسها علي صدره تغمغم بصوت ناعم: - أنا بحبك اوي يا زيدان طوقها سريعا بذراعيه قبل أن تهرب يهمس لها بشغف عاشق لن تنطفئ شعله عشقه أبدا:. - وأنا بموت فيكي يا قلب زيدان انتفض من حلمه السعيد علي صوت جرس الباب يقرع بعنف، لتتلاشي من أمام عينيه كأنها سراب يتبخر بعيدا، فتح عينيه سريعا يبحث عنها، هنا وهناك، حلم كالعادة هي حلم صعب المنال، انتفض علي صوت الباب يدق بعنف من جديد، ليزفر حانقا ذلك الأحمق باسل، بالطبع من غيره، قام من مكانخ يفتح الباب بعنف ليقابله وجه باسل المبتسم، غمغم بمرح ما أن رآه:. - أنت شخص عاشق للنوم مش كدة، ايه يا عم، دا لو قام زلزال مش هتحس بيه، المهم غير هدومك بسرعة المدام عزامك علي الغدا، أنا مش عارف هو غدا ولا عشا و**** الساعة عدت خمسة المهم أنت معزوم عندنا، يلا غير هدومك وحصلني زفر زيدان حانقا يحاول التهرب من تلك العزيمة ليهتف باسل سريعا بإصرار: - لا طبعا لازم تيجي، ما فيهاش أعذار دي، يلا يا عم، دا أنت معمولك اكل عظمة صدقني هتدعيلي. تنهد يآسا يحرك رأسه توجه الي الداخل يبدل ثيابه بأخري ما أن خرج وجد باسل في انتظاره، تحرك بصحبته الي الشقة المقابلة، ينعي زيدان في نفسه تلك اللحظة التي أخطأ فيها وتوجه فيها إلي شقة باسل، دخل زيدان إلي شقة باسل ليسمع الأخير يغمغم ضاحكا: - خش يا عم ما تتكسفش البيت بيتك... تقدم يجلس علي الأريكة المقابلة لباسل، ليتحرك باسل يجلس جواره يفتح التلفاز علي أحدي مبارايات كرة القدم الأوروبية التفت باسل لزيدان يسأله مبتمسا: - قولي بقي أنت بتشجع فريق ايه تحرك زيدان بعينيه عن سطح الشاشة المسطحة أمامه ينظر لباسل يتمتم باقتضاب: - ما بحبش الكورة... توسعت عيني باسل في دهشة يتمتم متعجبا: - هو في راجل ما بيحبش الكورة يا جدع، دي زي الماية والهوا. ابتسم زيدان باصفرار يؤمأ برأسه إيجابا يتمتم ساخرا: - أنا صدم باسل كتفه بكتف زيدان نظر الأخير له حانقا ليبتسم باسل في توسع يغمغم في مرح: - ما تفك كدة يا عم زيدان، مالك مهموم وشايل طاجن ستك ليه كدة، الحياة أبسط من كدة، اليوم اللي بنعيشه مش هيرجع تاني، مش مستاهلة نعيشها في نكد وغم.. في تلك اللحظة تغيرت نظرة زيدان تجاه باسل كان يظنه فقط رجل مزعج ثرثار كثير المزاح، الا أنه اكتشف الآن أنه شخص عقلاني يفهم الحياة كما يجب أن تكون، ما مضي لن يعود، الحياة تسير سواء كنت تبتسم او تحزن، غاضب حزين تعيس سعيد، عيشها بابتسامة سعيدة لأنها ستمر رغم أنفك، رسم زيدان شبح ابتسامة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا، في تلك اللحظات دق جرس الباب، ليسمع صوت سيدة من المطبخ تصيح بصوت عالي:. - باسل افتح الباب اكيد جوجو جت قطب زيدان جبينه متعجبا من تلك الجوجو ليسمع باسل يتمتم بصوت خفيض ضاحك وهو يتحرك: - الصاروخ الأوربي جه نظر زيدان بفضول ناحية باب المنزل في البداية كان جسد باسل الطويل يحجب الرؤية ولكنه سمع صوت مميز لم يمضِ الكثير من الوقت لينساه: - باسل أنت آمل إيه، فين موني ضحك باسل يفسح لها المجال يغمغم في مرح: - أنا آمل امايل مش ايز اقولك، موني في المطبخ، مننني انجليكا جت. افسح باسل لها المجال لتخطو الي الداخل في تلك اللحظات خرجت فتاة تقريبا في منتصف العشرينات من المطبخ ترتدي جلباب تلف رأسها بحجاب، هرعت انجليكا ناحيتها تعانقها بقوة تصيح سعيدة: - موني، أنتي وحشتي أنا كتتتتتييير اوي غمغمت الفتاة بضحكة خفيفة: - وانتي كمان يا جوجو وحشتيني أوي، العربي بتاعك بيتحسن أهو. ابتسمت انجليكا في سعادة تصفق بيديها فرحة علي ما أنجزت، ليتقدم باسل منهم يشير لزيدان الجالس بعيدا يغمغم مبتسما: - دا يا ستي صاحبي اسمه... زيداااان، صرخة فرحة خرجت من انجليكا ما أن وقعت عينيها علي زيدان الجالس هناك هرولت ناحيته سريعا تصافحه بحرارة تغمغم في تلهف سعيدة: - زيداان، أنا مبسوطة كتير، آشان شوفتك تاااني، إنت نسيت your phone في jacket، بابا أنت اتصل وأنا كلمته، he s very handsome like you. قطب جبينه متعجبا والده؟!، والده إتصل عاد ينظر لها يسألها: - والدي أنا، اسمه ايه هالد، نطقتها ابتسامة واسعة، ليبتسم زيدان من نطقها الغريب لاسم خاله، جاء باسل في تلك اللحظات يتمتم متعجبا: - لاء ثواني كدة معلش انتوا تعرفوا بعض حركت انجليكا رأسها إيجابا سريعا تقص عليهم ما حدث صباحا حين انقذها زيدان من الغرق، ليقترب باسل من زيدان صدمه بمرفقه في ذراعه يتمتم ضاحكا: - أنقذت السياحة يا معلم... بعد قليل كانوا يلتفوا جميعا حول مائدة الطعام التي تحوي ما لذ وطاب من أصناف عدة، الطعام كان بالفعل لذيذا، ابتسم زيدان يتذكر طعام لينا والدته، كم اشتاق إليها، معاملته الجافة لها في آخر مرة اجتمعا تقتله هي الوحيدة التي لم تؤذيه يوما، تنهد حزينا ليسمع صوت باسل يغمغم: - ايه يا عم باسل ما بتاكلش ليه، الأكل مش عاجبك ولا ايه رفع وجهه يبتسم شبح ابتسامة مجاملة نظر لمني زوجة باسل يتمتم بلباقة:. - لاء بالعكس الأكل جميل جداا، تسلم ايدك يا مدام مني هنا تحديدا قاطعت انجليكا الحديث تصيح متحمسة: - موني بتأمل اكل هلو كتير، هي good cooker وجه زيدان انظاره ناحية انجيلكا، فضول هو فقط فضول يدفعه لمعرفة ما العلاقة التي تربط بينها وبين زوجة باسل، ليسألها مباشرة: - انجليكا انتي بتعملي ايه، يعني ايه سبب زيارتك لمصر كادت أن تجيب هي لتبادر مني ترد بدلا عن صديقتها بابتسامة صفراء مقتضبة:. - أنا فاهمة حضرتك قصدك إيه، أنا خريجة كلية آثار، بعد التخرج سافرت روسيا سياحة وهناك اتعرفت علي انجليكا وبقينا أصحاب بقالنا اكتر من 3 سنين، وهي بتيجي كل سنة مصر سياحة، عرفت سبب زيارتها حضرتك حرك زيدان رأسه الجالس يبتسم في هدوء ينظر لتلك الفتاة شعلة حيوية تتوهج تذكره بها بطيفها السعيد، بذكريات جميلة جمعتهم يوما. الفصل السادس والسبعون في الحارة، تحديدا في منزل منيرة، في صالة المنزل مساءا، تجلس روحية علي أحدي الارائك، أمامها يجلس أدهم ومنيرة تتوسطهم صينية متوسطة الحجم موضوعة علي طاولة بها طعام العشاء، ربتت منيرة علي يد روحية تتمتم مبتسمة: - كلي يا حبيبتي تحدث أدهم في تلك الأثناء بابتسامة صغيرة هادئة: - كلي يا روحية ما تتكسفيش، البيت بقي بيتك خلاص إيدته منيرة سريعا تغمغم مبتسمة: - علي قولك يا ابني البيت بيتها، حد يتكسف في بيته. رفعت روحية وجهها تنظر لأدهم تشعر ببعض الارتياح، الأمان حين رأت ابتسامته الهادئة، قلبها لا زال ينتفض بين اضلاعها خوفا من تهديد مراد الصريح لها، منذ الصباح منذ أن القي تهديده بوجهها وهو مختفي تماما وتتمني حقا أن يظل مختفي إلي الأبد، اجفلت من شرودها علي جملة أدهم: - طب أنا هدخل أنام أحسن دماغي بتلف من العلاج، تصبحوا علي خير. توجه أدهم إلي غرفة جدته، صباحا قامت بإبدال فراشها الصغير الي آخر كبير يسع فردين، توجهت منيرة الي روحية تغمغم مبتسمة: - بت يا روحية أنا هروح اقفل الدكان وهطلع علي طول مش هتأخر، كلي انتي ولما تخلصي حطي الصينية في المطبخ. ابتلعت لعابها مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتلتقط منيرة حجابها الطويل تلفه حول رأسها إلي الأسفل توجهت أغلقت الباب خلفها، جلست روحية مكانها التقطت لقمة طعام صغيرة تقربها من فمها ما أن لامست شفتيها انفجرت تبكي، بكاء عنيف صامت، وضعت يديها علي شفتيها تتحرك للأمام وللخلف تنهمر دموعها بلا توقف، ترغب فقط في أن تعرف فيما أخطأت لتعاقبها الحياة بتلك المأساة، ماذا فعلت لتلاقي ما لاقت من عذاب لا ينسي، لينتهي بها الحال زوجة بالاجبار لوغد دنئ حاول اغتصابها، لم يكن لها الاختيار، سوي الموافقة، وافقت أن تعيش معه رغما عنها... خائفة بل مذعورة مما قد يفعله بها، ظلت تبكي لفترة لا تعرفها، إلي أن بدأت تشعر برأسها تثقل وجسدها يرتخي، قامت تتحامل علي روحها المنهكة حملت صينية الطعام الي المطبخ توجهت قبل أن تضعها علي الطاولة الصغيرة في المطبخ شهقت بعنف تسقط من يدها حين شعرت بيده تلتف حول خصرها وصوته البغيض يهمس جوار أذنيها بنبرة مقززة: - ايه يا عروسة صاحية مستنية عريسك، حقك طبعا ما الليلة ليلتك. مر شريط سريع لما فعله به ذلك الوعد حين اغتال برائتها لينتفض جسدها بعنف دفعته بعيدا عنها تنظر له مذعورة تتنفس بعنف من شدة خوفها، لتحتقن عيني مراد اقترب منها في لمحة يصفعها علي وجهها بعنف أمسك خصلات شعرها يهمس مغتاظا: - انتي عايزة ايه يا بت ما خلاص اتنيلت علي عيني واتجوزتك، أحسن انتي الشرف مقطع منك أوي، بقيتي مراتي، وحقي الشرعي هاخده منك يا عروسة سواء برضاكي أو غصب عنك. انتفض جسدها بعنف لتدفعه بكفيها بعيدا عنه تصرخ بحرقة: - لا لا لا، أبعد عني مش هسيبك تلمسني، مش هخليك تدبحني زيه أيقظ صراخها الخائف، أدهم الذي اندفع سريعا ناحية صوت الصراخ وقف عند باب المطبخ يهتف متعجبا: - هو في إيه هرولت روحية سريعا تقف خلفه تحتمي به ترتجف مذعورة تتوسله باكية: - ابعده عني، أبعده عني ابوس ايدك حرك أدهم رأسه إيجابا التفت برأسه لها يحاول طمئنتها: - اهدي حاضر ما تخافيش. عاد سريعا ينظر لمراد يرميه بنظرات حارقة غاضبة ليردف في حدة: - في ايه يا مراد، ما تخلي عندك دم يا أخي أنت مش شايفها مرعوبة ازاي ارتسمت ابتسامة ساخرة متوعدة علي شفتي مراد يتمتم متهكما: - وأنت بتصدق الشويتين دول، وبعدين إنت مالك اصلا، دي مراتي هما مش لبسوني فيها عافية، يبقي أنا حر فيها، اوعي بقي وسع من طريقي انتفضت روحية خائفة تحرك رأسها نفيا تتشبث. بذراع أدهم تحرك رأسها نفيا أن لا يفعل، زفر أدهم حزينا علي حال الفتاة ليعاود النظر لمراد يهتف في حدة: - مش هسيبك تأذيها يا مراد، هما ما لبسكش فيها أنت اللي كنت رايح تغتصبها، لو جينا للحق هي اللي لبست فيك... احتقنت عيني مراد بالدماء ليقبض علي تلابيب ملابس أدهم يزمجر غاضبا: - أبعد عن طريقي يا ابن سمية ما تخلنيش أسيح دمك. وإن ما بعدش يا أبن نعمات هتعمل إيه، خرج ذلك الصوت الحاد من فم منيرة التي دخلت توا لتهرع روحية إليها تحتمي بها تختبئ في حضنها ربتت منيرة علي رأس روحية تنظر لمراد بحدة: - انتي بتعيطي ليه يا بت، ما تخافيش، ما يقدرش يمس منك شعرة طول ما أنا علي وش الدنيا، هو فاكر نفسه مين، دا أنا انزل بشبشي علي وشه ما اخليش الناس تعرفله وش من قفا امسكت منيرة يد روحية تجذبها معها الي غرفتها تغمغم في حدة:. - تعالي يا بت انتي هتنامي عندي فئ الأوضة وابقي خليه يفتح بؤقه وأنا اديله بالشبشب علي بؤقه... اخذت منيرة روحية الي غرفتها، وقف أدهم ينظر لمراد يبتسم في شماتة، تثأب ناعسا يتوجه الي الغرفة الأخري نظر لمراد قبل أن يدلف يتمتم ساخرا: - ابقي خد بقي الوسادة الخالية في حضنك يا ميرو دخل أدهم إلي الغرفة ليوصد الباب من الداخل بالمفتاح، وقف مراد يكاد يتميز من شدة غيظه، يتوعد لروحية بأشد عقاب. أمام فيلا خالد السويسي وقفت السيارة ليلا أمام باب المنزل ليتنهد خالد حانقا نظر لزوجته القابعة جواره تتصفح هاتفها وكأن الأمر برمته لا يعينها منذ أن خرجوا من منزل والدها وهي تنظر لهاتفها لم توجه له نظرة واحدة حتي، طفح به الكيل ليجذب الهاتف من يدها رفعت وجهها تنظر له نظرات هادئة بينما هتف هو بنزق:. - في ايه يا لينا مالك من إمبارح مش فيكي حاجة مش مفهومة، امبارح تعيطي وتصرخي ودلوقتي بتتعاملي معايا بمنتهي البرود، احنا من ساعة ما ركبنا العربية ما بصتيش ليا ما نطقتيش بكلمة واحدة حتي وجهت له نظرات غامضة حقا لم يفهمها، إلا أنه شعر بالقلق منها، ابتلع لعابه قلقا بينما ابتسمت هي تردف في هدوء ناعم: - عادي يا لودي أنت بس اللي بقيت حساس زيادة اليومين دول، يلا ننزل أحسن دماغي هتنفجر وهموت وأنام. تنهد حائرا يحرك رأسه إيجابا نزل من الباب المجاور له ليجد سيارة حمزة أخيه تقف جواره نزل حمزة اولا يحمل خالد الصغير وهو نائم بينما نزلت بدور تحمل الصغيرة النائمة، عقد خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - كنتوا فين كدة يا حمزة بيه ابتسم حمزة في هدوء يحمل الصغير علي أحد ذراعيه ليلف ذراعه الآخر حول كتف بدور: - ابدا يا سيدي خدت بدور والاولاد نغير جو، عن إذنك عشان جايين من الملاهي هلكانين. تحرك حمزة بصحبة بدور للداخل وقف خالد ينظر لهم وهم يغادرون ليتمتم ساخرا: - العالم يحترق وحمزة لا يبالي، دماغ لوحده، لينا استني يا لينا أسرع في خطواته يحاول اللحاق بزوجته التي اندفعت للداخل، بخطي سريعة تهرب لغرفتهم وهو خلفها، لمح ابنته تجلس في الصالة، تنظر لهم مدهوشة، بينما هو يكمل طريقه الي اعلي دخل سريعا الي غرفته يعترض طريقها يصيح محتدا: - ما هو ما فيش نوم الليلة دي غير لما أفهم في ايه. وقفت أمامه ترميه بنظرات نافرة كارهة أحمر وجهها غضبا لتصرخ تقرر إخراج كل ما يجيش بقلبها: - عايز تعرف في ايييه، اقولك أنا في ايييه! علي صعيد حالمي هادئ بالقرب منهم في غرفة بدور وضع حمزة خالد الصغير علي الفراش يدثره بالغطاء بينما وضعت بدور سيلا في فراشها الصغير، اقترب حمزة من بدور يهمس لها بصوت خفيض: - ناموا حركت رأسها إيجابا تهمس بصوت خفيض وهي تبتسم: - ايوة بس انبسطوا اوي، اليوم كان جميل أوي، كان ناقصه مايا كان نفسي توافق وتيجي معانا ابتسم يربت علي وجهها برفق يهمس بخفوت بنبرة حنونة: - الجايات اكتر بإذن ****. توسعت ابتسامتها تحرك رأسها إيجابا ليميل يطبع قبلة علي جبينها يهمس بصوت خفيض: - صحيح أنا جايبلك هدية معايا في الأوضة تعالي عشان اديهالك حاولت الاعتراض ليمسك بكف يدها يجذبها خلفه برفق الي غرفته، دخل يجذبها خلفه يغلق الباب عليهم؟! ابتلعت لعابها متوترة دقات قلبها تتدافق بعنف تشعر بتوتر رهيب يغزو أطرافها، جسدها وكأنه ألقي في لوح ثلج في القطب الجنوبي، كان يقف هو أمامها يبتسم، ابتسامته حقا لغز هادئة مريحة مطمئنة ولكن في نفس الوقت بها من المكر ما بها، اخرج علبة زرقاء من جيب سرواله فتحها امام عينيها لتتوسع عينيها منبهرة، حين رأت قلادة من الالماس يتشابك في منتصفها كلمة درة، بشكل حقا خطف أنفاسها، تضاربت دقاتها حين شعرت به يقترب ناحيتها وقف خلفها تشعر بيده تلتف حول عنقها، يلبسها القلادة بترفق شديد، كأنه يخشي خدشها حتي، خرجت من بين شفتيها تنهيدة حالمة، معاملة حمزة الرقيقة ترفعها فوق غيمة وردية فوق السحاب استسلمت لسحابة مشاعره الجارفة، آخر ما تذكرته أنه همس جوار أذنيها بنبرة هامسة شغوفة عاشقة:. - موافقة؟ ولا تعرف كيف حركت رأسها بالإيجاب وبعدها لا تدري كيف جذبها لغيمة مشاعره العاصفة كيف ومتي سلمت زمام مشاعرها لها ليطفو بها بعيدا، يعاملها برقة لم تعهدها من زوجها السابق قط، دوما ما كان يشعرها بأنها جماد لا تشعر، يعاملها اسوء معاملة حتي في تلك اللحظات، أما الآن فالوضع مختلف تماما، لم تستفق من حلمها الوردي الا صوته حين همس جوار أذنيها بخفوت عاشق: - مبروك يا مدام حمزة السويسي! في الغرفة المجاورة، غرفة خالد ولينا - عايز تعرف في ايييه، اقولك أنا في ايييه! تلك كانت آخر جملة سمعها تصرخ بها قبل أن يسود الصمت الغرفة، وقفت هي تنظر له، نظراتها حادة غاضبة تتنفس بعنف أنفاسها تتسارع بشكل أخافه عليها، عينيها حمراء، تكور قبضتها تشد عليها بعنف، زفرت فجاءة نفسا حارا قويا لتتركه وتهرع إلي المرحاض دخلت تهرول تصفع الباب خلفها، توصده بالمفتاح هرع خلفها، يدق الباب بعنف يصيح فيها قلقا:. - لينا افتحي يا لينااااا، لينااااا أرهف السمع للحظات ليتناهي الي اسماعه صوت بكائها العالي، صوت نحيب المتواصل، كور قبضته يدق علي الباب بعنف يصرخ فيهااا: - لينااااا، ليناااا افتحي الباب، قسما ب**** لو ما فتحتيه لهكسره يا لينا. لحظات أخري وسمع صوت المياة تندفع من خلال الصنبور بشدة، صمت بعدها وصوت خطواتها يقترب، فتحت الباب بعد ثواني قليلة تمسك بمنشفة صغيرة في يدها تجاوزته متوجهه الي الفراش جلست عند حافته تجفف وجهها بالمنشفة تنظر لنقطة ثابتة في الفراغ امامها، ابتلع لعابه متوترا قلقا، ليقترب منها جلس جوارها علي الفراش ليمد يده يمسح علي خصلات شعرها بحنو يسألها بهمس خافت قلق: - مالك يا حبيبتي فيكي ايه، أنا زعلتك في حاجة. حركت رأسها نفيا تتخاشي النظر إليه ليمد يده يبسطها أسفل ذقنها يحرك رأسها ناحيته لتتلاقي مقلتيها بعينيه ابتسم يغني بصوت خفيض عذب: - أنا زعلتك في حاجة طب ايه يا حبيبي هي، بتداري عينك ليه لما بتيجي في عينيا. ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها سرعان ما محتها لتتنهد حزينة، ابتعدت برأسها عنها تخفي وجهه بين كفيها، إن أرادت أن تكذب عليه فعليها أن تخبئ عينيها حتي لا يعرف أنها فقط تكذب، تنهد بحرقة تهمس بصوت خفيض حزين: - أنا ضميري هيموتني يا خالد، كان عندي عملية أول امبارح وللأسف المريض مات العملية ما نجحتش حالته كانت متدهورة جداا ما قدرتش أعمل حاجة، من ساعتها وأنا محملة نفسي ذنب موته، حاسة اني أنا السبب. تنهد بارتياح الآن فقط عرف سر حالتها الغريبة تلك، يكاد يسجد *** شكرا أنها لم تكتشف ما فعل، اقترب منها يأخذها بين ذراعيه يحتويها داخل صدره يمسح بكفيه علي شعرها، يهمس لها مترفقا: - حبيبتي ما تقوليش كدة، دا مش ذنبك دا عمره وأنا واثق أنك عملتي كل اللي تقدري عليه وزيادة عشان تنقذيه، صدقيني حتي لو كان مكانك أحسن دكتور في العالم كان المريض هيموت بردوا لأن دا عمره، أجله، فهماني. حركت رأسها إيجابا داخل صدره ليبتسم سعيدا دقاته تهدئ أعصابه ترتخي، ابعدها عنه قليلا يمسح علي وجنتها بخفة ابتسم يميل يقبل جبينها ليشعر بجسدها ينتفض، انتفاضة عنيفة ابتعد عنها يقطب جبينه يسألها متعجبا: - في ايه تاني يا لينا رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تتمتم بخفوت ناعس: - أنا بس تعبانة وعايزة أنام... حركت رأسه نفيا بخفة لتنكمش ملامحه في ضيق، ابتسم يمسح علي وجهها برقة يحادثها بشغف عاشق:. - خليكي صاحية معايا شوية كمان، انتي وحشاني أوي... وضعت رأسها علي صدره لتتوسع ابتسامتها للحظات ومن ثم اندثرت حين سمعها تهمس بخفوت ناعس: - أنا عايزة أنام يا خالد تنهد حانقا ليرفع يديه يطوقها بهم يمسح علي شعرها بحنو يهمس لها: - نامي يا حبيبتي. أغمضت عينيها تشد بقبضتها علي قميصه بعنف، لحظة فقط فتحت مقلتيها تنظر للفراغ نظرات كارهة نافرة تشد علي أسنانها، صدره كالشوك ينغرز بعنف في الروح لا الجسد، أغمضت عينيها من جديد، تستلم الي أن يحين وقت المواجهة. مرت عدة أيام، بلا جديد لا حدث مهم فيها... في فيلا خالد السويسي، في غرفة مايا، كانت تقف أمام مرآه زينتها تمشط خصلات شعرها قبل أن تذهب الي العمل، حين سمعت دقات متتالية علي باب الغرفة من الخارج سمحت للطارق بالدخول ليدخل حمزة والدها علي شفتيه ابتساامة عررريضة، قسمات وجهه تصرخ فرحا وكأن عاد شابا في ريعان شبابه، دخل الي الغرفة يحادث ابنته برفق وابتسامة ساطعة:. - ميووش جهزي نفسك عشان مسافرين بكرة دبي، أنا كلمت عمك جاسر عشان ما يبقاش في اي إحراج ليكي، وبصراحة الراجل قدر جداا ظروف السفر. شخصت عينيها في صدمة تنظر لوالدها من خلال سطح مرآتها المصقول، عينيها شاخصة فمها مفتوح قلبها يكاد يتوقف من الصدمة، تسافر هكذا فجاءة دون أن يشورها والدها، أليس لرأيها أي قيمة ليضعه والدها في عين الإعتبار، التفتت بجسدها تنظر ناحية والدها نظرات حانقة مصدومة، خرجت من حالة الصدمة التي تملكتها لتصرخ في والدها محتدة:. - لاء طبعا أنا مش موافقة، حضرتك حتي ما خدتش رأيي أنت بس بتفرض عليا أمر واقع أنا مستحيل أرضي بيه بالشكل دا، مش موافقة ومش هسافر في تلك اللحظة اختفت ابتسامة حمزة اختفت ملامحه الضاحكة ليحل محلهم وجوم وغضب مخيف، تقدم ناحيتها يقف أمامها مباشرة يرميها بنظرات حادة قاتلة يزمجر غاضبا:. - اسمعي يا بنت حمزة اللي اقوله يتنفذ من غير نفاش، مش هعرف امشي كلامي عليكي ولا ايه، بكرة الصبح تكوني جاهزة بشنطك، بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك هنمشي بكرة. قالها ليلتفت ويغادر صافعا الباب خلفه بعنف لينتفض جسدها قهرا، ارتمت جالسة علي حافة فراشها، تخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء عنيف، كانت تظن أن الخلاف بين والدها وادهم سينتهي قريبا، ولكن برحيلهم، ستنقطع كل السبل بينهم، برحيلهم قتل والدها الأمل الذي نبت في قلبها أن تعد الحياة كما كانت. رفعت وجهها عن كفها تنظر للفراغ للحظات طويلة بعينيها الحمراء الباكية تلتقط حقيبة يدها تمسح دموعها بعنف، لن تذهب الي العمل ولكن إلي بيته ستتجه، ربما لتراه للمرة الأخيرة، قبل أن ترحل إلي اجل غير مسمي. أمام أحدي مراكز الدروس الخصوصية في محافظة أسيوط كان يجلس علي مقهي صغير أمام المركز ينتظرها بالطبع لم يكن ليحتسي اي من مشروبات تلك المقهي، لن يضع في فمه تلك الأكواب التي فقط يغرقونها بالماء، بالطبع ستكون مليئة بالبكتيريا والفيروسات هو فقط يعطي للعامل نقود ليجلس ينتظرها، أثناء جلوسه وصل الي هاتفه رسالة فتحها سريعا ليجدها من مراد إلي صبا، شريحة التجسس التي ادخلها الي هاتف صبا جعلت له السيطرة الكاملة علي هاتفها، فتح الرسالة يقرأ ما كتب فيها:. - وحشتيني اوي يا صبايا احتقنت عينيه غضبا دمائه الشرقية تثور تصرخ، ذلك الوغد يتلاعب بطفلة بريئة، سيريه مصير من يعبث مع عائلة الشريف، هو يعرف أنها بالطبع لن تجيب لأنها داخل محاضراتها الآن ولكن ما جعل الدماء حقا تنفجر في رأسه حين ردت الرسالة بأخري: - وأنت كمان وحشتني اوي يا مراد البلهاء تنساق كالحمير لفخ أحمق مثل من صنعه، ركز عينيه علي شاشة الهاتف يقرأ ما يرسلون - مش هترجع بقي يا مراد - قريب يا صبا، قريب. - أمتي بس إنت غايب بقالك كتير - معلش يا حبيبتي عندي شوية مشاكل لازم احلها قبل ما اجي - تفتكر جاسر وبابا هيوافقوا اننا نتخطب، بابا دايما بيقول اني لسه صغيرة - حتي لو ما وافقوش أنا هقنعهم وأنا واثق أنهم هيوافقوا - ازاي يا مراد - لاء ازاي أنا هشرحهالك بالتفصيل لما أجي - مراد أنا هقفل، عشان الحصة خلصت وخلاص همشي - ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وطمنيني عليكي لما توصلي. يقرأ كل حرف تبعثه له وهو بالمقابل بأعين حمراء دامية منع نفسه بصعوبة من أن يدخل إلي المركز ويصفعها أمام الجميع، يبرر لها انها فقط **** مشاعرها غير مستقرة، **** انخدعت في فخ الثعلب وهو هنا لحمايتها لكي لا تسقط فريسة في الفخ، بعد عدة دقائق رآها تخرج من المركز تحتضن عدة كتب بين يديها، وضع النقود علي الطاولة الصغيرة جواره ليتحرك من مكانه متجها إليها، زفرت حانقة ما أن رأته، ذلك المتطفل والده يثق بن لدرجة أنه سمح له باصطحابها يوميا من ( دروسها ) إلي المنزل، تحركت تسير جواره هو وهي والصمت ثالثهم، كل منهما يفكر عقله مشغول، هي تفكر في مراد، وهو يفكر كيف ينقذها من مراد، حمحم يكسر الصمت يحادثها بهدوء:. - عارفة يا صبا، هحكيلك حكاية بدل الصمت دا، كان ليا واحد زميلي شبه ممثل تركي مش فاكر اسمه ايه بصراحة، المهم الولد دا كان فعلا وسيم جداا ما فيش بنت بتشوفه الا ولازم تعجب بيه، بس هو كان شخص سئ جداا، كانت هوايته الوحيدة، وانا اسف طبعا في اللي هقوله، أنه يعمل علاقات محرمة مع البنات وخصوصا الصغيرين، كان بيفرح اوي لما بيشوفهم مكسورين بعد ما ياخد برائتهم ويفضحهم، هو مات عامة من سنتين، بس بعد ما اذي بنات كتتتير، وسامته وطريقته كانوا بيجذبوا البنات ليه زي النار بتلمع في عيون الفراشات وأول ما بيقربوا منها بتحرقهم، فهماني يا صبا. ارتجف جسد صبا ذعرا شعرت وكأن تلك الحكاية التي يقولها مراد، موجهة لها بشكل غير مباشر، تسارعت دقات قلبها حين نظرت له، أما هو فابتسم ابتسامة بريئة للغاية وكأنه لم يكن يعني شيئا مما قاله، ازدردت لعابها الجاف كصحراء لم تمسها قطرة ماء تحرك رأسها إيجابا بصعوبة بالغة، سار معها في الطريق إلي أن وصلوا لمنزل عائلة الشريف، الي داخل البيت توجهت صبا يليها غيث... في الصالة الواسعة كانت شاهيناز تتحرك من الأريكة متوجهة إلي السلم، في لحظة نزول سهيلة من أعلي ابتسمت شاهيناز في خبث لتصطدم بكتف سهيلة وتتأوه هي من الألم، انكمشت ملامحها ألما تهمس بصوت خفيض: - مش تفتحي يا سهيلة، حرام عليكي أنا حامل، بتزقيني ليه أنا عملتك إيه. شخصت عيني سهيلة في غيظ يكفي ما لاقت طوال الفترة الماضية تلك الحية اخذت حبيبها الأول والأخير، بات يعاملها أسوء معاملة، حتي رشيد والده يرفض خروجها من البيت يمنع رحليها بحجة أنه سيعيد كل شئ كما كان وأفضل، حتي أنه اخبرها أن ما يفعله جاسر هو خارج إرادته، هل يظنها بلهاء لتلك الدرجة، انفجرت تصرخ تخرج بكل ما يجيش في قلبها من قهر:. - انتي ايييه يا شيحة حية، ولا حرباية، انتي مش بني آدمة انتي شيطانة، سرقتي مني جوزي، قهرتيني، ودلوقتي انتي اللي بتزقيني وكمان بتتبلي عليا، أنت حية هيجي يوم وديلها هيلف علي رقبتها يموتها. احمرت عيني شاهيناز في غضب حارق كادت أن تفتح فمها لتسمعها وصلة سباب لا نهاية لها، حين ظهر فجاءة دون سابق إنذار جاسر، وقف أمام شاهيناز ينظر لسهيلة بأعين سوداء نيران من جحيم اسود تستعر في مقلتيه، دون حتي أن تعي ما يحدث كان كف يده يهبط علي وجهها بصفعة عنيفة قاسية اسقطتها أرضا علي وجهها تنظر أمامها بأعين شاخصة يقتلها الألم والقهر، انتهي كل شئ، وكانت الشعرة التي قتلت حبه في قلبها للأبد، اندفع غيث سريعا ناحيته يجذبه بعيدا عن سهيلة يصرخ فيه محتدا:. - أنت اتجننت يا جاسر بتضرب مراتك، أنا كنت واقف وشايف كل حاجة شاهيناز هي اللي زقت سهيلة قبض جاسر علي تلابيب ملابس غبث بعنف يهزه بقوة يصرخ فيه بجنون: - ما تجبش سيرتها علي لسانك، انا مراتي ما غلطتش، مراتي ما بتغلطش لفظ غيث بعيدا عنه بحدة ليرتد الأخير للخلف ينظر لجاسر بذهول لا يفهم حقا ما به، التفت جاسر لسهيلة يصرخ فيها: - وانتي يا بت امشي اطلعي برة، يلا برة. اندفعت شروق من خارج المنزل علي صوت الشجار لتشهق بعنف ما أن رأت حالة سهيلة المذرية، وتسمع ما يقوله ابنها، هرولت ناحية الفتاة تنتشلها من علي الأرض تنظر لجاسر تصرخ فيه: - أنت فيييك ايييه، أنت خلاص اتجننت بتضرب مراتك وتطردها من بيتك، دي الأمانة اللي وصالهالك أبوها، منك *** يا ابن بطني احتدت عيني جاسر تسارعت أنفاسه بعنف مخيف، ليصيح في والدته بصوت غاضب كالرعد: - اسكتي مش عايز اسمع صوتك. كانت الصدمة تلك المرة قوية كثيرا علي شروق، ولدها التي تشهد البلد اجمعها بأخلاقه العالية تبدل حاله بين يوم وليلة، أمسكت بيد سهيلة توقفها جوارها، تتوعده صارخة: - لاء دا أنت اتجننت رسمي، حسابك مع ابوك لما يرجع يا ابن رشيد... نزعت سهيلة يدها من يد شروق تتحرك حركة آلية للغاية توجهت الي غرفتها توصد بابها بالمفتاح، بأعين دامعة وقلب يتفتت، بدأت تجمع ثيابها فئ حقيبة صغيرة اخفتها أسفل الفراش، في الليل ستهرب، في الليل سينتهي كل شيء، فقط حين يحل الليل، تسطحت علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنخرط في بكاء عنيف مؤلم تنعي به حبها المقتول في مهده البرئ. في شركة السويسي للمقاولات جلست لينا أمام تلك السيدة التي تدعي أشرقت، تستمع لكل حرف تقوله بإنصات شديد، لا تنكر أنها في الفترة الماضية تعلمت منها الكثير والكثير، كان والدها محقا حين أخبرها أنها يجب أن تتعلم كل شئ من نقطة الصفر، اجفلت من شرودها علي جملة تلك السيدة: - بس انتي بجد ما شاء **** عليكي شاطرة مش بقولها مجاملة عشان انتي بنت خالد باشا، بس انتي حقيقي شاطرة وبتتعلمي بسرعة. ابتسمت لينا في حماس، تشعر بالفخر بذاتها، بأنها تتقدم للأمام تحقق شيئا أخرجها من دوامة فرحتها صوت رنين هاتفها استأذنت من أشرقت لتقم بعيدا، نظرت لاسم المتصل لتتنهد حائرة معاذ، معاذ الذي لم يتوقف عن الاتصال بها يسألها كل لحظة وأخري هل وافق والدها، وإلي الآن لا تعرف لما لا تخبره أن والدها قد وافق بالفعل، تنهد حائرة تغرز اظافرها في خصلات شعرها فتحت الخط تضع الهاتف علي أذنيها ليأتيها صوت معاذ الملتاع شوقا:. - ايه يا لينا فينك يا بنتي، انتي وحشاني أوي، إيه رأيك اعزمك علي الغدا في أي مكان تحبيه الفكرة لم تروق لها كثيرا كادت أن تعتذر له بأي حجة كانت لتسمعه يبادر متلهفا: - ارجوكي ما ترفضيش، انتي فعلا وحشاني ومحتاج اشوفك، أنا حاسس أنك بتتهربي مني يا لينا، أنا زعلتك طيب. زفرت مختنقة، تشعر بروحها تتشتت من جديد ارتمت علي اقرب مقعد مجاور للنافذة، ما ذنبه معاذ لتهمله أليست هي من اختارته بملئ إرادتها، أليس هو سندها في أصعب الأوقات، دائما جوارها لم يتخلي عنها ابداا، حكايتها مع زيدان أغلقت صفحاتها للأبد، هي بيدها من أغلقت حكايتها لتبدأ أخري جديدة من نقطة البداية، خرجت من حيرتها علي صوت معاذ ينادي باسمها: - الو، الو، يا لينا، روحتي فين يا بنتي. تنهدت تحسم قرارها لتحرك رأسها إيجابا: - ماشي يا معاذ موافقة سمعت صحيته الفرحة ليغمغم سريعا متلهفا فرحا: - مسافة السكة وهبقي قدام شركة والدك، ربع ساعة بالكتير مش هتأخر عقدت جبينها في لحظات، تتسأل في نفسها من أين له أن يعلم أنها في شركة والدها، سؤال لم تبقيه بداخلها بل سألته إياه مباشرة: - وأنت عرفت منين أن أنا في الشركة بتاعت بابا صمت للحظات لتسمعه يضحك متعجبا من سؤالها يغمغم في مرح:. - صباح الزهايمر أنتي اللي قيلالي من كام يوم أنك بدأتي تدريب في شركة باباكي، مسافة السكة يا حبيبتي مش هتأخر، سلام أغلقت معه الخط تنظر لاسمه الذي يعلو شاشة هاتفه تقطب جبينها مستفهمة تحاول أن تتذكر متي أخبرته بذلك الأمر، تنهدت مستسلمة ربما فعلت ذلك ونسيت! علي بعد آخر، بعيدا، كان في غرفة مكتبه يجلس خلف سطح مكتبه عينيه شاردة في الفراغ، منذ عدة أيام وهو هنا، أيامه تتشابه بحد ممل سخيف، العمل هنا قليل للغاية، يقضي معظم وقته يحادث الموج في موقع فارغ بعيدا عن الناس يشكي به همه يحدثه يخبره بكل ما يعتمر في صدره من لوعة وشوق، يحاول أن يتجب الاختلاط بباسل قدر الإمكان من الجيد أن تلك الفتاة التي تدعي انجليكا لم تظهر في طريقه مرة أخري، اقتربت بجزعه العلوي من سطح المكتب بمرفقيه علي سطح المكتب يخفي وجهه بين راحتيه يريد فقط أن يخبره أي من كان كيف السبيل للخلاص من طيفها الذي يلازم روحه باستمرار ترفض الخروج من عقله، مع كل محاولاته التي تبوء بالفشل ويزداد طيفها به التصاقا، تنهد يزفر أنفاسه الحارقة حين سمع صوت دقات علي باب المكتب سمح للطارق بالدخول، ليسمع صوت طرقات حذاء ذو كعب عالي علي سطح الأرضية رفع وجهه ينظر للطارق كان يظنه باسل الثرثار، ليجدها هي تلك الفتاة، تقف أمام مكتبه مباشرة تبتسم ابتسامة كبيرة، تنظر له بولة عينيها تلمع بإعجاب يراه الاعمي، أشار للمقعد المجاور لمكتبه يحادثها برسمية:. - who can l help you ( كيف يمكنني مساعدتك ) ابتسمت انجليكا في توسع ممتزج بحماس اسبلت عينيها برقة تغمغ بوداعة: - أنت وهشتني كتير زيدان، أنا جيت اشان، استني أنا فاكر الكلمة، آه اشان، نروه ناكل سوا... حركت رأسه نفيا يضحك يآسا من محاولاتها البائسى للتحدث بالعربية، حمحم يستعيد جديته: - جاية تعزميني علي الغدا قصدك حركت رأسها إيجابا سريعا تؤيد ما لم تستطع قوله بشكل واضح، ليحرك هو رأسه نفيا بخفة يتمتم في هدوء:. - مش هقدر معلش، ورايا شغل كتير امتعضت ملامحها حزنا ولكنها لم تكن لتستسلم قامت من مكانها متجهه ناحيته تجذب كف يده تشده بعنف من فوق مكتبه تردف مُلِحة: - بليز زيدااان، بليييز، بليييز، بلييييز، أنا ايزة اهرج مع إنت بليزززز، say yes ضحك يآسا تلك الفتاة ليست سوي **** في جسد انثي لا يناسب عقلها تماما، تنهد يآسا من إلحاحها يتمتم علي مضض: - طيب خلاص ماشي موافق، اسكتي بقي صدعتيني. ابتسمت منتصرة لتجذب كفه بعنف اذهله هو نفسه، وقف عن مقعده لترتمي بين أحضانه تصيح سعيدة: - yes، yes، thank you zedan... ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيه، حين اختفت انجليكا من أمامه عينيه وظهر طيفها هي من جديد، سحقا لقلبه الذي لم يعشق سواه برغم كل ما فعلت. عودة لشركة السويسي للمقاولات خرجت لينا من شركة والدها، متوجهة إلي سيارة معاذ التي تقف تنتظرها بالخارج، نزل سريعا ما أن رآها ليلتف حول سيارته يفتح الباب المجاور للسائق ينحني بحركة مسرحية مضحكة يتمتم فرحا: - تفضلي بالدخول مولاتي الأميرة أبتسمت ابتسامة صغيرة تدلف للسيارة ليعود هو الي مكانه سريعا جوارها، التفت لها يبتسم ابتسامة كبيرة مشتاقة، امسك يدها يقبل كفها برقة يتمتم ملتاعا:. - وحشتيني اوي، صدقيني كنت هموت لو ما شوفتكيش ابتسمت ولم تجب، لتسمعه يكمل مبتهجا: - ها يا ستي تحبي تروحي فين اي مكان يا زيدان!، نطقتها بعفوية لم تكن تقصد حتي أن تذكر اسمه، التفتت ناحية معاذ لتجد الإبتسامة التي علي وجهه انطفأت تماما وحل مكانها نظرات غاضبة، يديه تشد بعنف علي المقود رأت عروق يده تنفر من شدة غضبه، حمحمت تهمس بخفوت تعتذر له: - أنا آسفة يا معاذ ماكنش قصدي صدقني، أنا آسفة. أعطاها ابتسامة صغيرة يحرك رأسه إيجابا يغمغم: - ولا يهمك يا حبيبتي، بس ابقي خلي بالك بعد كدة، ها بقي يا ستي تحبي تروحي فين حركت رأسها بالإيجاب تمسح وجهها بكف يدها، تخبره باسم مطعم تعرفه ليأخذ طريقه لهناك مباشرة. علي صفيح ساخن، في شقة شهد التي تقطن فيها بصحبة حسام، منذ الصباح وهي تشعر، بشعور سئ ألم يزداد بشاعة يضرب بصدرها تحملت الأمر أمام حسام حتي لا يقلق، ولكن ما أن نزلت لعمله تركت لدموعها العنان تكمش يدها موضع قلبها تشعر بقلبها يتمزق مع كل دقة الألم بشع لا يوصف، تحركت لغرفة حسام، تتسطح علي فراشه، اخذت ادويتها عل الألم يسكت ولو قليلا ولكن لا شئ الألم يزداد بشاعة جسدها تشعر به بارد كالثلج ينصهر عرقا، شدت الغطاء ترتجف تحته من البرد والألم، لم تعد تتحمل أكثر جذبت هاتفها تطلب رقمه هو، انتظرت الي أن سمعت صوته لتبادرة قائلة بنبرة ضعيفة باكية:. - الحقني يا خالد، أنا بموت، الحقنئ ارجوك سمعت صوته يهتف متلهفا: - أنا جاي حالا مسافة السكة وهبقي عندك اغلق الخط، لتبدأ تشعر هي بأنفاسها تثقل، للحظات أيقنت انها علي شفي الموت، وهي لا تريد فئ تلك اللحظات سوي أن تري صغيرها للمرة الأخيرة قبل أن تخرج روحها من جسدها، بصعوبة طلبت رقم حسام، الذي أجاب من أول دقة تسمع صوته المرح: - اؤمريني يا ست الكل. انهمرت دموعها يتمزق قلبها ألما، وحزنا عليه بالكاد خرج صوتها ضعيفا: - حسام تعالا يا إبني أنا عايزة اشوفك سمعت صوت ابنها يصرخ ملتاعا خائفا: - مالك يا أمي فيكي ايه التقطت نفسا بشق الانفش تبلع لعابها الجاف كالصحراء تهمس له بصوت بالكاد سمعه: - ما تتأخرش يا حسام. في مستشفي الحياة، نزع حسام مئزره الأبيض يركض كالمجنون لخارج المستشفى إلي سيارته مباشرة ما كاد يصل إليها وجد لينا تنزل من سيارتها اقتربت منه تسأله متعجبة: - في ايه مالك يا حسام بتجري كدة ليه انهمرت دموعه فجاءة خوفا علي والدته لم يستطع كبح جماح مشاعره ابدااا ليهتف مذعورا كطفل صغير: - أمي، ماما، تعبانة أوي مش عارف فيها ايه. تركها وتوجه سريعا يستقل سيارته، ليجدها تهرع سريعا تجلس علي المقعد جواره، نظر لها مندهشا لتهتف هي سريعا: - اطلع بسرعة نشوف والدتك ابتلع لعابه قلقا من فكرة وجودها ولكن قلقه علي والدته لم يدع تلك الفكرة تشغل باله كثيرا، سحق الدعاسات تحت قدميه يشق غبار الطريق ينطلق بسرعة رهيبة يسابق الزمن ليصل علي جانب آخر وصلت سيارة خالد أسفل منزل شهد نزل من السيارة يركض ليستوقفه الحارس يغمغم في احترام:. - يا باشا الركنة هنا ممنوعة ممكن الونش يجي يشليها القي له خالد مفتاح السيارة يغمغم سريعا وهو يركض لأعلي: - خد اركنها وهديك اللي انت عاوزه صعد درجات يركض، يقتله شعوره بالذنب أهمل في حقها الفترة الماضية بأكملها، وها هي ستحمله ذنب آخر، وقف أمام باب منزلها ليخرج مفتاحه سريعا يدسه في قفل الباب دخل يركض الي المنزل يصيح باسمها يبحث بين الغرف، الي أن فتح باب غرفة حسام رآها مسطحة هناك هرع إليها، يصيح خائفا:. - شهد مالك يا شهد ردي عليا يا شهد فتحت عينيها بقدر بسيط تبتسم ابتسامة باهتة واهنة، بضعف شديد خرج صوتها: - خالد أنت جيت، كنت فكراك مش هتيجي امسك كف يدها داخل قبضته يشد عليه برفق يردف سريعا: - أنا هنا جنبك والإسعاف علي وصول، ما تخافيش، مش هيحصلك حاجة هتبقي زي الفل ابتسمت بوهن تحرك رأسها نفيا تهمس بخفوت مجهد: - مش هبقي، أنا عارفة، خلي بالك من حسام يا خالد، حسام بيحبك أوي، بيحبك حتي اكتر مني. ادمعت عينيه حزنا علي حالها ليحرك رأسه نفيا بعنف يردف منفعلا: - ما تقوليش كدة يا شهد انتي هتبقي كويسة صدقيني هتبقي كويسة توسعت ابتسامتها الشاحبة، لتمد يدها تبسطها علي وجهه تلتقط أنفاسها بصعوبة تهمس له: - احضني يا خالد، احضني اوي، ولو لمرة واحدة احضني علي اني شهد مش لينا. اندفع يطوقها بذراعيه يضم رأسها لصدره، يغرزها بين أحضانه يعوضها ولو قليلا عن ما عانت بسبب قديما والآن، لم يكن يفكر في أي شئ وهو يحتضنها بينما تتشبيث هي بقميصه تنساب دموعه ودموعها معا، قاطع تلك اللحظات صوت شهقة، يعرف صاحبة ذلك الصوت جيدا فتح عينيه، ينظر سريعا لمصدر الصوت لتشخص عينيه فزعا حين رآها، لينا تقف أمامه مباشرة في شقة شهد تراه وهو يحتضنها بتلك الطريقة، والألم الذي رآه في عينيها أبشع مما قد يُوصف، في تلك اللحظة تحديدا عرف أن النهاية التي ظل حذرا منها يخطط لها جيدا قد أتت دون أن يحسب لها حساب. [LIST] [*][URL='https://forum.janatna.com/index.php?page=new_reply&index=1&id=21989&qu_Reply=2957&user=%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%B1']اقتبـاس ،،[/URL] [*][URL='https://forum.janatna.com/t21989&count=186#']إقتباس متعدد ،،[/URL] [/LIST] 25-12-2021 02:46 صباحا [URL='https://forum.janatna.com/index.php?page=post&show=1&id=2958&num=189'][IMG alt="مشاهدة مشاركة منفردة"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/open.gif[/IMG][/URL][[URL='https://forum.janatna.com/t21989&count=186#2958']189[/URL]] [URL='https://forum.janatna.com/u116'][IMG alt=" صورة زهرة الصبار الشخصية "]https://forum.janatna.com/download/avatar/u116_732.jpg[/IMG][/URL] [B]زهرة الصبار[/B] عضو فضي تاريخ الإنضمام : 01-11-2021 رقم العضوية : 116 المشاركات : 6453 الجنس : [IMG alt="أنثى"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/gender_female.gif[/IMG] الدعوات : 2 قوة السمعة : 10 [IMG alt="offline"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/icon_user_offline.gif[/IMG] [IMG alt="look/images/icons/i1.gif"]https://forum.janatna.com/look/images/icons/i1.gif[/IMG] رواية أسير عينيها رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والسبعون - احضني يا خالد، احضني اوي، ولو لمرة واحدة احضني علي اني شهد مش لينا. اندفع يطوقها بذراعيه يضم رأسها لصدره، يغرزها بين أحضانه يعوضها ولو قليلا عن ما عانت بسبب قديما والآن، لم يكن يفكر في أي شئ وهو يحتضنها بينما تتشبيث هي بقميصه تنساب دموعه ودموعها معاّ، قاطع تلك اللحظات صوت شهقة، يعرف صاحبة ذلك الصوت جيدا فتح عينيه، ينظر سريعا لمصدر الصوت لتشخص عينيه فزعا حين رآها، لينا تقف أمامه مباشرة في شقة شهد تراه وهو يحتضنها بتلك الطريقة، والألم الذي رآه في عينيها أبشع مما قد يُوصف، في تلك اللحظة تحديدا عرف أن النهاية التي ظل حذرا منها يخطط لها جيدا قد أتت دون أن يحسب لها حساب. احترقت مقلتيها وهي تشاهد بعينها زوجها بين أحضان اخري، كانت تشك والآن تأكدت أنه طعنها بخنجر الخيانة مرة اخري... Flash back. سمعت صوت رسالة تصل لهاتف خالد الآخر، التقطته تفتحه تنظر لما أرسل له وكانت الصدمة التي صفعتها حين قرأت علي سطح الشاشة جملة قصيرة وقعت علي قلبها كوقع النار في الهشيم نظرت لاسم المرسل حسام، حسام هي حقا كانت تشك في علاقته بخالد يكفي الشبه الغريب بينهما، كانت تراقب تصرفات حسام في المستشفى لتلاحظ أنه تقريبا يتصرف مثل زوجها تماما اختلافات طفيفة، لا يمكن ملاحظة الفرق بينهما والآن فقط تأكدت جميع شكوكها من كلمة واحدة في تلك الجملة القصيرة. « بابا زيدان خلاص سافر ». بابا! أعادت قراءة الكلمة مئات المرات عقلها يحاول ترجمة تلك الكلمة المكونة من أربعة أحرف فقط ( ب، ا، ب، ا ) أبيه خالد والد حسام، زوجها لديه ابن آخر، ولكن للحظات عقدت جبينها تتذكر أنها قرأت تاريخ ميلاد حسام في ملفه الخاص، حسام أكبر من لينا عمرا، إذا كيف يمكن أن يحدث ذلك، توسعت عينيها فزعا وشهقة فزعة خرجت من بين شفتيها، خالد متزوج قبلها، كان كما تعرف رحاب وابنته منها ماتت وشهد واجهضت طفلها، إذا كيف، هل يمكن أن يكن جراب الساحر يحوي خدع لم تعرفها، طوال تلك السنوات وخالد متزوج ويخفي عليها، قضت عمرا كاملا في كذبة نسجها هو واحكمها جيدا فلم تعرف الحقيقة من الكذب، والدها، والدها هو الوحيد الذي يقدر علي مساعدتها، والدها سيعرف كل شئ وحينها فقط ستعرف ما تفعل. Back. عادت من شرودها القصير تنظر له للحظات طويلة كانت او قصيرة في تلك اللحظات تحديدا الوقت نفسه توقف من وقع الصدمة، رأي في عينيها انعاكس صورته وهو يحتضن شهد تلك المسكينة بين ذراعيه ومسكينة أخري تقف أمامه وهو الجاني في الحالتين، لم يعبئ بصراخ حسام باسم والدته، ولا بصفرات الإسعاف التي بدأت تدوي بعنف في المكان، كل شئ توقف وهو ينظر لمقلتيها يري العذاب ينهمر منهما، دون أن تنطق بحرف واحد تحركت من الغرفة ومن المنزل بأكمله، أسرع حسام يحمل والدته التي فقدت وعيها تماما يركض بها لأسفل حيث سيارة الإسعاف، وقف هو مكانه يغمض عينيه لا يقدر علي الإتيان بحركة واحدة حتي، جر قدميه جرا الي الخارج، الأفكار في رأسه تغرق في بحر موحل أسود، يتوقع أسوء ما يمكن أن يحدث، نزل لأسفل ليجد حسام يصيح في المسعفين أنه لن يترك والدته، استقل حسام قسرا سيارة الإسعاف بصحبة والدته تتحرك سريعا للمستشفي، وعلي مرمي بصره بعيدا رآها توقف سيارة أجري ترحل هي الاخري وهو يقف عند مفترق الطرق، الخسارة حليفته من جميع النواحي، لا لن يخسر ابدا، سيشرح للينا الوضع كاملا لينا ستتفهم لينا تحبه لن تبتعد عنه، هرع إلي سيارته يركض إلي المنزل تاركا كل شئ خلفه. في الحارة تحديدا في شقة منيرة، كانت تقف في المطبخ الكبير تمسك سكين كبير حاد تقطع به قطع البصل تعد الغداء، عقلها شارد سابح في كلمات السيدة منيرة التي تلقيها علي مسامعها كل ساعة تقريبا، إن تتحلي بالشجاعة، إلا تكن تلك الفتاة الضعيفة، ولكن كيف وهي فقط **** صغيرة انتزعت براءتها كزهرة انتزعوا رحقيها رغما عنها، انسابت دموعها رغما عنها لتمد يدها سريعا تمسح ما سقط من دموعها، شهقت بعنف مفزوعة حين شعرت بيد تلتف حول جسدها، أحد ما خلفها يضم ظهرها لصدرها، ارتجف جسدها ذعرا حين سمعت صوت مراد يهمس بخبث مقزز:. - بقولك إيه ما احنا خلاص كتبنا الكتاب بلاش بقي شغل الشرف دا، دا انتي حتي حلالي وبكرة تبقي أم العيال. انهمرت دموعها بعنف تحرك رأسها نفيا بقوة كادت أن تصرخ حين شعرت به يحط بكفه الغليظة فوق فمها يمنعها من الصراخ تشعر بيده الأخير تعتصر جسدها بغيظ يهمس لها محتدا: - مش هنخلص بقي من الشغل دا هو أنا كل ما اجي جنبك تصرخي... نظرت لباب المطبخ سريعا ستدفعه وتركض تهرب منه لتتوسع عينيها هلعا حين رأت الباب مغلق من اغلقه بالطبع هو، حركت جسدها بعنف تحاول إبعاده عنها بأي شكل كان، انتفض فؤادها حين سمعته يغمغم في مكر خبيث: - أنا قافل باب المطبخ بالمفتاح، مش هتعرفي تهربي مني، أوعدك هاخد منك اللي أنا عاوزه وبعدين اطلقك كفاية اوي إني ادبست فيكي، وخدتك علي عيبك. توقفت عن الحركة وكلماته السامة تنغرز في روحها كنخجر سام مشتغل يحرق روحها بنيران الظلم والقهر، استغل هو حالة الاستسلام التي أصابتها ليدفعها علي أرض الحجرة، يبتسم متشفيا يخلع قميصه ببطئ مخيف، بينما هي كحجر أصم تنظر للفراغ تتذكر وهي ابدا لم تنسي حادثة قديمة سلبت روحها، دفعت ثمنا ليس لها به ذنب... Flash back خرجت من غرفتها متأففة من رائحة تلك السجائر البغضية التي تملئ المكان، نظرت لشقيقها الذي بالكاد يفتح عينيه مستلقي علي الأريكة عقله يلهو في نشوة ذلك السم، وقفت روحية أمامه تصيح فيه: - حرام عليك يا سيد إنت إيه يا اخي ما بتحسش ما عندكش دم، الناس بقت بتقرف مننا بسبب القرف اللي أنت بتبيعه وبتشربه دا، اتقي **** بقي. جل ما حدث أنه أبتسم ابتسامة بلهاء مغيبة ولم يعقب بحرف واحد، زفرت حانقة من حاله ليصدح صوت دقات عنيفة في تلك اللحظة أصابها الذعر من تلك الدقات المخيفة وصوت اجش يصدح من خلف الباب المغلق: - افتح يا سيد، افتح لاكسر الباب فوق دماغك، أنا عايز فلوسي يا سيد. ازدردت لعابها خائفة من ذلك الصوت الأجش المخيف، وقفت للحظات في حيرة من أمرها لا تعرف أتتقدم للأمام أم تذهب للخلف تختبئ خلف باب غرفتها المهترئ القديم، لمحت بطرف عينيها اخيها يترنح واقفا يتوجه بخطوات مترنحة ثقيلة تجاه باب منزلهم لتتوجه هي إلي غرفتها تغلق الباب عليها، اقتربت من الباب المغلق تلصق اذنيها به تحاول أن تسترق السمع لتعرف ما يحدث بالخارج، سمعت ذلك الصوت الغليظ وهو يصيح في أخيها:. - بقولك ايه يا سيد أنا عايز فلوسي أنت واخد مني بضاعة بعشر تلاف جنية، لا جبت البضاعة ولا سددت تمنها، فتجيب فلوسي بالذوق احسنلك. سمعت صوت ضحكة تائهة تأتي من أخيها ليغمغم بعدها بهذيان مخيف: - فلوسك بح، طارت مع الحمام، ما فيش فلوس، اقولك حاجة حلوة، شايف الباب دا، وراه أختي خدها مكان فلوسك. توسعت عينيها في هلع كممت فمها بيمناها بينما تلطم خدها بيسراها، بما يهذي ذلك المجنون، لحظات وسمعت صوت ضحكات الرجل الآخر يتمتم بنبرة سوداء: - وماله بس عارف لو طلعت مش حلوة، هعلقك علي باب حارتكوا يا سبع الرجالة. تضاربت دقاتها ذعرا تستمع لخطوات من غرفتها لتعود هي للخلف تلقائيا تنظر ناحية الباب بهلع مفزوعة بل تكاد تموت خوفا، والباب القديم لم يحتاج سوي دفعة واحدة وانفتح علي مصرعيه لتجحظ عينيها في فزع شهقت تنظر لذلك الرجل ضخم الجثة بشكل مخيف ينظر له نظرات سوداء مقززة ابتسامة خبيثة تعلو ثغره تفرسته عينيه، ليغض علي شفتيه يغمغم في نهم: - لاء تستاهلي دا انتي مش حلوة بس، دا انتي حلوة اوي. حركت رأسها نفيا بذعر مرة تليها اخري واخري انهمرت دموعها تنظر له تتوسله بنظراتها الضعيفة الا يؤذيها، خرجت صرخة مستجيدة من بين شفتيها تصيح باسم أخيها: - سيد الحقني يا سيد، ابوس ايدك الحقني. تعالت ضحكات ذلك الواقف يتوجه ناحيتها بخطي واسعة يتمتم في خبث: - سيد خلاص مش في الدنيا أنا مديله صنف جديد يا هيعلي معاه يا هيجيب أجله... هرعت الي النافذة تود الصراخ عل أحدهم ينقذها، لم تكد تصل للنافذة الصغيرة شعرت به يقبض علي خصلات شعرها يكمم فمها بكفه الغليظة يهمس لها مستمتعا: - لا لا لا خلينا كدة حلوين مع بعض، ما هو اكيد أنا مش اول واحد اخوكي يبيعك ليه. حاولت بإستماتة مقاومته دفعه بعيدا عنها، ولكن كانت كصخرة صغيرة في وجه الجبل، صفعه قوية من يده الغليظة جعلتها تسقط أرضا تصطدم رأسها بالأرض تحتها بعنف قاسي، رفعت رأسها بضعف شديد لتراه يقف أمامها مباشرة يبتسم متشفيا يخلع قميصه ببطئ مخيف، ربما كان الموت أقل ألما من سلخ الروح حيا Back. تحركت مقلتيها بجنون تتذكر وتتذكر، الموقف يُعاد الحادثة تتكرر وهي الضحية في كلا الحالتين، نظرت لمراد بشراسة لتهب في لحظة تقف أمامه تمسك سكين المطبخ الكبيرة تشهرها أمام صدره العاري تصرخ بحرقة: - لو قربت مني هقتلك، إنت فاهم هقتلك.. ضحك مراد ساخرا ينظر للسكين في يدها نظرات متهكمة، ليعاود النظر إليها باستخفاف يغمغم ساخرا: - ارمي يا ماما اللعبة اللي في ايدك دي وحاسبي لتعورك، أنا قولتلك نمشيها بالذوق بس واضح كدة أنك ما بتجيش غير بالغصب. احتدت عينيه غضبا ليندفع ناحيتها، فما كان منه الا ان صرخ بعنف متألما حين جرحت يده التي حاولت الإمساك بها جرح ليس بهين، قبض على ذراعه يصيح متألما بينما تصرخ هي بجنون: - مش هسيبك تدبحني زيه، لو قربت مني هقتلك. مع تلك الصرخات تعالت صيحات أدهم يدق علي باب الغرفة بعنف يصرخ في مراد غاضبا: - مراد أفتح يا مراد، مراد حرام عليك يا أخي ما تأذيهاش، افتح الباب يا مراد. حملق مراد بتلك الواقفة تمسك بالسكين بنظرات مصدومة فزعة لا يصدق أنها كادت تقتله جرحت ذراعه بذلك الجرح المخيف، بينما كانت تقف هي ترتجف بعنف تقبض بكفيها علي السكين تتساقط قطرات الدماء من نصلها، جسدها يرتعش تنهمر دموعها بعنف بلا توقف تهذي بحرقة: - مش هسيبك تدبحني زيه، لأ لأ. شهقت بعنف حين كسر أدهم باب المطبخ القديم دفعة وأخري كان سقط أرضا، ظهر عند باب الغرفة، توسعت عينيه مدهوشا حين رأي المشهد بالداخل، كان يتوقع شيئا آخر تماما، هرولت روحية ناحيته ما أن رأته وقفت خلف ظهره تقبض علي تلابيب ملابسه تهمس من بين شهقاتها العنيفة: - ابعده عني، أبعده عني... نظر أدهم مشفقا لتلك التي ترتجف بعنف تتمسك بملابسه كطفلة صغيرة مذعورة، ليعاود النظر لمراد بإشمئزاز يصيح فيه محتدا: - أنت ايه يا أخي شيطان، شايل قلبك وضميرك، دا الشيطان نفسه يصعب عليه يأذيها دي عيلة صغيرة ما كملتش 20 سنة، إيه ما فيش في دماغك غير القرف دا... اشتعلت عيني مراد بنيران غضب سوداء قاتمة يكفي ما فعلت تلك البلهاء منذ لحظات والآن أخيه الأحمق يعطيه درسا في الأخلاق اندفع ناحيته يطحن أسنانه بغيظ قبض علي تلابيب ملابس أدهم بعنف يصرخ فيه: - دي مراتي، أعمل فيها اللي أنا عاوزه، أبعد من طريقي، احسنلك يا أدهم. جل ما حدث أن ارتسمت ابتسامة صغيرة متهكمة علي شفتي أدهم نظر ليدي مراد التي تقبض علي تلابيب ملابسه نظرات باردة، رفع يده بهدوء تام يقبض بأصابعه علي الجرح النازف في يد مراد ليصرخ الأخير ألما بينما توسعت ابتسامة أدهم يتشدق مستمتعا:. - عارف يا مراد أنا تربية حمزة السويسي، ولو مش عارف مين هو حمزة السويسي دا واحد لما كان بيتكلم كان الشيطان بيجب ورقة وقلم ويقعد يتعلم منه، علمني كويس اوي اني ما اخدش حقي بدراعي لاء، اخده بدماغي، ادور علي نقط ضعف اللي قدامي وادوس عليها... انهي كلامه ليضعط بعنف علي يد مراد فصاح الأخير متألما، ترك أدهم ذراع مراد ليقبض بيمناه فقط علي تلابيب ملابس شقيقه يتمتم مبتسما:. - علمني ابقي ومحترم وحنين مع الناس اللي تستاهل، وابقي اسوء خلق **** مع اللي يفكر يدوسلي علي طرف ولا يجي علي حقي، فاهمني يا مارو. لفظه بعيدا عنه بعنف ليرتد مراد للخلف ينظر لأدهم مدهوشا لم يعتاد منه ذلك الوجه الإجرامي، لم يره منه فقط، تحرك أدهم يلف ذراعه حول كتفي روحية يصطحبها للخارج بعيدا عن مراد، خرج بها من المطبخ ناحية صالة المنزل لتتوسع عينيه في ذهول حين رآها، هي تقف أمامه عند باب المنزل الذي فُتح توا تقف جوار جدته، زاد وجيب قلبه، تسارعت أنفاسه ينظر لها مدهوشا، بينما غزا الألم مقلتيها حين رأته يلف ذراعه حول كتفي تلك الفتاة، تري من هي، ولما يحتضنها بذلك الشكل، بهذه السرعة نسيها وأحب وربما تزوج من اخري، فاض الألم من حدقتيها، شعور بشع نهش قلبها، التفتت تود الهروب والركض تندم لأنها جاءت إليه، كانت فقط تريد رؤيته للمرة الأخيرة قبل أن ترحل ويا ليتها لم تفعل، ها هو قد نسيتها بين ذراعيه داخل صدره استطونته غيرها، ما كادت تتحرك انتفض هو ابتعد عن روحية يركض ناحيتها يمسك برسغ يدها يهتف متلهفا مذعورا:. - مايا استني، أنتي فاهمة غلط و**** فاهمة غلط. التفت له ترميه بنظرات حاقدة كارهة، شدت علي أسنانها تحاول بعنف جذب يدها من يده، صرخت فيه باكية: - أبعد عني... دي مرات مراد اخويا و**** مرات اخويا، صاح بها متلهفا يتمسك بيدها كأنها طوق نجاته الأخير في هذه الدنيا، توقفت مايا عن الحركة تنظر لتلك الفتاة تقطي جبينها متشككة، لتتوسع مقلتيها في صدمة حين رأتها تمسك سكين غارقة في الدماء، وبالقرب منهم يقف شاب ذراعه الأيمن به جرح طويل ينزف بغزارة، ابتلعت لعابها خائفة، تنظر لما يحدث مدهوشة، لم تفق علي الا صوت شهقة قوية أتت من السيدة الواقفة جوارها، ضربت منيرة بيدها علي صدرها تغمغم مذعورة:. - في ايه يا أدهم، ايه الجرح اللي في ايد مراد دا. نظر أدهم لمراد الذي التقط قطعة قماش يلفها حول جرح يده، ليعاود النظر لمنيرة شد علي أسنانه يغمغم حانقا: - حادثة بسيطة مراد كان بيهزر مع روحية ويشد منها السكينة فعورت ايده... اقترب أدهم من روحية يجذب السكين من يدها أعطاها لجدته يبتسم في هدوء مغمغا: - كوباية عصير يا جدتي. جذب يد مايا خلفه إلي غرفته، لتجذب منيرة يد روحية تتوجه بها ناحية مراد تنظر له بشراسة تهمس له بصوت خفيض حانق: - اقطع دراعي، أنك كنت عايز تأذي البت، مش كدة، لو هي اللي عملت فيك كدة تستاهل ما عندكش ريحة الدم، كاتك الارف في شكلك. احتدت عيني مراد في غيظ يرمي روحية بنظرات قاتلة يتوعدها بالاسوء دفع جدته بعيدا عن طريقه بعنف لتشهق روحية مذعورة تسرع بإسنادها، تحرك مراد لخارج المنزل دون أن يلقي عليهم نظرة واحدة، أسرعت روحية بإسناد منيرة إلي اقرب مقعد اجلستها تسألها متلهفة: - انتي كويسة. ابتسمت منيرة في شحوب تحرك رأسها إيجابا ربطت علي الوسادة الخالية جلست روحية لتربت منيرة علي يدها تسألها بترفق: - انتي اللي عملتي فيه كدة. ادمعت عيني روحية اخفضت انظارها أرضا تؤمي برأسها إيجابا بخفة، همست بصوت خفيض مقهور: - هو ليه مؤذي كدة أنا ما اذيتوش، أنا عملتش حاجة عشان يحصل فيا كل دا. زفرت منيرة حزينة علي حال الفتاة وحال حفيدها قبلا عادت تربت علي يد روحية من جديد تهمس لها مشفقة:. - يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار يا بنتي، وحيد لما طلق نعمات أم مراد ما كدبتش خبر وراحت اتجوزت ورمت ابنها، ووحيد راح اتجوز وسافر هو ومراته يشتغل في بلد عربي كان مراد عنده خمس سنين بالكتير، وانا كنت علي قد حلاتي أوي كنت يادوب بوفرله مصاريف المدرسة، مراد عاش محروم من حنية الأم وسند الأب، كنت بحاول و**** يا بنتي اعوضه، بس ما فيش فايدة، مراد بقي بيكره اي حد أحسن منه وممكن يعمل اي حاجة عشان يأذيه، وبيحس بنصر أنه اقوي من حد وإن في حد أضعف منه، شيطان نفسه يا بنتي هقول إيه بس حاولت معاه كتير وما فيش فايدة فيه. انهمرت دموع روحية بغزارة تنعي مأساتها هي وليست مأساة مراد فهي تعذبت إضعاف ذلك ولم تفكر أبدا في أذية من كان ولكن العكس تماما حدث، هي من يؤذيها الناس، هي من تقتل بكل نظرة، زاد نشيجها لتهمس من بين شهقاتها المختنقة:. - أنا ذنبي إيه، أنا شوفت عذاب وذل إضعاف ما هو شاف، ابويا وامي ماتوا وأنا عيلة صغيرة، وسيد أخويا كان بيضربني صبح وليل، وفي الآخر ادبحت وجه هو يكمل عليا، ليه الدنيا بتكرهني كدة أنا ما اذتش حد و**** عمري ما اذيت حد. جذبتها منيرة تعانقها تخبئها بين ثنايا أحضانها الدافئة، لتتسمك روحية بها تنخرط في البكاء. توقفت سيارته أمام أحدي المطاعم الحديثة التي تقدم الوجبات السريعة، نزل سريعا من السيارة ليلتف حولها فتح الباب المجاور لها ينحي للأمام قليلا يتمتم مبتسما: - تفضلي أميرتي. ابتسمت شبه ابتسامة تنزل من سيارته تلتقط حقيبتها سارت جواره إلي داخل المطعم، إلي اقرب طاولة فارغة اسرع يتقدمها يجذب لها المقعد جلست ليدفعه للأمام قليلا برفق، يفعل نفس الحركات التي كان يفعلها زيدان تقريبا، ابتلعت لعابها مرتبكة حين مر طيفه في عقلها حركت رأسها نفيا سريعا تزيح الصورة من رأسها، جلس معاذ علي المقعد المقابل لها يتمتم مبتسما في سعادة:. - ما تعرفيش أنا سعيد ازاي عشان خرجنا مع بعض، بجد كنتي وحشاني أوي، قوليلي بقي تحبي تاكلي ايه أنا عن نفسي واقع من الجوع. ابتسمت تمد يدها تفتح زجاجة المياة الموضوعة علي الطاولة ارتشفت منها القليل لتغلقها، حركت رأسها نفيا بخفة ترسم ابتسامة باهتة علي شفتيها: - لا يا معاذ شكرا أنا مش جعانة ممكن اخد عصير فراولة. ظهرت خيبة الأمل جلية علي قسمات وجهه إلا أنه ابتسم يومأ برأسه إيجابا، أشار للنادل يمليه ما يريدان، بينما وجهت هي انظارها لحائط الزجاج الكبير جوارها تنظر للشارع من خلاله توسعت عينيها في دهشة حين رأته يقف هناك عند إشارة المرور يبتسم يلوح لها، تسارعت دقات قلبها أغمضت عينيها سريعا وفتحتها لتراه اختفي، ابتلعت لعابها متوترة التفت برأسها لمعاذ الذي بادر يقول بابتسامة واسعة لا تغادر ثغره:. - قوليلي بقي، مبسوطة في الشغل عند باباكي في الشركة، لو مش مبسوطة أنا عندي علاقات كتير اقدر اجبلك شغل في اي مكان تحبيه. حركت رأسها نفيا ارتسمت ابتسامة متوترة علي شفتيها تغمغم في ثبات: - لا بالعكس أنا مبسوطة جدا بالشغل في شركة بابا... ابتسم لها كاد أن يقول شيئا ما هو فقط من يعرفه حين دق هاتفه أخرجه من جيب سرواله نظر لاسم المتصل ليعاود النظر للينا يتمتم مبتسما: - ثواني هرد علي الموبايل. قام من مكانه متجها لخارج المطعم وقف خارجا يتحدث في هاتفه لتسمع هي في تلك اللحظات أصوات ضحكات صاخبة لفت رأسها لمصدر الصوت لتجد فتاة شابة تجلس جوار رجل من خاتم الزواج الذي يطوق إصبع يد الفتاة اليسري عرفت أنه زوجها يجلسان متجاوران، كل منهن يرتدي قفازات بيضاء شفافة يمسكان شطائر كبيرة من اللحم يسيل منها الجبن يغرق قطع البطاطس التي تفترش الطاولة، يضحكان علي مشهد الفتاة والجبن يلطخ وجهها، ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيها حين اخذها عقلها لمشهد مشابة. Flash back وقف بسيارته أمام أحدي المطاعم المتخصصة في المأكولات البحرية نزل منها ليلتف حول الباب فتح البا لها يشبك أصابعه في أصابعها يلتف الهواء البارد يتطاير معه خصلات شعرها، إلي داخل المطعم اتجها، مقعدين متجاورين جلست وجلس جواره ليلف ذراعه حول كتفيها خلع نظارته الشمسية لتقابل زرقاء عينيه القاتمة سمعت صوته يسألها مبتسما: - مبسوطة. أوي، كلمة واحدة نطقتها تعبر بها عن سعادتها في تلك اللحظة يكفي أنها ما عادت تخشي الناس باتت تتحرك بينهم كأنها جزء منهم، اكتشفت اخيرا حبها لزوجها العاشق، وقريبا ستفاجئه بحفلة مميزة لهما فقط تعترف له بحبها، اجفلت علي حركة يلبسها قفازات شفافة في يدها قطبت جبينها متعجبة ليغمغم هو مبتسما: - البسيها عشان ايدك ما تتوسخ وانتي بتاكلي، اكل السمك ما ينفعش معاه شوك وسكاكين. ضحكت بخفة تلتقط القفاز الآخر ترتديه هي تحرك أصابعها بخفة داخل القفازات صدم كتفه بكتفها برفق، التفتت له ليغمزها يتمتم مبتسما: - شبه الجوانتيات بتاعت الدكاترة، اكيد وحشتك الكلية مش كدة. اختفت الإبتسامة من فوق شفتيها تنهدت حزينة تحرك رأسها نفيا بلعت لعابها تغمغم باختناق: - بصراحة يا زيدان أنا ما بحبش الكلية دي وعايزة اسيبها. ظهرت الصدمة جلية علي قسمات وجهه ظنها فقط تمزح بالطبع تمزح، خرجت منه ضحكة غير مقصودة يسألها متعجبا: - انتي بتهزري يا لينا صح، جاية تكتشفي انك ما بتحبيش الكلية وعايزة تسيبيها بعد خمس سنين، اخترتيها ليه من الأول. خرجت من بين شفتيها تنهيدة حارة مثقلة قيد آخر من القيود التي لفها والدها حول معصميها رغما عنها همست بخفوت حزين: - بابا السبب... قاطعها قبل أن تكمل ما ستقول ليقول سريعا: - لاء معلش انا كنت حاضر الموقف كله، خالي سألك عايزة تدخلي كلية إيه يا لينا قولتيله مش عارفة، قالك سهيلة صاحبتك هتدخل طب تحبي تدخلي انتي كمان ولا في دماغك كلية تانية، قولتيله خلاص هبقيةمع سهيلة. حركت رأسها إيجابا تؤكد كل حرف يقوله اخفضت رأسها أرضا تزيح خصلات شعرها خلف أذنيها تكمل له الجزء الآخر من القصة الذي لا يعرفه هو: - فعلا دا حصل، بس بعدها بشهرين تقريبا ما قدرتش استحمل الدراسة في الكلية ما حبتهاش، روحت لبابا وقولتله أنا مش عايزة اكمل في الكلية دي، زعقلي وقالي دا اختيارك ولازم تتحملي نتيجته ورفض تماما اني انتقل من الكلية. قطب جبينه غاضبا لما يفعل خاله ذلك، نظر لتلك الجالسة جواره مد يده يرفع رأسها برفق ابتسم يحادثها بحنو: - أول ما نرجع القاهرة هننقل من ورقك من كلية الطب لأي كلية أنتي عيزاها. توسعت عينيها في دهشة لم تتوقع ذلك الرد منه ابدا كانت تظنه انه سيخبرها أن تتأقلم مع الوضع إلي أن تنتهي مع دراستها ولكنه حقا فاجئها وأسعدها توترت حدقتيها حين تذكرت والدها لتهمس له مرتبكة: - بس بابا رفع سبابته أمام فمها يمنعها من إكمال ما تقول يحادثها بحزم لين:. - أنتي مراتي يا لينا، يعني صاحب القرار الأول والأخير في اي حاجة تخصك، وأنا مش هسمح أنك تكملي في دراسة انتي مش عيزاها، أنا دايما جنبك وفي ضهرك، يلا يا حبيبتي بقي ناكل الأكل تلج. خرجت من شرودها السعيد فجاءة علي حركة يد معاذ أمام وجهها، تحركت عينيها ناحية وجهه لتختفي صورة زيدان ويحل محلها معاذ الذي يقف يبتسم لها يسألها قلقا: - لينا انتي كويسة. بصعوبة زيفت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، تحاول إخراج قلبها من تلك الفقاعة الوردية التي تملكته فجاءة. علي صعيد آخر بعيد للغاية لم يكن حاله أفضل إطلاقا، يجلس علي المقعد في احدي المطاعم أمامه إنجيلكا التي تتحدث بإنطلاق بلا توقف تخبره بمدي سعادتها بوجودها في مصر وتعرفها عليه، هي تتحدث ومعه وهو في واد آخر عقله أخذ قلبه وفر في بوتقة أحلامه يذوب مع عشقه يتذكر سعادته القصيرة معها ضحكاتها ابتسامتها كلامها خجلها، يتلف معهم جميعا في حلم وردي جميل، حلم لم يدم طويلا استيقظ منه سريعا حين شعر بيد تحرك ذراعه بعنف، قطب جبينه غاضبا ليجد انجليكا تنظر له قلقة تحادثه متلهفة:. - zedan are you ok. رسم ابتسامة صفراء مجاملة علي شفتيه يومأ برأسه إيجابا، لا يعرف لما شعر في تلك اللحظة بقبضة قوية تعتصر قلبه يشعر بقلق لا يعرف له سبب علي صديقه حسام، لم ينتظر انتشل هاتفه من جيبه يطلب رقم حسام مرة تليها أخري وأخري وأخري، يشعر بالقلق يتفاقم عليه، اخيرا أجاب سمع صوت حسام الباكي ما أن فتح الخط: - أمي بتموت يا زيدان. انتفض من مكانه توسعت عينيه فزعا ليهدر سريعا: - أنا جايلك حالا مسافة السكة هبقي قدامك. اغلق الخط يخرج النقود من جيبه وضعها علي الطاولة ليأخذ طريقه ركضا لخارج المطعم، وصل إلي سيارته ليقفز فيها ما كاد يتحرك بها شعر بها تستقل المقعد المجاور له التفت برأسه لها يصيح فيها: - انجليكا انزلي، أنا نازل مصر. حركت رأسها نفيا بعنف تعقد ذراعيها أمام صدرها تقول في حزم: - نو أنا هاجي مآك مصر. لم يكن له الوقت ليجادلها يرغب فقط في أن يصل لصديقه بأسرع وقت ممكن، دهس مكابح السيارة بعنف يأخذ طريقه عائدا لدياره. اخيرا وصل بعد طول عناء حادث بشع علي الطريق ادي لوقف حركة المرور الوقت لا يمر ابدا، كاد أن ينزل من سيارته ويتحرك ركضا يود فقط أن يلحق بها، يشرح لها ما تجهله، سيشرح لها الوضع كاملا وهي ستتفهمه لينا تحبه لن تتركه، من المستحيل أن تفعل، توقف بسيارته في الحديقة لينزل من السيارة يتحرك بخطي سريعة متلهفة إلي باب منزله، فتح الباب بمفتاحه الخاص ليراها، وقعت عينيه عليها ما أن دخل تجلس هناك علي الأريكة تبتسم!، ابتسامة هادئة ابتلع لعابه مرتبكا حين رأي حقيبة ملابس كبيرة جوارها مباشرة، وقفت ما أن رأته تحركت خطوتين للأمام ابتسمت تحادثه بهدوء شديد:. - إتأخرت، بقالي كتير مستنياك، ما علينا، طلقني. توسعت عينيه مصدوما حين نطقتها بسلاسة شديدة كأنه تخبره بأن يحضر لها كوب ماء، حرك رأسه نفيا سريعا تقدم ناحيته يحاول أن يشرح لها ما رأت بعينيها: - لينا اسمعيني بس، الموضوع مش. رفعت كفها أمام وجهه لترفع كتفيها بعدم اهتمام، حقا لم يعد يهم ما سيقول بعد ما رأت وعرفت انتهي الحديث قبل أن يبدأ، حركت رأسها نفيا بخفة تردف مبتسمة: - مش، لاء هو مش مهم حقيقي اي الموضوع، المهم نتيجته، فلو سمحت بهدوء طلقني. قطب جبينه مدهوشا من طريقتها الغريبة في الحديث، يعرف أنها تتألم تنزف قلبها يدمي ولكنها حتي لم تزرف دمعة واحدة وربما فعلت قبل أن يأتي، أسرع في خطواته يقف أمامها مباشرة يردف منفعلا: - مش هطلقك يا لينا، ما فيش اي حاجة في الدنيا دي تجبرني إني اطلقك، انتي مراتي ولحد تخرج روحي من جسمي. ضحكت، الموقف لم يعد به ما يستدعي الضحك ولكنها ضحكت بخفة، علي ما يقول عادت تجلس مكانها علي الأريكة من جديد همهمت تردف ساخرة: - امممم، احنا هنرجع بقي لشغل الجنان بتاع زمان، بس للأسف لينا بتاعت زمان مش هي لينا بتاعت دلوقتي، لآخر مرة يا خالد بقولهالك بهدوء، طلقني كدة خلصت، خلاص، روح لمراتك وابنك هما أحق بيك دلوقتي، مراتك تعبانة شكلها. اشتعلت دمائه غضبا فما كان منه إلا أن اقترب منها قبض علي ذراعيها يجذبها لتقف أمامه يصيح فيها محتدا: - مالك يا لينا فيكي إيه، طلاق مش هطلق يا لينا وخروج من البيت دا مش هيحصل، أنا ما اتجوزتش شهد حبا في الجواز كنت اتجوزت من زمان، أنا بس ضميري كان هيموتني بسبب اللي حصل فيها زمان بسببي. رفعت يدها تشير لنفسها توسعت عينيها في صدمة، ابتسمت ابتسامة متألمة معذبة تصيح بحرقة: - وأنا، أنا فين، ضميرك ما بيأنبكش علي اللي عملته وبتعمله فيا، ما حطتنيش في حساباتك، قولت مش مهم هي كدة كدة بتسامحني. حركت رأسها نفيا سريعا يحاول امتصاص حالة الصدمة التي هي فيها ليردف سريعا:. -أنا ما حسبتهاش كدة، أنا شوفت شهد بعد سنين أنتي أكتر واحدة عارفة أنا قد ايه بتعذب بذنبها، طلبت منها تسامحني كان شرطها الوحيد أني اتجوزها، حاولت بكل الطرق اقنعها اني هقدر اعوضها بأي شكل تاني بس هي رفضت، ما كنش قدامي حل تاني صدقيني ما كنش قدامي حل تاني، لينا أنا بحبك والدنيا كلها عارفة اني عديت مرحلة الجنان بيكي، عمري ما افكر اجرحك او ااذيكي ابدا دي الحكاية كلها. ابتعدت عنه فكت حصار ذراعيه تعود للخلف تحرك رأسها نفيا مرة تليها أخري وأخري، عند ذلك الحد هطلت دموعها تصيح فيه: - حسيت بالذنب ناحيتها وما حستش بالذنب ناحيتي، بتحبني وأنت بتتجوز عليا، بتحبني وأنت بترمي نفسك في حضن واحدة تانية، حب ايه دا، أنت ما بتحبش غير نفسك يا خالد، ومستعد تعمل اي حاجة عشان خاطرها، بس لا خلاص يا خالد كل اللي بينا خلص، شوفتك بعيني واخدها في حضنك... أنا بكرهك يا خالد بكرهك اوي!، طلقني بقولك طلقني. حرك رأسه نفيا بعنف كور قبضته يشد عليها قلبه علي وشك أن ينفجر من حالتها البائسة علا صوته يصيح محتدا: - مش هطلقك يا لينا انتي فاهمة، هتفضلي مراتي علي ذمتي سواء وافقتي علي دا او لاء. - أنت مجنون... جملة واحدة صرخت بها بحرقة قلبها النازف مما عرفت روحها تصرخ وجعا مما عرفت ورأت بعينيها، لتراه يفتح ذراعيه علي آخرهما يصرخ بنبرة عالية حادة مختلة: - ايوة أنا مجنون، مجنون يا لينا، اطلبلي العباسية يحجزولي أوضة فيها، بس بسرير كبير عشان يوم ما هدخلها هاخدك معايا... تسارعت أنفاسها بحدة تنظر له بكرة نافرة كارهة لتصرخ بقهر: طلقني يا خالد، بقولك طلقني، طلقني لهخلعك. وقعت الكلمة بعنف علي نفسه، وقف متجمدا للحظات ينظر له مصدوما عينيه شاخصة تحرك ناحيتها وقف أمامها مباشرة يلف ذراعيه حول خصرها جذبها بعنف لترتطم بصدره رفعت وجهها تنظر له بقهر لتحتد قسماته يهمس بكلمة واحدة: - تخلعيني؟! أحمر وجهها غضبا تحاول الإفلات من بين يديه تدفعه بعيدا عنها بعنف تصرخ فيه: - ايوة هخلعك، طلقني بالذوق احسنلك بدل ما افضحك وتبقي خالد باشا المخلوع، وأنت عارف بابا يقدر يخلعك في لحظات. وقف صامتا للحظات قبل أن يقترب برأسه منها يهمس جوار اذنيها بنبرة جنون تعرفها عاصرتها قديما: - لينا هانم الشريف، بنت جاسم باشا الشريف، أنتي مراتي غصب عن عينك انتي وابوكي، وخلي جاسم باشا الشريف يجيب آخره، أنا لو عايز انسفه مش هتطلع عليه شمس بكرة... دفعته في صدره بعنف ليتركها بملئ ارادته عاد خطوتين للخلف لتتوجه هي ناحية حقيبة ملابسها قبضت علي ذراعها تجذبه بعنف ليخرج من مكانه شدته بقوة التفتت ناحية خالد تمسح ما سقط من دموعها بعنف تردف بثبات: - ما تزعلش من اللي هعمله. جذبت حقيبتها لتخرج بخطي سريعة من المنزل كان بين شقي الرحي أما أن يتركها تغادر او يجبرها علي البقاء، وهي حقا في حالة لا تسمح له بأن يجبرها علي أي شئ ربما من الافضل أن تبتعد قليلا حتي تهدئ، لم يمنع قدميه أن تتحرك ناحية الحديقة، رآها تتوجه الي سيارتها في لحظة وقوف سيارة ابنتهم في حديقة المنزل، نزلت لينا من سيارتها قطبت جبينها متعجبة تنظر لحالة والدتها وتلك الحقيبة فئ يدها توجهت لها سريعا تسألها قلقة:. - مالك يا ماما ايه الشنطة دي، وبتعيطي ليه. ابوكي طلع متجوز عليا، نطقتها لينا بسخرية مريرة لتتوسع عيني الأخيرة تنظر ناحية والدها في دهشة، كيف مستحيل أن يفعل والدها ذلك، اجفلت علي جملة والدتها: - هتيجي معايا عند جدك ولا هتفضلي هنا. ابتلعت لعابها مرتبكة لا تعلم كيف انقلب الحال فجاءة وتقف في موضوع اختيار بين والديها، والادهي من ذلك والدها متزوج من أخري، لما يفعل ذلك من الأساس الجميع يتغني بعشقه العظيم لوالدتها كيف يفعل بها ذلك، جاء صوت والدها قريبا منها: - روحي مع ماما يا لينا ما تسيبهاش لوحدها. ابتسمت لينا « الشريف » ساخرة تنظر لابنتها: - هستناكي في العربية هاتي شنطة هدومك. استقلت مقعد السيارة الخلفي تغلق بابها بعنف، بينما أسرعت الصغيرة للداخل لتجلب حقيبة ملابسها، وقف خالد بالقرب من سيارة زوجته لحظات قبل أن يتحرك ناحيتها فتح الباب المجاور لها يدني بجسده قليلا ناحيتها يحادثها نادما: - أنا عارف اني غلطان وانك مجروحة بس اديني فرصة افهمك الموضوع كله، زمان من سنين طويلة رفضتي تسمعيني فاكرة وصلنا لحارة سد وخدتي المسدس بتاعي وهددتيني أنك هتموتي نفسك لو ما طلقتكيش، فاكرة. رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة، رأي نظراتها الصارخة داخل مقلتيها الصامتة، ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيها تردف ساخرة: - كنت غلطانة، انت ما تستاهلش أموت نفسي بسببك. ويال سخرية القدر لينا كلامها بات أحد من الرصاص، جاء ابنتهم بعد لحظات صمت قاتلة، لتمد يدها تجذب الباب بعنف تغلقه ، اشارت للسائق بأن يتحرك، التفتت لينا لوالدتها تحاول أن تواسيها بأي شئ، ما إن فتحت فمها بادرت والدتها تقول: - مش عايزة اسمع حاجة. في الحارة تحديدا في غرفة أدهم، يجلس أمامها ينظر له بتلهف لا يصدق أنها هنا أمام عينيه يراها من جديد بعد طول غياب، كان يشبع شوقه أن يختلس النظرات إليها من خلال كاميرات المراقبة ولكنها ها هنا الآن أمام عينيه بصعوبة منع نفسه من أن ينتشلها ويجذبها لاحضانه يشبع روحه من شذي عبيرها الذي اشتاقه حد الموت يعشقها بل يذوب بها عشقا، تحرك لسانه تلقائيا يهمس لها بشغف عاشق:. - وحشتيني اوي يا مايا، أنا مش مصدق نفسي أنك قدام عينيا، اني شايفك، وحشتيني كلمة ما تعبرش عن شوقي ليكي. توترت حدقتيها خفق قلبها بجنون كلماته تذيب جليد قلبها العاصي، اختنقت نبرتها حين همست تعاتبه: - أنت كنت عايز تأذيني، كنت عايز تنتقم من بابا، فيا. حركت رأسه نفيا سريعا مد يده يمسك كف يدها يغمغم سريعا متلهفا: - ما قدرتش و**** ما قدرت، صدقيني أنا بكره نفسي في اليوم ألف مرة عشان فكرت بس اني ااذيكي. رفعت رأسها إليه، لتبدأ بينهما وصلة عتاب سيتغير بعدها الكثير. في مكان بعيد، بعيد للغاية قصر كبير ضخم بشكل مخيف، تحطيه حراسه كثيفة من جميع الجهات، خلف أحد ابوابه المغلقة يسمع صوت حديث اسود ملعون - تفتكر ايه هي نقط ضعف خالد السويسي - طبعا مراته وبنته - بس هما دول نقط ضعفه، لو قسمناهم هنلاقي في الأول خالص مراته وبنته وبعدين اخواته ومامته وبعدين باقي العيلة، لما نعوز ندمره نضرب مين الأول - مراته او بنته. - غلط، عشان ندمره نضربه من الابعد للاقرب، مين اقرب واحد لخالد في اخواته. - حمزة أخوه التؤام، الدون - بالظبط هو دا هدفنا الجاي، رصاصة واحدة وتخلصنا منه، وبعدين نشوف الاقرب والأقرب والاقرب لحد ما يتجنن من قهرته عليهم. الفصل الثامن والسبعون في الحارة، تحديدا في منزل السيدة منيرة أبعدت روحية منيرة عن أحضانها بعد أن هدأت من موجة بكائها العنيفة، مدت يدها تمسح دموع الفتاة بحنان يفيض من عينيها، امسكت ذراعيها تشد عليهما تتمتم في حزم: - خلاص يا روحية اللي راح، راح مش هتفضلي طول حياتك تبكي علي اللي فات، نبص لقدام، أنا لقيتلك شغل علي فكرة. توسعت عيني روحية في ذهول تنظر لمنيرة مندهشة لتحرك الأخيرة رأسها إيجابا تؤكد كل حرف قالت تردف:. - واحدة معرفة من زمان، بيتشتغل في عيادة دكتور بتدخل العيانين وتنظمهم بيقولوا عليها السكرتيرة دي، هتقعد من الشغل عشان عيالها التؤام في ثانوية عامة السنة دي وعايزة تركز معاهم في المذاكرة، جوزها ما شاء **** راجل كسيب وفاتح بيته ومكفيه وقالها كفاية كدة شغل مالوش لازمة، وقصدتني اشوف حد يجي مكانها، ها قولتي إيه. توترت حدقتي روحية في حيرة يأكلها الخوف والفزع، بعد ما حدث لها باتت ترتعب من الناس نظراتهم أحاديثهم حتي رؤيتهم باتت تخيفيها، لن تسلم من ألسنتهم الحادة التي تلقيها بأقذع الكلمات، حركت رأسها نفيا بعنف ترفض الفكرة من أساسها، لتشد منيرة علي يدها تحادثها بحدة:. - ما فيش حاجة اسمها لاء يا روحية، أنا مش هسيبك تدفني نفسك بالحيا، عيادة الدكتور أصلا في حتة بعيدة عن المنطقة دي بكل اللي فيها، ويبقي حد يفتح بوقه معاكي بربع كلمة. طب ومراد، همست بها روحية بنبرة خافتة مفزوعة، لتشيح منيرة بيدها بلامبلاة تتمتم ساخرة: - انتي فاكرة أنه هيجي تاني، أنا سمعته بيتكلم في التليفون بيقول أنه مسافر ودا لما بيغيب بيقول عدولي، المهم انتي الست هتسيب الشغل آخر الاسبوع دا، فكري كويس ماشي يا روحية. ابتلعت صحراء لعابها الجاف تؤمي برأسها إيجابا، تفكر. بالقرب منهم في غرفة أدهم علي فراشه يجلس هو يمد ساقه المكدومة، وتجلس هي علي مقعد يلتصق بالفراش وجهه مقابل لوجهها، مد يده يمسك بكف يدها يشبك أصابعه في أصابعها لترفع وجهها إليه ترميه بنظرات عتاب قاسية حزينة ليتنهد بحرقة يهمس لها بشغف:. - و**** بحبك، بحبك أكتر من روحي، سنين وأنا بتعذب بحب الناس كلها شيفاه حرام، يوم ورا يوم وانتي بتكبري قدام عينيا، وبيكبر عشقك في قلبي، بغير عليكي من روحي، أنا عارف اني غلطت، غلط كبير، خنت أبويا اللي رباني، لما حبيت بنته، بس غصب عني، باباكي لما اتبناني كان عندي 8 سنين كنت كبير وفاهم وعارف أن دا مش بابا، وانتي مش اختي، وغلطت تاني لما سمحت لشيطاني يتحكم فيا وكنت عايز انتقم من أبويا، أنا بتعذب كل لحظة بنار الندم كل ما بفتكر هو قدملي إيه وكنت هرد جميله بإيه، بحس إن أنا أسوء إنسان في الدنيا، بكره نفسي لأني فكرت حتي أني ااذيكي، سامحيني يا مايا، أنا ما فيش في ايدي اي حاجة غير اني اقولك سامحيني أنا آسف، أنا اقذر إنسان في الدنيا. أنا بحبك، قاطعت سيل اعترافته وندمه الفائض بتلك الجملة القصيرة، فقط كلمة وضمير اخرستا لسانه، تفجرت دقات قلبه تدق قفصه الصدري بعنف تطالب بتحريرها، ملئت الدموع عينيه ليشعر بأصابعها تشد علي كفه، انهمرت دموع مقلتيها تهمس له:. - من زمان وأنت كل حاجة ليا في الدنيا، من غيرك حاسة اني غريبة تايهة، حتي نفسي مش عرفاها، روحي بتدور علي اللي ضايع منها، عارف أنا دلوقتي عارفة أنا مين حاسة بروحي وكياني، لما بتبقي بعيد بحس إن أنا تايهة وسط الناس... خطت دموعه فوق وجهه ينظر لها متوترا همس مرتبكا خائفا: - يعني سامحتيني مش كدة. ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا لتنهار جميع حصونه الزائفة اسرع يجتذبها يعتصرها بين أحضانه، يشدد علي عناقها بقلبه لا بذراعيه، انهمرت دموعه انهارا لا يجد ما يقوله لسانه يعجز عن الكلام وقلبه يعجز عن التوقف عن الصراخ فرحا، حلقة ناعمة من المشاعر تحلق بقلبه، حلقة تفتت فجاءة حين سمعها جملتها الخافتة الباكية: - هتوحشني يا أدهم هتوحشني أوي. قطب جبينه متعجبا قلقا من جملتها ابعدها عنه ينظر لها يسألها متوترا: - ليه بتقولي كدة يا مايا، أنتي مش سامحتيني خلاص، كل حاجة هترجع زي ما كانت. حركت رأسها نفيا بعنف صاحبه دموعها الغزيرة خرجت منها شهقة عالية تهمس بحرقة: - دي آخر مرة هشوفك فيها، بابا مصمم اننا نرجع دبي بكرة، حاولت اعترض علي قراره زعقلي وقالي هتسافري بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك، عشان كدة كان لازم اشوفك علي الأقل اودعك. أعطته الحياة السعادة للحظات قليلة لتعاود بقسوة سلبها منه ترحل تغادر بعيدا لن يراها مجددا بعد أن رآها أخيرا، قلبه بعد أن كان يصرخ فرحا، بات يصرخ ألما، قهرا، كمدا، حرك رأسه نفيا بعنف يحتضن وجهها بين كفيه يهمس لها ملتاعا: - ليه، أنا ما صدقت سامحتيني، ليه تبقي فرحتي عمرها قصير اوي كدة... اخفضت رأسها ألما ما باليد حيلة، اندفع يطوقها بين ذراعيه من جديد ربما للمرة الأخيرة قبل أن تغادر بلا عودة، خرجت من بين شفتيه أهه ملتاعة ممزقة يشعر بها جوار قلبه تحتضنه وهو يفعل المثل، لحظات قبل أن يُفتح باب الغرفة بهدوء تاااام لم ينتبه له اي منهما، لم يسرق تلك اللحظات منهما سوي صوت حاد ساخر يعرفه كلاهما جيدا: - دا إيه المبالغة في المشاعر دي... توسعت عيني مايا فزعا حين سمعت صوت والدها يأتي من خلفها مباشرة ابتعدت عن أدهم سريعا تنظر لوالدها بأعين حاجظة مذهولة، تنظر لعينيه الحادة المشتعلة غضبا، رفع يده يصفق ببطئ شديد يتمتم متهكما: - لاء برافو عليا حقيقي برافو، برافو يا حمزة عرفت تربي، بنتك في حضن راجل غريب علي سريره، معلش لو كنت قطعتكوا قبل ما تجيبوا آسر وياسمين... ارتجف جسد مايا ذعرا تفكر في أسوء ما يمكن أن يفعل والدها في تلك اللحظات، انتفضت واقفة من جوار أدهم وقفت جوار فراشه تنظر لوالدها متوترة بينما لا تتغير ابتسامة أدهم التي ظهرت فجاءة علي شفتيه، اشار للمقعد المجاور لفراشه التي كانت تحتله مايا قبلا يغمغم في هدوء: - اهلا اهلا حمزة باشا اتفضل اقعد أنت مش غريب بردوا. شد حمزة قبضته يرمي أدهم بنظرات قاتلة ذلك الفتي يطبق جيدا ما عمله هو، ولكن عذرا لن يتفوق التلميذ علي الأستاذ ابدااا، جذب حمزة المقعد يجلس فوقه يضع ساقا فوق أخري يرمي كلاهما بنظرات قاتلة شديدة الغضب يتمتم ساخرا: - ما غريب الا الشيطان يا راجل، دا أنا يا دوب، الراجل اللي رباك طول عمرك، أنا المغفل اللي بتقرطسه مع بنته... انتفض قلب مايا خوفا وابتسامة أدهم كما هي لم تهتز حتي، كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم مبتسما: - ليه حضرتك بتقول كدة، يعني حضرتك شوفتني بحضن مايا قدامك أكتر من ألف مرة وما كنتش بتضايق يعني. انفجرت دماء حمزة غضبا لينتفض من مكانه يقبض علي تلابيب ملابس أدهم بقبضته اليمني فقط يصرخ فيه: - أنا اللي غلطان اني ربيت تعبان في بيته، اعتبرته إبني ما فرقتش بينه وبين بنتي، الغلطة غلطتي أنا، إني وثقت في عيل قذر زيك. أنت جاي تتجهم علي ابن ابني يا راجل إنت، امشي اطلع برة، برة قبل ما ارقع بالصوت وألم عليك رجالة الحتة كلها. صدر ذلك الصوت الحاد من منيرة الواقفة عند باب الغرفة تنظر لحفيدها مذعورة من هجوم ذلك الرجل عليه، التفت أدهم لجدته يتمتم في مرح: - بس بس اهدي يا جدتي، حمزة باشا أبويا اللي رباني من وأنا عيل صغير، يعمل اللي هو عايزه، روحي معلش اعمليله فنجان قهوة مظبوط. نظرت منيرة لحمزة شرزا، لتغادر علي مضض عينيها معلقتين بأدهم، التفت حمزة لأدهم يبتسم ساخرا، يتمتم متهكما: - لاء أنا كدة اتثبت، ونعمة التربية حقيقي. لفظ أدهم بعنف بعيدا عنه يتوجه ناحية مايا قبض على رسغ يدها يهمس لها بصوت خفيض حاد متوعد: - ورحمة أمك ما هتشوفي الشارع تاني بعد اللي عملتيه دا شدد كفه حول رسغ يدها يجذبها معه ما كاد يتحرك بها خطوة واحدة سمع صوت أدهم يردف سريعا: - ثواني يا حمزة باشا معلش في حاجة أنت كنت وعدتني بيها وما نفذهتهاش ودا عيب كبير في حقك. توقف حمزة عن الحركة ليلتف خلفه نظر لأدهم مستهجنا يرفع حاجبه الأيسر ساخرا: - حاجة ايه يا أدهم بيه. توسعت ابتسامة أدهم يتمتم بدهشة أجاد تصنعها: - نسيت يا باشا معقولة افكرك، يوم حادثة الأسانسير لما أنقذت مايا منه، قولتلي أنك مستعد تديني اي حاجة اطلبها مكفاءة لمسعدتي لبنتك. نظر حمزة لادهم باشمئزاز، ترك يد ابنته يضع يده في جيب سترته يخرج دفتر صغير للشيكات، فتحه يلتقط قلمه عاد ينظر لأدهم يتمتم ساخرا: - عايز كام. صمت للحظات طويلة رفع ادهم كف يده يشير لمايا الواقفة جوار الباب، ليعاود النظر لحمزة يتمتم مبتسما: - عايز مايا وقبل ما تفهمني غلط أنا عايز اتجوزها. خرجت ضحكة عالية ساخرة من بين شفتي حمزة مزق ورقة من دفتر الشيكات يضعه في جيبه من جديد، خط بضع الكلمات علي الورقة يلقيها جوار أدهم، نظر له باستخفاف ليرفع سبابة يمناه يشير له من أعلي لاسفل يتمتم ساخرا:. - أنت عايز تتجوز بنتي، بنت حمزة السويسي، أنت مين اصلا، حتة موظف لا راح ولا جه ساكن في حارة، أنت فين وهي فين ما تبصش فوق عشان رقبتك ما تتكسرش، خد القرشين دول، نظير مساعدتك لبنتي، غير كدة مش عايز اشوف خلقتك تاني. التفت لابنته ليراها تنظر له نظرات مصدومة حانقة دموعها تغطي وجهها بعنف حركت رأسها نفيا تصيح محتدة: - ليه، بتعمل كدة ليه، هو غلط، كلنا بنغلط، واكيد أنت نفسك غلطت، أدهم ندمان وعايزك بس تسامحه وأنت بتدمره بكلامك، أنا بحب أدهم ومش هتجوز غيره، ومش هسافر معاك، أنت خلاص اتجوزت وعايز تعيش حياتك أنت حر أعمل اللي أنت عايزه، سيبني أنا كمان أعيش حياتي... ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه ينظر لابنته ولأدهم ينقل انظاره بينهما بات هو شرير الحكاية الآن من يحاول التفريق بين عاشقين خاناه بسكين الثقة التي اسلمهم إياها، دون حرف آخر قبض علي يد ابنته يجذبها خلفه للخارج متوجها بها الي سيارته، دفعها إلى أريكة السيارة الخلفية ليستقل هو مقعد السائق ينطلق إلي وجهته لا يسمع سوي صوت بكائها ونشجيها الحار. في منزل خالد السويسي. تهاوي بجسده علي الأريكة يخفي وجهه بين كفيه، عقله متوقف يعجز عن تفسير ما حدث ويحدث الآن، لينا لم تتفهم طريقتها الغريبة، نظراتها حتي كلامها، كأنها أخري غير التي أحبها وتزوجها وهام بعشقها جنونا، يعذرها يعطيها كامل الحق لما تفعل، لن يتركها مهما حدث جاسم بالطبع سيفعل ما بوسعه ليفرقهم وهو حقا لن يسمح، في خضم موجة افكاره المبعثرة الحزينة، نسي شيئا، توسعت عينيه فزعا هب واقفا يصفع جبينه براحة يده يتمتم متلهفا:. - حسام! خرج يهرول إلي سيارته استقلها ينهش الطريق تحت عجلات السيارة، انتشل هاتفه يطلب رقم صديقه، لحظات وسمع صوت الخط يُفتح قبل أن ينطق بكلمة واحدة بادر خالد يتمتم بنبرة ممزقة: - محمد أنا محتاجلك يا محمد، أنا رايح على مستشفي (، ). قاطعه محمد قبل أن ينطق بحرف آخر يغمغم سريعا: - مسافة السكة وهبقي عندك، كل حاجة هتبقي تمام، اهدي، أنا جايلك. اغلق محمد الخط وخالد يلتهم الطريق إلي المستشفى، حسام لينا ابنته زيدان شهد صور كثيرة متداخلة تمر أمام عينيه، يشعر بالعجز بل هو والعجز سيان في تلك اللحظة اغشت طبقة حارقة من الدموع مقلتيه، صدم قبضته بعنف في المقود تنهمر دموعه قلبه يحترق مع دموع عينيه، تسارعت دقات قلبه يشعر بألم بشع يغزو صدره، جذب رابطة عنقه يرميها بعنف يفتح ازرار قميصه الأولي يحاول التقاط أنفاسه، لا يعرف حتي كيف وصل للمستشفي، اوقف السيارة نزل سريعا يسأل عن رقم الغرفة اخبرته بها موظفة الإستقبال، ليأخذ طريقه سريعا إلي الطابق الثاني الغرفة 234، لم يستمر البحث طويلا وجد حسام يجلس علي أحد المقاعد أمام أحدي الغرف هرع إليه يسأله متلهفا:. - حسام أنت كويس، طمني شهد عاملة إيه. لحظات صمت طويلة قبل آت يرفع حسام وجهه ويري خالد عينيه الحمراء ككرات دم انفجرت دموعه التي تغرق وجهه وجهه الشاحب، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي حسام يتمتم متهكما: - أنت لسه فاكر تسأل... ابتلع خالد لعابه متوترا ينظر لحالة إبنه المذرية، بينما رفع حسام يده يشير إلي باب الغرفة المغلقة أمامه انهمرت دموعه يتمتم بحرقة:. - أمي لو حصلها حاجة أنا مش هسامحك عمري كله، امشي مش عايز اشوفك، روح للينا هانم، هي أغلي عندك من الكل، مستعد تدوس علي الكل عشانها، حتي أمي أنا اذيتها ودوست عليها عشانها، وأنا استحملت ورضيت اني ابقي ابنك في الدري عشان خاطر الهانم، سيبت أمي بتموت وجريت ورا الهانم، امشي من هنا روحلها، أنا مش عايز اشوفك. مد خالد يده يحاول أن يربت علي كتف إبنه عله يهدئ قليلا، ليدفع حسام يده بعنف هب يصرخ فيه بحدة: - بقولك امشي من هنا، أنت ما بتفهمش. تنفس خالد أنفاس عميقة يحاول بها السيطرة علي أعصابه الثائرة من وقع كلمات ذلك الارعن، تحرك يجلس علي المقعد المجاور له جذب كف يده بعنف ليعاود الجلوس، ابتسم يتمتم في هدوء: - لاء فاهم ومقدر الحالة اللي أنت فيها كويس، والا كنت رقدتك في سرير جنب أمك وكان زمانهم بيدوروا علي دكتور يعالجك يا دكتور... نظر حسام له نافرا ليعاود إخفاء وجهه بين كفيه يدعي لوالدته إن يمر الأمر دون أن يخسرها منذ ساعات طويلة وهي داخل الغرفة يكاد يموت خوفا عليها، اخيرا سمع صوت الباب يفتح هب يهرول ناحية الطبيب الذي خرج توا يسألها متلهفا كطفل صغير خائف: - طمني عليها، ماما كويسة ارجوك قولي آه. نظر الطبيب له مشفقا، تنهد يهمس في حذر: - للأسف حالة القلب صعبة ما ينفعش معاها علاج، لازم يتعملها عملية في أسرع وقت، وللأسف بردوا نسبة نجاحها قليلة. صدمة تليها أخري تقع علي رأس حسام عينيه علي وشك أن تخرج من مكانها قلبه توقف عن النبض صمتت جميع الأصوات من حوله حتي الطبيب ما عاد يسمع ما يقول اغمض عينيه تنهمر دموعه ليسمع صوت والده العزيز يحادث الطبيب قائلا: - بكرة الصبح هتسافر لمستشفى (، ) في لندن هما مجاهزين كل حاجة ومستعدين للعملية... اومأ الطبيب برأسه إيجابا يتمتم في هدوء: - يكون افضل بردوا، والمستشفى هتكون تحت امركوا بعربية إسعاف مجهزة لحد المطار... غادر الطبيب، ليلتفت حسام لخالد يسأله محتدا: - أنت كنت عارف أنها تعبانة؟! حرك رأسه إيجابا ببطئ تنهد بحرقة يحادثه بترفق مراعاة لحالته المتأزمة: - عرفت منها من فترة بسيطة، ووصتني ما اقولكش. ارتسمت ابتسامة ساخرة كبيرة علي شفتي حسام يقهقه متألما عاود ينظر لوالده انهمرت دموعه بعنف يصرخ حاقدا: - ولما عرفت عملت إيه ولا حااااااجة، قولت اسيبها تموت اهو بالمرة اخلص منها ومن الذنب اللي لافة رقبتي بيه، أنا بكرهك، بكرهك أكتر مما تتخيل. حسام اهدي يا حسام، اهدي يا صاحبي، اندفع زيدان سريعا يقف حاجزا بين حسام وخالد يمسك بذراعي حسام يحاول تهدئته، انهار حسام باكيا ما أن رأي صديقه ليرمي بما به من خوف وقلق وهم علي كتف صديقه رمي نفسه بين ذراعي زيدان يصيح بحرقة: - امي هتموت يا زيدان، أنا مش هعرف اعيش من غيرها، مشيه من هنا قوله يمشي، مش عايز اشوفه. اسرع زيدان يسند صديقه يربت علي رأسه برفق كأنه *** صغير، بينما يقف خالد بالقرب منهم قلبه يتفتت إلي شظايا تدمي روحه وصوت بكاء حسام يعلو، اقترب منهم خطوة واحدة ليحرك زيدان رأسه نفيا سريعا يخبره إلا يفعل، وقف يقبض كفه يمنع نفسه بصعوبة من انتشال **** إلي أحضانه، اجفل علي يد وضعت علي كتفه نظر للفاعل ليجد محمد صديقه ابتسم ما أن رآه، ليمسك محمج كفه يجذبه ليتحرك معه دون ادني مقاومة، لمحت عينيه وهو يغادر فتاة تقف بالقرب منهم، تلك الفتاة رآها قبلا ولكنه حقا لا يتذكرها الآن تقف تنظر لهما مشفقة تحتضن سترة زيدان بين ذراعيها، تحرك بصحبة صديقه إلي حديقة المستشفي جلس جواره علي أحد مقاعد الإستراحة صامتا للحظات طويلة لا يجد ما يقوله عينيه ثابتة جافة من الحياة، مرتكزة في الفراغ السرمدي الي ما لا نهاية تصل معاناته، اجفل علي حركة يد صديقه يربت علي كتفه، ليضع رأسه علي كتف صديقه الجالس جواره، زفر نفس حار يحرق احشائه، سمع صوت محمد يسأله في رفق:. - إيه اللي حصل. دون جهد يذكر تحرك لسانه يخبر صديقه بكل ما حدث منذ أن رأته لينا في منزل شهد إلي تلك اللحظة، انهي ما يقول لترتسم علي شفتيه ابتسامة معاناة لا تعبر عن ذرة ألم واحدة بداخله يتمتم ساخرا من حاله: - لينا بقت بتكرهني، وحسام بقي بيكرهني، وشهد هتموت بسببي، يا ريت أنا اللي اموت واريح الكل. بعد الشر عليك يا خالد ما تقولش كدة، نطقها محمد سريعا ليمسك بذراعي صديقه يحادثه بحزم: - كل حاجة هترجع لمجراها الطبيعي، خليك جنب حسام ومعلش استحمل اي كلام هيقوله دي والدته بردوا، وأنا هروح للينا لو هي رافضة تسمع منك هتسمع مني أنا، اجمد كدة دا أنت شيخ الشباب يا راجل، مش عيل سيكي ميكي ولا ناسي. ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد يومأ برأسه إيجابا ليربت محمد علي كتفه بحزم، ومن ثم تحرك يغادر متجها الي منزل جاسم مباشرة، بينما عاد خالد إدراجه الي حيث يوجد حسام، اقترب منهم ليجد زيدان في المنتصف بين حسام وتلك الفتاة جلس علي أحد المقاعد المقابلة لهم يفصل بينهما الممر الطويل، ينظر ناحية إبنه نادما، بينما ينظر الأخير ناحية باب غرفة والدته المغلقة يدعو لها في كل لحظة. في مكان آخر يبعد كثيرا عن سابقه في منزل حقا ضخم، حديقة كبيرة، مسبح ضخم وفي الداخل منزل واسع يتكون من طابقين ( فيلا ) فاخرة فخمة بكل ما تعنيه الكلمة من معني تجلس بدور في الصالة الضخمة امام شاشة تلفاز عريضة تنام الصغيرة سيلا علي قدميها، بينما يلعب الصغير خالد ارضا بالكثير والكثير من الألعاب الغالية ، شردت عينيها لا تعرف أهي سعيدة أم لا هي حقا راضية، يكفي ما قدمه لها إلي الآن، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها حين تذكرت ما حدث صباحا باكرا. Flash back - مبروك يا مدام حمزة السويسي... ترددت تلك الجملة في عقلها عدة مرات سريعة متتالية لتوقظها رغما عنها من ثباتها العميق، فتحت عينيها ببطئ شيئا فشئ، رفعت يدها تمسد جبينها تشعر بألم حاد يطرق في رأسها، لحظات وتوسعت عينيها حين بدأت تدرك أين هي، تلك ليست غرفتها ابداا، نظرت جوارها سريعا لتجد حمزة نائما جوارها، لحظات وبدأت ذكريات الليلة الماضية تقتحم عقلها تخبرها بحقيقة ثابتة لا تقبل مجالا للشك أنها باتت زوجة ذلك النائم جوارها بكل ما تعنيه الكلمة من معني، ابتلعت لعابها قلقة علي طفليها وخاصة سيلا الصغيرة كيف تنام بعيدا عنها، الصغيرة تستيقظ كثيرا ليلا، انقبض قلبها خوفا علي صغيرتها، رغبت في التحرك سريعا تتوجه إلي غرفتها، لتشعر بيده تمسك رسغ يدها شهقت متفاجئة تنظر له لتقابل ابتسامته الناعسة، اعتدل في جلسته يفرك عينيه ابتسم يتمتم ناعسا:. - رايحة فين احنا لسه بدري اوي... حمحمت تحاول إيجاد صوتها الهارب تهمس متوترة: - هقوم اشوف سيلا، اكيد عيطت كتير بليل. ابتسم من جديد يزيح خصلة كبيرة غطت وجهها عن عينيه يحادثها برفق: - ما تقلقيش علي سيلا، أنا روحت اطمن عليها بليل، لقيت لينا مرات خالد واخداها تبات معاها. ابتسمت مرتبكة تحرك رأسها إيجابا، أرادت ان تتحرك من جديد لتجده يسمك بيدها من جديد، التفتت له تلك المرة تناظرها بنظرات متعجبة ليبتسم ينطق بكلمة واحدة: - ندمانة؟ قطبت جبينها متعجبة من سؤاله لتحرك رأسها نفيا تتمتم: - ليه حضرتك بتقول كدة. ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تنهد يتمتم في تروي: - عشان كلمة حضرتك اللي أنتي لسه قيلاها دي، بدور أنا عارف إن لسه في بينا حواجز كتير وأنا تجاوزت كل دا باللي حصل بس... قاطعته حين ابتسمت ابتسامة متوترة مرتعشة تحرك رأسها نفيا تتمتم بخفوت مرتبكة: - ما حصلش حاجة لكل دا، دا حقك. قطب جبنيه غاضبا من تلك الكلمة التي نطقتها توا، ليمسك بكفيها بين كفيه رفعت وجهها له حين سمعته يهتف سريعا: - حتي لو يا درة، أنا ما ينفعش افرض نفسي عليكي بأي شكل من الأشكال، انتي بالنسبة لي درة يا درة، فهماني. ارتسمت ابتسامة خجولة علي شفتيها تؤما برأسها إيجابا حمحمت بخفوت تسأله: - هو احنا بردوا هنسافر. حرك رأسه نفيا، لتتوسع ابتسامتها مد كفه يبسطه علي وجنتها يغمغم مبتسما: - لا يا ستي مش هنسافر، أنا قررت اننا نستقر هنا، واشتريت بيت وجهزته من كله وبصفي شغلي عشان انقله هنا، عشان خاطر عيونك أنتي ومايا. توسعت ابتسامة لتسمك بكفيه تتمتم بتلهف سعيد: - بجد شكرا، شكرا اوي، أنا هروح افرح مايا. توسعت ابتسامة حمزة الخبيثة يحرك رأسه نفيا يغمغم في مكر: - لاء خليكي عايز اعمل فيها مقلب. ضحك بشر مضحك، ليتحرك من جوارها ارتدي خفيه ليتحرك إلي خارج الغرفة، قامت خلفه سريعا تقف عند باب الحجرة من الداخل تحاول أن تعرف ما سيفعل لحظات وسمعته يزمجر غاضبا: - اسمعي يا بنت حمزة اللي اقوله يتنفذ من غير نفاش، مش هعرف امشي كلامي عليكي ولا ايه، بكرة الصبح تكوني جاهزة بشنطك، بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك هنمشي بكرة. رأته يخرج من غرفة ابنته يصفع بابها بعنف خلفه لتتوسع عينيها في صدمة لما فعل ذلك، وقفت مقابلة له ما أن دخل إلي الغرفة تسأله مدهوشة: - ليه زعقتلها كدة، وبعدين دا مقلب وحش جداا، لو سمحت روح قولها أننا مش هنسافر، او أنا هروح اقولها، مايا حساسة وبتتأثر بأي حاجة. ابتسم ينظر لها سعيدا، احسن الاختيار حقا بدور تحب ابنته وتخاف عليها، لحظات وانفتح باب غرفة مايا بعنف تخرج تهرول الي الخارج لتلتفت بدور إلي حمزة تردف سريعا: - شوفت اهي خرجت زعلانة، ألحقها بقي وقولها أنك بتهزر معاها، ما تزعلهاش عشان خاطري يا حمزة. توسعت ابتسامته الواسعة من الاساس ليلف ذراعه حول كتفيها يغمغم سعيدا: - قولي يا حمزة تاني كدة، حاضر يا ستي عشان خاطرك، البسي ولبسي الولاد، هوصلكوا علي البيت، وهروح لمايا الشغل افهمها اللي حصل... حركت رأسها إيجابا سريعا تتحرك بتلهف بدلت ثيابها هي والأولاد ضبت حقائبها أغلق آخر حقيبة تضعها أرضا في لحظة دخول حمزة الغرفة نظرت للحقائب نظرات حادة غير راضية رفع وجهه لها يتمتم: - هاتي سيلا اشيلها وامسكي خالد في إيدك وسيبي الشنط دي مش هناخد حاجة منها، أنا جايبلكوا هدومي ليكي وللولاد هناك. وقبل أن يعطيها فرصة للرد تقدم يحمل الصغيرة ليخرج من الغرفة، وقفت للحظات لا تعرف ما تفعل تنهدت تزفر أنفاسها الحائرة لتمسك بيد طفلها تلحقه، نزلت لأسفل لتجد خالد يبدو أنه استيقظ توا، ابتسم ناعسا ما أن رآها، ليقترب منها يقبل جبينها يتمتم مبتسما: - خلاص هتمشوا. حركت رأسها إيجابا تبتسم له ليميل يحمل خالد الصغير يقبل وجنته وجبينه يحتضنه، نظر لحمزة يتوعده قائلا: - حمزة نصيحة تخلي بالك منهم، عشان لو وزعلتها هنسي أنك اخويا وهزعلك أوي. ابتسم حمزة ساخرا يردف: - خلاص يا أبو البنات، يلا يا درة عشان ما نتأخرش. ودعت بدور خالد لتقترب من حمزة يتحركان للخارج لينظر خالد لحمزة يتمتم مشمئزا: - درة، رايح جاي يقول يا درة كاتك الأرف في دلعك اللي شبه وشك. سمع صوت حمزة يأتي من بعيد يصيح حانقا: - سمعتك علي فكرة. ضحك خالد ساخرا ليعلو بصوته هو الاخر: - ما أنا قاصد أنك تسمعني علي فكرة، يلا ياض غور من هنا مش عايز اشوف خلقتك تاني... ضحكت بدور علي ما يحدث بينهما جلست علي المقعد جوار حمزة تنطلق بهم السيارة الي وجهتهم، ساعة ويزيد إلي أن توقفت السيارة في تلك الحديقة الكبيرة، توسعت عينيها في دهشة، تنظر حولها تغزو ابتسامة واسعة ثغرها، ليلف هو ذراعه حول كتفيها يسألها مبتسما: - عجبتك الجنينة. حركت رأسها إيجابا سريعا، تتحرك معه للداخل، والداخل لم يكن أقل رقي بل أزيد المكان حقا أكثر من رائع، تقدمت للداخل في تلك اللحظات دق هاتف حمزة، أجاب سريعا كل إن وقعت عينيه علي اسم المتصل يغمغم متلهفا: - ايوة يا ماهر، أدهم كويس حصله حاجة. احمرت عينيه فجاءة بغضب اخافها لتسمعه يصيح غاضبا: - أنت متأكد أنها مايا، طيب خليك عندك أنا جاي حالا. ودون أن ينطق بحرف كان يهرول إلي سيارته ينطلق بها سريعا الي حيث لا تعلم هي. Back اجفلت من شرودها الطويل علي صوت باب المنزل يُفتح ويدخل حمزة يسبقه صوته الغاضب: - ادخلي يا هانم للدرجة دي ما عرفتش اربي.. وضعت بدور سيلا علي الاريكة لتهرول ناحيتهم سريعا وقفت حاجزا بين مايا وحمزة تصيح سريعا قلقة علي الفتاة: - اهدي يا حمزة براحة عليها، حصل إيه. نظر حمزة لمايا نظرات قاتلة حادة، ليمد يده ينزع حقيبة أخرج هاتفها منها ليلقيه أرضا ليتهشم الأخير الي فتات نظر لها يصيح محتدا: - وادي الزفت شوفي بقي هتكلميه ازاي وحسك عينك اشوفك خارجة برة باب الفيلا أن شاء **** حتي للجنينة... نظرت مايا له كارهة لتصرخ بقهر: - أنت فاكر أنك كدة هتبعدني عنه، أنا بحب أدهم وهو كمان بيحبني، أنت اللي جمعتنا الأول، مش هخليك تبعدنا تاني. اشتعلت أنفاسه غضبا لينظر لزوجته يصيح فيها: - بدوور خديها من وشي عشان أنا لو فقدت أعصابي هموتها في أيدي. اسرعت بدور تجذب مايا بعيدا تهمس لها سريعا بتلهف قلقة: - تعالي يا مايا، تعالي يا حبيبتي، وكل حاجة هتتحل، سيبي بس بابا يهدي. جذبت بدور مايا تصعد معها إلي أعلي، تهاوي حمزة علي أحد المقاعد يتنفس بعنف يمسح وجهه يكفيه بعنف، اخفي وجهه بين كفيه يتذكر جملة ابنته التي اعادت فتح دفاتر ذكريات قديمة ( واكيد أنت نفسك غلطت ) نعم هو أخطأ حقا أخطأ وجاءت ابنته لتحاسبه علي ذلك الخطأ. في منزل جاسم الشريف، اسدل الليل استاره وهي كما هي منذ أن جاءت وهي تجلس علي مقعد صغير في الحديقة تنظر للفراغ نظراتها ثابتة جافة من الحياة يمر شريط حياتها أمام عينيها تنظر لكل لحظة فيه، منذ البداية إلي الآن، تبحث عن مقاطع سعادتها، لم تزرف دمعة واحدة، قلبها يبكي كمدا وعينيها ثابتة كالجليد، لا تذيبه حرارة قلبها الباكي، تزوج، متزوج، ذهب لاخري بعد كل ما حدث بينهما حب بل تعدوا تلك الكلمة، حياة سنوات، عشق، جنون، مرا سويا بالأسوء قبل الأسعد كانت جواره في كل لحظة، لم تتخلي عنه في أكثر لحظات حياتهم سوءً، كيف يفعل بها ذلك، كيف يسمح لها قلبه بأن يقتل قلبها وهو يلقي بعشقهما بعيدا ويذهب لاخري، لما فيما أخطأت ليفعل ذلك، لأنها نصف أنثي كما أخبرتها والدته مرارا وتكرارا، لا تقدر علي إنجاب ولي العهد الذي سيحمل إسم العائلة فاختار أن يتزوج، اختار أن يسحث قلبها بحذائه دون أن يرتف له جفن. اجفلت من عاصفة مشاعرها علي صوت والدها حين جذب المقعد المجاور لها جلس يتمتم ساخرا: - أنتي هتفضلي قاعدة كدة، أنا قولتلك من الاول أنه عامل مصيب وأنتي فضلتي تقوليلي حرام عليك يا بابا أنت دايما كدة ما بتحبش. ارتسمت ابتسامة متهكمة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، ليخرج والدها ورقة من جيب حلته يفتحها امامها يضع فوقها قلمه قطبت جبينها تنظر للورقة متعجبة لتعاود النظر لوالدها الذي بادر قائلا: - توكيل، امضي يلا عشان من بكرة هرفع عليه قضية خلع وحياتك عندي لالففهولك محاكم مصر كلها، اخليه يقول اريد حلا. ضحكت لينا ساخرة، قبل أن تحرك رأسها نفيا أزاحت القلم والورقة ناحية والدها تردف بنبرة خاوية: - أنا مش هرفع قضية علي خالد يا بابا أنا هخليه يطلقني. نظر جاسم لها محتدا غاضبا كور قبضاه يصيح فيها: - لاء يا لينا انتي مش هتخليه يطلقك، انتي هتستنيه يجي ياكل عقلك بكلمتين زي كل مرة عشان تسامحيه وتروحي معاه وكأن ما فيش حاجة حصلت مش كدة. حركت عينيها تعاود النظر لنقطة ما في الفراغ تهز رأسها نفيا تردف بذات النبرة الخاوية: - لاء مش كدة، لينا اللي كانت بتسامح وتغفر خلاص راحت، حاسة أنها ماتت جوايا، أنا حتي مش عارفة اعيط، حاسة أن قلبي مات منه اي شعور ناحيته، أنا مش هرفع قضية خلع عليه عشان بس العشرة والسنين الكتير اللي يينا، بس أنا مش هرجعله تاني ابداا... أغمضت عينيها تحاول حتي البكاء أن تزرف دمعة واحدة دون فائدة، تنهد جاسم حزينا علي حالها توعد لخالد بالانتقام علي ما فعل بابنته، تحرك من مكانه تنهد يتمتم: - أنا هجبلك كوباية عصير واخلي الخدامين يعملولك اكل انتي ما كلتيش حاجة من ساعة ما جيتي. تحرك جاسم لذلك المنزل مرت دقائق قبل أن تتوقف سيارة محمد في حديقة المنزل، ابتسمت ساخرة ما أن رأته بالطبع كان سيأتي، تقدم محمد يحتل المقعد مكان والدها ابتسم يحمحم في هدوء مردفا: - ازيك يا لينا عاملة إيه. اشاحت بوجهها بعيدا عنه ابتسمت تتمتم ساخرة: - أكيد أنت عارف أنا عاملة ايه زي ما أنا عارفة أنت جاي ليه، وريح نفسك عشان خلاص الموضوع خلص. نقر محمد بأصابعه علي سطح الطاولة امامهم ابتسم يردف في ثقة: - لاء يا لينا ما خلصش، لسه بدري أوي علي الموضوع يخلص، لينا تفتكري ليه ممكن واحد زي خالد بيعشقك ممكن يتجوز عليكي ايه السبب الرهيب اللي يخليه يقرر فجاءة بعد ما عدي الخمسين أنه يتجوز، اتجنن ما هو دا حلها الوحيد والحمد *** خالد عاقل لسه ما اتجننش. كورت قبضتها تغزر أصابعها في كفها تشد علي أسنانها تتنفس بعنف تتذكر مشهده في أحضان تلك السيدة، ليكمل محمد ما يقول: - يبقي اكيد في سبب قوي يخليه يعمل كدة... التفتت لمحمد تناظره بحدة لتصيح غاضبة: وأنا مش عايزة أعرف ايه هو سببه، المهم النتيجة أن صاحبك اتجوز عليا، رمي كل اللي بينا داس عليه بجزمته وراح اتجوز وأنت جاي تقولي أكيد ليه سبب قوي يولع هو وسببه خلاص صاحبك ما بقاش فارق معايا. تنهد محمد يآسا يتمتم في مرح: - خالد طبع عليكي، ايه يا بنتي العصبية دي كلها ما كنتيش كدة عادت تشيح بوجهها بعيدا، ليتنهد هو يكمل بهدوء:. - يا لينا انتي عارفة حكاية شهد واكتر واحدة عارفة احساس خالد بالذنب ناحيتها معذبه ازاي، شهد استغلت الموضوع دا اسوء استغلال، اشترطت عشان يسامحها انه يتجوزها، صدقيني أنا وهو حاولنا معاها كتير، بس هي رفضت كل الحلول، حتي جواز خالد منها كان علي الورق بس، خالد ما لمسهاش، يا لينا خالد بيحبك وانتي ادري واحدة بحبه ليكي... حركت رأسها نفيا بعنف تصيح بحرقة: - لاء يا محمد لينا اللي كانت بتسامح بح خلاص، أنت قولت زمان معلش يا لينا لكل جواد كبوة، وكبوة صاحبك عدت، رصيده في السماح خلص، خليه يطلقني بالذوق احسنله. ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي محمد يتحدث بمرح يحاول تخفيف وقع ما يحدث: - طب ما ينفعش اشحنله أنا رصيد في السماح. ابتسمت لينا باصفرار علي مزحته السخيفة، ليأتي جاسم في تلك اللحظة يحمل كوب عصير من فاكهة البرتقال وضعه أمام ابنته نظر لمحمد يتمتم ساخرا: - هو دا اللي أنت فالح فيه يا محمد، تطبل لخالد، تطلعه ملاك ما بيغلطش، حتي لو هو الشيطان بذاته. نظر محمد محتدا لذلك العجوز الواقف أمامه يشد علي أسنانه، رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يكتف ذراعيه أمام صدره يتمتم في ثقة: - ايوة أنا صاحبي ملاك وما بيغلطش وما غلطش يا جاسم، وحاسب كدة أحسن أجنحته تدخل في عينيك. اشتعلت عيني جاسم غاضبا ليصيح في الجالس أمامه: - طب اسمع بقي يا أبو جناحات أنت وصاحبك، قوله يطلقها بالذوق بدل ما اخلي سيرته علي كل لسانه، خالد باشا المخلوع. تعالت ضحكات محمد، وقف من مقعده ينظر للواقف أمامه يتمتم ساخرا: - أنت سامع نفسك يا جاسم، أنت عارف أنت بتتكلم عن مين طيب، خالد باشا السويسي... مد محمد يده يربت علي كتف جاسم يبتسم في ثقة: - جاسم خالد مستحملك وبيحميك عشان لينا، فاكر آخر كذا قضية بتوع تجار المخدرات، اللي كانوا متفقين علي موتك لولا خالد كان زمانك **** يرحمك، ما تشعللهاش عشان أنت مش هتقدر تطفيها، سلام يا لينا، هجيلك تاني. قالها ليتوجه إلي سيارته وتشتعل عيني جاسم حقدا يعزم في نفسه علي تنفيذ ما نوي. تجاوزت الساعة الثانية عشر ليلا، الجميع نيام بالطبع نيام، فتحت باب غرفتها بهدوء شديد تتحرك علي اطراف أصابعها تنزل الي أسفل تحتضن حقيبة ملابسها، نزلت الي الطابق السفلي لتتوجه الي المطبخ، من الباب الخلفي ستهرب من الجيد أن الخدم رحلوا، فتحت باب المطبخ تركض للخارج خارج المنزل والمكان بأكمله تهرول بعيدا تهرب من عشق مؤلم قاتل فتت روحها، تسابقها دموعها في الهرب بعيدا بعيدا لن تعود من جديد، إلي أين لا تعرف ولا يهم لاقت ما يكفي ويفيض... بينما في احدي غرف المنزل في الشرفة تحديدا وقفت شاهيناز تراقب سهيلة وهي تفر بعيدا تقطم تفاحة في يدها تنظر لها مستمتعة متشفية، انتظرت الي أن اختفت تماما بعيدا من أمام عينيها، لترسم الفزع علي قسمات وجهها توجهت لفراش جاسر توقظه بتلهف تصيح فيه: - جاسر اصحي يا جاسر، اصحي يا جاسر في مصيبة. انتفض جاسر فزعا يسألها سريعا: - انتي كويسة فيكي حاجة، اللي في بطنك كويس. حركت رأسها إيجابا سريعا تغمغم فزعة: - الحق سهيلة، أنا شوفتها دلوقتي ماسكة ايد غريب كان بيبوسها في الجنينة وبعدين هربت معاه شوفتها بتجري هي وهو بيهربوا من البيت! منك *** يا شاهيناز الكلب. [LIST] [*][URL='https://forum.janatna.com/index.php?page=new_reply&index=1&id=21989&qu_Reply=2959&user=%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%B1']اقتبـاس ،،[/URL] [*][URL='https://forum.janatna.com/t21989&count=189#']إقتباس متعدد ،،[/URL] [/LIST] 25-12-2021 02:47 صباحا [URL='https://forum.janatna.com/index.php?page=post&show=1&id=2960&num=191'][IMG alt="مشاهدة مشاركة منفردة"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/open.gif[/IMG][/URL][[URL='https://forum.janatna.com/t21989&count=189#2960']191[/URL]] [URL='https://forum.janatna.com/u116'][IMG alt=" صورة زهرة الصبار الشخصية "]https://forum.janatna.com/download/avatar/u116_732.jpg[/IMG][/URL] [B]زهرة الصبار[/B] عضو فضي تاريخ الإنضمام : 01-11-2021 رقم العضوية : 116 المشاركات : 6453 الجنس : [IMG alt="أنثى"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/gender_female.gif[/IMG] الدعوات : 2 قوة السمعة : 10 [IMG alt="offline"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/icon_user_offline.gif[/IMG] [IMG alt="look/images/icons/i1.gif"]https://forum.janatna.com/look/images/icons/i1.gif[/IMG] رواية أسير عينيها رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والسبعون - الحق سهيلة، أنا شوفتها دلوقتي ماسكة ايد غريب كان بيبوسها في الجنينة وبعدين هربت معاه شوفتها بتجري هي وهو بيهربوا من البيت احمرت مقلتيها سعير من نار الجحيم استوطن في حدقتيه نفرت عروقه توسعت عينيه ليهب من فوق فراشه كبركان انفجر فجاءة، توجه ناحية دولاب ملابسه يلتقط سلاحه، خرج نن الغرفة يهرول يزمجر بصوت حاد عالي كالرعد: - سهيلة، موتك علي ايدي. خرج غيث وصبا كل من غرفته علي صوت صراخه يتبعهم رشيد وشروق الجميع يصيح فيه متعجبين: - في ايه يا جاسر، حصل إيه يا ابني، بتصرخ ليه يا ابني اندفع بخطواته ناحية غرفة سهيلة يريد دخولها ليشعر بحرارة لاهبة تحرق جسده ما أن اقترب من غرفتها، لم يقدر علي الأقدام ولو حركة واحدة للامام، وقف مكانه وجه عينيه الي صبا يصيح فيها: - صبا خشي شوفي سهيلة في اوضتها ولا لاء. نظرت صبا لأخيها خائفة من عينيه الحمراء صراخه المخيف ابتلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا هرولت سريعا ناحية غرفة سهيلة دخلتها، تهرول لتتوسع عينيها في فزع حين رأت الغرفة فارغة تماما، دولاب الملابس مفتوح علي مصراعيه خالي من اي ملابس، وورقة كبيرة ملقاه فوق سطح الفراش التقطتها تقرأ ما خط عليها لتتوسع عينيها فزعا لطمت خدها الأيسر بيسراها، لتغلق الورقة سريعا حين سمعت أخيها يصيح باسمها، هرولت إلي خارج الغرفة تقبض علي الورقة في يدها وقفت بالقرب من اخيها تمد يدها له بالورقة تغمغم متوترة:. - الحق يا جاسر، سهيلة هربت وسابتلك الورقة دي انتزع منها الورقة بعنف لم يهتم فيما بداخلها فقط دسها في جيب سرواله، لينزل الي أسفل سريعا خرج الي الحديقة يصيح باسماء غفراء والده: - يا أمام، يا عوض، يا حسين هرول إليه الغفراء وقفوا أمامهم ليصرخ فيهم: - سهيلة هربت تقلبوا البلد وتلاقوها، لو رجعتوا من غيرها هضربكوا انتوا بالنار، فاااااهمين. نظر الثلاث رجال الي بعضهم في توتر، ليتحركوا من أمامه سريعا، بينما عاد هو الي الداخل يتحرك في صالة بيته كليث حبيس غاضب، يتمتم بصوت حاد قاسي: - هقتلها، هموتها، هدفنها بالحي، بس احط ايدي عليكي يا سهيلة. الجميع ينظر له في صدمة عقدت ألسنتهم عن الحديث، عدا رشيد الذي تحرك بهدوء ينزل لأسفل وقف بالقرب من جهاز راديو قديم ورثه عن والده، فتح تردد إذاعة القرآن الكريم، يقطع شكه باليقين، حين رأي عيني جاسر اشتعلت غضبا، اقترب من جهاز الراديو يركض نزع المقبس من الكهربا يصرخ غاضبا: - مش عايز اسمع حاجة أنا في ايه ولا ايه، الراديو دا ما يشتغلش ابتسم رشيد في هدوء يحرك رأسه إيجابا ينتظر ما سيحدث. علي ذلك الحال يجلس منذ ساعات عينيه معلقتين بغرفة والدته يرفض الطعام حتي الماء لم يشربه، زيدان يجلس جواره يحاول التخفيف عنه ولكن بلا فائدة، حسام حاله كما هو، بل يزداد سوء، وخالد يجلس يراقب **** الذي علي حافة الانهيار قلبه يتفتت عليه شظايا تقتل روحه المنهكة التعبة، لم يكن حال انجليكا افضل، بدأت تشعر بالدوار والنعاس معا، مالت تضع رأسها علي كتف زيدان تتمتم بخمول ناعس:. - زيدان أنا تآبنة زيدان، آيزة أنام التفت زيدان برأسه ينظر لتلك التي احتلت كتفه تنظر له، نظرات بريئة ناعسة، تنهد حانقا ما كان عليها أن تأتي معه ولكن ماذا يفعل بعندها **** صغيرة ذات رأس صلب، تنهد من جديد يحرك رأسه إيجابا، لا يعرف حتي ما يفعل، انقذه قدوم أحدي الممرضات وقفت تنظر لهم مدهوشة تتمتم في عجب:. - حضرتكوا قاعدين ليه، مالوش لزوم وجدكوا هنا خالص، المريضة في العناية المركزة وممنوع حد يدخلها، اتفضلوا روحوا أفضل حرك زيدان رأسه إيجابا يؤيد الفكرة بشدة التفت لصديقه يقبض علي كفه يحادثه برفق: - قوم يا حسام نروح، الممرضة عندها حق مالهاش لزوم قعدتنا كدة حرك حسام رأسه نفيا يتنفس بعنف يوجه انظاره الي غرفة والدته يتمتم رافضا: - أنا مش همشي من هنا، مش هسيب أمي، مش هتحرك من مكاني. تنهد زيدان يآسا ينظر لخاله يخبره بنظراته أن يجد حلا، حرك خالد رأسه إيجابا تحرك من مكانه وقف أمام حسام ربت علي كتفه برفق يحادثه: - قوم يا ابني نروح قعدتك هنا مالهاش لازمة... رفع حسام وجهه ينظر لخالد في حدة ليزيح يده بعنف من فوق كتفه عاد ينظر لغرفة والدته دون أن ينطق بحرف، ليتنهد خالد حانقا من عناد ذلك الطفل الكبير، مد يده يمسك كف يد حسام يجذب بعنف وقف الأخير رغما ينظر لأبيه غاضبا، جذب كفه من كف أبيه يصيح فيه: - قولتلك مش هتحرك من هنا، أنت ايييه ما بتفهمش، عايز تمشي امشي، أنت ايه اللي جايبك اصلا، يلا امشي. توسعت عيني حسام في ألم وشهقة فزعة خرجت من انجيلكا حين هوي كف خالد بعنف علي وجه حسام، اندفع زيدان يجذب خاله بعيدا عن حسام يهتف متلهفا: - ليه كدة بس يا خالي... ابعد خالد يد زيدان بعيدا عنه بعنف ليقترب من حسام قبض علي تلابيب ملابسه يقربه منه يصيح فيه:. - اسمع يلا، أنا سايبك تغلط من الصبح وبقول معذور ومقدر، لكن اللي بقوله ينتفذ ورجلك فوق رقبتك، هتقعد تهبب ايه أنت مش دكتور نسا زي ما فقلتنا، أنا دكتور نسا أنا دكتور نسا، قعدتك مالهاش اي ستين لازمة، قاعد بتدعي، ممكن تدعي وأنت في البيت عادي، يلا قدامي احمرت عيني حسام، ترقرقت الدموع فيها ينظر لخالد كارها نافرا، أسرع زيدان يجذب يده يجذبه للخارج: - تعالا بس يا حسام صدقني قعدتك مالهاش لزوم... تحرك حسام بصحبة زيدان يجر قدميه عينيه ملعقتين بغرفة والدته المغلقة، وخلفه خالد قامت انجليكا تهرول خلفهم، تحاول أن تكن بعيدة عن خالد قدر الامكان، في السيارة جلس زيدان في مقعد السائق، لتجلس انجليكا جواره، وخالد وحسام بالخلف، اشاح حسام بوجهه يرفض النظر ناحية ابيه حتي، ليتنهد خالد حزينا علي حاله، اجفل علي جملة زيدان: - هنروح فين ابتسم خالد ساخرا يتمتم متهكما: - هنروح فين الملاهي مثلا، اطلع علي الفيلا. التفت حسام ينظر لخالد حانقا عينيه حمراء كالجمر، فتح فمه يريد أن يعترض ليخرس خالد ما سيقول حين صاح ينهي اي اعتراض: - مش عايز اسمع كلمة لاء، واطلع يلا انتفض جسد انجليكا تقبض علي ذراع زيدان ليبتسم لها مطمئنا أدار محرك السيارة ينطلق الي وجهته، يفكر قلبه تتسارع دقاته لن يحتمل رؤيته وهو في أشد شوقه ليلمح فقط طيفها لن يراها، لن يدخل الي منزل خاله، سيوصله ويأخذ انجليكا ويذهبا الي اي فندق... حسام كان عقله مرتكز في فكرة واحدة سوداء مخيفة ماذا أن فقد والدته، رحلت، تركته، يرغب في أن يبكي بعنف كأنه *** صغير خائف، خالد يجلس جواره عقله سابح يفكر، في إبنه الجالس جواره من ناحية وفي زوجته معشوقة روحه من ناحية أخري، كم يرغب في أن يركض إليها، يختبئ بين أحضانها يطلب منها السماح، التفت برأسه بخفة ناحية حسام ليراه ينظر ناحية النافذة، تتساقط دموعه رغما عنه فيرفع يده سريعا يمسحها قبل أن يلاحظها أحد، اقترب بجسده من ولده جلس مجاورا له تماما، مد يده يربت علي رأسه برفق يهمس له بحنو:. - امك هتبقي كويسة صدقيني، أنا مجهز لها كل حاجة، لما عرفت ما قولتش اسيبها تموت زي ما أنت فاكر، بالعكس، اتفقت مع مستشفي في لندن وكنت في انتظار يلاقوا قلب مناسب لحالتها، هتبقي كويسة.. التف حسام برأسه ناحية والده ينظر له كطفل صغير ضائع حرك خالد رأسه إيجابا يبتسم له لينفجر حسام في البكاء القي برأسه بين ذراعي والده يردف من بين شهقاته العنيفة: - مش هستحمل يجري لها حاجة، أنا آسف، آسف علي كل اللي قولته، آسف. ابتسم خالد في حنو يشدد علي عناق ذلك الباكي بين ذراعيه، يحرك يده علي خصلات شعره برفق، لتتوسع عيني انجليكا في ذهول، تنظر لخالد مدهوشة كيف تتحول شخصيته من شخص لنقيضه في لحظات، طبقة شفافة من الدموع غشت عيني زيدان، تصاحبها ابتسامة ساخرة تغزو شفتيه هو لن يزرف دمعة واحدة أن رأي والدته جثة أمام عينيه، كم يكرهها في عمره كله لم يكره أحد بقدرها، حرك رأسه نفيا يبعبد صورتها التي اقتحمت رأسه فجاءة، بلع لعابه الجاف، يدهس بعنف المكابح تحت قدميه لتسرع السيارة، بعد قليل وقفت السيارة في حديقة منزل خالد، نزل منها أولا يجذب يد حسام، نزل زيدان يقف جوار باب السيارة المفتوح حمحم يجذب انتباه خاله، التفت خالد له ليردف زيدان:. - أنا هاخد انجليكا احجزلها اوضة في اي اوتيل واروح البيت عندي او اشوفلي اوضة أسهل حرك خالد رأسه نفيا يردف برفض قاطع: - أنت هتجيب الحلوة اللي معاك وتحصلني وما تقلقش ما حدش جوا اصلا، لينا خدت البنت وراحت عند جاسم. توسعت عيني زيدان في ذهول، زوجة خاله تركت المنزل، تنهد تعبا ألن تتوقف مشاكل تلك العائلة ابدا، اشار لانجليكا أن تنزل من السيارة، بينما تحرك هو للداخل، لتهرول الأخيرة خلفه امسكت بكف يده تدخل بصحبته الي منزل خالد، جلس حسام جوار ابيه علي الأريكة وانجليكا وزيدان مقابلين لهم، صدح صوت خالد يهتف باسم احدي الخادمات: - فتحية حضري العشا ابتسمت انجليكا تقول بحماس **** صغيرة: Yes, please I m very hungry. صفع زيدان جبينه براحة يده أحضر **** صغيرة وياليته احضرها بإرادته، بينما ارتسمت ابتسامة طفيفة علي شفتي خالد اشار للطابق العلوي يحادث انجليكا: - طالما بتفهمي عربي اطلعي الدور التاني، آخر أوضة ناحية الشمال، هتلاقي فيها هدوم... ابتسمت انجليكا في سعادة تحرك رأسها إيجابا، تحركت من جوار زيدان تصعد لأعلي ليوجه خالد انظاره لحسام رفع حاجبه الأيسر يسأله ساخرا:. - مين دي يا زيدان بيه، دا أنت مسافر ما بقالكش يومين اومال لو كنت كملت اسبوع كنت رجعتلنا بجوني ضحك حسام رغما عنه بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان، يقص لخالد تفاصيل لقائه بانجليكا، كتف خالد كتفيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - وهي اي واحدة ننقذها من الغرق، تشبك في اللي ساعدها كدة، كان زمان سباحين مصر كلهم متجوزين أجانب. تنهد زيدان يآسا يعرف أن خالد لن يصدق وهو حقا لم يعد يهتم، رفع وجهه لخالد يبتسم في اصفرار مردفا: - بص يا خالي عايز تصدقني أنت حر مش عايز أنت بردوا حر، اقولك اعتبرها خطيبتي شهقت الخادمة مصدومة حين دخلت الي الغرفة وسمعت زيدات يتمتم بجملته الاخيرة، وضعت صينية الطعام من يدها تعتذر لهم عما فعلت لتهرول سريعا الي خارج الغرفة، دخلت الي المطبخ تطلب رقم لينا إبنه خالد، لحظات وسمعتها تجيب:. - ايوة يا فتحية في ايه بابا كويس بادرت فتحية تتمتم سريعا بصوت خفيض مرتبك: - ايوة يا هانم كويس، بس زيدان باشا هنا لحظات صمت من ناحية لينا، لحظات طويلة لا تعرف ما حدث لها، لتردف قائلة بقلق: - يا هانم انتي سمعاني حمحمت لينا تحاول إيجاد صوتها خرجت نبرتها مرتعشة تحاول إمساك زمامها دون فائدة: - ايوة سمعاكي، وبعدين أنا مالي هنا ولا مش هنا... قاطعتها فتحية سريعا قبل أن تكمل لتغمغم متلهفة:. - مش دي المشكلة، معاه بنت شكلها كدة خواجية، بس ما شاء **** جميلة اوي، وأنا داخلة الأوضة بحطلهم العشا سمعته بيقول لخالد باشا اعتبرها خطيبتي، الو لينا هانم، يا هانم انتي سمعاني صمت مؤلم من الناحية الاخري، سمعت منه صوت لينا من نبرتها المرتعشة تأكدت انها كانت تبكي، خرج صوتها متحشرجا خفيضا: - تعرفي تصوريهالي يا فتحية حركت فتحية رأسها إيجابا سريعا تغمغم بخفوت:. - حاضر يا هانم هصورهالك وهبعتلك الصورة علي الواتس، سلام قبل ما الباشا يسمعني اغلقت فتحية مع لينا، خرجت من المطبخ لتلمح انجليكا تنزل من أعلي ترتدي احدي منامات لينا، لتشتعل عيني فتحية غضبا تتمتم مع نفسها: - البجحة كمان لابسة هدوم الهانم وقفت في ركن بعيد حتي لا يراها أحد أخرجت هاتفها سريعا تلتقط مقطع فيديو قصير لتلك الأجنبية الملونة الجميلة، ترسله لرقم لينا، لتعاود إلي المطبخ وكأن شيئا لم يكن. في اسيوط، بعد ساعات من البحث عاد الحراس الثلاثة خالي الوفاض بحثوا في جميع الاماكن ولم يجدوا اي أثر لسهيلة زوجة جاسر، دخل ثلاثتهم الي المنزل ليتقدم أمام من جاسر بلع لعابه مرتبكا يغمغم متوترا: - جاسر بيه و**** احنا قلبنا البلد شرقها وغربها مالهاش أثر فص ملح وداب يا باشا نهض جاسر من مكانه يقبض علي عنق الرجل يصيح فيه: - ما أنا لو مشغل كلاب كانوا شمشموا ولقوها لفظ جاسر الرجل من يده يصيح فيهم بجنون:. - امشوا اطلعوا برة مش عايز اشوف خلقة حد فيكوا برة خرج ثلاثتهم من المنزل، جاسر يقف يكاد يحترق، شروق تنظر له بفزع ذلك ليس طفلها ليس جاسر أبدا، وكأن شيطانا تلبسه وما يثير عجبها هدوء رشيد الغير مفهوم بالمرة، تحرك رشيد من مكانه وقف أمام ولده عقد ذراعيه يقول محتدا: - هنعمل إيه يا جاسر، مراتك هربت وهتشيلنا كلنا العار، هنتفضح بسببها. شهقت شروق مفزوعة مما تسمعه يخرج من بين شفتي زوجها هبت واقفة تصدم صدرها براحة يدها تصيح مذهولة: - أنت بتقول ايه يا رشيد حرام عليك البت غلبانة واللي ابنك عمله فيها هو السبب، اتقي **** أنت عندك بنت... ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي رشيد ليعاود الحديث مع جاسر:. - سيبك من التخاريف اللي أمك بتقولها دي، أنا من رأيي اننا نروح لبيت عيلة المنشاوي ونقولهم علي اللي بنتهم عملته وتطلقها قدامهم هما يشيلوا فضيحتها، قولت إيه أعجبت تلك الكلمات جاسر كثيرا حرك رأسه إيجابا يؤيد كل حرف قاله والده التفت برأسه لوالده يردف: - عندك حق يلا بينا مش هنستني للصبح، قبل ما النهار يطلع مش هتبقي علي ذمتي ال، دي. حرك رشيد رأسه إيجابا في هدوء مخيف ينظر لجاسر متوعدا، التفت برأسه ناحية غيث يحادثه: - تعالا معانا يا غيث عشان تبقي شاهد علي اللي حصل توسعت عيني غيث في دهشة كاد أن يحرك رأسه نفيا يرفض الاشتراك في جريمة تشوية سمعة الفتاة حين غمزه رشيد بطرف عينيه خفية فحرك رأسه إيجابا سريعا يتحرك معهم، تحرك ثلاثتهم للخارج ليصدح صوت شروق الباكي: - جاسر لو خرجت من هنا وخوضت في عرض البت بالكلام دا، لا أنت ولا اعرفك. لم يلتفت جاسر حتي لكلام والدته بل أكمل سيره للخارج، لتتهاوي شروق علي الاريكة تبكي تضرب فخذيها بكفيها تنوح باكية: - اخوكي اتجننت وابوكي مطاوعه وذنب الغلبانة دي في رقبتنا كلنا في عتمة الليل الشوارع تضيئها مصابيح الإنارة، صوت نباح الكلاب تأتي من بعيد، تحرك رشيد يستند علي ذراع جاسر بينما يسير غيث بالقرب منهم، عقله شارد يفكر فيما حدث قبل ساعات Flash back. تمدد علي فراشه في غرفته يعقد ذراعيه خلف رأسه يتنهد في ملل وجوده هنا لهدف محدد، لا يرغب في استباق اي خطوات، صبا فقط **** صغيرة يلعب برأسها شيطان محترف، عليه أن يوقع به قبل أن يوقع هو بالصغيرة، ولكن منذ فترة ومراد لم يحادث صبا لم يخبرها بأي شئ هل يا تري مل، أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، خرج من طوفان افكاره علي صوت هاتفه يدق، برقم مراد، يعني أن هاتف صبا يدق برقم مراد، اعتدل سريعا في جلسته ينتظرها أن ترد حتي يستمع هو لما سيقول، وقد لحظات وفتحت الخط ليضع الهاتف علي أذنه يحرص علي إلا يصدر ولو صوت طفيف، وسمع ما يقولا. - مساء الفل يا صبا قلبي ايه صحيتك - لاء انا كنت صحية كنت حاسة أنك هتكلمني اشتعلت أنفاسه يكور قبضته يشد عليها تلك الحمقاء ماذا تقول عاد يرهف السمع لما يقولان - وحشتيني يا صبا وحشتيني اوي اوي اوي - وأنت كمان يا مراد وحشتني، مش ناوي ترجع بقي غبيتك طالت. لما لا يغلق الخط ويذهب إليها يصفعها علي وجهها ويكسر الهاتف فوق رأسها لأن جاسم علمه أن يهدئ، إن يتحكم في أعصابه، إن يضعها في الجليد في مثل تلك الحالات واكمل سماع ما يقولان - هانت يا صبا، هكون عندك يوم (، ) الجاي علي بعد الضهر كدة سمع صوتها السعيد للغاية وهي تقول له: - بجد و****، أنا يومها هيكون عندي درس فئ (، ) دي بلد جنبنا هخلص الدرس واجي جري. - لا استني استني، انتي تقوليلي عنوان الدرس بالتفصيل وأنا هستناكي، أصلك وحشتيني اوي. والحمقاء لم تتردد اخبرته بالعنوان كاملا واغلقت معه الخط، لتنغلق المكالمة امامه، شردت عينيه في الفراغ يفكر يطرق باصابعه علي سطح شاشة هاتفه الخطوة القادمة، اقتحام هاتف مراد ليعرف فيما يدبر ولن ينتظر لحظة، أدهم ابن خاله حمزة علمه كيف يفعل ذلك في احدي لقائتهم سابقا وهو لا ينسي ابدا ما تعلمه من اي من كان، زيف رابط به جائزة شحن ماتنان جنية وبعث بالنقود حقا حتي لا يشك مراد وبعثه لرقم مراد من أحد البرامج، فقط عليه الانتظار إلي أن يبتلع مراد الطعم، وما هي الا لحظات وابتلع الأحمق الطعم وبات هاتف مراد تحت سيطرة غيث والآن فقط سيعلم فيما يفكر ويخطط ذلك الوغد. Back اجفل من شروده علي ابتسامة ماكرة تغزو شفتيه ذلك الأحمق يظن نفسه ذكيا سيريه مع من يتعامل، تحرك بصحبة عمه وجاسر ناحية بيت صغير قرب المسجد، وقف رشيد عنده ابتلع جاسر لعابه مرتبكا يشعر برجفة مخيفة تصعق جسده كتيار كهرباء حاد، توجهت مقلتيه ناحية والده يسأله بنبرة مرتعشة: - أنت وقفت هنا ليه... ابتسم رشيد في هدوء تام ليرفع قبضة يده يدق الباب الخشب بخفة، التفت برأسه ناحية جاسر يتمتم مبتسما:. - بقالي كذا يوم معايا أمانة للشيخ طاهر، وناسي ادهاله خالص وبما اننا قريبين من بيته قولت أعدي اديهاله زادت رجفة جسد جاسر حين انفتح الباب وظهر ذلك الشيخ المسن ذو اللحية البيضاء الإبتسامة الصافية البشوشة، مد رشيد يده يصافح الشيخ طاهر: - السلام عليكم يا شيخ طاهر معلش صحيناك من النوم ابتسم الرجل في بشاشة، يحرك رأسه نفيا افسح الطريق ليدخل الرجال:. - لا ابدا يا دكتور رشيد، أنا كنت صاحي بصلي قيام الليل، اتفضل، اتفضلوا يا شباب خشوا تقدم رشيد ومعه غيث بينما ظل جاسر يقف مكانه يبتلع لعابه الجاف قدميه تعدز عن التحرك خطوة واحدة للأمام يرغب فقط في الفرار بعيدا، يشعر بألم بشع في رأسه ورجفة جسده تزداد شراسة، حرك رأسه نفيا يبتسم ابتسامة مرتعشة يتمتم متوترا: - لا لا أنا هستناكوا هنا، بسرعة بس يا بابا عشان ما نتأخرش. لم تتغير ابتسامة رشيد الهادئة عاد ادراجه ناحية ولده يقبض علي كفه يشدد عليه قبضته يجذبه خلفه كأنه *** صغير يقول ضاحكا: - إيه يا جاسر أنت مكسوف ولا ايه، مش فاكر الشيخ طاهر دا هو اللي محفظك القرآن وأنت عيل صغير، خش خش تعالا هديله الأمانة وامشي علي طول. جذب رشيد جاسر بعنف الي داخل البيت ما أن دخل أغلق الباب عليهم من الداخل، زادت حدة ارتجافه جسد جاسر بدأت يشعر وكأن مطارق ضخمة تصدمه رأسه، ذراعه الأيسر به ألم بشع أوقفه عن الحركة تماما، دمائه تفور حين ينظر لذلك الرجل وابتسامته الهادئة، رغب ملحة تدفعه لأن ينقض عليه ويبرحه ضربا، نفرت عروق وجهه يصرخ دون وعي: - ما تخلص اديله الأمانة عشان نغور من هنا. ابتسم رشيد بهدوء ليتوجه يقف جوار جاسر وضع يده علي كتف ابنه يتمتم مبتسما: - أكيد يا ابني حاضر علي حين وقبل أن يعي ما يحدث، كان رشيد يدفع جاسر بأقصي ما فيه من قوة ناحية الرجل الواقف أمامه: - الأمانة يا شيخ طاهر سقط جاسر علي ركبتيه من عنف دفعه والده احمرت عينيه كالدماء ينظر لذلك الرجل بشراسة مخيفة، في هدوء تام مد طاهر يده يضعها علي رأس جاسر خرج صوته هادئ واثق حاد وقعه إذن جاسر في الوقت ذاته:. -أعوذ ب**** من الشيطان الرجيم، بسم **** الرحمن الرحيم. «وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ». صرخ جاسر بشراسة صرخات مخيفة شقت سكون الليل شعر وكأن نيران تتفجر في رأسه انتفض يود أن يتهجم علي طاهر ليصيح رشيد في غيث: - غيث امسكه معايا انتفض رشيد وغيث كل منهما يمسك بأحد ذراعي جاسر يمنعاه من أن يؤذي نفسه او يؤذي من يعالجه، ليعاود الشيخ طاهر قراءة القرآن من جديد آيات عدة من سور مختلفة:. «اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ * لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ». زادت صرخات جاسر شراسة وبدأت يخرج من فمه رغوة سوداء قاتمة رائحتها كاريهة بشعة لا تحتمل، حاول جاسر بشراسة أن يضرب والده وغيث لينقض علي طاهر دون فائدة كل منهم كان يتشبث به بعنف يمنعه من التحرك حركة واحدة، ليعلو صوت طاهر بالقرآن والدعاء :. -« وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » صدق **** العظيم. أعوذ بكلمات **** التامات من شر ما خلق أعوذ بكلمات **** التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات **** التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. أعوذ بكلمات **** التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم ، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك. أعوذ بوجه **** العظيم الذي لا شيئ أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء **** الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن *** على صراط مستقيم حسبي **** لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وبدأت صرخات جاسر تخمد وجسده يثقل عينيه زاغت، اقترب طاهر منه يضع يده علي رأسه يتمتم بصوت خفيض هادي:. - « قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ». • « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» . • « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* * مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ » زاغت عيني جاسر يشعر بنعاس شديد حل فوق رأسه ليتقرب طاهر من طاولة صغيرة التقط كوب ماء صغير يصب منه القليل في راحة يده يرشه برفق علي وجهه ابتسم طاهر في وجه جاسر يتمتم: - حمد *** علي السلامة. ارتسمت ابتسامة صغيرة شاحبة علي شفتي جاسر قبل أن يسقط رأسه نائما اسنده رشيد وغيث إلي اقرب أريكة قابلتهم، ليسطح جاسر جسده عليها، يغط في نوم عميق لم يعرفه منذ مدة طويلة، جلس رشيد علي مقعد جوار الأريكة يربت علي رأس ابنه بحنو نظر لطاهر تنهد يتمتم حزينا:. - كنت شاكك أن حالته دي مش طبيعية دا مش إبني اللي ربيته، جاسر مهما كنا متخانقين كان اول ما يأذن يجي يقولي صلاة الجماعة هنتأخر، بقي بيهرب من الصلاة، بسمعه يعني بيرجع بليل ولما احاول اطمن عليه يقولي أنا كويس، ويزقني ويهرب، مين اللي عمل كدة يا طاهر مين اللي اذاه نظر طاهر مشفقا لذلك الشاب النائم ليعاود النظر لرشيد يتمتم حزينا:. - الطعنة ما بقتش تيجي غير من اقرب الناس، السواد بقي بيوصل لحد الكفر والعياذ ب****، فلانة بتكره فلانة تكفر عشان تأذيها، تدمر حياتها، عشان هي خلفت ولا اتجوزت قبلها، السواد ملا النفوس بشكل مرعب، مهما توصل درجة الكره ما يخليش اي حد يدمر حياة اللي بيكرهه، مرض كره، عجز، والعياذ ب**** في ناس بتوصل لمرحلة من الجنان انها تموت نفسها بسبب حد مؤذي، ما يعرفوش إن يوم القيامة هيقفوا قدام بعض وكل مؤذي هيقف قدام اللي اذاه وياخد منه حقه تالت ومتلت... تنهد طاهر حزينا يبدو أنه اسهب في الكلام كثيرا من بشاعة ما بات يراه في الآونة الأخيرة نظر للنائم يتمتم شاردا: - لما جاسر يصحي هعرفه مين اللي عمل كدة، صحيح من ستره ربه ما يفضحوش عبد، بس دي جواها طاقة غل وشر كبيرة اوي تخليها تاذي تاني وتالت ورابع. في منزل حمزة السويسي في غرفتها منذ ساعات، طويلة تجلس علي مقعد جوار تلك الشرفة المطلة علي الحديقة، تنساب دموعها في صمت قاتل، لم تعبئ بدقات الباب، الذي فُتح ودخلت بدور زوجة ابيها تحمل صينية طعام عليها بعض الشطائر وكوب حليب كبير اقتربت منها تضعه علي الطاولة امامها تردف في مرح: - الاكل واللبن لاحلي ميوش في الدنيا... لم تلتفت مايا لها حتي، لتتنهد بدور حزينة علي حالها جلست علي المقعد المقابل لها مدت يدها تربت علي ساقها برفق تحادثها بحنو: - طب وبعدين هتفضلي من غير أكل، دا مش هينفعك، يا مايا انتي عارفة بابا بيحبك قد ايه واكيد هيوافق علي جوازك من أدهم، اصبري عليه بس يومين وهتلاقيه جاي يقولك أنا موافق، حمزة طيب أوي. ابتسمت مايا ساخرة تحرك رأسها بلامبلاة، لمحت بطرف عينيها هاتف بدور التي تمسكه في يدها اعتدلت في جلستها تنظر له حمحمت تسألها مرتبكة: - هو أنا ممكن استخدم موبايلك ابتسمت بدور تحرك رأسها إيجابا سريعا اعطتها الهاتف تردف مبتسمة: - أكيد طبعا يا حبيبتي خدي اهو، أنا هروح اشوف سيلا وارجعلك علي طول. ابتسمت مايا لها باصفرار تاخذ منها الهاتف، راقبتها بعينيها الي أن خرجت من الغرفة لتفتح هاتف بدور، سريعا طلبت رقم تحفظه عن ظهر قلب وضعت الهاتف علي أذنها تنتظره إن يجيب تقطم اظافرها متوترة، لتتوسع ابتسامتها سريعا ما أن سمعت صوته: - أدهم أنا مايا، ما فيش وقت احنا مش هنسافر، ومش عند عمو خالد، هبعتلك اللوكشين علي واتس... سمعت يهتف سريعا:. - من النجمة هكون عندكوا انتي ليا يا مايا وما فيش اي حاجة في الدنيا هتقدر تبعدني عنك ابتسمت سعيدة لتغلق الخط سريعا ترسل لرقمه موقعها تحديدا، ما إن ارسلته دخلت بدور الي الغرفة تحمل سيلا الصغيرة معها، ابتسمت بدور لمايا تقول ضاحكة: - سيلا مش راضية تنام خالص خليها معلش معاكي لحد ما اعمل لابوكي فنجان قهوة مش عارفة مش عايز ينام هو كمان ليه، دا البيت اللي ما بينامش دا. ضحكت مايا ضحكة صغيرة علي مضض تجاريها، اخذت منها الفتاة لتخرج بدور من الغرفة لتحتضن مايا سيلا تلتف بها في الغرفة تتمتم سعيدة: - هيجي بكرة يا سيلا، مش هنسافر ضحكت الصغيرة وهي حقا لا تفهم ما يحدث لتشاركها مايا في الضحك تنتظر بحماس خيوط شمس غد. في فيلا خالد السويسي صعد كل لاحدي الغرف لينام، ولم يقدر هو علي أن يدخل غرفته وهي ليست، التقط احدي وسادات الأريكة اتجه الي غرفة مكتبه يتمدد بجسده علي الأريكة الكبيرة في الغرفة ينظر للحديقة خارجا حزين كلمة قليلة، التقط هاتفه يحاول الاتصال بها مرارا وتكرارا دون فائدة لا رد، ظنها قد نامت، اغمض عينيه هو الآخر يحلم بطيفها حين سمع صوت رسالة تصل لهاتفه التقطه سريعا يفتحها متلفها ليجدها هي بعثت له. « أنت فاكر أنك لما تبعتلي محمد أنا كدة هغير رأيي وارجعلك، أنسي خلاص كل اللي كان بينا انتهي، طلقني بكرامتك احسنلك، أنا لسه عاملة حساب العشرة » ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه ليخط جملة قصيرة يبعثها لها كتب فيها « معاكي فكة العشرة ولا افكهالك » ضحك وهو يتخيل ردة فعلها، ليغمض عينيه يحاول أن يريح عقله قبل أن يبدا صباحا جولة اخري من النزاعات. مع بداية خيوط الشمس الاولي الليل اختفي منذ قليل فقط، كان أدهم يخرج من منزله، جنون ما يفعله، ما العشق سوي جنون، إذا هو أعقل من يملك عقلا، في سيارة اجري أخذ طريقه الي منزل حمزة، في الاغلب سيرفضه كالعادة ولكنه لن يتوقف عن المحاولة، وصلت السيارة الي وجهتها لينزل منها خالي الوفاض لا محال مفتوحة الآن ليشتري اي شئ من الأساس، توجه إلي باب المنزل، لا حرس، حمزة لم يضع حرسا بعد كيف يفعل ذلك، دق علي الباب بسرعة متلهفا، دقائق طويلة قبل أن يسمع صوت حمزة يصيح من الداخل غاضبا:. - ايوة طيب من الزفت اللي جاي بدري كدة... فتح حمزة الباب بعنف ليجد أدهم يقف أمامه يبتسم في براءة *** صغير، امتعضت قسمات وجه حمزة يردف حانقا: - نعم خير، مأنسنا ليه بطلتك البهية الصبح كدة وفين الحارس الزفت اللي علي البوابة، إنت يا صبري الزفت. تحرك حمزة ناحية غرفة الحارس بينما يقف ادهم يضحك في خفوت، لمحت عينيه ما جعلت ابتسامته تتلاشي وعينيه تتسع فزعا، هناك مؤشر يتحرك مع حركة حمزة يننتظره أن يقف أحدهم يريد أن يقتل أبيه، ركض بعنف ناحية حمزة يلحق به ما أن وقف أمام غرفة الحارس وجد أدهم يعانقه بعنف صرخ حمزة فيه غاضبا: - اوعي يا حيوان أبعد عني. توسعت عيني أدهم فجاءة بألم يقبض بيديه علي ملابس بعنف، قطب حمزة جبينه قلقا تحول لفزع حين وجد الدماء تخرج من بين شفتي أدهم، ابتسم يتمتم بجملة صغيرة متقطعة: - سامحني يا بابا! [LIST] [*][URL='https://forum.janatna.com/index.php?page=new_reply&index=1&id=21989&qu_Reply=2960&user=%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%B1']اقتبـاس ،،[/URL] [*][URL='https://forum.janatna.com/t21989&count=189#']إقتباس متعدد ،،[/URL] [/LIST] 25-12-2021 02:50 صباحا [URL='https://forum.janatna.com/index.php?page=post&show=1&id=2961&num=192'][IMG alt="مشاهدة مشاركة منفردة"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/open.gif[/IMG][/URL][[URL='https://forum.janatna.com/t21989&count=189#2961']192[/URL]] [URL='https://forum.janatna.com/u116'][IMG alt=" صورة زهرة الصبار الشخصية "]https://forum.janatna.com/download/avatar/u116_732.jpg[/IMG][/URL] [B]زهرة الصبار[/B] عضو فضي تاريخ الإنضمام : 01-11-2021 رقم العضوية : 116 المشاركات : 6453 الجنس : [IMG alt="أنثى"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/gender_female.gif[/IMG] الدعوات : 2 قوة السمعة : 10 [IMG alt="offline"]https://forum.janatna.com/styles/default/images/icon_user_offline.gif[/IMG] [IMG alt="look/images/icons/i1.gif"]https://forum.janatna.com/look/images/icons/i1.gif[/IMG] رواية أسير عينيها رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثمانون فزع كلمة هينة للغاية عن ذلك الشعور القاتل الذي أصاب قلبه فتت روحه بعثر شتات نفسه وهو يري صغيره يتهاوي ارضا يرتوي العشب تحته بدمائه المراقة غدرا، صدمت جمدت جسده ينظر بأعين شاخصة فزعة لكفي يديه التي تغرقهما دماء **** الصغير، صرخة ابنته باسم كان ناقوس الخطر الذي انتشله من حالة الفزع تلك، ارتمي علي ركبتيه جوار جسد ادهم يحتضن رأسه بين احضانه يصرخ فيه فزعا: - أدهم، أدهم، أدهم فتح عينيك يا أدهم، أدهم. فتح الأخير مقلتيه بقدر ضعيف للغاية ابتسم لتنساب الدماء من بين شفتيه رفع كفه يمسك بأصابع يد والده يتمتم مبتسما بصوت خفيض بالكاد سمعه حمزة: - فاكر يا بابا لما قولتلي زمان واحنا بتدربني علي ضرب النار، ما تخافش من صوت الرصاص يا أدهم، الرصاصة اللي هتموتك مش هتسمع صوتها، كان دايما حق، أنت دايما عندك حق... بدأت نبرته تتقطع يخرج صوت هامس مرتجف: - اااا نن ااا، اااا سسس ف، سسسس ااا مح ن... ولم يستطيع أن يكمل حرف جملته الأخير اغمض عينيه لترتخي يده الممسكة بيد والده توسعت عيني حمزة فزعا تسكب الدموع بلا توقف يصرخ مرتعدا: - اااادهم، اادهم لحظات واندفعت مايا كسهم منطلق ناحيتهم قبضت علي تلابيب ملابس ادهم تهزه بعنف تصرخ بجنون: - اااااادهم، رد عليا يا ااااادهم، مش هتموت يا اااادهم. استجمع حمزة آخر ذرة ثبات باقية في روحه قام يحمل جسد ادهم بمشقة يتحرك به مهرولا الي سيارته تركض مايا خلفه تحاول مساعدة أبيها، بدور تقف هناك اصابتها الصدم بخرس تنظر لما يحدث بأعين مدهوشة فزعة، هرولت ناحية غرفة الحارس، تخبره أن يساعد حمزة، ما إن دخلت الي الغرفة وضعت يدها علي فمها تكبح صرختها الفزعة حين رأت الحارس ملقي أرضا تنساب الدماء من رأسه، التفت برأسها ناحية حمزة لتعاود النظر للحارس لا تجد ما تقوله، شلت الصدمة لسانها ارتجف جسدها بعنف من هول ما يحدث، لم تجفل سوي علي صوت سيارة حمزة التي اسرعت تشق غبار الطريق ووقفت هي أمام جسد الحارس الملقي أرضا لا تعرف حتي ما تفعل. علي صعيد آخر في منزل جاسم الشريف، في حديقة المنزل تحديدا، لم يزر النوم جفنيها سوي اقل القليل حين اغمضت عينيها ليلا رأت صورته تتجسد أمامها وهو يحتضن تلك السيدة مشهد لن يخرج من قلبها ابدا، شدت قبضتيها تحاول حتي البكاء لا شئ، عينيها ترفض أن تزرف دمعة واحدة، قلبها لا يتوقف عن الصراخ من الألم، بينما عقلها ساكن تماما متعب، لا يرغب حتي في أن يفكر فيما سيحدث قادما، والعجيب في الأمر أنها لم تشتاق إليه، وكأن عشقه بالكامل اُنتزع من جسدها بأكمله، ولكن لما يظل قلبها يصرخ، كلما مر ذلك المشهد أمامها ربما هو جرح انوثتها الذي لن يندمل، تكاد تجن، تشعر بمخالب حادة تمزق روحها كلما جاءت صورته أمام عينيها، شدت علي أسنانها بعنف لتنساب فقط دمعة واحدة من مقلتيها، دمعة تمردت علي الجميع ونزلت تروي خديها بنيران الخذلان والهزيمة. لم يكن الابنة أفضل إطلاقا من حال الأم، في غرفة لينا السويسي بالأعلي تحركت تزرع الغرفة ذهابا وايابا تقبض يسراها تشد علي خصلات شعرها باليمني، تكاد تمزق شفتيها من كثرة العض عليها غيظا، تلك الصفراء هي من رأتها من قبل، جاءت معه يقول أنها خطيبته والادهي ترتدي ملابسها تتحرك بإريحية وكأنها مالكة المنزل، ستبيت في نفس المنزل مع والدها وزيدان، خطيبته اذا تلتصق به كالغراء، لاء هي ليست كذلك بالطبع ليست، زيدان يقول تلك الكلمات حتي تصل إليها، يظن أنه سيغظيها بتلك الخدعة القديمة التي استخدمها والدها قبلا لن يحدث، لن تقع فريسة فخه بتلك السهولة، وقفت في منتصف الغرفة تتنفس بعنف تصيح بصوت حاد غاضب:. - انا هوريها ازاي تدخل اوضتي وتلبس هدومي، أكيد فيلم عامله زيدان باشا، فاكر أنه كدة هيخليني اغير عليه دا بعده، أنا هوريكوا هرعت إلي دولاب ملابسها انتشلت اول ما وقعت عينيها عليه، لتهرع الي المرحاض تبدل ثيابها، خرجت بعد لحظات تلملم خصلات شعرها في دائرة كبيرة فوق رأسها، التقطت حقيبة يدها تتحرك لأسفل سريعا نزلت درجات السلم تركض فتحت باب المنزل تمد بخطواتها الي الخارج، وقفت حين سمعت صوت والدتها تسألها:. - رايحة فين يا لينا، بتجري ليه كدة التفتت خلفها لتري والدتها، تنهدت حزينة تنظر لإنطفاء مقلتيها ابتسامتها الشاحبة قسمات وجهها المجهدة، تحركت للخلف بدلا من الأمام، جلست علي المقعد جوار والدتها تنهدت ألما تربت علي يد والدتها تسألها قلقة: - ماما انتي كويسة ابتسمت لينا ابتسامة شاحبة تحرك رأسها إيجابا، لتزفر الاخري حزنا تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس لها:. - لا يا ماما مش كويسة، ماما انتي عارفة أن أنا اكتر واحدة رافضة معظم تصرفات بابا خصوصا تحكمه الزيادة في كل حاجة في حياتنا، بس دا ما ينفيش ابدا اني عارفة أنه بيحبنا اوي، وخصوصا أنتي أنا عارفة بابا بيحبك قد ايه، بابا بيحبك أكتر من الكل، أكتر مني أنا بنته اللي من دمه، انا ما ببررش ليه، بس أكيد في سبب بابا مستحيل يتجوز عليكي، الا لو في سبب قهري خلاه يعمل كدة... ارتسمت ابتسامة باهتة ساخرة علي شفتي لينا الشريف تحرك رأسها نفيا ابتعدت بعينيها عن ابنتها تنظر لنقطة ثابتة في الفراغ، تهمس بجملة واحدة: - انتي كنتي عارفة أن حسام اخوكي مش كدة حمحمت الاخري متوترة بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تهمس مرتبكة: - ايوة توسعت عيني لينا في ألم التفت برأسها ناحية ابنتها تنظر لها مصدومة تهمس لها بحرقة: - وليه خبيتي عليا ليه ما قولتليش. ازدردت لينا لعابها مرة أخري، لا تعرف حقا ما تقول لتواسي والدتها تنهدت تسترسل بنبرة كسيرة خفيضة: - يا ماما أنا ما عرفتش غير بعد، أنا قصدي عرفت صدفة وأنا في المستشفى بعد اللي حصلي لي من زيدان اغمضت لينا « السويسي » عينيها بألم ليمر في رأسها تلك الذكري المريرة، ارتجفت نبرتها تعاود ما تقول:. - حسام هو اللي عالجني، لولا وجوده جنبي وقتها كنت أكيد هموت، كنت مرعوبة منه يقرب مني بعد اللي حصلي من زيدان، فقالي الحقيقة وأنه اخويا، وبعدين بابا طلب مني اني ما قولكيش لحد ما يمهد ليكي الموضوع ادمعت عيني لينا وهي تسمع من فم ابنتها حزنا عليها لتسارع تجذبها الي أحضانها تعانقها بقوة شدت لينا علي جسد والدتها تغمر رأسها بين أحضانها، لتسمع والدتها تتمتم بصوت خفيض باكي:. - أنا آسفة اني وافقت علي جوازك من زيدان وفضلت اقنعك توافقي، ما كنش اعرف اني كدة بكرر نفس اللي حصلي زمان معاكي، سامحيني يا بنتي أنا آسفة ابتسمت لينا ابتسامة باهتة تبتعد عن أحضان والدتها تمسح من سقط من دموعها برفق تغمغم بمرح باهت: - المكتوب علي الجبين يا ماما، أنا هروح مشوار سريع مش هتأخر، سلام قامت لينا تقبل جبين والدتها لتبتسم الأخيرة يآسه تتمتم مع نفسها يآسة:. - نسخة من أبوها لما يكون خارج يعمل مصيبة يقولي رايح مشوار سريع، ويبوس راسي، يا تري رايحة تعملي ايه يا لينا استقلت لينا سيارة اجري تملئ للسائق العنوان الذي لا يستغرق سوي دقائق قليلة من منزل جدها، ربما تعمد جاسم شراء منزل قريب من ابنته، حتي يكون جوارها بأكبر قدر ممكن... ما هي الا دقائق ووقفت سيارة الاجري أمام منزل والدها، نزلت تعطي للسائق، فتح لها الحراس الباب لتتوجه الي الداخل مشت عبر الحديقة الي باب المنزل الداخلي اخرجت مفتاحها تضعه في قفل الباب، فتحت بهدوء شديد ليقابها صمت مخيف، لا صوت لا حركة، ربما لأن الوقت لا يزال باكرا فالجميع نيام، تحركت بخفة تصعد إلي الأعلي، توحشت قسمات وجهها في شراسة، تبحث عن تلك الشقراء، توجهت مباشرة الي غرفتها فتحت بابها تخطو الي الداخل لتتوسع عينيها تتأجج غضبا، تلك الصفراء تنام بإريحية شديدة علي برأسها ترتدي أحدي منامتها الصيفية، شدت علي أسنانها بعنف لتقترب منها مندفعة قبضت علي خصلات شعرها تصيح فيها بشراسة:. - انتي يا بتاعة أنتي، أنتي مين ومين دخلك هنا، انتي كدة حرامية أنا هوديكي في ستين داهية استيقظت انجليكا فزعة تشعر بألم بشع جراء امساك لينا لخصلات شعرها صرخت من الآلم تصيح فيها بحدة: - What are you doing , are you crazy اشتعلت عيني لينا غضبا لتلقي حقيبتها أرضا تهمس متوعدة: - أنا هوريكي جنان عيلة السويسي علي أصوله. اندفعت لينا تحاول ضرب انجليكا كانت فقط كانت تظنها فتاة مدللة هشة كلعبة باربي صغيرة، توسعت عينيها في دهشة حين دفعتها انجليكا بعنف مخيف تصيح فيها محتدة: - Don t touch me دفعتها لينا بعنف لتسقط انجليكا علي الفراش تصيح فيها بشراسة: - انتي بتزقيني با بتاعة انتي، امشي اطلعي برة اوضتي برة. في اييه، ايييه اللي بيحصل هنا، صدح صوت خالد الغاضب من عند باب الغرفة المفتوح، ليأتي زيدان يتبعه حسام يركضان ناحية مصدر الصوت الجميع يتسأل: - في ايه يا خالي، ايه اللي حصل يا بابا وقبل أن ينطق أحدهم بحرف قفزت انجليكا من مكانها تهرول ناحية زيدان احتضنت ذراعه تخفي وجهها داخل صدره تغمغم مرتجفة: - زيدان، آبدها آني زيدان، ضربتني وشدت شآعري وأنا نايمة زيدان، أنا مش آملتلها هاجة. وحقا لم يصل لاذن زيدان حرف واحد مما قالت، خرجت عقله عن حيز الزمان والمكان، حين رآها تقف أمامه، فراق قصير أشبع قلبه شوقا إليها، عادت دقات قلبه تؤلمه من عنف طرقاتها تاهت عينيه يسبح في قسمات وجهها يرتوي حد الشبع وقلبه لا يعرف معني الشبع في عشقها، يظل شريد جائع لا يرتوي الا بها، كم رغب في تلك اللحظة أن يهرول إليها ينطفئ نيران قلبه بعناق قلبها، كور قبضته يشد عليها بعنف حين مر فجاءة في رأسه جملتها « بابا معاذ عايز يجي يتقدملي، أبلغه يجي أمت » كيف نسي قلبه الأحمق أنها قد نسيته من الأساس وعلي أعتاب الزواج من غيره بمنتهي البساطة وكأنها لم تحبه يوما، حمحم بعنف يبتعد بعينيه عنها رفع يده الاخري يربت علي رأس انجليكا برفق نظر لخالد يردف متضايقا:. - جري ايه يا خالي، أنا جايبها تضرب في بيتك نظر خالد لزيدان محتدا من التصاق تلك الفتاة به وعدم إبعاده لها عنه، ليعاود النظر لابنته حمحم يردف غاضبا: - ايه يا لينا اللي انتي عملتيه دا، وبعدين انتي جيتي امتي... توسعت عينيه فزعا في اللحظة التالية ليقترب منها سريعا أمسك بذراعيها يسألها قلقا: - لينا كويسة... حركت رأسها إيجابا تنظر لتلك التس تلتصق بذراع زيدان بغل شديد يكاد يحرقها، تنهد خالد براحة يتمتم محتدا:. - اللي خلاكي تضربيها بقي ابعدت لينا ذراعيه عن يدي والدها تكتفهم أمام صدرها نظرت لتلك الفتاة بشراسة لتعاود النظر لوالدها ابتسمت تردف ببساطة: - أنا دخلت اوضتي لقيتها لابسة هدومي ونايمة علي سريري وحضرتك عارف اني ما بحبش حد ياخد حاجتي شددت علي كلمتها الأخيرة ليبتسم خالد ساخرا فهم جيدا لما ترمي ابنته، كتف هو الآخر ذراعيه امام صدره العريض يتمتم ساخرا:. - تقومي ضرباها ونعمة التربية اللي ما عرفتش اربيها بصراحة، اعتذري منها حالا يلا توسعت عيني لينا في حدة تعتذر من تلك الصفراء لن يحدث أبدا، لن تسمح لها بالانتصار عليها ابداا، بعيدا يقف حسام يبتسم يآسا، شقيقته تغار يري ذلك جيدا في عينيها في نظراتها التي تحاول استراقها ناحية زيدان، في نظراته المشتعلة ناحية انجيلكا، تدخل لينقذها من ذلك الموقف اقترب منهم يلف ذراعه حول كتفي لينا ابتسم ابتسامة باهتة يتمتم:. - خلاص يا بابا حصل خير... التفت ناحية زيدان وانجيلكا يعتذر مبتسما: - أنا آسف يا انجليكا بالنيابة عن لينا.. ابعدت انجليكا وجهها عن ذراع زيدان التفتت ناحية حسام تبتسم إبتسامة صغيرة ناعمة تحرك رأسها إيجابا، لتشتعل لينا غيظا كم أرادت أن تنقض عليها وتمزق تلك الابتسامة اللعوب من فوق شفتيها، حمحم خالد بخشونة يجذب انتباههم إليه: - خلاص كل واحد يروح اوضته انتفضت لينا من جوار حسام تصيح محتدة:. - البتاعة دي تخرج من اوضتي ما تفضلش فيها ثانية واحدة وتقلع هدومي أنا بتقرف شهقت ناعمة حزينة خرجت من بين شفتي انجليكا نظرت لزيدان بأعين دامعة واسعة كجرو صغير برئ غمغمت حزينة: - أنا بتآة، يآني إيه بتآة زيدان. انفجر خالد ضاحكا ليشاركه حسام في الضحك بينما تقف لينا تنصهر غيظا، ضم زيدان شفتيه يمنع نفسه بصعوبة من الضحك حمحم بقوة يحاول بشتئ الطرق الا يضحك، يتذكر أحد مشاهد المسلسل قديم شهير للغاية حمحم يتذكر رد البطل ليخبرها بهدوء وهو بالكاد يمنع ضحكاته: - something good. تعالت ضحكات خالد من جديد ليضرب حسام كفا فوق آخر يمسح دموعه التي تساقطت من شدة الضحك، اما انجليكا فابتسمت باتساع التفتت للينا تنظر لها تقول مبتسمة: - thank you أنتي كمان بتآة آلي فكرة وقع حسام علي ركبتيه ارضا تنساب دموعه مما قالت تلك الشقراء توا خاصة مع نظرات عيني لينا المشتعلة أما خالد فلولا كبريائه لسقط جوار ابنه ينفجر هو الآخر ضحكا علي ما يحدث غمغم حسام من بين ضحكات الصاخبة:. - يا عم ابقي هاتها كل يوم يا عم نظرت لينا لحسام في غيظ تشد علي أسنانها لتركله في ساقه بعنف تأوه ينظر لها متألما مسد قدمه يهمس حانقا: - طب هي متغاظة أنا مالي ما عرفتش تتشطر علي الحمار بتتشطر علي البردعة، يعني ايه بردعة اصلا. قاطع الصمت صوت رنين هاتف خالد التقطه من جيب بنطاله ليظهر رقم المستشفي نظر لحسام للحظات قلقلا يتمني أن يكن الأمر علي ما يرام حتي لا تختفي تلك الضحكات التي تزين ثغر صغيره، تنهد قلقا فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه يتمتم: - السلام عليكم سمع الطرف الآخر يجيب بلباقة:. - عليكم السلام خالد باشا، أنا دكتور منير. حضرتك مستشفي بتاعت لندن اتواصلت معانا وبلغتنا أن الطيارة هتبقي جاهزة لاستقبال الحالة بعد ساعتين في مطار القاهرة الدولي تنهد بارتياح يحرم رأسه إيجابا يردف: - تمام هكون عندك في أسرع وقت اغلق الخط يلتف لهم ليري حسام يقف أمامه مباشرة ينظر له قلقا حرك رأسه نفيا يبعد أي فكرة سيئة عن رأسه يهمس بصوت خفيض خائف: - دي المستشفى صح، ماما كويسة مش كدة هي كويسة. ابتسم خالد يحرك رأسه إيجابا مد يده يربت علي وجه صغيره قص له ما قاله الطبيب ليغمغم حسام متلهفا: - أنا هسافر مع والدتي مش هسيبها لوحدها جاء صوت زيدان من خلفهم يغمغم في حدة: - وأنا هسافر مع حسام التفت حسام لصديقه يحرك رأسه نفيا يرفض ما يقول: - أنت عبيط يا إبني تروح فين، هتوقف شغلك وحياتك عشان خاطري ترك زيدان انجليكا تقدم يقف أمام حسام أمسك بذراعيه يغمغم مبتسما: - واضحي بحياتي عشان خاطرك يا صاحبي. ادمعت عيني حسام ليعانق صديقه بقوة للحظة فقط قبل ان يجفل كلاهما علي صوت تصفيق بطئ تلاه صوت خالد الساخر: - تراني اتأثرت و****، حلو اوي فيلم سلام يا صاحبي الجزء الثاني دا بدل بركات ومرزق زيدان وحسام، لا انت ولا هو هينفع تسافروا، الباسبور والتأشيرة والطيارة كل دا راح فين يا باشا إنت وهو التفت حسام لأبيه اقترب منه يمسك بكف يده يترجاه متلهفا:. - بابا أنت تقدر تعمل كل دا بمكالمة تليفون، ارجوك أنا مش هينفع اسيب والدتي اقترب زيدان من صديقه وقف جواره يتمتم في هدوء: - وأنا مش هينفع اسيب حسام لوحده. زفر خالد حانقا من أفعالهم، كاد أن يصيح فيهم أن يتوقفوا عن أفعال الاطفال تلك، ليتوقف يتذكر محمد صديقه منذ ولادته تقريبا، لولا محمد لكان سقط كثيرا، محمد دائما كان الذراع التي يستند عليها في أصعب أوقاته وزيدان وحسام كل منهما ذراع الآخر الآن تنهد يحرك رأسه إيجابا:. - حسام هتطلع علي المستشفي، ادي الباسبور بتاعك لزيدان، زيدان هتاخد الباسبور بتاعك وبتاع حسام وهتطلع علي (، ) هيخلصلكوا الدنيا أنا هكلمه دلوقتي، بسرعة يلا الطيارة فاضل عليها أقل من ساعتين تحرك حسام سريعا من الغرفة، وزيدان خلفه قبل أن يخرج وجد أحدهم يمسك بيده نظر للفاعل لتتوسع عينيه في دهشة، انجليكا نسي أمرها تماما، قبضت علي ذراعه تسأله خائفة: - وأنا زيدان، أنت هتسيب أنا، أنا اايزة اسافر مآك. تنهد لا يعرف ما حل تلك الورطة التي وقع فيها دون إرادته، أمسك بكف يدها يجذبها خلفه يتمتم مبتسما: - تعالي معايا يا انجليكا تحرك زيدان بصحبة تلك الشقراء للخارج، تحت نظرات لينا القاتلة، التفتت لوالدها لتراه يتحدث في الهاتف تبدو أنها مكالمة مهمة جداا، تحركت ساقيها تبحث عنهم عند نهاية الممر الطويل وقف زيدان أمام انجليكا يحجبهم عن الرؤية عمود ضخم من الجرانيت الأبيض عقد زيدان ذراعيه امام صدره يغمغم متضايقا:. - انجليكا ما ينفعش تسافري معايا بأي حال من الأحوال قطبت جبينها حزينة ودمعات خفيفة نزلت من مقلتيها: - ليه زيدان أنا آيزة سافر مآك، أنت ليه قول لاء خرجت منه ضحكة خافتة يحرك رأسه يآسا من تلك الطفلة، حمحم في خشونة يردف بحزم:. - انجليكا إحنا هنا في مصر بلد شرقي ليه عادات وتقاليد، يعني سافرك معايا من الغردقة لهنا وكون تباتي في نفس المكان اللي أنا فيه، أو في رجالة غريبة عنك دا غلط، ما ينقعش يا انجليكا اخدك معايا وأنا مسافر، أنا آسف بس إحنا ما فيش بينا اي رابط قطبت جبينها تسأله متعجبة: - يآني ايه رابط زيدان ضحك بخفة تنهد يردف مبتسما: - يعني ما فيش بينا اي علاقة تربطنا يا انجليكا. حركت رأسها نفيا بعنف قطبت جبينها محتدة تمسك ذراعه بكفيه تغمغم سريعا بوله: - لا فيه، أنا بهبك، بهبك يا زيداني وضعت يدها علي فمها تمنع صوت شهقة حادة كادت أن تنبثق من بين شفتيها تلك الصفراء تحبه، اخيرا وجدتهم لما يقف بها هناك مختفيان عن الرؤية شدت علي يسراها تغرز أظافرها في كفها بعنف تتنفس بحدة، بالطبع زيدان سيرفض حبها، زيدان يحبها هي مهما حدث، هوي قلبها أرضا تفتت لشظايا قاتلة حين سمعته يهمس لها:. - وأنا كمان بحبك يا انجليكا بحبك اوووي حركت رأسها نفيا بعنف تنفي ما سمعت اذنيها توا، يحبها بتلك البساطة نسيها وأحب غيرها، وهي الحمقاء التي أكلها الندم علي عدم إعطائه فرصة أخري، كبحت دموعها بعنف لن تبكي من باعها ابدا، سمعت صوت صيحة الفتاة السعيدة، لتبتعد هي للخلف تهرب مما سمعت، من المكان بأكمله بينما صاحت انجليكا سعيدة حين سمعت اعترافه بعشقها رمت جسدها بين أحضانه تتمتم فرحة: - بجد زيدان أنت بتهب أنا. اختنق من عنف عناقها ليبعدها عنه يسعل بخفة حرك رأسه إيجابا يتمتم مبتسما: - ايوة يا انجليكا بحبك، بس زي أختي As my sister عشان تفهيمها بشكل اوضح، من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس اني مسؤول عنك كأنك بنتي او أختي الصغيرة كسي الوجوم ملامحها مطت شفتيها بحركة حزينة حركت رأسها نفيا بعنف فتحت فمها تريد أن تتحدث ليبادر زيدان قائلا بتلهف: - انجليكا أنا كدة هتأخر في عربية بسواق تبع خالي هترجعك الغردقة، ماشي. اخفضت رأسها أرضا تحركها إيجابا بحزن طفي فوق قسمات وجهها، رفعت وجهها قليلا تهمس له حزينة: - أوادني أنك هتقولي أنت هتيجي امتي من السفر. ابتسم يحرك رأسه إيجابا، بعد قليل كانت انجليكا تجلس في احدي سيارات خالد، اخرجت رأسها من نافذة السيارة تلوح لزيدان بحرارة تبتسم له، ليعطيها شبح ابتسامة صغيرة يلوح لها وداعا بخفة، غادرت السيارة المكان التفت ليغادر هو ليراها تقف خلفه لا يفصلهم سوي خطوتين علي الأكثر، كور قبضتيه يشد عليها بعنف كأنها مكابح تكبح زمام مشاعره الجارفة تهدجت أنفاسه يبعد مقلتيه عنها رغما عنه قبل أن ينطق بحرف سمعها تتمتم ساخرة:. - واضح أنك بتحبها أوي قطب جبينه متعجبا للحظات لا يفهم عن من تتحدث، قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه، توجه بعينيه لها رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يردف: - ما اعتقدش إن دا شئ يفرق معاكي، أحبها او لاء، كل اللي بينا خلص خلاص رفعت رأسها لأعلي قليلا بإيباء تحركها إيجابا تبتسم متهكمة تردف بلامبلاة: - أكيد خلص، بس Really، ذوقك مش حلو حرك رأسه إيجابا يؤيد ما تقول يردف ساخرا:. - عندك حق هو فعلا مش حلو بس، دا حلو أوي، عن اذنك. تجاوزها مغادرا المكان بالكامل وقفت هي مكانها أنفاسها تغلي علي مرجل الغضب، وجهه اشتغل بنيران الغيرة قلبها ينفجر من الغيظ والألم!، رؤيته بعد طول غياب داعبت اوتار قلبها بلحن حاني حزين، لحن تقطعت اوتاره بما سمعته يقول، بتلك البساطة أحب اخري، ضحكت ساخرة علي حالها ولما لا يفعل، أليست تقريبا علي وشك الزواج من آخر، عادت ادراجها للداخل لتجد والدها يجلس علي احدي المقاعد أمامه كوب قهوة، البيت خلي من الجميع عداه هو والخدم، اقتربت تجلس علي مقعد قريب منه ليعتدل يستند بمرفقيه علي فخذيه يسألها قلقا:. - لينا عاملة إيه طمنيني عليها ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تغمغم متعجبة: - هتكون عاملة إيه يعني بعد ما عرفت أن حضرتك متجوز عليها اكيد متدمرة، ما اعتقدش أنها كلت او شربت اي حاجة من إمبارح، ليه يا بابا، ليه تعمل كدة فينا كلنا تسارعت دقات قلبه قلقا، أغمض عينيه يشد عليها، يتخيل حالها الآن بالطبع أبشع ما يكون، هب واقفا يغمغم سريعا: - قومي يلا هنروحلها. تحرك للخارج سريعا وخلفه ابنته ما أن فتح باب المنزل توسعت عينيه فزعا حين رأي بدور تقف أمامه، منظرها مروع بشع صاح فيها قلقا: - بدور في ايه انتي عاملة كدة ليه؟! عودة إلي أسيوط في منزل الشيخ طاهر، نظر رشيد في ساعة يده قلقا، الساعة اقتربت من الحادية عشر ظهرا، نظر لغيث النائم علي المقعد المجاور له، ليقترب من جاسر يهز جسده برفق يحاول إيقاظه بخفة: - جاسر، جاسر اصحي يا إبني، جاسر فوق. شيئا فشئ بدأت جاسر يحرك مقلتيه فتح عينيه بقدر ضئيل نظر لوالده يبتسم ابتسامة شاحبة متعبة، يشعر بألم بشع يطرق في رأسه استند علي مرفقيه يحاول أن يعتدل في جلسته، ليسنده رشيد سريعا الي أن اعتدل جالسا يقطب جبينه متعجبا ينظر حوله لذلك البيت يعرفه شكلا، عاد ينظر لوالده يسأله متعجبا: - في ايه يا بابا هو مش دا بيت الشيخ طاهر بردوا احنا هنا بنعمل إيه. استيقظ غيث علي صوت جاسر يحرك عظام رقبته المتيبسة نظر ناحية جاسر يغمغم بصوت مرِح ناعس: - حمد *** علي السلامة يا عم، حرام عليك دا أنت عيشتنا ليلة ولا افلام الرعب، أنا بقيت مرعوب يطلعلي عفريت من تحت الكرسي دا ضحك رشيد بخفة يصدم غيث برفق علي رأسه يغمغم: - هيطلعلك عفريت في بيت شيخ الجامع يا أهبل جاسر ينظر لهم متعجبا لا يفهم حقا ما يحدث حمحم يسألهم متضايقا: - ممكن تفهموني أنا هنا ليه، انا مش فاكر حاجة خالص. أنا هفهمك يا جاسر، حمد *** علي سلامتك الأول... جاء صوت الشيخ طاهر من عند باب الغرفة المفتوح من الداخل، التفت الجميع إليه ليبتسم طاهر دخل يحمل صينية طعام متوسطة الجحم وضعها علي الطاولة الصغيرة أمامهم يقول مبتسما: - يلا بسم **** لقمة هنية تكفي مية زي ما بيقولوا جلس طاهر جوار جاسر علي الأريكة ليلتفت جاسر له يغمغم في ضيق: - أنا مش عايز أكل أنا عايز افهم أنا مش فاكر حاجة خالص. ربت طاهر علي يد جاسر يغمغم مبتسما بصوت هادئ: - سمي **** وركز وحاول تفتكر قطب جاسر جبينه يحاول تذكر ما حدث لما ذاكرته بيضاء لتلك الدرجات شيئا فشئ بدأت الذكريات تتدافع الي رأسه، توسعت عينيه فزعا كيف حدث ذلك، كيف فعل بها ذلك، لم يتحكم في ذاته لم يكن يتحكم في أي شئ وكأنه آلة مسلوبة الإرادة تنفذ فقط، حرك رأسه نفيا بعنف التفت لطاهر يصيح مفزوعا: - في اييه، أنا ما عملتش كدة، مش أنا اللي كنت بعمل كدة... ابتسم طاهر حزينا علي حاله، حرك رأسه إيجابا تنهد يتمتم برفق: - مش إنت فعلا يا إبني، جاسر أنت كنت مسحور معمولك عمل، عشان يفرق بينك وبين مراتك ويخليك بالبلدي كدة خاتم في صباع مراتك الاولانية توسعت عيني جاسر في صدمة حرك رأسه نفيا يصيح مذهولا: - لاء طبعا الكلام دا مستحيل عقد طاهر جبينه يسأل جاسر متعجبا:. - ليه يا ابني مستحيل السحر مذكور في القرآن وفي ديانات تانية والحمد *** *** قدر ولطف واتفك العمل، حصن نفسك بأذكار الصباح والمساء وما تكسلش في صلاتك تاني، هي اللي هتحميك من شر كل مؤذي شد جاسر قبضته تهدجت أنفاسه غضبا احمرت مقلتيه لا يفكر سوي في الإنتقام التفت جاسر لطاهر يغمغم محتدا: - شاهيناز اللي عملت كدة صح حرك طاهر رأسه إيجابا ينظر لجاسر حزينا، ليلتفت لوالده يهمس له راجيا:. - بابا احكيلي كل اللي أنا عملته الفترة اللي فاتت ارجوك عشان خاطري تنهد رشيد يحرك رأسه إيجابا ليقص له ما حدث منذ أن بدأ فجاءة دون سابق إنذار تتغير تصرفاته بالكامل، ادمعت عيني جاسر حزنا علي حبيبته التي كان اول من اذاها دون أن يدري، تذكر تلك الورقة التي دسها في جيب سرواله ليهب سريعا يبحث عنها اخرجها من جيب سرواله يفتحها يقرأ ما كتبت بأحرف نازفة:. - أنا حتي مش عارفة أنا بكتبلك الورقة دي ليه وأنا عارفة وواثقة أنك بتكرهني وإن وجودي من عدمه مش هيفرق في حياتك، أنا بكرهك اوي يا جاسر، رفعتني بحبك لسابع سما عشان ترميني في سابع، أنا بكرهك وهفضل أكرهك طول عمري، علي فكرة أنا حامل والجنين دا أنا هنزله عشان مش عايزة اي حاجة تفكرني بيك، طلقني. تهاوي علي الأريكة يخفي وجهه بين كفيه يشهق في بكاء عنيف قاسي، ينتفض جسده من عنف بكاءه، هرع رشيد إليه يعانقه ليرتمي جاسر بين ذراعيه يصيح بحرقة: - أنا اذيتها اوي يا بابا، اذيتها اوي، بتقولي انها حامل وهتسقط اللي في بطنها، مش عايزة حاجة تفكرها بيا توسعت عيني رشيد فزعا التقط الورقة من يد جاسر يقرأ ما فيها، ليبعد جاسر عنه بعنف يصيح فيه:. - أنت لسه هتقعد تعيط، قوم الحق مراته، أنا اللي هربتها، خليت السواق يوصلها عند ابوها في القاهرة، قوم اجري الحقها هب جاسر سريعا يحرك رأسه إيجابا، تحرك للخارج قبل أن يخرج التفت لابيه يغمغم سريعا: - بابا مش عايز حد يعرف خالص باللي حصل هنا خصوصا شاهيناز حرك رشيد رأسه إيجابا سريعا ليهرول جاسر الي الخارج يبحث عن اي سيارة اجري تقله إلي القاهرة. ضغط خالد مكابح السيارة بعنف تشق غبار الطريق يحاول الاتصال بصديقه مرارا وتكرارا، اجاب محمد اخيرا يغمغم متلهفا: - ايوة يا خالد عرفتلك هما في مستشفي ايه، مستشفي (، ) عارفها أدار خالد عجلة القيادة بعنف يلتف مع الطريق ليصيح في صديقه: - تجري علي فيلا حمزة بدور جاتلي منهارة تقولي انها شافت جثة الحارس في أوضته، عايزك تقلبلي الدنيا وتجبلي اللي حاول يقتل اخويا غمغم محمد سريعا:. - ما تقلقش أنا في طريقي ومعايا البحث الجنائي وهنوصل للي عمل كدة ما تقلقش اغلق خالد الخط مع صديقه يدهس المكابح تحت قدميه بعنف أمامه فقط صورة بدور وهي تخبره مرتجفة باكية: - ااادهم، حممزة، ادهم جري علي حمزة وقف قدامه وفجاءة وقع علي الأرض ودم كتير، والحارس كان في الأوضة علي الأرض دم، مات. من تلك الكلمات المبعثرة المرتجفة كون جمل مفيدة مرعبة، أهمها أن أحدهم حاول قتل أخيه وادهم ضحي بنفسه فداءا له، وثانيا حارس منزل أخيه قُتل هو الآخر، من الجيد أن بدور علي ما يرام هي والصغيرين وصل أخيرا الي عنوان المستشفي التي أخبره بها صديقه، نزل يركض، حقا تعب قلبه من الركض خلف مشاكل تلك العائلة، بعد طول ركض وصل اخيرا الي حيث رأي أخيه يقف أمام غرفة العمليات، هرع إليه يسأله فزعا: - حمزة طمني علي أدهم. انهارت آخر ذرة ثبات عند حمزة ما أن رأي أخيه ليرتمي بين ذراعيه ينوح باكيا كطفل باكيا: - ابني بيموت يا خالد بقالهم اكتر من خمس ساعات جوا، يا رب، يا رب خليهولي، أنا كنت هسامحه و**** كنت هسامحه، وهخليه يتجوز مايا، جري وقف قدامي وخد عني الرصاصة، ياريته ما كان جه، ياااارب... ربت خالد علي رأس أخيه يحاول تهدئته، يهمس لها بترفق: - بإذن **** هيبقي كويس اهدی إنت بس وادعيله. ياااارب، صاح بها حمزة برجاء يفتت قلبه، لم تمر سوي لحظات وانفتح باب غرفة العمليات ليهرع حمزة وخالد ومايا ناحيته، امسك حمزة بذراعي الطبيب يصيح فيه قلقا: - طمني ابني، ابني حالته ايه تنهد الطبيب حزينا ليردف مكملا: - أنا آسف! الفصل الحادي والثمانون - أنا آسف جملة قصيرة حادة كصخرة قوية سقطت علي قلب الجبل ففتته، هوي قلب حمزة أرضا ينظر للطبيب مذعورا، ينفي برأسه فكرة أن يكن صغيره أصيب بأذي، أدهم حي، أدهم بخير، ترنح جسده بعنف ليشعر بيده خالد يشد عضده بقوة، ليكمل الطبيب سريعا:. - الرصاصة دخلت في صدره، ما جاتش ناحية القلب ودا شئ كويس، بس سببت إصابة خطيرة، أنا آسف المريض دخل في غيبوبة غير معلومة المدة، ممكن يفوق بعد يوم او اتنين، وممكن يقعد شهور وممكن سنين، وممكن للأسف قلبه يقف في اي لحظة، أنا حبيت اشرح لحضرتكوا الحالة كاملة عشان نبقي مدركين لأي تبعيات. ما بين صرخات ابنته التي بدأت تعم المكان، وصوت أخيه الذي يصدح يحادثه خائفا قلقا يأمره بالثبات، كان قلبه وعقله في مكان آخر، هناك عند المرة الأولي التي رآها فيها أدهم طفلا صغير سرق قلبه منذ اللحظة الأولي، أدهم **** الذي شب يوما بعد يوم أمام عينيه، من *** لشاب لرجل يستند عليه، أخطأ ومن لم يخطئ هو نفسه أخطأ قديما، لما لم يسامحه، لما أبعده عن أحضانه، وهو الآن لا يرغب سوي أن يضمه بين ذراعيه، رأي ابنته تتحرك ناحيته وقفت أمامه تصرخ بحرقة قلبها الملتاع:. - أدهم لو جراله حاجة يبقي أنت السبب، فاهم أنت السبب. لولا أن خالد يمسك به جيدا لكان سقط ارضا قديمه لم تعد قادرة علي حمله، بعد لحظات خرج خرج سريري طبي من غرفة العمليات يتحرك جواره الاطباء والممرضات متوجهين سريعا ناحية أحدي الغرف، صاحت مايا باسم أدهم بلوعة لتهرول خلفهم، ووقف هو يراقب جسده **** وهو مسطح على فراش من الحديد ساكن يغمض عينيه، جزعه العاري يلتف بضدمات كبيرة تغطيه، انسابت دموعه دون أن يدري، ينظر لطفله الذي يختفي أمام عينيه شيئا فشئ، ويحل مكانه ذكري قديمة تحققت الآن. Flash back اخرج أدهم وجهه من تحت سطح الماء لينفض رأسه بعنف يبعد المياه عن وجهه وخصلات شعره، تحرك يخرج من المياة ناحية أحدي المقاعد الخشبية المسطحة التي يتمدد ابيه علي أحدهم، خلع حمزة نظراته الشمسية، ينظر لادهم الذي يقترب منه ليتمتم ساخرا: - توم كروز خارج من الماية، حاسب عشان بتوقع قلوب العذراي يالا. ضحك أدهم عاليا ليجلس علي المقعد المجاوى لأبيه التقط منشفة كبيرة يجفف بها جسده وخصلات شعره يردف مبتسما بغرور: - أنا احلي طبعا... ضحك حمزة عاليا ليقف من مكانه نظر لادهم يردف ساخرا: - طب قوم يلا يا أحلي إنت، نطلع نشوف اختك زمانها صحيت عشان نروح نتغدا. التقط أدهم نظارته الشمسية يضعها علي عينيه ليتحرك جوار أبيه متجهين ناحية الفندق، في طريقهم تأوه حمزة متألما نظر أدهم مفزوعا لما حدث، ليجد كرة من كرات تنس الطاولة الصغيرة اصطدمت بظهره، التقط أدهم الكرة ينظر بأعين حمراء تشع جمرا يبحث عن الفاعل ليجد شاب تقريبا في مثل عمره يقترب منهم حمحم يتمتم معتذرا: - أنا آسف جداا علي اللي حصل ما كنش اقصد و**** قبض أدهم علي تلابيب ملابس الشاب بعنف يصيح فيه:. - وأسف بتاعتك دي اصرفها منين، ااا قطم شفتيه قبل أن يكمل حين صدح صوت حمزة الحاد: - أدهم خلاص، هو ما كنش يقصد وبعدين اعتذر، اديله الكورة وحصلني يلا تحرك حمزة يغادر لينظر أدهم للشاب نظرات حانقة، امسك بالكرة الصغيرة يرميها تجاه البحر، ينظر للشاب باستحقار ليلحق بأبيه سريعا، اقترب منه ليسمع صوت ابيه يتمتم ساخرا: - ما حصلش حاجة للفيلم اللي أنت عملته دا كله، دي حتة كورة اومال لو كانت رصاصة كنت عملت ايه. ابتسم أدهم في هدوء يدس يديه في جيبي سرواله الجينز القصير يتمتم في هدوء: - كنت هاخدها عنك Back. وصدق صغيره ضحي بحياته لأجله اخذ الرصاصة بدلا منه فاضت دموع عينيه ينظر لأخيه يتمتم عاجزا: - خدني لادهم يا خالد وديني عند إبني نظر خالد لأخيه مشفقا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتحرك معه برفق يبحثان عن غرفة أدهم الي أن وجدها سريعا ووجد مايا تقف تلتصق بزجاج الغرفة تنظر لمن في داخلها تبكي بعنف، ترك حمزة يد خالد يتحرك لداخل الغرفة، وقف الطبيب أمامه يمنعه من التقدم: - ما ينفعش حضرتك تدخل العناية. دفعه حمزة بعنف بعيدا عن طريقه يفتح باب غرفة العناية، دخل وأغلقه خلفه وقف جوار الباب المغلق ينظر لادهم لحظات طويلة، يجر ساقيه جرا ناحية فراشه، وصل ليتهاوي جالسا علي جزء صغير فارغ جواره علي الفراش، مد يده يمسك بيد ادهم بيمناه واليسري تمسد علي شعره برفق تسارعت دموعه تسبق شهقاته:. - أدهم، أدهم أنت سامعني مش كدة، أنا بابا يا حبيبي، حقك عليا يا إبني، قوم، قوم يا أدهم يلا وأنا اجوزك مايا مش إنت عاوز تتجوزها، قوم يلا يا إبني، انت حضنتي وأنا زقيتك، أنا دلوقتي اللي عايز احضنك ومش عارف، قوم يا أدهم.. - حمزة كفاية كدة، الدكتور بيقول غلط اللي أنت بتعمله دا همس بها خالد بنبرة حزينة مثقلة ينظر لأخيه مشفقا، ليلتف حمزة برأسه ناحية أخيه انهمرت دموعه يتمتم بحرقة:. - أدهم ممكن ما يصحاش تاني يا خالد... حرك خالد رأسه نفيا بعنف وقف أمام أخيه يمسك بذراعيه يتمتم سريعا متلهفا: - هيبقي كويس و**** هيبقي كويس، اهدي إنت بس، المهم دلوقتي نعرف مين اللي عمل كدة ولا إيه. في لحظات عادت تلك الشخصية السوداء تتلبس جسد حمزة من جديد، إياد عاد ليفتح أبواب الجحيم يحرق بها من تجرأ وحاول إيذاء صغيره، في لحظة هي فقط لحظة تبدلت نظرات عيني حمزة الي أخري سوداء قاتمة، أبعد ذراعي أخيه عنه، ليميل يقبل جبين إبنه، تحرك من جوار فراش إبنه لخارج الغرفة ليجدا محمد بالخارج تقدم ناحيتهم يسألهم قلقا: - طمنوني أدهم عامل ايه حرك خالد رأسه إيجابا سريعا يردف:. - هيبقي كويس أن شاء ****، المهم أنت عملت ايه تنهد محمد حائرا لا يعرف ما يقول نظر لحمزة يتمتم: - المعمل الجنائي مالقاش اي بصمات غريبة، لاء علي البوابة ولا أوضة الحارس، المشكلة أن لا الفيلا ولا الشارع فيهم كاميرة مراقبة واحدة نقدر نوصل منها لحاجة خرجت ضحكة سوداء قاتمة من بين شفتي حمزة يردف متوعدا:. - مين قال ان الفيلا والمحيط بتاعها ما فيهمش كاميرات مراقبة، انتوا ما تشوفهاش، و*** لهدفعه التمن الغالي اللي عمل كدة. أخرج هاتفه من جيب سرواله يفتح نظام المراقبة الخاص بالمنزل، تم تفعيل النظام ببصمة عين حمزة لينتفتح، محمد وخالد يراقبان ما يفعل، توسعت عيني في دهشة كاميرات المراقبة تغطي الفيلا بأكملها من الداخل والخارج ولكنه يقسم أنه لم يري ولو واحدة فقط حتي، بسرعة تنقل حمزة بين الملفات ليصل لما لقطتت الكاميرا ليلة أمس، الحارس يجلس أمام البوابة يعطي ظهره للشارع من خلفه جاء رجل ضخم ملثم لا تظهر منه سوي عينيه أتي من خلفه ليحقنه بشئ في رقبته لحظات وارتمي الحارس أرضا، ليجذبه ذلك الضخم لداخل غرفته أخرج عصا من الحديد كبيرة يضرب بها الحارس علي رأسه بعنف عدة مرات، وقف للحظات يتنفس بعنف ليخرج قلم اسود من جيب سرواله تحرك ناحية احدي حوائط الغرفة يخط عليها بخط كبير عريض. ( The game is not over yet) اللعبة لم تنتهي بعد! توسعت عيني خالد في ذهول تلك الجملة رآها من قبل في المحزن، يعني أن من فعل ذلك كان يقصده، كان يريد إيذاءه هو فأراد قتل أخيه، شعر بدوار حاد يعصف بجسده هو السبب فيما حدث لابن أخيه، أخيه كان سيُقتل بسببه هو! بدأ حمزة يسرع حركة فيديو المراقبة الي أن أتي الصباح الباكر، تفتت قلبه وهو يري أدهم يدخل من بوابة المنزل علي شفتيه ابتسامة كبيرة واسعة، بدأ يسرع حركة الفيديو من جديد، للحظة التي ركض فيها أدهم ناحيته وقف أمامه، اغمض عينيه يشد عليها بعنف، التقطت الكاميرات المزروعة عند بوابة المنزل، شخص عند المبني المقابل المهجور، ضاعف حمزة حجم الصورة عدة مرات ليصل للفاعل، ورأي وجهه بوضوح، توحشت نظراته يتوعد له بأشد عذاب، اخذ محمد الهاتف من يد حمزة يصور بهاتفه صورة الرجل التي ظهرت، اعطي الهاتف لحمزة ليدس هاتفه في جيب سرواله يغمغم متلهفا:. - كدة احنا معانا الصورة، سهل نجيبه، أنا هطلع حالا علي الإدارة، هبلغك بالجديد أول بأول يا خالد تركهم ورحل مسرعا، بينما وقف خالد صامتا كالجماد كأن علي رأسه الطير، جسده يرتجف بعنف، فقط لو يضع يده علي من فعل ذلك يقسم بأنه سيذقيه الويلات. وصلت سيارة الاجري الخاصة بجاسر اخيرا أمام فيلا عز الدين، خرج يركض من السيارة بعد أن أعطي للسائق أجرته، خرج يهرول من السيارة، عبر حديقة المنزل مهرولا ليصل الي الباب دقه بسرعة وعنف، لحظات وفتحت احدي الخادمات الباب ليندفع جاسر الي الداخل يصيح باسم زوجته بلوعة: - سهييييلة، سهييييييلة انتي فين يا سهيلة، سهيلة خرج عز الدين من مكتبه علي صوت جاسر هرول ناحيته يسأله قلقا:. - أنتي بتنادي علي سهيلة ليه، هي مش سهيلة معاك أمسك جاسر يدي عز الدين يترجاه بنظراته يغمغم متلهفا: - يا عمي ارجوك، لو أنت مخبيها، أنا بس عايزة اشوفها دقيقة واحدة، افهمها بس اللي حصل، ارجوك يا عمي ارجوك توسعت عيني عز الدين فزعا نزع كفيه من يدي جاسر ليقبض علي ذراعي جاسر يصرخ فيه فزعا: - بنتي فين يا جاسر عملت فيها ودتها فين تنهد جاسر حانقا شد علي أسنانه يغمغم محتدا:. - يا عمي ما بلاش شغل الأفلام العربي دا، بابا قالي أنه بعتها ليك، هي فين، عايزة اشوفها هتكلم معاها دقيقة واحدة بس حرك عز الدين رأسه نفيا بعنف توسعت عينيه ذعرا يتمتم فزعا: - قسما ب**** سهيلة ما هنا ولا جت اصلا، بنتي فين يا جاسر عملت فيها ايييه انهي كلامه ليقبض علي عنق جاسر بعنف يصرخ فيه غاضبا خائفا علي ابنته: - انطق وديت بنتي فييييين. في تلك اللحظات دق هاتف جاسر برقم ابيه ابتعد عن عز الدين يلتقط هاتفه ما أن وضع الهاتف علي أذنه سمع والده يصيح قلقا: - ايوة يا جاسر لقيت سهيلة، السواق الحمار بيقولي أنه وصلها عند موقف عربيات مش عارف حتي إسمه وقالتله أنها ساكنة هناك حرك رأسه إيجابا الآن فقط فهم سهيلة هربت، منه اولا ومن الده ثانيا، كأنها كانت تعرف أن والده سيخبره بمكانها فخدعت السائق وهربت، اجفل علي جملة والده التي يصيح بها بعد ذلك:. - جاسر أنت سامعني، أنا في العربية دلوقتي، رايح علي الموقف ومعايا السواق، لو لقيتها هكلمك، وانت اتصل بيها اغمض جاسر عينيه متألما يحرك رأسه إيجابا حمخم يخرج صوته ضعيفا خفيضا: - حاضر يا بابا اغلق الخط التفت لعز الدين الذي ينظر له عاجزا يصرخ بلوعة: - بنتي فين يا جاسر ابوس ايدك طمني عليها زفر جاسر أنفاسه المثقلة يحرك رأسه نفيا يهمس بثقل يجثم علي قلبه: - مش عارف، هربت، ارجوك لو اتصلت بيك بلغني. ترك والدها قلبه يحترق ألما علي صغيرته، وخرج من منزله وقف في الشارع ينظر للسماء للحظات دمعت عينيه يهمس داخل قلبه راجيا: - يااااارب، يااااارب الاقيها يااارب رفع يده يمسح تلك الدمعات التي هطلت من عينيه، ليتحرك ناحية منزل خالد القريب للغاية من منزل عزالدين عله سهيلة هناك عند لينا، تحرك بخطي واسعة ناحية منزل خالد، دق الباب عدة مرات، فتحت له لينا الباب نظر لها للحظات كطفل ضائع يهمس لها راجيا:. - قوليلي أن سهيلة عندك يا لينا وحياتي عندك قوليلي انها عندك قطبت لينا جبينها متعجبة، سهيلة ماذا سيأتي بها الي هنا، حركت رأسها نفيا بعنف، لتنهمر دموع جاسر بعنف افزعها، توسعت عينيها مدهوشة لتقترب منه تطوقها بذراعيه تحتضنه ليرتمي بين أحضانها يشهق في بكاء عنيف يتمتم من بين شهقاته: - سهيلة هربت يا لينا، راحت، أنا أذيتها أوي اوي، بس و**** ما كنت مدرك أنا بعمل إيه. ابعدته لينا عنها تجذب يده لداخل المنزل، ما إن خطي للداخل وجد بدور تجلس علي أحدي المقاعد تحتضن طفليها بعنف تنظر للفراغ، نظرات خائفة فزعة، جذبت لينا جاسر الي غرفة مكتب والدها دخلت واغلقت الباب خلفها ارتمي جاسر علي أحد الارائك، يخفي وجهه بين كفيه، تقدمت تجلس جواره تربت علي رأسه برفق تسأله قلقة: - مالها سهيلة يا جاسر، ايه اللي حصل فهمني. رفع وجهه ينظر لها رأت العذاب يصرخ في عينيه، بدأ يقص عليها ما حدث طوال الفترة الماضية وهي تنظر له مدهوشة لا تصدق ما يقول سحر، أعمال كيف، أليست فقط تخاريف لا صحة لها، فغرت فاهها تنظر له مذهولة تتمتم: - سحر، هو في حاجة اسمها سحر فعلا، أنا فكراها تخاريف، طب سهيلة، سهيلة راحت فين رفع كتفيه لاعلي يحرك رأسه نفيا يتمتم بحرقة:. - ما اعرفش، ما اعرفش، أنا خايف عليها، خايف لتأذي نفسها، خايف تسقط اللي في بطنها، كلميها يا لينا، حاولي تتصلي بيها اكيد هترد عليكي انتي حركت رأسها إيجابا سريعا تخرج هاتفها من جيب حقيبتها، تحاول طلب رقم صديقتها مرة تليها اخري وأخري، الهاتف مغلق دائما، مرة واحدة دق جرس الهاتف لينظر جاسر للهاتف متلهفا، ولكن لا رد... مرت عدة دقائق في صمت لا تعرف ما تقول، وهو قلبه ينصهر خوفا عليها، إلي أن رن هاتفها برقم غريب، فتحت الخط سريعا تردف: - الو مين معايا -أنا سهيلة يا لينا توسعت ابتسامتها حين سمعت صوت صديقتها لتغمغم متلهفة: - سهيلة انتي فين يا سهيلة، جاسر قالب عليكي الدنيا جذب جاسر الهاتف من يدها يفتح مكبر الصوت ليسمع صوتها الضعيف الممزق: - مش عايزة اسمع اسمه يا لينا، خلاص كل اللي بينا انتهي، أنا في المستشفي، سقطت الجنين. شهقة فزعة خرجت من بين شفتي لينا، بينما تفتت قلب جاسر لفتتات توسعت مقلتيه ذعرا، لتكمل هي: - لو هو جنبك خليه يطلقني، كفاية اوي اللي عمله فيا، أنا موت ابني عشان ما يفكرنيش بالعذاب اللي شوفته معاه، سلام يا لينا. الو سهيلة استني، الو، غمغت بها لينا متلهفة ولكن بعد فوات الأوان اغلقت الخط حاولت الاتصال بها عدة مرات دون فائدة، رفعت وجهها تنظر لجاسر الذي يقف كالصنم عينيه متسعة حمراء تتهاوي منها دموعه مدت يدها تود أن تمسك بذراعه، ليبعد يدها عنه تحرك للخارج لتهرول خلفه تصيح باسمه: - جاسر استني يا جاسر، جاسر. تسارعت خطواته يخرج من المنزل بأكمله وهي خلفه تصيح باسمه، ابتعدت عن البيت تهرول خلفه تحاول اللحاق به، لتظهر فجاءة دون سابق إنذار سيارة سوداء كبيرة نزل منها رجلين ضخام الجثة، اندفع أحدهم ناحيتها يحاول الإمساك بها لتصرخ باسم جاسر تستجديه: - جااااااااسر. التفت خلفه سريعا لتتوسع عينيه صاح بها ليركض ناحيتها، كمم احد الرجلين فمها بيسراها ليحملها من خصرها بيمناه يدخلها قصرا الي السيارة، وهي تحاول باستماته تحرير جسدها منه، تصرخ بصوت مكتوم، اقترب جاسر منهم ليخرج الرجل الآخر مسدسه طلقة واحدة استقرت في ذراع جاسر جعلته يسقط أرضا يصرخ من الألم بينما تصرخ هي باسم جاسر صرخات مكتومة تحاول تحرير نفسها باستماتة لتصل لأخيها، ولكن ذلك الشئ الذي انغرز في رقبتها جعلها تصمت تماما ترحل عن الدنيا رغما عنها. عودة إلي المستشفي، حمزة يجلس امام غرفة أدهم، ومايا تقف أمام الزجاج ترفض التحرك انشا واحدا حتي، وخالد يجلس علي الناحية الأخري، من الممر ينظر لأخيه نادما لا يعرف كيف يخبره أنه السبب فيما حدث لابنه، في تلك اللحظات تحديدا دق هاتف حمزة بصوت رسالة فتح الرسالة ليجد مرسلة من رقم غريب، في البداية عنوان وتحته كُتب ( دا عنوان الواد اللي حاول يقتلك والرصاصة جت في ابنك، الحقه قبل ما يهرب ). شد علي الهاتف بعنف ينظر للعنوان عدة مرات نيران الإنتقام تحرق قلبه للأخذ بثأره، وضع الهاتف في جيبه، ليتحرك من مكانه اتجه ناحية أخيه يغمغم بهدوء يسبق العاصفة: - خالد خد مايا وديها عند لينا وبعدين ارجعي أنا هفضل مع أدهم لحد ما تيجي تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا، قام متجها ناحية ابنه أخيه يمسك بيدها يتمتم برفق: - يلا يا ماما هنرجعله تاني يا حبيبتي. حركت رأسها نفيا تتساقط دموعها بعنف بسطت كفيها علي سطح الزجاج تغمغم بحرقة: - مش هسيبه مش هقدر اسيبه، أنا السبب يا ريتني ما قولتله تعالا، ولا بعتله العنوان جذبها خالد لاحضانه لتتمسك مايا به تنفجر في البكاء وهو يربت علي رأسها برفق يهمس لها بحنو: - صدقيني يا بنتي هيبقي كويس و**** هيبقي كويس بإذن ****، بس انتي محتاجة ترتاحي شوية، اقولك تعالي نروح تغيري هدومك وتاكلي لقمة سريعة وارجعك تاني، يلا بقي. حركت رأسها إيجابا تنظر لادهم نظرة خاطفة تودعه بعينيها، أمسك خالد بيدها يتحرك معها للخارج بينما يقف حمزة يراقب، انتظر الي أن رحلت سيارة أخيه، نظر للعساكر التي جاءت بصحبة محمد تقف عند باب غرفة أدهم فهي جناية قتل اولا واخرا يحادثهم: - خلوا بالكوا منوا ابتسم أحدهم يحرك رأسه إيجابا يتمتم بهدوء: - ما تقلقش حضرتك. حرك رأسه إيجابا ينظر للفراغ لتتبدل نظراته الي أخري سوداء قاتمة، تحرك الي سيارته سريعا يشق الطريق إلي العنوان الذي اُرسل إليه، لا يفكر سوي في الإنتقام... علي صعيد آخر في الطريق بينما يوصل خالد مايا، دق هاتفه برقم محمد صديقه ليفتح الخط سريعا يسأله: - ايوة يا محمد حصل جديد غمغم محمد سريعا بتلهف: - ايوة يا خالد عرفنا نوصل لعنوان الواد، أنا في طريقي لبيته ومعايا قوة... تنهد خالد بارتياح يتمتم سريعا:. - طب ابعتلي العنوان وأنا هوصل مايا واحصلك أغلق خالد الخط يبتسم متوعدا، يعد بأن يلقن من فعل ذلك درسا لا ينسي. أوقف حمزة سيارته عند مفترق طرق، الطريق القادم ضيق للغاية لن يسع لسيارته، نزل منها يضع مسدسه في جيب سرواله، تحرك ناحية العنوان، يبحث بين أرقام العمارات المتهدمة القديمة عن رقم العمارة الذي أرسل له إلي أن وجدته، قدحت عينيه شرا ينزل درجات السلم، حسب الوصف، الفتي يعيش في شقة صغيرة في بدروم تلك العمارة المتهدمة، تحركت قدميه ناحية البدروم، ليقابله باب أزرق، اخرج سلاحه يشد أجزائه، حرك بيده الباب ليفتح بسهولة، تحرك للداخل خطوة اثنتين ثلاثة ليقف متسمرا مكانه حين رأي ذلك الفتي ملقا أرضا مقتول بطلق ناري في رأسه، شلت الصدمة جسده للحظات، قبل أن يدوي صوت صافرات سيارات الشرطة، وتتسارع الأقدام تأتي ناحيته... حمزة ارمي السلاح من ايدك، ايه اللي أنت هببته دا نظر جواره ليجد محمد يقف هناك عند باب الغرفة ينظر له فزعا، لتخرج من بين شفتيه ضحكة عالية لم يظن يوما انه سيقع في ذلك الفخ الساذج ابدا حركت رأسه يتمتم ساخرا: - ما يقع الا الشاطر فعلا، برافو يا حمزة وقف محمد عاجزا لا يعرف ما يفعل أمام جثة وحمزة يقف بمسك بمسدسه، والكثير من الشهود من الجيران والعساكر معه، يقرون بواقعة أن حمزة هو من قتل ذلك الفتي. تنهد محمد حائرا ليقترب من حمزة يهمس لها متألما: - أنا آسف يا حمزة بس إنت مقبوض عليك بتهمة قتل ابتسم حمزة ابتسامة بلا حياة يمد يده لمحمد ابتلع الأخير لعابه مرتبكا ليخرج الأصفاد من جيبه يطوق بها رسغي حمزة، في تلك اللحظة سمعا صوت خالد يصيح مذهولا: - في ايه، ايه اللي حصل - أنت حمار **** يخربيتك ايه اللي خلاك تخدرها - يا عم ما هي كانت عمالة ترفس وتخربش بضوافرها بص ايدي عاملة إزاي. - يا غبي حاول تفوقها يلا ما ينفعش يغمي عليها... الكثير والكثير من الجمل تقتحم عقلها دون سابق إنذار، ليغزو أنفها فجاءة رائحة قوية حادة تطرق عقلها بعنف، حركت رأسها نفيا علها تبعد تلك الرائحة التي تصر بعنف علي طرق ثنايا عقلها النائمة، تأوهت بصوت منخفض ترفع يدها تضعها علي رأسها لتسمع صوت ساخر يردد من جوارها: - أهي البرنسيسة صحيت أهي. كانت جملته إشارة الخطر التي ايقظت عقلها فجاءة، فتحت عينيها سريعا تنظر حولها لتجد نفسها داخل سيارة تجلس في المنتصف بين رجلين ضخام الجثة، لا يُري منهم سوي العينين وجههم بالكامل ملثم، شهقت حين تذكرت جاسر وما فعلوه بقي لتلهب عينيها غضبا، لا تعرف لما ولكنها حقا لا تشعر بالخوف بل بالغضب، صرخت بشراسة لتحاول بعنف ضرب الرجل الجالس بجوارها بكفيها، تصرخ فيه:. - جاسر يا حيوانات، أنا هوديكوا في ستين داهية، بابا هيموتكوا، لاء هيدفنكوا عيشين، هتتمنوا الموت من اللي هيعمله فيكوا اندفع الرجل الآخر يمسك بيديها ليصفعها التي كانت تضربه علي وجهها بعنف، صفعة قوية قاسية جعلت شفتيها تتشقق وتنساب منها الدماء نظرت له بشراسة لتبصق في وجهه، كاد الرجل أن يصفعها مرة أخري حين صدح صوت السائق يصيح فيهم غاضبا: - في عربية ورانا. التفت الرجلين ينظران للخلف ليجدا سيارة سوداء ضخمة تلحق بهما، صاح احد الرجلين في السائق: - سيب الطريق وانزل في الصحرا حرك السائق رأسه إيجابا سريعا لينحرف بمقود السيارة بعنف لتبتعد عن الطريق بعنف تغوض داخل الصحراء، والسيارة السوداء الضخمة تسرع خلفهم توسعت ابتسامة لينا تنظر للرجلين بحقد ابتسمت تتمتم متشفية: - مش قولتلكوا هيخليكوا تتمنوا الموت قبض أحد الرجلين علي خصلات شعرها بعنف يصرخ فيها:. - اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تنظر للرجل بتشفي، أسرعت السيارة السوداء بعنف كبير، تسير حذاهم، لتتوسع عيني لينا في دهشة حين رأت من في السيارة جاسر ومعه معاذ!، تسمع صوت الرجل يصرخ في السائق: - ما تخليهمش يقفلوا عليك، اخبط العربية حاول تبعدها. بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ، لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا: - أنت بتعمل ايه يا مجنون؟ لينا في العربية... الفصل الثاني والثمانون بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ، لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا: - أنت بتعمل ايه يا مجنون؟ لينا في العربية... ابتسم معاذ ابتسامة واسعة قاتمة التف برأسه ناحية لينا يغمزها بطرف عينيه لتتوسع عينيها في دهشة ماذا سيفعل، دهس معاذ المكابح بعنف لتنطلق السيارة بقوة كبيرة سبق سيارة الخاطفين، ليقف بسيارته بالعرض أمامهم يجبر السائق علي التوقف، وبالفعل توقفت السيارة نزل السائق اولا يحمل في يده مسدس، لينزل معاذ سريعا، في اقل من لحظة رصاصة خرجت من فوهة مسدس الأخير ليسقط السائق ارضا يصرخ من ألم تلك الرصاصة التي استقرت بساقه، في تلك اللحظة نزل أحد الرجلين يلف ذراعه حول عنق لينا يوجه مسدس ناحية رأسها مباشرة يصيح في صديقه:. - أنت مستني ايه خلص عليهم، خلينا ناخدها ونغور... تحرك جاسر منحني الظهر ينزل من باب السيارة الآخر حتي لا يراه اي منهم، في تبادل الرصاص بين معاذ والرجل الآخر، رفع جاسر رأسه ببطئ يحاول تحديد مكان الرجل الآخر، ليهب فجاءة يطلق عدة رصاصات ناحيته مباشرة اصابت أحدها صدره ليسقط أرضا، لم يبقي سوي لينا وذلك الرجل الذي يقيد حركتها، خرج جاسر من مكانه، يتحرك ناحيتهم ببطئ يمسك بسلاح في يسراه يمناه يلتف حولها قطعة من قميصه الممزق، شدد الرجل ذراعه حول عنق لينا يصرخ في جاسر بشراسة:. - اللي هيقرب خطوة واحدة هفجر دماغها انتوا فاهمين، ارموا المسدسات، ارموها نظر معاذ لجاسر ليلقي كل منهما سلاحه ارضا أمامه، توسعت عيني لينا فزعا تحركها نفيا تصيح فيهم: - انتوا بتعملوا ايه، اضربوا عليه تأوهت متألمة حين جذب الرجل خصلات شعرها يصيح فيها متهكما: - اخرسي يا بت، وبعدين يضربوا عليا نار، الرصاص هيجي فيكي يا مزة. توسعت عينيها علي آخرهما وعقلها يأخذها لذكري بعيدة، بعيدة جدااا، منذ سنوات طوال في عيد ميلادها العاشر تقريبا، تلك الطفلة الصغيرة في غرفتها ترتدي فستان جميل اشبه بفستان اميرات الحكايات القديمة، وتاج صغير فوق رأسه تقف فوق فراشها تعقد ذراعيها أمام صدرها ترفض النزول لحفلة عيد ميلادها، تنهد زيدان متعجبا من رفضها يسألها متعجبا: - يا لوليتا دا عيد ميلادك يعني ايه مش عايزة تنزلي، يا حبيبتي ما ينفعش. اشاحت بوجهها بعيدا تحرك رأسها نفيا تتمتم حانقة: - مش هنزل يعني مش هنزل، كلهم هيبقوا معاهم ماما بتاعتهم وأنا ماما سابتني وسافرت، أنا مش هحب ماما ومش هكلمها تاني ابداا ضحك زيدان رغما عنه يحاول أن يسترضيها ليغمغم مبتسما: - طب مش عايزة تعرفي الهدية اللي جبتهالك حركت رأسها نفيا بعنف ليدخل خالد الي الغرفة في تلك اللحظات نظر لهم يتمتم متعجبا: - ايه يا لينا اللي موفقك كدة، وما نزلتيش ليه. ابتسم زيدان تنهد يردف يآسا: - لينا رافضة تنزل، عشان ماما سافرت ومش هتحضر معاها عيد ميلادها نظر خالد لابنته ليضحك يآسا ابنته العنيدة ذات الرأس الصلبة تشبهة تماما، ربت علي كتف زيدان الذي بات الآن فتي في الثامنة عشر من عمره يغمغم بهدوء: - طب انزل شوف الدنيا تحت وأنا هجيب لينا واجي حرك رأسه إيجابا ليتحرك ويخرج من الغرفة، ليتحرك خالد يجلس علي فراش ابنته يغمغم مبتسما:. - ينفع نعمل عيد ميلاد لينا من غير ما لينا تكون موجودة، اقعدي يا حبيبتي جلست جوار أبيها تعقد ذراعيها تنظر بعيدا ليضحك خالد رغما عنه يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح: - يا ست المقموصة، ماما كان لازم تسافر، انتي عارفة ماما بتحبك قد إيه، صح، بس لو ما كنتش سافرت كانت هتزعل وتقعد تعيط، يرضيكي ماما تزعل اخفضت الصغيرة رأسها أرضا تحركها نفيا لتتساقط بعض الدموع من مقلتيها تهمس في حزن:. - بس ماما وحشتني، هي كانت بتقف جنبي وأنا بنفخ في الشمع كل مرة بسط يده برفق أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه يغمغم مبتسما بمرح: - زي القطط تاكلي وتنكري، ما أنا ببقي جنبك انتي وماما، هنوقف الواد زيدان المرة دي مكان ماما، واوعدك لما ماما ترجع هعملك عيد ميلاد تاني ايه رايك توسعت ابتسامتها البريئة تحرك رأسها إيجابا سريعا ليحملها خالد علي ذراعه يتمتم ضاحكا:. - يلا يا برنسيس ننزل نطفي الشمع، جبتلك هدية حلوة اوي، وماما بعتتلك من لندن بيت باربي الكبير اللي كنتي عايزاه. صفقت الصغيرة فرحة، ليأخذها خالد وينزل لأسفل، وسط جموع العائلة التي جاءت لحضور حفل مدللة أبيها الوحيدة، طاولة كبيرة في منتصفها كعكة كبيرة للغاية طُبع عليها صورة لينا يحوطها الكثير من الحلوي بمختلف أنواعها، وقفت لينا عند رأس الطاولة فوق مقعد جوارها والدها من ناحية وزيدان من الناحية الأخري والباقي يلتف الطاولة يغنون احدي أغاني عيد الميلاد، ينظر زيدان لها يبتسم ابتسامة واسعة سعيدة، صدح صوت خالد يحادث منظمي الحفل:. - اطفوا النار يلا عشان تتطفي الشمع بدأت الاضاءة تخبو، شيئا الي ان اظلم المكان تماما لم تعد هناك إضاءة سوي أنوار الشموع مالت لينا برأسها لتطفئ شمعات عيد ميلادها، واحدة الثانية الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة، السابعة، وقبل أن تطفئ الثامنة صدحت صرختها العالية، صرخة جعلت الجميع يصيح وبدأ خالد يصرخ فيهم أن يشعلوا الاضواء، يحرك يديه بعنف يبحث عن ابنته التي كانت تقف جواره قبل لحظات. حين عادت الإضاءة، شخصت عيني خالد فزعا حين رأي رحاب تحمل ابنته توجه سكين ناحية رقبتها مباشرة تبتسم ابتسامة واسعة مختلة تصيح بجنون: - مش قولتلك هحرق قلبك عليها، اللي هيقرب خطوة واحدة هقتلها أحمر وجه خالد من الغضب والخوف ينظر حوله الجميع يتراجع خوفا من أن تؤذي تلك المختلة الصغيرة، بينما صرخ خالد في حرسه: - ازاي دخلت أنا هوديكوا ورا الشمس صدحت صوت ضحكة رحاب العالية المختلة تتمتم ساخرة:. - أنت مشغل عندك شوية بهايم يا باشا، أنا مجرد ما قولتلهم اني تبع الخدامين اللي جايين لحفلة السنيورة دخلوني، شهور وأنا مستنية اليوم دا، واهو جه، هحرق قلبك يا خالد يا سويسي تحرك تلقائيا للامام يصرخ فيها: - رحاب، أنا قدامك اهو اعملي فيا اللي انتي عوزاه ابعدي عن البنت، هي مالهاش ذنب اشتعلت عيني رحاب غضبا لتصرخ بشراسة: - وبنتي أنا كان ليها ذنب، بنتك لازم تموت زي ما بنتي ماتت. قبض زيدان علي ذراع خالد قبل أن يتحرك حركة اخري وتؤذي رحاب لينا ليصدح صوت خالد عاليا: - هي بنتك لوحدك كانت بنتي أنا كمان، بنتي اللي قلبي اتحرق عليها، اللي يوم ما شوفتها كانت جثة، سيبي البنت يا رحاب توسعت ابتسامة رحاب المختلة تحرك رأسها نفيا ببطئ تتمتم متلذذة: - مش هسيبها يا خالد، هموتها، هحرق قلبك، هجننك زي ما أنا اتجننت - وليه انتي تموتيها، هموتها انا. صدحت تلك الجملة بهدوء تام من الواقف جوار خالد، لتتوسع أعين الجميع فزعا واولهم لينا التي نظرت له مذعورة تحرك رأسها نفيا تبكي بعنف **** صغيرة مرتعدة، أخرج زيدان مسدسه من جيب سرواله وفي اقل من لحظة كان صوت رصاص قوي يدوي في المكان، وصوت لينا تصرخ، صرخت رحاب بذعر لتلقي لينا من يدها ارضا، فاندفع خالد ناحيتها يقيد يديها وهرول زيدان ناحية لينا التي تكاد عينيها تخرج من مكانها من الفزع، تنظر لجسدها مذعورة ألم يقتلها زيدان للتو، انتشلها زيدان بعيدا عن رحاب وضعها علي أحد المقاعد يسألها فزعا:. - انتي كويسة حركت رأسها نفيا بعنف تنظر له مذعورة تتمتم بفزع: - انت قتلتني، دم فين الدم، ماما أنا عايزة ماما كانت آخر كلماتها قبل أن تفقد الوعي تلقائها بين أحضانه يمسح علي رأسها برفق، ينظر لخاله الذي يصرخ في الحرس غاضبا Back عادت من شرودها فجاءة علي صوت معاذ يصرخ في الرجل: - سيبها واحنا نسيبك تمشي حي علي رجليك. توترت حدقتي الرجل، ينظر للسائق الذي يجثو ارضا يصيح من ألم ساقه، حرك السائق رأسه إيجابا، ليعاود الرجل الآخر النظر لمعاذ وجاسر يصيح فيهم: - ماشي أنا موافق دوروا العربية وخلوا السواق يركب، وحطوا جثة مدبولي فيها، يلا لو عايزها تفضل عايشة. حرك معاذ رأسه إيجابا سريعا ليستقل سيارتهم يدير محرك السيارة، نزل منها وترك المحرك يعمل، ليستند السائق علي ساقه السليمة يجلس في مقعده، هرول سريعا يحمل جسد الرجل الآخر فتح باب السيارة الخلفي يضع جسده فيها يغلق الباب، مد الخاطف يده يفتح باب السيارة الخلفي المجاور له بحذر ينظر لهما، بينما لينا كانت في عالم آخر جسدها بارد يرتجف ذكريات متداخلة تمر في رأسها، نظرت ليد السائق التي تحاوط عنقها لتتذكر ما حدث قديما كيف كانت ولا زالت **** ضعيفة، اشتعلت عينيها في غضب، لتقطم باسنانها يده بعنف شديد، ترغب في تمزيق لحمه بين أسنانه قضمه عنيفة ليست بهينة إطلاقا، صرخ الرجل متآلما ليدفعها بعيدا عنه بعنف سقطت علي وجهها ارضا، ليلتقط جاسر مسدسه يحاول إطلاق النار، ولكن ذلك الرجل سبقه فقط بخطوة واحدة دخل الي السيارة التي انطلقت بهم مسرعة تشق الصحراء، اندفع جاسر يركض خلفهم يحاول أصابه عجلات السيارة ليجد المسدس قد فرع من الرصاصات، صرخ في غيظ ليلقي المسدس ارضا بعنف، عاد يهرول ناحية لينا الذي يحاول معاذ إسنادها لتقف أرضا، التقطها جاسر بين ذراعيه يعانقها بقوة يغمغم متلهفا:. - انتي كويسة يا حبيبتي، عملولك حاجة، حد فيهم اذاكي حركت رأسها نفيا تحاول التقاط أنفاسها تلهث بعنف، لحظات تحاول إستجماع شتات نفسها مما حدث قبل قليل، عادت تنظر لجاسر تسأله متعجبة: - أنت جيت ورايا ازاي، وازاي اتقابلت انت ومعاذ أصلا، ودراعك أنا شوفته بيضربك بالرصاص مسح علي رأسها برفق يغمغم لها بتروي: - هفهمك كل حاجة في العربية يلا نروح، كان المفروض نبلغ البوليس علي فكرة يا معاذ. تحرك مع شقيقته ليجلس جوارها علي الأريكة الخلفية في سيارة معاذ، بينما استقل معاذ مقعد السائق تحرك بالسيارة يخرج من الصحراء، نظرت لينا لجاسر تسأله بعينيها ليبارد معاذ قائلا:. - هقولك أنا يا لينا، أنا كنت جاي لولدك عشان اتفق معاه علي ميعاد كتب الكتاب، لما قربت شوفت جاسر بيقع علي الأرض وفي عربية بتجري بعيد، أنا عارف شكل جاسر من الصور اللي ورتهالي بس مش عارف مين اللي في العربية قربت بسرعة وهو قالي أنك انتي اللي اتخطفتي، الطلقة اللي في دراع جاسر رش علي فكرة فمش خطيرة، ركب معايا وحاولنا نلحقكوا، والحمد *** انتي بخير. ابتسمت لينا لجاسر ابتسامة صغيرة شاحبة لتريح رأسها علي صدره رفع يده السليمة يحركها علي شعرها برفق ينظر لمعاذ في شك يغمغم: - مش غريبة شوية أن يكون معاك مسدسين مرخصين مش مسدس واحد ابتسم معاذ في هدوء يرفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة: - لا أبدا واحد منهم بتاع والدي **** يرحمه أنا ما كنتش بستخدمه خالص، بس محتفظ بيه كذكري والحمد *** أنه كان شغال. حرك جاسر رأسه لم تتبدل نظرات عينيه المتشككة فقط ضحك باصفرار يتمتم: - والبوليس أنا قولتلك بدل المرة عشرة اتصل بيه لأن موبايلي وقع اتكسر، وما اتصلتش نظر معاذ لجاسر من خلال مرأه السيارة الامامية بدهشة تجلت علي قسماته يتمتم مذهولا: - أنت ما اتصلتش أنا افتكرتك بتقول أنا اتصلت بالبوليس ما خدتش باللي خالص و****. حرك جاسر رأسه إيجابا ينظر لمعاذ يحاول الابتسام، ليقابله الأخير بابتسامة واسعة، ليتمتم جاسر في نفسه قلقا: - الواد دا نظراته مريبة ومش مريح ابداا! في أحدي الأقسام التابعة للمنطقة التي عُثر فيها علي جثة القتيل، يتحرك خالد أمام غرفة التحقيق ذهابا وإيابا يكاد يحرق الأرض تحت أقدامه وقف فجاءة أمام محمد يصيح فيه قلقا: - أنا اخويا ما قتلش أكيد في حاجة غلط حرك محمد رأسه إيجابا سريعا ليهب واقفا جوار صديقه يربت علي كتفه يحاول تهدئته: - أكيد طبعا يا خالد اهدي بس وكل حاجة هتبان. في داخل الغرفة وقف حمزة أمام مكتب الضابط الذي يُجري له التحقيق حمحم الضابط يهتف محتدا: - أستاذ حمزة كونك اخو سيادة اللوا خالد باشا السويسي دا علي عيني وراسي بس أنت هنا متهم ودي جريمة قتل مش سرقة موبايل، س: ممكن اعرف سبب وجودك في مكان الحادثة ابتسم حمزة بهدوء يخرج هاتفه من جيب سرواله يضعه علي المكتب امام الضابط يتمتم مبتسما في هدوء: - الرسالة قدامك اهي هتعرفك أنا ايه وداني هناك. التقط الضابط الهاتف ينظر لمحتوي الرسالة للحظات قبل أن يرفع رأسه لحمزة يغمغم ساخرا: - قصدك أنه فخ وحد حاول يوقعك، بس الشهود قالوا انك كنت ماسك مسدس كاتم للصوت اما البوليس دخل، يعني أنت متلبس ابتسم حمزة في هدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم متهكما: - هو علميا أنا فعلا متلبس، بشهادة الشهود... انما الحقيقة أنا خزنة مسدسي كاملة ما ضربتش منها رصاصة واحدة... ابتسم الضابط ابتسامة صفراء يحرك رأسه إيجابا يتمتم:. - علي العموم أنت هتفضل مشرف معانا لحد ما تقرير الطب الشرعي يطلع.. دق باب المكتب في تلك اللحظات، ليدخل العكسري ادي التحية للضابط يردف: - خالد باشا برة يا افندم، وعايز يدخل حرك الضابط رأسه إيجابا ليتحرك العسكري خرج ليدخل خالد بعد لحظات وقف الضابط يصافحه يتمتم مبتسما: - باشا نورت المكتب رسم خالد ابتسامة زائفة على شفتيه يصافح الواقف أمامه تنهد يغمغم قلقا: - متشكر، وصلتوا ايه تقرير الطب الشرعي جه. حرك الضابط رأسه نفيا يتمتم سريعا: - لسه يا باشا و****، دلوقتي أستاذ حمزة لازم يفضل معانا لحد ما التقرير يظهر وساعتها نقرر... تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا يمسح وجهه بكفه بعنف، ليصدح صوت الضابط ينادي العسكري الواقف خارجا، لحظات ودخل ليغمغم الضابط: - خد أستاذ حمزة الحجز رفع خالد وجهه ينظر للواقف أمامه نظرات حادة مشتعلة، ليقبض علي يد حمزة الواقف جواره يغمغم مبتسما في قتامة:. - حمزة مش هينزل الحجز، اعتبره في عهدتي لحد ما التقرير يجي، ولو هو القاتل أنا بايدي اللي هسلمه، مش هخرج بيه من القسم، عن إذنك يا اسمك ايه... نظر خالد للعارضة الخشبية الصغيرة علي سطح مكتبه، ليعاود النظر للضابط يتمتم مبتسما: - عن إذنك يا مصطفي باشا. قبض خالد علي يد حمزة يخرج به من الغرفة حيث محمد الذي ينتظرهم خارجا تحرك خالد يقبض علي يد حمزة يتحرك به ناحية احدي الغرف وقف أمامها ينظر للعسكري الواقف أمامها: - حاتم باشا جوا يا إبني اوما العسكري بالإيجاب ليردف خالد: - قوله خالد السويسي. غاب الفتي للحظات قبل أن يخرج يفسح لهم الطريق، دخل خالد يقبض علي يد حمزة كأنه **** الصغير الخائف عليه من أن يتوه في الزحام، الي الداخل توجه به وقف حاتم يبتسم فتح ذراعيه يغمغم ضاحكا: - صديق الزملاه القديم واحشني و**** يا كبير ضحك خالد يتمتم متهكما وهو يحتضن صديقه: - حاتم عدنان يا سرسجي يا قديم ما فيش وسط يا إبني. بعد عناق حار بين الأصدقاء، امسك خالد يد حاتم يبتعد به عن أخيه ومحمد الواقف ينظر لهم مبتسما، تنهد يشرح له الوضع ليهمس له بصوت خفيض: - أنا لازم اروح اشوف تقرير الطب الشرعي، خايف لاحد يلعب فيه عشان يلبسها لحمزة، حمزة مش هينفع ينزل الحجز، أنا خايف للي عمل كدة يبعت حد يآذيه في الحجز... ابتسم حاتم يربت علي كتف صديقه يغمغم مترفقا: - روح وما تقلقش. ابتسم خالد لصديقه ممتنا ليتحرك سريعا ناحية محمد يغمغم له علي عجل: - تعالا معايا يا محمد، حمزة ما تتحركش من هنا مهما حصل تحرك خالد يهرول للخارج ومن خلفه محمد ليتهاوي حمزة علي الأريكة يبتسم ساخرا من أفعال أخيه الغريبة هل يظنه طفلا، نظر ناحية ذلك الحاتم حين سأله مبتسما: - تحب حضرتك تشرب حاجة نفي برأسه ينظر للأمام يفكر في كل ما حدث. علي صعيد آخر في فيلا جاسم الشريف، ارتمت مايا بين أحضان لينا تبكي بلا توقف، ولينا فقط تحاول أن تهدئها: - يا حبيبتي أدهم هيبقي كويس و****، الدكتور دا شكله ما بيفهمش حاجة، طب ايه رأيك أنا أعرف دكتور شاطر جداا، هكلمه يتابع حالة أدهم وهيطمنا ما تقلقيش. رفعت مايا وجهها تنظر للينا متلهفة تتوسلها بعينيها أن يكن ما تقوله صحيحا لتحرك لينا رأسها إيجابا، تؤكد لها ما تقول تمسح دموعها برفق، في اللحظات التالية كان يدق جرس الباب، توجهت احدي الخادمات تفتح الباب لتشهق فزعة ما أن رأت ذلك المشهد أمامها، هبت لينا واقفة تنظر للثلاثة الذين دخلوا توا بذعر: - انتوا ايه اللي عمل فيكوا كدة تحركت لينا تسند جاسر الي اقرب اريكة نظرت لوالدتها تغمغم متلهفة:. - مش وقته يا ماما، جاسر دخل في دراعه طلقة، اللي هي رش دي، هتعرفي تخرجيها ولا نكلم دكتور حركت رأسها إيجابا سريعا لتهرول تجلب حقيبة يدها التي نادرا ما تستخدم ما فيها، الطلقة لم تكن عميقة فأخرجتها ببساطة عقمت جرح ذراعه، ولفته جسدا بالشاش الأبيض... لتقترب من ابنتها تمسح الدماء المجلطة علي جرح شفتيها تستلهم قلقة: - في أيه، ايه اللي حصل لكوا. شرحت لينا بإيجاز لوالدتها ما حصل، لتشهق الأخيرة مذعورة ابنتها كانت علي وشك الاختطاف، صدح صوت جاسم في تلك اللحظات يتمتم متهكما: - اقطع دراعي لو ما كنش خالد هو اللي عامل الفيلم دا كله عشان يجبرك ترجعيله حركت لينا السويسي رأسها بعنف تتمتم سريعا: - لاء يا جدو مش بابا أنا واثقة من دا، اللي عمل كدة كان عايز يقتلني ومستحيل بابا يبعت حد يقتلني تحرك جاسم يجلس جوار ابنته ينظر لحفيدته يغمغم محتدا:. - يبقي حد من أعدائه ما انتي ابوكي ليه اعداء في كل حتة، كنتي هتموتي بسببه تنهدت لينا وابنتها يآستان من المستحيل أن يتوقف جاسم عن كرهه لخالد، حمحم معاذ في تلك اللحظات بحرج يتمتم متوترا: - حمد *** علي سلامتك يا لينا هستأذن أنا بقي، عن اذنكوا التفت ليغادر لتصيح لينا باسمه سريعا: - استني يا معاذ، أنت مش هتمشي قبل ما بابا يجي ونقوله علي كل اللي حصل. التفت معاذ لها يبتسم مرتبكا ليحرك رأسه إيجابا، عاد لمقعده يجلس عليه، لتأخذ لينا هاتف والدتها سريعا تحاول الاتصال بوالدها. علي صعيد آخر بعيد كثيرا عن سابقه، في غرفة صغيرة تطل شرفتها علي أمواج البحر المتلاطمة، جلست علي مقعد خشاب قديم تستند بيمناه الي اطار الشرفة تنظر من خلالها لمشهد أمواج البحر وهي تصارع بعضها بعضا، تتذكر وتتذكر وتتذكر كل ما مر بها، ادمعت عينيها ينساب لؤلؤ حدقتيها يسقي خديها، خرجت من شرودها علي صوت يردف من جوارها معاتبا: - بردوا عملتي اللي في دماغك وقولتيله أنك سقطتي الجنين. مسحت سهيلة دموعها المتساقطة براحة يدها تنظر للسيدة حورية تغمغم بصوت ثقيل مختنق: - صدقيني لا أنا ولا اللي في بطني نفرق معاه، انتي مش عارفة حاجة جلست حورية علي المقعد أمام سهيلة ابتسمت تربت علي ساقها تتمتم مترفقة: - أنا عارفة جاسر اكتر مما تتصوري وعارفة أنه مستحيل يستقوي علي واحدة ست، وشوفت فرحته بيكي في عينيه لما جيتوا هنا اول مرة، جاسر طيب والطيب ما يأذيش أكيد في حاجة غلط حصلت. حركت سهيلة رأسها نفيا بعنف تشيح بوجهها ناحية النافذة تغمغم مختنقة: - حصلت بقي ما حصلتش خلاص احنا كل اللي بينا انتهي، أنا بقيت ما بكرهش في حياتي حد قده، علي قد ما حبيتش في حياتي حد قده التفتت سريعا ناحية حورية تمسك بيديها تتوسلها راجية: - انتي حلفتيلي أنك مش هتقوليله إني عندك صح ابتسمت حورية حزينة مشفقة علي حالها وحال جاسر ولدها الذي لم تحمل به تنهدت تحرك رأسها إيجابا تربت علي يد سهيلة:. - صح يا بنتي قومي يلا ناكل لقمة، انتي ما كلتيش حاجة من ساعة ما جيتي عشان خاطر اللي في بطنك حتي جذبت حورية يد سهيلة تتحرك بها ناحية صالة المنزل الصغيرة، جلست جوارها ارضا حول طاولة من الخشب ذات أقدام قصيرة للغاية، ارتص عليها وجبة فاخرة من المأكولات البحرية، مدت سهيلة يدها تلتقط معلقة ارز صغيرة تضعها في فمها لتنهمر دموعها بعنف تدوي في رأسها جملته وهو يغمغم. « احلي طبق رز صيادية لاحلي سهيلة في الدنيا، الحساب يا افندم عشرين بوسة ويا ريت يبقي فيه تبس للطباخ الغلبان » انفجرت دموعها تبكي بحرقة لتحاوطها حرية تضمها لأحضانها برفق تحاول فقط أن تهدئها. في غرفة مكتب حاتم مرت ساعة تقريبا قبل ان يُفتح الباب فجاءة بعنف ودخل خالد إلي الغرفة هرول ناحية أخيه يعانقه بقوة يشدد عليه بين أحضانه يهمس بصوت خفيض شبه باكي: - الحمد *** يا رب، الحمد *** أبعد حمزة عنه ينظر له بابتسامة واسعة تشق شفتيه تنهد يغمغم بارتياح:. - الحمد *** تقرير الطب الشرعي أثبت الرصاص اللي في جسمه مختلف عن الرصاص اللي في مسدسك، وإن وقت الوفاة حوالي الساعة 12 والوقت دا احنا كنا في المستشفى اصلا، جبت شهادة الدكتور والممرضات وكاميرات مراقبة المستشفي، كل الادلة اللي تثبت أنك بعيد، والحمد *** إنت برة الجريمة دي كلها... عاد يعانق أخيه من جديد يكاد يبكي من الفرح منذ ساعة فقط كاد يموت ذعرا من أن يكون هو المتورط في جريمة القتل، انهيا سريعا الأوراق لخروجه ليودع خالد محمد، استقل هو وحمزة سيارته، اراح حمزة رأسه للخلف يغمض عينيه ليغمغم خالد برفق: - ارتاح علي ما نوصل، اليوم كان صعب أوي فتح حمزة عينيه يبتسم ابتسامة ذبيحة متألمة يغمغم: - ارتاح وابني بين الحياة والموت، والخيط الوحيد اتقتل. مسح خالد وجهه بكف يده كور قبضته يشد عليها بعنف قلبه بل جسده بالكامل أشتعل غضبا فقط لو يضع يده علي من يفعل ذلك شد علي أسنانه يغمغم متوعدا: - احنا بندور ورا الرقم اللي بعتلك الرسالة ما تشلش هم، أنا بعت حراسة كبيرة عند أدهم... دق هاتفه يمنعه من ان يكمل ما كان يقول نظر للاسم ليجد اسم لينا زوجته تسارعت دقات قلبه قلقا في حقيقة الأمر، خائفا من أن يكون أصابها مكروة، فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه سريعا يغمغم متلهفا: - ايوة يا لينا انتي كويسة قطب جينيه متعجبا حين سمع صوت ابنته تطلب منه الحضور في الحال، تنهد يغمغم سريعا: - أنا في طريقي ليكوا كدة كدة دقائق وهكون عندكوا. اغلق معها الخط ليضع المكابح بعنف يزيد سرعة الزيادة، دقائق وكان أمام منزل جاسم نزل من السيارة يتبعه حمزة الي الداخل دق باب المنزل لتفتح ابنته له قطب جبينه قلقا ينظر لجرح شفتيها المتورم: - انتي كويسة ايه اللي حصل ادخل يا بابا بس الأول، غمغمت بها لينا تبتسم في هدوء، ليدخل خالد خلفه حمزة، وقعت عيني خالد علي معاذ الجالس علي أحد المقاعد يبتسم في بلاهة ليصيح محتدا: - ايه اللي جاب الواد دا هنا. لتقع عينيه في اللحظة التالية علي جاسر الذي يجلس علي الاريكة ذراعه عاري يلتف بالضدمات، لينا زوجته تجلس جواره تطعمه في فمه ليصيح غاضبا: - ودا قاعد كدة ليه ودراعه ماله، وانتي بتأكليه ليه هو اتشل لم تنظر ناحية زوجها الغاضب ولو لمحة خاطفة فقط اكملت ما كانت تفعل في هدوء تام، لتمسك لينا بيد والدها جلست جواره تقص عليه ما حدث، احتقنت عينيه بلهيب مستعر هب واقفا يصيح بجنون:. - يعني ايه اتخطفتي من عند الفيلا والبهايم اللي هناك واقفين يعملوا ايه... وقفت لينا أمام والدها تغمغم سريعا: - يا بابا بقول لحضرتك أنا طلعت اجري ورا جاسر وكنت بعيدة جداا عن الفيلا، فطبيعي هما ما شافونيش تحرك خالد يلتف حول نفسه يكاد رأسه ينفجر من يلف الحبال عليه بتلك الطريقة من يحاول إيذاء عائلته كاملة، وقف أمام احدي المقاعد يشد بيديه علي خشب المقعد يتنفس بعنف يصرخ داخل نفسه:. - اهدا يا خالد، اهدا، هتلاقيهم و*** لهلاقيهم، بس احطي ايدي عليهم، دلوقتي الأهم فالمهم رفع وجهه ينظر لهم جميعا وخاصة لجاسم الذي ينظر له يبتسم ساخرا متشفيا، حرك رأسه إيجابا يرتب ما سيفعل داخل رأسه، ليصدح بصوت حاد:. - طيب واضح أن اللي بيعمل كدة عايز يأذيني أنا، فبيدور علي اغلي ما عندي ويضربه وعشان أنا ما عنديش اي استعداد اخسر حد فيكوا، من هنا ورايح هنعيش كلنا في البيت بتاعي الكبير، وهزود الحراسة علي الفيلا والعربيات ما حدش هيخرج من باب البيت غير لما يكون معاه عربيتن حرس ويفضل ما حدش يخرج الفترة الجاية لحد ما اوصل للي عمل كدة، يلا كلكوا علي العربيات. حركت لينا رأسها إيجابا تري فكرة ابيها حقا صائبة في الظرف الحالي، تحركت تسند جاسر الي الخارج، لتتحرك مايا تلحق بهم، معاذ خرج خلف لينا مباشرة، ليبقي جاسم ولينا ابنته، وحمزة وبالطبع خالد، نظر خالد لجاسم يتمتم ساخرا: - أنا ما سمعتش أنا قولت ايه، أنت آه مش من ضمن الغاليين عندي، بس لو حصلك حاجة لينا هتزعل وأنا ما احبش ازعل مراتي ضحك جاسم عاليا متهكما يضع ساقا فوق أخري يتمتم ساخرا:. - كفي نفسك يا حبيبي أنا اعرف احمي نفسي وبنتي كويس اوي زفر خالد حانقا يمسح وجهه بكف يده نظر ناحية أخيه يتمتم مبتسما: - حمزة معلش هتعبك، خد الراجل دا معاك في اي عربية ابتسم حمزة في هدوء خبيث يحرك رأسه ايجايا بينما احتقن وجه جاسم غاضبا يصيح فيهم: - أنت اتجننت إنت واخوك ولا ايه، دا أنا اوديكوا في ستين داهية لو حد قرب بس مني. بهدوء تام تحرك حمزة متجها ناحية جاسم جذبه من ذراعه ليقف بعنف، شهقت لينا غاضبة مما فعلت كادت ان تندفع ناحية أبيها لتشعر بخالد يلف ذراعه حول خصرها من الخلف يثبتها داخل أحضانه يصيح في أخيه: - يلا يا حمزة حرفيا حمل حمزة جاسم بجهد شاق إلي السيارة والأخير يصرخ فيه أن يتركه، حاولت لينا بعنف دفع خالد بعيدا عنها تصرخ فيه بشراسة:. - أبعد عني بقولك ابعد أنا مش هروح معاك في حتة أنت فاهم أنا عندي اموت ولا إني افضل اعيش معاك تاني تحت سقف واحد لف جسدها عنوة ليواجه وجهها وجهه ثبتها بذراعه يبتسم في عشق يغمغم بوله: - وحشتيني أوي، لولا المصايب اللي كنت فيها طول النهار، كنت جتلك جري، ياااه يا لينا حاسس إني ما شوفتكيش بقالي سنين نظرت له حاقدة لتحاول بعنف تضرب قبضتيها في صدره تصرخ بشراسة:. - ابعد عني بقولك ابعد خلي عندك دم، أنا ما بقتش طيقاك خلاص ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيه، ليميل فجاءة يحملها عنوة بين ذراعيه يتحرك بها للخارج وهي تصرخ بين ذراعيه تركل بساقيها: - نزلني يا حيوان أنت اتجننت بقولك نزلني، اللي أنت بتعمله دا اسمه خطف وأنا هوديك في ستين داهية، نزلني بقولك يا نااااس الحقوني، حد يلحقني، الحقووووووووني. ضحك خالد عاليا ليتحرك بها ناحية السيارة، تحرك حمزة سريعا يفتح باب السيارة الخلفي لينحني خالد يضعها في السيارة يجلس جوارها سريعا، حاولت فتح الباب الآخر ليمسك بها خالد سريعا يكبلها بذراعيه بين أحضانه وهي تصرخ بشراسة تحاول دفعه وخدشه بأظافرها والسيارة تنطلق بهم، تمكنت من امساك كف يده بأسنانها تضعه بعنف ليصيح متألما: - اه يا بنت العضاضة... نزلني بقولك نزلني يا حيوان، بابا انت قاعد ساكت ليه كدة، صرخت بها لينا بغيظ ليبتسم جاسر متوترا لا يعرف ما يقوله هل يخبرها أن ذلك المختل الجالس جواره شقيقه زوجها المختل يمسك في يده مسدس، يحذره من أن ينطق بحرف، وجاسم خير من يعرف إياد الكامن داخل حمزة حاولت لينا مرة اخري فتح باب السيارة ليجذبها خالد ناحيته ارتطمت في صدره بعنف توسعت عينيها تشهق مصدومة حين سمعته يهمس في عبث:. - اقسم ب**** لو ما بطلتي جنان ما هيهمني إن ابوكي واخويا قاعدين قدام وهقولك طريقة عمل البسبوسة يا بسبوسة توسعت عينيها علي آخرهما تنظر له مذهولة في فزع حركت رأسها إيجابا رغما عنها لتتوسع ابتسامته الخبيثة يلاعب لها حاجييه عبثا. الفصل الثالث والثمانون حين وصلت السيارات الي المنزل أخيرا كان الليل قد بدأ يسدل استاره تغطي العتمة المكان بعد يوم شاق طووويل متعب، الجميع لا يرغب سوي في النوم، الراحة القصيرة بعد كل ما حدث، وقفت السيارات في حديقة الفيلا نزل خالد أولا يسرع في خطاه ناحية الحرس يصيح فيهم بعدم السماح لأي مخلوق بالاقتراب حتي من باب المنزل، عاد إدراجه إلي حيث تقف السيارات ليجد ذلك المعاذ يقف بسيارته خرجت لينا بصحبة مايا وجاسر، نظر خالد لمعاذ يرميه بنظرات حادة قاتمة، كتف ذراعيه أمام صدره ابتسم يغمغم ساخرا:. - تعباناك يا دكتور النهاردة اعتقد محتاج تروح تستريح ولا ايه ابتلع معاذ لعابه في جرح من كلمات خالد الساخرة رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا حمحم يتمتم مرتبكا: - ااه اكيد طبعا، هبقي اكلم حضرتك وقت تاني، مع السلامة، سلام يا لينا، ابقي طمنيني عليكي. وجه جملته الأخيرة ناحية لينا لتبتسم له تحرك رأسها إيجابا، عاد معاذ لسيارته يغادر بها المكان بأكمله، نظر حمزة لجاسم يبتسم في شر يشير له بعينيه لباب السيارة المجاور له، ابتلع جاسم لعابه خائفا يحرك رأسه إيجابا رغما عنه، فتح باب السيارة المجاور له ينزل منها في هدوء تام، لتتوسع عيني لينا في دهشة مما يحدث، نزل حمزة هو الآخر لتراه يتجه ناحية والدها شبك ذراع في ذراعه والدها يتحركان نحو المنزل، مال حمزة علي إذن والدها يهمس له بكلمات لم تسمعها ولكنها رأت حمزة وهو يبتسم ابتسامة واسعة، في الحقيقة كان حمزة يهمس لجاسم بشر. « ايوة كدة احبك وأنت مطيع، دلوقتي تطلع علي اوضتك وتبعد عن أوضة اخويا، ومالكش دعوة بلينا الليلة دي خالص، والا إنت عارف ». بهت وجه جاسم يحرك رأسه إيجابا سريعا، لتقطب لينا جبينها متعجبة فيما يتحدث مع والدها وعلي ما هو موافق لتلك الدرجة، الجميع يتحرك للداخل الا هي لازالت تجلس في السيارة ترفض التحرك من مكانها دمائها تغلي تفور من الغيظ ها هو يثبت لها أنه قادر علي فرض هيمنته عليها دون جهد يذكر يحملها كأنها لعبة صغيرة رغما عنها يأتي بها، وكأنه لم يفعل شيئا لم يتزوج عليها قبل أيام، لم يقتل انوثتها بسكين خيانته المسموم اشتعلت أنفاسها غضبا، اجفلت من شرودها الغاضب علي حركة باب السيارة الآخر البعيد عنها ليطل هو برأسه ينحني بجسده قليلا يسألها مبتسما:. - انتي حبيتي القعدة في العربية، مش هتنزلي اشاحت بوجهها بعيدا عنه تصيح محتدة: - لاء مش هنزل أنت مش جبتني هنا غصب عني مالكش دعوة بيا تاني، إن شاء **** ابات في العربية أنا حرة تنهد يمسح وجهه اليوم كان حقا شاق جسده يصرخ من الألم عقله يطرق بعنف لايرغب فقط سوي في النوم بين أحضانها، دخل الي السيارة يجلس جوارها ملتصقا بها، يغمغم في خبث: - وماله دا العربية دي حتي العربية واسعة وتسيع من الحبابيب الف... التفتت له تنظر لابتسامته نظرات حاقدة غاضبة رفعت يدها تدفعه في صدره بعنف عله تصيح فيه: - وأنت مش من الحبايب دول، واتفضل انزل مش عايزة اشوف وشك، هي عافية وخلاص. حرك رأسه نفيا يبتسم في هدوء تاام هدوء لا يبشر بخير إطلاقا، تحرك يخرج من السيارة لتبتسم منتصرة تعقد ذراعيها أمام صدرها، انتصار لم يدم سوي لحظات صرخت بعنف من المفاجاءة حين وجدته فجاءة يفتح الباب المجاور لها مباشرة، نظرت له في صدمة حين رأته يخلع سترته يزيح اكمام قميصه للخلف مال بجسده يتمتم متوعدا: - أنا عارف أنك هتتعبيني يا بنت جاسم. حملها عنوة رغما عنها لتضربه في صدره بعنف تعض كتفه بأسنانه بغيظ شد علي أسنانه يتحرك بها للداخل يحاول الا يصرخ من الالم، ابعدت أسنانها عنه تصيح فيه: - نزلني يا حيوان ياللي ما عندكش دم، يا بجح، بكررررهك، بقولك نزلني ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يكمل طريقه لأعلي، استوقفه حمزة قبل أن يصعد بها إلي اعلي وضع يده علي كتفه قطب جبينه يغمغم محتدا: - ايه يا خالد اللي أنت عامله دا. ابتسمت لينا تنظر لحمزة ممتنة، لتختفي ابتسامتها فجاءة حين سمعته يزفر حانقا يكمل منفعلا: - يا ابني خلي ايدك تحت رقبتها عشان تعرف تحط كفك علي بوقها دي صدعتني يا عم كل دا صويت ضحك خالد عاليا بينما تنظر لينا لهما في صدمة ممتزجة بغيظ لتحاول بيديها أن تصل لحمزة تحاول خدش وجهه باظافرها تصيح فيه هو الآخر: - يا حيوانات أنت وأخوك يا رب تموتوا... ضحك حمزة يلاعب للينا حاجبيه بعبث، أمسك كتف خالد يهمس لها بدراما حزينة مبالغ فيها: - شرف العيلة بين ايديك يا ولدي.. ضحك خالد بخفة يجاري أخيه في الحوار نظر للينا في خبث يغمز لها بطرف عينيه ليعاود النظر لأخيه نفخ صدره يقول مزهوا بحاله: - ما تجلجش يا أبوي، العيلة في يد أمنية. اندفعت الضحكات من كل منهما بعد يوم صعب شاق احتاجت ارواحهم لتلك الضحكات لتكن مسكن يدفعهم قدما، أخذ خالد لينا متوجها لأعلي، في الممر المؤدي للغرف توجه الي غرفتهم ليجد لينا ابنته تنادي باسمه من خلفه، التفت لها يبتسم مرهقا لتزفر هي تردف في ضيق: - بابا أنا كنت عاوزة اكلم حضرتك في موضع مهم فتح فمه ليرد لتبادر لينا تتمتم ساخرة وهي تنظر لابنتها: - بالنسبة لماما اللي متشعلقة بين السما والأرض دي مش شيفاها. وضعت لينا يدها علي فمها تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها اكثر، بينما ضم خالد شفتيه يمنع ضحكاته بصعوبة حمحم بحدة يردف: - طب اسبقيني علي مكتبي وأنا جاي وراكي حركت رأسها إيجابا سريعا التفتت تبتعد عنه تسرع في خطاها متوجهة الي مكتبه ليكمل خالد طريقه إلي غرفتهم دفع الباب بساقه ليدخل انزلها برفق علي ساقيها يحتزجها بين ذراعيه يمنعها من الابتعاد عنه، اقترب بوجهه يداعب أنفها بانفه يتمتم مبتسما:. - تعرفي أن ما دخلتش الأوضة دي من ساعة ما مشيتي ، ما قدرتش ادخلها وانتي مش فيها، لينا صدقيني انتي أكتر واحدة عارفة أنا بحبك قد ايه، جوازي منها كان قاطعته حين دفعت بجسدها بعنف بعيدا عنه ليضطر أن يتركها ابتعدت عنه، تنظر له بحقد جسدها ترتجف بعنف تصرخ بقهر:. - الكلام دا تضحك بيه علي لينا الهبلة، وهي صغيرة انما دلوقتي لاء، لينا اللي كانت بتعشقك مش بس بتحبك، بس خلاص كل شئ انتهي، حبك اتشال من قلبي لحظة ما شوفتك حاضنها، وعرفت أنها مراتك، أنا بكرهك يا خالد فاهم، بكرهك. تنهد حزينا ينظر لها نادما بآسف وتلك الكلمة التي نطقتها اخيرا تنغرز في روحه بعنف تدمي قلبه تستنزف عقله، تثخن جسده بالطعنات الغائرة، تحرك يخرج من الغرفة يجذب الباب الغرفة خلفه، وقف خلف الباب المغلق يستند بجسده عليه يتنفس بعنف قبض يده يصدمها بالحائط جواره بعنف، تحرك ينزل لأسفل حيث ابنته... علي صعيد آخر في مكان قريب منهم وضع حمزة رأس بدور علي صدره يستمع لها وهي تخبره بنبرة باكية وجسد يرتجف بعنف ما رأته صباحا بعد رحيله، مسح علي خصلات شعرها برفق يقبل قمة رأسها شردت عينيه في صورة أدهم وهو مسطح علي فراش المستشفي، انسابت دموعه في صمت ليهمس بصوت خفيض خاوي من الحياة: - حقك عليا. لا يعرف إلي من كان يقولها إليها هي، ام لابنته، أم لصغيره الملقي علي فراش المستشفي يصارع الموت، ابتعدت بدور عنه فجاءة قبل أن يحذف دموعه التي تمردت تتهاوي من مقلتيه، نظرت له متفاجئة من بكائه العنيف الصامت، للحظات طويلة لم تعرف ما تفعل وهو يغمض عينيه يشد عليهما بعنف لا يرغب في أن يراها وهي تري ضعفه دموعه، اضطربت حدقتي بدور تسارعت دقات قلبها، قلبها يحثها لأن تقدم علي تلك الخطوة، تمد يديها ناحيته وتعاود إبعادها سريعا حسمت قرارها فجاءة لتجذبه ناحيتها برفق تعانقه هي، تمسح علي رأسه كما كان يفعل هو قبل قليل، لحظات وسمعت صوت بكاءه يعلو وصوته يتمتم:. - أدهم لو جراله حاجة هبقي أنا السبب، يا ريت الرصاصة كانت جت فيا، ااااااه يا بدور قلبي بيتحرق، ابني بين الحيا والموت، ممكن ما يقومش تاني، دا أنا اموت فيها من قهرتي عليه - بعد الشر عليك همست بها سريعا بلوعة صرخت في نبرتها، لا تجد ما تقوله لتواسيه به، فقط تمسح علي رأسه عله يهدئ قليلا، ابعدته عنها قليلا رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تمسح بكفيها برفق ما ينزل من دموعه، تهمس له بحنو:. - ممكن اقولك حاجة، في آخر مرة رجعت فيها بيت أسامة طليقي، من أول ليلة فيه وأنا شوفت عذاب كتير اوي، تاني يوم لما راح الشغل كنت بنضف البيت قبل ما انزل انضف بيت أمه، بالصدفة بقلب في قنوات التلفزيون لقيت شيخ بيتكلم عن قيام الليل وعن أن الدعوة فيه مستجابة بإذن **** لو دعيتها من قلبك، لو الدعاء بتاعك ما كنش فيه شر، هيستجاب، حستها رسالة ليا، لما جه الليل وهو نزل يسهر مع أصحابه جريت جبت سجادة صلاة وصليت ركعتين وفضلت ادعي واعيط أن **** يخلصني منه، بعدها علي طول اتطلقت منه، قوم صلي وادعيله يا حمزة، لو كل الدكاترة قالوا حالته ميؤوس منه، **** قادر أن هو يشفيه. ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة علي شفتيه كلامتها تدخل مباشرة إلي قلبه تبعث فيه الامل من جديد، ابتسمت تربت علي يده: - أنا هقوم اشوف مايا وهسيبك تصلي. تركته وغادرت لينظر مكان ما كانت جالسة يبتسم في شرود، كاد أن يتحرك حين دق هاتفه برقم منيرة جدة أدهم ابتلع لعابه لا يعرف ما يقول لها خاصة وهي سيدة مسنة لن تحتمل مثل ذلك الخبر أخذ نفسا قويا يهدئ به نفسه، فتح الخط يضع الهاتف علي اذنه ما كاد ينطق بحرف سمعها تبادر بلهفة أم خائفة:. - السلام عليكم، ازيك يا بيه، ب**** عليك أدهم عندك صح خرج من الصبح بدري ولسه ما رجعش وموبايله مقفول، انا ناقص انزل ادور عليه في الشوارع اغمض عينيه متألما يكور قبضته يضرب بها ساقه بعنف مرة تليها أخري هو حتي لا يعرف ما يقول لها هداه تفكيره فئ تلك اللحظة الي كذبة ربما تكون بيضاء رأفة بحالة تلك العجوز تنهد يهمس بصوت هادئ مزيف:. - ايوة أدهم كان عندي، وأنا طلبت منه يسافر دبي عشان يخلص شغل مهم، موبايله للأسف اتسرق، وأنا هتواصل معاكي اطمنك عليك سمع صوتها يأتيه من الجانب الآخر يبدو أنها لم تقتنع بكلامه تمام الاقتناع: - سافر ازاي فجاءة وازاي يسافر من غير ما يقولي، وبعدين سافر ازاي كمان وهدومه وورقه كله هنا يبدو أنه استهان بذكاء تلك العجوز كثيرا، عاد يغمغم بنفس النبرة الهادئة الواثقة حتي لا تشك في أمره:. - واضح أنك ناسية أن أنا اللي مربي أدهم، انا أبوه حتي لو مش بالدم، ورقه وهدومه كلهم عندي زي ما عندك، وأنا لو طلبت منه يسافر حتي لو الفجر ما يقدرش يقولي لاء صمتت منيرة للحظات طويلة قبل أن تلين نبرتها تغمغم قلقة: - الحمد *** أنه بخير، أنا كنت هموت من القلق عليه، ابقي طمني عليه يا بيه وسلملي عليه كتير وقوله يتغطي كويس وهو نايم عشان دايما بينطر الغطا. ارتسمت ابتسامة شاحبة حزينة علي شفتي حمزة ليسمعها تكمل متلهفة: - ممكن استسحمك في حاجة يا بيه قطب جبينه متعجبا يردف سريعا بلا تردد: - آه طبعا سمعت نبرتها الراجية المتوسلة: - سامح أدهم أنا عارفة أنك زعلان منه عشان غلطة عملها، بس هو و**** بيحبك أوي، ووافق علي جوازه من بنتك، أدهم إبن حلال وهيصونها ويشيلها فوق رأسه وجوا عينيه وقف من مكانه يتوجه ناحية المرحاض يريد أن يتوضأمن يحادثه في طريقه:. - حاضر يا حجة ادعيله هو بس يرجع بالسلامة أغلق معها الخط يمسك الهاتف في يده تحركت يده تلقائيا تفتح الصور الخاصة به، ثبتت عينيه علي أحدي الصور له هو وادهم ومايا في أحدي النزهات، ادمعت عينيه ينظر لابتسامة ولده الواسعة، يتحسس صورته بأصابعه يتمتم في نفسه راجيا: - يااااارب. علي صعيد آخر في غرفة مكتب وقفت لينا أمام والدها تصيح محتدة: - أنا عايزة اعرف حضرتك بتعامل معاذ كدة ليه، أنت تقريبا طردته بعد كل اللي عمله عشاني النهاردة ابتسم خالد ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما: - وعايزاني اعامل جنابه ازاي افرشله الأرض ورد ولا ارمي علي رأسه ياسمين، انقذك وقولناه شكرا مش فيلم هو. اشتعلت أنفاسها غضبا كم تكره تسفيه والدها من اي شئ يفعله معاذ حتي لو كان ضخما جللا، شدت علي كفيها يدوي في رأسها كلمات زيدان واعترافه بحبه لتلك الشقراء. لتصرخ بقهر:. - ريح نفسك هو خلاص خرج من حياتي وشاف حياته، أنا كمان من حقي اشوف حياتي، أنت عايزني أبكي علي اطلاله عشان يرجعلي هو اللي باعني، وأنت اللي قايلي بنفسك اللي باعك بعييه، ومعاذ اشتري حبي وثقتي ومش هبعد عنه، عاجلا او اجلا أنا ومعاذ هتجوز، فارجوك حاول تتقبله، وتشوف حد تاني غير زيدان اللي بتحبه اكتر من بنتك حتي، عن إذن حضرتك. قالتها لتندفع الي خارج الغرفة تهرول الي غرفتها، ليفك ذراعيه يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف يزفر أنفاسه حانقا يشد علي خصلات شعره، ابنته العنيدة وذوقها المتدني، ذلك الشاب المريب، ما جمع عنه من معلومات لا يشوبها شائبة تقلقه أكثر، ملف الفتي نظيف أكثر من اللازم، شتم زيدان في سره لو لم يحضر تلك الفتاة معه لكانت فرصة عودتهم الآن أكبر، تحرك يصعد لغرفته حيث زوجته الغاضبة، فتح الباب برفق دخل يغلق الباب خلفه، التفت حين سمع باب المرحاض ينتفتح خرجت هي تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة، تدندن لحن قديم، رفعت وجهها ناحيته ترميه بنظرات حادة رمت المنشفة من يدها بعنف تصيح في غيظ:. - أنت ايه اللي دخلك هنا رفع يده يمسد جبينه براحة يده انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة يتمتم ساخرة: - انتي زورك ما وجعكيش من الصريخ بقالك 3 ساعات بتصوتي، كفاية نفوخي ضرب من صوتك أنتي وبنتك ضحكت ساخرة تحرك يديها بدراما مبالغ فيها تتمتم متهكمة: - احنا آسفين لجلالتك يا خالد باشا، ازاي طبعا نرفع صوتنا في حضور فخامتك. زفر حانقا ما بال نساء البيت تلك الأيام، ضيق عينيه قليلا يفكر في نفسه غاضبا لأنه دللهم، عليه أن يعقد الخناق من جديد، زفر بصوت عالي يصيح محتدا: - لينا وبعدين اقتربت منه بخطي سريعة وقفت امامه تنظر في عينيه مباشرة تصيح بشراسة: - عايز تعرف وبعدين، وبعدين أنا مش هفضل علي ذمتك دقيقة كمان، وبعدين أنا ما بقتش طيقاك، وبعدين طلقني وخلي عندك دم، وبعدين أنت اكتر راجل بجح في الدنيا. مسح وجهه بكف يده عدة مرات يستعيذ من الشيطان الرجيم قبل أن يصفعها علي فمها الذي لا يتوقف عن رميه بطلقات حادة عنيفة، قبض علي رسغ يدها الأيسر ابتسم ابتسامة سوداء شد علس أسنانه بعنف يتمتم علي مضض: - لينا، أنا لحد ماسك أعصابي وبقول مصدومة، فكفاية كدة عشان أنا مش عايز ااذيكي، خلي الليلة دي تعدي علي خير. شدت رسغها من يده بعنف عادت للخلف عدة خطوات تنظر له لا تحيد بعينيها عنه تتنفس بعنف قلبها يغلي علي مرجل نار متقدة لا تنطفئ: - أنت فاكر أن أنا خايفة من تهديدك، حلو اوي ضحكتني أنا مش عايز ااذيكي أنت ما بتعملش حاجة في حياتك غير أنك بتأذيني، كل ما بتقفل جرح ترجع تفتح واحد اسوء منه ألف مرة لم يشعر بنفسه سوي وهو يصيح بجنون تحرك في الغرفة حركات مضطربة سريعة يصرخ غاضبا:. - كفاية بقي حررررام عليكي أنا هلاقيها منين ولا منين، اموت نفسي عشان ترتاحوا كلكوا، أنا تعبت و**** العظيم تعبت. قالها ليتركها ويندفع ناحية المرحاض يصفع الباب خلفه بقوة جعلت جسدها ينتفض وقفت جوار الفراش تغمض عينيها تعتصر قبضتها هو الجاني لمل يتصرف بأنه المجني عليه، لما دائما يقلب الحقائق ضدها، لحظات وسمعت الباب ينتفح فتحت عينيها تختلس النظر له لتجد ملابسه مبتلة تغرق في المياة، قطبت جبينها مدهوشة هل استحم بملابسه، دخل الي غرفة ملابسهم، غاب للحظات ليخرج من الغرفة يمسك منشفة صغيرة في يده يجفف خصلات شعره، مر من جوارها ليقبض علي رسغ يدها يجذبها خلفه رغما عنها نظرت له في غيظ حين دفعها برفق لتجلس على احد المقاعد في الغرفة وهو مقابل لها، استند بمرفقيه علي فخذيه يسألها تعبا:. - هنفضل علي الحال دا لحد امتي ابتسمت ساخرة تشيح بوجهها بعيدا عنه تتمتم بنبرة قاطعة: - لحد ما تطلقني مد يده يمسك فكها برفق تام يدير وجهها ناحيته حرك رأسه نفيا يتمتم مبتسما في سخرية: - للأسف مش هطلقك، شوفيلك حل تاني مدت يدها تدفع يده بعنف تنظر له بشراسة فتحت فمها قبل أن تنطق بحرف وضع كفه علي فمها يمنعها من الحديث نظر لمقلتيها يبتسم مجهدا، تنهد يردف باشتياق:. - ما تحاوليش تعيشي في شخصية مش بتاعتك يا لينا، الموضوع بيأفور منك، لينا انتي عارفة وواثقة اني عمري ما اخونك، وعارفة كمان إني بعشقك بجنون، أنا عارف اني غلطت لما اتجوزتها بس ما كنش في قدامي حل تاني، و**** يا لينا ما لمستها، ما قدرش اصلا ألمس واحدة غيرك، أنا كنت ناوي اطلقها اول ما تعمل عملية قلبها سواء سامحتني او لاء، ابقي علي الأقل كفرت عن جزء من ذنبي في حقها، سامحيني يا لينا، قلبك عمره ما قسي يا لينا. ازاح يده من علي فمها ببطئ لتظل هي صامتة للحظات طويلة، ارتسمت ابتسامة أمل علي شفتيه ينظر لها يرجوها بعينيه أن تغفر خطأه، حركت مقلتيها لتصطدم بعينيه ابتسمت تقول متهكمة: - خلصت، طلقني. زفر حانقا لتختفي ابتسامته، يشد علي أسنانه بعنف لينا لا تسمتع له لا فائدة من الحديث معها، تركته وقامت متجهة ناحية الفراش تسطحت عليه، بعيدا عند الجانب الآخر، قام هو الآخر يكفي ما حدث، تسطح جوارها، كان يظنها ستصرخ تغضب كحالها في الآونة الأخيرة ليتفاجئ من صمتها الغريب، اراد مشاكستها فتمتم ساخرا: - ما صوتيش ليه، البعبع جه ينام جنبك. ظلت صامتة للحظات، قبل ان تلتفت له بالكامل ووجهها صار مقابل وجهه ابتسمت ابتسامة باهتة تتمتم متهكمة: - يعني أنا لو صرخت أنت هتقوم أنت بتعمل اللي عاي مزاجك دايما، حتي لو غصب عني، جبتني من بيت بابا لهنا غصب عني، قعدتني معاك في اوضة واحدة غصب عني، مش هستغرب دلوقتي يعني. تبطأت أنفاسه لحد كبير الغضب بات يؤلمه، وهو غاضب أغلب الوقت، قام سريعا من الفراش يغرق رأسه تحت صنبور المياة علها تطفئ غضبه، عاد الي الفراش من جديد المياة تقطر من رأسه بغزارة، وضع رأسه علي الوسادة جوارها يوليها ظهره ليسمعها تتمتم ساخرة: - كدة هتتعب علي فكرة - يا ريت يمكن ترتاحي وتحسي أنك خدتي حقك مني ساعتها... تمتم بها بنبرة ساخرة خاوية من الحياة، لتتنهد هي حانقة القت برأسها علي الفراش تنظر للسقف شاردة، هو المخطئ والآن هو الغاضب، تنهدت قلقة عضت علي شفتيها تنظر ناحيته بطرف عينيها لتجد الوسادة غارقة في المياة، زفرت حانقة من نفسها، لتهب سريعا التقطت منشفة صغيرة التفتت تقف أمامه تمد يديها بالمنشفة له اشاحت بوجهها تتمتم بتعالي وكأن الأمر حقا لا يعينها: - نشف شعرك هتتعب. لم يمد يده حتي ليأخذها لتزفر حانقة جلست عند الجزء الفارغ جواره تجفف له شعره كأنه *** صغير، ابعدت الوسادة من تحت رأسه تلقيها بعيدا، حين انتهت رأته ينظر لها، رأت في عينيه نظرة شاردة مضطربة زفرت تسأله علي مضض: - مالك حرك رأسه نفيا يثبت عينيه علي نقطة في الفراغ يتمتم شاردا: - تفتكري مين اللي عايز يأذينا رفعت كتفيها لأعلي كأنها تخبره بأنها لا تعلم، ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه يتمتم:. - لو بس اعرف هو مين، عايز يأذيني، يجي يأذيني أنا، مالوش دعوة ، أنا عايش في رعب ليأذي حد فيكوا لانت نظراتها قليلا فقط تنظر له مشفقة حزينة علي حاله مما يقول، تنهد يكمل مبتسما: - أنا مستعد و**** اروح اسلم نفسي ليه توسعت عينيها في فزع تنظر له مذعورة لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم فزعة: - كدة ممكن يموتك انتصف جالسا يمسك بكف يدها اطال النظر لمقلتيها يتمتم مبتسما برضا:. - لو موتي هيمنع عنكوا الاذي، فأنا هبقي اكتر من سعيد أن ما حدش فيكوا هيتأذي شهقت بذعر مما يقول لتحرك رأسها نفيا بعنف قبضت بكفيها علي تلابيب ملابسه انهمرت دموعها تصيح بحرقة: - اسمعني كويس، أنا صحيح مش طيقاك ومش عايزة احبك تاني، بس ما تجبش سيرة الموت تاني ابداا، أنت هتفضل عايش وكويس وهتلاقي اللي عمل كدة وتقتله، حتي لو بعدنا عن بعض أنت فاهم. لم يعطيها فرصة النطق بحرف آخر جذبها لأحضانه يعانقها بشدة يزرعها بين دمه ولحمه حتي لا تهرب من جديد، حاولت دفعه بعيدا عنها تتمتم حانقة: - خلاص إنت استحلتها أبعد عايزة أنام. لم يبتعد فقط ابتسم واغمض عينيه ليغط في نوم عميق لم يعرفه منذ أن رحلت، قطبت جبينها متعجبة حين شعرت بحركة أنفاسه المنتظمة، حاولت الابتعاد عنه لتشعر بيده تشدد على احتضانه خائف أن تهرب وهو نائم، زفرت أنفاسها حانقة تحاول إبعاده من جديد لتسمعه يهذي وهو نائم: - ما حدش هيأذيكوا، ما حدش ابدا انقبض قلبها ألما علي حاله، رفعت يدها تمسح علي رأسه برفق. - يا غبي صوت حاد تلاه صوت صفعة قوية دوي من ذلك البيت الضخم البعيد... - أنا عملت ايه غلط - أنا قولتلك ابعت رسالة لحد بتتصرف من دماغك ليه - أنا قولت لما يتقبض علي أخوه اكيد هيتشتت اكتر - وما فكرتش أنهم بالرقم اللي بعت منه هيعرفوا يوصلولنا - دا لو الرقم متسجل دا خط مضروب من اللي بيتباع في الشارع، بعت منه الرسالة وكسرته. - أول وأخر مرة تتصرف من دماغك انت فاهم وتنفذ علي طول الخطوة الجاية مش لازم نستني اكتر من كدة.. - حاضر. ها هو الصباح يشرق بخيوطه الأولي يبدد ظلام الخوف والقلق والوحدة، علي الرغم من جسدها الشبه محطم بعد ما حدث لها، الا أنها استيقظت باكرا علي غير العادة، نفضت عنها الغطاء توجهت الي المرحاض تغتسل فتحت نافذة غرفتها علي مصرعيها اغمضت عينيها تسمح لهواء الصباح العليل بأن يدخل رئيتها ليتسلل لعقلها صوته وهو يقول: - صاحية بدري يعني مش من عواديك. توسعت عينيها فزعا التفتت حولها سريعا تبحث عنه لا أحد فقط هي وصوته الذي يقتحم رأسها كل حين وآخر، تنهدت متعبة، تحركت بقدميها تود دخول الشرفة لتقف حركتها لو دخلت ستقع عينيها علي شرفة غرفته المجاورة لغرفتها وسيعود سيل من الذكريات المؤلمة لاقتحام عقلها من جديد، تحركت للخلف بحذر تنظر للشرفة بارتباك كأنها شبح مخيف، تحركت لخارج الغرفة بأكملها حيث غرفة جاسر كانت تظنه نائما فتحت الباب بخفة حتي لا تزعجه لتقطب جبينها متعجبة حين رأته يقف أمام شرفة غرفته حمحمت بخفة ليلتفت لها يبتسم ابتسامة شاحبة يتمتم:. - ادخلي يا لينا دخلت الي الغرفة توصد الباب خلفها اقتربت منه لتسعل بعنف من دخان السجائر الكثيف الذي يلتف حوله، سعلت عدة مرات تحاول إلتقاط أنفاسها، اخذت السيجار من يده تطفئها بعنف نظرت له حانقة تتمتم محتدة: - من امتي وأنت بتشرب سجاير يا جاسر ضحك ضحكة ساخرة طويلة حرك رأسه يتمتم شاردا: - مش فاكر، أنا اصلا ما بحبهاش بشربها بس لما ببقي مخنوق عشان اتخنق زيادة. نظرت له حزينة مشفقة وقفت جواره مباشرة ربتت علي ذراعه السليم برفق تتمتم: - جاسر أنا واثقة أن سهيلة ما سقطتش اللي في بطنها توسعت عينيه في دهشة مما تقول التفت لها برأسه سريعا ينظر لها راجيا أن ما تقول صحيحا لتحرك رأسها إيجابا تؤكد كل حرف تقول:. - سهيلة بتحبك اوي يا جاسر من واحنا في ثانوي، مستحيل تسقط ابنك حتي لو مجروحة منك، بلس أن سهيلة بتعشق الأطفال دي لو شافت *** بيعيط في الشارع هتعيط معاه، مستحيل ابدا تقتل أبنها، أنا عارفة أنا بقولك إيه كويس، سهيلة ما سقطتش الجنين وبكرة تقول لينا قالت رقص قلبه فرحا من كلماتها التي بثت له الامل من جديد، سعادة لم تدم سوي لحظات وتبددت حين بدت الحقيقة المرة تهدل كتفيه حين عاد يهمس في ألم:. - انتي كدة قلقت اكتر راحت فين وهي حامل، أنا خايف ليحصلها حاجة او حد يأذيها، أنا هتجنن من التفكير عقدت جبينها تفكر للحظات قبل أن تتوسع عينيها تتمتم سريعا بلهفة: - الرقم، الرقم اللي سهيلة اتصلت منه لسه عندي علي الموبايل، اكيد بابا يقدر يوصل لمكانه ابتسم جاسر في سعادة يعانقها بقوة ابعدها عنه يتمتم فرحا:. - انتي أحسن اخت في الدنيا ابتسمت لأنها اسعدته سرعان ما اختفت ابتسامتها حين تذكرت أن هاتفها انكسر حين دفعها المجرم أرضا، شدت علي أسنانها لن تخبره لن تبدد فرحته، يمكنها إصلاح الهاتف عند اي مركز صيانة، وتنحل المشكلة، اجفلت من شرودها علي صوته يغمغم متلهفا: - أنا لازم أسافر دلوقتي لأني سايب الحية في البيت، أول ما عمي يعرف المكان ارجوكي قوليلي ابتسمت تطمئنه تحرك رأسها إيجابا... - تاتا خطي العتبة، تاتا واحدة واحدة تمتمت بها سارين وهي تضحك في مرح لينظر عثمان لها مغتاظا يتمتم حانقا كطفل صغير: - ايه تاتا دي يا ست سارين، انتي بتكلمي عيل صغير ضحكت سارين بخفة تقرص خد عثمان تتمتم ضاحكة: - انت حبيب قلب ماما يا عثعث يا صغنن. احتقن وجهه غضبا لتنفجر هي ضاحكة، المشهد الآن كالتالي عثمان يقف جوار مقعده المتحرك يستند علي عكاز طبي في يده اليسري واليمني تلتف حول رقبة سارين يتحرك خطوات ثقيلة للغاية يجر قدميه جرا، يلهث بعنف يتعرق بغزارة، فقط بضعت خطوات قليلة ووقف يتمتم لهاثا: - كفاية يا سارين مش قادر حاسس اني بجر جبل، كفاية حركت رأسها إيجابا سريعا نظرت حولها سريعا تبحث عن المقعد لتجده هناك بعيدا، ابعدت ذراعه عنها تتمتم سريعا:. - ثانية واحدة هرولت تشد مقعده بلهفة تحركت ناحيته تساعده علي الجلوس علي مقعده جذبت مقعد تجلس امامه تتمتم مفتخرة به: - أنا حقيقي فخورة بيك، بدأت تتحرك اهو يا عثمان رفع وجهه ينظر لها بيأس اطفي حدقتيه ليتمتم: - تفتكري في أمل هزت رأسها إيجابا سريعا تنظر لعينيه امسكت بكفيه تشد عليهما تتمتم سريعا: - طبعا، كنا فين وبقينا فين، عثمان أنت بدأت تتحرك تاني، الباقي كله مسألة وقت وهيرجع الصياد الساحة، ثق في كلامي. ابتسم لها ممتنا لا يعرف حقا كيف يمكن أن يشكرها علي كل ما فعلت لاجله فتح ذراعيه علي اتساعهما لترتمي بين أحضانه تعانقه بقوة ويختبئ هو بين أحضانها، ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يتمتم مبتسما: - نتيجتك هتطلع النهاردة خليني اقولك، إن مهما كان مجموعك، هتدخلي الكلية اللي نفسك فيها، حتي لو ما جبتيش مجموعها... بس أنا واثق أنك هتجيبي مجموع كبير. ابتسمت فرحة تعانقه من جديد ليشدد علي عناقها قلبه يطرق بعنف باسمها هي فقط. علي صعيد آخر بعيدا جدااا عن سابقه فرق التوقيت بينهما ساعة واحدة، هي الآن العاشرة في مصر والتاسعة في لندن، وقف حسام ومعه زيدان أمام غرفة العمليات اليوم الموعد المحدد لاجراء عملية والدته، يدعو كل منهما أن يمر الأمر علي خير وتنجح العملية، هرول الطبيب ناحية المختص بحالة والدته ما أن رآه قادما من بعيد يسأله متلهفا: - ستكون بخير أليس كذلك ابتسم الطبيب يحاول أن يطمئنه ربت علي كتفه يقول مبتسما:. - سنبذل قصاري جهدنا لا تقلق... تحرك الطبيب ناحية غرفة العمليات ليتهاوي حسام علي المقعد يخفي وجهه بين كفيه يدعو بلا توقف، جلس زيدان جوار ربت على ساقه يشد من ازره: - هتبقي بخير يا حسام اطمن بإذن **** هتنجح العملية حرك حسام رأسه إيجابا يحاول الأبتسام، مرت نصف ساعة تقريبا، قبل أن تعلو أصوات صيحات قادمة من الناحية الاخري وصوت رجل يصيح قلقا مذعورا: - ارجوكم انقذوا زوجتي أنها تلد، تنزف الدماء بغزارة. وصوت الممرضة تحاول تهدئة الرجل: - اهدي، اهدي سننقل زوجتك لغرفة العمليات حالا رفع حسام وجهه بعد أن التقطت أذنيه الصوت قاومت رغبته الطبية في أن يعرف حالة السيدة فالنزيف ليس بالشئ الجيد إطلاقا، تنهد حائرا نظر لغرفة العمليات للحظات، ليتحرك يتجه الي مصدر الصوت، سمع صوت صياح الطبيبة يبدو أن هناك شيئا خاطئ يحدث: - بسرعة حضروا غرفة العمليات الجنين سيختنق تقدم ناحيتهم يتمتم في هدوء:. - يمكنني المساعدة أنا طبيب... نظرت له الطبيبة في ريبة ليخرج جواز السفر الخاص به، يريه إياها، تنهدت الطبيبة قلقة تحرك رأسها إيجابا، دخل حسام إلي غرفة التعقيم، وسريعا الي غرفة العمليات، حرفيا كان كمن يركض في سباق لأجل أن ينقذ حياة كل من آلام والطفل مع كثرة النزيف وانقطاع الحبل السري عن الجنين الوضع كان اسوء مما يكون ولكنه في النهاية نجح حمل **** صغيرة علي يده تصرخ للحياة أنها جاءت، نظرت لوالدتها يبتسم يتمتم: - أنها فتاة. ابتسمت المريضة مرهقة تحرك رأسها بإيماءة بسيطة ضعيفة، اخذت منه الممرضات الفتاة، خرج هو من غرفة العمليات ليجد الزوج يهرول إليه يسأله متلهفا: - ارجوك زوجتي وابنتي. بخير أليس كذلك حرك حسام رأسه إيجابا يبتسم في هدوء يتمتم: - مبارك لك رزقت بفتاة جميلة... تحرك ليغادر ليجد الرجل يهرول خلفه سريعا يستوقفه: - انتظر انتظر إنت من انقذت حياة ابنتي وزوجتي، تيمنا بما فعلت أنت من ستختار اسم الفتاة. غزت ابتسامة صغيرة شفتي حسام وطيف سارة يتجسد امام عينيه ليتمتم شاردا: - سارة اعجب الرجل بالاسم كثيرا وتركه يهرول الي زوجته، اسرع حسام الخطي الي غرفة العمليات لا يرغب سوي في الاطمئنان علي والدته ليجد زيدان يهرول إليه يعانقه بعنف يصيح فرحا: - مبروك يا صاحبي العملية نجحت. الفصل الرابع والثمانون - مبروك يا صاحبي العملية نجحت. ابتسامة واسعة سعيدة شقت شفتي حسام تدافعت دقات قلبه كأنها دفوف تزف إليه الفرح، انسابت دموعه تسقي روحه فرحا، ترك صديقه ليكمل طريقه راكضا الي حيث غرفة الجراحة وجد الطبيب يقف هناك جواره أحدي الممرضات، ابتسم له الطبيب ما أن رآه يحرك رأسه بالإيجاب بأن والدته بخير والعملية تمت علي خير ما يرام، هرول حسام ناحية الطبيب يعانقه بقوة كأنه ابيه انسابت دموعه يتمتم بصوت لاهث ممتن:. - أشكرك، حقا أشكرك، لا أعرف كيف يمكنني شكرك ضحك الطبيب العجوز بخفة يبعد حسام عنه ربت بكفهه علي وجهه يقول مبتسما:. - أتعلم تذكرني برجل رأيته منذ سنوات طوال، كنت في بداية حياتي المهنية، وكنت اعمل كطبيب للنساء، جاء بزوجته المسكينة كانت حالتها متدهورة، اضطررنا لإزالة الرحم لتحيا، كنت أراه دائما يقف أمام غرفتها يبكي، يقول لي دائما، انقذها لا اريد ***** هي طفلتي ولا ارغب في سواها، مازلت أتذكر لمعة عينيه حين تحسنت وباتت علي ما يرام عانقني بقوة وظل يصرخ أن زوجته باتت بخير، ولكني أصبت بالاكتئاب بعدها، وعزمت علي تغيير تخصصي، حين أتذكر ذلك الرجل ادعو ****، إن يحفظ عشقه لزوجته. ابتسم حسام ينظر للطبيب يبتسم في سعادة، ليربت الاخير علي كتفه يتمتم برفق: - العملية نجحت ولكن يجب أن تبقي والدتك تحت الملاحظة حتي نطمأن عليها خوفا من حدوث مضاعفات، لا تقلق ستصبح علي ما يرام، والدتك تم نقلها الي غرفة (980). قالها ليترك حسام ويغادر متوجها الي عمله وقف حسام في مكانه للحظات يبتسم تتسارع أنفاسه في سعادة تحي قلبه، تحرك يبحث بين أرقام الغرف سريعا الي أن وصل لغرفة والدته وقف خارجا ينظر لها يبسط كفيه علي سطح الزجاج ادمعت عينيه كطفل صغير يتمتم مع نفسه: - هتبقي كويسة يا ماما، خلاص العملية نجحت كلها كام يوم وهتبقي أحسن من الأول، أنا عارف أنك خبيتي عليا عشان ما تزعلنيش، بس لو كنتي. قطم شفتيه لم يستطع أن يذكر كلمة موت واسمها في جملة واحدة حرك رأسه نفيا بعنف يتمتم: - بعد الشر عليكي، أنا مش هستحمل يجرالك حاجة، دا انتي دنيتي كلها، ياااارب. نظر لوالدته نظرة أخيرة يودعها مؤقتا، التفت برأسه يقطب جبينه متعجبا أين زيدان كان معه قبل قليل، مسح دموعه بكفه يخرج هاتفه حاول الاتصال به ليجد هاتفه مشغول، تحرك يبحث عنه يسأل الممرضات أن كانوا رأوه لتخبره أحدي الممرضات أنه توجه لحديقة المستشفي شكرها ليتحرك يبحث عن صديقه. في الحديقة تحرك زيدان يجلس علي مقعد جوار شجرة كبيرة يحتمي بظلها، يستنشق الهواء بعنف يحاول أن يرخي أعصابه المتوترة علي اوتار مشدودة بعنف، الأيام الماضية كان القلق يقتله خوفا علي صديقه، والآن انتهي كل شئ، ابتسم يستند برأسه لظهر المقعد يبتسم في ألم يغمض عينيه، مر طيفها أمامه ليتنهد بحرقة، لما لا تترك رأسه، لعنة عشق شربها كأسا لتقيده عمرا... شعر بحركة جواره وقبل أن يفتح عينيه سمع صوت صديقه يتمتم متعجبا: - ايه يا ابني اللي جابك هنا، قلقتني عليك لما اختفيت فجاءة، مالك يا زيدان، أنت كويس تنهد الاخير بحرقة يخرج أنفاسه المشتعلة ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تحرك يستند برأسه علي كتف حسام فتح عينيه قليلا يتمتم ساخرا:. - وأنا من امتي كنت كويس، من ساعة ما وقعت في عشق اختك، وأنا ما بقتش كويس، مش عايزة تخرج من دماغي بشوفها في كل حتة، حتي وأنا نايم بشوفها في كل أحلامي أراد حسام أن يخفف عن صديقه ولو قليلا، فأبعده عنه بعنف يقبض علي تلابيب ملابسه بعنف قطب ما بين حاجيه يتمتم محتدا: - يا ليلة اللي خلفوك مش فايته، بتحلم بأختي ازاي يعني، بتحلم بيها ازااااااي، العااااار ولا التاااار. ضحك زيدان رغما عنها يحرك رأسه نفيا ينظر لصديقه يآسا، حمحم بخجل مصطنع يجاري صديقه يتمتم في حرج: - ما اقدرش اقولك اصلها احلام للكبار فقط توسعت حدقتي حسام في حدة قاتمة افلت صديقه ينظر حوله ليجد حجر متوسط الحجم جوار أحدي الاشجار مال سريعا ينظر لزيدان متوعدا في شر: - دا أنا هفتح دماغك عشان ما تحلمش بيها تاني. اندفع حسام ناحية صديقه، ليدفعه زيدان بعيدا عنه، يركض في ارجاء الحديقة وحسام خلفه كأنهم ***** وحسام يصيح فيه: - ولااا و**** لاضربك، وأنت اللي كنت فاكرك صاحبي طلعت تعرفني عشان خاطر اختي... صاح زيدان من بين ضحكاته العالية وهو يركض بعيدا: - يا ابني اهمد **** يخربيتك، الناس تقول علينا مجانين، هتفتح دماغي هقول لسارة بنت خالي عمر أنك كنت بتعاكس بنت طنط منال اللي في الرابع. وقف حسام للحظات ينظر للحجر في يده بينما زيدان يقف علي مقربة ينحني للامام قليلا يلهث بعنف، ليصيح من الألم حين اصطدم الحجر فئ ساقه بعنف طفيف مسد ساقه بكف يده ينظر لحسام مغتاظا ليبتسم الأخير في فخر، ارتمي كل منهما جوار الآخر علي أحد مقاعد الإستراحة يلهثان وبقايا ضحكات خافتة تخرج من بين شفتي كل منهم، نظر حسام لصديقه للحظات قبل أن تتغير نبرته إلي الجدية حين اردف:. - طالما لسه بتحبها اوي كدة حاول تاني يا زيدان، ما تسيبهاش تضيع من إيدك، ما تخليهاش تتجوز اللي اسمه معاذ دا ارتسمت ابتسامة ألم مريرة علي شفتي زيدان، يحرك رأسه بالنفي، زفر أنفاسه الحارقة تشرد عينيه في الفراغ ليتمتم بنبرة عذاب تتألم:. - أختك ما حبتنيش يا حسام، هي ممكن تكون اتعودت علي وجودي، شالت لي جميل اني رجعتها تعيش حياتها تاني، بس ما حبتنيش، ما قدرتش تشوف الحب اللي في قلبي ناحيتها، فكرك أنا مش بتعذب كل لحظة وأنا بفكر انها بتشوفه بتكلمه، بتضحكله، نار بتكوي قلبي، بس واضح انها بتحبه هو، وأنا اللي كنت عايش في وهم كبير، أنا اللي عارف إن اللي حصلها مني مش سهل تنساه بس ادمعت عينيه ليحرك كفيه بانفعال يكمل بحرقة:. - بس أنا يا اما قولتلها شوفي ايه يرضيكي وأنا اعمله، أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني، حاولت وحاولت وحاولت، بس هي رفضت ما لانش قلبها ولو دقيقة واحدة، اعمل إيه تاني يا حسام، أنا تعبت حبي لأختك استنزفني، وياريتني عارف اخلص منه مسح وجهه بكف يده مرة تليها أخري وأخري وأخري رفع وجهه ينظر لحسام يبتسم في ألم يحاول تغير دفة الحوار:. - ماما وحشتني أوي، نفسي اروح احط رأسي علي رجليها زي ما كنت بعمل وأنا عيل صغير وتفضل تلعب في شعري لحد ما أنام، كان بيبقي اعمق نوم أنا بنامه في حياتي قطب حسام جبينه متعجبا ظنا منه أن زيدان يشتاق لوالدته الحقيقة، قرأ زيدان في عيني صديقه تعجبه مما قال لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يتمتم: - لاء أنت فهمت غلط، مرات خالي هي اللي وحشتني، مش حد تاني. ابتلع حسام لعابه مرتكبا، يريد أن يسأله سؤالا ولكن بداخله شعور قوي يمنعه من أن يفعل ذلك زفر أنفاسه الحارقة يحسم قراره، فغمغم يسأله متوترا: - طب ومامتك اللي ولدتك ما بتوحشكش، ما بتفكرهاش خالص، أنا آسف لو سؤالي هيضايقك، مش عاوز تجاوب عليه بلاش ارتفعت شفتي زيدان بابتسامة قاتمة مزيج من السخرية والألم انحني بجسده قليلا للأمام يستند بمرفقيه علي فخذيه يتمتم متهكما:. - طب قولي افتكرلها ايه حلو، او حتي توحشني ليه، يا جدع دا ما كنتش بتسأل فيا اصلا، من ساعة ما اتجوزت، بس **** عوضني بجد و****، بمرات خالي، في الدنيا كلها ما فيش ست بحنتيها وطيبة قلبها، عارف زمان أوي من الحاجات اللي مش ناسيها ابدا، لما كان عندي 12 سنة تقريبا كان في المدرسة، مدرسة بتضايقني ما كنتش بحب اروح المدرسة بسببها وطبعا لو كنت قولت لخالي كان راح هد المدرسة علي دماغ الكل فما رضتش بصراحة، قولتلها هي، مرات خالي شخصية كيوت جداا، بس فجاءة لقيتها اتحولت و**** أنا نفسي خوفت منها، خدتني من ايدي وراحت علي مكتب المدير بتاع المدرسة. Flash back وقفت لينا أمام المدير المرتجف خوفها ينظر لها قلقلا حين علم هويتها او بالادق هوية زوجها صفعت لينا سطح المكتب امامه بعنف تصيح بشراسة: - أنت عارف أنا لو قولت لخالد هيعمل فيكوا اييييه، أنا جايبة ابني يتعلم ولا يتعقد، يعني ايه المدرسة بتضربه وبتسلط زمايله يضايقوه، أنا عايزة المدرسة دي قدامي حالا. حرك المدير رأسه إيجابا سريعا امسك هاتفه يطلب من السكرتيرة استعداء المدرسة لحظات ودخلت فتاة طويلة القامة ترتدي حذاء ذو كعب رفيع جعلها أطول ترتدي جيبة سوداء تصل لمنتصف فخذيها وقميص من اللون الأحمر، تلطخ وجهها بمساحيق بكثيرة مبالغ فيها وقفت في منتصف الحجرة تعقد ذراعيها تردف متشدقة في تعالي: - خير يا سيادة المدير حضرتك عايزني وأنا عندي حصة ليه. كاد المدير أن يتحدث حين قاطعته لينا توجه حديثها لتلك الواقفة أمامها: - أنا اللي عيزاكي يا أستاذة، اقدر أعرف الهانم بتضرب ابني ليه ابتسمت المدرسة ساخرة تنظر للينا باستخفاف تتمتم في براءة: - أنا ضربته لا طبعا ما حصلش، ابنك اللي انطوائي وعصبي وبيكلمش حد خالص والاولاد بتخاف منه. ابتسمت لينا في شر ابتسامة هادئة اكتسبتها من خالد، ان تهدي تماما قبل أن تمزق لحم فريستها، اقتربت لينا من الواقفة بعيدا عنها بخطوات هادئة منتظمة، علي حين غفلة صفعتها بعزم ما تملك من قوة شهقت الفتاة بعنف من ألم الصفعة لتقبض لينا علي تلابيب ملابس الواقفة امامها تصيح بشراسة:. - أنا ابني مش كداب، أنا ما ربيتهوش علي الكدب لو عمل مصيبة بيجي يقولئ عليها، انتي بتضربيه وبتخلي زمايله يتنمروا عليه، يا دي عقدة نقص عندك يا حد مسلطك عليه نفضتها لينا بعيدا عنها تنفض يدها بإيباء كأنها كانت تمسك بقمامة ابتسمت تتمتم في هدوء: - علي العموم أنا كلمت جوزي وهو قدامه دقايق ويبقي هنا وهو هيعرف دي عقدة نقص ولا حد مسلطك عليه. جوزك جه يا حبيبتي خلاص، اردف بها خالد بهدوء يبتسم في توعد قاسي، دخل إلي الغرفة ينظر لزيدان الصغير يبتسم له يطمئنه، ليعاود النظر لزوجته يقول مبتسما: - حبيبتي خدي زيدان واستنوني برة شوية نظرت لينا للفتاة تبتسم، لتسمك بيد زيدان تأخذه معها للخارج تغلق الباب عليهم Back خرجت ضحكات عالية من بين شفتي زيدان يحرك رأسه نفيا يبتسم فئ حنين:. - طلع معتز هو اللي مسلطها واداها فلوس عشان تعمل كدة، بس لو تشوف شكلها وهي خارجة من المكتب، ماسكة جزمتها في ايدها مسخرة، لسه فاكر منظر مرات خالي وهي واقفة تزعق وتقولهم أنا ابني ما بيكذبش... ابتسم حسام ذكرياته مع والده كانت سعيدة ولكنها مسالمة أكثر من اللازم، اجفل الإثنين معا علي صوت يعرفه زيدان جيدا وسمعه حسام قبلا يصيح فرحا: - زيداااان. رفع الاثنين وجهيهما معا ينظران لتلك القادمة تركض ناحية زيدان في دهشة ليصيحا معا في ذهول: - انجليكا! في مصر، في منزل خالد السويسي، تحديدا في غرفة نومه بالأعلي، بعد ليلة نوم عميييقة رغم كل ما حدث الا أنه غط في سبات عميق، يكفي أنه بين أحضانها ذلك أكثر من كافي، فتح عينيه قليلا يتثأب ناعسا ليبصر وجهها أمام تنظر له ترميه بنظرات حانقة مغتاظة، زفرت تتمتم ساخرة: - اخيرا صحيت، اوعي بقي سيبني مش كفاية ما عرفتش أنام بسببك امبارح ودلوقتي مش عارفة اتحرك. نظر لوضعهم ليجد الحال كما هو عليه ذراعيه تلتفان حولها بعنف ينام علي كتفها، فك وثاق ذراعيه لتعتدل في جلستها تتأوه متألمة تتمتم حانقة: - مش معقول كنت حاسة أن عضمي هيتكسر، أنت فاكر نفسك خفيف، وطول الليل تحلم وعمال تتكلم وتترعش وتحضن فيا زيادة... انتصف جالسا يمسح وجهه بكفيه من أثر النوم يحرك رأسه عله يستفيق، قطب جبينه من جملتها الأخيرة نظر لها يسألها متعجبا:. - أنا ما بتكلمش ولا نايم ولا بترعش، امتي حصل الكلام دا، وكنت بقول إيه رفعت كتفيها لأعلي بلامبلاة تتمتم ساخرة: - ما اعرفش ما كنتش مركزة، كنت عايزة أنام ومش عارفة. ابتسم في شحوب مد يده يمسك بكف يدها الموضوع جوارها، رفعت وجهها إليه حين فعل التحمت مقلتيها في مقلتيه، يبحث عن عشقها له في عينيه ابتسم حين رآه، صحيح أنه كان يختبئ خلف أمواج غضبها منه ولكنه هناك لم يمت، تسارعت أنفاسها تنظر له تعاتبه، ليفيض الندم موجا من حدقتيه، ابتسم ابتسامة صغيرة يتمتم:. - زعلك وحش اوي يا لينا، زمان مش زمان اوي يعني لما كنت بتزعلي مني، فين الاخطبوط بتاعك صحيح، اللي بتروح قالبة وشه فيبان شكله زعلان وأنا افضل اراضي فيكي لحد ما تقلبي شكله ويرجع مبسوط تاني... ادمعت عينيها تتذكر كم كانت ساذجة حتي في غضبها منه كانت تسامحه ببساطة، ببضع قطع حلوي، ولعبتها الغاضبة، مسحت دموعها سريعا بيدها الاخري قبل أن يراها اختنق صوتها وهي تتمتم:. - عشان كنت عبيطة، وكانت خناقتنا بتبقي تافهة علي حاجات بسيطة، كنت فاكرة أنك مش هتجرحني تاني يا خالد خلاص، بس كالعادة كنت غلطانة، المرة دي انت قهرتني مش بس جرحتني، اتجوزت عليا كتبت واحدة تانية علي اسمك، رميت نفسك في حضنها حرك رأسه نفيا سريعا يغمغم متلهفا: - و**** يا لينا ما لمستها، اقسملك اني جوزنا بس علي ورق نزعت يدها من يده بعنف تضع كفيها علي اذنيها انهمرت دموعها بحرقة تتمتم بقهر:. - بس، بس، ما تكملش، مش عايزة اسمع ولا اعرف حاجة، ارجوك اخرج، سبني أنا عايزة أنام. نظر لها للحظات تنهد عاجزا عن فعل اي شئ، تحرك من جوارها، لترتمي علي الفراش توليه ظهرها تضم ركبيتها لصدرها تبكي بعنف لم تعرفه في الأيام الفائتة، لم يحتمل تركها في حالتها تلك التف سريعا حول الفراش يجلس علي ركبتيه امامها، افزعه وجهها الشاحب عينيها الحمراء دموعها المهراقة بلا توقف، تحتضن ركبتيها بذراعيها بعنف، حاول احتضانها لتدفعه بعنف ابتعدت تنظر له كارهة أمسك بذراعيها يشد عليهما برفق يهمس راجيا:. - عشان خاطري كفاية يا لينا، ما تعمليش في نفسك كدة، أنا هو قدامك، خدي حقك مني، زي ما أنتي عاوزة، وحياة اغلي حاجة عندك كفاية، أنا مش هستحمل اشوفك في حالتك دي، طب قومي صرخي اعملي اللي انتي عيزاه، كفاية ب**** عليكي يا لينا مدت يدها تجذب الغطاء بعنف تختبئ أسفله يسمع صوت بكائها العنيف أسفله، لحظات صمت قبل أن تصيح فيه بقهر: - اخرج، اخرج مش عايزة احس بوجودك معايا حتي، امشي. ابتلع لعابه قلبه تتدافق دقاته بعنف خوفا عليها من حالها الغريب تلك، تحرك رغما عنه يجر ساقيه لخارج الغرفة القي عليها نظرة اخيرة تنهد بحرقة قبل أن يخرج يغلق الباب خلفه، التفت خلفه ليجد لينا ابنته تهرول ناحيته تمسك هاتفها في يده مدته له ما أن رأته تتمتم مبتسمة: - بابا معاذ علي الموبايل عايز يكلم حضرتك.. زفر أنفاسه حانقا، التقط الهاتف من يدها يضعه علي اذنه زفر حانقا يتمتم بتعالي: - نعم، خير. حمحم الأخير حرجا تلعثم قليلا يحاول تجميع جملة مفيدة: - اااا، ااا حضرتك أنا ككنت ععايز اخد من حضرتك ممم، ميعاد كتب الكتاب، بما أن لينا مش حابة فكرة الفرح، ففف ايه رأي حضرتك نعمل حفلة بسيطة في اي مكان يعجب حضرتك، ونكتب الكتاب واخد لينا - تاخد مين يا روح امك صاح بها خالد فجاءة بشراسة مفزعة، لتشهق لينا في صدمة مما قال والدها توا، نظرت له غاضبة لتصيح محتدة تدافع عن قرارها:. - في ايه يا بابا، ازاي تشتمه كدة، أنا موافقة علي اللي معاذ بيقوله، ويا ريت حضرتك تحدد ميعاد كتب الكتاب رمي ابنته بنظرة حارقة غاضبة شد يده التي تمسك الهاتف بعنف يجز على أسنانه يطحنها بضراوة قبل أن يزمجر غاضبا: - طالما الهانم واخدة قرارها جاية تقولي ليييه، عايزة تتجوزيه، اتجوزيه، بكرة تعرفي أن الندم مش هينفعك وجه حديثه للطرف الآخر يصيح محتدا: - أنت يا إبني آخر الاسبوع تجيب معاك المأذون... دون كلمة أخري أغلق في وجهه الخط ابعد الهاتف عن أذنه ينظر لابنته نظرات حادة قاتمة لتقابله بنظرات تحدي ثابتة، أعطاها ذلك الهاتف الاسود الصغير مرة أخري، ليتركها ويغادر نظرت في اثره تتنفس بعنف للحظات لتهرول عائدة لغرفتها، ارتمت علي فراشها تلهث بعنف لتقع عينيها علي جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها « اللاب توب » تلك الصورة التي بعثها لها ايميل مجهول صورة لزيدان وهو في لندن، وتلك الانجليكا ترتمي بين ذراعيها وهو بالطبع يحتضنها، والدها يريدها أن تحيي علي اطلاله تبكي والاخير في شهر عسل مع الشقراء لا يهتم بها من الاساس، شدت علي أسنانها بعنف تنظر للصورة نظرات حارقة غاضبة تتمتم متوعدة:. - زي ما نسيتني أنا كمان هنساك... علي صعيد آخر، انتظرت بفارغ الصبر الطريق الفاصل بين منزل عمها والمستشفي المحتجز فيها قلبها، طوال الطريق في السيارة مع والدها وهي تدعو له أن يكون بخير علي ما يرام، تتمني فقط تتمني أن يكن استفاق من ثباته المخيف، كم اشتاقت له، نظرة عينيه ابتسامته، كلاماته، صمته يقتلها، وقفت سيارة ابيها اخيرا هي وسيارات الحراسة المكثفة التي تلحقهم، نزلت سريعا من السيارة تتحرك بتلهف تسبق والدها الي غرفته كل خطوة يزيد الأمل في قلبها أن تراه مستيقظا، تبدد أملها بالكامل ادمعت عينيها حين رأته من خلال زجاج غرفته كما هو نائم في ثباته الخاص، جواره طبيب وممرضة، تحركا للخارج في لحظة قدوم والدها الذي هرول ناحية الطبيب يسأله قلقا:. - طمني يا دكتور أدهم حالته ايه دلوقتي نظر له الطبيب مشفقا حرك رأسه نفيا كأنه يخبره أن لا جديد كما هو اغمض حمزة عينيه متألما يدعو داخل قلبه يصيح راجيا: - ياااارب تجاوز الطبيب يدخل الي الغرفة لتتبعه مايا سريعا جلس جوار فراش إبنه يمسك بكف يده ينظر له للحظات طويلة لم يجد ما يقوله فبدأ يحادثه غاضبا:. - أدهم إنت يا ولد، فتح عينيك بقي وبطل رخامة، خلاص يا سيدي عرفت أنك غالي عندنا كلنا، قوم يا أدهم بقي كفاية دلع انسابت دموع مايا تنظر لوالدها مشفقة قلبها يتمزق بين حالة والدها الحزينة البائسة، وحالة قسيم روحها الحرجة، تقدمت من الفراش تجلس من الناحية الأخرى تمسح علي خصلات شعره بخفة تهمس له بصوت خفيض ينزف ألما:. - قوم يا أدهم، عشان خاطري، طب عشان خاطر بابا يا أدهم، صعبان عليا أوي، أنت مش عارف حالته عاملة إزاي، قوم يا أدهم... ابعد حمزة يده عن يد أدهم يمسح بها دموعه التي تساقطت رغما عنه لتتوسع عيني مايا في دهشة شهقت من الفرحة لتتمتم سريعا بتلهف: - الحق يا بابا أدهم بيحرك صوابعه نظر حمزة سريعا ناحية ادهم وقلبه يدق فرحا ليجد يده كما هي ساكنة لا تتحرك قطب جبينه ينظر لابنته متعجبا لتغمغم سريعا بتلهف:. - و**** العظيم لما حضرتك كنت ماسك ايده وسيبتها كان بيحرك صوابعه كأنه بيدور علي ايدك نظر لابنته مشفقا ربما هي فقط تتوهم ولكن لا مانع من التجربة عاد يمسك بيد أدهم من جديد يحادثه بحنو كأنه *** صغير:. - أدهم إنت سامعني يا حبيبي مش كدة، أدهم، أدهم فاكر لما خدت عربيتي وأنت في ثانوي ودمرتها خالص، وعملت فيها ناصح ورحت فاكك جزء من السقف الحديد بتاع الجراش وقعته عليها كأنه هو اللي وقع قضاء وقدر مش أنت اللي كسرتها ابعد يده من جديد يتابع بتلهف عن كثب لحظة اثنتين ثلاثة، الي أن بدأت أصابع الأخير تتحرك من جديد حركات خفيفة للأمام وللخلف كأنه يبحث عن يد والده، صاحت مايا فرحة: - مش قولتلك بيحرك صوابعه. انسابت دموع حمزة فرحا ليهب سريعا من مكانه يتمتم متلهفا وهو يهرول للخارج: - أنا هنادي الدكتور. أما علي اتجاه آخر لم نزره منذ وقت طويل في منزل عمر وتالا، فتح عمر الباب باب المنزل بعنف لتدخل تالا وخلفها عمر الذي صاح فيها حانقا: - خشي يا تالا هانم عجبك الفضايح اللي عملتيها في الاجتماع دي اسبلت تالا عينيها في براءة تشير لنفسها متفاجائة تتمتم مدهوشة: - أنا؟!، هو أنا يعني عشان شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير ابقي عملت فضايح، كانت بتتلزق فيك ولا لاء. خرجت سارة علي صوت شجارهم من الخارج تدعو في نفسها الا يعودا لما كانا عليه قبلا فسارين ليست هنا الآن لتؤازرها، حمحمت ما أن دخلت الي الغرفة تسألهم متوترة: - انتوا بتتخانقوا ليه قرأ عمر خوف ابنته من نظرات عينيها القلقة المضطربة، فتقدم ناحيتها سريعا امسك بيدها برفق يجذبها إلي اقرب مقعد جلست وجلس جوارها يشير ناحية تالا التي تجلس على المقعد لهم بإريحية شديدة وكأنها لم تفعل شيئا ليغمغم عمر مغتاظا:. -اشهدي يا سارة مامتك ضربت العملية في الاجتماع النهاردة صاحت تالا معترضة تدافع عن نفسها: - أنا ما ضربتهاش أنا شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير شهقت سارة في فزع، تنظر لوالدتها مدهوشة ليصفع عمر جبينه براحة يده ابتسم يتمتم ساخرا: - اتفضلي يا ستي، وكدة ما ضربتهاش، خلت الشركة خسرت الصفقة، لأن عندها اعتقاد أن الست كانت بتحاول تعاكسني أحمر وجه تالا في غيظ لتهب واقفة تصيح بشراسة:. - لا يا حبيبي دي كانت بتتحرش بيك وأنت عامل عبيط، كل شوية تخبط فيك وكأنها مش قاصدة وعمالة تنعملي في صوتها، وعمالة فيك ومسيو عمر، مسيو عمر، ما أنا بعرف اتكلم فرنساوي أنا كمان ضحك عمر ساخرا يشير لوقفتها يتمتم متهكما: - دا مش منظر واحدة بتتكلم فرنساوي دا منظر واحدة خارجة من تهمة قتل مع سبق الإصرار. ضحكت سارة رغما عنها وضعت يدها علي فمها سريعا تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها، ليغمز لها عمر بطرف عينيه يشاكسها، انتفخت ادواج تالا غضبا اقتربت تود الإنتقام حين شعرت فجاءة بدوار يعصف برأسها دون سابق إنذار ترنح جسدها بعنف قبل أن تسقط أرضا في لحظة غائبة عن الوعي؟! ومن هنا لهناك وقفت احدي الطائرات في مطار القاهرة الدولي، لينزل ثلاثتهم رجلين وامراءة، تحركا للخارج انهي أحد الرجلين كافة الإجراءات ليتوجها الي اول سيارة اجري تقابلهم جلس رجل وامراءة علي الاريكة الخلفية والشاب جوار السائق، تحركت السيارة بهم الي حيث عنوان محدد، التفت الشاب ينظر للجالسين يتمتم مبتسما: - هو جدو جاسم هنا صح ابتسمت السيدة بخفة تحرك رأسها إيجابا تضيف مبتسمة:. - ايوة يا حبيبي أنا لما كلمته امبارح قالي أنه في بيتك خالتك نظرت بعدها لذلك الجالس جوارها شارد عينيه يصرخ فيهم القلق تعجبت من قلقه تسأله: - مالك يا إسلام تنهد يزفر انفاسه القلقة يتمتم شاردا: - قلقان علي بدور، كل ما أما اكلمها تقولي أنا كويسة وبخير ما تقلقش، وجوزها بقالي مدة طويلة بحاول اكلمه موبايله دايما مقفول، أنا هوصلك عند اختك واطلع علي بيتها علي طول ابتسمت تحاول طمئنته ربتت علي يده تردف تطمئنه:. - ما تقلقش بإذن **** هي بخير وكويسة أنت بس بتقلق عليها زيادة التفت لها يحاول الابتسام يتمني فقط ان تكن حقا بخير، دقائق اخري ووصلت السيارة الي منزل خالد، تعجب إسلام من حالة التفتيش المكثفة التي قام بها الحراس لسيارة التاكسي، قبل دخولها، ما إن دخلا صاح السائق حانقا: - بقولك ايه يا عم عايز تكمل مشوارك شوفلك سواق غيري، هو دا بيت وزير ولا ايه، دا ناقص يخلعوا عجل العربية ودي عليها أقساط. زفر إسلام حانقا اعطي للسائق نقوده، ليتركهم الأخير ويرحل تقدمت شمس سريعا من باب المنزل وخلفها إسلام وجاسم الشاب علي اسم جده، دقت شمس الباب عدة مرات ليُفتح الباب بعد دقائق، وظهرت بدور من خلف الباب توسعت عينيها في صدمة ما أن رأت أخيها، بينما شقت هو الابتسامة شفتيه هرول ناحيتها يعانقها بقوة يتمتم متلهفا فرحا:. - بدور حبيبتي طب كويس إني لقيتك هنا، أنا كنت لسه هروحلك البيت وحشاني يا قلبي، اومال يا أسامة جوزك الرخم وخالد وسيلا الصغيرين تجمدت بدور بين ذراعي اخيها تنظر للفراغ في فزع لا تعرف حقا ما يجب عليها أن تقوله. بعد بحث مضني في شوارع القاهرة حل الليل دون ان يصل لشئ، فقرر العودة إلي منزله ليضع حدا فاصلا لكل شئ، ليأخذ بثأره، لينتقم مما فعلت به، وقفت سيارة الاجري امام منزله نزل حاسب السائق ليتجه بخطي سريعة غاضبة الي داخل المنزل دق الباب بعنف لتفتح له الخادمة سريعا، صدح صوته الغاضب الحاد ما أن وطأ بقدميه إلي المنزل: - شاهيناااااااااز. الفصل الخامس والثمانون - شاهينااااااااااز صدح صوته الحاد الغاضب يرج ارجاء البيت رجا يقف في منتصف صالة منزلهم الواسعة الفارغة، كليث غاضب ينتظر فريسته ليفتك بها، تدافع جميع من في البيت علي صوت صياحه والدته التي خرجت من المطبخ شقيقه التي نزلت تهرول إلي أسفل، لحظات وظهر والده من عند باب المنزل الغربي، اندفعت شروق ناحية ولدها تقبض علي تلابيب ملابسه تصيح فيه بقهر:. - سهيلة فين عملت فيها ايييه، حرام عليك ذنب البنت دي في رقبتك علي اللي قولته عليها إنت وأبوك منكوا *** نظر لجاسر لوالده متعجبا كأنه يسأله بعينيه ألم تخبرها، ليحرك رشيد رأسه نفيا، في تلك اللحظات نزلت شاهيناز من اعلي تمشي الهوينة تبسط يدها خلف ظهرها والأخري تضعها علي بطنها المنتفخ اسبلت عينيها بنعومة ما لم رأته لتقترب منه تتمتم: - ايه يا حبيبي بتزعق ليه، مين ضايقك بس. لحظة اثنتين ثلاثة، هو يقف صامت تماما يشتعل قبس من شرار غاضب في قلبه شيئا فشئ ليتأجج يفور ويغلي، توسعت حدقتيه تنصهر ببركان غضبه في لحظة كان كفه يهوي بعزم ما فيه من قوة علي وجهها شهقة متألمة خرجت من بين شفتيها كادت أن تسقط أرضا ولكن قبضته التي احكمها حول رسغ يدها، جذبها بعنف لتنظر ناحيته بأعين شاخصة مصدومة، اندفعت والدته ناحيته من جديد تصرخ فيه:. - أنت خلاص اتجننت، طفشت سهيلة ودلوقتي بتضرب الحامل، اوعي سيبها، يا حيوان، سيبها يا جاسر لا هتبقي ابني ولا اعرفك جذب جاسر يد شاهيناز يجذبها خلفه بعنف لأعلى حيث غرفتهم حاولت شروق اللحاق به ليمنعها رشيد سريعا حين وقف أمامها يمنعها من التحرك صاحت شروق بحرقة تبكي: - في ايه مالكوا، جرالكوا إيه، ازاي سايبه يبهدل من بنات الناس كدة، سهيلة اللي يا حبة عيني هربت، وشاهيناز حامل دا ممكن يموتها... ابتسم رشيد في هدوء ساخر يحرك رأسه نفيا بتروي يردف: - ما تصعبش عليكي اوي كدة ما تقلقيش ابنك مش هيموتها، مرات ابنك اللي بتعيطي عشانها دي، هي السبب في اللي حصله كله، كانت عملاله سحر عشان تفرق بينه وبين مراته وتخليه خاتم في صباعها. شهقت شروق بهلع تنظر لرشيد مرتعدة تحرك رأسها نفيا تنفي تلك الكلمات الغريبة التي خرجت من فم زوجها توا، ليحرك رشيد رأسه بالإيجاب يؤكد علي كل كلمة قالها، امسك بيدها يجذبها خلفه إلي اقرب مقعد يتمتم في تروي: - أنا ما رضتش اتكلم وجاسر مش موجود احسن هي تسمع، بس طالما جاسر جه اقعدي وهحكيلك، وغيث اهو واقف يشهد علي كلمة بقولها. في الأعلي جذب جاسر شاهيناز إلي غرفتها دفعها للداخل بعنف لتسقط علي فراشها تأوهت متألمة من أثر الدفعة رفعت وجهها تصرخ فيه متألمة: - أنت اتجننت يا جاسر، حرام عليك أنا حامل أوصد الباب جيدا بالمفتاح نزعه من قفله يدسه في جيب سرواله التفت لها يرسم ابتسامة قاتمة علي شفتيه يتمتم ضاحكا: - حامل؟!، بجد، من مين بقي. شخصت عيني شاهيناز في هلع تنظر لجاسر مذعورة للحظات تسارعت أنفاسها يأكل القلق قلبها هل انتهي مفعول العمل بتلك السرعة، ابتلعت لعابها تستعيد ثباتها تتمتم محتدة: - لاء دا أنت اتجننت فعلا يعني ايه من مين، منك أنت طبعا، ما يوصلش بيك الحال أنك تتهمني إتهام زي دا يا جاسر، أنا أشرف من الشرف نفسه. انهت كلامها لتصدح ضحكات جاسر العالية تهز ارجاء الغرفة، ظل يضحك حتي ادمعت اقترب منها قليلا ليدني بجسده حرك كفه علي وجهه يتمتم ساخرا: - ايه يا روحي كنتي بترقصي بشرفك سطل ماء بارد كالثلج سقط فوق رأسها في يوم اشد بروده منه، شحب لون وجهها فجاءة، لتصرخ متألمة حين قبض علي خصلات شعرها بكفه بعنف رفع رأسها قليلا ينظر لوجهها يصرخ بشراسة:. - أنا هدفنك زيك زي اي كلبة لما بتموت بنحفر في الجنينة برة ونرمي جثتها وانتي اصلا مالكيش أهل يسألوا عليكي، ولا ايه يا شوشو مش دا لقبك في الكبارية بردوا انخلع قلبها فزعا وهي تري وجه آخر لجاسر لم تره قبلا وجه مخيف قاسي مرعب حاولت تقبيل كف بيده التي تقبض علي خصلات شعرها تصيح بحرقة: - ابوس ايدك سامحني، مراد السبب صدقني هو السبب، هو اللي اتفق معايا أعمل كدة، عشان اخد منك فلوس وادهاله. كان يعلم ولكن ما أن خرج اسم صديقه الوحيد من بين شفتيها شعر بنصل مسموم يخترق قلبه، صديقه الوحيد مأمن أسراره الأول خائن، التفت بعينيه ناحية شاهيناز ليدفعها بعنف لترتد إلي الفراش استند بأحد ساقيه علي أحد الفراش يتمتم ساخرا: - أنا بحب الحكايات اوي احكيلي بقي كل اللي حصل حركت رأسها إيجابا بهلع تقص عليه ما حدث قديما Flash back. في أحدي الملاهي الليلية الرخيصة علي خشبة مسرح يعج أمامها السكاري والمخمورين ومغيبي العقل، يصفقون بحرارة لتلك التي تتمايل ببراعة في حلة رقص شرقية تستر سنتيمترات معدودة من جسدها والباقي تلتهمه أعين الرجال، صيحات باسمها من جميع الانحاء ضاحكات ماجنة من هنا وهناك، التفت هي حول نفسها مرة واثنتين وثلاثة لتنهي رقصتها مع صياح وتهليل حاد عالي، رفع وجهه ترسل للجميع قبلاتها لتتجه بخطي رشيقة خفيفة إلي غرفة ملابسها جلست أمام مرأه غرفتها تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تتمتم بزهو:. - يا سلام عليكي يا بت يا شوشو كنتي مولعة الصالة النهاردة دقات منتظمة علي باب الغرفة، دقات تعرف صاحبها جيدا قامت سريعا تفتح الباب لترتمي بين أحضان الطارق تغمغم بخلاعة: - مررراد، وحشتني يا مارو ايه كل الغيبة دي، شوشو ما وحشتكش. ادخلها الي الغرفة ليدخل خلفها سريعا يد تغلق الباب عليهم والأخري تفتح ازرار قميصه سريعا، بعد ما فعلوا ما فعلوا، استند مراد بظهره إلي ظهر فراش الغرفة الصغيرة يدس سيجارة بين شفتيه اخرج قدحاته يشعلها بها، نفث دخانها الابيض السام ليلتفت برأسه لتلك الجالسة جواره غمز لها بطرف عينيه يغمغم في خبث: - بقولك ايه يا شوشو، نيجي نلعب لعبة حلوة. ضحكت ضحكة عالية رقيعة لتأخذ السيجارة منه تدسها بين شفتيها تمصها هي الاخري بشراهة تتمتم ضاحكة: - نلعب بس لعبة ايه بقي عاد يأخذ سيجارته منها ليقترب لف ذراعه حول كتفيها يقربها منه يغمغم في هدوء خبيث:. - بصي يا ستي جاسر رشيد الشريف، صاحبي أنا وهو أصدقاء من الجامعة، ابوه غني جداا، عنده مطعم سمك هنا في اسكندرية فاتحه من ورا أبوه، المطعم من ساعة ما اتفتح والزباين فيه ما بتخلصش، كلها سنة ولا اتنين بالكثير ويبقي اكبر مطعم في إسكندرية كلها، جاسر نقطه ضعفه ابوه دايما في مشاكل بينهم، مخليه كل يوم والتاني هنا في اسكندرية... التقطت شاهيناز علبة السجائر بأكملها من جوار مراد تشعلها بالقداحة بعد أنفاس طويلة نظرت لمراد تردف ساخرة: - ايه يا عم حيلك حيلك وأنا مالي ومال الحدوتة دي كلها، هو أنا قريبته صدمها مراد علي رأسها برفق يتمتم ساخرا:. - افهمي يا غبية، جاسر جاي بكرة وواضح أنه متخانق خناقة كبيرة اوي مع ابوه، أنا بقي هكيفله دماغه، لحد ما يتعمي وبعدين نلعب، هنعمل قال إيه أن جاسر اغتصبك يا زينة البنات انتي، وطبعا جاسر ابو قلب طيب، لازم هيصلح غلطته، ويتجوزك شهقت شاهيناز بحدة بحركة سوقية مقززة لتردف محتدة: - نعععم يا اخويا أنت عايزني اتجوزه واسيب الرقص، لاء طبعا مش موافقة قبض مراد علي ذراع شاهيناز انتصف جالسا يصيح فيها محتدا:. - ما تتظبطي يا شاهيناز هو انتي بتاخدي يعني كام من المخروبة دي، جاسر دا بنك فلوس هتسحبي منه زي ما انتي عايزة مقابل سكوتك يا حمارة افهمي، ويوم والتاني هخليه تمضيه علي بيع المطعم بتاعه من غير ما ياخد باله والارباح بالنص قولتي إيه لانت قسمات وجهها قليلا لتستند برأسها علي صدره تبسط كفيها عليه تغمغم بنبلة لعوب: - طب افرض أنا وافقتك، كدة إحنا مش هنعرف نتقابل تاني خالص يا مارو... قتمت عينيه بشهوة سوداء يقربه إليه يهمس يهمس بصوت قاتم: - مين قال كدة جاسر بيقعد يوم بالكتير، اسمعني كلامي يا شاهيناز وهتعيشي ملكة، قولتي ايه Back نظرت له مذعورة ما أن أنهت كلامها، لتراه اشتعال حدقتيه بلهيب من نار الغضب والانتقام اندفع ناحيتها يصفعها بكفيه علي وجهها يصيح بحرقة نار قلبه: - يا بنت ال، يا زبالة، أنا تلعبوا بيا، أنا هموتك تعالت صرخاتها من الألم لتصيح باكية تتوسله:. - ابوس ايدك يا جاسر ارحمني أنا آسفة، و**** أنا كنت هقولك صدقني كنت هقولك قبض علي خصلات شعرها من جديد يجذبها بعنف لتقف من مكانها تكاد تتهاوي أرضا من الألم الذي يطحن عظام وجهها، رفع وجهها له بثق عليها يصرخ غاضبا: - كنتي هتقوليلي، قبل العمل ولا بعده شهقت مرتعدة تنظر له مذعورة يبدو أنه علم جرائمها أجمع، صرخت متألمة حين هوي علي وجهها بصعفة تليها أخري:. - أنا تمشيني وراكي زي الكلب تخليني اشك في مراتي، وجاية في الآخر تخوضي في شرفها، مين ساعدك تعملي الزفت دا زاعت عينيها من الألم خرجت نبرتها خافتة مرتعشة تتوسله باكية: - سنية الخدامة و**** هي اللي قعدت تقنعني بحكاية العمل دي، ابوس ايدك ارحمني، أنا حامل ضحكت بقتامة ضحكة سوداء قاسية اشار الي بطنها ليرفع حدقتيه لها يتمتم متوعدا: - دا إبن مراد مش كدة، اوعي تكدبي لادفنك بيه. حركت رأسها إيجابا حركة خفيفة سريعة مذعورة تنظر له برهبة تقتلها خوفا، شد هو يده حول شعرها متجها ناحية باب الغرفة اخرج المفتاح يفتح به قفل الباب، تحرك بها ناحية للخارج للتوسله هي تصيح باكية: - حرام عليك يا جاسر ارحمني، ااااااه صرخت من الألم لتنحني للأمام قليلا تمسك ببطنها جذبها بعنف يكمل طريقه لأسفل دفعها ناحية باب المنزل امامهم جميعا يصرخ:. - انتي طالق، طالق، امشي اطلعي برة للشوارع اللي جيتي منها برررررررة نظرت لهم جميعا تحاول أن تتوسلهم، رأي الاشمئزاز والقرف في وجوه الجميع، تحركت خطوتين للامام لتغادر، لتسقط أرضا فاقدة للوعي فجاءة! وقف أمام باب غرفته بالخارج يتحرك مضطربا ذهابا وإيابا قلبه يأكله قلقا، يفكر في أسوء الاحتمالات لسقطوها المفاجئ ذاك يدعو في نفسه أن تكن فقط بخير، التفت سريعا حين انفتح باب الغرفة ليظهر الطبيب ومن خلفه سارة، اقترب عمر من الطبيب يسأله عجزا - طمني يا دكتور تالا عاملة إيه هي كويسة ابتسم الطبيب في هدءو يحرك رأسه إيجابا ربت علي كتف عمر يتمتم مبتسما:. - مبروك بنسبة كبيرة المدام حامل، بس بردوا نتأكد خليها تعمل الاختبار دا، ولو طلع مظبوط أنا كاتبلك فيتامينات وادوية مناسبة ليها والافضل تتباعوا مع دكتور متخصص شخصت عينيه في ذهول يقف مكانه متجمدا وكلمة حامل! تتردد في قلبه قبل أذنيه تالا تحمل **** بعد كل تلك السنوات، لا يصدق حقا، قلبه ينتفض يرتجف فرحا، جسده بالكامل يرتعش، اجفل من شروده علي يد الطبيب تتحرك أمام وجهه يسأله متعجبا: - أستاذ عمر أنت كويس. حرك رأسه إيجابا سريعا يحاول عقله ترجمة جملة واحدة مفيدة لا يجد، بدأ يتعلثم قائلا: - اااه، ااه اننننا كووويس، اتفضل يا بشهمندس، يا دكتور آسف، قصدي حامد أنا آسف، اتفضل اتفضل ضحك الطبيب بخفوت يتحرك بصحبة عمر للخارج نزل معه الي أسفل التفت له قبل أن يغادر يسأله قلقا: - أنت متأكد فعلا انها حامل ابتسم الطبيب بهدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم بتروي: - بنسبة كبيرة آه، بس بردوا نتأكد بالتحاليل... ابتهج قلب عمر فرحا حاسب الطبيب يعطيه نقوده ليهرع إلي أقرب صيدلية قريبة من البيت، يشتري الدوا، عاد الي البيت يكاد يركض في الشارع، اسرع في خطواته، يتجه سريعا لأعلي، فتح الباب يدخل مهرولا الي غرفته وجد تالا استعادت وعيها تجلس جوارها سارة تعطيها لها كوب عصير، نظرت تالا لزوجها ما أن دخل تسأله بصوت خفيض متعب:. - في ايه يا عمر، حصل أيه، سارة بتقولي اني اغمي عليا، وعمالة تقولي مفاجأة مفاجأة بابا هيقولك عليها نظر عمر لابنته يبتسم في ابتهاج يغمز لها بطرف عينيه حركت رأسها تحمحم تردف: - طيب أنا هروح اسخن الغدا في ناس لازم تتغدي كويس... ضحك عمر عاليا قبل أن تخرج سارة من الغرفة تجذب الباب خلفها توجه عمر يجلس مكان ابنته جوار زوجته التفتت تالا له برأسها تسأله متعجبة:. - في ايه يا عمر، ومين دا اللي لازم يتغذي كويس، ومفاجاءة ايه ما تفهمني عبث في محتويات الحقيبة الصغيرة في يده ليخرج لها علبة صغيرة مد يده لها به يتمتم مبتسما: - دا هيفهمك مدت يدها تأخذه من يده لتشهق مدهوشة التفتت له سريعا تتمتم في ذهول: - أنا حامل! رفع كتفيه لأعلي كأنه لا يعلم تنهد يقرص مقدمه انفها باصبعيه برفق يتمتم مبتسما:. - الدكتور بيقول شاكك، وقالي الاختبار هيأكد، فأنا هروح اجيبلك الغدا، وانتي ادري طبعا بالحاجات دي. تركها وغادر خرج من الغرفة لتنظر لما في يدها للحظات طويلة مذهولة، كيف بعد سنوات كانت فقدت الأمل تماما بعد انجابها لسارين وسارة أن تحمل من جديد، ادمعت عينيها تتحرك سريعا ناحية المرحاض مرت عدة دقائق قبل أن يدخل عمر الي الغرفة يحمل صينية طعام صغيرة نظر حوله ليجد الغرفة فارغة، دفع الباب بقدمه ليغلقه خلفه، وضع الصينية علي طاولة صغيرة، جلس علي حافة الفراش يحرك ساقه اليسري بسرعة متوترا يخفي وجهه بين كفيه، لحظات طوووووويلة قبل ان يسمع صوت باب المرحاض يفتح هب سريعا ينظر لتالا التي خرجت توا من باب المرحاض تمسك جهاز التحليل الصغير بين يديها تنظر له مصدومة، اقترب منها سريعا يغمغم متلهفا:. - ها طمنيني اغرقت الدموع عينيها حين رفعت وجهها له تشق ابتسامة مرتعشة شفتيها تغمغم برعشة احتلت نبرتها: - أنا حامل يا عمر، أنا مش مصدقة، أنا حامل انهمرت الدموع من مقلتيه ليندفع يحتضنها بعنف يخبئها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لتتشبث هي بقميصه تشهق في بكاء عنيف سعيد سمع صوتها المبعثر بين موجة بكائها:. - أنا مش مصدقة يا عمر سنين بعد ما خلفنا سارة وسارين، ما كنش بيحصل حمل ابداا حتي العمليات فشلت، مش مصدقة أنا حامل يا عمر، حامل بجد أبعد وجهها عنه يحتضنه بين كفيه يمسح ما يسقط من دموعها بإبهاميه، تنهمر دموعه هو الآخر يغمغم بصوت خفيض حاني:. - يمكن لو كان الطفل دا جه زمان كان هيبعدنا مش هيقربنا، إنما دلوقتي أنا مستنية بفارغ الصبر عشان أعيش معاه اللي ما عرفتش اعيشه زمان، يا رب يطلعوا تؤام زي سارة وسارين، حقك عليا لو في يوم زعلتك يا تالا شقت ابتسامة واسعة شفتيها تنظر له بحب ليميل هو يقبل جبينها، يشدد علي عناقها. علي صعيد قريب منهم في غرفة سارة وقفت في شرفة غرفتها تبتسم سعيدة الفكرة نفسها غريبة أن يصبح لها شقيق أو شقيقة بعد كل تلك السنوات، ابتسمت شاردة باتت وحيدة بعد زواج سارين، كم اشتاقت لشقيقتها توجهت ناحية هاتفها تريد الاتصال بها حين وجدته يدق برقم غريب، ظلت تنظر له للحظات قبل أن تنتهي دقاته، تنهد بارتياح ليعاود الدق من جديد من نفس الرقم ابتلعت لعابها قلقة ربما هو فقط رقم خاطئ، وضعت الهاتف علي أذنيها تهمس مرتبكة:. - ممين، مين معايا لحظات صمت لا تسمع سوي صوت أنفاس ليدق قلبها بعنف حين استمعت إلي صوت حاول قلبها إنكار انها حقا اشتاقت له: - أنا حسام يا سارة، آسف لو كنت ازعجتك، أنا بس عرفت ان نتجيتك هتطلع النهاردة، فحبيت اتصل اطمن عليكي، النتيجة ظهرت ولا لسه تسارعت دقات قلبها تطرق في قفصها الصدري بعنف مخيف، جسدها ارتجف بعنف بلعت لعابها تحاول أن تُخرج صوتها: - لسسسه لحظات صمت لتسمعه يردف مبتهجا يحفزها:. - بإذن **** خير أنا متفائل أنك هتجيبي المجموع اللي نفسك فيه، أنا قولت اطمن عليكي وأنا آسف لو ازعجتك... صمت للحظات طويلة قبل أن تسمعه يغمغم بنبرة خافتة رخيمة مترددة: - سارة، أنا، أنا، أنا بحبك توسعت عينيها في ذهول لتجده أغلق ابعدت هاتفها عن اذنها تنظر لسطح شاشته في ذهول، هل قال أنه يحبها توا، أم انها فقط كانت تتوهم، لحظة فقط لما يطرق قلبها بذلك العنف، لما تشعر بتلك السعادة الغريبة. اجفلت علي صوت رسالة تأتي من نفس الرقم فتحتها سريعا لتجده كتب لها «تعرفي أن في بنوتة اتولدت علي ايدي النهاردة وسميتها سارة، انتي احلي صدفة سارة قابلتها يا سارة » اختفت أنفاسها تقرأ ما أرسل مرة وأخري وأخري، بقلب صغير يرتجف فرحا. في منزل خالد السويسي، جلس إسلام أمام شقيقته في غرفة الصالون بينما صعدت شمس لشقيقتها، وخالد يجلس قريبا منهم يعمل علي حاسبهم المحمول، أمسك إسلام يدي بدور متلهفا: - عاملة ايه يا بدور طمنيني عليكي، اومال جوزك فين، كل ما أسألك عليه تتهربي من الإجابة. نظرت بدور ناحية خالد، لمحة خاطفة تستجديه بعينيها أن ينقذها من ذلك الموقف، لاحظ خالد نظرات بدور المتوسلة ليتحرك من مكانه توجه إليهم جلس جوار بدور علي الأريكة تنهد يحادث إسلام بهدوء: - بدور اتطلقت يا إسلام من حوالي خمس شهور توسعت عيني إسلام فزعا ينظر لشقيقته ليعاود النظر لخالد يقطب ما بين حاجبيه يصيح محتدا:. - اتطلقت ازاي ولييييه وازاي ما حدش يقولي، هي مش اختي دي، وطالما اتطلقتي ما اتصلتيش بيا لييه وأنا كنت هاجي اخدك تعيشي معانا ايه اللي مقعدك هنا ارتجف جسد بدور خوفا من صياح أخيها الغاضب، لا تعرف ما تقوله أنها متزوجة الآن مدت يدها تقبض علي كف يد خالد الجالس جوارها ليعطيها شبح ابتسامة مجهدة عاود النظر لاسلام يتمتم ساخرا:. - وفيها ايه لما تفضل هنا هو دا مش بيتها بردوا، وبعدين بدور ما ينفعش تسافر في سبب قوي يمنعها من السفر ازداد شعور إسلام بالغضب وهو يشعر أنه مُهمش في حياة شقيقته لتلك الدرجة لا قيمة لوجوده هب واقفا يصيح غاضبا: -سبب ايه دا ما تفهموني، هي دي مش أختي زفر خالد حانقا رأسه سينفجر من الصداع والاحمق لا يتوقف عن الصراخ، رفع وجهه ينظر لاسلام الواقف يغلي من الغضب ابتسم يتمتم في هدوء: - لانها اتجوزت. جملة بسيطة وقعت فوق رأس إسلام كصاعقة صاخبة مخيفة ارتج جسده بعنف ينظر لشقيقه نظرات قاتلة سوداء، يتمني فقط أن تكن مزحة، ولكنها حقيقة رآها في عيني بدور التي خافت أن ترفع وجهها وتنظر إليه، اندفع يقبض علي رسغ يد بدور بعنف جذبها لتقف أمامه رفع يده يود صفعها ليهب خالد سريعا يدفعه بعيدا عنها يزمجر بصوت حاد عالي: - لو ايدك اترفعت تاني يا إسلام هكسرهالك، انت بأي حق تمد ايدك عليها. طفح الكيل بإسلام ليصرخ بجنون يعبر عن غضبه: - بأنهي حق، بحق أنها أختي، أختي اللي اتطلقت من غير ما أعرف واتجوزت بردوا من غير ما أعرف، للدرجة دي أنا هوا ماليش اي لازمة في حياتها - مين دا اللي بيزعق يا خالد تمتم بها حمزة بهدوء تام وهو يدخل من باب المنزل تقدم خالد ناحيته يسأله: - طمني الأول أدهم عامل إيه ابتسم حمزة يحرك رأسه إيجابا يتمتم مبتهجا:. - حرك ايده الدكتور بيقول دي إشارة كويسة وأنه مخه بيستجيب، مايا اصرت تفضل معاه شوية كمان، المهم أشار لاسلام الواقف بعيدا هناك يرميهم بنظرات قاتلة لينظر له حمزة ساخرا يردف: - مين دا وبيزعق له... اقترب حمزة متجها للداخل ليري وجه بدور القاني دموعها المراقة بلا توقف، توجه ناحيتها سريعا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها جزعا: - درة مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه مين اللي زعلك في ايه يا خالد. صفع خالد جبينه براحة يده ينظر لاخيه ساخطا يتمتم في نفسه حانقا: - مش وقت نحنحة أنت كمان التهب وجه إسلام غضبا ليقترب منهم سريعا قبض علي تلابيب ملابس حمزة يصيح فيه: - أنت مالك ومال اختي أبعد عنها رفع حمزة حاجبه الأيسر ينظر ليد ذلك الرجل التي تقبض علي ملابسه ليلتفت لبدور يتمتم مبتسما: - دا اخوكي حركت رأسها إيجابا تتحاشي النظر تماما ناحية إسلام، ليرفع حمزة يده يزيح يد أسامة عن قميصه يتمتم مبتسما في توعد:. - طب عشان خاطر درة بس أنا مش هحاسبك علي المسكة دي، صدقني اي حد تاني كنت قطعت ايده التفت بجسده ناحيته بدور يمسح علي وجهها برفق يقول مبتسما: - حبيبتي حضريلي الحمام وقوليلي لحد من الخدامين يحضرولي الأكل احسن واقع من الجوع - اييييه اييييه حيلك ما تاخدها وتطلع أوضة النوم بالمرة زمجر بها إسلام بغضب يكاد يحرق ذلك الواقف أمامه ليلتفت حمزة له ابتسم يتمتم في هدوء ساخر:. - أنت مالك متضايق ليه واحد ومراته دا بدل ما تباركلنا توسعت عيني إسلام في صدمة يشير بسباته ناحية حمزة اقترب من بدور يمسك ذراعيها بعنف يصيح فيها: - انتي اتجوزتي الراجل دا ما تنطقي... شهقت باكية تحرك رأسها إيجابا دون أن ترفع وجهها تنظر لأخيها، ليهزها إسلام بعنف يصرخ فيها: - دا قد ابوكي ازاي تعملي كدة، ومين وافقك علي الجنان دا، ااااااه. صرخ إسلام متألما حين امسك حمزة إصبعه السبابة التي يشير بها ثناه بعنف حتي كسره في يده، توسعت عيني بدور فزعا تنظر لأخيها بهلع، ليقترب حمزة من إسلام قبض علي تلابيب ملابسه بينماه فقط يشد خناقه حور رقبته ابتسم يتمتم في هدوء تام: - دا اللي مش عاجبك إسمه حمزة بيه السويسي.، إياك عارف إياك كدة ترفع إيدك او تعلي صوتك علي مراتي لو مش عايزنا نعزي فيك... وقف خالد للحظات يراقبهم بصمت والوضع خرج عن السيطرة للأسف اقترب من أخيه يغمغم محتدا: - حمزة ابعد عنه وبطل جنان نظر حمزة ناحية خالد يبتسم في براءة يتمتم: - يا ابني ما أنا كنت بعيد وهو اللي جر شكلي، وعمال يزعق لمراتي ويقول اني قد أبوها، أنا بربيه بس عشان يتعلم يحترم الكبير. - عشان خاطري سيبه: همست بها بدور بصوت خفيض باكي مرتجف نظر حمزة ناحيتها حزينا علي حالها، ليلفظه حمزة بعيدا عنه يلقيه أرضا توجه ناحية بدور يحضتنها يتمتم بحنو: - بس يا حبيبتي اهدي لا عاش ولا كان اللي يزعلك وقف أسلام يتحامل علي ما به من ألم نظر ناحية شقيقته ينظر لها باشمئزاز يحادثها بقرف: - من اللحظة دي تنسي خالص أن ليكي أخ اسمه إسلام اعتقد الموضوع مش هيفرق معاكي كتير، سلام. قالها ليندفع لخارج المنزل، انهمرت دموع بدور بعنف تنظر لشقيقها بألم تحرك رأسها نفيا بعنف تستجديه بعينيها قبل أن تشعر بدوار بشع يقتحم رأسها تلتف بعنف لتتهاوي فجاءة فاقدة للوعي بين ذراعي حمزة. في الاعلي جلست شمس جوار لينا، تتنهد حزينة علي حالها منذ أن دخلت الي غرفتها وهي علي ذلك الحال شاردة عينيها تسبح في الفراغ عينيها حمراء كالجمر، تنهدت حزينة على حالها تسألها قلقة: - مالك بس يا لينا ايه اللي حصل شردت عينيها في الفراغ تغوص فيه تحرك رأسها نفيا بشرود تتمتم بخواء: - أنا كويسة، بس عندي برد وتعبانة لم تقتنع شمس بإجابتها تماما ولكن ماذا تفعل، ابتسمت تقول في مرح علها تخرجها من تلك الحالة:. - انتي عارفة أنا كنت مرعوبة احسن إسلام وبدور يتخانقوا اصلهم كل مرة بيتخانقوا بسبب أسامة جوزها، بس الحمد *** مش سامعة صوت خناق ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تتمتم بنبرة باهتة: - حتي لو الحرب قامت تحت مش هتسمعي حاجة، خالد من كام يوم غير باب الأوضة خلاه عازل للصوت، مستحيل هتسمعي، هو بيعمل كدة عشان يخليني وعامية يعمل كل اللي هو عايزه من غير لا اشوف ولا أسمع. نظرت شمس لاختها حزينة لتمد ذراعيها تجذبها لأحضانها لحظات وشعرت بها تنفجر باكية بين ذراعيها تشهق في بكاء عنيف... في الأسفل تحديدا وقف خالد في منتصف البيت يبتسم ساخرا، بدور وحمزة اخذها وصعد يركض إلي غرفتهم، وإسلام رحل غاضبا، بدور دائما ماتفقد الوعي حين تحزن اعتاد هو علي ذلك ليس بالأمر الجديد عليه، الآن عليه أن يجد إسلام ويشرح له الوضع كاملا، تحرك ناحية باب المنزل ما أن فتحه وجد موظف من محكمة يقف أمامه حمحم الرجل يتمتم في رتابة: - دا بيت خالد السويسي حرك خالد رأسه إيجابا ينظر للرجل في شك يردف: - أنا خالد السويسي. أخرج الموظف ورقة من بين الدفتر الكبير في يده يردف بنفس النبرة الرتيبة: - طب كويس امضيلي هنا، دي قضية خلع رفعاها زوجتك مدام لينا جاسم الشريف! بلاش الظن السوء بلينا افتكروا أن جاسم مختفي الفصل دا الفصل السادس والثمانون - دي قضية خلع رفعاها زوجتك مدام لينا جاسم الشريف. جملة رتيبة خرجت من بين شفتي الموظف بإيقاع هابط بائس، كان لها أثر النار في قلبه يقف مكانه في ثبات أجاد تزييفه أمام الجميع، وهو يتحطم جزء يليه آخر وآخر تتفتت روحه كالزجاج حين يتهشم إلي شظايا، اندفعت الدماء تنفجر في أوردته، ألم بشع جعل رجفة عنيفة تضرب جسده، مد يده يأخذ القلم من يد الموظف خط توقيعه علي الورقة ليأخذها، طواها يضعها في جيب سرواله، ليرحل إلي سيارته، استقل السيارة جلس علي مقعد السائق يغلق الباب عليه، فتح ازرار قميصه الأولي يشعر بألم بشع وكأن وحش مخيف يقبض بمخالبه علي صدره، ينهش قلبه، الورقة المطوية في جيب قميصه تكوي لحمه، رفع عينيه للقلادة المعلقة امامه في السيارة تحوي صورتها، مد يده يلتقط القلادة ينظر لضحكتها العالية يستطيع سماعها فقط من صورتها، تهدجت أنفاسه شعور بالألم الموحش يأكله بالكامل، والغضب يزحف لقلبه، يتسرب ببطئ خبيث، يتملك منه، شعور قاسي كان قد نسيته منذ سنوات، عاد إليه من جديد، أدار محرك السيارة يتحرك بها خارج المنزل بالكامل، التقط هاتفه يطلب رقم إسلام لحظات إلي أن اجاب الأخير:. - أنت فين استمع الي رده الموجز ليتمتم يقتضب الحديث: - طب أنا جايلك. اغلق الخط ليسحق مكابح السيارة صورة لينا لا تغيب عن عينيه ضحكات ابتسامات الحان صوتها كلماتها كل ذكري لهما معا، تفتت كل ذاك الآن بسببها هي، شهد، يا ليته لم يرها من جديد، دمرت حياته بأكملها، أخذت انتقامها كاملا منه الآن، اجفل من أمواج شروده فجاءة علي صوت زامور سيارة تأتي بالاتجاه المعاكس علي وشك الاصطدام به، ادار المقود بعنف يتجنب الاصطدام بها في اللحظة الأخيرة التفت بالسيارة عدة مرات قبل أن تصطدم جانب السيارة في عمود إنارة كبيرة، ووقفت ترك المقود يستند برأسه إلي ظهر المقعد يغمض عينيه، لحظات يحاول إلتقاط أنفاسه قبل أن يسمع صوت يسأله:. - أنت كويس يا استاذ تحب نوديك مستشفي فتح عينيه ينظر للقائل ليجد أحد المارة، ابتسم له بشحوب يحرك رأسه نفيا، أدار محرك السيارة من جديد واتجه إلي المستشفي التي بها إسلام، نزل يبحث عنه، اتصل به ليدله علي مكانه صعد إلي طابق الطعام، وجد إسلام في أحدي الغرف، يجلس علي الفراش وهناك طبيب أمامه يلف ضمادات بيضاء حول إصبعه، دخل يصافح الطبيب يتمتم مبتسما: - أخباره ايه. انتهي الطبيب ليلم حاجيته التفت لخالد يتمتم في عملية: - واضح كدة أن الكسر دا في خناقة، وإن اللي عمل كدة خبير يأذي من غير ما يسبب اذي ضخم، علي العموم أسبوعين تقريبا ويقدر يحرك صوباعه تاني عن اذنكوا خرج الطبيب من الغرفة ليتقدم خالد جلس أمام إسلام ابتسم يربت علي ساقه يتمتم: - حمد *** علي السلامة، معلش حقك عليا أنا. ابتسم إسلام ساخرا يشيح بوجهه بعيدا يشعر بنيران تحرق قلبه وتد مسموم يدق روحه حرك يده السليمة يتمتم ساخرا: - الحق مش عندك يا باشا الحق عند أختي اللي همشتني في حياتها، اللي اعتبرت وجودي زي عدمه، اللي كل ما كنت اتصل بيها كانت تقولي أنا كويسة، اللي عرفت صدفة انها اتطلقت واتجوزت. حرك خالد رأسه إيجابا يتفهم غضب إسلام هن حقا محق في غضبه للغاية لو كانت ياسمين بدلا من بدور وهو بدلا من إسلام كان ليدق عنق ياسمين دون تردد، تحرك من مكانه يجلس جوار إسلام رفع يده يربت علي كتفه يردف:. - معاك حق معاك كل الحق، بس أنت وأنا عارف بدور كتومة قد ايه، وآخر مرة اتخقنت مع جوزها وضربتوا بعض ووصل الحال للقسم، هي بقت تخاف تقولك، حتي أنا ما عرفتش أنها متخانقة معاه غير لما طردها في نص الليل مرة وخد منها خالد الصغير وضربها مرة تانية... توسعت عيني إسلام في فزع يشعر بشرخ حاد في كرامته ورجولته حين علم بما مرت به شقيقته، هو المخطئ لأنه تركها وسافر وكان فقط يتواصل معها بالهاتف كانت تعاني وتخبره بأنها علي اتم ما يرام، انحدرت دموعه، احمرت عينيه، كور قبضته يشد عليها هب واقفا يصيح متوعدا: - ورحمة أبويا لهدفعه تمن اللي عمله فيها غالي تحرك بخطوات غاضبة ناحية باب الغرفة ما أن كاد يقبض علي مقبض الباب سمع صوت خالد يتمتم من خلفه ساخرا:. - ما تدورش عليه عشان مش هتلاقيه، أنا نفسي مش عارف هو فين، كل اللي اعرفه أن حمزة علم عليه جامد وقف إسلام مكانه للحظات التفت لخالد ليقترب منه وقف أمامه يناظره بنظرات قهر عاجزة انسابت دموعه يصيح مقهورا:. - أنا السبب ذنبها في رقبتي أنا اللي سيبت الحيوان دا يعمل فيها كدة، وكنت بريح ضميري إني اكلمها في التيلفون، يا ريتني ما سافرت، وأنت ازاي ما تبلغنيش علي الأقل عرفني كنت نزلت خدت اختي تعيش معايا في حضني تحت جناحي... أشفق حقا علي حاله البائس ونبرته النادمة الحزينة المعذبة، جذب كف يده ليجلس جواره من جديد، لحظات صمت قبل أن يتنهد إسلام يهمس في خفوت حزين ممزق:. - علي الأقل كنت عرفني، هي بتعتبرك زي ابوها من زمان، إزاي توافق علي جوازها من اخوك، ازاي ما تمنعهاش بما يجيبه أيخبره أنه رفض وحاول إقناعها بالرفض ولكن كل محاولاته بائت بالفشل زفر أنفاسه المختنقة يتمتم يآسا:. - صدقيني حاولت، رفضت مجرد الفكرة وحاولت حتي اضغط عليها نفسيا انها لو اتجوزته مش هينفع تبقي بنتي تاني، مع ذلك ما قدرتش اقنعها، بس يعني احقاقا للحق حمزة بيحاول بجد، يعوضها عن اللي شافته مع الحيوان طليقها، أنا مش بشهدله بس أنا عارف إن حمزة قادر يعوضها عن اللي فات كله، قوم معايا يلا التفت له إسلام يقطب جبينه متعجبا ليبتسم خالد في هدوء يجذبه من يده السليمة مردفا:. - قوم صالح أختك ما ينفعش اللي أنت قولته ليها دا، اختك مالهاش حد في الدنيا غيرك، مهما كانت متجوزة مين هتفضل أنت سندها الأول قوم يلا ارتسمت ابتسامة حزينة بائسة علي شفتي إسلام يحرك رأسه بالإيجاب وضع يده في خالد ليجذبه الأخير يتحركان للخارج، استقل المقعد المجاور لخالد يتمتم متعجبا: - العربية متطبقة من الجنب ابتسم خالد في هدوء يدير محرك السيارة يغمغم بلامبلاة:. - حادثة بسيطة علي الطريق، هبقي اوديها لميكانيكي ضحك إسلام رغما عنه يتذكر أيام قضوها في شباب كل منهم في الحارة في ورشة تصليح السيارات، زاغت عينيه وارتسمت ابتسامة حنين علي شفتيه تنهد يغمغم مبتسما: - كانت أيام حلوة، رغم الشقا اللي كنا فيه، بس كانت جميلة علي قد بساطتها ابتسم خالد هو الآخر يحرك رأسه إيجابا يؤيد ما يقول إسلام محق اشتاق لذكريات تلك الايام بصحبتها، كانت حقا إيام لا تُنسي... بعيدا في أحدي الفنادق في لندن وقف زيدان غاضبا حانقا ينظر لقطعة الحلوي الشقراء الواقفة أمامه تبتسم في براءة علي وشك أن تصيبه بجلطة دماغية تنهد يزفر حانقا: - ممكن أعرف ايه اللي جايبك ورايا من مصر للندت، مش طبيعي يا انجليكا اللي بتعمليه دي قوست شفتيها بحركة دلال تعبرها عن حزنها مما قال، اقتربت منه اكثر إلي أن وقفت امامه شبت على أطراف أصابعها تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم بنعومة:. - أنت وهشت أنا كتير زيدان، أنا كنت آيزة اشوفك زفر غاضبا ليفك ذراعيها من حول عنقه ابتعد خطوتين للخلف ينظر لها محتدا في غيظ قبل أن يصيح فيها يزجرها بعنف: - يا انجليكا اللي بتعمليه دا ما ينفعش، اقتحامك حياتي فجاءة بالشكل دا، مش مقبول، ووجودك هنا مالوش اي داعي... - أنا بهبك زيدان. همست بها بصوت خفيض ناعم حزين صاحبته تساقطت بعض القطرات من عينيها، ليتنهد يآسا **** باكية اقتحمت حياتها المبعثرة من الأساس، اقترب منها يقف علي بعد خطوة واحدة منها ابتسم يتمتم مترفقا: - يا انجليكا صدقيني انتي تستاهلي حد يحبك بجد، أنا قلبي ما عدش فيه طاقة للحب، انجليكا أنا لولا احساسي ناحيتك بالمسؤولية حاسس أنك **** صغيرة، أنا كنت اتصرفت معاكي بشكل تاني خالص. اخفضت رأسها أرضا تتساقط دموعها في صمت، ليزفر حانقا من نفسه الآن هو الشرير الذي جعلها تبكي مد يده يمسك ذراعيها يتمتم برفق: - انجليكا أنا مش قصدي ازعلك بس أنا مش عاوز اضحك عليكي واوهمك بحبي - بتهبها هي مش كدة تمتمت بها بنبرتها الحزينة أحرف كلامها المكسرة رفعت وجهها له تنظر لعينيه مباشرة ليقطب جبينه متعجبا، من تقصد، ابتسمت هي إبتسامة حزينة بائسة لتتمتم: - لينا، البنت اللي شدت شآري. ابتسم رغما عنه من طريقة كلامها ليهرب بمقلتيه بعيدا عنها يحاول الا ينظر لعينيها لا يعرف ما يقوله لها، هو لا يحبها فقط هو مقيد رغما عنه بقانون قلبه في قيد عشقها الخاص، تنهد يحرك رأسه بالإيجاب، ليغزو الألم مقلتيها للحظات قبل أن تسمعه يتمتم ساخرا: - حتي لو أنا بحبها هي ما بتحبنيش، ما عدش ينفع نتجمع تاني يا انجليكا. ابتسمت ما أن سمعت تلك الكلمات، يبدو انهم علاقة تلك الفتاة وزيدان قد انتهت، هي ستصبر ستبقي جواره ستنسيه حبه لتلك الفتاة ليحبها هي فقط، مسحت دموعها سريعا حمحمت تتمتم بمرح باهت: - أنا جآنة زيدان، جآنة اوي، اكل الطيارة Very bad ضحك يآسا **** كما قال قبلا حرك رأسه إيجابا ليتحرك ناحية هاتف غرفتها يطلب لها الغداء، عاد إليها يتمتم مبتسما:. - أنا طلبتلك الغدا هروح اوضتي، لإني محتاج أنام، لو احتاجتي حاجة كلميني ابتسمت بسعادة تحرك رأسها إيجابا ليخرج من غرفتها يوصد الباب خلفه ابتسمت هي بسعادة تلتف حول نفسها عدة مرات، ارتمت بجسدها علي الفراش تنظر لسقف الحجرة يعلو ثغرها ابتسامة واسعة تنظر بتحدي للسقف كأنها تنظر لشخص ما تتمتم متوعدة: - زيدان ليا أنا لينا! وصلت سيارة خالد بعد مدة قصيرة إلي منزله مرة أخري، نزل منها بصحبة إسلام الي الداخل توجها، في تلك اللحظات في الأعلي في غرفة حمزة منذ أن استيقظت من غفلتها القصيرة وهي تجلس تنظر للفراغ تنساب دموعها رغما عنها تغرق وجنتيها حمزة يجلس أمامها لا يعرف ما يفعل ترفض حتي الحديث معه مد يده يمسك بكفها برفق يهمس باسمها: - بدور. نزعت يدها من يده تضم قبضتها إليها تنساب دموعها بغزارة دموع صامته كئيبة نادمة، تنهد حزينا يهمس لها نادما: - أنتي زعلانة مني طيب أنا آسف بس ما كنتش هقدر اشوفه بيزعقلك بالشكل دا، بدور وحياة سيلا عندك ما تزعليش التفت بوجهها ناحيته ليري عينيها الباكية وجهها الأحمر القاني شفتيها المرتجفة فتحت فمها تهمس له بقهر:. - أنت ضربت اخويا، خليته يمشي زعلان مني، أنا كنت بخاف اقوله علي اللي بيعمله أسامة فيا، عشان ما يأذوهوش آخر مرة إسلام اتاذي جامد من أسامة، انت ما تفرقش عنه حاجة اذيت اخويا... رفعت كفيها تخفي وجهها خلفهم تنتحب باكية ليعتصر قبضته قلب يتفتت من ناحية من صوت بكائها المتزايد، ورجولته تفتت من تشبهيها له بذلك الحيوان شبه الرجل زوجها السابق، لحظات من الحيرة لا يعرف ما يفعل قبل أن يسمع دقات علي باب الغرفة الخاصة بهم، تركها وتوجه ناحية الباب فتحه ليجد إسلام يقف جوار خالد، حمحم خالد يبادر مبتسما: - إسلام عاوز يتكلم مع بدور، تعالا أنت برة شوية. لم يعترض إطلاقا، نظر لاسلام للحظات كأنه يعتذر له بنظراته عما فعل ليتحرك للخارج بصحبة أخيه، دخل إسلام إلي الغرفة يغلق الباب عليهم، تقدم من فراش شقيقته جلس جوارها يهمس باسمها بصوت خفيض حاني: - بدور توسعت عينيها حين استمعت إلي صوت شقيقها، كالغريق حين وجد طوق نجاته الأخير، رفعت وجهها سريعا لتخرج منها شهقة متفاجئة سعيدة حين رأته أمامها ابتسمت كطفلة صغيرة لترني نفسها بين ذراعيها تشهق في بكاء نادم:. - إسلام أنت هنا، أنا آسفة سامحني، سامحني، ورحمة بابا ما تزعلش مني، أنا خوفت اقولك علي اللي اسامة بيعملوا فيه، أحسن يأذيك او أنت تقتله وتخش السجن، و**** كنت خايفة عليك اوي ادمعت عينيه حزينا علي حالها كم عانت شقيقه خوفا فقط عليه، ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهاميه يهمس لها:. - خوفك دا بيعذبني، يا ريتك كنتي قولتيلي، اومال مين يحميكي يا بدور، لما تخافي تقوليلي، هو أنا مش اخوكي، مش انا سيمو حبيبك ابتسمت واغرقت عينيها الدموع تحرك رأسها إيجابا ترتمي بين ذراعيه من جديد، تشدد علي عناقه تهمس له باكية: - أنا آسفة سامحني، أنا آسفة مسح علي رأسها برفق يحرك رأسه إيجابا تنهد يهمس حزينا:. - مش عارف اقولك مسامحك ولا حقيقي زعلان منك ازاي توافقي علي جوازة زي دي يا بدور، ازاي توافقي تتجوزي واحد أكبر منك بالشكل دا خرجت من بين أحضانه سريعا أمسكت بكفيه تغمغم متلهفة: - صدقني حمزة طيب اوي وحنين اوي اوي، كفاية حنيته عليا وعلي خالد وسيلا، حنية ما شوفوهاش مع ابوهم نفسها، سيلا ما بترضاش تنام غير في حضنه... تنهد حزينا يآسا من كلامات شقيقه التي لا تمس للمنطق بصلة كيف توافق علي ذلك الأمر لا وتحاول إقناعه بأنها سعيدة أيضا احتضن كفيها بين قبضتيه برفق: - يا ستي علي عيني وراسي أنه طيب وحنين بس فرق السن بينكوا يا بدور انتي من جيل وهو من جيل تاني خالص، ما تحاوليش تقنعيني أنك بتحبيه مثلا ابتسمت رغما عنها ابتسامة شاحبة باهتة حركت رأسها نفيا تهمس له بهدوء حزين:. - صدقني أنا اكتشفت بعد جوازتي الاولانية واللي شوفته مع أسامة اللي كنت بحبه حب كبير أوي، إن الحب مش أهم حاجة في الجواز الأهم الاحترام الود، حمزة بيحترمني بيعاملني كبني آدمة ليها مشاعر بتحس، بيحاول يعوضني ويرضيني، مش مجرد خدامة آلة مالهاش مشاعر، صدقني يا إسلام و**** أنا سعيدة اوي معاه... زفر حانقا كم رغب في أن يحطم رأس شقيقته ليري عقلها الاحمق ويعرف بأي عقل تفكر ولكنه لا ينكر أن بداخله جزء صغير للغاية مطمئن لأجلها، تنهد محترا قبل أن يحتضن وجهها بين كفيه من جديد يهمس لها في صرامة: - احلفي ب**** يا بدور، أنا لو حصل ليكي اي حاجة تاني مهما كانت أنك هتبلغيني ارجوكي ما تلغنيش من حياتك بالشكل دا، أنا ماليش غيرك ابتسمت تحرك رأسها إيجابا سريعا تتمتم: - و**** ما هيحصل تاني ابدا. قبل جبينها ليتركها ويغادر خرج من الغرفة ليجد حمزة وخالد يقفان عند سور الطابق الثاني يتحدثان، التفتا له معا ما أن خرج من الغرفة ليبتسم ابتسامة هادئة تحرك ناحيتهم ليحمحم خالد يردف مبتسما: - طب أنا هروح اريح شوية، البيت بيتك طبعا يا إسلام تحرك يغادر إلي غرفته، وقف إسلام أمام حمزة بضع لحظات يتحاشي النظر ناحيته إطلاقا، تنهد يزفر أنفاسه الحارة يتمتم حانقا:. - بص يا أستاذة او يا حمزة بيه السويسي، لو جينا للحق أنا مش طايقك، مش عشان ضربتني يمكن دي الحاجة اللي خلتني بلعتك أنك ما سمحتش لحد أنه ياذي مراتك حتي لو كان أخوها، بس أنت مش شايف أنك كدة ظلمتها لما تتجوز واحد اكبر منها بكتير ابتسم حمزة في هدوء ليتنسد بمرفقيه إلي سطح السور التف برأسه ناحية اسلام يبتسم ابتسامة هادئة يتمتم برزانة:. - صدقني أنا ما اجبرتهاش، أنا آخر حاجة اعملها اني افرض نفسي علي واحدة ست، أنت شايفها أنانية، أنا شايفها احتياج، كل واحد مننا محتاج التاني، أنا عارف أنك خايف علي اختك ودا حقك، بس أنا احلفك اني طول ما أنا عايش علي وش الدنيا عمري ما هجرحها ولا هزعلها وما تقلقش عليها بعد موتي هسيبلها فلوس كتتتييير اووووي، تأمن حياتها هي والولاد لباقي عمرهم، أنا مش عايزك تقلق مع اختك معايا... ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي إسلام يحرك رأسه إيجابا يحاول أن يقنع عقله بما قال ذلك الواقف امامه، ابتسم حمزة يربت علي كتف إسلام: - البيت بيتك عن إذنك تركه حمزة وتوجه إلي غرفته، ليتنهد إسلام حائرا توجه الي الغرفة التي يقطن فيها بصحبة شمس ابنته فتح بابها ليجد شمس تجلس علي الفراش تبكي بعنف مخيف هرع ناحيتها يسألها قلقا: - شمس مالك يا شمس، في اي يا حبيبتي ايه اللي حصل. دفنت وجهها في صدره تشهق في بكاء عنيف لم يسمع منه سوي بضع كلمات مبعثرة: - ليينا، لييينا، صعبانة عليا اوووي. دخل إلي غرفته قبل قليل ليراها علي حالها منذ أن تركها صباحا تجلس علي الفراش ترفع ركبيتها تحضتنهم بذراعيها تنظر أمامها للفراغ نظرات ثابتة جامدة، صينية الطعام موضوعة جوارها لم تُمس، نظر لها بضع لحظات ليخرج الي الشرفة يطحن سيجارة بين شفتيه يعتصرها بعنف باصابعه، القاها أرضا بعد لحظات ليعود للغرفة، وقف أمامها للحظات ليخرج الورقة من جيبه امسك كف يدها رغما عنها يضع الورقة داخله نظرت له محتدة ليبتسم هو متألما يهمس لها:. - خلع يا لينا للدرجة دي قطبت جبينها متفاجئة مما يقول امسكت الورقة تفتحها سريعا لتشخص عينيها في ذهول خرج منها شهقة فزعة تحرك رأسها نفيا نظرت له مدهوشة تتمتم في ذهول: -مين عمل كدة، مش انا صدقني مش... قطمت كلامتها وتوحشت مقلتيها، قبضت علي الورقة بعنف لتنفض الغطاء عنها تحركت ترغب في الخروج من الغرفة ليمسك بذراعها سريعا قبل أن تفعل دفعته بشراسة تصيح فيه: - اوعي سيبني. تأوه متألما بعنف من دفعتها، لتقطب جبينها مدهوشة مما حدث، هي ليست بتلك القوة لتؤذيه حتي، رمت الورقة من يدها لتتجه ناحيته، وقفت أمامه للحظات تنظر له قلقة، لتمد يدها تفتح ازرار قميصه قبض علي يديها يمنعها من أن تفعل شد علي أسنانه يتمتم محتدا: - أنا كويس انتي هتخرجي ازاي من الأوضة بقميص النوم.. دفعت يديه بعيدا عنها لتكمل حل ازرار قميصه رغما عنه تنهد حانقا من عنادها نزعت عنه القميص لتشهق فزعة حين رأت كدمة زرقاء كبيرة في ذراعه الايمن وجزء منها يمتد لصدره وبطنه نظرت له مذهولة تصيح فيه فزعة: - حصل ايه، أنت كويس، رد عليا ابتسم في ألم يلتقط قميصه يرتديه، يتمتم في خواء: - حادثة بالعربية. قال ما قال ليتوجه إلي المرحاض، بينما اندفعت هي التقطت مئزر قطن كبير من فوق علاقة ملابسها، توجهت لخارج الغرفة حيث غرفة والدها، دقت الباب بعنف دخلت لتجد جاسم ابن شمس يجلس بصحبة والدها يضحكان بصخب توجهت لداخل الغرفة القت الورقة أمام والدها تصرخ فيه: - أنت ازززززاري تعمل كدة، اززززاي ابتسم جاسم في هدوء وضع ساق فوق آخر يتمتم في هدوء ساخر:. - عشان اخلصك منه، توكيل قديم عليه امضتك، أنا مش هسمحله يغسل مخك تاني ويعيشك معاه غصب عنك أحمر وجهها غضبا فارت الدماء تصرخ في رأسها تندفع بعنف إلي أوردتها، لم تعي بنفسها سوي وهي تصرخ بكل ما يعتمر في قلبها من قهر وألم:. - حررررررام عليك يا أخي، حررررام عليكوا كلكوا، اموت ناس عشان ارتاح منكوا، دا جوزي، عارف يعني ايه جوزي، كان جنبي في الصعب قبل الحلو، عايزني بعد كل السنين دي اقف قصاده في المحكمة، يا اما ادمر كل اللي فات واهد عشرة سنين يا اما تقول عليا سلبية بيضحك علي عقلي بكلمتين ارحمني بقي. انهارت أرضا علي ركبتيها تصرخ في بكاء قاسي، بكاء لم ينتشلها منه الا هو حاوط جسدها بذراعيه يحتضنها يرفعها عن الأرض يخبئها بين أحضانه، نظر لجاسم نظرة سوداء متوعدة ليخرج بها من الغرفة، توجه بها سريعا إلي غرفتهم وضعها علي الفراش وهو لا يزال يحتضنها بعنف، لتصرخ هي بشراسة تحاول ضربه: - أبعد عني ابعد عني بقي، أنت السبب، أنت اللي عملت فينا كدة، أنا بكرهك، بكرهك. ظلت تصرخ وهو يحاول احتواء حركاتها المنفعلة الهاجئة بين ذراعيه إلي أن استسلمت رغما عنها وسقطت علي صدره تبكي دون توقف. حل الليل في منزل عثمان وسارين تحديدا في غرفة نومهما، يجلس عثمان علي الفراش يمد ساقيه أمامه يضع جهاز كمبيوتر محمول علي قدميه وسارين تتحرك حركات مضطربة سريعة أمام الفراش، زفر عثمان قلقا علي حالها ليردف متذمرا: - يا سارين اهدي وترتيني يا بنتي مش كدة جلست علي مقعد قريب من الفراش تهز ساقها اليسري بعصبية جلية رفعت رأسها له تتمتم متوترة: - شوف كدة الموقف فتح. حرك أصابعه بسرعة علي لوحة المفاتيح أمامه ليبتسم داخله حين فتحت الصفحة أمامه اخيرا، هو يحفظ الرقم الخاص بها، سيري النتيجة اولا، خوفا من أن تكن سيئة فتصدمها، كتب سريعا الرقم الخاص بها، لتنفتح صفحة النتيجة أمام عينيه، توسعت ابتسامته، تشق شفتيه ينظر لمجموعها العالي، رفع وجهه ينظر لها ليراها تنظر له فزعة صاحت فيه قلقة: - ها فتح، أنت ما بتردش عليا لييييه. حرك جهاز الكمبيوتر لتصبح الشاشة مقابلة لوجهها بعد أن كبر حجم اسمها بجواره مجموعها، توسعت عينيها في دهشة تفغر فاهها حتي آخره اغمضت عينيها وفتحتها عدة مرات سريعة متتالية تنظر للشاشة اشارت لنفسها تنظر لعثمان تتمتم ذاهلة: - دا مجموعي أنا؟!، ال97 ونص دول كلهم بتوعي خرجت ضحكان عثمان العالية ليردف ساخرا: - لاء بتوعك انتي والجيران، ايوة يا بنتي، انتي جبتي 97 ونص، مبروك يا سيرو. صرخة سعيدة خرجت من بين شفتي سارين لتبدأ بالضحك بقوة والالتفاف حول نفسها تصرخ من سعادتها وهو يجلس يراقب تغزو شفتيه ابتسامة واسعة سعيدة كم اراد أن يتحرك هو الآخر يشاركها سعادتها، تحرك بجسده، يجذب عصاه وقف بجهد شاق يجر ساقيه ناحيتها يشد ساقيه شدا بعنف كبير، اقترب منها ليسقط أرضا رغما عنه، تأوه بصوت عالي لتصيح سارين باسمه هرعت إليه ترتمي علي ركبتيها جواره تصرخ فزعة: - عثمان أنت كويس يا عثمان، عثمان. اعتدل بجسده قليلا يرتمي بظهره يستند الي الفراش من اسفله ابتسم لها ابتسامة مرهقة يمسح علي وجهها برفق يتمتم محرجا: - كان نفسي اقوم اشاركك فرحتك بس ما قدرتش أنا آسف حركت رأسها نفيا سريعا لترتمي بين ذراعيه تعانقه بقوة تهمس له بحنو: - اوعي تعتذر، ابدااا، وجودك جنبي اكبر فرحة يا عثمان، أنت ما تعرفش أنا سعيدة قد إيه، أنا بحبك اوي يا عثمان. رفع يده يمسح علي خصلات شعرها برفق حين ابتعدت هي عنه تنظر لعينيه مباشرة ابتسمت تسأله بهمس شغوف: - وأنت بقي، بتحبني ابتسم يرفع يده يزيح خصلات شعرها المدلاة تحجب صفحة وجهها الناعمة داعب أنفها بإبهامه برفق يهمس لها بصوت خفيض تملئه المشاعر:. - كنت اعمي واطرش، اعمي ما شوفتش أنا قد ايه بحبك، واطرش اني ما سمعتش دق قلبي وانتي جنبي، عارفة لما بوستك في النادي وبعدها زعقتلك، كنت بفوق نفسي، ازاي مشاعري تنجذب ناحيتك، ازاي افكر حتي اني الوث براءتك مع واحد زيي، انما دلوقتي رغم اللي أنا فيه، حاسس اني بني آدم نضيف بجد، واقدر اقولك اني بحبك يا سارين، بحبك اوي، وإن كان نفسي اقف علي رجليا تاني، عشان اعوضك عن صبرك معايا واحققلك كل اللي نفسك فيه. تسارعت دقات قلبها تشعر به سينفجر من السعادة، ظلت تنظر له تبتسم وهو المثل الي أن شعرت به يجذب رأسها ناحيته أغمضت عينيها وتبطأت انفاسها تشعر بأنفاسه المتسارعة تتصادم في وجهها تبعثر شتات مشاعرها بلا رحمة، كان هو يقترب أكثر فأكثر لا يرغب في تلك اللحظة سوي في أن يلحم مشاعره بمشاعرها علها تعلم بأي قدر بات يدمنها، في لحظة تبدل الوضع انتفضت من بين ذراعيه حين دق هاتفه يصدح بصوته المزعج يبعثر لحظتهم الخاصة زفر حانقا يلتقط هاتفه من جيب سرواله وجد عمر أبيها يتصل شتمه في نفسه ليفتح الخط يضع الهاتف علي اذنه يتمتم مغتاظا:. - ايوة يا عمي خيييير سمع صوت عمر يصيح فرحا: - انت بترد ليه دلوقتي فين سارين حبيبة بابا جابت 97 ونص، أنا جاي حالا وجايبلها هدية نجاحها، صحيح قولها أن سارة كمان نجحت وجابت 98 ونص، سلام يلا اغلق الخط ينظر لسارين لتنفجر الآخيرة في الضحك. في الحارة تحديدا في منزل السيدة منيرة دخلت منيرة حجرة مراد تنظر له متعجبة حين رأته يضب ملابسه فئ حقائب للسفر لتنظر له تردف متعجبة: - بتعمل ايه يا مراد ابتسم الأخير سارخا اوقف ما كان يعمل نظر لجدته يتمتم متهكما: - سلامة الشوف يا منيرة بحضر شنطتي هسافر كمان ساعة شهقت منيرة متفاجئة لتساله سريعا قلقة: - هتسافر بليل كدة، ما تخليك للصبح يا ابني، النهار ليه عيون. ضحك مراد ساخرا يكمل ما يفعل سريعا لتتنهد منيرة يآسة منذ متي ومراد يستمع الي ما تقول دائما ما يفعل ما يحلو له هو فقط، اقتربت منه تسأله: - طب هترجع امتي طيب توجه مراد ناحية دولاب الملابس يخرج ما تبقي من ثيابه يتمتم بلامبلاة: - لاء أنا احتمال كبير ما اجيش تاني اصلا، خليوا انتوا عايشين في الحارة الفقر دي أنا هخرج لوش الدنيا هبقي باشا زي البشوات اللي بيضربوا ليهم تعظيم سلام ويركبوا احسن عربيات. توجهت منيرة ناحية الفراش جلست علي حافته تنظر لحفيدتها نظرات حزينة يملئها الندم لتهمس له: - وبعد ما تبقي باشا وتركب احسن عربيات بعد ما تبيع روحك للشيطان يلعب بيك، هتاخد ايه معاك قبرك، فوق يا مراد، فوق يا إبني.. فوق يا مراد، فوق يا ابني أعاد هو جملتها بطريقة ساخرة متهكمة، التفت لها ينظر له نظرات ساخرة يملئها الألم ليصيح بانفعال:. - الشيطان هو اللي قال لابويا وامي يطلقوا هو اللي قالهم يرموني، اعيش وأنا حاسس دايما اني اقل من زمايلي اقل من الكل، لا يعني لا أنا هعيش هوصل للي أنا عايزه حلال بقي حرام، أنا اللي هتحاسب مش انتي يا منيرة جذب حقيبة ثيابه يود الخروج من الغرفة لتستوقفه سريعا حين هرولت ناحيته أمسكت بكف يده تترجاه باكية:. - أبوس ايدك يا ابني ما تسلمش لشيطانك أنا ما اعرفش أنت رايح تعمل ايه بس اكيد رايح تعمل كارثة، ورحمة ابوك يا مراد ما تاذي حد الدنيا مش مستاهلة يا ابني جذب يده من يدها يرميها بنظرات باردة خاوية من اي مشاعر ليخرج صوته كالجليد بارد لا يشعر بشئ: - فات الأوان خلاص يا منيرة. تحرك للخارج ليبصر روحية الجالسة علي أحد المقاعد بعيدا انكمشت علي نفسها ما أن رأته ليبتسم ساخرا توجه ناحية باب المنزل فتحه وقبل أن يغادر التفت لها ابتسم ساخرا يردف: - أنتي طالق يا روحية ومن ثم غادر اخذ شيطان نفسه ورحل يخطط للاسوء. مرت عدة أيام. اليوم هو اليوم المحدد لعقد قران لينا ومعاذ، صباحا في مطار القاهرة الدولي، هبطت طائرة خاصة بسلام تام علي أرض المطار، تحركت عربة إسعاف مجهزة اقترب المسعفون سريعا ينقلون شهد من الطائرة إلي سيارة الإسعاف متوجهين بها إلي المستشفى بصحبة حسام أما زيدان خرج من بوابة المطار وانجليكا تقبض علي كفه تلتصق به كالعلقة من يراهما يظن انهما زوجين في غاية السعادة عائدين من شهر عسل سعيد، توجها معا إلي خارج المطار، يستقلان سيارة اجري، وهناك بعيدا عدسات تصور ذلك المشهد ليتم الإنتقام كاملا! الفصل السابع والثمانون وقفت سيارة الاجري أمام احدي الفنادق الفاخرة القريبة من المطار نزل زيدان اولا يعطي للسائق نقوده لتلحق به انجليكا سريعا، وقفت جواره تشبك أصابع كفها تحتضن أصابع كفه ليزفر يآسا من تلك العلكة التي تلتصق به كاسمه، توجه معها للداخل الي حيث موظف الاستقبال يحجز لها غرفة، أخذ الورقة من موظفة الإستقبال يملئ ما فيها من بيانات فارغة من خلال جواز سفرها الذي بيده، أعطاها الورقة ليخرج من حافطته الجلدية بطاقته الإئتمان الخاص به دفع أعطاها للموظفة لتناولها له بعد لحظات ومعها مفتاح الغرفة، التفت لانجليكا يتمتم بفتور:. - أنا حجزلتك أوضة في الفندق هنا، مفتاحها اهو، عن إذنك وضع المفتاح في كف يدها تجاوزها ليغادر لتشهق هي سريعا هرولت خلفه سريعا تتعلق بذراعه تسأله مذعورة: - أنت روح فين زيدان... تأفف حانقا من تلك الكماشة التي احكمت حصارها حول حياته بأكملها ليبعد يدها عن ذراعه ابتسم دون مرح يغمغم في جفاء:. - عندي مشواير مهمة يا انجليكا ومش هينفع اخدك معايا، وعشان تكوني عارفة، العلاقة الغريبة اللي بينا دي هتنتهي مجرد ما نرجع الغردقة، عن إذنك دون كلمة أخري استدار وغادر دون أن يعطيها حتي فرصة للحديث، وقفت تنظر في اثره لحظات تكسو مقلتيها الألم، هبطت دمعة صغيرة من عينيها تتحرك إلي غرفتها يدوي في رأسها صوت حبيبها السابق وهو يصيح فيها. « stop doing that angelica you re sticking to me like a gum I can t even breathe away from you، i m really bored of it، i finally want ang» -توقفي عن فعل ذلك انجليكا أنتي تلتصقين بي كالعلكة لا أستطيع حتي التنفس بعيدا عنك، لقد مللت حقا من ذلك، أنا أرغب في النهاية انج-. فتحت باب غرفتها بمفتاحها الخاص دخلت الي الغرفة تجر قدميها ارتمت بجسدها إلي الفراش تنظر إلي سقف الحجرة لتتساقط قطرات دموعها تغرق وجهها اشتاقت حقا لحبيبها الأول «ماكس» حنانه الذي كان يغرقها به، ضحكاته، كلامه، علاقتهم الرائعة، كانوا اسعد حبيبن إلي أن بدأ الأخير يمل منها بسبب شدة تعلقها به، وهجرها!، كمن طعن بخنجر في قلبها ظلت تبكي أيام عدة علي فراقه، إلي أن قررت الهروب من طيف عشقها له وجاءت لزيارة صديقتها، ربما هذا ما جعلها تتعلق بزيدان، معاملته الرقيقة، عينيه الزرقاء تشبه عيني ماكس لحد كبير، ولكنه هو الآخر بدأ اختضنت كفيها إلي صدرها تهمس باكية:. -l miss you max! علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي، في غرفة مكتبه يجلس يستند برأسه إلي ظهر مقعده يغمض عينيه، الأجواء في البيت تلك الأيام صعبة بشكل لا يُحتمل، الجميع حزين كئيب، لا يتذكر أنهم تناولوا الطعام سويا منذ أكثر من أسبوع، لينا ابنته وعنادها الذي لا ينتهي تذهب صباحا إلي العمل في شركته وتعود لتغلق علي حالها باب غرفتها باقي اليوم، حمزة لم يعد يراه، أغلب الوقت في المشفي عند أدهم ومعه مايا، وبدور كعادتها لا تخرج من غرفتها الا قليلا، والأهم من ذاك كله لينا زوجته الغاضبة، ترفض اي محاولة منه للصلح خرجت من بين شفتيه ضحكة يآسه في أحدي محاولاته البائسة لنيل سامحها أحضر لها دمية صغيرة ظريفة الشكل علي شكل دب صغير، فما كان منها الا أن القته من النافذة جوارها دون أن تنظر إليه حتي، الدب المسكين سقط في قاع المسبح، تنهد تعبا ليتحرك من مكانه يأخذ طريقه إلي غرفتهم، هو لن يتوقف عن المحاولة ابدا حتي تستلم هي وتسامحه، دخل إلي الغرفة ليجدها تجلس علي الفراش كعادتها توجه أنظارها للشرفة الكبيرة في غرفتهم سمع صوتها الحانق ما أن دخل إلي الغرفة:. - مش في باب المفروض تخبط عليه قبل ما تدخل ابتسم عبثا ليقترب في خطواته جلس جوارها علي الفراش مد يده يقربها من رأسها يتمتم مشاكسا: - ايوة اخبط الباب ليه يعني وأنا داخل اوضتي اللي فيها مراتي ما إن لامس كفه خصلات شعرها التفتت له بعنف تشهر سبابتها أمام وجهه تطالعه بأعين قاتمة غاضبة تصرخ بشراسة: - اسمع بقي يا خالد يا سويسي ايدك ما تتحطش عليا خالص، والافضل ما تتكلمش معايا اصلا، كفاية اوي انك حابسني هنا. توسعت عينيه قليلا في ذهول نظر خلفه للحظات كأنه يبحث عن شخص آخر ليعاود النظر إليها أشار الي نفسه مدهوشا ليتمتم ببراءة: - أنا حابسك؟!، ما حصلش انتي اللي حابسة نفسك، انتي ممكن تنزلي الجنينة، تروحي شغلك، تروحي النادي، بس معاكي الحراسة، وترجعي علي هنا تاني، فين بقي الحبس دا. طحنت أسنانها بشراسة تنظر له بضراوة وهو يتصرف بتل البراءة وكأنها هي الشريرة هنا اشاحت بوجهها بعيدا عنه تعتصر قبضتيها تتنفس بعنف، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها وهي تقول: - ايه خايف مني أحسن أهرب. لحظات من الصمت لم تسمع فيها اي صوت غاضب حتي أنفاسه كانت هادئة للغاية، ارتجف جسدها بعنف حين شعرت بأنامله تمسك بذقنها الصغير، لتشتم نفسها في سرها سحقا لجسدها الخائن الذي يشتاق حتي لعناقه، أدار وجهها ناحيته برفق شديد، حطت عينيها علي وجهه لتراه يبتسم مسح علي وجنتها بأصابعه يتمتم مبتسما: - خايف عليكي أحسن حد يأذيكي، أنا عندي أموت ولا يمسك اذي. تنهدت رغما عنها من وقع صوته الخشن العميق، ابتلعت لعابها تخفض عينيها أرضا تبتعد بنافذة قلبها عن وجهه، ولكنه لم يكن ليستسلم وخاصة وهو يشعر بسكونها، رفع وجهها من جديد يحتضنه بين كفيه يتمتم متنهدا في آسي:. - وبعدين يا لينا، انتي بتنطفي يوم بعد يوم، أنا مش هقدر اشوفك في الحال دا، اطلبي اي حاجة في الدنيا احققهالك أن كانت هتسعدك، إلا أني اطلقك، اقولك تعالي نسافر، نسيب كل المشاكل دي ونسافر بعيد أنا وانتي بس، حتي لو مش عايزة تفضلي معايا في نفس الأوضة او نفس الفندق كله حتي، أعمل إيه طيب عشان تسامحيني.. حركت رأسها نفيا تغمض جفنيها تشد عليهما بعنف لتنهمر دموعها تسقي وجنتيها بسيول دموعها، فما كان منه إلا أن ضم رأسها لصدره يحاوطها بذراعيه يهدهدها كما كان يفعل وهو صغيرة، شعر بزيادة نشيج بكائها الحارق ويتناهي الي أسماعه صوت صراخها المكتوم داخل صدره جسدها الذي يرتجف بعنف بين خلجات صدره، نشبت اظافرها تشد علي ملابسه بعنف، لتهبط دمعة يتيمة من بين جفنيه المغلقين يده علي رأسها والاخري تربت علي ظهرها برفق ولين، سمعت همسه النادم بعد لحظات طويلة:. - أنا آسف، حقك عليا نطقهم وسكت تماما بينما هي لم تهدأ ظلت تبكي وترتجف بين ذراعيه ابعدها عنه برفق يمسك ذراعيها بين كفيه ينظر لعينيها الحمراء المنتفخة من أثر البكاء، شفتيها المرتجفة، وجهها الشاحب، كانت كوردة تبذل حتي الموت، اغمض عينيه بعنف عدة لحظات قبل أن يفتحها ينظر لمقلتيها ترتسم ابتسامة ذبيحة علي شفتيه حين همس:. - لو قربي منك هو اللي بيعذبك بالشكل دا، فأنا هبعد، ولو عايزاني، اا، اا، ااطلقلك، حاضر، بس أنت ما توصليش للحالة دي، مش هستحمل اشوف وردتي الصغيرة بتدبل بسببي. توسعت عينيها في هلع تنظر له مذعورة، تسارعت دقات قلبها تشق قصفها الصدري ألم خالص ينخر روحها، يشطرها نصفين، لما وقع الكلمة صعب مرير لتلك الدرجة، يعصر قلبها كقبضة من نار، نظرت له للحظات نظراتها مزيج جمع جميع المشاعر ما بين الألم والعشق، النفور والهيام، مشاعره عدة عصفت في مقلتيها. ليميل هو قبل قمة رأسها قبلة طووووويلة وكأنه يودعها بها، تحرك من مكانه ناحية دولاب الملابس أخذ العديد من ملابسه، ليتحرك للخارج التفت لها قبل أن يخرج يتمتم بابتسامة صغيرة: - هبعت فتحية تاخد باقي حاجتي من الأوضة عشان ما اضايقكيش تاني، عن إذنك. فتح الباب ورحل، وقف بضع لحظات خلف الباب المغلق يستند برأسه عليه، يحاول سماعها ليتذكر بعد لحظات أن الباب عازل للصوت، تنهد حانقا من نفسه لما فعل ذلك، أحمق ياله من أحمق كبير، التفت ليغادر في اللحظة التي انفتح بها باب الحجرة من الداخل بعنف ورآها وهي تنظر حولهر بهلع كأنها تبحث عن أحد ما، تراجعت نظراتها المتلهفة المذعورة حين رأته يقف أمامها، كانت تظن أنه سيغادر المنزل بأكمله، تنهدت حائرة تشعر بأنها الشئ ونقيضه في آن واحد تكرهه بعد ما فعل ولا ترغب سوي في قربه، لا ترغب في أن تراه من جديد، وتخشي حد الذعر أن يبتعد، حمحمت في ارتباك تشد بأصابعها علي كفها رفعت رأسها قليلا تتمتم بإيباء:. - كنت فاكرة فتحية بتخبط، عن إذنك قالتها لتستدير تغلق الباب سريعا كأنها لص ضبط بجرم الحب المشهود، خرجت من بين شفتيه ضحكة خافتة ليتحرك إلي الغرفة الملاصقة لغرفتهم تماما يلقي بملابسه على الفراش بإهمال... هناك علي صعيد بعيد عنهم، كان يقود سيارته بعد أن اطمئن علي صحة والدته، أكد له الطبيب أن صحتها في تقدم مستمر والوضع الآن علي خير ما يرام، أخذ سيارته متجها إليها، يشتاقها صورتها لم تغب عن باله طوال فترة سفره وطيفها يلازمه في كل حين، ابتسم حين توقف بالسيارة بالقرب من منزلها، جلست يراقب شرفة غرفتها من سيارته يتمني أن تظهر أن يلمح حتي طيفها من بعيد، تنهد حانقا منذ نصف ساعة وهو يقف هنا دون جديد، قرر بتهور أن يذهب إليها سينزل من سيارته يعبر الشارع، يصعد إلي الطابق الثالث، يدق الباب يعرفهم بنفسه، وهم في الأساس يعرفونه جيدا، والآن باتت صلته يقرب والجميع بات يعلم من هو، ما إن مد يده لمقبض الباب ليفتحه توسعت عينيه حين رآها هي تنزل من مدخل منزلهم، تأوه ينظر لها بشوق ينهش قلبه، ها هي تتحرك كعصفور صغير يلحق للخارج بنعومة ساحرة تجذبه لها، ضاحكا ساخرا من حاله الطبيب الناضج يقع في عشق مراهقة صغيرة، الفرق في العمر بينهما ليس بهين علي الإطلاق، ابتلع لعابه مرتبكا خائفا، من أن يكون عشقه لها ما هو الا مرض خبيث يتسلل إلي قلبه ليهدم حياته وحياة تلك الصغيرة، لا عقل ولا منطق يقول بأن رجل تجاوز الثلاثين يحب مراهقة في التاسعة عشر، تنهد حائرا، انتفض قلبه، حين رآها تبتعد عند نهاية الشارع علي وشك أن تختفي من أمام عينيه سحقا للعقل والمنطق في تلك اللحظات، أدار محرك السيارة سريعا يلحق بها يتحرك بعينيه متلهفا، ليراها هناك تقف عند محل لبيع الحلوي والمثلجات، علي وشك أن تخطو لداخله، اوقف السيارة جواره لينزل منها سريعا التف حول السيارة وقف أمامها يمنعها من التحرك، نظرت غاضبة مقطبة الجبين لذلك الوغد الذي سد طريقها توا لتتوسع مقلتي عينيها حين رأته يقف أمامها يبتسم تلك الابتسامة التي لا يعرف كيف يمكن أن يكن بها كل ذلك القدر من السحر تسارعت مضخة قلبها تكاد تنفجر خاصة حين سمعته يتمتم مبتسما:. - ازيك يا سارة علقت الكلمات داخل جوفها تنظر له مدهوشة ترفرف بجفنيها بلا توقف، هل هو حقا يقف أمامها بعد ما قاله لها في الهاتف لا زالت تتذكر همسه لها بتلك الكلمة التي لن تنساها، يحبها هو يحبها، انفرجت شفتيها عن شبة ابتسامة صغيرة دقت ناقوس السعادة في قلبه، لتتوسع ابتسامته هو كالابلة، صوت حمحمة غاضبة أتت من خلفهم مباشرة يتبعها صوت أحد المارة: - يا استاذ لو سمحت عايز اعدي. تنحنح حرجا ليقترب منها سريعا التقط كف يدها في غمر موجه استسلامها ليتوجه بها إلي سيارته فتح لها الباب لتصعد، التفت ليجلس جوارها حين سمع ذلك الرجل يتمتم ساخرا: - بنات آخر زمن فين أهلها دي. نظر سريعا ناحية سارة لتنظر له متعجبة، تنهد فئ ارتياح من الجيد أن سارة لم تسمع ما قال ذلك الأحمق، ابتسم هو ليعود لذلك الرجل، اقترب منه يحجب ما يحدث بظهره العريض عن رؤيته سارة قبض علي تلابيب ملابس الرجل يهمس له بشراسة قاتلة: - اللي كنت بتجيب في سيرتها دي مراتي، أنا اقدر اخليك تزحف علي رجليك تبوس الأرض تحت رجليها عشان تسامحك نظر الرجل بهلع لحسام ليحرك رأسه نفيا سريعا يغمغم نادما معتذرا راجيا:. - أنا آسف يا بيه، وأسف للمدام و**** ما كنت اعرف دفعه حسام بعيدا عنه ينظر له باشمئزاز ليبصق ناحيته ويتركه ويغادر إلي سيارته، استقل المقعد جوار سارة يبتعد قليلا عن الشارع، لتتوسع هي عينيها هلعا وقد ادركت ما فعلت توا، حمحمت تهمس مرتعشة: - هو احنا رايحين فين، أنا لازم ارجع، بابا عارف اني نازلة اجيب حاجة من المحل، ارجوك يا حسام. لحظة واحدة سمع اسمه أكثر من مئة مليون مرة من قبل ولكنه بتلك النغمة الرنانة الدافئة التي اخترقت قلبه مباشرة لم يحدث قبلا، اوقف السيارة بعيدا قليلا يبتسم في توسع كالابلة، ابتلعت هي لعابها تنظر له مرتبكة لتهمس: - ما ينفعش صدقني ما ينفعش، أنا غلطت مرة ما ينفعش اكررها تاني، أنا آسفة، عن إذنك. وضعت يدها علي المقبض تود فتحه ليسرع هو بإغلاق السيارة من الزر المقابل له يمنعها من فتح الباب، تسارعت دقات قلبها في هلع تنظر له مذعورة دقاتها تتصارع بعنف حين التفتت له أشهر سبابته أمام وجهها برفق حازما: - أولا ما تشبهيش علاقتنا بالحيوان اللي كنتي تعرفيه دا ثانيا، أنا مش خاطفك فما تبصليش بالرعب دا ثالثا، أنا بس كنت عايز اديكي هدية نجاحك تبدلت نبرته الحازمة إلي أخري لينة هادئة واتسعت ابتسامته يخرج علبة. علي شكل مكعب متوسطة الحجم من علي الأريكة الخلفية للسيارة، يمد يده لها بتلك العلبة، نظرت لها للحظات مرتبكة لتحرك رأسها نفيا تهمس مرتجفة: - ما ينفعش اخدها صدقني ما ينفعش، بأي صفة اخدها منك - ابن عمك وخطيبك وقربب جوزك. نطق سلسلة كاملة من القرابة في أقل من ثانيتين بهدوء تام كأنه يخبرها بعنوان أحدي المحال، توسعت حدقتيها تنظر له مصعوقة مما قال، تدلي فمها تنظر له في صدمة ممتزجة بالفزع، تنهد هو يبتسم ساخرا علي حالة الصدمة التي أصابتها ليمسك بيدها يضع داخلها الهدية يردف مبتسما:. - أنا حسام خالد محمود السويسي ابن عمك وتقدري تسألي باباكي لو مش مصدقاني، وتقوليله أن أنا اللي جايبلك الهدية دي بمناسبة نجاحك وتقوليله تاني، إني هجيلكوا في أقرب وقت عشان نشرب الشربات، مع اني ما بحبوش بس اشربه عشان خاطر عيونك التفت تنظر حولها، كم كبير من الصدمات ألقاه في هدوء تام علي عقلها الصغير الذي بعث لها بعدة رسائل أنه يعجز عن فهم ما يحدث، رفعت سبابتها المرتجفة تشير له مصعوقة:. - ااانت، ابن عمي إزاي، أنا مش فاهمة حاجة ضحك بصوته كله علي مشهدها وهي مصعوقة تشير له بتلك الطريقة ليحرك رأسه إيجابا، كتف ذراعيه أمام صدره يلاعب حاجبيه عبثا يقول في خيلاء: - ايوة يا ستي أنا ابن عمو خالد اللي كنتي بتتصلي بيه تشتكيله مني، مش واخدة بالك من الشبة بينا، إسألي باباكي وهو هيقولك الحكاية كلها، المهم انتي كنتي نازلة ليه. برزت في يدها ورقة نقدية من فئة العشرين جنية، نظر للورقة في يدها متعجبا لتبرز ضحكة لم يتسطع إخفائها حين سمعها تهمس متوترة: - كنت رايجة اجيب شيبسي وعصير تصاعدت ضحكاته تملئ السيارة، خفضت ضحكاته شيئا فشئ تبقت بقايا علي شفتيه سعل في نهايتها وهو يدير محرك السيارة يتمتم مبتسما: - تعالي نجيب عصير وشيبسي. اوقف السيارة أمام ذلك المحل من جديد ليخبرها بأن تنتظره في السيارة وهو سيأتي بعد دقائق، جلست بمفردها صدمة ما قال تعصف برأسها بعنف توسعت حدقتيها تحاول إعادة ما قاله أمامها من جديد « ابن عمها، خطيب، زوج » العديد من الكلمات ذات الوقع الغريب والجديد علي نفسها، شهقت بعنف حين فتح باب السيارة فجاءة عاد يجلس جوارها لتتوسع عينيها في ذهول حين مد لها حقيبة كبيرة منتفخة بما تحوي نظرت للحقيبة لتعاود النظر إليه تتمتم ذاهلة:. - ايه دا كله، لا طبعا ما ينفعش اخدها تنهد حسام في ملل يقلب عينيه عقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا: - ما هو حل من اتنين يا تاخدي الحاجة يا هتنزلي من غيرها وساعتها أنا هطلع وراكي واديكي الحاجة. مجنون هي تعرف جيدا أنه مجنون يكفي تصرفاته الغريبة التي تخيفيها تارة وتحبها تارة اخري تنهدت محتارة تلتقط منه الحقيبة، تمد يده لها بالنقود ليرفع حاجبه الأيسر ساخرا يشيح بوجهه إلي الطريق، تحرك من السيارة يقف بالقرب من منزلها، تحركت تود الهروب من قلبها الذي لا يتوقف عن الخفقان، التفتت تفتح الباب فتحته بالفعل كادت أن تنزل حين سمعته يهمس باسمها التفتت لها لينظر لها للحظات قبل أن يهمس بصوت منخفض شغوف:. - أنا بحبك! تخضبت وجنتيها بالدماء سرت قشعريرة باردة في أنحاء قلبها تلف روحها، لم تجد ما تفعله سوي أنها هرولت من خارج السيارة تحمل في يدها علبة الهدية وحقيبة المشتريات الكبيرة والعشرون جنيها، أسرعت في خطاها تشعر به يتحرك خلفها بسيارته حانت منها التفاته خاطفة نحوه حين وصلت لمدخل منزلها لتراه يبتسم يلوح لها وداعا، ابتسمت له خجلا لتهرول إلي اعلي سريعا، بينما خرجت تنهيدة طويلة حارة من بين شفتيه يعبث في خصلات شعره كمراهق طائش يختلس النظر لمعشوقته الصغيرة. هرولت سارة سريعا إلي أعلي حيث منزلها ما أن دق الباب فتح لها عمر نظر لها محتدا غاضبا للحظات ابتلعت لعابها وقلبها ينتفض هل يا تري رآها بصحبة حسام، افسح عمر لها الطريق لتدخل، دخلت ليصفع عمر الباب بعنف جعل جسدها يرتجف بعنف خاصة حين أتاها صوته الغاضب: - كنتي فين يا سارة، أنا نزلت اشوفك عند المحل اللي قولتي هتجيبي من عنده لما اتأخرتي كل دا ومالقتكيش، وايه كل اللي انتي مسكاه دا. التفتت لوالدها تبلع لعابها خائفة ذكري عنفه وضربه لها تجسدت أمام عينيها الآن خاصة وهي تري نظراته الغاضبة المتجهمة نحوها، التقطت أنفاسها بصعوبة تحاول إيجاد خيوط من الشجاعة الواهية لتتمسك بها: - أنا ممكن اقول لحضرتك اني روحت محل تاني، بس هبقي بكذب، أنا قابلت دكتور حسام تحت، شوفته صدفة و****. توسعت عيني عمر في غضب حسام لن يتوقف ذلك الفتي عن التسلل إلي حياة ابنته كلما حاول إبعاده يعود من جديد، اقترب من ابنته وقف علي بعد خطوتين منها رأي خوفها منه يصرخ جليا في حدقتيها عليه أن يهدئ صارحته سارين أنها تحب عثمان من قبل، سارة أكثر حساسية هشة أكثر من سارين بمراحل يكفي تلك الذكري السيئة بينهما لا يرغب في أن يزيد الأمر سوءا، ابتسم اجبر شفتيه علي الابتسام حتي لا تخافه، توجه إلي الأريكة يجلس عليها يسير إلي الجزء الفارغ جواره ارتجفت سارة خائفة تحتضن الأشياء في يدها وكأنها ستحميها تحركت بخطي مرتجفة تجلس بعيدة عن والدها الذي ابتسم ربت علي رأسها برفق يسألها:. - كان عايزك في إيه في حبيبتي هدأت دقاتها المرتجفة شيئا فشئ تحاول التقاط أنفاسها لتمد يدها بالعلبة ناحية والدها تتلعثم خائفة: - اداني دي وقالي هدية نجاحك، رفضت اخدها بس هو قالي أنه ابن عمي وحضرتك عارف الحكاية كلها، وكمان قالي اني أبلغ حضرتك أنه يعني هيجي لحضرتك عشان يطلب أيدي. حافظ عمر علي ابتسامته بمعجزة بينما اييضت مفاصله من شدة ضغطه علي كفه يطحن أسنانه يتوعد لذلك الاحمق، سيتصل بأخيه ويخبره بأفعال ولده المشينة، تنهد حانقا التقط العلبة من سارة يفتحها ليجد كرة من الزجاج داخله لعبتين لعريس وعروس يتحركان حين تدير المقبض كأنهم يرقصان لها قاعدة من الخشب نُحت عليه بالإنجليزية اسم حسام واسم سارة، نظر عمر للهدية حانقا كم أراد أن يدفعها ارضا لتتهشم إلي قطع صغيرة ولكن نظرة الانبهار التي لمعت في عيني ابنته منعته من فعل ذلك أعاد لها الهدية من جديد، ابتسم لايجد ما يقوله هو بالكاد يمسك زمام غضبه حين حمحمت سارة تسأله متوترة:. - هو صحيح دكتور حسام يبقي ابن عمو خالد شردت عيني عمر في الفراغ يحرك رأسه إيجابا شاردا تنهد يغمغم في إيجاز: - عمك خالد كان متجوز واحدة قبل طنط لينا مراته، وحصل بينهم مشاكل وكنا فاكرين انها سقطت الجنين بس عمك خالد عرف من قريب أنه عايش، حسام ابن عمك خالد شهقة مدهوشة جاءت من خلفهم مباشرة نظرا معا ليجدا تالا تقف هناك تنظر لهما في دهشة، لا تصدق ما سمعته اذنيها توا. عودة لمنزل خالد السويسي، طرقات علي باب المنزل جعلت الخادمة تتجه سريعا لتفتحه ابتسمت ما أن رأت ذلك الواقف أمام الباب افسحت له المجال تتمتم مبتسمة: - اهلا اهلا يا زيدان باشا. أعطاها زيدان ابتسامة جافة ليتحرك للداخل في نفس توقيت نزول خالد من أعلي، ابتسم مبتهجا ما أن رأي زيدان، سعيد لرؤيته من جديد وقلبه اعتصر ألما في لحظة خوفا من أن زيدان علم بزواج لينا اليوم، التقت عينيه بعيني زيدان يبتسم له ليتقدم الأخير منه وقف بالقرب منه ينظر له مبتسما بأعين مجهدة حزينة، قطع خالد المسافة التي تفصلهم يضم ولده بين ذراعيه يهمس له بحنو: - حمد *** علي السلامة. ابتسم زيدان في هدوء يبتعد عن خالد قليلا تنهد يتمتم: - **** يسلمك أنا قولت اجي اشوفك واسلم علي ماما قبل ما ارجع الغردقة، أنا عارف لولاك كان زماني متحول للتحقيق بسبب الغياب دا كله، بس أنا لازم ارجع وجودي هنا ما بقاش ليه لازمة، ماما فين عايز اسلم عليها. هو حقا يريده أن يرحل الآن قبل أن يتفتت الباقي من قلبه، ابتسم له متوترا يربت علي كتفه امسك بيده يأخذه معه لأعلي حيث غرفتهم، دق الباب يدخل اولا حمحم يجذب انتباهها: - زيدان برة وعايز يشوفك قبل ما يسافر، البسي حاجة طويلة. اشرقت عينيها وتوسعت ابتسامتها وقلبها يدق شوقا لرؤية طفلها الصغير قامت سريعا تهرول ترتدي أحد فستاينها فوق ملابس نومها التي باتت لا تبدلها تقريبا، انتهت تنظر لخالد متلهفة تحرك رأسها إيجابا سريعا، ليفسح المجال، ما إن خطي زيدان إلي الغرفة ادمعت عينيه ينظر لوالدته لتنهمر دموعها هي هرول ناحيتها لتجذب رأسه سريعا تعانقه تغمغم متلهفة مشتاقة: - زيدان يا حبيبي وحشتني، وحشتني أوي. حمحمة غاضبة صدرت من خالد ينظر لزيدان يرميه بنظرة نارية قاتلة، لتنظر له لينا حانقة مما يفعل، رفعت كفيها تبسطهما علي وجه زيدان تسأله بلوعة: - وحشتني كل دا ما تسألش عني هو أنا ما وحشتكش انسابت دموعه ليقبل جبينها وكف يدها يعتذر لها: - حقك عليا، كنت ضايع مش عارف أنا بعمل إيه تنهد خالد حزينا علي حالهم لينسحب من الغرفة تاركا الباب مفتوحا خلفه. بالقرب منهم وقفت سيارة معاذ وخلفها سيارة الحرس الخاصة بوالد لينا في حديقة المنزل، التفتت لينا تنظر لمعاذ تنهدت تغمغم في فتور: - ما كنش ليه لزوم خالص يا معاذ تيجي تاخدني من الشغل، مش عاجبك كل الحراسة دي ابتسمت في عشق يلتفت برأسه ناحيتها يغمغم في هيام: - وحشتيني يا لينا ما قدرتش ما اجيش اشوفك ... تبدلت نبرته الي أخري مرحة حين مال يفتح لها باب السيارة يقول:. - وبعدين انزلي ما تعطلنيش أنا النهاردة عريس وورايا حاجات قد كدة ابتسمت دون حياة في ابتسامتها، لتنزل من السيارة ودعته، تتجه لداخل البيت فتحت الباب بالمفتاح الخاص بها، لتجد فتحية تهرول إليها تحمل هاتف لينا في يدها تبتسم ابتسامة واسعة تغمغم في زهو: - لينا هانم الواد دقدق اللي عندنا عرف يصلحلك الموبايل مش أنا قولتلك أنه أشطر من الجن، دا كان طاير كدة طير بال200 جنية ما ردتش اديله الفلوس كلها أحسن يطمع. التقطت لينا الهاتف سريعا من فتحية تفتحه بتلهف تبحث بين المكالمات الأخيرة الواردة لها لتتنهد مرتاحة وابتسامة واسعة تشق شفتيها، حين وجدت الرقم هو توسعت ابتسامتها تنظر لفتحية بفرحة تتمتم: - خلي الباقي عشانك يا فتحية قالتها لتهرول سريعا ناحية مكتب والدها دقت الباب لتسمع صوته يأذن لها بالدخول، ولجت للداخل تمسك الهاتف في يدها اقتربت من مكتب والدها تغمغم سريعا بتلهف:. - بابا أنت عارف إن جاسر بيدور علي سهيلة صح حرك خالد رأسه إيجابا في هدوء اعتدل يميل بجسده قليلا ناحية سطح مكتبه يطرق بسن قلمه علي سطح المكتب يردف: - ايوة عارف رشيد حكالي الموضوع كله، وأنا مش ساكت بس لسه لحد دلوقتي ما فيش أثر ليها، وخصوصا أنها وقفت في موقف عربيات وقطارات كمان، يعني الوضع صعب حركت لينا رأسها إيجابا سريعا تمد هاتفها ناحية والدها تغمغم سريعا بتلهف:. - ايوة عارفة، سهيلة كانت اتصلت بيا بعد ما هربت من الرقم دا، حضرتك تقدر تعرف فين الرقم دا مش كدة التقط الهاتف من يدها ينظر لذلك الرقم ليلتقط ورقة وقلم يدونه علي الورقة أمامه رفع وجهه لابنته يتمتم مبتسما: - سهلة دي، اديني ساعتين واجبلك تاريخ حياة الرقم. ضحكت بخفة لتأخذ الهاتف من والدها تشكره مبتسمة التفتت لتغادر لتسمعه ينادي باسمها عادت تنظر إليه مرة أخري لتري في عينيه نظرة حنان ممتزجة برجاء حين همس يخبرها: - لينا فكري تاني يا بنتي، بلاش عِند وخلاص، أنا مش عايزك تندمي بعد كدة. احتفظت بابتسامة صغيرة علي شفتيها حركت رأسها إيجابا تنظر لوالدها في هدوء، تحركت للخارج، تأخذ طريقها لأعلي، في تلك الأوقات كان زيدان خرج من غرفة والدته مبتسما كم كان في أشد حالاته شوقا إليها قربها منه يعيد إنعاش روحه من جديد، يشعره بأنه ذلك الطفل الصغير المدلل، اخذ طريقه إلي أسفل حان وقت الرحيل، هو يتجه لأسفل وهي تصعد لأعلي تقابلت نظراتهم فجاءة كل منهم ينظر للآخر يجذبه إليه وينفر منه في الوقت ذاته، تسارعت دقات قلبه بينما علت أنفاسها، جف لعابها تنظر له دون كلام لتتذكر في تلك اللحظات تلك الصور التي كان تُرسل لها طوال الفترة الماضية الشقراء تلازمه فئ كل مكان، يبدو أنه سريع الاستبدال، قلبه يتداوي سريعا، شدت علي أسنانها تتحرك لأعلي وقفت بالقرب منه ترسم إبتسامة باهتة علي شفتيها تغمغم ساخرة:. - واضح أنك بتحب الأشقر اوي قالت لتفلت منها ضحكة ساخرة تتألم تحركت لتصعد لتشعر به يقبض علي رسغ يدها توسعت عينيها في ذهول حين جذبها لتعود إليه تنظر له في ذهول ودقاتها تتصارع حرفيا حين التوت شفتيه بابتسامة قاسية سلط زرقاء عينيه علي بندق عينيها ذو اللون البني الغامق وسمعت صوته يتمتم: - طول عمري بحب البندق البُني! ومن ثم ترك يدها وتركها وغادر ينزل إلي أسفل بخفة كفهد يهرب من الصياد، ابتسمت ساخرة تنظر في أثره بمن يخدع بكلماته تلك، وهي قد رأت الحقيقة كاملة. انها الثالثة ظهرا موعد انتهاء درسها، خرجت منه تحتضن حقيبتها الصغيرة تبتسم في إشراق ستقابله اليوم، اليوم هو يوم مقابلتهم الخاص، صحيح أنها كذبت علي والدتها واخبرتها أن المدرس سيُجري امتحان لهم بعد الدرس وأنها ستنتهي في الرابعة ولكن لما فعلت ذلك هي فقط تريد أن تراه، تحركت خارج المركز تبحث عنه بعينيها لمحته يقف بعيدا يبتسم تلك الابتسامة التي أسرت قلبها الصغير البرئ، تحركت ناحيته بخطي سريعة تنظر حولها متوترة خوفا من أن يراهم أحد، إلي أن وصلت إليه وقفت أمامه تبتسم كطفلة بريئة لا يصور لها عقلها الصغير العاشق اي نوايا دنيئة يحملها ذلك الرجل تجاهها ارتجف قلبها حين سمعته يهمس في عشق:. - وحشتيني يا صبا وحشتيني اوي نيران من الخجل ألهبت وجنتيها نظرت لأسفل تحرك رأسها إيجابا بخفة تهمس بصوت خفيض خجول: - وأنت كمان يا مراد انتفضت حين شعرت بيده تمسك بكف يدها نظرت له سريعا في توتر ليبتسم رفع كتفيه لأعلي يغمغم في مرح باهت: - ايه يا بنتي مالك ما تخافيش مش هاكلك، تعالي معايا ما ينفعش نقف في الشارع كدة. بالرغم من أن شروق والدتها حذرتها مرارا وتكرارا مع الرحيل مع الغرباء إلا أن البلهاء انصاعت وراء قلبها الأحمق وتحركت تمشي بصحبة ذلك الحمل البرئي ذو الانياب المدنسة، تنظر حولها كل لحظة وأخري خوفا من ان يراها أحد ويخبر والدها او أخيها، قطبت جبينها متعجبة حين رأت مراد يصطحبها الي مدخل أحدي العمارات القديمة، وقفت عن الحركة تقطب جبينها قلقة خائفة لينظر لها في براءة متعجبا رمش بعينيه يسألها:. - في أيه يا صبا وقفتي ليه ابتلعت لعابها في ارتباك تنظر له قلقة تهمس بخفوت خائف: - هو احنا رايحين فين ضحك مراد في مرح يحاول تبديد خوفها حرك يديه بحركة مسرحية درامية يتمتم في مرح: - يعني بذمتك بلدكوا مفتحة علي بعض، لو روحنا قعدنا في حتة اكيد حد هيعرف، حتي لو اتمشينا في الشوارع بردوا هيعرفوكي، ما تخافيش أنا ما باكلش البنات الصغيرين ارتسم الحزن جليا علي قسمات وجهه ينظر لها حزينا يائسا:. - وبعدين يا صبا انتي مش واثقة فيا، أنتي بس وحشاني اوي وعايز أقعد اتكلم معاكي ونمشي علي طول، لو مش واثقة فيا يا صبا خلاص، يبقي بتنهي علاقتنا، وأنا مش همنعك، يلا روحي عشان ما تتأخريش. وقفت في حيرة للحظات لا تعلم ما تفعل، لا يمكنها إنهاء علاقتها به هي تحيه بقلبها الساذج تنهدت تبعد الافكال السيئة عن رأسها مراد لن يؤذيها بالطبع، اقتربت منه تبتسم متوترة تحرك رأسها إيجابا ليبتسم لها في ولة، امسك بيدها يصعد بها إلي الشقة التي استأجرها في الطابق الثاني، ادخلها اولا وهو بعدها ينظر حوله جيدا خوفا من أن يراهم أحد. دخل يوصد الباب بالمفتاح، ليراها تقف في منتصف الصالة الصغيرة تبتسم مرتبكة سمعت صوته يهتف من خلفها بمرح: - ايه رأيك في الشقة، تعالي اقعدي واقفة ليه ابتسمت مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتتقدم منه جلست علي الاريكة بعيدة عنه ليقم هو من مكانه اعطاها كوب عصير ليجلس علي الأريكة المقابلة لها يغمغم ضاحكا: - أنا قاعد بعيد اهو، عشان ما تفتكرنيش هاكلك ولا حاجة، اشربي يا حبيبتي العصير. ابتسمت خجلة علي كلمة حبيبتى لترفع الكوب لفمها، ترتشف منه وهو بدأ يتحدث معها يضحك عاليا يسألها عن ما مضي في فترة غيابه، وهي انسجمت معه في الحديث ونسيت خوفها، لتشعر فجاءة بدوار عنيف يجتاح رأسها، بدأت الدنيا تلتف بعنف، والرؤية تهتز أمام عينيها، لتلمح ابتسامة مراد التي تبدلت بأخري مخيفة يتحرك من مكانه يقترب منها ببطئ، يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا او ربما ضل الطريق؟! الفصل الثامن والثمانون يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا أو ربما ضل الطريق وربما لم يفعل وهو فقط ينتظر اللحظة المناسبة كالليث يتربص بفريسته الحمقاء فريسة ظنت نفسها ذكية لتلاعب أسدي عائلة الشريف... عصف دوار حاد برأس الصغيرة صبا، تشعر بجسدها يرتخي وكأن جسدها نائم تماما يغرق في ثبات عميق وعقلها فقط هو المستيقظ حتي صحتوه مشوشة ثقيلة عينيها زائعة لسانها ثقيل كأنه جبل من حجارة، سقط الكوب من يدها أرضا ليتهشم الي بقايا وينكسب منه ما بقي من العصير، لتسمع في تلك اللحظة صوت ضحكات مراد العالية، ضحكات مخيفة شرسة وكأنها قادمة من جوف الجحيم الأسود، وجهت مقلتيها إليه بصعوبة بالغة لتراه يقف هناك علي الناحية الاخري من الطاولة ينظر لها يعقد ذراعيه امام صدره يتأملها، يميل برأسه قليلا لليمين يخترزها بعينيه، ابتسامة سوداء قاتمة تعلو جانب ثغره، سمعته يتأتأ ليردف بعدها بنبرة سوداء ساخرة:. - تؤتؤتؤ، هي ماما ما قالتكيش ما تشربيش حاجة من ايد حد غريب، طب ماما ما قالتلكيش اوعي يا صبا حد يضحك عليكي ويقولك تعالي اوديكي لماما وتروحي معاه. ختم كلامه بضحكة عالية مجلجلة، بعثت فيها رجفة سقيع خائفة كعصفور ينظر لقط شرس ذو أنياب يتلاعب بها يمينا ويسارا، بالكاد خرج صوتها الضعيف من بين شفتيها: - اااا، ااانت، بتعمل كدة ليه، أنت، بتحبني... لم تزده كلماتها إلا ضحكا وكأنها تخبره بطرفة ظريفة قديمة مضحكة للغاية، هدأت ضحكاته لتبقي ابتسامة واسعة تسحق شفتيه تظهر أنيابه الغاصبة، مال بجزعه العلوي ناحيتها يستند بكفيه علي سطح الطاولة قتمت عينيه يتمتم ساخرا: - أنا بحبك، يا حرام، انتي عارفة ايه مشكلتك يا صبا أنك طيبة اوي وبريئة اوي وساذجة أوي اوي، انتي عيلة في أولي ثانوي يا صبا، ايه اللي ممكن يكون يشد أي حد ليكي، غير عبطك يا صبا. ازدادت قطرات دموعها شيئا فشئ مع كلمة سامة تخرج من بين شفتيه إلي أن كسح طوفان دموعها وجهها، تبكي دون تنظر له فزعة مذعورة كارهة ليس هذا هو مراد الذي عرفته واحبته بقلبها الساذج البرئ كما قال، بل شيطان تلبسه، ارتجف قلبها فزعا، خاصة حين لمعت عينيها يكمل بنبرة سوداء قاسية:. - أما بقي أنا عايز منك إيه، عايزك تبقي الشوكة اللي هغرزها في ضهر جاسر، عشان يفضل صباعه تحت ضرسي، يمشي مكسور مذلول ما يقدرش يرفع وشه فيا، والا هفضحه... تسارعت دقات قلبها تنظر له فزعة مذعورة ارتجف جسدها يرتعش بلا توقف ارتجفت شفتيها اضطربت عينيها، هي فقط جملة صغيرة التي خرجت من بين شفتيها المرتجفة: - دا صاحبك! جملة صغيرة كانت كفتيل نار أشعل غضبه قتمت عينيه زيادة، حتي باتت سوداء كاليل مخيفة اعتدل واقفا ينظر لها بشراسة عروقه تنفر بعنف، يصرخ بغضب أعمي يخرج كل ما في قلبه الأسود من كره وحقد:. - صاحبي، هو احسن طول عمره أحسن في الدراسة في حياته في كل حاااااجة، هو عند أهل يحبوه ويخافوا عليه وأنا لاء، آخر مرة شوفت فيها أبويا وامي كنت عيل صغير عندي اربع سنين وبعدها رموني كأني كيس زبالة مش عيزينه في حياتهم، هو معاه فلوس فلوس كتير، وأنا شحات فقير، زيه زي كلب السكك بيلقط فلوس من هنا وهنا، هو خد كل حاجة حلوة في الدنيا، وأنا ادتني الدنيا علي وشي من وأنا عيل صغير، عيل مالوش ذنب في اي حاجة، هو مش احسن مني أنا أحسن منه، جه الوقت اللي اعيش مذلول مكسور وانتي يا صبا، سهلتي دا سهيلته اوي. ختم كلامه بابتسامة واسعة قاتمة يقترب منها خطوة وأخري، تصلب جسده علي بعد خطوة واحدة منها حين سمع صوت يأتي من خلفه مباشرة يتمتم في هدوء ساخر: - ما كنتش أعرف أنك بتحبني أوي كدة يا صاحبي. توسعت عيني مراد علي اخرهما في ذهول ممتزج بصدمة التفت خلفه سريعا ليجد جاسر يقف داخل المنزل، كيف ومتي، كيف علم ومن أوصله لطريقه، صدمة عنيفة زعزعت كيانه الشيطاني الأسود، ابتسم جاسر في هدوء ساخر يدس يديه في جيبي سرواله يبتعد بانظاره تماما عن صبا حتي لا يذهب ويقتلها في تلك اللحظة هو في اوج حالاته غضبا منها، ركز مقلتيه علي عيني مراد القاسية الحمراء يتمتم في تهكم:. - طول عمري بعتبرك صاحب عمري ودراعي اليمين، طول عمري شايفك اخويا اللي برمي عنده كل أسراري، عشان اكتشف في الاخر أن صاحبي هو اللي بيطعني في ضهري، أنا اذيتك في ايه يا مراد، عملتلك ايه مخليك بتكرهني الكره دا كله، وبلاش أسطوانة إنت احسن مني، أنا طول عمري بعاملك علي أنك اخويا، عمري ما قليت ابدا، ليه يا مراد، ليه الكره دا. تهدجت أنفاس مراد بعنف صدره يعلو ويهبط بسرعة قاسية ينظر لجاسر مكروه ممتزج بحقد قاسي، ليصيح بشراسة: - عشان أنت أحسن، احسن في كل حاجة وأنا ما بحبش حد يبقي احسن مني، اللي عندك دا لازم يبقي بتاعي، أنا اللي لازم ابقي أحسن، أنا اللي لازم ابقي معايا فلوس كتير مش أنت، أنا اللي لازم الناس تحبني مش أنت، حتي المطعم لازم يبقي بتاعي أنا هخليه أحسن مطعم في الدنيا بس وهو ملكي... نظر جاسر لصديق شبابه سنوات وهما معا يشاركه كل تفاصيل حياته، ضحكات لم تعرفه الشفتين بقدر ما عرفها القلب، مر أمام عينيه لقطات كثيرة من مواقف حياتهم معا، صديق عمره ما هو الا خائن كبير يسعي لتدمير حياته، جرح غائر في قلبه، يفتت روحه.. رسم ابتسامة ساخرة متهكمة علي شفتيه يتمتم بقسوة: - ورغم كل اللي حاولت تعمله عشان تدمرني الا أنك فشلت عارف ليه يا مراد، عشان أنا أحسن منك وهفضل دايما أحسن منك. اشتعلت عيني مراد كره مخيف ينظر لجاسر حاقدا ليخرج ماديته من جيبه اندفع ناحية جاسر يصرخ كارها: - هقتلك يا جاسر. انحني جاسر سريعا يتفادي مادية مراد ليصدمه في ساقه بعنف سقط مراد أرضا يصرخ بشراسة متألما، يحاول الأنقاض علي جاسر من جديد دارت معركة عنيفة بين صديقين كانا يوما اعز صديقين وصبا تجلس مكانها لا تقدر علي الإتيان بحركة واحدة فقط تبكي من الذعر، شهقت بعنف حين سمعت صوت صافرة سيارات الشرطة، وقبل أن تعي ما يحدث شعرت بأحدهم يحملها سريعا بين ذراعيه، نظرت له مذعورة لتجده غيث! ينظر لها في هدوء قاتل، حملها غيث يتجه بها لداخل الشقة توجه بها ناحية المطبخ، ذلك الباب المفتوح الذي يؤدي إلي سلم الخدم القديم وضعها هناك واغلق الباب عليهم وهما في الخارج نظرت له مذعورة خائفة علي أخيها بينما ابتسم هو في قتامة، رفع سبابته أمام شفتيه: - هششش همس بها ليتركها وينزل الي أسفل سريعا راكضا، نزل يلتف حول العمارة يصعد سلمها يدق علي باب شقة مراد يصيح مذعورا:. - افتح يا مراد، جاسر أنت سامعني، جاسر أنت كويس لحظات وبدأت خطوات عنيفة تصعد إلي السلم بعنف وقف الضابط أمام غيث المذعور ليصيح غيث سريعا يتوسله: - ارجوك يا حضرة الضابط بسرعة الحقه هيموت جاسر. اكسروا الباب، صاح بها الضابط بحدة الي العساكر الواقفة خلفه، ليندفعوا سريعا يصدمون باب الشقة بعنف الي أن انفتح علي مصرعيه في ظل المعركة الطاحنة التي تدور بالداخل، جرح مراد جاسر في صدره جرح ليس بهين، اندفع العساكر ناحية مراد الذي يمسك بالمادية الغارقة بالدماء يصرخ كالمجنون: - هقتلك يا جاسر هموتك، اوعوا ابعدوا عني... تكالب العساكر علي مراد يقيدون حركته يجذوبه للخارج وهو يصرخ بشراسة مجنون: - مش هسيبك يا جاسر، هقتلك لو آخر يوم في عمري هموتك. اندفع غيث ناحية جاسر يصيح فيه بلوعة: - أنت كويس يا جاسر. انخفض صوته إلي أن بات همسا ينظر لجاسر حانقا يهمس له: - مش قولتلك تاخد بالك ابتسم جاسر متألما يحاول أن يلمس جرح صدره النازف، اقترب الضابط منهم يردف في عملية: - حمد *** علي سلامتك يا جاسر ابتسم جاسر في ألم يحرك رأسه إيجابا مد يده يصافح الضابط يتمتم ممتنا: - متشكر لحضرتك لولا انكوا لحقتوني كان زمانه قتلني. ابتسم الضابط يحرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء: - الحمد ***، وبعدين ما تشكرنيش أنا، اشكر جاسم باشا الشريف، واضح أن أستاذ غيث تواصل معاه وهو كلمني يبلغني. عقد جاسر جبينه في جهل أجاد تزييفه جيدا يسأل الضابط متعجبا: - هو حضرتك تعرف جاسم الشريف منين. ضحك الضابط في خفة يرفع يده يمرر يده في خصلات شعره الاشيب يتمتم مبتسما: - تلميذه، أنا أعرف جدك من زمان، من أيام ما كنت في الكلية وكان بيساعدني جدا في دراسة القانون تحديدا، صحيح أنا ما عرفتكش بنفسي، أنا حاتم عدنان!، حمد *** علي سلامتك، بس لازم تتفضل معانا عشان نقفل المحضر في القسم، دا شروع في قتل. حرك جاسر رأسه إيجابا في هدوء، ينظر لغيث نظرات ذات مغزي، ليحرك الأخير رأسه إيجابا نظر للضابط يبتسم يتمتم في حرج: - معلش اعذروني أنا هدخل الحمام خمس دقايق وهحصلكوا. تحرك جاسر بصحبة الضابط لأسفل، ليندفع غيث إلي الخارج، ناحية باب المطبخ المغلق، فتحه ليجد صبا قد فقدت وعيها تماما تستند برأسها إلي الحائط خلفها ترتجف بعنف، تنهد حانقا منها ومشفقا عليها، ليحملها بين ذراعيه إلي الداخل وضعها في أحدي غرف النوم يغلق عليها الباب من الخارج، ليخرج من الشقة يغلقها بالقفل من الخارج، وينزل سريعا خلفهم، جلس في سيارة جاسر خلف المقود يبتسم في هدوء خبيث أدار محرك السيارة يتوجهان لقسم الشرطة. Flash back - انتي طالق، طالق، امشي اطلعي برة للشوارع اللي جيتي منها برررررررة. نظرت لهم جميعا تحاول أن تتوسلهم، رأي الاشمئزاز والقرف في وجوه الجميع، تحركت خطوتين للامام لتغادر، لتسقط أرضا فاقدة للوعي فجاءة نظر جاسر لها باشمئزاز ممتزج بقرف، يصيح في الخدم: - يا آمين يا حسين... تحرك رشيد في تلك اللحظات انحني علي ركبتيه جوار تلك المقاة أرضا، يتفقد نبضها ينظر داخل حدقتيها المغلقة، حين سمع صوت جاسر يصيح ساخرا: - ايه يا بابا أنت صدقتها ولا إيه دي بتمثل، أنا هجيب الغفر يرميوها برة. رفع رشيد وجهه ينظر لجاسر للحظات تنهد حائرا ضميره المنهي لن يسمح له ابدا هب واقفا يتمتم بنبرة حادة قاطعة: - بس هي مغمي عليها فعلا، ومش هتخرج من بيتي وهي بالمنظر دا، سنية جملات، شيلوها طلعوها أوضة الضيوف. شهقت شروق بعنف تضرب بيدها علي صدرها تصيح مذهولة: - بعد كل اللي عملته يا رشيد هتسيبها في بيتك. ضرب رشيد الارض بعصاه التي تخص والده قبلا بعنف يهدر في حدة: - وهجبلها دكتورة الوحدة كمان، مش رشيد الشريف اللي يسيب واحدة ست حامل تخرج من بيته في انصاص الليالي وكمان في حالتها دي، طلعوها يلا. اضطرت الخادمات صاغرات اطاعة اوامر سيد البيت، تحركن يحملن شاهيناز تنظر كل واحد منهن إليها يقرف واشمئزاز شديد، تحركن يضعنها إلي غرفة الضيوف، ليغيب رشيد بعض الوقت عاد ومعه طبيبة، تحرك بها لأعلي يرشدها لغرفة شاهيناز، وقف هو خارجا، تقدم جاسر منه يصرخ كالليث غاضب: - بعد كل اللي عملتوه رايح تجبلها دكتورة، اللي في بطنها دا مش ابني اصلا. نظر رشيد لولده في هدوء تام ابتسم يغمغم في رفق: - واللي في بطنها دا روح مالهاش ذنب في اي حاجة، حرام نسيبها تموت. اشتعلت أنفاس جاسر يحاول السيطرة علي زمام غضبه القاتل قبل أن يذهب ويخنقها بين يديه، لحظات وخرجت الطبيبة من الغرفة نظرت لرشيد تعدل من وضع نظارتها الطيبة فوق عينيها حمحت تتمتم في هدوء: - دكتور رشيد حالة المدام اللي جوا غير مطمئنة بالمرة يستحسن ليها الراحة التامة، وتنام علي ضهرها وما تقومش بأي حركة عنيفة غير كدة أنا مش مسؤولة عن اللي هيحصل للجنين، دي ادوية ومثبتات من الافضل تمشي عليها. شكر رشيد الطبيبة واعطاها نقودها يعطي ورقة الدواء إلي احد غفرائه ليحضرها، نظر جاسر لوالده في حنق، ليندفع ناحية الغرفة التي بها شاهيناز رآها وهي ممدة العرق يغطي وجهها الشاحب شفتيها ترتجف، رأي ضعف قاسي يأكل مقلتيها، اقترب منها يدني بوجهه ناحية يهمس لها بشراسة: - فين العقد، عقد المطعم اللي خلتيني امضي عليه وأنا مش حاسس بالدنيا انطقي والا **** هطلع روحك في ايدي. ارتجفت حدقتيها تحرك رأسها ايطاليا بهلع مذعورة بالكاد همست له بنبرة مرتجفة: - في الدولاب تحت هدومي. تركها جاسر وخرج من الغرفة اندفع الي غرفتها يخرج ملابسها من الدولاب يلقيها أرضا، إلي أن وجد ضالته فتح الورقة ينظر لتوقيعه الذي خطه وهو غائب العقل أثر سحرها عليه، ليخرج قداحة من جيبه يشعل الورقة لتتحول لرماد في لحظات... تهاوي علي أحد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه يتنفس بعنف قلبه ينتفض شوقا وغضبا، لحظات وسمع صوت يتمتم في هدوء: - هو عاش يا صاحبي وكل حاجة بس احنا لسه عندنا مصيبة أكبر. رفع جاسر وجهه ليجد غيث أمامه يبتسم، اقترب غيث منه، يجذبه من يده يخرج به من الغرفة دخل به إلي غرفة الأخير عقد جاسر جبينه قلقا ينظر لغيث تنهد يردف حائرا: - في أيه يا غيث مصيبة ايه قلقتني. اغمض غيث عينيه للحظات يتمني فقط أن يمر الأمر بخير حين يخبر جاسر بما لديه من معلومات، اقترب يقف جواره ربت علي كتفه يهمس متوترا: - هقولك بس توعدني أنك مش هنعمل اي تصرف يأذي صبا، أنا بس محتاج مساعدتك، عشان انفذ اللي في دماغي. انتفض قلب جاسر خوفا حين سمع اسم شقيقته وكلمة مصيبة لا تزال عالقة في رأسه ابتلع لعابه بصعوبة بالغة يحرك رأسه إيجابا في سرعة، ليقص عليه غيث الحكاية من البداية، منذ أن سمع صبا مصادفة وهي تحادث مراد وسبب قدومه لهنا، والمكالمة الأخيرة التي دارت بينهما، وغضب جاسر يزداد مع كل كلمة تخرج من بين شفتي غيث، عينيه تشتعل تقدح شررا كالنار، تلتهب، نفر عرق صدغه ينفر يعنف عروقه تصرخ من الغضب دمائه تفور، لا يفكر في تلك اللحظة سوي في القتل، شد علي أسنانه بعنف يصيح غاضبا:. - أنا هقتلها! تحرك يخرج من الغرفة ليقف غيث في وجهة يمنعه من الحركة، دفعه في صدره بعنف ليرتد جاسر إلي الوراء ينظر لغيث غاضبا، تقدم غيث يهمس له محتدا: - ما تزعقش، وأنا مش بقولك عشان تقولي اقتلها، صبا صغيرة وساذجة أنت أكتر واحد عارف اختك، أنا بس عايزك تساعدني. ابتعد جاسر عن غيث يتجه إلي نهاية الغرفة عند الشرفة تحديدا وقف كور قبضته يضرب بها سور الشرفة بعنف، اقترب غيث منه يقف جواره ليجد دمعات حارقة تمردت تهطل من عيني جاسر وقف للحظات يشعر بالشفقة عليه قبل أن يسمع جاسر يهمس بصوت حزين يتألم: - أنا ما اذيتوش عمري ما اذيته، بالعكس دا. صاحب عمري كنت دايما بعتبره اخويا وسندني وسري، بس واضح إني كنت أعمي ما بشوفش، يطلع جواه كل الكره دا ناحيتي، و*** لدفعه التمن غالي. ابتسم غيث في هدوء مخيف يقف جوار جاسر مباشرة وضع يده علي كتفه يتمتم في خبث: - وأنا هساعدك، مراد ذكي لحد دلوقتي ما فيش في ايدينا دليل نمسكه عليه، ولو فكرت تثبت أن اللي في بطن شاهيناز دا مش ابنك، هتبقي فضيحة كبيرة للعيلة، ولو اتجهت للحل التقليدي بتاع الأفلام أنك تعذبه او تضربه، دا هيزيد من شره أكتر، هيدور علي اي طريق يأذيك بيه، الحل الامثل أننا نرميه بعيد خلف القضبان. ارتسمت ابتسامة باردة ساخرة علي شفتي جاسر التفت بوجه لغيث ينظر لعينيه الماكرة للحظات قبل أن يتمتم متهكما: - بتهمة ايه بقي أن اللي في بطن شاهيناز ابنه ولا أنه بيستدرج اختي من ورانا. حرك غيث رأسه نفيا في هدوء تام، اقترب برأسه من جاسر يغمغم جوار أذنه بخبث مخيف: - شروع في قتلك! عقد جاسر جبينه متعجبا من تلك الجملة الغريبة التي نطقها غيث توا، يسأله في حذر: - مش فاهم. توسعت ابتسامة غيث يعقد ساعديه امام صدره يتمتم في لؤم: - أنا هفهمك احنا هنمشي خطة مراد زي ما هو راسمها بالظبط، أنا عرفت عنوان الشقة اللي هو مأجرها وعرفت أن العمارة ليها سلم خدامين قديم ما حدش بيستخدمه خالص، هو هيروح يجيب صبا واحنا هنكون في انتظاره، هوووب، تخرج أنت، أنا عايزك تستفزه لحد ما تضربوا بعض بس خد بالك ليعورك، والباقي علي جاسم الشريف. حرك جاسر رأسه نفيا يقطب جبينه متعجبا من تلك الخطة الغريبة يهمس محتدا: - أنا مش فاهم حاجة، ومش هضحي بأختي، وايه علاقة جدي بالموضوع أنا مش فاهم. تنهد غيث حانقا من عناد جاسر ليقترب منه فك يديه يمسك بهما ذراعي جاسر يهمس له محتدا:. - صبا هي الطعم اللي هتجيب مراد، أنا عمري ما هضحي بيها أنا نازل عشانها، أنا هبقي وراهم لحد ما يوصلوا، صبا لازم تفوق وواحد في نرجسية وغرور مراد، هيتفاخر جدا بانتصاره علي الكل، مجرد ما يدخلوا أنت هتخرج وهتستفزه، لحد ما تخليه يضربك، في الوقت دا جدي جاسم هيكلم تلميذ قديم ليه اسمه حاتم عدنان اللي سمعته أنه كان في القاهرة واتنقل من حوالي يومين ومن حظنا حقيقي أنه اتنقل في الوقت دا، جدي جاسم هيبلغه أن في شروع في قتل لواحد من أحفاده، حد بيحاول يتهجم عليه ويقتله، هتيجي الشرطة وأنا هاخد صبا اخرج بيها من الشقة عشان ما تظهرش في الصورة، وبكدة نكون ضربنا عصافير كتير بحجر واحد، إيه رأيك. Back صحيح أنه قضي ساعات طويلة في إقناع جاسر بالموافقة علي دخول صبا في خطتهم الا أنه وافق اخيرا علي مضض، نظر بجانب عينيه الي جاسر الجالس جواره يبدو شاردا، عينيه قد قتمت انطفئت تماما، توجهوا اخيرا الي قسم الشرطة، الي داخل غرفة الشرطي توجهوا جلس جاسر وغيث علي المقاعد جوار مكتب الضابط، وكانت اقوال جاسر كالتالي. « كنت خارج أنا وغيث لما جالي تليفون من مراد بيطلب مني اني اروحله الشقة دي عشان في حاجة مهمة عايزني فيها، لما وصلت غيث كان مستنيني تحت وأنا طلعت مجرد ما دخلت لقيت مراد بيتهجم عليا بمطوة وعايز يقتلني، والحمد *** أن غيث سمع صوتي واتصل بيكوا. حرك غيث رأسه إيجابا يؤكد كل كلمة قالها جاسر، امسك حاتم هاتف مراد ليجد بالفعل مكالمة صادرة منه لهاتف جاسر لعدة ثواني قليلة، توسعت ابتسامة غيث الواثقة الخبيثة من الرائع أن تكن عبقري في التكنولوجيا شكرا لك حقا يا أدهم، خرج جاسر وغيث من القسم بعد أن تم حبس مراد أربعة ايام علي ذمة التحقيق ويراعي التجديد له في الميعاد. حين خرج جاسر وجد مراد يقف هناك تقيد يديه اصفاد الشرطة، رغم النغزة القوية التي اقتحمت صدر جاسر وهو ينظر لحالة صديقه المزرية، الا أن شعور الخيانة كان أصعب من أن يغفر له ما فعل، اقترب جاسر من مراد وقف أمامه بضع لحظات صامتا ينظر لعينيه مباشرة قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي جاسر مال برأسه ناحية مراد يهمس له بنبرة ساخرة: - أنا أحسن. توحشت عيني مراد في كره صاح بشراسة يحاول الانقضاض علي جاسر ليسرع العساكر بالامساك به بينما هو يصيح : - هقتلك يا جاسر، هقتلك. في الطريق وقف جاسر ومراد أمام أحدي الصيدليات ليضمد جاسر جرح صدره، ليأخذوا الطريق سريعا إلي الشقة المغلقة حيث تركوا صبا هناك فاقدة الوعي لا تشعر بشئ مما يحدث. في فيلا خالد السويسي تحديدا في غرفة ابنته وقفت أمام مرأه غرفتها الكبيرة، مرأة طويلة تظهر لها قوامها كاملا، رفعت رأسها قليلا تنظر لصورتها الجديدة امراءة حرة رغبت في التخلص من جميع القيود حتي قيد الحب لم تعد ترغب فيه، هي الآن سعيدة عليها أن تظل تكرر تلك الكلمة مرارا وتكرارا حتي تنتقع هي الآن سعيدة ستصبح سعيدة بصحبة معاذ. الذي سيأتي بعد قليل بصحبة المأذون كي تصبح زوجة له، معاذ يحبها أكثر مما تتخيل، نقطة البداية دائما عنده كما هي النهاية، شط الأمان بعد أن كادت تغرق، معاذ دائما جوارها يساندها يستمع إليها دون كلل أو ملل كأنها معزوفة خاصة لفنان عالمي قام بتلحينها له هو فقط، علي من تكذب، هي لا تري معاذ ابدا، وجه زيدان معاها دائما، ضحكات معاذ تتبدل بضحكاته، يحيطها من الجوانب حتي دون أن يكن حاضرا يلفها بالكامل، يتغلل كيانها، تهدجت أنفاسها تنظر لفستانها الأسود اللامع يحتضن جسدها برقة كما كان يفعل هو، تتذكر حتي أحضانه لم تنساها أبدا، اغمضت عينيها بقوة تحرك رأسها نفيا بعنف حين فتحت عينيها أبصرت وجه والدتها القلق أمامها مباشرة، تسألها متلهفة:. - لينا انتي كويسة يا حبيبتي. أخذت انفاسها بصعوبة بالغة تؤمأ برأسها إيجابا، وقفت لينا أمامها تحتضن وجهها بين كفيه تنظر لعيني ابنتها الشبيهة كثيرا بعيني والدها تسألها قلقة: - أنتي متأكدة يا لينا من اللي هتعمليه دا. ابتسمت الأخيرة ببساطة تحرك رأسها إيجابا في هدوء، تنفي إعادة التفكير في قرارها من جديد، هو ذهب لاخري وهي لن تقف تبكي علي الأطلال، احتضنها والدتها بقوة لتسمع نبرتها الباكية وهي تهمس لها: - **** تكوني فعلا عارفة انتي بتعملي ايه في نفسك، يا رب يبقي فعلا يستاهلك. ابتعدت والدتها عنها بعد لحظات تربت علي وجنتها برفق تحاول أن تبتسم تهمس لها: - هسيبك تكملي لبسك. تركتها وخرجت من الغرفة لتصطدم في ذلك الواقف أمامها مباشرة يرتدي حلة سوداء بقميص يماثلها سوادا رفعت وجهها له تنظر لوجهه للحظات استطاعت أن تري القلق والألم في عينيه، هو أيضا خائف قلق علي ابنته من اختيارها رغم أن ما حصل عليه من معلومات تؤكد بأنه شاب عادي حياته خالية من المخاطر، مستقيم ذو خلق عالية!، نظر للحظات لعيني زوجته لتتهرب هي بعينيها بعيدا حتي لا تفضحها نظرات الشوق، ليبتسم هو شبح ابتسامة صغيرة، تركته هي سريعا وغادرت لينزل الي مكتبه بالأسفل، ارتمي بجسده علي أقرب أريكة، يتنهد في ارتياح بعض الشئ يحمد **** أن زيدان سافر اليوم، اخرج هاتفه يحادث حسام، يطمئن عليه، لحظات وسمع صوت حسام يتمتم في هدوء:. - ازاي حضرتك يا بابا ضحك خالد ساخرا يمسح علي شعره بكف يده الحرة يتمتم متهكما: - من امتي الأدب دا، يا حبيب بابا، ولا القلم اللي خدته علي وشك رباك، لو أعرف كدة كنت رزعتك بالقلم من زمان. سمع صوت أنفاس إبنه الحانقة يليها صوته يغمغم بكلام خفيض لم يتبين ماهيته ليردف حانقا بعد لحظات: - أنا مش هرد عليك علي فكرة عشان أنت راجل كبير وزي أبويا. عاد خالد يضحك من جديد ارتمي بجسده للخلف يريح ظهره الي ظهر الاريكة خلفه يغمغم ساخرا: - لا يا حبيب ابوك إنت مش هترد عليا عشان ما اجيش اقطعلك لسانك. ضحك حسام في الجانب الآخر، قبل أن يسمع خالد صوت دقات علي باب المكتب سمح للطارق بالدخول لتدخل الخادمة تتمتم سريعا في فرحة: - خالد باشا، العريس وصل. صرفها بإشارة من يده دون أن يهتم بما قالت، ليسمع صوت حسام يتمتم في ذهول: - عريس، مين عندكوا هيتجوز يا بابا. صمت خالد للحظات يزفر أنفاسه الخانقة فتح ازرار قميصه الأولي يتمتم في خواء: - لينا أختك. سمع صوت شهقة فزعة تأتي من ناحية حسام تلاها صوته يهمس في صدمة: - يا نهار أسود ازاي طب وزيدان لا ما ينفعش. وقف خالد من مكانه يتحرك في الغرفة اتجه ناحية الحائط الزجاجي الضخم ينظر من خلاله الي الحديقة بالخارج حين تنهد خالد يهتف في ارتياح قليل: - هعمل ايه بس يا حسام، الحمد *** أن زيدان سافر قبل. - زيدان ما سافرش، زيدان بايت عندي النهاردة همس بها حسام بصوت خفيض حذر يقاطع والده، لتنتفض خلايا جسد خالد أجمع أثر ما سمع، خرج قلبه من مكانه يركض بعيدا عن جسده، شد قبضته علي الهاتف يصيح في ولده: - حسام اسمعني اوعي تجبله سيرة أنت فاهم، اوعي يا حسام... طمأن حسام والده أنه من المستحيل أن يفعل ذلك، بعد لحظات أغلق معه الخط، وقف مكانه يستند بكفيه علي سطح المكتب يلهث بعنف عينيه شاردة تسبح في الفراغ ضرب سطح المكتب بقبضته بعنف يهمس متألما: - ليه يا لينا، ليه استخسرتي في حياتكوا فرصة. وقف للحظات يحاول أن يهدئ مسح وجهة بكف يده عدة مرات، مرت عدة دقائق قبل أن يخرج إليهم، وقعت عينيه علي معاذ الجالس يتأنق بحلة فاخرة وجواره المأذون، وحمزة شقيقه يجلس معهم، توجه إليهم ليهب معاذ سريعا يمد يده يود أن يصافح خالد يتمتم سريعا يبتسم في توسع: - خالد باشا ازاي حضرتك أنا سعيد جدا اني حضرتك قبلتني فرد في العيلة. نظر خالد ليده الممدودة للحظات قبل أن يتجاوزه دون حتي أن يمد يده جلس جوار أخيه، حمحم معاذ في حرج يعاود الجلوس جوار المأذون ينظر أرضا في حرج، لحظات واطلقت احدي الخادمات زغرودة طويلة عالية جعلت الجميع ينظر للسلم حيث تنزل لينا ابنه خالد أولا، وخلفها زوجة وبدور زوجة حمزة، ابتسمت لينا بتكلف لمعاذ، نزل الجميع لأسفل في صمت طويل مطبق، صمت لم يكسره سوي جملة المأذون التي نطقها بتوتر:. - احم يا جماعة مش هنكتب الكتاب ولا ايه، أنا لسه عندي كتب كتاب وطلاق نظرت لينا لوالدها ليتفادي خالد النظر إليها مال ناحية أخيه الجالس جواره يهمس له بصوت خفيض متألم: - حمزة أنا مش قادر احط ايدي في ايد الواد، مش هقدر يا حمزة. ابتسم حمزة في رفق يربت علي كتف أخيه لينظر ناحية الجميع يرسم ابتسامة مرحة واسعة علي شفتيه يغمغم في مرح: - و**** ما حد هيبقي وكيل العروسة غيري أنا ما بقتش وكيل قبل كدة يا جماعة ادوني فرصتي، خالد خد فرصته قبل كدة. قام حمزة من مكانه يجلس علي الاتجاه الآخر منه، لتنظر لينا لوالدها نظرات طويلة تملاءها الصدمة والخذلان، لا تصدق أن رفض للتو أن يزوجها وترك تلك المهمة لأخيه، وضع حمزة يده في يد معاذ ليقبض خالد علي كفه بعنف يشد علي أسنانه بقوة، في اللحظة التالية قامت لينا زوجته تجلس علي المقعد المجاور له ليمد يده سريعا يمسك بكفها يشد عليه ليشعر بأصابعها تعانق كفه برفق كأنها تهون وانتهي كل شئ كما بدأ فجاءة مع جملة المأذون « بارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير »... توسعت ابتسامة معاذ الفرحة ما أن نطق المأذون تلك الجملة، التقط منه القلم سريعا يخط توقيعه ليلمح حمزة شيئا لم يره من قبل جزء صغير من وشم لمحه لمحة خاطفة موسوم علي باطن يد معاذ عند عروقه تحديدا، لمحة لم تتعدي اللحظات، ليأتي دور لينا خطت اسمها بأحرف مرتجفة علي الورقة وكأن يديها ترفض أن تفعل ذلك، ما إن انتهت هب خالد فجاءة يصيح في ابنته محتدا:. - اتجوزتيه خلاص، عملتي اللي في دماغك، ما ترجعيش تندمي بعد كدة. واندفع إلي أعلي دون أن ينظر خلفه من جديد، حمحمت لينا في حرج مما فعل خالد للتو، حاولت أن تبتسم وتمرء ذلك الموقف الغريب اقتربت من ابنتها تتمتم ضاحكة: - ايه يا لوليتا انتي عارفة بابا بيغير عليكي قد ايه... حاولت لينا رسم ابتسامة ولو مزيفة علي شفتيها تنظر لمعاذ لتراه يبتسم في توسع وكأن ما حدث بالكامل لم يزعجه ابدا، نظرت ناحية سلم البيت علها تلمح طيف والدها، اقترب معاذ يلتقط حقيبة ملابسها يتمم مبتسما في سعادة: - يلا يا حبيبتي. توجهت ناحية والدتها تعانقها بقوة لتبادلها لينا العناق تهمس لها قلقة: - خلي بالك من نفسك يا لينا، لو حصل اي حاجة بلغيني، أنا هكلمك علي طول وهجيلك دايما. حركت رأسها إيجابا تعانق والدتها ليقترب حمزة منه يفتح ذراعيه علي اتساعمها يغمغم ضاحكا: - وما فيش حضن لعمو حمزة ولا ايه. اقترب يعانقها بقوة لتختبئ داخل صدره تبحث عن ابيه بين أحضانه، حين سمعت صوت حمزة يهمس لها قلقا: - خلي بالك من نفسك يا لينا ولو حسيتي بأي حاجة مريبة حتي لو مجرد إحساس اتصلي بينا فورا. ابتسمت لعمها ابتسامة خفيفة تحرك ليقبل جبينها يربت علي وجهها برفق، تركها متجها ناحية معاذ قبض علي تلابيب ملابسه ابتسم ابتسامة مجنونة شرسة يغمغم بنبرة شيطانية: - مبروك يا صهر عائلة السويسي الجديد، أنت عارف طبعا إنت دخلت عيلة مين وعارف هما يقدروا يعملوا ايه، فنصحية مني ما تخليناش نزعلك، ماشي يا معاذ. لم تتغير ابتسامة معاذ فقط رفع كتفيه لأعلي بلامبلاة يحرك رأسه إيجابا بعد وداع مع الجميع، توجهت لينا الي سيارة معاذ، وقفت جوار السيارة ترفع رأسها لأعلي لتجد والدها يقف هناك في شرفة غرفته ينظر لها مباشرة للحظات شعرت أنها تراه يبكي، قبل أن يلتفت ويغادر، اجفلت علي جملة معاذ: - مش يلا يا حبيبتي. ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا، لتستقل المقعد المجاور له، جلس هو جوارها مباشرة يضعط مكابح السيارة بقوة لتنطلق بهم تشق الغبار في منزل شهد. علي طاولة الطعام يجلس حسام يقابله زيدان، يشعر بقلق غير مبرر في قلبه وكأن خنجر مسموم يطعن قلبه لا يعرف حتي لما يشعر بذلك الشعور ولكنه قلق خائف يشعر بأن حلقات قلبه تتكسر واحد تلو الآخر تنهد حانقا، يحاول أن يهدئ رفع وجهه ليجد حسام ينظر للفراغ يقطب جبينه غاضبا نظراته حادة غاضبة قاتمة يكور كف يده يشد عليه بعنف، قطب جبينه يسأله متعجبا:. - مالك يا حسام من ساعة ما كنت بتتكلم في التليفون وشكلك مش مظبوط أنت كنت بتكلم مين. وجه حسام مقلتيه ناحية زيدان يحاول أن يبتسم حرك رأسه نفيا يتمتم متلعثما: - هاا، لا لا ابدا دا تليفون شغل. رفع زيدان حاجبه الأيسر ساخرا حسام يكذب وواضح للغاية للاعمي أنه يفعل، ولكن لما يكذب حسام ما الذي يحاول أن يخبئه عنه، مد يده سريعا يلتقط هاتف حسام الموضوع علي الطاولة، كونه صديقه فهو يعرف كلمة السر الخاصة بالهاتف، صاح حسام غاضبا ما أن امسك زيدان هاتفه: - زيدان سيب الموبايل. ولكن زيدان لم يستمع له في لحظات كان قد فتح هاتفه، ينظر لآخر مكالمة ليجدها من رقم خاله، توسعت عيني زيدان في قلق خوفا من أن يكون أصاب أحدهم مكروها، هب واقفا يصيح في حسام محتدا: - هي دي اللي مكالمة شغل اكيد حد حصله حاجة، أنا رايحلهم. اندفع زيدان متجها ناحية باب المنزل ما أن امسك القميص سمع صديقه يصيح باسمه التفت له ليسمع آخر جملة تمني سماعها يوما: - زيدان، لينا اتجوزت! علي صعيد أخر أمام منزل معاذ وقفت السيارة اخيرا بعد مسافة ليست بطويلة، وقفت أمام عمارة سكنية راقية للغاية نزل معاذ اولا ليلتف حول السيارة فتح الباب لها لينحني بحركة مسرحية يتمتم سعيدا: - اتفضلي مولاتي. ابتسمت ابتسامة متكلفة تحرك رأسها إيجابا نزلت من السيارة ليسير معاذ من جوارها يرشدها للطريق، يخبرها بمدي سعادته في تلك اللحظات بوجودها معه، توجها معا الي المصعد الي الطابق الخامس تحديدا، وقف المصعد ليخرجا منه معا تقدمها سريعا يفتح باب الشقة دخل اولا يفسح لها المجال، لتدخل هي الاخري صفع الباب بعنف مخيف ما أن دخلت لتنظر له تقطب جبينها متعجبة مما فعل، التفت برأسها تنظر للمنزل امامها لتتوسع عينيها حين رأت... الفصل التاسع والثمانون في مدينة أسيوط، في حديقة منزل رشيد الشريف، وقفت سيارة جاسر في الحديقة، أطفأ المحرك يقبض بيده علي المقبض للحظات طويلة قبل أن يلتفت برأسه لتلك الجالسة علي الأريكة الخلفية تبكي في صمت، دموع شقيقته الغالية تحرق قلبه تفتته تسلخ روحه، ولكن خطأها الفادح سيظل شوكة عالقة في قلبه لن يتخلص من ألمها قريبا، تنهد يزفر أنفاسه الحارة المختنقة، قبل أن يلتفت برأسه لشقيقته ينظر لوجهها الاحمر عينيها القاتمة الباكية الحزينة شفتيها المرتجفة، صبا ليست سوي **** ساذجة سقطت في شباك صياد ماهر، كم أراد أن يطوقها بذراعيه يخبئها في صدره يخبرها إلا تخف ولا تحزن هو جوارها ولن يتركها ابدا، تنهد يمسك زمام أعصابه يشد علي أسنانه بعنف حين تمتم بجفاء:. - امسحي دموعك واياكي تعيطي جوا، أنا قولتلهم إني كنت عايز اغير جو فخدتك انتي وغيث وكنا بنتفسح، مفهوم ارتعش جسدها بعنف أثر نبرة أخيها الغاضبة الجافة لتحرك رأسها إيجابا سريعا، تمسح وجهها بكفي يدها بدت كطفلة صغيرة حزينة تحاول إخفاء دموعها، مسح جاسر وجهه بكف يده بعنف ليلتف ناحية غيث الجالس جواره ملامح وجه الأخير غامضة خاوية من اي مشاعر، وربما كثرة ما بها من مشاعر جعلها صعبة القراءة، حمحم يهمس له بخفوت:. - هات الحاجة من شنطة العربية حرك غيث رأسه إيجابا في آلية تامة، نزل غيث من السيارة تحرك يفتح صندوقها ليخرج منها عدة بالونات كبيرة الحجم ومعها دمية علي شكل ارنب كبير وعدة حقائب بها قطع حلوي كثيرة اخرجهم من الصندوق يتحرك بهم ناحية جاسر الذي نزل توا هو الآخر، التقط منه تلك الأشياء ليفتح الباب المجاور لصبا مال بجسده يعطيه ما في يده دون حتي أن يبتسم يتمتم بقسوة:. - امسكي دول، هدايا من اخوكي يا حبيبة اخوكي، يلا انزلي، وعلي **** يا صبا عينيك تنزل دمعة واحدة جوا فاهمة. ارتعش جسدها بعنف تحرك رأسها بالإيجاب بلا توقف، مدت يدها المرتعشة تمسك بتلك الهدايا من يده، نزلت تسير أمام الإثنين قدميها بالكاد تحملها، تقدمت تدق الباب لحظات وفتحت لهم أحدي الخادمات ليخطو جميعا إلي الداخل، ما إن دخلوا بدأت ضحكات جاسر وغيث تعلو بشكل مرح للغاية يتحادثان بطلاقة وكأنهم كانوا حقا في نزهة: - بس كان يوم عظمة - جامد جداا، أنا اول مرة اعرف أن بلدكوا حلوة كدة - اومال ايه يا عم، أم الدنيا. ومن ثم بدآ يضحكان من جديد في لحظة قدوم شروق ناحيتهم اجبرت صبا شفتيها علي الابتسام، ابتسامة صغيرة اخذت جهد شاق لتخرج للنور، توسعت ابتسامة شروق تتقدم ناحيتهم وقفت جوار صبا تحادثهم ببهجة: - دا لو الفسحة هترجعكوا مبسوطين كدة، دا انتوا تخرجوا تتفسحوا كل يوم تعالت ضحكات الشباب من جديد، نظرت شروق لولدها للحظات تقطب جبينها في حيرة تسأله: - جاسر مش دا القميص اللي إنت كنت لابسه الصبح وأنت خارج. ابتسم جاسر في اتساع ينظر لقميصه الأسود بحاول الا يجعل والدته تشك في اي شئ نفض غبار وهمي من علي اكتاف قميصه يبتسم في زهو: - بس إيه رأيك في القميص حلو مش كدة، القميص التاني اتقطع، وكان شكلي عار فيه، فجبت دا، ب250 جنية ايه رأيك اقتربت شروق تمسك أحد أكمام القميص تتفحص خامته بين أصابعها الخبيرة كأم، زمت شفتيها تتمتم بامتعاض:. - خامته وحشة كتير عليه اوي ال250 جنية، لو كنت قولتلي كنت جبتلك خمسة بال250 دول... ضحك جاسر في اصطناع يجبر شفتيه علي الضحك، ليشاركه غيث الحديث العابث: - حضرتك عاملة زي ماما بالظبط، أنا عندي ترنج من خمسة ابتدائي لسه لحد دلوقتي بيجي علي قدي، اقولها يا ماما كبير تقولي عشان يعيش معاك اسكت أنت مش فاهم حاجة. الجميع يقف تتعالي ضحكاتهم عداها هي بالكاد تجبر شفتيها علي الابتسام تمنع دموعها بأعجوبة، نظرت شروق ناحيتها لتختفي ابتسامتها شيئا فشئ، مدت يديها تحتضن بهما وجه ابنتها بين كفيها تسألها قلقة: - مالك يا حبيبتي وشك أحمر ليه كدة، انتي سخنة مدت يدها تبسطها علي جبين ابنتها قلقة لتتنهد بارتياح تتمتم: - الحمد *** مش سخنة، اومال مالك يا صبا، أنت زعلتها يا جاسر ولا إيه. اقترب جاسر منهم يطوق كتفي شقيقته بذراعه نظر لوالدته مبتسما يتمتم في مرح: - زعلتها، كل الحجات دي وزعلتها، الجوا برة برد، وانتي عارفة صبا لما الجو بيبرد وشها بيحمر، علي رأي ابو تهاني حمار رباني شد جاسر علي كتف صبا خفية لتضحك في مرح باهت تحرك رأسها إيجابا سريعا تثأبت تتمتم ناعسة: - أنا هطلع انام تصبحوا علي خير تركتهم تهرول لأعلي سريعا إلي حيث غرفتها، نظر جاسر حوله ليعاود النظر لوالدته يسألها متعجبا:. - اومال بابا فين مش شايفه... - ابوك في المستشفى عنده حالة حرجة **** يعينه تتمت بها شروق في هدوء تبتسم لولدها، ودعهم غيث يتوجه الي غرفته ليلحق به جاسر، استوقفهم شروق تسألهم: - مش هتتعشوا يا ولاد حرك كل من جاسر وغيث رأسيهم نفيا التفت جاسر لوالدته قبل أن يصعد يعطيها شبح إبتسامة يتمتم بخمول: - لا يا ماما احنا كلنا لما شبعنا برة، تصبحي علي خير... ودع والدته واتجه إلي اعلي حيث غرفته وقف للحظات أمام غرفة صبا قلبه يحثه للدخول إليه وعقله يرفض يثور عليه، ابتلع لعابه مرتبكا غاضبا في الآن ذاته، تنهد في حرقة ليسرع بخطاه ناحية غرفته يدخلها سريعا يغلق عليه الباب، أما في غرفة صبا الصغيرة، ما إن دخلت إلي غرفتها القت ما في يدها أرضا تلك الهدايا ما هي الا واجهة حتي يكملوا عرضهم المسرحي المبتذل، اندفعت الي فراشها تبكي بعنف وتتعالي شهقات بكائها وضعت يدها علي فمها تمنع صوت بكائها، جسدها يرتجف بعنف تزيد من احتضان ذراعيها لجسدها علها تشعرها ببعض الأمان الزائف، ساذجة بريئة غبية، كادت أن تطيح بكل شئ بتهورها الغير محسوب، شرف العائلة، اخيها، سمعة والدها، كل شئ كان سيضيع لولا مجئ جاسر وغيث، كم كانن غبية وقعت في شباك العشق الزائف المحرم الممنوع، عشق كاد يلقيها في النار حية وحمدا *** أنها الآن بخير، نزعت حجاب رأسها لتتحسس برفق وجنتيها الحمراء أثر صفعات جاسر لها! Flash back - أنا بكره اخوكي وانتي يا صبا هتبقي الشوكة اللي اغرزها في ضهره، انتي يا صبا ترددت كلماته السامة في عقلها بعنف مخيف يصاحبها رائحة قوية تتحرك أمام أنفها تغزو خلاياها تجبرها علي الاستيقاظ، فتحت عينيها فجاءة تشهق بعنف تصيح باسم اخيها مذعورة: - جاااااااااسر. انتفضت في جلستها تستند بكفيها علي الفراش تلهث بعنف جبينها يتفصد عرقا، رؤية مشوشة ضبابية شيئا فشئ بدأت تتضحك الرؤية، رأت جاسر يقف هناك أمام الفراش ملامح وجهه مظلمة غاضبة فزعة وكأنها تري وحشا وليس جاسر اخيها، توسعت عينيها في فزع تحول لألم حين هوي بكفه علي وجهها بعنف، صاح غيث فيه، اندفع ناحيته يبعده ولكن قبل أن يفعل كان كف جاسر الآخر يعرف طريقه لوجنتها الاخري، ارتمت علي فراشها تشهق في البكاء، بينما قبض غيث علي ذراعي جاسر يجذبه بعيدا عنها يصرخ فيه:. - أنت اتجننت، ابعد عنها يا جاسر نظرت بأعين جاحظة مذعورة لشقيقها وهو يتشاجر مع غيث بضراوة يصرخ فيه: - ابعد عني يا غيث، لولا بس زعل ابويا وامي أنا كنت دفنتها، دا جاية معاه شقته، أنت عارف كان هيعمل فيها ايه دفعه غيث بعيدا بعنف قاسي يقف في المنتصف بينه وبين صبا التي ترتجف باكية يصيح هو الآخر محتدا:. - عارف، بس مش هبعد يا جاسر، مش هسيبك تأذيها، آه صبا غلطت، بس دي أختك إنت أكتر واحد عارفها وعارف تربيتها، صبا اتضحك عليها، الحيوان اللي اسمه مراد لعب بعقلها، ودي مهما كانت لسه عيلة مراهقة مش عارفة حاجة، بدل ما تضربها فهمها أن اللي عملته دا غلط... توقف صياح غيث ولم يعد يسمع في الغرفة سوي صوت بكاء صبا العالي، وصوت أنفاس غيث وجاسر العالية الغاضبة، التفت غيث ناحية صبا، ينظارها بعتاب صامت للحظات تنهد بعنف، يحاول أن يبتسم يتمتم في رفق: - غلط يا صبا، سلمتي مشاعرك للشخص الغلط، مشيتي وراه زي العامية، كان ممكن يضع مستقبلك وحياتك انهي كلامه بابتسامة صغيرة شاحبة يحرك رأسه إيجابا متمتا: - بس أنا واثق أنك اتعلمتي من الغلط دا. هنا تحديدا صدح صوت جاسر الغاضب حين زمجر يصيح: - وهي مش عارفة أنه غلط ماما ما قالتلهاش بدل المرة ألف، ولا الهانم خلاص كبرت وقررت تدور علي حل شعرها شهقت صبا بعنف تضع يديها علي فمها تحرك رأسها نفيا مرة تليها اخري واخري واخري بهستريا تبكي تنظر لاخيها فزعة لا تصدق أن تلك الكلمات خرجت من فمه هو، نكست رأسها ارضا تشهق في بكاء عنيف، لتسمع صوت خطوات غيث تبتعد استطاعت أن تسمع صوته الخفيض وهو يعاتب جاسر:. - اللي إنت بتقوله دا ما ينفعش، أختك عيلة صغيرة واتضحك عليها، بلاش العرق الصعيدي ينطر دلوقتي أنت عايش عمرك كله في القاهرة أصلا رفعت وجهها ببطي جسدها يرتعش لتضطرب حدقتيها حين وجدت جاسر يقترب ناحيتها رفعت يديها تحتمي بهما خوفا منه، لتري عيني جاسر الحمراء كالنار تبكي، رأت اخيها يبكي تنهمر دموعه بعنف وقف أمامها مباشرة يصرخ بحرقة:. - أنا عمري ما هسامحك يا صبا، انتي كنتي انضف حاجة في حياتي، كنت مستعد اضحي بنفسي وبمستقبلي بكل حاجة عشانك، بس لما اعرف أنك مش بس بتحبي واحد من ورانا لاء دا انتي جاية معاه شقته، عارفة احنا لو ما كناش لحقناكي كان ايه هيحصل، كان هيغتصبك يا صبا، عارفة يعني ايه هيغتصبك - جاسر كفاية بقي. صاح بها غيث محتدا عليه يُسكت ذلك المدفع الذي انطلق ينفجر في الجميع، التفت جاسر برأسه ناحية غيث ليعاود النظر لصبا يصيح محتدا: - كفاية ليييه خلي الهانم تعرفك كان هيحصل فيها ايه عاود النظر لشقيقته يصرخ بحرقة:. - كان هينش في لحمك زي الكلب المسعور، ابوكي ما كنش هيستحمل قهرة زي دي، وماما، ماما يا صبا، فكرتي فيها لما تعرف هتموت فيها، وانتي بقي، هتعيشي بعار غبائك عمرك كله، ما حدش بقي بيتجوز مطلقة عشان يتجوز مغتصبة يا صبا! انهي كلامه ليندفع إليها يجذبها لاحضانه يعانقها بقوة وعنف يغرزها بين ذراعيه، يتأوه من ألم قلبه المحطم انسابت دموعه بعنف وهو يتمتم في حرقة: - ليه يا صبا، ليه تعملي كدة فيا، ليييه. ظل يضمها لاحضانه بعنف للحظات طويلة قبل ان يبعدها عنه بجفاء ابتعد عنه يمسح وجهه بكفيه بعنف يتمتم في جفاء: - قومي اغسلي وشك واعدلي طرحتك يلا احنا اتأخرنا اوي Back عادت من شرودها الطويل تغمض عينيها بأسي، تنعي ببكائها غبائها الذي اوصلها إلي هنا. وقفت لينا السويسي في منتصف غرفة المعيشة في شقة زوجها تنظر بأعين متسعة مذهولة للصالة المزينة بالورود والبالونات التي تحمل أحرف إسمها، وعلب الهدايا هنا وهناك وكعكعة كبيرة عليها صورتها علي الطاولة القريبة منها، ابتسمت دون حياة ابتسامة صغيرة تنظر للسعادة حولها ولكن ماذا تفعل وإن كان قلبها بات يكره السعادة، ادمعت عينيها تنزلق دموعها علي خديها، تحرك رأسها هنا وهناك لا تنظر لتلك الأشياء هي فقط تبحث عنه كم تمنت في تلك اللحظات أن يخرج من أحدي الغرف، يتقدم ناحيتها يعانقها لتخبره كم تحبه، لتعاتبه علي ابتعاده عنه، اجفلت من شرودها علي جملة معاذ التي قالها ضاحكا:. - دي دموع الفرحة للدرجة دي عجبتك المفاجأة حركت رأسها إيجابا عدة مرات، وجهت انظارها لمعاذ الذي يقف قريبا منها يبتسم ابتسامة سعيدة واسعة ها قد حقق انتصاره وظفر بها أخيرا، نظرت هي ناحية باب المنزل لتعاود النظر اليه تسأله متعجبة: - أنت ليه رزعت الباب لما دخلت ضحك في حرج ليرفع يده يعبث في خصلات شعره كأنه مراهق خجول ابتسم يتمتم مرتبكا:. - بصراحة دي عادة عندي أنا بحب ازرع اي باب وأنا بقفله، أنا آسف لو كنت خضيتك وجهت له ابتسامة صغيرة تحرك رأسها نفيا، ليلتقط هو حقيبتها يشير لها إلي أحدي الغرف المواجهة لها يتمتم مبتسما في سعادة: - تعالي، الأوضة من هنا، تعالي، تعالي ما تتكسفيش، البيت بيتك، اعتبريني ضيف عندك. رغم خفة ظل معاذ التي تعرفها جيدا الا أنها لم تكن في حالة تسمح لها حتي بالابتسام يكفي ما فعل والدها لتزداد بؤسأ، فتح معاذ لها باب الغرفة لتخطو للداخل تنظر لتلك الغرفة الكبيرة معظم ألوانها باللون الأسود القاتم واللون الفضي وهي حقا تكره هذين اللولين، الا أنها لم تجد امامها سوي أن تبتسم حين سألها معاذ بابتسامة واسعة سعيدة: - ها ايه رايك في اوضتنا. انتفض قلبها مع آخر أحرف كلمته، غرفة تجمعهم هي وهو، في غرفة واحدة، توترت قسمات وجهها اضطربت حدقتيها في فزع تحاول التماسك قدر الامكان قبض علي كفها بعنف تتنفس بقوة مرة تليها أخري واخري، الي أن سمعته يقول مبتسما: - أنا هروح اغير هدومي في الحمام اللي برة خدي راحتك... تنفست الصعداء ما أن خرج وضعت يدها علي صدرها تتنفس بقوة مرة بعد أخري، جلست مكانها تقبض علي قماش فستانها بكفيها بعنف تحادث نفسها:. - اهدي يا لينا، اهدي، معاذ مش هيأذيكي، معاذ كويس وطيب، ايوة، معاذ بيحبني ودايما جنبي، مستحيل هيفرض عليا حاجة... تسارعت دقات قلبها تحاول أن تهدئ، لمحت بطرف عينيها قميص أسود من الحرير ناعم موضوع جوارها علي الفراش، وجواره المئز الخاص به، ارتعشت يديها حين امسكته بين أصابعها، تتحرك به إلي مرحاض غرفتهم، مرت عدة دقائق قبل أن تخرج، وقفت أمام مرآة غرفتها تنظر لانعكاس صورتها تبتسم ابتسامة مرتجفة خائفة، أغمضت عينيها لتشعر بيدين تحاول جسدها وقبلة شغوفة طُبعت علي وجنتها وصوته المميز يهمس لها: - أنا بحبك. شهقت بعنف فتحت عينيها تلتفت برأسها تبحث عنها تلهث مرتجفة لا أحد في الغرفة هي فقط وضعت يدها علي قلبها عله يهدي قليلا، لتنتفض بعنف حين سمعت صوت دقات علي باب غرفتها بلعت لعابها متربكة خائفة لا ترغب في خوض في تلك التجربة مرة اخري يكفي ما لاقت ويزيد، التقطت المئزر الخاص بقصميها الاسود الطويل ذو الحمالتين الرفيعتين ارتدته تنظر لنفسها لتزفر بتوتر تقدمت ناحية باب لتفتحه بهدوء لتقابل وجهه المبتسم امامها اطلق صفيرا طويلا بإعجاب ليقول في مرح:. - ايه القمر دا يا ناس، cupcakes بالشوكولاتة يا اخواتي خرجت منها ضحكة صغيرة متوترة دقات قلبها سريعة غير منتظمة خائفة لتشعر بيديه تحاوط وجهها بحنو رفعت عينيها له لتجده يبتسم في عشق ليهمس لها: - لينا أنا عارف أنك قلقانة وخايفة ومتوترة بسبب اللي حصل، حبيبتي أنا عمري ما هفرض وعلي هغصبك علي حاجة انتي مش عيزاها كفاية أنك قدام عينيا، يلا بقي ابتسمي وما تشليش هم حاجة وأنا جنبك. علت شفتيها ابتسامة وتلك الغصة تعصف بقلبها بعنف ليضمها إليه يحاوطها بذراعيه برفق لتهمس له بامتنان: - شكرا اوي يا معاذ او هكذا مني نفسه أنه سيحصل حتي علي عناق، أنه عانقها بالفعل، الا أنه ظلت واقفة مكانها بعد أن قال ما قال تحرص عليي مسافة بينهما ابتسمت تهمس بنفس الجملة ولكن تلك المرة وهي بعيدة: - شكرا اوي يا معاذ. ابتسم في خيبة يحرك رأسه إيجابا ليوجه انظاره لها سريعا حين تمتمت باسمه بنبرة خائفة مرتبكة، نظر لها باهتمام يحثها بنظراته علي قول ما تريد، لتتهدج أنفاسه بدأت تحرك يديها حركات عصبية متوترة تتمتم بتلعثم: - ااانا، قصدي يعني، إنت عارف، أنا قصدي، اوضتنا، مش هقدر، انااا آسفة ابتسم لها في رفق يحرك رأسه إيجابا بسط كفه أمام وجههل يهمس لها بترفق:. - هشش اهدي خلاص، أنا فهمت، انتي عايزة تقولي أنك مش هتقدري نفضل أنا وانتي في اوضة واحدة نكست رأسها ارضا تحركها إيجابا ليزفر هو حانقا للحظات، عاود الابتسام يتمتم في حنو: - خلاص يا حبيبتي ما فيش مشكلة، أنا عارف إن اللي عملوا فيكي الحيوان دا مش سهل تنسيه، بس هنحاول مع بعض. شدت علي أسنانها بعنف تشعر بغضب مفاجئ يستبد بها ما أن سب معاذ زيدان امامها، قبضت علي قماش قميصه بعنف، رفعت وجهها له تبتسم في اصفرار تحرك رأسها إيجابا، ليعطيها هو ابتسامة كبيرة يتمتم في مرح: - اوامرك مطاعة يا مولاتي طبعا، يلا نتعشي أنا واقع من الجوع انقبضت معدتها بعنف تعصر امعائها ما أن ذكر اسم طعام حالتها النفسية السيئة جعلتها تزهد الطعام تماما، حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم معتذرة:. - معلش يا معاذ أنا مش جعانة خالص رأت قسمات وجهه تتشنج يبدو غاضبا، نظراته حقا ارعبتها، سرعان ما تبدلت تلك النظرات بأخري حزينة محبطة يتمتم حزينا: - ماشي يا لينا، أنا بس كنت حابب ناكل مع بعض، بس المهم عندي راحتك طبعا، وبعدين احنا هنروح من بعض فين، هنفطر سوا بكرة. ابتسمت في هدوء تحرك رأسها إيجابا ليودعها يخرج من الغرفة عينيه مسلطة عليها، الي أن اختفئ من امامها هرعت إلي باب الغرفة تغلقه بالمفتاح تضع يدها علي صدرها تتنفس الصعداء... في منزل خالد السويسي، في الغرفة المجاورة لغرفة نومه الرئيسية، وقف خالد في منتصف الغرفة ينتفس بعنف يلهث من شدة غضبه، صدره يعلو ويهبط بجنون، يقبض علي يسراه بينما اليمني يشد بها علي خصلات شعره بقسوة يتحرك ذهابا وايابا كالليث الغاضب يحادث نفسه غاضبا: - غبية وهتندم، أنا مش مرتاح للواد دا، هتندم وأنا اللي هتعذب علي زعلها، قسما ب**** لو مس شعرة منها لهدفنه... وقف للحظات يضع يديه الاثنين علي رأسه يتأوه من الالم يتمتم: - **** يسامحك يا بنت خالد دماغي هتنفجر من التفكير والقلق تحرك ناحية باب الغرفة سريعا فتحه ليتوجه الي باب الغرفة المجاورة له مباشرة، كاد أن يفتح المقبض كعادته ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، كور قبضته يدق الباب بخفة عدة مرات، الي أن سمع صوتها الناعم وهي تقول: - ايوة ثواني. لحظات وهو يقف يرتقب ظهورها علي جمر النار إلي أن أطلت من الباب، قطبت جبينها توسعت عينيها خالد يدق الباب!، لم يدع لها الفرصة لتندهش لحظة أخري، حين اندفع الي الداخل، يخبئ نفسه بين أحضانها، يشدد علي عناقها بعنف يتمتم بحرقة:. - أنا هتجنن من التفكير يا لينا، خايف قلقان مرعوب، مش عارف حتي اغمض عيني عشان أنام، خايف علي لينا أوي، دا كنت مرعوب وهي مع زيدان اللي أنا مربيه علي ايدي، اومال الواد دا اللي اعرف عنه كله معلومات علي ورق، بنتك هتجيب أجلي باللي بتعمله دا و**** لحظات من الصمت بينهما قبل أن يشعر ترفع يدها تحطها علي رأسه برفق تمسح علي خصلات شعره تهمس تعاتبه:. - اللي عملته دا ما ينفعش، لينا زعلت اوي عشان ما رضتش تكون وكيلها رفع وجهه عن أحضانها ينظر لها، نظرات مليئة بالألم والعجز والحسرة، حرك رأسه نفيا أدمعت عينيه رغما عنه يهمس لها بنبرة حزينة ممزقة: - ما قدرتش يا لينا، ما قدرتش احط ايدي في ايده، ما قدرتش اسلمه بنتي، و**** ما قدرت. انسابت قطرات دموعه علي وجهه، تنهدت لينا حزينة علي حاله، صحيح أنها غاضبة حقا منه ولكنها لن تتحمل ابدا أن تراه بتلك الحالة، رفعت كفها تمسح ما سقطت من دموعه علي وجهه تهمس له بحنو بجملته الخالدة التي يقولها دائما في أحلك الاوقات: - كل حاجة هتبقي كويسة ما تشلش هم، تعالا نام انت شكلك تعبان أوي. اصطحبته الي الفراش، ليضع رأسه بين أحضانها يتمسك بها كطفل صغير يحتضن والدته وهي تمسح بيدها علي شعره بحنان ارتسمت ابتسامة مطمئنة صغيرة علي شفتيه ربما اخيرا نال سماحها، بعد طول خصام، رفع وجهه لها يبتسم بشحوب يتمتم: - اخيرا سامحتيني قطبت ما بين حاجبيها في عجب، لحظات وحركت رأسها نفيا ، تفاجئ به، ابتسمت ببساطة ترفع كتفيها لأعلي تتمتم بجفاء قاسي:. - الموضوع مالوش علاقة باني سامحتك يا خالد دا واجبي والعشرة الكبيرة اللي بينا ما تسمحليش اسيبك في حالتك دي ابدا. اندثرت الابتسامة من فوق ثغره شيئا فشئ إلي أن ماتت تماما ولم يبقي لها أثر، ظل ينظر لها للحظات وبريق عينيه يخبو، ظهرت الحسرة جلية علي قسمات وجهه، قبل أن يتنهد يحرك رأسه بالإيجاب، عاد يضع رأسه بين أحضانها من جديد يغمض عينيه كاد أن يضيع في دوامة النوم قبل أن يسمع صوت دقات علي باب غرفته تلاها صوت أخيه: - خالد إنت هنا لم تكن له القدرة علي القيام جسده خامل متعب فقط علا بصوته قليلا يتمتم ناعسا:. - ايوة يا حمزة خير، معلش يا حبيبي مش قادر اقوم سمع صوت حمزة يتمتم سريعا من خلف الباب المغلق: - لا ابدا ولا يهمك، هو موبايلك معاك ولا أنت سايبه فين، اصل أنا عايزه ضروري قطب خالد جبينه للحظات يحاول تذكر أين هاتفه، آخر مرة كان يحادث حسام منه في غرفة مكتبه بالطابق السفلي، علا بصوته من جديد يحادث أخيه بحزم: - في المكتب اللي تحت يا حمزة، الباسورد لينا، واياك تفتح الصور سمع صوت ضحكات أخيه تعلو يردف ساخرا:. - خلاص يا عم الحمش، تصبح الي خير، سلام قالها لتبتعد خطوات حمزة قبل حتي أن يستمع إلي رد أخيه، بينما عاد خالد يغمض عينيه تحت وطأة لمساتها الحانية يهرب من كل شئ في دوامة النوم الناعمة. علي صعيد آخر بعيد للغاية توقفت سيارته عند منطقة نائية فارغة عند كورنيش النيل الفارغ في تلك الاوقات تقرييا، اوقف حسام سيارته نزل منها يركض ناحية تلك المنطقة الفارغة القريبة من سطح الماء يعلو بصوته ينادي علي صديقه منذ ساعات وهو يبحث عنه ويجب أن يكون هنا الآن، وقف في تلك المنطقة الفارغة يصيح بصوت عالي: - زيدااااان، يا زيداااااان، زيداااان - هششش، اخرس بقي. نظر سريعا ناحية مصدر الصوت ليجد زيدان يجلس هناك علي صخرة قريب من الماء استطاع أن يراه تحت الإضاءة الضعيفة ملابسه وجسده يغرقان في الماء، هرع ناحيته يركض وقف بالقرب منه يسأله فزعا: - أنت هنا يا أخي حرام عليك بقالي أزيد من ساعتين بدور عليك، وبعدين ايه الماية دي كلها أنت كنت في الماية ولا إيه. رفع زيدان وجهه يتطلع إلى وجه صديقه بأعين انطفئ بريقها تماما وغام الموج يقتلها ما بقي فيها من حياة، اشار بيده الي المكان حوله لترتسم ابتسامة حزينة علي شفتيه يتمتم بسخرية قاتلة: - شايف المكان، آخر ذكري ليا مع أبويا كانت هنا، لما بتقفل في وشي باجي هنا، كان بيقول وأنا صغير مش فاهم بس عمري ما نسيت كلامه، أنا بحب النيل اوي يا زيدان طيب بيطبطب علينا، لما بكون مخنوق بحس أنه بيطبطب علي وجعي... وقف زيدان ينظر ينظر للمكان حوله بحرقة ليصيح بقهر: - وأنا بقالي هنا اكتر من ساعتين وجعي بيزيد ما بيقلش، ما بيطبطبش علي وجعي، في سيخ مولع في قلبي مش عارف اشيله... التفت ناحية حسام سريعا يمسك بذراعيه بعنف يصيح بجنون: - قولي يا حسام مش الماية بتطفي النار صح، صح، أنا قعدت ساعة فئ الماية والنار اللي في قلبي بتزيد، اعمل ايه يا دكتور، هاتلي علاج أنا هموت من الألم. ادمعت عيني حسام علي حال صديقه حاول أن يعانقه ليدفعه زيدان بعيدا عنه وقف يلهث بعنف عينيه حمراء جسده يرتجف من القهر والغضب ليصيح بشراسة: - خلاص اتجوزت، اتجوزته، رمتني برة حياتها خالص، كدة حققت انتقامها مني، كدة خدت حقي علي غلطة عملتها وأنا حتي مش في وعي اقترب من حسام يقبض علي كفي يده توسعت عينيه بجنون ارتسمت ابتسامة سوداء معذبة علي شفتيه يصيح بحرقة:. - قولي يا حسام زمانهم بيعملوا ايه دلوقتي، لمسها صح، بقت مراته، بقت من حقه هو، هتنام في حضنه، طب وأنا، أنا، أنا ذنبي ايه، ذنبي اني حبيتها، ذنبي اني كنت *** ضعيف حاول يغتصب طفولته بس و**** يا حسام أنا قاومته وضربته وهربت، أنا ذنبي ايه، حبيتك ليه يا لينا، ليه. لم يقدر حسام علي تركه أكثر بحالته تلك طوقه بين ذراعيه يشدد علي احتضانه كأنه *** صغير، رفع يده يضغط علي عرق معين في رقبة زيدان عدة ثواني قبل أن يشعر بجسد الأخير يرتخي تماما ويفقد الوعي، اسنده حسام الي السيارة يضعه علي المقعد يسند رأسه برفق الي ظهر المقعد، أدمعت عينيه يهمس له نادما: - أنا آسف يا صاحبي. عاد ذلك الكابوس يتجسد من جديد تشعر بجسدها بالكامل مقيد وكأن اصفاد من نار تمعنها من الحركة جسدها مقيد فمها مكمم، فتحت عينيها لتتوسع في ذعر جسدها بالكامل مقيد فمها مكمم بقطعة قماش، يديها وقدميها مقيدتان باصفاد من حديد. في غرفة غريبة لا تعرفها، حاولت الصراخ دون فائدة ادمعت عينيها تحاول جذب تلك الاصفاد بعنف علها تفك قيد يديها ولكن دون جدوي، لحظات ووجدت باب الغرفة يُفتح ودخل رجل غريب، رجل لا تعرفه يغطي وجهه بقناع اسود، تقدم ناحية فراشها يبتسم في خبث مرعب، جلس جوارها علي الفراش يتحسس وجهها يسير بأنامله علي وجنتها اقترب من أذنيها يهمس متلذذا:. - صغيرة، حلوة، حلوة اوي، ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك، هو كان عايزك ليه، بس ما كنش ينفعش اسيبك، دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها، دفعت كتير اااه، بس انتي تستاهلي، سمعيني صوتك، اااه أنا آسف مد يده يزيح قطعة القماش التي تكمم فمها لتسأله بصوت مرتجف مذعور: - ااانت ممميين تعالت ضحكاته، ضحكات بشعة عالية، ضحكات شرسة تبنئ عن سوء نية صاحبها وقف أمامها ينظر لوجهها مد يده يزيح قناع وجهه يتمتم متوعدا:. - أنا وللمرة الثانية قبل أن تعرف من هو استيقظت من كابوسها المخيف علي صوت دقات عالية سريعة خائفة علي باب غرفتها، انتفضت جالسة علي الفراش تلهث بعنف جسدها يتصبب عرقا يغرقها، تسمع صوت معاذ وهو يصرخ خائفا قلقا: - لينا افتحي يا لينا، لينا مالك يا حبيبتي بتصرخي ليييه، لينااااا افتحي لي الباب حاولت أن تهدئ شيئا فشئ حتي تجيبه خرج صوتها ضعيفا مرتعشا: - ما فيش يا معاذ دا كابوس، ما تقلقش عليا أنا كويسة. رأت مقبض الباب وهو يتحرك بعنف تلاه صوته القلق المذعور: - طب افتحي أنا هطمن عليكي وامشي علي طول ارجوكي اغمضت عينيها تلتقط أنفاسها السريعة اللاهثة مسحت علي رأسها تزيح خصلات شعرها التي تغطي وجهها تتمتم ناعسة: - صدقني يا معاذ أنا كويسة، كان كابوس، ارجوك أنا كويسة لحظات وسمعته يتمتم بنبرة متهدلة خائبة: - ماشي يا لينا تصبحي علي خير. ومن ثم سمعت خطواته لتبتعد لتضم هي ركبتيها بذراعيها تحتضن جسدها جيدا، تتحرك للأمام وللخلف دقات قلبها علي وشك التوقف من الخوف لما عاد ذلك الكابوس البشع من جديد ومن ذلك الرجل ولما لا تري وجهه وماذا يريد منها، عادت ترتمي علي الفراش من جديد تحتضن جسدها ترتجف بعنف إلي أن سقطت في شباك النوم رغما عنها. اخيرا اتي الصباح بعد ليلة عصيبة علي الجميع طل بنوره اخيرا يمحي بقدر الإمكان ما سببته تلك الليلة من ألم، في المستشفى حيث يوجد أدهم ومعه مايا التي تجلس علي مقعد جواره علي الفراش تمسك بكف يده تتحدث معه دون كلل او ملل عما يمر بالعائلة في تلك الفترة حديث طويل لا ينتهي، عينيها تراقبان وجهه جيدا تبحث عن اي اشارة ولو ضئيلة علي أنه يستمع إليها، تنهد يآسه تشبك أصابعها في أصابعه تهمس له راجية وقد ادمعت عينيها:. - ادهم قوم بقي كفاية كدة، أنت وحشتني أوي، ووحشت بابا اوي اوي، علي فكرة هو سامحك، أنت مش عارف هو قلقان عليك قد ايه، قوم يا أدهم عشان خاطري... انسابت دموعها تبكي في صمت، لحظات وسمعت دقات علي باب الغرفة مسحت دموعها سريعا حمحمت تسمح للطارق بالدخول لحظات وطل عليهم وجه رعد مهران، وهو يبتسم في توسع يحمل باقة ورود كبيرة في يده، دخل إلي الغرفة يضع الباقة علي أقرب طاولة، اقترب من مايا يردف مبتسما:. - ازيك يا مايا عاملة ايه وأخبار ادهم ايه ابتسمت مايا في شحوب تحرك رأسها بالإيجاب تنهدت تتمتم بخواء: - الحمد *** عايشة، أدهم ما فيش جديد لحالته ما بيستجبش توسعت ابتسامة رعد الماكرة ليقترب اكتر من رأس ادهم وقف جواره مباشرة يحادث مايا بنبرة تملئها العشق الزائف:. - عشان كدة أنا جيت النهاردة يا مايا، مايا أدهم ممكن ما يفوقش من الغيبوبة دي ابدا، مايا أنا لسه بحبك وشاريكي ومستعد اكتب كتابنا النهاردة قبل بكرة، النهاردة ايه، دلوقتي لو عايزة توسعت عيني مايا في ذهول مما يقول ليشير لها رعد بيده أن تجاريه فيما يقول فهمت مايا ما يحدث وماذا يحاول رعد أن يفعل فابتسمت بتوسع حمحمت تتمتم بنبرة مترددة خجولة:. - مممش عارفة يا رعد، أنت عندك حق الدكاترة بيقولوا أنه ممكن ما يصحاش تاني، بص اديني فرصة افكر بس في الأغلب لو ما حصلش جديد أنا موافقة توسعت ابتسامة رعد الماكرة يتمتم بحالمية زائفة: - وأنا مستني ردك علي آحر من الجمر يا مايا في تلك اللحظات تسارعت دقات أدهم بدأت أصابعه تنقبض وتنبسط حركات خفيفة تكاد تكون بالكاد ملحوظة، توسعت ابتسامة مايا بينما عاد رعد يهمس لها من جديد في عشق:. - بقولك ايه أنا هكلم عمي حمزة والمأذون ونكتب الكتاب النهاردة قولتي ايه في اللحظة التالية تحديدا انفتح جفني ادهم المغلقين منذ أيام وأيام، بالكاد حرك رأسه ببطئ شديد ناحية رعد الذي يقف تأكل الابتسامة وجهة يتمتم بصوت خفيض مجهد: - دا أنا هطلع عين اهلك! رنين هاتفه المتواصل ايقظه رغما عنه، فتح عينيه بصعوبة مد يده يبحث عن الهاتف يطالعه بنصف عين مغلقة شاشة الهاتف المضيئة لينتفض كمن لدغه عقرب حين أبصر رقم طبيب والدته هب في جلسته يفتح الخط يتمتم سريعا متلهفا: - ايوة يا دكتور خير، ماما كويسة اسمتع للحظات للطرف الآخر ليهب من فراشه يتمتم سريعا بتلهف: - أنا جاي حالا. انتفض يبحث عن ملابسه يلتقطها من الدولاب بخفة زيدان نائم بعد أن حقنه بمهدئ قوي، خرج من الغرفة بخفة تاركا صديقه ينزل يهرول إلي سيارته قادها بتلهف إلي حيث المستشفي، الطبيب أخبره أن والدته استفاقت وترغب في رؤيته، قلبه يكاد يتوقف من السعادة، اخيرا وصل بعد دقائق طويلة، نزل من السيارة يركض هو يعلم جيدا رقم غرفة والدته، فتح الباب بتلهف ليجدها تجلس علي الفراش تبتسم بإجهاد واضح، ركض ناحيتها يقبل يديها ورأسها يبكي بعنف تتصارع ابتسامته وبكائه معا، يتمتم متلعثما من فرحته:. - حمد *** علي السلامة يا ماما، أنا مش مصدق نفسي، الحمد *** يا رب الحمد *** ابتسمت شهد في ارهاق تعانق صغيرها برفق تمسح علي شعره، ابعدته عنه بعد لحظات تمسح دموع وجهه بكفيها بحنو، ظلت تنظر له للحظات صامتة قبل أن تهمس له بخفوت متعب: - حسام اسمعني كويس، أنا عايزاك تخلي ابوك ولينا مراته يجيوا هنا، أنا لو كنت اقدر اروح ليهم كنت روحت، ارجوك يا حسام أنا محتاجة اتكلم مع لينا ضروري! الفصل التسعون في غرفة أدهم في المستشفى، حيث الدهشة والفرحة صرخت في وجة مايا حين فتح عينيه من جديد، صدمة سعيدة أصابتها بحالة شلل مؤقتة للحظات وهي فقط تنظر له تنهمر دموعها بلا توقف، جسدها يرتجف وكأنه يُصعق، ابتسامة كبيرة واسعة تأكل وجهها، همست باسمه بضعف شديد لتقترب منه وقفت بالقرب منه تخاف أن تقترب فيتألم وإن تبتعد فيكون حلما، مدت يديها تلمس وجهه بكفيها تتحسسه تحرك رأسها إيجابا تؤكد لقلبها أنه هنا حقا، حي عاد لها من جديد بعد طول فراق بجسد حاضر وعقل غائب وروح تائهة، حركت رأسها إيجابا تنظر لعينيه ليعطيها ابتسامة مجهدة يومأ برأسه مرة واحدة في خفة، رفع كفه يده يرغب في إزالة تلك الدمعات التي تغرق وجهها، لينتفض قلبها ما أن شعرت بكفه يلامس وجنتها شهقت في بكاء مشتاق تهمس باسمه مرة بعد أخري، قاطع تلك اللحظات صوت حمحمة قوية من رعد، جعلت مايا تنتفض تبتعد عن أدهم بينما وجه أدهم له نظرة نارية، ابتسم رعد في هدوء كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم في تعقل:. - ما خدتوش بالكوا ليه كل ما بتتجمعوا بترجعوا تتفرقوا تاني، بسبب اللي إنت بتعملوه دا، انتوا تقريبا بتتعاملوا كأنكوا متزوجين وانتوا ما فيش بينكوا اي رابط، دا غلط ويغضب ****... وجه انظاره الأخيرة ناحية أدهم مباشرة ابتسم يقول ببساطة: - حافظ عليها عشان **** يجمعك، شايف السجع يا ابني، **** عليا دا أنا عليا جُمل، أنا هروح اشوف الدكتور بتاعك، عن اذنكوا. خرج رعد من الغرفة في هدوء تاركا خلفه عاصفة هوجاء من الافكار كل منهم ينظر للآخر، يفكر تقريبا في نفس الفكرة، كلاهما كان يعلم أنهم ليسوا أشقاء ومع ذلك كانا يعيشان في كهف الوهم، عضت مايا علي شفتيها ندما حين تذكرت ما كانت تفعل في السابق، اغمض أدهم عينيه في ضيق، كان حقا يتمادي ويقنع نفسه بأن ضحية عشق محرم، تنهد يزفر أنفاسه النادمة، بينما عادت مايا للمقعد تبتعد عنه كل منهما يفكر بكثرة في تلك الكلمات التي قالها رعد قبل لحظات، لحظات فقط وسمعا دقات علي باب الغرفة، دخل الطبيب مبتسما يتمتم في مرح:. - ها يا سيدي انا ما رضتش اقول اهو، عملتلهم المفاجأة قطبت مايا جبينها في عجب مما يقول الطبيب وجهت انظارها له تسأله: - مفاجأة ايه توسعت ابتسامة الطبيب أكثر ينظر ناحية مايا يتمتم مبتهجا: - استاذ أدهم فاق من الغيبوبة النهاردة الصبح قبل ما حضرتك تيجي بحوالي 3 ساعات ونص وعملناله الفحوصات والاشعة اللازمة والحمد *** صحته في تحسن مستمر، بس رفض تماما أن المستشفى تبلغكوا وقال عايز يعملها مفاجأة. نظر رعد لمايا كل منهما في دهشة أعينهم متسعة مما سمعوا ليلتفت رعد ناحية ادهم يتمتم مدهوشا: - يعني مش خطتي هي اللي صحتك خرجت ضحكة ساخرة ضعيفة من بين شفتي أدهم، استند علي كفيه ينتصف جالسا ببطئ اراح جسده نظر لادهم ساخرا يتمتم في تهكم: - خطتك دي يا حبيبي كبيرها تحصل في الأفلام الهندي، أنت كنت مطبق علي قناة ايه إمبارح عشان تطلع لنا بالفكرة الجهنمية. ضحك رعد عاليا رفع يده يعبث في خصلات شعره بخفة ينظر لادهم في حرج يتمتم: - ماشي يا سيدي مقبولة منك، المهم دلوقتي حمد *** علي سلامتك اقترب رعد من أدهم يعانقه بخفة مراعاة لحالته الصحية همس جوار اذنه يصوت خفيض معاتب: - كفاية كدة يا أدهم، انتوا تجاوزتوا كل الحدود بينكوا، يا عم اكتبوا الكتاب وابقي اعمل اللي إنت عايزه ابتسم أدهم حين ابتعد رعد عنه ينظر له ممتنا يتمتم في خفوت: - شكرا يا رعد. ودعهم رعد وغادر، ليخرج الطبيب بعده قد تم بالفعل كافة الفحوصات الخاصة به بعد أن أستيقظ من الغيبوبة فلا داعي لوجوده الآن، تنهد أدهم في ضيق يشعر به يقيد أنفاسه، نظر ناحية مايا لتراها تنظر ناحيته نظراتها مزيج من العتاب والغضب تتنفس بسرعة وعنف، ظلت صامتة للحظات قبل أن تصيح فيه غاضبة: - يعني إنت صاحي وفايق وسايبني هموت من القلق عليك وعمالة اتحايل عليك عشان تصحي وأنت اصلا صاحي. ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيه ينظر لها مبتهجا في مرح، خرجت ضحكة صغيرة من بين شفتيه يتمتم معتذرا: - أنا كنت نايم و**** لما جيتي العلاج اللي بيدهولي بيخليني مش حاسس بحاجة خالص ولما بدأت اركز مع صوتك عشان اصحي، جه أستاذ رعد يمثل مسرحيته فقولت اشترك معاكوا أنا من زمان بحب التمثيل انتي عارفة.. خرجت ضحكة خفيفة مرحة من بين شفتيها رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة شدت بيديها علي المقعد تمنع جسدها العاصي من أن يركض ناحيته يرتمي بين أحضانه تنهدت تهمس في شوق: - نفسي احضنك اوي يا أدهم لم يقل شوقه بل يزيد فاضت عينيه بانهار من الشوق المصفي كالعسل، حرك رأسه إيجابا يهمس في حالمية عاشق: - وأنا هموت واشدك لحضني اوي يا مايا، بس رعد عنده حق، احنا غلطنا اوي. اخفضت رأسها ارضا في حرج بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا كأنها **** صغيرة مذنبة، لتسمعه يكمل بعذاب: - احنا الاتنين كنا عارفين اننا مش اخوات ومع ذلك كنا بنستهبل، كل مرة كانت الدنيا بتحاول تفوقنا من الي كنا فيه ومع ذلك ما كناش بنتعلم الدرس رفعت وجهها إليه مرة اخري تؤيد برأسها ما يقول هو حقا محق، ابتسم هو ينظر لها باشتياق حمحم يقول في جد:. - أنا بحبك يا مايا وانتي عارفة أنا بحبك قد ايه، بس لحد ما نكتب الكتاب لو قربتي مني هلطشك بالقلم علي وشك توسعت عينيها في دهشة ترمش بعينيها في ذهول، بينما اكمل هو بنفس النبرة الحادة الضعيفة: - وأنا بردوا نفس الحكاية لو جيت جنبك صوتي وقولي متحرش. خرجت ضحكاتها ما أن نطق تلك الجملة تحرك رأسها إيجابا، ظلا ينظران لبعضهما البعض للحظات طويلة صامتة ابتسامة واسعة جميلة تعرف طريقها لثغر كل منهما، كادت أن تتوه عيني أدهم في حسنها الناعم، ليحمحم سريعا يحاول أن يستفيق من حالة الخدر التي تسلب لبه ما أن يراها، ابتسمت مايا في نعومة تهمس له: - أنا هروح اكلم بابا أبلغه، حمد *** علي سلامتك. تحركت تخرج من غرفة تتحرك عيني أدهم معها تنهد بحرارة ما أن خرجت ليرفع يده يخللها في خصلات شعره يتمتم بولة: - امتي بقي! علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي توقفت سيارة حسام في حديقة المنزل، نزل منها سريعا يتحرك بخطي سريعة متعجلة ناحية باب المنزل، رفع يده يدق الباب عدة مرات ينظر لساعة يده يحرك ساقه اليسري في توتر، في تلك اللحظات كان حمزة لا يزال مستيقظا يعمل علي حاسبه المحمول، مد ذراعيه يتثأب ناعسا قضي ساعات مع تلك البرامج يحاول فقط أن يحكم خيوط الأمان حول ابنة شقيقه، قطب جبينه متعجبا ما أن سمع صوت دقات علي باب المنزل، تُري من الطارق، تحرك من مكانه قبل أن تخرج احدي الخادمات اقترب من الباب فتحه لترتسم ابتسامة صغيرة حانية علي شفتيه، ذلك هو الابن البكر لشقيقه اسمه حسام علي ما يتذكر، هو حقا يشبه أخيه، توسعت ابتسامة حمزة يردف مرحبا:. - اهلا اهلا، خش يا حسام مش حسام بردوا تعالا يا ابني البيت بيتك ما تتكسفش حمحم حسام في خفوت يومأ برأسه إيجابا خطي للداخل، ليجد ذلك الرجل يلف ذراعه حول كتفيه نظر حسام له متعجبا ليتمتم حمزة مبتسما: - بس ايه ياض دا، نسخة من أبوك، أنا من اول مرة شوفتك فيها و**** كنت شاكك فيك، ساعات عيد ميلاد لينا، اقعد يا ابني دا بيتك. ارتسمت ابتسامة صغيرة قلقة علي شفتي حسام فتح فمه يريد أن يقول شيئا هاما ولكن منعه حماس حمزة المبالغ فيه حين بادر يقول مبتسما: - أنا بقي يا دكتور عمك حمزة ابقي تؤام ابوك، أنا احلي طبعا ابتسم حسام في اصفرار يحرك رأسه إيجابا تنهد يزفر حانقا حين بادر حمزة من جديد: - أنت دكتور ايه بقي. ابتسم حسام ساخرا لا يعرف ما يقول كان طبيب في قسم النساء قبل أن يدخل هذه العائلة ولكن بعد أن دخلها بات طبيب في جميع التخصصات الخاصة بالعائة عامة وبسارة خاصة!، حمحم حسام يحادث عمه: - نسا وتوليد، معلش أنا كنت عايز بابا في موضوع مهم جداا ما ينفعش يتأخر اومأ حمزة برأسه إيجابا رفع يده يربت علي كتف حسام يحادثه مبتسما: - طب اقعد يا حبيبي وأنا هطلع اصحي أبوك. ابتسم حسام له ممتنا، ليأخذ حمزة طريقه لأعلي حيث غرفة أخيه يفكر قلقا أي مصيبة يحمل حسام الآن، خالد لم يعد يملك طاقة لحمل المزيد من المصائب تنهد قلقا ما أن وصل لغرفة أخيه، ليرفع يده يحرك ذلك المقبض الصغير المحفور داخل الحائط ليتحرك الحاجز العازل الزجاجي للرصاص والصوت ويظهر باب الغرفة خلفه ابتسم حين تذكر آخر محادثة له مع أخيه بشأن ذلك العازل. « بقولك يا حمزة أنا بفكر أخلي باب أوضة عازل مش عايز دوشة - وافرض حصل مصيبة، او اتخانقت مع لينا، او لينا تعبت مثلا في الأوضة وحبت تنادي علي حد - خلاص يا عم مش هعمله - ركب العازل لوحده - هو ينفع! - التكنولوجيا اتغيرت عن زمان يا خالد » عاد حمزة من شروده القصير ليرفع يده يدق علي الباب بخفة، طرقة اثتنين، ثلاثة، الي أن سمع صوت أخيه الناعس يتمتم من الداخل: - ايوة طيب. لحظات وفتح خالد باب الغرفة ليظهر وجهه الناعس شعره المبعثر عينيه الحمراء من أثر النوم، تثأب ينظر لأخيه ناعسا: - ايه يا حمزة في ايه علي الصبح، كان عندي حق لما كنت عايز اعمل الباب عازل ضحك حمزة ساخرا ليمد يده يضعها علي كتف أخيه اخفض صوته قليلا ليهمس له بصوت خفيض: - حسام تحت وبيقول عايزك في حاجة مهمة. توسعت عيني خالد قلقا، حسام هنا، شهد أصابها مكروة بالطبع، او الاسوء زيدان حدث له شئ، تحرك يود النزول لأسفل، ليجد كف حمزة يقبض علي يده يمنعه من التقدم خطوة واحدة نظر خالد لأخيه متعجبا، ليشير حمزة الي مظهره المزري يتمتم مشمئزا: - هتنزل بمنظرك دا، شكلك ولا المتسولين... نظر خالد لحالته المزرية ليبتسم دون مرح ابتسامة جافة قلقة، حرك رأسه إيجابا سريعا ليعود لغرفته، بينما أخذ حمزة طريقه إلي غرفته، دق الباب كعادته، ليسمع صوت درته الغالية يأذن بالدخول، ابتسم يدير مقبض الباب دخل ليراها هناك جالسة فوق الفراش تفرك عينيها تتثأب ناعسة، ابتسم يقترب منها جلس جوارها يغمغم ببهجة: - واضح اني بقيت منبة ماشي اصحي البيت كله. نظرت بدور ناحيته دون أن تبتسم حتي، رمته بنظرة عتاب قاسية لتشيح بوجهها بعيدا عنه، ارتفع جانب فمه بابتسامة متعجبة قطب جبينه، لحظات فقط وصدم جبينه براحة يده حين تذكر ما حدث بالأمس، حمحم يبتسم في ببشاشة ليقترب منها لف ذراعه حول كتفيها يتمتم مبتسما: - ياااه انتي لسه زعلانة من امبارح، يا حبيبتي أنا قولتلك ما بعرفش اشتغل وحد بيتكلم جنبي، وأنا كنت بعمل شغل مهم امبارح جدا... عادت تنظر له من جديد تنهدت تهمس له بتوتر: - ايوة بس أنت زعقت جامد وسيبت الأوضة وخرجت... تنهد يأسا ليقترب طبع قبلة صغيرة علي جبينها يهمس له معتذرا: - حقك عليا يا درة خلاص بقي ما تقفشيش. ابتسمت ساخرة من حالها باتت تغضب وهو يراضيها لانه فقط ترك الغرفة لأجل عمله ولو كان أسامة لكان أقام الدنيا فوق رأسها، ابتسمت تنظر له تشعر بارتياح، أمان، قاطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه، جذبه من جيب سرواله ليجده يضئ باسم ابنته، فتح الخط وضع الهاتف علي أذنه: - ايوة يا مايا، خير يا حبيبتي لحظات صمت قصيرة سمع بعدها صوت ابنته المرتعش الباكي وهي تهمس له: - أدهم فاق يا بابا! شخصت عينيه في ذهول توقف نابضه للحظات أدهم **** الصغير عاد من جديد، ادمعت عينيه تسارعت دقات قلبه تكاد تفجر صدره، فقط جملة واحدة هي من استطاع التفوة بها: - أنا جاي حالا اغلق مع ابنته الخط ليهب واقفا يلتف حول نفسه يهذئ من شدة فرحته: - أدهم فاق، ابني، ابني، فين هدومي، هدومي فين، ابني. تحرك خالد لأسفل سريعا بعد أن هندم هيئته المبعثرة، نزل بخطي سريعة لأسفل ليجد حسام هناك يجلس علي أحد المقاعد يبدو متوترا من حركه ساقه المتوترة السريعة، اقترب منه سريعا يسأله قلقا: - حسام، في ايه يا ابني طمني، زيدان كويس، امك حصلها حاجة حرك حسام رأسه نفيا تنهد يخرج أنفاسه القلقة نظر لوالده للحظات ليتمتم راجيا:. - بابا، ارجوك ماما عايزة تشوفك إنت ودكتورة لينا ضروري، أرجوك يا بابا، دي كانت عايزة تيجي هي ليكوا بس حالتها ما تسمحش خالص، أنا مش عارف هي عايزة ايه، بس هي قالتلي ما ترجعش من غيرهم. انتاب خالد القلق من كلمات حسام، ماذا تريد شهد من لينا، لما ترغب في رؤيتهما معا وبذلك الإلحاح، لينا لن توافق بالطبع علي ذلك، تنهد حائرا رفع رأسه ينظر لأعلي السلم، ليحرك رأسه إيجابا، ترك حسام يقف مكانه ليتحرك لأعلي حيث غرفته ما أن دخلها واغلق الباب، انفتح باب غرفة حمزة يخرج منها مهرولا خلفه بدور يمسك بيدها يجذبها معه بعد أن أوصت تلك المربية الإنجليزية التي جلبها حمزة لتخفف عنها أعباء الصغار، تحركت معه هي من اصرت علي الذهاب معه وهو لم يعترض، تحركا معا لأسفل، ليقابلا حسام في طريقهما، اقترب حمزة منه يعانقه بقوة وحسام ينظر له مدهوشا مما فعل ابعده حمزة عنه قبض علي ذراعيه يبتسم فرحا:. - وشك حلو يا حسام! قالها ثم غادر سريعا وخلفه تلك السيدة، وقف حسام ينظر في اثرهم مدهوشا ليصدم كف بآخر يتمتم متعجبا: - دا العيلة المجنونة دي. في الأعلي ما أن دخل خالد إلي غرفته سمع صوت صنبور المياة يأتي من المرحاض، لينا تستحم بالطبع وقف للحظات يدس يديه في جيبي بنطاله يفكر، ان أخبرها بأنه يريد منها الذهاب لشهد سترفض بالطبع وينتهي الأمر بانهيارها باكية كما يعرفها إذا فهي الحيلة!، تنهد يحاول أن يرتب كذبة سريعة في رأسه، حرك رأسه إيجابا يحكم خيوط كذبته، في لحظة خروجها من المرحاض ترتدي ثياب عملية يبدو أنها علي وشك الخروج، نظرت لوقفته الغريبة للحظات لتتوجه ناحية مرأة الزينة تحركت تجفف خصلات شعرها بمنشفة لتراه من خلال المرأة عينيه مصوبة ناحيتها، ابتسمت في اصفرار لتلتقط فرشاة شعرها تمشطه حين سمعته حين سمعته يسألها:. - انتي رايحة فين وضعت الفراشة من يدها لتلتفت له عقدت ذراعيها أمام صدرها ابتسمت دون حياة تتمتم ساخرة: - ايوة رايحة شغلي عندك مانع رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه ينظر لعينيها يقول مبتسما: - وأنا من امتي منعتك من شغلك! ارتسمت ابتسامة واسعة متهكمة علي شفتيها لتعاود النظر للمرأة ترتدي حجابها نظرت له بواسطة سطح المرأه تتمتم ساخرة: - نص عمرك بس! تنهد حانقا لينا باتت سليطة اللسان بشكل يجعله يود أن يعود لتلك الشخصية المريضة التي كانت تسيطر عليه قديما ليتخلص من شفرات لسانها الحادة، تنهد حانقا يحاول أن يهدئ، تحرك ناحية للأمام يقف خلفها ابتسم يتمتم في تروي: - أنا عايزك تيجي معايا مشوار مهم وضروري أوي رفعت حاجبيها في سخرية اكملت ارتداء حجابها دون أن تلتفت له تتمتم بخواء: - فين. نظر لتلابيب قميص بدلتها النسائية ليثني «ياقته» المرتفعة، ابتسم يتمتم في هدوء: - هقولك لما نوصل وضعت الدبوس الأخير في حجابها لتلتفت له تنظر له بقسوة تتمتم في تهكم: - عيزاني اروح معاك مكان أنا مش عرفاه تحركت تود تجاوزه ليقبض علي كفها جذبها لتعود إلي ما كانت واقفة تنظر للمرأة تري وجهه من خلال سطحها، بلعت لعابها مرتبكة حين سمعته يغمغم بصوت خفيض عينيه تأسر مقلتيها رغما عنها:. - ما انتي يا أما روحتي معايا من غير ما تعرفي هنروح فين او هنعمل ايه، لما خرجنا من البيت دا زمان، كنا ماشيين في طريق المجهول مش عارفين حتي الدنيا هتاخدنا علي فين ومع ذلك عمرك ما سبتيني، كنتي بتقولي دايما كفاية اننا مع بعض، لآخر مرة يا لينا تعالي معايا من غير ما تكوني عارفة احنا رايحين فين. ادمعت عينيها رغما عنها كم أرادت أن ترفض قلبها لا زال يصرخ من ألم ما فعله بها الا أنها حركت رأسها بإيجاب مسلوب الإرادة دقائق وكانت تتقدمه ينزلان لأسفل، توسعت إبتسامة حسام ما أن رآها ليهب سريعا يحادثها ممتنا: - متشكر يا دكتورة، متشكر اوي. قطبت جبينها متعجبة علي ما يشكرها ذلك الفتي تنهدت تنظر لخالد تسأله بعينيها ليبتسم لها في هدوء يتحركان سويا للخارج، تحرك حسام لسيارته، بينما استقلت هي السيارة جواره يتجهوا جميعا الي حيث هي فقط لا تعلم... صباح يوم جديد مختلف، في مكان جديد عرفته بالأمس فقط، غرفة نوم في شقة زوجها معاذ!، باتت زوجة معاذ كما كانت تريد، تخلصت من لعنة زيدان نهائيا، إذا لما ليست سعيدة لما تشعر بألم بشع ينخر قلبها، وكان سوطا من نار يجلد روحها، اعتدلت في جلستها تخفي وجهها بين كفيها تتنفس بعنف، بعد ذلك الكابوس الذي حلمت به ليلة أمس، رأته هو بعدها في حلم سعيد، رفع يدها تخلل أصابعها في خصلات شعرها بعنف تزفر بحرقة لما تلك الحيرة هي من ارادت واختارت هي من، قاطع سيل افكارها صوت رنين هاتفها برقم والدتها، ابتسمت بشحوب التقطته تجيبها بصوت هامس ناعس:. - صباح الخير يا ماما سمعت صوت والدتها المتلهف يسألها: - صباح النور يا حبيبتي، عاملة ايه يا لوليتا، اوعي يكون الواد دا زعلك او فرض نفسه عليكي ضحكت لينا في خفوت شاحب تحرك رأسها نفيا بخفة تحدثت بهدوء تطمأن والدتها: - أنا كويسة يا ماما ما تقلقيش معاذ كويس وطيب ومقدر حالتي النفسية كويس، ما تقلقيش عليا. بعد حديث ليس بطويل مع والدتها طمأنتها عليها وودعتها تغلق الخط، القت الهاتف علي فراشها، قامت من الفراش وقفت جواره تأخذ أنفاس قوية تطفي بها نيران قلبها القلق تحادث نفسها بحزم: - كل حاجة هتبقي كويسة، معاذ كويس وبيحبني، هتتأقلمي يا لينا... قلبها رفض وبشدة تلك الكذبات التي تخرج من فمها، تحركت ناحية حقيبة ملابسها التي لم تسنح لها الفرصة لإخلاء محتوياتها بعض اختارت احدي ملابسها البسيطة العملية التي تستخدمها في الخروجان العاجلة، تحركت للمرحاض اغتسلت تبدل ثيابها خرجت، تمشط خصلات شعرها، لتتجه ناحية باب الغرفة فتح قفل المفتاح لتطل برأسها للخارج المكان هادئ بشكل مخيف، في وسط ذلك الهدوء اخترق انفها رائحة طعام حقا شهية، تحركت من الغرفة تنظر حولها، منزله حقا الكثير من الغرف التي لا تعرف حقا ماذا يوجد خلف أبوابها المغلقة تحركت ناحية الخارج، تتلفت حولها كأنها **** ضائعة. - بووو صاحت حين جاء الصوت من خلفها مباشرة انتفضت من مكانها تنظر خلفها لتجد معاذ يقف خلفها يضحك عاليا علي منظرها الخائف، نظرت له حانقة تتمتم: - حرام عليك خضتني تعالت ضحكاته أكثر يشير لها يردف من بين ضحكاته: - كان لازم تشوفي شكلك لما اتفزعتي كشرت جبينها تنظر له بحدة، ليحمحم هو بحرج ينظر لها معترزا: - أنا آسف و****، أنا بس كنت بهزر معاكي. مزحة سخيفة لم تحبها ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا، ليقترب هو خطوة اخري منها يسألها قلقا: - رعبتيني امبارح عليكي انتي كويسة اومأت برأسها بالإيجاب من جديد تتهرب بعينيها بعيدا عنه، لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه، اقترب يمسك بكف يدها يجذبها خلفه يحادثها بفخر مبتسما: - تعالي تعالي هتلاقيكي واقعة من الجوع أنا عملك اكل عظمة، وبصراحة أنا واقع من الجوع ومش هاكل من غيرك. تحركت معه دون اعتراض يمر أمام عينيها وهي تسير معه مشهد قديم لزيدان وهو يعد لها الطعام في اليوم التالي لزفافهم «- علي فكرة يا زيدان أنا عارفة أنك مش جعان وأنك عملت الاكل عشاني، ». ادمعت عينيها ما أن وصلت لتلك الجملة، مدت يدها تمسح دموعها سريعا قبل أن يلتفت معاذ ويراها تبكي ويمطرها بوابل من الأسئلة التي لن تنتهي، وصلا معا الي طاولة الطعام الممتلئة بكل بالكثير والكثير من الانواع الشهية جذب لها المقعد لتعطيه ابتسامة صغيرة جلست علي المقعد ليدفعه بها إلي الإمام قليلا، ليجلس جوارها، نظرت هي ناحيته في لمحة خاطفة لتقطب جبينها في عجب، تنظر لذلك الوشم الغريب الذي يحتل باطن ذراع معاذ رفعت وجهها إليه تسأله مستنكرة:. - ايه يا معاذ الوشم الغريب دا حد يعمل وشم تعبان!، وبعدين الوشم حرام اصلا! تحرك متلهفا إلي غرفة ولده، فتح الباب سريعا ينظر للداخل ليراه تسارعت دقات قلبه حين رآه يجلس يتحرك، عاد للحياة من جديد بعد سبات طويل اجهد قلبه هو، نظر أدهم لأبيه لتدمع عيني كل منهما، اقترب حمزة بخطئ بطيئة يجر ساقيه ناحية أدهم، إلي أن وصل لفراشه جلس ينظر لأدهم مشتاقا للحظات طويلة قبل أن يرتمي كل منهما بين أحضان الآخر، شدد حمزة علي عناق أدهم بينما انهمرت دموع الأخير يهمس له نادما:. -سامحني يا بابا أنا آسف، سامحني لحظات فقط وأبعد حمزة ادهم عنه قليلا احتضن وجهه بين كفيه يمسح بإبهاميه دموع ولده المنسابة ابتسم له يهمس نادما: - أنا اللي مفروض اقولك سامحني، اقولك حقك عليا، وحشتني اوي يا أدهم، وحشتني اوي يا ابني انهمرت دموع ادهم تصاحبها دموع حمزة ليعود لعناقه من جديد، يربت علي رأسه برفق، بعد دقائق طويلة ابعده عنه ينظر له مبتسما، ليقبل جبين ابنه يهمس فخورا: - **** يخليك ليا يا إبني. دقات علي باب الغرفة تلاها دخول الممرضة الي الحجرة، ابتسمت تردف: - صباح الخير يا جماعة، ميعاد الدوا ابتعد حمزة عن الفراش لتقترب الممرضة منه تعطي لادهم ادويته، أخرجت سرنجة فارغة تقترب من ذراع ادهم، ليصفر وجه الأخير حرجا هل يخبرهم بأن يعاني رهاب شديد من الحقن، حمزة فقط من يعلم، نظر أدهم لوالده خائفا لتتعالي ضحكات حمزة ينظر للممرضة: - ليه الحقنة دي نظرت له الممرضة تبتسم في هدوء تتمتم بعملية:. - الدكتور طلب تحليل دم أبتعد ادهم للخلف ينظر للممرضة مرتبكا ابتسم يغمغم متوترا: - لالالا أنا كويس صدقيني مش محتاج تحليل ولا حاجة، أنا كويس جداا نظرت له الممرضة متعجبة بينما انفجر حمزة في الضحك أدهم لم يتغير منذ إن كان طفلا يخشي « الحقن »، تقدم حمزة يقف أمام فراش ادهم يحادثه بحزم: - افرد دراعك ياض، وبعدين حد يبقي قدامه ممرضة قمر زي كدا ويخاف من شكة. ابتسمت الفتاة في خجل، تعاود النظر ناحية أدهم بينما نظرت مايا وبدور في غيظ شديد إلي حمزة، بدور زوجها يغازل اخري أمامها أما مايا، فوالدها العزيز يخبر حمزة بأن هناك فتاة جميلة أمامه وربما اجمل منها أيضا، نقل حمزة عينيه بينهما قلقا ليهمس في نفسه بخوف: - هو في ايه، بيبصولي كدة ليه! ومن مشفي لاخري وقفت سيارة حسام وخلفها مباشرة سيارة خالد ولينا أمام المشفي التي تقطنها شهد، تحرك حسام ناحية خالد يهمس له برقم غرفة والدته الجديدة، ليحرك خالد رأسه إيجابا، تحرك حسام يسبقهم، امسك خالد بيد لينا يتحرك معها للداخل، هي حقا لا تفهم ما يحدث قلبها يدق بسرعة البرق بشكل غريب غير مفهوم، توجه معها الي احدي الغرف دق بابها، قبل أن يدخل، ما إن وطأت قدميها للداخل توسعت عينيها في صدمة حين رأتها شهد بالطبع عرفتها تلك التي كانت بين أحضان زوجها قبل أيام، نظرت لخالد ترميه بنظرة نارية قاتلة، تحركت ترغب في الفرار حين سمعت صوتها يناديها بصوت ضعيف مجهد:. - ارجوكي يا لينا استني ما تمشيش ارجوكي وقفت لينا مكانها للحظات قبل أن تلتفت لها زفرت حانقة تحادثها بضيق: - نعم خير، عايزة ايه نظرت شهد لها تبتسم في شحوب لتعاود النظر لحسام تحادثه: - خد ابوك واستنوا برة شوية معلش وقفت مكانها تهز ساقها اليسري بعنف تنظر لغريمتها تتوعد لخالد ما أن تغادر، عاودت النظر لشهد التي تنهدت تهمس لها بشحوب واضح:. - أنا عارفة أنك مش طيقاني واكيد مش طايقة خالد، وانا لحد قبل ما اعمل العملية ما كنتش بكره حد في حياتي قدك توسعت عيني لينا تنظر لها في غيظ لتبتسم شهد تكمل ما تقول: - بس لما قربت من الموت اوي كدة، اكتشفت أن الدنيا دي مش مستاهلة يا لينا، مش مستاهلة انتقام وحقد، اقعدي وأنا هحكيلك كل حاجة. زفرت لينا حانقة رغما عنها اطاعت فضول الاثني داخلها لتتوجه الي اقرب مقعد من فراش شهد جلست عليه تنظر لها لتبتسم الأخيرة تهمس بخفوت نادم:. - من زمان وانا عيلة صغيرة كنت بشوفك دايما وانتي ماسكة في ايد خالد بيوديكي ويجيبك، كنت بشوف ابتسامتك وفرحتك واتمني اني ابقي مكانك، لحد ما حصلت المعجزة وجت زينب هانم تطلب ايدي لابنها، قد ايه كنت سعيدة اوي، اخيرا كل الحب والحنية اللي كنت بشوفه وهو بيعاملك، هيعاملني أنا اكيد كدة، بس كنت غلطانة خالد عمره ما حبني، خالد مهووس بيكي، عمره ما نطق اسمي من غير ما يغلط وينطق اسمك قبله، قد ايه كنت بتكوي وهو في حضني وبينطق اسمك، بيقولك قد ايه هو بيحبك، حتي لما عرف اني حامل، كان خايف اوي، احسن ترفضيه لما ترجعي لو عرفتي أنه مخلف، علي قد حبه ليه علي قد ما اتقهرت منه وكرهته وكنت عايزة بس انتقم منه، بعد ما خالد طلقني، جه مختار ابن عمي وطلب ايدي، مختار كان أحن إنسان فئ الدنيا حقيقي، كان بيحبني اوي، كتير سألته أنت ليه بتحبني اوي كدة، كان دايما يقولي القلب ليه أحكام، عوضني أنا عن كل حاجة وحشة حصلتلي، لحد ما مات. بدأت عيني شهد تزرف الدموع بكثرة نظرت للينا تهمس بحرقة ممتزجة بقهر:. - مات وخد معاه كل حاجة حلوة، ورجع خالد ظهر تاني، ورجع احساسي بالقهر والكرة والانتقام، كنت عايزة اخد حقي منه بأي شكل، وأنا عارفة أنه بيحبك، بيحبك اوي وأكتر حاجة ترعبه أنك تضيعي منه، عشان كدة عرضت عليه يتجوزني، كنت بحس إن انتقامي بيتحقق وأنا شيفاه قدامي بيتعذب خايف قلقان، أنا عمري ما كنت هسمحله أن هو يلمسني ابدا، بس كنت بحب اشوف عذابه في عينيه وهو متوتر ومش عارف يعمل ايه. نظرت شهد ناحية لينا لتراها ترميها بنظرات حادة نارية ابتسمت شهد في خفة تردف: - ما تبصليش كدة الانتقام واللي شوفته من جوزك زمان يخليني اعمل اكتر من كدة، بس لما قربت اوي من الموت، اكتشفت ان كلها حاجات تافهة فارغة، الدنيا عرض سينما وهيخلص، عشان كدة انا حبيت اشوفك، لينا خالد مش بيحبك بس دا بيعشقك، أنا آسفة سامحيني بس صدقيني أنا كنت موجوعة أوي وكنت عايزة انتقم بأي شكل، ممكن تنادي خالد ارجوكي. تنهدت لينا حزينة علي حالها، غاضبة منها تحركت ناحية باب الغرفة تهمس باسم خالد، دخل الأخير للغرفة يقترب من فراش شهد بصحبة لينا، ابتسمت شهد لهما معا تردف بنبرة حزينة مجهدة: - أنا مسمحاك يا خالد وفهمت لينا علي كل حال، بس عايزة منك طلب أخير، طلقني مش عايزة اموت وأنا علي ذمتك، ارجوك يا خالد تنهد خالد ينظر لها نادما ليهمس لها بنبرة مثقلة: - انتي طالق يا شهد. توسعت ابتسامتها تشكره بامتنان، نظرت ناحية لينا تشير لها لجانب الفراش الفارغ لكي تقترب منها، تحركت لينا بخطي بطيئة جلست جوارها لتمسك شهد بيد لينا تحادثها بلهفة: - وصيتك حسام يا لينا، أنا عارفة انك طيبة وهو و**** بيحبك أوي، خلي بالك منه هو صحيح دكتور معدي ال30 بس ما بيعرفش يعمل لنفسه كوباية شاي، خلي بالك منه وحياة خالد، هسألك عنه يا لينا لما اقابلك. أدمعت عيني لينا تنظر لشهد مشفقة حزينة، حركت رأسها إيجابا تهمس لها برفق: - انتي هتبقي كويسة وهتاخدئ انتي بالك منه ابتسمت شهد بشحوب تحرك رأسها إيجابا، تهمس لها: - معلش عايزة افضل مع حسام لوحدنا، ممكن تناديهولي. حركت لينا رأسها إيجابا سريعا، تحركت للخارج التفت خالد لشهد يبتسم لها ممتنا لترد له الابتسامة باخري شاحبة تحرك رأسها إيجابا، تحرك للخارج في لحظة دخول ولده، وقف بالخارج أمام لينا ينظر لها يبتسم في عشق لن ينتهي لترتسم علي شفتيها ابتسامة صغيرة أغمضت عينيها تقترب منه ليفتح ذراعيه سريعا يضمها لاحضانه، لحظات طويلة هادئة، لم يكسرها سوي تلك الصرخة الفزعة: - ماااامااا، ماما ردي عليا، ماااااماااا. [/QUOTE]
إدراج الإقتباسات…
التحقق
1+1
رد
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
أسير عينيها الجزء الرابع | السلسلة الرابعة | حتى الجزء التسعين 10/10/2023
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
موافق
معرفة المزيد…
أعلى
أسفل